الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 07:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.حيدر بدوي صادق( Haydar Badawi Sadig)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2005, 12:19 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار

    قرأت قبل قليل مقالاً متميزاً يحوى مضامين عميقة الدلالة، أتفق مع كاتبها في جل ما قاله، ولا أجد نفسي مختلفاً معه إلا في حديثه عن نزاهة الأحزاب الشمالية الآخرى، لأني أرى بأنها هي التي هيأت المسرح للإخوان المسلمين -جبهة الميثاق-الجبهة القومية-المؤتمر الشعبي-المؤتمر الوطني(عصابات الهوس الديني)- البيئة المناسبة للنمو السرطاني، الذي آن لبلادنا استئصال شأفته المميتة. مع ذلك، فإن هذه الأحزاب الشمالية تتفاوت في المقدار في تحملها للرزء. مثلاً نجد أن دور حزب الأمة كان داعماً دعماً مباشراً للنمو المضطرد لحالة الهوس الديني حين تحالف الترابي مع نسيبه الصادق في أولى مؤشرات تحالفٍ يؤدي إلى تصاعد التطرف السياسي في الستينات. ولا يعفي الاتحادي من المسؤلية إعفاءً تاماً، إذ رضخ للخطاب المتهوس السائد وقتها، وإن لم يكن من صناعه. أما الحزب الشيوعي والأحزاب السياسية ا اليسارية لأخرى فقد كانت مساهمتها في أزكاء التطرف بمواجهة المتهوسين بتطرف أيديولوجي-علماني بلغ درجة أن كان تطرفاً عقائدياً من نوع آخر كانت الشيوعية ديناً يرفده بحطب الوقود.

    هذه مجرد لقتة إلى إلى الجزئية الوحيدة التي أختلف فيها مع الكاتب الأستاذ عوض مختار، الذي لم أتشرف بمعرفته قبل اليوم، والذي أحييه من هذا المنبر أعذب تحية، مع وافر شكري على شحنة التنوير التي تتدفق من مقاله الناضح بالحصافة وبعد النظر التاريخي والآني.
    إلى المقال.
    **********


    الترابى يستغفر


    عوض مختار

    ملبورن أستراليا


    [email protected]

    فى الحوار الذى أجرته الجزيرة نت مع دكتور حسن عبد الله الترابى, تحدث دكتور حسن فى كثير من النقاط ..لفتت نظرى فيها نقطتين هامتين , إستغفاره من الذى فعلوه ..والثانيه وصفه فترتهم بأنها الوهلة الأولى وهذا غير صحيح فدكتور حسن موجود ومؤثر فى السياسة السودانية منذ أكتوبر …وإذا لم يعترف دكتور حسن بتلكم الفترة ..إن ستة عشر عام بالتمام والكمال من عمر الشعوب ليست بالشىء الساهل ..ولم يقرأ التأريخ طيلة ستة عشر عام… ولم يعتبر طيلة تلكم الفترة …ويريد أن يقرأ التأريخ الآن ويعتبر الآن..لا يا دكتور حسن لسنا أيتام حتى تتعلم الزيان على رؤوسنا … لم ينفعنا الإسلاميون وجاء دور الحركة ..

    دكتور حسن ما الذى تستغفر منه ؟ هل هى الحربائية التى كنتم تستعملونها … تتبدلون ..تتلونون …ميثاق ..جهة إسلامية ..أخوان …مؤتمر … وقريبا قد تسمونه الحركة الشعبية ..لكن الإسم الذى لم يتبدل فى ذاكرة شعبنا هو الجبهجية .. وبعبارة أخرى الكيزان ..أليس هذا هو الـتأريخ ؟ إقرأ يا دكتور حسن…إقرأ معى …

    دكتو حسن هل ستستغفر من سيخ الأخوان فى جامعات البلاد ؟ كم فتا ضرب ؟ كم طالب قتل ؟هل ستستغفر من قانون الحشفات ؟هل ستستغفر من زوار الليل ؟ الذين أودعوا خيرة الرجال فى شالا وكوبر وبيوت الأشباح البغيضة ؟هل ستستغفر من إشعال فتيل الحرب عام ثلاث وثمانين أليس من أسبابها قوانيكم الإسلامية فى أواخر عمر إمامكم نميرى ؟

    هل ستستغفر من آلاف العاملين المهرة الذين أحلتوهم للصالح العام ؟وتسببتم فى فشل جميع مؤسسات الدولة التى إنهارت حتى تمنى شعبنا عودة الإنجليز ..وهل ستستغفر من الجهاد الذى حصد أرواح مواطنيك …دكتور حسن لاتهيج علينا المواجع..وتعود وتتحدث عن الديمقراطية والحرية ألست القاتل عام تسعة وثمانين؟

    دكتور حسن كان الأولى بدل الإستغفار الإعتراف ..الإعتراف بخطاياكم منذ عشرات السنيين قبل الأنقاذ ..

    هل نسيت الأزمات التى كنتم تصنعونها بالبلاد ؟ وأنتم خارج السلطة ..حدثنا يادكتور حسن من قتل الشهيد محمود ؟حدثنا يادكتور حسن من قتل الضباط ليلة العيد؟ أى عنف هذا ؟ أى سادية هذه ؟

    دكتور حسن من إشترى سكر البلاد ؟

    من إشترى أسمنت البلاد؟

    من إشترى بصل البلاد ؟ سبحان الله حتى البصل إشتراه الأخوان .. دخلنا الجامع ودخلتم السوق ؟

    من يتاجر فى الماشية ؟

    لا نعرف شيوعيا واحدا يتاجر فى البصل أو السكر ..أو الغنم .. اليسوا هم عدوكم اللدود؟ لقد كانوا أكثر شرفا فى حروبهم السياسية ..ضدكم وضد غيركم ..

    من إشترى أراضى البلاد ؟

    من هم أصحاب المغالق ؟

    من هم أصحاب الشركات؟

    دكتور حسن الدين زهد .. الدين كفاف … الدين تغشف…الدين قيام الليل .. الدين همشكوريب … الدين الشكينيبة .. الدين أم مرحى … الدين أم ضوا بان..الدين طيبة القرشى …الدين دار فور ..الدين أبو حراز ..فأين أنتم من هؤلاء ؟ لم نسمع بمسيد الأخوان …ولم نسمع بتكية الجبهجية والحمد لله كل الأخوان صحتهم تمام التمام ..

