دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهورية
|
صباح الخير ومرحبا بكم
هذا الأسبوع وخلال أخريات قادمات نفتح نوافذ نطل من خلالها على ما يحدث داخل الأحزاب السودانية, كل على حدة وخلال أسبوع كامل, خاصة فى ما يتصل بمستقبلها ومستقبل التطور والممارسة السياسية السودانية بصورة خاصة. وسنبدأ هذا المشوار بمناقشة الحركة الجمهورية من منظور الحزب السياسى, وإننى إذ أصفها ب "الحركة" آمل فى من يخالفنى فى ذلك بعدم وصفها ب "الحزب".
ثار نقاش كثيف خلال الفترة الأخيرة ولم يزل عن الفكر الجمهورى وتركز النقاش بصورة كاملة تقريباً على الجانب الدينى والفلسفى لمؤسسه الأستاذ محمود محمد طه الشيئ الذى أثار كثيرا من القدح والذم بين المتناقشين لكنها كانت فرصة مناسبة للإخوة الجمهوريين لنفض الغبار عن تاريخهم الثرى والقيام من سباتهم الطويل لمواصلة النقاش والجدل حول أفكارهم وقناعاتهم وهم أهل الكلام الرصين والمنطق القوى.
بداية تجدر الإشارة إلى تميز الفكر الجمهورى وتفرده دون معظم الأفكار الدينية والسياسية السائدة فى السودان بأنه فكر سودانى خالص يحمل شهادة ميلاد بالولادة وليست بالهجرة والتجنس كمعظم الفئات الأخرى, وبالرغم من عدم إلمامى بهذا الفكر ومنهجه سوى النذر اليسير المنشور من خلال الصحف وصفحات الإنترنت ألا أنه أثار فى عقلى إهتماما لمعرفة المزيد عنه خاصة الجانب السياسى والإطار الوطنى والديمقراطى فى داخله ولذلك ففى قبل عامين تقريبا ناشدت الإخوة فى البورد الآخر برغبتى فى إنشاء مكتبة صغيرة لشخصى الضعيف يحتوى على كل ما كتبه الأستاذ محمود محمد طه أو دكتور عبدالله النعيم لكنى لم أوفق وأرجو أن يكون هنالك من يساعدنا فى ذلك من أهل الفكرة.
النقاش الذى يدور الآن خاصة على منصاث النقاش فى الإنترنت ركز على الجانب الدينى وأغفل مساحات بالغة الأهمية بالنسبة لمستقبل السودان ولذلك نجد هنالك تكرارا غير محبذ وجهدا بلا طائل خاصة وأن الأستاذ قد أنتقل إلى جوار رحمة مولاه عبر تلك الملحمة الدرامية وسيكون ما كان يعتقده بينه وربه لا نتدخل فيه لكن ذلك لا يجب أن يحجب النظر إلى الجوانب المشرقة فى ذلك الفكر والربط الدقيق بين الدين والعلم الحديث فالرجل كان مهندساً أفادته ذلك فى فهم دقائق المادة وأسرار الفيزياء والعلوم التجريبية ساعده فى تطوير فلسفى نادر جدير بالأحترام رغم الغبار السياسى الكثيف الذى وقف له بالمرصاد.
هنالك رؤى فى الفكر الجمهورى تنادى بحتمية الديمقراطية والمسار الديمقراطى وتحرير المرأة وإشاعة الحريات وأهمية التعليم والأخذ بالعلم الحديث كوسيلة للتطور و التنمية الإجتماعية, كما أن هنالك دراسات رصينة توفق بين العلم والدين ومبادرات لحل القضية الفلسطينية والحل الوطنى السودانى ثم تلك الوقفة النادرة ضد حاكم أنجليزى متجبر وحاكم وطنى متسلط نصبوه إماماً زائفاً على الناس. ولذلك كان يجب أن ينزع النقاش لطرح هذه القضايا وطرحها ضمن منظور سياسى مستقبلى يؤسس لحل مشاكل السودان المزمنة.
من ناحية أخرى يجب على الإخوة الجمهوريين, وجلهم من الطبقة الواعية المثقفة, مجانبة الدفاع المستميت عن الأستاذ وحياته وأن يدافعوا عنه بدلاً عن ذلك بتطوير تلك الأفكار الإيجابية والتوسع فيها والإجتهاد فى نشرها والتبشير بها. ويمكن "للحركة" أن تتحول إلى حزب سياسى رسمى يشارك فى عملية إعادة بناء السودان من منطلق وطنى وقومى ملتزم يتصدى ببسالة لقوى الشر والتزييف كعهدها دائماً.
والسؤال الذى نود طرحه هنا هو هل "الحركة" الجمهورية مؤهلة لأن تتحول لحزب سياسى حديث ذا برنامج وطنى رصين يساعد فى حل المشكلة السودانية؟ ما هى المتطلبات التى يجب على الإخوة الجمهوريين تبنيها من أجل هذا التحول؟ ما هى الوسائل الممكنة أستخدامها من أجل ذلك؟ وأخيراً هل الإستقطاب الدينى الحاد الذى عاشه السودان فى العقدين الأخيرين عامل مساعد أم مناكف لمشروع الحزب الجمهورى؟ وبالله التوفيق
ود البلد [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
صباح الخير يا بروف والإخوة
لعلك تقصد في مداخلتك أعلاه " " فى إعتقادى هو أن أول شيئ يجب على الإخوة الجمهوريين فعله هو الإنخراط فى جدل دينى عقيم ومجاولة الدفاع عن الأستاذ محمود محمد طه فى هذا الجانب تحديدا لأن المسألة ظلت خلافية طيلة حياته وحتى اليوم بل ومثيرة للجدل الشيئ الذى أعتم على الجوانب المشرقة كما ذكرنا أعلاه. إن اللغط الذى دار حول مقال الدكتور خالد المبارك مثلا, وهو كما معروف شخصية خلافية قائما بذاته, ما كان يجب أن يصل النقاش فيه إلى تلك الحدة والسباب طالما المقصود فيه هو تبيان معلومة تاريخية بسيطة ما يزال الكثير من أهل رفاعة يتذكروها جيداً. ""
لعلك تقصد عدم الإنخراط كما هو واضح من سياق الحديث، اليس كذلك؟ا
من ناحية اخرى كتب بعض الإخوة مؤخرا بان الجمهوريين الآن نشطون سياسيا كأفراد ولا يضمهم حزب جمهوري واحد، وضرب بعضهم المثل بالجمهوريين النشطين في حركة حق مثل الباقر العفيف وغيره
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
تحياتى في تاريخ السودان الحديث لا توجد جماعه تعرضت للظلم وسوء الفهم كالجمهوريين فمعظم الناقدين والمخالفين لهم فى فى الراي لم يستوعبوا الفكره حق الاستيعاب انما انطلقوا من خلفيات وتوجهات مسبقه او ببتر بعض النصوص من صياغها العام وانزال الاحكام الجاهزه عليها او ان يستحضروها من مرافعة الكباشي. لذلك سرعان ما يتحول الحوار الى شتائم وضجيج ومحاولة الباسهم جلباب الرده المفصل لقد قدم الاستاذ محمود نفسه مهرا لما يؤمن ويعتقد ضاربا اروع الامثله فى الفداء ومؤمنا بان الاشخاص الى زوال ولكن الافكار باقيه م ا بقيت الحياه ووجد من يحملها ويدافع عنها. لقد كنت من الذين ياملون بعد هذا الانموذج المثالى ان يصعد نجم الجمهوريين و يعلوا شانهم خاصة وان تاريخهم ملئ بالمواقف الوطنيه المشرفه ووضوح رؤيتهم وعدم مساومتهم في قضايا الوطن ولكن حدث العكس تماما بعد استشهاد محمود وحدث نوع من الانكفاء علي الذات كان ذلك يوحى بانه نوع من اعادة ترتيب الذات والاستعداد لما هو ات ولكن فترة الانكفاء اخذت اكثر مما ينبغى اوافقكم الراي اخوتي د ود البلد و دالصافي ان الساحة السياسيه فى حاجه ماسه لحزب مثل الحزب الجمهوري وافكاره و مواقفه واشارك البروف الدعوه بان يبتعد الجمهوريين عن محاولة الدفاع عن الاستاذ محمود والا يقعوا فى شراك الاسئله المزيفه التى يعلم سائلها ان الاجابه عليها لا تفيد من عينة هل كان محمود يصلى؟ فهذا شان بينه وبين ربه يبقى التحدى الحقيقى امام الجمهوريين ان يحاولوا النهوض مره اخري لترسيخ معانى وقيم الديمقراطيه والافكار الحره لمايتسمون به من ادب وصرامه وصلابه تؤسس لادب جديد فى كيفية ادارة الحوار واساليبه و وهم يملكون ارث و عقليات متفتحه تسطيع ان تثري الساحه بالكثير مع محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
عزيزي ود البلد تحية طيبة قولك:
Quote: قبل سنتين وفى البورد الآخر كتبت أن هنالك شبه تماثل بين الفكرة الجمهورية وفكرة الإخوان المسلمون فى السودان من حيث أن كلاهما قد بُنى حول أشخاص (محمود والترابى) ولذلك فقد ظلت الحركتان أسيرا آراء وتوجهات الرجلين, وبالرغم من الهجوم الكاسك الذى تعرضت له بسبب تشبيهى الأستاذ بالدكتور إلا أن القليل منهم من إستطاع وضع أصبعه فى مقصدى من تلك العبارة. إن الشاهد فى الأمر أن الأفكار العظيمة دائما ما تصدر عن أفراد لكن يقوم بحملها وتبنيها رجال, كالحركة المهدية مثلاً, مهما كانت التضحيات وقد تنجح الفكرة فيلتف الناس حولها وقد تذوب وتتلاشى إذا ما تقاعس الحادبون عليها |
مع احترامي لرأيك في وجه الشبه بين الأستاذ محمود والدكتور حسن الترابي، إلا أنني لا أوافقك.. أولا الترابي ليس صاحب فكر ديني جديد، وإنما هو مقيم على القديم.. هذا من ناحية الفكر، أما من ناحية قيادة الحركة فقد سبقه إلى القيادة في السودان بعض الأفراد مثل علي طالب الله والرشيد الطاهر، كما انشق عليه بعض قادة الحركة مثل الدكتور جعفر شيخ ادريس، والصادق عبد الله عبد الماجد، والحبر يوسف نور الدائم وأخيرا انشق عنه علي عثمان محمد طه وكثير من قادة الحركة.. ومن ناحية أخرى فإن حركة الإخوان المسلمين في السودان نفسها منقولة عن حركة الإخوان المسلمين المصرية التي افترعها الشيخ حسن البنا وكان من زعمائها سيد قطب والهضيبي وغيرهم.. إذن ليس هناك وجه للمقارنة بين الأستاذ محمود وبين الترابي أو أي واحد من هؤلاء.. ولا يمكن تشبيه حركة الأستاذ محمود بالمهدية، لأنه أساسا لم يعلن أنه المهدي، كما أنه لم يعتمد أسلوب القتال مثلما فعل المهدي.. ربما تكون دعوة الأستاذ محمود إلى تطوير التشريع، ومعارضته لتطبيق العقوبات الحدية، وتعرضه للمحاكمة من قبل القضاة الذين عينهم الحاكم نميري تشبه إلى حد كبير قصة المسيح عيسى عليه السلام الذي تآمر عليه رجال الدين اليهودي، الفريسيين، فحرضوا الحاكم الروماني على محاكمته لخروجه على تعاليم الدين اليهودي فيما يختص بخروجه على قدسية السبت، وبدعوى أنه ادعى أنه المسيح ملك اليهود المنتظر وغيرها من المسائل ومطالبتهم بتوقيع العقوبة عليه حسب نصوص التوارة وهي القتل والصلب.. وقد تعرض تلاميذ المسيح بعده إلى الاضطهاد والمطاردة حتى اضطروا إلى الخروج من أرض فلسطين كما يخبرنا التاريخ؛ وما قصة أهل الكهف وهروبهم من وجه الحاكم المتجبر ببعيدة عن الأذهان، وهم كانوا من أتباع المسيح في مدينة أنطاكية.. ولم تنتشر تعاليم المسيح انتشارا كبيرا إلا بعد حوالي ثلاثمائة سنة على يد الامبراطور قسطنطين.. قولك:
Quote: ولذلك فقد ناديت فى معرض حديثى أن يحاول الإخوة الجمهوريون تجاوز المسألة الدينية من خلال إجراء حوار داخلى تماما كما يقوم به الشيوعيون الآن وأن يوضحوا للعالم بأن ذلك الجانب الدينى يخص محمودا فقط وأنهم كمسلمون لا يختلفون عن بقية المسلمين حول الأسس العامة للشريعة الإسلامية وما هو معلوم عن الدين بالضرورة. ما أود قوله هو أن هنالك فكرة يمكن أن تنجح فقط تحتاج لعملية صقل وإغادة إخراج |
الفكرة الجمهورية هي في الأساس دعوة دينية للتجديد وتطوير التشريع الإسلامي كما قلت لك.. ولم يكن اتخاذ صيغة الحزب والحركة إلا لغايات معينة محددة أهمها تكوين نواة من الجمهوريين والجمهوريات ممن يستطيعون حمل الفكرة وقد نجحت الحركة في هذه الغاية.. كانت الحركة بطبيعة الحال تأمل في إقبال الناس عليها بصورة كبيرة تمكنها من التطبيق في السودان، هذا على الأقل ما كان من أهداف كتبت في كتب الفكرة.. هناك كتاب اسمه "قل هذه سبيلي" خرجت طبعته الأولى في عام 1952 وقد أعيدت طباعته للمرة الثالثة في عام 1976 وقد كتبت له مقدمة جديدة في هذه المرة الأخيرة وكان مما جاء فيها: [هذا الكتاب "قل هذه سبيلي" يعطي نموذج هذه المدنية في تطبيقها في داخل منزلنا السودان وبالتمادي في هذا النموذج يأتي التطبيق في العالم أجمع.] وأستطيع الآن القول بأن الجانب الديني هو كل الفكرة، وما الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا جزءا من الفكرة المتكاملة. فليس هناك مجال للقول بأن الجانب الديني يخص الأستاذ محمود فقط، إذ أن الفكرة في الأساس تدعو إلى طريق النبي محمد وبعث سنته بتجديد بعث الكلمة "لا إله إلا الله".. وأن هذا البعث يقتضي تطوير التشريع من مستوى الفروع إلى مستوى الأصول، وليس هناك مجال لكي يقول الجمهوري أنه لا يختلف عن بقية المسلمين حول الأسس العامة للشريعة الإسلامية.. فالشريعة الإسلامية مثلا ليس بها ديمقراطية، بينما أصول الدين التي كانت منسوخة تشتمل على الديمقراطية وحقوق الإنسان.. والشريعة الإسلامية تفرق بين المسلم وغير المسلم في الحقوق والواجبات وتفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بينما أصول الدين التي كانت منسوخة تشتمل على المساواة بين جميع الناس وبين الرجال والنساء أمام القانون.. أما ما علم من الدين بالضرورة فإن الفكرة الجمهورية تدعو إلى إعادة النظر فيه.. فمما علم من الدين بالضرورة، مثلا، أن يُحمل الناس على أداء الفرائض في العبادات كالصلاة مثلا.. وهناك الموقف الفقهي المعروف للجميع بأن تارك الصلاة يستتاب لثلاثة أيام فإذا لم يؤدي الصلاة قتل.. الفكرة الجمهورية تدعو إلى إعطاء الفرد العاقل الحرية في إقامة العبادات، ولا تدعو إلى معاقبة من يتركها لأن هذا جزء من حقوقه وحريته الأساسية التي لا يقوم دستور بدونها.. وبهذه المناسبة أهديك وأهدي القراء الكرام هذه المحاضرة بعنوان "تعلموا كيف تصلون" للأستاذ محمود وقد أقيمت في نادي الأعمال الحرة بمدينة الأبيض في مارس من عام 1972، أرجو أن تستمتعوا بها.. http://www.alfikra.org/talks/l002a.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
الأخ د. ياسر تحية طيبة بداية أرجو أن أوضح بأن هدفى من إيراد وجه المقارنة بين "الحزب" الجمهورى والحزب الشيوعى السودانى لا يشير بالمرة إلى العمر الزمنى أو الكسب السياسى وإنما يشير إلى السلوك الحالى بالنسبة لكلا الحزبين أحدهما يجاهد من أجل فك إسار الماضى وأغلاله لينطلق حراً وبشهادة ميلاد جديد والآخر إنكفأ على نفسه ينتظر الموت إختياراً وفى يديه كل وسائل البعث والتجديد. أما مقارنتى فى شأن "الشخصية/التنظيم" فيما يتعلق بالأستاذ والدكتور فهى تتعلق فقط بقضية إحتكار التفكير وصناعة القرار ومفهومية "أنا الدولة/أنا التنظيم" ولا أظنك وأنت الدكتور الأريب أن يفوت ذلك عليك لو تأملته مرة أخرى. وربما كنا محقين فى ذلك إذ تجمد "الحزب" الجمهورى وتكلس بعد غياب مؤسسه إلى رحمة مولاه ثم تفكك الجبهة وتفسخه بعد غياب "شيخه" فى دياجير السجن وظلماته. كيف تموت الفكرة الجمهورية ومؤسسه يكتب دستوراً لأمة تعيش أبد الأبدين لها مشاكلها و تحدياتها ويخص منها ثلاثة تحديات لا تقوم أى تنمية إجتماعية للسودان بدونها على الإطلاق وهى الوحدة الجغرافية والوحدة السياسية والوحدة القومية, صحيح أنه أورد ذلك فى إطار البعث الدينى التى طورها لاحقاً فى مفهوم "الرسالة الثانية" لكن ما يهمنا هنا هو نظرة الرجل الدائمة إلى المستقبل وإيمانه القاطع كما أورد الأخ حيدر بأن "حركة التاريخ لن تتوقف". أذاً نود أن نثبت حقيقة هنا هو أنه إذا مات "الحزب" الجمهورى فلا محموداً ولا الفكرة نفسها يتحملون وزراً قى ذلك بل يتحمله "الحوار" المؤتمنين عليه من قبل المؤسس.
