|
ملخص محاضرة د.عبدالله على إبراهيم حول مسالة الثقافة السودانية يوم 29/12/2004 بالشارقة
|
ملخص محاضرة د.عبدالله على إبراهيم حول مسالة الثقافة السودانية يوم 29/12/2004 بالشارقة
نظم النادي الثقافي العربي مساء يوم الأربعاء الماضى 29/12/2004 محاضرة بعنوان مداخل نظرية في المسالة الثقافية في السودان الأستاذ الدكتور عبدالله على إبراهيم – أستاذ الفلكلور والتراث السوداني بجامعة الخرطوم ، أستاذ التاريخ الأفريقي والإسلامي بجامعة ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية ، وقدم للمحاضرة التي نظمت بالتعاون مع الجالية السودانية وأعضاء سودانيز اون لاين بالشارقة الدكتور عمر عبد العزيز (السوماني) والباحث واسع الاطلاع والإنتاج في الشؤون السودانية ، حيث تناولت المحاضرة عديد المحاور التي تعنى بالقضايا الشائكة للثقافة السودانية ومواقع خصوصيتها .
شبه الدكتور الحالة السودانية بأنها تشبه ما ورد في قصة ارنست همنغواي ( العجوز والبحر) حينما قام العجوز بصيد سمك وعجز في أن يرفعها إلى قاربه لقوتها وكبر حجمها فظل يجرها إلى الشاطئ ووجدها قد غدت هيكل عظميا بعد إن نهشتها اسماك القرش. وتطرق الدكتور إبراهيم في محاضرته التي ارتكزت على مجموعة من مقالات متنوعة له إلى عدد من المواضيع المفصلية في مسالة الثقافة السودانية مبتدأ بتعريف الثقافة وتعريف إدوارد تايلور على أنها كلٌ شديد التعقيد شامل المعرفة العقائد والفنون والأعراف الخلفية والسنن وطائفة أخرى من القدرات والعادات التي تقع للمرء كعضو في مجتمع ما،ثم جنح المحاضر الى استعراض المناهج التي يتبعاها الدارسين للثقافة حيث انصرف الكثير إلى العناية بدراسة أصل المفرد الثقافية وانتشارها الجغرافي والقوانين التي تحكمت في هجرتها، في يفضل هو انتهاج المنهج التأويلي الذي يدرس تأويل دلالات المفرد الثقافية طلبا معانيها وفضا لمغاليقها و نشاء هذا المنهج بفضل الأنثروبولوجي الأمريكي كليفور قيرتز وقد الدكتور على اثر هذا الطرح عدد من أل أمثلة من البيئة.
وتعرض الدكتور عبدالله إبراهيم إلى محورا أخر يدور حول الهوية حيث جنح إلى مناقشة ما تتعرض له الهوية من صنع او تصنع أو خيال إذا فرض المحاضر إن الانتحال هو من أخص علميات الهوية، وساق لنا في هذا المجال انتحال بعد قبائل السودان للهوية العربية استنادا إلى نسب مخترع والتي خلص بعدها إلى أن النسب " صناعة" وهذا يقودنا إلى القول بان الثقافة مما يخترع.
