دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
شكرا الأخ بشير على افتراعك لهذا الخيط، وعلى اختيارك إشراك الجميع في تفاصيل أحداث تلك الأيام. فالكل يحتاج لمعرفة التاريخ، وبأكبر قدر ممكن من التفصيل. وهذا، لحسن الحظ، تاريخ شهوده لا يزالون أحياء. فكلما وثقناه ونشرنا توثيقنا له، ومن أكثر من زاوية، كلما كان اسهامنا في تنوير من يأتون بعدنا، أكبر.
أرى أن خيارك بفصل هذه المادة عن البوست الذي افترعته أنا، خيار حكيم. وسأعود لا حقا بعد أن يكتمل رفع المادة كلها. النور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
أخي وصديقي وأستاذي الحبيب بشير،مرحباً بك في هذا المنبر الحر. كم يسعدني أن أراك تثري الساحة الفكرية بهذه الشهادة التاريخية الهامة. وهي تمثل خير استهلال لما ننتظره منك من مساهمات غزيرة، ثرة، بإذن الله.
*********** لمن لم يتشرف بمعرفة الأستاذ بشير بكار أسوق هذه النبذة المختصرة عنه. فهو من أميز الجمهوريين الذين عرفتهم. وقد زاد من صلتي الحميمة به أنني زاملته في وزارة الخارجية، التي عمل في سلكها الدبلوماسي، قبيل إستيلاء الجبهة على السلطة. وقد كانت آخر المحطات التي عمل بها، وفصل تعسفياً منها، سفارة السودان في واشنطن، حيث كان السكرتير الأول بها. وقد عمل قبل ذلك في سلك التعليم بالمدارس الثانوية، بعيد تخرجه من كلية التربية، معلماً للغة الفرنسية. وهو بالاضافة إلى كل ذلك من أميز المثقفين السودانيين الذين التقيتهم. علاوة على ذلك فقد ظل ناشطاَ في المستوى السياسي والفكري على مدي التسعة عشرة عاماً الماضية التي توقف فيها نشاط الجمهوريين العام. وقد كان، وما زال، من أهم الدعامات المؤسسة لحركة القوى الحديثة "حق." ولم يوفر جهداً ولا وقتاً ولا مالاً في سبيل أن يدفع برؤى السودان الجديد إلى ساحة الجدل العام في وقت كان فيه اليأس مسيطراً على معظم رواد القوى الجديدة. أدعو الجميع للترحيب بهذا الأخ العزيز المعلم، الذي، بلا شك، سيمثل إضافة ثرة لهذا المنبر الحر. ***********
وللأخ العزيز النور أقول: إنك إن أردت أن تنتظر حتى نهاية شهادة بشير للمشاركة في إثراء الحوار، فإن إنتظارك سيطول، لأن شهادته، كماقد تذكرها، ليست قصيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
الشكر للأخ الأستاذ بشير بكّار على هذه الشهادة التوثيقية من جانبه..
لدي بعض التصحيح يا بشير:
Quote: ولكن بعد بدايات فترة الاعتقالات الأخيرة بالذات، في صيف 1983، [ أعتقل الأستاذ محمود وأكثر من 50 من الأخوان الجمهوريين وأربعا من الاخوات والجمهوريات بعد إبداء معارضتهم لقوانين سبتمبر] |
لقد كان اعتقال الأستاذ محمود والأخوان الجمهوريين قبل حوالي ثلاثة أشهر من إعلان النميري لقوانين سبتمبر.. وهذا الخلط قد وقع فيه أيضا المؤرخ الدكتور محمد سعيد القدال في أحد كتبه.. لقد حدث اعتقال الجمهوريين بعد خروج كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" الذي حدث في مايو عام 1983..
سيجد القراء الكرام ذلك الكتاب التوثيقي في هذه الوصلة:
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3273#3273
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: bunbun)
|
عزيزي دكتور ياسر
إليك أطيب تحياتي وإلى الأخت إلهام والأبناء الكرام
شكرا لك على التصحيح. والواقع أنني أضفت هذه العبارة، استدراكا، أثناء عملية التحرير العاجلة قبل إنزال الموضوع في البورد، ولذلك تلاحظ أنها وضعت بين قوسين معقوفين، في إشارة إلى أنها ليست في أصل التقرير المسجل في عام 1985. سأقوم بالتصحيح. شكرا جزيلا على الترحيب، وأرجو أن يتيسر لي الوقت في مشاركات أخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
تصحيح آخر
• في 20 ديسمبر 1984، أطلق فجأة سراح الأستاذ والأخوان بلا قيد أو شرط (في اليوم التالي لإطلاق سراح الصادق المهدي وجماعته). وقد وعد المسؤولون في جهاز أمن الدولة بإعادة كل الأشياء التي كانت قد صودرت من الأخوان، من كتب وماكينات وغيرها.. وبالفعل أعيدت بعد أيام.
