دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
كلام الأستاذ محمود محمد طه ( يرحمه الله ) قد يكون سليما في عمومياته، لكنه يتضمن بعض الهنات هنا وهناك ، ومما يؤسف له أن الكثير من هذه الهنات ربما يكون مقصودا . تحدث الأستاذ عن أن أكتوبر كانت ثورة بلا قيادة وأنها كانت عاطفية . وأكتوبر لم تكن بلا قيادة ولم تكن بلا توجيه ولم تكن عاطفية، اكتوبر كانت تمثل قمة نضال الشعب السوداني خلال فترة الست سنوات التي عاشتها حكومة عبود ، وتسلسل النضال وتصعيده في اتجاه الحصاد ينفي عن اكتوبر صفة العاطفية ، وقد قاد النضال الشعب السوداني ممثلا في أحزابه الليبرالية ونقاباته وقد شاركت الأحزاب العقائدية في هذا النضال ولم يكن للشعب حساسية ضدها في ذاك الوقت إذ أنها لم تدخل بعد إلى مرحلة الانقلابات . كما أن أكتوبر لم تخلو من الدماء حيث تساقط الشهداء والجرحى وامتلأت المستشفيات بهم وبذل الناس دماءهم تبرعا لجرحاهم ، كما أن أكتوبر كانت ثورة شاملة من الناحية الجغرافية حيث تحركت المظاهرات المسلحة بالأسلحة الشعبية ( حجارة ، عصي ، مولوتوف وغيرها ) وامتد ذلك ليشمل كل مدن وأرياف السودان ، وفي مرحلة متقدمة حمى الجيش ثوار أكتوبر ولم تكن حمايته لهم بدون حمل سلاح ليشهره في وجه كل من رغب في مواجهة الثوار ، إذن السلاح كان حاضرا في أكتوبر . وقد كانت منظمات المجتمع المدني كلها تمثل قيادة موحدة لأكتوبر ولم يتخلف منها إلا المخذلين تحدث الأستاذ عن أن الأحزاب السلفية وأدت ثورة أكتوبر ، ومقصوده بالأحزاب السلفية كل الأحزاب السودانية التي تنادي بالليبرالية وبالمنهج الديمقراطي ،ة وهي نفس الأحزاب التي صنعت أكتوبر ، ولا أدري إن كان الأستاذ يريدنا أن نأتي بأحزاب من كوكب آخر ، وهذه النغمة يرددها طلاب الأستاذ حتى يومنا هذا ، ومن الواضح أنه هو وطلابه ينتظرون يوما تزول فيه أحزابنا كليا عن الوجود ، أي أنهم لا يرجون لها مجرد الصلاح والتطور ، إنما فقط يرجون زوالها ، فهم يرون فيها مسخا لابد من القضاء عليه ، ولا يقرون مطلقا بكل حقائق التاريخ التي تؤكد تجذر هذه الأحزاب ومبادئها الوسطية في نفوس الشعب السوداني ، ويرون أن لا فكر ولا رأي صواب في هذه الدنيا إلا رأي الأستاذ ، وهم في ذلك يتعاونون مرحليا مع كل من يسعى لهدم الأحزاب العريضة لأنهم يرون أنه يعينهم على نيل مآربهم ، لكنهم يضمرون له العداء ويؤجلون ذلك حتى تتحقق تلك المآرب . ويظنون خطأ أن مآربهم يمكن أن تتحقق عبر هذا الطريق . تحدث الأستاذ عن هدمه لأحد مبادئ الماركسية ، وانا حقيقة لن أدافع عن هذا لأن هناك من هم أقدر مني ، لكني أذكر بأن الماركسية لم تكن يوما مقروءة بانعزال عن اللينينية والفكر الاشتراكي الذي ملأ الدنيا بعد موت كارل ماركس ، وأن كل أدبيات الفكر الاشتراكي تتحدث عن العنف الثوري وليس العنف المطلق ، والعنف بهذا المعنى عنف مطلوب ومرغوب فيه وإلا لحصد عنف الفئة المسيطرة أرواح الثوار العزل ، والعنف الثوري هذا هو عين ما مورس في ثورة أكتوبر وقد أشرت إليه فيما سبق ، أما قمة ما كنا مطالبين به هو أن نسعى لزوال أكتوبر وأن لا نصفق لمن انقلب عليها لمجرد أننا رأينا فيه أنه سيحقق بعض آمالنا في التنكيل بمن نراهم أعداءنا ، - وهو رأي خاطئ وقاصر - وأن لا نظل نطوع فكرنا وكل امكانياتنا لتشجيعه لضرب فئات الشعب السوداني ، وعلينا أن نتذكر قدرة الله الذي خلقنا وخلق الناس جميعا ، وأن نتذكر أن المصير الذي تمنيناه لهذه الفئات ربما يكون مصيرنا ولا حول ولا قوة إلا بالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاخ حيدر التحية عبرك للاستاذ محمود قائد جحافل شهدانا من اجل سودان جديد. محمود محمد طه يظل صاحب الاسهام اليتيم السوداداني الوجدان اليد وللسان!
