لا يساورني الشك أن هذا الموضوع طرق مرات عديدة في هذا البورد وهو سؤال يدور في كثير من الساحات.. وقد تقدم أحد السائلين بطرحه في منبر الفكرة الحر.. أرجو زيارة هذه الوصلة وسأنقل الموضوع فيما بعد إلى هنا..
عزيزي سعادة تحية طيبة لك وللأخ محمد أحمد ولبقية القراء
طبعا غير المسلمين الذين يطرحون هذا السؤال في دول الغرب يريدون به أن يقولوا أن الإسلام لا يعطي المرأة المسلمة حقوقا مثلما يعطي الرجل.. فبينما يسمح للرجل المسلم بالزواج من المرأة الكتابية، كاليهودية والمسيحية، نجده يحرم المرأة من هذا الحق الذي يعطيها أياه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. ومن هذا يستنتجون أن الإسلام دين متخلف عما تعارف عليه كل العالم من حقوق..
وأنا لا أحتاج لكل هذا المشوار لأقول أن الشريعة الإسلامية تتناقض في كثير من وجوهها مع ما تعارف عليه العالم من حقوق للإنسان.. وعليه فإن إجابتي على سؤالك يا أخي سعادة
سؤالي لماذا يجوز للمسلم الزواج من كتابية ولا يجوز للاخر الزواج من مسلمة الا اذا اسلم..؟أليس هناك تمييز بين المرأة والرجل؟
نعم، الشريعة الإسلامية تميز بين المرأة والرجل في الحقوق في هذا الأمر.. لا جدال في ذلك.. أما الرد على الجزء الأول من السؤال الذي يبدأ بلماذا فهو كالآتي: لأن الشريعة الإسلامية تخاف على المرأة أن ترتد عن الإسلام مجاراة لدين زوجها، لمظنة تأثيره عليها أكثر من تأثيرها هي عليه.. ولا تخاف على الرجل المسلم من التحول لدين زوجته الكتابية أيضا لمظنة أن تأثير المرأة على الرجل كان أقل من تأثيره هو عليها.. هذا هو الرد..
أما إذا قلت وهل في الدين فرصة لتطوير هذه القواعد؟؟ فأقول يجب أن تكون هناك فرصة.. ولكن هذه الفرصة لا تأتي إلا بالاجتهاد فيما فيه نص قرآني.. وهذا ما تقول به الفكرة الجمهورية عموما.. ولكن هذا القول لا تجيزه المؤسسات الدينية الإسلامية الموجودة، الأزهر ورابطة العالم الإسلامي والحوزات الشيعية، والتي تجد اعترافا ليس فقط من المسلمين وإنما أيضا من منظمات وحكومات العالم..
يجب على المسلمين أن يعيدوا النظر في هذه الأمور التي يعتبرها الناس خطوطا حمراء وذلك لمصلحة الناس ولمصلحة سمعة الدين الإسلامي نفسه.. لقد سمعت هذا السؤال يأتي من نساء أوربيات وأمريكيات اعتنقن الإسلام ولكن تواجههن عقبة أن أزواجهن غير مسلمين.. فإذا تمسك الإنسان بنصوص القرآن الواضحة والتي قامت عليها الشريعة سوف يجد أنه لا بد من الإفتاء بتطليق مثل هذه الزوجة من زوجها غير المسلم حتى لو كان كتابيا دع عنك أن يكون لا دينيا.. وهناك في المقابل رجال اعتنقوا الإسلام ولكن زوجاتهم لا يدينن بأي دين، يعني لسن بكتابيات، والحكم الظاهر، بحسب النصوص الشرعية المأخوذة من القرآن تقضي بطلاق مثل هذا الرجل الذي أسلم من زوجته..
باختصار ليس هناك مخرج سوى التسليم بما طرحه الأستاذ محمود محمد طه في أمر تطوير التشريع.. ولكن على الذي يعجبه هذا الفكر، من المسلمين، ويريد تطبيقه في هذه المسألة بالتحديد أن يعلم أنه إنما يفعل ذلك على مسئوليته الشخصية.. أما الأوروبيين والأوربيات الذين يرون أن في هذا الفهم الجمهوري الذي يقول بتطوير التشريع، وبجواز الاجتهاد فيما فيه نص، فإن دساتير الدول الغربية وقوانينها تساندهم لأن هذه الدساتير ملتزمة بإعلان حقوق الإنسان.. ويبقى لهم المسئولية الشخصية في مواجهة المجتمع الإسلامي التقليدي الذي لا يقر ما يقوله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان..
نحن نعرف أن نصوص الدين اليهودي لا تجيز لليهودي أن يتزوج من غير اليهودية ولا لليهودية أن تتزوج من غير اليهودي.. والتاريخ يحدثنا أن بعض الزعماء الدينيين قد قاموا بتطليق النساء غير اليهوديات من أزواجهم اليهود الذين تزوجوا بهن في زمن السبي في بابل بالرغم من أن بعض أنبيائهم، مثل النبي أرمياء كانوا يحثون اليهود في بابل على الاختلاط بالآخرين، وقد أورد هذا الأستاذ محمود في كتابه مشكلة الشرق الأوسط في هذه الصفحات:
أما الآن فإن الدساتير الغربية قد قدمت حماية لليهود الذين يقدمون على الزواج من غير يهوديات، أو اليهوديات اللائي يقدمن على الزواج من غير يهود.. كما يبدو أن كثيرا من تجمعات اليهود الدينية، المعابد والكنائس، أصبحت تغض الطرف كثيرا عن الالتزام الحرفي بمثل هذه النصوص، وسمحت بمثل هذه الزيجات..
ولمصلحة الحوار، وحتى لا يجيء من يذكرنا بالنصوص التي تحرم زواج المسلمة من غير المسلم، وزواج المسلم من المشركة أو الملحدة أو الوثنية، وحتى لا يجيئنا من يقول بأنه ليست هناك نصوص كهذه النصوص التي أقول بها أرجو قراءة هذا السؤال والإجابة عليه التي وجدتها في أحد المواقع السلفية، وهي بالتأكيد تنطبق على ما تقول به الشريعة الإسلامية:
Quote: السؤال:
لدي شبه حول الإسلام فهل يمكن أن توضحها لي ؟ هل يجوز لمن يدين بالإسلام أن يتزوج ممن لا يدين بالإسلام دون أن يتحول للإسلام حتى بعد الزواج ؟.
الجواب:
الحمد لله يحل للمسلم أن ينكح غير المسلمة إن كانت نصرانية أو يهودية ، ولا يحل له أن ينكح امرأة من غير المسلمين تدين بغير هاتين الديانتين والدليل على ذلك قوله تعالى : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان .. ) المائدة/4 .
قال الإمام الطبري في تأويل هذه الآية : " ( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) يعني : والحرائر من الذين أعطوا الكتاب وهم اليهود والنصارى الذين دانوا بما في التوراة والإنجيل من قبلكم أيها المؤمنون بمحمد من العرب وسائر الناس أن تنكحوهن أيضاً ، ( إذا آتيتموهن أجورهن ) يعني : إذا أعطيتم من نكحتم من محصناتكم ومحصناتهم أجورهن وهي مهورهن " ( تفسير الطبري 6/104 ) .
ولكن لا يحل له أن ينكح المجوسية ولا الشيوعية ولا الوثنية أو ما يشبههم .
والدليل على ذلك قوله تعالى : ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنّ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم .. ) البقرة/221 .
والمشركة هي الوثنية التي تعبد الأحجار من العرب أو غيرهم .