لقد لقد كان إطلاق سراح الأستاذ والجمهوريين في يوم 19 ديسمبر، وهناك جلسة مسجلة في مساء نفس ذلك اليوم بمنزل الأستاذ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ ياسر فيما يخص التصحيح الثاني (تاريخ إطلاق سراح الأستاذ محمود والأخوان (20 ديسمبر أم 19 ديسمبر)، أذكر أنك أثرت هذه النقطة عندما نشر هذا التقرير في صالون الأخوان الجمهوريين، ورد أحد الأخوان (أظنه متوكل) مؤكدا أن تاريخ الإفراج كان 20 ديسمبر. فإن كان لديك الآن تسجيل يذكر التاريخ مقترنا بالكلام عن إطلاق السراح، أرجو أن تؤكد لي ذلك، وعلى هذا الأساس سأدخل التصحيح، ومرحبا بأي تصحيحات أخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
الأخ الأستاذ بشير مرحبا بك عضوا فعالا في المنبر تصحيح دكتور ياسر مظبوط فقد ورد التاريخ في كلمات الأستاذ التي افتتح بها الجلسة وأثبتها هنا لتعم الفائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم .. تفتتح هذه الجلسة و هي في أمسية الأربعاء 19 من شهر ديسمبر عام 1984م يوافق السادس و العشرين من ربيع الأول عام 1405 ، و هي جلسة تؤرخ تحول كبير في مسار الفكرة الجمهورية .. الفكرة الجمهورية إحتجبت عن النشاط العام ما يزيد على العام و نصف العام ، و دا يؤرخ إعتقال القياديين من الأخوان الجمهوريين والأخوات الجمهوريات. واليوم تم الإفراج بعد أن أمضى الأخوان المعتقلين زهاء العام و النصف ، زادوا على العام و النصف و عددهم في الوقت الأخير 36 من الأخوان ، 35 في كوبر و واحد في الجهاز .. برضو في مدني 6 من الأخوان و في الأبيض 5 من الأخوان .. تداولوا الإعتقال عدد كبير ، منهم المعتقلين الأُفرج عنهم كطلبة ، أو أُفرج عنهم لظروف جرت ليهم ، و الأخوات الأُفرج عنهن في آخر فبراير من العام الحالي .. العدد الأتداول الأُعتقال في الجمهوريين عدد كبير ، لكن آخر من خرج هم الـ 36 في العاصمة و أنا أعتقد أنو ناس مدني خرجوا برضو 6 .. ناس الأبيض .. محمد علي مالك كان حاضر إنو أرسلو تلكس للجهتين ديل .. المرحلة المرت في الإعتقال هي مرحلة خلوة عظيمة جداً ، وكان ليها أثرها الكبير في مسار الفكرة ، و في تحقيق الفكرة للأخوان المعتقلين و الأخوات المعتقلات ، و للأخوان خارج المعتقل ، و الأخوات خارج المعتقل .. و نحن شعرنا بأنو في قامة كبيرة جداً إتحققت .. أعتقد أنو الجمهوريين راح يظهر أمرهم بصورة أوضح و أكبر مما كانت في أي وقت مضى .. في جلستنا دي بتسمعوا - ما بنطولها بطبيعة حالتها برضو - لكن في مادة كتيرة أفتكر تقال. بندي فرصة للأخوان المعتقلين ، و الأخوات الكانن معتقلات ، ليقولوا شيئاً عن تجربتهم ، في الناس برضو بتساءلوا: شنو الأساس الخرجو عليهو الجمهوريين من المعتقل؟ دي برضو الناس بتطلعوا ليها من جمهوريين وغير جمهوريين .. بندي محمد علي مالك و عبد الله الدابي ، الأخوين الباشروا مسألة الإتصال بالجهاز ، كطلب رئيس جهاز الأمن .. بنديهم فرصة ليقولوا شئ مما يلقي بعض الضوء على الموقف الخرجو بيهو الجمهوريين. لكن جملة الحال إنو الجمهوريين دخلوا و هم منتصرين ، و خرجوا و هم أكثر إنتصار من وقتهم عندما دخلوا .. و من المؤكد أنو الوسط الجمهوري و الوسط في البلد كله راح يشهد القامة الجديدة ، والتحقيق الجديد الخرجو بيه الجمهوريين .. الجمهوريين ما خرجوا ليرتاحوا .. خرجوا ليواجهوا ميدانهم بقوة - قوة فكر أكبر ، قوة أخلاق أكبر ، علم أكبر ، و دا هو المنتظر عند الجمهوريين خارج المعتقل و داخل المعتقل .. كلهم بينتظروا أنو يكون في عمل جديد و قامة جديدة ، تظهر عند الناس في الوسط الجمهوري - في المجتمع الجمهوري ، و في مجتمع البلد كله .. كان دائماً ديدن الجمهوريين هو التوعية ، إجراء الحوار بين الناس ، إثارة الفكر، إعادة أكتوبر الثانية .. اللهي عندنا أكتوبر الثانية بتعود في المستوى الفكري .. أعتقد أنو الجمهوريين أصبحوا مؤهلين للأمر دا أكثر مما كانوا في أي وقت مضى. بدي فرصة هسع لمحمد علي مالك ليكلمكم عن الإتصالت التمت و على أساسها تم الإفراج في نهار هذا اليوم .. عبد الله الدابي بكلم برضو بإيجاز .. بعدين بدي فرص للأخوان ليقولو تجربتهم ويقولوا رأيهم في مستقبل حركتهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
الأخ بشير تحية وسلاما
تصحيح :
Quote: • كانت حركة الأخوان الخارجية في توزيع الكتب والمنشورات لا تزال مستمرة ومتصاعدة.. أخرجوا حديث الأستاذ في المحكمة في منشور.. وتلاه منشور عن التعليق على قرار المحكمة.. ثم كان آخر المنشورات في الرد على قرار محكمة الإستئناف الذي صدر تقريبا في يوم 13/1. المكاشفي ثم النميري
• في يوم الأحد 13/1، أذاع المكاشفي قرار محكمة الاستئناف بتأييد الحكم، من أجهزة الإعلام المختلفة، وقد تحولت القضية من قضية منشور إلى قضية ردة.. وكان مضطربا ومنفعلا وذهب يؤسس مسألة الردة على الحكم السابق لتلك المحكمة الصورية المهزلة في عام 1968. وأسفر قرار المحكمة عن تأييد الحكم على الأستاذ وإعطاء الأخوان الأربعة فرصة شهر للتوبة. |
أرجو مراجعة وثائقك.. فقد كانت إذاعة المكاشفي طه الكباشي لقرار محكمة الإستئناف هو يوم الثلاثاء 15 يناير 1985.. والأرجح أن يكون الحكم قد صدر بتاريخ الإثنين كما أفاد بذلك الصحفي محمد لطيف، وأرسل للقصر للتأييد قبل إذاعته في اليوم التالي.. فربما كان تاريخ آخر منشور هو نفس يوم 15، وربما كان بعد ذلك..