الي اليوم السودان يظل كوشة نفايات ودورة مياه لفضلات شعوب الارض الاخري.
سوق معلبات مستوردة منتهية الصلاحية لي ماركات عفلق وماركس حسن البنا محمد عبد الوهاب وحتي قذافي المكشكش!
الاخ ود قاسم
ياتو احزاب "ليبرالية" الصنعت اكتوبر ولا ابريل? اذا احزاب العمالة ووكلاء الاجنبى بعدت من الانقلابات يكونو ماقصروا خالص.
ولا بس كلمني كنموذج كيف حزب الامة السلم السلطة لي عبود يكون هو نفسه القام بي اكتوبر? انا غايتوا شاهد عيان لي مارس ابريل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Bashasha)
|
الاخ بشاشه كتبت اليوم السودان يظل كوشة نفايات ودورة مياه لفضلات شعوب الارض الاخري.
سوق معلبات مستوردة منتهية الصلاحية لي ماركات عفلق وماركس حسن البنا محمد عبد الوهاب وحتي قذافي المكشكش!
طيب ياأخونا بشاشه اضف الي ذلك الديموقراطيه ذات الجذور اليونانيه والتي نبتت في تربه الغرب بعد اضافات وستمنتر وجان جاك روسو ومونتسيكيو وغيرهم ويمكن لاخر أن يضيف المسيحيه والاسلام القادمين من الخارج .. فهل يراد لنا أن نلغي كل الفكر والتراث الانساني والمكونات الروحيه لانه جاء من وراء الحدود ونعتبره دخيل ومستورد وبالتالي ننكفي علي زاتنا وننغلق امام الوافد و نسعي فقط للاهتمام بما أنتجته التربه السودانيه أم المطلوب هو تقييم الفكر والتراث الانساني بأعتباره ملك للانسانيه جمعا ونأخذ منه ما يتناسب مع واقعنا؟؟ ماذا تريد أن تقول يا بششاشه ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: kamalabas)
|
الاخ العزيز كمال عباس انا لو بي يدي كنت اعلن الصودان سويسراافريقية اسرح الجيش والجنسية لكل من يثتثمر في السودان بماله او خبرته مع مجانية العلاج والتعليم والدخول والخروج للافارقة من دون تاشيرة ودعم السكن والغاء الملكية العامة في مجال الاعمال عدا مشاريع البني التحتية..الخ
مافي زول دعا لي للانغلاق هنا!
ماهو انا عايش علي مرمي حجر من هولوود كمينة طوب الثقافة الغربية من دون تفريط في حاجاتي ولا افراط في حاجاتهم.
امريكي مع الامريكان بالنهار وبالليل سوداني اغبش حايم بالعراقي والسروال وان في سماية فالجلابية فوق للعراقي!
الغرض من الكلام ده حاجة واحدة: انو مافي فرق مابين الكلام البقول فيه هنا والممارسة في الحياة العملية.مما يعني انه ده ماتنظير ساكت.
بي نفس الفهم انا بدعوا انو:
(1)نعرف روحنا كويس ونفرز كوم حاجاتنا من كوم حاجات وثقافات المجموعات البشرية الاخري كويس!
لي سرا بعرفو اجدادنا ومن قبل الاسلام بي الاف السنيين كتبوا علي حيطان معابدهم عبارة "اعرف نفسك"!
ده ماحاصل بالمرة لاننا كحمار الشيخ في العقبة لاندري اين نحن ولا من وين جينا او حتي ماشين وين!
(2) نستوعب واقع العصر العايشيين فيه استيعاب شامل وكامل. وده ماحاصل لاننا يا داب مرقنا من بلدنا (باعداد كبيرة) وابتدينا نشوف الدنيا علي حقيقتها للمرة الاولي.غير انه نحن اصلا طاشين!
(3)كده ممكن نستلف من الاخرين حسب الحوجة وبشرط تطويع مانستلف بما يتماشي مع واقعنا ويفك الحيرة.
ده ما الحاصل لاننا بننقل نقل مسطرة وبالتالي بدل ما نحل المشكلة نخلق مشاكل جديدة والرؤيا تتغبش! الامثلة عديدة هنا !
لذات الاسباب نظام السيدين ده ماد يمقراطية اصلا ذي ما بنتوهم!
واحدة من الاسباب الكتيرة انو منقول "بي ضبانته"نقل مسطرة!
اماالاحزاب فدي نعاج منسوخة عديل مش منقولة!
لدرجة انو لو البعثيين مثلا انقسمو لى سوري وعراقى نسخة السودان برضوا تنقسم تلقائيا وبي صورة ميكانيكية لي اثنين!
لو ما تعبير عن حالةالغيبوة النحنا فيها في ذول في كامل قواه العقلية يتطلع لي نموذج بعث العراق كمثل اعلي?
ده كله ونحن اصلا ما لينا في العروبة لا ناقة ولا جمل!
عروبة السودان ماهو مورفين مسكن لالم "اخدود" العبودية الغاير في جسد تركيبتنا النفسية كزنوج!
