دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية
|
هذا الموضوع هو مجموعة مقالات وإسهامات فكرية وردت أصلاً في بوست أو خيط آخر في هذا البورد عنوانه ( أعدم الأستاذ محمود لأسباب سياسية ، ولكن ) إفترعته بهذا العنوان الأخت الدكتورة مهيرة .. وحيث وردت فيه مقالات ومعارف رفيعة لا تتناسب مع عنوانه الذي لا يدل على ما جاء فيه ، من مواضيع ، رأيتُ أن أنقل هذه المعارف المأخوذة من كتب الأستاذ محمود إلى هذا البوست الجديد : ورد هذا المقال في الرد على بعض أقوال الدكتورة مهيرة في ذلك البوست : ذكرتِ أنت أن (سم الخياط) يعني (ثقب الأبرة) وذلك ، في تفسير ظاهر النص ، أمر لا خلاف عليه .. فهل تظنين أني لا أعلمه ؟؟ ، وحتى في هذا المستوى من المعاني الظاهرة فإن مرور الجمل من ثقب الإبرة ليس أمراً مستحيلاً كما تتصورين ، فإن مثل هذه الإستحالة هي من وهم العقول ، ولكني مع ذلك لم أتكلم عن ظاهر النص ، وإنما تكلمتُ عن طرف من المعاني الباطنة ، في بعض الآيات ، في حدود ما أفهمه من الفكرة الجمهورية ، حيث تأخذ كلمة (سم الخياط) معنى الجرم البشري ، وتسأليني : كيف يلج الجمل في الجرم البشري ؟؟ ، والإجابة هي أن الجمل لا يتحول مباشرة إلى بشر ، وإنما يموت عندما يحين أجله ، فيولد في صورة أخرى ، أي أنه يولد كحيوان آخر من رحم أنثى ذلك النوع ، ويظل هكذا يتقلب في الصور ، عن طريق الموت والحياة ، إلى أن يأتي اليوم الذي يولد فيه بشراً سويا .. وفي تقلب الكائن في الصور المختلفة ، يعيش حيوات كثيرة ، ويكتسب في كل حياة من هذه الحيوات تجربة جديدة ، من المعاناة ، تؤهله للحياة التي بعدها ، وتزيد رصيده من التجربة الموروثة التي تكيف نفسه تكييفاً معيناً ، فتقربه بذلك من مقام عزه وسعادته ، وهو المقام الذي يصير فيه إنساناً كاملاً في الملك والملكوت ، فلقد خلق الله تعالى الإنسان كاملاً في عالم الملكوت ، وعالم الملكوت هو عالم الأرواح ، ثم رده إلى أسفل سافلين ، حيث أبرزه في عالم المُلك مادة في أسفل سافلين ، وتلك المادة هي غاز الهايدوروجين ، وعالم المُلك هو عالم الأجساد ، والإختلاف بين الأرواح والأجساد ليس اختلاف نوع ، وإنما هو اختلاف مقدار .. ولقد رُد الإنسان ، من مقام كماله في الملكوت ، المعبر عنه بـ (أحسن تقويم) ، إلى (أسفل سافلين) ليعود كاملاً في المُلك والملكوت .. ومن مقام (أسفل سافلين) بدأ تطور الإنسان في رحلة العودة إلى مقام (كمال الملك والملكوت) ، وهذا المقام الأخير منفتح على الإطلاق ، ولذلك لا نهاية لرحلة العودة ، وذلك كله محكي في قوله تعالى : ( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) .. ومن الخطأ الفادح أن نفهم ، من الآية الأخيرة ، أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لم يردوا أصلاً إلى أسفل سافلين ، كما قد تعطي اللغة لبعض المفسرين ، والحق أن الآية الأخيرة تقرر ، فيما تقرر ، أمرين : الأول أن سبيل العودة ، منذ البداية ، هو الإيمان والعمل الصالح ، والثاني أن العودة أو الرجعى لا نهاية لها ، لأنها رجعى إلى الله .. ( إن إلى ربك الرجعى ) .. أو ( إن إلى ربك المنتهى ) ولا منتهى .. فعبارة ( فلهم أجر غير ممنون ) تعني حبل غير مقطوع ، أو طريق غير مسدود ، مما يفيد السير بغير نهاية .. ولقد قال الأستاذ محمود : ( ليس في الوجود الحادث غير الإنسان ) .. وذلك بالمعنى العام لكلمة (إنسان) ، والوجود الحادث هو وجود المخلوقات ، والوجود القديم هو وجود الله تعالى ، فالوجود القديم هو الله ، والوجود الحادث هو مخلوقات الله ، وليس في هذا الأخير غير الإنسان ، بالمعنى العام لكلمة (إنسان) ، وهذا يعني أن كل كائن ، من كائنات الوجود الحادث ، هو إنسان في مرحلة من مراحل تطوره ، فذرة غاز الهايدوروجين هي إنسان في مرحلة غاز آيدوروجين ، وذرة الرمل هي إنسان في مرحلة ذرة رمل ، والأميبا هي إنسان في مرحلة أميبا ، والنملة هي إنسان في مرحلة نملة ، والجمل هو إنسان في مرحلة جمل ، وهكذا .. والإنسان في مراحله البدائية ، كمرحلة الغازات والسوائل والعناصر ، أمامه رحلة طويلة جداً ، ربما تستغرق ملايين السنين ، وربما أكثر ، حتى يبلغ مرحلة بشر ، ثم يبلغ مرحلة إنسان ، بالمعنى الخاص ، فيما بعد .. ومرحلة الإنسان بالمعنى الخاص هي مرحلة الإنسان الكامل في الملك والملكوت ، وهي أكمل من مرحلة البشر الحاليين .. وأحياناً ترتد بعض الكائنات في سلم التطور ، فعندما أراد الله تعالى أن يرد بعض الناس ، من بني إسرائيل ، في سلم التطور ، إلى مرحلة قرود ، بسبب فسادهم ووضاعتهم ، قال لهم : ( كونوا قردة خاسئين ) فكانوا قردة ، وليس معنى ذلك أنهم قد تحولوا مباشرةً إلى قرود ، بل ماتوا موتاً عادياً ، ثم ولدوا كقرود من أرحام إناث القرود .. ومن أقوال الأستاذ محمود أيضاً أن ( كل ذرة من ذرات جسد الإنسان هي مشروع إنسان كامل ، له قلب وله عقل ) .. ويلاحظ أنه قال ذلك قبل إكتشاف ما يسمى بالإستنساخ .. وخلاصة القول هنا أن الجمل سيلج في (سم الخياط) يوماً ، بمعنى أن كل الكائنات التي هي في مرحلة الجمل ستبلغ يوماً مرحلة البشر ، وذلك عن طريق الموت والحياة ، أو قل عن طريق الموت والميلاد . رابعاً : أنت تعتمدين على اللغة العربية في معاني القرآن ، وهي تصلح لتفسير ظاهر النصوص فقط ، ولكن القرآن لا يتقيد باللغة العربية في بواطن معانيه ، وفي هذا المعنى يجيء قوله تعالى : ( حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) .. فقوله : ( حم ) إشارة لايدرك معناها باللغة ، وإنما يدرك معناها بالمعرفة التي تتجاوز اللغة ، وهذه المعرفة سبيلها التقوى ، وليس سبيلها التعليم في المعاهد الدينية ، وذلك وفقاً لقوله تعالى : ( واتقوا الله ، ويعلمكم الله ، والله بكل شيء عليم ) .. ووفقاً للحديث النبوي : ( من عمل بما علم ، أورثه الله علم ما لم يعلم ) .. وأما قوله : ( إنا جعلناه قرآناً عربياً ) فيعني عربياً في طرفه الذي يلامس أرض الناس ، وذلك هو ظاهر النصوص ، وقوله : ( لعلكم تعقلون ) يوضح الحكمة من جعل ظاهر القرآن عربياً ، وهي أن نعقله ، وأما قوله : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) فيخبر أن معاني القرآن ، في نهاياته ، علية وحكيمة بصورة لا تكفي لإدراكها اللغة .. ثم أنك تذكرين المفسرين المعروفين ، من أمثال الجلالين وابن كثير وغيرهما ، وهؤلاء كلهم ينحصر إختصاصهم في تفسير ظاهر النصوص ، مما تعطيه اللغة العربية ، ولكن عند الحديث عن المعاني الباطنة ، مما لا تكفي لإدراكه اللغة وحدها ، لا يصلح الإستشهاد بهم أو بأقوالهم ، وإنما يصلح الإستشهاد بأقوال أئمة التصوف الإسلامي ، من أمثال الشيخ محي الدين ابن عربي ، وعبد القادر الجيلاني ، وعبد الكريم الجيلي ، وأبو القاسم الجنيد ، وعبد الغني النابلسي ، وغيرهم من أهل التصوف ، وهم كثر ، وذلك لأن هؤلاء لم يعتمدوا في تحصيل المعرفة الدينية على الدراسة في المعاهد والمؤسسات الدينية ، كما فعل (الفقهاء) و (العلماء) و(رجال الدين) ، وإنما طلبوا المعرفة