ولا يحل للمسلمة أن تتزوج بغير المسلم من الديانات الأخرى لا من اليهود والنصارى ولا من غيرهم من الكفار ، فلا يحل لها أن ينكحها اليهودي أو النصراني ولا المجوسي ولا الشيوعي والوثني أو غير ذلك .
والدليل على ذلك قوله تعالى : ( ... ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه وبيين آياته للناس لعلهم يتذكرون ) البقرة/221 .
قال الإمام الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ) يعني تعالى ذكره بذلك : أن الله قد حرم على المؤمنات أن ينكحن مشركاً كائناً من كان المشرك من أي أصناف الشرك كان ، فلا تنكحوهن أيها المؤمنون منهم فإن ذلك حرام عليكم ، ولَأَنْ تُزَوّجُوهنّ من عبد مؤمن مصدق بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله خير لكم من أن تُزَوّجُوهنّ من حر مشرك ولو شرف نسبه وكرم أصله وإن أعجبكم حسبه ونسبه ..
عن قتادة والزهري في قوله : ( ولا تنكحوا المشركين ) قال : لا يحل لك أن تنكح يهودياً أو نصرانياً ولا مشركاً من غير أهل دينك . ( تفسير الطبري 2/379 ) . المصدر
من مجلة المجتمع الكويتية، أنقل لكم هذا التقرير عن مسلمات متزوجات من غير مسلمين ولكن يبدو أن التقرير يعرض الحالات السالبة ومنها يستنتج الكاتب أن هذا الزواج دائما فاشل.. ===== مسلمات في أوروبا متزوجات من غير المسلمين!
فيينا: نذير مصمودي لم تكن المهمة سهلة في العثور عليهن، وإقناعهن بالحديث عن تجربة زواجهن بغير المسلمين، لأن أكثرهن كن يعلمن أن زواج المسلمة من غير المسلم مخالفة شرعية واضحة. ولذلك رفضن تسجيل أحاديثهن، كما رفضن الإفصاح عن أسمائهن الحقيقية، وبلدانهن الأصلية، عدا واحدة لم تتحفظ في شيء لاعتقادها بأنها لم تقم بأي عمل مخالف لدينها، وأن ما يُقال عن حرمة زواج المسلمة من غير المسلم هو من قبيل "التمييز العنصري" وليس من صميم الدين!. م اقتحمت أسوار هذا الموضوع الذي ظل سراً بين جدران بعض البيوت ، مع الإشارة إلى أن الأسماء الواردة في الموضوع وهمية لا علاقة لها بالحقيقة. مريم (31 عاماً) ذات ملامح عربية، وعلى وجهها مسحة حياء، لم تستطع إخفاء حزنها، وندمها عندما ذكرت أن والديها تبرءا منها، ولم ترهما منذ خمس سنوات. تقول: في عام 1991م جاء زوجي (....) إلى بلدي (...) كمسؤول في شركة أجنبية كبيرة، حيث كنت أعمل سكرتيرة، ولأنه أصبح المسؤول الأول فيها، كانت لي علاقة وظيفية مباشرة به، تطورت فيما بعد إلى علاقة زمالة، سرعان ما تطورت إلى علاقة خاصة بدأت بالإعجاب المتبادل، وانتهت بحبّ عاطفي من جانبه في البداية. ولأني كنت أعرف أن زواج المسلمة من غير المسلم غير جائز. وتقاليدنا الاجتماعية لا تسمح بذلك، فقد تجاهلت الموضوع، وحاولت عدم الاستسلام للضعف.. لكن إلحاحه عليَّ بإعادة النظر، دفعني إلى التفكير ثانية، ومع لقاءاتنا الثنائية المتكررة وقعت في حبّه، وعشت سنة كاملة بين نارين "نار الحب ونار التقاليد" لكنه استطاع إقناعي بأن الحبّ ليس له حدود، وأن الزواج هو النتيجة الطبيعية لأي حب صادق بين امرأة ورجل!. اقتنعت بذلك، وعرضت الموضوع على أمي التي رفضته جملة وتفصيلاً، لكنه ظل سراً بيني وبينها إلى أن اقتنعت بالهروب مع من أحبني، وكنت أعرف جيداً أنه ليس مسلماً، وأن ذلك لا يجوز شرعاً. فاتحته في موضوع الإسلام، فقال إنه معجب بهذا الدين لكنه يحتاج إلى وقت حتى يدرسه ويعتنقه، وهو ما شجعني على المضي معه إلى أبعد الحدود. ومع اقتراب انتهاء مهمته في الشركة، جهزت جواز سفري وأوراقي. ثم سافرت معه إلى بلده (...) دون أن يعلم أحد بسفري... وفي بلده استقبلني أهله بحفاوة بالغة ورحَّبوا بفكرة زواجنا مع أن أخته الكبرى كانت متحفظة على ذلك. وبعد شهرين تقريباً أمضينا عقد القران، وبدأت حياتنا الزوجية... س : وأخبرت أهلك بذلك؟ ج : نعم، بعد وصولي إلى (....) اتصلت هاتفياً بأمي، وأخبرتها بكل شيء. س: وكيف كان رد فعلها؟ ج : كانت في حالة يرثى لها، وسقطت مرتين من الإغماء.. لم أواصل معها الحديث، وبعد أسبوع عاودت الاتصال بها، فذكرت أن والدي ذهب يوم الجمعة إلى المسجد، وأعلن تبرؤه منِّي. س : كيف كان رد فعلك؟ ج : أُصبت بصدمة شديدة، نقلت على إثرها إلى المستشفى، ومع أن زوجي وأهله حاولوا التخفيف عني إلا أني ظللت في دوامة نفسية معقدة. س : هل أثَّر ذلك على علاقتك مع....؟ ج : بالطبع، لقد خامرني الحزن والندم، ولم يعد أمامي سوى خيارين، أحدهما مر: إما ترك (....) والعودة إلى وطني وأهلي، وإما البقاء معه وترك أهلي ووطني. س : وماذا اخترت؟ ج : اخترت البقاء مع زوجي لأني لو عدت إلى أهلي فسيقتلونني. س : وهل أنت سعيدة بهذا القرار؟ ج : بصراحة: لا... لأنني بدأت أشعر بأن زوجي (...) قد تبدَّل، ولم يف بما وعدني به خصوصاً ما يتعلق بالإسلام. س : هل فكرت في الأولاد معه؟ ج : هذه هي المشكلة الكبرى، لقد تحدثتُ معه في الموضوع وهو يحبّ ذلك، لكن المشكلة أنه لا يريد أن ينشأ الولد لا مسلماً ولا نصرانياً... بمعنى ألا نحدثه في الموضوع، ونترك له حق الاختيار بعد بلوغه. س : وأنت راضية بهذه الفكرة؟ ج : لا طبعاً... وهنا جوهر الخلاف، فلن أرضى أبداً بأن يكون ابني غير مسلم. س : ولكن أنت التي اخترت له أباً غير مسلم؟ ج : نعم هذه غلطتي... ثم انخرطت في لحظة بكاء أليم، ولم تستطع إكمال الحديث. سألنا (....) الذي تعتبره زوجها: هل أنت راضٍ عن هذه الوضعية؟ قال بشيء من الأسف: أعتقد أن الحب ليس له حدود، والإسلام في هذه النقطة متشدد جداً، ولست أعرف الغاية من ذلك!!. شرحنا له الغاية، وتركناه يفكر في أبعادها الاجتماعية والدينية. قال إنه أسلم فتزوجته! سليمة (25) عاماً عربية مسلمة من أحد بلدان المغرب العربي، تقول إنها نادمة جداً على زواجها من رجل إيطالي أكد لها أمام والديها أنه أسلم، وأنه يصوم ويصلِّي وينوي أداء العمرة أو الحج. تقول: تعرف إلي في بلدي (...) وعرض عليَّ الزوج بدعوى أنه مسلم ولا يريد علاقة خارج الزواج... فعرضت الأمر على أهلي الذين قبلوا الفكرة مبدئياً مع بعض التحفظ، وبعد شهرين من المشاورات والمناقشات، قبل أهلي بالفكرة وتم الزواج ببلدي.. ثم سافرت معه إلى بلده حيث ظل مواظباً على الصلاة أمامي، إلى أن اكتشفت أنه انقلب فجأة على أعقابه، وعاد إلى حياته الأوروبية. فاتحته في الموضوع، فصارحني بأن ذلك لم يكن سوى "مسرحية" لعب أدوارها لتجاوز عقدة "الدين" في الموضوع، وهنا وقعت في صدمة كبيرة. س : وكيف تصرفت؟ ج : أنا حائرة الآن، ولا أدري كيف أتصرَّف، والمشكلة أنني حامل..وقلقة على مستقبل جنيني.. فكرت مرة في الإجهاض لكن الأطباء رفضوا بعد أن مر على الحمل مدة طويلة. أخبرت أهلي بالحقيقة، ونصحوني بالصبر لعل الله يهديه ويعتنق الإسلام حقيقة، لكن الواقع أن أملي في ذلك يتضاءل كل يوم.. ولم أعد أفكر إلا في الفراق. س : وهل سألتِ العلماء في هذا الموضوع؟ ج : سألتهم ونصحوني بالفراق إلا إذا أعاد إشهار إسلامه وفق القواعد المشروعة، والنيات بعد ذلك لا يعلمها إلا الله. وأعتقد أن هذا الحل هو الأمثل، وقد نقلت له حكم الدين في هذه المسألة، وتركت له مهلة للتفكير، وإعادة النظر.. وإن لم يتراجع فسأفارقه فوراً، وما في بطني لن يكون إلا مسلماً بإذن الله. إنني أعيش مأساة حقيقية، كان يمكن تفاديها لو لم أتسرع في اتخاذ القرار بالزواج في البداية... وأنصح كل فتاة مسلمة إذا ما عُرض عليها زواج من هذا القبيل أن تفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة، قد تكلفها حياتها، وليس حياتها وحسب، بل ومستقبل أولادها الذين لا ذنب لهم ولا جريرة. س : كم مضى على زواجك هذا؟ ج : إنني الآن في السنة الثالثة، وقد حصلت على جنسية هذا البلد (...) وأصبحت أتمتع بكل الحقوق والامتيازات، لكن ذلك لم يغن شيئاً عن حياتي التعيسة وأحزاني التي تزداد يوماً بعد يوم. لقد كرهت هذه الحياة، وبدأت أفكر جدياً في اتخاذ القرار الحاسم في أقرب وقت. ولن أكرر هذه التجربة مرة أخرى، حتى لو قدموا لي الدنيا وما فيها. كما أرجو من قراء م أن يدعوا لي بظهر الغيب، فإني بحاجة إلى ذلك. أسيمة (28 سنة) فتاة بوسنية تقول: إنها مسلمة، وإنها تربَّت في أحضان والدين مسلمين، علَّماها قواعد الإسلام، وإنها مازالت محافظة على الصلاة والصوم، لكن ذلك لم يمنعها من الزواج بشاب صربي "أرثوذكسي" الديانة بعد أن وقعت في حبه أيام الدراسة الثانوية بسراييفو. تروي: لقد كان شاباً خلوقاً، تعرفت إليه أيام الدراسة الثانوية، إذ كنا نمارس معاً هواية الرسم والموسيقى، ثم تطورت صداقتنا إلى حب متبادل قررنا بعده الزواج. س : هل كان أهلك على علم بذلك؟ ج : نعم، لكنهم لم يكونوا موافقين على الزواج. س : وهل حاولت إقناعهم بذلك؟ ج : أجل، لقد حاولت ذلك مرات عدة، وفي الأخيرة تركوا لي حرية القرار. س : وهل كنت تعرفين أن زواج المسلمة من غير المسلم لا يجوز شرعاً؟ ج : نعم كنت أعرف ذلك جيداً، لكنني بعد تفكير طويل، استنتجت أن ما قاله العلماء في هذا الموضوع هو من قبيل "التمييز العنصري" وليس من صميم الدين الإسلامي!!. س : وهل تعرفين معنى الإجماع في الفقه الإسلامي؟ ج : لا أعرف.. ماذا تعني هذه الكلمة؟ = معناها أنك خالفت أمراً اتفق عليه جميع علماء الأمة..هل أنت سعيدة الآن بهذا الزواج؟ ج : السعادة أمر نسبي، لكن ما ينغّص حياتي فعلاً هو أن زوجي (...) بدأ يخونني، وبدأت أشك في أنه على علاقة مع فتاة صربية، وحين أتأكد من ذلك سأفارقه فوراً. س : هل لك منه أولاد؟ ج : لا... ولم أعد أفكر في هذا الموضوع؟ س : لماذا؟ ج : لأنه قال لي: لو أنجبت ولداً سيذهب إلى الكنيسة ليباركه "القسّ"، وأنا لا أريد ذلك.. أريد أن أذهب به إلى المسجد ليتعلم الصلاة. س : إذن هناك مشكلة؟! ج : نعم... مشكلة كبيرة... مشكلة تقلقني كثيراً، فأنا من جهة أحب الأولاد، ومن جهة أخرى قلقة على مستقبلهم في ظل أبوين مختلفي العقيدة: الأب يريد أن يذهب بهم إلى الكنيسة، والأم تريد الذهاب بهم إلى المسجد... هذه هي المشكلة. س : ألا ترين الآن أن الغاية من حرمة زواج المسلمة من غير المسلم هي تفادي هذه المشكلة، وتفادي أن يعيش الأبناء مشتتين بين عقيدتين؟ ج : الحقيقة أنني لم أفكر في البداية بذلك، لعلي كنت مثالية، ولعلَّ سني في تلك الأيام لم تكن تسمح لي بالتفكير بطريقة جيدة. سألنا زوجها (....) عن رأيه فيما سمع؟ قال، وعلى وجهه علامات استفهام: لم أكن أعرف أن "أسيمة" أصبحت تفكر بهذه الطريقة، وأنها مصرَّة على دينها إلى هذه الدرجة، كنت أعتقد أن حبنا كفيل بتجاوز هذا الاختلاف. تدخلت أسيمة مرة أخرى، وقد انتفخت أوداجها من الغضب، إن الذي يحب لا يخون. حاولنا تهدئة الموقف إلا أن الطرفين اشتبكا في مشادة كلامية كادت تنتهي باستدعاء الشرطة. خرجنا بسرعة تاركين "أسيمة" مصرَّة على الطلاق، وعلى لسانها وعيد بالانتقام لكرامتها بعد أن أخرجت من خزانتها مصحفاً ملفوفاً بقماش أخضر وضعت عليه يدها، وهي تقسم ألا تتزوج في المستقبل إلا مسلماً، بينما كان (....) يقسم هو الآخر بأن يتزوج فلانة (...) أي ابنة عمه الصربية! خلاصة الخلاصة المحورية بعد الاستماع إلى أصحاب تجارب "زواج المسلمة من غير المسلم" هي: 1 مثل هذه الحالات، شاذ لا يُقاس عليه. 2 الدين يؤدي دوراً مصيرياً في البناء الاجتماعي والاستقرار الأسري. 3 الموافقة على مثل هذا الزواج من طرف "المرأة المسلمة" غالباً ما تعود إلى التعلق العاطفي المؤقت، أو إلى عدم العلم بأمور الشرع. 4 نسبة نجاح هذا الزواج ضئيلة جداً خصوصاً بعد مجيء الأولاد. 5 مثل هذه الزيجات تؤدي إلى تمزيق الأواصر الأسرية، وعقوق الزوجة لوالديها، وسلبيات أخرى كثيرة. 6 غالباً ما يتمسك الزوج بتنشئة الأبناء تنشئة على حسب عقيدته هو، بعيداً عن الإسلام الذي هو دين الزوجة. 7 تجني الزوجة المسلمة الحصرم من هذا الزواج فلا سعادة مع زوجها أو أبنائها أو حتى أسرتها الأصلية مما يوقعها في مشاعر شديدة من الندم والحزن، وربما الإحباط واليأس. 8 في كثير من الأحيان لا يفي الزوج بوعده بإعلان إسلامه، أو يعلن إسلامه عن غير يقين كنوع من الخداع الذي تكشف عنه الأيام سريعاً، وفي كل الحالات لا يتراجع عن عقيدته. ------------------------ المصدر : مجلة المجتمع الكويتية
عزيزي جدا الأستاذ الكبير ياسر الشريف التحية لك و لأسرتك الكريمة