سوف أقوم بإنزال كتابة الصحفي محمد لطيف من صحيفة الأيام بتاريخ الأربعاء 20 يناير 1988 عنوانها: يوما .. بعد يوم مع محاكمة العصر.. في منبر الفكرة الحر، وقد ذكر فيها الآتي:
في القصر تناقض وتضارب:
في الفترة من 14 إلى 17 يناير شتهدت دهاليز قصر الشعب وقائع كثيرة أحدد منها: يوم 15 يناير سألت الثالوث عوض الجيد ـ النيل ـ بدرية إن كانت محكمة الإستئناف قد أصدرت قرارا ما في مسألة محمود؟ ـ قال عوض الجيد أن عباس مدني أبلغه أن المحكمة لم تصدر أي قرار حتى الآن وفي حديث جانبي سألته إن كان يجوز إصدار عقوبة إعدام حداً وتعزيرا وكانت إجابة عوض الجيد في الساعة 12 ظهرا (لا عقوبة إعدام حدا وتعزيرا قط). في الفترة من منتصف النهار وحتى الثانية والنصف استدعى النميري نائبه الأول لمدة ساعة والنيل لمدة نصف ساعة وعوض الجيد لمدة ربع ساعة وفي الساعة الثانية والنصف سألت النيل ذات السؤال فكانت إجابته "أنه يجوز الإعدام حداً وتعزيرا ـ حداً للإسلام وتعزيرا للدولة" وكان هذا يعني أن قرار المكاشفي قد وصل إلى القصر..
وشكرا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
دعوة يوم الأحد 18 يناير في البالتوك في الغرفة المفتوحة بإسم
السودان الحرية حقوق الإنسان
Sudan Hurriya Huqouq Al-insan
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3298#3298 منذ ما قبل العاشرة صباحا بتوقيت وسط أوروبا.. يبدأ البرنامج رسميا الساعة العاشرة صباحا..
البداية بالقرآن الكريم
ثم أناشيد وطنية من نوع "أصبح الصبح وها نحن مع النور التقينا" "يا شعبا تسامى يا هذا الهمام"، وإنشاد جمهوري لقصيدة "فيا سودان إذ ما النفس هانت أقدم للفدا روحي بنفسي" وغيره الكثير..
والبث يستمر ساعتين بعد الساعة العاشرة، ويتوقف لمدة ساعة.. يواصل بعدها لمدة ساعتين، ثم يتوقف وهكذا حتى بعد منتصف الليل.. ربما أتمكن من بث مباشر لإحتفال جامعة آيوا الذي يبدأ الساعة السابعة مساء بتوقيت وسط أوروبا، الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت آيوا سيتي..
تستمعون إلى أنشاد عرفاني مكثف، مسجل وحي إذا تيسر، وتستمعون إلى أغاني وطنية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Yasir Elsharif)
|
عزيزي د. ياسر
شكرا على متابعتك وتصحيحاتك ألاحظ أن حديث الصحفي محمد لطيف منشور في عام 1988، فهل ياترى هو مستوثق من أن تصديق المكاشفي صدر يوم 15 يناير1985؟ إن أغلب التواريخ الواردة هنا كانت مسجلة، بعضها قد يكون تأخر تسجيله آنذاك لبعض الوقت،بسبب تعاقب الأحداث، فحصل بعض اللبس. وعليه، إن كنت أنت مطمئنا، إلى هذا التاريخ، فأسغيره،وعسى أن يظهر أحد الأخوان بتأكيد كما ظهر الأخ عمر هواري، بشأن يوم إطلاق سراح الأستاذ والجمهوريين. أشكرك مرة أخرى ولنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Yasir Elsharif)
|
عزيزي الوفي بشير، شكراً جزيلاً على هذا الجهد الكبير الذي ينير لنا الطريق بالتوثيق الأمين، والفكر المستحصد. نطمع في الكثير من إشراق الكلمات، خاصة وأن "زحمة" عمل الجمعية العامة قد شارفت على زوال.