من ناحية أخرى فإنه تحت قبضة النظام الحاكم الآن فى الخرطوم لا يفيد أى عمل حزبى طالما ظل الإرهاب وتكميم الأفواه هو اللغة التى يتعامل بها مع الرأى الآخر وبالطبع لا يوجد نشاط حزبى فاعل فى عدم وجود الديمقراطية الحقيقية وصيانة حقوق الإنسان. إذاً فدعوتى للإخوة فى "الحزب" الجمهورى لجمع شتاتهم ومراجعة التفكير فى أمرهم لا يدعو لمنازلة النظام الآن إذ أن ذلك شيئ فشل فيه حتى الكبار ذوى الكثرة والمكر السياسى, لكن تظل دعوتى تحمل رسالة المستقبل و الإستعداد ليوم آت ونحسبه قريباً إذا أخذنا بجدية العالم فى إيجاد نهاية لهذا السخف الطفولى. ولذلك فإن حل التنظيم السياسي "للحركة" الجمهورية وهو مختص بالعمل الحركى قد يكون عملاً تكتيكياً حكمتها ظروف معينة وفى حال غياب تلك الظروف يجب أن تعود الأمور إلى طبيعتها. لقد ذكرت فى ردك الأخير بأنك (تستطيع الآن القول بأن الجانب الديني هو كل الفكرة، وما الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا جزءا من الفكرة المتكاملة)..... هذه الحلول إذا تم تفصيلها وتبيانها بصورة جلية تكون قد وضعت "الحركة" الجمهورية فى مصاف أكبر الأحزاب السياسية بالبلاد لأنها لكل منها أطروحاتها المختلفة للحل الوطنى وتسعى لخدمة الوطن وشعبه. وذكرت فى الفقرة الأخيرة أيضاً بأن (الفكرة الجمهورية تدعو إلى إعطاء الفرد العاقل الحرية في إقامة العبادات، ولا تدعو إلى معاقبة من يتركها لأن هذا جزء من حقوقه وحريته الأساسية التي لا يقوم دستور بدونها).... أو ليست هذه دعوة لفصل الدين عن السياسة؟؟ والتى غالباً ما قد سيكون عليه الحال عقب المفاوضات الجارية الآن؟ إن الشاهد فى الأمر أن الجوانب السياسية والإجتماعية والإقتصادية للفكرالجمهورى جديرة بالتأمل والمراجعة وهنا تقع مهمة أخرى للإخوة الجمهوريين فى طرحها على جمهور الشعب السودانى من خلال منبر سياسى حتى وإن عزفوا أنفسهم عن خوض أحواض السياسة فرب مُبلغ أوعى من سامع.
الأخ د. حيدر أهلا بيك ومرحبا أعجبنى قولك: (ولذلك أرى أن الأستاذ عنى أننا سنمضي مع حركة التاريخ. وحركة التاريخ هذه ستمدنا بنوع من العمل جديد ونوع من الأدوات الجديدة التي يستتبعها القيام بهذالعمل. وقد رأيت، كما رأي غيري من الجمهوريين، أننا يمكننا أن ننطلق في الاسهام كل بما يرى على أن يتحمل مسوؤلية ما يفكر ويقول ويعمل به إلى "أن يقضي الله أمرأً مان مفعولا" امام الله وأمام المجتمع السوداني والمجتمع الانساني. وفي شأن التنظيم أو إعادة التنظيم، كيف شاء للناظر لمعنى هذه الكلمة، فإن الله سيعلمنا الوسائل والأدوات حسب مقتضى الحال الفردي أو الجماعي.)
إن هذه العبارات يجب أن تدعوا الإخوة الجمهوريين إلى لمٌ الشمل ومعاودة التفكير فى إعادة التنظيم السياسى ويفتح الأمل فى الإستفادة من إرث سياسى سودانى يكون تكريماً لشخص قدم حياته مبتسماً من أجله.
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
اصيل ونبيل يا ود البلد لك التحية لدى فقط مداخلة بسيطة قد تساعد فى فهم الفكرة الجمهورية لقد عملت الفكرة الجمهورية فى ثلاث محاور رئيسة 1- محور وطنى"السودان"وهذه تشمل كل ماكتبه الاستاذ والمفكر الجليل والذى يتعلق بالسودان الارض والانسان 2- محور قومى وهو كل ما يتعلق بازمة الشرق الاوسط والقضية الام فلسطين 3- محور عالمى وهذا كل ما كتبه الاستاذ عن معناة الانسان فى هذا الكوكب والاخطار المحدقة به هذا اذا قسمنا الفكرة مجازا افقيا ********* اما المحور الراسى وهو الاهم علاقة الانسان مع الخالق من خلال الدين الاسلامى وعلاقة الانسان مع نفسه وعلاقة الانسان مع المجتمع وهذا عبر قيمة الحرية/الديموقراطية والعدالة الاجتماعية/الاشتراكية..وبذلك يعتبر الاستاذ محمود مفكر عالمى موسوعى ويعتبر كنز كبير اضاعه السودان والشعب السودانى.زلذلك دفع الثمن المر الان وكان الاستاذ يقول "من لم ياتى بلطائف الاحسان جرجره لله بسلاسل الامتحان" ******** اما عن تصورك ان تتحول الفكرة الجمهورية الى حزب الان..انى اعتقد ان المشوار لا يزال بعيدا ولكن اذا تحول التجمع الى حزب وعلى هدى الفكرة الجمهورية يستطيع ان يصل الى سودان جديد ديموقراطى وموحد وعلى الاخوان الجمهوريين اخراج كنزهم المتعلق بتصورات الاستاذ عن السودان الحضارى ******** كلت مبانى ما اقول عن الذى ارمى الى معناه او اثباته قلت المعانى فى عظيم بنائها وكل يرى قولى على مرآته ان الذى يلقى الهناء بجيرتى ينجو وينجى اهله بنجاته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
الأخ عادل أمين
التحية والود
صدقت يأخى فى أن الاستاذ محمود مفكر عالمى موسوعى ويعتبر كنز كبير اضاعه السودان والشعب السودانى وكما هو معروف فإن عظمة الشخصيات لا تتبدى إلا بعدما تُكتب تاريخهم فيتأملها الناس ويتولد لديهم الإحساس بمدى أهميتهم وعظمة الأدوار التى قاموا بها فى سبيل مجتمعاتهم والبشرية أجمع
وأكاد ألمس الآن, على الأقل من خلال الإنترنت, مدى الود والإحترام الصادر من القراء نحو الفكر الجمهورى ومؤسسه الأستاد محمود محمد طه وهذا فى تقديرى نقلة نوعية مهمة فى علاقة الفكرة مع الجماهير العريضة, و بالرغم من التعاطف الكبير الذى يبديه الكتاب والمعلقون نحو تلك النهاية المؤسفة والقمع الوحشى للجماعة إلا أن إحترام الفكرة نفسها بدأت تجد طريقها لقلوب كثير من المثقفين وفى ذلك نجد أن هنالك فهماً جديداً بدأ ينشأ ويفرق بين الجانب الدينى المتمثل فى فكرة البعث الدينى الجديد (محور الفلسفة الجمهورية) وبين الأطروحات الحديثة المتمثلة فى مسائل بناء الدولة وتنمية المجتمع.
أقرأ هذه الأيام كتاب "الدين والدولة فى السودان" من تأليف الدكنور محجوب التجانى وإصدار مركز الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان بالقاهرة (1995) وأعيدت طباعته بمركز الدراسات السودانية (1997) وهو كتاب جدير بالمطالعة إذ يقارن فيه الكاتب بين أفكار 4 شخصيات تكاد تكون تقريباً قد شكلت معالم الفكر الإسلامى المعاصر فى السودان وهم الصادق المهدى, حسن الترابي, عبدالخالق محجوب ومحمود محمد طه. فعن محمود يقول الكاتب أنه يعزز تصوراته عن "الرسالة الثانية للإسلام" كعلاج نهائى للتناقضات الجارية بين الأحكام الدينية وسنن العصر وإختراعاته فى أوجه عديدة منها حقوق المرأة وهى من الحقوق الأساسية والدستوريه (صفحد 115), وكذا بالنسبة للإقتصاد الرأسمالى إذ يقول "جميع آيات الرأسمالية, فى القرآن الكريم منسوخة بآية (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو), وللعفو قمة, وله قاعدة, وستظل قمته متروكة لمنطقة الأخلاق ... وإنما تهمنا هنا قاعدته لأنها أدنى منازل الإشتراكية, وهى تحريم ملكية وسائل الإنتاج على الفرد الواحد أو على الأفراد القلائل, وبهذا ينفتح الطريق لتطوير التشريع الذى تفوم عليه الرسالة الثانية من الإسلام" (صفحة 117). وفى مكان آخر يقول محمود "أما بقية شريعة المعاملات فى السياسة وفى المال وفى الإجتماع فإن كثيراً من صورها قد خدم غرضه, خدمة حتى إستنفذته, وأصبح تطويره أمراً واجباُ" (صفحة 114).