عن طريق التقوى ، فأدركوا من المعاني الباطنة ، ما لا تكفي لإدراكه اللغة وحدها .. ولقد قال الإمام علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : ( إن هذا القرآن لا ينطق ، وإنما ينطق عنه الرجال ) .. وفي نفس هذا المعنى يجيء قول الله تعالى : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) .. ذلك في مستوى بواطنه ، حيث آياته بينات في صدور الذين أوتوا العلم فقط ، وليست واضحة لكل الناس ، وأما في ظاهر نصوصه فهو واضح ، كما تعلمين ، لكل من يعرف اللغة العـربيـة .. هذا ولك الشكر .. أبو إيقان ثم ورد هذا المقال من الأخ أبو ريش في الرد على الأخ ياسر حنا ، وفيه أورد جزءاً من حديث الأستاذ محمود في كتاب رسالة الصلاة : إن فكرة تناسخ الأرواح عند الهنود، أو نظرية التطور عند داروين، هى بمثابة خواطر المراهقين، إذا ما قيست عما أخبر به القرأن عن قصة الخلق والأستاذ محمود يشرح قصة الخلق كما وردت فى القرأن، قبل أن يصدقها العلم الحديث بصورة تكاد تكون حرفية، وستكون حرفية عندما يتطور العلم أسمعه يقول المرحلة الأولى من نشأة الإنسان : هذه تعني تطوره في المادة غير العضوية منذ بروزه في الجسد.. وهو بروز في الأزل - في بدء الزمن.. وإلى هذه البداية السحيقة أشار تعالى بقوله: ((أولم يرالذين كفروا أن السموات، والأرض، كانتا رتقاً، ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شئ حي، أفلا يؤمنون؟)).. الرتق ضد الفتق، وهو يعني الالتئام.. وعن هذا الأمر المرتوق ، قال تعالى، في موضع آخر: ((ثم استوى إلى السماء، وهي دخان، فقال لها، وللأرض، ائتيا طوعاً، أو كرها. قالتا أتينا طائعين)) والدخان هنا يعني الماء، في حالة بخار.. فقد كانت السموات والأرض سحابة من بخار الماء، مرتتقة، ففتقت، وبرز التعدد من هذه الوحدة.. ولم تكن جرثومة الانسان يومئذ غائبة.. وإنما كانت هي ذرات بخار الماء ، ومن يومئذ بدأ تطور الانسان العضوي يطرد، تحفزه، وتوجهه، وتسيره، وتقهره، وتصهره، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكمة .. وقد أنفق في هذه المرحلة من مراحل النشأة أمداً يعجز الخيال تصوره.. ثم انتهت هذه المرحلة ببروز المادة العضوية . المرحلة الثانية من نشأة الانسان : وببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية ظهرت الحياة، كما نعرفها نحن.. وإلا ، فإن جميع المادة، عضوية، أو غير عضوية، حية.. وكل ما هناك، أن الحياة بدأت تبرز في المادة العضوية، بعد أن كانت كامنة في المادة غير العضوية.. فهي لم تجئ من خارج المادة..
وأدنى درجات الحياة، التي نسميها اصطلاحاً حياة أن يكون الحي شاعرا بحياته، وآية ذلك أن يتحرك الحي، حركة تلقائية، وأن يتغذى، وأن يتناسل.. وقد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة.. وبهذه الخطوة الجليلة، والخطيرة، افتتح عهد جديد.. عهد عظيم.. عهد الحياة والموت.. ومن يومئذ بدأ رأس سهم الحياة، وطليعتها في السير.. يالها من بداية!! وفي ذلك قال تعالى: ((ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون)) .. الحمأ الطين الأسود.. والحمأ المسنون الطين المتغير، المنتن.. والصلصال الطين اليابس، الذي يصل أي يصوت إذا لمسته.. وإنما احمومى الحما لأنه قد طبخ بحمو الشمس.. وذلك لأن الأرض قد كانت قطعة من الشمس انفصلت عنها، وأخذت تبرد، وتجمد، وتتهيأ لظهور الحياة عليها.. ثم ظهرت الحياة بين الماء والطين.. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا.؟ * إنا خلقنا الانسان من نطفة، أمشاج، نبتليه، فجعلناه سميعا بصيرا)).. فإن النطفة، في هذه المرحلة من مراحل النشأة البشرية تعني الماء الصافي.. وأمشاج ، جمع مشيج.. من مشج، يمشج، مشجاً، إذا خلط بين شيئين.. وهما هنا الماء والطين.. فالنطفة الأمشاج، هي الماء المخلوط بالطين .. وهذه المرحلة الثانية، من مراحل النشأة البشرية، التي بدأت بحيوان الخلية الواحدة في القاعدة، تنتهي عند أعلى الحيوانات الثديية، في القمة.. وحين تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل النشأة، إنما تبدأ بقفزة جديدة، مذهلة، بها يدخل الانسان، كما نعرفه اليوم، في مسرح الحياة . المرحلة الثالثة من نشأة الانسان .. هذه هي المرحلة التي نحن نعيش الآن في أخريات أيامها، وهي قد بدأت يوم ظهور آدم النبي - الانسان المكلف - في الأرض.. وآدم هذا، ليس هو آدم الخليفة، الذي خلقه الله كاملا، أو يكاد، في الجنة، وأسجد له الملائكة.. وإنما هو طور من أطوار ترقى الخلقة التي انحطت عن آدم الخليفة، نحو مرتبة آدم الخليفة.. ذلك بأن آدم الخليفة - آدم الكامل - قد خلق في الجنة - في الملكوت - ثم لما أدركته الخطيئة طرد من الجنة، وأهبط الى الأرض.. وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: ((فتعالى الله الملك الحق، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، وقل رب زدني علماً * ولقد عهدنا إلى آدم، من قبل، فنسي، ولم نجد له عزماً * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم، فسجدوا، إلا إبليس، أبى * فقلنا: يا آدم، إن هذا عدو لك، ولزوجك، فلا يخرجنكما من الجنة، فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها، ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها، ولا تضحى * فوسوس إليه الشيطان، قال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ، وملك لا يبلى؟ * فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وعصى آدم ربه، فغوى * ثم اجتباه ربه، فتاب عليه، وهدى * قال: اهبطا منها، جميعاً، بعضكم لبعض عدو، فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل، ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً، ونحشره، يوم القيامة، أعمى)) . وعن طرد آدم من الجنة، وإهباطه إلى الأرض، بعد خلقه في أقرب صورة إلى الكمال. ورد القول الكريم: ((لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير ممنون)) وكان آدم، وزوجه، من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهما تابا، وندما، بعد الزلة، وقالا: ((ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا، وترحمنا، لنكون من الخاسرين)) هذا في حين أن إبليس الذي تولى إغواءهما، لم يتب، ولم يندم، ولم يطلب المغفرة، ولا الرحمة، وإنما طلب الإمهال، والانظار: ((أنظرني الى يوم يبعثون)) فلما أجيب الى طلبه: ((إنك من المنظرين)) أظهر إصراراً على الاستمرار في الإغواء: ((فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين)) ولذلك لما ردوا جميعا إلى أسفل سافلين ترك هو هناك، واستنقذ الله آدم وزوجه، وهداهما بإيمانهما سبيل الرجعى.. فهذا معنى قوله تعالى: ((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)) وعندما رد آدم إلى أسفل سافلين كان في نقطة بدء الخليقة - في مرتبة بخار الماء - ثم بدأ سيره، بتوفيق الله، في مراقي القرب، حتى إذا بلغ مبلغ النبوة على الأرض، فكان الإنسان المكلف الأول، كان قد بدأ ينزل بصورة، محسوسة، أول منازل القرب من مقام الخلافة العظيمة التي فقدها بالمعصية، ولكنه كان لا يزال عن كمالها بعيدا . وبنزوله هذه المنزلة الشريفة أصبح له ذكر في الملكوت، بعد أن سقط ذكره زمنا طويلا.. وفي ذلك يقول تعالى: ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟)) ( بقية هذا الحديث في كتاب رسالة الصلاة ـ مقدمة الطبعة الرابعة ) ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