لاحظت في في آخر شهادتك عن صباح الجمعة الحزينة بأنك أردت ذكر "الوالدة آمنة." ولكن يبدو أن إسم أمنا "آمنة" سقط سهواً. أرجو مراجعة ذلك.
تحياتي لزينب وللأطفال الأعزاء، ولضيوفكم الكرام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
عزيزي حيدر
شكرا على ملاحظتك للخطأ الإملائي الذي وقع سهوا في كلمة "جامعة"، وقد تم تصحيحه.
أما بخصوص التفصيل عن موقف الأخوين الكريمين، الراحل الباقر الفضل، ومصطفى محمد صالح، فإني عموما اضطررت إلى اسقاط تفاصيل كثيرة في جوانب عديدة، وآمل أن تكون دفاتر التسجيل مازالت محفوظة في مكان ما بحوزة أحد الأخوان.
وفيما يخص موقف الأخوين المذكورين بالذات، علقت عليه في سياق رسالة إلى الأستاذ سعيد شايب، اتناول فيها تقييمي لموقفنا العام – آنذاك - وموقفي الخاص،وهناك تفاصيل ترسم صورة مختلفة عن الانطباع الذي يأخذه المرء من السرد المقتضب في بعض المواقع.
اتفق معك في أن موقف الأخوين يستحق تفصيلا أكثر.ولكن،حينها، كانت لي فيه نظرة مختلفة عن نظرتك الآن، رغم إشادتي به. وأود كذلك أن أشير إلى أني حينذاك، رغم اختلافي مع موقف القيادة ومعارضتي للخط الذي انتهجته،ونقدي لذلك الخط في الإطار الداخلي والخاص، نزلت – حينذاك - عمليا على رأي القيادة لأسباب تتعلق بالفكرة نفسها، وبالذات تعريفها لمنهج "الطاعة بفكر والمعصية بفكر". ورغم كل شيء، كنت أجد للقيادة العذر، وكذلك للأخوان الذين استتيبوا، لأسباب عديدة، منها ما يتعلق بطبيعة الفكرة الجمهورية نفسها ومنها ما يتعلق بالأخوان المعنيين. وبالطبع أنت اضطلعت على الأجزاء الأساسية من ذلك الحوار الذي أشير إليه. وهذا يسوقني، يا عزيزي حيدر، إلى التعليق على موضوعك المنشور في هذا المنبر عن الجمهوريين الفكرة والمجتمع. وتذكر أني ناقشتك في هذا الشأن مقرا لك رأيك في حق النقد والاختلاف، ومبديا اعتراضي الشديد على الأسلوب الذي عرضت به نقدك للقيادة.حيث انصب ذلك النقد على شخص الأخ الأستاذ عبد اللطيف عمر، بأسلوب هو في باب السباب أكثر منه في باب النقد، وبعبارات استغربها حتى بعض أصدقاء الفكرة. إني ما زلت على ذلك الرأي، وأرى أن المشكلة ليست في شخص الأستاذ عبد اللطيف، وإنما كانت مشكلة في المجتمع الجمهوري كله، بقيادته وقاعدته، بل ومشكلة ترجع أسبابها الجذرية إلى طبيعة الفكرة الجمهورية نفسها. وموقف الأستاذ سعيد الذي ذهبت أنت إلى تبريره "بتخاذل عبد اللطيف" هو في الحقيقة موقف مبني على فهم الأستاذ سعيد ومعايشته للفكرة الجمهورية والأستاذ ما يزيد عن ثلاثين سنة آنذاك. وأنت اطلعت على شرح الأستاذ سعيد لموقفه في مواطن عديدة من ذلك التاريخ وحتى الآن.
إنني فقط وددت أن أعبر عن رأيي في أسلوب تناول المسائل الخلافية بين الجمهوريين. وأعتقد أنه لكي يكون النقد بانيا وموضوعيا، يجب أن يعتمد أسلوبا موضوعيا موزونا، ينأى عن اختصار المشكلة في شخص معين، وتصويب سهام الهجوم الشخصي والجارح عليه. هذا لا يخدم قضية الناقد ولا يخدم قضية الفكرة الجمهورية، ولا قضية الفكر والثقافة عموما. وإنما يوفر مادة لخصوم الفكرة. وما أحب لك ولكل جمهوري أو غير جمهوري، يتناول أمر الجمهوريين، أن ينأى عن هذا الأسلوب. والباب مفتوح بعد ذلك لكل نقد وتقييم، إذ لا أحد يستطيع أن يحجر على حرية أحد في زمن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال هذا.
