|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: خالد الحاج)
|
سلامات د حيدر
كنت ولا ازال من المتحمسين جدا لفكرة المهرجان وشرعت مع الكثيرين في التفكير والتخطيط له اولا كفكرة جيدة ومحببة ثانيا كتجربة مكملة لتجربة وطن الكتروني يجمع في طياته فلذات اكباده. لكنني فوجئت بطرحك الفوقي الذي لايشبه اسس العمل الديمقراطي ولا المدني الاهلي والذي من خلال تعاملنا هنا نود ان ناطر له او بالاحري اود لانه ربما لانود كلنا. من حقنا كسودانين ان نقيم مهرجانا او مؤتمرا حيث ما شئنا دون وساطة او تسهيل من جهة ما دمنا نتبع الطرق الصحيحة وهذا لايعني رفض الاخر لكننا لا نوفر للا خر منبرا وهو يحرمنا حتي الان من اي منبر. لا اشكك في وطنية اي شخص ولا يحق لي لكن يحق لي ان اتسال اين كان هولاء الدبلوماسيين يوم والي اليوم عندما عملوا ويعملون لتحسين وجه النظام الفاشي امام العالم خصوصا هاتين السفارتين امريكا وبريطانيا اين هولاء يوم اغتيل من اغتيل ويوم حمل الارهابيين جوازات سفر دبلوماسية سودانية اين كانوا يوم اصبحت الخرطوم عاصمة تزين بدبلوماسيتها مؤتمرات الاصوليين بالعالم. اين كانوا ايام مجازر الصالح العام في الخارجية؟ ما هو موقفهم من حقوق الانسان في السودان؟ والمهرجان هو مهرجان شتات ومهاجريين ومنفيين اسباب هجرتهم ونفيهم واضحة وقاطعة لاتحتاج الي جدال كل يحمل دليله علي حدا والجاني واحد في هذا الشتات الذي لم يكن له مثيل من قبل. هذه فرصة نعطيها للخصوم في اطباق من ذهب في ان يسيروا علي ماهم عليه دون اي حساب او لفت نظر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: abdelrahim abayazid)
|
الأعزاء خالد ورجاء وعبد الرحيم، أشكركم أجزل الشكر على مداخلاتكم القيمة. أتفهم تخفظاتكم. ولكن أرجو أن تتذكروا بأنني معارض شرس للنظام، ظل يعارض منذ أن تم السطو على أدوات الحكم في بلادنا في يونيو 1989. وأفيد بأنني من الدبلوماسيين السابقين الذين قرروا عدم تمثيل النظام منذ أول يوم سطا فيه المهوسون على السلطة في بلادنا. ويشرفني أن أن أقول بأنني لم أعمل لصالح نظام الجبهة، ولا ليوم واحد. هذا رغم أنني دخلت إلى وزارة الخارجية عن طريق المنافسة الحرة بعد انتفاضة أبريل. ولم يكن لغير التأهيل الفني لأداء الوظيفة أي دخل في اختياري كدبلوماسي، إذ أنني أبن عامل من عمال السكة الحديد. أعني بأن الوظيفة كانت حق من حقوقي لو قررت الاستمرار فيه. ولكنني رأيت ألا أشرف النظام بتقديم استقالتي له، ولا بالانتظار حتى يتم فصلى، فقررت أن أخرج من السلك الدبلوماسي، دون تقديم أستقالة، ودون انتظار لتشفي المتشفين من حملة سيف الفصل التعسفي. أقول هذا لكي أدلل على أنني لا أحتاج إلى تذكير بواجبي الوطني بالحرص على عدم تلويث هذه أعمال المؤتمر المزمع عقده بأدوات الهوس الديني. أطمئن الجميع بأنني لم أتعامل مع الدبلوماسيين في السفارتين باعتبارهم ممثلين لحزب المؤتمر الوطني، أو للمهوسيين. وقد كنت حريصاً، غاية الحرص، في حواري معهم، على التأكيد بأن دولة الهوس قد دالت، وبأن دولة الحرية والتعددية والسلام قادمة رغم أنف المهووسيين. هذه مسألة لا أقبل فيها مجاملة، ولا أحتاج فيها إلى تنبيه، إذ أنني تركت وظيفتي المرموقة، طائعاً مختاراً، قبل أن يطالني سيف الفصل التعسفي، بسبب قناعتي العميقة بأن تجربة الهوس الديني في الحكم هي أسوأ تجربة، وما كان لي أن أمثل نظاماً أتي بها للسلطة. ولكننا أمام واقع مختلف الآن. وهو واقع لا نقول فيه أن تجربة الهوس انتهت تماماً. ولكننا نقول بأنه لا بد لنا من استرداد مؤسساتنا، وتوظيفها لصالح مشروع السلام والوحدة والتنمية في البلاد. فإن الحركة الشعبية نفسها، وهي أكبر مصادم للنظام، ستكون بعد توقيع اتفاقية السلام مباشرة، طرفاً أصيلاً في السلطة الحاكمة التي ستقوم، أرادت أو لم ترد، بتهيئة أجواء السلام. أن نقول بأن واقع اليوم هو واقع الأمس، وأن نقول بأن موقف اليوم يجب أن يظل هو موقف الأمس، أمر لا تسنده الحكمة ولا العلم بمجريات الأمور. موقفنا ضد الهوس الديني لم، ولن، يتغير. ولكن موقفنا تجاه استرداد أدواتنا، بما فيها الجهاز الدبلوماسي، كأداة يجب أن تكون خادمة للشعب، يجب أن يخضع للنظر الحكيم وما تمليه المتغيرات من حولنا. من المتغيرات التي لا رجعة منها أن الحكومة قد قبلت، بخيار السلام، صاغرة كانت، أو مختارة. وبمثلمااتصلنا بالحركة الشعبية فاستجابت من قبل في اتجاه ترسيخ ثقافة السلام، فإننا نتصل الأن بالحكومة لكي نساهم في ترسيخ ثقافة السلام لدى بعض منتسبيها ممن لا يزالوا سودانيين، وعلى قناعة بالتعددية وبثقافة السلام -خاصة بعد أن أدرك بعضهم، بالتجربة، بأن مشروع الهوس مشروع خاسر في الدنيا وفي الآخرة. وقد سبقت اتصالاتنا بالحركة الشعبية اتصالنا بالحكومة بسنين عددا، وستستمر. كما إن اتصالاتنا بكافة ألوان الطيف السياسي ومؤسسات المجتمع المدني قائمة على قدم وساق. بهذا وحده سنضمن أن يكون المؤتمر مؤتمراً سودانياً خالصاً لا يستثني أحداً.
ويجب ألا ننسي بأننا نحتاج إلى تصاريح وإلى تيسير الإجراءات في كثير من الأمور، مثل تأشيرات الدخول للمشاركين ممن حصلوا على جنسيات الدول التي يقيمون بها. كما أننا نحتاج إلى جهاز المغتربين الذي تجبى الضرائب التي تسيره من عرق سودانيي المهجر في تسهيل الكثير من الأمور. ليس من الحكمة أن نقول بأن الأداة الدبلوماسية السودانية ليست ملكنا. هذه الأداة يجب أن تخدمنا، شاء حكام الخرطوم أم أبوا. ثم أننا يجب أن ندرك بأنه ليس من الحكمة ألا نعطي المهووسين أنفسهم فرصة لكي يثوبوا إلى رشدهم، ويصبحوا سودانيين خيرين بعد أن إنسخلوا عن طيب معدنهم. هذا مع التأكيد على أن المحاسبة الصارمة، والمحاكمة، يجب أن تظال كل من أجرم في حق السودانيين، مما لا تسقط الجناية فيه بالتقادام. ثم إننا يجب أن نتذكر بأن الدبلوماسية السودانية مازال فيها دبلوماسيون لم تعينهم الجبهة في وظائفهم. ولولا هؤلاء لما كان هناك جهاز دبلوماسي سوداني قائم حتى الآن. وقد أشرت في مساهمتي الأساسية في هذا الخيط إلى أن الأخ عبد الغني النعيم، مثلاً، دفعتي في الجامعة، ودفعتي في الخارجية، ولم تعينه الجبهة. وهو رجل كفؤ، وذو خلق عالٍ، رغم أنه لم يختر ما أخترته من ترك للوظيفة عن طواعية. كثيرون ممن بقوا بعد وصول الجبهة للحكم في الخارجية بقوا لأنهم يدركون بأن وظيفتهم حق لهم، لم تهبه لهم الجبهة. من هؤلاء الأخوين ألير دينق، الوزير المفوض بالسفارة بواشنطن، وعبد الغني النعيم، الوزير المفوض والقائم بالأعمال في كندا. هؤلاء، وغيرهم كثير، أياديهم ليست ملوثة بدماء الأبرياء. بل على العكس، بعض هؤلاء خدموا السودن، وما زالوا يخدمونه، تحت ظروف قاهرة، بالغة التعقيد. فهم من جهة متهمون بالانتماء لحكومة الجبهة، في الوقت الذي لم يكن لحكومة الجبهة أي دخل في تقلدهم لوظائفهم. وهم من جهة أخرى مشكوك في ولائهم من قبل من يطمعون في وظائفهم. ظل بعض هؤلاء يخدمون في صمت، في مجالات مثل العمل القنصلي (مثل تجديد الجوازات وتوثيق الشهادات، ...إلخ) وغيره من الأعمال الفنية غير المسيسة، وهم صابرون على ما يرونه من فساد في البلاد والعباد. أن نساوي هؤلاء بضباط الأمن من المجرمين، أو بالساسة الذين أفسدوا في كل أوجه العمل العام، من المهوسيين، ممن يجب أن يقدموا للمحاكمات فهذا فيه جور كبير. ثم إن هذا النوع من التفكير لا يمكن أن يفضي بنا إلى سلام مستدام.
أرجو ألا نخلق معركة في غير معترك، وأن نتجه فوراً إلى المؤتمر وإلى البدء في التحضير له بجدية وعزم، لكي نستفيد من الوقت، فإنه لم يتبق لنا الكثير من الوقت للمعارك الجانبية، غير المنتجة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
أخي الكريم مارد، أرجو، مخلصاً، ألا تنسحب. فإنني لم أقم بما قمت به من باب التجاوز لأحد. وقد كتبت في هذا المنبر الحر قبل فترة، ليست بالقصيرة، عن أنني بصدد تأمين التصاريح اللازمة للمؤتمر. وقد أشرت بوضوح إلى كون هذا العمل يكمن أن تتم إعاقته إن لم نفعل ذلك. الحكومة، إن إستمرت في أساليب القمع التي كانت تمارسها في الماضي، تستطيع أن تعيق هذا العمل. ونحن نريد أن نختبرها، ونختبر مصداقتيها في تبني مشروع السلام الذي تتشدق به الآن. كم نريد أن نختبر مصداقيتها في ترسيخ ثقافة السلام. هذا ليس الهدف منه إعانتها على البقاء. بل بالعكس، فإن في هذا العمل تعجيل بالقضاء على الجهل والتخلف والهوس، هذه المعايب التي ضربت باطنابها في كل زاوية من زوايا العمل العام والخاص في السودان. ويهدينا في ما نحن بصدده قوله تعالى "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها." لك وللأخ الكريم أسعد إبراهيم أقول، هذا هو الاطار الذي في سياقه قمت بهذا العمل. وقد كتبت عنه من قبل في هذا المنبر من باب ترسيخ مبدأ الشفافية. ولم يعترض أحد على ذلك. أما الآن فإني قد رأيت أن أطلع أعضاء المنبر على التفاصيل كما حدثت، للمساهمة في المزيد من إرساء قيم الشفافية. والتفاصيل أمامكم الآن، بكل دقة، وحرفية. ربما توافقاني بأنه لا يعقل أن نضع كل أمر من أمورنا للتصويت عليه، أوالنقاش اللامتناهي ،أو لابداء النظر المستمر فيه. فإن العبرة بالنتائج الطيبة التي تؤدي إليها الوسائل الطيبة، بالنوايا الطيبة والتخطيط السليم. بغير ذلك لا تستطيع اللجان التي تقوم بتنظيم المؤتمرات انجاز أعمالها. فلو أخصعنا كل لقاء بخصوص المؤتمر، مع كل من نلتقيه، أو كل اتصال بشانه للنقاش فإننا لن نصل إلى شئ. مثلاً يمكن لكثيرين أن يعترضوا على كوننا نتصل بالحركة الشعبية، ونرغب في مساهمتها في رعاية المؤتمر مع كافة الجهات السودانية التي ترغب في ذلك. وسيعترض آخرون على كوننا نتصل بالأحزاب السياسية الكبري، لاعتبارات يرونها هم. وسيتعرض آخرون بسبب حرصنا الشديد على إشراك مؤسسات المجتمع المدني بجرعة قوية في هذا المؤتمر. وهكذا سندور في دائرة مفرغة. هكذا تقول تجاربنا الطويلة في هذا الباب. لكي نخرج من عنق الزجاجة لا بد من أن نحرك الساكن والراكد. وهنا أشير إلى أنني قلت للسفير بأنني لم أدخل سفارة جمهورية السودان في واشنطن منذ العام 1989. وقلت له بأنه يشرفني أنني لم أرد أن أمثل نظاماً أذل السودانينن، ولذلك فقد اخترت أن أخرج من السلك الدبلوماسي، طائعاً مختاراً، دون أن أعترف بالنظام، ولو بتقديم استقالتي. ولكن ليس من الحكمة أن يظل موقفي هذا راكداًَ، ساكنا، رغم تغير الظروف من حولي. موقفي تجاه الحكومة لا يمكن أن يظل على نفس الحال، بعد أن تغير موقف الحكومة نفسه في كثير من القضايا، بعد تنازلها عن كل مشروعاتها القمعية. نعم، ما زال هناك مجرمون في دست الحكم. وهؤلاء لابد أن يقدموا للمحاكمات. ومن هؤلاء من جلست معهم المعارضة المسلحة، ممثلة في الحركة الشعبية، للتفاوض. ومنهم من قد تشاركهم في الحكم، إلى أن ياتي أوان دولة القانون التي لا يسقط فيها حق المتقاضين في الجرائم التي لا تسقط بالتقادم. لكي نؤسس لتلك الدولة -دولة القانون- لابد من أن تسود روح السلام والوفاق بين من يقبلون بالوفاق والسلام من أبناء الوطن. والوفاق والسلام يتم بين المتخاصمين المتحاربين، ولا يتم بين المتوافقين أصلاً، وإلا فإن كلمة سلام نفسها تفقد معناها في ظل افتراض التآلف وتوحد المواقف.