    دكتور حسن معظم أحزابنا طائفية دينية .. حزب الأمة .. الإتحاديين ..بل إن معظم شعبنا يعتبر الشيوعية دين لكنهم لم يشتهروا بجمع المال كما إشتهرتم به ….وتحبون المال حبا جما ..ثم تقولون هى لله ..كل أحزابنا دخلت حروبا شريفة ..حروبا طاهرة ..سواء كانت هذه الحروب ضد المستعمر أو ضد بعضنا البعض ..منهم من حمل السلاح فى وضح النهار ووضعه بكل شجاعة فى وضح النهار …لكنكم تحملون السلاح ليلا وتلقونه نهارا ..لا نعرف حزبا واحدا تاجر فى قوت العباد … لا نعرف حزبا واحدا إحتكر مادة غذائية …وها أنتم تجعلون الحزب عدة أحزاب … حزب موالى وآخر غير موالى ..حزب معارض وآخر غير معارض ..وكادت البلاد أن تصبح بلادين بعد أن أصبحت الأسرة أسرتين أحدها موالى والآخر غير موالى أحدها إتجه شرقا والآخر أصبح أمريكيا ولكم الفضل فرق تسد …جاء الحق وزهق الباطل …وانضم الكثير من أفراد شعبنا للحركة … ضاربين المثل الدين لله والوطن للجميع …نعم لا علاقة للدين بالسياسة ..

    دكتور حسن وأنت سيد العارفين … يتجه العالم اليوم إلى عالم جديد مختلف ..عالم تسوده المحبة والإتفاق مبنى على الصدق والحق .. يحترم معتقدات الناس … بأعراقهم المختلفة …بإثنياتهم المختلفة …بأديانهم المختلفة (كم دين فى الهند يا دكتور حسن) إذا لم نفهمها أجبرونا عليها كما يفعلون الآن …وها قد أصبح الرئيس مسلما ونائبه مسيحيا ...فرجائى أن لا تتحدث عن الدولة الدينية …. فلتكن الكنيسة جوار المسجد …وعندما يدخل أحدنا الكنيسة لأداء صلاته ينتظره صديقه المسلم خارجها ..ليكملا حديثما عن هموم الوطن …وقت ذاك يا دكتور تستطيع أن تقول هى لله والوطن .. لا للسلطة ولا للجاه
                  

08-17-2005, 12:31 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Haydar Badawi Sadig)

    قرأت قبل قليل مقالاً متميزاً يحوى مضامين عميقة الدلالة، أتفق مع كاتبها في جل ما قاله، ولا أجد نفسي مختلفاً معه إلا في حديثه عن نزاهة الأحزاب الشمالية الآخرى، لأني أرى بأنها هي التي هيأت المسرح للإخوان المسلمين -جبهة الميثاق-الجبهة القومية-المؤتمر الشعبي-المؤتمر الوطني(عصابات الهوس الديني)- البيئة المناسبة للنمو السرطاني، الذي آن لبلادنا استئصال شأفته المميتة. مع ذلك، فإن هذه الأحزاب الشمالية تتفاوت في المقدار في تحملها للرزء. مثلاً نجد أن دور حزب الأمة كان داعماً دعماً مباشراً للنمو المضطرد لحالة الهوس الديني حين تحالف الترابي مع نسيبه الصادق في أولى مؤشرات تحالفٍ يؤدي إلى تصاعد التطرف السياسي في الستينات

    الاخ حيدر
    الظاهر عندك عقده نفسيه اسمها الصادق المهدى, شفاك الله
    دودى
                  

08-17-2005, 02:26 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Mohamed Doudi)

    الأخ الكريم محمد داؤودي،

    أقبل دعاءك لي بالشفاء، إن كنت متجنياً على السيد الصادق.
    ولست كذلك.
    كنت أرجو أن تكون دفوعك بالبينات التاريخية، لا بدعوة
    لي بالشفاء هكذا، بدو تشخيص لأي داء تبدي في طرحي. ما يقول
    به تاريخنا القريب هو الفشل الذريع للصادق المهدي في الماضي،
    بل في الحاضر.

    الصادق المهدس صورة مخففة من الترابي، ولا يختلفان عن بعضهما
    إلا في كون أحدهما كان أكثر مكراً وألعبانية من الآخر، أما شبهما
    فلا يخفي على حصيف يرى أبعد من أنفه ولو بقليل.

    نسأل الله الشفاء للجميع!
                  

08-17-2005, 05:48 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الاخ حيدر
    موضوع المقال فى كلياته عن الترابى وتوبته واستغفاره ولكن اقحمت الصادق المهدى اقحاما فى المقال واختذلت كل تاريخ حزب الامه فى شخص الصادق المهدى والذى لاننكر مساهماته الفكريه والسياسيه فى رقى حزب الامه وتطوير العملبه الديقراطيه والتنظير لها فى السودان والعالم الاسلامى. ويكفى الصادق فخرا بانه لم يحد عن التوجه الديقراطى ابدا مهما كانت الظروق
    اما عن علاقه الامه بالاخوان فهى دائما كانت فى مصلحه الوطن كما فى الجبهه الوطنيه فى سبعينات القرن الماضى او من خلال برلمانات الفترات الديقراطيه وهى لاتختلف عن علاقه الحزب بالشيوعى وبقيه الاحزاب فى الساحه لان الهم واحد وهو السودان ولكل طريقيه فى تحقيق وتنفيذ فى سودان الغد مع التزام حزب الامه بالديمقراطيه دائما كوسيله وحيده لتداول السلطه فى البلاد.
    ارحب باى حوار هادف لتحقيق وبلوره اى رؤى او اهداف محدده
    محمد دودى وليس داؤوى
                  

08-17-2005, 05:54 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Mohamed Doudi)

    شكراً على النفس الهادئ في الحوار، يا محمد.
    وليستمر الود، ولنحتكم للقارئ الكريم.
                  

08-18-2005, 07:03 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Haydar Badawi Sadig)

    فوق!
                  

08-18-2005, 07:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نص الحوار معه في الجزيرة (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الصديق حيدر
    سلامات
    اثارت انتاهي اعترافات الترابي,حول فشل التجربة الانقاذية
    وهذا هو نص الحوار معه في الجزيرة,
    والذي استند عليه كاتب المقال

    الدكتور حسن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي المعارض في السودان والزعيم الإسلامي المثير للجدل، شخصية شغلت الأوساط السياسية والدينية داخل بلده وخارجها، سواء أكان في الحكم أم في المعارضة، معتقلا أو طليقا. الجزيرة نت التقته في الخرطوم لمعرفة رأيه بشأن التطورات التي شهدها السودان في السنوات الأخيرة منذ بدء تجربة الحكم الإسلامي في يونيو/ حزيران 1989 حتى مقتل جون قرنق النائب الأول للرئيس السوداني في 30 يوليو/ تموز 2005.

