في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 07:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2004, 03:46 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟



    لفت نظري مقال رائع سطره يراع د. حيدر بدوي قبل شهرين أو ينيف عن التجربة الفكرية للاخوان الجمهوريين وانخذال بعضهم أمام جائحات السياسة والعنف الفكري المضاد الذي واجه تجربة الجمهوريين . . . ومنذ أن خمدت شمعة تلك التجربة الجريئة كنت أتساءل بيني وبين نفسي وأسأل الآخرين عن عن مصير الفكر الجمهوري بعد النكسة السياسية الفكرية التي قطعت دابرهم وشتتهم في الآفاق بددا لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه واصدقائهم ومعقداًَ مستشكلاً على غير اعدائهم أو المتعاطفين معهم وسهل الاستهداف على خصومهم الذين سوقوا ذريعة ( ترك الصلاة )فشوهوا الفكر الجمهوري ونصبوا حوله شراك الهلاك دون أن يبذلو أي مجهود بين العوام أو حتى الغالب من الصفوة المتعلمة لكن الذين استبطنوا تلك التجربة وسبرو أغوارها أصبحوا (من المأثورين بها) على حد قول حسن مكي اديب الحركة الاسلامية وطائرها المغرد خارج السرب وجدوا بين ثنايا الفكرة الجمهورية أدباً اسلامياً ضليعاً وفكراً اجتهادياً جباراً وخلقاً سياسياً أقرب الى المثال واليوتيبيا من طبع الحركات السياسية طراً التي حمتها انتهازيتها ( وبراجماتيتها) من غوائل العداء والتصفية وجعلتها آمنة الى الابد او الى حين ولقد انعكست حيوية الاجتهاد الجمهوري في امور الدين والدنيا على غالب الفكر الاسلامي في السودان الذي قام أصلاً على المستوى التقليدي للمذهبية الاسلامية على فكرة الاستصحاب المرن كركن ركين من المذهب المالكي السهل الجوانب لكن الاخوان الجمهوريين حرروا النصوص من القبضة الصارمة للحركات السلفية من ضبابية الفكر السياسي الاسلامي الى وضوح في فقه الحياة وفقه العبادة - كان صحيحاً ام خطأ - كما انهم أدخلو صفات المبدأية المطلقة في فهم الظواهر الدينية والتربوية .
    كان الفكر الجمهوري شفافاً لدى الجمهوريين الموعودين بالفردوس القادم وغليظاً لدى خصومهم المحرضين على كسره وتصفيته وهيولياً معقدأ لدينا نحن الذين أحببنا في الجمهوريين مظهرهم المثالي وخلقهم العالي ووقفنا نتفرج من النافذة على تلاميذ تلك الحوزة الرفيعة المقام الذين كانو يخرجون منها كالملائك منسجمين مع انفسهم صادقين في اقوالهم وافعالهم ونتساءل كيف استطاعت مدرسة فكرية مطاردة ومحاصرة أن تغسل قلوب تلاميذها هكذا بالثلج والبرد وتقدم لمجتمعنا الذي امتلأت صحائفه بالعيوب وسوء الاخلاق بين الرجال والنساء وبين الرعاة والرعية، هؤلا الشباب الغر الأفاضل أصحاب السمت الأخلاقي والحفاظ المر والخلق الوعر أمثال سعيد الشائب وابراهيم يوسف ود. عصام البوشي وعمر القراي وعوض الكريم موسى ومحمد علي الدابي وعبد اللطيف عمر واحمد المصطفى الدالي وغيرهم من القائمة الطويلة .
    لقد فوجئت حين قرات مقال د. حيدر بدوي عن الجمهوريين الذين استتيبوا وايديهم مكبلة بالاصفاد بأنهم ضعفوا وتخاذلوا !؟ لكن ما كنت اعلمه ان لحظة رحيل الاستاذ محمود دخل الجمهوريين في المتاهة الفكرية التي فرقتهم شذراً مذراً وان الذين كانوا مكبلين بين جدران السجن المادي في كوبر او الذين كانو مسجونين طواعية في الفكر خارج الاسوار اصبحوا احرار وبلا هوية لان الفكرة حلقت بجناحيها مع جسد صاحبها ومؤسسها المناضل فالأصيل الذي يتلقى من الله كفاحا كان واحداً ولقد رحل( والسالك) الذي كان يمضي في دروب الوعد ومعه الجماعة الى فردوس المجتمع الجمهوري كان واحداً وقد سقط وسمعت من قال لي وقتها ان الاستاذ التقى بتلاميذه في الساعة الاخيرة في حضور السجان ليقرا وصيته عليهم واخبرهم بفداء المسيح المحمدي للاخوان وانهم في حل عن التبشير بالفكرة (وانه زمن الشريعة وليس زمن الحقيقة) لذلك لم يكن لديهم في لحظة الاستتابة ما يجاهدون من اجله.. واصابت الجمهوريين جميعاً ردة فكرية ونفسية وتباينت آثارها على التنظيم فمنهم من لازم بيته ملتحفاً رصيده الفكري والاخلاقي الذي لا ينضب ولو نضب الزمان امثال سعيد الشايب ومنهم من دخل في بيوت اعدائه ( من السلفيين) في توبة حزينة منكسة الرأس مكسورة الخاطر أمثال عوض الكريم موسى . . . . ومنهم من أصبح منحرف السلوك لا يأبه بعد كل ذلك النقاء والاشراق.
    فما الذي حدث أيها الاصدقاء الجمهوريين بعد أن توسدت الفكرة الثرى كيف نمت من جديد وعلى أي اصل فكري أو فرع فقهي ؟ ورحم الله محمود المهندس الفقير الذي وسع قلبه خير الناس كلها وجعل الفقر ثروة وعاش في بيت الجالوص الذي صمد أكثر من كل قصور الدنيا في وجه البغي والتصفية –ومضى يحمل صليب عذابه الاليم كالمسيح . . نعم السياسي الوحيد الذي لم يختبئ من سجانيه وجلاديه ومشى معهم مرفوع الرأس يد بيد وكتفاً بكتف من سجن الى سجن ومن حكم الى حكم ومن مقصلة الى مقصلة دون ان يلتفت وراءه أو ترمش له عين حتى لاقى ربه نقياً فقيرا وتركهم يموتون في شهواتهم ويغرقون في ترف الدنيا .
                  

01-15-2004, 05:07 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أخي د. كرار
    أحييك فعلا على هذا المقال الرائع ، وفي انتظار شهادات الاخوة الجمهوريين تعقيبا على الأسئلة التي تحرك سكون الماء الفكري ، التي بادرت بطرحها
                  

01-16-2004, 03:25 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: خالد عويس)

    شكرا الأخ خالد على حسن المتابعة والأهتمام وتناولك
    قضية الفكرالجمهورى أوأى فكر يستحق ان نصول فيه ونجول بالبحث والتقصى ...لقد كانت المدرسة الجمهورية عميقة الغور صعب على الكسالى فكريا ان يتجولوا فى ردهاتهاومن الظلم التاريخى الأيطلع عليهاالجيل الحاضر ..العجز الأكثرايلاما هو عجز ألأخوان الجمهوريين الذين ابتلعتهم الفكرة فى جوفها وقاصت بهم فى اعماق النسيان او تكاد...والشكر لهذا المنبر الذى اتاح لتا هذا التماس واصبح جامعة مفتوحةلقضايا الفكر والحوار
                  

01-15-2004, 05:19 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    (عدل بواسطة jini on 01-15-2004, 05:31 PM)

                  

01-15-2004, 09:45 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    الأخ الدكتور/ كرار التهامي..
    هنا الفرق بين العلم والجهل..
    أحييك خير تحية..وأنت تكتب بقلم العالم وتسأل بتهذيب السالك المريد..
    ومثلك ننتظر الإجابة ونتعلم.
    لك الود.
                  

01-16-2004, 08:57 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: خالد الحاج)

    الأخ خالد الحاج
    تحياتى اتابع دائما رياح الهبباى التى ترسلهاالى المنبر احيانا تتخللها رائحة دعاش واحيانازخات الغضب...المهم ان تنزل على ارض الفهم السليم حتى يذهب الزبد جفاء ويبقى فى المنبر ماينفع الناس
                  

01-15-2004, 10:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أشكرك وأحييك يا أخي الدكتور كرار التهامي على هذا الطرح الواضح.. وهذا هو الاحتفال الحقيقي بذكرى 18 يناير، وبذكرى الأستاذ.. الحوار الراقي.. ولدي الكثير الذي يمكن أن أقوله، ولكن وقتي الآن لا يمكنني من ذلك، وقد نقلت وصلة البوست إلى منبر موقع الفكرة هنا:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3308#3308[/B]
                  

01-16-2004, 11:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أرجو أن يسمح لي الأخ الدكتور كرار بإضافة هذا الإعلان إلى بوسته، باعتبار مسألة الصلاة من أكبر العقبات التي واجهت الحركة الجمهورية وحبست عنها دخول الناس "أفواجا" إن صح التعبير..


    سمح الغنا في خشم سيدو..

    هذا يوم الجمعة من يناير، في مثل هذه الجمعة، وفي مثل هذا الوقت من شهر يناير، عام 1985 صلى الأستاذ محمود صلاة العبودية، والأصالة أمام الآلاف من الحاضرين، فأذهل أسماع وأعين الملا.. وهديتي لنفسي ولكم هي صوت الأستاذ محمود يشرح لسائله من الطلاب عام 1975 لماذا هو لا يصلي الصلاة الشرعية المعروفة وصلاة العيدين وما إلى ذلك..

    اضغطوا واستمعوا

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3316#3316

                  

01-16-2004, 11:30 AM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يادكتور على هذا المقال الرائع والموضوعى ومنكم يتفتح عقولنا للنور
                  

01-16-2004, 08:48 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Ishraga Mustafa)

    شكرا اشراقة اتابع تجلياتك هنا وهناك ؛اتمنى ان يستمر العطاء
                  

01-16-2004, 12:17 PM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    دكتور كرار

    أحييك وانت تعود للمنبر من أجل اثراء الراي والراي الآخر
    وهذا هو ديدننا في السودان
    ان نعرف الحقيقة .. ولا شي غير الحقيقة
    وان يكون الحقيقة من أصحاب الشأن وليس غيرهم .

    وأذكر ونحن طلاب في مصر كنا نجدهم - الاخوان الجمهورين - وكنا نتناقش معهم وكنا مفتونين بهم .
    كما ذكرت للشفافية العالية والاخلاق والصبر على المناقشات و على حدة مناقشيهم وكنت انا واحد منهم .
    ولهذا كنت معجب بهم وكنت قاري نهم لكتبهم والتي كانت ورغم شعبيتها في الطباعة تعبر عن آراء تريد ان تجد موضعا في الساحة .
    ثم كان موت - زعيمهم - بما يسمونه كل حسب وجهة نظره
    ولكني مصر على انه أحد الافراد السودانيين ، صاحب فكرة معينة فيجب ان تتواجد ذكراه في الساحة ولا يجب ان نلغيه من ذاكرتنا .. من التاريخ .
    فالتاريخ ليس ملك لأحد ولا لمذهب دون مذهب ولا فكر دون فكر .
    ______

    لماذا تشتت الاخوان الجمهوريين
    لماذا هذا الصمت طيلة هذا الوقت
    ----------------------------

    لننظر ما حدث للحزب الشيوعي السوداني من تنكيل و تشتيت وقتل لرومزهم .
    ولكننا وعبر كل الأزمنة كانوا موجودين متشبسين بفكرهم و مذهبهم و آرائهم _ أختلفنا أو اتفقنا معهم _ .
    -------------------------------------
    هل ياترى ، ونحن في ظل هذا الانفتاح السياسي في السوداني وأشرت الى ( السياسيى ) لأن سبب تشتت الجمهوريين هو قرار سياسي وليس دين .
    هل ياترى سنراهم مرة أخرى وهم يجبون البقاع و الأرض .
    وهم يحملون كتبهم و أفكارهم ويناقشون الآخرون تحت تلك الشجرة .
    -----------------------------------------------------
    وتغير الوضع الآن وتغيرات كل المقومات السياسات والثقافية .
    فأين الآن هم من كل هذه المتغيرات .
    ---------------------------------
                  

01-17-2004, 10:08 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    interesting
    up
                  

01-18-2004, 08:09 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    صباح الخير ايها الحوار الراقي
                  

01-18-2004, 08:25 AM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: الجندرية)

    شكرا د. على هذا المقال الرائع الذي يدل على فهم عميق للفكرة وصاحبها كما يدل على شفافية في التناول. تساؤلاتك لا شك موضوعية وأرجو أن نستطيع الاجابة عليها قريبا
    أخوك أحمد
                  

01-18-2004, 08:26 AM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: الجندرية)

    شكرا د. على هذا المقال الرائع الذي يدل على فهم عميق للفكرة وصاحبها كما يدل على شفافية في التناول. تساؤلاتك لا شك موضوعية وأرجو أن نستطيع الاجابة عليها قريبا
    أخوك أحمد
                  

01-19-2004, 00:10 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.أحمد الحسين)

    الأخ الكريم د. الحسين
    لم تكن مجرد الصدفة التى دفعتنى لطرح هذه التساؤلات ،لكنها كانت حبيسة فى الصدرسنوات طويلة ولقد تراوحت اجابات الأخوان الجمهوريين الذين التقيتهم طوال السنوات الماضية بين مد وجزر وشعرت من المقالات التى قرأتها فى المنبر ان هنالك حياة فىكوكب الجمهوريين وان هنالك نبضا فى قلب فى فكرهم الشفاف لكن طال انتظارى كأن الأجابة تقتلع من ركام المعبد المتهدم وليس من منبع الفكر الجهورى الذى تميز اهله فى مامضى بالبداهة الفكرية والحضور الذهنى ووضوح الرؤية......ان المرحلة القادمة اكثر مشقة من يوم ألأكتشاف اعانكم اله على اكتشاف الحقيقة واتباع الحق ...
                  

01-18-2004, 11:27 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: الجندرية)

    صباح النور ياابنة النور...
    هل تعرفين من هى المراة السودانية.التى قال فيها صديق مدثر (انت بنت النور رمز الحياة ....انشرى الأخلاق والعلم سلاح) وكانت تكتب فى الصحف بأسم مستعار [ابنة النور]وعلى الرغم من مرور السنوات وغروب الاف الشموس لازالت تحتفظ بجمالها وبهائها الفكرى...آسف على هذه النقلة الرومانسية فأنا لازلت احمل دفترى واسئلتى الحيرى حول اشكاليات الفكر الجمهورى العصية وهولائ الجمهوريين الذين سيفوتهم قطار الفكر وهم يتلكأون بالقرب من الرصيف
                  

01-19-2004, 00:27 AM

عبدالرحمن الضريس

تاريخ التسجيل: 01-18-2004
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    المحترم د. التهامى

    تحية الاحترام والتقدير

    ما أروع ما سطر قلمك ولا اخفى اعجابى الكبير بما كتبت وقد اثرت

    فى داخلى الكثير واتفق مع جميع الاخوان الذين تفضلوا بالتعليق

    على مساهمتك الرفيعة واذا ارتفع الحوار الى هذا المستوى الذى

    ظهر فى هذه المساهمة لا شك اننا سوف نصل وفى زمن قياسى للاجابات

    التى يبحث عنها معك الاستاذ خالد الحاج ومعكم كثيرون وارجو ان

    اكون منهم.

    ارجو ان اجد الوقت لاحقا للاشتراك فى اثراء الحوار بنفس القدر

    من الموضوعية

    مرة اخرى لك التحية والاحترام

    عبدالرحمن الضريس
                  

01-19-2004, 01:20 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: عبدالرحمن الضريس)

    الأخ الضريس مساء الخير حيثما كنت

    عبر اى حدود كانت ارد لك تقديرك باكثر منه ومادام هنالك شخص ينتظر مثلى لن اخاف من الأشباح ان جن الظلام حتى تشرق شمس الحقيقة.....تحياتى لك مجددا ولخالد الحاج ولكل اذين سيكونون عونا لنا فى الأنتظار وان طال الزمن
                  

01-19-2004, 07:48 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    شكراً الأخ دكتور التهامي على الحوار الراقي كما وصفه الناس هنا.. وهو بالطبع كذلك، ولكني اضيف اليه.الحوار الراقي والنفس الهادي والمعرفة بتفاصيل الفكر الجمهوري ثم صداقة الجمهوريين منكم...
    من نقاشك هذا برزت عدة اسئلة منكم ومن بعض القراء.. وهي اين الجمهوريون؟ وما مدي إعاشتهم لفكرتهم...؟
    .................
    يحضرني هنا مقولة أستاذ الأجيال الصحفي المخضرم..عبد الله رجب..حينما قال في خمسينات القرن الماضي( الحزب الجمهوري نام ولم يمت) وذلك حينما تفرغ الأستاذ محمود في تبويب الفكرة وإعاشتها واعتكافه في رفاعة لعدد من السنوات...وقد كان الأستاذ محمود يردد مقولته هذه، مرات.....
    الجمهوريون الآن مشغولون بأنفسهم اكثر ويحاولون ان يجودوا العلاقة الخاصة بينهم وبين ربهم.. والرب رب قلوب.. ماذا يفعل الله بك إن كنت خاوياً خالياً من إعاشة الدين..هم يحاولون إضاءة السرج والمصابيح في نفوسهم.التي كسرتها وحشة الغربة وهول الغيبة، وفجور الإعداء.. وشدة التمحيص..كسرتها فابقتها..وجعلتها احوج لله من اي وقت مضي..ولكل وقت حكم وقت.. وأنت سليل الصوفية يا دكتور وتفهم ذلك..فإن رأيت موجة البحر في قاعه.فهي تحفز نفسها لتستعد الي الصعود الي السفح بعلو أكبر.. فهي في السفح موجة وفي القاع موجة.. ولا يري ما بينهما إلا نافذ بصر وبصيرة...إيقاد المصابيح يسبقه تنظيف ( الفانوس) وتلميع زجاجته.. وغسل خيط الفانوس من الكربون بالماء والصابون.. ثم تعبئة المصباح بالكيروسين..إستعداداً لقدح الإضاءة حينما يقدحها القادح قدحاً..ولعمري هذا اصعب...أما ما ذكرته عن ذوبان بعض الجمهوريين في المجتمع، هذا لا يعني ان المجتمع الجمهوري ليس بخير...حتي ذلك الذوبان الذي قصدته نحن نعي ونعتقد بحكمة الله فيه..ولابد أنه سوف يجليها لوقتها.. وليس عندنا ما نلوم به من احد..كذلك منهاج الفكرة السلوكي..والعرفاني..هذا بالطبع لايمنع ظهور الجمهوريين وتناولهم لقضايا شعبهم المصيرية وغيرها.. فالطرح موجود بصورة من الصور.. وكل على شاكلته يسعي..ولكني احب ان ابشرك بأن المجتمع الجمهوري بخير.. رغم غياب المرشد الذي افقدنا الكثير.. وغايتنا بدأت تلوح وتظهر لكل واحد منا حسب حاله وقربه من ربه... هذا ما عني لي شخصياً حول هذا الأمر..ثم لك منا السلام يا دكتور على هذا الطرح المتقدم جداً...
                  