وودت أن أوضح أننا رغم اتفاقنا في العديد من الآراء والمسائل الأساسية ، فإننا نختلف في مسائل أخرى، أراها لا تقل أهمية، مثل أسلوب النقد. وكما تعلم، كان لي نقدي للقيادة من بعد التنفيذ مباشرة، وقد خطر لي أن أورده في سياق هذا السرد لأحداث يناير 1985. ولكني عدلت عن ذلك، لأني أرى أن هذا ليس المقام المناسب ولا الوقت المناسب. أرى أن فرادى الأخوان – أو جماعتهم - الذين يسلكون خطا قد نختلف معهم في بعض جوانبه أنت وأنا وآخرون، يبلون بلاء حسنا في تقديم الفكرة بالصورة التي تركها عليها الأستاذ والدفاع عنها. فإن كنا نرى نحن ضرورة تجاوز هذا الخط، فإنما يكون ذلك بطرح موضوعي يقدم بديلا فكريا وعمليا،لذلك الخط، في شكل طرح فكري يواكب التطورات الداخلية والخارجية، وبرنامج عملي مفصل للتغيير السياسي والاجتماعي، في إطار الفكرة الجمهورية نفسها، إن كان ذلك ممكنا. وإلا، يحسن بنا أن ننصرف إلى ما يمكن أن نساهم فيه بصورة أكثر إيجابية، سواء كان ذلك في إطار "حق" مثلا، أو في إطار الحركة الوطنية عموما، رغم نقائصها الكثيرة، إذ أنه دائما توجد جبهة مفتوحة في هذا الجانب تتطلب العمل المباشر. هذا ولك كثير محبتي وإعزازي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
أخي الكريم الأستاذ بشير، احترم رأيك بعاليه. ولكني أرى فيه محاولة لتمييز موقفك عن موقفي، أكثر منه محاولة لإقناعي به. وبالطبع، فإن لك الحق في ذلك. ولكني لا أرى بأن موقفينا متباينان، بالصورة التي تقول بها أنت. وأرجو أن تتيسر لنا فرص النقاش لهذا الأمر يوم تطرح أنت ما رأيت بأنه ليس مناسباً طرحه اليوم من مواقف لك، وخاصة تلك الرسائل التي تبادلتها مع القياديين، بعد استشهاد الأستاذ.
ومع احترامي الشديد لرأيك، فإنني لا أرى بأن نقدي للاستاذ عبد اللطيف كان شخصياً. ولا أرى بأنه خرج عن الحدود بالصورة التي يراها البعض، مع تسليمي بأن اللغة التي استخدمتها كانت شاقة على الكثيرين من الجمهوريين، ومن أصدقائهم. خلاصة ما قلت به في ذلك الخيط هو أن الحركة الجمهورية كلها تأثرت بموقفنا طألمتخاذل." ولكن موقفنا الجماعي تأثر، تأثراً كبيراً، بموقف قيادتنا. وبما أنه لا علم لي بأن أستاذ سعيد قابل أستاذ عبد اللطيف قبيل الاستتابة، فإنني خلصت لكون أن موقف عبد اللطيف، والإخوة الثلاثة الكرام معه، كان موقفاً متأثراً لحد كبير لرؤية أستاذ عبد اللطيف للأمور. ولم يكن لأستاذ سعيد أي دور فيه. وقد تلون موقف التنظيم كله، بعد ذلك، بما في ذلك موقف أستاذ سعيد، بهذا الموقف فيما بعد. هذا على الرغم من أن هناك الكثير من المواقف التي لم تكن تتفق مع هذا الخط، كما وضح في موقف الأستاذ الباقر والأخ مصطفي.
على كلً هذا أمر قابل للنقاش، وقد دار فيه نقاش تفصيلي في خيط الدكتور كرار التهامي الذي أرجو أن تشارك فيه. كما أن هناك العديد من المساهمات التي تطرقت لرأيك هذا في خيطي عن الفكرة وواقع مجتمعنا. وقد ناقشت تلك الأراء، بصورة تغني عن الإعادة ههنا. فأرجو الاطلاع عليها في مواضعها.
وأحب أن أؤكد لك بأنني بخيطي الصارخ ذلك، قصدت دك طرق نقاشنا القديمة للموضوع، أكثر من كوني قصدت الهجوم على أستاذ عبد اللطيف. ولا أشك في أنك تبرئني من سوء القصد في ذهنك، ولكني أشعر بأن كتابتك بعاليه قد يفهم منها القراء بأنك غير متأكد من سلامة نواياي. ولهذا فإني رأيت أن أبدي ما قد يصحح لك، ولهم، ما قد يراه البعض تجنياً على مقاصدي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
من الملاحظ أن التقرير قد أوضح بما لا يدع مجالا للشك بأن الأستاذ سعيد قد رأى حل التنظيم في نفس يوم الجمعة، وليس بعد مسألة مهزلة الاستتابة كما رأى الأخ حيدر.. فأرجو ملاحظة ذلك..