    أولا: ما مبرراتكم لفشل المشروع الحضاري والتجربة الإسلامية في السودان؟

    لأن جهود البشرية ولأول وهلة عرضة دائما لأن تحقق إخفاقا أو بعض إخفاق، كما أن الخطة وحدها لا تكفي لأن الآثار والابتلاءات لا تسمح لأحد بأن يحيط بغيبها كله، ولأن المشروعات التي تؤسس على الأصول الإسلامية بين يدي الذين يقيمونها لا تعود إلى تجربة قريبة حتى تعتد بها أو إلى قياس في العالم حتى نقايسها على أوضاع السودان أو حتى نقيم مشروعا أقرب إلى الفلاح.

    فأنا لا أتذرع وكان ينبغي أن أدرك كل التاريخ وأعتبر وأتعظ به، لكن قبل التجربة دائما لا تستطيع أن تقرأ تاريخك أو قرآنك، لكن التجربة تعلمك وسترجع فترى ما ينبغي أن تراه والذي لم تره من قبل، ثم إن هذه التجربة هى الأولى في العالم الذي يسمى سنيا والتجربة الأخرى كانت في العالم الشيعي.

    فالتجربة الأولى لم تكن تجربة تامة، وما زال الكيان التقليدى قائما يوازي الكنيسة في الغرب ويخشى المرء أن يقع ذات الصراع.

    فهذه أول تجربة وحتى إن أخفقت لا أقعد باكيا لكن أقول إنها تجربة وستكتب وهي على الأقل قد تنفع الناس إذا ما كتبت بحق، ونحن نكتب فالخطأ نتبينه ونتبصره ونعترف به ونستغفر الله منه، وأما الصواب فيمكن أن يبنى عليه.

    خلافاتكم مع أبناء (البيت) الحركة الإسلامية وصفتموه بالعقوق ووصفوه بالخروج منكم فهل لذلك مرده على السجن الأول أم الثاني؟

    لم أكن حديث عهد بالسجن، وفي نظام عسكري سابق ظللت أدخل وأخرج لسنوات طويلة، فجهاز الأمن قديما كان منهجيا مهنيا أكثر منه مندفعا بدوافع السياسة المتسلطة، فأنا في جملة الأمر لأني قديم عهد بالسجن ما أصابني ضيق شديد حتى عندما شدوا علي الوطأة خاصة المرة الأخيرة.

    كما أننى مشهور الاسم في العالم المسلم وغير المسلم ومنسوب للإسلام، فأحيانا لإرهابه ولفكره أو لكل مظاهر الإسلام الذي يرضون والذي لا يرضون، لذلك لا أريد أن ينسب النموذج الذي يرون في السودان الآن السلام، لأنهم سيقيسونه (الغرب) على ما كان عندهم من نموذج ديني.

    ثم ماذا عن الخلافات؟

    بدأت الخلافات عندما بدأنا ننتقل من الانقلاب والثورة، كالثورة الفرنسية لا تنتهي إلى عهد الإرهاب كما حدث في بلاد كثيرة، فالناس عندما يقبلون إلى الحكم لا يدرون كيف يحكمون ولكنهم يدرون كيف يضربون ويهجمون لذلك يتخبطون كثيرا فيضرب بعضهم بعضا، إذا ما اختفى العدو وانتهى كما حدث في أفغانستان.

    لكن لأننا دخلنا بخطط قررنا إنزالها على أرض الواقع، وأول ذلك كيفية إطلاق حرية الفرد والصحافة بجانب حرية الأحزاب لكنهم داروا على ما أقره المجلس الوطني فبدأ صراع كبير حتى انفجر في الآخر.

    ففى الأيام الأولى ظن الناس أن المرء غاضب على فقد كراسي السلطة، أغلب الناس كان يرى ذلك. لكنهم بعد كثير كلام اكتشفوا أن الصراع على مبادئ كان يمكن أن تبنى عليها دولة تنسب للإسلام لا على كراسي السلطة وأنصبتها.

    ولهذا السبب رضيت بالسجن واطمأننت به كما ذكرت لأن العالم الغربي الآن لا يقول هذا نموذج للإسلام.

    كيف ذلك؟

    لأنه لا يعرف هؤلاء ولا أسماءهم بل يرى أن الذين عرفهم يقبعون في السجن فمعنى ذلك أن هذا الشيء مخالف، وكانوا سيقولون للإسلاميين في أي بلد انظروا إلى مثالكم في السودان فإذا فتحنا لكم أبواب ديمقراطية أو حرية ستصعدون إلى السلطة ثم تلقون بالسلم مرة واحدة وستطؤون علينا وطأة أصحابكم على أهلهم في السودان، بل كانت ستكون حجة دامغة ستدمر كل حركة الإسلام.

    معنى ذلك أن ما حدث كان مفيدا؟

    جدا....

    ذكرتم في بعض مقابلاتكم أن إسلاميين تم طردهم من السودان أو سلموا لبلدانهم ما حقيقة ذلك؟ وهل هجومكم القاسى على الحكومة يعتبر ثأرا لهؤلاء أو غيرهم؟

    أولا إن مبادئنا تعلمنا ألا ننظر إلى الوراء بشكل فيه أي نوع من أنواع الثأر... فحتى مع نظام النميرى الذي ألقى بنا في السجون ما ذكرناه بعد ذهابه لأن البلد قد تجاوزته، لكننا فقط نذكر التجارب لنتذكر بها، وأنا لست مشغولا بالأشخاص أو الانتقام منهم لكن صحيح أنه بدأت تتوارد علينا عندما علم الناس أن ثمة توترا.

    بدأت ترد إلينا معلومات عما تفعل بعض الأجهزة من فساد وإسلام للناس رغم أن حماية من استجارك هي جزء من الإسلام ليس فقط إنصافا لصديق بل إن عدوك إذا ما لجأ إليك سياسيا فلا بد أن تؤمنه تماما ولا بد ألا تخرجه من بلدك إلا إلى بلد آمن آخر (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره) وبدأت تصلنا أشياء وتدابير تجرى من تحت لتسد الطريق الذي كنا نتمنى أن ينفتح شيئا فشيئا فما أدري إن كان ذلك غباء أم عدم إدراك.