ثم ورد حديثي في الرد على بعض أقوال الأخوين مهيرة وياسر حنا وهذا جزء منه : وأما الوجه الثاني للمشكلة فهو الظن بأن القول بمجيء الإنسان من الحيوان يتعارض مع القول بأن الله تعالى هو خالق الإنسان .. فالأخ ياسر يظن بأن نظرية دارون عندما تقول بمجيء الإنسان من الحيوان تحاول أن تنفي وجود الله تعالى كخالق للإنسان ، ويظهر ذلك في قوله :
Quote: وما تحاول ان تثبته انت هو نظرية النشوء والترقي لدارون بعينها، والتي تدعي ان آدم لم يخلق اي البشر لم يخلقوا وانما اتوا نتيجة للنشوء والترقي والله سبحانه وتعالى يقول انه هو خلق البشر وهبطوا من السماء للأرض اي ان البشر لم ينشئ ويرتقي وانما خلق خلقا وهذا هو الاختلاف بين بين نظرية دارون والقرآن |
وأود هنا أن أوجه سؤالاً للأخ ياسر : لو أني سألتك كيف جئت إلى هذه الحياة ؟؟ فأجابني شخص بأنك قد جئت عن طريق الميلاد من أبوين ـ أي ولدك أبواك ، ثم أجابني شخص آخر بأن الله تعالى قد خلقك ، فهل تتعارض هاتان الإجابتان ؟؟ .. أيجب أن تكون إحدى الإجابتين خاطئة ، أم أن الإجابتين صحيحتان ؟؟ هل كوننا نجيء من أبوينا يعني أن الله تعالى لم يخلقنا ؟؟ .. البداهة التي يعرفها كل مسلم أن ألله تعالى قد خلقنا عن طريق الميلاد من أبوينا .. وكذلك الشأن بالنسبة للقول بأن الإنسان قد جاء من الحيوان ، فذلك لا يعني أن الله تعالى لم يخلقه ، فالله تعالى قد خلق البشر عن طريق الميلاد من أشباه البشر الذين خلقهم بدورهم عن طريق الميلاد من الحيوان ، كالغوريلا مثلاً ، مثلما خلقنا نحن عن طريق الميلاد من أبوينا .. والحق أن الله تعالى هو خالق الإنسان والحيوان وخالق كل شيء ، وهو قد خلق الإنسان كاملاً في الملكوت ـ عالم الأرواح ـ ثم رده إلى أسفل سافلين فأبرزه في عالم الملك ـ عالم الأجساد ـ مادة ، ثم كون من هذه المادة السموات والأرض ، ثم خلق من الأرض الكائنات الحية ، ثم خلق البشر من الكائنات الحية ، وما يزال تعالى يخلق البشر والكائنات الحية كل يوم عن طريق التوالد .. إن الظن بأن القول بمجيء البشر من الحيونات يتعارض مع كون الله تعالى قد خلق البشر سببه الجهل بوحدة الفاعل ، حيث يصعب على بعض العقول أن تتصور يد الله في أفعال غيره ، أو فيما يسمى بقوانين الطبيعة ، وتلك هي مشكلة كثير من المعترضين على نظرية دارون من المسلمين . من الخطأ الفادح الظن بأن الأستاذ محمود قد أخذ أفكاره في نشأة وتطور الإنسان من نظرية دارون .. فالحق الذي لا مراء فيه أن الأستاذ قد أخذها من القرآن وليس من غيره ، ويمكن هنا الرجوع إلى أقوال الأستاذ الواردة في حديث الأخ أبو ريش أعلاه ، حيث يتضح سندها من القرآن .. والحق أيضاً أن نظرية دارون تعتبر قاصرة قصوراً مزرياً إذا ما قورنت بقصة الخلق في القرآن كما يرويها الأستاذ ، فنظرية دارون تقتصر على القول بنشؤ الكائنات الحية من الأرض وتطورها إلى مرحلة إنجاب البشر ، بينما تشتمل قصة الخلق في القرآن على القصة الكاملة إبتداء من خلق الإنسان في عالم الأرواح (الملكوت) ثم رده إلى أسفل سافلين ، ثم إظهار الأكوان في عالم الأجساد (الملك) من المادة التي تمثل الإنسان وهو في أسفل سافلين ، وهي مادة غاز الآيدوروجين ، التي حول الله تعالى بعضها إلى أوكسجين ثم خلطه بالآيدوروجين مكوناً بخار الماء ، ثم كون السموات والأرض من سحابة واحدة من بخار الماء .. قال تعالى : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان وقال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ) .. والسموات والأرض هي الشمس والكواكب السيارة ، ثم فصل الأرض عن السماء وفصل السموات السبع عن بعضهن .. قال تعالى : ( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ، وجعلنا من الماء كل شيء حي ، أفلا يؤمنون ؟؟ ) .. ثم حول بعض بخار الماء إلى غازات متعددة عن طريق التفاعلات الكيميائية ، ثم إلى عناصر متعددة ، ومواد صلبة ، حتى خلق الطين ، وأبرز المادة العضوية ، من المادة غير العضوية ، وهيأ الأرض لظهور الحياة عليها .. ثم أنشاء الأميبا من الطين ، ثم ثم ثم إلى مرحلة إنجاب البشر من أشباه البشر .. ثم أن البشر ليسوا خاتمة المطاف ، وإنما هم سائرون إلى إنجاب الإنسان الكامل ( كامل في الملك والملكوت) والذي من أجل إنجابه رد الإنسان الأول ( الذي كان كاملاً في الملكوت ) إلى أسفل سافلين .. هذه ملامح قاصرة ومبتسرة من قصة الخلق المأخوذة من القرآن كما هي في أقوال الأستاذ محمود ، مما ورد بعضه في هذا الخيط ، فأرجو مراجعتها في موضعها كما أرجو من كل طالب حق أن يقرأ كتاب رسالة الصلاة كاملاً وغيره من كتب الأستاذ الأساسية ، وهي كتب معدودة وموجودة في موقع الفكرة (www.alfikra.org) ليرى الصورة كاملة قبل أن يحكم عليها.
ثم ورد حديثي في الرد على بعض أقوال الأخت مهيرة : الأخت الدكتورة مهيرة أولاً : عندما أقترحتُ عليك تعديل عنوان الخيط لأسباب محددة ذكرتها لك رددت بالآتي :
Quote: لا املك صلاحية تغيير عنوان البوست،ولا اعتقد ان ذلك مهم لأن معظم رواد البورد يؤمنون بالبعث بعد الموت سوى كان بسبب اعدام الحياة فى الدنيا شنقا او ذبحا ا او بالغاز او بحقنة الرحمة |
وهذا القول يدل على أنك تعتقدين أن الإنسان عندما يموت يكون قد أعدم ثم يبعث يوم القيامة ، فكأنه في الفترة ما بين الموت والبعث يكون في حالة عدم .. وأحب هنا أن أصحح لك هذا الإعتقاد ، فإن الإختلاف بين النوم والموت هو إختلاف مقدار وليس إختلاف نوع ، وفي النوم لا تمر على الإنسان لحظة لا يحلم فيها ، وعندما يظن أنه نام ولم يحلم يكون فقط قد نسي أحلامه ، وكثيراً جداً ما ينسى الإنسان أحلامه ، فالإنسان كان ومايزال وسيظل موجوداً ، بل وحياً ، في كل لحظة من لحظات الزمن ، حتى في حالتي النوم والموت ، فالموت حياة في مستوى آخر ، ولم يحدث مطلقاً أن كان الإنسان ـ أي إنسان ـ معدوماً في أي وقت من الأوقات فيما مضى ، فقبل ميلاده وقبل مجيئه في رحم أمه أيضاً كان موجوداً وحياً ، ولن يأتي أي وقت من الأوقات في المستقبل يكون فيه معدوماً .. وليس ذلك خاص بالبشر ، فإن الوجود كله كامل في الجوهر ، متقلب في الصور ، يطلب أن يكون كاملاً في الصور كما هو كامل في الجوهر ، وهيهات ثانياً : أنت تقولين :
Quote: قولى:ان الانسان الكامل مطابق للاله اتيت به من كتاب الرسالة الثانية من الاسلام،ص-90 ....فيكون حيا حياة الله،وعالما علم الله، ومريدا ارادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله...) وقد ناقشنا هذه الاقوال فى بداية هذا البوست.