تابعت هذا الموضوع .. و دعني أحكي لك قصة واقعية عايشتتها في الثمانينات في مدينة باريس . ذهبت يوما إلى محل لبيع العطور بتوصية من صديق باكستاني متجنس بالجنسية الأسبانية و يعرف باريس ( كجوع بطنه ) .. و قال لي هناك بائعة ( حضرمية ) قل لها أنك من طرفي و ستهتم بك. ذهبت .. فوجدتها شابة جميلة و مثقفة .. و قابلتني بترحاب كبير بعد أن عرفت بصداقتي للباكستاني. بإختصار .. بعد عدة تعاملات معها و بكميات كبيرة .. عرفت منها أنها متزوجة من فرنسي غير مسلم ( مسيحي ) .. قلت لها ببراءة : هل أنت مسيحية ؟ قالت لا قلت لها : ألا تعرفين أنه غير شرعي عملك هذا ؟ قالت : أنا مضطرة لكى أقيم و أدرس قلت لها : أتستحق الإقامة و الدراسة بالتنازل عن أمر رباني صريح ؟ قالت : أنا قوية بما يكفي و لن يستطيع أن يؤثر فيني قلت لها : الله أعلم منك بمدى قوتك أو ضعفك ، هذا بالإضافة بأن زوجك هذا يمسك بخناقك و يستطيع أن يلعب بورقة إقامتك كيفما شاء .. مع العلم بأن زوجك ضابط سابق في الشرطة و له أنياب و أظافر في الدولة .. لم تقتنع .. أو ربما هي مقتنعة و لكن إصرارها على إكمال دراستها يطغى على كل شيء
بعد أكثر من سنة .. ذهبت إليها.. لم أجدها .. عرفت من الباكستاني أن زوجها كان أحيانا يصر على أخذها للكنيسة .. ثم للأسف بدأ يأخذها لحفلات كانت موضة تلك الأيام و هي حفلات ( تبادل الزوجات ) و هي أن يذهب الزوج و زوجته إلى حفلة من هذه الحفلات و هناك يتم تبادل الزوجات بالتراضي .. و عندما تضايقت الفتاة من كل هذا أوعز إلى أصدقاءه فتم إعتقالها بتهمة دخول البلد بصفة غير شرعية .. و في السجن قامت بالإنتحار بعد أن تسلمت خطابا من أسرتها بتبرؤهم منها و تهديدها بالقتل إن عادت إلى عدن ..
عزيزي ياسر : شكرا لهذا الموضوع الهام و لنا عودة تسلم
06-22-2004, 02:32 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
القصة مؤثرة جدا .. ولكن واضح أنه زواج مصلحة من البداية.. وفي الجانب الآخر هناك مسلمون تزوجوا بأجنبيات وكانت الزيجات ناجحة، وهناك أمثلة سيئة أساءت للإسلام والمسلمين حيث قام الأزواج بالتعديد على زوجاتهم بطريقة ملتوية على القانون الوضعي الذي يمنع تعدد الزوجات، والغريبة أن واحد من هذه النماذج ثلّث واثنين من الثلاثة أوروبيات.. وهذه في تقديري ممارسة سيئة حتى لو قبلت بها الزوجة المسكينة، لأنه أوهمها أن ذلك يبيحه الدين.. وأنا لا أقتنع بهذا المستوى المتخلف عن جوهر الدين وعن الإنسانية الراقية..
أنا أعرف عدة سودانيات تزوجن من أجانب، ألمان بالتحديد، والزيجات ناجحة..
سعدت بمرورك على البوست وأرجو مزيدا من المشاركة..
ياسر
06-22-2004, 04:22 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
الاخ ياسر ـ المشكلة ربمـا ليست في تطـوير التشـريع، وانما في من يحق له تطوير التشريع؟؟ـ وماهو المرجع أو المقياس؟؟ ـ هل نسلم أن مقياس الاخلاق الانسانية أصبحت، غصبآ عن العالمين، هو مقاييس الحضارة الغربية؟؟!! ـ وأين سينتهي هذا التطوير للشريعة اذا اصبح التطوير يعني ملاءمة ما خطه الغربيون من مفاهيم؟؟ ـ وهل اذا اصبح زواج المثلين ، في احدي مراحل تطور الحضارة الغربية ، شيئآ واقعآ ومنتشرآ فهل سنطور التشريع الاسلامي ليسمح به كي لا نشذ عن الشعوب المتحضرة؟؟ ـ وأذا دخلت حقوق الانسان في آخر المطاف جحر ضب ، هل سنطور التشريع لندخل وراءهم ؟!!! ـ اذن مرة اخري اتساءل، من يحق له تطوير التشريع؟؟ـ وماهو المرجع أو المقياس؟؟ !ـــ
06-22-2004, 05:25 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
Quote: المشكلة ربمـا ليست في تطـوير التشـريع، وانما في من يحق له تطوير التشريع؟؟ـ وماهو المرجع أو المقياس؟؟
بالنسبة لي فإن الأستاذ محمود قد نادى بتطوير التشريع، وفي تقديري، أن هذه الدعوة حق، ولا شك لدي في أن الناس سيتوافون عليها طال الزمن أم قصر.. وقد كان مرجعه فيها علمه الذي علمه عن ربه "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون".. وخلاصة هذا العلم في هذا الموضوع هي قول الله عز وجل: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف تنهون عن المنكر".. وقد قال عن المعروف هو العرف الصالح، والعرف الصالح هو الذي لا يعطل غرضا من أغراض الدين، وجماع أغراض الدين تكريم الإنسان.. لا مخرج من المطب الفقهي الذي يقول "لا اجتهاد فيما فيه نص" إلا بأحد أمرين.. أن يبحث الناس عن حلول ما يستجد من مشاكل خارج الدين، أو أن يكون هناك نظر في تطوير التشريع وبعث آيات أًصول القرآن "راجع أصول الفكرة الجمهورية: وأنا هنا لا أجادل من لا يقتنع بها ولا أدعي أنني أستطيع إقناعه".. ولو قرأتني بتمعن ستجد أنني قلت أن المؤسسات الدينية الرسمية المعروفة لا تقر بتطوير التشريع ، وهي لم تنكره فحسب بل كانت وراء مقتل الأستاذ محمود لأنه قال بهذه الدعوة.. ولكنك لو نظرت بقليل من التأمل سوف يتضح لك أن مواقف المؤسسات الدينية المذكورة والدول التي ترعى هذا الفهم السلفي بدأت في التراجع عن خطها الذي ادعته لنفسها.. إن آية الأستاذ محمود هي أنه نادى بإلغاء قوانين سبتمبر "هذا .. أو الطوفان".. ولكن الدولة لم تسمع لنصيحته حتى سقطت.. وجاءت اتفاقية حزب الأمة مع الحركة الشعبية في كوكا دام موافقة لمطلب "إلغاء قوانين سبتمبر" فرفضها الاتحاديون والأخوان المسلمون "الجبهة القومية الإسلامية"، ثم اضطر الاتحاديون لتوقيع اتفاقية تقول "بتجميد قوانين سبتمبر" ولكن الأمة والجبهة رفضوها، ثم جاء انقلاب الجبهة فأعادوا تطبيق القوانين بأسوأ مما كانت عليه في زمن نميري بعد أن أضافوا إليها المادة 126 التي تعاقب على الردة.. ولكن في الحيز العملي نجد أن القوانين لا تطبق كاملة.. فليس هناك رجم في السودان.. وفي الحقيقة لن تجد دولة واحدة لا تزال مصرة على تنفيذ عقوبة الرجم على الزاني المحصن أو الزانية المحصنة.. سواء كانت السعودية أو إيران أو السودان.. حتى باكستان التي كانت لديها هذه القوانين الإسلامية منذ زمن الرئيس ضياء الحق ستقوم بإلغائها.. لن تجد دولة واحدة تريد أن تظهر كأفغانستان الطالبان..
