دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
نقلا عن المجلة السودانية انتحار طفل بمرحلة الاساس بسبب الرسوم المدرسية
|
أحد تلاميذ مدارس الأساس
الحاج وراق : نقلا عن جريدة الصحافة 8-10-2004
{ يقال إن من يريد الاستثمار لعام واحد فعليه ان يزرع قمحا، ومن يريد الاستثمار لسنوات فيمكن ان يزرع شجرا، اما من يريد الاستثمار الي الأبد فعليه ان يستثمر في الانسان! ويتم الاستثمار في الانسان بالصرف على الاولويات الاجتماعية، كالصحة والاسكان والرعاية الاجتماعية وحماية البيئة والبحث العلمي، ولكن أهمها قاطبة الاستثمار في التعليم والتدريب. فهل تستثمر الانقاذ في الانسان السوداني؟! { تناقلت الصحافة قبل ايام خبر انتحار أحد تلاميذ مدارس الأساس بولاية النيل الابيض، هربا من الضغوط الناجمة عن الرسوم المدرسية! فأجاب مثل هذا الطفل، وبدمه، عن سؤال أولويات الإنقاذ! فالرسوم الدراسية الحالية، الاعلي من متناول غالبية الأسر السودانية، تعبر عن تراجع الدولة المستمر عن الصرف علي الأولويات الاجتماعية، خصوصا التعليم، الذي تُرك بالاساس للولايات والمعتمديات والمحليات، والتي بسبب ضعف مواردها من جانب، واختلال أسبقياتها من الجانب الآخر، تعتقد بأنها تستحق نجمة الإنجاز حين توفر مرتبات المعلمين كل أول شهر، رغم أنها مرتبات لا تفي بالحد الادني للكرامة! وهكذا وقع العبء الأساسي لميزانية تسيير وتطوير المدارس، ولتدارك الفجوة بين مرتب المعلم وحد الكرامة، وقعا علي إدارات المدارس، والتي في ظل غياب الحركة النقابية للمعلمين، اختارت الضغط علي الطرف الضعيف - أولياء الامور - فرحلت العبء بالكامل الي كواهلهم، بدءً بالرسوم السنوية وانتهاء بـ «قروش درس العصر» اليومية!! ولذا فإن مأساة التلميذ المنتحر، هي في ذات الوقت مآساة أولياء الأمور في كل البلاد - الذين تقلق مراقدهم كل ليلة حسابات مصروفات الصباح التي تحتاج الي اكثر من حاوي لموازنتها، فيسعون الي سد العجز بالعبوس في وجوه أطفالهم وانتهارهم بحسم : (بكرة)! «بكرة» التي عادة ما لا تأتي ابداً!.. وهي كذلك مأساة الاطفال الذين لم تتهيأ أجهزتهم النفسية الغضة بعد لضغوط الوقوع بين شقي رحى اعتذارات الآباء، وبين ملاحقة الإدارات المدرسية! وفي حالة تلميذ النيل الابيض، فيبدو أن الضغوط وصلت حدا جعله يهرب من إعتذار الانتظار الي يوم آخر بالانتقال إنتحارا الي اليوم الآخر!! ثم انها كذلك مأساة المعلمين، الذين جرفتهم الأوضاع الراهنة، عن أدوارهم الطبيعية كرسل معرفة وتربية، فتحولوا الي باشبوزق ومحصلي جبايات!! هي إذا مأساة أطراف العملية التربوية كلها، ولكنها مسؤولية الحكم في المقام الاول! { وفوق هذا وذاك هي مأساة البلاد، فالتعليم أساس النهضة، وأهم عوامل الاستقرار السياسي والاجتماعي، بما يتيحه من ترقي اجتماعي، يخفف حدة الفوارق الاجتماعية التي عادة ما تنتهي - في حال عدم احتوائها - الي التمردات والإنفجارات العنيفة.. ولكن بلادنا تواجه حاليا ترديا في نوعية التعليم، وتدنيا في محتواه، فالمناهج تركز علي التشريب الآيديولوجي والسياسي، وعلي الحفظ والتلقين، بدلاً عن تنمية التحصيل المعرفي وتنمية القدرات التحليلية والنقدية والإبداعية! اضافة الي تردي أوضاع المعلمين وتردي المعينات التعليمية، وتردي البيئة المدرسية.. وبالنتيجة خسرت البلاد دورالتعليم كمدخل لا غني عنه للنهضة! واضافة الي ذلك، فإن ضغط الانفاق الحكومي علي التعليم، في سياق السياسة الاقتصادية المتوحشة وغير المتسقة التي تتبناها الإنقاذ، وبالتالي فرض رسوم دراسية عالية علي