دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة
|
في يوم 4 مايو 2003 انتقل إلى رحمة الله الواسعة أخونا العزيز الأستاذ طه أبو قرجة، بعد حياة خصيبة بكل معاني الخير، لم تزد على 47عاماً. مع قصر هذه الفترة فقد عاش طه فيها عدة حيوات، خصيبة كلها، كانها تعبر عن تاريخ الوطن برمته، منذ عرف السودان معنى أن يكون وطناً. أرجو من كل إخواننا وأخواتنا الزملاء بالمنبر، الذين عرفوه عن قرب، أو عن حرف كتبه، أو عن موقف وقفه، في مسالك الحياة المختلفة، أن يسهموا معنا في رصدها هنا. في تقديري أن هذا هو أكرم أسلوب للوفاء له، ولوطننا الحبيب السودان. فقد كان هذا الشاب الهمام، نموذجاً للسوداني، ولمكابداتنا ومخاضاتنا الحقيقية في أن ننجب الإنسان فينا. فقد ولد طه في أسرة أنصارية عريقة. وتعلم ليصبح محامياً فذاً. وفي رحلته لا ستكشاف الحقيقة، أصبح جمهورياً في سن مبكرة، وظل وفياً لبنوته للأستاذ محمود إلى آخر المشوار، ولا آخر! إسمه وحده كان يكفيه إن كان سعيه لغير الله، في دنيا يصيبها. ولكنه لم يستكن لمتطلبات العقل الجمعي من حوله، بل عمل عملاً حثيثاً لتفكيك خطابه تفكيكاً ملهماً. هذا الأمر له دلالات عميقة على مايطرأ علينا كسودانيين في مرحلتنا التاريخية الراهنة، وعلى التحولات الكبري التي نمر بها الآن! أعرف أن طه يسره أن نفكر في الأمور بهذه الطريقة. فهلاً فعلنا؟
أوجه الدعوة لجميعع الإخوان والأخوات بالمنبر للمساهمة ههنا، وأخص منهم الجمهوريين وغير الجمهوريين ممن زامله، أو صادقه، أو ساكنه، أو جاوره. باختصار أحاول هنا أن أردد نغمات وترانيم حياة طه المطربة من خلال من عايشوه. وعليكم أعتمد في التغني بهذا اللحن الأرضي-السماوي. أرجو أن نعتصر الذاكرة اعتصارا. ولاشك عندي بأن هذا لن يجهدكم كثيراً، لأن طه يسكن في شغاف القلب، ومكامن الفكر الآمنة، التي لا يعتريها النسيان.
أرحب ايضاً بكتابات قراء المنبر، من أصدقاء طه الأوفياء، ممن لم يتيسر لهم الانضمام إلينا بعد. وذلك بالكتابة لي في عنواني: [email protected] وسأقوم، بسعادة غامرة، بنشر ما يكتبون ههنا.
هلموا، أعزائي وعزيزاتي، نردد لحن الوفاء!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ حيدر تحياتى ألا رحم الله الأستاذ طه أبو قرجة انقل لكم هذا المقال من جريدة الوطن القطرية بتاريخ 28 ابريل 2004 ـــــــــــــــــــــــــــ
أبوبكر القاضي: الأمير طه أبو قرجة‚‚ عام من التحرر ونهاية الاغتراب!
