|
اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي
|
عزيزي أبوبكر القاضي،
أخطأت في حقك خطأ فادحاً، فأرجو مخلصاً أن تقبل اعتذاري. وعندي أن من يخطئ، واجـــــــب عليه الاعتــــــذار. وإن لم تقبل اعتذاري فإني سأتفهم، لأن مقدار الأذى الذي سببته لك غير لائق باي إنسان حر متمثل بأبسط قيم شعبنا الأبي الطيب الهمام، غير المقذع، ولا النمام، وغير اللماز الهماز. عرف شعبنا ببغضه للأذى، وأني لأرجو أن تقبلني على علاتي. وهي كثيرة، منها غضبي، الذي دعاني للاشتطاط والفجور في الخصومة. وليس لفاجر صليح، وليس لفاجر نصيح، لأنه لا ينتصح بنصح النصحاء. وإني لأرجو ألا أكون همازاً، لمازاً، فاجراً، لا ينتصح. وإني لأرجو أن تعييني على ألا أكون كذلك. نصحني الناصحون، الكرام، من أمثال صديقي وصديقي الحبيب الأستاذ الريح حسن خليفة، هذا الرجل الخلوق، سمح الطباع. كما نصحني الإبن الفاضل قصي همرور في عتاب ومحبة، كما نصحني آخرون عبر مساهماتهم في هذا الفضاء البريح، الذي لا يجب أن يصدر في أجوائه العطرة غير أنسام الحرية، وسعة الأفق، وطيب السجايا، واحترام الرأي الآخر والتفاني في الغيرية، لانه في أصل الوجود لا غيرية، لأن الواحد كتب على نفسه وعلى خلقه، إن في الآن أو المآل، حسن الخلق، لأن ربي على سراط مستقيم. وهو تعالى يتجلى لنا لنعرف بأنه هو مصيرنا المحتوم، وليس عند الله، حيث لا حيث، وعند لا عند، غير الهير المطلق والجمال المطلق.
وأطمئنك بأنني اعتذر لك، أخي أبوبكر في هذا الخيط المنفصل عن مكان مساهمتي تلك، الظالـــمة. ذلك لأنه –كما قال أخي الحبيب عمر هواري- كان الأوجب (بسبب التربية التي ربانا عليها الأستاذ محمود محمد طه) أن أكف أذاي عنك مهما تأذيت منك، وأن أتحمله. هذا إن عجزت عن أن أقوم بتوصيل الخير لك ولغيرك من الناس لأنك لا تصدر عن شئ إلا هو من الله يريد أن يعلمنا به، وأن ينبهنا عما غفلنا عنه، وقد غفلنا عن الكثير منذ أن غدرنا بأبينا الأشم الأستاذ محمود مخمد طه، الذي لم يؤذ نملة. ربما تعرف قصة الأستاذ عوض الكريم موسى والنملة مع الأستاذ محمود، ولكني أحكيها هنا للتنوير. كان عوض جالساً في وجبة على البرش مع الأستاذ وآخرين، فقرصته نملة، ففرمها على البرش، فرمة لم تبق لحياتها أثراً. فسأله الأستاذ "دا شنو العملتو دا يا عوض؟" فقال له عوض "لكن ما عضتني، يا أستاذ." فقال له الأستاذ "لكين إنت ما كتلتها." يريد بذلك بأن العقاب لم يكن من جنس العمل، خل عنك أن تعاقب نملة كانت تتناول وجبتها مثل ما كان هو يتناول وجبته، ولم تكن تدرك بأنها تفعل جرماً. ****************
سيداتي وسادتي القراء الكرام،