أليس "السلام" بين الخصوم ما نريد ألترسيخ له؟ اليس هدفنا هو أن نخلص المهووسين من هوسهم، بالأساليب الحوارية الحضارية الراقية في ظل دولة القانون، بدلاً من التخلص من المهوسيين بصورة دموية تفتح الباب واسعاً لحمامات الدم؟ ما بالنا لا نتعلم من تجارب الماضي؟ لكي نؤسس لسودان السلام لابد من تقريب الفرقاء ألى أرض الحوار الحر والقبول بقيم الحرية والعدالة والمساواة واحترام الآخر، وترسيخ قيم الإختلاف البناء، لا الاحتراب المتصل، الذي لا ينقطع. قياساً على هذا، رأيت ألأ يتجمد موقفي مع كل من عمل في السلك الدبلوماسي، بل مع السلك الدبلوماسي السوداني قاطبة، عند العام 1989. فإن العالم لم يعد كما كان في ذلك اليوم، ونظام الجبهة، لم يعد حيث كان. فقد تحركت رمال كثيرة، إثر رياح عاتية لن تبقي للهوس شأناً ولن تذر، رغم أنف من يريدون إبقاء دولته المقيتة على ظهورنا وأكتافنا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
عزيزي الفاضل / دكتور حيدر
Quote: وأفيد بأنني من الدبلوماسيين السابقين الذين قرروا عدم تمثيل النظام منذ أول يوم سطا فيه المهوسون على السلطة في بلادنا. ويشرفني أن أن أقول بأنني لم أعمل لصالح نظام الجبهة، ولا ليوم واحد. هذا رغم أنني دخلت إلى وزارة الخارجية عن طريق المنافسة الحرة بعد انتفاضة أبريل. ولم يكن لغير التأهيل الفني لأداء الوظيفة أي دخل في اختياري كدبلوماسي، إذ أنني أبن عامل من عمال السكة الحديد. أعني بأن الوظيفة كانت حق من حقوقي لو قررت الاستمرار فيه. ولكنني رأيت ألا أشرف النظام بتقديم استقالتي له، ولا بالانتظار حتى يتم فصلى، فقررت أن أخرج من السلك الدبلوماسي، دون تقديم أستقالة، ودون انتظار لتشفي المتشفين من حملة سيف الفصل التعسفي.
|
Quote: ثم إننا يجب أن نتذكر بأن الدبلوماسية السودانية مازال فيها دبلوماسيون لم تعينهم الجبهة في وظائفهم. ولولا هؤلاء لما كان هناك جهاز دبلوماسي سوداني قائم حتى الآن. وقد أشرت في مساهمتي الأساسية في هذا الخيط إلى أن الأخ عبد الغني النعيم، مثلاً، دفعتي في الجامعة، ودفعتي في الخارجية، ولم تعينه الجبهة. وهو رجل كفؤ، وذو خلق عالٍ، رغم أنه لم يختر ما أخترته من ترك للوظيفة عن طواعية. كثيرون ممن بقوا بعد وصول الجبهة للحكم في الخارجية بقوا لأنهم يدركون بأن وظيفتهم حق لهم، لم تهبه لهم الجبهة. من هؤلاء الأخوين ألير دينق، الوزير المفوض بالسفارة بواشنطن، وعبد الغني النعيم، الوزير المفوض والقائم بالأعمال في كندا. هؤلاء، وغيرهم كثير، أياديهم ليست ملوثة بدماء الأبرياء. بل على العكس، بعض هؤلاء خدموا السودن، وما زالوا يخدمونه، تحت ظروف قاهرة، بالغة التعقيد. فهم من جهة متهمون بالانتماء لحكومة الجبهة، في الوقت الذي لم يكن لحكومة الجبهة أي دخل في تقلدهم لوظائفهم. وهم من جهة أخرى مشكوك في ولائهم من قبل من يطمعون في وظائفهم. ظل بعض هؤلاء يخدمون في صمت، في مجالات مثل العمل القنصلي (مثل تجديد الجوازات وتوثيق الشهادات، ...إلخ) وغيره من الأعمال الفنية غير المسيسة، وهم صابرون على ما يرونه من فساد في البلاد والعباد. |
يا عزيزي حيدر قلتها لوحدك فقط قارن بين جملتيك أعلاه..بعد كل هذه السنوات من عمر نظام الجبهة في بلادنا لم يعد من الممكن لأحدنا أن يصدق أن هنالك محايد يعمل في السلك الدبلوماسي وفي وظايف حساسة فقد صار الكل يعرف أن الدبلوماسية السودانية صارت أحد أبواب الترضيات الوظيفية ومن ظل في وظيفته يا صديقنا الفاضل فلأنه جبهجي أو ينفذ سياساتهم خاصة في سفارتي لندن وواشنطن ولا نريد هنا إتهام الناس بالباطل ولكن دفوعاتك التي تقدمت بها لم تكن مقنعة لي..أي تسهيلات هذه التي نحتاج فيها لإدخال رموز النظام وممثليه إن كان للتأشيرات فلم أسمع أن هنالك من تقدم لنيل تأشيرة دخول للسودان ولم يحصل عليها، ولا نحتاج لإذن الحكومة السياسية لنقيم مهرجان أو مؤتمر كما سميته أنت..نحتاج لإذن من الولاية وهي جهة تنفيزية وليست سياسية.. أما قولك..
Quote: أرجو ألا نخلق معركة في غير معترك، وأن نتجه فوراً إلى المؤتمر وإلى البدء في التحضير له بجدية وعزم، لكي نستفيد من الوقت، فإنه لم يتبق لنا الكثير من الوقت للمعارك الجانبية، غير المنتجة |
فلست أدري أين المعركة هنا؟؟هل لأنا سألناك بأي حق تخطو خطوة كهذه؟؟شخصيا لا أفتعل المعارك ولكن أقول رأي حين يتطلب الأمر ذلك وأمري علي الله..وعموما لست وحدك المهموم بنجاح هذا المهرجان المأمول يا دكتور الفرق بيننا أنك تتصرف وكأن الأمر بيدك وحدك وأتشاور أنا مع الزملاء .. وعموما يا صديقي الفاضل لك أن تفعل ما شئت بالمؤتمر وتدعو من شئت ولكن لا تدعونا للمشاركة ومن هنا أعلن إعتذاري للعمل في لجنة ترأسها يا دكتور حيدر وسأقوم بإرسال تقرير للأخ بكري بما قمنا به وما إتفقنا عليه وأرجو لكم النجاح في مسعاكم..والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: ثم أننا يجب أن ندرك بأنه ليس من الحكمة ألا نعطي المهووسين أنفسهم فرصة لكي يثوبوا إلى رشدهم، ويصبحوا سودانيين خيرين بعد أن إنسخلوا عن طيب معدنهم. |
هاهو الدكتور حيدر يستتيب من يرجو أن يثوبوا لما يسميه رشدهم أولا نالوا عضوية المنبر و تم الترحيب بمساهماتهم التي يزينها السباب و الهتر { و الأرشيف متاح للعداد} ثانيا عضوية اللجان الإدارية تضم القتلة إلى جنب الشرفاء قولوا لي من فضلكم لماذا - و الأمر كذلك - لا نقيم المهرجان في الثلاثين من يونية في إطار الإحتفالات بعيدهم ذاته ! ما الفرق؟ هم يحتفلون بسودان الشتات و هم من {شتت} ! فلنحتفل نحن بعيد الإنقاذ حيث ليس من الحكمة ألا نعطي المهووسين أنفسهم فرصة لكي يثوبوا إلى رشدهم، ويصبحوا سودانيين خيرين !!!!!! لك الله يا العافية بت نورين فإيقاع العفو أسرع مما يتمنى الجاني ذاته أنا عضو جديد بالمنبر و بالطبع ليس عضوآ في لجنة أستقيل منها و لكن لتثبيت موقف ضد المنتظر أن يثوبوا لرشدهم أعلن رفضي لهكذا حكمة و أعتذر بحقدي عن العفو و أتمسك بمقاطعة القتلة أينما ثقفوا و أنا ود أختك المات لكن ما الــــــــــــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
شكرا للعودة د حيدر لكنها عودة اسوأ من الغياب حواراتك مع ناس السفارة تعني ان المهرجان سوف يتحول الي بوق من ابواق الأنقاذيون وهم بطبعهم شطار في سرقة جهود الآخرين وشعارات الغير وافراغها من مضمامينها، لا نقول انه يجب عليك التشاور في كل صغيرة وكبيرة مع اللجان لكن هذه كبيرة الكباير وهناك جملة وردت في حوارك معهم وهي( ان الحكومة مستعدة لدعم المهرجان) وهل تصدق ان الآنقاذيون يدعمونك لوجة الله من مال مسروق من افواه اطفال بلادي الجياع،،لا والف لا يا دكتور نحن سوف نعتمد علي مساهمات الأعضاء الداعمين والرعاة الرسميين والباقي انشاء الله نتمو موية افضل من مال الأنقاذ مع تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: ahmed haneen)
|
د حيدر سلامات نعم تحركت رمال وضاعت اجيال ايضا واعتقد اننا لم ننتزع حقوقنا كاملة وساعين لانتزاعها وعندما تاتى الالويات تكون قضية ايقاف الحرب هي الاولي لذلك لم تعترض عليها اي جهة وقبلتها الاطراف علي علاتها لكن هذا لايعني اننا سوف نتناسي الحقوق والحواجز. لم تتغير الانقاذ ولم تختلف نظرتها للشعب والوطن وقضايا الديمقراطية بل استجابت راكعة لنضال هذا الشعب الذي نازل النظام من اول يوم ومازال ينازل. فالانقاذ لم تهبنا شئا بل انتزعنا حقنا في السلام والعيش الامن. المهرجان قد بداءت فعاليته يوم ان تم لقاء اول في الرياض وجدة والخرطوم وهولندا ولندن والقاهرة والامارات وغيرها من مواقع الشتات ولن نتخلي عن فكرته الاسطورة لكن يجب ان لاننسي السبب الذي جعلنا بدلا ان نستمع للموصلي علي الهواء مباشرة نتلهف لسماعه من خلال البورد وبدلا ان اذهب الي صديقي في منزله ابحث عنه في ارشيف ووجوه هذا الموقع وبدلا ان يكون لي وطن حدادي مدادي احاول ان اقنع نفسي ان هذا الموقع وطن في زمن لا وطن. والسبب والمسبب مازال موجودا ولو اعتقدت ان احدهم قد زال فلقد قسوت علي نفسي. ولن نترك المهرجان لكن د حيدر يجب ان تصحح او تستقيل بحكم الدور المرجو منكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: نصار)
|
الأعزاء دينق، خالد، أحمد، خالد، الطيب، رجاء، عبد الرحيم، راوية، إشراقة، ونصار. لقد بدأت أتفهم الزاوايا التي من خلالها تنظرون لهذا الأمر. وسأناقش معكم، بالتفصيل، ما أعنيه بعد عودتي من مدينة أيوا، حيث سأشارك في الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الأستاذ محمود محمود طه. ولأنني بصدد الإعداد لإكمال مساهمتي في هذه المناسبة الهامة فإنني سأعود لللحوار، ومتابعة الإعداد للمؤتمر بعد يوم عودتي. ومن هنا فإنني أتمني أن يشاركنا كل من يستطيع الحضور للذكرى التاسعة عشرة للأستاذ محمود، خاصة من ولايات الغرب الأوسط (The Midest)، حيث سيكون السفر بالسيارة سهلاً وميسوراً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
حمدا لله على السلامة يا دكتور
ما جاء في حديث الدكتور واثاره المتداخلين في الحقيقة قضية هامة للغاية..ماهية الخيط الفاصل بين حربنا مع النظام ومقاطعة من يمثلونه ...وسبل هذه المقاطعة أعرف عبدالغني النعيم وأعلم تماما مواقفه وأي نوع من الرجال هو...ولكن حتى لا نشخصن الموضوع ما هي مواقف القوي السياسية عموما من النظام الآن؟؟ في البورد فئة مقدرة من الأخوة الإتحاديين..وسمعنا متحدثيثي الإتحاديين في الندوات خلال الأيام الماضية وكيف أصبحت لهجتهم..حتى أصبحنا لا نفرق كثيرا بين الباقر أحمد عبدالله وأمين حسن عمر...أما بورداب حزب الأمة الإصلاح والتجديد..والإتحادي جناح الشريف فهم الحجل بالرجل ..والنية (بالإقتلاع) واصلاهم..حزب الأمة المعارض (حرمته) الأغلبية الميكانيكية من المشاركة في الحكم عند طرح الموضوع للتصويت..إذن السرج واحد..أو فلنقل (شبه) واحد...من تبقى؟؟(حق) الداخل والشيوعي شاركوا في اللقاء مع (السيد رئيس الجمهورية) وذهبوا لتهنئة الترابي (بالسلامة) من الإعتقال..إذن ..وكما يقول أهل القانون حصل الـ Recognition
علي الحاج يشارك الآن في المنتديات من خلال (نفاج) المناطق المهمشة..ولا تسأل من الذي همش هذه المناطق بعد مشاركتهم في الحكومات من 1978 حتى انفرادهم بها... البعثة الدبلوماسية بالمملكة تشارك السودانيين الآن في كل المناسبات..أفراح وأتراح..للحكومة والمعارضة..سياسة وكورة وفنانين كمان...متحدثين ومستمعين..,وبالشبال
يا الله ...(شـكها) ووزعها من جديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: haleem)
|
الاخ حليم سلامات
من حقنا ان نقول لا وان نرفض شكل التعامل مع النظام ليس من اجل الرفض بل من باب ما فعل النظام بنا وليذهب كل هولاء امة اتحادي حق شيوعي وليبقي الصحيح ولايعني ان ذهب هولاء لن نكون نحن. عندما ذهب د حيدر واجتهد في لقاءه بموظفي الخارجية الوطنيين والذين هم ليسوا باعضاء في المنبر كنا نحن اعضاء المنبر نناقش ونحدد مساهمتنا المالية دعما للمهرجان. عموما علينا بالخروج من المازق بشجاعة كما دخلناها بشجاعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: abdelrahim abayazid)
|
الاخ دكتور حيدر
تحياتي الطيبة
اولا: هناك اقتراحات بطباعة اعمال بعض اعضاء المنبر في كتيبات؛ وبيعها اثناء الهرجان؛ وقد اقترحت كتابات الاستاذة شيري؛ وانا اقترح كذلك كتابات الاخ سجيمان؛ ومقلات الاخ عقب الفيافي النقد ؛ والملف عن علي المك؛ وقصة عندما يقول الاهل لا؛ ومقالات اشراقة مصطفي؛ الخ الخ من الاقتراحات.. اقترح ان تقوم لجنة صغيرة للنشر؛ وان تكلف بالاتصال بهؤلاء الاخوة والاخوات؛ لاخذ موافقتهم/ن والصيغ الكاملة لكتاباتهم/ن؛ والشروع في قضايا الطباعة والنشر والترحيل؛ بحيث تكون هذه الكتيبات جاهزة للبيع في المهرجان.