    فالضغوط اشتدت من الخارج على قيام إسلاميين هنا في السودان بعدما سمعوا أن هناك بلدا إسلاميا أصبح مأوى بعد مطاردتهم في بلادهم بسبب قتالهم في افغانستان وكل من كان ممولا من قوى دولية أو من بلده تحول اسمه إلى خطر بأن سيكون إرهابيا لأنه تدرب، وظلت بعض البلاد لا تستقبلهم رغم أنهم أبناؤها فلجؤوا إلى السودان لأيما عمل استثماري أو غيره

    كارلوس مثلا؟

    كارلوس ليس بمسلم لكنه ادعى أنه عربي وجاء بجواز كذلك والناس كانوا مشغولين بالسودان، لأنه أصبحت له صورة في العالم ولكن تحت وطأة الضغط وهذا من اسباب الخلاف الحاد أيضا فبدؤوا أول الأمر فأسلموا بعض الناس لبلد جار، ونحن نعلم ماذا سيحدث من هذا البلد الجار إذا أسلم إليه هذا النوع من الناس، سيقضى عليه عند بعد الحدود مباشرة، ومن بعد ذلك ظلوا ينذورونهم أياما ثلاثة لمغادرة البلاد فكان الناس يهربون إلى بلد عربي يستقبلهم ومن هنالك يتسللون إلى الغرب فيستقبلهم لجوءا سياسيا، وقد حدث كثير من هذا.
    أضف إلى ذلك أن بعضا من هؤلاء تزوجوا منكم (السودان) ونالوا بقانونكم الجنسية السودانية وأولادهم هنا كما أنه إلى عهد قريب أسلم بعض الناس الذين تجنسوا قبل سنين بجنسيتكم السودانية، فأسلموا إلى بلاد لا أدرى ماذا جرى لهم فلربما قضي عليهم.

    أعلنتم معارضتكم للدستور الجديد فما الأسباب؟

    في هذا الدستور يأسف المرء أن يقول إن إخوتنا في الجنوب ركزوا على ما يليهم هم فقط.

    ثانيا: أن الدستور حدثنا عن أن الأغلبية هي 52% لحزب واحد، ومعنى ذلك أن الحرية هي ما يريده الحزب صاحب الأغلبية، رغم أنه غير أوضاعه ونظامه التأسيسي ليجعل السلطة لفرد واحد، ومعروف أين يقوم الفرد الواحد الآن.

    ثالثا: ارتدت حرية الأحزاب واشترط عدم ممارسة أي حزب لنشاط إلا بالموافقة يوافق على الدستور كما أعطي الرئيس سلطة عليا بجانب تقييده للطوارئ بموافقة نائب الرئيس.
    رابعا: أعطى الدستور الجديد سلطة تشريعية للرئيس عكس ما كان في الدستور السابق وهذا ليس حكم الشعب ولا نواب الشعب وإنما حكم الرئيس هنا والرئيس هناك.

    ألا يمكن تعديل ذلك؟

    أولا: التعديل أصبح شبه مستحيل لأنهم وضعوه وفق قيود وأغلبيات تكاد تكون كاملة وهم على أية حال ضمنوا الأغلبية فضلا عن أغلبيات الدستور الأخرى المعقدة. فنحن خلاص توكلنا على الله وننتظر فهل نستطيع أن نؤمن هامشا من الحرية بالقدر الذي نتمناه موجودا أو هامشا معقولا حتى نعمل فيه؟

    فانا الآن أطمع ليس في النصوص السيئة لكن هناك قوى سياسية جديدة كالقوى الجنوبية التي جاءت من الغابة فهي تنزع إلى جانب الحرية كما أن هنالك قوى كانت تحت الأرض خرجت الآن مثل الحزب الشيوعي بجانب قوى أخرى رئيسية، وحتى إذا لم تتفق في برامجها فستتفق على ضرورة الحرية، والقوى الدولية أصبحت وطأتها شديدة جدا.. وجيشها الموجود في السودان الآن ليس بجيشكم والمال مالهم وحاكمهم (أيان برونك) يصرح في صحفكم كما يصرح رئيس دولتكم وهم يدركون الآن أن مصالحهم لن تستقر إلا ببناء الديمقراطية لذلك يتحدثون عن الإصلاح بشيء من الإخلاص هنا وفي البلاد من حولنا.

    ألا تعتقد أن طول المدة لإجراء الانتخابات سيؤثر على الحياة السياسية؟

    أنا لا أستكثرها لأن هناك أحزابا ابتعدت عن قواعدها وغالب السودانيين انطلقوا الآن إلى غير ولاء حزبي وتقطعت وشائج النظم الحزبية التي كانت سائدة في السودان.
    أي أنها بضع سنوات يمكن للأحزاب أن توفق فيها أوضاعها، فالسودان ليس منتظما الآن فقد تمزقت أقاليمه وأصبح إنسانه سادرا في غير مناص.
    هل معنى ذلك أن نسبة انفصال الجنوب ربما تكون كبيرة؟

    اليوم، في ما أرى هي غالبة ولكنها ليست صعبة العلاج لأن الإخوة في الجنوب لا سيما الشباب منهم غالبهم حديث عهد بصراع متطاول لم يكن بالحرب فقط وإنما بأشياء وظلامات تحرك النفوس إلى الانفصال.

    ثانيا: لست آمنا على ألا يختل الاتفاق، لأننا عهدنا اتفاقية أديس أبابا 1972م عندما أتت قيادة التمرد واستغرقت في بحر المتاع والمخصصات ولما جنح النميرى بعد ذلك على الاتفاقية وتجاوزها ما خرج أو عاد إلى الغابة أحد منهم لأنهم وحلوا فخرج جون قرنق لأنه كان ضابطا في الجيش كما فعل بريك مشار واتفاقية 1997م رغم أنها وضعت في بنود الدستور كما وضعت هذه الاتفاقية، فإذا ما حدث خلل فيها فسيقع الانفصال دون انتظار لاستفتاء أو إكمال سنوات وهى كلمة واحدة وتنقطع العلاقة.

    ثالثا: أن الفرحين من أبناء الجنوب بتوقيع السلام ينتظرون الآن طيباته وثمراته وهي لا تتجزأ لأن المعونات الدولية تتأخر جدا وأخشى ألا تصب قطرات منها على الشعب فتقوم الفتن والمشاكل وتضطر الحكومة لممارسة أشيائها، فالذي في الشمال يتولى أهل الشمال وكذلك الذي في الجنوب عندي رجاء أنه ربما مع السلام، الشيء الذي لا نستطيع أن نقرأه 100% أن ينصهر الجنوبيون مع الشماليين حتى ولو تأخر مجيء البركات.

    كيف تنظر للأوضاع في السودان في ظل وجود أجنبي كثيف؟

    هذه الجيوش الأجنبية ما تدخل بلدا حتى تبقى فيه ووجودها لمصلحة الجنود الذين يأتون ولبلدناهم لأن هناك أموالا كثيرة تأتيها وتتوزع بين خزائن هذه الدول وجيوب جنودها، فهم يتمتعون بالدولار أكثر مما يتمتعون برواتبهم البائسة، فمن كل بلاد أفريقيا والعالم مضطربها ومستقرها جاءتنا جيوش وعندنا ما شاء الله مليشيات كثيرة فنحن الأوائل إذ لم يبلغ بلد في العالم مثل ما بلغنا من وجود قوة مستقلة في داخله وخارجه.