|
هذا ما قلته أنت ، ولكن هناك ملاحظتين : الأولى أن عبارة ( ويكون الله ) لا تعني ( مطابق للإله ) فكل عبارة من هاتين العبارتين لها دلالة مختلفة عن الأخرى ، وقد كان حرياً بك وأنت إنسانة مثـقفة ، بل ودكتورة ، أن تكوني دقيقة فيما تنسبينه للآخرين من أقوال .. والملاحظة الثانية أن النص من كتاب الرسالة الثانية لم يقف عند عبارة ( ويكون الله ) ، كما سبق ونبهكم الأخ أبوريش ، وإنما تواصل السياق هكذا : (( ويكون الله .. وليس لله تعالى صورة فيكونها ، ولا نهاية فيبلغها ، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين ، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره ، في كل لحظة ، تخلقاً بقوله تعالى عن نفسه: ( كل يوم هو في شأن ) وإلى ذلك تهدف العبادة ، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال: ( تخلقوا بأخلاق الله ، إن ربي على سراط مستقيم ) وقد قال تعالى: ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) .. )) إنتهى .. وسنلاحظ فيما يلي أن الأخ ياسر حنا أيضاً ينسب إلينا أقوالاً مشوهة ومحرفة تحريفاً مبالغاً فيه .. ولست أدري لماذا كل هذا التحريف ؟؟ هل هو لا يقرأ ما نكتب جيداً ويستعجل الرد عليه قبل قراءته بتمهل ؟؟ أم أنه عند الرد عليه لا يرجع إليه وإنما يعتمد فقط على ذاكرته ؟؟ .. أياً كانت الأسباب فإن هذا الإهمال واللامبالاة في نقل أقوال الآخرين ليس مقبولاً ، ولا يعين على الحوار المثمر ، ولن استطيع الإستمرار في هذا الحوار مالم يلتزم الأخوان ياسر ومهيرة بدقة نقل أقوال الأستاذ محمود وأقوالي وأقوال الأخ أبوريش عند الرد عليها ، وعدم تحريفها أو تشويهها . ثالثاً : أنت تقولين :
Quote: كلام الاخ ياسر المدعم بالآيات القرآنية الكريمة يؤكد ان الله تعالى خلق سيدنا وابي البشرية آدم من تراب ثم تناسل البشر من تزاوج الذكر والانثى كما شاء الله واراد، وواضح ان هذا يتعارض مع قولكم المنقول من كلام الاستاذ بتطور الانسان من صور حيوانية اقل.
|
هذا حديثك .. فأين وجه التعارض في القول بأن الله تعالى خلق الإنسان من تراب أو من طين وبين القول بأن الإنسان قد تطور من الكائنات الحية ؟؟ ألم تقرأئي قوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) ؟؟ وعندنا أن السلالة هي سلالة الكائنات الحية .. فكونه من الطين وكونه في نفس الوقت من الكائنات الحية لا يتعارضان .. فهو من سلالة هي من الطين وهي سلالة الكائنات الحية ، إبتداء من الأميبا وحتى أشباه البشر .. أما الآيات الكثيرة التي أوردها الأخ ياسر ، والتي تزعمين أنها قد أكدت ما ينفي أقوالنا ، فليس فيها أي آية تقول بأن البشر الحاضرين ، أو بأن آدم أبا البشر الحاضرين ، قد خلقوا ، أو قد خلق ، مباشرة من الطين ، فكلها تخبر بأن الإنسان ـ والبشر مرحلة من مراحل الإنسان ـ قد خلق من الطين ، وبعضها أوضح من بعضها الآخر في توضيح أن خلق البشر من الطين ليس مباشراً ، وإنما هو عن طريق المرور بمراحل الكائنات الحية المختلفة ، والتي هي نفسها عبارة عن مراحل تطور الإنسان .. فكل كائن حي هو إنسان في مرحلة من مراحل تطوره ، والفرد البشري الحالي ليس هو نهاية المطاف ، وإنما هو مرحلة متقدمة من مراحل تطور الإنسان ، بالمعنى العام ، نحو الإنسان ، بالمعنى الخاص ، وهذا الأخير هو درجة أعلى من درجة البشر الحاضرين .. وهذه الكائنات التي تمثل الإنسان في مراحله المختلفة قد خلقت من الطين .. فهل في هذا أي تعارض مع القول بأن الإنسان قد خلق من الطين ، مما تؤكده الآيات المذكورة ، يا دكتورة ، أم هو فقط خلاف من أجل الخلاف وبس ؟؟ رابعاً : أنت تقولين :
Quote: قول الاستاذبأن كل ذرة من ذرات جسد الإنسان هي مشروع إنسان كامل ، له قلب وله عقل ) وقولك بأنه سبق به الاستنساخ ليس علميا ،لأن الاستنساخ والذى تم فى الحيوانات-ولم تتأكد صحة التجارب التى اجريت من خلايا بشرية بعد-لم يؤدى الى ايجاد حيوان كامل كالذى يولد من اب وام ،وانما انتج الاستنساخ مولودا اقصر عمرا واكثر مرضا من المولود الطبيعى |
العبرة يا دكتورة ليست في صحة أو طول عمر ما أسميته بمولود الإستنساخ ، وإنما هي في جوهر الإكتشاف العلمي ، فالإكتشاف العلمي الذي ساق إلى الإستنساخ هو ببساطة أن كل خلية من خلايا الكائن الحي هي مشروع كائن حي مكتمل من نفس النوع ، و(مكتمل) هنا لا تعني بالضرورة أنه طويل العمر وغير مريض ، وإنما تعني أنه مكتمل الأعضاء ، ومستقل ، وليس جزءاً من كائن حي آخر ، كما كان قبل استنساخه .. ومع ذلك فإن كون التجارب قد أنتجت كائناً حياً من نفس النوع ولكنه قصير العمر أو مريض ، كما تزعمين ، فإن ذلك يرجع إلى قصور التجارب ليس إلاّ .. ولقد كان الظن السائد ، قبل هذا الإكتشاف العلمي ، أن تكوين كائنات حية مكتملة ، من نفس النوع ، يقتضي إندماج خلايا معينة من خلايا الذكر في خلايا معينة من خلايا الأنثى ، فأثبت هذا الإكتشاف أن كل خلية من خلايا الذكر أو من خلايا الأنثى قابلة لوحدها لتكوين كائن حي جديد من نفس النوع .. فهل حديث الأستاذ الذي قرر هذا الإكتشاف قبل أن يكتشفه العلم المادي ، هو حديث غير علمي ، يا دكتورة ، أم أن حديثك أنت عن أن الإستنساخ خاص بالحيوانات ولم يجر على البشر هو الحديث غير العلمي ؟؟ .. ألا تعلمين أن معظم تجارب الطب التي تجرى من أجل البشر إنما تجرى على الحيوانات ؟؟ هل تظنين أن هناك إختلاف نوع بين البشر والحيوانات ؟؟ . خامساً : أما حديثك عن أن دارون نفسه قد دحض نظريته ووصفها بالسخف ، فمردود عليه بأنه إذا صح ذلك فلا تفسير له سوى أن يكون قد وقع تحت تهديد ، وإرهاب شديد ، من جانب المؤسسات الدينية ، أو من جانب من يسمون أنفسهم برجال الدين ، من المسيحيين ، أو من اليهود ، أو من المسلمين ، ممن يظنون في نظريته تعارضاً مع الدين .. وقد سبق أن تعرض العالم الذي قال بدوران الأرض حول الشمس إلى إرهاب شديد ( وأظنه قتل أو حرق ) من رجال الدين المسيحي الذين كانوا يظنون أن ذلك القول يتعارض مع الدين المسيحي .. ولقد تعرض كثير من العلماء والمفكرين للقتل وللحرق وللتعذيب بسبب أفكارهم ، أقوالهم ، التي يظنها (رجال الدين) متعارضة مع الدين .. وحتى على الصعيد الإسلامي فقد تعرض كثيرون إلى الإرهاب ، وإلى التهديد ، وإلى القتل ، وإلى التعذيب ، بسبب أفكارهم وأقوالهم التي يظنها (رجال الدين) أو يظنها عامة المسلمين متعارضة مع الإسلام .. وأما قولك بأن هناك عالم آخر قد دحض نظرية دارون ، وأيرادك لحديث هذا العالم ، باللغة الإنجليزية ، فإذا كان قد إختلف مع نظرية دارون في بعض التفاصيل ، فذلك ممكن ، وقد يكون مصيباً ، وأما إذا كان قد حاول أن يدحض جوهرها القائل بأن الكائنات الحية جميعها قد جاءت من أصل واحد نشأ من الأرض ، فإنه لن يدحض إلا نفسه .. ذلك أن القرآن قد قرر هذا الأمر قبل أن يقرره دارون .. وأما أنت أيها الأخ ياسر حنا فأرجو أن تمهلني قليلاً حتى أوافيك برد مفصل على حديثك الأخير ذي النقاط المحددة ، والذي حرفت فيه أقوالنا .. ولكما الشكر .. أبو إيقان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