كان يجب على إلا أفجر في الخصزمة. فقد كان ممكناً أن أتناول ماطرح الأخ أبو بكر بكل أدب، دون تجريح لمشاعركم، ودون إسفاف، ودون الخروج على اللياقة العام، التي يستوجبها تكوين الرأي العام السمح وفق شعار "الحرية لنا ولسوانا،" الذي تربينا على العمل به بصرامة شديدة طيلة فترة نشاطنا العام، بمن فينا الأخ أبوبكر القاضي أعتذر أشد الاعتذار عن كل كلمة كتبتها كانت مؤذية لكم، فقد تجنيت على طيب معدنكك وكريم خصالكم/ وحسن ظنكم الكبير بنا باعتبارنا تلاميذ للأستاذ محمود محمد طه، الذي لم يفجر قط في الخصومة. وفي رواية عنه يوم قدم محاضرة في الأبيض فجرح أحد المعارضين جبهته الشريفة، فصار يدمي، عبرة لمن يعتبر منا ومن الناس كافة. فحين هم جهور الحضور على القبض على الجاني وحاولوا أذيته أو قبضه ليودع لدى الشرطة، زجرهم الأستاذ زجرة شديدة مشدداً على أن ينصرفوا من الرجل وأن يتركوه وسبيله، قائلاً بأنه لولا أنه استحق هذه العقوبة وهذا الجرح النازف لما ساقه الله له الجاني لكي ينهه لعيب فيه، لافي الجاني وحده. ذلك لأنه يرى بأن الجاني لا يتصرف إلا بأمر من الله، الذي لا يفلت من إرادته أية فالتة في حركاتنا أو سكناتنا. لقد أهدرت حرمة هذا المستوى من التربية، واهدرت بذلك معنى أن أكون تلميذاً للأستاذ محمود محمد طه، فاستحققت، بجدارة، زجر الزاجرين، وشماتة الشامتين، ونصح الناصحين. وإني لأرجو أن أكون قد انتصحت، حتى تقلب سيئتي المشينة هذه إلى حسنة.
أسال الله أن يغفر لي ذنبي وما قدمت يداي، وأن يعينني على التحكم في غضبي. وهنا أيضاً لا أقوم بغير الواجـــب، ليس أكثر, ومن يتقاعس عن الواجب فهو خانع، خائب. أخطأت فاستحققت الإدانة والنصح الصادق من كرام بني بلدي الصالحين. وإني لمباهٍ بكم أهل الأرض لأنكم قوم، من صلب شعبي الناصح النصوح، الذي لا يخشى عند واجب قولة الحق لومة لائم. أهلي السودانيون لا يجاملون الناس، ولا يتحاملون عليهم، إلا بالقسط، أو هكذا يجب أن يكونوا، وهم الكرام الحنان الطيبون. أرجو أن تقبلوني على علاتي في ركبكم الميمون. كما أرجو صفحكم، فإن صفحكم من صفح الله الغفور، العفو، الكريم، الحليم.
قال عنكم الأستاذ محمود محمد طه أنكم معلمين للشعوب. وها أنتم تثبتون أنكم تعلموني كيف أكون منكم. بشرى لمن حشر في زمرتكم، يا أبناء شعبي الأصيل، الشعب السوداني، معلم الشعوب كما يقول الأستاذ محمود. وفي هذا قال ما معناه، لا يغرن أحداً كون السودان جاهلاً، خاملاً، صغيراً، فإن الله قد حفظ على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء الارض باسباب السمــــــــــــاء!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: طلعت الطيب)
|
أخي بدر الدين،
لم أفعل غير ما يمليه هلي الواجب. لك شكري على حسن الظن.