    ألا يعني هذا أن سيادة السودان في خطر؟

    استقلال السودان وسيادته هذه كلمات أصبحت قديمة لأن العالم قد تغير وتقارب والسيادة القديمة والغيرة عليها أصبحت أشياء بالية.

    فأنا الآن أرى السودان في أسوأ حالاته تتجاذبه مخاطر التمزق والذلة، أنا أتحدث بموضوعية في ظل ضغوط عدلية ومالية وعسكرية من الخارج، وأقول هذا ليس لأني أريد أن أرمي بلادى بالهجاء لكنه للتذاكر فيمكن أن نعالج شيئا من أمرنا، فالسودان لديه إمكانات ليكون بلدا عزيزا محترما فائضا على الناس لا مفاضا عليه.
    هل يتذكر السودانيون مع فرحة السلام هذه الأشياء؟ أنا أذكر كل الناس بهذا الخطر
    مع كل هذا التخوف هل تتوقع ظهور جماعات متطرفة تحاول طرد الأجانب باعتبار أنهم مستعمرون؟

    لا أتوقع كثيرا من هذا، لأن السودانيين دائما ينشغل بعضهم بضرب بعض، فالسودانيون لا يفعلون شيئا لأنهم ضعفوا بجانب أنهم مشغولون الآن بمعاشهم لذلك لا أظنهم سيشكلون خطرا على القوات الدولية.

    تطرح الإدارة الأميركية مشروعا للإصلاح السياسى في الشرق الأوسط وبالطبع يشمل هذا المشروع السودان وغيره من الدول العربية في المنطقة ما رأيك في ذلك؟

    الإصلاح الذي يأتى الآن جاء بالرياح التى هبت علينا ونحن أحوج ما نكون إليها، فنحن والبلاد العربية كل أنظمتنا متصدعة، والمجالس التى تتبع للجامعة العربية لا تنظر شيئا ولا تجتمع وكذلك مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، كلها هادئة بل متجمدة فقد بدأ الإصلاح من الخارج لكننا نسأل الله أن يبدأ من الداخل لأن الديمقراطية إذا أتت من الخارج فستظل سطحا فقط والأجسام عادة تكره الزراعة الخارجية، فالعرب لا يفهمون كلمة ديمقراطية بل يعتقدون أنها كلمة من الغرب شيء طيب مثل السيارات والبدل والمنتجات الأخرى.
    فخطابي الآن أوجهه إلى الحكام العرب وأقول إنه لا طريق أمامهم غير الاصلاح، كما أن الحرب على الإرهاب أصبحت كلمة طيبة وأخاطبهم أن يتولوا الفتح شيئا فشيئا بالانتخابات والحريات وقيام التنظيمات الاجتماعية والسياسية لنضمن استقرار حكم الشورى (حكم الشعب)، كما أسأل الله أن تأتي الديمقراطية من القواعد وأن تستقيم على أسس قوية.

    هل تعتقد أن الغرب يريد الديمقراطية فعلا؟

    كانوا في السابق يكرهونها لأنهم يعلمون أنها ستلد إرادة شعبية تريد عزة للبلد ومساواة وعدالة معهم حتى لا يسلبوننا أموالنا والأميركان بالذات يكرهون الديمقراطية ويؤيدونها تماما عند غيرهم.

    هل تتوقع أن تنتهي الحرب غير المعلنة بينكم وبين أميركا باعتبار أنها ما زالت تعتقد أنكم تقودون تيارات إسلامية متشددة، كما سبق أن ألمحتم إلى أن جهات أجنبية فهم أنكم تقصدون أميركا هي التي أسهمت في إدخالكم السجن؟ وهل تعتقدون أن بإمكانها لعب نفس ذلك الدور؟

    لم يكن السجن وحده ولكن الضربة التي تعرضت لها هناك وكان ينبغي أن تقتل لكنها قتلت أسابيع وشلت حينا من الدهر ثم مضت بجانب أن الدفع للآخرين يأتي في روح الأميركيين وثقافتهم لأن أميركا مؤسسة على الضرب والقتل.

    ثانيا: أن مبادئ أميركا الفلسفية تعتمد على الواقعية أي أنك إذا استطعت أن تغلب هذا الضعيف فاقض عليه تماما فقط هي واقعية وليست لهم مبادئ كثيرة.

    والأميركيون أصبحوا القوة الواحدة التي تسيطر والتي لا يوازيها أي ميزان في الشرق حتى نعيش نحن البؤساء بين الجناحين كما نريد، بل أصبحت تسيطر على الشرق والغرب والعالم العربي والمال العالمي، فقد فعلوا بأفغانستان والجزائر بجانب الضغوط القوية من اللوبي الصهيوني المنتشر في البلاد، والوطأة على ليبيا والسودان، وهم كشعب لا يعلمون شيئا كثيرا عن العالم لكن إداراتهم أنزلت عليهم ثقافة كارهة لأي شيء يسمى بالإسلام لذلك لا تسميه باسمه بل تسميه إرهابا ويعني عندها أصولية، ولهذا بدأت ترتد عليهم الآن، فاضطروا في العراق أن يتفاوضوا معهم وأحيانا يتلطفون إليهم وبدؤوا يسمونهم مقاومة وحتى لا تنفجر أرض البترول في السعودية بدؤوا يتكلمون عن الإصلاح وفي مصر كذلك بدلا من أن تنتشر كفاية رأوا ضرورة فتح الأبواب للمواطنين والإصلاح الداخلي.

    هل تحاورهم؟

    والأميركيون لا يتحدثون إلينا كثيرا لكن بدأ كثير من الأوروبيين الآن والقوى في أميركا نفسها تقول لا بد أن نتحاور مع الإسلام وأنا مطمئن وأصابرهم قليلا والآن أرى ملامح التطور وعندئذ أتحدث اليهم.

    هل تتوقع تغييرا قريبا؟

    الوطأة أخف من ذي قبل، والغربيون أنفسهم الآن أقرب إلى التفاهم أكثر من اللغة الأولى، وبدأ نزع جديد وأرجو أن يكونوا كذلك، وهذه ليست ذلة مني ولكني إنسان أريد أن أتعاون مع أي إنسان حتى ولو كان فيه استبداد أو ترفع وأسأل الله أن يخفف استبداده وترفعه ويفتح بيني وبينه الأبواب ولا أريد أن ينتهي العالم إلى صراعات.

