"رقصة القرد".. هستيريا الهروب عند الشباب السودانيين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-10-2004, 01:00 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"رقصة القرد".. هستيريا الهروب عند الشباب السودانيين

    ابتدعها البعض للتخلص من همومه الاقتصادية ومسؤولياته

    "رقصة القرد".. هستيريا الهروب عند الشباب السودانيين


    يبدو أن أكثر الفئات تأثرا في المجتمعات هم فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-22 سنة، فهي فئة مندفعة تبحث على الدوام عن الجديد، وتحاول في أغلب الأحوال ابتكار أساليب وأنماط اجتماعية سلوكية تبقيها تحت دائرة الاهتمام وتسلط عليها الضوء بعد فشلها في احتلال مراكز اجتماعية تحقق لها التوازن النفسي المطلوب، ولم يكن غريبا أن يحدث تحول رهيب ومقلق في أدوات التعبير عن الذات في المناسبات الاجتماعية السودانية مثل مناسبات الزواج وملحقاتها الممتدة التي يشكل الرقص فيها الأداء الأمثل للتعبير عن الذات والمشاركة الاجتماعية كسياق اجتماعي تكاملي يضم الكيانات الاجتماعية.

    لكن الغريب والمدهش هو التحول الكبير في نمط التعبير عن الذات إلى أشكال أقرب للهيستيريا الجماعية من خلال أسلوب رقص ابتدعته شريحة الشباب أطلق عليه “رقصة القرد” وهي عبارة عن حركات تستخدم فيها جميع أجزاء الجسد لتقمص شخصية القرد في حركته تعبيرا عن المتعة والمشاركة حتى صار شكل المناسبات الاجتماعية السودانية المميز أشبه بطقوس لقبائل بدائية من القرن الحجري الأول.

    واعتبر الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين أن هذا التحول مؤشر خطير لسيادة أنماط جديدة من السلوك الاجتماعي تحمل دلالات إذا لم يتم تلافيها قد تؤدي إلى تشوه القيم التعبيرية للمجتمع السوداني.



    خلفية الأزمة: الرقص كقيمة للتعبير ظل موجوداً ومتوارثاً بأشكال عدة ويكاد يصبح واحدا من أهم سمات المجتمع السوداني طوال التاريخ في إطاريه العام والخاص، ويمثل بالنسبة لأغلب القبائل التي يتكون منها النسيج المجتمع السوداني كقيمة رئيسية في مناسبات الأفراح والأتراح في آن واحد، وارتبط الرقص في مناطق أخرى بالرجولة ووسائل التعبير عنها، فسادت في السودان أشكال من الرقصات يؤديها الشباب في رمزية متكاملة للقوة ك”الصقرية” “والعرضة” وأشكال أخرى مستحدثة يتركز الفعل فيها على إبراز جوانب القوة ومحاولة استلهام الأبعاد المنضبطة في الحياة الاجتماعية وإبرازها.

    وظل الرقص كقيمة تعبيرية إنسانية سودانية قابلة للتطور وفقا لمقتضيات الأحوال، ولكنها غير قابلة للتقوقع أو التشويه، فالأصل فيها أنها مرتبطة بمواقف اجتماعية ذات معان ودلالات تعبر عن ثقافة مجتمع بأكمله ولهذا السبب ظلت جزءا من طقوس الحصاد في العديد من ولايات السودان وارتبطت بالنسيج السوداني وظلت ملازمة للحراك الاجتماعي من دون تشويه.

    لكن المشهد الآن قد تغير وقد يعود بالمجتمع السوداني وشبابه إلى نقطة الانطلاق من جديد وهذا ما يشير إليه الدكتور الحاج بلال أستاذ الانثربولوجيا في جامعة الخرطوم في معرض حديثه عن التغيير غير المبرر في اتجاهات الشباب في الفئة العمرية 18-25 سنة في التعبير عن الذات من خلال الرقص.

    ويضيف بلال بأن الظاهرة يمكن تفسيرها كانعكاس لمجموعة عوامل منها العامل الاقتصادي وهي نتاج طبيعي لعدم إمكانية الشباب القيام بواجبهم الاقتصادي تجاه أنفسهم وتجاه أسرهم، وهذا جانب يشل تفكير الشباب ويجعلهم يتجهون لممارسة أشياء هامشية كظاهرة “رقصة القرد” التي اعتبرها إحدى الظواهر التي تعبر عن عجز الشباب في فهم مرحلة شبابهم الحالية ورجولتهم المستقبلية،وهي تعبير عن حالة هروب من واقع فكري وأكاديمي لم يستطع الشباب التعامل معه بواقعية واستيعابه، فالمناخ العام في السودان مناخ فضفاض مليء بأطروحات تتحدث عن مثاليات كثيرة فيها الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، لكن الشباب لا يجدون أياً من هذه الاطروحات متاحاً على أرض الواقع ويصابون في هذه الحالة بصدمة تدفعهم لممارسة أنماط من السلوك غير آبهين بالقوانين أو النظم الاجتماعية أو التقاليد السائدة فتظهر تلقائيا مثل هذه التصرفات غير المسؤولة.

