|
الهويات القاتلة امين معلوف.كيف يمكن ان تصبح قاتلا بدافع احد الانتماءات
|
سابدا هذه المداخلة بهذا المقطع الذي ورد في ص72 في كتاب الهويات القاتلة دار الجندي الطبعة الاولي 1999 للكاتب امين معلوف
( يبدو لي ان لا جدوي من التساؤل حول ما تقوله حقا المسيحية و الاسلام او الماركسية و اذا ما اردنا الحصول علي اجوبة و ليس فقط علي تأكيدلافكار مسبقة ايجابية او سلبية نحملها في قرارة انفسنا اصلا فلا يجب دراسة جوهر العقيدة بل سلوكيات الذين يدينون بها عبر التاريخ) كان هذا المقطع جزء من تقييم للكاتب لجرائم بول بوت في كمبوديا و جرائم بينوشيه في شيلي و جرائم الطالبان في افغانستان هذا الكتاب من الكتب المهمة جدا لفهم ظاهرة العنف المترتب علي مسائل تاكيد الهوية و لكن ما الهوية عند امين معلوف ( تتألف هوية كل انسان من جملة عناصر لا تقتصرعلي تلك الواردة في السجلات الرسمية . ص19 نفس الكتاب يعتقد الكاتب ان الهوية ليست كما ثابتا او استاتيكيا بل هي دينامية لابعد الحدود لدرجة ان عنصر واحدا من عناصرها قد يتحول الي دافع فعلي للقتل .ان عدد من الهويات المتنوعة مثلا انك سوداني فهذه هوية في معرض حديث عن الاوطان و الجنسيات و لكن انك جنوبي او شمالي فهذه هوية اخري في صياغ اخر . وداخل هذه التقسيمات هنالك انتماءات اخري اكثر اماتة مثلا شايقي او نويراوي و ثم تظهر سلسلة من الانتماءات الاخري المذهبية او الساسية او الجهوية . علي حسب راي الكاتب كيف يمكن ان تتحول احد عناصر الهوية الي مصدرللقتل يأتي دائما بسببين الدفع السلبي من اخوة الانتماء المعين مع سبب اخريعود الي تاثير الاخرين الذين يحاولون استبعاده و نفيه . عامل حث داخلي و ظرف موضوعي ناتج عن الحراك الاجتماعي . وفي هذا النوع من الصراعات القاتلة لتحقيق الهوية او نفي الاخرين تكون النتيجة في كافة المجتمعات الانسانية واحدة هي القتل و القتل و القتل و الاستهتار بحياة الاخرين
ما الحل اذا ؟ هو ببساطة في سيادة القانون داخل الدولة المدنية و و ليس فقط احترام حقوق الاخرين و احترام معتقداتهم بل ادراك ان انعدام هذا العنصرين ربما يكون سببا للقضاء علي الاخضر و اليابس. يقول الكاتب ( عندما تمتزج نظرتنا اي نظرة المراقبين المحايدين بهذه اللعبة المنحرفة- النزاعتات الدموية المرتبطة بملفات انتمائية شائكة- و نضع هذه الجماعة في موقع الحمل الوديع و تلك الجماعة في موقع الذئب المفترسفأننا و بغير علم منا نمنح البراءة المسبقة للجرائم التي يقترفها البعض) . هذه دعوة الي الجميع الي امتحان هوياتهم و تحسس اي هذه الهويات هي الاكثر قتلا و محاولة محاسبتها بعقلانية
طه جعفر الخليفة
|
|
|
|
|
|