Quote: هل كان نقد ابوبكر من مواقع اصولية؟ اعتقد الاجابة نعم( لكن عايز اتأكد حتى يطمئن قلبى) |
أخي المفضال طلعت، تحيتي وشكري على لطفك النبيل، وعلى تفضلك بالسؤال. نعم، نقد أبوبكر لنا كان من موقع أصولي. فقد خدم الأخ أبوبكر نظام الانقاذ في أسواء أوقاته حين كان رئيساً للجالية السودانية في الدوحة، وتلك كانت جالية أصولية، لا يدخلها إلا الموالون للنظام القمعي المتهوس في السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
تظل كبيراً مهما حدث يا دكتور حيدر ... تظل عالماً فذاً وجمهورياًًأصيلاً مهما بدر منك من حدة في النقاش ويظل حبك الصوفي للأستاذ محمود مسلكاً ونهجاً صادقاً ... هي عثرة وكلنا خطاؤون وخيرنا من يبادر بالاعتذار وها أنت تثبت أنك خيّر إبن أخيار ... تحياتي لك وللأسرة ولجميع الأهل والأحباب بطرفك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: نادر)
|
عزيزي حيدر ما أريد ان أقول به هو أن أبوبكر القاضي يساهم في اضاءة الفكرة من خلال اشارته الى المصادر المعرفية الغائبة في خطاب الاستاذ و اعتقد انه يقدم مساهمة مهمة جدا ، قد يختلف معي فيها الاخوان الجمهوريون، فقد سبق لي ان قلت انه لا بد من كشف النصوص الغائبة في خطاب الاستاذ وهذا ياحيدر قد اتضح في ما اثرته في ذكرى الاستاذ الاخيرة في مونتري فالاخ ازهري اعترض على كلامي ، ورأى ان ما قال به الاستاذ هو محصلة عبادته لا غير و انت قلت ان الامر مزيج بين هذا وذاك، اي بين العلم الدنيوي و العلم اللدني محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Faisal Al Zubeir)
|
أخي د.حيدر
لك التحية على الوقفة الشجاعة و مراجعة النفس و عدم المكابرة في الباطل
و هذا لعمري ديدن حميد, ليتنا نسلكه جميعا
و لكن إسمح لي بإبداء الملاحظة التالية, و رد التالي في معرض إعتذارك:
Quote: كان الأوجب (بسبب التربية التي ربانا عليها الأستاذ محمود محمد طه) أن أكف أذاي عنك مهما تأذيت منك . |
لقد أمرك الكريم من فوق سبع سماوات على لسان الحبيب (ص) بكف الأذى عن المسلمين و حضك علي الصفح و عدم الفجور في الخصومة. فأربؤ بك أن ترد الفضل في هدايتك لبشر فان مهما علا قدره عندك
إغفرلي إن أثقلت عليك , لكن بياض ثوب حروفك عاليه أكثر إظهارا لسواد البقع فعشمت منك إزالتها,لتحفظ جمال و نقاء ما كتبت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاخ الدكتور حيدر بعيدا عن نقد الفكر الجمهوري وقريبا منه/ كونك تعتذر بعد اخطاءك تلك والتي حقيقة اصابتني بالذهول التام لما اعرفه عن مكانتك في المنتدي/ اعتقد هي شجاعة من باب قول الحق تشكر عليها وان كنت اعلم انها قاسية عليك في الحاليين/ حال ثورة الغضب والسباب/ وحالة الاعتذار/ وهي نقطة ايجابية وليت كل واحد سب احدهم في هذا البوست يعتذر مثلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
.
Quote: كان عوض جالساً في وجبة على البرش مع الأستاذ وآخرين، فقرصته نملة، ففرمها على البرش، فرمة لم تبق لحياتها أثراً. فسأله الأستاذ "دا شنو العملتو دا يا عوض؟" فقال له عوض "لكن ما عضتني، يا أستاذ." فقال له الأستاذ "لكين إنت ما كتلتها." يريد بذلك بأن العقاب لم يكن من جنس العمل، خل عنك أن تعاقب نملة كانت تتناول وجبتها مثل ما كان هو يتناول وجبته، ولم تكن تدرك بأنها تفعل جرماً.
|
مرحبتين دكتور حيدر
أثارت إنتباهي قصـة النملة و حقها في الحياة .. و ذكرتني بفلسـفة جون آفريكـا و حركته الجسـور بفلادلفيا The MOVEو التي تأسـسـت على فكرة back to nature philosophyو بالطبع تعلم أنهم كانوا من أنصار حق الحياة لكل الكائنات بشـكل أدخلهم في صراعات عديدة with the cityأدت إلى واحدة من أسوأ مجازر حقوق الإنسان في تاريخ أمريكا الحديثMay 13 1985، حيث ألقى البوليس قنابل على دار الحركة MOVEفي فيلادلفيا و أطلق عشرة ألف طلقة!! على أعضائها فمات أحد عشر منهم المؤسس John Africaذاته. و قد اغتيل هذا الرجل بعد محمود بأربعة أشهر فقط!