01-19-2004, 02:20 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: منصوري)

    الأخ المنصورى لك التحية والتقدير على الأضاءة التى انبعثت من مخزون الألق القديم فى الوجدان الجمهورى المفعم بالذكر والفكر لكن فى جوف الحيارى االمدلجين فى طريق المعرفة الموحشة لايكفى ان تصب نقطة من الزيت فيضيئ السراج ..ياسر الشريف وعدنى بالعودة فلم يعد وطرح هذه التساؤلات فى موقع الفكرة كأنه مثلى تماماانقطع من كل زاد او خبر...حيدر بدوي الذى قلب مفاهيمى رأسا على عقب بحديثه القاسي حول عبد اللطيف ورفاقه فجعل القضية قضية تخاذل سياسى وليست قضية انعتاق فكرى قاس .....الفكر الجمهورى قتل تفاصيل العقيدة والشريعة بحثا وعالج امور السياسة والأقتصاد وحياة الناس اليوميةو لم تبق هنالك ثقوبا سوداء فى فضآءآته الفسيحة والمرشد ملأ كل فراغات الجدول الدورى الفكرى لرسالته..والجمهورى العادى حلاقاكان ام ترزياام عالما نحريرا كان قادرا على تصويب ونقد النظرية النسبية او الدارونية او البنيوية او اى علم او فرع معرفى بشرى اولدنى من خلال مرجعيته ورؤيته الجمهورية الدقيقة ناهيك عن امور العقيدة والدين والقدرة البارعة فى الأستدلال بالسند الشرعى من الحديث والكتاب والأجتهاد فلماذا اصبح (التحضير)بطيئا وقلقا ومشوشاولماذا اصبحت ألأجابة على سؤال بهذه البساطة تحتاج للأنتظار الطويل لتجهيزها وتركيبها من جديد....وسمعت ايضاممن كانوا قريبين من الثلاثة ان الأستاذمحمود عندما اختلى بهم فى زنزانة الموت قال لهم بعد حديث الفداء لهم ولعامة الجمهوريين (اجتهدواحتى ياتى الأصيل من بينكم)فهل انتفت المرجعية العمة واصبح كل واحد (حسب حله وقربه من ربه )كما ذكرت فى ردك اللطيف حتى يتبوأ احدهم مقام الأصالةوهذا موضوع آخر ..المهم تبقى الأسئلة السهلة تبحث عن الأجوبة الصعبة،؟
                  

01-19-2004, 02:23 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: منصوري)

    الأخ المنصورى لك التحية والتقدير على الأضاءة التى انبعثت من مخزون الألق القديم فى الوجدان الجمهورى المفعم بالذكر والفكر لكن فى جوف الحيارى االمدلجين فى طريق المعرفة الموحشة لايكفى ان تصب نقطة من الزيت فيضيئ السراج ..ياسر الشريف وعدنى بالعودة فلم يعد وطرح هذه التساؤلات فى موقع الفكرة كأنه مثلى تماماانقطع من كل زاد او خبر...حيدر بدوي الذى قلب مفاهيمى رأسا على عقب بحديثه القاسي حول عبد اللطيف ورفاقه فجعل القضية قضية تخاذل سياسى وليست قضية انعتاق فكرى قاس .....الفكر الجمهورى قتل تفاصيل العقيدة والشريعة بحثا وعالج امور السياسة والأقتصاد وحياة الناس اليوميةو لم تبق هنالك ثقوبا سوداء فى فضآءآته الفسيحة والمرشد ملأ كل فراغات الجدول الدورى الفكرى لرسالته..والجمهورى العادى حلاقاكان ام ترزياام عالما نحريرا كان قادرا على تصويب ونقد النظرية النسبية او الدارونية او البنيوية او اى علم او فرع معرفى بشرى اولدنى من خلال مرجعيته ورؤيته الجمهورية الدقيقة ناهيك عن امور العقيدة والدين والقدرة البارعة فى الأستدلال بالسند الشرعى من الحديث والكتاب والأجتهاد فلماذا اصبح (التحضير)بطيئا وقلقا ومشوشاولماذا اصبحت ألأجابة على سؤال بهذه البساطة تحتاج للأنتظار الطويل لتجهيزها وتركيبها من جديد....وسمعت ايضاممن كانوا قريبين من الثلاثة ان الأستاذمحمود عندما اختلى بهم فى زنزانة الموت قال لهم بعد حديث الفداء لهم ولعامة الجمهوريين (اجتهدواحتى ياتى الأصيل من بينكم)فهل انتفت المرجعية العمة واصبح كل واحد (حسب حله وقربه من ربه )كما ذكرت فى ردك اللطيف حتى يتبوأ احدهم مقام الأصالةوهذا موضوع آخر ..المهم تبقى الأسئلة السهلة تبحث عن الأجوبة الصعبة،؟
                  

01-19-2004, 08:07 AM

حمزاوي
<aحمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    عزيزي الأخ د . كرار التهامي
    السلام عليكم
    اولا نحييك ونرحب بعودتك ومشاركتك في البورد
    ونشكرك جزيل الشكر علي هذا البوست الرائع
    ونتمني ان نجد سوياً اجابات من الاخوة الجمهوريين
    وكما ذكرت في مقالك
    سوقوا ذريعة ( ترك الصلاة )فشوهوا الفكر الجمهوري ونصبوا حوله شراك الهلاك
    أخي التهامي . . الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم
    هل سمعت او شاهدت محمود محمد طه خطيبا للجمعة في احد مساجد الخرطوم
    هل سمعت او شاهدت محمود محمد طه مصطفا مع المسلمين في احد المساجد
    لاداء الصلاة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد
    فأشهدوا له بالايمان )
    ومن المعلوم ان ارتياد الرجل للمسجد هو للصلاة اولا وياتي المنافع
    الاخرى بعده
    وختاما لك وللجميع شكري وتقديري
                  

01-19-2004, 02:30 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: حمزاوي)

    الأخوان الكرام حمزاوى .....

    الجندربة.....
    المطر.........
    صلاح...........

    سارد التحية بأحسن منها فور عودتى....
                  

01-19-2004, 08:39 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    Quote: هل تعرفين من هى المراة السودانية.التى قال فيها صديق مدثر (انت بنت النور رمز الحياة ....انشرى الأخلاق والعلم سلاح)

    للاسف يا دكتور لم اعرفها وليت ذلك يتم على يديك
    يسعدنا الجلوس في مقاعد التلاميذ هنا في هذا الفصل العظيم
                  

01-22-2004, 00:22 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: الجندرية)

    كانت امرأة باهية الجمال رفيعة القدر والمكانة تعيش فى بهنسةوهناء،تعلمت تعليما رفيعا بمقاييس ذلك الزمان الذى ليس ببعيد جداعشقت الفن والصحافة وكتبت فى الصحافة السودانية بذلك الأسم المستعار(ابنة النور). شغلت خواطر الشاعر الذى اسقط كل الجماليات الحسية والثقافية والحضارية لتلك المرأة على الصور الوطنية التى رسمها فى قصيدته الرائعة التى تغنى بها الفنان احمد المصطفى ،حبها للعمل الثقافى منذبواكير صباهاادخلها فى حرج مع كبار قومها لكنهابعفافها وجبروت شخصيتها تجاوزت وشاركت ..خرجت خلسة من المنزل التىكانت تعد فيه ليوم زفافها فى اليوم التالى لتشارك فى مسرحية العباسة اخت الرشيد حيث كانت تقوم بدور العباسة،تبؤأت مناصب ثقافيية وسياسية رفيعة عبر مسيرتها فى العمل العام عملت فى مجالات العمل الخيرى المختلفة لازالت تعطى ولازال يشع منها ذلك الجمال الدافى الهتون.......؟؟؟؟؟؟
                  

01-19-2004, 10:16 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    هذا واحد من أبدع وأكمل ما قرأت مؤخرا من مقالات

    هكذا تكون الكتابة، أو لا تكون

    لا توجد منطقة وسطى

    التحايا والتقدير د. التهامى لك


    أبوذر

    (عدل بواسطة THE RAIN on 01-19-2004, 02:31 PM)

                  

01-19-2004, 10:26 AM

شتات
<aشتات
تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: THE RAIN)

    د. كرار

    هؤلاء هـم تلاميذ رجل قـال فصدق ..
    وعد فأوفـى .. التزم فكــرا وقـولا وعمـلا ..
    تحدى الموت وقهر الحياة فصــار رمزا من رموز التاريـــخ ..
    الجمهوريون عقد فــريد ..
    تفرقــوا لكنهم معـا ..
    اختلفوا لكنهم يتفقون ..
    لأنهم لا يذهبون فى المجاري الموسمية فتتقطع بهم السبل ..
    ولأنهم أصحاب فكـر مفتوح على الآفاق والنفوس .. فكـر يعبر الأزمنة والأمــاكن ويتجاوز أنفاق التاريخ .. لأنه منطق الحـياة ..
    الأشياء ليست هي الأشــياء ..
    والفكر الجمهوري آت وقادم بهم وبغيرهم .. فالراغبون فى الله .. والراغبون عن الله .. ماضون الى الله
    فمن لم يسر الى الله بلطائف الإحسان ، قيد إليه بسلاسل الامتحان
    وقد دعا الأستاذ الناس طوعا إلى الحرية والمساواة وقبول الآخر وهاهم يأتون وسيأتون طوعا أو كرها .. شاءوا أم أبــوا ..
    لأنه ما من الله بد ..

    هذا ما قرأناها عنهم ..
    وهذا مـا عرفناه عنهم ..
    وهذا ما فهمناه عنهم ..
    لهم تحية الصمود والوفاء ..
    ولك تحية الود والاحترام ..

    وتشكر يا دكتور
    ولنا لقاء ان شــاء الله

    صـلاح / شـتات

    (عدل بواسطة شتات on 01-19-2004, 10:34 AM)

                  

01-22-2004, 00:33 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: THE RAIN)

    الأخ المطر الهتون

    لك التقدير وهذه شهادة اعتز بها ...قرات لك ايضا كلاما عذبا حلو المذاق, هكذا دائما حال ناس ودراوة حتى الحصى يستحيل عندهم الى نوع من الحلوىكما ورد فى التراثيات
                  

01-21-2004, 07:03 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    الأخ الكريم الدكتور كرار،
    تحية طيبة وسلاما زاكيا
    لقد تأخرت كثيرا على ما وعدتك به.. ويشهد الله كم أني مشغول..
    قولك:
    Quote: لفت نظري مقال رائع سطره يراع د. حيدر بدوي قبل شهرين أو ينيف عن التجربة الفكرية للاخوان الجمهوريين وانخذال بعضهم أمام جائحات السياسة والعنف الفكري المضاد الذي واجه تجربة الجمهوريين . .

    إذا كنت قد قرأت مقال الأخ حيدر في هذا البورد فربما تكون قد تابعت بعض ما جاء في ذلك البوست.. أما إذا كنت قد قرأت المقال في سودانايل فقد لا تكون قد تابعت تلك التعليقات.. كنت أظن أن بوست الأخ حيدر قد دخل الإرشيف، ولكني لاحظت أن الأخ الطيب بشير قد رفعه من الإرشيف مرة أخرى بإضافة تعليق.. على كل حال، إذا لم تكن قد اطلعت على ذلك البوست فهاهي وصلته:
    الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟!

    وقد تقودك إلى وصلات أخرى، فلا بد من اللنكات، اختصارا للمجهود.. وأما إذا كنت قد اطلعت على تلك المداخلات، بما فيها مداخلاتي، فالحمد لله، أكون قد قطعت بعض الطريق إلى التعليق على باقي تساؤلاتك هنا ..
    وأشكر الأخ صلاح/شتات على مداخلته المتميزة، وسأعلق عليها..

    وأتوقع عودة الدكتور أحمد الحسين وحضور الجمهوريين للمشاركة في هذا الموضوع..

    وهذه وصلة أخرى تقود لنفس الموضوع الذي كتبه حيدر في سودانايل ونقله "جمال" إلى منبر الفكرة الحر، في إشارة إلى تساؤل دار في أذهان كثير من القراء: "هل هي بادرة انشقاق بين الجمهوريين"..
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=143&start=0

    وأرجو أن أجد الوقت لإتمام ما بدأته في التعليق على رسالتك هنا يا أخي العزيز دكتور كرار..

    وشكرا

    ياسر
                  

01-21-2004, 09:40 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: قضية الفكرالجمهورى أوأى فكر يستحق ان نصول فيه ونجول بالبحث والتقصى ...لقد كانت المدرسة الجمهورية عميقة الغور صعب على الكسالى فكريا ان يتجولوا فى ردهاتهاومن الظلم التاريخى الأيطلع عليهاالجيل الحاضر

    شكرا دكتور التهامي لهذه الكتابه الراقيه واتمني ان تكن كلماتك هذه محفزة للاخوه الجمهوريين بتنشيط دعوتهم ونفض الغبار عنها وليجهروا بقولهم بهذا المنبر ايضا ولا شك سيجدون افئده تهوي اليهم
                  

01-21-2004, 10:39 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-02-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: doma)

    د.كرار التهامى

    كنت فى السنة الاولى الجامعية عندما اقتيد
    الاستاذ محمود الى المقصلة مسبوقا بجدل عاصف فى
    اروقة الجامعات آنذاك وقد كان الحدث استثنائيا وصاعقا
    خاصة ونحن قد بدانا للتو فى تلمس الطريق نحو المعرفة
    وقد سيطر على الافق السياسى وقتها اولئك الاوغاد ولكن لم يمنع
    ذلك الاصوات الحرة من ان تقول كلمتها ممثلة فى مجموعة من منظمات
    المجتمع المدنى واعلام اخرى متميزة من مثقفينا لكن الايام كانت
    صولة الغوغاء من المتاجرين بالدين والدين منهم براء وقد كنا
    ماسورين تماما بخلق الجمهوريين وتآذرهم ونافرين منهم بسبب
    مجموعة من الاراء التى تقال عنهم واهمها كما ورد كثيرا راي
    الاستاذ فى الصلاة وبعض الواجبات الدينية الاخرى ونحن ايفاع فى
    مرحلة التكوين - اليس ذلك هو الارهاب الفكرى بعينه - ولكن عموما كانت هناك ثمة قناعة عامة تفيد بان الاستاذ حوكم دينيا ولكن
    باجندة سياسية وقد كان صبره وسيره الى مقصلته والابتسامة تعلو
    وجهه مثالا فريدا للموت فى سبيل الفكرة والقضية واصبع ادانة
    لاولئك الذين ساقوه الى حتفه وتحريضا للسعى لمعرفة الفكرة
    والبحث عن اسباب الادانة.

    د.كرار

    شكرا لك وانت ترفد عقلنا بهذا المقال البديع..فكرة راقية
    ولغة رصينة وحياد فى التناول ..وتساؤلات تبحث عن اجابة قطعا
    ستنير لنا الطريق.

    ودعنى ارفع لك قبعة الاحترام..وسعيد جدا بوجودك بيننا


    ولك حزمات المودة
                  

01-21-2004, 10:43 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-02-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: doma)

    د.كرار التهامى

    كنت فى السنة الاولى الجامعية عندما اقتيد
    الاستاذ محمود الى المقصلة مسبوقا بجدل عاصف فى
    اروقة الجامعات آنذاك وقد كان الحدث استثنائيا وصاعقا
    خاصة ونحن قد بدانا للتو فى تلمس الطريق نحو المعرفة
    وقد سيطر على الافق السياسى وقتها اولئك الاوغاد ولكن لم يمنع
    ذلك الاصوات الحرة من ان تقول كلمتها ممثلة فى مجموعة من منظمات
    المجتمع المدنى واعلام اخرى متميزة من مثقفينا لكن الايام كانت
    صولة الغوغاء من المتاجرين بالدين والدين منهم براء وقد كنا
    ماسورين تماما بخلق الجمهوريين وتآذرهم ونافرين منهم بسبب
    مجموعة من الاراء التى تقال عنهم واهمها كما ورد كثيرا راي
    الاستاذ فى الصلاة وبعض الواجبات الدينية الاخرى ونحن ايفاع فى
    مرحلة التكوين - اليس ذلك هو الارهاب الفكرى بعينه - ولكن عموما كانت هناك ثمة قناعة عامة تفيد بان الاستاذ حوكم دينيا ولكن
    باجندة سياسية وقد كان صبره وسيره الى مقصلته والابتسامة تعلو
    وجهه مثالا فريدا للموت فى سبيل الفكرة والقضية واصبع ادانة
    لاولئك الذين ساقوه الى حتفه وتحريضا للسعى لمعرفة الفكرة
    والبحث عن اسباب الادانة.

    د.كرار

    شكرا لك وانت ترفد عقلنا بهذا المقال البديع..فكرة راقية
    ولغة رصينة وحياد فى التناول ..وتساؤلات تبحث عن اجابة قطعا
    ستنير لنا الطريق.

    ودعنى ارفع لك قبعة الاحترام..وسعيد جدا بوجودك بيننا


    ولك حزمات المودة
                  

01-21-2004, 10:43 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-02-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: doma)

    د.كرار التهامى

    كنت فى السنة الاولى الجامعية عندما اقتيد
    الاستاذ محمود الى المقصلة مسبوقا بجدل عاصف فى
    اروقة الجامعات آنذاك وقد كان الحدث استثنائيا وصاعقا
    خاصة ونحن قد بدانا للتو فى تلمس الطريق نحو المعرفة
    وقد سيطر على الافق السياسى وقتها اولئك الاوغاد ولكن لم يمنع
    ذلك الاصوات الحرة من ان تقول كلمتها ممثلة فى مجموعة من منظمات
    المجتمع المدنى واعلام اخرى متميزة من مثقفينا لكن الايام كانت
    صولة الغوغاء من المتاجرين بالدين والدين منهم براء وقد كنا
    ماسورين تماما بخلق الجمهوريين وتآذرهم ونافرين منهم بسبب
    مجموعة من الاراء التى تقال عنهم واهمها كما ورد كثيرا راي
    الاستاذ فى الصلاة وبعض الواجبات الدينية الاخرى ونحن ايفاع فى
    مرحلة التكوين - اليس ذلك هو الارهاب الفكرى بعينه - ولكن عموما كانت هناك ثمة قناعة عامة تفيد بان الاستاذ حوكم دينيا ولكن
    باجندة سياسية وقد كان صبره وسيره الى مقصلته والابتسامة تعلو
    وجهه مثالا فريدا للموت فى سبيل الفكرة والقضية واصبع ادانة
    لاولئك الذين ساقوه الى حتفه وتحريضا للسعى لمعرفة الفكرة
    والبحث عن اسباب الادانة.

    د.كرار

    شكرا لك وانت ترفد عقلنا بهذا المقال البديع..فكرة راقية
    ولغة رصينة وحياد فى التناول ..وتساؤلات تبحث عن اجابة قطعا
    ستنير لنا الطريق.

    ودعنى ارفع لك قبعة الاحترام..وسعيد جدا بوجودك بيننا


    ولك حزمات المودة
                  

01-21-2004, 06:55 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Giwey)

    أخي العزيز د.كرار،
    أشكرك أجزل الشكر على نقل الحوار حول الجمهوريين، فكراً ومجتمعاً، إلى حيز سماوي جديد. هذه، وبدون أي مجاملة، أميز مساهمة حوارية قرأتها لمثقف سوداني عن تجربتنا العذبة المتعذبة في منابر الحوار الالكتروني. وهي لم تنفذ إلى ردهات تفكيري فحسب، بل تجاوزته إلى شغاف القلب. يؤسفني أن تأخرت على المحاورة، فإني لم أقرأ مقالتك المتميزة، ولا ما ورد في هذا الخيط البديع من حوار بريع إلا قبل قليل. وهانذا أكتب لك، ولضيوفك الكرام في هذه الدار الفكرية الكريمة الفسيحة بعد القراءة مباشرة. ذلك بعد أن وقعت عيني عليها مباشرة. أحببت أن أبين لك هذا لكي ينجلي عن ذهنك أي تشكك في أننا نتباطأ عن الرد. حاشاك، فإن مثلك لا يلاقى فكرياً إلا هرولة، وبالاحضان.
    كنت، ومعي أخي دكتور النور حمد، الذي حدثني عن خيطك هذا باعجاب شديد، وأخي عمر عبد الله، وآخرين من أعضاء هذا المنبر الحر "المبارك" من جمهوريين في حالة إنشغال شديد بالمشاركة في الإعداد، ثم بتنفيذ، فعاليات الذكري التاسعة عشرة لا ستشهاد الأستاذ محمود في مدينة أيوا، في الوسط الغربي من الولايات المتحدة. ولم يتيسر لي من الوقت غير الاطلاع على خيطين فقط بالأمس، بعد عودتي من أيوا في وقت متأخر من الليلة السابقة، والتعليق عليهما، ولم يكن خيطك هذا قد وقع تحت ناظري حيث تيسر لي ذلك. وأحمد الله أنه كان اليوم هو افتتاحية لدخولي على المنبر.

    أنفذ من هنا مباشرة إلى نقطتك الأساسية. نعم، نحن الجمهوريين، تخاذلنا، وبذلك خذلنا الشعب السوداني. ولكن لسنا ممن لا يعالج العيوب ولا يعرف العجز. بل نحن نعرف بأن الله يسيرنا إليه بسلاسل الامتحان حين لا نحسن السير إليه بلطائف الإحسان. ولأننا نعرف الديمقراطية بأنها "حق الخطأ" فإننا ندرك بأن كمال نشأتنا هو في أن نخطئ. ولكن الكمال ليس في ن نقيم على الخطأ. الكمال هو أن نتحرك من منطقة الخطأ إلى الصواب في نشدان مستمر، مطلق، للكمال. هذا هو المعنى الذي به أن سيرنا لله مطلق، لأن الكمال الذي ننشده هو كمال الله في إطلاقه، وغني عن القول بأن ذلك الكمال لا يبلغه أحد. وهذا هو محور الفكرة الجمهورية كلها. فإن مفهوم الحرية الفردية المطلقة هو المفهوم الأساس الذي ترتكز عليه العبودية لله تعالي في تحقق مستمر وتجسيد مطرد لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله."