باالمناسبة كلمة زنجي لا تعني شي غير سوداني في مقابل بيضاني في قاموس اللغة العربية.راجع منير البعلبكى!
ده نفس معني كلمة اثيوبي في الاغريقية نفس معني كلمةنقروا بالاسباني والبرتقالي نفس معني كلمة حام او حامي باالعبرية نفس معني كلمة كوش او كوشي باالعبرية ايضا نفس معني كلمة نقر في الاغريقية ايضا.......وهكذا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Bashasha)
|
العم العزيز د.حيدر دبايوا
الاستاذ الشهيد محمود محمد طه لم يكن سياسيا محنك فقط بل كان مفكرا وقائدا ومصلحا دينيا وسياسيا لم تألفه الساحة السياسية ولا الدينية من قبل والي الان لانه كان يتمتع بحكمة وافقا سياسا واسع وبعد نظر للامور غير اعتيادي وهو يستحق عن جدارة كاملة الاب الروحي والفعلي للسودان الجديد القادم الذي افتداه بروحه الغالية وليس هناك قامة سياسية ودينية وفكرية ان تساوي هذا الرجل السوداني المتواضع مع ضخامة وقوة وثراء فكره القوي واكتوبر عائده وحاملة معها نجاحات كثيرة وعلي كل الاوجه والمناحي واليوم انتم لستم وحدكم في مواجهة قوي التخلف والرجعية والطائفية البغيضة كل قوي السودان الجديد معكم لبناء سودانا ديمقراطيا حرا ومستقل مع خالص ودي العميق ali adroub
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: degna)
|
الأخ الكريـم ود قاســم لم تذكـر لنـا من هم الذين قادوا ثورة أكتـوبـر ونظمـوهـا عبـر القطـر، وفى أى إجتمـاع قرر هـؤلاء الذين تتحـدث عنهـم بأنهـم قادوا الثـورة، قرروا الثـورة وكيف حـددوا بـدايتهـا، وكيف خططـوا لكى تعم جميـع السـودان، وماذا كان لهـم من الإمكانات اللوجستيــة والإتصالات لربط القطـر كلـه بهـذه الحركـة الخطيــرة.. وكيف كانت الهراركيــة من المجلس الأعلى للثـورة وحتى القادة المحليين.. أخشى ما أخشــاه أننا نتمنى لو أن قادتنا الطائفيين قادوا تلك الثـورة الشعبيـة العارمـة بأثـر رجعــى!! ما هكـذا يا سعـد تـورد الإبل.. لقـد تسلق هـؤلاء أكتاف الثـوار بعد أن إندلعت نار الثـورة، وكان ذلك اللحاق اللاهث من أجل لى عنقهـا ومصـادرة مكتسباتهـا.. كاتب هـذه السطـور إشتـرك فى تلك المظاهـرات عندما كان تلميذا فى الأوليـة.. ولكنى لا زلت أذكـر شـعار المطاهـرات "لا زعامـة للقـدامى" فهل زعماء الطائفيـة أولائك هم الذين لقنونـا هـذه الشعارات؟ قادة الأحزاب السـودانيـة التقليديـة، هم مثل المتاجرين فى سـوق الأسهـم الماليـة، لا يبيعـون راحتهـم وجهـدهـم إلا بعـد أن يمهـد لهـم الشعب الطريق ويضمنـوا عدم الخسـارة.. ثـورة أكتـوبر أهدافهـا كانت سامية،لم تكن حزبيـة (بله طائفيـة)، وإن الأشخاص الذين تعتقـد أنهـم قادوهـا هم فى حقيقـة الأمــر وأدوهـا وأرجعـونـا إلى سياســة الأحقاد والبغضـاء التى لا يجيـدون غيرهــا.. ثم خانـوا العهـود وأجبروا رئيس وزراء ثورة أكتـوبـر نفســه إلى الإستقـالـة.. وما حدث بعـد ذلك فحـدث ولا حـرج.. وسنعـود إليـه بالتفصيــل. الجهـة الوحيــدة التى تستحق شـرف ثورة أكتـوبر هـو الشعب الســودانى العملاق الذى أعطى قياده، بحسـن نيـة، إلى أقزام، هم دون قامتــه بأمـد بعيــد
محمــد عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Abureesh)
|
الأخ الأكرم أبو ريش لك التحية قد كنت أتهيب حواراتك ، لأنني ظننتك أبو الريش أستاذي في حنتوب الجميلة ، ولكن اتضح أنك اصغر مني ، حيث أنني شاركت في مظاهرات أكتوبر وأنا طالب بمدرسة 24 عبود الأميرية الوسطى والتي أصبحت بعد الثورة مدرسة 24 القرشي الوسطى ، أخي أبوريش أعتقد أنك تتفق معي أن شرارة أكتوبر قد انطلقت من جامعة الخرطوم ، وأن ندوة الأربعاء التي ناقشت مشكلة جنوب السودان كانت البداية للانطلاقة ، وأعتقد انك تتفق معي أن من اقام الندوة هو اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وأن هؤلاء كانوا آتين بتمثيل نسبي ، وأن هذا التمثيل النسبي أساسه الأحزاب ، ثم أن الندوة كان