إذن ما فائدة الكلام عن المرجعية.. لو كانت الدول العربية والإسلامية تخضع لصوت القوة التي سلطها الله عليها بواسطة المجتمع الدولي؟؟ وربما يأتي اليوم الذي يدرك فيه المسلمون بأن ما دعا له الأستاذ محمود يمثل المخرج العلمي والعملي الوحيد من أزمة المرجعية التي تقول أنت بها.. "الحجر الذي رفضه البناءون صار حجر الزاوية"..
الحديث عن زواج المثليين لم يقل به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو يخالف ما ذكرته لك من غرض الدين، وهو تكريم الإنسان.. وأنا رجل مؤمن بأن للكون رب متكلم في كل لحظة، كان وما يزال ولن ينفك يدبر أمر هذا الكون، وقد أخفى سر فعله بين الكاف والنون كما يقول السادة الصوفية.. وليس عندي من شك بأن أمر الله آت وأن هذا الكون تنتظره ساعة تعمير كبيرة، بالرغم مما نشاهده من ظاهر يدعو إلى اليأس والقنوط..
لك مني السلام وعاطر الأمنيات..
ياسر
06-22-2004, 05:57 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
اخي العزيز ياسر ـ اشكرك علي الرد السريع ـ علي كل حال ، هناك قضية ايمانية عميقة اعتبرها أنا فردية بين المرء ونفسه ـ وهي قضية الوصول الي اليقين في كل مسألة مهما كانت صغيرة ـ وجوهر هذه القضية هو كيف يقيس المرء موقفه في مسألة ما ليعرف أن كان علي خطأ أو صواب ، ومن ثم الاطمئنان النفسي والاقتناع التام بوجهة نظره في تلك المسألة ـ لي وجهة نظر في ذلك اتمني أن أجد وقتآ لاطرحها هنا ـ المدخل لها هو السؤال البسيط :"اذا افترضنا جدلآ أنه ، في مسألة ما، قرأت آية قرآنية تتناول تلك المسألة ثم قرأت حديثآ شريفآ في نفس المسألة ووجدت أنه يتعارض مع الآية ـ بأيهما ستعمل؟ بالآية أم بالحديث؟؟!!" ــ هذا السؤال ربما يمثل ايضآ مدخلآ للاجابة علي سؤالي السابق ـ
06-22-2004, 06:20 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
Quote: لي وجهة نظر في ذلك اتمني أن أجد وقتآ لاطرحها هنا ـ المدخل لها هو السؤال البسيط :"اذا افترضنا جدلآ أنه ، في مسألة ما، قرأت آية قرآنية تتناول تلك المسألة ثم قرأت حديثآ شريفآ في نفس المسألة ووجدت أنه يتعارض مع الآية ـ بأيهما ستعمل؟ بالآية أم بالحديث؟؟!!" ــ هذا السؤال ربما يمثل ايضآ مدخلآ للاجابة علي سؤالي السابق ـ
الجواب بسيط بنفس بساطة سؤالك يا منير.. القرآن الكريم أوثق من الحديث وأولى بالاتباع منه..
ولكن هل هذه هي القضية هنا؟؟ نحن نتحدث عن النص القرآني نفسه.. الفقهاء يقولون لا اجتهاد فيما فيه نص؟؟ أنا أعرف أنه ليس هناك نص للرجم في القرآن ولكن ذلك لا يعني أن الرجم غير وارد في الشريعة..
وهناك حديث نبوي عن قتل المرتد مع أنه لم يرد في القرآن "من بدّل دينه وفارق الجماعة فاقتلوه" أو "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث، الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة".. لو كان هناك آية تعارض هذه الأحاديث لأمكن لقائل أن يقول بأن الشريعة لا تجيز قتل المرتد.. ولكن الشريعة تجيز قتل المرتد.. السؤال : هل ترى أن هذا الأمر يحتاج اليوم إلى نظر أم لا؟؟ " لو كان الجمهوريون يؤمنون بهذا المستوى من الدين الذي يسمح بقتل المرتد فسيكون في إمكانهم القول بأن كل من لا يؤمن بتطوير التشريع هو مرتد!! ولكن الحمد لله لا يؤمنون بذلك.. بل يقولون بأن هناك أحاديث شريعة وهناك أحاديث نبوة.. وأن أحاديث الشريعة متعلقة بالشريعة وأحاديث النبوة متعلقة بأصل الدين"..
لقد أصابني الحزن اليوم لمقتل الكوري كيم سون إيل ذبحا.. لو آل أمر الدين والحكم لهذه العقليات ستكون أنت من المرشحين للتنكيل والقتل يا منير.. لانك تتحدث عن التصوف.. وهؤلاء القوم يكفّرون المتصوفة..