ثانيا: اقترح لكيما نكون متواضعين ؛ ولكيلا نعطي لانفسنا حقوقا ليست لنا؛ ان نسمي المهرجان مهرجان سودانيز اونلاين للاول للثقافة والتلاقي -2004- ؛ حيث لا نعبر نحن عن سودانيي المهجر؛ ونختلف كثيرا في فهمنا لقضيتي السلام والوحدة؛ بينما نجد في العمل الثقافي والتلاقي الاجتماعي ما يربطنا جميعا.
ثالثا: ما زلت عند رايي؛ بان يقوم بافتتاح المهرجان شخصيات اجتماعية وثقافية ؛ وليست سياسية ؛ لا حكومية ولا معارضة ولا بين بين.. كما اقترح ان تكون هذه الشخصيات من اعضاء موقع سودانيز اونلاين او المتعاونين معه ان امكن؛ وذلك احتراما لجهدها ووقتها الذي منحتنا اياه.
رابعا: بخصوص الاتصالات التي قمت بها؛ فلا اعتراض عندي علي سعيك لاستخراج التصاريح التي تحدثت عنها ؛ والتي اعتقد ان المسؤولة عنها وزارة الثقافة . من ناحية اخري ارفض تماما اي دعم - مهما كان شكله- ؛ من قبل النظام او اي جهات سياسية للمهرجان؛ باعتباره عمل شعبي مدني خاص بمنظميه؛ ويجب ان يسير في هذا الاتجاه. اما عن وعود من اشرت اليهم من الدبلوماسيين بان النظام لن يعرقل المهرجان ولن يضايق المشاركين فيه؛ فسنري..
مع التحية
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
دكتور حيدر بدوى حمدالله على سلامتك ما طرحته حول مؤتمر المهجر بدأ منسابا ولكن Quote: 1. البدء فوراً في الترتيب لمكان إقامة المؤتمر في الخرطوم وتوفير التصاريح الرسمية اللازمة لقيامه، مع ضرورة الاستعانة بجهاز المغتربين، الذي يستفيد فائدة كبرى من ضرائب سودانيي المهجر، للمساهمة في الترتيبات اللازمة بهذا الخصوص |
ما الفرق بين مؤتمرات الانقاذ التى انكوى بها الشعب السودانى نتيجة الفواتير التى يضخمها النظام تحت ستار المنصرفات وارى ان مؤتمر سودان المهجر سينطبق عليه ما سبق وكما انوه الى مواقفة النظام فورا و دون ابداء اية شروط هذا يترك سؤال كبيرا.
Quote: وأفيد هنا بأن الأخ بكري أبو بكر أبلغني بأن السيد السفير جمال، ثاني رجل في السفارة السودانية في لندن، قد انضم للمنبر كعضو. وهذا سيسهل عليه كعضو في المنبر التواصل معنا، |
والاغرب ان الاخ بكرى فى بوست نادى بايقاف العضوية ونفاجأ بوجوداحد رجال النظام عضوا جديدا
كل املى ان يتحقق المؤتمر ولكن يجب ان تعاد بعض النقاط وتطرح فى البورد ليتداول فيها الاعضاء ومن ثم تتؤخذالقرارات . لك شكرى وتحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: بلدى يا حبوب)
|
مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة والتنمية- يوليو 2004 برعاية "المنبر الحر" بموقع السودانيين في الشبكة الدولية
ومؤسسات سودانيةأخرى متعددة
ما هي المؤسسات الاخري وهل فكرة المهرجان للاعضاء فقط ام مفتوحة لكل سوداني المهجر
اود ان اشير الي شي مهم جدا
نحن لدينا حق المواطنة بكامل حقوقها وواجباتها في بلدنا لتنظيم اي احتفال سوي بمسمي هيكلي بدستور او لائحة او بدون ذلك . لذلك لسنا في حوجة لنستجدي احد في تصريح.
في اعتقادي اننا نسينا جزء مهم جدا وهو المسمي الهيكلي لتنظيم هذا المهرجان لان من يعطيك تصريح عليه الرجوع بصورة قانونية اليك في حالة حدوث شغب او اي شي لا قدر الله. ايضا في اعتقادي ان هذه المهمة يقوم بها اعضاء الداخل.
اتمني لك النجاح اخي لكن ارجو منك ان تراعي الاشيا التي يمكن ان تجلب لك الاسئلة المحرجة والاعتراض بمفهوم ديمقراطي ومبداء عمل عام محسوب عليك فيه كل خطوة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: ستشمل فعاليات المؤتمر الآتي: 1. فعاليات فكرية 2. فعاليات ثقافية (موسيقية ومسرحية ومعارض فنية ومعرض كتاب) 3. ندوات سياسية 4. أنشطة ترفيهية عائلية (تشمل الأطفال، وكافة الفئات العمرية) |
العزيز/ دكتور حيدر.
في البداية دعني أرحب بك للمرة الثانية كما يجب على بأن أهنيك على هذا المجهود والهم الكبير الذي تحمله في وجدانك للسودان والسودانيين. أنا شخصياً يا دكتور لقد جلست وحاورت أهل النظام في مؤتمرات ولقاءات رسمية, وأنا لا مانع لدي أبداً بأن أجلس معهم في أي مكان محايد وضمن أجنده محددة جداً. لأني أومن بأن علي أن أعمل من أجل سلام مع أعدائي وليس أصحابي. لكن لي بعض الملاحظات التي سوف أكتبها لك في شكل أسئلة. لماذا الاتصال بالسفارات؟ ولماذا إعطائهم ( أهل النظام) صفة منظمين؟ لماذا لا ننظم ذلك بأنفسنا عن طريق هذا المنبر الحر؟
شئ أخر.
الطريقة التي كتبت بها الاجندة أو المقترحات, كأنها تدل على أنها حملة للوقوف خلف هذا النظام, فيجب عليك توضيح ذلك بطريقة أفضل, وذلك لأنني عندما قرأته شعرت بأنني سوف أكون أدعو لوحدة لا تضمن لي حقوقي كمواطن سوداني. أرجو أن تكون فهمت من أين أنطلق يا دكتور حيدر. مرة أخري شكراً لك على المجهود المقدر.
Deng.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Deng)
|
الأخ الكـريــم حيــدر، أفهــم مبادرة الســلام التى تقـدمت بها للحكومـة والمعارضــة ومحاولات التوســط، ومفاوضاتك فى هـذا الإتجاه مع قمـة أركان النظام داخل الســودان. وكما قال الأخ دينق، فأنا أيضـا كانت لى إتصـالات شخصيـة مع الكثيرين من مســؤولى الدولـة.. ولكن عنـدما يتعلق الأمـر بالعمل العـام، فيجب أن تتـراجــع أجنـدتنـا الشخصيــة مهمــا كانت نبيـلـة، ونكون خـدما لمن إنتخبونـا ليس إلا.. وتـذكـر إستشهـاد الأستاذ بأبيات المعــرى:
مل المقـام فكـم أعـاشــر أمــة.......أمـرت بغيـر صلاحهـا أمـراؤهـا ظلمـوا الرعيــة واستباحـوا كبدها......وعـدوا مصـالحهــا وهم أجـراؤها
فقط ركـز على عبارة "وهـم أجـراؤهـا" وأطـرح الباقى. ولك الشكـــر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: abdelrahim abayazid)
|
أخي عبد الرحيم أبايزيد والمتداخلين الكرام،
تحياتي لكم جميعاً. وشكري الجزيل على التذكير وعلى الانتظار. أعتذر عن تأخري في الرد على مداخلاتكم الكريمة. وأحب أن أؤكد بأنه لم يعطلني عن الرد عليها غير أنني كنت مشغولاً بالاحتفال بذكرى الأستاذ محمود، قبل الذهاب إلى أيوا، وبعدها في هذا المنبر، وفي غيره. فإن شهر يناير كله، شهر أشعر فيه بضرورة أن أجدد التزامي بالقيم التي عاش من أجلها الأستاذ محمود. وبطبيعة الحال، فإنني افعل ذلك وفي ذهني بأن كل يوم يجب أن يكون احتفالاً بالأستاذ محمود، ولكن هذا يتطلب ذخيرة فكرية وشعورية. وشهر يناير يمثل عندي الوقت المناسب لتجميع هذه الذخيرة.
هذا كان هو السبب الأساسي في التأخر عليكم ههنا، رغم نشاطي الواضح في خيوط أخرى رغبت أن أنشط فيها، غاية الرغبة، بسيل من تجميع ما أشرت إليه من ذخيرة، بالمساهمة في إحياء ذكرى الأستاذ الشهيد، مفكرنا السوداني الفذ، الأستاذ محمود محمد طه. ولكن هناك أسباب أخرى فرعية ساهمت في اضعاف حماسي للعودة لمواصلة النقاس كذلك، منها أن توقيع اتقاق السلام، او عدمه سيؤثر سلباً وإيجاباً على قيام مؤتمرنا. وكلنا يعلم بأن مماطلة النظام قد أدت إلى تعطيل محادثات السلام عدة مرات، مما نتج عنه التأجيل الأخير إلى يوم 17فبراير، حسب ما تواتر في الأنباء. فإني لا أتصور أن يقوم مؤتمرنا في ظل النظام الحاضر. توقيع اتفاق عادل للسلام شرط أساسي، وحد ادني، في تقديري، لن أجد نفسي قابلاً لأقل منه للمشاركة في فعاليات المؤتمر. وههنا يأتي ما يفصل بين بعضكم وما أراه من رأي. فإن البعض يناقشني على خلفية وضعنا الراهن، في حين أنني أتصرف الآن وعيني على المرحلة المقبلة.
في تقديري المتواضع، فإن سودان، تكون فيه الحركة الشعبية والقوى الوطنية المساندة لها، ذات قوة وشأن فعلي في الشمال، كما في الجنوب، في ظل دولة تحترم حق الإنسان في التعبير، هو سودان يختلف اختلافاً كبيراً عن سودان اليوم، حيث ما زالت جيوب الهوس تسيطر على مفاصل السلطة فيه. ولكن دعونا نتحدث قليلاً عن ذلك، وعن ما نعني بثقافة السلام.
أشار العزيزين دينق وأبو ريش إلى نقطة هامة جداً، وهي أننا نصنع السلام مع "أعداء" ولا نصنعه مع أحباب مسالمين. ونحن نريد أن نقول لأعداءنا المهووسين بأنهم في حقيقة الأمر ليسوا أعداءنا. مطلوبنا ليس تكسير عظامكم، كما كسرت عظامنا، وليس اهراق دمائكم، كما أهرقتم دماءنا، وليس تقطيع أوصالكم كما قطعتم أوصالنا. عدونا وعدوكم معاً، هو "هوسكم" فلنعمل سوياً على تخليص شعبنا منه. نريد أن نقول لهم بأننا سنحاسب بحد القانون على الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، ولكننا لن نأخذ القانون بايادينا، مثلما أخذتم أنتم القانون بأياديكم. نريد أن نقول بأننا في ظل دولة تقبل بالدكتور جون قرنق، رئيساً، أو نائباً لرئيس، "بسلطات فعلية" لا وهمية، نريد أن نساهم في صناعة دولة القانون هذه، التي لا يسقط فيها حق، لمن أراد طلبه، ولو بالتقادم. باختصار شديد نريد أن نسقط دولة الهوس، من عقول المهوسين، بعد أن سقطت من قلوب السودانيين!
لكي نفعل ذلك فإننا نحتاج لتلمس غير المهوسيين، من وسط المهووسين، وإعانتهم. صحيح أن الخارجية كجهاز حكومي هام قد تم تشويه وظيفته، واستغلالها في ظل النظام الشمولي الحاضر. وصحيح أيضاً أن هناك الكثيرين ممن يعملون فيه من أدوات النظام، التي لا ترى فيه عيباً. وصحيح أيضاً أن هناك ممن تم تعيينهم، في هذا الجهاز الهام من أحهزة الخدمة المدنية، ممن ليست له المؤهلات ليكون إنساناً، تكتمل عنده شروط الإنسانية، خل عنك أن يكون إنساناً مؤهلاً لخدمة بلده في مثل هذا الجهاز الرسمي الهام. ولكن صحيح أيضاً أن كل المذكورين أعلاه من دبلوماسيين، لا يقعون تحت الدائرة الشريرة، التي تنتج اللإنسان فينا. فهم، رغم عيوبهم التي أعرف بعضها، سودانيون طيبون، يحبون السلام، ويعملون لترسيخ قيمه، ويتمتعون بقيم السودانيين، وإن أضطروا للعمل لنظام قد لا يأبه كثيرون فيه لترسيخ هذه القيم. صحيح بأن شرط أن تكون سودانياً لوحده لا يكفي لكي يكون الشخص فاعلاً في سياق المؤتمر الذي ندعو له، ونعمل على قيامه. الشرطين الأساسيين للمشاركة في المؤتمر هما: 1. أن يكون الشخص المشارك سودانياً، إمراة كان أو رجلاً، مسيحياً كان أو مسلماً، أو لا دينياً، جمهورياً كان، أو شيوعياً، أو جبهجياً، وغير ذلك من دواعي "الاختلاف الأمين." 2. أن يكون الشخص على قناعة تامة، لا يدانيها الشك، بثقافة السلام.