ثم جاء حديثي في الرد على بعض أقوال الأخ ياسر حنا : الأخ ياسر حنا أولاً : نحن لم نقل أن الحروف التي وردت في بدايات بعض السور القرآنية هي حروف غير عربية ، كما ورد في حديثك أعلاه ، وإنما قلنا أن هذه الحروف لا تفهم معانيها باللغة العربية ، وإنما تفهم معانيها بالتقوى ، فماذا تفهم أنت مثلاً من عبارة ( حم ) أو ( ألم ) أو ( كهيعص ) أو ( ق ) أو ( ن ) ... إلخ . ثانياً : لعلك تعلم أن هناك علوم كثيرة جداً في مجال الفلك ، والكيمياء ، والفيزياء ، والأحياء ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والطب ، والهندسة ، وعلم النفس البشرية ... إلخ إلخ ، مما يتعلق بحقائق الكون ، وحقائق الكائنات ، وحقائق الحياة ، لم تكن معروفة لسكان القرن السابع الميلادي ولا لسكان القرون التي تلته حتى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر ، وأصبحت معروفة لسكان القرن العشرين والواحد وعشرين ، ومن أمثلة هذه العلوم أن الأرض كروية أو بيضاوية وليست مسطحة ، ومن أمثلتها أيضاً أن النجوم التي نراها صغيرة هي عبارة عن شموس حجمها أكبر من حجم الأرض ، ولقد كان سكان القرن السابع ـ قرن الإسلام ـ والقرون التي تلته يعتقدون أن الأرض مسطحة كما يعتقدون أن النجوم صغيرة مثلما تراها العين ، فلو أن القرآن كان قد قال لهم ، في ظاهر نصوصه التي تفهم باللغة العربية ، أن الأرض كروية ، وأن النجوم أكبر من الأرض ، فماذا كان سيكون رد فعل الذين آمنوا منهم في تقديرك ؟؟ .. ببساطة كانوا سيرفضون القرآن ويعتبرونه خزعبلات من صنع ساحر مجنون ، كما قال الكفار ، ويصبح الجميع كفاراً .. ولذلك قال النبي الكريم : ( نحن معاشر الأنبياء أُمِرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ) .. ولذلك أيضاً أخذ القرآن الكريم ، في ظاهر نصوصه ، يجاري وهم الحواس ، ووهم العقول ، دون أن يفارق الحق ، وذلك ريثما ينقل الناس ، بالتقوى التي تنمي عقولهم ، إلى فهم بواطن النصوص ، حيث الحقائق التي كانت أكبر من عقولهم ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت ) فوصف الأرض في ظاهر النص بالتسطيح ، ولم يصفها بأنها مكورة أو بيضاوية ، وهو بذلك لم يفارق الحق لأنها فعلاً مسطحة في حدود ما ترى العين ، وأما حقيقة شكل الأرض فقد أخفاه في بواطن النصوص ، وليس في ظاهرها .. وكذلك الشأن بالنسبة لقوله تعالى : ( والأرض فرشناها فنعم الماهدون ) .. وقوله تعالى : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) وكلمة (دحاها) في ظاهر النص ، في اللغة العربية ، تعني بسطها وفرشها مثل ما يفعل الخباز بقطعة الخبز التي يصنعها مستديرة الشكل .. وفي ذلك قال شاعرهم : ما أنسى لا أنسى خبازاً مررتُ به ... يدحو الرقاقةَ وشك اللمحِ بالبصرِ ما بين رؤيتها في كفه كرةً ... وبين رؤيتها حوراءَ كالقمرِ إلاّ بمقدار ما تنداح دائرةٌ ... في لجة الماء يلقى فيه بالحجر لاحظ عبارة ( يدحو الرقاقة ) الواردة في البيت الأول ، والرقاقة هي عجينة الخبز ، ويدحوها تعني يحولها من شكل (كرة) إلى شكل (حوراء كالقمر) ، وهو شكل الرغيفة المستديرة ، كما ورد في البيت الثاني . خلاصة الأمر هنا أن القرآن يجاري في ظاهر نصوصه وهم الحواس ووهم العقول حتى لا يصادم المعتقدات الراسخة عند الناس ، لأنه لو صادمها لفتن الناس إذ يجعلهم يرفضونه .. ثم هو يخفي الحقائق الأكبر من عقول الناس في بواطن النصوص ، أو في جعل بعض النصوص قابلة للتفسير على أكثر من وجه واحد .. فإذا بلغ أحد الناس من التقوى مبلغاً به قوي إيمانه ، ورسخ يقينه ، وأتسعت مداركه ، وزاد علمه ، حتى علمه الله الحقائق التي في بواطن معاني الآيات ، أو علمه الوجه الآخر لتفسير بعض الآيات ، فإنه يكون مطالباً بأن يحتفظ بهذا العلم لنفسه ، ولا يخبر به عامة الناس ، طالما أنه يعيش في عصر لم يبلغ فيه علم عامة الناس ما يجعل هذا العلم مناسباً لعقولهم ، ولذا يكون مطلوباً منه أن يفسر لهم القرآن بما يتفق مع ظاهر النصوص التي تجاري أوهام حواسهم ، وأوهام عقولهم ، وليس بما عنده من العلم من بواطن القرآن .. ولذلك نسب إلى إبن عباس أنه فسر قوله تعالى : ( وإذا النجوم انكدرت ) بقوله : ذهب ضؤها وسقطت في البحر ، فهذا التفسير يأتي على قدر عقول سكان العصر الذي عاش فيه إبن عباس ، وقد كانوا يعتقدون أن النجوم صغيرة كما ترى بالعين بحيث يمكن أن تسقط في البحر .. فإذا جاء العصر الحديث بكل علومه سالفة الذكر ، وأرتقى علم عامة الناس وعقولهم إلى المستوى الذي يسمح بمخاطبتهم بالحقائق التي كانت مخفية في بواطن القرآن ، أو التي تستخرج بتفسير الآيات على أوجه جديدة ، فقد أذن لمن علمه الله ، عن طريق التقوى ، من القرآن ، معاني وحقائق جديدة أن يطرحها لعامة الناس .. ولذلك فليس العبرة اليوم بتفاسير المفسرين القدامى الذين لم يكن مأذوناً لهم أن يقولوا ما هو أكبر من عقول الناس في ذلك الوقت ، وإنما العبرة اليوم بالتفاسير أو التأويلات المنطقية التي تقنع العقول العصرية المبرأة من الغرض .. والنبي الكريم نفسه قد فسر بعض الآيات على قدر عقول الناس ، في ذلك الوقت ، دون أن يفارق الحق ، ولكن تفسيره ذاك لا يكفي لإنسان اليوم .. وأختم حديثي هذا بالحديث النبوي الشريف : ( إن هذا القرآن فيه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم ، لا يخلق على كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء .. إلى آخر الحديث ) .. هذا وأرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك ، وأوضحت لك فضلاً عن ذلك كثيرأ من الأمور .. وما زلت عند نيتي أن أناقش حديثك ذي النقاط المحددة والذي حرفت فيه أقوالنا ، ولكن أرجو أن تمهلني بعض الوقت .. أبو إيقان
