|
كأس سقراط مهداة ياسر نجم إلى روح الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى عرسه الأكبر
|
كأس سقراط
ياسر هاشم نجم/كندا
مهداة إلى روح الأستاذ/ محمود محمد طه في ذكرى عرسه الأكبر
اسألْ دجى الحروف عن صمت الحجارة واسألْ صمت الحجارة عن دجى الكهوف !! غياهب نفوسهم كثــــافة أرواحهـم مربعات عقولهم حجبت عنهم شمس حقيقتك الكبرى معالم مقاماتك الأخرى أسدلت على المشكاة برقع الخوف والحيرة … حفروا قبورهم بزوايا عقائدهم الحادة لبسوا أكفانهم في ليلة وعدك حسبوا نورك نارا عشيت بصائرهم رهبة وتوهموا في الفجر انتصارا ولكن … كان الفجر فجر عرسك والبشارة ونـُـقرت طبول نصرك في ساحة " ناجزة العدالة " *** حمت طبولك ورنين النوبة في أسماع الوجود نداء اشتياق المجرات البعيدة وكأن أذان النهى في شوامخ ذاتك الحرة ينادي بليلة الوصل الكبرى ولكن … نواقيس ميلادك كانت تصلي في محراب ما بين الأسطر وتسجد لجلال الإطلاق *** تفرد راياتك أجنحة للارتقاء وتنزوي كل معاني الخوف خوفا من معانيك علوت بالأوحدية صدر الحياد وكؤوس الأصالة ما ملئت امتزاجاً صهوة جوادك لا ترتضي إلا عناقا ونادتك الذات القديمة بألسنة الصدق فيك وبرقت لحظة انتقائك في قلوب أجنة الانعتاق شمعة لا تعرف الدمع احتراقا !! *** أناشيدك … ابعادك … خطوك فوق رؤوس الرماح وترك المشدود من عصب الجراح رقصة الأبنوس الغائص في أعماقك عروض النخيل التامر في آفاقك عودتك إلى الوطن القديم كانت عودة الوطن إليك وكـان ارتقابا … وعـــد صباك … بلـــور رؤاك … وغناء حادي ركب النجيمات الوليدة شهود ذاتك … احتطابك في غابات شمس التفرد نهر من سلاف القبلة الأولى وتدثرتَ بالسندس وتزملتَ بالاستبرق *** وما قرأوك إذ قرأوك أهل الذمة ما عرفوك إلا شقاقا وكأن انتمـاءهم إليــك ارتزاقا *** راياتك المشرئبات فوق بوابات الشموس ناصع أخضر قــان أحمـــر فــاقع أصفــر تسر أعين الصحو في ليلتك السكرى اتساق رقصة اللولب الكــوني على إيقـاعات جمـر الصبــابة فلقت لساري الليل فجر الإنابة *** على وهج نيران الحقيقة كان الجمر تمرا واللهب ماء في دروب الانعتـــاق كان قولك ســـلاما واستــويت عشـقـا طفـــوليا على مقام ذاتك العليا وكان جــلالا كمـالا وكان مــآبا جمـــالا *** يــوم ارتقــــائك سويعة في الزمان السرمدي في ارتداد طرفك تجلت ملامح عرشــها في ابتسامة ثغرك تغـنت ليــالي عرسها وكأن الذي خبأه المجتبى بين الأسطر معالم تبرجت حتى العري ورأيت بعين البصيرة البـــديعَ تجليا جمــاليا بين جيد الحقيقة ونهد العطاء تدلى الحبل عقدا من جواهر التفرد والانتقاء *** وشــاح شموخك ترصع بلآليء المعارف الحقائق عذارى فكرك تراقص الأضواء عشقا سماويا سكبت في آذان الأصالة ترياقـا وشقت قوافل صحوك يباب عقول الحواري وفلق ليل السواري بنور الآحاد *** قال صاحب الجبة : ما تحتها إلا هو إن كـُـنْــتـَـه أو أنت هــو !! ارفع عن ناظريك حجابه تجــــدني هــــو لا البحــر مــــداد لكلمــاته ولا شجر الأرض وإن ثـُـقـفت أعواده أقـــــلام آيــــاته وصحوك ما صحوك والانـتـبــاه إثــم أعظـم لا يغـفـره غيــره عند ادعــــائك اُستبيح من أباح بسره وإن كان في الصمت ما نقص في الصمت هو !!!!
|
|
|
|
|
|