    ماذا يعني فقد قرنق في هذا الوقت بالذات؟

    كان لوفاة جون قرنق ونسأل الله الرحمة لجميع عباده البشر الذين رفعهم إليه وقع جليل لا يقتصر على الحركة التي كان يقودها ومن ثم على الجنوب، بل على السودان الذي كانت تتعلق رجاءاته حول جون قرنق في مختلف الأقاليم بميزان اللامركزية والحرية بل في الأقاليم المجاورة للسودان التي عرفته وعهدته عهدا طويلا بل وفي العالم كذلك لا سيما العالم الغربي الذي عرفه من قريب. لكن بالطبع مرحلة إنزال السلام إلى الواقع مرحلة تختلف عن مرحلة كسب السلام لأن كسب السلام اقتضى مقاومات ومواصلات دبلوماسية والثائرون حينما يكسبون الظلامات التي كانوا يشتكون منها يتدثر عليهم دائما التحول إلى حكام يديرون البلاد ويوحدون الناس لأعلى عدو مشترك ولكن على مقاصد وطنية أو إقليمية أو سياسية. هذه الابتلاءات كانت تنتظر جون قرنق ولكن لأنه لسعته العملية واتصالاته السياسية ولطول عهده كان يمثل السودان ويمثل الجنوب خاصة ولذلك كان فقده ذا وقع كبير.

    الآن الإخوة يتعرضون لمخاطر أكثر من أمس، والمخاطر ابتلي بها الجنوب، بعد السلام وقد يبتلى بأكثر مما يقدر.

    وما رأيكم في الأحداث التي تلت ذلك؟

    النظام الذي يحكم السودان الآن لا يعتبر كثيرا بالتاريخ، وحتى التاريخ القريب في الجنوب لا يعتبر به في دارفور، فضلا عن أن يعتبر بهذه الوقائع، فالحكومة لم تقدر احتمال الوقائع وكانت تظن أنها ستكون قليلة. وبين يدي إعلان موت البطل الجنوبي كان ينبغي أن يكون إخراجها إخراجا يليق بالنائب الأول لرئيس الجمهورية لا نائبا وحسب، ولكن جاء مع كل زخم السلام، وكان يمكن أن يكون الخطاب مباشرا ويوجه بأحسن وكان يمكن أن تنتشر قوات الشرطة غير المسلحة حتى يتحقق النظام لا سيما في الأماكن التي يسكن فيها الجنوبيون.

    وكان يمكن أن تنصب في كل هذه المواقع خيم للتعازي، يوجد قادة من الجنوبيين والشماليين ورجال الكنائس وغيرهم، وكل مراسم التعازي المعروفة في الدوائر الجنوبية حتى تستوفي كل أحزان الناس وغضباتهم، وكان يمكن للإعلان نفسه أن يكون واضحا، أي طائرة هي وأين وقعت حتى تتباعد السرية التي تصوب على الشمال وعلى الحكومة عموما، والحكومة لم تفعل شيئا كذلك بل ظل الخراب، والخراب لا يمكن أن ننسبه كله للجنوبيين وحسب، ولكن إذا ما قامت هائجة الخراب والنهب يركبها كثيرون من أبناء الشوارع الذين ينتظرون هذه السانحة فقد رأت الشرطة ألا تظهر أصلا فاضطر أهل الشمال أن يدافعوا عن أنفسهم وبذات روح القطيع حتى تجاوزت المسألة قدرها، ورغم أن أخبار الوقائع حوصرت قهرا بعد الموتى أو الخراب إلا أن المعلومة في الساحة وفي مدينة واحدة بلغت مبلغا أكبر من ذلك كثيرا في واقع الأمر، وأخيرا الحكومة جاءت من تلقاء أمنها الخاص للمؤتمر ومحلياته وولايته واختارت لهم أن يقدموا الأخبار، وبعد ذلك للناس تقديرهم.

    لكن هذه الواقعة أحدثت ردود فعل والناس كانوا قد أقبلوا على الحركة الشعبية وبعضهم قنط من تلقاء من يحكم السودان وظلوا يبحثون عن مناهج فارتد الفعل كثيرا في الشمال بل وما حدث للشماليين في الجنوب يزرع روحا من اليأس والكره، فهؤلاء سيتحدثون عن أنهم (الجنوبيين) ما دام أنهم لا يحبوننا فعلينا أن نذهب ويذهبوا وسنكون جيرانا كما تقسم العالم في أوروبا الشرقية.
    لكن حتى في الجنوب كذلك تولد وظهر أنهم كانوا يكتنزون كثيرا من الغيظ والغضب وكنا حسبنا أن مجيء الجنوبيين إلى الشمال من الغيظ وليس كل الجنوبيين في الشمال فإن بعضهم تصدى لكف أيدي الآخرين وحماية الناس.

    فهذه الوقائع باعدت بين الجنوب والشمال ثم إن فقد جون قرنق نفسه الآن جاء إلينا بقيادات جديدة عهدناها عسكرية محضة ومن العسير أن نحكم عليها كيف تفعل في دور سياسي مكان جون قرنق الذي له تجربة عالمية سياسية ووطنية وهي قيادة جديدة لا يستطيع الناس أن يحاكموها بما يظنون.

    ولعل القيادة أصبحت جماعية أكثر وهذا تقدم في الجنوب الذي كان يواجه جون قرنق قائدا فردا فإذا سألني هل تأمن على الصعيد القومي القوى الشمالية التي تتولى السلطة يمكن أن تفي بالصدق ومع القيادة الجديدة فأقول يظن الناس إنه بالترضيات والتخديرات تسترضي. ويعني هذا خطرا أشد، فالمرجو أن يكون خيرا لا شرا.

    * إذن أنت متشائم مما يمكن أن يقع؟

    ليس مصوبا بالتدقيق على عين القادم لكن الأحداث التي تلت فقد جون قرنق أوقعت في أهل السودان هنا شيئا من الردة في الرجاء في الوحدة وفي سلام يوحد، ولا أقول إنها غلبت عليهم الآن ولكن قبل الحادثة كانت هناك مجموعات انفصالية في الشمال، وبعدها تقوي هذا التيار بعض الشيء، وفي الجنوب ربما الأمر أحدث شيئا من النزعة إلى الانفصال لكن بعد قليل ربما تهدأ النفوس.