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: الطيب بشير)
|
الأخ الدكتور حيدر الإعتذار قيمة لا يعرفها الا الصادقين والشجعان المتصالحين مع ذواتهم، لم استغرب إعتذارك للأخ أبوبكر القاضي بل كنت واثقا منه تماما لأنني أعرف نقاء نفسك وصفاء سريرتك وشجاعتك في قول الحق ولو على نفسك .. التحية لك وانت تعطينا درسا وافيا في ثقافة وأدب الإعتذار والتجلة لك لتوضيح ان الإنكسار والمذلة صفات تبارح وتناقض فعل الإعتذار لا تصاحبة و توافقه كما يظن اعمياء البصيرة .. ليت كل الأخوان الجمهوريين بمثل شجاعتك صادقين ومتصالحين مع انفسهم ومع غيرهم و قادرين على الإعتراف بأخطائهم ومستعدين لتحمل تبعاتها بشجاعة عندما يخطئون في حق غيرهم ..
لك عميق ودي واحترامي الصاوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
أخي الحبيب حيدر
تحياتي صادقات
بقدر ألمي وأنا أقرأ تلك الكلمات التي صدرت في ساعة غضب عنك ، وبقدر فرحتي وأنا أرى الفطرة السليمة تتجلى في بني قومي برفضهم لما كتبت ، وبقدر فرحتي بعشم غالبيتهم في رجوعك لشمس الفضيلة ودحر شيطان الغضب . بقدر كل ذلك كنت أحسك كنت أحس كل الألم داخلك . أقول هذا من منطلق معرفة وصداقة امتدت لعقود من الزمان صداقة لم يخفف من حميميتها إختلاف رؤانا الدينية أحسست بألمك لأن الكلمات التي صدرت عنك لم تكن تشبهك وأشهد الله العظيم إنني لم أسمعك ترددها أو تسعى لمجلس تتردد فيه مثلها كنت على تمام الثقة أنك سوف ترجع لمعدنك الطيب فما خيبت ظني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: JOK BIONG)
|
أستاذي دكتور حيدر من قتل الأستاذ أو برر قتله لا يستحق الإعتذار المقالات التي نشرها القاضي، أبوبكر وفي هذا الوقت الذي يحتفل فيه الجمهوريون بذكري إستشهاد الأستاذ، توضح بما لا يدعو مجالاً للشك، دنائة الغاية وسوء المقصد.. وخاصة إنه كان أحد تلاميذه.. لهو القتل والتمثيل بجسده الطاهر. نعلم تماماً أنك سوف تعتذر لما نعرفه عنك وعن الجمهوريين المخلصين بصورة عامة، ولكن حتي إن لم تعتذر، ستظل انت انت مكان إحترامي وإعزازي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: أحمد الشايقي)
|
كتب الأخ / حيدر بدوي
Quote: الأخ بدر الدين،
أعتذر عن كلماتي التي وردت في مساهمة لي بخصوص الأخ أبوبكر. أقتبس الأخ معتز القريش بعض ما قلته، من قاذع القول، عن صديقي أبوبكر، راجياً أن يقوم -معتز- بمسحها حتى لا تستمر في الأذى البليغ الذي سببته لأبوبكر ولنفسي ولكل قرائي الكرام. كما أرجو أن يقوم بمسحها كل من اقتبس منها. ذلك، لأنها مساهمة لا قبس فيها ولا ذرة من نور، لأنها مضمخة بالغضب الماحق الساحق. فالمساهمة كانت كلها ظلام وظلم للأخ أبوبكرالقاضي لأنها صدرت عن نفس غاضبة. وما كان ينبغي لهذا أن يحدث. أطلب منكم العفو، ومن قرائي الكرام، الذين يؤذيهم أن يؤذى الناس، وإن كانوا مؤذيين. |
وأنا اقول لك حاضرييييييييييييييييين بس والله العظيم نسيت البوستات التي وضعتها فيها فأرجو شاكرا تزويدي باللنكات حتى أقوم بمسحها
ولك تحياتي وسأعود اليكم في بوست بدر الدين الأمير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
إلى أخي العزيز ياسر طيفور،
لا يوجد خطأ لا يستحق الإعتذار ولا توجد خطيئة لا تستحق الإستغفار.. لقد تحدث الاستاذ محمود عن الإستغفار في كتابه "تعلموا كيف تصلون" حديثا أحب أن أنقله هنا..