وعليه فكما نرى أن هنالك خلطاً وثيقاً ما بين الدين والحياة يصلح دستوراً أيدلوجياً لجماعة سياسية مثالية تؤمن بالبعث الدينى غاية ووسيلة (هى الجماعة الجمهورية بالطبع), فإذا إنتقلت إلى الواقع الملموس جابهت الفكرة الصراع المرير حول ثقافة السكان المتباينة المتعددة ومؤامرات الجماعات الدينية المتنفذة وأصبح لزاماً عليها أن تفصل السياسات والبرامج وتحدد الكيفية والأسلوب. إن المفكر محمود محمد طه لم يقدم تلك التفاصيل ووضع فكره فيما يخص الدولة والحكم فى خطوط عريضة يكمن فهمه وسبره وإعادة تكوينه فى برامج يتوافق مع مقتضى الحال والزمان. هذه مهمة الذين خلفوه وهذا هو التحدى الذى يواجهونه, ولعل ما يثلج الصدر تفاؤل الدكتور حيدر حيث يقول "العمل السياسي وفق معطيات راهننا الكوكبي يتطلب إعادة تعريف وإعادة صياغة تسمح لنا بصياغة هياكل أعتقد أننا بصددها كجمهوريين، وكسودانيين، وكمواطنيين كوكبيين. ولامناص من طرق مسالك وعرة منها مخاضنا الحاضر في نقاشاتنا الداخلية", نأمل أن يحدث ذلك
مع التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
الاخ العزيز ود البلد تحية طيبة اشكرك على التفاعل مع كتاباتى لك ولاحظ انى دائما احرص علا متابعة بوستاتك الهادفة لانى "اخاف الطريق الما يودى ليك واعاف الصديق الما بهم بيك".ونحن بدورنا حاولنا نستفيد من كوكبية الفكرة الجمهورية واصدرت كتاب فى اليمن باسم الانسان وقمت بانزال فصوله فى "افق "الموقع العربى المتميز وارجو انك ترجع ليه وللارشيف كما وضعت مجموعة قصصية فى مكتبتهم الالكترونية ويمكن تلقى اخر مقال نزلو لي وهو الباب الاخير فى الكتاب المعنى "الانسان واسمه الراسمالية ليست نهاية التاريخ/عادل محمود الامين ..وهذا هو المرحلة القومية للفكرة الجمهورية تعريف العرب بوعى اسلامى جديد هم فى امس الحاجة له الموقع www.ofouq.com
************* الاخ العزيز جدا جدا جدا جدا حيدر بدوى تحية طيبة وعساك تذكرنى وايام الدامر الطيبة والبلد الطيبة التى تضيئها قلوب اهلها المجاذيب اولياء الله والاخ العزيز عبد العزيز عبد الرحيم وما عندى غير اقول ليك يانسمة يا جاية من الوطن بتقولى لى ايام زمان ما برجعن ..ونحن مواصلين ان شاء الله معاكم فى البورد الذى قرب القلوب والمسافات من اجل السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: adil amin)
|
العزيز عادل
أشكرك، واشكر ذاكرتك النضرة على تذكيري بأيامنا واوقاتنا مع الاخ الكريم عبد العزيز عبد الرحيم، ذلك الوريف الشامخ في الحس والمعنى. واعذرني إذ لم تذكرني اسهاماتك و صورتك واسمك قبل رسالتك الأخيرة بتلك الأيام و الاوقات، فقد طال بنا الأمد في غربتنا هذه عن الوطن، السودان، والوطن القديم، الله المتعال. ونحن لابد عائدون للسودان ولابد آيبون إلى الله.
فلك العتبى حتى ترضى ويرضى. وأرجو أن تبلغ سلامي للأخ الكريم عبد العزيز حيثما كان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى(اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون*ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعو ا وهم يلعبون*لاهية قلوبهم واسرو النجوى الذين ظلمو هل هذا الا بشر مثلكم افتاتون السحر وانتم تبصرون* سورة الانبياء ********* احبائى ود البلد وحيدر وياسر الشريف التحية لكم تاملو معانى هذه الايات الكريمات وانظرو كيف حول اللذين جعلو الدين اصر حياة الانسان السودانى الى جحيم بفكرهم الوفد ورفضهم لكل فكر جديد"امر محدث"ونحن الان فى انتظار ان ينقشع هذا الزبد المزمن المسمى بالاسلاميين حتى يعود الاسلام غريبا كما بدا ******** الاخ العزيز حيدر عبد العزيز لم اراه منذ عشر سنوات عجاف اما اخباره فهو دكتور الان فى جامعة الخرطوم ******** الاخ ود البلد ان تناولك للاحزاب السودانية هو خطوة علمية لتصحيح المسار حيث نحن فى السودان نفتقر للديموقراطية السلوكية والتى يجسدهاا النقد الذاتى ناهيك عن الديموقراطية السياسية التى يتحدث عنها الذين لا يمارسونها فى احزابهم او سلوكهم وفاقد الشىء لا يعطيه والحمدلله انك بديت مع افضل ناس فى السودان الاخوان الجمهوريين ونحن فى انتظار ملف الحزب القادم..ولا زال اهل البورد وثمود فى خوضهم يلعبون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: adil amin)
|
أخي عادل تحية وسلاما
أنا متابع لكتاباتك في هذا البوست وغيره بمزيد من السرور والغبطة..
أخي لاحظت بعض الأخطاء المطبعية في الآيات الكريمات أرجو أن تقوم بتصحيحها..
ولك شكري
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون* ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون* لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
عزيزي ود البلد قبل ما تقفل هاك هذه المساهمة وهي عبارة عن كلمات كتبها الأستاذ في مقدمة الطبعة الثالثة من كتاب قل هذه سبيلي، وهي بسبيل ما نحن بصدده. ولك شكري
من كتاب "قل هذه سبيلي" بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً، وقبائل، لتعارفوا.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. إن الله عليم خبير.." صدق الله العظيم
المقدمة .. الطبعة الثالثة
[1976]
هذا الكتاب "قل هذه سبيلي" صدر في عام 1952 ومع أنه صدر بعد "السفر الأول" إلا أنه كتاب يتناول الدعوة بالتفصيل والتحديد، ننشره كما هو، بمناسبة ذكرى مرور ثلاثين عاماً على دعوتنا، التي أخذت اسمها "الجمهوريون" من ملابسات الوقت الذي نشأت فيه الحركة السياسية والوطنية ضد الاستعمار، في الأربعينات.. هذا الاسم لا يعبر تعبيراً كافياً عن محتوى دعوتنا، ولكنه صالح في المرحلة، لتمييز دعوتنا عن الدعوات الفارغة، التي تتسمى باسم الاسلام، وهي خالية الوفاض منه، ولقد كان همنا الأول أن يكون محتوى دعوتنا إسلامياً، وإن كان إسمنا مرحلياً، حتى يجيء اليوم الذي يتوكد فيه أن دعوتنا ما هي في الحقيقة إلا الإسلام عائداً من جديد.. ويومها يكون إسمنا الحقيقي إسماً مشتقاً من المعاني الإنسانية الرحيبة..
الحضارة الغربية واغتراب الإنسان
إن دعوتنا هذه إنما هي لمدنية جديدة تخلّف المدنية الغربية الحالية، والمنقسمة بين النظام الرأسمالي والشيوعي، والتي ظهر قصورها عملياً عن حل مشكلة الإنسان اليوم، فقد برعت وافتنت في صنع الآلة، وأنجزت إنجازاً كبيراً، في المجال المادي، والتقني، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً، في استيعاب طاقة الإنسان المعاصر، وتوجيهه. والحق أنها صعّدت، وجسّدت، وأبرزت، أزمة الإنسان المعاصر أكثر من أي وقت مضى، وهذا ليس عيباً، كما قد يظهر في أول وهلة، وإنما هو حسنة من حسناتها، فقد وضعت الإنسان اليوم في أعتاب الحيرة، وجعلت منه باحثاً عن القيمة وراء المادة ــ القيمة الإنسانية ــ ورافضاً للمجتمع المادي، الذي يحيل الإنسان إلى آلة إنتاج، واستهلاك، يفقد روحه وحريته، وهي بذلك إنما وضعته في أول طريق الخلاص. الإنسان اليوم مغترب عن النظم السياسية، والإجتماعية، مغترب عن التقاليد، والأعراف، والموروثات، والمسلمات، والقيم التقليدية، واغترابه إنما هو شعوره بالحيرة المطبقة، وبالقلق، والاضطراب، ثم هو في القمة شعوره بفرديته المتميزة التي يرفض أن يذيبها عفوياً في تيار التطور المادي. والسبب الأساسي في اغتراب الإنسان هو أنه ذو طبيعتين، طبيعة مادية، وطبيعة روحية، فهو مكون من جسد ومن روح. فإذا أشبعت حاجة المعدة والجسد، الحاجة المادية، برز جوع الروح، وجوعها إنما هو حنينها إلى وطنها، الذي صدرت منه، حنينها إلى الله. فالاغتراب في الأصل، هو اغتراب الإنسان عن الله، وهو في المستوى المشعور به، يكون واضحاً، ولكن هناك مستوى غير مشعور به، وهو ما برز للإنسان المعاصر في رفضه للمادة، وفي بحثه عن القيمة الإنسانية، وعن الحرية.. في بحثه عن نفسه. وهو بحث في الحقيقة عن الله، ولعل ذلك يفسر لنا اتجاه الشباب الرافض في أوروبا وغيرها في الآونة الأخيرة إلى مظاهر من التدين غريبة، منها اللجوء إلى العقائد الهندوسية، أو تبني نوع من المسيحية ليس لها علاقة بالقديم، وإنما تتصور المسيح تصوراً جديداً.
الأزمات تجتاح العالم
ومشكلة الإنسان المعاصر هي لدى التمادي، مشكلة المجتمع اليوم، فمع اقتدار الحضارة الغربية، في ميدان تطويع القوى المادية، لإخصاب الحياة البشرية، واستخدام الآلة لعون الإنسان، فقد عجزت عن تحقيق السلام. والسلام هو حاجة البشرية اليوم. وهو في ذلك حاجة حياة أو موت، ذلك بأن تقدم المواصلات الحديثة، قد جعل هذا الكوكب أضيق من أن تعيش فيه بشرية، متنافرة، متحاربة فيما بينها، بل إن اختراع وسائل الحرب والدمار الرهيبة، قد وضع الإنسانية أمام أحد طريقين، إما السلام، وإما الدمار والفناء.. والحضارة الحالية وبفلسفتها الاجتماعية مع فشلها في تحقيق السلام، فإنها أيضاً تقف عاجزة أمام الأزمات المتلاحقة في العالم، وعلى قمتها أزمة الاقتصاد العالمي، التي أبرزت تناقضات النظام الرأسمالي والشيوعي. وظهرت في الموجة الحادة من التضخم والغلاء، التي تجتاح العالم، والتي يعاني منها الناس جميعاً، أشد المعاناة، وفي أزمة النظام النقدي العالمي، الذي يعاني من عدم الاستقرار.. وفي أزمة الغذاء العالمي التي تهدد البشرية بالمجاعات والأمراض ونقصان الغذاء، ثم في أزمة الانفجار السكاني، وأزمة الطاقة زيادة على مشاكل الحروب، المتواصلة والنزاعات العنصرية، والاقليمية.. إن هذه الأزمات علّمت الإنسان ضرورة التعاون الدولي، وأكدت له وحدة مصيره، وضرورة تكاتفه لمجابهة الأخطار التي تهدد وجوده.
