دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
طبلان و21 طلقة في رثاء الشهيد عبد الخالق محجوب / كمال الجزولي
|
رياحين عند قبر عبد الخالق عبد الخالق محجوب من ملحمة تسجيلية للشاعر كمال الجزولى
الشعر الليلة مطر الدم ، رعاف يهدر فى الفم صخاب ظهر أبى ، وخصيب رحم الأم فلنشعل نار الدوبيت اذن ، ونوقد جمر النم ولنفرد أجنحة التم تم ، ولنعرض ببانادقنا وسط الأصوات أجيد القول – الليلة – فى المسحوقين ، فى الناس الغبشى على طول السودان ، وكل بيوت الطين ، فى المارد فى وثبته ، القابض جمر الحق ، الرائع فى وقفته ، تنداح سنين الزهو ، الحقد ، الحزن على "جبهته" ، أقول .. أعيد القول – الليلة – فى قوته .. وبطولته ، وأفاخر .. بالتاريخ وبالصولات ! امتطت الريح الصهوات ترجل قرص الشمس .. وأحنى النخل الهامات سقط العقرب .. فوق العقرب .. كان اليوم التاسع عشر ، دقات الساعة أنت أربع مرات .. الزمن الأول .. الزمن الثانى .. الزمن الثالث.. والزمن الرابع .. الزمن الوهج .. الزمن المازوت .. الزمن الغائر بعد الظهر الزمن النسر اندفع الى الأضلاع ، الى الأعراق ، الى الحدقات لما جلجل ساح القصر وانهمر الصحو يرش الفرح المجهد فى الطرقات .. هذا فجر العيد تدلى فى .. فى الآفاق مشانق ، الباشق حلق فى اثر الباشق ، وتهاوى النجم رواشق ! آتون – الساعة – فى "الهباباى" ، وفى الأمطار .. فى الوهج الغاضب.. فى حقد "خماسين" فى طمى النيل الخالق .. فى نار التكوين ، فى قمة كررى ، من حيدوب ، من التاكا ، من "مرة" آتون ، آتون من العلو السامق .. آتون كما الومض البارق .. مرحب .. مرحب عبد الخالق .. الليلة أطفال السودان على طول الطرقات ، ينتظرون قدومك بالحلوى ، بالرايات الحمر ، وبالباقات ، أطفال السودان المجرحو الحدقات ، يا عبد الخالق .. من ولدوا ليل الثامن والعشرين من يوليو .. عام الغضب الحارق ، ينتظرون على الطرقات .. بالحلوى .. بالرايات الحمر .. وبالباقات ما كنت جميلا يا وطنى ، كجمالكّ .. ذاك العصر لما فجرك القهر، فى بدنى .. مثل الديناميت ، وفجرنى ! ملحمة تسجيلية كمال الجزولي طبلان .. واحدى وعشرون طلقة ل 19 يوليو " الى الذين نصبوا متاريس الفرح الجرىء عصر يومنا التاسع عشر من سنة الواحد والسبعين " الطبل الأول الشعر الليلة - مطر الدم ، رعاف يهدر فى الفم صخاب ظهر أبى ، وخصيب رحم الأم ، فلنشعل تار "الدوبيت" اذن ، ونوقد جمر النم ولنعرض ببنادقنا وسط الأصوات ! الطبل الثانى أجيد القول - الليلة - فى المسحوقين ، فى الناس الغبش على طول السودان ، وكل بيوت الطين ، فى المارد فى وثبته ، القابض جمر الحق ، الرائع فى وقفته ، تنداح سنين الزهو ، الحقد ، الحزن على "جبهته" ، أقول.. أعيد القول - الليلة - فى قوته .. وبطولته ، وأفاخر .. بالتاريخ وبالصولات ! الطلقة رقم (1 ) امتطت الريح الصهوات ، ترجل قرص الشمس.. وأحنى النخل