فيها متحدثون ، وربما تذكرهم ، وهم رجالات الأحزاب والنقابيين ، وكان أشهرهم حسن الترابي ، ثم تكونت جبهة الهئيات ، وهي أيضا كانت من الأحزاب والنقابات ، أما شعار لا زعامة للقدامى ، فهو شعار أطلقه بعض الأقزام الذين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى الشعب ، ولا يعرفون مدخلا للتصالح مع الشعب ، وهو شعار انطلق عدة مرات لكنه ارتد على مسامع من أطلقوه ن وكان شعبنا في كل مرة ينتخب من يعتقد في نضجه وحكمته وأمانته ، لكن أصحاب الشعار الذي أعجبك واخترته من بين كل شعارات أكتوبر ، كانوا دائما يلجأؤون إلى التآمر ، ويهدمون ثورة الشعب بانقلاب جديد ولا أدري لماذا لم ترد على بقية نقاط مداخلتي ، فهل اتفقت معي على النقاط الأخرى ، ام أن تقطيع الكلام وبتر الرأي هو ما يناسب محتكري التجديد؟ نحن قوى السودان القديم ونحن قوى السودان الجديد ونحن الساس ونحن الراس وغيرنا هم الشطط والتطرف والفتنة والبغضاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: hala guta)
|
الاستاذ حيدر
لك التحية وانت تتحفنا بهذه الكلمات السوامق والمجد والخلود للستاذ الشهيد محمود محمد طهز
ولايوجد معنى لاكتوبر ما لم تترجم القيم السامية لاكتوبر فى واقعنا اليومى, نحن نحلم بان نعيش اكتوبر كما شربنا لشاي الصباح.
اكتوبر سرق كما سرقت ابريل وليس امامنا خيار سوى ان نستفيد من التجارب ونترجم استيعابنا لتلكم التجارب فى بناءنا الى غد افضل.
وكان اكتوبر ومازال فينا جمر متقد
بكرى الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Emad Batran)
|
الأخ الكريـم ود قاســم فى هـذه العجالـة، لا أملك إلا أن أشكرك على الرد، وأعـدك أنى سـأناقش ما طرحتـه نقطـة نقطـة.. أما بخصـوص ما ذكرت :
"نحن قوى السودان القديم ونحن قوى السودان الجديد ونحن الساس ونحن الراس وغيرنا هم الشطط والتطرف والفتنة والبغضاء "
فأقول لك أن شعـارات الجهـاديـة هـذه، حتى السيــد الصـادق قد تخلى عنهـا.. ويبـدو لى إنك تركت السـودان ليس سنـة 1979 ولكن عنـدما كانت الدنيا مهديـة!
هـالـة، عـودا حميــدا إن شـاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأستاذ حيد بدوي صادق ومن بعد السلام ذكر الأستاذ الشهيد محمود أن ثورة أكتوبر كانت ثورة كل فرد ثورة بدون قائد , وحدت الجميع المظالم والإحساس بضرورة الثورة من أجل التغيير , قوتها في إجتماع اهل السودان بهدف التغيير , وأنها ثورة إمتداد لثورة أخرى أو الشق الآخر منها وكانت ستة أبريل , ذهاب نظام عسكري بثورة شعبية أيضاً , نظام كان من ضاحاياه الأستاذ , وقدمت الديمقراطية وأتيحت للجميع حرية التعبير ونشر المبادئ وفق ما يرونه صحيحاً , وكان تلامذة الأستاذ الشهيد , هل قمتم بنقل فكر الثورة الجمهوري إلى واقع ملموس ؟ أم إتصال قواعد احزاب الجيل القديم ملكت من وسائل الإتصال بجمهور السودان الثائر مالم يتملكه أبناء الفكرة ؟ مضى على رحيل الأستاذ زهاء العشرون عاماً وهاهي تباشير إمتداد ثورة أكتوبر _ حسب ما ذكرت _ هل أعد الجمهوريون عدتهم لنشر الفكرة , فكرة الثورة ؟ بعيداً عن عاطفة الثورة ؟ ما هي مقتضيات تحويل الثورة من عاطفة إلى فكرة ؟ الوحدة ؟ وإن كانت كذلك , هل الظرف الراهن يسمح بهذه الوحدة ؟ هل تقتضي الوحدة محو معتقد الآخر إن جانبه الصواب حسب ما نزعم ؟ هل توقفت حواء السودان عن إنجاب مفكرين جدد ليواصلوا ما بدأ من مسير ؟ هل مات إحساس الظلم فينا ؟ أم إستطاعت جماعات الحكم المتعاقبة بعد أكتوبر خلق شعب يسعى لمصلحته دون وضع المصلحة العليا في حسبانه ؟
أبنوسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: tabaldy)
|
