دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ماذا قالوا عن الأستاذ محمود محمد طه (Re: د.أحمد الحسين)
|
العزيز عمر، لك وافر الشكر على هذه الجهد المتميز في نقل هذه الأقوال المشرقة عن موقف الأستاذ محمود المشهود. ماذا عن الدعوة لحضور الذكرى التاسعة عشرة، التي حدثتني عنها؟ أرجو أن تبثها في هذا المنبر الحر في خيط منفصل. ولك عميم شكري مرة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا قالوا عن الأستاذ محمود محمد طه (Re: Omer Abdalla)
|
صحيفة الحرية 18 يناير 2002
سكناب .. أبوبكر الأمين
في ذكرى استشهاد الاستاذ محمود محمد طه
قذف بعض التلاميذ وصغار السن بتحريض من بعض القوى السياسية التقليدية مجموعة من حملة الكتاب الجمهوري بمدينة كوستي في عام 1975 على ما أظن وكان الاخوان الجمهوريون يقومون حينها بحملة كبيرة في المدينة موجهة لمواطنيها أجمعين، كانت الواقعة التي بدت لنا عادية محل اهتمام الاستاذ محمود محمد طه وقد توقف عندها بالتامل ورآها كظاهرة خطيرة تنذر بشر عظيم لأنها متعلقة بالأجيال القادمة ولانها متصلة بالعنف في الحياة الفكرية والسياسية.
ومثلما كان شهيد الفكر يلتقط دائماً أول الخيط ويدهشك بمقدار من العمق والتناول غير المسبوق ويطرح كل ذلك في بساطة ومباشرة وسهولة اقترح الجمهوريون عقد ندوة حول هذه الظاهرة وارسلت الدعوات بسرعة للعديد من وجهاء وأعيان ورموز مدينة كوستي وكنت وصديقي فاروق بلول نقضي اجازة بالمدينة وكانت صلتنا بالاخوة الجمهوريين وطيدة ولم ينس الذين حملوا الدعوات أن يضمونا الى قائمة هؤلاء الوجهاء والاعيان. وجلسنا في مقاعد الندوة نستمع الى طرح شامل صارت فيه تلك الواقعة حدثاً جللاً لابد من تلافي عواقبه قبل أن تتخرج على أيدي المحرضين اجيال مشربة بالعداء والعنف ولا تعرف فضيلة المناقشة والحوار. وكنت قد لاحظت أن الشهيد الاستاذ كان وهو يرد على الاسئلة والمداخلات يحرص على ذكر اسم السائل وخطر لي أن هناك من يبعث اليه بورقة يعرفه فيها باسم المتحدث لكني لم أرى مثل تلك الورقة ومضى بي التفكير (الواقعي) الى أن الاستاذ يعرف معظم الحضور بسبب علاقته السابقة بالمنطقة عندما كان يعمل مهندساً في المشاريع الزراعية بالنيل الابيض ولكني أفقت من هذه (الواقعية) عندما ناداني باسمي وهو يرد على سؤالي الذي كان مصاغاً بطريقة تعلمناها في دروس المساجلات الطلابية التي تهدف الى ارباك الخصم لا الى كمال الحجة والمنطق، قلت للاستاذ الشهيد: أنتم الآن تحتجون على بعض الصبية الذين قذفوا الجمهوريين بالحجارة وتغضون الطرف عن أكبر المجازر التي لا عنف أكبر منها عندما علق أنبل الرجال على المشانق من أمثال عبد الخالق محجوب وتؤيدون نظام مايو الذي مارس ذلك العنف... وبهدؤ شديد واطمئنان شامل قال لي كلمات وان كنت لا اتذكر الآن نصها بالضبط إلاّ أنه ذكر ما معناه انني اناقش مسألة مهمة هي ذاتها التي يطرحونها للنقاش حتى لا يكون حسم الخلاف عبر العنف والفرق اننى أتحدث عن الماضي وهم يتحدثون عن المستقبل وأنا أتحدث في السياسة وهم يتحدثون في التربية التي هي عاصم الآجيال الجديدة عن اقتراف تلك الاخطاء وقال كلمات خيّرة في حق الشهيد عبد الخالق وعرفت في لحظة قصيرة ما لو قضيت العمر كله ما عرفته عن مفكر سوداني كان خلاصة أخيرة لصوفية خلاويها موغلة في القرون وبهمة كما قال الشيخ تاج الدين البهاري (تصلح لإقامة الدين).
| |
|
|
|
|
|
|
|