التعليم، وبسبب التضخم وانتشار الفقر، فإن خدمة التعليم صارت تتوفر للاثرياء القادرين علي تحمل نفقاته، سواء في المؤسسات الحكومية اوالخاصة، وهكذا خسرت البلاد أيضاً دور التعليم كأداة للترقي الاجتماعي! { وعلي عكس ماتدعي الإنقاذ، فإن اقتصاد السوق (الحر) ، في تطبيقاته الاكثر توحشا، لا يصل حد الاستهانة التي تتعامل بها الإنقاذ مع الأولويات الاجتماعية، وكمثال فإن البلدان الصناعية - حيث اقتصاد السوق - تصرف حوالي 18.7% من جملة الناتج الاجمالي علي الصحة، والمعدل في ا لدول المتخلفة 2.7%، بينما في سودان الإنقاذ فقط 1%!! فالقضية لا تتعلق اذن بمواصفات ومطلوبات اقتصاد السوق، وانما بالخلل في أسبقيات الصرف الحكومي.. في ميزانية عام 92/93 كان الصرف علي الوفود والمؤتمرات 500 مليون بينما الصرف علي التربية والتعليم 321 مليون! وفي ميزانية 93/94 المخصص للوفود والمؤتمرات 800 مليون وللضيافة الرسمية 500 مليون بينما المخصص للتربية والتعليم 732 مليون! وفي ميزانية 94/95 كانت المصروفات السياديةة 23 مليار و500 مليون بينما تأهيل وترقية الخدمات (صحة +تعليم+ .. الخ..) فقط 7 مليار و700 مليون! وقد ظل هذا هو الاتجاه في الصرف الحكومي، من تلك السنوات وحتي الميزانية الاخيرة: حيث تبلغ ميزانية الاجهزة السيادية 211 مليار والوفود والمؤتمرات 45 مليار والضيافة الرسمية 14 مليار وتذاكر السفر للاجازات 5 مليار، بينما تبلغ ميزانية التعليم كله 110 مليار جنيه!! { وقد توصلت الدراسات الاجتماعية الي ارتباط مباشر بين تدهور الصرف علي التعليم وبين الازمات والاضطرابات الاجتماعية، مما حدا بتقرير التنمية الانسانية الي القول: (تفوق تبعات الجهل تكاليف تحسين التعليم بما لا يقاس)! وقد سبق، وأوردت مرارا، ماقاله المفكر البريطاني - هوبسباوم- استناداًعلى تحليل تجارب الدول الفاشلة في العالم - ، من ان البلدان التي تصرف علي الامن اكثر من التعليم، قد انزلقت جميعها الى الفوضى والحروبات الاهلية! والآن، وقد كلفنا تراجع الصرف علي التعليم انتحار طفل برئ، فلعل ذلك يشكل علامة حمراء تجعل الانقاذ تتراجع عن سياساتها المتوحشة قبل أن تنحر الوطن
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نقلا عن المجلة السودانية انتحار طفل بمرحلة الاساس بسبب الرسوم المدرسية (Re: TahaElham)
|
الأعزاء طه/الهام،
Quote: والآن، وقد كلفنا تراجع الصرف علي التعليم انتحار طفل برئ |
بل كلفنا انتحار أمة بأكملها.. أما بالنسب للصحة فحدث ولا حرج.. المواطن في المستشفيات وخاصة الطوارئ لا قيمة له والإنسان في وطني مهضوم الحقوق فلا تعليم ولا صحة ولا موصلات ولا سكن.. فقط يدفع الجبايات ويساق قهراً لقتال أخيه الإنسان في مكان ما بأرض المليون ميل مربع.. انتحار طفل هو حدث بحجم الكرة الأرضية لا أدري كيف يمر هنا مرور الكرام..
لكم التحية العطرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نقلا عن المجلة السودانية انتحار طفل بمرحلة الاساس بسبب الرسوم المدرسية (Re: Elawad Eltayeb)
|
الرفاق طة\الهام هذا ما اتحدث عنه. لا اريد لطفلي الانتحار. ولا اريد لاي طفل الموت. الموت يجب ان يكون للمجرمين. لا خير فينا ان لم نفعل شيئا. لقد درج السودانيون علي خلق حياة وهمية لاتمت للواقع بشئ. فواقعنا يستوجب عليناان نتوقف عن ممارسة الحياة وبعادية وكان شئيا لم يكن!!! او كما يقول بريخت حقا احيا في زمن قاتم فالكلمات العابرة غباء وسخافة وجبين دون غضون يعني عدم الاحساس والضاحك لم يسمع بعد الخبر الفاجع والزائع بين الناس!
| |
|
|
|
|
|
|
|