يقول الأخ بشير في تقريره في الحلقة الخامسة أعلاه:
Quote: ما آل إليه حال الجمهوريين بعد التنفيذ
زحف نهار الجمعة العصيبة على الأخوان الجمهوريين وقد أمسوا كجسد بلا رأس. وانعقد في المساء اجتماع باك (بالدروشاب)، أعلن فيه الأخ سعيد الطيب شايب أن المظلة الروحية التي كان يمثلها وجود الأستاذ، صاحب الفكرة، والداعية إليها بإذن روحي، وصاحب الصلة بالغيب، قد رفعت الآن.. وأن أمرنا يختلف عن أمر سائر الدعوات الأخرى أو الحركات السياسية. وهو بهذا - أي سعيد - لا يتحمل مسؤولية الدعوة ومسؤولية قيادة التنظيم، وبالتالي تتوقف الدعوة وينحل التنظيم، إلى أن يأذن الله بمن يجئ لإكمال هذا الأمر، ولم يبق غير العمل بالطريق النبوي، كل واحد من الأخوان في نفسه. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Yasir Elsharif)
|
الشكر للأخ ياسر للفت انتباهي لهذا الأمر الهام. وأعد بأنني سأعمل على إعادة تقويمي لبعض الأمور وفق هذا التنبيه. ولكن يبقى السؤال: هل التقى أستاذ سعيد أستاذ عبد اللطيف قبيل الأستتابة؟ وإذا كان قد تم لقاء، هل طلب أستاذ سعيد من أستاذ عبد اللطيف أن يقف الموقف الذي وقفه؟ أسال هذه الأسئلة، مع رجائي أن نركز على أصل الموضوع: وهو تأثير أحداث تلك المرحلة والمواقف التي اتخذت فيها على موقفنا الراهن، غير المشرف في النهوض بفكرتنا وبمجتمعنا السوداني إلى حيث نريد ويريد. أما رأيي في أن مسالة الاستتابة كان لها مردود سالب علينا، مازالت أصداؤه تدق على أسماعنا بقوة، فهذا ما أرجو أن نناقشه دون حساسية. هذا، مع التسليم بأن هناك مردودات أيجابية لها، من ضمنها أن حيواتنا نفسها قد حفظت، فتيسر لنا أن نحيا ونقول ما نقول به اليوم. ولكن ألم تحفظ حياة أستاذ الباقر الفضل والأخ مصطفي محمد صالح، وغيرهم، ممن قاوموا الاستتابة، وتوقيع التعهدات؟ وههنا يصح أن نسأل: هل كانت مقاومة الاستتابة ستؤدي بالضرورة إلى فناء المجتمع الجمهوري، كما يريد البعض أن يقنعنا؟
أشعر بضرورة أن تناقش هذه الأمور بهدوء وموضوعية وعمق، يجعلنا لا نتحاور من منطلق يريد أن "يحمي" تنظيمه أو كيانه الاجتماعي، خاصة وأن بعضنا يكرر بأن "التنظيم" محلول. التحاور بمنطق "حماية أنفسنا" و "مجتمعنا" وصون "أسرارنا،" تحاور لا يتناسب مع المرحلة الراهنة، التي تتسم بالشفافية والانفتاح في كل أوجه الحياة. ثم أن بعضنا يقولون بأن التنظيم، الذين يريد حمايته من زاوية، هو قائم من الناحية العملية، إلا أنه غير ناشط فكرياً ولا سياسياً. هذا التناقض، في تقديري، مصدره هو القراءة الخاطئة لمواقفنا التارخية، مثلما هو نتاج للأخطاء التاريخية في تلك المواقف نفسها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ عمر هواري
شكرا جزيلا على إنزال هذه الصور المعبرة. لقد أكملت وصف ساحة التنفيذ في كوبر تماما، فألف شكر
الأخ حيدر
لقد أطلعت باهتمام على عدد كبير من المداخلات حول موضوعك، وكذلك حول موضوع د. التهامي، وموضوع الأخ النور، وما زلت أحاول المتابعة، وآمل أن تتيسر لي المشاركة في تلك الموضوعات
إنني أتفهم تماما مقاصدك، ولدي ثقة كبيرة في صدقك وحسن نيتك، ولكن قد يكون خلافنا فقط حول الأسلوب وكيفية إتيان الأمور
من من شعراء الصوفية قال هذا البيت الرائع،(أظنه بن الفارض):
ولطف الأواني في الحقيقة تابع للطف المعاني والمعاني بها تنمو
آمل أن أتمكن من العودة إليك قريبا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)
|
الأخ العزيــز حيــدر، أطلب منك رجــاء واحـدا، هـو عنـدما تقول "موقفنا الراهن، غير المشرف " تحدث عن نفسـك فقـط. ولا أحب أن أزيــد الأن، فقـد تكـررت هـذه المســألة دائمـا فى كتاباتك، وتكرر تنبيهى لك أن لا أحـد يستطيـع الحديث بإسـم الأفـراد أو المجمـوعـة. على أى حال، سـأكون مضطـرا للـرد عليك لأن ما تقـولـه يمسنى أنا كجمهــورى، وسكوتى عليـه، رغـم معارضتى لـه تعنى القبول الضمنى بمحتـواه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ الكريم بشير والسائرون فى طريق المعرفة ...