هذان شرطان، لا مجال للمجاملة فيهما. وإن كان أعزائي أعضاء هذا المنبر الحر يثقون في قدرتي على التمييز بين السوداني وغير السوداني، من حاملي الجنسية السودانية، وحاملي غيرها، وإن كانوا يثقون في قدرتي على التمييز بين من هو مقتنع بثقافة السلام قناعة لا يدانيها شك، ومن يتشدق بها تشدقاً أجوف دون أن يعنيها، فإنني على استعداد للاستمرار في خدمتهم للعمل لانجاح المؤتمر. أما إذا كان التجيير بمواقف البعض في الماضي هو أسلوب تعاملنا فإني لا أجد في نفسي أدنى رغبة في الاستمرار في الخدمة، وذلك لأنني أستطيع أن أخدم وطني بطرق شتى، لا تعيقهاالمناكفة غير المجدية.
لا أريد أن أتعالي على أحد ههنا. ولكني أحب أن أذكر مرة أخرى بأن مصادمة دولة الهوس هو من أوجب واجباتي، التي نذرت لها حياتي منذ العام 1977 حين أصبحت جمهورياً. ولهذا فإني لا أحتاج للتذكير بأمر أصبحت شمسي تشرق عليه وتغيب كل يوم جديد. فإني لا أحتاج للتذكير بأن نظام الجبهة نظام مراواغ، ويستطيع أنه يوظف مجهودنا لصالح تزيين صورته. فقد ظل المهووسون، منذ عرفت المهووسين، مراوغون، وأصحاب كيد خسيس، يأكلون الدنيا باسم الدين. وبحكم خبرتي كجمهوري صفع، وضرب، ووقع مغشياً عليه، هو ينشد ذاكراً لله ولنبينا الحبيب. وبحكم أن من صفعني كان من المهووسين، يوم كان يقول لنا "التقدميون" "هوس بتاع الساعة كم، طير من وشي" ونحن نقدم لهم كتاب "الهوس الديني يهدد أمن ووحدة البلاد" فإنني أقول:
الهوس عدو غلب المهووسين أنفسهم!
وقد أليت على نفسي ألا أتعامل مع مهووس مكابر فس شأن عام، رغم أنني أكره الهوس ولا أكره المهووس.
ولكن أجهزة الدولة الحاضرة، التي نريد لها أن تزول، بل ونعمل على زوالها، ليست كلها هوس ومهووسين. فإن هناك سودانيون، وسودانيون بحق، ما زالوا يعملون بها، مغلوبين على أمرهم. صحيح أن خيار الاستقالة موجود، وصحيح أنني كنت سأسعد بالإخوان عبد الغني وخضر هارون وألير دينق وخالد ومحمد عبد الله، وغيرهم في صفوف المعارضة. ولكن وقع الأمر يقول بغير ذلك. فهؤلاء لسوا معارضون، ولكنهم سودانيون، رغم انفي. طيبون رغم أنف من لا يرى أنهم كذلك. ومازالت لديهم أشواق ديمقراطية رغم أنف من لا يريد أن يرى أنهم قادرون على ذلك. وهم بعد هذا كله، مقتنعون بثقافة السلام، رغمي أنفي وأنف هؤلاء وأولئك.
وهنا أسأل سؤالاً هاماً. هل نستيطع أن نتجاوز الخدمة المدنية، بما فيها الخارجية وجهاز المغتربين، إن أردنا لهذا العمل أن ينجح؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإنني أختلف مع من يقول بها، لأننا نرمي بهذا العمل لما هو أكبر من التهريج الاحتفالي الذي يمكن أن يتم بأي صورة يريدها لها أن تكون من أراد، أياً كان. وسأجد نفسي مضطراً للإنسحاب من اللجنة إذا كان هناك إصرار في هذه الناحية. أما إذا كانت الإجابة بلا فإنني على استعداد لمناقشة الحدود التي يمكن أن يتم في إطارها هذا العمل.
حسب المعايير التي وضعناها قبل أن نشرع في التفاصيل، كنا قد أقررنا الشرطين الذين تحدثنا عنهما من قبل. وحسب هذين الشرطين فإنني تصرفت. وحسب هذين الشرطين فإنني لم أخن عهداً، بل كنت أميناً غاية الأمانة، حين رأيت أن أفيدكم بما جرى. البعض يفعل مثلما فعلت ولكنه يتوارى خجلاً، ربما لأن هفه لم يكن المصلحة العامة في الأساس. ولكني أتحرك في هذا العمل، ولا يشغلني شئ مثل الرغبة في خدمة المصلحة العامة. وإن لم تكونوا قد أدركتم ذلك حتى الآن، فواحسرتي على نفسي!
أرجع مرة أخرى إلى نقطة هامة جداً علينا جميعاً أن نركز عليها، قبل التعجل في إطلاق الأحكام، ثم التصرف وفق ما أسمتيه بالتهور عند بعض الاعزاء المعارضين لمبدأ مقابلة إخوتي وأصدقائي من الدبلوماسيين في سياق التحضير لمؤتمرنا. هذه النقطه هي أن المؤتمر لن يقوم في سودان ما قبل توقيع اتفاقية السلام، لأنه سودان تيحط به قوى الهوس من كل جانب، بلا ضابط ولا رابط. وهي قادرة بأفعوانيتها المعهودة أن تسرق مجهود الآخرين. وهذا ما لن نتيحه للمهووسين، ولجيوبهم في السلطة وخارجها. قد اختار شخصياً، مثلاً، أن أذهب لمقاومة الهوس داخل السودان بما أستطيعه، في ظل الوضع الراهن. ولكني لن أجبر أحداً على مثل هذا الموقف، كما لن أجير هذا العمل العام بموقفي الخاص. وقد اختار أن أبقى في الخارج، كما نصحني البعض -إبان مبادرة السلام التي قمت بها في نهاية العام 1999 وبداية العام 2000- لمقاومة الهوس. موقفي الخاص لا يهم ههنا، بقدر ما يهم محتوى التفكير الذي يهدي مثل هذا الموقف. فيما يتعلق بالمؤتمر فإن محتوى التفكير الذي يهدينا جميعاً، كحد أدنى، في ظني، هو أن نجعله محطة تاريخية هامة في دنيا "صناعة السلام." وصناعة السلام لا تأتي بمجرد الأماني، إنها تأتي بأن يعرف عدونا الجهل، أوعدونا الهوس، أوعدونا الاقصاء، بأننا نعرفه، وبأننا نريد التخلص منه. وهذه المذام لا تأتي في فراغ. إنها في إهاب كل واحد منا، وتحت الأظافر، بدرجات متفاوتة. بعضنا أصبح مهووساً لأنه يحملها هكذا بشكلها المركب هذا، وبعضنا يحمل بعضها دون أن يعرف بأنه يحملها. وأستطيع أن أدلل على ذلك من واقع مساهمات البعض في هذا الخيط. ولكني سآخذ مثلاً واحداً، أعرف بأن صاحبه ذي قلب كبير، وعقل متزن، وسيتفهم ما أعنيه، فقد تحدثنا تلقونياً، فعرفنا بعضنا أكثر فأكثر.
فإن خالد الحاج ، هذا السوداني الهميم، الرقيق، يخرج من إطار الرقة وهمة السوداني الفارس حين يقول "بتهور" مزعج بأنه لن يعمل معي في اللجنة. أتفهم أن يكون لديه موقف من النظام، مثلما لي. وأتفهم أن يختلف معي، بالعمق الذي سبب به أراءه النيرة، ولكن أن يقفز إلى أنه لا يريد أن يكون عضواً في لجنة أرأسها فهذا لا يشبه خالد الذي عرفت، وأعرف، في شئ. هذا تصرف اقصائي، وإن جاء من رجل عفيف نظيف، عرف عنه كرهه للاقصاء ومعاناته من قبل حاملي جرثومته في جرعات عالية. وأن تقصي من يسهر ليله، ويظمئ نهاره، في عمل متصل ضد دولة الهوس الديني، ما وسعه الوسع، فإن هذا لا يعين إلا دولة الهوس في السدر في غيها. وههنا يأتي ما قلته عن أن عدونا فينا، تحت جلدنا، مثلما هو في خارجنا. فإنني أكره التهور فينا، وإن كنت أحب خالد وأحترمه. ورغم محبتي الشديدة للأخ خالد، وتقديري واحترامي له، ولزوجته الأخت أماني، إلا أنني لم أجد بداً من مواجهته بهذه الكلمة القاسية عليه وعلي وعليها. وقد كان وقعها شديداً علي أن شخصياً، قبل أن أستخدمها في مواجهته، خاصة وأنه معروف بطولة البال، والحلم. وأشهد الله أنني، حاولت محاولة دؤوبة أن أجد كلمة غيرها، فلم أفلح. وللأمانة أحب هنا أن أثبت شهادة أماني عنه، فقد قالت لي بأنه لا تعتبر أن ما حدث منه من باب "التهور،" ولكن تنطبق عليه عبارة "احذر الحليم إذا غضب." هذه الملاحظة من شخص يعرف خالد بعمق معرفة أماني له غسلت كل غواشي الكدر التي نتجت عن موقف خالد تجاهي.
حاشاك يا خالد! أنت لست متهوراً، ولا يمكن أن تكون، ولكن موقفك مني كان فيه قدر "من التهور." وكثيراً ما اتصرف بصورة تبدو لغيري بأنها تهور. ولذلك فإنني منفتح جداً لإمكانية أن يكون موقفك صائباً، بل إنني أرجو له أن يكون كذلك إن كان هو مطلوب المرحلة. فإنني، وبكل صدق، غير متحمس لقيام هذا العمل الكبير، الذي سنقوم به من خلال المؤتمر، في ظل نظام الجبهة الحاضر. ولكنني اعرف بأن زملائي السابقين وأصدقائي من الدبلوماسيين الذين قابلتهم يدركون بأن أمامنا مرحلة جديدة هي المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد توقيع اتقاق السلام. وهم يفهمون بأنها مرحلة كل السودانيين بكافة مملهم ونحلهم وأعراقهم، وأنواعهم،و غير ذلك من أسباب الاختلاف الخلاق. ويريدون أن يخدموا السودان، الذي يعرفون، تماماً، أسباب فشله بين الأمم، من خلال هذه الرؤية الجديدة، فمن نحن حتى نحرمهم من خدمة بلدهم؟ خاصة أننا لم نلتقيهم إلا بعد أن انهزم مشروع الهوس في الخطاب العام، كما انهزم كدولة، يبحث القائمون عليها أسباب سلامتهم. وقد كنا، بفضل الله علينا، طرفاً في تأسيس خطاب السودان الجديد، وما زلنا، ولله الحمد!
لقد انهزم مشروع الهوس ياسادة يا كرام. ولا يقول بغير ذلك إلا جاهل، كان من أدوات النظام، أو من أدوات بعض جيوب المعارضة "المغرضة" خارجه! وكثير من موطفي الخدمة المدنية، داخل وخارج السودان، يدركون ذلك، ويعملون وفق ما يدركون. فلمندد أيادينا لهم لنخرج سوداننا كله من لجة الهوس الديني إلى لجة التعددية التي هزم خطابها الخطاب المتهوس، إلى غير رجعة!
وقبل أن أختم أريد أن أقول للأخت إشراقة، التي تساءلت عن المرأة وعن دورها في المؤتمر، بأن المراة السودانية ستكون ستكون عماداً لمؤتمرنا هذا إن قدر له أن يقوم في ظل الوضع الراهن. فربما لاتعرفين بأن الأخت تماضر، والأخت لنا مهدي، من أعضاء اللجنة، وإني أدعوك أنت والأخت رجاء للانضمام لها. وأشهد الله أنني لا أفعل ذلك من باب الرشوة يا رجاء، فإنني متفهم لرأيك رغم اختلافه معه. وإني لأرجو أن يجد ما كتبت من الجميع التقهم اللازم، بعد القراءة المتأنية لكل ما احتواه هذا الخيط من أراء. وأذكركم هنا بما قلته من قبل عن تفاعلي مع مواد المنبر المثيرة للحفيظة. فإنني لا أرد على الرأي الذي يغضبني بعد قرائته مباشرة. فإنني أترك صاحبه في ذلك اليوم ينام هانئاً. ثم أرجع فأقرأه في اليوم التالي، وأفكر في محتواه، فأرد عليه إن شعرت بأنني لا أنحت عبارات الأذى نحتاً، وإنما أرغب في تبيين وجهة نظري، بدون مجاملة فطيرة. أما إذا شعرت بأن الشخص يسطر علي، أكثر مما تسيطر علي أفكاره، فإنني أعرف بأنني سأقع في فخ، وبأنني سأوقع غير في فخاخ أخرى. ولهذا فإنني أطالبكم الآن المعاملة بالمثل، فقد كنتم قاسين على أرائي بعضالشئ، إذ ركزتم على مقابلاتي "كشخص" قابل "أشخاصاً" دون التفات لمحتوى تلك المقابلات، بالصورة التي حاولت أن أشرحها في البدء، وفي المنتهى وما بينهما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: abdelrahim abayazid)
|
الأخ العـزيــز حيــدر، بعــد كل ما كتبـه الأخـوة والأخـوات، مما لم يختفلـوا فيــه، كنت أنتظــر منك ردا مختصـرا: "الأخـوة والأخـوات الكـرام، لقـد تصـرفت بحسـب ما أملتـه على قناعتى من أنـه فى خيـرنا وخيـر بلدنا، ولكن فى النهايـة، سيظل هـذا رأى الذى كان على أن أطلعكـم عليـه قبل التصـرف وفقـه والأتصـال بالسفــارات.. ولذلك فأنا أتحمل مسـؤولية عدم إشــراككم أو إشـراك زملائى فى اللجنـة فى الخطـوات التى أتخذتهـا، وعليـه فأنا أقـدم إستقالتى من رئاسـة اللجنـة وسـأعمل معكـم كعضـو فى هـذا المؤتمـر من أجل إنجاحـه."