وسلكت المحاضرة مسلكا هاما حيث قاد الدكتور عبدالله الحضور إلى دروب قضية مفصلية للثقافة ووضعها في مواجهة "الهرج" والحالة السودانية التي تعاني من غلبة الفوضى وخمول الثقافة متعرضا لأفكار الشاعر والناقد الإنجليزي ماثيو أرنولد مؤلف كتاب الثقافة والفوضى ، موردا رأي الدكتور المرحوم محمد عبد الحي حول استقاء الزعيم محمد احمد محجوب مفهومه للثقافة والصفوة من أرنولد.,وجاء في كتابه الحركة الفكرية في السودان الذي خاطب به الصفوة بمؤتمر الخريجين وأشار إلى الفرق بين محجوب وارنولد في أن الأول جيش صفوته لتجاوز الطبقات الاجتماعية فيما جيش محجوب صفوته الى التسامي فوق ولاءاتها الإثنية (وذلك حسب يراه عبدالحي)، وقد طرح الدكتور إبراهيم مفهوم يفضى الى كون علم الثقافة ما نشاء وتنامى خطره الا في مواجهة الفوضى، وانه - أي علم الثقافة - الترياق الذي يلجم به جماح الفوضى، وحاول عبدالله على إبراهيم تعيين مذاهب الناس في تعيين المذنب في حالة الهرج البائن في السودان ، ودور الأنظمة المستبدة وغير المستبدة المتعاقبة على امتطت صهوة الحكم في بلادنا في هذا الهرج ، وحالات التلبس المتبادلة الى تجتاح كل نظام يخلف أخرا وقد دعى هذا المنهج بما يسمى بمنهج الحكمداريات,وتحيملهم الأنظمة العسكرية الحاكمة للسودان تبعة الهرج الذي انتابه خلال حكمهم ، كما أشار الى ان بعض الباحيثن عن ذاك المذنب في مسالة الهرج الى عرب ومسلمس الشمال او الى الصوة وخصوصا صفوة الشمال العربسلامية الى ان ضاق التعريف بعد تفجير الأحداث في دارفور والشرق وكوش على صفوة النيل العربسلامية ، واستعاد المحاضر في سياق ما تلاه على الحضور مفهومه حول (البرجوازية الصغيرة ) الذي اقتراحه في الستينات من القرن الماضي تلك التي تكونت من المهنيين والعسكر والطلبة والتي بدا للعيان قوة نشتها وإمكانيتها أبان ثورة أكتوبر، وقد سرد الكتور ابراهيم دور هذه الطبقة الناشئة في حالة الهرج الحاصل ، وتمايز خطها عن خط الشيوعيين في تلك المرحلة وانتهاجها لخطة الانقلاب والعنف ( التي اعتبرها كفر بالثقافة وقوتها)، وتنبه قوى المجتمع الأخرى لقوة هذه الفئة.
ومن اكثر محاور محاضرة الدكتور إبراهيم التي استغرقت الحضور جدلا بعد انتهاء المحاضرة حديثه حول السفاحية وثقافة عرب مسلمي السودان ، ذاك المنهج الذي يفسر نشأة واصل عرب ومسلمي الشمال والذي اضر بدراسة ثقافتهم العربية الإسلامية كثيرا حيث هبط بها من نظام الترميز إلى مستودع تاريخي عاص بالشواهد الدامغة على المنشأ العربي او الأفريقي لمفرداتها، وتحول الناس الى حملة سلبيين لسفرهم الثقافي ، وارد المحاضر عديد الأمثلة و الأسانيد التي أسس فيها لنظرته . وانتقد الدكتور عبدالله الكتابات التي عالجت اصل الشمالي ومثال التزويج الذي اعتمدته وسرد نظام توريث وتمليك ابن الأخت الذي كان سنة أهل السودان من النوبة والبجاة عند دخول العرب أليها، وتشكيك الأنثروبولوجيين لهذا المنهج ودلائله . وتحول المحاضر الى تعريف الخلاسية ثم استطرد الى ان التبعة الخلاسية في ترويع أصولنا العربية والإفريقية مهمة انسانية وحضارية من الدرجة الاولى وأضاف أن أنها هذه الخلاسية او الهجين العربي الأفريقي هو مساومة للعرق فهي عند العرب توسيخ للعرق بينما يعدها الأفارقة تفريط في شرف العرق بما يعني بأنها مواجه بين أصول الهجين.
مرتضى الزيلعي
* تتوفر لدي المقالات التي بنيت عليها المحاضرة * العذر ان كنت قد اسقط سهوا جزء أو أجزاء من المحاضرة
|
|
|
|
|
|