الهامات سقط العقرب .. فوق العقرب .. كان اليوم التاسع عشر ، دقات الساعة أتت أربع مرات .. الزمن الأول .. الزمن الثانى .. الزمن الثالث .. الزمن الرابع .. الزمن الوهج .. الزمن المازوت .. الزمن الغائر بعد الظهر ، الزمن النسر ، اندفع الى الأضلاع ، الى الأعراق ، الى الحدقات لما جلجل سلح القصر وانهمر الصحو برش الفرح المجهد .. فى الطرقات الطلقة رقم (2 ) هذا فجر العيد تدلى .. فى الآفاق مشانق ، الباشق حلق فى .. اثر الباشق ، وتهاوى النجم رواشق ! الطلقة رقم (3 ) آتون الساعة فى "الهبباى " ، وفى الأمطار .. وفى الوهج الغاضب .. فى حقد " خماسين " ، فى طمى النيل الخالق .. فى نار التكوين ، فى قمة "كررى" ، من حيدوب " ، من "التاكا " ، من "مرة" آتون ، آتون من العلو السامق .. آتون كما الومض البارق .. ............................... مرحب .. مرحب عبدالخالق .. الليلة أطفال السودان على طول الطرقات ، ينتظرون قدومك بالحلوى ، بالرايات الحمر ، وبالباقات ، أطفال السودان الجرحو الحدقات ، يا عبدالخالق .. من ولدوا ليل الثامن والعشرين من يوليو .. عام الغضب الحارق ، ينتظرون على طول الطرقات .. بالحلوى ..بالرايات الحمر .. وبالباقات ، الطلقة رقم (4 ) قلب الشاعر شاهد ، قالوا فى الحكمة ، فى أمثال الناس .. وأنا ينهال القلق على ، الواحد .. بعد الواحد أعرف هذا الاحساس ! أدركنى فى القرن الماضى ، عند سقوط الخرطوم .. ................................. لحظتها كانت "موسكو " .. تتلفع بالمغرب .. والشفق الأحمر ليس دما .. الشفق الأحمر بحر نبيذ وأنا .. والراديو .. لا نتعب ، لا يغشانا النوم .. أعرف هذا الاحساس .. أدركنى فى القرن الماضى ، عند سقوط الخرطوم .. أدركن .. و .. ............................. بركان القلق تفجر ، هطل الشدو من الحلقوم ، تحدر ,, فوقفت أغنى عارى الصدر .. وحافى القدمين ، فى وسط الميدان "الأحمر " ! الطلقة رقم (5 ) من هذا القادم ؟ من هذا الفارع كالنخلة .. الأسمر .. حقل الكاكاو القاتم والسيف المصقول الصارم ، والدرع الفاحم .. من هذا ال .. ويحى .. ذلك هاشم ! ذلك هاشم ! الطلقة رقم (6 ) وتعدد صوتك عبر المدن المسروقة أشعل شط النيل .. ودوى فى الحارات المسحوقة : السلطة للعمال .. لعبيد أرضى .. لكل جريح وشح دمه " بيت المال " .. لكل عريس أوقد نارا .. ثم مضى .. "اكتوبر " .. ولكل شريف فى "كوبر " .. ولتذهب لجهنم حنجرة الزيف المخنوقة ! الطلقة رقم (7) زغرودة أمى أعرفها .. من بين ملايين الأصوات ، أميزها ..بالشرخ الراعف فيها .. بالآهات .. زغرودة أمى لك وحدك .. هذه الليلة ، وأبى حمحم مثل الفرس الأصهب .. صال وجال .. هز السيف وأنشد شعرا كالشلال ، " لشفيع" الناس المقهورين ، " شفيع" الموج الأول فى بحر العمال من هدروا خلفك ظهر الثانى .. والعشرين ، جاءوك - الليلة - من "جودة " ، من ورش الصهر ..الترميم ..