|
هل هنالك مدرسة غنائية ثالثة ؟؟ دعوة للحوار ..مبادرة د.احمد طراوة من مسقط
|
هناك مدرسة غنائية ثالثة ؟ السؤال يحمل تاكيدا علي ان هناك مدرستين غنائيتين من الممكن الاتفاق حول تفاصيل ملامحهما ما هما ؟ المدرسة الاولي هي ما يسمي باغنية الحقيبة تلك الحقيبة التي لا يعرف حقيقتها احد اعني حقيبة الاسم .و معروف ان غناء الحقيبة كان يعتمد بشكل كامل علي جمال الصوت الانساني و لا تمثل الالات الموسيقية فيه ثقلا معتبرا فهو تطوير متماسك لما يعرف بالطنبرة او المديح او الدلوكة و الخ من اشكال الغناء . ربما يكون اول الاسئلة التي تتبادر للذهن من اين جاءت هذه الاغنية ؟ هذا السؤال في حد ذاته من الاخطاء الفادحة علي حسب راي في محاولتنا لفهم ما نتغني به السؤال الاكثر الاهمية هو متي ظهرت و ما ماهي الفئات الاجتماعية التي طربت له و ما هي مكونات هذا الغناء . هذا لان الغناء يأتي من مخازن جمال الانسان و المجتمع الغناء جزء اصيل من ثقافات الشعوب يجد جذوره في الترانيم الدينية و الاحتفالات الانسانية بالطبيعة و المجتمع و استشرافات الانسان لمستقبله . ظهرت اغنيبات الحقيبة ربما في عشرينيات القرن العشرين ملازمة لجراحات الشعب مع المستعمر و احزان الشعب و احساسه بالتغول علي موروثه الثقافي مع تسارع عمليات التمدن التي فرضها المستعمر فجاءت تاكيدا لمرحلة مهمة من مراحل تشكل الهوية الوطنية في اواسط السودان حيث المركز الذي كان له الدور الفعال في دفع خطابات الهوية بعضا للوراء و اخري اماما . الهوية التي كانت اغنية الحقيبة تعبيرا عنها هي هوية عربية (من حيث اللغة حيث ان كل اغنيات الحقيبة مكتوبة باللغة الغربية ) و كان دينها هو الاسلام ( من تعاطي المكروه عمدا غير شك يتعاطي الحرام ) و لكن بفهمنا للهوية كتطور دينامي لمجموع انتماءات الناس تتبدل المكونات الاساسية لهذا الخطاب مستجيبة لمتطلبات كل مرحلة لانجاز و تحقيق هذه الهوية اوحتي تاكيدها . كان جهد الرواد الاوائل من مبتكري الاغنية الحديثة( المدرسة الثانية) منصبا علي توطين الالات الموسقية الاجنبية لا و بل حتي الايقاعات الاجنية في محاولة من هذه المدرسة لربطنا وجدانيا بالموروث الانساني الموسيقي. من حيث مضامين الشعر و الاطر الموسيقية كلا المدرستين غنتا بنبل و جسارة من اجل الوطن و قضايا التحرر و البناء الديمقراطي . هنالك الكثير من الاغنيات التي يمكن ان ندرجها في اطار المدرسة الثانية استخدمت شعرا غير عربي اللسان و كما اسلفت استخدمت ايقاعات و الالات موسيقية اجنبية بمعني اخر بمقياس الاثراء للجهد الوحدوي نجد ان الاغنية الحديثة كانت اكثر انفتاحا علي القوميات و كان قوالبها اللحنية المتعددة اكثر قابلية لاستيعاب التنوع العرقي و الثقافي السوداني . من ناحية علاقة النص الغنائي بموضوعات التحرر الوطني و البناء الديمقراطي و التحولات الاجتماعية الملازمة لذلك اعتقد ان هنالك مدرسة غنائية ثالثة تواجد جنينها عند الكثير من فناني المدرسة الحديثة الذين استلهموا ثقافاتهم القومية و قدموها الي كل السودان في نصوص غنائية محتفية بالهم العام غناء الفنان محمد وردي بالنوبي غناء الفنان زكي عبد الكريم بالنوبي