الحاج وراق .... مقال يستحق القراءة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2004, 11:35 AM

Mohamed Abdulhamid
<aMohamed Abdulhamid
تاريخ التسجيل: 11-29-2002
مجموع المشاركات: 94

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق .... مقال يستحق القراءة

    مسارب الضي
    رداً على هجمة (الجنجويد) السياسي الإعلامي!! (2)

    الحاج وراق




    * ولأن الجنجويد السياسي الإعلامي خائفون الى حد الجنون، فإنهم يستخدمون آليات الدفاع عن النفس بصورة مرضية ـ يستخدمون حيل خداع الذات، وخداع الآخرين. ومن هذه الحيل الإسقاط ـ إسقاط كل عيوب النخب السياسية التي تعاقبت على حكم البلاد، إسقاطها على الجنوب لاعفاء النفس من أية مسؤولية سياسية أو اخلاقية! ولأن الوقائع التاريخية الثابتة لا تسعفهم في ذلك، فإنهم يلجأون إلى التزوير والأكاذيب والتضليل، وهذه آفات اخلاقية، ولكن الأسوأ أخلاقياً أنهم بدلاً عن الاعتراف بالمآسي الانسانية التي عاناها الجنوبيون بفعل قصور النخب المتعاقبة وفقر خيالها السياسي، وبالتالي تطهير ضمائرهم وضمائر أهاليهم من الأدواء النفسية الاجتماعية التي قادت الى هذه المآسي، كالاستعلاء والعنصرية، بدلاً عن ذلك يقلبون الحقائق رأساً على عقب ـ يقلبون الضحايا الى مجرمين والمجرمين إلى ضحايا! واضافة إلى أن آلية القلب هذه تعفي النفس من أية مسؤولية، فانها كذلك تحافظ على التعبئة الإجرامية في كامل عنفوانها، لاستخدامها لاحقاً، وسبب ذلك واضح، حيث ان الجنجويد السياسي الإعلامي اذ فشلوا في مواصلة استكبارهم على الجنوبيين فإنهم لا يريدون التخلص من نهج الاستكبار وانما التخلص من الجنوب لمواصلة استكبارهم وبصورة شاملة ومطلقة على الشماليين لاحقاً!.

    * ومن نماذج الاحتيال وخداع الذات وخداع الآخرين قول الباشمهندس الطيب مصطفى: «...التمرد اندلع لأول مرة عام 1955م قبل استقلال السودان وتولى أبناء الشمال السيادة على بلادهم. ذلك التمرد الذي شهد أبشع عمليات التطهير العرقي التي راح ضحيتها المئات من أبناء الشمال.... ادخلت الشمال في نفق الحرب المظلم لنصف قرن من الزمان بعد أن كان مؤهلاً لأن يصبح أعظم دولة افريقية لولا (ترلة) الجنوب التي عطلت مسيرته...»!.

    - لاحظ قوله: (تولى أبناء الشمال للسيادة على بلادهم)! كأنما السودان بلاد الشماليين وحدهم! ألا تقدم هذه الفقرة وحدها دليلاً دامغاً على عقلية الاستعلاء والاستبعاد التي يصدر عنها خطاب الجنجويد السياسي الإعلامي؟!

    - ثم ان من يعرف ألف باء تاريخ السودان يعلم بأن تمرد الجنوب اندلع بعد ان تولى «الشماليون» حكم البلاد، ابان الحكومة الانتقالية التي تولت السلطة في عام 1954م بينما اندلع التمرد عام 1955م، وعلى خلفية قضية السودنة ـ احلال السودانيين مكان البريطانيين ـ وكان ظلم الجنوبيين واضحا حيث من جملة ما يزيد عن 800 وظيفة لم تخصص للجنوبيين سوى أقل من عشر وظائف!.. مما اعطى الجنوبيين صورة واضحة عن تصور النخب الشمالية للسيادة، وهو ذات تصور الطيب مصطفى الآن - «تولى أبناء الشمال للسيادة على بلادهم»!!.