الفاشر‚ وبرام‚ وقرية قريضة‚ هذه بلدات عزيزة علينا معزة خاصة شملت كل دارفور الكبرى‚ فقد عشنا سنين الدراسة في (البركس) سكن الطلاب في جامعة الخرطوم آنذاك ـ مع ابناء دارفور ـ يعقوب آدم حسب الله‚ من قرية قريضة‚ التي كانت ساحة من ساحات المعارك في الحرب الاهلية بدارفور‚ وابراهيم آدم ابراهيم من الفاشر أبو زكريا‚ التي كانت ساحة ايضا شهدت أكبر هزيمة للجيش السوداني في تاريخه لم يتلقاها من أي حركة تمرد سودانية‚ حيث تمكن المتمردون في دارفور من دخول المدينة الرمزية التاريخية (الفاشر)‚
وأسروا قائدا برتبة لواء‚ ودمروا عدد ست طائرات بمطار الفاشر‚
ومن خلال ابناء (القرفة) من ابناء دارفور تعرفنا على قطاع كبير من ابناء دارفور بالكليات المختلفة‚ وتعرفنا على ثقافة المنطقة وتركيبتها السكانية وفنونها وآدابها‚
كان رابعنا في القرفة بالبركس هو الامير طه اسماعيل أبو قرجة‚ يحمل ذكريات عن الفاشر فقلت له بالتواتر عن جده الأمير أبو قرجة الذي نفاه الخليفة عبدالله التعايش إلى الفاشر في صراع أولاد البحر ضد الغرابة هذا الصراع القديم المتجدد‚ والذي تشير كل الدلائل إلى انه سيحسم لصالح تحالف المهمشين بانتصار مشروع السودان الجديد‚ عشرة القرفة حملتنا إلى قاعة الصداقة لحضور مظاهرة ابناء دارفور بالعاصمة ضد تعيين الطيب المرضي الذي عينه النميري حا كما على دارفور‚ وللأسف لم تتعلم الحكومة المركزية من تلك التجربة‚ ويدعي ابناء دارفور انه ومنذ ثورتهم على الطيب المرضي لم تدعم الحكومة المركزية اي حكومة اقليمية على رأسها شخص من ابناء دارفور‚ وأولهم دريج الذي غضب في النهاية وغادر البلاد‚
عام منذ نهاية اغتراب الأمير أبوقرجة:
في 4 مايو 2003‚ وبالمنامة/البحرين انهى الأمير اغترابه‚ وانعتق من صدفته وسما بروحه إلى الملكوت في رحلة فرائحية ملؤها الرحمة وحسن الظن بالله‚
هاجر الأمير‚ وحتى آخر لحظة من حياته كان مهموما بالوطن العربي الكبير بشعب العراق‚ وبوطنه السودان‚ وشعب جنوب السودان‚ وشعب دارفور‚ وتشهد على ذلك منتديات المنامة‚ وموقع سودانايل وموقع الصالون‚
من المغترب؟ انت أم نحن المغتربون؟
الاغتراب ـ كما عرفه اريك فروم (1900 ـ 1980) هو نمط من التجربة يعيش فيه الانسان نفسه كغريب‚ ويمكننا القول انه اصبح غريبا عن نفسه‚ انه لم يعد يعيش كمركز لعالمه وكخالق لأفعاله‚ بل ان افعاله ونتائجها قد اصبحت أسياده الذين يطيعهم أو الذين حتى قد يعبدهم ـ كتاب الإنسان والاغتراب لمؤلفه مجاهد عبدالمنعم مجاهد‚ نعم المغترب هو من فقد نفسه‚ في كتاب الحب والقوة والعدالة يقرر بول تيليش ان الحب يقهر الاغتراب‚ ويقول: الحياة كائنة في الواقعية والحب هو القوة المحركة للحياة‚
ايها الأمير الذي عاد إلى موطنه القديم وانهى غربته‚ في جردة حسابات العام صنعنا المعجزات بأيدينا بالتواصل والتعارف مع العالم‚ فسلاح التغيير هو التمرد وحرب الاعلام‚ في جردة الحساب‚ في عام واحد تم تدويل قضية شعب دارفور‚ واتخذت القبائل الزنجية الاسباب الشرعية لتحقيق الموعود‚ وتجعلهم ائمة وتجعلهم الوارثين‚ تحولوا من لصوص وقطاع طرق إلى سادة‚ تأخر ابناء دارفور ولكن تمردهم لم يكن بعد فوات الأوان‚ كم عظيم انت يا داود بولاد‚ سيرد لك الاعتبار الرسمي قريبا‚