الشكر لكل المساهمين الكرام هنا. أنتم بحق من ثوار أكتوبر الثانية. وقد أثلج صدري أن مساهماتكم تعبر عن أن جذوة الثورة مازالت تضطرم في نفوسنا جميعاً. وقد شدتني أسئلتك القيمة يا أبنوسي لأنها تحتوي على موضوعات غاية في الأهمية. وهي أسئلة عميقة من كافة الأوجه أتيتها. وقبل أن أتناولها بالرد، أرجو من الإخوان عمر عبد هواري ودكتور ياسر الشريف ومحمد عثمان سليمان، ومن الإبنة مريم الحسين تناول الأجابة على ما تيسر منها. وقد أدلف في ردي على التعليق على ما يهمك ويهمني ويهم شعبنا من أمر مشروع السلام المستمر التكوين، ودلالاته على ما سماه الأستاذ محمود باكتوبر الثانية. ولي عودة، بإذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
نشكرك يا دكتور حيدر علي المداخلة والشهيد محمود محمد طه واقواله نصب اعيننا لكن.... التفاؤول والايمان بالحتمية مبدآ من مبادئ الماركسية اللينية ندرك تماما ما اوصلت له الحتمية لدول الماركسية او الشيوعية فشلت في الاستمرار وسقط مبدآ الحتمية التاريخية التي نادت بها الماركسية والتفاؤل بان تكون اكتوبر اخري اقرب للخيال واحلام اليقظة والذي نراه الان هو مساومة بين طرفين هم الجبهة القومية الاسلامية ممثلة بالحكومة والحركة الشعبية بضغط من امريكا لكن بالتاكيد انا مع السلام ووقف الحرب لكن ليس بصورة تقاسم السلطة والبقاء علي الحال كما هو عليه يجب محاصرة الطرفيين بمطالب جماهير الشعب السوداني ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Saad A.Ragab)
|
شكراً يا سعد. أتفق معك، ولكن مع بعض التحفظ حول تشبيه التنبؤ باكتوبر الثانية بالحتمية التاريخية في النظرية الماركسية. وسأجيب عليك في سياق ماوعدت به من تناول لأسئلة الأخ أبنوسي. فاتني أن أدعو الأخوان دكتور النور محمد حمد وعبد الله عثمان وصديق المنصوري وعبد الله الأمين ولطفي على لطفي، وكل من يرغب، للمشاركة، بالتعليق أو السؤال.
إنني أشعر، مخلصاً، بأنكم جميعاً، سائلين، ومعلقين، ستعينونا على أستجلاء المضامين الهامة التي احتوتها قراءة الأستاذ محمود لثورة أكتوبر المجيدة. دعونا نصنع المعاني الجديدة العطرة النفاذة اتكاء على هذا الأصل المتفرد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Yasir Elsharif)
|
شكرا الأخ الكريم، حيدر، على الدعوة.
المداخلة التي جرى بها قلم الأخ سعد رجب، مداخلة مهمة للغاية، وأود أن اثبتها، وأوسع في بعض جوانبها التي تفضل هو، بالتطرق إليها:
Quote: نشكرك يا دكتور حيدر علي المداخلة والشهيد محمود محمد طه واقواله نصب اعيننا لكن.... التفاؤل والايمان بالحتمية مبدآ من مبادئ الماركسية اللينية ندرك تماما ما اوصلت له الحتمية لدول الماركسية او الشيوعية فشلت في الاستمرار وسقط مبدآ الحتمية التاريخية التي نادت بها الماركسية والتفاؤل بان تكون اكتوبر اخري اقرب للخيال واحلام اليقظة والذي نراه الان هو مساومة بين طرفين هم الجبهة القومية الاسلامية ممثلة بالحكومة والحركة الشعبية بضغط من امريكا لكن بالتاكيد انا مع السلام ووقف الحرب لكن ليس بصورة تقاسم السلطة والبقاء علي الحال كما هو عليه يجب محاصرة الطرفيين بمطالب جماهير الشعب السوداني .... |
تأتي أهمية هذه المداخلة، من كونها تحتم علينا قراءة ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه، قبل أربعة عقود، على ضوء مااستجد، مما طرحه الواقع، في هذه العقود الأربعة المنصرمة. وقد طرح الواقع تحولات جوهرية، على المستويين: المحلي، والعالمي. وأهم هذه التطورات، أن العالم قد أصبح يديره، من الناحية السياسية، والإقتصادية، والعسكرية، قطب واحد. ولذلك فإن القول بـ ((التثوير)) اليوم، لا يعدو أن يكون مجرد خطرفة. وحين نقول بأننا نريد أن نحدث (ثورة) في السودان، فماذا نعني بالضبط؟ حين كان العالم، يتقاسمه قطبان، وحينها، كان لمعنى الثورة مدلول لدى قوى اليسار. كما كان للثورة، ايضا مدلول محدد، نحن الجمهوريين. وقد تلخص ذلك المدلول، في إنشاء كتلة ثالثة. وقد أصبح موضوع الكتلة الثالثة، على ذلك النحو، أثرا، بعد عين، بعد انهيار المعسكر الشرقي. في حقبة القطبين، كانت الأقطار ترسم سياساتها، وتقيم تحالفاتها، على خلفية وجود هذين القطبين.