    بهذا فإني لا أعبتر بأن أنخذالنا، نحن الجمهوريين، عن نصرة الأستاذ محمود في يوم 18يناير 1985 إلا طرفاً من معزوفة سماوية، لم نملك إلا أن نكون نغمات فيها، باعتبارنا ممارسين لحق أساسي من حقوق الإنسان وهو حق الخطأ. لقد أخطأنا، نحن الجمهوريين، وأخطأ من وراءنا الشعب السوداني كله في تخاذله عن الأخذ بنموذج الأستاذ محمود. وقد آن لنا جميعاً أن نصحح هذا الخطأ التاريخي، لتصح حريتنا، وليصح لنا أن نبني نظاماً ديمقراطياً حقيقياً. نعم، في الحقيقة نحن طرف من معزوفة إلهية بديعة، يدخل في تلك المعزوفة كل شئ، وكل حي، ولكن في شريعة الأمر، أي ظاهره، تتطلب منا تحكيم قوانا الدراكة، في الفكر وفي الشعور لتصحيح أخطاْءنا.

    هناك الكثير مما يمكن أن يقال في هذا الباب. ولكني أستميحك العذر أخي الكريم د.كرار وأعزائي رواد هذا الخيط الرفيع المشرق، الفاصل، في الانصراف. وإذ أنصرف، فإني لا أفعل عن كلالة، ولكن هناك ما يتطلب انتباهي بالحاح في هذه اللحظة من شؤون الحياة الأخرى. ولكني قبل أن أختم هذه المساهمة العجلى أقول بأن خيطك هذا سيفضي بنا، بإذن الله، إلى دورة جديدة من الحوار الحي الموضوعي، إلى الفضاء النافذ إلى جواهر الأشياء. نسأله تعالى أن يفتح بيننا جميعا بالحق، وسيلة موسلة وموصلة إلى الحقيقة!
                  

01-21-2004, 07:12 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Haydar Badawi Sadig)

    فاتني أن أرحب بأخي الحبيب عبد الرحمن الضريس، رفيقي الرفيق، في الجامعة. ثم في منزل الأخوان الجمهوريين "ب" حيث نمنا على البروش، وفارقنا "سكة القروش" في الثورة، الحارة الرابعة. ما زال قلبي ينبض ٍبحبٍ فياض يا الضريس، ولم ينقطع وصلي بك، رغم تقطع وسائل الاتصال. أحمد الله أن هذه الوسيلة أصبحت تحت أيدينا، ونافذة إلى عقولنا وقلوبنا حيث يمكننا تحسس نبضات قلوبنا الحية بأنبل المشاعر. كم يسعدني أن ألتقيك في رحاب هذه الدار الفسيحة، دار الأخ الكريم د.كرار التهامي الفكرية هذه.
    مرحباً يا الضريس في هذا المنبر الحر. وتحياتي لأسرتك الكريمة في أرض الحرمين. ثم إني أرجو أن تبلغ سلامي وحبي وشوقي الشديد للنبي الحليم الكريم، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، في أول زيارة تتيسر لك. وأرجوك أن تنقل له بأن حيدر بدوي يقول لك بأنه لم يكن ليسوى قلامة ظفر من غيرك، لا في دينه، ولا في دنياه!
                  

01-21-2004, 09:41 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Haydar Badawi Sadig)

    " نعم، نحن الجمهوريين، تخاذلنا، وبذلك خذلنا الشعب السوداني"

    لا أدرى ماذا يجول فى خلـد الأخ حيــدر عنـدما يـكرر مثل هـذه العبارة..
    ماذا يعنى بكلمـة تخاذلنا.. وماذا كنا نعمل قبل أن نتخاذل مما تركناه وأصبحنا متخاذلين..
    رأى حيــدر هـذا فيـه الكثيـر من التحامل الذى لا أسـاس لـه، غيـر محاولـة غيـر ناجحـة لتفسيــر ما حدث صبيحـة الجمعـة، وما لحق بهـا من أحـداث..
    ولم ينخـذل جمهـوريـا واحـدا فى تلك الأيـام، وإنما أحيـط بهـم.. لم يتوبـوا كما أراد الأخ حيـدر أن يقـول.. وللمفـارقـة إنـه أيضـا يقول أنهـم أكرهـوا على التـوبـة.. فهل أن من أكـره على أى شـئ، حتى على إرتكاب جريمـة جنائيـة يعتـبر فاعلهـا؟ ماكـم كيف تحكمـون..
    الجمهــوريـون لم يخـذلـوا الشـعب.. وفى تلك الأيـام، فإن حزنهـم كان عملا، وهـوانهـم كان عملا.. وإستتابتهـم كانت عملا.. وإلا فحـدثنى من منهـم تاب وترك الفكـرة؟ ومن منهـم حـط عن كاهلـه همـوم الشـعب.. أم أنك تريـدهـم أن يسيـروا حسب إجـراء معين فى فهمك، دون إعتبار الظروف المحيطــة.

    لى عـودة إن شــاء الله
                  

01-22-2004, 04:27 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: doma)

    الأخت الفاضلة doma
    اقدر تماما اهتمامك كما اقدر اياديك البيضاء التى انداحت عبرمسافات الهموم تدق اجراس الشهامة والأخوة والنبل الأصيل
                  

01-22-2004, 01:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)
                  

01-22-2004, 04:20 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا الاخ الشريف على الجهد ا لكبير الذى تبذله وانت تنقب عن الحقيقةفى كل ارض وبلادحتى الفينا انفسنا نركض وراءك وندلف من رابط الى رابط نحو سحر المعرفة الأخاذ
                  

01-22-2004, 10:11 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أخي محمد عثمان،
    تخاذلنا هذه ليست سبة يا عزيزي، فإنها كلمة تدل على الضعف البشري فينا. ولكن ليس من الكمال في شئ أن نظل على ما كنا عليه قبل تسعة عشر عاماً. وهي أيضاً كلمة تأتي في سياق ما قلته بأن الإنسان خطاء، وبأن هذا هو سر كماله، لا دلالة نقص الأبدي كما يفهم البعض.
    أرجو ألا تحمل كلماتي أكثر مما تحمل، فإني أتفهم منطلقاتك وأقدرها، وإن كنت لا تتفق معي في موقفي الأخير اتفاقا تطابقياً، فإنه يشرفني أننا نلتقي في الكثير مما نحمل من رأي. وقد قضيت معك، ومع الكثيرين من إخوتي في الجدل العام، ما يغنيني عن الإعادة ههنا وماأحسبه كافياً في بابه. مع ذلك فإني لا أبالي إن أردتم نشر كل ما دار بيننا على صفحات هذا المنبر لعلها تفيد القراء الكرام.
    وليبدأ في هذه الحالة كل منا بنقل مادته من الصالون الكتابي إلى هنا، إنه شئتم. أما أن نظل دافنين لرؤوسنا في الرمال، أو متقوقعين في صدفة متلكلسة، فهذا ما لا أريده لك ,ولا أريده لي ولا لأيٍ من إخواني وأخواتي. لقد تخاذلنا، ولكن لم يكن ذلك إلا لندرك عجزنا، فنطلب المطلق مرة أخرى. وقد فعلنا ذلك كأحسن ما يكون الفعل. ولكن لا يجب أن يكون موقفنا الحاضر، في عمومه، مصبوغاً بصبغة بدأت تبهت، بعد تسعة عشرة عاماً من وضعها. من يقل بأنه لم يتخاذل في ذلك اليوم الأغير ما زال داخل الصدفة بعد، مهما إدعى من انفتاح، ومهما راقت له تبريرات توبتنا المشينة!
    نعم، لقد كانت توبتنا، مهينة، ومشينة. كانت تلك قصارانا، ولا تثريب علينا إن فشلنا مرة. ولكن أن نظل كذلك، فاشلين مهانين، عند أنفسنا وعند جل الناس فهذا ما لا يجوز، وإن إنفقنا الدهر كله ننشد أناشيد الشعر العرفاني! فإنه ليس بالإنشاد وحده تدفع حركة الفكر. لهذا فإن احتفالنا في أيوا اشتمل على الفكر وعلى الذكر معاً، فلم تتخلف رجل الفكر على حساب الذكر، ولم يحدث العكس. لقد كان الوزن قائماً بالقسط. هذا المستوى الرفيع من الأداء يجب أن ينتظم مجتمعنا كله، في الداخل والخارج، بلا استثناء. ويجب أن نتحمل جميعاً نتائج ما نقوم به. ولذا فإنني، شخصياً أنوي السفر للسودان، لحفز إخواننا وأخواتنا على العمل في هذا الاتجاه، ولتنوير الرأي العام هناك بأننا لسنا كلنا مع وقف الحركة الجمهورية، كما فعلت ذلك من قبل، في بداية العام 2000، مهما كانت النتائج!
    أشعر بأن هذا من أوجب واجباتي المباشرة، ولن أقبل فيه وصاية من أحد. كفي تذلل وتخضع لكبار الإخوان والأخوات، وبخاصة أولئك الذين يظنون بأن أدبنا معهم يعني التسليم المطلق بالتقدير الخاطئً، والقول الخاطئ، والفعل الخاطئ!

    لقد تخاذلنا يا محمد في يوم 18يناير 1985. ولكن كان ذلك لخير أريد بمن في الأرض. فلولا ذلك التخاذل لما كنا اليوم حيث نحن. ولكن كون ذلك كان تخاذلاً فهذا ما لا ينكره غير الذي يريد أن يزين الجبن، في وقت رفع الأستاذ محمود فيه معنى الجسارة إلى قمة سامقة. أقل ما يمكن أن نقوله عن موقفنا في ذلك اليوم بإزاء موقف الأستاذ الصامد هو أننا تخاذلنا.

    هكذا يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وإلا فنحن لا نستحق شرف الانتساب له، دع عنك إدعاء البنوة له!
                  

01-24-2004, 12:53 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    عزيزي الدكتور كرار،

    لقد وعدت أن أجيء بمزيد من التعليق، وهذه المداخلة التالية هي في بوست عشة بت فاطنة، من مقال للأخ سعد أبو نورة.. أرجو الإطلاع عليها ووضعها في الحسبان.. وربما عدت لأثبتها هنا..

    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة

    ومعليش الوصلات واللنكات الكتيرة، وأرجو ألا تكون مملة، ولكن حفاظا على الباندودث..
                  

01-24-2004, 02:12 PM

awadnasa

تاريخ التسجيل: 01-10-2003
مجموع المشاركات: 206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ د. بدوي

    أرجو شاكرا أن تلخص لنا ما كان ينبغي ان يسلكه الجمهوريين ايام الاستتابة وما تلاها من قبل المستتابين وبقية الجمهوريين وهل كان سيناريو المواجهة سيكون له نتائج لمستقبل الفكرة.
    لقد سمعت الدكتور عبدالله الطيب يتحدث عن راي كثير من علماء المسلمين عن لومهم لسيدنا الحسين بن علي (رضي الله عنه)باصراره علي مواجهة الباطل والكر في لحظة الفر.
    في راي لو سلك الجمهوريين طريق المواجهة انذاك لما تبقي منهم من ينير طريق الفكرة للاجيال القادمة ولن يكون هنالك بوستا للحوار حولها.

    مع تحياتي
    محمد عوض
                  

01-24-2004, 10:38 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ ياسر جزاك الله كل الخيرعلى هذه المراوحة بين مشرق الحقيقة ومغربهاكأنك تقطع الوهاد والبحار السبعة كما فى الاساطير...نحن نطرق الأبواب وانت مهموم برهقنا الفكرى كل يوم تجلب لنامفتاح فلا بفتح باب النور وتأتى بواحد آخر، يوم ما فى ساعة ما سينفض هذا الرتاج ويخرج الضو من جوف هذه الحيرة
                  

01-24-2004, 02:01 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    ومن رائع المقال مايروي ظمأ التفكير
    وقد كان مقال هذا البوست قمة في التحليل المنطقي العقلاني
    الف مرحب يادكتور

    (عدل بواسطة Elmosley on 01-25-2004, 02:58 PM)

                  

01-24-2004, 03:20 PM

شتات
<aشتات
تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Elmosley)

    ما وددت الخوض فى تفاصيل أكثر عمقا فى ما آل اليه أمر الجمهوريين ، ولكن ســرني الحوار الهادي وحفزني النقاش وصراحة الطرح ، وتجدني أعود مرة أخري وبحذر واطرح مع د. كرار العديد من الأسئلة من خلال ما أورده الأخوان هنا ..
    هل حقا أن الجمهوريين مشغولون بتجويد العلاقة بينهم وبين رب القلوب؟ هل حقا أنهم يعملون على اعداد المصباح من أجل أشعاع أقوى؟ وهل الموجة لا تزال هي ذات الموجة فى قاع البحر وفى سفحه؟ وكيف يكونوا " .. أصحابي الذين لمـا يأتوا بعد"؟ أم أن أشواق الأستاذ أحرقتها وحشة الغربة وهول الغيبة وفجور الأعداء؟ هل حكم الوقت وأدب الانتظار يعني الاستسلام والاسترخاء وادمان العافية أم أنه جهد الراحلة الذي يتقاصر عن بغية الوصول؟
    أعتقد أن حكم الوقت هو مناط الفكرة العامة فى مسيرتها الطويلة إلى الإطلاق وليس فى مسار الأفراد السلوكي والعرفاني ، فاذا اتفقنا على سلامة المنهاج العرفاني فهل نتفق على سلامة المنهاج السـلوكي للفرد والمجموعة؟ أنا أعتقد أن الفكرة الجمهورية فى عافية ، فهل أصحاب الفكرة فى عافية أيضا؟ فمن وصايا الأستاذ التركيز على آداء الواجب المباشر وحثه للجمهوريين بالاجتهاد حتى يأتي الأصيل من بينهم فهل هم فاعلون؟.
    وأود كذلك أن أذكر مقال كتبه حيدر خيرالله قبل سنوات ( قبل متاهة بنى اسرائيل هذه) فى جريدة الوفاق تحت عنوان " الجمهوريون بين مطرقة الانعزال وسندان الانتظار" كتب حيدر وهو من تلاميذ الأستاذ أن المفاجأة كانت آتية فى خيلاء رآها كل الناس عدا الجمهوريين لانهم كانوا يعيشون طفولتهم الفكرية فى معية الفداء الكبير . وذكر أن الجمهوريين - بعد أن انكسرت المرآة التى كانت تحدد الاتجاه- عندما يناقشون هذا الأمر فانهم لا يكتبون تاريخا لآن الباحثون عن المطلق لا يكتبون تاريخا وكتب حيدر أن الجمهوريين كانوا فى معية الاستاذ كبارا ولما مضى أنكروا أنفسهم وانزوا إلى ركن لم يأويهم وانحدروا لمستوى طائفية طالما حاربوا الناس عليها . وطرح العديد من الاسئلة منها هل انقلب الجمهوريون على أعقابهم؟ أم أن قاماتهم كانت أقل مما تصدوا له؟ أم أنهم ينتظرون الأمام الغائب؟
    هذه الاسئلة وتلك لا تكفي معها فقط مرافعة الأخ المنصوري وعتاب د. حيدر بدوي.

    I don’t want to fan the flames of war
    I don’t believe more the believers
    I am not royal more than the king

    ولكنه البحث عن الحق من أجل ادراك الحقيقة ..

    شكرا لكم ..
    وشكرا للدكتور كرار


    صـلاح / شـتات
                  

01-24-2004, 05:57 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: شتات)

    العزيز عوض ناسا،
    أقدر طلبك عن أن أضع سيناريو آخر غير الذي جري. وقد طالبني بذلك أخي د.أحمد مصطفي الحسين. وهنا أرد عليكما معاً.
    لقد قلت أكثر من مرة بأنني لا أرى بأننا كنا قادرين على غير ماحدث لنا بعد استشهاد الأستاذ، وهو التخاذل. ولذلك فإنه ليس من المجدي أن نضع أي سيناريو لأمر لم يكن ممكناً أصلاً بحكم قصر قاماتنا، ونقص تحقيقينا، في سلم التوحيد في ذلك الوقت. ما حدث هو خير ما كان يمكن أن يحدث، في ظل عجزنا المريع عن تحقيق المستوى المطلوب من التوحيد، في الانتصار على الخوف من الموت ومن الطغيان، في اللحم والدم.
    ولكن أن يظل موقفنا "الناقص" ذاك صابغاً لكل تجربتنا، بعد تسعة عشرة عاماً، من التهجد والتقلب والتفكر، والتعاطي مع الحياة من حولنا، فهذا لا يجوز. ثورتي على قيادتنا ليست ثورة على الماضي. وهي ليست ثورة لتبديل هذه القيادة كما قد يتبادر للأذهان. فإن الماضي أخذ شهادته منا ومضى. ثورتي علي قيادتنا الراهنة، تقوم على أن تبدل هي من إهابها الفكري والمواقفي، وهي معززة مكرمة في مكانها. هي ببشاطة شديده ثورة على واقعنا "الراهن،" يا عزيزي، في الهنا والآن.
    وواقعنا الراهن، تماماً كما أستشففت من حديث العزيز شتات، واقع مؤسف. مثلاً، كنت، ومازلت، أرجو من الأستاذ عبد اللطيف أن يحتفل بالأستاذ محمود بأكثر من جلسة إنشاد عرفاني في منزله. فالإنشاد والمديح عمل طيب، ولكن عمله لا يميز عبد اللطيف عن أي شيخ طريقة، أو أي زعيم طائفة ليست لها فكرة بعظمة الفكرة الجمهورية.أستاذ عبد اللطيف يرفض أن تناقش القضايا الكبرى في حضرته الكريمة. ومن يرفض النقاش شخص عاجز، مهما قلنا عنه.

    وقد كتبت مراراً وتكراراً، في هذا المنبر، بأن أكثر كلمة سمعتها من الأستاذ محمود هي كلمة "نسمع." قلت ذلك لأستاذ سعيد، عليه الرحمة والرضوان، وقلته لأستاذ جلال، عيه الرحمة والرضوان، وقلته لأستاذ عبد اللطيف،أطال الله لنا في عمره، في جلسة أصررت فيها إصراراً مرهقاً على أن يشتمل مجلسنا على الإنشاد، والفكر معاً، وما يستتبع ذلك من مواقف. وقد كانت استجابة استاذ عبد اللطيف مؤذية من أي النواحي أتيتها. وقد نتجت منها آلآم، لا أريد الخوض في تفاصيلها.
    ولكن الشاهد هو أن واقعنا الراهن كمجموع، لا كأفراد، أشبه بالطرق الصوفية الطائفية منه للجمعية الفكرية التي يفترض أن نكونها. أما كافراد فقد بدأ بعضنا يكسر حاجز تسلط العقل الجمعي، ويرمي بالحجارة في البركة "الجمعية" الساكنة. نعم، كنت، وما زلت، كما يدور في حواراتي العميقة مع الكثير من إخواننا، ومنهم أخي الدكتور النور حمد، وأخي الأستاذ متوكل مصطفي حسين، وآخرين، نرى بأننا يجب أن نفكر باعتبارنا "جمعية فكرية." وذلك لأن وكد الأستاذ محمود كله فينا كان في سبيل أن يرانا ننجب من أنفسنا "مفكرين" لا تابعين. فإنه كثيراً ما كان يقول بأن كمال "فلان" ليس أن يكون "فلاناً" مهما عظم هذا الفلان الأخير، ولكن كمال النور أن يكون النور مثلاً، وكمال حيدر هو أن أن يكون حيدر، وكمال متوكل هو أن يكون متوكل.

    ولكن حيدر هذا، ومتوكل ذاك، والنور كذلك، وغيرهم، تحيط بنا كوابح العقل الجمعي الجمهوري، والسوداني، والكوكبي، بميراث ملاييين السنين. في هذا الإطار يصبح الانفلات من هذه الكوابح التاريخية والجغرافية أمراً صعباً، ولكنه ممكن، بدليل نموذج الأستاذ محمود الفذ في القرن العشرين. وبدليل نموذج نبينا الفذ،عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في القرن السابع. وفي ذلك النموذج، بل قبله، وبعده، نماذج كثيرة، من كافة الأديان والأطياف الفكرية، و حتى نموذج الأستاذ، ما يمكن أن يلهم مسعانا تجاه أن نصبح أفراداً "مفكرين" بقامة عصرنا، لا أفراداً تابعين، يلوكون ما يلوك قادتهم، بغير فكر ولا هدي ولا كتاب منير.
    والمفكر ههنا ليس شرطاً أن يكون متعلماً تعليماً نظامياً. فإن نبينا العظيم كان أمياً. وأستطيع أن أعدد نماذج كثيرة من الإخوات الجمهوريات بصورة خاصة، ممن أعتبرهن في عداد المفكرات، مع أنهن لم ينلن حظاً كبيراً من التعليم النظامي. من هؤلاء مثلاً الأخت الكريمة فاطمة عباس، أطال الله عمرها. وهناك آخرين من الرجال كذلك، ولكني قصدت أن أبرز إنجاز الأستاذ محمود في باب تحرير المرأة السودانية هنا بشكل خاص.
    أريد أن أقول بأن التخاذل والانكفاء، ربما كانا ضروريين لسلامة المجتمع من الأذى الجسدي، ولكنهما، قطعا يشكلان منقصتين كبيرتين في سياقنا التاريخي الراهن، حيث لم يعد للهوس الديني "الإسلامي" ولجبروت الرأسمالية القاهر ترياق في السودان، وفي غير السودان، غير الفكرة الجمهورية. وبهذا فإن التخاذل والانكفاء يضران بسلامتنا الفكرية أبلغ الضرر. فالفكرة الجمهورية لن يحملها ببغاوات لتنتصر في سياق ثورة "فكرية" وثقافية، بشر بها الأستاذ محمود، لإخراج السودان، والعالم من وهدة الهلاك بمعول الهوس الديني والتسلط الراسمالي. الفكرة الجمهورية سيحملها "مفكرون" يستطيعون أن يعلموا "فكرهم" في أعقد القصايا المعاصرة، كل في المحيط الذي يليه، مفعلاً أفضل إنسان بداخله، ثم لا يجد الناس من فكرهم غير الإثراء والإحياء والتعميق لقيم الحرية والمساواة والإخاء والسلام والتنمية المستدامة.