أشرقت الشمس من الغرب كما اشرقت من الجنوب‚‚ نحن المغتربون‚‚ فالمغترب هو ذلك الانسان المستلب‚‚ يحارب معركة غيره‚ يعكف على صنم صنعه بنفسه أو ورثة عن آبائه ورفض كل جديد بحجة‚ هذا ما وجدنا عليه آباءنا‚
يا أيها الأمير الذي وجد نفسه وانهى غربته‚ سنبني الإنسان الكامل بنيانا تخرج اعمدته من باطن الأرض‚ وحديده من حضرة النحاس سنبني عمارات شاهقة من الحضارة بالتراضي سنبني الوطن الكامل‚ خلاصنا بفكرنا وبيدنا لا بيد غيرنا‚ لا اقول لن ننتظر المسيح‚ ولكن اقول سيكون المهمشون هم المسيح‚ وقتها سينتهي الاغتراب‚ وهذه ليست احلام يقظة صوفية تنسج انتصارات وهمية تكرس الهزيمة‚ غدا سيستقبل الشعب السوداني كله الدكتور جون قرانق رائد السودان الجديد‚ ويستقبل قادة السودان الجديد في دار فور وجبال النوبة‚ والنيل الأزرق وابيي لنبني جميعا الوطن الكامل‚
كم كانت الصورة جميلة حين التقى قادة التحرر بالجنوب بقيادة التحرر في دارفور في أسمرا الباسلة‚ وغدا ـ باذن الله ـ سيكون اللقاء في الخرطوم الجديدة عاصمة السودان الجديد‚
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ الكريم بكري وجميع أعضاء هذا المنبر من الأخوان والأخوات والأبناء والبنات
لقد أثلجت صدورنا تعازيكم الحارة في فقدنا الجلل لأخي الحبيب طه أبو قرجة. وينتابني شعور عميق بأن غربتنا، كجمهوريين في وطنناالحبيب السودان، المحمول في أحداقكم ومهجكم، قد بدأت تزول. فقد جاءتنا التعازي من جميع المشارب والمنابت والإتجاهات والأديان فأشعرتنا بأن طه السودان، طه الأمان، طه التحنان، طه الفكر الحر، طه الشعور الحي الخلاق، حي لم يمت وإن غاب عنا جسده. هكذا أنتم بني وطني، وطن الخلد والخالدين، الظافرين بإذن الله
وقد رأيت أن أشكركم بطريقة أعرف أن طه يقرني عليها. فأقرأوا معي وتأملوا كلماته التالية عن الموت. وقد كتبت هذه الكلمات بمناسبة رحيل أخينا الجمهوري الحبيب الأستاذ جلال الدين الطيب الهادي في شهر يونيو من العام الماضي. طه ياإخوتي بضع من السودان، بضع منكم. حمل آمالكم وأحلامكم فذهب مرضياً عنه مع الأولين، وسنظل نحمد له الصنيع في الآن، وسنعزف تغنيه لقيم الحرية والعدل والسلام من قلوب وحناجر الحاضرين والآخرين.
وكان طه، كما كتبت ناعياً لكم ولنفسي ولزوجته الفاضلة الأخت نوال الطاهر النيل ولإخوانه محمد وسيف ومكي ولأهله الأماجد، من أميزً تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه وأحبهم إليه. هذه الكلمات الطيبات النيرات تحكي نبلكم يا أهلي، أهل السودان، من نمولى إلى حلفا، فإنكم ملح الأرض. وقد قال عنكم أبيكم الأستاذ محمود:"...لا يغرن أحداً كون السودان جاهلاً خاملاً صغيراً، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة إلتقاء أسباب الأرض بأسباب السماء..." ويومكم الموعود هذا أتٍٍ بلا ريب. فإلى كلمات الغالي طه إسماعيل أبو قرجة الطيبات النيرات أيها الأحباب الأماجد الأحرار .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الحي الذي لا يموت
رحم الله أخانا جلال الدين، الهادي، الطيب، وأسبغ عليه الرضوان، ورحم الله من سبقوه من إخواننا وأخواتنا، وحفظ الله كل البقية الباقية من الإخوان والأخوات .. حفظنا الله جميعاً، كبيرنا وصغيرنا، قديمنا وجديدنا.. وجمعنا، ووحدنا، وجددنا، وبعثنا، وأصلحنا، وأصلح بنا، إنه أكرم مسئول وأسرع مجيب.
آخر مرة رأيت فيها الأخ جلال كانت حوالي اليوم الثامن عشر من يونيو عام 1995 بمنزله بود مدني، حيث ودعته ثم ودعت الأخ سعيد ومن معهما من إخوان مدني قبيل مغادرتي السودان في الرحلة التي لم أؤوب منها بعد. وتحدثت معه هاتفياً مرتين عقب وفاة الأخ سعيد. اتصلت به لأعزيه، لكني وجدته يعزيني، كما لمست فيه انشغالاً بأحزان آخرين. وفي مكالمتي الثانية والأخيرة معه حدثني أنه سيسافر إلى الخرطوم الأسبوع التالي، وسيقضي بعض الوقت مع إخوان العاصمة.. شكرني على خطاب أرسلته إليه مع الأخ الناجي في يناير الماضي، وقال لي أن الناجي سافر لأهله في ود هاشم، وزاره بعض الإخوان هنالك، وعاد وأخذ شقيقه إلى الخرطوم حيث سيجري (شقيقه) عملية عيون.. حدثني عن الجلسات المتنقلة بمدني.. كما حدثني عن أخبار بعض الإخوان.. أذكر أنه حدثني عن علي أحمد إبراهيم وأنه الآن بالدمازين حيث يدرس مادة التاريخ في جامعة الدمازين، فسألته عن أخينا عباس إبراهيم، فطمأنني عنه.. قلت له أن الأخ بدر الدين السيمت حدثني مرات عن الأخ عباس وعن الأخ المرحوم عبادي.. وذكرت له عبارات الأستاذ التي حكاها لي الأخ بدر الدين عن عباس إبراهيم. حكى الأخ بدر الدين أن الأستاذ قال له مرة:- (نحن الأخوان معانا هنا نلاحظ تغير في حالهم بين الصباح والمساء.. لكن عباس يغيب عننا زمن طويل، وقت نلاقيه، نلقاه في نفس حاله [من الصفاء] لا يتغير). لم يقل لي الأخ جلال أنه سمع تلك العبارة عن الأخ عباس، بل قال عبارة يسيرة تؤكد أن ذلك هو حال الأخ عباس، وأضاف بطريقته المعهودة:- (والله عباس لليوم إذا كلمك عن عبادي تقول خلاه في الروصيرص وجاء).
في مطلع هذا الأسبوع هممت مرتين بمحادثته هاتفياً ، ومددت يدي في المرة الأخيرة نحو الهاتف ثم أرجعتها، لإرجاء المكالمة إلى وقت آخر. وحين قرأت الخبر في الصالون انعقد لساني، وظللت آمل تصحيح الخبر، حتى تأكد. لم أجد ما أقوله حين اتصلت بالأخ عبد اللطيف معزياً. بل أن المكالمة استقبلها أول الأمر الأخ كباشي حميدان، وهو الذي كنت أتساءل عنه سراً في الفترة الأخيرة لطول ما تباعد الزمن بيننا، لكنني لم أزد على تعزيته بعبارات مقتضبة. أرجو أن يزودني الابن محمد هارون أو الأخ عبد الله عثمان بأخبار الأخ كباشي.
انتابني حزن شديد في آخر الليلة قبل الماضية، فوجدت العبارة التي صدرت بها هذه الرسالة في فمي: (سبحان الحي الذي لا يموت)، فغسلت أحزاني.
إن وفاة الأخ جلال تسوق المرء إلى الشعور بأن الموت أقرب من قريب.. كما هي تسوق المرء إلى القول بأننا يجب أن نتعايش وأن نتحاب وأن نتواصل وكأن الموت "أمام الزاوية" وليس وراءها كما يقولون. إنني لا أكتب للتعبير عن حزني على فقد الأخ جلال. فرغم أننا سنظل نفتقد الأخ جلال وكل إخواننا وأخواتنا الذين سبقونا، إلا أن عزاءنا فيهم هو أنهم قضوا حياتهم في الفكرة وفي سبيلها.
إن وفاة الأخ جلال قد ساقتني أيضاً للشعور بأن الحزن على من نفقد من إخواننا وأخواتنا ينبغي أن لا يشغلنا عن نعمة الله علينا. فالحمد لله والشكر لله أنه إذ قبض إليه كراماً، أبقى لنا كراماً. كل أخ وكل أخت، آمن أو آمنت بالأستاذ، واقتنع أو اقتنعت بالفكرة، وعمل أو عملت لها ولو بأقل القليل، هو أو هي نعمة لبقية إخوانه وأخواته. نعمة تستحق الشكر. ومعلوم أن "الشكر قيد النعمة".. وأن "النعمة كالإبل الأوابد، وعقالها الشكر".. إن علينا أن نشكر الله على النعمة التي أبقاها لنا، وأن يكون شكرنا عملاً. أما كيف يكون هذا الشكر العملي، فهذا ما يمكن أن يكون مجال حديث من الإخوان والأخوات. وأقل ما يقال أن الشكر يتمثل في حبنا لبعضنا، ورعايتنا لبعضنا، ورأفتنا ببعضنا. بيد أن هذا الأمر يجب أن يتنزل للحياة اليومية. يجب أن نريح الإخوان الكبار من المشقة اليومية المتصلة، ونتولى طرفاً منها.. يجب أن نهيئ لهم فرص الفحص الطبي الشامل. وأن نصر نحن على ذلك وإن أبوا.. يجب، ويجب.
لقد اعتدنا أن نفقد بعضنا بالموت، خلال أيام الحركة وبعدها. لكنا خلال أيام الحركة على وجه الخصوص اعتدنا على تحويل مناسبات الوفيات إلى مجالات للحركة، وإلى مناسبات للتدبر واستخلاص العِبَر، وليس للتباكي على من توفي ولا للرثاء ولا للتأبين. جعل الله في يومنا وفي غدنا شيء من ذلك الماضي.
لقد سألت قبل أيام عن بعض الكتب، منها كتاب "تعلموا كيف تجهزون موتاكم". ورغم أن الكتب الأخرى كنت ابتغيها لبحوث متصلة بموضوعاتها، إلا أن كتاب تعلموا كيف تجزون موتاكم أردت به أن أقف عن قرب على كيفية التجهيز لأعرفها ويعرفها من هم بقربي. ورغم أن الأخ عبد الله عثمان تفضل مشكوراً بإرسال أحد الكتب التي طلبتها، لكن بدا أن لا أحد منا يحوز نسخة من كتاب "تعلموا كيف تجهزون موتاكم". لا أحد. إنني لا أعبر عن دهشة هنا، فكلنا قد خرجنا في ظروف غير مواتية لا يتيسر فيها أخذ أي كتاب، والإخوان بالسودان مطحونون. بيد أني أريد أن أجعل من وفاة الأخ جلال مناسبة للالتصاق أكثر بالموت.. فهو أقرب من قريب، وهو الحق في بحر الباطل المتلاطمة أمواجه هذا. فهل لي أن أطمع بأن يخرج لنا أحدنا هذا الكتاب حتى نشيعه بيننا ونتـقن المعرفة النظرية بمحتواه؟؟ إننا إن التصقنا بالموت، التصقنا بمن غيبهم الموت، والتصقنا بدار الحق، وبالحق.. فالموت هو الحق: (وإنه لحق اليقين) (فسبح باسم ربك العظيم). سبحان الحي الذي لا يموت.