اتابع بشغف هذه التجليات الفكرية الرائعة التى امتطت صهوة الوضوح المضنى والصراحة القاسية،وانتم تنقبون فى الأغوار السحيقة بحثا عن الحكمة الضائعة وتفكون طلاسم التاريخ الممهور بالدم والعذاب والدموع والحيرة التى اطبقت على الجميع مثل ليل داجى اسود مكفهر سد ابواب الارض والسماء وحجب ألأنوار ....لقد تساءلت فيماكتبته فى خيط بعنوان (هل تحرر الجهوريون من سجن الفكرة ام من سجن السلطة) عدة اسئلة حول مصير الفكر الجمهورى والاسس التى يبنى عليها بعثه فى المستوى السياسى الحركى التبشيرى لاالمستوى الاجتماعى الساكن العزوفى، تلك الاسئلة التى حركها فى داخلى كتابات د.حيدر بدوى العميقة حول المجتمع الجمهورى ونقده الصريح اللأذع لزملائه الكرام الذين وضعتهم الأقدار فى مطحنة فكرية لم يكن المجتمع الجمهورى كله يضع لها حسابا فى كل معادلاته الفكرية فتحلقوا بعيد ذلك الزلزال- الذى اطاح بتواترهم السياسى- حول ماتبقى من مشروعهم و كل ينظر من زاوية فيرى بقدر طاقته وموقعه وحظه من التربية ومقدار ماغرف من معين الفكرة التى هاجت امواجها واضطربت براكينهاواختلط حابل الشك فيها بنابل الحقيقة وماقرأته الان فى هذا الحوار المحكم والمتواصل يطرح تعقيدات جديدة حول مصير الفكرة ومصير المجتمع الجمهوري خاصة ماطرحه طيب الذكر سعيدشايب عن انكشاف (المظلة الروحية) وافادة عوض الكريم موسى حول انقطاع (التلقى من الغيب ) وغيرها من التأويلات التى اغلقت باب الفكرة وحبستهافى قارورة غيبية صغيرة ورمتها فى بحر هائج من التشويش فى انتظار المخلص صاحب القامة الكوكبيةالذى لم يحدد المشروع ملامحه ولااشتراطاته ولازمانه ولا علاماته واعترف بأن هذا الكم الوافر من المعلومات وماقراته بين السطور ماكان متاحا لى من قبل حتى عندما كانت الفكرة تروج جهارا نهاراولعلنى و فى هذا المقام وقبل ان اصل الى آخر ما تعلمته بل واستنتجته وعرفته عن يقين من هذى الحوارات العميقةان اقدر للدكتور حيدر صراحته وكتاباته احيانا بوسيلة حادة تؤلم لكنه الم الراى الاخر لايقتل وان غاص فى العظم كما ارجومن اخى البشير بكار ان يبوح بكل الألام والمعلومات التى انطوى عليهاوان يذكر ماحاول ان يحجبه ادبا وتعففا من الخصومةاو احتمال ان يجرح بعض اخوانه فوق جروحهم القديمة، حتى لايصبح هذا التاريخ مليئا بالفراغات والحلقات المفقودة ويجعله نهبا للتأويل وفساد الرأى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: د.كرار التهامي)
|
العزيز د.كرار التهامي،
أشكرك على مساهمتك النيرة، المحفزة على التفكير الجاد، ومعك أقول: ارجو من اخى البشير بكار ان يبوح بكل الألام والمعلومات التى انطوى عليها. وأن يذكر ماحاول ان يحجبه ادبا وتعففا من الخصومة،او احتمال ان يجرح بعض اخوانه فوق جروحهم القديمة، حتى لايصبح هذا التاريخ مليئا بالفراغات والحلقات المفقودة ويجعله نهبا للتأويل وفساد الرأى
وللعزيز محمد عثمان أقول: شكراً سأحاول الانتباه لضرورة عدم التعميم، تحرياً للموضوعية. ولكني على قناعة، في الوقت الراهن، بأن تصوراتنا العامة، ونظرتنا للأمور من خلال زاوية"موقفنا الجماعي،" لا المواقف الفردية فحسب، تتطلب منا عمق النظر. وفي تقديري، فإننا بعيدون "كجماعة" عما هو مطلوب منا -ماهو مطلوب من أنفسنا نفسها تجاه أنفسنا وتجاه الناس، مماتعرف هي تمام المعرفة أنها تطيقه، وما هو مطلوب شعبنا، بلسان مقاله ولسان حاله، الذي ينادينا ببلاغة لا تخفى إلا على من يسفه نفسه منا. من هذه الزاوية فإني أرى، بأن موقفنا الراهن "كجماعة،" بالأخص موقف حركتنا داخل السودان، غير مشرف. وهذه النظرة هي التي دعتني لنقد قيادتنا بالداخل. وكما قلت مراراً، فإن دوافعي هي تحريك الجدل الديمقراطي الحر والجاد بيننا فيما بيننا، وبيننا وبين الناس. أشم من أسلوب خطابك في رسالتك الأخيرة تحفز لحالة "كر" تود فيها الدفاع عما تراه، ولا تراني أراه. فأرجو أن توضح نفسك أكثر. وكم أكون سعيداً لو نحيت ناحية أخي الأستاذ بشير في تبيين شهادتك للتاريخ، ثم التعليق عليها. هذا ، في تقديري، سيعيننا على الخروج من دائرة الرأي المجرد، إلى دائرة الرأى المسبب تسبيباً، توثيقياً، عميقاً. وهذا بدوره سيعيننا على قراءة الأحداث قراءات واضحة، وموضوعية. قد نختلف في قراءاتنا بالطبع للحدث الواحد. وهذا أمر طبيعي، يستقيم مع طبائع الأشياء. ولكن مما لا شك فيه أننا سنقارب الموضوعات المطروحة من زاويا تكون، على اختلافها، مكلمة لبعضها البعض، لنخرج بصورة متكاملة تعيننا على النظر للأمور بشكل ٍقريب من قريب. وفي هذا تحضرني قصة العميان مع الفيل التي كثيراً ما كان الأستاذ محمود يستشهد بها ليدلل على أننا قد نرى نفس الشئ من زوايا مختلفة، مما قد يعيننا على تكوين صورة متكاملة، إذا كان منفتحين "لسماع" وجهة النظر الأخرى. ولا يبدو لي أنني محتاج لتكرار تلك القصة-المثل، التي نتداولها كثيراً في مجالسنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