    هذا هو المحك، الذي أحيي العزيز شتات على أنه تلمسه بجرأة وبفكر وقاد. في هذا المحك، يقصر المجتمع الجمهوري تقصيراً كبيراً. وليس من الحكمة، ولا من الجسارة السودانية المحضة، كمت أنه ليس من الصدق في أبسط معانيه، أن نقول بأن الكل يتحمل المسؤولية بنفس المستوى. قيادتنا تتحمل رزء الفشل أكثر مما تتحمل القواعد. وهذا لا يعفي القواعد من المسؤولية، إذ عليها أن تنبه القيادة لمسؤليتها باستمرار، خاصة إذا فشلت. وهذه منطقة غطتها التجربةوالفكرة الجمهورية باحكام. فإن هناك قاعدة تنتظر التطبيق اليومي، بعد أن أبدعتها نقاشات الجمهوريين في جلساتهم مع أبيهم العظيم. هذه هي قاعدة "الطاعة بفكر والمعصية بفكر." فإن كان مجموع العصاة بفكر، والقرارات المعصية بفكر أكبر بكثير من مجموع المطيعين، والقرارات المطاعة، فإنه لا بد من تحكيم "الديمقراطية" كأداة. والديمقراطية هي آخر ما كتب عنه الأستاذ محمود فيما لم ننشره بعد على الناس، وما عنونه هو بنفسه بعنوان "ديباجة الدستور."
    المقصود ههنا هو أن نثير حواراً موضوعياً، يكون الأستاذ عبد اللطيف نفسه مديره وحاديه الأول حول مقتضيات المرحلة، ودروس الماضي. وههنا لابد من أن نناقش الاستتابة وأثرها السلبي علينا. أما أثرها الأيجابي، فهو معروف فقد وفر علينا الحياة، حياة اللحم والدم. ولكن أي حياة هذه التي وفرها لنا؟! وهل نريد أن نستمر في هذا النسق المتخاذل من التعاطي مع الشأن العام، ثم نسمي هذا حياة، حرة، كريمة؟!
    أجابتي، شخصياً، على السؤال الأخير هي أنه لا يشرفني ما نحن عليه من حال، ولكن يشرفني أنني من أبناء الأستاذ محمود. ويشرفني أنني أنتمي لأعظم فكر إنساني وديني عرفته البشرية، في تقديري بالطبع. كما يشرفني أنني من إخوان الأستاذ عبد اللطيف في البنوة للأستاذ محمود. ولكن لا يشرفني، على الإطلاق أنه كان، وكنت معه، في يوم مضى من المتخاذلين. ما يشرفني هو أن نتوب إلى بارئنا، وأن نرفع لواء الفكر الحر، لواء الفكرة الجمهورية، وأن نصدح بها كصدحنا بالإنشاد العرفاني، في كل محفل متاح، وأن نتيح لأنفسنا منها ما نزعته منا أيادي القهر والتسلط المتهوس. يجب أن ننشط كل أدوات الدعوة للفكرة الجمهورية الممكنة التفعيل، وهي عديدة، مع مراعاة تبني أدوات الوقت الراهن التي لم تكن متاحة، خاصة وأن شعبنا ينادينا بلسان حال بليغ.
    نعم، شعبنا ينادينا بعد أن فشلت الأنظمة الفكرية الشمولية بكافة أشكالها وألوانها في حل مشاكله. لقد فشلت الأحزاب الطائفية التي مارست الدكتاتورية المدينة تحت ستار "الانتخابات" وآليات الديمقراطية. وفشل النموذج الماركسي في المعارضة، مثلما فشل في انتزاع السلطة بقوة السلاح، كما فشلت بعض كوادره في السلطة. وفشلت قوى الهوس الديني، فشلاً ذريعاً، كما تدل التجارب في أواخر عهد مايو وفي عهد الجبهة الحاضر. هذا الفشل يحيط به فشل كوكبي للنموذج الماركسي اللينيني، وفشل للقومية العربية بكافة تصانيفها، وفشل حتى للنظام الغربي الرأسمالي نفسه -داخل الأنظمة الرأسمالية التي تيسر لنا أن نعيش في سياقها، وخارجها، كما يحدث الآن في العراق.
    لسان حال وطننا الحبيب السودان ينادينا بقوة، ولن يكون في الإنشاد وحده والطبطبة على الأكتاف والظهور، والمسكنة باسم الأدب الديني، الحلول الناجعة لأزماتنا المتعددة، المعقدة، في المستوى الفطري والإقليمي والكوكبي. المخرج الوحيد هو في تفعيل أدوات الثورة الفكرية والثقافية. نعم، هي ثورة "فكرية" وهي "ثقافية." وشتان ما بين حالنا الراهن، كمجتمع جمهوري، وبين ما تطلبه قامات تقوم بالثورة الفكرية والثقافية لتحرر العالم من عقابيل الهوس والتخلف والقهر والاضطهاد، الرأسمالي والمتهوس.
    أقترح على من يقرأون هذا الخيط أن يقرأوا معه كتاب "الثورة الثقافية" للأستاذ محمود، ليدركوا مستوى القامة الطلوبة من كل سوداني، بل من كل إنسان، من حيث هو إنسان، ليكون طرفاً في هذه الثورة المباركة، القادمة قريباً، بإذن الله، كان على ربك حتماً مقضياً.

    كتاب "الثورة الثقافية" موجود في موقع الفكرة الجمهورية: www.alfikra.org
                  

01-24-2004, 06:23 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: شتات)

    الأخ العـزيــز حيــدر،
    أولا (الصـوفيــة ما بيأكلـوا البايتـة)
    ولا أحتاج إلى إجتـرار ما كتبته أنا فى الصـالـون.. والذى يفكـر لا يكـرر نفســه إلا إذا نضـب معين الفـكر.
    عمـا تتحـدث يا أخى.. من الذى يعطى قياده لمن؟ ومن الذى يذعن لمن؟ أنا شخصيـا كما تـرى، أنشــط فى أكثـر من منبـر، وأديـر منبـرا مستقلا من وقت لأخـر، واتفاعل مع الكل كجمهــورى، ولا أخـذ أذنـا من أحـد، ســواء كان قياديـا أو مقـادا، وإنما أعبـر عن قناعاتى الشخصيـة، فإما أقنعت غيـرى بهـا أو إقتنعت بوجهـة نظـرهـم، والكل كذلك بما فيهـم أنت.. ففيـم كل هـذه الإحتجاجات؟
    الفكــرة الجمهـوريـة الأن فى الأفاق.. الكل يقرأهـا مباشــرة، ولا يضـرهـا أن فلانـا أو علانـا يريـد أن ينحـرف بهـا لتكـون طائفيــة، فالقكـر الجمهـورى الأن قـد شـب عن الطـوق ، وهـو لم يعـد ملكـا للجمهـوريين.. وهـو موثق ومبـوب كأحسـن ما يكون التوثيق، فإذا كانت فيـه دعـوة للطائفيـة، فســوف تظهــر، وإن لم تكن فيـه، فسـوف توضـع هـذه التهمـة أمام عتبـة دعاتهـا.. وهـذه ليست شغلك أنت، وإنما كل من إطلع على الفـكرة الجمهـوريـة يستطيـع أن يميـز بينهـا وبين تفاسيـر المعارضين والجمهـوريين على الســواء.
    ثم إنى أرى أن كل إنســان حـر فى يفعل ما يراه، ولم يبق لك إلا إقتمـة حـد الردة على الأخ عبـد اللطيف، الذى لا أرى إلا أن مـوقفـه كان مفهـومـا لدى..

    وأنت فى سفـرتك الأخيـرة فى الســودان، أولا تحاورت مع من تأمـروا على قتل الأستــاذ، أو على الأقل أستفادوا من النتيجـة!! الشئ الذى لم ولن يفعلـه عبـد اللطيف.. فإيمانـه بالفكــرة كان واضحـا حتى عنـد جلاديـه من أعضـاء لجنـة الإستتابـة..
    ثم إنك، وفى سـفرتك الأخيــرة أيضـا، هربت من ناس الأمن بأن تســورت الحـائط.. فهل هـذا كان أيضـا جبنا وتخاذلا؟ لماذا لم تواجـه الموت والتعـذيب كما يواجهـه بقيـة الســودانيين؟ تعليلك لهـذا الحادث لا يمسـك المـاء، فما هى أهميـة أن تصل الخليـج لتصحح أوراق الطلبـة فى مواعيـدها؟!! وهل أنت ما زلت تصـحح أوراقهـم، أم أنك تعيش الأن فى أمريكا، وتخطط للعـودة إلى السـودان.
                  

01-24-2004, 10:25 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: شتات)

    الأخ الرائع صلاح
    اشكزك على التحفيز الممتاز للحوار ....كل ماقيل هو سطر واحد من ورقة واحدة فى كتاب كبير اسمه الفكر الجمهورى ...انشغلت فى الأيام السالفة بتطوير الحوار خارج الشبكة فتكلمت مع الأستاذ النبيل الدكتور عصام البوشى وآخرين هنالك بعض الحقائق والأستنتاجات -اتمنى ان تكون صائبة -سأقوم بنشرهابعد ان يهدأ اوار الحوار
                  

01-24-2004, 10:41 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    د. كـرار،
    أرجــو أن تبلـغ ســلامى لأستاذى الجليل عصـام عبـد الرحمن، وتنقل لـه تحياتى..
    ولك الشكــر.

    محمــد عثمـان
                  

01-24-2004, 11:16 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Abureesh)

    الأخ محمد عثمان لك التحية
    لقد اعطت مداخلاتكم الصادقةالتى تكتبونها بمداد التجربة العاقلة الغنية بعدا مهماللحواروضبطت آفاقه فى اطار موضوعى ورزين,لقد تعلمت الكثير مما كنت ارجو ان ادركه فيما مضى من سنين..الأستاذ الجليل عصام البوشى يتابع حسب افادته ما يتدافع من حوار فى هذه الصفحة واتوقع ان يشارك بطريقة او اخرى وهو ألان يقوم بعمل رائع وناجح فى الجامعة الأهلية بوادمدنى والتى تنطلق بعون ذاتى محض تحت ادارته الموفقة ويقوم فى الوقت الحالى بتأسيس مكتبة شاملة للجامعة بالجهود الذاتية والخيرة التى لاتنقطع ..سلامك سيصله انشاء الله فى لمح البصر
                  

01-24-2004, 10:55 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Elmosley)

    شكرا يا عصفور النغم يارائع الفن والفكر ايها الطائر الغرد...متى تعود العصافير لتشقشق فى بستانها النضر...متى ترتاح سنابل القمح على انامل الأرض البكر الخصيبة...متى يصبح الوطن وترا يدندن بالحب وكتابا مفتوحا للفكر والحرية والنماء
                  

01-25-2004, 05:13 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أخي محمد عثمان،
    أرجو ألا ننزلق بالحوار إلى مزالق لا تليق بي ولا بك. فأنت تعرف بأن من يتهرب من الأمن، لا يرجع إلى حيث كان، متحدياً، كما فعلت. وربما نسيت بأنني زرت السودان، مرتين، في تلك الفترة. فقد عدت بعد "تصحيح أوراق طلبتي مباشرة" وتعرف بأنني لم أركب الطائرة هارباً، وإنما متحدياً. ولم أتسور سوراً في هذا السبيل، بل قفزت، متحدياً كذلك، والكل ينظر وبعضهم ينظر ببلاهة، أمام مرآى ومسمع كثيرين. هذه صفحة سيكتبها التاريخ، فلا تشغل بالك بها.
    وإن كنت تشعر بأن ما تم من زاويتي تخاذلاً، فهل هذا يبرر تخاذلنا جميعاً. ألست أنا القائل بأننا "جميعا" متخاذلون.
    ثم لماذا تأكل البائت، بعد أن قلت بأنك لا تريد أكله.

    لماذا أشعر، يا محمد عثمان، بأنك تتأذي من كتابتي، بغير وجه حق؟
    فإن كانت الفكرة قد سارت بها الركبان، وأنه لن يضيرنا شئ، فما بالي أراك متحاملاً علي ههنا؟
    ثم، كيف تجنح إلى القول بأنه لم يتبق لي غير إقامة الحد على أستاذ عبد اللطيف؟
    إنني أقدر أستاذ عبد اللطيف، ولكني أرجو منه أكثر مماهو عليه. فإن رأى هو غير ذلك فهذا رأيه. ولي رأيي فيه، وفي مواقفه.

    أليس في تجنيك على بمقولة "إقامة الحد" هذه إدعاء بانك تعرف قدره أكثر من غيرك؟

    يا عزيزي، إنني أعرف قدر الأستاذ عبد اللطيف. ولكن لاهو، ولا تاج الدين عبد الرازق ولا محمد سالم بعشر، ولا خالد بابكر حمزة، من الكمال بحيث لا يطالهم نقدي، أو نقدي غيري ممن يرى فيهم ومنهم ما أرى. ومن الجمهوريين عدد غير يسير ممن يرى هذا الرأي، الذي أراه، وبعضهم من القيادييين. صحيح أن هذا البعض لا يريد أن يجاهر بمثل هذا الرأي، خوف مقصلة العقل الجمعي، التي تعرف أنت جيداً ماذا تفعل. ولكن صحيح أيضاً أن بعضهم جاهر بأرائه في وقت أبكر مما فعلت بكثير، مستخدمين القنوات والوسائل المتاحة في وقت الجهر بتلك الأراء. وكثير من وثائق بشير بكار، والقراي، وإبراهيم يوسف، وحبريل محمد الحسن، والأستاذ الباقر الفضل عليه الرحمة ومنه الرضوان، وغيرهم كثير، ستظهر ذلك، إن عاجلاً أو آجلاً.

    ثم، هل قلت أنا بأن الفكرة ليست ملكاً للشعب السوداني، وبأن الجمهوريين سيبيدونها، أو ما شابه ذلك من استنتاجات خاطئة. ألم أقل بأن الفكرة الجمهورية هي ملك للشغب السوداني، بل للإنسانية كلها؟

    وحين أقول للسودانيين، ولغيرهم أنتزعوا الفكرة الجمهورية من أيدي الجمهوريين، أقول ذلك لأنني أعرف، بأن كثيرين، مثل الدكتور كرار التهامي يجلون ويقدرون الجمهوريين بصورة تجعلهم يستحون عن الصدح بالفكرة وبالتغني بقامة صاحبها، في ظل وجود جمهوريين من أمثال الأستاذ عبد اللطيف، الذين عرفوا ببذلهم وعطائهم للفكرة وللمجتمع الجمهوريين. وقد دعا هذا الوضع الكثيرين إلى ترقب خروجنا من قاع الجب، فلم نخرج.
    وصرختي الأخيرة، تقول بأن الماء في الجب، للناس كل الناس. فماذا يضيرك، أو يضير غيرك، أن أصدح برأيي، كيفما أشاء، أينما أشاء، وقتما أشاء.

    يا أخي العزيز،
    ألا يجدر بك أن تتحمل أرائي، على أيسر تقدير، في إطار، ما يبدو في خطابك العام من سعة في قبول الرأي الآخر. نحن لا نتنافس على عرض زائل، بل نتنافس على تجويد الفضيلة والقيم الإنسانية السامية، فما الداعي لاصطناع مجابهات قد جربنا فشلها بيننا من قبل؟

    صحيح أن وضع الحوار بيننا وصل منطقة مسدودة مما اضطرني للخروج من الجب، لخير أريد بي وبمن في الأرض. ولكن هذا لا يستوجب المطاحنة غير الموضوعية والتلميح برذيلة الجبن، تجاه شخص مثلي. كنت أحسب أننا دخلنا منطقة التنافس الحر، في الهواء الطلق، على البر. ألم يقل المولى عز وجل في هذا الباب "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؟" بلى قد قال!
                  

01-25-2004, 03:05 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    عندما تفتح الاقفاص ابوابها المغلغة ويذهب حارسها
    قطعا
    ستعود العصافير لتشقشق فى بستانها النضر وترتاح سنابل القمح على انامل الأرض البكر الخصيبة ويصبح الوطن وترا يدندن بالحب وكتابا مفتوحا للفكر والحرية والنماء
    وحينها سيكون الوطن وطنايادكتور
    ولازال لسان حالنا يقول وبالدارجة الكتيابية الفصيحة
    اغيب عنك
    يضيع سر الحضور مني
    ويضع فني
    وشعور اني
    انا انسان

    (عدل بواسطة Elmosley on 01-25-2004, 03:06 PM)

                  

01-25-2004, 06:14 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Elmosley)

    شكراً يوسف، أيها الحبيب . هكذا حس الفنان المرهف، يغني في "الهواء الطلق،" وينشد الهواء الطلق لكل طائر حبيس. ومن الأقفاص ما صنعناه بأيدينا، ومثلها من الأصنام ما عكفنا عليها في تلك الأقفاص. وقد آن لنا أن نكسر تلك الأصنام، وأن نخرج من الأقفاص طائعين، أو غير طائعين!


    أخي العزيز الدكتور كرار التهامي،
    أشكرك على إضاءة هذا الخيط بذكر أخي الحبيب الصنديد، الفارس، الأستاذ عصام عبد الرحمن، هذا الرجل المنارة. لقد كان أستاذي عصام، وما زال، مصدر إلهام لي شخصيا. نموذجه من النماذج التي حفزتني حفزاً حثيثاً في مدارج النور. عبرك، وعبر هذا المنبر الحر، أبثه أشواقي، وأطلب منه أن يعفو عن تقصيري الشديد تجاههه، وإن كنت متابعاً للبهاء والعطاء الذي به يعطي للسودان من خلال الجامعة الأهلية في مدني، ومن خلال ذريته الكريمة. أما أختي الحبيبة سلمي مجذوب محمو مجذوب، حرمه المصون، فهي الأخرى فارسة في الميدان سيحكي عنها تاريخنا الحديث أروع صور الرفض للقديم، وإن تسربل مكراً ودهاءً في ثياب الحديث.

    تحياتي لك، ولهم جميعاً عبر هذا المنبر الحر، الذي أرجو أن ينضموا إليه، رغم مشاغلهم العديدة. بروفسير عصام، كتلة ضياء يحتاجها الشعب السوداني كله، بل الإنسانية كلها، وكذلك أختي سملى. ومثل ذلك يقال عن كريماتهما الثلاث. وعلى الرغم من أن مدني، والجامعة الأهلية، تحتاج لعصام وسلمي، كما نحتاج في السودان لهذه الجامعة الفتية، إلا أننا ننتظر من هذين العلمين انتشاراً أوسع، لأن الإنسان من حيث هو إنسان ينتظرهما، بعد أن تغنيا له في أبدع كلمة وأشجى نغم.
                  