الشاهد، لا يوجد اليوم، سوى قطب واحد. وليس من المنظور، ان يقوم قطب آخر بإزاء القطب الحالي. فواقع القوة الإقتصادية، في العالم اليوم، وواقع القوة العسكرية، وما يلحق بهما من القوة السياسية، يؤكد أن أحادية القطب، سوف تبقى لزمن ليس بالقصير. هذه الوضعية الجديدة، تقتضي، تعاملا جديدا مع مفهوم الثورة. فالثورة، في هذا الوضع المتشكل، والزاحف، ليجعل من كل الكوكب قرية واحدة، وسيلتها الإصلاح الدستوري. وأعني بذلك، انتهاج ذات الطريق الذي مشت عليه الحضارة الغربية، منذ الثورة الفرنسية. وما من شك، ان هذا الطريق، مليء بالمشكلات، ولكنه الأفضل، على كل حال. كما أنه قد خضع للتجريب، قرونا. فقضيةالجمع بين الإشتراكية، والديمقراطية، التي تفرد الأستاذ محمود بطرحها، على النسق الذي طرحها به، أصبح طريقهاالأوحد، هو الإصلاح الدستوري. فالثورة لن تكون منذ الآن، بغير طريق الإصلاح، والإصلاح وحده.
أماالساحة السودانية، فقد شهدت هي الأخرى، تغييرات كثيرة، ومنها التدهور الإقتصادي المريع، والهجرة المأساوية، من الأرياف إلى المدن، ثم خروج قطاع كبير من الطبقة المتعلمة، إلى خارج البلاد. ولذلك فعندما نتحدث عن الثورة، فعلينا، ان نضع في الحسبان كل هذه العوامل. فعلى من نحن ثائرون، ولمن نحن ثائرون، وهل نملك فعلا، رؤية، ومنهج عملي، وفهم للعلاقات الدولية الراهنة، ما يجعلنا فعلا قادرين على إحداث تحول ثوري. وهل نحن مرتبطون حقيقة بجمهورنا، في المستويات القاعدية، أم أننانتحدث باسمه، فقط، شأننا شأن اي ديكتاتور؟ والديكتاتورية، يمكن ان تلحزب الشيوعي، في روسيا الشيوعية، كانت ديكتاتورية صفوة (المثقفون الثوريون). أخشى أن نكون مجرد، حفنة من الصفوة الحالمين، الذين يظنون، ان ما يدور بأذهانهم، يدور بالضرورة، في عقل كل رجل، وكل إمرأة من سكان البلاد؟
بداية الثورة الفكرية، هي توقف الخطاب العاطفي، التعبوي، الذي ربما قاد إلى السلطة، ولكنه لا يحدث، في حقيقة الأمر، أي تغيير، يذكر في مجريات الواقع. وقد استخدم الشيوعيون، مثل هذا النوع من الخطاب، ولا تزال بقاياهم، تستخدمه. كما استخدمته روافدهم المختلفة، ولا تزال أيضا، تستخدمه. كما استخدمه الإسلاميون، منذ الستينات، ولم يصلوا به إلى شيء، فيما هو ظاهر اليوم.
جوهر حديث الأستاذ محمود محمد طه يكمن، في تقديري، في ضرورة أن تكون الثورة فكرية. والثورة الفكرية، تعني، القدرة على قراءة الواقع، قراءة متأنية. ثم استصحاب الواقع في التغيير، لا القفز عليه. وأميز ما ميز الأستاذ محمود محمد طه، عن غيره من السياسيين، أنه أنشأ حزبا تنويريا، لم يترشح فرد منه لأي مقعد انتخابي، باستثناء تجربة اتحاد التمثيل النسبي، في جامعة الخرطوم، التي كانت خروجا محدودا على القاعدة. كما لم يستخدم الإستاذ محمود الخطاب التعبوي التحشيدي اليومي لكسب معركة سياسية يومية. ولأنه كان يؤمن بأن تصل المفاهيم الثورية، إلى الجذور فقد التزم قضية التنوير إلتزاما صارما. مقدما نموذج المثقف الثوري، الذي يعيش حياة العامة. وذلك لأن المثقفين يستخدمون الخطاب السياسي التحريضي، ليحركوا به الجماهير، ليصلوا على أكتاف تلك الجماهير، لمقاعد السلطة. ثم لا يكون هناك تغيير يذكر، في المحصلة النهائية.