شكــرا لك يا حيــدر لو لم تقل أكثـر من "سأحاول الانتباه لضرورة عدم التعميم، تحرياً للموضوعية"، لكفتك. ثم إنى لا أكـر ولا أفـر، كما قال أبو بكر الصـديق رضى الله عنـه: "لا أكـر على من يفـر، ولا أفـر ممن يكــر" وكلما هناك، إنك كأنما تجـرنا إلى نـوع النقاشــات التى إديرت فى نفس هـذه الواضيـع فى منبـر أخـر، هو منبـر الجمهـوريين الخاص.. والتى لم يصل فيهـا الناس إلى أى شـئ.. فهلا رحمت هـذا البـورد؟ أما أن تعتقـد أنك يمكن أن تقول فى الناس ما تشــاء من الكلمـات ثم تذهب موفـورا، دون أن تتعـرض إلى نقـد أو متابعـة من الناس المعنيين، فأقول لك أن تراجـع هـذه. الجمهـوريـون أناس عـزيـزون، كانـوا ولا يزالـون.. كانـوا مجمـوعـة واحـدة، فتربـوا على قيـم الدين، وكانت جمعيتهــم تلك بمثابـة المـدرســة التى تخـرجـوا فيهـا، والأن كل فـرد منهـم يعمل لوحـده، أضعـاف ما كانت تعملـه المجمـوعـة مجتمعـة!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: Abureesh)
|
الأخ الكريم د. كرار أولا "العيد مبارك عليك" وعلى جميع من حولك،ونسأل الله أن يعيده عليكم وعلينا وعلى السودان باليمن والبركات والسلام والوئام والاستقرار. أود ان أعرب عن تقديري لمساهمتك الهامة التي افترعتها بتساؤلك: "في ذلك اليوم تحرر الجمهوريون من سجن الفكرة أم من سجن السلطة؟" وهو تساؤل بليغ، ثم أن استقراءك وتساؤلاتك التي وردت في متن الموضوع، كانت تدل على فهم إنسان متابع باهتمام ودقة. والواقع أني كنت أفكر في الإدلاء بتعقيب موجز على موضوعك ، حيث أن طبيعةعملي والحياة هنا لا تدع لي مجالا للكتابة بشيء من التفصيل والتروي. وماأسهمت به في ذكرى الأستاذ محمود كان مكتوبا منذ عام 1985، وأخرجته فقط بصورة تتوافق مع المناسبة. وخطر لي ، وأناأتتبع آخر التعليقات والردود على موضوعك مساء اليوم،أن أسألك: هل أغرقناك في المعلومات والتفاصيل، ولم تجد ضالتك بعد؟؟ ولكن الحمد لله ها أنت تظهر هنا، وليست عليك آثار الغرق، فتذكر أنك أطلعت على معلومات جديدة، ولكنهاأثارت لديك تساؤلات جديدة!!
إنني أدرك أنه من الصعوبة بمكان الرد على تساؤلاتك اللماحة ردا يشفي الغليل، وذلك لصعوبة أمر الفكرة الجمهورية نفسه. بالإضافة إلى أن الدين، أي دين، يقوم في أساسه على الإيمان والتصديق. الإيمان بالغيب وما يتجاوز النظرة العقلانية المحضة، وتصديق صاحب الدعوة لما يتجسد فيه من برهان على صدقه وأمانته .
وقد أسهم عدد من الأخوان، وخاصة د. ياسر، بإيراد معلومات غزيرة علهااجابت على بعض تساؤلاتك. وكنت أفكر في محاولة إيراد ملخص يركز الإجابات على تساؤلاتك،في مقالة واحدة معقولة الطول، من حيث وجهة نظري. ولكن حالي كماأسلفت لا يسمح لي بذلك.
بقية جوانب الموضوع (التي أشار إليهاالأخ حيدر، ورجوت أنت إيرادها) تتعلق بحوارات مع عدد من قادة الأخوان في فترة السنتين التي أعقبت التنفيذ، تلقي شيئا من الضوء على تطورات تلك المرحلة، وما كان يدور بين الأخوان. ولكني، في مناسبة إحياء ذكرى استشهاد الأستاذ هذه، رأيت أن أكتفي بالجانب المتعلق بحدث 18 يناير، وأن أرجئ ماتبقى لوقت آخر. خاصة وأن التطرق إلى شيء من تاريخ تلك الفترة، لابد أن يعقبه استطراد يوجز،على الأقل، الاحداث والتطورات المستجدة حتى الفترة الراهنة، ومحاولة لاستقراء آفاق المستقبل، من وجهة نظر واقعية، أو على الأقل من وجهة نظري الخاصة. آمل أن أجد فرصة لذلك في غضون الاسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة. أشكرك على تعقيبك القيم. وسيظل أمر الاستجابة لطلبك ومحاولة الرد على تساؤلاتك موضع اهتمامي
| |
|
|
|
|
|
|
|