    وهناك جانب آخر مهم يرى بلال انه ساهم في بروز مثل هذه الظواهر إلى السطح الاجتماعي يتمثل في الرفض من الجنس الآخر فالشابات يعتبرن شباب اليوم غير مسؤولين ولا يعتمد عليهم وبتعبير أكثر دقة “شباب أي كلام” وتأتي ردة الفعل على هذا عنيفة فيها الكثير من ظلم الذات حيث لا يهمه وقتها أن يتمثل بالقرد أو حتى الشيطان.

    ويؤكد بلال أن أكثر العناصر من وجهة نظره تأثيرا على سلوك الشباب فقدان الثقة بين الجنسين، فهنالك فوضى سائدة الآن في المستوى السلوكي وبنفس القدر هناك ثبات في المستوى القيمي، لكن المعادلة أيضا حدث فيها بعض الاختلال فالشاب يريد للفتاة أن تكون مثل والدته أو جدته وهي تريده أن يكون قوي الشخصية ومسؤولاً، وعندما يتقاطع هذان الاتجاهان في الحياة اليومية العادية ويكتشف الطرفان استحالة تحقيق المطالب يلجأ كل منهما للإتيان بسلوك ارتدادي غير موزون ولا يهمه نتائج هذا السلوك على الطرف الآخر.

    ويشرح بلال نظريته قائلا: وبمعنى أدق فإن الشباب عندما يمارسون “رقصة القرد” تتبلور لديهم قناعة بعدم أهميته بالنسبة للطرف الآخر على عكس ما كان سائدا في الماضي إذ كان الشباب يهتمون جدا بالطرف الآخر ويضعون له ألف حساب قبل الشروع في أية خطوة من شأنها أن تقلل من مكانتهم عند المرأة أو المجتمع، ولأن نظرة الطرف الآخر لم تعد لها الأولوية حاليا “من وجهة نظرهم” - بسبب آرائهم السالبة - يلجأ الشاب إلى التعبير عن الاستياء من المجتمع عامة ومن نفسه ومن المرأة بهذه الطريقة.

    ويشير بلال إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في رقصة القرد أو الأصلة، ولكنها في عدم وجود دراسات ومؤسسات متخصصة تهتم بمراقبة الظواهر السالبة لدى قطاعات الشباب في بداياتها قبل أن تستفحل وتصبح مشكلة يصعب علاجها وهذه دعوى لإنشاء معهد يختص بدرء المشكلات الاجتماعية قبل حدوثها على شاكلة مؤسسات درء الكوارث.

    النمط المرضي

    وفي تناول الظاهرة ذاتها يشير الطبيب النفسي عبد الرحمن أبو دوم إلى أنها ظاهرة أخذت حيزاً وحجماً كبيرين وتباينت حولها الآراء بين مستجيب ومستهجن لكن مناقشتها بصورة علمية تتطلب أولا الإجابة على مجموعة من التساؤلات وهي متى بدأت؟ وكيف انتشرت بهذه السرعة المخيفة؟ وهل كان وجودها عفويا أم مرتبطاً بمجموعات ذات أغراض، أم أنها ظهرت هكذا فجأة من دون مقدمات؟ والإجابة على هذه الأسئلة تتطلب وقتاً وجهدا علميا حثيثا لدراستها دراسة وافية من كل الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والسلوكية لكنني أرجح وفقا للمعطيات المتاحة أن يكون وجودها وانتشارها بين الشباب خاصة لا يخرج عن احتمالين:

    الأول: أن المدخل إليها ولممارستها كان تلقائيا وغير مخطط انسابت في نسيج المجتمع كغيرها من الظواهر- دون أن نشعر بها أو نحسها وصارت جزءا من الممارسات الاجتماعية في مناسبات الأفراح.

    الثاني: ربما يكون هنالك قصد من وجودها وتفاقمها بهذه السرعة في إطار غزو المجتمعات الإسلامية التي تستهدف من كل الأعداء.

    وبعيدا عن الاحتمالات ومآلاتها يمكن مناقشة الظاهرة من زوايا أكثر عمقا فالموسيقا واحدة من المؤثرات الجيدة على النفس البشرية وليست هناك غرابة في حدوث استجابة تلقائية للموسيقا وترجمتها إلى تعابير من خلال الرقص وبنظرة خاصة للمجتمع السوداني نجد أن الرقص واحد من أهم الخلفيات التي يعتمد عليها في عمليات الحصاد في الكثير من مناطق السودان.