ولك الشكــر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Abureesh)
|
أخي الحبيب محمد عثمان سليمان،
احترم وجهة نظرك وأشكر جهدك نيابة عني. ولكني لا أتفق معك، بأن هذا هو الوقت المناسب للاستقالة. فإني على قناعة عميقة بما كتبته بعاليه، ولا أريد أن أجر الناس إليه جراً، إن لم يكونوا على قناعة به. وما زلت أرجو أن يجد ما كتبت نصيبه من النظر العميق المتفحص، غير المتهور. وإني أرجوك، رجاءً مخلصاً، ألا تملي على أخيك المواقف والكلمات، فإنه رشيد، مثلك، فيما يزعم.
ولك، بالطبع، ولغيرك من الناس، أن تتخذوا من المواقف ما تشاءون. وسأتخذ بدوري من المواقف ما أشاء، إن لم يجد الناس فيما أقول ما يناسب روح هذه المرحلة الهامة، من مراحل تطورنا التاريخي. وكما قلت آنفاً، فإن أبواب العمل من أجل السودان، ما عادت موصدة، بفضل الله علينا. فقد فتح لنا الفتاح العليم، أبواب الفضاء كلها للعمل من أجل وطننا الحبيب السودان، ومن أجله هو "الله" وطننا القديم.
وكما أشار لي أحد الإخوة الأعزاء في سياق مناقشة الأزمة الراهنة -المفتعلة من البعض بغير موجب، في تقديري بالطبع- فإن "المؤتمر" المنشود قد بدأ الآن بالفعل، بفضل هذا الحوار نفسه.
أوليست مهمة المؤتمرات أن تدير مثل هذا الحوار؟
وستجدني قانعا، جداً، بدوري في الرقي بمستوى الحوار في هذا المنبر، وإن لم أكن، مشرفاً على اللجنة الموكلة بقيام المؤتمر. فإننا "جميعا" بفضل الله علينا، ننجز الآن الكثير، كل يوم، بل كل ساعة، مما كانت تفشل في انجازه المؤتمرات على مدى زمني طويل. كل ذلك بفضل الله، الذي سخر لنا التقنيات الحديثة، بعد أن ظننا أنه أحيط بنا من قوى الهوس الديني، التي ترتعد الآن في اقفاصها "القطرية،" الضيقة، وهي حبيسة ما جنته على نفسها!
وسأعمل، فور استقالتي من الإشراف على اللجنة، إن رأيت أن أقدمها في وقت لاحق، كنتيجة لمجريات هذا الحوار، على تمتين وترسيخ ثقافة السلام بالطريقة التي أشعر بأنها تناسب القيم التي أؤمن بها، وأعيشها ما استطعت. ولك أنت أن تتخذ من المواقف ما تشاء في هذا الفضاء العريض، تجاهي، أو تجاه ما أقوم به. وستظل عندي أخاً حبيباً، ومحترماً، وإن لم نتفق في هذا المنعرج من منعرجات علاقتا الخصيبة الممتدة لأكثر من ربع قرن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
أخي الفاضل دكتور حيدر بدوي.. أبتدر وأقول..لم يراودني الشك شخصيا في نوايك ولم أشك في قدرتك علي تمييز الطيب والخبيث.. ونختلف ونتفق ونحمل لك الكثير من الإحترام..
Quote: . أن يكون الشخص المشارك سودانياً، إمراة كان أو رجلاً، مسيحياً كان أو مسلماً، أو لا دينياً، جمهورياً كان، أو شيوعياً، أو جبهجياً، وغير ذلك من دواعي "الاختلاف الأمين." 2. أن يكون الشخص على قناعة تامة، لا يدانيها الشك، بثقافة السلام. |
ده كلام جميل ولا إعتراض لي شخصيا عليه كمبدأ وأوفق الأخوان دينق وأبو الريش أن السلام يصنع مع الأعداء لا الأصدقاء.. وما هدفنا له من إحتجاج ظهر عنيفا ومتهورا كان لأسباب وجيهة في منظوري.. غياب المشورة..عدم التوضيح بصورة جلية وإطلاق الأمر دون محاذير.. عموما نسعي جاهدين لنجعل الحلم بمهرجان ممكن ومشرف..لذا وأتحدث عن نفسي هنا..فاليشارك من يشارك من ألوان الطيف في السودان ولن أطالب بأكثر من أن يكون سوداني فقط أن لا يشارك في لجان المؤتمر إلا البورداب أو من يرونه مؤهل للمشاركة حتي نضمن لأنفسنا موضع أقدمنا ولا نجد من يستخدمنا لمصلحة النظام.. ويا دكتور ما غاب عن أذهاننا أن نسمع الطرف الأخر وأقصد هنا الحكومة أصواتنا وهذا بالتأكيد يستوجب مشاركتهم في الحدث بصورة أو بأخري فقط بالكيفية التي يراها سوداني الشتات ولجنة قامت بموافقة عضوية المنبر وإن كانت موافقة الصامت في مجملها.. أرجو لك التوفيق وأمد يدي للمساعدة ما أمكنني وأدعو بقية الإخوة ليدلوا بدلوهم في الموضوع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ د حيدر تحياتي طال غيابك لكنك عدت فاوضحت فاصبت نعم لايمكن ان يقام المهرجان في ظل النظام الحالي الذي يماطل ويماطل وليس هناك ضمانات بأن يتم توقيع اتفاق سلام قبل موعد المهرجان المقرر في يوليو ولذا علينا ان ننتظر ولكن يجب ان نتابع حواراتنا عن المهرجان واللجان والتصورات في ظل وضع ديمقراطي وحرية كاملة كما اننا اتفق معك بأن محاربة الهوس ضروره لبناء سودان جديد اري ان تستمر اللجان في جمع المشاركات واثراء الحوارات حتي نتأكد فعلا من الوقت المناسب لأقامة المهرجان في ظل ظروف افضل،، لك المودة سلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: ahmed haneen)
|
الأعزاء خالد الحاج ومحمد آدم وأحمد حنين، أرى وجاهة في الرأي القائل بأن اللجان يجب أن تكون، حصراً، من "البورداب،" باعتبار أن اقتراح المؤتمر كان بمبادرة منهم. كما أرى وجاهة في الرأي القائل بأننا يجب أن نستمر في النقاش والتحضير باعتبار أن سودان أواخر يوليو القادم سيكون مختلفاً في تركيبته السياسية عن التركيبة الراهنة. فإذا لم يتحقق توقيع اتفاق السلام يمكننا النظر في إمكانية قيام المؤتمر في مكان آخر نجمع عليه، أو الاستفادة من الخبرة والمساهمة المادية التي تراكمت في ترسيخ ثقافة السلام، من خلال أي منشط آخر، نقترحه ونتحاور حول إمكانية قيامه. وأحب هنا أن أنوه بأن اقتراح انضمام الأخوين الكريمين عبد الغني النعيم والخضر هارون للجنة جاء بمبادرة مني، ولم يأتي بدافع ورغبة منهما. وهما قد وافقا على الاقتراح رغبة في خدمة السودان وقضية السلام فيه، وتقديراً لكونه جاء بمبادرة شعبية، وليست رسمية. والحق أقول إذ أقول بأنني لم أر من هذين الأخوين الكريمين غير ما يشرف كل سوداني في الرغبة المتجردة في خدمة السودان بأي سبيل. أقول هذا احقاقاً للحق حتى لا يظن ظان بأن هذين الكريمين قد "نفذا" إلينا "متلهفين" لتحسين "وجه" نظام الهوس الديني، كما يظن البعض. غني عن القول أن وجه النظام الحالي في السودان غير قابل للتحسين. وقد أدرك ذلك بعد فوات الأوان كل صاحب بصر ممن يعملون لصالحه، مثلما أدركه المعارضون المخلصون للنظام منذ زمن ليس بالقصير. بل قد أدرك ذلك بعض صناعه أنفسهم، وهم يفاوضون بصغار الآن بعد أن أسرفوا في القول بأن جلوسهم مع الدكتور جون قرنق للتفاوض على تقاسم "السلطة" على هدي قيم تناقض مشروعهم أمر غير وارد على الاطلاق. وها نحن نرى بأن الأمر يتم على غير ما تشتهي قوى الهوس. فإن كان البعض من صناع دولة الهوس يظنون بأنهم قادرون على تضليلنا بالمخادعة، فإن المرء ليأسى لهم، إذ أنهم يعيشون في زمانهم، ولا يعيشون فيه!
ومرة أخرى أذكر الأعزاء المتداخلين والقراء ههنا بأن الحكومة أداة، وبأن الجهاز الدبلوماسي أداة فرعية هامة، متفرعة من تلك الأداة. وكون أدوات السلطة قد سرقت عنا لا يعني بأنها ليست ملكنا، كسودانيين. من هذا المنطلق فإن جلست مع الدبلوماسيين المعنيين، باعتبارهم سودانيين، وباعتبار "صاحب حق" لا يستجدي أحدا. فالحكومة وأدواتها، وممتلكاتها، وأجهزتها كافة، ملك لنا، نحن السودانيين، رغماً عن أنوف سارقيها. وليس كل من يعمل في أجهزة الحكومة من السارقين، وإن ضعفت قدرته الأخلاقية عن أن يتمنع عن خدمة نظام أسرف في إذلال السودانيين. بل إني أجزم بأن وضعنا اليوم ربما كان أسوأ مما نحن عليه الآن بكثير، لولا أن هناك بعض شهامة سودانية، وبعض نخوة، وكثير من الطيبة، ما زالت تتحرك داخل من يعملون لبعض أجهزة الحكومة، وهم مكرهون!
أقدر تفهم المتداخلين لوجهات نظري، كما أنني أتفهم ما تفضلوا به من أراء وجيهة. ولنعمل سوياً على ترسيخ قيم الشفافية الديمقراطية، والحوار الحر، في طريقنا نحو ترسيخ ثقافية السلام. هذه، في تقديري، بداية طيبة لترميم سوء التفاهم بيننا. وهي لم تكن لتكون كذلك لولا حرصنا على الشفافية الكاملة، وعلى الحوار الحر. ولا أعفي نفسي من مسؤولية أنني ساهمت في سوء التفاهم هذا. وستعينناهذه التجربة، جميعاً، في تقديري، على تسديد الثقرات في تدريبنا المستمر على التمهر في أسس الحوار الديمقراطي. وهي، أي هذه التجربة، تشكل تمريناَ "خفيفاً" على تعاملنا مع نوع الصعوبات التي ستقابلنا في سبيل ترسيخ ثقافة السلام والوحدة في السودان الجديد. وهذا في حد ذاته يمثل بشارة حقيقيةً نحو بناء وطن ديمقراطي لا يضيق فيه أحد بأنماط التفكير والسلوك المتباينة، مادام الجميع يتصرفون ضمن إطار قانوني-دستوري يضمن للجميع حقوقهم. هذا، في تقديري، هو الشرط الأساس لتنمية مستدامة، تضمن حياة خصبة، للأفراد والجماعة، تصان فيها كرامة الإنسان وحريته.
يلا، نرمي لي قدام!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Abureesh)
|
شكراً يا محمد عثمان على رقتك كذلك. لعمري، فإنني أحصد معك ثمرة ما أسميه "بالإختلاف الخلاق." وهذا النوع من الإختلاف لا يكون إلا بين الصادقين، الذين دوما ما أرجو الله أن يحشرني في زمرتهم.
مادام الواحد فينا صادقاً في خلافه مع الآخر، فإن الله حتماً سيجمعه به، طال الزمن أو قصر.
أفيدك بأنني قدمت الدعوة للأخوين الخضر هارون وعبد الغني للانضمام للمنبر منذ زمن. وأتمني أن يستجيا ويسمعا مني ومنك. فإن انضمامها لركبنا هذا الثائر فكريا في المقام الأول، ثم مواقفياً وسياسياً في المقام الثاني، يشكل، في نظري، طرفاً من أوجب واجبات المرحلة الراهنة.
كلا الأخوين الكريمين يتمتعان باحساس عميق بأزمة السودان الراهنة. وكلاهما موهوب في الكتابة الرصينة، وصاحب قدرة وطاقة متجددة على العطاء الفكري. أقول ذلك، وأنا أتفق معهما في الكثير من أوجه الرأي، وأختلف معهما في الكثير منها كذلك.
المهم هو، ليس أن نتفق أو أن نختلف، بقدر ما يهم أن نجود تعميق المودة وأرفع القيم الإنسانية من خلال الإختلاف نفسه. بشرط أن يكون الصدق هو الصائن لهذا الاختلاف. أعني المهم هو أن نتفق أو نختلف، وكل طرف فينا، ينطوي بصدق وعمق، وحسن قصد وتوجه، بأن ما يحمله من رأي فيه خير السودان والناس أجمعين. وأن يقول ويعمل كل منا وفق ما يرى، ويمليه عليه الضمير الإنساني الحي. والضمير الإنساني الحي، لا تتغشاه الأنانية وحب الذات، إلا من خلال محبة الآخرين، وابتغاء الخير لهم، بالتفاني في خدمتهم بتجرد "ونكران ذات." بهذا وحده نكون أنانيين أنانية عليا، لا أنانية سفلي. ولن يكون كل ذلك إلا على أساس متين من احترام حق الآخر في التعبير، وحقه في الكرامة الإنسانية.