ثم جاء حديثي في الرد أيضاً على الأخ ياسر حنا : الأخ ياسر حنا سأجيبك على هذا السؤال الأخير ، ولكن قبل أن أجيبك ، أرجو أن تلتزم بالدقة وبالأمانة في نقل أحاديث الناس ، وبأن تنقل الحديث كاملاً ، دون أن تبتره بتراً يخل بمعناه ، أو يخل باسانيده أو حججه أو منطقه ، وأن تعلم أنك مسئول أمام الله ، وأمام ضميرك ، وأمام الناس ، عن هذه الأمانة في نقل أحاديث الناس .. والآن إلى الإجابة على سؤالك الأخير وهو : هل الإنسان الكامل صورة من صور الله ؟؟ سأبدأ بمقدمة توضيحية أخلص منها إلى الإجابة المباشرة على سؤالك ، وذلك على النحو التالي : الله تعالى ، في مستوى ذاته ، مطلق ، و(مطلق) هنا تعني أنه تعالى لا تدركه المدارك الشفعية ـ الثنائية ـ وهي العقول ، وهي الأبصار .. قال تعالى عن نفسه : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .. فالعقول تؤمن بوجوده ، وقد تستقين وجوده ، ولكنها لا تدرك حقيقته ، لا تدرك كنهه ، فالعين لا تراه ، لأن إدراك العين هو من إدراك العقول ، وهو إدراك شفعي ، أي ثنائي ، يدرك بالثنائية .. فالعقول لا تدرك معنى النور إلا بوجود الظلام ، ولا تدرك معنى الخير إلاّ بوجود الشر ، ولا تدرك الحياة إلا بالموت ، ولا تدرك اللذة إلاّ بالألم ، ولا تدرك معنى النهار لولا وجود الليل ، وهكذا إلى آخر الثنائيات أو النقائض الموجودة في الوجود الحادث . والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر .. وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول .. ولقد حدث للنبي الكريم في ليلة المعراج أن بلغ فكره قمته ، فتوقف فكره ، أو قل ورفع عنه حجاب الفكر ، فباشر قلبه وظيفته ، فرأى الله تعالى ، في ذاته ، وهي رؤية أقوى من رؤية العين .. وقد حكى الله تعالى عن بلوغ فكر النبي قمته بقوله : ( ما زاغ البصر وما طغى ) أي ما أنشغل الفكر بالماضي ولا بالمستقبل .. فعندما يرتاد الفكر اللحظة الحاضرة ، دون انشغال عنها باللحظة الماضية ، ولا باللحظة المقبلة ، يكون قد بلغ سدرة المنتهى ، فيتوقف ويزيح نفسه عن الطريق ، بين القلب وبين الله ، وذلك هو رفع حجاب الفكر ، فيقوم القلب برؤية الله ، ثم ما يلبث الفكر أن يعود ، فيحجب القلب عن رؤية الله .. وقد عبر النبي الكريم عن رفع حجاب فكره ليلة المعراج بقوله : ( انتسخ بصري في بصيرتي فرأيت الله ) .. (انتسخ) تعني توقف أو تعطل أو تأجل ، مثل نسخ الآيات .. أي توقف فكري وحل محله شعوري فرأيت الله .. والشعور هو الإدراك الوتري ، إدراك القلب . واللحظة الحاضرة هي ليلة القدر ، وهي لا تعني الدقيقة الحاضرة أو الثانية الحاضرة ، بل ولا الثالثة ولا الرابعة ، وإنما هي السابعة الحاضرة ، وهي جزئية صغيرة ، متناهية في الصغر ، من الزمن ، حتى لتكاد أن تخرج عن الزمن .. ولا يستطيع الفكر أن يرتادها إلاّ بتجويد العبادة ، والمعاملة ، والرضا ، على المنهاج النبوي ـ طريق محمد ـ كما هو مشروح في كتب الفكرة الجمهورية . خلاصة القول هنا أن ذات الله تعالى مطلقة ، فلا ترى بالعين .. ولكن الله تعالى تنزل من مستوى الإطلاق إلى مستوى القيد ، دون أن يغادر مستوى الإطلاق ، فظل في ذاته مطلقاً ، وفي تنزلاته مقيداً ، والقيد يعني الشكل المحدد الذي يمكن رؤيته بالعين ، فهو قد تنزل من مستوى الذات إلى مستوى الإسم ، فسمى نفسه الله ، وفي هذا المستوى ظهر في صورة الإنسان الكامل ـ الحقيقة المحمدية ـ وفي نفس الوقت ظل في مستوى ذاته مطلقاً .. وبذلك صار هناك الله المطلق ، في الإطلاق ، وهناك صورته المقيدة الأولى ، في عالم القيد ، وهي الحقيقة المحمدية ، وهي هي الإنسان الكامل .. وعالم القيد هو الوجود الحادث ويسمى أيضاً بعالم الناسوت ، وذات الله المطلقة هي الوجود القديم ، وهو جوهر الوجود الحادث ، ويسمى الوجود القديم باللاهوت .. فعالم الناسوت هو مظهر اللاهوت .. وعالم الناسوت نفسه ينقسم إلى ثلاث عوالم : الملكوت والبرزخ والملك ، هذا في طريق التنزل ، وأما في طريق الرجعى فهو أيضاً ينقسم إلى ثلاث عوالم : الدنيا والبرزخ والآخرة .. وفي كون الله تعالى قد أبرز الإنسان الكامل من نفسه ، عن طريق التنزل ، يجيء قول السيد محمد عثمان الميرغني ، الكبير ، شيخ الطريقة الختمية ، في كتابه (المولد) : ( الحمد لله الذي اصطفى لمحبته الذات المحمدية * من القدم وجعلها واسطة لكل إنسان * وأبرزها أولاً في حضرته الواحدية * وفرع عنها سائر الأكوان ) .. وأيضاً يجيء قول الشيخ عبد الغني النابلسي حاكياً عن الله تعالى ، متكلماً بالإنابة عنه : بذاتي لذاتي لا لكم أنا ظاهرُ * وما هذه الأكوان إلا مظاهر تقيدت والإطلاق وصفي لأنني * على كل شيء حين لا حين قادر فمرتبة التقييد أظهرتُ رحمةً * ومرتبة الإطلاق إني ساترُ إلى أن يقول : تجليتَ لي في كل شيء ولم أكن * سواك فمنظور كما أنت ناظرُ إلى آخر القصيدة الرائعة .. وقال أيضاً : هذا الكثير الواحد * فافرح به يا واجد فجميعنا صور له * عادت بهن عوائد الكثير الواحد تعني واحد في ذاته ، كثير في صوره ، في التنزل من مستوى الإطلاق إلى مستويات القيد ، وهي مخلوقاته وقال أيضاً : إن تكن بالله قائم لم تكن بل أنت هو أنت ظل الغيب من أسمائه والشمس هو .. لعلك عرفت إجابة سؤالك الآن .. فالإنسان الكامل هو أعلى ـ أكمل وأجمل ـ صور الله ، في الوجود الحادث ، وإسم (الله) هو إسم علم على الإنسان الكامل ، وهو في نفس الوقت مجرد إشارة قاصرة إلى الذات المطلقة .. وما من شيء في الوجود الحادث إلا وهو صورة من صور الله ، وأنت نفسك ، ياسر حنا ، صورة من صور الله ، في الوجود الحادث ، وأمامك الفرصة لتكون من الصور العالية عن طريق الأخذ بطريق محمد ، كما هو مشروح في كتب الفكرة ، بجد وبصدق وبتشمير .. ولك الشكر .. أبو إيقان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
الأخت الدكتورة مهيرة الحوار الموضوعي النافع هو أن يقوم أحد المتحاورين بكتابة ما يريد قوله بصورة واضحة بحيث يفهمه الشخص العادي فهماً واضحاً محددأ ، ثم يقوم الطرف الآخر بقراءته كاملا حتى يفهمه الفهم الواضح الذي يفهمه الشخص العادي إذا قرأه ، ثم يرد عليه إذا لم يكن معقنعاً له .. أما أن يقرأ الشخص جزءا من الكلام فقط ، ويفهم منه غير الفهم الذي يعطيه الكلام كاملاً ، أو أن يقرأه كاملاً ولكنه يفهمه على غير الفهم الواضح منه ، رغم وضوحه ، ثم يخرج تخريجات على فهمه الخاطيء ، ثم يرتب إعتراضات وأسئلة على تخريجاته ، أو يعرض جزءا مبتورا من سياقه من الكلام ، ثم يرتب عليه إعتراضات وأسئلة كان يغنيه عنها باقي الكلام ، ثم يكرر هذا أو ذاك في كل مرة ، رغم التوضيحات التي تأتيه من الطرف الآخر ، فإن هذه الطريقة ليست حواراً موضوعياً نافعا ، وإنما هي نزاع أو صراع ربما يكون عقيدياًً أو آيولوجياً أو سياسياً .. ولست مستعداً للخوض في مثل هذه الصراعات .. وسأضرب لك أمثلة من أقوالك ، وسأوجه لك أسئلة محددة ، فإذا اتجه حديثك بعد ذلك في إتجاه الحوار الموضوعي النافع واصلت الحوار معك ، وإلا فلا
1ـ أوردت أنت من حديثي الجزء التالي : Quote: يقول الاخ ابو ايقان: ( والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر ..)
|
ثم علقت عليه ، فيما علقت ، بالآتي : Quote: ولكن الحقيقة ان العقول السليمة تدرك ان كل مخلوق لابد له من خالق،وان نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مدبر حكيم قدير عليم، من انكره فهو اما فاقد لعقله لا عبرة به، او مكابر مثل فرعون والملاحدة والدهريين فى هذا الزمان،قال تعالىوجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا) . هذا الادراك هو الايمان –عقلا وقلبا- بوجود الله تعالى ولو لم تراه العين .الايمان:هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.
