|
الأستاذ محمود محمد طه في شعر المجذوب
|
بمناسبة الثامن عشر من يناير أهدي للشعب السوداني الكريم أربعا من سبع قصائد أنشأها الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب عن الأستاذ محمود محمد طهفإلي القصائد قصائد منبرية من ديوان الشاعرالسوداني محمد المهدي المجذوب.. منـــــــــــــــــــــــــــــــــــابر الناشر: دار الجيل (بيروت) .. شركة المكتبة الأهلية (الخرطوم) 1981ميلادية_1401هجرية القصيدة الأولي: محمود محمد طه أكتوبر 1946*
في حانة الاحزاب راقصةً وطنى متي يصحو من الخَبَلِ يصغي الى خبر يصيح بهِ من زوج القمــراءِ للجُعَلِ المجلسان علي شفاء جدلٍ ومصارعُ الأوطان في الجدلِ يستسقيان علي يدىْ وثَنٍ متعبدٍ لإلهةِ المَحَـــــلِ إنى لأعجبُ من نُهى رجُلٍ يرضى المَهانةَََ من يَدَىْ رجُلِ أتلومهم عُبَاد مصلحةٍ صماءَ عاريةً بلا خجلِ هامو بجارتنا يسخرها تاجٌ رمي الأهرامَ بالوحَلِ أقصى عِرابيأً وغرً به وأذلً سيف الشاعر البطلِ خدع الزبيرَ علي مروءتهِ ذا غارةٍ عربية فُضُلِ
وفدٌ وما سنار تعرفهُ صفرا من الأحـرار والمُثُلِ ما وحدةٌ والسيفُ ذو خبرٍ وأبا وبغىُ الترك في جَعَلِ رحلوا بلا شعب قضيتُهُ بقيت هنا تبكي علي طللِ كذبوا علي الوادي فما عقدت كفاه بين الذئب والحملِ أتعجلوا وفداً فهل علموا في مصر كيف عواقب العَجَلِ اتخيروا الألقابَ راضية عدلَ الظلومِ وذلةَ الوكِلِ
بوركتَ يا محمودُ مبتدراً يلقى الجليل بهمةٍ جَلَلِ محمودُ هات الفجرَ وامح به ليلاً اليه الشمسُ لم تصلِ خمسون يمسخ حكمُها وطناً بثقافةِ الأوغادِ و السِفَلِ
إن زال غردونٌ وأعقبهُ عبدانُه فالسيفِ لم يزُلِ عدنا الي شيكان رايتُها تختال فى أمجادها الأولِ أدراعُها الأمهارُ مُرسِلَةً أعَرافها بدريةَ الشُعَلِ
محمود عهدك فى يدى وفمى حريتى تختارَ لي أجلى ما السجن يردع فكرةً وثبت ضوءاً يدك مناكب الحبلِ الحر أنت ومن سواكَ لها حريةً نبويةَ المُثُلِ
الشعب أطلع شمسها بذلت أضواءها بالحب والعملِ تُلقى علي النيلين أجنحةً رَيا البقاء جديدة الأزلِ وأنا الفتى ما الشعرُ أكتبهُ إلا مع التاريخِ والأملِ
* (ص71و72 من ديوان منابر)
القصيدة الثانية: الجمهوري 1964*
شفي النفس رأي لقيته وبايعت فكر العبقرى المسدد فتى لم يقل هاتوا زكاة ولم يرد بإسلامه دينا سوى دين أحمد يصاول كهان الدياجي بمنطق يدك عليهم كل زور مشيد رجعت الي شعبى وفيا صحبته تعثر فى خطو أسير مبدد ومن أجله خالفت فى النيل جارة هواها بنا في كل غيب ومشهد لقد خانها من بات يدعو لوحدة ولا ذت بشيطان من الانس مفسد
أرى النخيل فىالسودان حزباوشيعة لشيخ غريب الوجه والزى أجرد أسفت علي المهدى تصغى حرابه لمن خالفوا المهدى بالراى واليد ولو عدل الانصار كانت مسرة علي وثارامن دعي مسود وتا الله ما ابغى شتاتا لموطن ولدت علي حبيه من قبل مولدى وشاركت أجدادى هياما بارضه وأحضنته بالخيل بالنار ترتدى فمن لي بصف واحد غير جاهل وحكم على حرية الراي يهتدى
قضيت شبابي فى انتظار ولم افز بغير جدال باطل السعى مجهد وأنظر حولى يشرب اللص آمنا ويظمأ ربُ الصدق من غير مورد وأيأس أحيانا وأرجو وهدني صياحى بطير اليل في كل مرقد
* (ص82و83من ديوان منابر)