هذا هو ما أقصده حين ألقي كثيرا، هنا في هذا المنبر وفي غيره، بتعبير "الاختلاف الخلاق."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Raja)
|
شكــرا للأخت رجــاء، كنت بصــد إقتـراح ان يقام هـذا المؤتمـر فى القـاهـرة أو الأسكنـدريــة، لأسباب كثيـرة.. منهـا أن الكثيـر منا لا يريـد الذهاب إلى الســودان فى هـذا الوقت لظروف كثيـرة، منهـم من هـو فى المعارضـة المسلحــة فى الغـرب أو الشـرق أو الجنـوب.. هـذا مثال فقــط.. ثم أن النظام لا يمكن أن يحتمل حـريـة الرأى كما هى الأن فى البـورد.. أنظـرى ماذا يفعلـون الأن بالجـرائـد المحليـة من إغلاق شبـه يومى مما يعتبـر حرب إستنزاف إقتصــادى ومالى.. تخيلى فقـط لو قطعـوا التيـار الكهـربائى! فكـم ستكـون الخســارة؟. السبب الثانى هـو أن التكاليف ستكــون أقل بكثيـر فى مصــر منهـا فى الســودان.. حتى على المستـوى الفـردى، فإن ثمن التذكـرة من أروبا أو أمريكا إلى القاهـرة أرخص كثيـر من ثمن التذاكـر للســودان.
فمـا رأيكـم.. إذا تمت الموافقـة على هـذا الإقتـراح، فسـأكون أسعـد من يقرر الذهاب إلى هناك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Abureesh)
|
العزيزة رجاء، إنك تسيئين فهمي حين تفهمي ما نقوم به باعتباره حملة علاقات عامة للنظام. العمل الذي نقوم به، في تقديري، هو السبيل المؤدي للإسقاط الفعلي لمنظومة الهوس الفكرية، وبالتالي لاسقاط نظام الهوس.
أرجو ألا يكون لانتماءاتنا التنظيمية درواً غالباً في تحديد مواقفنا من كبريات الأمور في بلدنا. جردي نفسك من أي وعاء تنظيمي أومواقفي "جماعي" سابق، وأنظري لها من زاوية أنك سودانية، تؤمن بالسلام. ثم جردي غيرك من أي وعاء تنظيمي ومواقفي "جماعي" سابق، وأنظري له من زاوية أنه سوداني أو سودانية يؤمن أو تؤمن بالسلام. وقتها لن نكون في خطوط متوازية.
الاتهام بأننا نقوم بحملة علاقات عامة للنظام، اتهام "غليظ" للغاية، ولا يقول به إلا من لا يعرفنا، ولا يعرف ما نقول، ولا يعرف مواقفنا، السابقة والحاضرة، من مشروع الهوس الديني المهزوم، بإذن الله. ولم أكن أتصور بأنك لم تعرفينا بعد. ولكني، على كل حال، مستعد لمواصلة الحوار معك، ما دمت راغبة فيه وقادرة عليه. كما أنني مستعد، في الجانب الآخر، غاية الاستعداد، للانصراف للعمل الوطني في وجه آخر من وجوهه، إذا ما شعرت بأن رؤيتي للأمور تتجافي تجافياً تاماً مع نظرة أعضاء المنبر. وواقع الأمر يقول لي بأنك ربما ترين أن مواقفنا متوازية، وبأننا لن نلتقي، في حين يري أعضاء آخرين غير ذلك. دعونا نستمر في الحوار، لنرى أين تسير بنا الأمور. ولكنني، بكل صدق، أقول بأنني منفتح لقبول أي حجة مقنعة. وإن لم اقتنع، فإن خيار التوجه لخدمة الوطن عن طريق غير طريق لجنة المؤتمر سيظل مفتوحاً.
نحن لا نمارس التآمر والخداع والتدليس، يا رجاء، ممثلما مارسها غيرنا. ولا نريد لعبد الغني أو الخضر أن ينضموا للمنبر التفافاً عليكم، وعلى ما دار هنا من حوار. هذا الاقتراح بالانضمام للمنبر قدمته لهم في وقت سابق لهذا الحوار بكثير. ولا أرى أي سبب يمنع الخضر وعبد الغني من الانضمام إليه، إن كانا راغبين في ذلك. واقتراحي لهم ينبع من قناعة راسخة بأن المنابر الحرة، لن تكزون كذلك إذا لم تضم كل ألوان الطيف الفكري والسياسي والثقافي.
رسالتك الأخيرة، أيتها العزيزة رجاء، تنضح بروح اقصائية، ذات رياح عاتية. وإني أرجو منك أن تتدبري هذا الأمر ملياً، قبل أن تطلقي علينا، أو على نفسك، أو على الحوار الأحكام الجاهزة. أتفهم بأن تمرين أنفسنا وتعويدها على طرائق جديدة في التفكير سيكون من أشق الأشياء علينا، وهذا ما أحسه الأن. ولكني على ثقة، بأننا نستطيع أن نتجاوز هذه المرحلة، إذا أعدنا النظر في "مرجعياتنا القديمة" و أنساق "خطابنا القديم،" التي تمليها علينا "طرائق تفكرينا القديمة."
هذا عيب من عيوبنا، جميعاً. فإني لا أعنيك به شخصياً، دون غيرك. ولا بد أنك تعليمن بأنني أقول بهذا حتى داخل سياق حركة الجمهوريين و حركة "حق،" اللتين أنتمي لهما.
واقعنا الجمعي كسودانيين يتحرك بسرعة شديدة، بالمقارنة لما يحدث من تغيير وئيد داخل سياق التنظيمات السياسية "المتكلسة"التي ننتمي لها. ومن بشريات هذه المرحلة الهامة من مراحل التحول التاريخي في بلادنا أن وعينا الجمعي بأولويات المرحلة الراهنة متقدم، وبما لا يقاس، ولأول مرة في تاريخنا الحديث، عن وعي الصفوة القابضة على السلطة وعلى المعارضة الرسمية. وهنا يطول الحديث. ولكني هنا أقول باختصار، بأن وعينا الجمعي مدرك للأولويات أكثر من إدراك الكثير من تنظيماتنا السياسية القديمة البالية. ولكن هذه الأخيرة، للأسف الشديد، ما زالت تملي علينا المواقف، إما مباشرة، أو بطريق غير مباشر هو سيادة خطابها القديم وسيطرته على طرق التفكير لدينا.
وهنا فإنني أتمني ألا أرى طرائق التفكير السائدة في هذه التنظيمات تجرفنا إلى طرائق الماضي في إجهاض المشروعات التاريخية الهامة. وإني أشعر، بكل صمامة، بأن مشروع المؤتمر المقترح، يمكن أن يكون من هذه المشروعات الوطنية الهامة. ولذلك فإني لا أريد، لنفسي، ولا لغيري، أن يتعامل معه بمناظير الماضي، التي تشكلت في مراحل سابقة، بكثير، للمرحلة الراهنة من مراحل النضال ضد قوى الجهل والتخلف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
بسم الله الرحمن الرحيم كل عام وانتم بخير جميعاومرحبابالدكتور حيدر عائدابمفاجآته السار منها وغير السار.
* السار منها عزمه لمواصلة العمل. * وغير السار منها انه يريد ان يواصل العمل وباي كيفية يراها هو دون اعتداد باراء الاخرين حتى اؤلئك الذين يعملون معه في لجنة واحدة، وحتى حين طلب رفده بالاراء خصص مناطق معينة (امريكا- كندا- بريطانيا) هي سودان المهجر عند الدكتور وما عداها يبدو نسيا منسيا ، وكذا ذكر اسماء محدده يستأنس بارائها.
* حقيقة لفت نظري العنوان لذا دخلت على هذا الخيط وتخيلت ان الامر شئ مختلف عن الذي كنا نتحدث عنه اي مهرجان سودانيز اونلاين في يوليو القادم... صار المهرجان عند الدكتور مؤتمرا... وهذا تعديل جوهري في مضون الرسالة المهرجانية او مؤتمرية. * صار المهرجان من فكرة تتبناها الحركة الثقافية وفعالياتها المنتسبة الى سودانيز اونلاين في تشابك مع قوى الثقافة في الداخل ، صار فكرة لسودانيو المهجر تتبناها السفارات والدبلوماسيين وجهاز شئون المغتربين "الذين صاروا بقدرة قادر في نظر دكتور حيدر اليوم انهم مؤمنون بالتعددية ورسل سلام" وبين عشية وضحاها انقلبنا ثلاثمائة درجة اي منقلتين!!! اي انه مهرجان "للجاليات السودانية في اوروبا وامريكا وكندا" وليس مهرجان لسودانيز اونلاين !!!!. * اعترضنا من اليوم الاول منذ ان اقترح البعض فكرة من يفتتح المهرجان... وسيس البعض فكرة المهرجان بطرح اسماء سياسية كبيرة، فقلت وقتها دعوه يكون مهرجانا للحركة الثقافية يقوده المثقفون لكي ننأى بانفسنا عن اي مصادرات لارادتنا الحرة " وها نحن قد تمت كبسلتنا" تماما بالهندسة الجديدة التي طلع بيهادكتورنا الذي بذ الاوائل والاواخر بحرصه على كل شئ اكثر من الاخرين، فهو يقرأ الواقع بشفافية اعمق من شفافية حزبنا حزب الامة الذي رأى ان الواقع قد تغيير وان العودة والعمل من الداخل اصبح ضرورة...رغم معارضة الدكتور لتلك القراءة لانها جاءت من الصادق المهدي..... ولكن علينا ان نصدقه الان في قراءته لانه منه هو الدبلوماسي الحصيف !!!!!!! انت لا تحتاج الى كل هذا يا دكتور... لا تحتاج الى السفارات و لا تحتاج الى جهاز المغتربين ، وان الترخيص من وزارة الثقافة والاعلام والجهات المختصة في الداخل ليس مشكلة اي فنان او مثقف يستطيع ان يذهب ويحجز قاعة في فندق ما ويأتي ليحصل على التصريح ولك علي ان افعل لك ما قلت حتى لا تعتبره قولا...لا فعلا..وان استعنت باتحاد الفنانيين والمسرحيين والكتاب بالداخل لفعلوا لك ما شئت وفي كتمان تام الى ان يرى هذا العمل الكبير النور وهو ابن تسع لا تشويه فيه.. ذكرت هذا فقط لاقول ما تقوم به لا مبرر له الا " لشئ في نفس يعقوب" ...و هو اشبه بتعينك لاناس من وراء ظهورنا في لجنة دعم اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وقدمت مبررات واستخدمت ادوات جلبت الى نفوسنا الكدر والابتئاس النفسي حقا في حينها وان تجاوزناها مؤخرا.
يقول دكتور حيدر:
"أطمئن الجميع بأنني لم أتعامل مع الدبلوماسيين في السفارتين باعتبارهم ممثلين لحزب المؤتمر الوطني، أو للمهوسيين. وقد كنت حريصاً، غاية الحرص، في حواري معهم، على التأكيد بأن دولة الهوس قد دالت، وبأن دولة الحرية والتعددية والسلام قادمة رغم أنف المهووسيين. هذه مسألة لا أقبل فيها مجاملة، ولا أحتاج فيها إلى تنبيه، إذ أنني تركت وظيفتي المرموقة، طائعاً مختاراً، قبل أن يطالني سيف الفصل التعسفي، بسبب قناعتي العميقة بأن تجربة الهوس الديني في الحكم هي أسوأ تجربة، وما كان لي أن أمثل نظاماً أتي بها للسلطة. ولكننا أمام واقع مختلف الآن. وهو واقع لا نقول فيه أن تجربة الهوس انتهت تماماً".
* هؤلاء الدبلوماسيين يمثلون حكومة المؤتمر الوطني التي يديرها الرموز الذين صنعوا الهوس و هم باقون في السلطة حتى اشعار اخر وباقون في السلطة حتى يشارك فيها قرنق "اخاف ان يكون الدكتور تعرض لعملية غسيل دماغ!! فصار يكتب سطورا تجيب على نفسها!!... وهل هذا كله تبرير منك يا دكتور لتضع جهد الناس ببساطه في سلة الدبلوماسية التي وليت منها خوفا من الفصل التعسفي... ما عندنا مانع نشتغلها ليك ونحملك على الاكتاف لتعود سفيرا على هامات جماهير سودانيز اونلاين!!!!!!!!!!!!!!!!!. * دكتور حيدر اسمح لي ان اقول انك شخص تكتب كثيرا عن الديمقراطية ولكنك لم تمارسها في علاقاتك بالاخر على الاطلاق!! اعلبية الاخوة هنا اعترضت على تبديلك للحال الا انك مصر على ان رأيك الصواب وتعاملت مع الكل على طرقة " الجمل ماشي والكلب يبنح"!!!.
رغم اني لست من الذين طلب منهم ابداء ارائهم في موضوعات " المهرجان/ المؤتمر" الا ان مطلبي هو التوضيح كما ذكر من قبلي الاخ عبدالرحيم هل هومهرجان ام مؤتمر.... وان يكون هذا المهرجان عملا ثقافيا يقوده منبر ثقافي.
ولك مني الود
ابوساره بابكر حسن صالح ************************************************************** مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
إعتذار: أعتذر لكل الذين لم أرد عليهم بالتفصيل ممن شاركوا في هذا الخيط، بسبب ضيق الوقت. وقد راعيت في ردي على الأخوين عبد الرحيم وأبو سارة أن أجيب على معظم ما خطر ببالي من نقاط أثيرت في مساهمات سابقة، خاصة وأن مساهمتيهما قد اشتملتا على معظم النقاط التي وردت في تلك المسهامات. فإن لم تكن رودي وافية، فإنني استميحكم العذر. وأرجو أن تفيدوني بما ترون أنني لم أغطيه.