وإلى اللقاء
06-22-2004, 06:49 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
عزيزي ياسر ـ لقد جاوبت علي السؤال بالبساطة التي لم أكن اتوقعها منك ـ لأني ببساطة يمكن أن أعيد السؤال بتعديل بسيط وهو :"اذا افترضنا جدلآ أنه ، في مسألة ما، قرأت آية قرآنية تتناول تلك المسألة ثم قرأت حديثآ للاستاذ محمودمحمدطه في نفس المسألة ووجدت أنه يتعارض مع الآية ـ بأيهما ستعمل؟ بالآية أم بحديث الاستاذ ؟؟!!" ـ بالنسبة لي لا أوافقك في اجابتك الاولي ـ وسأعود لأشرح وجهة نظري اذا وجدت متسعآ من الوقت
نعم مقتل الكوري يذبح سمعة المسلمين من المحيط الي المحيط ـ حيث أن هؤلاء الحمقي مثلوا بمثالية الاسلام تمثيلآ بشعآ ـ
06-22-2004, 02:18 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
الأستاذ د.ياسر... سلام وتحية وعيد ميلاد مجيد وكل عام وأنت بخير وخالتو إلهام وأصدقائي مجتبي امتثال الشريف وبشرى-أمير جميعاً بخير وعافية وصحة وهناء... شدّني الموضوع كما هي العادة .. رغم أن الأستاذ بشّر بأن المرأة ستصل إلى أن تكون من العقل والادراك بحيث أنها تتزوج من غير مسلم... وتحافظ على دينها دون أن يتزلزل، لكني أيضاً أظن أنها شديدة البُعد عن هذا المستوى الآن... القصة التي أوردها الأخ أبوجهينة هي الواقع السلبي للقفزة التي حاولت تلك الفتاة أن تقوم بها.. هذا بالإضافة إلى المصلحة التي لن تكون أبداً أساس لزواج سليم.. وعلاقة انسانية نظيفه وراقية... شدّني تحديداً الجزء الخاص برسالة التي أرسلها الأهل ليتبرّوا من الفتاة.. في واقعنا السوداني.. قد يبرأوا منها لمجرد أنه ليس سوداني الجنسية.. وزد على ذلك أمر الدين... لاتزال المرأة بحاجة إلى وقت قبل أن تقف لتنادي بحقها هذا.. ولازال المجتمع بحاجة إلى قفزات كبيرة كي يقبل منحها هذا الحق المشروع والذي يصب في انسانيتها وعقلها ...
أخي دكتور ياسر والجميع، لك الشكر على نقل الموضوع هنا، أراك ذكرت عدة مرات أنه لا إجتهاد في ما جاء به نص قرآني صريح، وبالتالي تصبح مثلا مسأئل مثل الرجم أو قتل المرتد مسائل قابلة للإجتهاد إذ لا وجود لنص قرآني صريح يخبر بها، أما بالنسبة لموضوع النقاش أو زواج المسلمة من غير المسلم فكما ذكرت أيضا فقد جاء به نص صريح، أو كما يقول المفكرون نص (قطعي الدلالة قطعي الثبوت)، فأنا يا سيدي استغرب بشدة لمن يحاول (تجديد) أو الإجتهاد في مسائل دينية ثابتة لأنها في نظرهم لا تواكب هذا العصر (الحديث)، فأنا إذا كنت فعلا أؤمن بدين أو بفكرة معينة أيمانا عميقا، إذاً فأنا الذي سأتبع تعاليم ذاك الدين أو العقيدة وليس العكس، أي أن أطوعها بحسب مصالحي وأهوائي مثلما نرى الآن ما تفعله كل الحركات الإسلامية من تفسير للنصوص بحسب مصلحتها الشخصية، أو مثل أن تجد بعض (المسلمات ) المتزوجات من غير مسلمين، يقلن لك: نعم أعرف أن هذه مسألة محرمة في الإسلام، ولكن هذه أيضا تفرقة بين الرجل والمرأة!، طيب يا بت الناس: لماذا إذا تزعمي أنك مسلمة وأنك تؤمني بهذا الدين العنصري، ودا معناه أن الإله نفسه عنصري! (سبحانه وتعالى علوا كبيرا عن النقائص وعن كل مخلوقاته)، أقصد أنني إذا لم أؤمن بفكرة ما فببساطة سأتركها، وإذا لم أقتنع بتعاليم دين ما فسأبحث لي عن دين (أو لا دين) غيره ولن أسعى إلى (كسر رقبته) ليناسب متطلباتي ومتطلبات الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، هكذا أتعامل أنا مع الدين ومع أي شئ آخر، فإذا كان هناك نوع من الطعام أو الشراب اكتشفت انه يسبب لك مشاكل ومغص و(ابشراح) فستتركه إلى غيره، ولا يمكن أن أقول أنني أريد دخول الحزب الشيوعي لأحولهم إلى كيزان أو العكس، ولكنك أيضا رايت الناس يتنقلون آيديولوجيا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار عندما يعرفون أن هذا الفكر المعين لا يناسب قناعاتهم...لماذا لا نتعامل هكذا مع الدين أيضا ونريح أنفسنا والآخرين...أرجو أن أؤكد أني هنا لا أعني أنني ضد الإجتهاد والتجديد والتطوير للدين أو لا أؤمن بذلك، ولكن ليس في كل شي حتى (الثوابت) التي ليست مثل ثوابت الإنقاذ!!،فكل شئ ايضا قابل للتجديد والتطوير، للإضافة والحذف وفق قراءة ملموسة لواقع ملموس، ولكن هل تعتقد أنه مثلا إذا أفتي المجددون بإمكانية أو بجواز زواج المسلمة من غير المسلم، هل سيساهم ذلك في تطور الدين، أو في ما يعرف بتحرير المرأة، وهل سيكون له دور في ترقية السلوك الإسلامي الخ الخ، أعني ما الفائدة التي ستعود على الإسلام والمسلمين من ذلك والمفقودة الآن؟؟...لك جديد الشكر وأرجو أن أواصل لاحقا..
12-29-2004, 01:29 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
أخي الاستاذ الدكتور ياسر السلام عليكم كتبت : أما إذا قلت وهل في الدين فرصة لتطوير هذه القواعد؟؟ فأقول يجب أن تكون هناك فرصة.. ولكن هذه الفرصة لا تأتي إلا بالاجتهاد فيما فيه نص قرآني.. وهذا ما تقول به الفكرة الجمهورية عموما. هنا مربط الفرس تنازلات الشيخ محمود محمد طه ومحاولته تسيير الدين الاسلامي حسب قوانين منظمات الغرب وما يرضيهم بحجة التطوير وعدم الملاءمة . الرسول صلى الله عليه وسلم يقول تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيق عنها الا هالك . الرسول صلي الله عليه وسلم يقول تركت فيكم بعدي ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابداً كتاب الله وسنتي . يقول الله تعالى ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (يونس : 64 ) لماذا نحاول ان نرضي الغرب لماذا نحاول ان نتبعهم ونطبق ما يريدونه ، ليه هم ما يطبقوا ما نؤمن به ويجدوا المتعة والرفاهية العظيمة الموجودة في الاسلام لماذا نحن نصدق ما يقولون بان ديننا متخلف ويحتاج الى تطوير . . سبحان الله انكم تصدقون ما جاء في حديث رسول الله صلى عليه وسلم باتباعكم لهم شبرا بشبر وذراعا بذراع واذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه وهل سيرضون عنكم مهما تنازلتم وحاولت ان تبدلوا دينكم. . أقتدوا بهذه الأية الكريمة (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة : 120 ) اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت
12-29-2004, 03:08 AM
alsngaq
alsngaq
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 2389
الاخ د.ياسر الشريف سلام حقيقة الموضوع جدير بالحوار وقد سبق ودار حوله نقاش كثير فى المنبر، ولكن لم يجد كثير من الاهتمام رغم اهميته. هذه مشاركة سبق واوردتها فى بوست يحمل نفس الموضوع
هذا ما جاء فى كتاب الله ، فيما يتعلق بزواج المسلم وان كان هنالك نص اخر اتمنى ان يقدمه الاخوان. فاذا كان هذا هو النص المعني فقط فانه واضح ولا جدال عليه بالنسبة للمسلم والمسلمة لا تنكحوا المشرك حتى يؤمن. ولكن عندما تعلق الأمر بأهل الكتاب ، اخذ الوضع شكل مختلف بالنسبة للمسلم وبالنسبة للمسلمة ترى لماذا؟
هنالك حديث عن جابر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا . والصحيح أن الحديث موقوف على جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما - ، كما رواه البيهقي في الكبرى (7/172)
هنالك حديث اخر شهرته اقوى من إسناده : روى الإمام مالك في الموطأ (2/543) فقال : حدثني مالك عن بن شهاب انه بلغه ان نساء كن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلمن بأرضهن وهن غير مهاجرات وأزواجهن حين أسلمن كفار منهن بنت الوليد بن المغيرة وكانت تحت صفوان بن أمية فأسلمت يوم الفتح وهرب زوجها صفوان بن أمية من الإسلام فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بن عمه وهب بن عمير برداء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانا لصفوان بن أمية ودعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وان يقدم عليه فإن رضى أمرا قبله وإلا سيره شهرين فلما قدم صفوان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه ناداه على رؤوس الناس فقال يا محمد إن هذا وهب بن عمير جاءني بردائك وزعم انك دعوتني إلى القدوم عليك فإن رضيت أمرا قبلته وإلا سيرتني شهرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل أبا وهب فقال لا والله لا أنزل حتى تبين لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هوازن بحنين فأرسل إلى صفوان بن أمية يستعيره أداة وسلاحا عنده فقال صفوان أطوعا أم كرها فقال بل طوعا فأعاره الأداة والسلاح التي عنده ثم خرج صفوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كافر فشهد حنينا والطائف وهو كافر وامرأته مسلمة ولم يفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته حتى اسلم صفوان واستقرت عنده امرأته بذلك النكاح .