    وبعد الاستقلال تنصلت النخب الشمالية عن التزامها باعطاء الجنوب حكماً فيدرالياً رغم ان ذلك كان شرط الجنوبيين للموافقة على استقلال ووحدة البلاد! وظلت النخب الشمالية تتصايح ـ وبعقليتها الميالة للسجع والجناس ـ بالشعار البليد: (نو فديشن فور ون نيشن) "No federation for one Nation" «لا فيدرالية لشعب واحد». وموسيقى السجع لم تخف نشاز الشعار من حيث الاستجابة لضرورات البناء الوطني، وهكذا استمرت الحرب منذ 1955م حتى 1972م.

    وقد عارضت ذات النخب اتفاقية سلام أديس ابابا 1972م ثم نجحت في تخريبها لاحقاً بالايعاز لجعفر نميري بنقض الاتفاقية في عام 1983م منهياً بذلك فترة السلام ومجهضا أهم انجازاته السياسية!!

    وهي النخب نفسها التي تصورت امكان اكراه الجنوبيين على العروبة والاسلام، ففرضت عليهم اللغة العربية في المدارس، وفرضت عليهم الازياء الشمالية، وفرضت عليهم عطلة الجمعة، بل وفرضت عليهم تغيير اسمائهم في المدارس الى أسماء عربية اسلامية! وبلغت هذه العملية اوجها القميء في سبتمبر 1983 حين فرضت التشريعات الاسلامية على الجنوب بدعوى أن دولة الاسلام لا تقر بإعفاء غير المسلمين من تشريعاتها! والآن، وبعد ان استقوت بندقية الجنوب لم يجد ذات الاشخاص أي حرج في نسخ موقفهم السابق كأنما نزل عليهم وحي جديد! وهكذا دوماً يرفضون المطالب العادلة والمعقولة بالمزايدة والتهريج ليعودوا فيوافقوا على ذات المطالب ولكن بعد فوات الأوان! اذن فأزمة السودان لم تكن في الجنوب وانما هنا ـ في عقول نخبة الشمال الحاكمة!.

    - ولاحظ ايضا الكذب وخداع الذات في حديثه عن «أبشع» عمليات تطهير عرقي راح ضحيتها (المئات) من ابناء الشمال!. يا سلام! اذاً فكيف نصف ضحايا الجنوب الذين يربون على المليوني ضحية؟! وكيف نصف قتل الاسرى وبقر بطون الحوامل وتعلم الرماية في الاطفال؟! وكيف نصف حرق القرى وقصف المدنيين واقتلاع الملايين من جذورهم الاجتماعية والثقافية واسلامهم الى هوامش النزوح ومنافي اللجوء؟! اننا كشماليين لا يمكن ان نتحرر من عبء الاحساس بالذنب بالانكار او بالاحتيال والاستهبال أو قلب الوقائع ونشر الاكاذيب، اننا نتحرر حقاً بالاعتراف والاعتذار!!

    - وهل حقاً أعاقتنا (ترلة) الجنوب عن النهضة؟! ان النخبة التي فشلت في حسن إدارة الاختلاف وتحويله الى ثراء ومنعة، لم تكن قادرة أبداً على النهوض بالوطن. انها النخبة التي رفعت شعار (تحرير لا تعمير)!.

    فأية نهضة بهذا القصور في الرؤية، وهذا الفقر في الخيال؟! انها نخبة لم تكن تستعلي على الجنوب وحده وانما تستعلى على الشمال كذلك، ولم تكن معزولة عن جماهير الاطراف والهوامش وحسب، وانما كذلك معزولة عن قمم التفكير الانساني العالمي. ولذا ليس مصادفة انها بدلا من توعية وتنوير وقيادة الجماهير اعتمدت استراتيجيات اختصار الطريق ـ اما الاستخذاء للطائفية او للطغم العسكرية ـ وفي الحالتين لم تراهن على الجماهير ولا على كسب ولائها بخدمتها، وبالتالي لم تهتم ولم تعرف الوسائل اللازمة لانهاض البلاد او بنائها!.. وهكذا فان العقلية التي قادت الى الفشل في حل قضية الجنوب هي ذاتها العقلية التي اعاقت وعرقلت نهضة البلاد. وبدون نقد هذه العقلية وتجاوزها فإننا لا يمكن ان ننهض ابدا، لن ننهض حتى ولو كانت دولة السودان بحجم «المنشية»! ولتأكيد ذلك فليتأمل الطيب مصطفى قانونية النهضة في قوله تعالى: «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»!.