كما أرجو، مرة أخرى، أن أدعو الجميع للمساهمة بالرأي في أقرب وقت ممكن. فإن الوقت يداهمنا. وأكرر هنا بأنه لن يزعجني، بل ربما يسعدني، أن تجدوا من هو أكفأ مني بالقيام بالإشراف على هذا العمل الهام، إن أستقر عندكم الراي على أنني غير جدير يالاستمرار فيه، لسبب أو لآخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
أواصل الرد عليك يا أبو سارة، فأقول بأنك تظلمني، إذ تسئ فهمي حين تقول: صار المهرجان من فكرة تتبناها الحركة الثقافية وفعالياتها المنتسبة الى سودانيز اونلاين في تشابك مع قوى الثقافة في الداخل ، صار فكرة لسودانيو المهجر تتبناها السفارات والدبلوماسيين وجهاز شئون المغتربين "الذين صاروا بقدرة قادر في نظر دكتور حيدر اليوم انهم مؤمنون بالتعددية ورسل سلام" وبين عشية وضحاها انقلبنا ثلاثمائة درجة اي منقلتين!!! اي انه مهرجان "للجاليات السودانية في اوروبا وامريكا وكندا" وليس مهرجان لسودانيز اونلاين !!!!. من قال بأن السفارات والدبلوماسيين وجهاز المغتربين هي القوى التي ستتبني المؤتمر؟ المؤتمر يجب أن يكون فعل ثقافي وطني، جاء بمبادرة شعبية، هي مبادرة المنبر الحر. والجديد فيه أنه لن يستثني أويقصي أحداً. هذا ببساطة ما دعاني للسعي لتسخير أدواتنا وطاقاتنا الشعبية كلها، لتحفيز السفارات، وأدواتنا الحكومية الأخرى لخدمة "أهدافنا نحن" لا لخدمة "أهدافها هي." و هذا ، في تقديري، فارق جوهري كبير، بين نظرتي هذه ونظرتك بعاليه، وهو الفارق بين الزاوية التي أرى منها الأمور والزاوية التي ترونها منها، أنت، وغيرك من أعضاء المنبر المحترمين، ممن ما زالت مرارات الماضي تحكم نظرتهم للأمور. ولتعلم بأنني لست من "يكبسلون احداً." أزعم أنني حر، يحاول أن يعين غيره على التحرر من عقابيل التكلس والتمسر في لحظة ناريخية بعينها، في النفس الوقت الذي يستعين بالآخرين لفعل ذلك. ولهذا قلت بما قلت به عاليه، وأتخذت من المواقف لتنفيذه، حسب مفتضى حريتي الفردية، التي أرجو أن توظف تجاه خدمة حريتنا الجماعية، عبر فعاليات ملتقانا المرتقب، أو غيرها- إن لم يكن مرغوباً في خدماتي به. وأنت تقول: عني أنني أدعي قراءتي للواقع بشفافية أعمق من شفافية حزب الامة، الذي رأى ان الواقع قد تغيير وأن العودة والعمل من الداخل أصبح ضرورة... وتتهكم مني ساخراً قائلاً "رغم معارضة الدكتور لتلك القراءة لانها جاءت من الصادق المهدي... علينا ان نصدقه الان في قراءته لانها منه هو الدبلوماسي الحصيف !!!!!!!" هذا لا يليق بك ياعزيزي أبو سارة. فإيه ليس صحيحاً بأنني أفاضل بين قراءتي وقراءة السيد الصادق المهدي للواقع لأنني "دبلوماسي" أو لأنني أزعم لنفسي حصافة لم تتأتي لإمامكم ورئيس حزبكم. فإنك تعلم بأنني لم أعد دبلوماسياً، حيث خرجت بطوعي رغبة، لا رهبة. لصحيح أنني دبلوماسي "سابق" إن شئت أن تستخدم هذا التوصيف. ولكن صحيح أيضاً بأنني مواطن سوداني عادي، يرى بأن السيد الصادق المهدي كرئيس "سابق" للوزاء، لمرتين، قد أسهم فيما نحن فيه من تخلف في بلدنا المكلوم، كما لم أسهم لا أنا ولا أنت، ولا غيرنا. ولا أحسب بأن الصادق رجع للسودان مؤخراً من نفس المنطلقات التي سنرجع، أنت وأنا، وغيرنا كثير، على ضوءها. منطلقاته، منطلقات انتهزاية تسعى للمواقع والمناصب بأي سبيل، وبسحق القيم الأخلاقية الرفيعة، التي يجب أن يتحلى بها قائد لشعب بقامة الشعب السوداني الأخلاقية الكبري –رغم كل معيابه، وهي كثيرة. شعبنا شعب عملاق مازال بتقدمه أقزام. والصادق المهدي واحد من هؤلاء الأقزام. منطلقات الصادق كانت دائماً منطلقات من يتلمظ للمناصب والمواقع ذات البريق السياسي منذ أن عرف في ساحة العمل العام. أما منطلقاتنا نحن فهي منطلقات من يترك المناصب حين تكون مسخرة لخدمة الهوس وتركيع الشعب وإذلاله، فيعافها مثل جيفة تهاوى عليه المتشهون لشوائها. أقول هذا لا عن شخصي حصراً فقد ترك كثير من الوطنيين مواقعهم المستحقة لكي يخدموا وطنهم من منابر أخرى. وحينما نرجع سنرجع لمواجهة الهوس، حين رجع الصادق لتعضيده وتعضيد مصالحه، والتصالح معه بحياكة المؤامرات -في جنيفا وغيرها- للمزيد من التشخير للطائفية و الهوس في التسلط على رقاب الناس، حيث هذا هو السبيل الذي سيبقيه فاعلاً في الوسط السياسي السوداني، بعد أن فشل وأفشل، وسقانا من مر الفشل.. إن لم تكن تريد مواجهة نفسك بصدق في هذا الباب، من باب الخوف أو الطمع، فهذا شأنك. أما الباب الذي منه سألج إلى وطني فإنه باب، أزعم، أنه لا تتغشاه المطامع ولا المخاوف. وسترى! وبالله التوفيق، وعليه التكلان!! وتقول يا "أبو سارة" في سعيي لإستخدام أدوات يحترق الشعب بالداخل، وأهله بالمهجر، للصرف عليها، مثل الأداة الدبلوماسية وجهاز المغتربين: "ما تقوم به لا مبرر له الا " لشئ في نفس يعقوب" ...و هو اشبه بتعينك لاناس من وراء ظهورنا في لجنة دعم اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وقدمت مبررات واستخدمت ادوات جلبت الى نفوسنا الكدر والابتئاس النفسي حقا في حينها وان تجاوزناها مؤخرا". وأقول بأنني أقر بأنني أخطأت حين لم أستعن بك في لجنة اتحاد طلبة جامعة الخرطوم. ولكني أرجو ألا تشكك في من اخترتهم، فقد كان أولئك، ومازالوا، أشخاصاً أكفاء، ومنهم ثلاثة ممن ينتمون إلى حزب الأمة. وقد كان مبرري وقتها، وما زال بأن وجود أربعة من حزب الأمة في لجنة لا يتجاوز عدد أعضاءها أصابع اليدين ليس من الحكمة. ولكني لا أمانع من أن ننشط تلك اللجنة مرة أخرى وأن تكون عضواَ من أعضاءها. وأرجو من أي عضو من الأعضاء الثلاثة من حزبكم أن يتنازل لك، إن أمكن. وإلا فإنني لا أمانع، من أن تكونوا أربعة. وأرجو أن تعلم بأن النشاط في تلك اللجنة، رغم كمونه، في الوقت الراهن، سيعود، لأنه نشاط وجيه وواجب. وقد قمت أنت، مع آخرين مشكوراً، بابتدار الحوار الذي أدى إلى تكوين اللجنة. وسيسطر لك التاريخ ذلك. ولتعلم بأن كمون النشاط سببه ما زال هو أن رئيس اتحاد الطلبة لم يفيدنا حتى الآن برفم حساب نستطيع أن نودع فيه ما يرتجي أن نجمعه. ويعلم الجميع بأن رئيس اتحاد الطلبة، من حزب الأمة!!!!!!!! حديثك عن أن الدبلوماسيين الحاضرين يمثلون حكومة الهوس، وبالتالي يمثلون المؤتمر الوطني لا يخلو من وجاهة. ولكنه لا يرد على قولي: أطمئن الجميع بأنني لم أتعامل مع الدبلوماسيين في السفارتين باعتبارهم ممثلين لحزب المؤتمر الوطني، أو للمهوسيين. وقد كنت حريصاً، غاية الحرص، في حواري معهم، على التأكيد بأن دولة الهوس قد دالت، وبأن دولة الحرية والتعددية والسلام قادمة رغم أنف المهووسيين. هذه مسألة لا أقبل فيها مجاملة، ولا أحتاج فيها إلى تنبيه، إذ أنني تركت وظيفتي المرموقة، طائعاً مختاراً، قبل أن يطالني سيف الفصل التعسفي، بسبب قناعتي العميقة بأن تجربة الهوس الديني في الحكم هي أسوأ تجربة، وما كان لي أن أمثل نظاماً أتي بها للسلطة. ولكننا أمام واقع مختلف الآن. وهو واقع لا نقول فيه أن تجربة الهوس انتهت تماماً". فإنني أعرف بأن عدداً كبيراً جداً من الدبلوماسيين الحاضرين أعضاء في المؤتمر الوطني. وبأن غير المنتمين لذلك الحزب ينفذون سياساته، طائعين أو مكرهين. ولكنني لم أتعامل مع من قابلت منهم بتلك الصفة. بل أنني لا أعلم إن كان أي واحد من الذين قابلتهم عضواً في ذلك الحزب، لان ذلك لم يكن يعنيني. ما يعنيني كان أن أقابل سودانيين، يعملون في "أجهوتنا" نحن الرسمية، ولديهم قناعة راسخة بثقافة السلام. وقد توصلت لكون هذين الشرطين تحققا قبل مقابلتي للإخوة الثلاثة المذكورين أعلاه، مهما كان رأينا في توجهاتهم الفكرية، أو انتماءاتهم الحزبية، أو حتى في منابتهم العرقية. فقد كان بالإمكان أن أنظر إلى الأستاذ الخضر هارون على أنه شايقي، أو شمالي، وصديقي الأستاذ ألير على أنه دينكاوي، أوجنوبي، والأخ الأستاذ خالد على أنه عركي، وهكذا. ولكن هذا لا يعنيني. وإن أخترت أنت أن تنظر من هذا المنظور الجهوي، أو القبلي، أو ذاك المظور الحزبي، فهذا شأنك. ولكن نظرتك لهم من خلال المنظور الحزبي تظلمهم. فإني أكاد أجزم بأن الأخ ألير، وهو الوزير المفوض بالسفارة، مثلاً، ليس عضواً بالمؤتمر الوطني. وكان من الممكن أن يكلف السيد السفير، وزيره المفوض بمقابلتي نيابة عن كل الدبلوماسيين في السفارة. هل وقتها أكون قد قابلت "المؤتمر الوطني" في شخص أخي وصديقي الكريم، وزميلي السابق، الجنوبي، الدينكاوي، العزيز، الير؟ إن كنت منصفاً فإنك ستقول بأنني قابلت السوداني، المقتنع بثقافة السلام في ألير، ولم يكن يعنيني، كثيراً، وإن شرفني، أنني ألتقيت فيه الصديق الكريم، والزميل الكفؤ، والجنوبي الوسيم الصبوح، والدينكاوي "الحر" بهي الطلعة. وقس على هذا. ولو كنت جالساً معنا في ذلك الاجتماع كنت سترى، كيف أنني تحدثت عن كوني معارض للنظام، وللهوس الديني، وسأستمر كذلك. بل كنت ستعرف بأنني قلت بأن هذا الجهد يرمي في الأساس لتفكيك خطاب دولة الهوس الديني، وبناء دولة المواطنة. كل هذا قلته بدون مجاملة لأحد. ولا احتاج فيه لآي محاضرات، مع احترامي الشديد لرغبة من يريدون أن يلقون الدروس الأخلاقية علينا. أما عن تلميحك بأنني ربما أسعى لمنصب، سفير مثلاً، وبأنك لا تمانع من حملي على الاكتاف، وبأنك "ستشتغلها لي" لتحقيقها، وعلى الأكتاف، فإنه يدعو للأسف الشديد عليك. إذ يبدو أنك تسقط على عيوب المثقف السوداني، في هيئته المألوفة في الماضي. لست كما تظن. فإني إن كنت أرغب في المنصب، من أجل المنصب، لبقيت فيه. فالبعض قد سعى للمناصب باللحي من شاكلة "من أجل أبنائي" أو "دعوني أعيش،" في وقت كان فيه المهووسون يحتاجون إلى تجميل صورتهم بأي سبيل. لم نبق في مواقعنا لنساهم في تجميل قبحهم. المناصب يسعى له بالتضليل الطائفي وباللحى من يطلبها بكل سبيل، ثم يهرب منها منها "بحلق اللحي" تأميناً لحياة لا تصمد أمام مواجهة الهوس وقواه المتجبرة القاهرة. أما نحن فقد أخترنا طريقاً آخر، نرجو من الله أن يعيننا، جميعاً، على تجاوز وعوراته.
أرجو أن أكون قد أوفيت نقاطك كلها حقها من النقاش، يا "أبو سارة."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
نقطة نظام لو سمحتو. دكتور حيدر: اولا طول بالك شديد خالص خالص بحكم موقعك كمسؤول. ما تنفعل، ما تتعامل برد الفعل، او ماتقول للعضوية "ما تقولوا لي".
مادام قبلت المسؤلية لازم تتقبل اي كلام، اي كان من اي كان بي رحابة صدر.
المأخذ الاساسي ضدك، هو عدم استشارتك لي لجنتك. ده خلل كبير لازم تتداركو بي ارجاع كل قرارتك للجنة لتعتمد ما تعتمدو، وترفض ما ترفضو.
الاخ خالد. حقيقة تسرعت من دون مبرر، اسلم انك تطالب حيدر بالرجوع للجنة وتصر علي كده او بعد داك اجتمعو كلجنة واتخذو قراركم. اذا كل عضو حيستقيل كتعبير عن احتجاج لي موقف حيدر فحتحصل فوضي يقبر المشروع ده قبل ما يبدأ.
نفس الكلام ينطبق علي الاخت رجاء.
ختاما بتفق مع عادل ابعدو السياسة والسياسين من هذا العمل.
شخصيا لا احبز تدخل السياسين والحكومات حتي لو ديمقراطية شنو - في عمل كهذا.
اخيرا رجعو العمل للمنبر، وابعدو من بيروقراطية اللجان والديوانية. بمجرد ما انفصلت لجنتكم عن المنبر، العمل مات او في طريقو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Bashasha)
|
ضمن من أعرف من أعضاء الجبهة الإسلامية، وضمن موسم هجرتهم 180 درجة إلي تبني السلام والحرية والقوميات، قابلت بعضهم ممن أمسك بشلية ثقافة السلام. وبنفس الطريقة التي أتقنوها، يطرح الموضوع كمصدر لاهتبال أموال طائلة باسم مشاريع لا تقدم ولا تؤخر، إلا حسابات البنوك.