01-25-2004, 06:57 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)


    الأخ الدكتور الفاضل / كرار التهامي
    لقد ترددت كثيرا في المشاركة في هذا الخيط رغم تميزه وعمق تناوله لحآل الجمهوريين ومآل حركتهم وذلك لأن أمر حركة الجمهوريين المنظمة كان ولا يزال مدار خلاف كبير بينهم في منابرهم الخاصة وما كنت أريد أن ينتقل هذا الخلاف الى هنا قبل أن تتضح الصورة وتكتمل معالمها عندنا نحن الجمهوريين .. لكن الجرأة والقسوة التي لخص بها الأخ الدكتور حيدر موقف القياديين وخاصة الأستاذ عبد اللطيف عمر والإصرار على دمغ ذلك الموقف بالتخاذل ووضع الأستاذ عبد اللطيف في خانة واحدة مع قضاة السوء وعلماء السلطان الذين أكرهوه ومن معه من الجمهوريين لأن يقولوا ماقالوا ، تجعلني أدلو بدلوي هاهنا مرغما حتى تسمع وجهة النظر الأخرى ..
    لقد تابعت مهزلة الإستتابة عبر شاشة التلفزيون في حينها ولم يقم ببالي أبدا أن الأستاذ عبد اللطيف وأخوانه الثلاث قد تراجعوا عن فكرتهم بل كان واضح لي وللكثيرين أنهم قبلوا بذلك الوضع المزري على مضض وقلوبهم كارهة لتفويت الفرصة على غلاة الهوس الديني .. كما لا يخفى الأثر النفسي الثقيل الذي تركه أمر تنفيذ حكم الأعدام على الأستاذ أمام أعينهم في ذلك اليوم العظيم مما أفقد الجمهوريين بصورة عامة أي حماس أو رغبة في مواصلة المسيرة حينها .. فوجود الأستاذ محمود الحسي كان يعني كل شيء لكل الجمهوريين وغيابه بتلك الطريقة ربما يعبر عنه قول الصحابة حينما واروا جسد النبي الطاهر الثرى فقد قال أحدهم (ما كدنا ننفض أيدينا عن تراب قبر رسول الله حتى أنكرنا قلوبنا) ..
    أما الدليل العملى على أن قناعة الأستاذ عبد اللطيف والجمهوريين في فكرتهم لم تتغير فقد برز بصورة واضحة بعيد الإنتفاضة حيث سعى مع الأستاذة أسماء محمود لنقض الحكم الذي صدر ونفذ في الأستاذ وتبرئة ساحة القضاء من عاره وقد تم لهما ذلك كما هو معروف .. أكثر من ذلك فقد أشرف على أخراج وتوزيع كتيبات تصحيحية تبين حقيقة الموقف بعد التشويه الكبير الذي استخدمت فيه ماكينة الدولة للنيل من الأستاذ محمود ومن أفكاره ، مثل: "الكيد السياسي و المحكمة المهزلة" ، "الوثائق التي تكشف التآمر الجنآئي" ، "ماذا قال العالم عن الأستاذ محمود" ، "هذا هو الطوفان" ، "د. عبد الله الطيب و المجذوب و مواقف الاستاذ" قبل أن يتبنى رأي الأستاذ سعيد الطيب شايب والقاضي بأيقاف مناشط الحركة الخارجية خاصة بعد أن تم حل التنظيم ..
    أماالأستاذ سعيد والذي تركه الأستاذ محمود على قمة التنظيم فقد كان موقفه المعلن هو التركيز على حفظ المجتمع الجمهوري وعدم الزج به في حركة خارجية لم يشعر بأنه مأذون في تصدرها خاصة وأنه يرى بأن أمر الفكرة الجمهورية أمر روحي في المقام الأول ويرجى أن تتم به عودة الإسلام من جديد كما بشر به المعصوم فالأمر عنده أمر ديني ولا يقوم على موازنات خارجية ومع ذلك فهو لا يرى أن تنفيذ أمر الحكم على الأستاذ محمود في 18 يناير من عام 1985 هو نهاية الفكرة الجمهورية كما قد يتبادر لأذهان المراقبين بل أكد في خطاب مسجل للجمهوريين في أخريات أيامه بأن أمر قيام السودان بهذا الدور العظيم في نشر الأسلام بالمفهوم المتقدم الذي بوبه الأستاذ محمود وكما بشر بذلك الأستاذ محمود ( http://alfikra.org/jan18/jan18_13.htm ) لا يأخذه فيه شك البتة .. ولكنه بالرغم من ذلك لم يمنع الجمهوريين الذين كانوا يرون ضرورة التحرك بالفكرة الجمهورية في أي اتجاه ارتضوه من أن يفعلوا ذلك وقد وافق أغلبية الجمهوريين على موقف الأستاذ سعيد وألزموا به أنفسهم .. وهو أيضا لم يعترض على بعض المبادرات الفردية في التعريف بفكر الأستاذ كمحاولات دكتور عبد الله أحمد النعيم وقد سمعته يشيد به وبدوره الذي يلعبه وكمحاولة نشر كتب الأستاذ ومحاضراته من خلال الإنترنيت ..
    طبعا كما ذكرت أنت يا دكتور كرار فإن بعض الجمهوريين (وهم قلة قليلة) انتابتهم بعض الشكوك في فكرتهم وبعضهم لجأ لتنظيمات أخرى ليتحركوا من خلالها ثم تركوها بعد فترة ولا يزال هناك من ينتظر تغييرا يأتي من خلال هذه التنظيمات ولكن الغالبيةالعظمى من الجمهوريين لا يزالون يرون في فكرتهم وحدها الخلاص المرتجى وان اختلفوا في التوقيت المناسب للتحرك بها كجماعة كما كان الحال في الماضي ..
    ولقد استشفيت من حديثك أنك قريب الصلة بالأخ الأستاذ عصام البوشى ومن ثم لا بد أنك ذو علاقة بمدينة ود مدني والتي شهدت في موكب تشييع الأستاذ سعيد الطيب شايب قبل عامين ما لم تشهده في تشييع ابن من أبنائها من قبل مما يدلل على أن الأستاذ سعيد وإن أوقف الحركة الخارجية فإن دعوته بلسان الحال لم تقف وقد الزم الكثير من القادمين الجدد أنفسهم بالفكرة الجمهورية على يديه خلال فترة عدم الحركة هذه بصورة ربما لا تقل عن التزام الجمهوريين لها في زمن الحركة مما يدلل على أن الدعوة بلسان الحال هي أيضا نافذة ومؤثرة ..
    بقى أن أقول بأن الفكرة الجمهورية تنتظر عودة المسيح المحمدي لتنتصر ، تحركنا نحن ، أم لم نتحرك ، فهو وحده النفس الكاملة التي بكمالها كل النفوس تكمل وقد بشر بهذه العودة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حينما قال (كيف أنتم إذا نزل فيكم بن مريم ، حكما مقسطا ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) وقال (لو لم يبق من الدنيا الا مقدار يوم لمد الله فيه حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا) وهذا الأنتظار هو ما عليه الكثير من الجمهوريين (وأيضا يصلي الذي يجلس وينتظر) كما قال السيد المسيح عليه السلام ..
    للمزيد من التفاصيل أرجو مراجعة كتابي "المسيح" و"عودة المسيح" في موقع الفكرة على الوصلة التالية http://alfikra.org/books/index2.htm
    هذا ما عن لي أن أضيفه في هذا الخيط الهام
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 01-25-2004, 07:06 PM)
    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 01-25-2004, 07:19 PM)

                  

01-25-2004, 09:23 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Omer Abdalla)

    نعم يا عمر، فأنت تعرف بأنني لا أختلف معك كثيراً في جل ما أورت. ولكن تأمل قليلاً مقولتنا، التي يلوكها البعض منا دون تفكر، بأن الحر هو الذي يفكر كما يقول، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول.

    ثم أسأل نفسك" هل قلنا في ذلك اليوم، وماتلاه ما كنا نفكر به، أم قلنا ما كان يفكر به المهوسون؟ ثم أسأل نفسك هل عملنا ما قلنا به، أم عملنا ما "قولنا" له غيرنا، فقلناه، ولزمنا منازلنا.

    الصدق يتطلب أن نقول بأننا "كلنا" تخاذلنا، باستثناء الأستاذ الكريم الباقر الفضل، والباشمهندس مصطفي محمد صالح. وربما لا يعلم القراء هنا بأن الأستاذ الباقر الفضل قبض إلى بارئه في يوم 18يناير 1997، أي في نفس يوم استشاهد الأستاذ محمود، بعد أثنتي عشرة عاماً من ذلك اليوم المشهود. وربما لا يعرفون بأن أستاذ الباقر والأخ مصطفي هما الوحيدين الذين أصرا إلا يستتابا، ويوقعا دليلاً على التوبة، من بين كل الجمهوريين المعتقلين في ذلك الوقت. وربما لا يعرف القرأء بأن عدد الجمهوريين الموقعين على تلك الاستتابة المهينة، بعد قبول أستاذ عبد اللطيف والثلاثة الآخرين، لم يكن أقل من مئتين كثيراً، إن لم يكن أكثر. ولكن يبقى أن نقول بأن المسؤليات عن ذلك التخاذل تتفاوت.

    أرجو ألا نكرر ماهو بديهي. فإنه من البديهي أن الأستاذ عبد اللطيف أكره، وبأنه كان، ومازال مؤمناً، بالأستاذ وبالفكرة.

    ولكن هل هذا هو قصارى ما نطلبه لأنفسنا، ولغيرنا من الناس في تجسيد قيم التوحيد، بما فيها قيمة الحرية الفردية المطلقة، مدار الفكرة الجمهورية كلها؟

    ثم كون المسيح قادم، فهذا أمر لم نأت به نحن الجمهوريين. هو قادم، نعم. ولكننا نختلف في تصور مجيئه، وأدب الانتظار والتمهيد لذلك المجئ. فإنني على قناعة -كما أسلفت، وكما كررت كثيراً في حوارارتنا، التي كادت تصبح لا متناهية، بسبب تعنت البعض الفكري- بأن ما قال به الأستاذ محمود عن "الثورة الثقافية" لابد متنزل لأرض الناس، بأدوات الناس، ووسائل الناس، وبالناس، لابغيرهم. فإن الله نفسه يرتجى في الناس، بل في كل الأحياء، وكل الأشياء.

    ولهذا قال النور حمد في رائعته "سليل الذات"
    أمتك إذ تدبرني فيا سعدي ويا مرحي
    وإذ فضلاً تشيد لي بجنات الرضا صرحاً
    فلا أطوى ولا أعرى ولا أظمأ ولا أضحى
    فمالي رغم فيض النور أرنو راجياً صبحاً

    كما قال عوض الكريم:
    ما انتظاري للظهور وهو يخفي بالظهور
    قل لرصاد الشهور: بان إذ أنتم نيام


    كماقال:

    إن أنتظارك عائداً ظن بأنك غير حاضر
    والآن أنت لمن يرى في كل شئ جد ظاهر


    وهناك الكثير مما تجيد حفظه والشدو به يا عمر في هذا الباب، مثلما أفعل. وعندي أن أدب الانتظار يتطلب منا أن نسدد شريعتنا بالدعوة الصادحة، بكل الوسائل المتاحة، في كل فجاج الأرض، بالفكرة الجمهورية. أستاذ عبد اللطيف يقوم بطرف من ذلك، على استحياء من السلطة النتفيذية. فهو يحيي جلسات الإنشاد العرفاني، يزور المرضى، ويستقبل القادمين، ويودع المسافرين، وغير ذلك من أنشطة اجتماعية، في إطار جماعة قائمة، توهم نفسها بأنها "محلولة." ثم لا يفعل شيئاً في إطار المسألة الأساسية التي جمعتنا، وهي المسألة الفكرية، بكافة أبعادها، السياسية والثقافية. ولن يقتعني كائن من كان بأن المسيح سيأتي في فراغ، لأنه لا فراغ. فإن من لا يعمل عملاً للرحمن سيعيطه الشيطان عملاً يعمله. أليس هذا ما تردده، ويردده غيرك ممن التبس عليهم الأمر في مجتمعنا؟

    يجب أن نتذكر دائماً يا عمر بأن الأستاذ محمود كتب بتفصيل عن الديمقراطية. بل إنه كتب، آخر ما كتب، وكثيراً ما كتب، عنها فيما هو معروف بيننا، ولم ننشره بعد على الناس بعنوان "ديباجة الدستور. هل نحن ننفق الآن وقتاً في التفكير عن مغزى هذا الأمر؟
    ن لم نكن نعل فإني أرجو أن نفعل. فربما يوفر هذا الأمر مغبة أن ننزلق إلى ما أنزلقنا فيه من برك آسنة في نقاشنا في "الصالون الكتابي."
    أنت، وكثيرون غيرك من الإخوان والأخوات، لا تواجهون هذه الحجج كما يجب، وتتأذون، بوصائية غريبة، في تعالٍ مسرف، وقدرة مؤلمة، مؤذية، على الاقصاء، مما نتج عنه الحال المؤسف من لا معقولية الحوار في الصالون الكتابي، مما حدا بي للخروج إلى المنابر العامة حتى يعرف الشعب السوداني حالنا، وينهض بفكرته الجمهورية إلى حيث يريد في الآفاق.

    أرحب ترحيباً كاملاً بأن نطرح، كل منا ماعنده، بما في ذلك سيرة ما جرى لي بينكم، كلمة كلمة، في هذا "المنبر الحر" حتى نضع شعبنا الحر حكماً بيننا. وستجدني، بإذن الله، عند حسن ظنك، وحسن ظن شعبنا الهمام البطل، منجب سيد الأحرار!
                  

01-25-2004, 10:20 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Omer Abdalla)

    الأخ العـزيـز عمــر،
    الفكــرة الجمهــوريـة جاءت لأحيـاء السنــة النبـويـة، وهـذا عمل علمى محــدد لا مجال فيـه للميتافيزيقـا كما يفســرهـا الناس.. ووظيفـة الجمهــوريين الوحيــدة هى إشعـال الثـورة الثقافيـة وســط الناس ليشــر الوعى الدينى الصحيـح، والمبـرأ من الجمـود والتحجــر. وما تسميــه الإنتظــار ليس من تكتيكـات الجمهــوريين.. ولا أعـرف لـه أى معنى غيـر المعنى الذى قصــده الأستاذ محمـود من إن الإنتظـار عمل.. وليس تربيـع يـدين.. وإلا فما هى ميـزة الجمهــورى على غيـره، إذا لم تكن التضحيـة..
    "لن تنالـوا البر حتى تنفقـوا مما تحبـون".. ولقـد فسـرت عبارة "مما تحبـون" بأن أكبـر ما نحب هى نفسنـا، قبل المال.. هى راحتنا وصحتنا وحياتنا..

    الأخ حيــدر،
    يا أخى أرجـوك أن تترك الأخ عبـد اللطيف فى شــأنـه، والهجـوم الشــرس عليـه لدرجـة الشتــم العادى والخـروج عن اللياقـة التعبيريـة إنما يدل على إختلال ميزان العدل عنـدك.. والمسيـح الذى تتحــدث عنـه قال "لا تدينـوا فتـدانـوا"
    وقال "من كان منكـم بلا خطيئـة فليرمهــا بحجــر" وقال "يا مرائى! أخـرج العـود من عينك، فم أنظـر هل فى عين أخيك قضـايا".. أقول هـذا بالرغم من قناعتى التامـة أن الأخ عبـد اللطيف ليست فيــه أى من هـذه..
    ويا أخى حيـدر، ألم تســأل نفســك، وأنت تكيل السبــاب للأخ عبـد اللطيف لما يقارب من سنــة كاملـة، ثم لم يرد عليك بأى رد.. الأم تسـأل نفســك لماذا لم يفعل؟!! أم أن عـدم رده هـو ما أشعل عنـدك المـزيــد من الهجـوم والشتائم..
    أقـول هـذا لأنك مرات عـديـدة إشتكيت من عـدم رده على أسئلتك..
    أنا لا يهمنى أن تعـرف أنت عبـد اللطيف أكثـر منى أم لا، وإنما الذى يهمنى هـو إنى أعرف هـذا الرجل منـذ وقت طويل، وأعـرف معـدنـه، وهـذا هـو منطلقى الوحيـد، وليس ما يعـرفـه غيـرى عنـه.. فأرجـو أن لا تذكـرنى بهـذا كل مـرة.
    عـدالطيف خـرج يوزع منشــور "هـذا أو الطـوفـان"
    أخيـرا أقول لك، أن تتـدبـر هـذا الأمـر، فأنت حقيق بأن تفعل.. والسـلام.

    محمـد عثمأن
                  

01-25-2004, 11:43 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Abureesh)

    أخي محمد عثمان،
    لم، ولن، أسب أستاذ عبد اللطيف. ولكني نقدته. وسأكف عن نقده يوم يخرج بمجتمعنا من تقوقعه الراهن.
    والقصد هنا ليس أستاذ عبد الليطف في ذاته، وإنما موقفنا كلنا، أي تخاذلنا كلنا. ولا أدري لماذا تظن بأنني متحامل عليه، وبأنني أحكم عليه حكماً مطلقاً. منطلقي هو أننا مسؤولون أمام الله، وأمام الناس، من أن نسائل قيادتنا إن لم تقدر الأمور التقدير الصحيح، و وأن تتصرف التصرف الصحيح، وفق قاعدة "الطاعة بفكر والمعصية بفكر."

    وقد كررت مراراً بأن للأستتابة انعاكاسات جلية على وضعنا الراهن، ولولا ذلك لما اكترثت أصلاً لهذه المسألة. فإنه ليس من شيمي التعريض بالناس والنيل منهم بغير وجه حق. ولو كنت كذلك لما انتظرت تسعة عشر عاماً لأفعل. ما يهمني هو حاضرنا، وليس ماضينا. فإن الماضي لن يتغير. فقد حمل شهادته ومضى، كما قلت مراراً، وتكراراً.

    نحن أبناء لحظتنا هذه، ولن ننشغل بالماضي إلا بالمدى الذي به يجب أن نصحح حالنا الآن. ولهذا فإني لا أحاكم عبد اللطيف على الموقف في الماضي، وإنما أرجو أن أرى تحولاً كبيراً في الحالة الفكرية والمواقفية عنده، بالصورة التي يمكن أن تحدث نقلة لحركتنا، لتخرجها من الانكفاء الراهن.

    أنت تعرف ما أعني. وتعرف إنه ليس لدي حزازات شخصية مع أستاذ عبد اللطيف. فإني في المستوى الشخصي أعزه وأجله وأحترمه واحبه، بدون أي رياء. ولا أحتاج لأي شهادة من أي شخص في هذا الباب. فإن شاهدي هو الله وحده، الذي يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور.
    ولكن الحق والصدق يتطلبان أن نقول بأننا لسنا على ما يجب أن نكون عليه من كمال حياة الفكر وحياة الشعور، وبخاصة في ميدان حمل الفكرة الجمهورية للناس. كما يتطلب الصدق أن نقول بأننا لو كنا كما يرتجى لنا أن نكون لما تبقى في سوداننا هوس ديني، ولما تبقى من حولنا ظلم. واقع الأمر يقول بأننا نستطيع أن نفعل، بفضل الله علينا، أكثر مما نفعل.

    وإني أسأل الله أن يفتح ما بيني وبينك، وبيني وبين إخواني وأخواتي جميعاً، وما بيننا وبين الناس بالحق، لينطلق وطننا الغالي السودان بفكرته الجمهورية في الآفاق.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-26-2004, 09:20 PM)

                  

01-26-2004, 08:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    عزيزي الدكتور كرار التهامي
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3400#3400
    تحية طيبة
    أرجو الضغط على الوصلة لقراءة هذه المداخلة في التعليق على كتابتك القيمة، فالإخراج هناك أسهل وقد أجد الوقت لأنقلها إلى هنا بإخراج ملون مناسب، لا أتمكن منه الآن لضيق الوقت..

    ولك شكري وسلامي..
                  

01-28-2004, 12:24 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)


    الأخ الكريم الدكتور كرار
    تحية المودة والاحترام
    الآن أجد الوقت للتعليق على رسالتك القيمة..
    فأنت تقول:
    Quote: لفت نظري مقال رائع سطره يراع د. حيدر بدوي قبل شهرين أو ينيف عن التجربة الفكرية للاخوان الجمهوريين وانخذال بعضهم أمام جائحات السياسة والعنف الفكري المضاد الذي واجه تجربة الجمهوريين .