    والرقص يمضي أبو دوم-كتعبير عن الذات ارتبط في الأدب الشعبي والموسيقا السودانية بقيم الرجولة والبسالة والإقدام،ومازال الناس في السودان يطربون “للدلوكة” - دف شهير في السودان - ويثير فيهم النحاس كل معاني الرجولة والنخوة كإيقاعات أصيلة والتعبير عنها أيضا أصيل لكن المشكلة الحقيقية بدأت عند تواصلنا الثقافي مع الآخرين ودخول إيقاعات غير أصلية في مجتمعاتنا أثرت على إيقاعاتنا وصارت الاستجابة ضعيفة نسبيا للإيقاعات السودانية الخالصة وحدث تحول تلقائي في الاستجابة التعبيرية مثل الرقص وحدث نوع من الألفة بين المجتمع السوداني والثقافات التي تواصل معها والشباب هم أكثر فئة تأثرت بهذا التواصل وهذا في اعتقادي سبب موضوعي لبروز ظواهر اجتماعية مثل “رقصة القرد”.

    ويؤكد أبو دوم ضرورة دراسة الظاهرة بتأن وموضوعية،لأنها تمثل نمطا جديدا ورضا بالتشبه بالحيوانات كالقردة على الرغم من أن هذا النمط كان سائدا في المجتمع السوداني لكن الاختلاف كبير بين الحديث ففي الرقصات القديمة التي يسود فيها التشبه بالحيوانات كانت هنالك دلالات وقيم تدعو للفضيلة والرجولة كرقصة “الصقرية” و”الهورس” لكن أن يتشبه الإنسان والشباب تحديدا بالقردة، فهذا أمر يثير المخاوف في النفوس ويحتاج دعوة قوية للمراجعة،وهذا اتجاه يذكر الناس بفيلم حاز على جائزة أوسكار for live live قصته تدور حول أن يعيش الإنسان لحظته فقط،ولو حاولنا تحليل أن الإنسان يرضى بأن يتحول إلى قرد حتى ولو لحظات فكأنه يريد أن يحقق رؤية هذا الفيلم ويريد أن يتحلل من كل قيد.

    ويضيف أبو دوم: يبدو الدافع الحقيقي وراء هذه الممارسة وسط الشباب بهدف إمتاع الآخرين عند النظر إليه وهو يقلد الحيوانات ولكن هل يعني هذا أن الإنسان يريد العودة إلى طبيعته البدائية ووصلت النهايات به إلى القاع، ومن وجهة النظر هذه اعتقد أن الجماعية التي تمارس بها الرقصة عبارة عن حالة هيستيريا تفقد فيها الجماعة العقلانية، وهي في حالة استجابة لمؤثر خارجي لا يحكمه أي نوع من الحسابات والقيود الاجتماعية المتعارف عليها، ولديه رغبة جامحة في الخروج من القوانين والحدود الاجتماعية المتعارف عليها ويجب أن تحاول بكل الطرق محاصرة الظاهرة قبل أن تصل لمرحلة الرقص المختلط بين الجنسين لأن هذه القرود الإنسانية لن يمنعها شيء من الاستمرار في حيوانيتها.



    الإشارة الذكية: والظاهرة ليست وليدة العناصر التي ذكرت فقط لكنها ترتبط أيضا بنوعية الغناء والكلمات التي تطرح في المناسبات الاجتماعية السودانية فهي في نظر الكثيرين دافع أساسي لاختلال أدوات التعبير بغثاثتها وابتذالها وفيها دعوة صريحة للتخلي عن الذات الإنسانية والتحول إلى الأنماط الحيوانية حتى تتلاءم مع ما يطرح الطريقة التي يعبر بها عنه سواء بالرقص أو أي أداء آخر.


    ----
    http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=90889
                  

07-11-2004, 06:33 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "رقصة القرد".. هستيريا الهروب عند الشباب السودانيين (Re: sympatico)

    الاخ
    sympatico

    لك الشكر علي نقل الموضوع للمنبر...انا لا أدري عن هذه الرقصة ربما لبعدي عن السودان ولكني امل ان يساهم من يستطيع الكتابة حول هذا الموضوع...وفعلا الزول بيستغرب في الحاصل في المنبر دا

    يديك العافية
    ولك الشكر
                  

07-11-2004, 07:04 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "رقصة القرد".. هستيريا الهروب عند الشباب السودانيين (Re: Abdalla Gaafar)

    الاخ العزيز الاديب عبدالله جعفر


    تحياتي
    تسلم يا عزيزي
    يبدو ان ايقاع الحياة في السودان اسرع من ان نتابعه نحن البعيدين عنه
    هناك الكثير من الظواهر التي ظهرت خلال السنوات الاخيرة وتحتاج الى رصد وتحليل .
                  

07-11-2004, 07:18 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "رقصة القرد".. هستيريا الهروب عند الشباب السودانيين (Re: sympatico)


    Brother Symptico

    مع احترامي الشديد للدكتور أخصائي علم الاجناس, ولكني أعتقد أنه أعطى الظاهرة حجم أكبر من حجمها الطبيعي. في رأي المتواضع أن مثل هذا الرقصة لا تختلف كثيراً عن بعض الظواهر التي يولع بها بعض الشباب وفي فترات معينة وتسمى بالموضة.


    Deng.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de