ام ما ذكره علماء المسلمين من أسباب تحريم زواج المسلمة من كتابي، الحق يقال حجتهم لم تكن مقنعة ، بحيث ينتهي بهم الأمر إلى حرمة واضحة. ان الحرمة واضحة بالنسبة للزواج من المشرك / المشركة وذلك لوجود النص القرآني الواضح. ام فيما يتعلق بأهل الكتاب مازال الأمر لا يخلو من ضبابية، و عندما تحدث د. الترابي عن الأمر لم استهجن بل تمعنت أكثر وأكثر لانني وجدت الأمر فعلا جدير بالتمحيص والبحث. انسان يؤمن بالله اله واحد احد‘ الحق يقال هو قاب قوسين أو أدنى من الإسلام، فلماذا ينجح الرجل المسلم مع النصرانية ولا تنجح المراة المسلمة مع النصراني؟ المراة المسلمة الصالحة تعرف نعمة الإسلام وبعون من الله تستطيع أن تفعل ما يفعله الرجل فى هذا الشأن، ام فيما يتعلق بحجة أن الرجل النصراني قد يحرمها من أداء شعائرها الدينية فهذا حديث يصعب للعقل قبوله فالنصراني له شعائر ويعرف ما معنى صلاة وتقرب إلى الله من خلال التزام العبد بواجباته تجاه ربه. عموما ارى الأمر لا يخلو من ضبابية، وكل ما قرأت كثير من اراء علماء امتنا الإسلامية المتعلقة بمسألة زواج المسلمة من نصراني اشعر، وكانهم يسارعون بتحريم هذا النكاح، من اجل إقفال هذا الباب وحسب لماذا ؟؟ هل هو مجرد رفض للآخر؟؟؟؟ ام حديث السلفيين فى كون ان الرجل النصراني قد يحرم المسلمة من أداء صلاتها،او انه سوف تكون له تأثير على الأبناء فيما بعد. فهذه الأخيرة تحديدا لا اتفق معهم فيها فالفطرة تنفي هذا الفهم فالأبناء بطبيعتهم أكثر قربا إلى الأم من الأب وتأثير الأم عليهم أكثر وأقوى بكثير جدا من الأب. حقيقة الأمر بحاجة للبحث الموضوعي ، ومثل هذا الأمر القول القاطع فيه بأنه حرام. وبهذه الأسباب يحسب على الإسلام كدين كونه انزل للبشر أجمعين. والله اعلم
والله من وراء القصد
12-29-2004, 03:46 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
Quote: أخي دكتور ياسر والجميع، لك الشكر على نقل الموضوع هنا، أراك ذكرت عدة مرات أنه لا إجتهاد في ما جاء به نص قرآني صريح، وبالتالي تصبح مثلا مسأئل مثل الرجم أو قتل المرتد مسائل قابلة للإجتهاد إذ لا وجود لنص قرآني صريح يخبر بها،
عزيزي عيسى، تحية وشكرا على المداخلة في هذا الموضوع .. لست أنا الذي يقول "لا اجتهاد فيما فيه نص"ـ بل الفقهاء هم الذين يقولون ذلك.. والنص لا يعني النص القرآني فحسب، بل الحديث الصحيح أيضا هو نص لا يجوز "في فهم الفقهاء طبعا"ـ تجاوزه.. ولكن فكرة الأستاذ محمود تقوم على الانتقال من نص إلى نص آخر.. المشكلة التي تواجه هذا الطرح هو أن النصوص التي ينادي بالانتقال إليها هي نصوص منسوخة، وقد نسخت بنصوص قامت عليها دولة المدينة.... في تقديري أن نص "قتل المرتد" ستضطر الدول الإسلامية إلى محاولة الالتفاف عليه ولكن ليس من واقع اجتهاد وإنما بسبب الخوف من المجتمع الدولي لأن قتل إنسان بسبب تغيير معتقده يتعارض مع حقوقه الأساسية.. أصل الدين، الذي ينادي به الأستاذ محمود ، يسمح بأن يغير الإنسان عقيدته، فهو حر "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ولكن الشريعة الإسلامية السلفية لا تسمح بالردة، وتعاقب المرتد..
الاستاذ د.ياسر الشكر اجزلة لمجهوداتك المتواصلة في خلق ونشر ثقافة الحوار الجاد و المثمر داخل هذا المنبر ..وحقيقي البوست غني بالمعلومات والتي قد تكون فائتة علي كثير منا وفية اجابات علي اسئلة قد تكون دائرة في اذهان الكثيرين ولا تدري الي اين تتوجة بها ارجو المعذرة فلدي بعض الاستفسارات ارجو ان اجد الاجاية عليها قلت ان لا يحق للمراة المسلمة ان ينكحها مشرك والدليل قولة تعالي ((ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه وبيين آياته للناس لعلهم يتذكرون ) البقرة/221 .
اذن الاية الكريمة تتكلم عن المشركين (النصراني المجوسي او الوثني) هذا ما نعرفة عن الشرك ولكن ورد في المقال ذكر الشيوعيين من ضمن هؤلاء المشركين فسؤالي الان هو هل الشيوعيين مشركين؟؟ بمني ان هل هذا الوصف معروف عنهم ومتفق علية كما هو حال المجوسين, النصاري او الوثنيين؟؟؟؟ امر اخر هو هل وجدت اجابة علي سؤالك للاخ (عمرو) في منبر الفكرة والذي تقول فية ((لنفترض جدلا بأن امرأة مسلمة حصلت على ضمان في عقد الزواج من رجل غير مسلم يعيش معها في ألمانيا أو أمريكا مثلا، وهو يحسن الظن بالإسلام ولا يدين بدين معين، ويوافق على شروط العقد كلها التي ستجرى في المسجد، بما فيها مؤخر الصداق في حالة الطلاق، والنفقة أيضا في حالة الطلاق، بل ومستعد أن يكفل لها أن ترثه إذا توفي عنها حتى إذا لم يكن له أطفال منها.. فهل يتوجب على الجهة الإسلامية المسئولة عن إجراء عقود الزواج أن تقوم بالعقد؟؟)) مستصحبين في الاجابة فكرة تطوير القواعد الاسلامية !