    ---
    لقد أوضحت في كتابتي التي أرسلت وصلاتها سابقا أن ما حصل من الجمهوريين الأربعة، ومن بقية الجمهوريين، لا يناسبه وصف الانخذال.. وعبارة "العنف الفكري المضاد" توحي بأن ما حدث كان رد فعل لعنف فكري من جانب الجمهوريين.. فكر الجمهوريين لم يكن عنيفا، وحركتهم لم تكن تتبنى العنف، وما حدث من خصومهم في تلك الأحداث لم يكن للفكر فيه أي نصيب، وإنما هو التآمر وانتهاك الدستور القائم وقتها، واستخدام قوانين سبتمبر "الغير دستورية" والكريهة، للتخلص منهم، كما شهد بذلك الدكتور حسن مكي في تلك التصريحات التاريخية لصحيفة الوفاق عام 1998.. ومن الغريب ما جاء في تصريح نميري لإحدى الصحف عام 2000 بأن الجمهوريين قد هددوه بالقتل.. أرجو قراءة هذا البوست:
    هل تاب النميــرى؟

    قولك:
    Quote: ومنذ أن خمدت شمعة تلك التجربة الجريئة كنت أتساءل بيني وبين نفسي وأسأل الآخرين عن عن مصير الفكر الجمهوري بعد النكسة السياسية الفكرية التي قطعت دابرهم وشتتهم في الآفاق بددا

    ---
    نعم يا سيدي، لقد أُخمدت شمعة الحركة الجمهورية الجريئة، في ذلك الوقت، وتم كبتها بواسطة سلطة مايو ومن يقف خلفها من السلفيين داخل وخارج السودان، وتحاول السلطة الحالية التربص بمن يحاول استخدام الفكرة الجمهورية في معارضة أطروحات الفكر السلفي، المتخلف عن كل من جوهر الدين وواقع العصر، بل تتربص بكل من يستهدي بالفكر الجمهوري في العمل السياسي في معارضة الحكومة التي تدعي انتهاج ذلك الفكر..
    وأنت تتساءل عن "مصير الفكر الجمهوري بعد النكسة السياسية الفكرية التي قطعت دابرهم".. وأنا لا أعرف إن كنت تقصد الجمهوريين أم خصومهم بـعبارة "النكسة السياسية والفكرية".. ولكنني سوف أعلق على الاحتمالين.. فإن كنت تقصد بذلك خصوم الجمهوريين، فهم لم ينتكسوا وإنما كانوا مخلصين لفكرهم الذي يبرر العنف، ولمبادئهم ، حيث عندهم "الغاية تبرر الوسيلة" وقد فضحهم مؤرخهم حسن مكي كما قلت.. وهناك وثيقة شهيرة عبارة عن خطاب من النيّل عبد القادر أبو قرون إلى النميري تفضح تلك المؤامرة السلفية التي استخدم فيها النيل وعوض الجيد وبدرية سليمان.. ووثيقة أخرى توضح أن المؤامرة كانت معدة قبل حوالي السنة من وقت التنفيذ..
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=197
    وأما إن كنت تقصد أن الجمهوريين قد انتكسوا "سياسيا وفكريا"، فهذا ما لا أوافقك عليه.. فعلى التحقيق لم تكن هناك نكسة فكرية، بل العكس هو الصحيح، فقد انتصرت الحركة فكريا على خصومها السلفيين، وإمامهم النميري، بدليل أن السلطة اضطرت لتصفية الأستاذ جسديا.. وقد كان مقصد المتآمرين قطع دابر الجمهوريين، ولكن الله لطف بهم، وصار الأمر تشتيتا وإسكاتاً لهم، والحمد لله الذي حفظ لقلوبهم إيمانها وأعانهم على تخطي تلك الأزمة..

    قولك:
    Quote: لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه واصدقائهم ومعقداًَ مستشكلاً على غير اعدائهم أو المتعاطفين معهم وسهل الاستهداف على خصومهم الذين سوقوا ذريعة ( ترك الصلاة )فشوهوا الفكر الجمهوري ونصبوا حوله شراك الهلاك دون أن يبذلو أي مجهود بين العوام أو حتى الغالب من الصفوة المتعلمة

    --
    هذه ملاحظة هامة للغاية.. وهذا ما لم يستطع بعض الجمهوريين أن يتفهمه، وأقصد أولئك الذين يتحدثون عن التخاذل ويجهدون أنفسهم، ويعنتون غيرهم، بالمطالبة بإعادة نشاط التنظيم السياسي واستخدامه أداة في أيدي الجماهير لإحداث الثورة.. فقد جاء في مقال الدكتور حيدر، الذي أشرت أنت إليه بعاليه، قوله:
    Quote: هذه دعوة للثورة. دعوة للثورة على القديم وتفكيكه. وهي دعوة للثورة على الطائفيين، وعل المهوسسين، وعلى اقتلاع الفكرة الجمهورية من بين يدي الجمهوريين الذي ارتضوا أن يكفروا أباهم بين يدي الطائفيين والمهوسين. وهي ببساطة شديدة دعوة للاستنارة والتنوير.
    هبوا يا شباب السودان، يا نساءه يارجاله، ياأطفاله،يا شيوخه، ياكهوله، لتقتلعوا فكرتكم الجمهورية، النابعة من ذاتكم السودانية السامية، التي تجلت في أعظم مشهد في اليوم المشهود بابتسامة مشرفة مشرقة تشبهكم، أمام الشناق والمشنقة والحبل، وما كان الحبل ولا الشناق ولا المشنقة في ذلك اليوم المجيد إلا أدوات للخلاق المجيد ليريكم أنكم أعظم شعب على ظهر هذه البسيطة، يقودكم أعظم رجل وطئت أقدامه السودان منذ فجر التاريخ. ذاك هو الرجل، كان هو الرجل، واليوم هو الرجل.
    هبوا فاقتلعوا فكرتم من الجمهوريين، وذلك لأن "بعض" الجمهوريين قد بدأوا يحيلون فكرتكم الجمهورية إلى أيادٍ عابثة كفرت صاحبها، سيد شهادئكم أجمعين. هبوا لتقتلعوا فكرتم من عبد اللطيف عمر حسب الله، وخالد الحاج عبد المحمود، وأشياعهم من متهوسين وطائفيين جمهوريين، وغير جمهوريين.
    وستجدوننا نقف معكم جنباً إلى جنب في محاربتهم لاقتلاغ فكرتنا الإسلامية السودانية الأصيلة منهم.

    المصدر:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=143&start=0
    فنحن نلاحظ هنا محاولة لجعل الفكرة الجمهورية فكرة يمكن للشعب أن يلتقطها ويحدث بها الثورة، وهذا أمر بعيد عن الواقع.. الفكرة الجمهورية فكرة يدور حولها كثير من الجدل، وقد زاد حدث التنفيذ من ذلك الجدل.. هذا الجدل ليس من جانب المسلمين السلفيين فحسب فيما يخص الطرح الديني، وإنما أيضا من المثقفين التقدميين، أيضا فيما يخص الطرح السياسي والديني معا..
    فمثلا الفكرة الجمهورية تنادي بتطوير التشريع، وذلك بنسخ آيات المدينة الفرعية، وإحكام آيات مكة الأصلية، وهي دعوة وجدت معارضة شديدة من سدنة وحرّاس الإسلام السلفي، وتبني مثل هذه الدعوة من الشعب تفترض أنه قد اقتنع بهذه الفكرة..
    وقد أقرّت الفكرة المسلمين على ختم نبوة الوحي بسيدنا محمد عليه السلام، ولكنها لم تقرهم على ختم الرسالة، بمعنى أن الفهم من القرآن هو وسيلة التلقي من الله ومن هنا فهي تقول أن الرسالة لم تختم بسيدنا محمد، ولن تختم حتى يُرفع القرآن من الصدور.. ومن هنا فقد بشّرت الفكرة الجمهورية بمجيء المسيح، رسول الرسالة الثانية، الذي يحيي سنة النبي، وهو رسول، بهذا المعنى وليس بمعنى تلقّي الوحي الملائكي، وقالت أنه رجل من أمة محمد وليس سيدنا عيسى الإسرائيلي المعروف.. أكثر من هذا فقد قالت الفكرة أن سيدنا عيسى الإسرائيلي قد قتل، ولم يُرفع حيا إلى السماء، خلافا لما يقوله الفهم التقليدي السائد.. وقد بسطت الفكرة الجمهورية فهما عميقا لمسألة الألوهية ومسألة الإنسان ومصيره..
    لا بد لمن يريد رفع الفكرة الجمهورية إلى مستوى العمل السياسي أو الحزبي أن يكون واعيا لهذا الأمر، أكثر من هذا، لا بد أن يكون واعيا بأن تهمة التكفير والزندقة ستظل مرفوعة في وجه الثائر الذي يصر على رفع الفكرة الجمهورية، كما يريد له الأخ حيدر.. وهذا الجانب هو الذي اتكأت عليه لجنة "الاستتابة" التي واجهت الأستاذ عبد اللطيف والأخوان الجمهوريين الآخرين الذين كانوا محكومين بالإعدام.. فعندما عجزت السلطة عن استتابة الأستاذ قتلته، وأرهبت تلاميذه بمواجهتهم بمثل هذه النصوص التي يصعب على الجمهوري شرحها في مثل ذلك الجو التكفيري، دع عنك أن يكون المستتاب تحت الأغلال وقد شاهد في اليوم السابق تنفيذ حكم الإعدام على أستاذه، ودع عنك ما كان يعتقده التلميذ في أستاذه.. سوف أورد نماذج من أشعار الجمهوريين توضح ما كان يعتقده الجمهوري في الأستاذ محمود. وهو شعر لا يزال بعض معارضي الجمهوريين يرددونه ويحاولون به إحراجهم، وكأنما يقولون لهم بأنهم قد قبضوا الريح بعد أن قُتل أستاذهم.. يقول أحد الجمهوريين، وهو الأخ عوض الكريم موسى في إشارة لا يخفى على أحد أنه يقصد بها الأستاذ محمود:
    يا أيها المتدلي من حضرة المتجلي
    غثني بحل وثاقي خذني إليك بذلي
    بعضي يحارب بعضي وحد بذاتك كلي
    جهلي علي حرام وسع بعلمك حلي
    فكري يسابق قلبي فأرجعه كن لي خلي
    أنت استواء نهاري فامحق بشمسك ظلي
    كلا نمد فقل لي مما يمدك قل لي
    الكون فيك يصلي وأنت فيه تصلي
    والصوم عندك غيب عن السوي وتخلي
    والحج وقفة عبد حر بكل محلي
    فأرسل غمامك صوبي وأعقب بغيثك طلي
    الوجه أنت عيانا ألقاه حيث أولى
    يا غوث يا غيث غثني من شول جسمي المخل
    أفرغ علي العقل صبرا أبلغه سوح التخلي
    سدد خطاي لعلي أخطو خطاك لعلي
    ياآخرا كل وقت وبصفوه متحلي
    يا مالكا كل وقت من كيلك القسط كل لي
    أنت العريس وعرسي في عرسك المتجلي
    أنت ابن مريم فينا لم يبق غير التجلي
    فانشر لواء سلام وانزع كوامن غلٍّ
    واحي الوجود بنور من ناظريك مطل
    يقول الأخ عصام البوشي في قصيدة من عيون الشعر الجمهوري لا يخفى بأنه يشتاق فيها إلى الإنسان الكامل الذي أوصد غار حراء "الخلوة" وصار عرشه في الفرش بعد أن كان عرشه فوق الماء، في إشارة إلى الذات المحمدية:

    سلام أيها الإنسان وهل يبقى سوى الإنسان
    نسائم أنسه هبّت تضوع بنكهة الإنسان
    أراك أراك بالأشواق تصد ضراوة الإطلاق
    هي الآفاق تصعد بي على قدر إلى الأعماق
    لقد أوصدت غار حراء بلا من بلا استعلاء
    وعرشك صار في الفرش وعرشك كان فوق الماء
    عيونك في السُرى وطني وقلبك في الهوى سكني
    أراك فأزدهي أمنا أراك فينجلي حزني

    لم يكن هذا الأمر جديدا على الجمهوريين فقد قال شاعرهم الشيخ الشريف البيتي، الذي توفي في الستينات، عليه رحمة الله وسلامه، من قصيدة طويلة لا تخفى معانيها على أي جمهوري يسمعها:
    هلمّوا إلينا واستجيبوا لدعوة بها هام دعوات السلام تتوج
    ألا أين أسماع تُخاطب فيكم وأين عقول حرة لا تهرج
    وأين نفوس بالمعارف قُدّست فما باطل فيها به الحق يُمزج
    أرى ومضة في الأفق لاح بريقها بصرت بها أنوارها تتوهج
    سيخرج باسم الله في الأرض قائم فتستبشر الدنيا به حين يخرج
    ويملؤها عدلا وأمنا ورحمة ويجذبها نور إليه فتهزج
    ويظهر روح الله عند ظهوره ويملؤها طيبا شذاه المؤرج
    وتمتد أسباب السماء فلا ترى على الأرض إلا نورها يتوهج

    ومن غريب الشعر الجمهوري قصيدة للأخ عوض الكريم موسى نظمها إبان وجود الأستاذ محمود في المعتقل لمدة سنة ونصف ونيف، يقول فيها عن الأستاذ:
    هو كالإطلاق حر أينما قد حل حر * أنتم السجناء ضاق رحابكم أين المفر
    يتغشاه الرضا إن مسّه في الحق ضر * والرضا ينهلّ فرحا إذ به عينا تقر

    ويقول في واحد من أبياتها:
    أيها المصلوب ما صلبوك ما قتلوك * لكن غرهم منك التحلّي بالتخلي
    هذا نموذج من ثقافة الجمهوريين وأدبياتهم يعكسها شعراؤهم..

    وسوف أواصل في فرصة أخرى التعليق على بقية كتابة الدكتور ذات المحتوى العميق..
    وأشكره
    ياسر

                  

01-28-2004, 05:38 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    أخي الكريم ياسر الشريف،

    مساهمتك بعاليه عميقة، حلوة النفس، وإني لأرجو أن تكون كل حواراتنا القادمة بهذا النفس. تعلم بموقفي من النقاش غير الموضوعي، وإني أحمد لك أنك كنت موضوعياً ههنا، كما كنت في كثير من حواراتنا السابقة. وإن لم توفق أو أوفق في بعضها، فإنها الحرية، والديمقراطية تتقوى بيننا بممارسة "حق الخطأ."

    كتبت ما كتبت في رسالتي الثائرة وأنا أعني كلمة "تخاذل" التي استخدمتها. وأنت تحاول أن تبرئنا منها. وقد ظهرت هذه المحاولة للتبرئة كثيراً في حواراتنا الداخلية، وفي حواراتنا في هذا "المنبر الحر." وتظهر هذه المحالة مرة أخرى في قولك:

    وأما إن كنت تقصد أن الجمهوريين قد انتكسوا "سياسيا وفكريا"، فهذا ما لا أوافقك عليه.. فعلى التحقيق لم تكن هناك نكسة فكرية، بل العكس هو الصحيح، فقد انتصرت الحركة فكريا على خصومها السلفيين، وإمامهم النميري، بدليل أن السلطة اضطرت لتصفية الأستاذ جسديا.. وقد كان مقصد المتآمرين قطع دابر الجمهوريين، ولكن الله لطف بهم، وصار الأمر تشتيتا وإسكاتاً لهم، والحمد لله الذي حفظ لقلوبهم إيمانها وأعانهم على تخطي تلك الأزمة..


    من عنوان الأخ الدكتور كرار التهامي فهمت أنه يعني بأن الانتكاسة -أو التخاذل "بتسميتي" أنا- أمر تابع لاستشهاد الأستاذ محمود. وحجتك بعاليه مبنية على صمود الجمهوريين، أو بالأحرى صمودهم بأبيهم، وهو بينهم، قبل الاستشهاد. في حين أن حجتي قائمة على أن التخاذل والانكسار والانتكاسة وترديد أنشودة الهوس، الأكذوبة، على ألسنة بعضنا، كانت "بعد الاستشهاد." وفي ظني أن عنوان الأخ دكتور التهامي لا يترك مجالاً للالتباس فيما يعنيه.
    لا أريد أن أدخل معك في نقاش دائري، بترديد حججي عليك مرة أخرى. فإني قد مللت هذا النوع من النقاش. وكل ماأرجوه منك هو أن ترجع لما كتبته مرة أخرى بعين فاحصة، بل مرات إن تطلب الأمر. أقول ذلك لأنك، في ظني، لم تقرأه في الماضي بعين محايدة، فجرى ما جرى بيننا من سوء فهم، بل وتراشق في الصالون الكتابي، لا يليق بأمثالك وأمثالي. وإن كنا من ممارسي"حق الخطأ" فإني لأرجو أن نمارسه في مستوىً جديد، يخرج بنا من حيز "التقوقع" و "الانكفاء" الذي ينظر للآخر، منا أو من خارجنا، بعين الريبة.
    لقد بدأ دكتور التهامي انتزاع الفكرة الجمهورية، لأنهامن حقه، وحق كل سوداني، بل و حق كل إنسان. خيطه هذا يشكل أداة نزع. فقد بدأ هو، كما بدأ غيره بانتزاعها في زاويا أخرى. وههنا لا أعني غير أن الفكرة الجمهورية كائن "حقوقي" حي، لا تحده حدود مجتمع -كالمجتمع الجمهوري، على عظمته- كادت أن تفتك به بعض المظاهر اللطيفة من مظاهر التهوس والطائفية. مظاهر التهوس والطائفية هذه جاءت في شكل، مخادع ، دقيق، ولطيف، كاد أن يجوز على البعض أنه ليس من الطائفية ولا الهوس من شئ.

    وقد تحدثنا عن كل ذلك بما يكفي! وسيسعدني أن ندير ذلك الحوار نفسه في هذا المنبر الحر، بصورة أكثر مسؤولية، وأكثر موضوعية، نعين فيها بعضنا البعض على أن نكون أكثر محبة لبعضنا البعض، وأكثر احتراماً للإنسان فينا.

    وأكرر مرة أخرى بأن مساهمتك بعاليه حلوة النفس. ربما كان ذلك لأنها لم تكتب في شكل مواجهة مباشرة لي. ولكني على كل حال أحمد لك فيها أنها مبرأة من "الشخصنة" المؤذية للحوار، رغم أنها تحاول أن تصحح ما تظنه موقفاً غير موفق، ورأياً غير سديد صدرا من ناحيتي.

    أرجو من الله الكريم، الغفور الحليم، أن يكون هذا اليوم فاتحة جولة جديدة من الحوار الهادئ البناء بيننا، بحيث لا يكون هناك منتصر ومنهزم، بل نكون كلنا منتصرين بالحق، بأن يهزم أسوأ ما فينا أفضل ما فينا!

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-28-2004, 05:42 PM)

                  

01-29-2004, 00:09 AM

عبدالرحمن الضريس

تاريخ التسجيل: 01-18-2004
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخ الكريم د. كرار التهامى

    تحية طيبـة مباركـة وبعـد

    كنت قد وعدتك فى رسالة سابقة بالعودة للرد على رسالتك المميزة، ارجو

    ان تجد ادناه بعض الوفاء..

    ان مصير الفكرة الجمهورية، هو مصير الحق.. فاذا كان لابد لدين الحق

    ان ينتصر، كما ورد ذلك فى القرآن الكريم، وباسـتفاضة، وبتوكيد اكبر

    فى قوله تعالى:"هو الذى ارسل رسوله، بالهدى، ودين الحق، ليظهره على

    الدين كله، ولو كره المشركون.."فان انتصار الفكـرة الجمهورية بهـذه

    الحتمية..

    يصبح لزاما علينا ان نوضح الكيفية التى جعلت الفكرة الجمهورية دون

    سـواها من الافكار والمعتقدات هى دين الحق.. فالحق يدعيه من يعلمه،

    ومن يجهله..

    أول ما يميز الفكرة الجمهورية، عن سواها، المثانى فى القرآن الكريم

    قال تعالى:"الله نزل احسن الحديث، كتابا، متشابها، مثانى.." ومن مثانى

    القرآن الكريم، جاء التفصيل عن الرسالة الاولى من الاسـلام، والتى قامت

    على الايات المدنية من القرآن، والرسالة الثانية من الاسـلام، والتى

    تقوم على الايات المكية..

    اذا نظرنا الى المجتمع البشـرى، فى ماضيـه، وحاضـره، ومسـتقبله، وفى

    اى جزء من العالم، وجدناانه، اما مجتمع قاصر، واماراشـد..فعند قصوره

    يشرع له الوصاية، وصاية الحاكم على المحكوم، المسـلم على غير المسلم

    الرجل على المرأة..الخ..وعند بلوغه الرشد، ترفع عن افراده الوصاية

    وتحال الى القانون، الذى لا يميز بين الناس، ولا يفاضل بينهم الا بالحق

    الذى ورد ذكره فى الاية" هو الذى ارسل رسـوله بالهدى ودين الحـق.."

    فمن لم يدرك مثانى القران الكريم، لا يستطيع ان يشـرع لهذا المجتمع

    الراشـد، ما يسـتوعب طاقته .. واصدق مثال على عجز المشـرعيين فـى

    جميع العصور عن هذا الفهم، هو ظن المتقدمين منهم بان الديمقراطية فى

    القرآن الكريم، تعادل الشورى، ويستدلواعلى ذلك بقوله تعالى:"وشاورهم

    فى الامر.." وقوله تعالى:"وامرهم شورى بينهم.." مع ان الشورى لا تلزم

    المستشير، وتاريخيا لم تمارس الديمقراطية، ولم تتهيأ لها الظروف

    التى تسـاعد على ممارسـتها..

    ان التطور الكبير فى وسائل المواصلات، والاتصالات، يوضح وبصورة ليس بها

    لبس حاجة المجتمع للوحدة، والسـلام.. ولن يتوحد هذا المجتمع الا على

    هدى مذهبية رشيدة، فالفكرة الجمهورية بتقديمها للدين فى مسـتواه

    العلمى، والذى يرتفع فوق العقائد الى المنطقة التى تلتقى عندها جميع

    الاديان قد قدمت للبشـرية مايمكن ان تتوحد على نهجه..فمن المثانى فى

    القرآن الكريم جاء التفريق بين مرحلة العقيدة، ومرحـلة العلم من

    الدين..ففى مرحلة العقيدة "كل حزب بما لديهم فرحون.." وفى مرحلة

    العلم، دين الفطرة،"فطرة الله التى فطر الناس عليها.." وقول المصطفى

    صلى الله عليه وسلم:"كل مولود يولد على الفطرة.." الفطرة هى العقل

    الصافى، والقلب السليم.. وهنا تلتقى جميع الانسانية..