|
وقد كان سياق حديثي الكاملً في هذا الموضع هكذاً Quote: الله تعالى ، في مستوى ذاته ، مطلق ، و(مطلق) هنا تعني أنه تعالى لا تدركه المدارك الشفعية ـ الثنائية ـ وهي العقول ، وهي الأبصار .. قال تعالى عن نفسه : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .. فالعقول تؤمن بوجوده ، وقد تستقين وجوده ، ولكنها لا تدرك حقيقته ، لا تدرك كنهه ، فالعين لا تراه ، لأن إدراك العين هو من إدراك العقول ، وهو إدراك شفعي ، أي ثنائي ، يدرك بالثنائية .. فالعقول لا تدرك معنى النور إلا بوجود الظلام ، ولا تدرك معنى الخير إلاّ بوجود الشر ، ولا تدرك الحياة إلا بالموت ، ولا تدرك اللذة إلاّ بالألم ، ولا تدرك معنى النهار لولا وجود الليل ، وهكذا إلى آخر الثنائيات أو النقائض الموجودة في الوجود الحادث . والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر .. وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول .. ولقد حدث للنبي الكريم في ليلة المعراج أن بلغ فكره قمته ، فتوقف فكره ، أو قل ورفع عنه حجاب الفكر ، فباشر قلبه وظيفته ، فرأى الله تعالى ، في ذاته ، وهي رؤية أقوى من رؤية العين .. وقد حكى الله تعالى عن بلوغ فكر النبي قمته بقوله : ( ما زاغ البصر وما طغى ) أي ما أنشغل الفكر بالماضي ولا بالمستقبل .. فعندما يرتاد الفكر اللحظة الحاضرة ، دون انشغال عنها باللحظة الماضية ، ولا باللحظة المقبلة ، يكون قد بلغ سدرة المنتهى ، فيتوقف ويزيح نفسه عن الطريق ، بين القلب وبين الله ، وذلك هو رفع حجاب الفكر ، فيقوم القلب برؤية الله ، ثم ما يلبث الفكر أن يعود ، فيحجب القلب عن رؤية الله .. وقد عبر النبي الكريم عن رفع حجاب فكره ليلة المعراج بقوله : ( انتسخ بصري في بصيرتي فرأيت الله ) .. (انتسخ) تعني توقف أو تعطل أو تأجل ، مثل نسخ الآيات .. أي توقف فكري وحل محله شعوري فرأيت الله .. والشعور هو الإدراك الوتري ، إدراك القلب . |
ً فإذا قلت أنك تريدين مناقشة جزئية معينة منه فهي : Quote: والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر .. وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول |
ولكنك وقفت في النقل عند عبارة ( برفع حجاب الفكر ) حتى توهمي القاريء بأننا ندعو إلى إلغاء العقول وتعطيلها حتى يتسنى لنا ترويج فكرتنا (المنافية للعقول) .. فلو أوردت باقي الجملة الذي يقول : ( وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول ) لما أسعفك ذلك في إيهام القاريء بذلك .. ولنعد الآن إلى تعليقك الذي جاء كالآتي : Quote: ولكن الحقيقة ان العقول السليمة تدرك ان كل مخلوق لابد له من خالق،وان نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مدبر حكيم قدير عليم، من انكره فهو اما فاقد لعقله لا عبرة به، او مكابر مثل فرعون والملاحدة والدهريين فى هذا الزمان،قال تعالىوجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا) . هذا الادراك هو الايمان –عقلا وقلبا- بوجود الله تعالى ولو لم تراه العين .الايمان:هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.
|
ألم يرد في السياق المنقول أعلاه أن العقول تؤمن بوجوده ، وقد تستيقن وجوده ، ولكنها لا تدرك كنهه ؟؟ .. فهل هناك داعي لهذا التعليق الذي لم يضف شيئاً غير عبارات الخطاب الديني البغيضة مثل ( من أنكره فهو إما فاقد لعقله أو مكابر ) ومثل ( فرعون والملاحدة والدهريين في هذا الزمان ) ؟؟
2ـ في نهاية حديثك وجهت لي السؤال التالي : Quote: سؤال اخير يا ابو ايقان بعد ان افحمتنا بقولك فالإنسان الكامل هو أعلى ـ أكمل وأجمل ـ صور الله في الوجود الحادث ، وإسم (الله) هو إسم علم على الإنسان الكامل ، وهو في نفس الوقت مجرد إشارة قاصرة إلى الذات المطلقة ..) هل وصل احد الجمهوريين او الجمهوريات الى درجة الانسان الكامل بعد الاستاذ محمود محمد طه؟
|
فمن أين لك أن الأستاذ قد وصل مرحلة الإنسان الكامل ؟؟ هل ورد في حديثي شيء كهذا ؟؟ ألم يرد في حديثي ما يفيد بأن الإنسان الكامل هو الحقيقة المحمدية ؟؟ فلنقرأ السياق التالي منه إذن : Quote: خلاصة القول هنا أن ذات الله تعالى مطلقة ، فلا ترى بالعين .. ولكن الله تعالى تنزل من مستوى الإطلاق إلى مستوى القيد ، دون أن يغادر مستوى الإطلاق ، فظل في ذاته مطلقاً ، وفي تنزلاته مقيداً ، والقيد يعني الشكل المحدد الذي يمكن رؤيته بالعين ، فهو قد تنزل من مستوى الذات إلى مستوى الإسم ، فسمى نفسه الله ، وفي هذا المستوى ظهر في صورة الإنسان الكامل ـ الحقيقة المحمدية ـ وفي نفس الوقت ظل في مستوى ذاته مطلقاً .. وبذلك صار هناك الله المطلق ، في الإطلاق ، وهناك صورته المقيدة الأولى ، في عالم القيد ، وهي الحقيقة المحمدية ، وهي هي الإنسان الكامل |
ثم ما معنى السؤال : هل وصل أي جمهوري أو جمهورية مرحلة الإنسان الكامل ، ما المقصود من مثل هذا السؤال سوى المهاترة ؟؟ ختاماً أود أن أهدي إليك بعض الأبيات من النابلسي : أناالنور المبين ولا أكني * أناالتنزيل يعرفني إبن فني يضـل الله بي خلـقــاً كثيراً * ويهدي بي كثيراً فاستبني ولكن لا يضــل سوى نفــوس * بإنكــارٍ بغــت وبسؤ ظن ولك صادق الود والمحبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
يعتقد الاخ ابو ايقان اننى لم افهم ما اورده من اقوال وهى: 1- رؤية الله بالقلب والبصيرة وادراك وجوده تعالى بالعقل. 2- تنزل الله تنزلا مقيدا فى بعض صور مخلوقاته. فهل فهمى هذا لكلامك خاطىء؟ واضاف فى رده الاجابة على سؤالى حول وصول احد الجمهوريين او الجمهوريات الى الانسان الكامل بأن: 3 – لا احد من الجمهوريين او الجمهوريات- بما فيهم الاستاذ- وصل الى الانسان الكامل.وان الذات المحمدية هى المقصودة بالانسان الكامل. وملخص ردودى كان حول الفقرتين1 و2 وهو: 1- ان وجود الله تعالى يدرك بالعقل-ودى اتفقنا عليها- فيؤمن به القلب،وليس هنالك اى رؤية لله تعالى-فى الحياة الدنيا- غير رؤية البصيرة بمعنى الادراك والمعرفة.ورؤية البصيرة يدركها كل مؤمن وهى ملازمة لوجود العقل المفكر وليست منفصلة عنه كما تقولون. وانت هنا تناقض قولك الاول بأن العقل يدرك وجود الله،بقولك ان رؤية الله بالقلب لا تتم الا بعد ان يرفع حجاب الفكر.والصحيح ان من يحجب عقله المفكر لا يستطيع ان يتوصل الى ادراك وجود الله وبالتالى لا تتوفر له البصيرة التى بها يرى القلب الله، الا فى حالة فى حالة (الهذيان) حيث يغيب العقل المفكر فيرى الشخص هلاويس وكوابيس وحين يعود اليه عقله وتنتفى حالة الهذيان يعود فيدرك وجود الله بعقله.الا ترى معى ان مثل هذه الاقوال: Quote: (الله تعالى ، في مستوى ذاته ، مطلق ، و(مطلق) هنا تعني أنه تعالى لا تدركه المدارك الشفعية ـ الثنائية ـ وهي العقول ، وهي الأبصار .. قال تعالى عن نفسه : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .. فالعقول تؤمن بوجوده ، وقد تستقين وجوده ، ولكنها لا تدرك حقيقته ، لا تدرك كنهه ، فالعين لا تراه ، لأن إدراك العين هو من إدراك العقول ، وهو إدراك شفعي ، أي ثنائي ، يدرك بالثنائية .. فالعقول لا تدرك معنى النور إلا بوجود الظلام ، ولا تدرك معنى الخير إلاّ بوجود الشر ، ولا تدرك الحياة إلا بالموت ، ولا تدرك اللذة إلاّ بالألم ، ولا تدرك معنى النهار لولا وجود الليل ، وهكذا إلى آخر الثنائيات أو النقائض الموجودة في الوجود الحادث ) ثم يقول: (والله تعالى ، في ذاته ، واحد ، لا نقيض له ، لا ضد له ، ولذلك لا تدركه العقول ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر ، وهي حاسة الإدراك الوتري .. فالقلوب هي التي لها القدرة على رؤية الله في مستوى ذاته ، وهي رؤية أوضح من رؤية العين ، ولكن القلوب لا تبدأ عملها إلاّ عندما يتوقف عمل العقول ، برفع حجاب الفكر .. وحجاب الفكر لا يرفع إلا عند بلوغ الفكر قمته ، وتلك هي سدرة المنتهى ، منتهى إدراك العقول ). |