    _______________
    مراسل الجزيرة نت
                  

08-18-2005, 08:48 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص الحوار معه في الجزيرة (Re: osama elkhawad)

    Quote: فالسودانيون لا يفعلون شيئا لأنهم ضعفوا بجانب أنهم مشغولون الآن بمعاشهم
                  

08-18-2005, 09:40 PM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Haydar Badawi Sadig)

    دكتور حيدر تحياتي ..
    Quote: وفي الوقت الذي كانت تسيطر فيه أفكار سيد قطب وتفسيراتها المتعددة على عموم الحركات الإسلامية -خاصة في المشرق العربي- وتسوقها نحو العزلة الشعورية عن مجتمعاتها "الجاهلية" كان الترابي يبشر بنظرية "التفاعل مع المجتمع"، ويصوغ خطابا إسلاميا مغايرا بل ومفارقا للخطاب الإسلامي السائد وقتها، وهو الخطاب الذي دشنه بعدد من الكتب مثل: "الإيمان وأثره في حياة الإنسان"، و"تجديد الفكر الإسلامي"، و"تجديد أصول الفقه"، و"قيم الدين ورسالية الفن"، و"نظرات في الفقه السياسي"... وعدد من المحاضرات أهمها: "الحركة الإسلامية والتحديث"، و"قضايا فكرية وأصولية".. وكلها تحمل أفكارا وآراءً تؤكد أن صاحبها يمتلك مشروعا فكريا تجديديا متكاملا


    Quote: والمذهل أيضا أن الترابي -ذلك المنعوت بالأصولية!- كان من أوائل من قبلوا بمفهوم المواطنة والذي يعني المساواة بين أبناء الوطن الواحد دون التمييز بينهم على أساس ديني، بل وطبقه فعليا في أوساط الإسلاميين حتى قبل الاستيلاء على السلطة، إذ فتحت الجبهة الإسلامية عضويته لغير المسلمين، ونصت على ذلك في دستورها؛ وهو ما دفع تيارات إسلامية الأخرى إلى اتهامه بالخروج على أصول الإسلام وثوابت الشريعة باعتماده عقيدة المواطنة بدلا من عقيدة التوحيد.


    Quote: أما في مجالات الإبداع والفنون فقد كان للترابي في رسالتيه (قيم الدين ورسالية الفن) و(نمارق إسلامية) جملة من الآراء غاية في التحررية، فهو يجيز بلا تحفظ كل أنواع الفنون طالما لا تؤدي إلى محظور أخلاقي، ويدعو إلى تصالح جماهير المسلمين مع الفن الذي يراه وسيلة للإصلاح والتغيير والدعوة إلى الله.


    Quote: غير أن هذا لم يمنع -في الوقت نفسه- الكثير من الإسلاميين من النظر للترابي باعتباره مدرسة تجديدية إسلامية مستقلة بذاتها، حتى إن اللبناني "فتحي يكن" أحد القيادات الفكرية والحركية البارزة للإخوان المسلمين أقر بأن الترابي (بجانب الغنوشي وسيد قطب) مدرسة تجديدية مستقلة بذاتها من ضمن ما أسماه بالمدارس التجديدية للإخوان المسلمين!

    Quote: وعبثا حاول الترابي أن يمسك العصا من منتصفها فيبقى المفكر والسياسي فيحفظ لنفسه مكانة متميزة بين أقرانه من المفكرين والسياسيين على السواء، فهو يتميز عن المفكرين بالسلطة التي هم على بعد مسافة منها إن لم يطلهم أذاها، ويفوق السياسيين بالفكر الذين هم أبعد الناس عنه، لكنه لم ينجح في هذه اللعبة طويلا، وغلب السياسي فيه على المفكر في آخر المطاف، وبدا للناس في الوجه الذي قد يقبلون به، ولكنهم لا يحبونه؛ فهو المناور الذي لا يستقر على رأي، ولا يلتزم بموقف، والثعلب المراوغ القادر على التلون باللون الذي يوصله لمراده، والانتهازي الذي يقتنص كل الفرص ويوظفها لمصلحته الشخصية، والبراجماتي الذي لا يتورع عن استخدام كل الوسائل والحيل التي تحقق له غايته، والميكيافيللي الذي تبرر الغاية عنده الوسيلة... فوقع في التناقضات وأضر -من حيث لا يدري- بأفكاره، وبدا أن هناك بونا شاسعا بين السياسي والمفكر في شخصية الترابي.

    المقال - لحسن تمام - المحرر الثقافي باسلام اونلاين .
    اظن ان حسن تمام قد اجاد وبرع في وصف الرجل ..والذي جنت عليه السياسة واخذته بعيدا
    فالرجل مغاير لكل التيارات الاصولية الموجودة ..بل وعلى خلاف معها ..وعلى خلاف مع التنظيم الدولي للاخوان ..الرجل مسالم- لا يدعو لعنف ..والرجل ( متفاعل مع المجتمع ) منفتح عليه - جبهة الميثاق - الجبهة الاسلامية القومية - المؤتمر الوطني - المؤتمر الشعبي - والرجل مهموم بقضايا الحريات حتى تظنه (ليبراليا) اكثر من الاخرين ..وقد سببت له (ليبراليته ) هذه ان اخرجته من سدة السلطة واودعته السجون ..والرجل متفاعل مع القيم الانسانية ومتفاعل مع الفنون وقيم الجمال يؤطر لها ..ولا يحرمها ..بل يشذبها ويهذبها ..
    والرجل يحسب له ابقاء جذوة ..القوانين والشعارات الاسلامية عالية بل ودفع الاخرين ايضا للتعلق بها ورفعها كشعار وبرنامج ( الصحوة الاسلامية ) عند حزب الامة ..(الجمهورية الاسلامية) عند الاتحادي ..والرجل يحسب له الحس الحركي والتنظيمي الكبير ..بل وحتى نيل قصب السبق على الحكومات احيانا (مسيرة امان السودان لدعم القوات المسلحة ) في فترة الديمقراطية الثالثة -
    واذا كان الرجل قد بدأ فضيلة الاعتراف بالاخطاء من بين اقرانه ..وهو شيء طبيعي في حياة البشر كافة مهما كانت درجاتهم ..فهذا يحسب له وليس عليه .
    لا اعرف لكن اظن ان هذا الرجل مهما اختلفنا معه ..يظل احد اهم القادة والسياسين والمفكرين في تاريخ الحركة السياسية السودانية بلا جدال سواء كان في مرتبة الصديق او العدو .

    ولك تقديري ،،،
                  

08-19-2005, 07:04 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: luai)

    عزيزي أسامة،
    مرحباً بك مثاقفاً من جديد. ألاحظ أن وجودك يتضاءل -في الوقت لا في القيمة- يوماً بعد يوم في هذا المنبر. أرجو أن تكون الدواعي أسباب خاصة بانشغالاتك الأكاديمية، لا أمراً آخر معوق. أعرف المرحلة التي أنت فيها ومشقتها على النفس، إن كنت ما زلت تدرس. ولهذا تجدني لك عاذراً إن تغيبت عن المنبر أنى شاء لك.