وأنا لا أستبعد أن يأتي اليوم الذي يندم فيه الأخ أبو بكر القاضي عما خطه بقلمه في مقالاته الأخيرة، ولكن برغم كل شيء فهي مهمة وتؤدي وظيفة جليلة لأنها تتيح مزيدا من الحوار الذي تنجلي به الحقائق..
وتحية إلى الأخ العزيز حيدر وله التقدير على هذه الشجاعة والعودة إلى الحق.. والتحية للأخ أبو بكر القاضي.. يا أبا بكر لقد سعدت برؤيتك البارحة في قناة الجزيرة .. لقد كتبت تعليقا على جزء بسيط من مشاركتك ولكنه في تقديري مهم، وذلك في بوست الأستاذة سارة عيسى.. كلامك "إننا لا نطالب بفصل الدين عن الدولة" قد حاد عن الصواب، لأن فصل الدين عن الدولة وإلغاء قوانين الدولة الدينية هو أول الطريق لحل مشاكل السودان.. الدولة المحايدة دينيا هي الحل لمشاكل السودان.. وهي قادمة بإذن الله..
الأخ معتز لقد سعدت باستجابتك لطلب الأخ حيدر.. وأهديك هذه الفقرة التي ما أظن أنه قد أتيحت لك الظروف للإطلاع عليها من قبل.. ولك سلامي..
Quote: بين الاعتراف والاستغفار
ومما يزيد في توضيح قولنا أن ((الصلاة جلسة نفسية)) جلسة الإستغفار، التي تتفق، للعبّاد، المجودين، بالأسحار.. وقبل ((الإستغفار)) عند المسلمين، هناك ((الإعتراف)) عند المسيحيين.. ومبدأ ((الإعتراف)) هذا بدأ في المسيحية بعد حياة المسيح، في حوالي القرن الثامن الميلادي.. وهو يستمد من قول المسيح لتلاميذه ((الحق أقول لكم : ما ربطتم في الأرض، ربط في السماء.. وما حللتم في الأرض، حل في السماء)).. ثم إن المسيح قد قال لهم أيضاً : ((خذوا الروح القدس: من غفرتم له خطاياه تغفر له.. ومن أمسكتم عليه الغفران يمسك عليه)).. والمسيحيون يعتبرون أن الإعتراف أمام كاهن مهم جداً.. ومن الفروض الدينية على كل مسيحي أن يعترف، على الأقل، مرة في السنة.. وهم يقسمون الخطايا الى نوعين : الخطيئة ((المميتة))، وهذه لا تغفر إلا بالاعتراف. والخطيئة ((العرضية)) وهذه يمكن مغفرتها بدون إعتراف.. والحكمة وراء الإعتراف هي تفريغ البال من الهموم التي تغم القلب، حتى تحصل الراحة بنقاء الضمير.. وإنهم ليتوسلون إلى ذلك بعدة صلوات.. مثلاً هم في ((الإعتراف)) يقولون : ( إن مخلصنا بجنان سام : ((وضع لنا سر التوبة للخلاص)).. فهو قوة لضعفنا، ودواء لأمراضنا النفسية الكثيرة، بل هو نور يجعلنا نعرف تجارب العالم، وغش الشيطان، وشهوات النفس، ولذا يلزمنا أن نتقدم إليه كثيراً، بإيمان حي، وإستعداد كامل.. إننا بالتقرب المتواتر إلى هذا السر نتقدم في الكمال المسيحي، ونحفظ طهارة نفوسنا.. وبمقدار ما نبتعد عنه، ونؤخره، نتأخر في الفضيلة، ونضيع هدوء الروح).. وهم، قبل الإعتراف يتوجهون بصلاة قصيرة، كأن يقول أحدهم : ((أيها الروح القدس!!نور عقلي لأعرف الخطايا التي ارتكبتها بعد إعترافي الأخير، فأندم عليها، ندامة صادقة، وأعترف بها، إعترافا تاما، للكاهن في كرسي الإعتراف)).. وبعد هذه الصلاة القصيرة يأخذ المعترف في فحص ضميره، محاولا، بذاكرته، استحضار ما قد اقترفه من ذنوب، وخطايا.. كإهماله في الصلاة، صباحاً، أو مساءً.. وهل هو أخفى خطيئة مميتة في اعترافه السابق ؟؟ وأيضاً : هل قام بواجبات الوالدين ؟؟؟ وإذا كان زوجاً، أو زوجة، فهل قام بواجباته نحو الأسرة، والأبناء ؟؟ وأيضاً هل قصر في حب أحد ؟؟ وهل وشى بأحد، أو شتمه ؟؟ وهل سرق ؟؟ لعب ميسراً ؟؟ شرب خمراً ؟؟. الخ الذنوب، والخطايا.. ثم هو، بعد أن يستحضر طائفة كبيرة من هذه الخطايا يتوجه بصلاة قصيرة أخرى، كأن يقول : ((يا إلهي إني نادم على جميع خطاياي التي بها أهنتك، أنت، المستحق كل محبة، وأقصد، قصداً ثابتاً، ألا أعود إلى ارتكابها.. فساعدني على الثبات، ولا تسمح أن أبتعد عنك بالخطيئة)).. وطريقة الإعتراف : أن يتقدم التائب من كرسي الإعتراف، ويركع، ويقول : ((باركني يا أبت لأني خاطئ، أو خاطئة..)).. وسيكون في وضع مريح، يوحي بالطمأنينة، والسرية، ويغري بالإنفتاح، والصراحة.. وقد يفصل بين الكاهن والتائب شباك صغير.. ويكون النور الذي يريان به بعضهما نوراً خافتاً، ومطمئناً، ويأخذ التائب في سرد ظروفه التي ورطته في الخطيئة.. ويعدد خطاياه.. ويكون مستعداً للصراحة، والوضوح، والصدق.. ويجيب على أسئلة الكاهن، حين يسأله، في وضوح وفي صدق … ويظهر الندم على كل ما ارتكب.. ويطلب المغفرة.. وسيجيبه الكاهن : ((مغفورة لك خطاياك)).. وسيعطيه كفارة.. وهي عادةً بعض أعمال الخير، أو بعض الصلوات، أو بعض القراءات من الكتاب المقدس.. والكاهن، في الإعتراف، عند المسيحيين، يعتبر نائباً عن المسيح.. فهو يقول، مثلاً، للمعترف : ((ليحلك ربنا، يسوع المسيح، وأنا أيضاً أحلك بسلطانه))، أو يقول، في أثناء وعده التائب الغفران : ((ضمن السلطة المخولة لي)).. والكاهن ملزم بأن يحتفظ بأسرار المعترفين، وذلك، بالطبع، مما يطمئن المعترف، ويشجعه على فتح مكنونات صدره، وتنقية ضميره، وراحة باله.. هذا هو ((الإعتراف)) في ((المسيحية))، ويعادله عندنا نحن في ((الإسلام)) الإستغفار.. (فالإستغفار)) تطوير، وترق، على مبدأ ((الإعتراف).. وهو، عندنا، من عظم الشأن، وجلال القدر، بحيث يكون صنواً، وعدلاً، للنبي الكريم.. وقد كان الأصحاب يقولون، بعد أن التحق النبي بالرفيق الأعلى، كانوا يقولون: "كان لنا أمانان من العذاب، فذهب أحدهما، وبقي الآخر.. " يشيرون بذلك إلى قول الله تعالى : "وما كان الله ليعذبهم، وأنت فيهم.. وما كان الله معذبهم، وهم يستغفرون ".. وفي (الإسلام) (الإعتراف) ممنوع، لا!! ولا حتى للنبي.. وفي حديث للمعصوم قال، وهو ينهى عن (الإعتراف) : إذا إقترف أحدكم ذنباً، فستره الله عليه، فلا يكشف ستر الله عنه.. ).. وهذه كرامة لضمير الإنسان، ولحرمته، ولحريته، لا تدانيها كرامة.. ويقوم (الإستغفار)، في حط الهموم، والغموم، والأوزار، عن الصدر بقدر يقصر عنه (الإعتراف) بآماد بعيدة.. ذلك بأن الإنسان الذكي لا يمكن أن تطمئن نفسه، كل الإطمئنان، لبشر مثله، فيودعه أسراره.. ولكنه، حين (يعترف) لربه ـ حين يستغفر ربه ـ لا يمكن إلا أن يكون صادقاً، كل الصدق، لأنه مطمئن على سره، إذ يجري (الإعتراف) بينه وبين ربه ـ بينه وبين نفسه.. ولأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يكتم الله حديثاً.. وهو، سبحانه وتعالى : "يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور".. وفي الحق فإن المراد من (الإعتراف) إنما هو توكيد الخطيئة للنفس حتى تنساق إلى الندم، وحتى تستغفر بجمعيتها، وبكليتها ـ تستغفر بلسان حالها، ومقالها ـ فتتم بذلك (الإستغفار) أركانه : الإقلاع الفوري عن الذنب، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة فيه.. وإنما يريح (الإستغفار) النفوس لمكان الصدق منه.. فإنه هو أصدق الحديث.. والصدق دائماً يريح، ويحرر النفوس.. وليس (الإستغفار ) مجرد أقوال تجري على اللسان، وأعداد من المرار تحصى على المسبحة، وإنما (الإستغفار) إستعراضك لشريط أعمال اليوم السابق، تستعرضها، وتقيمها، وتحدد مبلغ الخطأ فيها، بصورة تفعم النفس بالندم عليها، حتى تندفع، في جمعية، وامتثال، وانكسار، تطلب المغفرة من الله الغفار.. (الإستغفار )، بهذه الصورة، يجري في السحر، بعد صلاة الثلث، وفي هدوء الليل، وفي جلسة خشوع، وسكينة ، ووقار، تجلس فيها جلسة الصلاة، غير متربع، ولا ماد رجلك، وإنما تجلس وأنت تستشعر حضرتك بين يدي الله ـ (الإستغفار) بهذه الهيئة، يحط عن النفس ثقل ظلامها بصورة حسية، يشعر بها العابد المجود شعوراً حسياً ـ وتكفي منه المرات القلائل لتحقيق الغرض المرجو منه.. ولكن الإستغفار الذي تجريه العادة علىاللسان، وتعدد مراته على المسبحة، كما هو مألوف عادة الناس الآن، ليس فيه غناء، ولو عدد آلاف المرات.. إن (الإستغفار) فكر، يسترجع، ويحاسب، علىأخطاء الماضي، بصورة تملك القدرة على سوق النفس إلىعتبة (الإعتراف)، وهي منكسرة، خاضعة، تستشعر جرم خطيئتها.. أما غير ذلك فهو استغفار يحتاج (لاستغفار)، كما قالت رابعة العدوية.. وقيمة هذه الجلسة التي يجري فيها (الإعتراف)، عن طريق (الإستغفار)، هي أنها تعين على (تنغيم) تشويش (الخواطر)الداخلي، وعلى مناقشة (الثرثرة) التي تجري في الصدر، كمحاولة لتنويرها، ولإقناعها، ولتفريج الكبت عنها، فتتخلص، بهذا الصنيع، من التوتر، ومن القلق الذي يظهر علىالناس الآن في صورة المرض العصبي.. يعينك على هذا التخلص، عندما تستغفرالله تعالي بجمعية، إيمان أكيد بأن الله لا يتعاظمه ذنب، فهو، تبارك و تعالى، يقول : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً.. إنه هو الغفور الرحيم.. ).. هذه أشمل آية في رجاء المغفرة.. وهي تستمد من الإطلاق الذي لا يجري عليه قيد، وهي، من ثم، مسيطرة على آية أخرى، باب المغفرة فيها أيضاً واسع، وتلك هي قوله، تبارك وتعالى : "إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.. ومن يشرك بالله فقد إفترى إثماً عظيماً" جلسة (الإستغفار)، مع هذا الإيمان، لا تغادر صغيرة، ولا كبيرة من الذنوب، إلا وقد وضعته.. وينهض المستغفر المجود، كأنما نشط من عقال.. هذا هو ما عنيناه بقولنا (إن الصلاة جلسة نفسية).. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
أخي حيدر .. لعل إعتذارك من مكارم الأخلاق.. ولكن
هناك سؤال أجده واجبا علي أن اسأله وأنت القائل: إن من يتقاعس عن الواجب فهو خائن وخائب.. وأنا لا أريد أن أكون هذا ولا ذاك.