الا ترى معى ان هذه الاقوال ماهى الا نوع من الهذيان؟ فان الذى تدركه العقول وتؤمن به القلوب هو الله الاحد الصمد كما قال القرآن الكريمليس كمثله شىء وهو السميع البصير)وهذا هو المطلوب من العقول ان تؤمن به(ليس كمثله شىء) وغير مطلوب من العقول ان تكيفه او تصوره-تنزه سبحانه وتعالى عن ذلك-لأن ذلك خارج قدرات العقل الشفعى الذى لا يدرك الشىء الا بضده. فارجو ان تراجع عقلك لادراك الاخطاء والاوهام والخلط الوارد فى ما كتبته عن الفكر الجمهورى. 2-لا يتنزل الله تعالى فى اى صورة من الصور ولو الصورة الافتراضية التى يسميها الجمهوريون(الانسان الكامل ) واى تشبيه لله تعالى او تصوير له بصورة من صور خلقه فهو باطل لم يقل به سلف الامة الصالح وانما افتراه بعض الصوفية والزنادقة ممن تأخذون من كلامهم وتستشهدون به. وكل ذلك مخالف لعقيدة الاسلام فى التوحيد. 3- 3-سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام هو بشر رسول كما وصفه القرآن الكريم وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين) آل عمران-143 اما اى نوع من التقديس او التأليه-( فى صورة الذات المقيدة كما تقولون)- للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، فهو باطل ومخالف لعقيدة التوحيد فى الاسلام. اما الابيات التى اوردها الاخ ابو ايقان فأنا اقتبس الكلمات الواردة فى البيتين الاخيرين مع حذف ياء المتكلم من (فاستبنى) واضافة الياء بعد الباء لتصير الكلمة(فاستبين) ليعتدل المعنى: يضـل الله بي خلـقــاً كثيراً * ويهدي بى كثيراً فاستبين ولكن لا يضــل سوى نفــوس * بإنكــارٍ بغــت وبسؤ ظن وعليه يكون المعنى المعتدل: تحذير من اتباع مثل ذلك الكلام الباطل من تنزل الله فى خلقه، وان النفوس التى تنكر وحدانية الله-بسوء الظن او بسوء الاعتقاد فى حلول الله-المقيد- فى خلقه، هى التى ستضل،كما ضل الشاعر. واستغفر الله واتوب اليه واطلب منه سبحانه وتعالى الهداية لى ولكم .
واخيرا: سيكون هذا آخر رد فى بوستك هذا واذا اردت مواصلة النقاش فمرحبا بك فى البوست الاصلى. *اعدم الاستاذ محمود لاسباب سياسية***ولكن
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
الأخت مهيرة أنت تقولين : Quote: يعتقد الاخ ابو ايقان اننى لم افهم ما اورده من اقوال وهى: 1- رؤية الله بالقلب والبصيرة وادراك وجوده تعالى بالعقل. 2- تنزل الله تنزلا مقيدا فى بعض صور مخلوقاته. فهل فهمى هذا لكلامك خاطىء؟ |
نعم فهمك خاطيء في العبارتين .. فأني لم أقل بإدراك وجوده بالعقل ، كما أني لم أقل بتنزله تعالى تنزلاً مقيدا في بعض صور مخلوقاته . 1ـ لقد كان مقالي أن العقول تؤمن بوجوده ، ولكنها لا تدركه .. وهذا لا يعني أن العقول تدرك وجوده .. فالعقول تؤمن به ، أو تؤمن بوجوده ، ولا فرق بين هاتين العبارتين ، ولكنها لا تدركه ، أو لا تدرك وجوده ، ولا فرق أيضاً بين هاتين .. وإنما الفرق هو بين كلمة ( تؤمن ) وكلمة ( تدرك ) .. فالإيمان هو تصديق العقل وأقتناعه بشيء لم يره بالعين ، ولم يحط به علماً ، وذلك عن طريق الفكر والإستدلال والمنطق ، فالعقل يؤمن بالله عن طريق الإستدلال بأن لكل مخلوق خالق ، مثلاً ، ولكنه لا يرى الله بالعين ، ولا يحيط علما بالله ، وكل الذي يعلمه عن الله من صفات هو ما أخبره به الرسل .. وأما الإدراك فهو الرؤية وهو أيضاً المعرفة التامة بالشيء .. والعقول هي الأبصار ، وقد قال تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير ) .. فالعقول إذن لا تدركه ، وإنما تدركه القلوب ، وهي البصائر .. وقد فصلت ذلك في حديثي السابق بما يغني عن التكرار هنا 2ـ كذلك لم أقل بتنزل الله تعالى تنزلا مقيدا في صور مخلوقاته ، مما هو غير مفهوم ، وغير لائق في حق الله تعالى ، وإنما قلت حديثاً آخرا لم تستوعبه الأخت مهيرة جيداً ، وهو حديث طويل ، ومثبت في هذا الخيط وفي الخيط الآخر ويمكن مراجعته في موضعه 3ـ لاحظت أن الأخت مهيرة قد أنزلت نسخة من مقالها في هذا البوست بينما أنزلت نسخة أخرى منه في البوست الآخر ، ولاحظت أنها في النسخة التي هنا قد أوردت العبارة التالية : Quote: 3 – لا احد من الجمهوريين او الجمهوريات- بما فيهم الاستاذ- وصل الى الانسان الكامل.وان الذات المحمدية هى المقصودة بالانسان الكامل |
بينما أوردتها في النسخة الأخرى في البوست الآخر هكذا : Quote: 3 – لا احد من الجمهوريين او الجمهوريات- بما فيهم الاستاذ- لم يصل الى الانسان الكامل.وان الذات المحمدية هى المقصودة بالانسان الكامل.
|
وهذه العبارة الأخيرة تعني أن كل الجمهوريين قد وصلوا إلى مرحلة الإنسان الكامل ، وذلك قول لم يقل به أحد من الجمهوريين .. فهل من تفسير لكل هذا ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
الاخ الفاضل ابو ايقان
انت على حق فى وجود اختلاف فى ما اقتبسته من كلامى بين البوستين، وقد كان خطأ مطبعى غير مقصود،وقد قمت بتصحيحه فى البوست الاصلى، فارجو ان تقبل اعتذارى. اود ان اؤكد لك على اننى اكن لكم كأشخاص وكاخوان كل الاحترام والتقدير.وان كتاباتى تنصب على توضيح ما يوجد بالفكرة الجمهورية من اخطاء واختلافات عقائدية عن عقيدة الدين الاسلامى القويم.وكلى امل ان تعودوا يوما ما الى جادة الحق والى سبيل الرشد والهدى. وتقوموا انتم بتصحيح تلك الاخطاء،فالاستاذ الذى اعلن الفكرة قد اجتهد وهو بشر غير معصوم يخطىء ويصيب، وقد طلب منكم- حسب ماقرأت -ان تكونوا مفكرين لا مقلدين وان تكونوا انفسكم لا نسخة منه. واخيرا ادعو الله العلى القدير ان يهدينا واياكم سواء السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من قصة الخلق ووحدة الوجود في الفكرة الجمهورية (Re: abu-eegan)
|
الأخت مهيرة .. لك الشكر على الإعتذار عن الخطأ الكتابي ، وعلى تصحيحه ، ورغم أني قررت التوقف عن مواصلة الحوار معك لأنه وصل مداه ، ودخل في حلقة مفرغة ، إلاّ أني أود في ختامه أن ألفت نظرك إلى أن توجيهك إيانا نحن الجمهوريين بأن نكون مفكرين لا مقلدين هو توجيه المقلد للمفكر بأن يكون مفكرا لا مقلدا .. فالجمهوريون هم المفكرون والسلفيون ، وأنت منهم هم المقلدون .. ولا يحتاج ذلك إلى إثبات فالكل يعرف أن الجمهوريين هم أصحاب الجديد ، والسلفيون قاعدون على القديم مما وجدنا عليه آباؤنا .. ولك الود والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
|