ذكر الأستاذ محمود محمد طه، في كتاب الثورة الثقافية، ما نصه: ((الثورة التي لا تقترن فيها القوة بالعنف إسمها الدقيق "التطور" .. وهي، إذ تسمى ثورة، إنما تسمى من قبيل سرعة التغيير الذي يجري به، فإنه من المألوف أن "التطور" وئيد، وأن "الثورة" سريعة .. وإنما كان التطور وئيد لأن الذكاء البشري قد كان متخلفاً، وقد كانت العادة هي المسيطرة، والحائلة دون التجديد، بل حتى دون الفضيلة، في بعض الأحيان)). فالواقع الراهن، قد فتح الباب لكي نفهم، عبارة ((التطور)) الواردة في حديث الأستاذ محمود، فهما يتناسب مع المرحلة التي نعيشها اليوم. الثورة، بمعنى قلب الأوضاع، لم تعد ممكنة، بل من الخير ألا تحدث. ما يجب أن يحدث، هو التفكيك، لبنيات الظلم، والإستغلال. وما تم في أوروبا الغربية، في ظل الديمقراطيات التي تنهج النهج الرأسمالي، يشير إلى تحسن تدريجي، في مجالي الشراكة في الثروة، والشراكة في السلطة. هناك توسيع في مظلة الضمان الإجتماعي، ومظلة التأمين الصحي، للجميع. وهناك فتح لابواب التعليم للجميع أيضا. والرأسمالية الأوربية، تمثل، في مجملها طورا متقدما، إذا ما فيست بالرأسمالية الأمريكية. وفي مجال العدالماعية، فيما يخص بحقوق النساء، وحقوق الملونين، فهناك تقدم مطرد. هذا هو نوع الإصلاحات الدستورية الوئيدة، من شاكلة ما دعا له الثري الإنجليزي المحسن، روبرت أوين، قبل ما يزيد عن المائة وخمسين عاما، فسخر منها ماركس. وهاهو التاريخ يعيد الأمور، في قضية التغيير، وبهدوء شديد، إلى سلة روبرت أوين، بعد أن أخرجها تماما من سلة ماركس.
يمثل الشيوعيون، والإخوان المسلمون، في السودان، كيانين، راديكاليين.وقد مارس كلاهما، هذه الراديكالية، على الواقع السوداني. ولكن نبض العصر قد قاد الأمور كلها من سلة النهج الراديكالي، (الشيوعيون، والإخوان)، والقى بها في فضاء جديد لا يزال يتخلق. فواقعنا السوداني، واقع متخلف. ولذلك لا يعني فشل التجربيتين، الراديكاليتين، من جانب اللشيوعيين، والإخوان، أن الأمور قد دخلت أتوماتيكيا في سلة (الإصلاح) الدستوري الوئيد. فوضعنا معقد، ويحتاج إلى حوار، هاديء، وإلى كثير إمساك عن الإندفاع، والتعجل. ومن ذلك مثلا، تخفيف نبرة الخطاب الصفوي، ضد الطائفية، والذي ورثناه من حقب سلفت. هذا الخطاب يريد أن يقفز فوق مكونات الواقع، إلى حيث ترقد أحلام الصفوة. فأول خطواتنا يجب أن تكون في اتجاه قيام نظام دستوري، ديمقراطي تعددي. ويجب ألا نتوهم، ان هذا النظام الدستوري، سوف يلقى بالقوى التقليدية بعيدا. النظام الدستوري، هو بداية إعادة صياغة هذه القوى، في الوجهة التي تخدم الصالح العام. فالطائفية، والجهوية، بل والقبلية، أمور لا يمكن القفز فوقها جملة واحدة. الواقع يتغير بالتدريج، وبالتخطيط المحكم، وبالصبر على التخطيط. السياسيون الذين لا يرون سوى بريق المقاعد، لن يفلحوا إلا في تكرار التجارب الفاشلة. يستوي في ذلك، التقليديون منهم، ومن يزعتمون انهم يمثلون القوى الحديثة.
الإسراف في الحديث عن الطائفية، وعن بدالة القوى الجديدة، لها، لا يخرج من إطار الديماغوغية السياسية.ولا يخرج أيضا، من خانة الخطاب التعبوي التحشيدي. وهذا لا يحدث تغييرا، وإنما مجرد قلقلة. كل مؤشرات الواقع، تقول بأن الصفوة لا تزال معزولة. كما أن إدعاءها للكفاءة، وللقدرة على إحداث التغيير، وأنها الأكثر وطنية، وأنها الأطهر، والأنظف، والأكثر تجردا، تبقى كلها مجرد إدعاءات، لا سند لها، سوى مجرد الزعم. الجمهوريون، يمكن أن يقعوا في نفس الفخ ـ أعني فخ الصفوة المفتونة بصورة نفسها في المرآة ـ إن هم اندفعوا إلى ساحة البيانات التعبوية التحشيدية. هم يخطئون، إن ظنوا أن تقهقهر الحماس للقوى القديمة يصب الآن، وبالضرورة، في سلتهم هم. مثل هذه القراءة، قراءة غير متبصرة. الوعي الشعبي، ينتج عن عوامل كثيرة. وهذه العوامل لم تتضافر، بعد، مع بعضها البعض، في واقعنا السوداني. الإستقرار السياسي، أهم الآن من كل شيء آخر. وصناعة الإستقرار، السياسي، إنما تتم عن طريق إعادة الديمقراطية. هذا هو، واجب المرحلة. يضاف إلى ذلك، ضرورة الإبتعاد عن اللغة الحادة، والبناء على القليل المتحقق. وقد تنبه إلى ذلك الدكتور عبد الله علي إبراهيم، وقام بتنبيه الصفوة له، في كثير من طروحاته، غير أن ما اشتمه كثيرون، من جانبه، كميل إلى معسكر الإسلاميين، حجب الكثيرين، من رؤية وجاهة ذلك الطرح.