    أرجو أن ترفد هذا الخيط بما يتيحه لك الوقت، فإن السودان أحوج ما يكون اليوم لكشف مثالب قادته التقليديين من أمثال الترابي والصادق المهدي، وغيرهم، ممن لا يمارسون الديمقراطية وهم في الحكم، أما خارجه فهي دينهم ودنياهم وآخرتهم! ذلك لظنهم أنهم بها سيعودون للحكم بواسطة تضليلهم لقطاعات عريضة من شعبنا ظنت فيهم خيراً! وهم لا يدركون، لأنهم يعبدون ذواتهم، بأن السودان ما عاد هو السودان الذي أذاقوه المر يوم كانوا سادة، وأن سامرهم قد بدأ ينفض من حولهم، وأنه لا رجعة لمنطق "البلد بلدنا ونحن اسيادها،" منطق الترابي ونسيبه. نعم، لا رجعة لتضليل الناس باسم الدين بواسطة تصوير انقلاب عسكري وكأنه "انقاذ" للبلاد، أو سوق الناس لصناديق الاقتراع باستغلال عقائده الدينية في زعماء لنا تاريخيين!

    وقد آن للمثقفين الموهوبين من أمثالك أن ينهضوا بادواتهم الجادة لمواجهة هؤلاء القادة الذين أورثوا شعبنا الموت، والجوع، والجهل، والمرض، والعطش، والتشرد، و...و....و...، وكل ذلك باسم الدين! لا أعنى بأنك لم تكن ناهضاً بالقضية، فإن أعرف توجعك وحسرتك على مصير الإنسان من حيث هو إنسان، وأن تعبر عن آماله وأحلامه وعن آلامه. ولكني أعني بأن أدواتك الصقيلة في الكتابة يمكن أن تطوع للتحليل الفكري والسياسي المباشر، وسيكون للأدب وقته يوم يخرج السودان من أزماته الراهنة، التي تتطلب حشداً كاملاً لكل طاقاتنا في مواجهة التضليل من هؤلاء الزعماء الذين يحاولون إعادة انتاج أنفسهم، كما ظلوا يفعلون دائماً، ومعظمنا نيام!!!

    ظللنا نصحو على مؤامرات هؤلاء، وكذبهم، وتضليلهم، وظلت مؤامراتهم تسوق لنا على أنها إنقاذ أو صحوة، أو غير ذلك. وقد آن لنا أن نحبط هذه المؤامرات في مهدها. وسنفعل!

    وشكري الوافر لك على جهدك في نقل المادة المعنية ووضعها بالبنظ العريض.
                  

08-19-2005, 07:39 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي، الفهلوي، الألعبان: قراءة من مقال للأستاذ عوض مختار (Re: Haydar Badawi Sadig)

    عزيزي لؤي،

    أتفهم تأثرك بهذا الشيخ المراوغ، لأن جيلك لم يجد فرصة للتعرص الكافي للفكر الإسلامي الجاد المنزه عن التضليل. ولا أتهم ذكاءك على الإطلاق، فقد ظللت أتابع ما تكتبه، وألاحظ مجاهداتك المخلصة في التعبير عما تراه الحق بالأدب اللائق بالمسلم الحق. كثيراً ما شعرت بأنك، مثلنا في بعض الأحيان، تجر إلى درجة من التدني في الحوار تفقد فيها توازنك. ولكني لم أشك في صدقيتك حتى حين تفعل.

    ولكن دعني أقول لك بكل وضوح أنه يحيرني كثيراً تصويرك للمشروع المتهوس وكأنه مشروع صادق يقع في أخطاء عابرة تتصحح بمرور الوقت. وربما لهذا السبب أن ترى أن الترابي في عداد المفكرين المخلصين، الخطائين، التوابيين!

    أعرف أن الرجل خطاءً، ولا أعرف إن كان تواباً، وإن قال أنه كذلك ليبيض صورته. ولكني أجزم بأنه ليس مخلصاً، وليس مفكراً! ولنناقش ذلك على الروية، إن اتيح لي ولك الوقت.

    وأعجب لقولك:
    الرجل مسالم- لا يدعو لعنف

    إذا لم يكن الترابي داعياً للعنف، خبرني على أراء من انبنى ضربنا بالسيخ والعصي يوم كنا طلبة مع تلاميذه هذا الشيخ المراوغ؟ ثم خبرني من تآمر على حياة الأستاذ محمود محمد طه؟ ثم خبرني من نظر لثقافة العنف باسم الجهاد في الجنوب، ولثقافة القتل لأجل "الحور العين؟" ثم عد وخبرني عن أرتال وأورتال السلاح التي وجدتها حكومة المؤتمر الوطني - ووضح أن المؤتمر الشعبي هو الذي كان يكدسها- ليقتل بها الأقربين والأبعدين في سبيل السلطة؟ خبرني وخبري، وخبرني، ثم خبرني وخبرني!! وكلي آذان صاغية!! أقرأ المقال المعني للأستاذ عوض مختار، ورد على ماقاله به من شواهد تاريخية. وسأنصت لما تقول. ولنتحاور ونحن نتضرع لله أن يهدينا سواء السبيل.

    الترابي لا يتحدث عن الديمقراطية اليوم إلا لأنه فشل في البقاء في السلطة بغير أدواتها، كما فشل من قبل في الفوز برضاء الشعب بادواتها في الدائرة التي ترشح فيها. الترابي لم يعد لديه سبيل آخر غير سبيل الديمقراطية. وقد جاء لهذا السبيل صاغراً، لا طائعاً. ولن يكون سعيه في هذا الباب إلا خائباً، مثلما كان يوم كان في المعارضة في زمان سابق للحكم العسكري الراهن، ويوم كان مشاركا لحكم عسكري سابق في الحكم، ويوم أصبح حاكماً انقلابياً فعلياً في السودان في أحلك زمان الحكم الراهن. هذا رجل ألزمه السودانيون حده يوم سقط في الانتخابات، فأعماه الحقد على الناس فتآمر واستولى على السلطة بليل وبكذبه محبوكة بواستطته و بواسطة تلاميذهالعسكريين، مثل البشير وغيره، وتلاميذه غير العسكريين أصحاب العقلية العكسرية، مثل على عثمان محمد طه.

    الترابي فهلوي، يتشاطر على الناس، ولكن لم يعد الناس هم الناس!

    دمت في حفظ الله، وأرجو أن تعود، أيها العزيز.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de