مع خالص ودي غادة
12-30-2004, 04:38 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
الأستاذة غادة نصر، أشكرك على المداخلة وأحييك.. وأحب أن أنبهك أن ما نقلته وقمت أنت باقتباسه وطرحت سؤالك بعده ليس هو كلامي أنا، ولا أوافق عليه، بالرغم من أنه حكم الشريعة.. فأنا أقول بأن الشريعة الإسلامية جسم حي نامي يتطور نحو جوهر الدين الذي ينادي بتكريم الإنسان واحترام عقله واختياره.. بعد هذا الاستطراد الهام يمكن أن أرد على أسئلتك..
Quote: قلت ان لا يحق للمراة المسلمة ان ينكحها مشرك والدليل قولة تعالي ((ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه وبيين آياته للناس لعلهم يتذكرون ) البقرة/221 . اذن الاية الكريمة تتكلم عن المشركين (النصراني المجوسي او الوثني) هذا ما نعرفة عن الشرك ولكن ورد في المقال ذكر الشيوعيين من ضمن هؤلاء المشركين فسؤالي الان هو هل الشيوعيين مشركين؟؟ بمني ان هل هذا الوصف معروف عنهم ومتفق علية كما هو حال المجوسين, النصاري او الوثنيين؟؟؟؟
واضح من هذا المصدر أن هذه الجماعات تعتبر الشيوعيين من ضمن المشركين وتعتبرهم ملحدين.. والشريعة الإسلامية لها رأي واضح في مسألة الملحد، خاصة لو كان من المسلمين ثم ارتد عن دينه وصار شيوعيا أو ملحدا، أو حتى لم يلتزم بأداء شعائر الإسلام.. إذن في رأي هؤلاء أن المشرك كافر، والكافر يجب قتله، ولا يجوز تزويجه، أما لو كان مرتدا فيجب تطليق زوجته المسلمة منه.. هذا المستوى من التفكير والسلوك يجد رواجا كبيرا هذه الأيام.. وسيأتيك رجال ونساء في هذا البورد يقولون به.. ويزعمون أنه الدين الذي يجب أن يُفرض على الناس..
Quote: امر اخر هو هل وجدت اجابة علي سؤالك للاخ (عمرو) في منبر الفكرة والذي تقول فية ((لنفترض جدلا بأن امرأة مسلمة حصلت على ضمان في عقد الزواج من رجل غير مسلم يعيش معها في ألمانيا أو أمريكا مثلا، وهو يحسن الظن بالإسلام ولا يدين بدين معين، ويوافق على شروط العقد كلها التي ستجرى في المسجد، بما فيها مؤخر الصداق في حالة الطلاق، والنفقة أيضا في حالة الطلاق، بل ومستعد أن يكفل لها أن ترثه إذا توفي عنها حتى إذا لم يكن له أطفال منها.. فهل يتوجب على الجهة الإسلامية المسئولة عن إجراء عقود الزواج أن تقوم بالعقد؟؟)) مستصحبين في الاجابة فكرة تطوير القواعد الاسلامية !
وأقول بأن عمرو لم يعط إجابة لافتراضي وسؤالي.. وأما تطوير التشريع الإسلامي، إذا كنت تقصدين ذلك بعبارة "تطوير القواعد الإسلامية" فهو أمر يتوقف على مسئولية من يمارسه، لأن جموع المسلمين ومؤسساتهم وقوانينهم في الدول الإسلامية ما زالت بعيدة عن مجرد الاعتراف بالاجتهاد فيما فيه نص، وقصة الدكتور نصر حامد أبو زيد مشهورة، فالشيخ عبد الصبور شاهين قد اعتبره مرتدا ورفع قضية حسبة ضده، وطالب بتطليق زوجته، إبتهال يونس، منه.. ولم يتدخل القضاء المصري لحماية الدكتور فاضطر الدكتور وزوجته إلى مغادرة بلدهما إلى هولندا حيث يعيشان الآن.. وفي هذه الأيام نسمع دعاوي تنادي بنزع الجنسية المصرية من الدكتور سعد الدين إبراهيم.. وهذا مفكر مصري مستنير يجادل الفقهاء بعقلانية، وقد تابعت قبل أيام حواره مع شيخ من السلفيين السنة وشيخ من السلفيين الشيعة في قناة المستقلة التي يديرها الدكتور الحامدي..
وأما تطوير التشريع الإسلامي، إذا كنت تقصدين ذلك بعبارة "تطوير القواعد الإسلامية" فهو ((أمر يتوقف على مسئولية من يمارسه، لأن جموع المسلمين ومؤسساتهم وقوانينهم في الدول الإسلامية ما زالت بعيدة عن مجرد الاعتراف بالاجتهاد فيما فيه نص))
استاذنا د.ياسر كل الشكر للتوضيح ..حقيقي متشكرة كتير لكنني وودت ان تكون اكثر وضوحا فيما يتعلق بمسؤلية من يمارس تطوير القواعد الاسلامية .. !! هل هي مسؤلية فردية ام ماذا ؟ وكيف يمكن تجميع كل المجهودات المتفرقة في الاجتهاد نحو تطوير القواعد الاسلامية حتي ترضخ لأن جموع المسلمين ومؤسساتهم وقوانينهم لذلك ؟؟ وحتي لا تقوم جماعة منا بتكفير فلان ونسب جماعة بعينها الي قائمة المشركين !!
مع كل الود
12-30-2004, 08:27 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
Quote: لكنني وودت ان تكون اكثر وضوحا فيما يتعلق بمسؤلية من يمارس تطوير القواعد الاسلامية .. !! هل هي مسؤلية فردية ام ماذا ؟
نعم هي مسئولية فردية.. ولكن إذا كان المسلم يعيش في دولة حرة بها دستور يحترم حق الإنسان الأساسي في الحرية، فإن مسئوليته الفردية تجد إعانة من جانب الدولة.. وسأضرب لذلك مثلا: إذا كان المسلم مقتنعا بأن اختلاف الدين لا يقف مانعا في الزواج بين أناس اختاروا بعضهم البعض لهذا الرباط، فإن الدولة الحرة لا تقف مانعة له.. أما إذا كان المسلم يعيش في دولة ليس بها مثل هذا القانون السمح، فإن زواج المسلمة من غير المسلم ربما تمنعه الدولة نفسها، حتى لو اتفق الأطراف على ذلك.. سؤالك الآخر أكثر تميزاً:
Quote: وكيف يمكن تجميع كل المجهودات المتفرقة في الاجتهاد نحو تطوير القواعد الاسلامية حتي ترضخ لأن جموع المسلمين ومؤسساتهم وقوانينهم لذلك ؟؟ وحتي لا تقوم جماعة منا بتكفير فلان ونسب جماعة بعينها الي قائمة المشركين !!
في تقديري أن ذلك هو طريق التطور الطبيعي، لأن الواقع يرتفع كل يوم جديد.. والمسلمون سيضطرون إلى ذلك اضطرارا.. والحمد لله أن الاتجاه العام يسير إلى التخلص من التشريعات التي تنتهك حقوق النساء وحقوق غير المسلمين في الدول العربية والإسلامية.. ونحن نشاهد أن دعاة التكفير، دولا كانوا أو جماعات، قد أصبحت ممارستهم تندرج تحت مسميات الإرهاب، وتجد مقاومة من المجتمع الدولي، وهذا سائر على قدم وساق.. والحمد لله.. المهم هو ينهض المثقفون لتأدية دورهم في توعية الناس، وأن لا يتركوا ميدان الدين حكرا على دعاة التخلف والعنصرية والكراهية.. وهذا أيضا يشهد تقدما كبيرا ولكنه دون الطموح..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة