دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
العزيز حيدر شكرآ على هذا الطرح الشجاع الذى اراه للمره الاولى من الجمهوريين لن اناقش فكر الشهيد محمود لانه بحر لا مقدره لى على البلل فى اطرافه ناهيك عن الغوص فيه ولكن لى بعض الاسئله عن الجمهوريين
اولآ فى مهزله الاستتابه سمعنا ان الاستاذ محمود طلب من تلاميذه الثلاثه ان يفعلوا ذلك حتى لا يقتلوا هل فى ذلك شى من الصحه الا تعتقد ايضآ انكم تعيشون فى شى من المثاليه الرومانسيه اذا اعتقدتم انه يمكن ان تحاربوا نظام فاشى كنظام الجبهه الاسلاميه الفاشى بالفكر والموعظه الحسنه الا تعتقد ان الفكره الجمهوريه مهدده بذات الجمودالنصى الذى حاربه الاستاذ شهيد الفكر اذا وقفتم حيث انتهى الشهيد ان لم يات مفكريكم بنقل الفكره الى المربع الثانى حتى لا تصبحون مجرد جماعه صوفيه تبجل مريدها الا تعتقد انكم تبذلون جل وقتكم عن الدفاع عن نفسكم مما يصرف الكثير من طاقتكم مما يجعلكم محصورين فى خانه الدفاع الذى يعطل مقدراتكم فى التقدم للأمام هل تعتبرون نفسكم جماعه تجديد دينى ام حزب سياسى له منظوره فى قضايا الديمقراطيه والدين والدوله والهويه وغيرها وان كنتم حزبآ فلم لا يكون لديكم اعضاء حتى ولم يؤمنوا بالفكره الجمهوريه كمثال ليس كل منتمى لحزب الامه انصارى ولا كل إتحادى ختمى وهل لكم عضويه من غير المسلمين هل تحالف الجمهوريين مع مايو فى فتره من الفترات وان كان هل لديكم تبرير لذلك او اعتذار كيف يدار الجمهوريين هل لديكم قياده او لجنه مركزيه ولك مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: muntasir)
|
الأخ الكريم منتصر،
شكراً على المداخلة النيرة وعلى الأسئلة القيمة فيها. وسأحاول هنا الرد على جيمع النقاط. أولا، لم يحدث مطلقاً أن طلب الأستاذ محمود من تلاميذه التنازل والانكسار. فإن هذا لا يشبه فكره ونموذجه على الاطلاق. في فكر الأستاذ محمود ونموذجه ليست هناك أي مساحة للتراجع عن الحق والانكسار لتوفير الحياة الدنيا، ابتغاء عرضها وزيفها وحطامها. ولذلك فإن مواقف الأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله في التراجع والانكسار، منذ الأستشهاد، وحتى الآن، لم تكن متوافقة مع روح الفكرة الجمهورية. ولم تكن متوافقة مع روح نموذجها الفذ المحقق في القامة السامقة لفارس السودان الأول، ومسلمه الأول، الأستاذ محمد محمد طه. على العكس مما قلت أنت، فإن الأستاذ محمود سأل الجمهوريين الأربعة الذين قدموا للمحاكمة معه عن قدرتهم على الصمود حتى نهاية الشوط، فأجابوا بالايجاب. ولكنهم خانوا العهد فخانهم الله. وكلهم الآن يعانون من ضعف وانخذال وهوان، بمن فيهم الأخ عبد اللطيف عمر، الذي لم يتخذ موقفاً واحداً مشرفاً في مواجهة الهوس الديني منذ المحاكمة والاستتابة وحتى هذه اللحظة. هذا رجل هانت عليه نفسه، فهانت على الله، وعلينا. وذلك لأنه خذل الله فخذله، فأخضعه لسلطان الجبن. وهذه سنة الأولين والآخرين: من يخون الله، فإن الله سيخونه، وسيخذله، وسيذله في الدنيا والآخرة!
ثانياً، أوافقك على أن الفكرة الجمهورية ستكون مهددة بالجمود النصي القاتل، بل مهددة أن تصبح طائفية جديدة متهوسة إذ قدر لقيادة المجتمع الجمهوري الراهنة، وبعض جيوبها المهووسة والطائفية أن تسيطر على الفكرة الجمهورية. ولكن، كما تلاحظ في طرحي هذا، فإن هذا غير ممكن. فنحن هنا، من خلال هذه المنبر، ومن خلال منابر أخرى، سعينا، وما زلنا نسعى لتفكيك أساليب التفكير البالية التي ساهمت القيادة الراهنة في ترسيخها بسبب ضعفها الفكري والأخلاقي المريع.
ثالثاً، نعم بعض الجمهورييين قد عطلوا طاقاتهم تمام التعطيل، وذلك بالإنسياق خلف القيادة الراهنة بدون فكر، وبدون عقل نقدي مبدع. ولكن هناك عدداً كبيراً من الجمهوريين، من غير الطائفيين وغير المتهوسين. وهؤلاء مفكرون أفذاذ من أمثال الأستاذ إبراهيم يوسف، الأستاذة أسماء محمود محمد طه، والأستاذ مجذوب محمد مجذوب، الأستاذ الأمين أحمد نور، الأستاذ خيري أحمد خيري، البرفسير عبد الله النعيم، البروفسير عصام عبد الرحمن، الدكتورة بتول مختار، الأستاذة هدي هاشم نجم، الأستاذة عطيات البوشي، الأستاذة فاطمة عباس، الأستاذ عبد الله فضل الله، الدكتور النور محمد حمد، الدكتور عمر القراي،الدكتور معتصم عبد المحمود، وآخرين كثر، ممن يتفقون مع طرحي هذا: بأننا نحتاج إلى الانفتاح على المجتمع السوداني والاقليمي والكوكبي بدلاً من التقوقع في صندوق طائفي صغير، لا يسمح بالتنفس الطبيعي. وقد بدأت حركة التغيير داخل المجتمع الجمهوري بصورة مؤسسة على الفكر والحوار الجاد بحيث اصبحت الآن غالبية الجمهوريين ترى بأن المجتمع الجمهوري في حالة أزمة "خلاقة،" حقيقية، وفي حالة تحول فكري وتنظيمي كبيرة. فقد ظللنا ننادي داخل المجتمع الجمهوري بالحركة الفردية والجماعية بالفكرة الجمهورية وبتاريخ وسيرة الأستاذ محمود، الذي كان دأبه، أكثر من أي شئ آخر، هو أنجاب الأفراد المفكرين الأحرار.
وقد شب كثيرون الآن عن الطوق وهم يتحدون القيادة الراهنة، المنخذلة، والمخذلة، المخذولة، بكافة أساليب الحصار الفكري والاجتماعي والاقتصادي، حتى توجه طاقاتها إلى حيث كان يريد لها الأستاذ محمود أن تكون. وإلا فإن الشعب السوداني لن يترك لها فكرته الأصيلة. وذلك لأن الفكرة أصلاً كانت في تجسيد الأستاذ محمود لها ولقيم الفروسية الفكرية والصمامة في المواقف في الدفاع عن الحق، قبل أن تكون حبراً على ورق. كوني اقول بمثل هذا الكلام، وكون هناك أعداد مقدرة من الجمهوريين يوافقونني الرأي، فهذا يدل على أن التغيير قادم لا محالة. فقد بشر الاستاذ محمود بأن فكرتهم ستنتصر، إما بهم، أو بغيرهم -إن لم يكونوا هم في المستوى. وقراءتي لأوضاغ مجتمعنا تقول بأن معظم الجهوريين جاهزون الآن للتغيير، وإن كانت هناك فئة من المتهوسيين الطائفيين فيها تتحلق بالقيادة الراهنة. وتقول قراءتي للمواقف، والأحداث، وأساليب التفكير داخل المجتمع الجمهوري بأن التغيير على الاعتاب. وبأنه أمام القيادة الراهنة واحد من أمرين لا ثالث لهما: 1. إما أن تنهض بمسؤليتها التاريخية فتعتذر عن الانخذال والتوبة، وتتوب توبة نصوحا على ألا تتوب عن الفكر الجمهوري أبداً، وأن تتحرك بالمجتمع بكافة طاقاته في اتجاه خدمة الإسلام وخدمة السودان 2.أن ننحيها بكافة أساليبت التنحية الفكرية والمواقفية. وهذه الحملة التي بدأت من هذا المنبر ستستمر لتشمل كافة المنابر لكشف حفايا ما يدور من نقاشات عميفة عن ضرورة النهوض باللحركة، وعن بعض صور الفساد الطائفي المتهوس -التي نتجت بسبب خطيئة التكفير للأستاذ محمود من المنخذلين الضعفاء منا.
رابعاً، نحن جماعة فكرية، برغم السلبيات الراهنة التي نواجهها بصمامة وعزم. ولهذا فإني أطمئنك بأننا على خير. كما قلت لك، فإن أعداداً مقدرة من الجمهوريين تصب في خانة المفكرين الأحرار الأبرار بأبيهم. فقد ظل عدد كبير منا يكتب ويحاور ويتحرك بالفكرة الجمهورية رغم ضيق القيادة الضعيفة الراهنة الشديد بذلك، وسعيها لإجهاض كل المحاولات الحرة في الحركة. هذه القيادة تحاول أن توقف الحركة حتى لا تلفت سلطات الأمن لها. ولأنها تخاف من الاعتقال والتعذيب، كما جبنت أمام الموت من قبل، فإنها تريد أن تستفيد من مزايا المجتمع الجمهوري وتكافله، دون أن تتحمل المسؤولية الفكرية والمواقفية التاريخية في سبيل الدفاع عن المبادئ التي نشأ من أجلها. وفي سبيل الثورة على هذه القيادة فقد قام بعضنا بتأسيس "حق" (حركة القوى السودانية الحديثة-الجديدة). فإن "حق" في الأساس مشروع جمهوري، التفت حوله قوى أخرى لاحقاً. فقد قام بتأسيس هذا المنبر الهام للقوى الجديدة الأستاذ بشير بكار وشخصي والدكتور الباقر العفيف وآخرين. وقد انضم إلينا فيما بعد الأستاذ الخاتم عدلان، ثم بعد ذلك بفترة الأستاذ الحاج وراق وآخرين. ولكن لأننا تربينا على أن لا نعتبر القيادة ثمناً للعطاء، ولأننا نؤمن بأننا نعمل لأجل غاية شريفة هي السودان ومن بعده الإنسان من حيث هو إنسان، فإننا لم نحرص على أن نكون في واجهة "حق" بل إن بعضنا عاف أن يكون رئيساً للحركة حين تكالب غيرنا عليها من غير المؤسيين الفاعلين. الجمهوريون أكثر من بذل مالاً وطاقة وجهداً في تأسيس حق، بدون منازع، دون قمط الآخرين أدوراهم. مع ذلك لم يرغب أي واحد منا أن يكون متسلطا على الرقاب بوضع نفسه في دفة القيادة. كل ما سبق يدل على أننا لا يمكن أن ننغلق فنصبح جيوب طائفية متخلفة تبجل قيادتها بغير فكر. أرجو أن تقرأ مرة أخرى مساهمتي الأولى، وأن تركز بصوة خاصة على الجزئية التي أتحدث فيها عن القاعدة الديمقراطية التي تتحدث عن "الطاعة بفكر والمعصية بفكر" فهي نموذج ناصع لكوننانملك ما لايمكله غيرنا من أدوات الثورة على الجمود والتخلف.
خامساً، نحن جماعة تجديد فكري-ديني، ولنا منظورنا السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي الخاص. ولكننا جماعة منفتحة على كل الشعب السوداني. لم يكن من ضمن شروط الحزب الجموري حين نشأ أن يكو الشخص مسلماً. ولكن تداعيات الأحداث قيضت للاستاذ محمود أن يصبح المفكر الإسلامي الأصيل الفذ الذي تعرفونه. وهو رغم أنه يتحدث عن الإسلام، إلا أنه يتحدث عنه في أصوله حيث لا فرق بين أهل الأرض جميعا، في الحقوق والواجبات إلا فرقاً يمليه سمو الفكر وحسن الخلق. وأحكي لك قصة رويت لي عن الأستاذ محمود. فقد قيل أن واحداً من قيادات الجمهوريين في فترة الاربعينات أو الخمسينات جاء للأستاذ محمود بقائمة "لحصر" أعضاء الحزب الجمهوري. أستلم الأستاذ القائمة ومزقهاتمزيقاً، ثم قال: السودانيين كلهم ممكن يكونوا جمهوريين (أي بغض النظر عن الدين والجنس واللون والعنصر). هذه الحادثة يحتاج الجمهوريون الحاضرون إلى النظر إليها، وتمليها جيداً. فقد ظل الحزب بعدها مفتوحاً ليست فيه بطاقات عضوية. لايقدم الداخل للحزب طلباً للعضوية حين يدخل، ولا يقدم أستقالة حين يخرج. هذا أمر عميق الدلالة على أن الجمهوريين، بسبب تثمين أستاذهم، وتثمنيهم فيما بعد، لقيمة الحرية لم يشاءوا أن يحجروا أنفسهم. التحجر في قيادتنا الراهنة سببه أنها أرتضت لنفسها أن لا تكون حرة، فتحلق حولها من لا يفكرون لذاتهم بذاتهم، ممن أسرفوا في إحالة التفكير على الغير. ولكن، الوضع لم يعد كما كان سابقاً، فقد بدأ التغيير يهز أركان المجتمع الجمهوري لغير صالح هذه الجماعة الضعيفة المتكلسة.
سادساً، نحن أيدنا مايو، ولكننا لم نتحالف معها. ولم يكن تأييدنا لها تحالفا. فقد قلنا بأنها هي التي جاءت إلى خطنا في مواجهة الطائفية والهوس الديني في بدايتها قبل أن ترتد عن ذلك. فقد كانت قوى الهوس ممثلة في جبهة الميثاق الإسلامي، والقوى الطائفية ممثلة في الحزبين الكبيرين، تعد لتمرير الدستور الإسلامي "المزيف." وقد شاء الله أن تأتي مايو لتوقف ذلك العبث باسم الدين. وقد أدي تأجيل ذلك العبث إلى بداية عهد جديد أيدته كل القوى الوطنية منذ البداية، باستثناء قوى الهوس الديني والطائفية. وحتى هذه الأخيرة،جاءت في نهاية المطاف إلى ظلال نميري وحولته بالخبث والمكر والدهاء باسم الإسلام إلى "إمام." أيدنا مايو لأنها أجهضت مشروع الدستور الإسلامي المزيف، ثم أيدناها لأنها نجحت في توقيع أول اتفاقية سلام -اتفاقية أديس أبابا- ظلت صامدة لمدة عشر سنوات، انجرت فيها مشروعات تنموية ضخمة، وانتشرت فيها منافذ التعليم والصحة والمواصلات، وغيرها بصورة لم يسبق لها مثيل منذ جلاء الاستعمار. المهم هو أن تأييدنا لها كان مبدئيا، ولم يكن تحالفياًً. حيث أننا لم ندخل مؤسسات الحكم قط، على الرغم من طمع النظام فينا لفعل ذلك في فترة من الفترات. ومثل ما أيدنا مايو لكونها أجهضت مشروع الهوس الديني، فإننا عارضناها معارضة صارمة لنفس السبب، عندما احتوتها قوى الهوس الديني وأجهضت توجهاتها التنموية التقدمية. وحين فعلنا ذلك كنا، وما زلنا، أقوى وأصلب من يقاوم الهوس الديني، وإن نكص بعضنا، مثل قيادتنا الراهنة عن القيام بالواجب المقدور لنا في إخراج شعبنا من وهدة الهوس الديني والطائفية وظلامهما الدامس. وقد قدم الأستاذ محمود نفسه فداءً للإسلام وفداءً للسودان، في مواجهة الهوس الديني في حين جبن الكل، حتى بعض قيادي الجمهوريين. قيادة الجمهوريين الحالية تحالفت مع المهووسيين يوم كفرت الأستاذ محمود معهم، ولهذا فإنها قيادة غير قادرة على النهوض بالفكرة الجمهورية. ولهذا فإننا ننادي الشعب السوداني وونناشد كل قواه الطليعية الخيرة بأن تهب لاقتلاع فكرتها الجمهورية من الجمهوريين، غير الفاعلين، والتعاون مع الفاعلين منهم لترسيخ الأفكار والقيم التي تنادي بها في المتسوى الفردي والقطرى والاقليمي والكوكبي.
سابعاًً، ليست لدينا لجنة مركزية. لدينا قيادة معروفة من قبل استشهاد الأستاذ. ولكنها قيادة لم تعد صالحة للنهوض بمسؤولية الفكرة الجمهورية. فكما سبق وأشرت فإن الفكرة الجمهورية قيم وفروسية فكرية قبل أن تكون أفكاراً مسطرة. ولهذا فإنه يتعين على الجمهوريين إما أن يكونوا مجسدين لهذه القيم، ليقودوا شعب السودان الفارس الهمام، أو أن ينزاحوا عن الطريق حتى يلتقط الشعب قفاز الفكر وينطلق إلى سبحات الديمقراطية. وواقع الأمر يقول بأن معظم الجمهوريين الآن أصبحوا غير راضين عن أوضاعهم الراهنة. وهذا سيساعد كثيراً على إزاحة القيادو الراهنة، إن لم تخرج من حالة الضعف والهوان التي وضعت نفسها فيه. ولكي تفعل ذلك فإن أولى واجباتها هي: 1. أن تعتذر للجمهوريين ولكافة أفراد الشعب السوداني علناً عن تكفيرها للأستاذ محمد محمد طه. ولأنها كفرته علناً يجب أن تعتذر علنا. 2. يجب على القيادة الضعيفة الراهنة أن تتبنى الحوار الدائر الأن عن مدلالات تنفيذ الحكم، ومغذى الاستتابة وأثرها المحبط على التنظيم برمته، وعلى تطوره الفكري والديني والسياسي. 3. يجب أن تعتذر لشعب السوداني عن تعطيل حبس الفكرة الجمهورية عن الشعب، وعن تعطيل طاقات الجمهوريين الخلاقة في الحركة والاستعداد للتفاني وتفدية الإسلام والسودان بالنفس. 4. يجب عليها أن تشرع فوراً في الانتشار في أنحاء السودان في حركة دؤوبة للتنوير مثلما كان الحال في الماضي. إن لم تقم بذلك فإن تنحيتها تصبح واجباً دينيا ووطنياً وفكرياً سامقاً يستحق التفدية بالنفس. فعلى الجميع، وبخاصة الجمهوريين، العمل على تصحيح وضع قيادتهم الراهن المشين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ دكتور حيدر طلبت مني في بوست ثان أن أرجع للبوستات التي فاتتني ألتمس فيها فهم ما أشكل علي, {وقع في عيني} هذا البوست وخطر لي أن أستفسر عن إصرارك على الإيغال في إساءات بالغة و أنت تتحدث عن قائد {الفكرة} الحالي, هل كانت الإساءات لازمة لتوضيح موقفك؟ ألا يمكن شرح فكرتك بدونها لأنها ذات الطريقة التي أوصلتني لطريق مسدود مع روضة ميرزا في البوست المعني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
شكرا للاخ الدكتور حيدر علي الشفافية العميقةالتي تجلت في وضعه تنظيمه وقيادته تحت مشرطة النقد والتقييم ولكنا نريد سماع بقية الاخوة الجمهوريين في المنبر حتي تتكامل الصورة ونعرف لماذ وضعت هذه القيادة علي قمة الهرم التنظيمي أن كانت بكل هذه السلبيات وكيفية أختيار القيادة عندكم وهل هي مطلقة الصلاحيات أم هي محكومة بصلاحيات وضوابط محددة؟؟؟ وهل يعتقد الاخوة الجمهورين بأن الظروف التي أدت لحل التنظيم قد أنتفت الان؟؟؟ وماذا كان المطلوب من الاخوة الجهوريين الاربعة بما فيهم الاخ عبد اللطيف أيام محاكم نميري وفي تلك الظروف الدقيقة والمجازر ؟؟ عموما أرجو ا ألأ استبق الاحداث قبل أسمع بقية الاخوةالجمهوريين بما فيهم الاستاذ د. حيدر وشكرا كمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: kamalabas)
|
لا أعتقد أن الهجوم الضاري الذي شنه الأخ حيدر بدوي، على الأستاذ عبد اللطيف عمر، قد كان هجوما مبررا. وسوف أسوق هنا، بعض النقاط، لتوضيح ما ذهبت إليه. وأول ما ابدأ به، هو أن تنظيم الإخوان الجمهوريين قد تم حله، عقب تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود محمد طه. وقد تم ذلك الحل، بموافقة كل الهيئة القيادية. وقد ترأس ذلك الإجتماع، طيب الذكر، المرحوم، الأستاذ، سعيد الطيب شايب، وقد كنت ضمن الذين حضروا ذلك الإجتماع. يضاف إلى ذلك، أن كل الجمهوريين الذين كانوا وقتها محبوسين في حراسات الشرطة بالعاصمة المثلثة، وقعوا على تعهدات بوقف الحركة، باستثناء إثنين فقط، هما: المرحوم، الباقر الفضل، والأخ مصطفي محمد صالح، وقد ظلا في حبسهما، حتى تم الإفراج عنهما لاحقا، دون قيد، أو شرط.
والذين لم يوقعوا على هذه الإقرارات، بسبب كونهم لم تشملهم الإعتقالات، في تلك الأيام، يعتبرون موقوعين، أيضا. فكل من توقف عن الحركة، عقب إعدام الأستاذ محمود، يعتبر موقعا، ومنصاعا، من الناحية العملية، لقرارات السلطة الحاكمة التي قضت باستئصال تنظيم الجمهوريين، وإيقاف حركته. ولذلك لا فضيلة لأي جمهوري، على آخر، في ما جرى في تلك الأيام. لا فرق بين من تمت استتابتهم من على أجهزة الإعلام، ومن حلو التنظيم عقب ذلك، في اجتماع القيادة، ومن وقعوا على تعهدات التوقف عن الحركة، في معتقلات الشرطة. النتيجة العملية، هي أن الجمهوريين، تنظيما، وأفرادا، توقفوا عن الحركة عقب تلك الأحداث، وآثروا السلامة على مواصلة المواجهة. فكلنا كجمهوريين، شركاء فيما جرى. وأقولها مرة ثانية، لا فضيلة لأحد على آخر، أبدا، في هذه المسألة. هذه شهادة للتاريخ، وجب تثبيتها، حتى لا يتم الإلقاء باللائمة، على أولئك الذين وضعهم حظهم، في فوهة المدفع.
فيما أعرفه، أن تنظيم (الإخوان الجمهوريين) كان تنظيما دينيا، ينحو منحى صوفيا، يعود في كل أموره، لمرجعية واحدة، هي الأستاذ محمود محمد طه. ظل الأمر على تلك الصورة، حتى لحظة التنفيذ. وبذهاب الأستاذ محمود، فقد ذلك التنظيم، مرجعيته الدينية المجسدة، في اللحم، والدم. وهذا، هو السبب في قرار حل التنظيم. وهذا أمر ربما اقتضى شرحه، حديثا طويلا، ليس هذا مقامه. المهم هنا، هل أن فكر الأستاذ محمود محمد طه، واستمراريته، رهينان بإحياء تنظيم الجمهوريين بشكله الذي عرفناه به قبل 1985؟ وأجيب على هذا التساؤل، بلا. وأضيف على ذلك، بأن أدعو إلى التمييز، بين فكر، ومسلك، الأستاذ محمود محمد طه، وبين تنظيم الإخوان الجمهوريين الذي شغل الساحة السياسية، والفكرية، في السودان، في عقدي السبعينات، والثمانينات، من القرن الماضي. لقد كتب الأستاذ محمود فكرته، وأذاعها على الناس عبر أربعين عاما، بالمحاضرات، والندوات، والكتب، والمنشورات. أهم من ذلك، فهو قد عاش تلك الفكرة، بنفس الدقة التي كتبها بها. فلقد كانت سيرته، متسقة اتساقا مدهشا، مع كل ما كتب. وهو في تقديري، هو وحده الحجة الأولى، والأخيرة، على فكرته، خاصة الجانب الذي يتعلق بمعيشة الفكرة، وتجسيدها. وليس هناك جمهوري، يمكن أن يرقى، لا من قريب، ولا من بعيد، إلى مقام الحجية على تلك الفكرة، بالقدر الذي جسدها به صاحبها. لقد كان تنظيم الإخوان الجمهوريين، هو الوعاء التنظيمي الذي حمل الفكرة الجمهورية، في حقبة ما قبل التنفيذ. وقد أدى كل الجمهوريين، والجمهوريات، في تلك الحقبة التاريخية، عملا، رائدا، ومتميزا، ومتجردا، من دون شك. غير أن الأمر، قد انفتح، الآن، على فضاء أرحب، وأوسع.
الفكرة الجمهورية اليوم، هي ملك للشعب السوداني كله، ولسائر الناس، من بعده. وسيرة صاحبها المتميزة، هي الأخرى ملك لكل الشعب السوداني، وهي ملك لجميع الناس، من بعده، أيضا. ونحن الذين كنا في ملازمة الأستاذ محمود، لنا نصيب في ذلك الإرث العظيم، ربما زاد قليلا، على إرث الآخرين، بحكم أننا تشرفنا بمعية الأستاذ محمود، ومعايشته، في اللحم، والدم. غير أن ذلك لا يقفل باب عطاء الله للآخرين، ممن لم يجدوا فرصة معايشة الأستاذ محمود. الشاهد، ليس لأحد اليوم، حق احتكار فكر الأستاذ محمود. كما أن فكر الأستاذ محمود فكر مدون. وهو بهذا المعنى، فكر مطروح للقراءة من جميع الناس، على قدم المساواة. والفيصل، بين كل من يقرأون ذلك الفكر، ويترجمون عنه، من جمهوريين، ومن غير جمهوريين، هو قوة القراءة، ونفاذها، وقدرتها على الإستجابة لمتطلبات الواقع المتجدد.
ولي عودة إلى معالجة أسئلة الأخ عادل أمين المهمة، في بوست منفصل، إن شاء الله. فهي أسئلة جوهرية، خاصة إشارته، إلى ضرورة أن ينقل الجمهوريون الأمر إلى (المربع الثاني)، كما تفضل. والمربع الثاني، في رأيي،الشخصي، هو خلق رأي عام سوداني، عريض، يستهدي، بفكر، وسيرة الأستاذ محمود، وليس خلق أفراد(جمهوريين) بالمعنى القالبي، النمطي،االذي عرفه الناس فيما قبل 18 يناير 1985.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
بخصوص كتابة الأخ الدكتور حيدر: كنت قد كتبت رأيي في هذا الخيط في منبر الفكرة الحر، وأعتقد أنه يصلح للتعقيب على كتابة الأخ الدكتور حيدر بدوي: http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=32 كما أود في هذه المداخلة التعرض لتساؤلات الأخ الكريم كمال عباس.. ولكن نسبة لضيق الوقت سوف أنقل ردي على سؤال من الأخ العزيز بكري الجاك حول نفس الموضوع كتبته له في هذا البوست وهو يسير في اتجاه الأخ الدكتور النور محمد حمد: إلى الأخ بكري الجاك
وقد كان ذلك قبل شهرين من الآن:
عزيزي الأخ بكري الجاك
تحية وسلاما
أشكرك على المداخلة وأنا سعيد بها جدا وسأحاول الرد على تساؤلاتك القيمة.. قولك:
Quote: Quote: . اولا احب ان اؤكد اننى وعلى مستوى شخصي الضعيف مدين للفكر الجمهوري بقدر ادانتى لبفية العلوم والمناهج والفكر البشرى بشكل عام مدين بما اتمتع به من وعي وفكر ورؤى. لكن دعنى ادلف الى حزنى الاغمق والامر فجيعة لما يغيب الزمن السياسي السودانى تجربة وفكر مثل الجمهوريين, لكم الكثير الذى يسهم ايجابيا فى الاجابة على تساؤلات عصرية .
ما هى تيكتيكاتكم فى العمل السياسي
هل تؤمنون بالعمل الجبهوى
ماهو موقفكم من مشروع تكوين الكتلة التاريخية
ما هو موقفكم من قضية التعدد الثقافى وهل تؤمنون بالديمغراطية الثقافية. |
هذه الأسئلة تدور بأذهان كثير من الناس الذين يتعرفون على الفكرة الجمهورية وعلى تاريخ حركة الجمهوريين.. واسمح لي أن أجيب عن أسئلتك من منطلق رؤيتي الخاصة أنا أرى أن العمل السياسي التنظيمي، من منطلق الفكرة الجمهورية، كمرجعية، في هذه المرحلة، غير ميسور البتة، وذلك لأن العمل في العلن محظور ولأن الجمهوريين لا يؤمنون بالعمل السري، أو العمل تحت الأرض.. لذلك فقد اختار تيار كبير من الجمهوريين العمل الفردي بالكتابة والنشر في التعريف بالفكرة الجمهورية، وكشف زيف الفكر السلفي النقلي التكفيري الإقصائي وتخلفه ومفارقته لأصل الدين، وأنا من هذا التيار.. سؤالك عن العمل الجبهوي.. ولعلك تقصد به العمل في جبهة تضم تحالفات سياسية.. أما عن نفسي فأنا لا أجد أي سبيل لمثل هذا العمل وذلك لظروف الشتات إذ لا توجد لي اتصالات بالسودانيين إلا عن طريق منابر الشبكة الالكترونية كهذا المنبر.. وأنا لا أعتقد أن مثل هذا التواصل يسمح بقيام جبهات أو أي عمل تنظيمي حركي..
لا أدري ماذا تقصد بالسؤال عن الكتلة التاريخية... فأرجو التوضيح..
أما التعدد الثقافي فهو أمر واقع في كل أرجاء العالم، وأنا أسلّم بالأمر الواقع، وكل فرد في المجتمع يجب أن يكون حرا في خياره الثقافي.. فإن كنت تقصد بديمقراطية الثقافة حرية اختيار الثقافة التي تناسب أي فرد فأنا أؤيد بشدة هذه الحرية، ولكني في نفس الوقت أدعو إلى المنابر الحرة التي تتيح للثقافات المختلفة أن تتحاور في وئام وسلام..
قولك:
Quote: Quote: القارئ لبيان هذا او الطوفان قبل عشرات السنين سيدهش حتما بالنضج السياسي وبعد ونفاذ البصيرة وسيدرى بلا جدال ان مكانكم شاغرا والركود الفكرى يحتاج الى ثورتكم الفكرية فى اواخر السبعينات ومطلع الثماتينات اما ان لهذا الفارس ان يترجل |
لقد صارت ثورة السبعينات والثمانينات، التي أشعلها الجمهوريون في مواجهة الفكر السلفي، ملكا للشعب السوداني، وقد التقط كثير من المثقفين السودانيين القفاز من حيث تركه الأستاذ محمود في منشور "هذا أو الطوفان"ـ وهؤلاء المثقفين موجودون في كثير من أحزاب السودانيين، ليس في الشمال فحسب بل في الجنوب أيضا.. ومن هنا فإن الجمهوريين لا يحتاجون أن يكونوا كوما منفصلا، بل يجب أن يكونوا مندغمين في نسيج الشعب، المجتمع المدني، يتبادلون التثاقف البناء مع بقية المثقفين في الأحزاب السودانية، وهذا ما أحاول أن أكونه.. قولك:
Quote: Quote: اقدر عاليا مجهوداتكم عبر النت ولكن ماذا يجدى ذلك فى بلد سبعين بالمائة من سكانها اميين ناهيك عن الامية الالكترونية ونفس السبعين بالمائة ينامون بلا عشاء ولا وعد بالفطور |
نعم، كلامك صحيح.. وأنا أرى أن نظام الجبهة محاصر داخليا وخارجيا، وفي طريقه إلى التفكك، خاصة بعد اتفاقية مشاكوس، واتفاق الترتيبات الأمنية الأخيرة بينه وبين الحركة الشعبية.. أنا من المتفائلين بأن ينهض المثقفون السودانيون لدورهم الطبيعي في مواجهة الظلم، وقد بدأت بشائر كثيرة تلوح في عدة جبهات، أولها حركة الطلاب السودانيين في الجامعات .. أما منابر الشبكة، فأنا أعتقد أن لها قراء دائمون، وهم يزدادون كل يوم، كما أن هناك مشاركين سودانيين لا يستطيعون المشاركة إلا عبر هذه المنابر ومن أمام أجهزة الكمبيوتر..
قولك:
Quote: Quote: ارجو ان اسمع راى الحزب الرسمي فى القضايا الانفة الذكر ولا ضير ان دعم بتوضيحاتكم لكنى اركز على الموقف الرسمى للتنظيم. |
لم يعد هناك حزبا جمهوريا ولا حتى تنظيم سياسي يجمع الجمهوريين كما كان الشأن في السابق، بل هناك جمهوريون وقد كتبت لك رأيي الشخصي كواحد من الجمهوريين، وربما كان لغيري رأيا مختلفا عما قلته لك هنا.. وهذا عنصر من عناصر قوة الفكرة الجمهورية منذ انتهاء جولة المواجهة الأخيرة التي بدأت بمنشور "هذا أو الطوفان"ـ وانتهت بوقفة الأستاذ محمود الشهيرة.. لقد صارت قوة الفكرة في كونها ملكا لمن يؤمن بها من غير أن يكون ملزما بأن يضع نفسه في إطار تنظيمي محدد، سمّه حزب أو غير ذلك..
ولك وافر شكري وتقديري..
ياسر
Quote: Quote: الاخ ياسر وبقية الحاضرين هنا
احييك على حسن الاختيار
حاولت اكثر من مرة التعليق على الكثير من مشاركاتك ومشاركات ثرة للاخوة الجمهريين الذين اكن لهم معزة خاصة واضع لهم تقديرا ثرا لاجتهاداتهم الغير مسبوقة فى مجال الفكر بل مايدهشنى كيف الحقل السياسي السودانى اناس بقدرات الاخوة الجمهوريين.
قد لا يكون سرا ان اذعت اننى لم فرصة الاطلاع على عمل فكرى للجمهريين وعلى راسها كتابات الاستاذ الشهيد حقا محمود كما اسعفنى الزمن بتصفح متواصل لمنبر الفكرة الحرة. لا تندهش مما اتانى من حروف قد تبدو خروج عن موضوع البوست ولكن الاشياء تجر ارجل بعضها. احزن كثيرا جدا وانا استرجع ذكرى محاكمة الاستاذ في ذاكرتي وكنت حينهاطالبابالصف الخامس وشد حزنى ان يتيح لى التاريخ وسيرورته من لقاء رجل بقامة الاستاذ الذى وحده يستحق اطلاق كلمة مفكر منتج للفكر وليس بناقله او محلله فقط على امتداد السنون فى هذا البلد المكلوم. اطلعت علي ردودكم فى بوست للاخ اساسى حول المقارنة بين تجربة الجمهوريين والكيزان بغض النظر عن راى فى مشروعية المقارنة الا اننى تعرفت على الكثير من الحقائق التى تخص ردود فعل الجمهريين من اغتيال الاستاذ
. اولا احب ان اؤكد اننى وعلى مستوى شخصي الضعيف مدين للفكر الجمهوري بقدر ادانتى لبفية العلوم والمناهج والفكر البشرى بشكل عام مدين بما اتمتع به من وعي وفكر ورؤى. لكن دعنى ادلف الى حزنى الاغمق والامر فجيعة لما يغيب الزمن السياسي السودانى تجربة وفكر مثل الجمهوريين, لكم الكثير الذى يسهم ايجابيا فى الاجابة على تساؤلات عصرية .
ما هى تيكتيكاتكم فى العمل السياسي
هل تؤمنون بالعمل الجبهوى
ماهو موقفكم من مشروع تكوين الكتلة التاريخية
ما هو موقفكم من قضية التعدد الثقافى وهل تؤمنون بالديمغراطية الثقافية.
القارئ لبيان هذا او الطوفان قبل عشرات السنين سيدهش حتما بالنضج السياسي وبعد ونفاذ البصيرة وسيدرى بلا جدال ان مكانكم شاغرا والركود الفكرى يحتاج الى ثورتكم الفكرية فى اواخر السبعينات ومطلع الثماتينات اما ان لهذا الفارس ان يترجل .
اقدر عاليا مجهوداتكم عبر النت ولكن ماذا يجدى ذلك فى بلد سبعين بالمائة من سكانها اميين ناهيك عن الامية الالكترونية ونفس السبعين بالمائة ينامون بلا عشاء ولا وعد بالفطور . لا امانع من نقل هذا الحوار وتوسيعه في بوست اخر وبعد ان تجيبون على الاسئلة السابقة سنتحول الى الهوية ثم الدستور والاقتصاد ارجو ان اسمع راى الحزب الرسمي فى القضايا الانفة الذكر ولا ضير ان دعم بتوضيحاتكم لكنى اركز على الموقف الرسمى للتنظيم.
ساعود لتوضيح ما قصدته بمشروع الكتلة التاريخية ولكم امتنانى واحترامى.
بكرى الجاك |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
واضح أن هناك خلافات عميقة بين افاخوة الجمهوريين ، وهذا أمر طبيعي ناتج عن الحياة الطويلة التي قضاها الأستاذ محمود في قيادتهم ، والأستاذ محمود كان كشيخ الطريقة ، يظل شيخا حتى انتقاله للدار الآخرة ، وقد ظل الأستاذ كذلك ، لكن الغريب أن الجمهوريين مازالوا يبكون شيخهم ولايرون له بديلا حتى يومنا هذا ، وهم غير مقتنعين أبدا بأن ( حوة والدة ) وأتذكر أن أهلي العركيين كانوا يرددون إنشادا بعد وفاة الشيخ عبدالباقي ( راجل طيبة ) وتولي إبنه الشيخ حمدالنيل الخلافة من بعده يقول الإننشاد في مطلعه : حمد النيل عمر بورو ميتاتو القديم هولو والميتات هو الأرض المصانة والتي تتم زراعتها باستمرار، أما البور فهو الأرض التي لم يسبق زراعتها ، والإنشاد يعني أن الشيخ حمدالنيل قد أضاف البور ( الجديد ) إلى الميتات الذي هو القديم . لكن الجمهوريين لا يعترفون أن فكرتهم فكرة صوفية تنطبق عليها شروط الخلافة في الطرق الصوفية ، كما أنهم يصرون أن محمود أستاذا وليس شيخا ، لكن الكثير من الصوفية أستخدم لهم لقب الأستاذ ، والشيخ البرعي يقول في مصر المؤمنة استاذنا الباقر ويقول الصوفية أيضا أن الشيخ فلان هو أستاذ فلان ، وأن الشيخ فلان تتلمذ على يد الشيخ فلان . وأنا لا أعرف للأستاذ محمود إبنا لكني أعرف أن له بنتا هي الأستاذة أسماء وأظنها زوجة د. النور حمد ، وما أعرفه أنها جمهورية ومؤهلة ، ولو أن الجمهوريين رشحوها لخلافة أبيها وبايعوها عليها لكانوا قد قدموا لنا نموذجا فريدا لم يسبقهم إليه أحد من الفرق الدينية . ولكانوا أعطونا مثالا على التصاقهم بفكرتهم من حيث هي دعوة للمساواة . وقد يقول البعض أن المسألة عند الجمهوريين ليست وراثة ، خاصة وأن الوراثة الدينية والسياسية من أعدى أعداء الجمهوريين ، لكن الجمهوريين في حاجة لشخص يجتمع حوله الناس ، خاصة عضوية تنظيمهم ، ونظام الوراثة يسود غالبية بلدان العالم ، وتقول رواية أهلي العركيين أيضا أن الشيخ عبدالله العركي عندما أخذ الطريق على مشائخ مكة ، وشعروا بأنه يفوقهم صلاحا حسدوه ودعوا عليه أن لا يورّث هذا الصلاح لأبنائه ، فدعا الشيخ عبدالله بدعوة أن يورث الله هذا الصلاح لأبناء اخيه أبو إدريس ، فأصبح أبنا أبوإدريس هم الخلفاء وأصبحوا هم قادة السجادة ، والآن الشيخ عبدالله ابن الشيخ الشيخ الريح ابن الشيخ عبدالباقي هو رئيس السجادة القادرية في السودان .والشيخ عبدالله هذا كان يعمل معلما بمدارس السودان ، ولم يكن فقط جالسا في المسيد ووريثا للخلافة إنما هو رجل مؤهل ، لكن ما يعكنن مزاجي تجاه الإخوة الجمهوريين هو : الفكرة الجمهورية فكرة دينية ، وهي مرتبطة بالإسلام ، وهي تنادي بالالتصاق بالدين أكثر من غيرها من الفكر الديني ، وربما يقول الجمهوريون بوحدة الأديان ، لكن هذه مسألة عليها خلاف كبير ولم يقتنع بها المسلمين أو غير المسلمين ، وبالتالي فإن الإخوة الجمهوريين إذا قدر لهم أن يسودونا فإنهم سيقيمون دولة دينية بفهمهم للدين ، وهم مهما رأوا من إنسانية فكرتهم إلا أن الدولة الدينية لا تلاقي قبولا في زماننا هذا ولا يقبل بها غير المسلمين ، كما يرى الكثير من المسلمين أنها دولة مدعاة للفتنة لأنها تفرق بين الناس حسب انتمائهم الديني ، وتفرق بين أصحاب الملة الواحدة حسب إنتمائهم المذهبي . والفكرة الجمهورية إذا وجدت الطريق إلى القيادة السياسية والتطبيق فإنها لن تخرج من هذا الإطار ، ولن يأمن الناس أنها لن تكون ضدهم إلا إذا أصبحوا كلهم جمهوريين ، أي آمنوا بالفكرة واقتنعوا بها ، وهذا ما يؤمل فيه الإخوة الجمهوريون ، لكني أذكرهم بأنه ليست هناك فكرة دينية أو حتى سياسية أصبحت مقنعة لكل الناس ، فلابد من معارضين ولابد أن هؤلاء المعارضين لاينالون حقوقهم بالكامل ، ولنأخذ مثالا بالسنة والشيعة والرأسمالية الإشتراكية والاشتراكية السوفييتية والاشتراكية الصينية أخد نفس وأرجع بعدين أو بكرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: ودقاسم)
|
الأخ ود قـاســم، هلا ناقشت يا أخى تصـور الجمهـوريين عن الدين والدولـة المنشـور ومبـذول فى كثيـر من كتبهـم، والتى يمكن الإطلاع عليهـا فى http://www.alfikra.org وخصوصـا كتابهـم "أسس دستــور الســودان"؟ الجمهـوريون ليســوا طريقـة صـوفيــة يا أخى، وهـم لم يبايعـوا الأستاذ محمــود فكيف يبايعـوا خليفـة لـه.. كل جمهـورى إقتنـع بالفكــرة ثم لزم طريقهـا.. وإن د. النـور حمـد، زوج الأستاذة أسمـاء التى ترشحـهــا للخلافـة، جاء أيضـا عن إقتناع وليس بيعــة.. كان يجلس على كرسى قبالـة الأستاذ تماما، ويخلف كراع فوق كراع، ويدخن وهـو يناقش الأستـاذ حول الفكـرة.. لم يطلب منه الأستاذ أن يمتنـع عن التدخين، ولم ينهـره (الحيـران المزعـومين) وإنما هى الحريـة الفـرديـة التى ربى عليهـا الناس حتى قبل أن يلتزمـوا.. فأقلعـوا عن التدخين بمحض إرادتهـم بعـد أن إقتنعت عقولهــم.
الأستـاذ كان يحتـرم الصـوفيــة، ويكـرمهـم، ويكرم منشـديهـم، ولكنـه لم يكن شــيخ طريقـة، وإلا لكان كل الســودانيين اليـوم جمهــوريـون.. ولكنـه إختار الطريق الصعب، طريق الإقناع بالمنطق، وســوق الناس بعقـولهـم وليس بعواطفهــم الدينيـة.. لقـد أوضـح الأستـاذ منهـاج السـلوك على طريق النبى (ص)، الذى بـه تتحسـن الأخلاق وتنمـو القيـم، ولكنـه لم يجعل التقيـد بهـذا المنهـج أو الأسـلام نفســه، شــرطاً لتولى المناصـب الدستـوريـة بما فيهـا رئاسـة الدولـة.. أقرأ يا أخى ثم ناقش ما تقـرا، حتى تكون لنا مادة نتناقش حولهـا.
أبوالريش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abureesh)
|
ابو الريش أنا ماعندي مشكلة ، بس أنتو حلوا مشكلة القيادة عندكم ، المادة المطروحة للنقاش دسمة جدا ويمكنك أن تناقش المادة الأساسية ، وأنا أناقش بقدر فهمي ومعلوماتي ، أبو الريش أنا أتهمك في جمهوريتك ، أنت لست جمهوريا ، لأن الجمهوريين الذين عرفتهم في المنير وخارجه غير ذلك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: أبينا الشهيد، سيد أهل السودان، وسيد الناس |
مثل هذا التعبيرات لن تزيد من شعبية الفكر الجمهوري ، بالعكس. واذا قال الانصار ان الصادق سيدهم، اتهموهم بالطائفية واتهموه هو بقلة الخلق والدين.
والحمد لله الذي جعل في الجمهوريين من هو في مثل عقل وتواضع الدكتور النور حمد، ومن هو في خلق وتواضع الدكتور ياسر الشريف.
تواضعوا لله، يحببكم الله، ويحببكم خلق الله. كان المعصوم يقول: والله ما ادري ما يفعل بي ولا بكم، وكان يقول اللهم احيني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين. وكان عمر بن الخطاب يقول: والله لا أأمن ان اكون من المنافقين الذين وردت فيهم الايات..
ياربنا ارحمنا، وارزقنا التواضع، والطمع في رحمتك، لا اعمالنا. ولا تجعلنا نزكي عليك احدا، او نزكي انفسنا. اللهم لا تفتنا بالدنيا ولا بانفسنا، واعذنا من الكبر والغرور. أمين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: فيما أعرفه، أن تنظيم (الإخوان الجمهوريين) كان تنظيما دينيا، ينحو منحى صوفيا، يعود في كل أموره، لمرجعية واحدة، هي الأستاذ محمود محمد طه. ظل الأمر على تلك الصورة، حتى لحظة التنفيذ. وبذهاب الأستاذ محمود، فقد ذلك التنظيم، مرجعيته الدينية المجسدة، في اللحم، والدم. وهذا، هو السبب في قرار حل التنظيم |
شكرا للدكتور حيدر علي هذا البوست الشجاع الذي ساعدني شخصيا في فهم واخذ نظرة برونامية علي حال ووضع الجمهورين الذين اتضح انهم في تخبط نظيمي وفكري لا تخطئه العين..وينعكس هذا التخبط بوضوح في مداخلة الدكتور النور حمد الذي انتقص من الحركة الجمهورية من حيث اراد مدحها..حيث ابتسرها في انها نظيم ديني ذو نزعة صوفية..اقول ولست من الجمهوريين في شئ ان محمود محمد طه كان عقلانيا وحركته حركة عقلانية بل هي محاولة عقلنة المفاهيم الدينية وتخليصها من الارث الميثالوجي والوثني والظلامية السلفية وهي محاولة وان لم تكن جديدة في التاريخ الاسلامي الا انها كانت جديدة في السودان..وعشرات الشباب والشابات الذين تدفقوا علي هذا الحزب خلال الستينات والسبعنات كانوا اولا من الباحثين عن المزاوجة بين العقلي والديني..وثانيا من الهاربين من الرباعي المقيت الامة/الاتحادي/الشيوعي/الاخوان..فاذا كانت الحركة الجمهورية حركة دينية ذات نزعة صوفية فما اختلافها عن الحركات الدينية الصوفية التي تعج بها الساحة..فحتي المهدية والميرغنية هي حركات دينية ذات نزعة صوفية..لقد كان مسلك محمود وطريقة عيشه صوفية بالكامل ..وفي رأي هي صوفية ديوجونيس الذي قال للاسكندر الاكبر اذهب من امامي لانك تحجب الشمس عني..وذلك عندما قال له الاسكندر سل ما تريد..وليست الصوفية الشائعة في بلاد المسلمين..والصوفية اصلا رؤية فلسفية للحياة ومنشأها اليونان القديمة..بغض النظر عن رأينا في افكار محمود فان عقلانية حركته وليست صوفيتها هي التي اغضت مضاجع السلفيين من كل شاكلة ولون حتي ساقوه الي المقصلة. عندما قرأت مداخلة د. النور حزنت لانني شعرت ان محمودا قد مات بالفعل..ربما ذهب الي المقصلة بكل ذلك الاباء والشمم وفي ظنه انه ترك حركة منظمة بارث فكري قوي ولم يدر انه ترك حركة ميتة ورخوة..فما معني حديث د. النور عن مرجعية اللحم والدم..فهل كان محمود يحرث في البحر علي امتداد خمسين سنة..فلو كانت الحركات الدينية والفلسفية والفكرية التي اجتاحت مختلف المجتمعات قد ركنت الي فكرة مرجعية اللحم والدم لما قامت لها قائمة..ولماتت الفكرة بموت صاحبها..حتي الاسلام لكان قد انتهي قبل ان يدفن محمد النبي..ولكن ابوبكر اراد القضاء علي فكرة مرجعية اللحم والدم فقال قولته الشهيره..من كان يؤمن بمحمد فان محمدا قد مات ومن كان يؤمن بالله فان الله حي لايموت...ان الحواريين والتلاميذ هم الذين حملوا وضحوا ونشروا افكار المفكرين والمصلحين الذين آمنوا بفكرهم..ولو فكروا وعملوا بطريقة الجمهورين بعد اعدام محمود لانتهت حركاتهم وافكارهم....ان يوم اعدام محمودكان ينبغي ان يكون يوم ميلاد التنظيم الجمهوري الحقيقي لا يوم موته وحله تحت مختلف الحجج الواهية لتغطية ضعف القيادة..ود. حيدر علي حق عندما تحدث عن ضعف القيادة..لقد ترك محمود ارثا فكريا مدونا في عشرات المؤلفات التي تغني عن مرجعية اللحم والدم ولكنه لم يترك القيادة التي تستطيع حمل العبء الكبير..فهل كان يحرث في البحر؟..صحيح انه لاينبغي ان نشهر بافراد تلك القيادة الضعيفة..فلا يكلف الله نفسها الاوسعها...لكن اليس من تخبط الجمهوريين ان يقودهم نفس الشخص الذي كفر بتشديد الفاء محمودا ...قد يكون له عذره ..ولكن من باب اللياقة والذوق لا ينبغي له ان يقود..فهناك شئ اسمه الاعتزال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
كل فكرة عظيمة ورائها رجل عظيم، هذا ما أثبتته غابر الأيام من حقب تاريخية وتجارب حية، والفكرة إن لم تجد رجال يحمل لوائها بالتضحيات ستموت في المهد وهي صبية. كنت وكغيري من المتابعين للمسار الجمهوري، بشقيه الفكري والتنظيمي، وكنت أعتقد أن محمود رجل إجتهد في الإتيان بشيء ما، رغم عدم قناعتي التامة بكثير ما أورده الرجل (يرحمه الله). ولكن قبل الحوار مع الأخوة الجمهوريين لي عدة أسئلة أتمنى الإجابة عليها، وستكون هي المستند للحوار، وأتمنى أن يكون حواراً مفيداً. السؤال الأول: هل الجمهورية فكرة أم ظاهرة. السؤال الثاني: إن كانت فكرة كما يزعم مناصريها، لماذا لم تجد قبولاً عن الشعب السوداني بطريقة أكبر، إذ ظل تعداد الجمهوريين منذ أن كان الأستاذ بضع مئات، ولعل دكتور حيدر ذكر في أحد مداخلاته أنهم لم يتجاوزا الألفين شخص. السؤال الثالث: هل الجمهورية (فكرة) عالمية أم إجتهادات تنحصر فقط في إطار المحلية السودانية. السؤال الرابع: ذكر الدكتور النور حمد بأن القرارات داخل أروقة الجمهوريين تتخذ عبر الإجماع أو التراضي، إذا كان الأمر كذلك فلماذا يعيب الجمهوريين على الآخرين نفس الآلية. السؤال الخامس: هل العيب في (الفكرة)، أم خلق المواعين التنظيمية الناقلة لرؤيتكم. السؤال السادس: هل صحيح أنكم أخذتم من الفكر الصوفي كل ما يتعلق بالعبادات، أما العقيدة فكان تأثركم بالبهائية والقاديانية. السؤال السابع: معلوم أن أي حركة فكرية إسلامية تلتقي في كثير من الإمور مع حركات أخرى سابقة أو معاصرة، السؤال هل هناك من حركات إسلامية مشابهة للفكر الجمهوري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: إسماعيل وراق)
|
شكرا الأخ إسماعيل على التساؤلات، وسوف أجيب عليها باختصار، ما أمكن. وأحب أن أإؤكد أنني هنا، إنما أجيب بصفتي الفردية، فليست لي صفة تنظيمية. كما أن التنظيم، في فهمي لم يعد موجودا منذ 18 يناير 1985.
وابدأ بسؤالك عن الفكرة الجمهورية، وهل هي فكرة، ام ظاهرة. ورغم أنني لم أعرف بالضبط، ما تعنيه أنت بكلمة (ظاهرة). إلا ان ذلك لا يؤثر على إجابتي فقد ظللت منذ أن قدمت إلى الأستاذ محمود محمد طه، في مطلع السبعينات، أعتقد أن الفكرة الجمهورية فكرة. هي فكرة دعت وبتفصيل شديد لتطوير التشريع الإسلامي. والدعوة لتطوير التشريع الإسلامي، بالصورة التي قعدها بها، الأستاذ محمود محمد طه، دعوة غير مسبوقة في بابها. فهي دعوة إلي صون الحقوق الأساسية، أستنادا على نسخ فروع القرآن التي كانت محكمة منذ القرن السابع، وإحكام أصول القرآن التي كانت منسوخة منذ القرن السابع. بهذا الصنيع، يمكن التأسيس لإنهاء ما اتسمت به الشريعة المحكمة منذ القرن السابع، من تفريق في الحقوق بين المسلم، وغير المسلم، وبين الرجل والمرأة. وما تبع ذلك من أحكام المسترقين، وما ملكت الأيدي. كما ينتهي بذلك عهد الإكراه، ومن ذلك حكم الردة، وحكم تارك الصلاة. باختصار دعوة الأستاذ محمود هي إلى إقامة دولة الدستور، والديمقراطية، والحقوق الأساسية، تاسيسا على أصول القرآن، لا فروعه. ولا تغني إجابتي هذه، عن قراءة كتب الستاذ محمود محمد طه، وأخص كتاب الرسالة الثانية من الإسلام.
أما سؤالك الذي تقول فيه، فإن كانت فكرة، فلم يتبعها الناس، فلا أرى أن كل فكرة يمكن أن يتبعها الناس منذ الوهلة الأولى. الزمن عنصر من عناصر التقاء أي فكرة بالواقع. وعنصر من عناصر ارتقاء الواقع لمستوى الفكرة. وفي التاريخ أمثلة كثيرة عن فترات الحضانة التي تمر بها الأفكار، قبل ان تتحول، إلى وعي شعبي. وقد دعا النبي صلى الله عليه، وسلم في مكة ثلاثة عشر عاما، فلم تستجب له إلا قلة. وما انتصر في نهاية الأمر، إلا بعد أن جاءه الأمر بالجهاد، الذي تداعى في نهاياته، إلى فتح مكة. وقد أرخ فتح مكة لمرحلة دخول الناس في دين الله أفواجا، كما نعلم جميعا. كما أن المسيحية لم تصبح دينا واسع الإنتشار إلا بعد فترة طويلة من بعثة عبسى عليه السلام. وأساس فكرة الأستاذ محمود هي إقناع المسلمين بتصحيح تصورهم للإسلام. وهو تصور مأخوذ من التاريخ، حتى لكأننا نعيش في التاريخ، بأكثر من كوننا نعيش في الظرف الراهن. مثل هذا التحول الجذري، يحتاج إلى زمن، ربما طال، وربما قصر. ولكن الزمن، عنصر لا معدى عنه. وقد سبق أن قلت في بعض مداخلاتي السابقة، أنني أعتقد أن أوان تفهم حقيقة ما يدعو له الأستاذ محمود محمد طه، لم يحن بعد. وإن جاءت بشائره. ولسوف يتبوأ الأستاذ محمود محمد طه، في المستقبل القريب، مكانته، كمفكر شديد التفرد في تاريخ الفكر الإسلامي.
أما سؤالك الثالث، الذي تقول فيه: هل الجمهورية (فكرة) عالمية أم إجتهادات تنحصر فقط في إطار المحلية السودانية) فالجواب عليه، هو أنها فكرة تهتم أولا بتغيير فكرة المسلمين عن الإسلام، ومن ثم تنطلق لتغيير فهم الآخرين عن الإسلام. ويرى الأستاذ محمود محمد طه، أن الجمع بين الإشتراكية، والديمقراطية، أمر يتميز به الإسلام في أصوله. وأنه أمر عجزت عنه الحضارة الغربية بشقها الرأسمالي القائم الآن، وشقها المنقرض، المتمثل في الشيوعية. وكل ذلك مشروح في كتب الأستاذ محمود.
أما سؤالك الرابع، حول ما ذكرته أنا، من أن القرارات داخل أروقة الجمهوريين كانت تتخذ عبر الإجماع أو التراضي. ثم قولك: وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يعيب الجمهوريين على الآخرين نفس الآلية. فأنا لا أعرف أن أحدا أعاب هذه الآلية. فالديمقراطية، ليست غاية، وإنما هي وسيلة. فإذا توصل الناس إلى الإجماع حول أمر، ولم يحتاجوا إلى التصويت فيه، فما العيب في ذلك؟ وفي حقيقة الأمر، فإن الإجماع، أكمل من التصويت. فالناس إنما يلجأون للتصويت نتيجة لإنقسام الرأي.
أما سؤالك الأخير، حول قول البعض أن الفكرة الجمهورية أخذت العبادات من المتصوفة، والعقائد من البهائية، وما إلى ذلك، فهو قول غير صحيح، على إطلاق العبارة. غير أنه لا توجد فكرة، مهما علا قدرها، ليس لها جذور فيما سبقها من أفكار. حتى الإسلام نفسه، جذوره موجودة، في اليهودية، والنصرانية. وبهذا المعنى فإن فكرة الأستاذ محمود هي امتداد لتاريخ التصوف، غير أنها زادت عليه بالإهتمام بأمر الدولة. وخاصة الدعوة لتطوير التشريع. وعلى التحقيق، فإن الدعوة لتطوير التشريع الإسلامي، في المدى الذي ذهب إليه الأستاذ محمود محمد طه، دعوة غير مسبوقة. ولا نظير لها في ما طرحته الحركات الإسلامية، في الماضي، ولا الحاضر. أما التشابه، فموجود. واستخدام المصطلح الصوفي وحده، يوجد تشابها. ولكن جديد فكرة الإستاذ محمود، أكثر من قديمها. ولا أقول هذا القول، كمنتمي أو متحيز، وإنما كباحث. وأملك على ذلك الأدلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abdel Aati)
|
الأخ الكـريــم ود قـاســم.. أرجـو الله أن يجعلنى دائمـا جمهـوريـا، فانا لا أقيـم الليل كثيـراً، وعنـدى تقصيــر كبيـر فى متطلبـات السلـوك فى السنــة النبـويـة.. أسـأل الله أن يعيننى على السـلوك وقـوة الإيمـان. فما قلتـه أنت من أننى لست جمهـوريـا، إنما كانت رسـالـة لى من الله، على لسـانك، حتى أتـدبـر أمرى قبل فوات الأوان. أما ما كتبتـه من تعليق حول بيعـة الجمهـوريين للأستاذ، فلا أنا، ولا أى جمهـورى هـو حجـة على الفكـرة الجمهــوريـة.. يمكنك أن تسمـع ما أقول، وأن تسمـع من جمهـوريين أخرين.. ثم تقارن كل ذلك مع وثائق الفكـرة المكتـوبـة المبوبــة، التى هى وحـدهـا الحجـة. فالفكــرة الجمهـوريـة هى فكـرة فى النهـايـة، ومن أكثـر المذهبيـات الموثقـة للدارسين.. ليست (حكاوى حبوبـات) حتى تأخذهـا منى أو من غيـرى.. أقرأ الكتب، فقـد تفهمـا أكثـر منى.. ودونك الحديث النبـوى، يمكنك أن تطبقـه ليس على الفكـرة فحسب، وإنما على كل منهـجك فى البحث والتنقيب: "رحـم الله عبـدا سمــع مقالتى فوعاهـا، فبلغـهـا كما سمعهـا، فرب مبلـغ أوعى من ســامـع"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abureesh)
|
أشكر الأخوين الحبيبين دكتور النور وأستاذ محمد عثمان، على إثرائهما للحوار هنا. فإن هذا، لعمري، ما يجب أن يكون. أن يكون الحوار ثراً، وتحت أشعة الشمس الساطعة، والهواء النقي، لهو أكرم لنا من الانغلاق في غرفة معتمة، نظنها "صالونا." وما هكذا كان "صالون الأستاذ محمود" في الثورة. لقد كان صالونه مفتوحاً للغاشي والماشي، حتى أن بعض رجال الأمن كانوا يستغربون من شفافيتنا، وجرأتنا، في التحدث عما نريد تحت سمعهم وبصرهم.
لقد آن لنا الخروج من الغرف المظلمة. آن لنا أن نتنفس هواء الفكر الحر، تحت أشعة الشمس المشرقة، القاتلة لأدران الهوس والطائفية!
أشكركما مرة أخرى. وأشكر لكما تفاكركما المستمر معي، الذي كان نتاجه أن ألهمني افتراع هذا الخيط. أتفهم نقدكما، فيما أوردتماه هنا، أو في مكالمات هاتفية خاصة بيننا. رغم أنني لا أتفق معكما في بعض ما ذهبتما إليه، إلا أنني أعد بأن أمعن النظر في ملاحظتكما. وذلك لأن كل نصح يأتي من كليكما يستحق مني حسن التدبر. فقد انفلتما، مثلما انفلت أنا، منذ زمن طويل من أسر التفكير الجمعي الطائفي.
ولهذا فإنكما خير من ينصح مثلى!
الأخوة دكتور ياسر ودكتور الصاوى، ساقوم بالتعليق على ماكتبتما حين يتوفر لي الوقت وتتوفر لي الطاقة. وأرجو أن يكون ذلك قريباً.
ألاخ إسماعيل وراق، شكراً على المشاركة. وقد أستوفي أخي النور الإجابة على الأسئلة التي طرحتها خير استيفاء. سيسعدني جداً أن تستمر في التحاور معنا هنا.
الأخ عادل عبد العاطي، ِشكراً على زيارتك العجلى. مثل أخي دكتور النور، أتوقع منك زيارات كثيرة، تقيم فيها وقتاً طويلاً بيننا. أنت ممن يسعدني التحاور معهم. فإن عقلك الوثاب، لا يملك المرء إلا أن يحترمه، مهما أختلف معه!
الأخ ودقاسم، لقد كفاني الأخ محمد عثمان الرد عليك. أشكرك على المشاركة. وأشكره على إثراء الحوار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الدكتور النور تحية طيبة لم لم اقولك كلاما لم تقله بل ثبت في بداية كلامي انك قلت ان تنظيم الجمهوريين تنظيم ديني ذو نزعة صوفية..صحيح انك لم تقل ان الفكر الجمهوري فكر ديني ذو نزعة صوفية..ولكن ما الفرق؟..لا افهم كيف يكون التنظيم دينيا ينحو منحا صوفيا ولايكون فكر هذا التنظيم كذلك..ولاستقام المنطق لو قلت ان سلوك الجمهريين صوفي وان فكرهم كذا وكذا..فاي تنظيم يكتسب طبعيتة من طبيعة فكر مؤسسيه واعضائه..واذاكان التنظيم الجمهوري تنظيما دينيا ذا منحي صوفي فان فكر الجمهوريين لا يمكن الا ان يكون بالضرورة فكرا دينياذا منحي صوفي ...الا اذا اثبت لنا كيف يكون التفريق بين طبيعة التنظيم وفكره....افهم اذا حسن فهمي انك تريد ان تقول انه لا يوجد تنظيم جمهوري وان ما كان موجودا قبل 18 يناير 1985 كان جسما هلاميا مادته الرابطه لاعضائه تعلقهم بشيخهم كتعلق المريدين بشيخهم في الطرق الصوفية ..وهذا لمجرد التشبيه لا للتماثل تماما..وفي ظني ان محمودا يمارس العمل الفكري والسياسي ..اقول السياسي لانه لم يكن فكريا صرفا في حميع الاحوال ..منذ نهاية الاربعينات..وكان يطوف المدن السودانية مقيما للندوات ..وكان يصدر المنشورات ..وله دور سياسية ك (دار الحزب الجمهوري)بشارع الموردة خلال الديمقراطية الثانية...فرجل بكل هذه الهمة والنشاط من الواضح انه كان يريد بناء حزب .. ولكنه لم يبن حزبا كالمألوف لجنة قيادية ومكتب سياسي ولجان نوعية ..الخ..فجاء حزبه علي طريقة الطرق الصوفية الشيخ والمريد..واذا كان الاستاذ محمود يحسن التفكير ولايحسن التنظيم..أليس من تلاميذه من يحسنون النظيم..واذا كان محمود قد خلف قيادة ضعيفة فقدت مصصداقيتها اوليس بوسع الجمهوريين من اختيار قيادة جديدة ...اقول هذا ليس لاني اريد سجن الجمهوريين في تنظيم محدد بل لان وجود تنظيم قوي للجمهوريين امر مهم لانهم اثبتوا منذ الديمقراطية الثانية حتي يوم المحنة الكبري قدرتهم الفكرية للتصدي للسلفية الظلامية التي كانت تخشي فكر محمود اكثر من اي شئ آخر. وكما اسلفت في مداخلة اعلاه فان قوة فكر محمود تنبع من عقلانيته..ولكن عقلانيته لاتقوم علي وضع اطروحاته الفكرية الفلسفية الخاصة بل علي استخدام مادة القران نفسها لتوليد مفاهيم جديدة..فالطرح العقلاني الفلسفي المتزاوج مع الاطروحات الدينية واضح جدا في كتاب (الرسالة الثانية من الاسلام)..بل عنوان الكتاب نفسه مثير للجدل كما هو معروف..فالجهاد والراسمالية والطلاق والحجاب وتعدد الزوجات والمجتمع المنعزل رجاله عن نسائه ليس اصلا في الاسلام في فكر محمود..اوليس هذه محاولة عقلية لتطوير المفاهيم الاسلامية التقليدية لمواءمة ما وصلت اليه البشرية من تطور فكري ومعرفي وحضاري..وذلك مستندا علي ما يسميه بآيات الاصول...والعقلانية ليست هي العلمانية..فاصول العقلانية ترجع الي بواكير الفلسفة الاغريقية وقاعدتها (العقل اساس كل معرفة)..والعلمانية ترجع اصولها الي فلاسفة عصر التنوير الذين نادوا بفصل الدين عن الدولة ..فالبشر هم الذين يصنعون القوانين التي تحكمهم..فالقوانين ليست جامدا بل تتطور مع تطور المجتمع الانساني..ولا ادري لماذا الخوف من العلمانية..وعلمانية محمود في رأي امر لا شك فيه..فتطوير الشريعة الاسلامية.. وبناء مجتمع انساني ديمقراطي اساسه المحبة لايقوم الا علي العلمانية..بمعني ان يضع الناس التشريعات التي تناسبهم...فالسماء لاتمطر قوانينا...فكما نعرف ان اول من وضع قوانين مكتوبه وهو حمورابي وقد زعم ان الاله شمش قد سلمه هذه القوانين ..وجاءت تشريعات موسي نسخة معدلة من قوانين حمورابي تناسب طبيعة المجتمع الزراعي ليهودي انذاك..وانعكست قوانين حمورابي في القران فقانون العين بالعين والسن بالسن جاء هكذا في قانون حمورابي..وفي لقران نجده في سورة المائدة..فهل تناسب قوانين حمورابي ما وصلت اليه البشرية من تطور معرفي وحضاري ...لا انكر دور الميثولوجيا في تشكيل بواكير الوعي الانساني ولكن ينبغي الا نجعل المثلوجيا تشكل حاضرنا..ويفسر ماركس حنينا الي الميثولوجيا كونها تعتبر طفولة الانسانية..فلا يعيب محمودا ان يكون عقلانيا ولا علمانيا..وفي ظني ان امثال محمود هم اعمق غورا مما نظن ويعلمون طبيعة المجتمعات التي يخاطبونها..فاذا كان محمود قد اعدم تحت تهة الزندقة.فجمال الدين الافغاني بعد كل نشاطه ذاك في مصر وفرنسا ولندن قد سجن في استانبول في اواخر عمره تحت تهمة الزندقة لانه قال في محاضرة هناك ان النبوة صنعة وهي من اعلي الصناعات.....وشكرآ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الأخ الكريم عمر علي الفرق عندي أن الفكرة كفكرة ـ أعني أي فكرة ـ وأخص هنا على وجه الخصوص، فكرة الأستاذ محمود محمد طه، إنما تمثل فضاء كبيرا، له بداية ربما لامست مساحة صغيرة من الأرض التي يقف عليها عامة المسلمين. وله نهاية، ربما ظلت معلقة فوق رؤوس الناس، حتى حين. وبعض الأفكار التي وردت في التاريخ، ظلت معلقة على الدوام، يقاربها الصفوة حينا بعد حين، ولا يعيرها العامة إلتفاتا.
الفكرة، وأعني هنا، أي فكرة، ربما لا تكون مفهومة للجميع، في مستوى سبحاتها العليا. ولكن ربما يجرى فهمها في إطار المشترك، مما سبقها من أفكار. وفكرة الأستاذ محمود بنت على ما قبلها. وهو النصوص المقدسة الإسلامية، مضافا إليها الرؤية العامة للكون، والحياة، وقصة الخلق، وكثير من القيم (اليهوديمسيحية). وقد أسمى الأستاذ محمود محمد طه ذلك، في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام، (الثالوث الإسلامي). وكان يعني به، كلا من، اليهودية، والنصرانية، والإسلام. كما بنى الأستاذ محمود على الفكر الإسلامي، في عمومه، وعلى المنحى التصوفي منه، على وجه الخصوص. ولذلك فإن تجربة التنظيم الجمهوري، التي رعاها الأستاذ محمود محمد طه، في عقدي السبعينات، والثمانينات، تقع في إطار المشترك، مما بشرت به فكرة الأستاذ محمود، ومما كان موروثا، ولم يكن الظرف يسمح بتجاوزه.
لم يكن مسموحا للجمهوريين الحديث في الفكرة الجمهورية، من على المنابر العامة، حتى منتصف السبعينات. وكان الأستاذ محمود محمد طه، هو المتحدث الوحيد، طيلة الحقبة الممتدة، من بداية الخمسينات، وحتى منتصف السبعينات. وقد امتدت هذا الحقبة، كما ترى، إلى ربع قرن. والسبب أن الفكرة غريبة ـ وهي لا تزال غريبة، إلى اليوم ـ على الساحة الفكرية الإسلامية. ولم يكن لينهض بعبء الدفاع عنها، أمام الفقهاء، ورجال الدين الأزهريين، من حفظة النصوص، وقراء المتون والحواشي، سوى صاحبها. وقد تكفل الأستاذ محمود بذلك العبء وحده، فكان يطوف المدن السودانية، واحدة، واحدة، ميشرا بفهمه الجديد. وقد لقي مقاومة شرسة من رجال الدين، إينما حل. ولكنه كان من سعة الإطلاع، ومن قوة العارضة، ومن حفظ النصوص، بالدرجة التي جعلت له اليد العليا، على كل معارضيه. وهذا هو ما قاد إلى مسلسل التآمر المتصل على حياته، والذي أنتهى بإعدامه في 18 يناير 1985. وحين آنس الأستاذ محمود تمكنا في شباب الجامعات الذين اجتمعوا حوله في نهايات الستينات، وبداية السبعينات، تمكنا من أساسيات فكرته، وقدرة على شرحها، والدفاع عنها، إذن لهم في الحديث. وكان ذلك في منتصف السبعينات، كما تقدم.
الشاهد أن تجربة التنظيم الجمهوري، والذي لا أطلق عليه، إسم تنظيم، إلا مجازا، تجربة محدودة جدا. أعني تجربته في العمل العام، ومخاطبة الناس، في الشوارع، وفي المنابر العامة، وفي الكتابة إلى الصحف. هذه التجربة، رغم الدوي الكبير الذي أحدثته، في المجتمع السوداني، لم تتعد العشر سنوات!
فكرة الأستاذ محمود محمد طه، كما هو واضح، من أدبياتها، فكرة تستهدف إحداث تحول جذري، في مفاهيم المسلمين، عن الإسلام. هذه فكرة انقلابية، وتصادم كل السائد، وكل المستقر منذ ألف وأربعمائة سنة. مثل هذه الفكرة، لن تبلغ غايتها، في يوم، وليلة. وقد كان الأستاذ محمود يعرف ذلك. وحين طرح الأستاذ محمود فكره، على الناس، عبر الخمسينات، والستينات، والسبعينات، تجمع حوله بعض المتفتحين من السودانيين، ممن لم يستوعبهم اليسار، بطرحه العلماني، وباشكالاته التنظيمية. مضافا إلى ذلك، تعثر تجربة الكتلة الشرقية، في التطبيق الإشتراكي، وما صحبها من مصادرة للحريات العامة. ومن الناحية الأخرى، لم تستوعب هؤلاء أيضا، أدبيات الإسلامويين، التهييجية العاطفية، الفجة. فوجدوا، من ثم ملاذهم، في فكر الأستاذ محمود محمد طه. ولم يتجاوز عدد هؤلاء، حتى منتصف السبعيات، المائتين! وحين تم إعدام الأستاذ محمود لم يتعد المجتمع الجمهوري، كله، رجالا، ونساء وأطفالا، شيبا، وشبابا، ألفا ونيف!
شهدت بداية حقبة السبعينات، نشأة بيوت الإخوان الجمهوريين، بحي الثورة. وقد كانت مدارس للتسليك. ومصطلح التسليك، مصطلح صوفي معروف. وهو مشتق من كلمة السلوك. ويعني في الفضاء الصوفي، تجويد العبادة، وتجويد المعاملة، من أجل التحلى بالأخلاق السامية. وقد كان المتصوفة، يهتمون بالسلوك، بأكثر مما يهتم به أهل السنة، في عموم أمرهم. وقد تميز الصوفية، على من عداهم، برسم نهج تربوي، سلوكي، يومي، به يتطور الأفراد في مجال التحقق، بالقيم الرفيعة. وهذا من الأمور التي لم تلق حظا من البحث، من قبل دارسينا حتى الآن. يكتفي السنة، في عموم أمرهم، بإقامة الأركان، من صلاة وصيام، وحج، إلخ. في حين يرى المتصوفة أن التحقيق يحتاج، نهجا يوميا، وجهدا، ومثابرة، وإرشادا، من شيخ. وبهذا، فقد عكس المتصوفة إداركا متقدما لقضية التربية، فات على أهل السنة، الغارقين في الطقوسيات، وفي إعادة تدوير حواشي ومتون الفقه التي فقدت حرارة الإتصال بالواقع الحي.
تبنى الأستاذ محمود المنهج الصوفي، لتربية الجمهوريين. وكان يقول للجمهوريين، إن الناس سوف يأتون لهذه الفكرة، وأنه ليس لديه ما يخشاه في هذه الناحية. غير أن ما يخشاه، هو ان يأتي الناس، ثم لا يجدون الجمهوريين، مستعدين لهم. والذي حدث عقب 18 يناير، لم يكن سوى دليل عملي عاى نقص الإستعداد هذا.
وأعود لنقطتي الأولى، التي قلت فيها أن تنظيم الجمهوريين، كان واقعا في المنطقة المشتركة، بين موروث التصوف، وبين ما تريد الفكرة الجمهورية، أن يكون عليه الحال، في مقبل الأيام. والجمهوريون كجسد، لا يمثلون، في حقيقة الأمر، التجانس الذي يراهم به الرائي من الخارج. فمنهم من هو أقرب إلى السلف، في حقيقة الأمر. ومنهم من هو أقرب إلى روح العصر، ونبضه. ولذلك هناك فرق، بين ما تدعو إليه الفكرة ـ أي فكرة ـ وبين ما يتخندق فيه أتباعها. فالستالينية، والماوية ـ مثلا ـ كانتا تريان أنهما أنما تترجمان عن الماركسية خير ترجمة. في حين كان اليسار الجديد، يرى عكس ذلك، تماما. وهذا مثال واحد فقط. ما أراه اليوم، ان فكر الأستاذ محمود، أكبر من أن يتكلس في جسد تنظيمي. وهذا ما حدا بي للخروج به، غلى الهواء الطلق. التنظيم، يخنق الفكرة ـ أي فكرة ـ. ولربما جاء الوقت الذي نعيد فيه النظر، في التنظيم، بشكله النضالي، الذي وسم حقبة الحداثة.
لم أعد من المؤمنين بالتنظيم، بشكله الحداثوي االمعروف. ولقد بلغ التنظيم لدى التيارات اليسارية، درجة الصنم المعبود. وكما ترى، فإن هذا الأمر، متشابك، ومتعدد الزوايا. ولذلك فسوف أواصل في حلقة قادمة، لأتحدث عن (صنم التنظيم الحداثوي)، ثم أعرج على نقطة العلمانية، التي تفضلت بإثارتها. ولك الشكر، مرة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
دكتور النور تحية طيبة اشرت الي نقطة مهمة جدا حيث قلت
Quote: والجمهوريون كجسد، لا يمثلون، في حقيقة الأمر، التجانس الذي يراهم به الرائي من الخارج. فمنهم من هو أقرب إلى السلف، في حقيقة الأمر. ومنهم من هو أقرب إلى روح العصر، ونبضه |
واقدر رأيك في امر التنظيم..ولكن قبل الانتقال الي النقطة الاخري ارجو ان تلخص لنا اهم الافكار المتعارضة المطروحة في ساحة الجمهوريين حول امر التنظيم..وماهي الفكرة التي تجد القبول الاوسع..فمثلا هل تجد فكرتك فكرة اللاتنظيم قبولا في اوساط الجمهوريين..والف شكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأستاذ أبو ريش قلت لي ان الجمهوريين ليسوا طريقة صوفية ، وبنيت على ذلك أنني لم أقرأ ما كتبه الأستاذ محمود ، وأنا لست بصدد نفي هذا ، لكن أقول لك أنك ربما تتفق معي أن الدكتور النور حمد من أكثر من قرأ ما كتبه الأستاذ ، وهو يقول : شهدت بداية حقبة السبعينات، نشأة بيوت الإخوان الجمهوريين، بحي الثورة. وقد كانت مدارس للتسليك. ومصطلح التسليك، مصطلح صوفي معروف. وهو مشتق من كلمة السلوك. ويعني في الفضاء الصوفي، تجويد العبادة، وتجويد المعاملة، من أجل التحلى بالأخلاق السامية. وقد كان المتصوفة، يهتمون بالسلوك، بأكثر مما يهتم به أهل السنة، في عموم أمرهم. وقد تميز الصوفية، على من عداهم، برسم نهج تربوي، سلوكي، يومي، به يتطور الأفراد في مجال التحقق، بالقيم الرفيعة. وهذا من الأمور التي لم تلق حظا من البحث، من قبل دارسينا حتى الآن. يكتفي السنة، في عموم أمرهم، بإقامة الأركان، من صلاة وصيام، وحج، إلخ. في حين يرى المتصوفة أن التحقيق يحتاج، نهجا يوميا، وجهدا، ومثابرة، وإرشادا، من شيخ. وبهذا، فقد عكس المتصوفة إداركا متقدما لقضية التربية، فات على أهل السنة، الغارقين في الطقوسيات، وفي إعادة تدوير حواشي ومتون الفقه التي فقدت حرارة الإتصال بالواقع الحي.
ويقول:
فيما أعرفه، أن تنظيم (الإخوان الجمهوريين) كان تنظيما دينيا، ينحو منحى صوفيا، يعود في كل أموره، لمرجعية واحدة، هي الأستاذ محمود محمد طه. ظل الأمر على تلك الصورة، حتى لحظة التنفيذ.
ويقول : وأعود لنقطتي الأولى، التي قلت فيها أن تنظيم الجمهوريين، كان واقعا في المنطقة المشتركة، بين موروث التصوف، وبين ما تريد الفكرة الجمهورية، أن يكون عليه الحال، في مقبل الأيام.
ويقول : تبنى الأستاذ محمود المنهج الصوفي، لتربية الجمهوريين.
وأقول لك اتركني أنا وناقش الضالعين في المعرفة ، عسى أن نستفيد أنا وأنت . أما إذا أردت أن تكون من شيعة حيدر بدوي فهذا أمر عائد لك وحدك ، وهو يسعى لقيادة الجمهوريين ، ويحاول جاهدا أن يوجد تنظيما ما ويصبح هو رئيسه ، والاخوة ياسر الشريف والنور حمد يرون أن على الجمهوريين أن ينخرطوا في المجتمع وأن الفكرة الجمهورية لابد أن تكون فكرة ملكا للمجتمع وليست فكرة ملكا لطائفة . الغريب أن الأخ ياسر الشريف كان ينقلنا كثيرا في مداخلاته إلى موقع الفكرة الجمهورية وكنا نستجيب لوصلاته ونتدارسها ونستفيد منها ، وهذا يعود لطريقة الأخ ياسر في بناء جسور التواصل بينه وبين الآخر ، حتى أنه لا يشعرك بأنك آخر ، وأنا جمهوري على طريقة ياسر . وأنت يا أبو الريش لم تكن موجودا في هذا المنبر عندما فتحت أنا بوستا بعنوان : تجديد الدين أم تجديد الفكر ، وكانت للاخوة الجمهوريين مداخلات عديدة في ذلك البوست ، ويمكنك أن تدخل إليه وتقرأه ، لتتعرف على بعض ما أراه . لكن الأخ الذي يعد نفسه لقيادة الجمهوريين لم يعجبه أن يتعرف على هويتي السياسية ، فثار ثورة لم يستطع إخماد أوارها حتى لحظته هذه ، فهو يرميني بالطائفية ويبرئ علي الميرغني منها ، أقول لك أخي أن الفكرة الجمهورية فكرة إنسانية في المقام الأول ، اجتهد صاحبها أن يقول للناس أن الدين يحتوي على تفاصيل حياتكم ويقدم لكم السعادة في الدارين ، فقط أفهموه ، ومن هنا فأنا أنصحك بمن يفهم الدين ومقاصده في تحقيق سعادة البشر وتحقيق عبوديتهم لله سبحانه وتعالى ، ولا تتبع من يسعى للمنصب وتولي القيادة ، فهي كما قال الفيتوري دنيا يملكها من لا يملكها أغنى سادتها الفقراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: ودقاسم)
|
الاخوة المشاركين
في الحق ان هذا البوست اعده؛ واحدا من اهم البوستات التي عرفها المنبر الحر؛ نقاشا لامر الفكرة الجمهورية ؛ والتنظيم الجمهوري.. وقد طرح النقاش حول الامرين من قبل؛ ومن قبل عناصر مختلفة ومن وجهات نظر متباينة؛ الا انها المرة الاولي؛ التي نشهد فيها الجمهوريون وغير الجمهوويون؛ ممن يهتمون بمآلات الفكرة والحركة الجمهورية؛ ينتقلون الي مناقشة لب الاشياء؛ بدلا من مناقشة قشورها واطرافها؛ وهذا امر نشكر عليه المساهمين الاساسيين من جانب الاخوة الجمهوريين هنا؛ وهما الاخوان حيدر بدوي والنور حمد؛ كما لا يفوتني ان الفت النظر الي المداخلات الرائعة للاخوة غير الجمهوريين هنا؛ والتي تنبئ عن اهتمام مقدر وسط اعضاء البورد وعموم الناشطين السودانيين؛ بمآلآت الفكرة والحركة الجمهورية.
وقد كنت من قبل قد حاولت محاورة الفكرة الجمهورية والحركة الجمهورية وسيرة الاستاذ محمود محمد طه ؛ وذلك في مقال بعنوان : تاملات في افق المعرفة والشهادة؛ حول موت وحياة محمود محمد طه ؛ وهو مقال قد لقي اهتماما ادهشني؛ حيث كان مجرد انفعال مني بذكري استشهاد الاستاذ؛ وقد نشرته علي هذا الاساس؛ ثم اعيد نشره في صحف ومنابر مختلفة؛ بعلمي مرات وبغير علمي مرات كثيرة؛ بمبادرة من اصدقاء واخوان عزيزين؛ وانتج نقاشات كثيرة؛ من اهمها ردا عليه من قبل الاخ عمر القراي؛ ونقاش هادف لطيف شفاف؛ مع الاخ الشاب الواعد ياهو ذاتو؛ في ثنيا هذا البورد؛ والذي اتمني ان يقطع عزلته وياتي ايساهم معنا في هذا المحور
اقول وازعم ان السبب بالاهتمام بذلك المقال المتواضع؛ راجع الي انه ناقش بصورة نقدية؛ ما لم يتطرق اليه الكثيرون من معارضي ومؤيدي الفكرة والحركة الجمهورية .. حيث توزع هؤلاء ما بين رافص عدمي؛ ومبجل اعمي .. بل انه حتي في اوساط الليبراليين واليساريين؛ ممن يفترض ان يخرجوا عن هذين الاطارين؛ فاننا نجد نظرة لا نقدية ولا تاريخية للحركة والفكر الجمهوري؛ وقد تبدي ذلك باكثر مما تبدي؛ في الكتيب الذي اصدره مركز الدراسات السودانية؛ عن الشهيد محمود محمد طه ؛ بعنوان : محمود محمد طه رائد التجديد الديني في السودان.
واذا كان الدارسين ممن يفترض ان يتوفر فيهم حس نقدي؛ تجاه القضايا الفكرية والاجتماعية؛ لم يطرقوا هذا الباب؛ اي باب النظرة النقدية التحليلية التاريخية؛ فان عدم طرقه من قبل الجمهوريين لم يكن غريبا؛ وخصوصا في ظل حالة الصدمة والنكسة التي تعرضوا لها بموت الاستاذ محود؛ ودخول التنظيم في ازمة ؛ والتي يعتبر النقاش الحالي ابرز تجلياتها.
ورغم ان للجموهوريين قد دخلوا في نقاش داخلي عميق وسطهم؛ حول مغزي موت الاستاذ محمود؛ وامكانيات تطور الفكرة والتنظيم؛ مما وصل الينا صداه مرات؛ الا انهم لم ينشروه علي العلن؛ الامر الذي كان يمكن ان يتيح للاخرين من خارجهم ان يدلوا بدلوهم؛ اعتمادا علي المعلومات والحيثيات التي يطرحها ذلك النقاش؛ وخصوصا ان امر التنظيم الجمهوري قد كان سرا مغلقا للكثيرين؛ قبل وبعد استشهاد الاستاذ محمود؛ ولا يعرفمن هم بخارجه عن حياته الداخلية وتطوراته الا النذر اليسير؛ ومن هنا احمد للاستاذ حيدر بدوي مبادرته الشفافة هذه.
اقول اخيرا في مقدمة مداخلتي؛ انني قد مضيت خطوة للامام؛ بعد مقالي ذاك؛ وحاولت نقاش تطور ومراحل ومآلات الحركة الجمهورية ؛ بناءا علي ما توفر لي من ادبيات وملاحظات وروايات؛ في مقال مطول بعنوان: حركة الجمهوريين في ميزان النقد والتااريخ ؛ نشرت اجزاءا منه هنا وهناك؛ لم تجد حظها من النقاش الكافي؛ ولا تزال هناك اجزاء اخري من المقال؛ لا تزال تقبع كمسودة؛ وربما يكون هذا الحوار تشجيعا لطبعها؛ وطرحها في صورة متكاملة للقراء والمهتمين ؛ من الجمهوريين وغير الجمهوريين؛ عسي ان تثريه ولو قليلا .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abdel Aati)
|
الأخ ود قـاســم
لقــد خـذلتنى والله يا رجل.. طبعـا لم أستمــر فى قـراءة ردك حين رأيت كلـه عبارة عن النور قال.. وقال.. وقـال.. يا أخى ألم أقل لك ناقش الفكرة الجمهـوريـة.. النور رجل مفكـر، وأنت رجل مفكـر، وأنا رجل مفكـر.. والفكـرة متـوفـره كلهـا تقريبـا فى الإنترنت - مجانـا.. لا تحتاج أن تشترى الكتاب، فلماذا تريـد أن يفكـر لك الأخـرون. الصـوفيـة معروفـة.. شيـوخ.. حيـران.. أوراد.. سمــع وطاعة.. ولا أسئلـة تســأل.. ولكن أسمــح لى أن أصحح تقـريـر للأخ النـور أن القرارت كانت تتخـذ بالإجمـاع.. فإن القـرارت كانت معظمهـا تتخـذ بإسلـوب التصـويت العادى.. كان الأستاذ يطرح الموضـوع ويقـول يريـد أن يسمــع رأى الناس، فيتبادل الأخوان والأخوات فى إبداء أرائهـم.. فإذا ذهب كل أو معظـم الناس فى إتجاه التأييـد، يقول لهم، طيب نسمـع رأى المعارضين.. وإذا كان إتجاه معظـم الناس للمعارضـة، يقول، "طيب نسمـع رأى الناس المؤيـدين" وبعـدها يأخـذ برأى الأغلبيــة.. أعـود للأخ ود قـاســم.. أعتقـد يا أخى أنك رجل رشيــد ولا تحتاج لمن يفكـر عنك.. خـذ الفكـرة من مصـادرهـا، يمكن للأخ النـور أن يكون أكثـر من قرأ، ولكن حتى لو كان الوحيــد الذى قـرأ، فإن هـذا لن يغنيك عن تحمل مسـؤوليـة البحث وإتخاذ القـرار لنفســك.. يمكن بعـد ذلك أن تعرض ما قالـه النـور كمـؤيـد لما توصلت أنت إليـه بعد البحث والتنقيب. أرجـو أن لا تخذلنى مرة أخـرى.. إن ما قلتـه لا يمس الأخ النور، ولكن حتى تسيـر أنت فى الطريق الصحيح للبحث وتكوين الرأى الحــر.
ولك الشـكـــــــر
أبو الريش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abureesh)
|
حول بيان الاستاذ حيدر:
ابدأ اولا بانطباعات سريعة عن بيان الاستاذ حيدر بدوي صديق؛ والذي صدر به هذا البوست؛ وهو مثال لممارسة نادرة؛ من الشفافية والوضوح والجهر بالحق؛ او ما يظن المرء انه الحق؛ وهو محاولة دون شك؛ لمقاربة ما رمي اليه الاستاذ محمود؛ في جهده وكفاحه للدعوة لخلق الانسان الحر؛ الذي يفكر كما يريد ؛ ويقول ما يفكر؛ ويفعل ما يقول؛ ثم لا يكون من كل ذلك الا الخير.
ورغم تثميني العالي لمبادرة استاذنا حيدر؛ الا ان لي علي صيغتها المنشورة بصدر البورد هنا؛ ومساهماته اللاحقة والتي هي بمثابة مذكرات تفسيرية لمتن خطابه الاصلي؛ عدة ملاحظات نقدية؛ وهي ملاحظات تنسجم مع بعض تعليقات الاخوة الكرام المساهمين؛ ولا تنتقص من قيمة المبادرة باي حال من الاحوال
اما الملاحظة الاولي؛ فهي روح التبجيل الخالي من النقد؛ التي نحسها في كلمات الاستاذ حيدر؛ عن الاستاذ محمود محمد طه ؛ والذي وصفه في مداخلته الرئيسية؛ وفي غيرها من المداخلات؛ انه اعظم شهيد عرفه تاريخ الفكر في العالم؛ وسيد اهل السودان؛ ثم سيد االناس؛ وهذا لعمري نفس المنهج التقديسي ؛ الذي يثور عليه الاستاذ حيدر؛ والذي رغم اقرارانا بعبقرية الاستاذ محمود؛ وسمو روحه؛ الا ان هذا المنهج مضر بقضية الاستاذ محود؛ كما بقضية الاستاذ حيدر.
ضرر هذا النهج تجاه شخص وفكر الاستاذ محمود؛ ينبع من كونه يكلسه في حدودها التي وصلت الها في عام 1985؛ ولا يساهم بايجابية؛ في وضعه في مكانه الطبيعي في سيرورة حركة الفكر والمجتمع في السودان والعالم؛ وهو موضع عظيم ؛ ولكن لا يحق لنا ان نرفعه الي مقام التقديس؛ ولا ان نجرده من حدود الزمان والمكان الذي نمِا فيهما ؛ ثم ان لا نغفل اثار منهج الاستاذ محمود نفسه؛ وبعض تقديراته الخاطئة ؛ علي الازمة التي وصل اليها الفكر والحركة الجمهورية في نهاية حياته؛ وبعد مماته
اما ضرره علي قضية الاستاذ حيدر؛ فهو في اعتقالها في حدود ضيقة؛ هي حدود خلافه مع القيادة الحالية؛ ورؤيته لآليات وتكتيكات التنظيم الجمهوري؛ ودون الدخل في العمق؛ وتفكيك ابجديات ذلك التنظيم؛ ودراسة تجربته نقديا؛ من الاربعينات وخلال كل حياة الاستاذ؛ ورؤية قصوره وسلبياته؛ ومحاولة الغوص في اسباب تلك السلبيات؛ والتي هي مرتبطة بالنهج والخيارات الاساسية للاستاذ والحركة والتنظيم
اما الملاحظة الثانية ؛ وهي ذات علاقة بالاولي؛ فهي النظرة غير النقدية لتراث وتجربة الجمهوريين؛ في حياة الاستاذ محمود محمد طه ؛ واخص هنا مواقفهم السياسية؛ ومنها موقفهم الاراس؛ في دعم وتاييد نظام مايو؛ ولو لم يكن التاييد الا معنويا .. فقد ايد الجمهوريون نظام السفاح نميري؛ من 1969 الي 1983؛ وزعموا انه قد حقق التنمية؛ وضرب الطائفية والشيوعية؛ وكل هذا هراء؛ كما ان هذه السنوات قد شهدت بطشا بالمعارضين السياسين ؛ وفسادا وافسادا؛ وتكريس حكم الفرد المطلق؛ بدستور 1973 ؛ وعندي ان انكسار الجمهوريين "لاخف الضررين" حينها ؛ ونهجهم في التقية او التاييد طوال هذه السنوات؛ هو ما جعل كوادرهم وقياداتهم تعجز عن المواجهة؛ ولا تعرف اسبابها وادواتها؛ عندما حلت ساعة المواجهة
اما الملاحظة الثالثة؛ فهي اشارة الاستاذ حيدر الي شخصه ودوره في اكثر من فقرة في مقاله الاصل؛ ثم في مساهماته اللاحقة؛ الامر الذي خلق انطباعا عند البعض؛ ان الرجل يبحث عن دورقيادي لنفسه؛ او يزكيها للقيادة. وهو امر استبعده؛ وخصوصا ان الاستاذ حيدر يري وسط الجمهوريين من هم اعلي منه مقاما وتجربة وعلما؛ ممن عددهم ؛ ولا اعتقد انه يزكي نفسه ويقدمها عليهم؛ كما لا اعتقد ان رجلا برجاحة عقله؛ يقدم نفسه للقيادة بهذه الطريقة التي تصورها عنه البعض
في ظني؛ ان التبجيل الزائد عن الحد؛ واظهار التمسك الفائق بالفكرة الجمهورية ؛ والنظرة غير النقدية لتجربة الاستاذ محمود ونشاط الجمهوريين في حياته؛ وايضاح دور الاستاذ حيدر في اطار الحركة الجمهورية ؛ انما يهدف لتكسير اجنحة المعارضين له ؛ والمهاجمين المتوقعين له؛ في داخل البيت الجمهوري. فمن المعروف انه في الحركات الايدلوجية؛ والجمهوريون حركة ايدلوجية؛ فان كل اصلاحي او داع للتغيير؛ ينبغي ان يثبت علي الملآ اولا؛ تمسكه بالاصول؛ وتمجيده للمؤسس؛ ودوره في حياة التنظيم؛ حتي تكون له شرعية المعارضة؛ وحتي لا يوصف بانه شخص من الخارج يبغي تدمير اس الفكرة وقتل التنظيم
هذا كله ؛ يرجع الي ان الاستاذ حيدر؛ قد كتب خطابه او دعوته للثورة؛ الي الناس خارج البيت الجمهوري؛ ولكن عينه طول الوقت كانت متجهة تجاه ذلك البيت؛ ولذلك ما كان له غير ان يتحدث بمثل هذا التقديس عن الاستاذ؛ وعن تاريخ الحركة في عهده؛ وان يزكي دوره هو شخصيا؛ حتي يجعل لنفسه حاجزا حديديا؛ يحميه من سهام المتحلقين حول القيادة؛ والذين ظهر ان اساليبهم واحدة؛ في كل التنظيمات؛ ولو كانت برقي تنظيم الجمهوريين الاخلاقي ؛ الذي عهدناه ذات يوم.
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abureesh)
|
غريب أن يحثني أوريش على القراءة ثم يمنع نفسه من قراءة مداخلتي ، وغريب أن المور يقول باقتراب الفكرة الجمهورية من الصوفية ، وأنا قلت بذلك ، ويصر أبو ريش على أن يترك كلام النور جانبا ويجتهد لدحض كلامي . يا أبو ريش من قال لك أنني لم أقرأ ، ولكني لا أرى ضرورة أن يقرأ الإنسان كل الفكر الماركسي ليناقش ماركسيا ، ولا كل القرآن ليناقش مسلما ، ولا كل الفكرة الجمهورية ليناقش جمهوريا . ألم اقل لك أنك لست جمهوريا ، الجمهوريين الذين عرفناهم غير ذلك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abureesh)
|
غاية الإمتنان والتقدير أخي الدكتور النور حمد على كريم تفضلك بالرد على إستفساراتي وتساؤلاتي والتي قصدت بها أن تكون أرضية للحوار، أرتكز عليها في نقاشي معك، بغية التوصل للمفيد والمزيد من التواصل لمعرفة بواطن الحقيقة، وقبل أن أدخل في نقاطي التي سأثيرها، أرسل عبرك تحية خاصة للأستاذة أسماء محمود محمد طه، حرمكم المصون. عزيزي دكتور النور حمد، من خلال إطلاعي السابق على فكر الأستاذ محمود منذ أن كنت طالباً بالمرحلة الثانوية، ومن خلال بعض الحوارات مع بعض منتسبي الفكر الجمهوري هنا في المنبر وأخص منهما الأخ الدكتور ياسر الشريف، والأخ الدكتور حيدر بدوي صاحب هذا الخيط والأخ الأستاذ عمر عبد الله، ومن خلال موقعكم على الإنترنت والذي أنا عضو في منبره، أقول أنني كونت فكرة طيبة عن دعوتكم، يقيني أنها ستعينني على الحوار المفيد معكم. في محورين أثنين، ساحصر حواري، فأما المحور الأول يتحدث عن أساس الفكرة الجمهورية وهل هي فكرة بالمفهوم والمصطلح المعروفين أم أنها ظاهرة إرتبطت بوجود شخص واحد، كان له جهد معين في قضايا معينة، في وقت محدد، تلاشت أثار جهوده الفكرية والتنظيمية بزوال وجوده من الدنيا الفانية. من خلال ردك أخي الدكتور النور حمد على سؤالي عن ماهية الفكرة الجمهورية، يتضح أنها فكرة دعت وبتفصيل شديد لتطوير التشريع الإسلامي والتعبير هنا للدكتور النور، كما يتضح من هذا الفهم أنها فكرة غير مسبوقة ولم يتطرق لها شخص من قبل غير الأستاذ محمود، وهنا يأتي النقاش عن ماهية الفكرة الجمهورية حسبما أفهمه ويفهمه الكثير من أصحاب الشأن والمهتمين وفق الحقائق التي لا جدال فيها. عندما قلت سابقاً وفي أحد البوستات، أن سبب قعود هذه الفكرة هي تناقضاتها الواضحة والبينة، وإذا تأملنا وأمعنا النظر يتضح أن خلاصة دعوتها تقوم على الآتي: أولاً: الإسلام رسالتان، رسالة أولى هي القرآن المدني، هذه الرسالة بينتها أفعال وأقوال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وأن الأمة التي أنزلت عليها تلك الرسالة هي أمة المؤمنين، ورسالة إسلام ثانية تتمثل في القرآن المكي، وهي رسالة مارسها النبي في خاصة نفسه، كما مارسها الأنبياء من قبل في خاصة أنفسهم، ويقول الجمهوريون عن هذه الرسالة أنها فوق مستوى الناس في تلك الأزمان وآن أوانها لتسود في القرن العشرين، وأن أتباع هذه الرسالة هم المسلمون، فالرسالة الأولى قائمة على العقيدة والثانية تمثل مرحلة النضح. من خلال هذا الفهم يتضح أن الفكرة الجمهورية فعلاً غير مسبوقة، وفهمي في ذلك أنها بدأت مقلوبة، حيث النهاية هي البداية، وهذا واحد من تناقضاتها، ويتبين ذلك من فهمكم للنسخ حيث أن القرآن المكي هو الناسخ للقرآن المدني، وفي هذا مخالفة واضحة لكل الحقائق والمبادئ التي لا جدال فيها، فالنسخ عند كافة المسلمين بمختلف مذاهبهم هو تعطيل الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر، وعليه يكون فهمكم للدين بمختلف جوانبه من عقيدة وعبادات يختلف عن سائر المسلمين، فالسابق عندكم ينسخ اللاحق المتآخر. مثل هذه الإفكار، دون شك لا تجد قبولاً من أحد، وهذا هو سر جمود إنتشارها. يقول الدكتور حيدر في أحد مداخلاته في نفس هذا البوست، أن عضويتهم بلغت ما يقارب الألفي شخص، وهذا كما فهمت كان في زمان الأستاذ المرحوم محمود، والشاهد هنا، هذا هو حالكم في وقت أتيحت لكم كافة وسائل الإنتشار للتبشير بفكركم والحماية اللازمة لذلك في عهد الرئيس المخلوع جعفر نميري، حيث جاب الأستاذ محمود وتلاميذه مختلف مدن وقرى السودان، بل وأن الأستاذ محمود منذ الأربعينات يدعو بدعواه هذه، وبعد كل ذلك كانت حصيلة المنتسبين لها لا يتجاوز عددهم الألفي شخص، ولا عذر للدكتور النور حمد حين يقول لي أن أي فكرة تحتاج لزمن ووقت كاف لإنتشارها، هل يعتقد الدكتور النور حمد والأخوان الجمهوريون أن فكرتهم هذه ستسود، كل وقائع الأحوال تدحض دعواهم، ولعل هذا ما دعاني للقول بأنها ظاهرة، إرتبطت برجل واحد هو شخص الأستاذ محمود، وبزواله سكن كل شيء، وتقلصت مساحة أي حركة، تنظيمية كانت أو فكرية، سيأتيني أحد الأخوان ويقول عكس ذلك، ولكن الحكم الفاصل هو الواقع المعاش. كل فكرة صحيحة وسليمة، يتقبلها العقل بالفطرة، وتصبح جذوة متقدة في القلوب لا تنطفئ نارها بزوال باعثها، وفي الواقع السوداني لنا شواهد عديدة، خذ مثلاً الفكر الأنصاري أو الدعوة المهدية، رغم ما عانته من هزيمة للدولة فإن الدعوة ظلت قائمة ومتزايدة، هزم الأنصار في كرري وإستشهد قوادهم، أعدم ود حبوبة لاحقاً، أغتيل إمامهم الهادي، ضربوا في الجزيرة أبا، في أحداث المولد الشهيرة، بطش النميري وغدر بهم، وكذا الحال مع الإنقاذ إلا أنها إشتعلت دعوة وناراً من جديد، لم تنتهي بنهاية موت رجل هو باعثها، هذا الفهم يقودنا مباشرة إلى الواقع التنظيمي للجمهوريين، حيث أن الأمر الواضح يقول أنهم يفتقدون إلى أسس التنظيم، فإن كان محمود مجتهداً ومفكراً وإن اختلفنا مع طرحه إلا أنه كان ضعيفاً في المجال التنظيمي، ويتضح ذلك في عدم تركه لرؤية تنظيمية واضحة تعينكم من بعده على ترتيب صفوفكم. وبرهاني على ذلك قول الدكتور النور حمد في رده على تساؤلاتي "أنني هنا، إنما أجيب بصفتي الفردية، فليست لي صفة تنظيمية. كما أن التنظيم، في فهمي لم يعد موجوداً منذ 18 يناير 1985" و الحديث للدكتور النور حمد. السؤال الذي يطرح نفسه ما هو المتوقع من فائدة للمسلمين (بإعتبار أن دعوتهم عالمية) وللسودانيين من جماعة هكذا ظل حالهم في تشتت وتفرق، أنفرط عقدهم بإعدام زعيمهم، الواقع يقول أن لا أمل في إسهام إيجابي لهم، وإن تقاضينا عن عدم الإقتناع بفكرهم. أختم القول بأن الفكر إما أن يتجدد ويتمدد أو يجمد ويتبدد، فالفكر السليم ناره سيوقدها الله وإن تكاثر حولها الأعداء فهم كالفراش، والفكر الضعيف الهش يموت وأن تهيأت له الأسباب. وإلى الملتقي لكم مني محاورين وقراء أزكي سلام وأعطر تحية.،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: إسماعيل وراق)
|
شكرا للأخوين عمر علي، وإسماعيل وراق. سوف أعود لمداخلتيكما بتفصيل أوفى، لاحقا. نمر هذه الأيام بنهاية الفصل الدراسي، وأوراق الطلاب تتراكم أمامي. غير أنني أقول للأخ عمر علي، إن من الجمهوريين، من يرى إمكانية صياغة الناس، في قالب واحد. وهذه الفئة من الجمهورين، ترى الفكرة الجمهورية كمنظومة شمولية، شأنها شأن الدين، بصورته التاريخية التي عرفناها. غير أنني أرى أن طرح الأستاذ محمود، لموضوع الأصالة، وموضوع الفردية، قد فتح الباب لكي تخرج الفكرة الجمهورية، كفكرة ذات أسس، ومقاصد روحانية، من صورة الدين التقليدية، ومما اتصف به الدين، في تخلقاته التاريخية، من صب للناس في قالب واحد. ويتسم هذا القالب الواحد، بالضيق بالتنوع الفكري، وبالضيق بمسلك الآخر المغاير، لحرفية التعاليم الدينية، ولصورة المسلم النمطية. هذه هي صورة الدين التاريخية، وفي تقديري، أن هذه الصورة، لن تعود. فالذي سوف يبقى، هو جوهر القيمة الإنسانية، وليس حرفية الطقوس، التي تمليها الدولة، كما في السعودية. أو يمليها الرأي العام غير المتسامح، كما في حالة المجتمعات الإسلامية المختلفة، بشتى طوائفها، وطرقها. ولربما مثل تنظيم الجمهوريين، التاريخي، الأرض المشتركة، مع هذا الموروث. ولسوف أفصل في ذلك لاحقا.
أما الأخ إسماعيل وراق، فسوف أعلق على ما تفضلت به، بإختصار شديد. وهو، أن فكر الأستاذ محمود، كما أفهمه، فكر يتجه لمساءلة صورة الدين التي جاءتنا من التاريخ، وفحصها. وفكر الستاذ محمود، بهذا المعنى، مغاير ـ وهذا رأيي الشخصي، أيضا ـ للتصورات التي تتجه إلى خلق أتباع، وخلق تنظيم يتقدم الناس لإحراز السلطة، عن طريق التعبئة السياسية. كما انه فكر، لا يسعى إلى تكوين جماعة دينية، كما هو الحال في الطرق الصوفية، وسائر الجماعات الدينية المشابهة. فكرة الأستاذ محمود فكرة لمساءلة المستقر، والمسلم به, وهو بهذا المعنى، إنما يمثل فكرة للتحرير. وقدأصبح الظرف الآن أكثر نضجا لكي تصبح هذه الفكرة، أساسا لتكوين وعي إسلامي، يؤمن بالتنوع، وبحق الآخر. وكذلك أيضا، لخلق وعي إسلامي، إنساني، منفتح، يملك القدرة على مراجعة التاريخ الإسلامي، وفحصه، بعيدا عن التقديس الذي يعمي، ويقفل الباب أمام نمو المعرفة، وأمام اتساع العقول. لقد دشن الأستاذ محمود،منهجا نقديا لفحص التراث الإسلامي، وإعادة تركيبه، بما يخدم الظرف الحاضر، بتفكيك صورة الدين التاريخية القابضة. ولقد بدأ طه حسين في مقاربة هذا النهج، منذ الثلاثينات، والأربعينات. (راجع الفتنة الكبرى). ثم جاء مؤخرا، نصر حامد أبو زيد، بطروحاته في تاريخانية النص. وفي فرنسا، ذهب محمد أركون شوطا بعيدا، في رسم صورة عصرية للفكرة الإسلامية، في معناها الإسلامي الواسع. وجاء خليل عبد الكريم، مؤخرا، وسلط الضوء على تاريخ الصحابة، وعلى الصورة المستقرة في الأذهان، عن التاريخ الإسلامي. تلك الصورة، التي لحق بها تقديس مبالغ فيه، حال بينها وبين التعرض للفحص، والمراجعة. باختصار شديد، فكر الأستاذ محمود يمثل قاعدة انطلاق، لفحص غير المُُفَكَّر فيه. فرؤيتي لفكر الأستاذ محمود تتمثل في كونه فكر يصلح لكي تقوم على طروحاته نهضة فكرية إسلامية شاملة. هو ليس فكرا للتحزب الضيق. والذين يظهرونه، بهذا المظهر، من الجمهوريين، ومن غير الجمهوريين، يظلمونه كثيرا. وقد لمست من حديثك، أن صورة الإسلام كما هي لدينا اليوم، لا غبار عليها. وأرجو أن تصححني في ذلك، إن لم أفهم ما ترمي إليه على الوجه الصحيح. أما مسألة الناسخ والمنسوخ، فإن طرح الأستاذ محمود فيها، هو الأكثر تماسكا. لقد نزل القرآن المكي في البداية، وجرى نسخ أحكامه، بالقرآن المدني، الذي نزل لاحقا. وهذا يتمشى مع القاعدة، بأن اللاحق ينسخ السابق. وليس على هذا خلاف بين فقهاء المسلمين. الخلاف ينصب على ان الأستاذ محمود قد دعا لإحكام المنسوخ، مرة أخرى، وهو القرآن المكي، ونسخ المحكم، وهو القرآن المدني، وقد ساق لكل أولئك، حججا قوية. راجع كتاب االرسالة الثانية من الإسلام، حول الأصول، والفروع. ولي عودة للتفصيل، قريبا، بإذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Abureesh)
|
الأخ أبو الريش يمكنك أن تتجاوزني في الحوار لمحدودية إطلاعي ، لكن ما أرغب فيه حقيقة أن تناقش النور في ما أسميته صوفية الجمهوريين . إذا كنت ستفعل فأنا سأقرأ كل الحوار الذي سيدور بينك وبينه ، ولو وضعتما بعض الوصلات التي تعيدنا لموقع الفكرة الجمهورية فسأعود وسأقرا ، لا أدري لماذا تهتم بمحاورة من لا تراه مؤهلا للحوار وتترك محاورة من تراه مؤهلا للحوار ، هل تريدني أخرج من هذا البوست كليا ، هذه لن أفعلها ، ستجدني كلما توفرت لدي الرغبة والحاجة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاستاذ الكريم د. حيدر انه لمن عظيم حظي ان لاقيتك اخرهم .فقد تحاورت مع الاستاذ محمود وانا ابن ست وقد سعدت بلقيا سعيد قبل رحيله ولم ازل مسكون بذكر امور الفكر وبحثها مع من هم بالفكر عاشوا وهم له اهل ...انك وفي بوستات سبقت تجود بالتغريظ علي من يستحق ولا ... الا توافقني بان عبداللطيف ربما يستحق بعد الاحترام. وانت لازلت تتدثر ببياض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Emad Batran)
|
أخي حيدر
قد قرأت مقالك الجيد وردود العديد من الإخوة الكرام عليك، برغم أنني لست جمهوري لكن أكن كل التقدير والاحترام لتنظيمكم وفكرتكم، ودون شك قد فتحت أفكار محمود أذهان العديد من الشباب السوداني، ومنها تجربتي الشخصية في تقديري أعتقد أنه لو لا قراءتي لكتاب محمود (الفهم العصري للقران) لكان تاريخ تطوري الفكري مختلفا تماما، والكتاب حسب ما أذكر كان رد علي مصطفي محمود الذي كان ببرنامجه التلفزيوني (العلم والأيمان) وكتبه التي انتشرت في السودان يشكل المرجعية الدينية الوحيدة لكل من أراد أن يفهم العالم الذي حوله. ويشاركني في هذه التجربة الاف من الأصدقاء والمعارف الذين التقيت بهم في دروب الحياة السياسية والفكرية المختلفة. لذلك الأستاذ محمود وفكره وكل الجمهوريين هم فخر لنا هم نتاج سوداني خالص يعكس تجربة سودانية فريدة، أراد لها بعض أبناء السودان من (الجاحدين) باغتيال زعيمها، أن تنسحب من الحياة السياسية والاجتماعية في السودان. في تقدير إن أثارت مثل هذا الحوار هام يا حيدر لكن أرجو أن يكون حوار هادئ يحمل كل معاني الأدب والاحترام والتهذيب التي دائما هي صفات مرتبطة بكم. ويثمر باستعادة نشاط حركتكم من جديد في السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: أحمد أمين)
|
العزيز الدكتور النور حمد، نسبةً لعدم إلمامي بالفكرة الجمهورية (رغم أني من محبي الأستاذ محمود محمد طه، لسبب خارج عن دائرة الفكر) .. أود هنا أن أعبر عن شكري لك. شكراً يا دكتور النور. ردودك كافية لتزويد "الآخر" من أمثالي بأساسيات الفكرة الجمهورية. وقد يتشكل لدي رأي حول "الفكرة" إن واصلت يا دكتور بهذا الأسلوب المبين.
الشكر مرة أخرى. ولك السلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Shinteer)
|
سلام ياكرام، أعود لأعلق على من وعدتهم بالتعليق في مداخلة سابقة. ولكن قبل ذلك أود أن أشكر الكرام عماد بطران، أحمد أمين، وصديق "شنتير" على تشريفهم للخيط. سأحاول، جهد المستطاع أن أضمن ردودي التالية ردوداً على بعض ما تكرم به من دخل للخيط مؤخراً من هؤلاء الكرام، إذ أن ما أثاروه، قد أثاره من بعض كم سبقهم إلى الخيط.
أخي المحترم د. الصاوي، تقديسي وتوقيري وتبجيلي للأستاذ محمود لا يأتي من فراغ. فإنني لا أقدسه ولا أوقره ولا أبجله مثلما يفعل الأنصار تجاه الصادق المهدي، أو الختمية تجاه محمد عثمان الميرغني. كلا هذين الأخيرين ليس لهما فكر مستقل، واضح، جديد، ومثير لأدوات التفكير مثل الفكرة الجمهورية. وكلا الرجلين الأخيرين كانا عاشا في ظلال الهوس الديني والطائفية، فلم يقاوماها كما قاومها الأستاذ محمود. بل إن كليهما، على تفاوت بيهما أسهما في ترسيخ دولة الهوس قبل أن تأتي دوله الهوس. ثم إن كلا الرجلين الأخيرين مازالا يعيشان في بحبوحة من العيش، بعد أن اختارا عدم الصمود لهوس الجبهة كما واجههه الأستاذ محمود بفروسية فكرية وخلقية سودانية منقطعة النظير في عالمنا المعاصر بأسره، خل عنك في السودان، هذا القطر المتخلف بسبب وباء والهوس، الإبن الشرعي للطائفية! الأستاذ محمود ابتسم للموت وللقاتل وللحبل وللمشنقة وللمتجمهرين حولها يهللون لموته، لأنه يعرف بأن في الموت بهذه الطريقة الحياة، كل الحياة. وذلك لأن الله الحي، لا يسمح لشهيد بأن يموت ميتة جاهلية. ولهذا كله فإنني حين أتحدث عنه باعتباره سيدي وسيد شهداء أهل السودان، فإنني أتحدث عن قيمة إنسانية، أحيت الناس بالموت في سبيل القيمة الإنسانية. إنني لا أتحدث ههنا عن "شيخ" أخضع له تفكيري. إنني أتحدث عن أستاذي الذي علمني كيف أفكر لذاتي، بذاتي، بمعزل عن الخضوع له. بل أكثر من ذلك فإن أبي الشهيد كان يؤذيه بالغ الأذى أن يفكر عن أحد بالحوالة. ولهذا فإن أكثر كلمة سمعتها منه، وهو يعلمنا كيف نفكر لذاتنا، بذاتنا، هي كلمة "نسمع" في جملة "نسمع زيادة،" التي كان بحرك بها مجريات جلسات الحوار الطويلة داخل المجتمع الجمهوري. أرجو أن تتاح لي، أو لأيٍ من الإخوان الجمهوريين المساهمين هنا، أن نفصل حول سيرة تلك الجلسات، وكيف كان يديرها أبونا الأستاذ الشهيد، وكيف كنا نفكر لذاتنا بمعزل عن أي ضغوط فكرية أو تنظيمية أوقيادية، رغم أن بعضنا لم يكن بعد قد فك أسر نفسه من العقل الجمعي. ثم كيف فشلنا نحن، كجمهوريين، عن أن نكون في المستوى الذي نرضاه من التفكير الحر، رغم ما حققناه من قدر سامٍ في هذه الناحية بالمقارنة مع غيرنا من المنتمين لتنظيمات أخرى. هذا هو "الرجل" الذي أقل ما يقال عنه هو أنه "سيد شهداء السودان. وسيدي. وسيد الناس." ثم إن هذا رأيي، على كل حال، وأنت لست ملزماً به، ولم أرفع في وجهك سلاحا لكي أرغمك به، مثلما حاول الأنصار ذلك حين قالوا "البلد بلدنا ونحن أسيادها." سيادة الأستاذ محمود لنا سيادة فكرية خلقية، وليست سيادة بالسيف، أو سيادة إكراهية. المقارنة الواردة من جانبك، كشأن كل مقارنة تأتي ممن يتأذي بنقدنا للطائفيين، غير منصفة. وإلا فإني أريد أن أسمع رأيك عماذا تقول في شخص بذل نفسه من أجل الإسلام ومن أجل السودان، بهذه الصمامة، الفكرية، والخلقية. وبهذه الفروسية التي لم يجرؤ أحد من "الأسياد" الحاضرين اليوم بتمثل ربع العشر منها!
الأخ الحبيب دكتور ياسر، كتابتك بعاليه، لا تضيف كثيراً لما دار بيننا في "صالون الجمهوريين،" وبعض ما دار في هذا المنبر الحر قبل فترة. أرجو أن تتمكن من تلخيص ما دار بيننا. وأعد بأنني سأخرج للناس بما دار بيننا هناك إلى هنا. وذلك عن طريق تلخيص حواراتي الطويلة معك، ومع غيرك من الإخوان والأخوات، لكي يكون الشعب السوداني على علم بما يدور في مخيلة هذه الشريحة الخيرة من أبنائه وبناته البررة.
الأخ الكريم عادل عبد العاطي، لقد نفذت أنت إلى جوهر هدفي من هذا الحوار، ومن "تشميسي" لما يدور بيننا، نحن الجمهوريين، حين قلت بأن الغرض منه ليس التطاول على القيادة، ولا هو إبراز نفسي كقيادة بديلة كما ذهب إلى ذلك، زوراً وبهتاناً، بعض الإخوة الأفاضل من المتداخلين ههنا. الغرض من هذا الخيط هو تشميس حوارات الجمهوريين، وتشميس مجتمعهم، الذي كادت تقتله الانكفاءات القاتلة. وذلك لكي يكون الراي العام الحر والسمح هو الحكم على ما يدور بيننا. هذه الانكفاءة في مجتمع مغلق، يضع نفسه فس صندوق صغير مظلم محكم الإغلاق، في تقديري، سببها هو التخاذل الأول بعد تنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود. وعلى الرغم من أن كلمة "تخاذل" هذه قد تبدو قاسية للبعض، ولكنها تصف تماماً واقع ما حدث يوم الاستتابة، وما تلاه من "تخاذل" شبه جماعي للجمهوريين. ليس الغرض من نقد أستاذ عبد اللطيف، وبعض قيادات الجمهوريين، هنا هو التقليل من شأن هذه القيادة في المستوى الشخصي. فإن هذا أبعد ما يكون من الحقيقة. فإنه، قطعاً، لولا أستاذ عبد اللطيف، وكل من سبقونا في التزام الفكرة، لما وصلت إلينا الفكرة الجمهورية، ولما تشرفنا بشرف الانتماء لها. بهذا فإن فضلهم علينا لا ينكره إلا عاق. أعوذ بالله، وألوذ إليه، أن أكون من العاقين. ولكن، شرف الانتماء كأن "لفكرة" عظيمة أولاً. كان "للحق" أولاً. فإننا عرفنا عبد اللطيف عمر بالحق، ولم نعرف الحق بعيد اللطيف عمر. وقد عرفنا أستاذ عبد اللطيف بعد أن عرفنا الفكرة الجمهورية بفترة. إذن، نحن التزمنا بالفكرة الحق، وليس بعبد اللطيف. احترامنا وتقديرنا لعبد للطيف ينبعان من تبجيلنا واحترامنا وتقديرنا للأستاذ محمود ولفكرته الحق. ولهذا فإننا مطالبون أمام الله، وأمام أنفسنا، ثم أمام الناس أن نظل متمسكين بالحق، وإن إنصرف عنه بعض أكارم الناس بعد أن استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. أستاذ عبد اللطيف كان، وما زال، ولن ينفك يكون من أكارم الناس، على أيسر تقدير في ظني الحسن به. ولكن، شتان ما بين أن تكون من أكرام الناس، وأن تكون قائداً لأكارم الناس.
الالتزام بالحق هو بغيتي. فإن تعثر عنه قيادي من القياديين فإنني مطالب، بمنطوق الفكرة الجمهورية نفسها، التي تعلي من ِان الحرية الفردية إيما إعلاء، وبمنطوق قاعدة "الطاعة بفكر، والمعصية بفكر" أن أعينه على إلا يتعثر. مأ أرجوه الأن ليس هو إزاحة الأستاذ عبد اللطيف عن قيادة دفة الجمهوريين، وإحلاله بأي شخص مهما كان. فهو أقدر الناس على أن يقودهم الآن. ولكني أرجو منه أن يفعل الآتي حتي يعيد تأهيل نفسه بالعودة إلى حيث كان من التزام صارم بالحق:
1. أن يدير حواراً حراً بين الجمهوريين عن: لماذا استجاب للمستتيبين؟ لماذا نطق بحق الأستاذ محمود ما يندى للنطق به أي إنسان حر، في حق أي إنسان حر، خل عنك أن يكون هذا الإنسان هو أستاذك، ومربيك منذ الصبى؟ ماهي انعكاسات الاستتابة، واستجابة عبد اللطيف المذلة لها، على باقي الجمهوريين، وعلى صمامة قناعاتهم بالفكرة الجمهورية، وبثمرات "طريق محمد" عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟ ألم يكن بامكان أستاذ عبد اللطيف أن يصمد مثلما صمد الأستاذ العظيم البار الباقر الفضل، والباشمهدس الصنديد مصطفي محمد صالح؟ ماذا كانت ستكون تبعات الصمود، إن قدر له أن يكون؟ أما تبعات الاستكانة والتخاذل والتقاعس عن التزام الحق فهي ظاهرة للعيان اليوم في هوان الجمهوريين بين الناس. حتى أن الأخ الكريم إسماعيل وراق، والأخ الكريم ودقاسم يشيرون إلى عدم قدرتنا على التأثير مع أننا بينهم ونناقشهم في أعقد القضايا من خلال فكر الأستاذ محمود المؤثر النفاذ.
2.ألم تكن الثورة الفكرية والثقافية هي موعودنا للسودانيين إن صمدنا بأن نعيش الحق كما تعاهدنا عليه مع بعضنا البعض، ومع أبينا الشهيد قبل ذلك؟ ألا يمكن أن نعيد التعاهد مرة أخرى بأن نتوب عن خطيئتنا الكبري في تكفيرنا لأبينا مع المكفرين؟ ألا يجوز بعد كل هذا أن نقول بأن عبد اللطيف، كقيادي، يتحمل عبئاً كبيراً، من الخلل الذي حدث في مجتمعنا وفي القيام بدوره الريادي -وسط خيرة مثقفي السودان-في ترسيخ مبادئ الثورة الفكرية والثقافية؟ 3. بعد إدارة هذا الحوار المرتقب عن الاستتابة وعن أثرها في تعطيل شعلة الثورة الفكرية والثقافية، وبعد أن نخلص منه بخلاصة قيمة، يجب أن نعتذر للشعب السوداني عن أننا خذلناه مع المخذلين. فإن طول أمد الهوس الديني لهو نتيجة طبيعية لما حاق بالأستاذ محمود وبالحرية والأحرار في بلادي. وقد أصبحنا كلنا، كجمهوريين، نعم، كلنا، وليس عبد اللطيف لوحده، جزءاً من المكفرين والقتلة والمهووسين يوم رضخنا للهوس، ولآلته الطاحنة. ولكن لا يختلف معي أحد على أن القيادة تسمى هكذا "قيادة" لأنها تقود. ولو أن عبد اللطيف كان في المستوى لنهض بواجب تلك القيادة. ولكنه كان قد سبق عليه الكتاب. فقد قال الأستاذ محمود كثيراً، كماأشرت من قبل، بأن: قيادات الجمهوريين "أقزام." كما قال بأن الشعب السوداني شعب عملاق، يتقدمه أقزام! لم يكن عبد اللطيف، ولم نكن نحن لنقدر أن نكون غير ما نحن كنا كائنيه. هذا حق. ولكن، لا يجب أن نصمت عن تبيين الحق فيما يجب أن نكونه، بعد تسعة عشرة عاماً من ذلك الوقت. يفترض فينا، أننا في فترة العقدين الاخيرين قد طورنا أدواتنا الفكرية والشعورية لنستوعب مغزى، ومعنى، ومدلالولات حدث التنفيذ، في حيواتنا الخاصة والعامة. كما أنه يفترض أن نكون قد بدأنا نخرج من عقابيل عقلنا "الجمعي" "الشمولي" إلى باحات الحرية الفردية المطلقة، والقدرة الخاصة على التمييز بمعزل عن إيحاءات الجماعة وضغوطها. كما يفترض فينا كذلك أننا قد أصبحنا مفكرين أحرار، كما كان يتوق، ويرضى، لنا أبينا أن نكون. يفترض فينا أن نكون قد تحللنا من القيود السالبة للعقل الجمعي، لأي جماعة ننتمي لها. وذلك، أياً كانت هذه الجماعة، جمهوريين أو غير جمهوريين، سودانيين أو غير سودانيين، مسلمين أو غير مسلمين، رجال أو نساء، وهكذا. يفترض فينا أن نكون قد انعتقنا من أسر الطائفية البغيضة داخل مجتمعنا الجمهوري، وداخل مجتمعنا السوداني، وداخل مجتمعنا كرجال أو نساء نتعاطي خرافات التسلط الذكوري أو التخضع والتذلل الأنثوي. 4. بعد الاعتذار للشعب السوداني مباشرة، يجب أن نعيد الحركة والتنظيم على أسس جديدة تتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة. وأن تكون هذه الأسس مبنية على الأدوات المتاحة اليوم لنشر الفكرة الجمهورية. فإن أدوات الماضي كانت حبيسة وقتها. أما أدوات اليوم فهي بنات اليوم. ولا يخفى على أحد بأن هذا الحوار، في هذا الخيط، نفسه لما تم بهذه الجرأة، وبهذه الشفافية، وبهذه القوة، لولا توفر هذه الوسيلة الحاسوبية القوية، التي لم تكن تتوفر في الماضي. ليس هذا فحسب، لو تحدث أحدنا في الماضي القريب عن أنه لن تكون عليه رقابة من أي فرد، أو أى جماعة، أو أي دولة، أوأي حكومة، أو أي ديانة، في أن يعبر عن رأيه عما يريد -كمافعلتم أنت هنا وفعلت أنا- لنعتنا بالمثالية والتخريف، والخيال المريض. لقد أصبح الخيال واقعا، وأصبحت المثالية واقعية، والتخريف لم يعد تخريفاً فيما يتعلق بثورة الاتصال، وتمدد وسائلها. 5. في الواقع القطري الجديد في السودان، وفي واقعنا الإقليمي، والكوكبي، ليس هناك غير الجمهوريين، وليس هناك غير الفكر الجمهوري لإخراج الناس من وهدة الهوس الديني ومن باطل الطائفية. لهذا فإن الجمهوريين يجب أن يخرجوا بمزاوجة العمل الفكري المشار إليه في النقطة السابقة، بالعمل السياسي الجاد. وهم بهذا سيضربون للناس نموذجاً مختلفاً تمام الاختلاف عما ألفه الناس من عمل سياسي في السابق. فالجمهوريون متربون تربية عالية على النسق النبوي الشريف. وهم زاهدون عن المناصب، وعن دنيا الناس. مع ذلك فهم يفهمون أهمية التفاني في العمل العام، وفق مفهوم تربوي عميق للسياسية بأنهها " سياسة أمور الناس وفق الحق والعدل." وهم بهذا يفهمون بأن مهام المناصب ليست تشريفاًت، وإنما هي تكليفات في "خدمة الناس." الجمهوري يفهم أنه "خادم للناس" من خلال المنصب، وليس سيد لهم. والمنصب هنا لانعني بها الوزارة، وإنما أي موضع يضعنا فيه الله سبحانه وتعالى. وبما أن الجمهوريين، وغيرهم من المثقفين، بحكم تأهليهم الخلقي والفني، معلمين وقياديين من النسق العالي، فإنه لا مناص من أن يتعاملوا مع المسؤولية التي حملهلم لها الله وفق ما تقتضيه هذه المسوؤلية من ترسيخ وتعميق وتحريك للعمل العام. وذلك من منطلق كونهم "قادة رأي." وفي علم الاتصال نرى أن م أساسيات تكوين الرأي العام السمح وجود قادة للرأي يتحلون بالرأي السمح وبالخلق السمح.
6.على الجمهوريين أن يفهموا بأنهم إن لم ينهضوا بالفكرة فإن غيرهم سيتلقطها وينهض بها، كان على ربك حتمامقضياً. وهذا الخيط دليل على ذلك. فإن الذين أثروه هنا من غير الجمهوريين عددهم أكبر من الجمهوريين، مع أن عدد الجمهوريين في هذا المنبر أكبر من عدد المشاركين هنا بكثير. ولم يشارك من لم يشارك من الجمهوريين إلا لأنه ممتعض من "تشميسي" للمسكوت عنه. ولا أذيع سراً هنا بأن نشري لهذا النوع من النقد داخل "صالون الجمهوريين" قد أدى إلى فصلى من قبل مدير الصالون عمر عبد الله هواري، من الصالون، لعدة أيام، وهو عضو في هذا المنبر، وقد اختار ألا يشارك هنا لنفس السبب. لم يصمت الجمهوريون لفصلي هناك قبل عدة أيام. وقد أضطر عمر عبد الله، اضطراراً، بفعل ضغط الراي العام داخل المجتمع الجمهوري إلى إعادتي للصالون. وهذا دليل حي على أن مجتمعنا، رغم كل سلبياته التي بموجبها يفصل عضو من منبره، فإن له القدرة على أن يخضع سلطان المتجبرين إلى سلطة الرأي العام السمح. ولاشك عندي بأن معظم السودانيين جميعهم "جمهوريون" بطبعهم، بمعنى أنهم مع قيم العدل والمساواة والحرية، التي ينادي بها الجمهوريون، والتي نادت بها الثورة الفرنسية حين تم صك كلمة "جمهوري." وبهذا فإن السودانيين مادة طبيعية، تعشق الحرية، ويمكنها الالتزام بمنطوق الفكرة. باختصار، فإن الفكرة ليست حكراً للجمهوريين، وقد قال الأستاذ محمود للجمهوريين بأنهم إن لم يلتزموها فإنه سياتي غيرهم ويلتزمها فيفوتنا شرف الانتصار لها وبها. 7. يجب أن يفهم الجمهوريون بأنهم خاضعون لسطلة الرأي العام السوداني التي يجب أن يسهموا في ترسيخها، وذلك بتشذيب وتهذيب أدوات التفاعل الديمقراطي الحر والبناء مع كافة قطاعات الشعب السوداني. وذلك بأن يعودوا، كما كانوا، جزءاً متفاعلاً مع المجتمع، لا منغلقاً عنه، مزدرياً له. ثم، لا يجب أن يترك المثقفون السودانيون من غير الجمهوريين أعضاء المجتمع الجمهوري يرتكسون إلى الخضوع والذل والكسل والهوان بسبب خبث ودهاء وقسوة الهوس الديني والطائفية وأدواتهما.
أخي الحبيب النور، أختلف معك في كون تنظيمنا غير قائم. يبدو أنك لم تقرأ مساهمتي الثانية المطولة التي تناولت فيها هذا الأمر. وقد جاء في تعليقي على هذه النقطة هناك الآتي:
1.التنظيم لم يكن قد حل إلا إسمياً، وذلك لتغطية الانخذال والانكسار السياسي. فقد توقف نشاط الجمهوريين السياسي، ولكن أستمر التنظم بنفس هيئة قيادته بدون أي توقف. ولم يحل التنظم نهائياً، بل كان هناك إيحاء بأنه قد حل حتى تتم تغطية الخطيئة الكبري، بمبرر أنه لا يوجد أحد يستطييع أن يقود التنظيم للقيام بالعمل السياسي. فإنه من الناحية العملية استمر أستاذ سعيد في قيادة التنظيم وأستمر كل القياديين الأخرين في مواقعم القيادية، وظلوا يشرفون على كافة شؤون المجتمع إلا الشأن الفكري والشأن السياسي، الذي أوحوا للناس بخصوصه أن التنظيم قد حل. ثم عندما ابتلع الجمهوريون حجة أن التنظيم قد حل، وبأن الحركة وقفت، وبأنهً ليس هناك نشاط فكري ولا سياسي، استأنفت قيادة الجمهوريين الحركة الاجتماعية و إدارة دفة "التنظيم-المحلول" القائم. وذلك لأن هناك مزايا جمة من استئناف النشاط الاجتماعي. 2. هيأ استئناف النشاط الاجتماعي، و وايقاف النشاط الفكري والسياسي، الفرصة للقيادة لممارسة دورها القيادي والتمتع بطاعة البعض ممن أرتضوا أن يحيلوا تفكيرهم لهؤلاء. ولكن هذا الدور أخذ شكلاً طائفياً واضحاً في بعض الجيوب المتحلقة بالقيادة. فالقيادة لا تسآل ولا تعصى بفكر من هذا البعض. بل إن هذا البعض الذي ينال حظوة لدى القيادات يوحي لبعض صغار الجمهوريين الجدد بأن معصية القيادة أمر في غاية الخطورة من الناحية الروحية. وقد نتجت عن هذا الهوس بعض الممارسات الخاطئة في الشكل والجوهر. هذه الأخطاء لم يكن إيقاف النشاط الفكري والسياسي إلا مقدمة طبعية لها. وبالإضافة لبعض صور الطائفية، فقد ظهرت جيوب من الجمهوريين المتهوسين الذي يحيليون كل شئ للنص، ولا يقبلون التفكير الأصيل في النص. 3. هناك مزايا جمة للتواجد في مجتمع رحيم متكافل مثل مجتمع الجمهوريين. وقد ظلت قيادة الجمهوريين تعتمد اعتمادا كبيراً في الكثير من شؤونها الاقتصادية بعد إستشهادالأستاذ محمود، على الجمهوريين العاملين بالخارج. حل التنظيم اجتماعياً كان سيحرم القيادة، والكثير من أعضاء التنظيم، من هذه المزية الكبرى. 4. استئناف النشاط السياسي كان سيعني الجرجرة للسجون وبيوت الأشباح وربما المقاصل، وهذا ما لا يقدر عليه أي شخص يكفر أي مفكر، دع عنك أن يكون هذا الشخص من أبناء الأستاذ محمود الهمام الداعية الأول للإسلام، والفارس الأول بين شهداء السودان. من ينخذل بعد أن يتربى علي يد الأستاذ محمود لأكثر من ثلاثة عقود وهو قريب عهد به، فإنه لا يتوقع أن يصمد أمام أي أمر جلل، وهو بعيد عهد به. هذه جملة أسباب من عدة أسلباب أخرى سوغت للبعض بأن التنظيم قد حل، في حين أنه من الناحية العملية لم يكن قد حل. وقد كان في التسويغ البارع بعدم وجود النشاط السياسي بسبب حل التنظيم، مع الاحتفاظ به من الناحية العملية، دور كبير في تضليل العديد من الجمهوريين، وبالأخص القواعد المستجدة منهم. والمؤسف هو أننا كنا حين نناقش هذا التناقض نرمى من بعض سدنة القيادة بأننا خارجين على الملة، تماماً كما يحدث في الجماعات الطائفية والدينية المتهوسة.
في الحلقة القادمة سأرد على أخي دكتور النور، والأخ دكتور ياسر الشريف، وعلى الأخ ودقاسم، والأخ دكتور الصاوي. كما سأتحدث عن الجانب الآخر من المعادلة داخل المجتمع الجمهوري. فقد كانت هناك، طوال الفترة منذ تنفيذ حكم الاعدام، أراء جريئة وقوية من قطاع عريض من الجمهوريين لم يرتض هذا الوضع المسف المذل، المحقر للقيمة الإنسانية. وسأتحدث بالتفصيل عما ظل يدور من حوارت كنت طرفاً أصيلاً فيها عن التنظيم والحركة بحكم أنني لم أوافق القيادة الراهنة على الانكسار منذ البداية، وإن اخترت إلا أواجهها في وقت لم أملك فيه أدوات للمواجهة. أما ألان، فإنني -بفضل الله علي وعلى قطاع عريض من إخواني الجمهوريين وأخواتي الجمهوريات ممن لم يرتضوا الذل والهوان والانكسار، بل والتكفير لأبينا الكريم- أمتلك الأدوات والخبرة، من داخل المجتمع الجمهوري وخارجه، بما يمكني أن أنقل ما يدور في أوساطنا كجمهوريين من جدل إلى الساحة الفكرية والسياسية السودانية، دون وجل أو تهيب. وإني لأرجو من هذا الكشف لوضع الجمهوريين أن أضعهم أمام عدسات الرأي العام الكاشفة. فإنه بهذا وحده نستطيع تكوين راي عام جمهوري، وسوداني، سمح. وذلك تحت سمع وبصر شعبنا الحبيب الذي ظل يتنظرنا، فلم يظفر منا بشئ، بسبب تهالك قياداتنا عن أداء واجبها الشريف، الذي مرغته في التراب. أشعة شمس الراي العام وحدها هي القادرة على استفزاز وحفز الجمهوريين لإعادة الفكرة الجمهوريين للشعب السوداني. وذلك إما بأن يحملوها هم، أو أن يتركوا الناس لحملها، فينزاحوا عن حجبها عنهم. وقد قال الأستاذ للجمهوريين مراراً بأن الله يمكن أن يستبدلهم بغيرهم إن لم ينهضوا بمسؤلية الفكرة الجمهورية. وهذ المسؤولية تكن في أن يعيشوها في اللحم والدم فتظهر في شمائلهم، وفي مواقفهم الفكرية والسياسية، وفي سلوكهم الخاص والعام، في شتى ضروب الحياة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اوحي الدكتور العزيز حيدر بدوي الصادق علي جراءته وشجاعته الفكرية في اياما نحن في حوجة فيها للرجال الشجعان والحكماء ايضا من خلال تجربتي الغير طويلة والغير قصيرة ايضا مع الفكرة الجمهورية والكتب القيمة جدا التي اطلعت عليها من خلال الشبكة الانترنتية العالمية كونت فهما للفكرة الجمهورية النابعة من اصول ديننا الاسلامي الحنيف وهو فهما ليس كاملا وعميقا كفهم الجمهورين الافاضل الذين تربوا علي يد العارف الجليل الشهيد محمود محمد طه واكثر ماجزبني في فكر الاستاذ محمود هو قوة براهينه وحججه والمنطق السديد والجراءة الشديدة والفروسية المنقطعة النظير في النقد البناء والحكيم وتقديم البديل الكامل التصور نظريا من خلال الكتب الثرة القيمة التي كتبها الاستاذ محمود وعمليا تم تطبيقها من قبل الاستاذ محمود في اللحم والدم ومن بعده وعلي تفاوت حاول تلاميذه النجباء تطبيقها بنفس الصورة لكن ليس كالاستاذ محمود الذي جسدها تجسيدا بارعا عندما وقف كالتود الشامخ امام جلاديه عندما وقفا مبتسما للموت هذا موقف لا استطيع وصفه بالكلام والعبارات ثم ماذا بعد ? تسالت في نفسي لماذا توقف النشاط بعد المؤامرة الدنيئة ضد الفكر الجمهوري كله متمثلا في الشهيد محمود محمد طه ?
قلت في نفسي ايضا هذا فكرا دينيا اصيلا ومفكره رجلا دينيا اصيلا بكل ماتحويه هذه الكلمة من معني وابناءه اصيلين وشرفاء واحرار مثله ولن يبدلوا تبديلا مهما كانت الضغوطات والمؤامرات الدنيئة من قبل معسكرات المهوسين والمتزمتين والطائفين وهذا لانهم قالوا انهم وظفوا انفسهم لغايتين شريفتين هما الاسلام والسودان ولهذا فوجئت بالموقف الهزيل المنخزل من قبل ابناءه الافاضل الذين كانوا شعلة نشاطا وفكرا وعمل قبل اغتيال الاب المربي الفاضل محمود محمد طه نعم هم ليسوا كالاب المربي الفاضل ولكن ان يكفروه ويقولون انه زنديق هذا كثير كثير جدا وغير مقبول ابدا مهما كانت المبررات التي قيلت وستقال وقد يقول قائل ان الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار ولكني وليس نفاقا او كذب لكان موقفي ليس بهذا الضعف والخنوع لدرجة مثل هذا بالكثير كنت تنازلت عن التزامي بالفكر الجمهوري ولكن ان اصف قامة مثل قامة الاستاذ محمود بالكفر والضلال هذا لم يمر بخاطري مطلقا ثم ماذا بعد ? توقفت كتلت النشاط الحيوي الفكري الجمهوري نتيجة تداعيات الحدث المؤلم الجلل كيف يقف النشاط ووراه موقفا بطوليا كهذا ? كيف يقف والاسلام والسودان في امس حوجة لهذا الفكر الثروة الثمينة ? اقدر حجم المؤامرة الدنيئة الكبيرة والملاحقات والمطاردات والتضحيات الكبيرة التي قام بها الاخوان والاخوات الجمهوريات الكرام ولكن ماكان للنشاط ان يقف وان تتواصل التوعية بثورة الفكر التجديدي القوي بكل السبل الوقت لم يفت وهذه الخطوة الشجاعة القيمة جدا للاخ الجمهوري الفاضل د.حيدر وهذه الجراءة الذاتية الشجاعة تشجع علي ان الثورة الثقافية الكبري قادمة وان الاستاذ محمود لم ينجب اقزام بل عملاقة واحرار سيضيئون سماء الاسلام والسودان كما فعل الاستاذ من قبل نحن في امس الحوجة بل نحن عطاشي لفكركم الجمهوري الذي هو فكرنا جميعا هو مجانا للجميع وللانسانية جمعاء ونحن كسودانين اولي به من الجميع لانه ولد في ارضنا ونحن وارثوه الحقيقيون سدد الله خطاك استاذي ومعلمي د.حيدر ولك ملئ الافاق سلاما واحتراما فلتحيا الثورة الفكرية حرة وابية
ali adroub
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: degna)
|
الأخ الكريم على أدروب "دقنة،" شكراً على مساهمتك الثرةالعميقة، وأقول معك بشدة:
اقدر حجم المؤامرة الدنيئة الكبيرة والملاحقات والمطاردات. وأقدرالتضحيات الكبيرة التي قام بها الاخوان والاخوات الجمهوريات الكرام ولكن ماكان للنشاط ان يقف وان تتواصل التوعية بثورة الفكر التجديدي القوي بكل السبل. الوقت لم يفت وهذه الخطوة الشجاعة القيمة... وهذه الجراءة الذاتية الشجاعة تشجع علي أن الثورة الثقافية الكبري قادمة. وان الاستاذ محمود لم ينجب اقزاماً بل عمالقة، أحرار سيضيئون سماء الاسلام والسودان، كما فعل الاستاذ من قبل. نحن في امس الحاجة، بل نحن عطاشي لفكركم الجمهوري، الذي هو فكرنا جميعا. هو مجانا للجميع، وللانسانية جمعاء، ونحن كسودانين أولي به من الجميع، لانه ولد في ارضنا ونحن وارثوه الحقيقيون
شكراً على هذه الكلمات المشرقة بنور الحق!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية (Re: Yasir Elsharif)
|
أرجو من الإخوة المتحاورين الكرام الذين وعودونا بمالمزيد من المساهمات العودة لمنصة الحوار. شغلتني شواغل كثيرة عن التواصل عبر هذا الخيط الهام -الذي يشكل نقطة تحول كبري في مسيرتي مع الفكرة الجمهورية ومع مجتمعناالجمهوري- في الأيام القليلة الماضية. وما شغلني كان هو بسبيل من معالجة بعض تداعيات وأثار إثارة هذا الموضوع في الهواء الطلق. فقد تاذى بعض الجمهوريين مما فعلت، وبدأ بعضهم ممن بهم لوثة من لوثات المتهوسين الطائفينن يتهمني بما ليس في، شأنهم شأن أشياعهم في بعض التنظيمات المتخلفة عن روح العصر. ولكنا ما زلنا نعمل على إعادة صياغة الرأي العام المستنير داخل مجتمعنا، وخارجه، بالحوار المؤدب بأدب الدين، مع مخالفينا في الرأي الذين اشتط بعضهم شططا شديداً في محاربة ما نقول، بدون موضوعية، أو علم حتى بأبجديات الفكرة الجمهورية. وستكشف دفاترالتاريخ يوماً ما عن الخلل في تفكير هؤلاء الأعزاء الأفاضل، لنأخذ ويأخذوا منهاالعبر. ولا أمانع إن رغب أي من الجمهوريين في إعلان مواقفه بداخل مجتمعنا في هذا المنبر، أن أناقشها في الهواء الطلق لعل الشعب السوداني، بحسه الأصيل، يحكم بيننا. ولكني أطمئن شعبنا السوداني، بأن المجتمع الجمهوري، ككتلة، رغم تلوث بعض أفراده بعيوبنا السودانية التاريخية، ورغم معايب العقل الجمعي فيه، ما زال بخير. وأن المخاض الذي يمر ب مجتمعنا الجمهوري الآن إن هو إلا مؤشر لميلاد جديد في إهاب جديد سيحدث في وقته، فإنا لا نستعجل تدفق مياه الرحم التي سيخرج منها. ولندع طبائع الأشياء تحدد مسار التاريخ.
أتمني أن نكون قد بدأنا التثاقف البناء بيننا وبين شعبنا الكريم البطل. فقد ثبت لي بما لا يدع مجالاً للشك بأن الشفافية، والنقد البناء، غير المتستر بدثار الحزبية الضيقة، أو الهوس، أو الطائفية، أو الشمولية التنظيمية، هما دعامات الجسرالمؤدي إلى الطريق الوحيد لاحداث الثورة الفكرية والثقافية المرتجاة. نسال الله التوفيق والسداد، فيما نأتي وما ندع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية (Re: Yasir Elsharif)
|
يقول الأخ الكريم ياسر الشريف،
إن الأخ حيدر يجعل من الضحية مجرما.. بل يساوي الأستاذ عبد اللطيف بالمكفرين الذين كفروا الأستاذ محمود.. والسؤال الآن هو: هل ارتضى الأستاذ عبد اللطيف والجمهوريين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام والذين كانوا ما يزالون يرسفون في قيودهم أن يكفّروا الأستاذ أم أنهم أُكرهوا على ذلك؟؟ أرجو أن أقرأ رد الأخ حيدر عليه.. وسوف أعود.. ولك شكري ياسر
لم أجعل من الضحية مجرماً. فإن أكبر ضحية في ذلك اليوم المشهود كان هو الأستاذ محمود نفسه. فقد ضحى عنا جميعاً بنفسه. أن ننضم إلى قاتليه فنقول ما بسببه كفروه فإن هذا لا يدل إلا على الجبن والخور، وعلى أننا بعنا أبينا بثمن بخس! ولكن الله لم يتركنا لحالنا، فقد أذلنا وأذاقنا من الجبن أضعافاً أضعافاً. وأذاقنا من الذل أضعافاً أضعافاً. أذكر أنني طرحت الكثير من التساؤلات التي أطرحها هنا للأستاذ عبد اللطيف ولغيره من الجمهوريين في السودان. وكنت وقتها أزور السودان لغرض مبادرة السلام التي تحدثت عنها آنفاً. في جلسة حوار مع الأستاذ جلال الدين الهادي، عليه الرحمة ومنه الرضوان، والأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله، أطال الله عمره، وعدد كبير من الإخوان والأخوات، تم الاتفاق على ان تعقد جلسة خاصة لمناقشة أرائي في منزل الأستاذ وداعة الشيخ بمبادرة ودعوة كريمة منه للجميع. وعقدت الجلسة حسب الاتفاق المبرم.وبعد بدء الجلسة بقليل أتاني الأستاذ جلال الدين الهادي حيث أجلس، وهمس في أذني بأن هناك عناصر يتشككون في أنها من الأمن تحضر الجلسة! ولهذا فقد أقترح أن تنحو الجلسة منحى الانشاد العرفاني، وألا تتطرق للموضوع المتفق عليه. وقد أفادني الأستاذ جلال بأن هذا كان رأي الأستاذ عبد اللطيف. وفي التو قرر عبد الله فضل الله، كبير المنشدين في تلك الجلسة مقاطعتعها، ودخل إلى داخل المنزل -الجلسة كانت معقودة في حوش المنزل- ولم يخرج حتى نهايتها. وترك لي أمر الإنشاد، والحديث في معظم الجلسة، حيث أنني من المنشدين المعروفين في مجتمعنا. وقد قرر أن يقف ذلك الموقف ليرسل رسالة قوية إلى جلال وعبد اللطيف بأنه لا يوافق على "هواجسهما" غير المبررة. خاصة وأنه كان قد ناقشهما في ذلك الأمر كثيراً قبل حضروي للسودان في تلك الزيارة القصيرة. وقد وقف عبد الله فضل الله مواقف كثيرة مغايرة لمواقف القيادة، بما في ذلك معرض الكتاب الذي أقامه في العام الماضي متحداً لأجهزة الامن. وقد تعرض بسبب ذلك للاعتقال ولصور من التعذيب المعنوي يبرع جهاز الأمن السوداني الجبهوي في ممارستها. وقد كتبنا عن ذلك الموضوع بالتفصيل في هذا المنبر، كجزء من حملة موسعة لتسليط الضو على ذلك الحدث، مما كان له أبغ الأثر في إنهاء المشكلة بصورة لم تنتقص من كرامة الأخ عبد الله، ولا من صمامته في الموقف. صحيح أنه كان يذهب لجهاز الأمن كل يوم تلبية لطلبهم الجائر بالمثول أمام طباط الأمن. ولكن الشاهد أنه لم تنازل قيد أنمله عن حقه في التعبير، ولم يوقع أي شئ فيه مساس بكرامته، أو بحريته في الصدح بالفكرة الجمهورية!
في تلك الجلسة، مثل عبد الله، لم أستكن، للرأي القائل بالصمت عن القضايا كلها، وتحويل الجلسة إلى جلسة إنشاد صرف. ولكني راعيت اعتبار الأستاذ جلال فتطرقت لموضوعات نقدت فيها حركتنا الداخلية دون التطرق لموضوع حركتنا العامة. وذلك مراعاة لكون عبد اللطيف كان يخشى تطرقي لموضوع الحركة العامةأمام "عناصر الأمن المزعومين." ولم ينتبه وقتها عبد اللطيف لكوني عرضت حياتي كلها للخطر بأن جئت بمبادرة تطلب من نظام الجبهة التخلي الفوري عن كل ممارسات الهوس الديني، إن كانت تريد سلاماً مع الحركة الشعبية. دخلت الخرطوم وقتها بدون أي ضمانات، وقد تعرضت بالفعل لمشاكل عدة مع جهات الأمن. كوني تعرضت لمجابهات مع الامن، ثم لم أرضخ، وكون غيري من الإخوان تعرض لها ثم لم يرضخ، بدءاً ببشير بكار من لحظة التنفيذ، مروراً بالأستاذ الباقر الفضل، ومصطفي محمد صالح، ثم انتهاءً بعبد الله فضل الله، وبشخصي، كل مغزي لهذه الشواهد، كان يجب أن يدلل على أننا لم نعد ذلك الرأي الواحد خلف عبد اللطيف. ولهذا كان من الأجدر به أن يسمح بالحوار، على أقل تقدير، إن كان قد حبس الحركة كلها بموقفه ذلك الآثم! فهو لم يكفه أنه حبس الجمهوريين كلهم تحت مظلة موقفه، وإنما يحبس حتى حقهم في نقاش ذلك الموقف الخبيث!
بغض النظر عن التفاصيل، التي ربما يتاح لها وقت أوسع في المستقبل، فإن تلك الجلسة التاريخية أبانت أمرين:
1. تراخي القيادة الراهنة وجبنها بازاء حمل مشعل الفكرة الجمهورية. وهي فكرة قد أكد لنا صاحبها بأنها تستحق الموت من أجلها، فلم يقودنا من الخلف كما يفعل قادة آخرون كثر. فهو يموت، وبالنموذج يعلم غيره. قارن هذا بالصادق المهدي أو بالترابي. فكر معي في ملايين الناس الذين ماتوا بسبب أن هذين الرجلين كانا دوماً يقودان الناس من الخلف، وكأنهم سوائم. هذين الرجلين دفعا بملايين الناس للموت في سبيلهما، وفي سبيل مصالحهما الذاتية، المدثرة بدثار المصلحة العامة. صحيح أن الأستاذ عبد اللطيف يتسامي تسامياً كبيراً إذا ما قورن بهذين الرجلين، فهو على أيسر تقدير قد وقف على عتبة حبل المشنقة. وهذا شرف كبير له. ولكن هل مقياسنا هو الصادق المهدي، او حسن الترابي، أم أن مقياسنا هو الأستاذ محمود؟ قائدنا هو الأستاذ محمود يا صديقي وأخي العزيزّ! وسيظل نموذج الأستاذ يقودنا، لأنه نموذج تسامت فيه القيمة الإنسانية إلى مستوىً جديد لم يشهده تاريخنا البشري المعاصر برمته. وهذه ليست خطرفات رجل مهووس بقائده، أو بزعيمه الديني. هذه إشراقات فكر يعرف القيمة الإنسانية. ويثلج صدري بأن هناك لا دينيين يرون في الأستاذ محمود ما أرى، كما أن هناك أناس عميقي التدين يرون نفس الشئ. وكلا الفريقين جلهم من غير الجمهوريين. هذا هو الفارق بين تقديس البعض للصادق المهدي وتقديس الدينينن واللادينيين للأستاذ محمود. تقديس البعض للصادق تقديس لشخص، فارقته القيم الإنسانية الكبري، فلم يلحق بها بمثل لحاقة ثم لهثه المستمر لقيادة الناس. أما تقديس الناس للأستاذ محمود فهو تقديس للحق وللقيمة الإنسانية، التي رفع هو راية التحقق بها إلى قمة جديدة لم يشهدها التاريخ الغابر ولا المعاصر.
2. هناك من الجمهوريين من بدأوا في نفض الغبار عن أنفسهم. فإن إنقسام جماعة من نسميهم داخل مجتمعنا "بالخط العام" عن التنظيم الأم يقدم أنصع دليل على أننا لم نعد رأياً واحداً. صحيح أنني لا أرى رأي "الخط العام" في بعض الامور، فهم قد تطرفوا في نبذ القيادة الراهنة. وقد كان موقفي، ومازال، أن نكون جميعاً، بجيمع أراءنا المتباينة جسماً واحدا. ولكن بشرط أن نسمح بالحوار الحر. وقد ساهمت مع إخوتي في المهاجر، وفي الداخل، في توسيع دائرة الحوار الحر، دو أن أساهم في شرخ التنظيم. وماذاك إلا لكون القيادة ليست هدفي. فإن الله قد حياني من قدراً من العلم يفيد بأن القيادة مفسدة لغير الأحرار. ولهذا فإني لا أتعجل لها قبل أن أصبح من الأبرار الأحرار. بالأحرى، فإن هدفي هو المساهمة في قيادة الراي العام المستنير إلى باحات أرحب. إذن هي ليست رغبة في القيادة، بقدر ماهي مساهمة في قيادة الرأي العام بتوسيع مواعين الجدل العام في مجتمعنا.
أرجو أن تتفكر فيما أقوله، وبالأخص في روايتي "المختصرة" لما جرى في أمدرمان بخصوص حواراتي مع الأستاذ عبد اللطيف وغيره من الإخوان، قياديين، وغير قياديين. هناك الكثير من العبر من يمكن استقاؤها من تلك الجلسة التاريخية في منزل الأخ وداعة الشيخ. هذا المقام ليس مقام تنافس بيننا في تسبيك الحجج يا ياسر، ثم طرحها للرأي العام. إنه مقام عبرة، واعتبار بالتاريخ، القريب والبعيد، الخاص والعام! أرجو أن نتعامل مع هذا الأمر الجلل من هذه الزاوية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية (Re: Yasir Elsharif)
|
أخي الكريم ياسر، لا شك بأن الإخوان أكرهوا. هذه معروفة بداهة، وماكنت أحسب أنك تراني أرى غير ذلك. ولكن أن يكره شخص في قامة أستاذ عبد اللطيف على التنازل عن حريته في الرأي، لا يمكن أن يمر باعتباره أمر يشبه وضع آل ياسر في القرن السابع مثلاً. فإنه لا يجوز أن نتوقع من أصحاب أعمق فكر إسلامي، بعد أكثر من 1400عام أن يتصرفوا بنفس مستوى من دخلوا الإسلام حديثاً. ثم أن ياسر وسمية ماتا بعد تعذيب متصل، ولم يستسلما للكفار، مثلما فعل عمار، ولم يكفرا بالنبي ولا برسالته حتى الممات، لا بالقول، ولا في القلب. صحيح أن عمار فعل، ولكن كان هذا الوضع متفهماً عند النبي عليه أفضل الصلاة والسلام. ثم، لما ذا لا نتخير مواقف بلال بن رباح عليه رضوان الله، وصحابة آخرين لم يستكينوا أبدا، لأخذها في الاعتبار حين النظر إلى حالة الانكسار التي أصابت عبد اللطيف وصحبه؟ هؤلاء كانوا قوماً عظام، ما زالوا يلهموننا. ولكنا كنا نتوقع من أستاذ عبد اللطيف، بعد أكثر من أربعة عشرة قرناً، من تجربتهم الثرة، أن يرفع عمود التوحيد والتحقيق للقيمة الإنسانية لمستوى الفكرة الجمهورية. الفكرة الجمهورية طرحت النموذج النبوي نفسه في التضحية باعتباره نموذجنا في هذا الزمان. قياسنا للأستاذ عبد اللطيف هو بالقمة التي تحققت في يوم 18يناير 1985، باعتبارها ثمرة السير في تحقيق النموذج النبوي-الإنساني المطروح في كتب الجمهوريين، و بالأخص في كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الجمهورية .. الطرق الصوفية .. والطائفية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: أخي الكريم ياسر، لا شك بأن الإخوان أكرهوا. هذه معروفة بداهة، وماكنت أحسب أنك تراني أرى غير ذلك. ولكن أن يكره شخص في قامة أستاذ عبد اللطيف على التنازل عن حريته في الرأي، لا يمكن أن يمر باعتباره أمر يشبه وضع آل ياسر في القرن السابع مثلاً. فإنه لا يجوز أن نتوقع من أصحاب أعمق فكر إسلامي، بعد أكثر من 1400عام أن يتصرفوا بنفس مستوى من دخلوا الإسلام حديثاً. ثم أن ياسر وسمية ماتا بعد تعذيب متصل، ولم يستسلما للكفار، مثلما فعل عمار، ولم يكفرا بالنبي ولا برسالته حتى الممات، لا بالقول، ولا في القلب. صحيح أن عمار فعل، ولكن كان هذا الوضع متفهماً عند النبي عليه أفضل الصلاة والسلام. ثم، لما ذا لا نتخير مواقف بلال بن رباح عليه رضوان الله، وصحابة آخرين لم يستكينوا أبدا، لأخذها في الاعتبار حين النظر إلى حالة الانكسار التي أصابت عبد اللطيف وصحبه؟ هؤلاء كانوا قوماً عظام، ما زالوا يلهموننا. ولكنا كنا نتوقع من أستاذ عبد اللطيف، بعد أكثر من أربعة عشرة قرناً، من تجربتهم الثرة، أن يرفع عمود التوحيد والتحقيق للقيمة الإنسانية لمستوى الفكرة الجمهورية. الفكرة الجمهورية طرحت النموذج النبوي نفسه في التضحية باعتباره نموذجنا في هذا الزمان. قياسنا للأستاذ عبد اللطيف هو بالقمة التي تحققت في يوم 18يناير 1985، باعتبارها ثمرة السير في تحقيق النموذج النبوي-الإنساني المطروح في كتب الجمهوريين، و بالأخص في كتاب "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد." |
الحمد لله أن الأخ حيدر قال عبارة واضحة، وهي أن الأخوان أُكرهوا.. وأنا لم أكن أشك في أنه يعرف هذه الحقيقة البديهية، ولكنني استغربت، واستنكرت، قوله السابق عن الأخوان الجمهوريين الأربعة بأنهم كفرّوا الأستاذ مع المكفرين والمهووسين مع أنه يعرف أن الحقيقة غير ذلك تماما..
أنا بصدد كتابة مفصلة لمسألة مهزلة الاستتابة، أرجو أن ينتفع منها القراء.. وسأنزل هذه الكتابة في منبر الفكرة الحر حالما انتهيت منها..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: الطيب بشير)
|
أعتقد أن الأخ د.حيدر، كان من الممكن أن يعبر عن كل ما تفضل به دون أن يلجأ للإساءة والتجريح والتعريض الذي حفل به خطه هذا، بصورة تجعل القارئ يشك في أن له "غبينة"شخصية مع الأستاذ عبد اللطيف ، خاصة وانه يخصه بالذكر دون زملائه الأربعة.أن د. حيدر يعرف، قبل غيره، أن هذا ليس أسلوب الفكرة الجمهورية في التعامل مع الاخر مهما كان الفعل الذي اغترفه الاخر. بل ان المصطلحات من مثل "التخاذل" و"الجبن" هي مفردات غريبة على قاموس الجمهوري، الذي يحاول دائما أن يعذر ضعف الاخريين ويشدد النكيرعلى عجزه هو. وحقيقة انني أتفق تماما مع الأخ د.النور فيما يتعلق بموضوع "الاستتابة"،في أنه ليس للذين لم يتعرضوا للاستتابة أي فضل، لأنهم لو وضعوا في نفس الموضع ربما كان موقفهم أضعف بكثير من الأخوان الذين تعرضوا لذلك الموقف. فأنا شخصيا لم أتعرض لهذه المحنة ، ولكني أعرف انني ربما كنت أسوأ أداء من الأخوان الذين تعرضوا لهالو كنت في موضعهم.وأنا أجزم بأن أداء حيدر لن يكون أحسن حالا. وأنا أريد أن أسأل حيدر سؤالا مباشراهو: ماذا كنت فاعل أنت لو كنت في مكان الأستاذ عبد اللطيف ورفاقه؟ أرجو أن تعطينا سيناريو لما كنت فاعل بعد أن تواجه نفسك بصورة صادقة، لأني حقيقة أخشى عليك أن يمتحنك الله، وأردجو مخلصا ألا يحصل ذلك، فتفشل وتفضح. ان حسب معرفتي وتجربتي المتواضعةفي الفكرة الجمهوريةأن السلوك فيها ليس " مقاوة" و"ادعاء"، ولكنه صدق مع النفس في المقام الأول وصدق مع الاخر في المقام الثاني، وبديهي أن من لا يصدق مع نفسه ويغشها فانه لا يستطيع أن يصدق مع الاخر.هذا تعليق سريع وموجز ارجو أن أجد بعض الفراغ الذي يمكني من التعليق على مداخلات أخي النور بصورة تليق بهدوئها وأدبها. أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: د.أحمد الحسين)
|
الأخ الدكتور
Quote: وبديهي أن من لا يصدق مع نفسه ويغشها فانه لا يستطيع أن يصدق مع الاخر. |
إنت حكمة و لا آية ؟ أجبرتني أن أعيد قراءة {الفكرة} بهدوء كلامك فالزعيق يناسب الخواء ألم يحدثوننا أن البراميل الفارغة تحدث ضجيجآ أعلى؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: د.أحمد الحسين)
|
Quote: ان حسب معرفتي وتجربتي المتواضعةفي الفكرة الجمهوريةأن السلوك فيها ليس " مقاوة" و"ادعاء"، ولكنه صدق مع النفس في المقام الأول وصدق مع الاخر في المقام الثاني، وبديهي أن من لا يصدق مع نفسه ويغشها فانه لا يستطيع أن يصدق مع الاخر. |
أشكرك يا أخي أحمد الحسين على هذه العبارة الموجزة التي رأيتها قد أعجبت صديقي وأخ صديقي الطيب بشير.. "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم"...
وأرجو من الأخ الطيب أن يعاود قراءة الفكرة بعد أن انهزمت "سياسيا"، فربما وجد فيها ما يبحث عنه.. وقد تابعت الجدل الذي قام بعد عبارته التي كان يضعها في توقيعه ثم قام بسحبها احتراما لآخرين وليس اقتناعا بأنهم على الحق.. وأقول له أن الجمهوريين ليسوا حزبا، ولن يكونوا حزبا في أي وقت.. الفكرة الجمهورية هي الإسلام عاد من جديد في دعوة الأستاذ محمود، وقد ذاد عنها بروحه.. أرجو أن لا يشغل نفسه بتلاميذ الأستاذ ومواقفهم بعد التنفيذ..
لقد رفعت هذه البوست لأنني أشرت له في مداخلة لي مع الأخ الكريم الدكتور كرار التهامي في بوسته المتميز في هذا البورد..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ الكريم د/ ياسر أشكر لك إهتمامك لم يشغلني إطلاقآ موقف تلاميذ الأستاذ و لكني إحتجت لموقفهم و خلاف د/ حيدر مع أحدهم للتدليل على أن إفراد أسبوع في المنبر لل{فكرة} يضر بهما و لا يضيف لأن الراسخين في قيادتها يكيلون السباب و كذلك يفعل برالمتهم في البورد لكن لا غرض البتة من موقفهم و أشكرك أخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ دكتور حيدر طلبت مني في بوست ثان أن أرجع للبوستات التي فاتتني ألتمس فيها فهم ما أشكل علي و أتعلم, {وقع في عيني} هذا البوست وخطر لي أن أستفسر عن إصرارك على الإيغال في إساءات بالغة و أنت تتحدث عن قائد {الفكرة} الحالي, هل كانت الإساءات لازمة لتوضيح موقفك؟ ألا يمكن شرح فكرتك بدونها؟ كررت السؤال أمس أيضآ, ربما لم تجده بوسط الردود فقلت أرفعو ليك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخوة الكرام الجمهوريين السلام عليكم ورحمة الله أيها الأخوة الكرام انني في حيرة من امركم ما بالكم لماذا تريدون ان تحملوا الشعب السوداني مقتل شيخكم محمود محمد طه وما ذنب الشعب السوداني في ذلك والأدهى والأمر تحملون المسلمين والدين الأسلامي ما حدث لشيخكم وما ذنب ديننا الحنيف فيما حدث لشيخكم ؟ ويا اخي حيدر مازال السؤال محير للجميع بخصوص شيخكم محمود وصلاته وانتم تذكرون بانه كان صوفيا او أقرب للصوفية مع علمي بان الصوفية ومشايخهم اكثر الناس أداءاً للصلاةً واداءها مع الناس في المساجد فأنا لم ارى ولم اسمع بان شيخكم محمود محمد طه كان خطييا بالناس في صلاة الجمعة او مصطقاً مع المسلمين في مسجد لاداء الصلوات الخمس فهل اخبرتموني سبب ذلك ؟ فلكم الشكر والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟! (Re: حمزاوي)
|
أخي العزيز عادل، لقد هيجت أشجاني بتذكرك لتلك الأيام. وأشجتني، بصورة خاصة، ذكرى، طيبة الذكر، أختى الحبيبة خديجة، زوجة أخي الحبيب الفنان المرهف خلف الله عبود. فهي التي تعنيها في رسالتك. وقد صار وليدها ذاك "عبود خلف الله عبود" اليوم رجلاً فارساً يملأ علينا الأفق، بل يسده، حين نلقاه، حساً، أوعبر الأثير. وقد كان يفعل ذلك وهو طفل يافع، نضر كذلك. وفي هذه نكات كثيرة يحفظها أبيه الكريم، كمانحفظ بعضها. فعلى أختى خديجة السلام، ولأختى جواهر، أم عبود الثانية السلام، وهي تعطيه وتعطينا بحنو غريب، ما تعجز كلماتنا عن التعبير عنه. أما لأخي خلف الله فإني أقول له بأن زواجه من خديجة، ثم وفاتها، وما حفهما من ذكر وفكر، وشعور حي بقيمة الإنسان وبحياته، شكلا علامتين فارقتين في تمتين قناعتي بالفكرة الجمهورية، ومحاولاتي المستمرة في تجسيد ما يتيسر لي منها. فعلى خديجة السلام، ومنها السلام، وعليها ومنها الرضوان!
أعرف الأخ عبد الباري عطوان شخصياً يا عادل. فقد تيسرت لي مجالسته بجواري في ندوة اشتركنا فيهاسوياً في أبوظبي. كما تيسرت لي محاورات جانبية معه. ربما لا يذكرني هو الآن، لأنه كان نجماً إعلامياً بارزاً، يعرفه الناس، ولا يتذكر هو بطيبعة الحال كل من يلقاه من الناس. أحترم فيه ثوريته. ولكني أعيب عليه سقوطه في آفات الدفاع عن صدام، وغيره، في وقت لم يكن فيه يحتاج لذلك. كما احترم فيه أنه يفتح صحيفته "القدس العربي" للرأي والرأي المعارض. ولا يمنعني من المشاركة في الكتابة فيها غير إنشغالي بما أرى أنه واجب المرحلة. ولكنني أعتبر أن اقتراحك يمدد من واجب المرحلة هذا، ولذلك فسآخذ به. وأسال الله أن يعينني على الاستجابة له، بالكتابة للصحيفة، وبنشر كتاب مشكلة الجنوب بها مثلما تفضلت بالاقتراح. وإني أرجو أن ينظر كل إخواني وأخواتي القادرين على الكتابة في أمر الاستجابة لاقتراحك الكريم.
أخي الكريم الطيب بشير، مازلت أنتظر مكالمتك الموعودة. وأقدر جداً حرصك على تنقية الحوار من الشوائب ههنا. وأعدك بأن أنظر ملياً فيما أكتب، حتى لا تكون هناك إساءة لأحد. ولكني مع ذلك أقول بأن القارئ الصادق مع نفسه، من الجمهوريين، وغير الجمهوريين، سيعرف بأن هدفي من طرح موضوح هذا الخيط على الملأ لم يكن الإساءة بقدر ما كان القصد منه إعانة نفسي على التمرن على "النقد الذاتي المتبصر" لمجتمع أعشقه، وأحب كل فرد فيه، محبة ممدودة من محبتي لأبي الحبيب الأستاذ محمود محمد طه. صحيح أنني قسوت على الأستاذ عبد اللطيف قليلاً. ولكن صحيح أيضاً بأنه لولا موقف أستاذ عبد اللطيف "الحاضر،" كنتيجة من موقفه الماضي، لما ظن أهل الهوس بأنهم قد قضوا علينا، ولما تعطلت حركة الجمهوريين الفكرية والسياسية داخل السودان. وقد قلت مراراً وتكراراً بأن الأستاذ محمود نفسه كان شديداً علينا وعلى قيادتنا من تلاميذه، حين قال بقزمية هذه القيادة. ومن خطل القول بأن الأستاذ محمود كان يسئ لهذه القيادة حين قال بذلك. فقد قال بذلك حرصاً على تلك القيادة، وحرصاً على الفكرة الجمهورية، وحرصاً على النموذج الذي جسده هو بيننا. وقد تجلت لنا تلك القزمية في الاستكانة لقوى الهوس الدين، والتخاذل أمامها. نعم، كلنا استكنا وكلناتخاذلنا، بمن فيهم شخصي الضيعف. ولكن هل يصح ِأن تكون مسؤولية القيادة مثل مسؤولية القاعدة؟ كنت، وما زلت متخاذلاً، جباناً، رغم أنني لم أوقع على ورقة بذلك، ولم أظهر في التلفزيون منكراً لنصاعة موقف أبي، ومرددا لما يريدني المتهوسين ترديده. ولكني لا أرضى لنفسي، ولا إخواني، ولا لوطني هذا الحال البائس. وسأظل أحاول تصحيح هذا الواقع المؤسف.
وأقول لك وللأخ عادل، يا الطيب، بأنني لم أقل بأن الجمهوريين كانوا جبناء والأستاذ محمود بينهم. لم نكن كذلك. ولكنا كنا كذلك يوم رأينا الموت، ولم نر بأن في ذلك الموت كانت الحياة كل الحياة، على قول الشاعر العرفاني "الموت فيه حياتي، وفي حياتي قتلي، قلت أمكثوا فلعلى أجد هداي لعلي." هكذا كان الموت-الحياة، الموت-الهداية. ولم نستطعه وقتها. وليس هههنا العيب. فإننا مطالبون بأن نوفي من الأمور ماهو في الاستطاعة لا أكثر. ولكن أن يجير ذلك الموقف، مواقفنا الراهنة، فذلك ما لا نرضاه، ولن نرضاه. وما سنظل نعريه، ونطلب من الله التسديد فيه.
أرجو أن أكون قد أوضحت نفسي أكثر هذه المرة.
وللأخ الكريم حمزاوي، أقول ينتظرك مشوار طويل قبل أن نتحاور حواراً مفيداً في هذا المنبر الحر. فإني متابع لمساهماتك غير المنصفة عن الجمهوريين في هذا المنبر. ولكني مع ذلك أقدر لك حرصك على مناقشتنا. ولكني أرجو، مخلصاً، أن تراجع كتبنا "تعلموا كيف تصلون" و "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد" ومنشور "صلوا فإنكم اليوم لا تصلون" وغيرها مما كتبناه ونشرناه على الناس باستفاضة حول موضوع سؤالك، لتعرف بأن تعمير المساجد الذي لا تتبعه المعاملة الحسنة لا يساوي عند الله مثقال حبة. ثم لتعينك المعرفة التي ستكتسبها للمزيد من التجويد للصلاة نفسها، وما يتبعها من حسن المعاملة في أدب الحوار وغيرها. هذه ليست محاولة "للتملص" من سؤالك كماقد يظن البعض، فإن حياة الأستاذ محمود ونموذجه كانا، وما زالا، كتاباً مفتوحاً. ولكن ابتذال الأمور بالصورة التي كان يتم بها الابتذال في الحوار ماعاد يجوز، لا علينا، ولا علي غيرنا من أبناء وطننا الأذكياء. وإني لا أشك في حسن مقاصدك، ولا في ذكائك، إذ أنني أحتاج للمزيد من التعرف عليك في هذا الباب قبل أن أصدر على ما تقول أي حكم، من أي نوع.
وإذ أقول لك ذلك، يا حمزاوي، فإني لا أرجو منك غير ما طلبت، وهوأن تتحرى الفكرة الجمهورية في مصادرها، و في أخلاق حامليها، وقبل ذلك في الخلق العظيم الذي تمثل به صاحبها، وفي علمه. ثمإني أقول، بكل ود، بأن حرصك على الحوار يجد مني كل التقدير والاحترام، كما أسلفت. ولكن دعنا نؤسس حوارنا على أساس متين من المعرفة ببعضنا البعض، وبما يقول كل منا قبل أن نشرع في ذلك، لأن المرء مطوي تحت لسانه، كما قال نبينا العظيم، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
| |
|
|
|
|
|
|
|