قصور الفلسفات المعاصرة وعلى رأسها الشيوعية
قلنا أن الحضارة الغربية بفلسفتها الإجتماعية قد فشلت في تنظيم مجتمع اليوم لأنها تقوم على أديم مادي، وقد تمادى هذا التفكير المادي بالشيوعية إلى قطعها صلة الإنسان بالغيب. والحضارة الغربية إنما فشلت لأن الفكرة الشيوعية، والرأسمالية وإن اختلفتا، في ظاهر الأمر، فإنهما تقومان على أديم واحد، وتنطلقان من منطلق واحد، هو التفكير المادي. ولقد عجز هذا التفكير المادي بشقيه عن استيعاب طاقة إنسان اليوم، الذي يبحث عن القيمة وراء المادة، يبحث عن الحرية، والذي أعلن تمرده في الشرق والغرب في ثورات الطلاب والشباب، ورفضه للمجتمع المادي، الذي يمارس صناعة القيم، وتحطم فيه مواهب الإنسان وطاقاته. ويفرض عليه المجتمع نمطاً معيناً من السلوك الاستهلاكي، وأخلاقاً معينة، من التعامل الآلي الجاف. وأيضا فشلت هذه الفلسفات الاجتماعية، لأنها لم تستطع أن توفق بين حاجة الفرد للحرية، وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة، فالشيوعية قد جعلت الفرد وسيلة المجتمع فأهدرت قيمته، وحريته، وحقه، وأقامت نظامها على القهر والعنف، وعلى دكتاتورية الدولة. أما الرأسمالية في الطرف الآخر، فإنها قامت على إهدار حقوق الأفراد، فهي نظام للتسلط الاقتصادي، واستغلال العمال، ثم هي تمارس ديمقراطية زائفة، تعطي الفرد حرية الانتخاب والترشيح، ولكنها لا تحرره من استعباد الرأسمالي له، الذي يمكنه أن يوجهه لأن يصوت لجهة ما بالتصريح أو بالتلميح، فيفعل ذلك، لأن الرأسمالي يملك قوته، وفي أحسن الأحوال يمكن للرأسمالي شراء صوته بوسائل عديدة، بل يمكنه أن يصنع ويزيف الرأي العام بامتلاكه للصحف، أو بمقدرته على شراء حديثها أو صمتها. فلا حرية مع النظام الرأسمالي ولا حرية مع النظام الشيوعي، الحرية موؤودة في كلا النظامين، والحرية هي طِلْبَة واحتياج إنسان اليوم، ولذلك لا مستقبل لهذين النظامين، لأنهما لا يوافيان احتياج الإنسان.
اليسار الجديد
ولقد شعر أذكياء الماركسيين بما يواجه النظرية، من فشل في التطبيق، ومن تحدٍ واضح لأصولها النظرية. فذهبوا مذاهب في محاولة إنقاذها فيما سمي باليسار الجديد، والذي حاول تعديل التعاليم الأساسية للفكرة الماركسية، بما يتناسب مع الواقع الديالكتيكي الجديد الذي طرحته الحياة. وفي الحق أن تعديل الفكرة الماركسية إنما بدأ منذ عهد لينين نفسه، الذي أدخل تغييرات جوهرية تمس أسس النظرية الماركسية، فهو قد طبق النظرية في دولة زراعية لم تنضج فيها الظروف الثورية، التي تضع العمال في قيادة حركة الثورة والتغيير، كما يظن كارل ماركس. فروسيا لم تُدخِل الصناعة آنذاك إلا في حيز ضيق. ولذلك إضطر لينين إلى إدخال الفلاحين والمثقفين الوطنيين في تحالف مع طبقة العمال الصغيرة، وقام بإنشاء الحزب على هذا الأساس، المخالف للنظرية في أصولها. ولمخالفات لينين للنظرية فقد فكر الماركسيون في إضافته كمُنظّر ثانٍ مع كارل ماركس فيقولون عن أعماله وأقواله "الماركسية اللينينية". ولعل من أبرز الانحرافات التي واجهت التطبيق الماركسي، هو اضطرار النظام الروسي نتيجة للإنخفاض المتوالي للإنتاج، وبالرغم من الرقابة البوليسية على العمال، إلى إعطاء حوافز ربح للعمال، فيما سُمي بحوافز ليبرمان، والتي دار حولها نقاش ضافٍ في جريدة البرافدا، من قِبل الاقتصاديين السوفيت، ووصفها بعضهم في هذا النقاش بأنها زحف رأسمالي على الإشتراكية، وأعلنوا معارضتها. وإنها لكذلك، فهي نكسة لحافز العمل الرأسمالي لم تجد الشيوعية منها بداً، وهي لم تجد منه مفراً لأن نظريتها إنما تقوم على قطع صلة الإنسان بالله، وإقامة المجتمع بذلك على قيمة واحدة، هي القيمة المادية، مما أفقدها القدرة على إعطاء أي حافز للإنتاج، والتضحية، فاضطرت للحافز المادي. وهاهو اليسار الجديد وبتحليله لظواهر المجتمع الصناعي والمجتمع الإنساني اليوم يخلص إلى نتائج مغايرة، لكثير من نتائج كارل ماركس. فيقرر مفكروه ومنهم هربرت ماركوس أن الأداة الثورية، التي اعتمد عليها كارل ماركس، اعتماداً أساسياً، في تحليله لظاهرة الطبقات، واعتمد عليها في القيام بالثورة، وهذه الأداة ــ وهي طبقة العمال ــ قد مسخت وصارت أداة سلبية، وذلك لامتصاص النظام الرأسمالي لثوريتها، باعترافه بتنظيمات العمال، وبرفع أجورهم، وتهيئة فرص المعيشة الحسنة لهم وفرص الاستمتاع بمباهج الحضارة، سواء بسواء مع الآخرين ثم بملاقاة النظام الرأسمالي للاشتراكية، في منتصف الطريق، وتطبيقه لبعض مظاهرها. وبنهاية ثورية العمال، سددت ضربة قاضية ومميتة للنظرية الماركسية. أكثر من ذلك فإن نظام "الأوتوميشن" وهو النظام الذي تدار به المصانع في جميع عملياتها، بدون تدخل من أحد، وذلك بواسطة العقول الإليكترونية. هذا النظام الذي بدأ ينتشر سيؤدي إلى نهاية الطبقة العاملة، والتي تعاني اليوم من جراء تقدم الآلة من إنحسار كبير، في عددها، لأن الآلات الحديثة كل يوم جديد تكون أقل احتياجاً للعامل وهي قد تحتاج للفنيين المدربين أكثر. وهؤلاء يشكلون طبقة جديدة، سماها اليساريون الجدد طبقة "التكنوقراطيين" والمديرين المسئولين عن عمليات الانتاج جميعها. وبهذا التطور العلمي، فقد واجهت الماركسية تحدياً سافراً، لا يمتص الأداة الثورية فقط، وإنما يسعى لإعدامها. وفكر اليساريون الجدد في طبقة أخرى للقيام بالثورة، فاقترحوا الطلاب، لإيقاظ الطبقة العاملة، ورأوا إعطاء المزيد من الاعتبار لكينونة، وحرية الفرد، لأن الديكتاتورية والقهر مرفوضة تماماً من إنسان اليوم. وفي اتجاه اليسار الجديد انساق الماركسيون الذين تمردوا على أسس جوهرية في النظرية الماركسية، وتبنوا نظام تعدد الأحزاب، والوصول للسلطة عن الطريق البرلماني ومنهم الحزب الشيوعي الفرنسي، والحزب الشيوعي الإيطالي وأحزاب شيوعية أخرى. وكان على رأس ذلك في فرنسا جورج مارشيه وقبله بوقت قصير كان غارودي. كل هذا التخبط والتردد يقرر بوضوح نهاية التجربة الماركسية وتصدعها في جميع الجبهات.