    من فهم المثانى فى القرآن الكريم، جاء التفريق فى الفكرة الجمهورية

    بين سنة النبى الكريم،عليه افضل الصلاة، واتم التسليم، وسنة الخلفاء

    الراشـدين..كذلك ورد معنى سنة النبى الكريم، والتى تعنى الفكر،

    مستدلين على ذلك بقوله تعالى:"وانزلنا اليك الذكر، لتبين للناس ما

    نزل اليهم، ولعلهم يتفكرون.." ومن قوله صلى الله عليه وسلم:"تفكـر

    سـاعة خير من عبادة سبعين سنة.." وقد ورد فى الحديث ان عودة الدين

    انما تكون ببعث السنة:"الذين يحيون سنتى بعد اندثارها.."

    احب ان اضيف الى سؤالك عن مصير الفكرة الجمهورية، بعد آخر ربما كان

    هو المقصود اصلآ، ما هو مصير المجتمع الجمهورى؟

    والاجابة على هذا السؤال ان مصير المجتمع الجمهورى قد يكون او لا يكون

    ذات مصير الفكرة الجمهورية..فالتحدى الحقيقى هو الذى يواجه المجتمع

    الجمهورى، هل ينهض المجتمع الجمهورى لحمل الدعوة مرة اخرى؟ وهل تبرز

    منهم القامة الكوكبية التى يكون لسـان حالها أصدق من لسـان مقالها؟

    قال تعالى :"ان تتولوا يسـتبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكـم.."

    نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يستبدل المجتمع الجمهورى من

    داخله، فينهض للقيام بدعوته على اكمل وجه..

    ان الاهتمام الذى يسأل به الصادقين من امثالك لهو دليل على قرب

    اللقاء بين الفكرة والواقع..

    لابد ان اذكر ان مقالك قد لامس منطقة لابد ان يقف عندها السالك بتأمل

    وتمحيص، ليراجع نفسـه اين هو من المجموعات الثلاث التى ذكرتها فى

    مقالك الرائع حقا..ولعل هذا الذى جعلنى وآخرين نذكر لك اننا فى

    انتظار الاجابة مثلك..

    عرفت من الاستاذ عصام البوشى انك مقيم بالرياض، وانا مقيم بجدة اذا

    هناك فرص للقاء اكبر ارجو ان نسعد بها قريبا..

    اتوقع المواصلة عبر البريد الالكترونى[email protected]

    دمت فى حفظ الله ورعايته

    المخلص/ عبدالرحمن الضريس
                  

02-05-2004, 01:01 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: عبدالرحمن الضريس)

    الاخ الكريم عبد الرحمن الضريس

    لك التحية والتقدير
    ارجو ان اعتذر للتاخير فى التعقيب على مداخلتك الوافية وماورد فيهامن اشارات تضيف الى ثنائية البساطة والتعقيد فى الفكر الجمهورى اضافةنوعية وتوحى بمزيدالأسئلة التى اتمنى ان اجمعها كلها فى نهاية هذا الدرب المعرفى الممتد....انا موجود بالرياض منذ ما ينيف على العقد من الزمان عنوانى على البريداللألكترونى [email protected],ورقم الهاتف الجوال 55301850

    لك التحية مرة اخرى وخالص المودة
                  

01-29-2004, 03:18 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أخي الكريم الدكتور كرار التهامي،

    تحية طيبة
    قولك:

    Quote: كان الفكر الجمهوري شفافاً لدى الجمهوريين الموعودين بالفردوس القادم وغليظاً لدى خصومهم المحرضين على كسره وتصفيته وهيولياً معقدأ لدينا نحن الذين أحببنا في الجمهوريين مظهرهم المثالي وخلقهم العالي ووقفنا نتفرج من النافذة على تلاميذ تلك الحوزة الرفيعة المقام الذين كانو يخرجون منها كالملائك منسجمين مع انفسهم صادقين في اقوالهم وافعالهم ونتساءل كيف استطاعت مدرسة فكرية مطاردة ومحاصرة أن تغسل قلوب تلاميذها هكذا بالثلج والبرد وتقدم لمجتمعنا الذي امتلأت صحائفه بالعيوب وسوء الاخلاق بين الرجال والنساء وبين الرعاة والرعية، هؤلا الشباب الغر الأفاضل أصحاب السمت الأخلاقي والحفاظ المر والخلق الوعر أمثال سعيد الشائب وابراهيم يوسف ود. عصام البوشي وعمر القراي وعوض الكريم موسى ومحمد علي الدابي وعبد اللطيف عمر واحمد المصطفى الدالي وغيرهم من القائمة الطويلة .

    ==
    نعم، لقد كان الفكر الجمهوري لدى الجمهوريين صافيا شفافا، وكانت النتيجة هي ذلك المظهر الفريد لهم.. ولكن السؤال هو: هل كان ذلك الأثر يرجع سببه إلى الفكرة النظرية وحدها أم يرجع إلى الفكرة وممارسة المنهاج السلوكي التعبدي، أم فوق الذي ذكرت إلى نموذج الأستاذ الذي رآه الجمهوريون.. أنا أعتقد أن نموذج الأستاذ محمود كان له الفضل الأكبر في ثقة الجمهوريين في الفكرة، بل وفي ذلك المظهر الرائع الذي وصفته أنت بـ "تلاميذ تلك الحوزة الرفيعة المقام الذين كانوا يخرجون منها كالملائك منسجمين مع انفسهم صادقين في اقوالهم وافعالهم" ، بالرغم من العداوات التي كانت تحتوشهم.. لقد كان كل هذا قبس من تحقيق الأستاذ محمود.. ولكن هذا المظهر الرائع للتلاميذ لم يكن مجتمعا مثاليا، أو "ملائكيا" كما كان يظهر للرائي من الخارج، وإنما كان مجتمعا يسعى للكمال ويسعى للسلام بين أفراده، وقد حقق منه قدرا طيبا في حضور الأستاذ الذي كان يحتوي تجاذباته، إلى أن "وقعت الواقعة"، في يوم التنفيذ، وقد كانت تلك الواقعة "خافضة رافعة".. وسرعان ما دبت الخلافات بين الجمهوريين بسبب الموقف من حل التنظيم، وبسبب الرضوخ للتنازل، وكذلك اختلاف الرأي حول غياب الإذن الروحي والمظلة الروحية..
    أرجو أن أحيلك وأحيل القراء إلى شهادة من الأخ بشير عيسى بكّار كتبها في تلك الأيام وقد كان معاصرا للأحداث ومشاركا فيها:
    الحلقة الثالثة: المحاكمة

    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه)

    الحلقة الرابعة: التنفيذ

    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه)

    الحلقة الخامسة:
    حال الجمهوريين بعد التنفيذ:
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين ( يناير1985 وما تلاه)


    عزيزي الدكتور كرار
    في مشاركة لي في بوست الأخت عشة بت فاطنة، الذي أشرت له من قبل، كانت لدي هذه المداخلة التي أعتقد أنها تناسب الجزئية المقتبسة أعلاه من بوستك.. :


    أرجو منك ومن القراء الأفاضل متابعتها:

    Re: وحدة البنية البشرية في الفكرة الجمهورية -المفكر سعد ابونورة


    ولكنني سأورد ما يهم بوستك اختصارا للوقت وتجنبا للقفز من وصلة إلى وصلة..

    لقد تساءلت عشة:

    Quote: في كتاب وهم وقلق الحضارة لفرويد ، يضعنا فرويد في ازمة حقيقية بتشائمه باستمرار المظالم والعداء الناتج عن الظلم الحسد والتنافس الاقتصادي والجنسي مهماكانت ظروف الحضارة وشروطها ، يعني الطريق مسدود بينما الفكرة الجمهورية تبشرنا بالانسان الجديد الذي يتحرر من احباطاته وكبوته عن طريق فض الكبت وتجويده ؟

    ---
    إذا كان الأستاذ محمود الذي بشّر بمثل هذا الإنسان الذي يتحرر من إحباطاته بواسطة تحقيق السلام مع نفسه، وفض الكبت والتحرر من الخوف، قد تعرض لأقسى أنواع القهر والهيمنة بل والتصفية في نهاية الأمر.. فسؤالي هو:
    ما هو حظ الذين يؤمنون بفكرته في تحقيق مثل هذا السلام الداخلي؟؟ وما هو تأثير مثل هذا السلام الداخلي للأفراد، في حال تحققه، على مجتمع رأسمالي مسيطر قابض يقوم على الجشع والاستغلال والهيمنة والتسلط؟؟ وقد تساءلت الأخت عشة عن حال الإنسان البسيط المقهور في هذا الكوكب الحزين:


    Quote: ،لكن كيف يصل هذا الانسان بواقعه البومي وبؤسه ، مع ظروف الهيمنة الامبرياليه في ظل العولمة وعصر الفضائيات وضياع ملامح شخصيات الشعوب المستضعفة ، بجانب القهر الذي تمارسه الحكومات العسكرية المفروضة ومصادرة الاجساد بالسجن والقتل والتعذيب والاغتراب عن الذات .
    سؤالي كيف يصل هذا الكائن المستلب ؟

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-29-2004, 03:37 PM)

                  

01-29-2004, 07:12 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    وهذه هي الحلقة الثالثة في التعليق على رسالتك يا أخي الكريم الدكتور كرار التهامي.. سأضع وصلتها حتى أتمكن من وضعها هنا بإخراج مريح للنظر والمتابعة..

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3416#3416

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-29-2004, 07:15 PM)

                  

01-31-2004, 11:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)


    أخي الكريم الدكتور كرار التهامي

    لك تحية المودة والتقدير

    هذه هي الحلقة الثالثة من التعليق على رسالتك القيمة..
    قولك:
    Quote: لقد فوجئت حين قرات مقال د. حيدر بدوي عن الجمهوريين الذين استتيبوا وايديهم مكبلة بالاصفاد بأنهم ضعفوا وتخاذلوا !؟ لكن ما كنت اعلمه ان لحظة رحيل الاستاذ محمود دخل الجمهوريين في المتاهة الفكرية التي فرقتهم شذراً مذراً وان الذين كانوا مكبلين بين جدران السجن المادي في كوبر او الذين كانو مسجونين طواعية في الفكر خارج الاسوار اصبحوا احرار وبلا هوية لان الفكرة حلقت بجناحيها مع جسد صاحبها ومؤسسها المناضل فالأصيل الذي يتلقى من الله كفاحا كان واحداً ولقد رحل( والسالك) الذي كان يمضي في دروب الوعد ومعه الجماعة الى فردوس المجتمع الجمهوري كان واحداً وقد سقط وسمعت من قال لي وقتها ان الاستاذ التقى بتلاميذه في الساعة الاخيرة في حضور السجان ليقرا وصيته عليهم واخبرهم بفداء المسيح المحمدي للاخوان وانهم في حل عن التبشير بالفكرة (وانه زمن الشريعة وليس زمن الحقيقة) لذلك لم يكن لديهم في لحظة الاستتابة ما يجاهدون من اجله.. واصابت الجمهوريين جميعاً ردة فكرية ونفسية وتباينت آثارها على التنظيم فمنهم من لازم بيته ملتحفاً رصيده الفكري والاخلاقي الذي لا ينضب ولو نضب الزمان امثال سعيد الشايب ومنهم من دخل في بيوت اعدائه ( من السلفيين) في توبة حزينة منكسة الرأس مكسورة الخاطر أمثال عوض الكريم موسى . . . . ومنهم من أصبح منحرف السلوك لا يأبه بعد كل ذلك النقاء والاشراق.

    ----
    أما أنا فلم أفاجأ بكلمات الأخ الدكتور حيدر، فقد قرأت مثل هذا الكلام منه مرارا وكذلك من بعض الأخوان، منهم الأخ عوض الكريم موسى وقد كتبت له ردا في صالون الجمهوريين في حوالي عام 1998، ومنهم في الوقت الأخير الأخ أبو بكر القاضي الذي يكتب في جريدة الوطن القطرية وسودانايل، وقد كتبت تعليقي عليه في صالون الجمهوريين.. ولكن ما فوجئت به هو نوع الكلمات التي استعملها الأخ حيدر، والتي أراها، كما يراها كثيرون غيري، إساءة وتجريحا، لم يكن الأخ حيدر في حاجة إليها.. ومع أني أعرف أن الأخ حيدر يصرح في نفس السياق بأنه يحترم كبار الجمهوريين إلا أنني لم أستطع أن أحمل كلماته تلك على أي محمل سوى معانيها الظاهرة، وهي موجودة في الوصلة لمن يريد أن يقرأها فيحكم بنفسه لنفسه.. ولا أريد أن أكرر نفسي فقد كتبت رأيي بما يكفي، وكتب الأخ حيدر رأيه بما يكفي، ولولا أن هذا الذي أقوله الآن جزء من تعقيب على كتابتك أنت يا عزيزي كرار، لما رجعت إلى هذا الفصل..

    وفي البداية دعني أؤكد لك بأن لحظة رحيل الأستاذ لم تفرق الجمهوريين وحدهم وإنما فرقت السودانيين كلهم وأدخلتهم في دوامة الطوفان التي لا يزالون يعانون من آثارها، وأقرب دليل هو وجود أمثالك وأمثالي خارج بلدهم.. وكثيرون منا يرددون مع أخينا العوض مصطفى:
    وطني تغرّب أهله
    وغدا هجيرا ظله
    رطبي تساقط جله
    ورحلت أبحث في عيون الناس
    عن وطني وعني

    إذن الصاخّة قد أدركت الجميع، ولكن بعض الناس لا يحسون بها.. وبما أن غرضي هنا هو التوثيق والتعريف، فسأنقل لك خطاب من الأستاذ محمود إلى الأخ عوض الكريم موسى، يوضح أن الأستاذ محمود كان يتوقع هذا الأمر وأسماه بالغاشية، وفي عديد المرات قبلها كان يقول أن هناك قارعة ستحدث، فإلى الخطاب:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخرطوم 8 نوفمبر 1983م ـ الثلاثاء
    إبني المحبوب عوض .. تحيتى ومحبتى
    الخلاص من سورة يوسف فى هذه الايات "وكأين من آية فى السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون * وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون * أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ؟؟ * قل: هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين" صدق الله العظيم
    وقد يصرف وعيد الغاشية الأخوان والأخوات فيقع الظن بأن الشرك هنا لا يعنينا وإنما يعنى المشركين.. وهذا دائما ظن المسلمين وهم فى غفلة عن نصيبهم من الشرك .. فما ينبغى أن يتورط فى هذه الغفلة أبنائى وبناتى الجمهوريون..
    لكل من العارفين حظه من الشرك الخفى وفى ذلك يقع التفاوت "وفوق كل ذى علم عليم" الجمهوريون والجمهوريات أخرجوا من ديارهم بغير حق .. هذا من جهة السلطات .. وأخرجوا بحق هذا من جهة الله .. الحق الذى أخرجوا به هو انهم يقولون "الله الله الله" فى ذكرهم ولكنه قول باللسان وقد تكون عند أكثرهم قولا يواطئه القلب والعقل ولكنه مع ذلك لم يقع تحقيقه فى العمل ، وتحقيقه فى العمل هو العبودية .. بان تتصرف تصرف من إستيقن أن ربه الله .. وهذا لا يتمنى غير الحالة التى هو فيها ثقة بالله واتباعا لرضوانه.. إنما أذهبنا الله إلى المعتقلات لنجود هذه العبودية ويومها يقع الخلاص .. فلينظر كل منا "هل يعيش" "هنا والان" ؟؟ أم نعيش خارج الأسوار وغدا؟؟
    أرجو أن تنقل هذا لجميع أخوانك وأخواتك حتى تقع المراجعة لهذا الأمر فإن الوقت ضيق بعد الآن ويجب أن تراجع العبادة على ضوء هذا المقياس.

    والدك
    محمود

    ====

    لقد كان هذا الخطاب قبل أكثر من عام على أحداث التنفيذ، وقد كتبه الأستاذ محمود من داخل معتقل جهاز الأمن في الخرطوم، وهو حبس قضى فيه نحوا من تسعة عشر شهرا.. ودعني أقول الآن أن تلك الغاشية قد واجهها الأستاذ بمستوى لا يمكن مقارنته مع أي جمهوري آخر ولكن ذلك لا يعني أن نقول كما تقول أنت بأن المتلقي عن الله كان واحدا وقد رحل.. وليس حقا ما قلته أنت بأن الفكرة حلّقت مع صاحبها، وتركت الجمهوريين، وإنما الدقة في أن نقول بأن الفكرة كانت في قلوب وعقول كثير من الجمهوريين، وأن مستوى طيبا من التحقيق قد تم لهم، وقد شهد الأستاذ لهم بذلك في بعض الخطابات التي سأنقل لك جزءا منها في الحلقة القادمة.. الفكرة الجمهورية في الأساس تحاول أن تملّك الأفراد مزية التلقي عن الله من القرآن..
    أما قولك من الجزء المقتبس بعاليه:
    Quote: وسمعت من قال لي وقتها ان الاستاذ التقى بتلاميذه في الساعة الاخيرة في حضور السجان ليقرا وصيته عليهم واخبرهم بفداء المسيح المحمدي للاخوان وانهم في حل عن التبشير بالفكرة (وانه زمن الشريعة وليس زمن الحقيقة) لذلك لم يكن لديهم في لحظة الاستتابة ما يجاهدون من اجله..

    --
    فأستطيع، بكل ثقة، أن أقول أنه قول غير صحيح، فلم يحدث أن قال الأستاذ للأخوان المعتقلين معه هذا القول.. وقد ذكر الأخ خالد بابكر حمزة، وهو أحد أولئك الأربعة، أن الأستاذ عندما استدعي في عصر يوم الخميس 17 يناير إلى مكاتب إدارة السجن مضى من غير أن يلتفت وراءه إليهم، ولم يقابلوه بعد ذلك، إذ تم فصله في زنزانة بعيدة عنهم.. أما قبل ذلك فقد كان يوصيهم بألا يفكروا إلا في اللحظة الحاضرة، وكان طبيعيا إلى درجة مذهلة، وفي صباح أحد الأيام طلب من واحد منهم أن ينشد قصيدة "وإذا الجبال تحولت عن أرضها عن حبنا لله لا نتحول"، وقد قام ذلك الأخ، وهو تاج الدين عبد الرازق بإنشاد القصيدة وسأثبت هنا بعض أبياتها الدالة على معاني لا يخطئها المتأمل، وهي أيضا من كلمات الأخ عوض الكريم موسى:


    وإذا الجبال تحولت عن أرضها * عن حبنا لله لا نتحول
    لا دين بعد اليوم إلا ديننا * وسواه خسران فلا يُتقبّل
    وحي السماء منزل ببيوتنا * وبدائع الايات عنا تنقل
    قل للحسود اخسأ جهلت مكاننا * بجنابنا يتوسل المتوسّل
    يتساءلون وتنجلي انباؤنا * ما ضرنا الا يرانا الجاهل
    فلنحن ملح الارض اطيب نبتها * وسماؤها وأديمها والمنهل
    ولأرضنا جاء النبي مهاجرا * وبأرضنا النصر العزيز المقبل
    إخوانه منّا ومنّا أمة * ما ضمّها ماضِ ولا مستقبل
    ومقامه المحمود عرش آمن * هو اعظم الأسماء فينا يُحمل
    كرسيه كل الوجود وعنده * في كل حين كل حي يُسأل


    وعندما انتهى التاج من إنشاد القصيدة قال له الأستاذ لقد نسيت أهم بيت في القصيدة وهو روحها:


    ولقد أتى القيّوم في أنحائنا * من منزل الأخرى فنحن المنزل


    وهذا يتوافق مع أدبيات الفكرة الجمهورية التي تقول بأن المسيح يأتي من الأخرى، وقد أوضح ذلك الأخ بشير بكار في مذكراته التي نقلت أطرافا منها في الحلقة الثانية من هذه الكتابة، وستجيء في المقتطفات التي سأثبتها من كتاب "أدب السالك" بأسفله... أيضا أوضح الأخ بشير أن الأستاذ تحدث مع أولئك الأخوان عن موقفين مختلفين ، الأول موقف سيدنا الحسن من بيعة معاوية، فقد كانت تنازلا واضحا ولكنه مُبرّر بما يكفي لدى سيدنا الحسن.. وقد قال في ذلك ما معناه "أما بعد فإن كان هذا الأمر حقا لمعاوية فهو حق له وقد أخذه، وإن كان حقا لي فهو حق لي وقد تنازلت منه لمعاوية، والحمد لله الذي هدى بنا أوائلكم وعصم بنا دماء أواخركم" أو كما قال.. وقد أخبرهم الأستاذ بأن سيدنا الحسن طلب من سيدنا الحسين أن يبايع ولكنه رفض، وقال لهم أن موقف سيدنا الحسن كان أصح من موقف سيدنا الحسين.. وأنا أزعم أن كل هذه القصص من الأستاذ كانت كلاما ضمنيا، ولا بد أن الأخوان قد أدركوا الحكمة منها فاتجهوا إلى التنازل بعد مشهد التنفيذ، مؤثرين موقفا كموقف سيدنا الحسن الذي تنازل مع أنه يعرف أنه على الحق.. ولا بد أن ذلك الجو قد أيأسهم من أمر الناس فعلموا أنه لن يسمع إليهم أحد بعد ذهاب الأستاذ فاحتفظوا بإيمانهم لأنفسهم ، وقد أثبتت الأحداث أن ذلك الموقف قد عمل على حفظ المجتمع الجمهوري من ورائهم، ولا ننسى ما يعرفه الناس من أمر الخفاء في الفكرة الجمهورية مما يجعل الإنسان يتوقع النصر حتى بعد التنفيذ.. ولكن كما قلت في مرات كثيرة، فقد استغل فقهاء السلطة تلك الرغبة في اختيار التنازل وأرادوا أن يحاكموا الفكرة الجمهورية في أشخاص أولئك الجمهوريين الأربعة.. وأي حديث عن تخاذل ونكوص لن يكون في محله إذا علمنا أن الفقهاء قد واجهوهم بمسائل في الفكرة الجمهورية يصعب الحديث عنها في مثل ذلك الجو.. وأنا لمصلحة هذا النقاش سأورد بعض الفقرات التي قرأها الشيخ حسن حامد للأستاذ عبد اللطيف من كتاب "أدب السالك في طريق محمد" وفقرات أخرى جاءت في حيثيات محكمة المكاشفي.. وليعذرني القراء لإيراد الفقرات كاملة، حتى يكف من يتهمون أولئك الأخوان بالتخاذل عن مثل هذا الحديث وحتى يعرفوا أنهم لن يجرؤوا على الجهر بمثل هذه المقولات في أي محفل، ولن يستطيعوا أن يطرحوها في مثل هذا المنبر، لأنهم يعرفون أن ذلك يحتاج منهم إلى مجهود جبار لإقناع فئة قليلة جدا قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من قراء هذا المنبر، بأن هذا هو أصل الدين..