    * وانني كديمقراطي شمالي اذ اقر بالمظالم التاريخية والحالية للجنوبيين، فإنني لا اتطابق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وذلك لان الحركة سواء في تصوراتها النظرية او في ممارستها العملية لا تعطي الديمقراطية اعتبارها الكافي ولا تلح عليها ذات إلحاحنا نحن كديمقراطيين. اضافة الى ان بداخلها اتجاهات انفصالية ذات وزن تشكل الوجه الآخر لعملة الطيب مصطفى، مع الفارق الاخلاقي بأنها تشكل ردة فعل وان كانت متطرفة، هذه الاتجاهات ترفض المركزية العربية الاسلامية ولكنها بدلا من استبدالها بمنطق الحوار الديمقراطي بين مكونات الثقافة السودانية تريد استبدالها بمركزية مضادة هي المركزية الافريقانية! وكما يتبنى الطيب مصطفى تصوراً غير ديمقراطي لمفهوم الأغلبية ـ أغلبية الدين ـ فإن هذه الاتجاهات تتبنى أيضاً تصوراً غير ديمقراطي قائم على أغلبية العرق!.

    هذا اضافة إلى أن هذه الاتجاهات إذ ترفض هيمنة الوسط إلا انها تتصور السودان الجديد بوصفه ازاحة تامة للوسط! ولأن الوسط ـ ولأسباب تاريخية ـ يجوز على نسبة عالية من المتعلمين قياساً بالأقاليم الأخرى، ولديه تجربة سياسية متراكمة وخبرات ثرة في العمل الديمقراطي الجماهيري والنقابي والطوعي، كما لديه طبقي وسطي وقوى اجتماعية حديثة ـ رغم ضعفها إلا أنها اكثر تقدماً قياساً بالاقاليم الاخرى ـ لكل هذه الاسباب فإن السودان الذي يزيح الوسط لن يكون سوداناً جديداً "New Sudan" وانما سودان «المحراكة» (Neolithic)!!

    وهكذا فإنني كديمقراطي في الشمال إذ أسعى للتحرر وتحرير أهلي من العنصرية والاستعلاء فانني لا أود الانفلات من انتمائي الثقافي أو الديني أو الحضاري، كما لا أود التضحية بمصالح قوميتي الصغرى، ولكن مصالحها لا تكمن في احتقار او استعباد قوميات البلاد الأخرى، وانما على العكس تكمن مصالحها الحقيقية في الحرية لها ولسواها، ولسبب واضح وهو أن السجان مثله مثل سجينه حبيس علاقة الاضطهاد، والقومية التي تضطهد قومية أخرى لا يمكن أن تظل حرة!!
    وغداً نواصل بإذن الله سبحانه وتعالى
                  

07-04-2004, 01:09 PM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق .... مقال يستحق القراءة (Re: Mohamed Abdulhamid)

    ولاحظ ايضا الكذب وخداع الذات في حديثه عن «أبشع» عمليات تطهير عرقي راح ضحيتها (المئات) من ابناء الشمال!. يا سلام! اذاً فكيف نصف ضحايا الجنوب الذين يربون على المليوني ضحية؟! وكيف نصف قتل الاسرى وبقر بطون الحوامل وتعلم الرماية في الاطفال؟! وكيف نصف حرق القرى وقصف المدنيين واقتلاع الملايين من جذورهم الاجتماعية والثقافية واسلامهم الى هوامش النزوح ومنافي اللجوء؟! اننا كشماليين لا يمكن ان نتحرر من عبء الاحساس بالذنب بالانكار او بالاحتيال والاستهبال أو قلب الوقائع ونشر الاكاذيب، اننا نتحرر حقاً بالاعتراف والاعتذار!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de