الكتلة الثالثة "الاشتراكية والديمقراطية معاً"
وأمام هذا الموقف الذي استعرضناه للعالم، موقفه الاجتماعي، وموقفه الفكري، فإنا نرشح الإسلام ليكون الكتلة الثالثة، التي تستطيع أن تصفي الصراع المذهبي في العالم لمصلحتها، فتعيد توحيد العالم، بتلقيح الحضارة الغربية الحاضرة، وبعث الروح في هيكلها، المادي العملاق ولقد كان ذلك ممكناً في ماضي أسلافنا، في الجزيرة العربية، وهو ممكن اليوم، فقد ظهروا بالإسلام في منطقة مجدبة، ومتخلفة، فأشعلوا به الثورة في نفوسهم، وبرزوا به بين الحضارة الفارسية ــ الشرقية ــ والحضارة الرومانية ــ الغربية ــ كتلة ثالثة، استطاعت أن تصفي وبسرعة الكتلتين الشرقية والغربية، وتطوي تراثهما تحت جناحها. والتاريخ اليوم يعيد نفسه وإن اختلفت الصورة. فإذا انبعثت الثورة الإسلامية الثانية، بمقدرتها على حل مشاكل الإنسان، وبمقدرتها على إحراز السلام، وإحراز التوفيق بين بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة، فإنها ستبني مدنية المستقبل ــ مدنية الانسانية الشاملة .. ومقدرة الاسلام على التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة، إنما تكمن في التوحيد، وفي أن تشريعه يقوم على شريعة عبادات، وشريعة معاملات، كلاهما مكمل للآخر. فسعادة الفرد طريقها إسعاده للآخرين. هذا التوفيق بين الفرد، والجماعة هو الذي يعطي الإسلام وحده، الفرصة في تطبيق النظام الاشتراكي الديمقراطي، والذي يمتنع تطبيقه على جميع الأنظمة، لفقدانها القدرة على هذا التوفيق بين حاجة الجماعة وحاجة الفرد. إننا نرشح الإسلام لبعث المدنية الجديدة المقبلة، ذلك لامتلاكه عنصر الروح، عنصر الأخلاق. هذا العنصر الذي بفقدانه جُردت الحضارة الغربية من فرصة قيادة مستقبل البشرية. ثم لأن الإسلام بوضعه الفرد في مرتبة الغاية، والمجتمع في مرتبة الوسيلة، قد أعطى منزلة الشرف للحرية، والحرية هي قضية إنسان اليوم. ثم لأن الإسلام يملك المنهاج الذي يمكن به حل مشكلة اغتراب الإنسان ويمكن تحريره من حالة القلق والاضطراب.. فالإسلام علم نفس، وظف منهاجه لتحقيق الصحة للنفس، بتحريرها من الخوف والكبت، الموروث والمكتسب، وبإطلاقها من إسار العقد النفسية، وبوصلها بأصلها الذي منه صدرت. ولمقدرة الإسلام على تحقيق السلام، ومقدرته على تبني التراث الإنساني جميعه، وتلقيحه، وصقله وتوجيهه.. بهذه المقدرة على المواءمة والتبني الصحيح، فإن الإسلام هو صاحب المدنية المقبلة، التي تشارك فيها الإنسانية جمعاء الشرق والغرب والجنوب والشمال فهي مدنية إنسانية، الدين فيها علم وتحقيق، وهي مدنية تقيم علائق الناس على السلام والمحبة والصلة. [..]
انتهى
(عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-07-2003, 11:55 AM) (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-07-2003, 11:58 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
الاخ الفاضل ود البلد تحياتى اذا سمحت لى ان ادلى برأى فى هذا الموضوع فهو: 1)طرح الفكرة من منطلق دينى-اسلامى او غير اسلامى
أ-يتعارض مع مفهوم الوحدة القومية الوارد فى دستور الحزب الجمهورى(كتاب السفر الاول1945) ب-وكذلك يتعارض مع التوجه العام نحو السودان الجديد الذى لن يسمح فيه بقيام احزاب دينية،حتى لا تتأثر الوحدة القومية الوطنية ج-وهذا ايضا يتعارض مع مفاهيم الفكرة الموجهة لخلق مجتمع انسانى متسامى،لا تفرقه الاديان الى مسلم وغير مسلم،فى اطار السودان المحلى او النطاق العالمى ككل حينما يتعرف ويقتنع بالفكرة الجمهورية
2)طرح الفكرة من منطلق دينى اسلامى كتجديد،وبعث، للدين الاسلامى: أ-سيقف عائقا امام غير المسلم الذى يريد ان ينضم للتنظيم،وبذلك سيؤدى الى حصر العضوية فى المسلمين فقط،وهذا ايضا يناقض الطرح الانسانى الشامل للفكرة
ب- يجب ان يلتزم بقواعدالمرجعيات الاسلامية الموجودة-وهى مرجعيات السنة او الشيعة او اى مرجعية دينية اخرى يختارها
اما القول بأن هذا الفكر الدينى لا يعترف بأى مرجعية دينية موجودة فغير مقبول ومخالف للقاعدة،لأن من اراد ان يبحث ويجدد فى اى مجال-طب - هندسة-فلسفةواجتماع،لن تكون لأبحاثه واطروحاته اى قيمة اذا لم يعرضها على مرجعيات ذلك المجال لتقييمها واعتمادها ومن ثم نشرها فى المراجع او الدويات المختصة،لتكتسب الاطروحة قيمتها العلمية والبحثية
ج-لذلك انا اتفق مع الرأى القائل بأن اعادة تسويق الطرح الدينى للفكر الجمهورى سيكون سلبا عليه وسيقضى على الرؤى المتميزة للحزب الاول فى السياسةوخدمة المجتمع وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
عزيزي ود البلد الآن أجد الوقت للتعليق على بعض نقاطك
بداية أرجو أن أوضح بأن هدفى من إيراد وجه المقارنة بين "الحزب" الجمهورى والحزب الشيوعى السودانى لا يشير بالمرة إلى العمر الزمنى أو الكسب السياسى وإنما يشير إلى السلوك الحالى بالنسبة لكلا الحزبين أحدهما يجاهد من أجل فك إسار الماضى وأغلاله لينطلق حراً وبشهادة ميلاد جديد والآخر إنكفأ على نفسه ينتظر الموت إختياراً وفى يديه كل وسائل البعث والتجديد.
نعم يا صديقي لقد أدركت معنى كلامك.. ولكن حتى فيما تسميه بالسلوك الحالي لكلا الحزبين فإن النتيجة التي توصلت لها غير دقيقة.. فمن قال لك أن الفكرة الجمهورية رهينة بصيغة الحزب؟؟ أو أن التنظيم الحزبي هو الذي يحتفظ للفكرة بحيويتها؟؟ إن بقاء أي فكرة إنما هو رهين بالحاجة إليها، حتى لو كانت في بطون الكتب فقط ولم يكن هناك من يحملها ويعرضها!! مثلا الإسلام اليوم لا يوجد إلا في المصحف، وليس له أي وجود في دولة منظم يعتد به أو يجد الإحترام في العالم.. فهل يعني ذلك أن الإسلام قد مات؟؟ قد يكون كثير من الجمهوريين حتى الآن في حالة تركيز على مجتمعهم الداخلي في السودان وذلك لظروف كبت الحريات المعروف، ولكن هناك حركة نشطة في النشرمن خلال الشبكة العالمية.. وحركة لنشر الكتب وإعادة طباعتها، فمثلا قد تمت طباعة كتاب يحتوي على ثلاثة من كتب الأستاذ محمود الأساسية:
وقد يندهش الناس لو علموا أن هناك تعليقات جاءت بأن الكتب تلقى إقبالا كبيرا في الخليج العربي: يمكنك أن تقرأ هذا التعليق الذي كتبه أحد القراء في صفحة الفكرة على الشبكة: In Sharjah International Book Fair (Here in Emirates) I was able to find a copy from the Book {NAHWA MASHROOE MOUSTAGBALI LIL ISLAM) ..The printing was smart ..keeping the same old version words & out let ..It is a great idea from Ustaza Asma & Dr. Al Nour ..I wish if they can print more books in one compact copy like this ..The main value will be The disribution abroad,(other non Sudanese readers)..One publisher admitted that {all the copies } were sold out in Saudia Arabia ..It was allowed for the first time to sell Ustaz Mahmoud books there ..Thank u Omer ..keep up.. وهناك حركة نشطة في حفظ المكتبة الصوتية والمكتبة المصورة وكل ذلك يرجى له أن يجد النشر.. ويكفي إلقاء نظرة على موقع الفكرة في الشبكة لتعرف أن مثل هذا النشاط يقوم به عدد من الناس غير المتفرغين والذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة... قولك: أما مقارنتى فى شأن "الشخصية/التنظيم" فيما يتعلق بالأستاذ والدكتور فهى تتعلق فقط بقضية إحتكار التفكير وصناعة القرار ومفهومية "أنا الدولة/أنا التنظيم" ولا أظنك وأنت الدكتور الأريب أن يفوت ذلك عليك لو تأملته مرة أخرى. وربما كنا محقين فى ذلك إذ تجمد "الحزب" الجمهورى وتكلس بعد غياب مؤسسه إلى رحمة مولاه ثم تفكك الجبهة وتفسخه بعد غياب "شيخه" فى دياجير السجن وظلماته
الأستاذ محمود بعيد من مثل السلوك الذي وصفته أنت بـ "أنا الدولة/أنا التنظيم" وربما لا أستطيع أن أوضح ذلك أكثر مما حاولته في مساهماتي بعاليه.. ولو كان لأخي حيدر مقدرة على الرد على هذه النقطة فسأكون سعيدا بها.. الجمهوريون مقتنعون بفكر الأستاذ وهو لا يحتاج إلى تطوير لأنه إنما نادى بالقرآن واتباع طريق النبي، وعليه يتم التطور داخله، يعني فيه وبه، إذ هو قد أعطى المفاتيح لحرية الفكر وتحرير المواهب الطبيعية، العقل والقلب.. تلك هي وظيفة المنهاج التعبدي كوسيلة إلى توحيد الشخصية المنقسمة والتي فرّقها الخوف أباديد.. الأستاذ أعطى النموذج كرجل سلك على النهج النبوي وجنى ثماره وهو الفكر الدقيق والسلوك المستقيم، والطريق مفتوح لكل سالك لنهج النبي محمد عليه السلام.. صيغة الحزب والحركة كانت كما قلت لتربية نواة من الجمهوريين والجمهوريات.. وهي ليست ضرورية للتعريف بالفكرة والدعوة لها.. السودان ليس في حاجة إلى حزب يحمل الفكرة الجمهورية، ويكفي أن يكون هناك أفراد، أو مجتمع مدني ملتزم بمحاولة نشر ذلك الفكر.. أراك مصرا على نعت الجمهوريين بالتكلس وتعزو ذلك إلى غياب الأستاذ عنهم، وأنا أقول أن الجماعة موجودة، ولا تحتاج إلى صيغة الحزب.. فالأحزاب بطبيعتها لا تستطيع أن تصادم الفكر الديني المتخلف، لأنها تعمل بمبدأ الربح والخسارة، ولكن الأفراد يستطيعون، لأنهم غير طامعين في أصوات وغير خائفين من أحد.. مثلا لا يستطيع حزب في السودان الديمقراطي أن يصادم المملكة العربية السعودية حامية حمى الفكر الديني المتخلف، ولكن الأفراد الذين لا يخافون بطشها ولا يطمعون في ريالاتها يمكنهم ذلك.. ومقارنة الجمهوريين بجناح الترابي لا تقوم على أي وجه شبه.. فجماعة الترابي، في رأيي قوية بالرغم من وجود الترابي في السجن.. ولكني أقول لك أن هذا الانشقاق والعداوة في صفوف الجبهة كلها هي التي أضعفت حركة الإسلام السياسي في السودان، وقد كان ذلك نتيجة مباشرة لاتخاذ الحركة وسيلة الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري والسيطرة على ثروة البلاد، فإنه معروف أن الجيفة تلم الصقور عليها، فهم قد كانوا طلاب دنيا ولم يكن همهم إصلاح دنيا الناس بنشر العدل.. السلطة في السودان قضت على حركة الأخوان المسلمين ولكن لا يستبعد أن يأتوا بوجوه جديدة ومسميات جديدة وبرامج جديدة عندما تتفكك السلطة الحالية وهذا اليوم لم يعد بعيدا، وكل الدلائل تشير إلى قربه.. وليس هناك من أمل في هزيمة الفكر الديني السلفي إلا إذا تمت مواجتهه بفكر ديني تقدمي مثل الذي قدمه الأستاذ محمود، وهو موجود ومعروف، وقد بدأ كثير من المفكرين العرب يفهمونه.. قولك:
إن الشاهد فى الأمر أن الجوانب السياسية والإجتماعية والإقتصادية للفكرالجمهورى جديرة بالتأمل والمراجعة وهنا تقع مهمة أخرى للإخوة الجمهوريين فى طرحها على جمهور الشعب السودانى من خلال منبر سياسى حتى وإن عزفوا أنفسهم عن خوض أحواض السياسة فرب مُبلغ أوعى من سامع.