الوابورات .. جاءوك على مر الأجيال .. فتعال ..تعال .. تعال أهلا بك أهلا .. ان لم يحملك الرأس ، أشيلك فوق الكتفين - اخضر الساعد .. هبت ريح المد ، واجتمع العقد .. با يعلو فوق السد .. ............................ هانحن - الساعة ننسج فى عينيك وشاحا .. وجديلة ، وهلالا يسطع فوق جبين الغد ! الطلقة رقم ( 8 ) زحفت على اسلاك التلفون ، وطرت مع الريح .. مع الرعد .. مع الحقد الملعون .. وسبحت أنا .. حتى انقطعت أنفاسى ، بين "الأسود" و "المتوسط " وركضت .. ركضت ..كما الفرس المطعون ، يا أمى . وعبرت النيل اليك ، وعند الشاطىء كنت أرى ، ما أبشع ما كنت أراه ! ، " كتشنر" يعود بخوزته الحجرية ، وجنود بصديد فى الصدر ، وقمل فى الأفواه .. وأنا أركض يا أمى .. فيك ، ألملم تاريخى .. وأخترق المدفع كى أحميك .. أركض .. أركض مثل الفرس المطعون ، لكن الطاعون .. اجتاح عروقى تلك الليلة يا أمى ، أوغل فى عينيك .. " كتشنر" .. الطاعون .. الغدر .. الخوزات الحجرية .. جاءوا يا أمى .. من كل حقول النفط .. الذهب .. ومن شط "الأبيض" و "الأحمر " .. من عمق الصحراء الغربية ! .................................... وتشبثت بكفيك .. كبوت .. نهضت .. رفعت الرأس اليك .. ورأيتك يافرحى ! شامخة أنت .. كما أنت كما النار الخالدة الأسطورية ! الطلقة رقم (9) الكوكب مختل العقل !! الكوكب مهر جمح .. فدار .. ودار .. وسقط على الوجه ، لما أنهكه الاعياء .. وأنا أرجو يا كوكبنا .. لو أوهب مقدرة .. لأعيد على وجهك ترتيب الأشياء .. لكنى .. ولأنى لست بساحر ، و لأنى لا أملك غير المزمار الثائر ، فسأبقى - معذرة - أنفخ فى رئتيك أناشيدى حتى تنهض من هذا الاغماء !! الطلقة رقم ( 10) تحترق لهاتى حين أغنيك ، تلتهب العينان .. يركض صوتى ، يعلو يهطل فوق .. شوارع أمدرمان أقسم أنى ما غنيت لسلطان ، ما شلت العيب ، ولا مارست العهر على رئة "الطنبور " لكن الساعة يا بابكر النور ، أطلق شدوى ، أعزف فوق الجرح الغائر فى صدرى أجعل من أضلاعى ربابة .. ياروحى ، وأحلق فى أنفاسك عبر عذابات السودان ! الطلقة رقم ( 11) أمدد كفك يا "فاروق " ، أبشر بالخير ، أزهر جرحك .. نبت القمح الأسمر .. فوق جبينك .. سقسق فى عينيك الطير، وفاح نزيف دمائك فى الصحراء ، وهاش خريف .. أمدد كفك ، لمع التاريخ على فوهات بنادقنا .. يا قلبى الراعف .. شب على حد السيف ! الطلقة رقم (12) باعوا الغابة يا جوزيف ! باعو المانجو الناضج والنى ..