الفنان عبد القادر سالم الاغنية الكردفانية و كل فناني الطمبور بزعامة النعام ادم و من سبقوه و من جاءوا من بعده و الان هنالك تجارب جديرة بالدراسة و التفكير و هي تجربة مصطفي سيداحمد مع الدليب و تجربة الفنان عمر احساس(دارفور بلدنا) و الفنان عاصم الطيب (جنكيز) في اغنيته سوداني اسمراني علي ايقاعات البرتا. جاءت كما جاءتنا الحروب الاهلية التي اندلعت من الجنوب في عملية تحولات صاعدة و هابطة احيانا الي ان تمكنت الحركة الشعبية من قيادة قضية انسان الجنوب الي مستوي اقناع القوي السياسية بضرورة اعتبار حق تقرير المصير من الامور العادية . و معلوم لدي الناس ما يتم بدافور الان و كذلك الشرق و حتي الشمال . هذه الاتجاهات الجديدة في الصراع و الحراك الاجتماعي كلها تسعي لتحيق هويات تم تهميشها في السابق من قبل المركز الذي عبر عن نفسه غنائيا بمدرستين هما الحقيبة و الغناء الحديث . و كانت المدرسة الثانية اوسع افقا و اكثر استيعابا للتنوع العرقي و الثقافي للسودان و ذلك يتمثل في انها اصبحت اطارا تعبيرا لقوميات اخري عير المجموعات المتأثرة بالخطاب العربي . لذلك ستكون المدرسة الثالثة نداء لثحقيق هويات و ثقافات قومية و لكنها في اطار وحدوي علي اساس اختياري و طوعي . كيفية ان يتحول هذا الجهد في تحقيق الهوية الي غناء ملهم بالوحدة الوطنية و قيم الديقراطية و الحريات سؤال يجد مشروع اجاباته عند الاستاذين عمر احساس و عاصم الطيب و الاستاذ جراهام عبد القادر عبر محاولاته مع فرقة البانمبو . لماذا ما زلنا نطرب لغناء الحقيبة و غناء رواد المدرسة الحديثة ؟؟؟ معلزم بالنسبة لدي ان الشعوب و اعني كل الناس لهم احترام خاص لما يعرف بالغناء و الموسيقي الكلاسيكية و هو نوع من احترام التاريخ او هو المعني العملي لعبارة نصوص خالدة . و لكني اري انم ذلك يعبر عن نزوع نفسي عميق لتأكيد الهويات و الانتماءات التي يحتفي بهل ذلك الغناء .
قام الاساتذة عمر احساس و عاصم الطيب بتقديم نصوص جديدة من حيث المحتوي الشعري حيث ان نصوص كتوبة بلغة عربية مختلفة عرقيا عن لغة المركز او بلغات سودانية اخري و لكنه نوع من الغناء اوجد لنفسه جمهورا من كل السودان . الاتجاهات الجديدة في الغناء يجب ان تقدم مفردات( مضامين و معاني ) جديدة علي مستوي النصوص اعني القيم التي تحتفي بها هذه النصوص . اود من المساهمين في هذا البوست ان يعينونا بالرأي حول النقلات المهمة التي انجزها كرومة في مضمون و شكل اغنية الحقيبة او النقلات العميقة التي انجزها الرواد امثال الكاشف في مضمون و شكل الغناء و كذلك مصطفي سيداحمد الذي احدث انقلابا في مضامين الكلام ( الشعر الغنائي الفريد و الجديد لمجموعة شعرائه العتاة الناجزين ) تدور حوارات هنا في مسقط بشكل اساسي مع الدكتور احمد عبد الفتاح ( احمد طراوة) و الاستاذ الشيخ قريب الله و اتفق معهما حول تناولهما للغناء السوداني من خلال مدرستين فقط ( الكلاسيك او الحقيبة و المدرسة الحديثة بقيادة الكاشف و احمد المصطفي . وربما كان الاستاذين علي خلاف معي حول مشروع المدرسة الثالثة الاغنية التي تحتفي بالتنوع العرقي و الثقافي للسودان
طه جعفر الخليفة
|
|
|
|
|
|
|
|
|