نعم، رب مُبلّغ أوعى من سامع.. وهذا ما أعول عليه في جميع ما أقوم به.. ولا أشك مطلقا في أن المستقبل لهذه الفكرة.. أرجو أن تقرأ المساهمة التي نقلتها في هذا البوست عن الكتلة الثالثة.. الفكرة الجمهورية هي نواة الكتلة الثالثة، وهي لا تحتاج إلى حزب سياسي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ حيدر تحية طيبة لقد قرأت هذا الجزء من مقالك الذي أرسلته هنا:ـ
Quote: حربنا الراهنة مع نظام الجبهة الأسلاموية هي،في جوهرها، حرب رؤى ارتدت -بصورة مؤقتة- رداءً مسلحاً! المقصد الرئيسي من هذا الشكل المسلح هو إجبار تلك الفئة الباغية على الجلوس كسيرة، صاغرة (كما تستحق) للنقاش والحوار والاحتراب الفكري وفقاً لأكثر الشروط إنسانية وتحضراً! أي إن هذا الحوار يجوز فقط بعد التجريد الكامل الناجز لهذه الفئة من كافة أدوات القهر والنهب والتدليس والقتل، وبالقوة القهرية إن كان لابد مما ليس منه بد. فالشعب السوداني الودود المتسامح لا يقاتل الظلمة من أجل القتال، وإنما من أجل إحلال الحق وتمكين العدالة وترسيخ المحبة وتعزيز المودة بين أفراده. |
وفي تقديري فإن هذا هو موقف حركة القوى السياسية الحديثة "حق"ـ بشأن التغيير بواسطة العنف.. ولا عبرة عندي بكلمة "مؤقتة"ـ فإن التعويل على العنف أو التحرير بواسطة السلاح مرفوض بصورة مبدئية في الفكرة الجمهورية كما طرحها الأستاذ محمود وعاشها وطبقها..
جاء في كتاب "تعلموا كيف تصلون" ما يلي:ـ
Quote: يجب أن يكون واضحاً فان الجهاد بالسيف منسوخ منذ اليوم ، وأن الجهاد الأكبر معلن ، منذ اليوم .. |
وإليك النص كاملا:ـ من لطائف إشارات العارفين في القرآن قولهم ، في قوله تبارك وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ، وليجدوا فيكم غلظة ، واعلموا أن الله مع المتقين )) قالوا : إن الذين يلوننا من الكفار إنما هم جوارحنا ، وحواسنا ، فيجب عليك أن تجاهد عينك فلا تنظر إلى محرم ، ويجب أن تجاهد سمعك ، ولسانك ، ويدك ، ورجليك ، وفرجك ، وبطنك ، وأن تحفظها جميعاً ، بقوة ، وبشدة .. وثق أن الله ناصرك ، ومؤيدك ، ما دمت على ذلك : ((واعلموا أن الله مع المتقين)) .. وجهاد هذه هو ما أسماه المعصوم بالجهاد الأكبر ، وذلك حين كان يقول ، في غير مرة ، عند عودته من غزوات الجهاد في سبيل الله : ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر )).. يجب أن يكون واضحاً فان الجهاد بالسيف منسوخ منذ اليوم ، وأن الجهاد الأكبر معلن ، منذ اليوم .. فان الله بمحض فضله ، ثم بفضل حكم الوقت ، إنما يريد للناس ، منذ اليوم ، أن يعيشوا في سبيله ، لا أن يموتوا في سبيله .. وهذا ، لعمري !! هذا أصعب مئات المرات ، من ذاك ، وهو ما من أجله اسماه المعصوم بالجهاد الأكبر.. قال تعالى ، يأمر ((نبيه)) ويأمر كل واحد من ((المسلمين)) الذين هم إخوانه ، من ورائه : (( قل إنني هداني ربي إلى سراط مستقيم ، ديناً قيماً ، ملة إبراهيم ، حنيفاً ، وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ، ونسكي ، ومحياي ، ومماتي ، لله رب العالمين * لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا أول المسلمين )) .. حياة كلها لله ، متقلبها ، ومثواها .. منشطها ، ومكرهها .. فان كنت تريد أن تحيا لله فان قانونك الذي يجب أن يكون دائماً بين عينيك إنما هو قوله ، تبارك من قائل : ((فمن يعمل ، مثقال ذرة ، خيراً يره * ومن يعمل ، مثقال ذرة ، شراً يره )) .. ((يره))!! من يعمل خيراً يره ، ومن يعمل شراً يره .. يره ((اليوم )) بل يره ((اللحظة))، لا غداً .. ولا يمنعه من الرؤية ((الناجزة)) ، ((الحاضرة)) ، للتو ، وللحظة، إلا الغفلة .. ولكن الحاضرين، غير الغافلين يرون.. هم يرون نتائج ما يعملون للتو، وللحظة. قال أحد العارفين : ((ما عصيت الله تعالى معصية إلا وجدتها ، في نفسي ، أو في ولدي ، أو في زوجتي ، أو في دابتي )) .. اعلم أنك : ((كما تدين تدان)) ثم أفعل ، بعد ذلك ، ما شئت ، فإنما هي أعمالك ترد عليك ..
ثم أنك كتبت :ـ
Quote: كان الشهيد الأستاذ مناديًا في جلال و كبرياء بما ننادي به اليوم. ورغم ظلم الجلاد وهوس طغمة نميري الفاسدة (وهي نفس بطانة النظام الحالي، بل سداته ولحمه)، لقي الأستاذ مصيره مبتسماً ابتسامة ما انفكت تضيء حتى يومنا هذا. وعلى هذا الضوء، وضوء شهدائنا الآخرين من القوى المستنيرة نسير ونتقدم. وهذا الضوء يلهمنا القوة والصبر والإصرار على منازلة الظلم والظالمين لإحقاق الحق، حق الشعب السوداني في حياة كريمة رغده وحرة. |
وأنا أتساءل: هل كان الأستاذ محمود ينادي بالثورة المسلحة على هذه الطريقة في أي يوم من الأيام؟؟ وما هو دليلك على ذلك؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
الأخوة الدكاترة ياسر وحيدر
التحية والود
شكراً على المداخلة وأظنها فرصة طيبة لتبادل الرأى حول موضوع هام يجب علينا هضمه ونحن مقبلون على إستحقاقات كبيرة فى شئون الحكم والسياسة فى السودان, وبداية أعتذر فى موضوع "أنا الدولة/ أنا الحزب" أوردت ذلك نسبة لحادثة حدثت قبل فترة فى واشنطن هى مناقشة جرت بينى وبين أحد الإخوة السودانيين الملمين بخبايا الأحزاب السودانية وفيها تعرضنا لمستقبل الحزب الجمهورى فقال لى جادا وباللغة الإنجليزية The whole idea was centered around one man!! حقيقة لم أستطع أن أرد عليه وظللت أفكر فى تلك العبارة وإلى هذه اللحظة أملاً فى الحصول على ما ينفيها, وذاك ما رسخ فى ذاكرتي والقصد من عبارتى السابقة هو حتمية الربط بين شخصية الأستاذ والفكرة إلى حد صعوبة الفصل بينهما, ولذلك لم أقصد الإساءة للأستاذ ولا تشبيهه بالذين ظلوا يكذبون على الشعب السودانى عشر سنوات حسوما وسيلقون جزاءهم فى الدنيا قبل الآخرة ولكم العتبى حتى ترضونً
لقد عاصرت الفكرة الجمهورية وأنا طالب بجامعة الخرطوم, وقفت وإستمعت للإخوان دالى والقراى وشاهدت بأم عينى فشل أهل الجبهة فى مجاراة المنطق بالمنطق ومقارعة الحجة بالحجة وتحولهم لإستخدام العنف والضرب والإسفاف لإسكات الصوت الآخر كصفة كانت وظلت ديدنهم إلى هذه اللحظة وما الإدانات اليومية الصادرة من مختلف جهات العالم إلا تأكيداً لذلك. إنقطعت عن متابعة أخبار الجمهوريين بعد إعدام الأستاذ ولكنى سعدت بتلك الجريدة (الرأى الآخر) التى ظل يصدرها الإخوة النور وأحمد المرضى من تكساس إذ كنت مشتركاً فيها وما زلت أحتفط بمعظم الأعداد التى صدرت منها وكانت بالنسبة لنا هنا بأمريكا بمثابة الواحة فى هجير الغربة وتابعت فيها كتاباتك المميزة والمطولةيأخ ياسر ولكن للخسارة, وكعادة السودانيين, فإن أى عمل عظيم لا يكتب له الإستمرار فتوقفت الصحيفة وتركت لنا فراغاً كبيراً. عبر تلك الصحيفة بدأت أتأمل فى مضمون الفكر الجمهورى ساعدنى فى ذلك النسخة الإنجليزية لكتاب الرسالة الثانية وتلك المقدمة البارعة للدكتور عبدالله النعيم أضافة إلى ما ظل يكتبه الإخوة على الإنترنت بين فينة وأخرى.