باعوا "البفرة " ، والرمح وبوق الصيد ، باعوا كل طبول العيد .. يا جوزيف .. وسحر قبائلنا ، وثن ألأبنوس .. وسن الفيل .. والكوخ النائى .. والأمطار .. وكل تماسيح النيل ، باعوا الفيضان و أثداء الفتيات الأبكار ، والماعز .. والأبقار .. يا جوزيف ، باعوها لأنه السوق القادم من كل فنادق أوربا .. من كل عصور الزيف ، بالويسكى .. بالموهير اللامع .. والدولار ! برباط العنق .. وبالدبوس الذهبى .. وبطاقات ال .. وختم الماس ! ..................................... لكن الناس !! لكن الناس !! الطلقة رقم (13) أجمل أطفال السودان لم يولد بعد .. أحلى زهرات الغد .. ما نبتت حتى الآن .. كلنا نقسم بالايمان : أن الأشجار ستطرح أطفالا لم أشهد أجمل منهم عينان .. فالسلطان .. غول من قش والعرش قنبلة تحت السلطان !! الطلقة رقم (14) ابعد مكانك ,, يا عثمان، يقترن "الأبيض" "بالأزق" فى جرحك ، فافتح جرحك للآخر .. يتلاقى "حرس القصر" .. بغضب الشارع فى جرحك .. فأفتح جرحك للآخر .. يا سيف الصاعقة الباتر ، لا وقت - الليلة - للأحزان ! لا وقت - الليلة - للأحزان ! الطلقة رقم (15) عيناك الجمر ! يا "ود الريح " ، كتفاك قلاع النخوة .. والفخر أنشد - هأ نذا - فى مدحك ، أنشد للماضى ، والحاضر حين اعتنقا .. لما وثب "الماظ" بمدفعه .. وتهدم فوقك "مستشفى النهر " ! الطلقة رقم (16) زين الفرسان سلاما ، " ودالزين " ! زين الشرفاء المأزومين .. أشعل قنديلك يا شبل الأهوال ، " مهيرة" أمس تنظم فيك .. عقود المدح الليلة .. أختى ماحت وسط الساحة "بالشبال " فالبرق القبلى "شال " ، يا ود الزين ، وعرق العزة وهوة عبر الأجيال ! الطلقة رقم ( 17 ) ما كنت جميلا يا وطنى كجمالك ذاك العصر لما فجرك القهر ، فى بدنى .. مثل الديناميت ، وفجرنى ! الطلقة رقم ( 18 ) لا يجنى الموت سوى الموتى - فارفع قلبك للريح ، يا عبد الحى كقرنفلة حمراء .. للريح ، لا يجنى الموت سوى الموتى .. وأدلقك دمك المسفوح ليعطر حارات بلادى .. يا عبد الحى .. فيوقدها .. بيتا .. بيتا الطلقة رقم (19) حار دلوك يا حاردلو .. حار دلوك يا ولدى .. من لهب الرفض .. ولهذا أنت ستعلو دوما كالبيرق تعلو وسنضفر من شريانك .. ........... الطلقة رقم (20) عبد المنعم طبل العز ، " نحاس" الغبرة ، عبد المنعم .. جبل .... قل "للباشا" : كنت .... اذا صدقت سراب .... فنحن رضعنا - قبل اليوم .. دماء الثورة ! الطلقة رقم (21) فقأوا عينى .. وكسروا - يا وطنى - ... منعوا عنى ضوء الشمس ! لكنا لا بأس ! فأنا أعصابى ..أوتار ، وسأحفر كلماتى - .... فوق جار السجن .. باظافرى الحريق وأحلام البلابل
اضغط يمين الماوس واختار save target as
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طبلان و21 طلقة في رثاء الشهيد عبد الخالق محجوب / كمال الجزولي (Re: الليندي)
|
اليوم - يا سادتي وسيداتي وآنساتي - أتساءل : أين "الليندي " ؟
أين مساهماته الجميله والملحة على التاريخ . أين ذاك الإبن آدم .. ؟
لقد ساهم الليندي , بغسمه الحركي , في هذا المنبر وساعد كثيرا على تنشيط ذاكرتنا ..
أتمنى فقط أن يكون بخير : وان يعود إلينا .
" ألليندي " .. لو كنت بخير .. فكل عام وأنت بخير . ولو كان بك محل .. فالروح عندك ..
فتعال يا وسيم .. إذ أن الأبواب مخدوشة بغيابك .
... طلال
| |
|
|
|
|
|
|
|