الواقع لن يتغير في يوم وليلة. وما يجري الآن يدل أن القوى السياسية لدينا لم تتعلم الكثير. غير أن بعض علامات التقدم، يمكن أن تُرى في ان اتفاق السلام الأخير، قد تم استقباله، بشيء من الفتور. وارجو، ألا أكون مخطئا، في هذا التقدير. هذا الفتور، يعنى تزعزع الثقة في اللاعبين في الساحة السياسية الآن، بجميع ألوان طيفهم. هذه في تقديري، واحدة من علامات تشكل الوعي الجديد. الوعي الجديد، لا تخلقه البينات، والتصريحات، والشعارات. التجربة، والواقع الذي يطحن الناس، هما اللذان ييئسان الناس من القوى التي تدير أمورهم. وعموما، فلعبة التحالفات، وتركيب مراكز القوى، وفكها، ثم إعادة تركيبها، مرة أخرى، من شاكلة (سمك، لبن، تمر هندي) سوف تظل تمارس لفترة. علينا ان نقرأ الواقع، بتبصر. وعلينا ان نعترف، إعترافا حقيقيا، بقصورة. وأن نقبل به، على علاته، ثم نعمل، بتجرد، لتحقيق الممكن، لا القفز إلى المثال. فالسياسة، في النهاية، هي (فن الممكن).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
استاذنا النور حمد
الاصلاح ؛ والثورة ؛ والتطوير ؛ في غياب ادواتها ؛ هي الخطرفة اما اصلاح البني القديمة ؛ او هجرها؛ او تجاوزها؛ فلا يتم الا بالصراع معها؛ لان الصراع هو محدث التغيير؛ والتطور ؛ والثورة والاصلاح
من دون ذلك ؛ فنسير القهقري؛ ويتحول المثقف والجديد الي مدجن
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه وثورة أكتوبر الثانية (Re: Abdel Aati)
|
شكرا الأستاذ عادل على المداخلة وددت لو أنك استطردت قليلا. وأرجو أن تجد الوقت لتوسع فيما قلت قليلا. الصراع قائم، وكلنا جزء منه. ما عنيته أناأن فكرة دفع الصراع على النهج الذي كانت ينتهجه الشيوعيون، والإخوان المسلمون في السودان، قد دلل على أنه لا يقدم شيئا، بل يؤخر. بل قد دلل أنه صراع تقوده الصفوة المعزولة. الصفوة تخلق أزمات لتصل هي إلى السلطة، في حين أنها لا تملك برامج واضحة، ولا تملك القدرة على تحريك القوى القاعدية في المجتمع. استخدم الشيوعيين النقابات، لإحكام الخناق حول السلطة التنفيذية، وذلك بالإضرابات، وسلسلة الحركة المطلبية. والهدف هنا لم يكن سوى خلق أزمات. وكان الظن ان هذا الطريق، هو الطريق لخلق الوعي. ولم تكن النهاية العملية سوى خلق حالة من عدم الإستقرار، تداعت إلى تخريب العمل النقابي، وتخريب الخدمة المدنية، وإلى انهاء مرافق بكاملها، ومنها مرفق السكة الحديد، على سبيل المثال. أما الإخوان المسلمون، فقد اعتمدوا إتحادات الطلاب، كواجهة لإحداث الغلاغل، وقد وصلوا إلى السلطة باستخدام هذا الطريق القصير. ولكن ما هي المحصلة النهائية.
التغيير لا يقوم إلا في ظل استقرار نسبي. مفهوم الصراع، كما في الفكر الماركسي، وكما مارسته التنظيمات اليسارية، مفهوم خلفته حركة التاريخ تماما. وهو واحد من مفاهيم حقبة الحداثة التي تجد الآن نقدا سديدا. وخطأ ذلك المفهوم يكمن في فكرة أن الطريق إلى التقدم، يمكن اختصاره بوضع خطط لإدارة الصراع.الجماهير لا ترى بالضرورة ما يراه المثقفون. بل هي كثيرا لا تفهم عن ماذا يتحدث المثقفون. الإستقرار السياسي، المعلول، خير من البلبلة والقلاقل. فالإستقرار السياسي النسبي، الذي ربما خدم في المرحلة، مصالح القوى القديمة، يمثل قاعدة للتنمية، وللتحديث. التنمية والتحديث هما اللتان تقودان إلى خلق واقع جديد، وليس تسويد البيانات، وملأ اعمدة الصحف. علينا أن نبتعد، ما وسعتنا الحيلة عن إرباك حركة الواقع، بمحاولات القفز على قصور الواقع.
لابد من فهم التجربة الغربية. لقد قامت التنمية في الغرب، على سحق الحركات المطلبية، وكل صور النهج الراديكالي لتحقيق التغيير. وهذا ما جعل الغرب ينمو، ويصل إلى درجة إحداث التغيير عن طريق الوسائل الدستورية. نعم هذا نهج بطيء، ولكنه مأمون، ولا يتعرض للنكسات. أسمع منك، ثم أعود.
| |
|
|
|
|
|
|
|