كل تلك الذخيرة, وكقارئ متابع, أوصلتنى إلى فهم الفكرة من جانبين: جانب دينى يتعلق بمفهوم البعث الدينى عبر الرسالة الثانية وجانب دنيوى متعلق بتربية وتنظيم المجتمع من خلال آليات محددة يشتقها الأستاذ محمود من أساسيات الدين أشتقاقاً غير معهود. يقول الدكتور محجوب التجانى عن محمود محمد طه فى كتابه سالف الذكر "هو مبتدع فكر إسلامى جديد, مدى تقبله بين الفقهاء مقاومة ورفض, ووسط العامة عجب وسيل من الأسئلة والإستفسارات لا ينقطع, ووسط آخرين فيهم العلماء جرأة فى الطرح مكانها الأكاديميات وقاعات الفلسفة والبحث... لا يسهل إخراجها للحياة العامة إلا بالمشقة. وقد تحمل الرجل وعانى كثيراً فى سبيل فكره, وعندما خرج إلى السياسة متحدياًُ السلطان, رافضاً لتطبيقات النظام السياسى 1983-1984 ولائماً لقادته إشعالهم فتيل الحرب لهيباً لا يبقى ولا يذر فى الجنوب, داعياً إلى المراجعة والتريث, وكانت بينه وبين السلطة السياسية هدنة موقوتة مشوبة بالحذر, وثب خصومه لتصفية الحساب القديم, إغتاله النظام", إنتهى
فى تقديرى أن هذا التحليل يوضح بجلاء مصيبة الفكرة ألا وهو مدى تقبل العامة للجانب الدينى فيها إذ ظلت ومنذ بدايتها موضع شبهة وشك عظيمين وهو تماماً ما قصدته الأخت الدكتورة مهيرة بقولها "لذلك انا اتفق مع الرأى القائل بأن اعادة تسويق الطرح الدينى للفكر الجمهورى سيكون سلبا عليه وسيقضى على الرؤى المتميزة للحزب الاول فى السياسةوخدمة المجتمع", وذلك تماماً ما قصدته فى مداخلاتى السابقة وإقترحت فيه على الإخوة الجمهوريين تجاوز هذه المعضلة بإعتبارها مسألة خاصة بالأستاذ وهو القائل فى إحدى كتاباته :"أنا شخصياً بطبيعة الحال داعية إلى إعادة النظر فى الدين بفهم جديد" لكنه لم يفصل السياسات والبرامج ولم يحدد الكيفيات والأساليب التى بواسطتها يمكن تنزيل ذلك الفهم الجديد إلى الواقع الملموس, فهل طالب الأستاذ من أتباعه مواصلة الترقى والتأمل من أجل بلوغ المرتبة التى يتوصلون من خلالها لتلمس وسائل ذلك التنزيل؟
من ناحية أخرى أرجو المعذرة إن إختلفت معك يأخ ياسر حول علاقة التنظيمات الحزبية بالأفكار الفلسفية! إذ يظل إعتقادى بإستحالة قيام أى حزب سياسى مؤثر دون وجود فلسفة تعطيها نكهتها المتميزة وتحدد لها مساحات الحركة الأفقية ومستويات السقوف والأعماق اللازمة للتفاعل الإجتماعى وملاقحة الأفكار الفاعلة على الساحة السياسية وهو ما يعرف بالآيديولوجية, ولذلك فمن بدهى القول بأن التنظيم الحزبي يمكنه أن يكون أكثر الأوعية المناسبة لحفظ فكرة ما وضخها بحيوية دافقة بلا حدود. ولنأخذ الأسلام كنموذج مثلاُ, نجد أن الثلاث عشرة سنة المكية ظلت بكاملها تقريبا عاكفة على مجال التربية والإعداد وتصفية النفس و تقوية العقيدة ولم تهتم كثيراً بفقه الدولة والأمة إلا فيما ندر حيث نلمس ذلك بوضوح خلال العشر سنوات التالية, المدنية, من آيات الأحكام والحكم والتطبيق الفعلى لأحكام الدولة الإسلامية. إن الشاهد فى الأمر أن الإسلام نفسه لم يكن له شكل واضح خلال مرحلة الدعوة و ظل كأنه فكرة لم تتضح معالمه وتتشكل إلا بعد قيام الوعاء السياسى خلال دولة المدينة وبعدها, وإذا لم توجد اليوم دولة توصف بأنها إسلامية مائة بالمائة فذلك لا يقدح من وجود عشرات الدول التى تعتبر الدين الإسلامى دينها الرسمى مع تمددها أفقياً على مستوى المعمورة كأكثر دين جاذباً للناس
إن دعوتى هنا لا أهدف من ورائه دفع الإخوة الجمهوريين دفعاً للقيام بشيئ لا يودونه أو هم ليسوا بقادرين عليه لكنه إحساس شخصى بخصوبة الفكرة وإمكانياته فى رفد المجال السياسى السودانى بأفاق جديدة وأفكار رحبة تقودنا إلى غد مشرق, إن قلبى مع الإخوة وأخاف عليهم من تضييع الفكرة إذ هم الورثة الشرعيون وعلي أكتافهم ستنشأ الفكرة مجددا
الأخ حيدر
ونحن أيضاً نضم صوتنا لطلب الأخ عبدالعاطى فى الحصول على مقالك الكريم ""تفكيك التنظيم وتنظيم التفكيك: نحو سودان جديد"" ونرجو أن تنزلها هنا حتى تعم فائدتها الجميع
مع عاطر تحياتى
(عدل بواسطة WadalBalad on 02-08-2003, 00:15 AM) (عدل بواسطة WadalBalad on 02-08-2003, 00:20 AM) (عدل بواسطة WadalBalad on 02-08-2003, 00:28 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
العزيز حيدر بدوي
شكرا كثيرا لك على المقال القيم ؛ والملي بمجاور متعددة لا ازال انا بعد القراءة الاولى حائرا فى ترتيب الاهم منها ؛ فكلها مهمة وتكاد كل فقرة تفيتح بابا من التساؤلات والاستطرادات والتداعيات ؛ وربما نرجع الى ذلك حين نفتح موضوع السودان الجديد وقوى السودان الجديد ؛ فالمقال يمسها بدرجة كبيرة وان لم يكن حصرا
تجدنى يا اخ حيدر بعد قراءة هذا المقال اكثر ثقة بان تخرج الفكرة الجمهورية ثمرها فى مستقبل السودان ؛ وان لا يذهب جهد الاستاذ محمود ادراج الرياح ؛ وان لا نتاخر نحن عن قامة هؤلاء الرجال العظام الذين قدموا وذهبوا ؛ وما كانوا يرضوا لنا ان نعتقل انفسنا فى الماضى ؛ او فى جدران الانكسار امام صعوبة الظروف وجسارة الخصوم
ولك منى كل التحية
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
الأخ عبدالعاطى
طاب نهاركم
لق شوقتنا أكثر للإطلاع لقال الأخ دكتور حيدر لكننا نترك لكم تقدير نشرها إما فى هذه الحلقة أو فى الحلقة القادمة عن "القوى الحديثة". وبالمناسبة أنا متردد بين أن أطرح موضوع "القوى الحديثة" لوحده وبين أن أضمه مع موضوع "القوى الجديدة" وأنت سيد العارفين إن كان ذلك سيكون لائقاً. المهم أنتظر رأيك فى ذلك
ملاحظة: يبدو أن هذه الحلقة سوف لن تختفى قريباً, أراها متجددة دائما, بارك الله فى كل من شارك فيها ولو بالقراءة
ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا, نحو أفق جديد: (4) الأحزاب السودانية فى الميزان - الحركة الجمهور (Re: WadalBalad)
|
العزيز ود البلد
تحياتى
الاخ حيدر تشؤ مقاله فى هذا البوست ؛ وربما يكون غاب عليك حيث لم ينشره بنهاية البوست وانما اعلى قليلا
اعتقد ان مصطلح القوى الجديدة هو السائد اليوم ؛ بعد ان كان مصطلح القوى الحديثة سائداحتى بداية تسعبنات القرن الماضى ؛ وعلى كل فان مصطلح الاحزاب والقوى الجديدة هو اشمل ؛ والامر فى النهاية لك ؛ فانت المشرف على هذا الحوار وراعيه الامين
مع التحية
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|