القصيدة الثالثة: إلى وطني سجين* أحلها إلى جمحمات الزمن جهادك ممتحن ما وهن أصابت لواء وصى النبى وقلب الحين ورأى الحسن إذا نحن لم ندكر مارسا وجرح الجنوب فشا واختزن فمن قتل الناس فى جودة علي حقهم واثار المحن لقد حصدوا الموت بانفأسهم علي زرعهم ناسجات الكفن يصيحون في ظما يابس وخزانهم حجر ما هتن ونادوا يموتون : يامسلـمـين فهـــل عرفوا دينهم و الوطن أما زال غردون يطوى البلاد علي جمل ارسلته الفتن يفك الحصار وأرماحه تساقطن عن قصره اذ رطن تلبس طربوشه خائن فصار خديوى هذا الزمن تروج من زيفه عصبة لها شرف بالخنا مرتهن صغار النفوس واوطارهم من المجد ما يطعمون البدن
ذهلت عن الحق فى موطن يغم الهدي ويضل الفطن وبادرت اجلوه من منبر وأفصحت عنه و غيرى لحن أطير عنه نسور القيود وأنفض عنه ظلام الشجن أعاد فقرب آماله قرابين فى عتبات الوثن وأسكتنى الغم حتى ســكنت و مالى في وطنى من سكن
فيا خارجا أمس من كوبر خروج الحسام زها وافتتن أفيضوا لنا الخيل من كردفـــــان وتكبير مهدينا المؤتمن أتسمع في النـــيل زأر النحـــــاس وفيه الرمــــــــــاح وفيه اللسن نريد الحياة بلا قسمة جميعا فليس من ثمن نؤمـــــر مــيزاننا المستقــــيــــم ونرضـــــى بمـــا قـال إما وزن
* .(ص 159و160 من ديوان منابر)
القصيدة الرابعة: الفيضان 1964* النيل بين المد والشرود يلعب فى الحجرة كالوليد يشفى القرى بالعسل البرود والنخل مياس علي الصعود زين عرس الفجر بالعقود الحمد لله بلا تسديد بارك ماء النيل في الحصيد سمر القرى في سدره النضيد حامدة في رزقه الحميد آبت مع الكدح إلى الهجود عائذة بالنار فى المسيد انخلعت من طارق وئيد مشتملآ بالموت و الجمود يصعد فوق الآلسِ المشدود يفتر في خنجره السديد يحول بين العين والشهود
أصاحب الناقة من ثمود أم رؤية من نومى المكدود تنظر فى عينى من بعيد فارقنى فى روعها وجودى نيلان مثل النار والوقود تصارعا بالبرق و الرعود من فرح مختبل كئود فى هيكل من سحب مشيد محطم في أفق مسدود أجنحة من غبرة الصعيد مسرى نعوش لاح من بعيد على رماد الثكل واللحود
واها لوجه المقرن السعيد ونشوتى في ظله الودود منكسا فى نخله الحرير وظله الممزق الطريد خاس وفاء النيل بالوعود واحسرتا لأمنى البديد فى وطنى المغرب الشريد
ناد القرى في جرحها الجديد لا تقربى النيل بلا ورود جن على شاطئكِ المهدود منتشرا فى موجه المشدود ربابة فى ساعدى مريد جف جفاف الحجر الجلمود يفيض بالصحراء والنفود ما كنت بالخافر للعهود يا نيل فى محرابك العتيد أفق فما انت بذى وعيد أو عدة ماجت على عديد ولا سفين خافق البنود ما دمت صوالا علي قعيد مسخرا في وطن منكود لم تنتقم من كافر مبيد ولا غسلت الأرض من جحود ولا أخذت الثار من جديد سخرت من عـبابك المجرود ومن تهاويلك في الوجود ومن دعاوى أمــسك البعيد ومن ركود الهرم البليد قيامه فى الدهر كالقعود ثدى عجوز يابس الهمود فرعون رب الأبد الأبيد من سيد فيه ومن مسود يدعو الورى طرا الى السجود جرد من تابوته المشيد
أأنت يانيل من الخلود تمطر سكابا علي العبيد ترقصوا في محفل القرود تطوف حول الحجر المعبود مقنعا ذا شبك صيود من أدخل الأحزان فى نشيدى أخذته عن طيرك السعيد مغتربا فى خاطرى البعيد منحسرا كالنغم البعيد كدمعة جفت علي خدودى علام طغيانك فى القيود على قيام لك أو قعود ما دمت فيها أبد الأبيد خذ هبة الثورة عن محمود إقدامه وفكره الجديد مواثبا لخصمك اللدود منتزعا من باسه الحديدى ثأرَ جدود و علا جدودِ 243)*,244,245, 246من ديوان منابر
|
|
|
|
|
|