رحم الله موتانا جميعاً وجزاهم مقعد الصدق، عند مليك مقتدر. والسلام عليكم جميعاً،، طه إسماعيل المنامة 15 يونيو 2002
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
في مثل هذا اليوم قبل عام من الآن كنت قد اتصلت بالبحرين لمتابعة أخبار الأخ طه الصحية بعد أن علمت في مساء اليوم السابق بدخوله المفاجئ للمستشفى وإخضاعه لعملية جراحية كبيرة.. جاءني صوت نسائي حزين لإحدى صديقات زوجته، وكانت سودانية، لتقول لي: والله الأستاذ توفي قبل قليل..
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل البركة في زوجته وأبنائه وفينا جميعا..
إنا لله وإنا إليه راجعون وسبحان الحي الذي لا يموت.. "إنك ميت وإنهم ميتون"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
رحم الله طه ابو قرجة الذى نورنا باطروحاته الجادة والعميقة الغور فى المنتدى...ولقد تغيرت مفاهيم كثيرة عن طبيعة الصراع فى الساحة السياسية السودانية ولكن يبقى ما قاله ابو قرجة هنا هو خارطة الطريق الوحيدة للخروج من النفق المظلم الى سودان حر *************** انا من جاء للبشرية الخرقاء احمل ماينوء به الوجود وكان عندى ما اقله لها فسد التافهون الباب فى وجهى وابو ان يسمعوا نطقى وحين نطقت القو على راسى بكل اقذار العهود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاستاذ حيدر بدوي
بل الشكر لك انت علي هذا الوفاء يا اخي؛ وهو نادر في هذا الزمن..
اذكر ان من اخر كتابات الفقيد؛ مقالا كان يحذر فيه من الانخداع بالصادق المهدي؛ مرة اخري؛ وقد قرأت انه ينحدر من اسرة انصارية؛ ولذلك فان شهادته هنا لها قيمة اضفية.
اتمني من اخوان واخوات طه؛واصدقائه واحبابه؛ واعضاء هذا المنبر الذين عرفوه واحترموه؛ لما مثله من مواقف ومن قيم؛ الا يضيعوا وصيته السياسية هذه؛ وهو علي اعتاب الرحيل.
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: Agab Alfaya)
|
انا لله وانااليه راجهون .. ليس لدي ما اقوله عن الاستاذ طه اكثر مما كتب عنه الاخوان رغم انه قليل في حق الاستاذ ابو قرجه عرفت الاستاذ طه ابو قرجه في المنامه عام 1999 عن طريق اخي العزيز الاستاذ ناجي محمد احمد رمضان ..طه صاحب النبره الصوتيه المميزه التي كانت تقع علي اذاننا وقع الموسيقي ..طه الذي احتضناوعلمنا معني ان تكون سوداني ..كان طه دائما ما يزورنا في الشقه ليطمئن الي احوالنا ونحن طلبه وفي اشد الحوجه الي تلك الزيارات في الوقت الذي انشغل فيه معظم السودانين في امورهم الخاصه الا ان الاستاذ طه ورغم كثره مشغولياته كان يزورنا ليطمئن علي احوالنا وكان دائما ما يحدثنا عن السودان ..حجانا عن المهديه عن التعايشي وعن المهدي وعن ابو قرجه ..حدثنا عن الاتفاقيات التي تجري بين الحكومه وبعض الشركات الصينه العامله في مجال البترول ..حدثنا عن جامعه الخرطوم وعن حي الامرا ..حدثنا وحدثنا وكان دائما ما يسرقنا الزمن في حضره ابو قرجه .....رحم الله الاستاذ طه ابو قرجه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 4 مايو: يوم الوفاء لذكرى زميلنا الراحل الأستاذ طه أبو قرجة (Re: kamalabas)
|
الأخت الكريمة راوية، شكراً على المشاركة.