يعني أن ترى أن ما ذهبت إليه من موقف نبيل كان معلمك الأول فيه الأستاذ/ محمود محمد طه..فهذه مسألة أختصرت فيها وقمطت فها حق التربية التي أنعم عليك بها والديك ومحيطك الأسرى وما إلى غير ذلك. ولكني اسال بكل وضوح ألم يكن لك كما لنا جميعا أسوة في رسول الله (سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة. أنت أستشهدت بقصة النملة مع الأستاذ/ محمود وقصة جرح محمود في أحد محاضراته ولم تحضرك قصة اليهودي اللذي أخذ بتلابيب النبي (ص) ولم يشأ أن ينتهره الرسول بل لام سيدنا علي عندما أنتهر اليهودي.. وقال له فيما قال: أنه كان على علي أن يأمر اليهودي بحسن الطلب وأن يأمر النبي بحسن الأداء.. أو أولم تستصحب كل مواقف الرسول الكريم والمجال يضيق عن ذكرها.. وكل اللذي أستندت عليه موقف الأستاذ/ محمود من النملة.. هل يا تري أن الأستاذ/ محمود أكرم من النبي عند الجمهورين؟
ولكن قبل أن ترد علي أحيطك علما بأنني أطلعت على جل كتابات الجمهوريين وكنت في كل مرة أستغرب عن المكانة التي يسمو بها الجمهوريين بإستاذهم وتفضيلهم إياه فيما أرى على النبي محمد صلى الله وسلم.. كما أن في إعتقادي الراسخ أن الدين كامل كامل.. (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا) أما مكارم الأخلاق شأنهاشأن اللؤم موجودة منذ الأزل.. والرسول الأعظم لم ينكر ذلك بل قال: جئت لأتمم مكارم الأخلاق.
ولا حاجة لنا في أن نرى ماذا فعل الأستاذ/ محمود أو غيره فلنا في الرسول أسوة حسنة.
مع خالص مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي (Re: مازن عادل عبدالغني)
|
أحبتي الكرام،
لم أفعل غير الواجب في أدنى مستواياته. وقد هداني إليه طيب معشركم ونصحكم الأمين.
كما ألمح صديقي الحبيب عاطف عمر، إنه لمثلج للصدر، ومفرح، أن يجد المرء قومه الكرام يهدونه عيبوبه، ويرفضون، بصمامة وقوة، أي إخلال بالقيم السودانية الأصيلة التي تعلمناها من أهلنا. حين خنت تلك التربية، صمدتم أنتم في وجهي لتردوني لجادة الطريق، فحق لي أن أشكركم جزيل الشكر. ومن لا يهتدي بالكرام، لا يعرف غير اللئام!
وجب على أن أشكركم، وأن أطلب منكم إلا تدعوني أفارق قيمكم النبيلة، ولننصح بعضنا البعض كلما تجاوز أحدنا حدود اللياقة ولننتصح لنصح الناصحين.
سأعود للتعليق على بعض السائلين، ولاؤكد شكري وتقديري للمعلقين الأوفياء لمعنى السودان، ومعنى أن تكون سودانيا!
| |
|
|
|
|
|
|
|