أمسك حالياً عن ذكر الأسماء في هذا المنبر، ولكن ليس أمام أي تقصي فعال لفساد الجبهة.
من ناحية ثانية إذا أراد أي من عناصر الجيهة ودبلوماسييها الإسهام في ترسيخ مفاهيم السلام فعليهم أولاً: إدانة ثقافة الجهاد التي ظلوا يبثوها حتى أسكتهم عنها خوف مصير طالبان وليس الأدب. تحمل مسئولية كل الأضرار من أرواح وممتلكات وتعذيب القبول بمبدأ المحاسبة والعقاب وتعويض الضحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاخ حيدر والاخوة الكرام كلما همت بالكتابة فى هذا البوست منعتنى شواغل عدة
كتب الاخ بشاشة
Quote: المأخذ الاساسي ضدك، هو عدم استشارتك لي لجنتك. ده خلل كبير لازم تتداركو بي ارجاع كل قرارتك للجنة لتعتمد ما تعتمدو، وترفض ما ترفضو.
الاخ خالد. حقيقة تسرعت من دون مبرر، اسلم انك تطالب حيدر بالرجوع للجنة وتصر علي كده او بعد داك اجتمعو كلجنة واتخذو قراركم. اذا كل عضو حيستقيل كتعبير عن احتجاج لي موقف حيدر فحتحصل فوضي يقبر المشروع ده قبل ما يبدأ.
نفس الكلام ينطبق علي الاخت رجاء.
ختاما بتفق مع عادل ابعدو السياسة والسياسين من هذا العمل.
شخصيا لا احبز تدخل السياسين والحكومات حتي لو ديمقراطية شنو - في عمل كهذا.
. |
واجدنى اتفق معه بلا تحفظات
كما ارى ان الاخ حيدر قد تفهم موقف الجميع هنا وكما قال فالوقت يداهمنا فهلا تحركنا للامام خطوة امكانياتى كلها تحت تصرفكم
للجميع الود
هالة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مؤتمر سودان المهجر و ترسيخ ثقافة السلام والوحدة- يوليو 2004 (Re: Kostawi)
|
ألاخ الكريم كمال، شكراً على الأسئلة القيمة التي طرحتها. وسأحاول هنا أن أجيب عليها كلها باختصار، أرجو ألا يكون مخلاً. ماهي اهداف هذا المؤتمر؟ 1. نهدف أن يكون ملتقىً لأعضاء المنبر في الحس والمعني في أرض الوطن التي تتحرق أقدامنا لملامسلتها، كما تتطلع القلوب والصدور لاحتضان أهليها. وفي هذا تمتين للتواصل الفكري والشعوري القائم بيننا فيما بيننا، وبيننا وبين أهلنا في الوطن الحبيب. 2. نهدف لتلمس أثر وسائل الاتصال الحديثة في المساهمة في قضايا السلام والوحدة والتنمية. 3. ونهدف للوصول، سوياً، مع من نتفاعل معهم في الداخل، إلى صيغة يمكن بها أن نكون مساهمين في بناء الوطن من مهاجرنا. فقد وضح بأننا كسودانيين مهاجرين قد لا نسكن في الوطن، ولكن الوطن يسكن فينا بشكل لا نملك منه فكاكا. والأحرى بنا، ونحن كذلك، أن نوظف هذا التواشج، لنخرج ببرامج "عملية،" ممكنة التطبيق، تجاه جعل الوطن جاذباً لنا للعودة إليه. فقد نخرج، مثلاً، بفكرة أن ننشئ "منظمة خيرية وطنية" تعني بالتعليم والصحة، مع تركيز أساسي على دعم مناهج جديدة ترسخ لثقافة السلام، أو بغيرها من الأفكار العملية، التي تتنزل للواقع. فقد شبعنا من الكلام المنق المعسول من ساستنا، فلم نحصد غير المزيد من الجوع! من المشاركون فيه؟ كل من يرغب من أعضاء المنبر، أو غيرهم ممن يهمه تحقيق الأهداف المذكورة بعاليه. والمشاركة قد تأخذ شكل المساهمة الابداعية (الفكرية، أو الموسقية، أو المسرحية، أو الشعرية، أو التكشيلية، أو غيرها من أوجه الابداع). أين يعقد ؟ في الخرطوم. ما هو موقع الانقاذ وأنصارها فيه؟ المشاركة في هذا العمل تتطلب شرطين إثنين، أن يكو الشخص سودانياً، و أن يكون على قناعة راسخة بالسلام والقيم المؤدية إليه والمستمدة من معاني الحرية والعدل والمساوة. أي شخص مشبوه، من المتهمين بصناعة الدمار وإهراق الدماء لن يشارك في هذا العمل الهام. ولكن هذا لا يعني بأننا سنستثني كل من له صلة بالنظام، خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام. وقد تركنا هذا الأمر لمناقشته بالتفصيل بعد أن يتم توقيع الاتفاق، كما أشرت لذلك في مساهمة سابقة، مما وجد تفهماً. وهنا يجب أن أشير إلى أن هناك كثيرون من بين أعضاء المنبر ممن ينتمون لوجهة النظر التي تحكم السودان الآن، إن صح أن نسميها وجهة نظر. ولذلك فإنه من غير الواقعي أن نستثني ممثليها استثناءً تاماً. وهل سيكون للمؤتمر رأي قاطع في الانقاذ وسياساتها؟ المؤتمر سيقوم في ظل دولة تحكمها حكومة انتقالية، ليست هي بأي حال حكومة الانقاذ الحالي، وإن كان حزب حكومة الانقاذ مشاركاً فيها. ومن البديهي أن نفترض بأن سياسات الحكومة القادمة لن تكون نفس سياسات حكومة الهوس. أملنا كبير في الله أن تكون روح الفترة القادمة روح مختلفة من الروح الخانقة الراهنة. وسيكون لتلك الروح الجديدة أثراً واضحاً في تفاعلات وحيوية المرحلة القادمة، التي نأمل أن تختلف إختلافاً جذرياً عن كل ماألفناه في الماضي. هنا لا أريد أن أرسم صورة وردية، رومانسية، فإنني مدرك لحجم التحديات الضخمة التي تنتظرنا كسودانيين في الفترة القادمة. ولكني في المقابل أريد أن أساهم في إزاحة القتامة المفرطة التي بها ينظر بعض المعارضين من المنكفئين على قوالب الخطاب القديم في المعارضة. هل هناك لجان تحضيرية لهذا المؤتمر؟ نعم، وهي مازالت في طور التكوين. هناك لجنة مشرفة، وهناك لجان إقليمية، ومحلية. مازال بعض هذه اللجان في الأطوار الأولى من التكوين، وبعضها قد تم تشكيله، بتصعيد ورغبة من البورداب في مناطقهم. هل تتم الدعوة له في الصحف والنوافذ الاعلامية المتعددة بخلاف هذاالمنبر؟ نعم، قطعاً سيتم ذلك، إن أريد لنا النجاح. وإلا فإن ملتقانا المزمع هذا لن يحقق التواصل المرجو بيننا وبين أهلنا في الداخل.
أرجو أن أكون قد أوفيت أسئلتك ما تستحقه من اهتمام. وأكرر دعوتي لك بالانضمام للجنة المشرفة، فإنت من أنشط أعضاء هذا المنبر في المستوى الفكري والسياسي. وهذا محور هام من المحاور التي نود أن ندعمها بدماء جديدة. ************************** الأخ الكريم نصر هجام، تحياتي الحارة، ومودتي لك، ولكل من حولك من أحبابنا السودانيين. أشكركً على هذه المساهمة القيمة. ولكني أتساءل: متى نعرف بأن هذه السحابة المظلمة قد بدأت تنزاح عن فضاءنا، لتظللنا غيمة السلام؟ أي ماهو الحد الفاصل بين الغيمة الظليلة الناعمة المعينة على التأمل في آمال وطموحات السلام، وتلك السحابة المرعدة المرهبة المدمرة، التي تتحدث عنها، في فضاء مظلم، لا يحيط به سوى المزيد من الدمار؟ إني أقول بأن توقيع اتفاق سلام هو بداية النهاية لهذا العهد الظلامي. شاء أهل الظلام أو لم يشاءوا، فإن دولتهم قد بدأت تدول. فإن الحكومات تنهزم في عقول وقلوب مواطنيها، قبل أن تموت حساً. ويظهر ذلك في الخطاب العام. والخطاب العام الراهن يخنق دولة الهوس خنقاً، لأن وهج الحرية، يشكل حبلاً سميكاً حول رقبتها، وما زال يتداعي في التشكل على هذا النحور بسرعة شديدة. بالاضافة إلى الخطاب العام الجديد، الذي يجعل المهووسين يخجلون من هوسهم، بل يجعلهم يسايرون الخطاب الجديد، فإن وسائل الاتصال الحديثة لا تسمح باستمرار دولة القرون الأسطى التي أقامها الترابي والبشير وأعوانهما من المهووسين. كثيرو منهم يدركون ذلك الآن. وما عليك إلا أن تنظر للمخادعة التي يتزيا بها الترابي، أو تلميذه النجيب على عثمان محمد طه لتدرك ذلك. هذين الرجلين لا يختلفان عن بعضهما البعض، في تقديري، مقعد السلطة. الخلافات بين الشعبي والوطني ليست خلافات مبدأية. هذا ماتعطيه البداهة. ولكن يجب ألا نذهل بأن هذين الحزبين قد بدآ يفقدان قواعدهما بسرعة مذهلة. نظرة سريعة إلى دارفور ستؤكد لك معنى ما أقول. ولكن مثلك لا يحتاج لمثل هذا التأكيد. مع ذلك، فإنني أقول لك، كما قلت للأخ كمال بعاليه، بأن الفترة الانتقالية، فيت تقديري، سيكون بها تغيير كبير في روج العمل السياسي والفكري والثقافي في البلاد، على الرغم التحديات الكبيرة التي تواجهنا. ولهذا فإنني أدعوك لتأمل مسألة توقيع اتقاقية السلام باعتبارها بداية لعهد جديد في تفعيل حيوية وجداننا السوداني، على الرغم من أنه لن يخلو من تحديات كبرى. هذه التحديات، ستثقل كاهل كل فرد سوداني بمسؤليات كبيرة، خاصة وعامة، نحو بناء صرح دولة جديدة، لم تعد دولة بعد أن سرقها ودمرها السارقون!
بعض أهل الهوس قد بدأوا في التخلي السريع والمفاجئ عن هوسهم. أنعينهم على الاستمرار في إدراك ذلك، حتى يتخلوا عن السلطة طائعين، ثم نحاسب من نحاسب وفق حكم القانون في دولة القانون، أم نظل نصر على نفس خطابنا القديم، الذي ظللنا نواجه به خطابهم القديم، حتى بعد أن تخلوا هم عنه؟ هذا سؤال هام يجب أن نسأله لأنفسنا، إن كنا نريد لثقافة السلام أن تتقوى في داخل كل منا. يجب أن نقصد الهوس ونحاربه حرباً أخلاقية وفكرية قوية. وهذا يتطلب ألا نقتل المهووس، مثلما قتلنا هو، فنصبح مثله. يجب أن نحارب الهوس في هذا المهووس بالأخلاق وبالقانون، إن تطلب الأمر، لنخلص عقله وقلبه منه، لأن مقصدنا ليس دمه ولحمه وعظمه. مقصدنا أن يعود كل سوداني إلى سودانيته، التي يتجلى قبول الآخر فيها أعظم تجلي، منذ أقدم العصور! والرفض الذي حدث لمشروع الهوس في زمن قياسي بالمقارنة مع تجارب أخرى في العالم، تاريخية ومعاصرة، هو أننا شعب مسالم بالفطرة. متى سنقوم بتفعيل هذه المسالمة، إن لم نقم بتفعيلها الآن؟ هذا هو السؤال!! محادثات السلام الراهنة طرف من هذا التفعيل، ولكنها قطعاً لا ترقى، ولن ترقى، إلى حل أزماتنا إن لم نؤسس لمشروع فكري-ثقافي علمي وعملي يؤدي لقيام دولة القانون، واحترام الأسس الدستورية التي سنتفق عليها في كافة الأوجه. هذا ما نحاول نحن هنا أن نقوم به، دون أن ننزل إلى درك الاستهانة بحقوق الناس مثلما حدث في الماضي بقولة الحق التي أريد بها باطل "عفا الله عما سلف." لا بد من أن تقوم المحاسبة لكل من أجرم في حق الشعب، حين يكون ذلك ممكناً. ولن يكون ذلك ممكناً إلا إذا بدأ الوطنيون الصادقون من داخل صفوف المهووسين أنفسهم كشف هؤلاء المجرمين. ولن يتم هذا الكشف عن المجرمين إلا في إطار دولة القانون. فالمحاكم العادلة لابد من إقامة الأدلة فيها، ولا بد أن يكون هناك شهود يوثق في شهادتهم. هل يتساءل الكثير من المعارضون بالأسلوب والخطاب القديمين للمعارضة عن: من أين سناتي بهذه الأدلة، وبهذه الشهادات، إن لم نأت بها من بين صفوف من ثابوا إلى رشهدهم من المهوسيين أنفسهم؟ وهؤلاء كثر. نعم كثر. تلفت حولك، وستجد بأن هناك كثيرون ممن هتفوا بأن "أميركا قد دنا عذابها،" وهم الآن في حضن من دنا عذابها هذه، يرضعون من ثديها الخصيب. وكثيرون داخل أجهزة الحكم في السودان، بل من صناعها، قد كفروا بمشروع الهوس، ولكنهم خائفون من النطق بذلك في العلن، لأن وحش الهوس الجريح، وإن لم يعد يطالنا طولاً مباشراً، فإنه ما زال كاسراً، من حولهم على أيسر تقدير. أرجو أن تتأمل في كل ذلك قبل أن تحكم على موقفي من زاوية صناع خطابنا القديم في المعارضة. ولك مني كل الود مجدداً.
| |
|
|
|
|
|
|
|