الأخ الكريم كمال عباس، ولد الأستاذ طه في قرية أم غنيم، على ضفاف النبيل الأبيض، وتعلم فيها في المراحل الأولي. ودرس في مدرسة كوستي الثانوية. ثم بجامعة الخرطوم، حيث تخرج في كلية القانون. وعمل محامياً متدرباً، ثم محامياً، في السودان، الذي سافر منه إلى أثيوبيا، ثم إلى إرتريا في سنوات القهر، في أوائل التسعينات. ثم وواته الفرصة للعمل كمستشار قانوني لإحدي الشركات المالية الكبرى هناك. وقد ختم فيها المنامة حياته العامرة، في العام الماضي. وهو من أسرة أنصارية عريقة. فإنه واحد من أحفاد الأمير أبو قرجة، أحد أمراء الإمام محمد أحمد المهدي المعروفين. وقد إلتزم بالفكرة الجمهورية العديد من أفراد أسرته، ممن حملوا لؤاها في أم غنيم، وكوستي، والعاصمة، و في شتى أنحاء السودان.
وتعيش زوجته الأستاذة نوال الطاهر النيل، وإبنته طاهرة، 12عاماً، وإبنه محمد، 10أعوام، وبنته سارة، 6 أعوام، في السودان ألأن. وثلاثة الأطفال، وأمهم فخورون للغاية بطه. وقد ارتسمت شخصيته ارتساماً عميقاً في ملامح أطفاله في الخلقة وفي الأخلاق. وهم متميزون في دراستهم، ومستقرون في شؤونهم كافة، إلا أنهم، بطبيعة الحال، ما زالوا يحاولون فهم ما حدث لأسرتهم بفقدها لعميدها.
كان في جامعة الخرطوم من أميز الجمهوريين. وقد شارك كعضو مسؤول في رابطة الفكر الجمهوري في تصعيد النشاط ضد الهوس الديني، بتنظيم مختلف الأنشطة التي شارك فيها الجمهوريون. وفي عام 1979 أدى هذا النشاط، وبخاصة أركان الجمهوريين، إلى سقوط قائمة المهووسين، وفوز المستقلين. وقرر الجمهوريون وقتها أن يدخلوا الاتحاد، وكأن طه أبو قرجة واحد من إثنين دخلوا فيه كأعضاء. وكان العضو الثاني هو الأخت الكريمة عواطف عبد القادر، وقد كانت وقتها من أميز كوادر الجمهوريين في جامعة الخرطوم، وفي الحركة الجمهورية. وقد كان هذا الفوز للمستقلين علامة فارقة في تاريخ العمل الطلابي، لأنه دلل على أن النشاط الفكري للجمهوريين كان كفيلاً باحداث التغيير المرجو في أنماط التفكير، وفي الموازنات السياسية داخل، وخارج الجامعة. فقد كان واضحاً للإسلامويين المهووسين، وللمستقلين، ولغيرهم، على حد سواء، بأنه لولا نشاط الجمهوريين الفكري لما انهزم الهوس، ولم انهزمت قواه السياسية في تلك الانتخابات. وتأسس بذلك في ذاكرة شعبنا بأن الفكر يمكن أن يكون مؤثراً تأثيراً بالغاً في المجريات السياسية الاجتماعية في السودان. بعد ذلك قررت كل الأحزاب والقوى السياسية داخل، وخارج الجامعة، أن تحاكي نشاط الجمهوريين فأسست لها أركان في الجامعات والمعاهد العليا. ومنذ ذلك الوقت غرس الجمهوريون غرسهم الفكري، والتنظيمي، بالصورة التي نرى أثرها واضحاً الآن في انتشار أركان النقاش في كافة مؤسسات التعليم العالي. لم يكن طه من الكوادر التي تقدم الأركان بانتظام. ولكنه كان ناشطاً في التنظيم، والترويج لها. وكان لرأيه المستقل المتفرد أثر بالغ في ما آلت إليه فاعلية رابطة الفكر الجمهوري بجامعة الخرطوم. أرجو أن يتسع لى الوقت، أو لأي من الإخوان والأخوات الذين يعرفونه، ويرغبون في المشاركة ههنا، توسيع هذه النبذة التعريفية، لتشمل مساهمات طه الأخرى في العمل العام.
| |
|
|
|
|
|
|
|