    وأنا إذ أفعل ذلك فإنما بسبيل من توضيح حقيقة موقف الأستاذ محمود بوصفه قد حقق قمة العبودية لله تعالى.. وقد كان أولئك الفقهاء يريدون أن يقولوا للجمهوريين الأربعة: إذا كان اعتقادكم بأن الأستاذ محمود هو الأصيل فها قد قُتل البارحة!! ونحن نريد إرجاعكم عما كنتم فيه من ضلالة!!
    وأنا أعلم أن كثيرا من الذين يقولون بالتخاذل إنما يرون الجانب السياسي من المسألة ويطالبون الجمهوريين بأن يكونوا أبطالا ثابتين على مبدئهم في مقاومة السلطة الجائرة مثل أستاذهم، ولكنهم قد ذُهلوا عن حقيقة هامة هي أن الأستاذ لم يدع أحدا يحاكمه في تلك الأفكار والنصوص، وإنما حاكم هو أولئك القضاة وتلك السلطة واتهمهم بالجهل والضعف المهني والأخلاقي وتشويه الدين.. إن مسألة فكرة الأصالة مضافا إليها تلك النصوص الموجودة في كتاب أدب السالك في طريق محمد والتي أتى بها الفقهاء لإحراج أولئك الجمهوريين، لعلمهم بأنه لن يتيسر لهم شرحها أو الدفاع عنها، خاصة في ذلك الظرف المأساوي، فإن أي عاقل يعذرهم في اختيار إظهار التنازل عنها، تفدية لها، وتفدية لأستاذهم بما يدفعونه من كرامتهم، لأن الشعب في ذلك الظرف كان سيُضلّل بأن مقتلهم مُبرر وقد كان من الجائز أن تستمر التصفية لقادة الحركة وكل الذين يصرون على التمسك بمثل هذه الأفكار، بينما تأمن السلطة على نفسها من غضب المسلمين في الداخل وفي الخارج.. والآن إلى بعض نصوص كتاب "أدب السالك"، ولن يجد أحد أي صعوبة في إدراك خطورة ودقة عبارات مثل التي أضع تحتها خطوطا.. وعلى الله قصد السبيل
    وشكراً
    ياسر

    =========

    ملاحق:
    الأدب مع الله
    أدب العبودية
    الله ، المطلق ، والاسم :


    إن حقيقة الأدب ، وقمته ، وخلاصته ، هى الأدب مع الله .. والأدب مع الله إنما يكون بالتزام العبودية ، والتزام مقتضياتها فى حسن التأدب مع الربوبية .. ونحن لا نستطيع أن نتأدب مع الله ، إلا إذا عرفناه ، وهذا يقتضى أن نجعل المدخل على حديثنا عن الأدب ، الحديث عن الله.. فالله تعالى من حيث ذاته الصرفة ، المطلقة ، فوق أن يعرف ، أو يوصف ، أو يشار إليه فهو مطلق يتسامى عن كل قيد ، أو تحديد .. ثم انه تعالى لكى يعرف ، تنزل من إطلاقه إلى مرتبة القيد ، فكان أول التنزل إلي مرتبة الاسم الله ، ثم مرتبة الصفة الرحمن ، ثم مرتبة الفعل – الرحيم .. وفى مرتبة الفعل برز الخلق ، وببروزه أمكنت معرفة الله .. والى ذلك الإشارة بالحديث القدسى ، الذى نصه : ( كنت كنزا مخفيا ، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ، فتعرفت إليهم فبى عرفونى ) .. ف ( كنت كنزا مخفيا ) ، يعنى فى حضرة اطلاق لا تعرف ، وهذا معنى ( مخفيا ) .. فهو من حيث ذاته المطلقة ، كان ، ولا يزال ، ولن ينفك ، فى حضرة خفاء ، تجل عن أن تعرف .. ولكن لكى يعرف ، تنزل الى مرتبة الخلق ، والى ذلك الإشارة بقوله ( فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق ) .. فالله إنما يعرف بخلقه .. وخلقه ليسوا غيره ، وإنما هم هو فى تنزل .. هم فعله ، وفعله ليس غيره .. وقمة الخلق ، وأكملهم فى الدلالة على الله ، هو الإنسان الكامل هو صاحب مقام الاسم الأعظم ( الله ) .. فالله اسم علم على الإنسان الكامل ، الذى بين الذات المطلقة فى إطلاقها ، وبين جميع الخلق .. فأسماء الله الحسنى إنما هى فى حق الإنسان الكامل ، فى المكان الأول ، ثم هى لا تكون فى حق الذات الصرفة ، المطلقة ، الا عند التناهى ، عندما تعجز العبارة وتكاد تنقطع الإشارة .. ذلك بأن الذات المطلقة فوق الاسم ، وفوق الصفة … الإنسان الكامل هو أعظم أسماء المطلق ، واعظم صفات المطلق ، وهو أول تنزل من صرافة الذات ، وهو الذات المحمدية ، المشار إليها بقول المعصوم : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) .. فهو مخلوق بالذات ، وهذا معنى انه أول تنزل منها .. وكل من عداه ، وما عداه ، مخلوق بالواسطة ، بالأسماء ، وبالصفات ، وبالأفعال .. هو مخلوق به ، ومنه .. فالإنسان الكامل هو الأمر الواحد ، المشار إليه فى قوله تعالى : ( انا كل شئ خلقناه بقدر ، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) .. فهذا الأمر الواحد ، هو التنزل الى مقام الاسم ( الله ) ، وعبارة ( كلمح بالبصر ) الى لحظة بروز المحدود من المطلق .. وعن هذا الأمر الواحد ، يتم تنزل ، وبروز ، جميع الوجود الحادث ، فى الزمان والمكان ، وبه يتم عروج جميع الوجود الحادث ، فى الزمان والمكان ، وبه يتم عروج جميع أفراد هذا الوجود فى سيرهم السرمدى نحو الإطلاق . فالإنسان الكامل ، مقام الاسم الأعظم (الله ) ، هو الذى يعرف ذات الله ، ويعرّف غيره بها ، والى ذلك الإشارة بعبارة ( فبى عرفونى ) الواردة فى الحديث القدسى .. يعنى بالله ، صاحب مقام الاسم الأعظم ، تعرف ذات الله ، وهذا معنى قولهم : ( لا يعرف الله إلا الله ) .. يعنى لا يعرف ذات الله ، إلا الإنسان الكامل .. وذات الله ، تعرف بالله ، بمعنى انه يقيد من إطلاقها ، فتعرف عن طريق هذا التقييد .. والى هذا المعنى أيضا الإشارة بقوله تعالى : ( قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب الا الله ) فالغيب هنا اشارة إلى ذات الله المطلقة فهي قمة الغيب .. و ( لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله ) يعنى لا يعرف ذات الله إلا الله ) ، الإنسان الكامل .. وعبارة ( فبى ) من الحديث القدسى تعنى أيضا ( محمدا ) .. ففى لغة الأرقام مجموع حروف اسم ( محمد ) ، يساوى مجموع حروف ( فبى ) .. كلاهما اثنان وتسعون .. فبذلك يصبح معنى ( فبى عرفونى ) ، بمحمد عرفونى .. فبمعرفة الحقيقة المحمدية ، يعرف الله .. وعن كون ذات الله الصرفة لا تعرف ، ولا توصف ، ولا يشار إليها ، يجئ قوله تعالى فى القرآن : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين )، فـ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) يعنى تنزه الله فى ذاته عن كل وصف ، ( وسلام على المرسلين ) يعنى أن خير من وصف الله هم المرسلون ، لأنهم وصفوه بما وصف به نفسه ، وفق ما تقتضيه حكمته فى التنزل ، ومن هنا يأتيهم السلام .. وفى هذا المعنى أيضا يأتى قول المعصوم : ( تفكروا فى مخلوقات الله ، ولا تفكروا فى ذاته فتهلكوا ) ، فذات الله لا يحويها الفكر ، لأنها مطلقة ، والفكر محدود ، ولأنها وحدة ، والفكر يقوم على الثنائية ، ولذلك قيل ( كل ما خطر ببالك فالله من حيث ذاته ، بخلاف ذلك ) .. من كل ذلك يتضح أن الله هو اسم علم على الإنسان الكامل .. وان جميع صفاته هى فى حق الإنسان الكامل ، فى المكان الأول ، وان الذات المطلقة إنما هى فوق الاسم ، وفوق الصفة ، وتقصر عنها العبارة ، والإشارة .. فالله المشار إليه فى القرآن ، بين دفتى المصحف هو صاحب الاسم الأعظم .. هو الإنسان الكامل .. وهذا المقام ، مقام الحقيقة المحمدية ، هو مقام فى الملكوت ولكن بفضل الله يتنزل فى كل يوم الى عالم الملك ، حتى يتجسد على الأرض ، وبتجسيده ، تتحقق خلافة الأرض ، المشار إليها بقوله تعالى : ( إني جاعل فى الأرض خليفة ) .. وبذلك يتم التزاوج بين الملك والملكوت ، فتتحقق جنة الأرض ، ويحل فى ربوعها السلام – وهذا أمر سيأتى تفصيله فى الأبواب التالية .. والإنسان الكامل هو اكبر من يحقق الأدب مع الذات .. فمقامه هو مقام العبودية الكاملة – هو ( المسلم ) .. فهو بالنسبة للذات ، مجرد بوق تنفخ فيه.. ولذلك هو العبد حقا ، والمسلم حقا .. وإنما يأتى كمال عبودية الإنسان الكامل ( الله ) ، من كمال علمه المتجدد ، الذى يجدد به عبوديته ، ويجدد به أدبه فى عبوديته ، كل حين .. فهو فى كل وقت جديد ، صاحب علم جديد ، متخلقا فى ذلك بقوله تعالى : ( كل يوم هو فى شأن ) .. فشأن الله هو إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه.. ويوم الله هنا ، هو وحدة زمنية التجلى ، وهو لحظة بروز المحدود من المطلق ، وهى لحظة تدق حتى تكاد تخرج من الزمن .. وإبداء ذات الله لخلقه ، إنما يتم عن طريق تقييد الإنسان الكامل للمطلق ، فهو فى كل لحظة يقيد من المطلق ما به يزيد علمه ، وتتجدد عبوديته ، وتتسع حياته ، وعن طريق هذا التقييد تقع معرفة الخلق لذات الله ، ويقع سيرهم إليه .. والإنسان الكامل ، لما كان بين المطلق فى إطلاقه وبين جميع الخلق ، فهو من وجهه الذى يلى المطلق ، مطلق ، بمعنى أنه فى تجدد مستمر ، ومن وجهه الذى يلى الخلق مقيد ، بمعنى انه مجسد ..
    ولما كان الإنسان الكامل هو قيد الذات بالصورة التى ذكرناها ، فان كل الوجود مستمد منه .. وكل أنوار الولايات وأنوار النبوات ، مستمدة من نوره .. وكل حركة التطور إنما تطلبه .. فما تحرك من متحرك ، ولا سكن من ساكن إلا فى سبيله ، سبيل ان يتنزل من الملكوت الى الملك ..
    وعلى ضوء هذا الفهم عن الله ، نتحدث عن أدب العبودية الأدب مع الله ، وهو الأدب الذى وردت تفاصيله فى القرآن كما سنرى ، إنشاء الله ..

    ===========


    الملك ، ومملكة الحمد :

    وصاحب المقام المحمود ، الإنسان الكامل ، المسيح المحمدى ، هو بكل شئ عليم ، وعلى كل شئ قدير ، وعلمه ، وقدرته ، ليسا بجارحة ، ولا بواسطة ، وإنما هو يعلم بذاته ، ويقدر بذاته ، متخلقا فى ذلك بأخلاق الله .. فهو الذى بيده الملك ، المشار اليه بقوله تعالى : ( تبارك الذى بيده الملك ، وهو على كل شئ قدير ) فهو مبارك من قبل الذات المطلقة .. وهو صاحب الملك الذى لا ينبغى لأحد من بعده ، وهو ملك النفوس .. فهو لما ملك نفسه ، وتحقق بالعبودية الكاملة ، حاز الملك الذى لا يبلى ، فأقيم مقام الخلافة ، فاصبح خليفة الذات ، النائب عنها فى تصريف شئون جميع الخلائق .. فهو الملك فى مملكته .. وهو ( ملك يوم الدين ) .. ويوم الدين هو يوم الحساب ، وهو اللحظة الحاضرة لأن الحساب جارى فى كل لحظة .. وهو اليوم الآخر .. ويوم الدين ، هو اليوم الذى تتم فيه إقامة الدين على الأرض ، بظهور المسيح ، فهذا هو يوم استوائه على عرش مملكته ، وهذا اليوم هو الساعة ، كما ذكرنا .. وهو يوم الحمد ، لأنه اليوم الذى تتم فيه النعمة المعنوية والحسية ، وتتحقق فيه جنة الأرض المشار ليها بقوله تعالى : ( وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده ، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، فنعم اجر العاملين ) فهم لما كانوا محاطين بالنعمة من كل جانب وفتح لهم فى العلم ، فقد ألهموا الحمد ، فاصبح هو خلاصة عبادتهم .. والى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده ) .. واليه أيضا الإشارة بقوله تعالى : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم ، وتحيتهم فيها سلام ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) .. وحمدهم ، إنما هو مستمد من حمد ( الله ) الإنسان الكامل ، فهو الذى له الحمد ، وهو الذى منه الحمد ، بل انه لهو أحمد الحامدين .. وهو قد حقق من الحمد لله ، ما أستحق به معاوضة أن يصبح محمودا ، ولذلك فهو صاحب المقام المحمود .. ومملكته مملكة الحمد ، لأنها مملكة الإنسان ، مملكة العارفين بربهم – الناس .. فهو ملك الناس .. ملك الناس هو الملك على جميع الخلائق ، فالناس هم قمة المملكة وخلاصتها ، فهم مفضلون على جميع الخلق فى حين أن بنى آدم مفضلون على كثير من الخلق .. وتحقيق هذه المملكة يتم بظهور المسيح ، وعن هذا الظهور جاء فى حديث المعصوم الذى يرويه أبو هريرة ، قوله : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ، حكما عدلا ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) .. قوله ( فيكسر الصليب ) إشارة الى حل التعارض القائم بين العقل الواعى والعقل الباطن ، وتوحيد البنية البشرية ، عن طريق تجويد التوحيد .. ( ويقتل الخنزير ) إشارة الى قتل النفس الأمارة بالسوء ، التى تحكى فى شراهتها الخنزير ، وتحويلها من نفس حيوانية الى نفس إنسانية ، لا تأمر إلا بالخير ، وبهذا القتل يتم إحياؤها .. وقوله : ( ويضع الجزية ) إشارة الى إبطال الجهاد بالسيف ، وإقامة الجهاد الأكبر ، جهاد النفس .. وهو أيضا إشارة الى انتهاء الحرب ، وإقامة السلام .. وقوله ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) يعنى يعم الخير حتى يجد كل فرد حاجته ، ووقتها ينتهى الانشغال بأمر الدنيا ، وتتفرغ العقول والقلوب لعبادة الله ، ( فتصبح السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) !!


    =======
    افتتاح دورة جديدة من دورات الحياة :

    لقد أشرنا الى أن مقام ( الأصيل ) ، المقام المحمود هو مقام الحياة الخالدة التى لا تؤوفها آفة النقص ، أو المرض ، أو الموت .. وفى هذا المعنى يجئ قوله تعالى : ( فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) .. ( فان البيوت التى يذكر فيها اسم الله ، فى الحقيقة هى أجساد العارفين .. وفى طليعتهم الإنسان الكامل .. فان جسد العارف قد أذن الله له أن يرفع من الأموات .. فهو إنما يجئ الى هذه الدنيا من العالم الآخر .. والى ذلك إشارة النبى عن أبى بكر حيث قال : ( من سره أن ينظر الى ميت يمشى فى الناس فلينظر الى أبى بكر ..) .. وجسد الإنسان الكامل أذن الله له أن يرفع ، من مرتبة النباتية ، الى مرتبة الحيوان ، الى مرتبة الإنسان ، وهى أعلى المراتب .. ومرتبة الحيوان هنا لا تعنى مجرد الحيوان الأعجم ، وإنما تعنى أيضا مرتبة البشر الحاضر ، القاصر ، عن تحصيل المعارف الإلهية .. ذلك بأن الإنسان الكامل يأذن الله له ( لبيته ) أو قل ( لجسده ) أن يرفع ، فيفتتح ، بهذه الرفعة دورة جديدة ، من دورات التكوين على هذه الأرض .. فانه هو يرتفع - بهذه الدورة الجديدة ، فوق البشر المعاصر ، كما ارتفع البشر المعاصر فوق الحيوان الأعجم ، عند افتتاح الدورة البشرية المعاصرة ، هذه الدورة التى نعيش الآن فى أخرياتها ، ان شاء الله .. والإنسان الكامل عندما يرتفع إلى هذا المستوى من الحياة ، يفيض الحياة على غيره .. فيبعث موتى القلوب ، من موتهم .. والى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( وترى الأرض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ، وربت ، وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق ، وانه يحي الموتى ، وانه على كل شئ قدير ) .. فالأرض هنا ، هى أرض الجسد ، والماء هو العلم ، الذى عندما ينزل على ارض الجسد ، تدب فيه الحياة ،وتنمو ، والى ذلك الإشارة بقوله : ( اهتزت وربت ) .. ( وأنبتت من كل زوج بهيج ) إشارة الى الحواس عندما تقوى وتكتمل .. والآية التى تهمنا هنا هي : ( ذلك بأن الله هو الحق ، وانه يحي الموتى ، وانه على كل شئ قدير ) فالله ، الإنسان الكامل ، يحي موتى القلوب ، بما يفيضه عليهم من العلم بالله ، وذلك العلم الذى نفخته فيه الذات المطلقة بعد أن صار بوقا – (صار صورا ) ، وقد وردت الى ذلك الإشارة .. وهو يفتح أبواب بركات السماء والأرض ، ويحي الأرض ، فتكتسي بالخضرة .. وعند ظهوره لا تدع السماء شيئا من مائها إلا أنزلته ، ولا تدع الأرض شيئا من نبتها إلا أخرجته .. هذا ، ونحن عندما نكتب عن مقامات النبى الثلاثة ، بالصورة التى كتبناها ، وركزنا فيها على تجسيد المقام المحمود ، مقام ولاية النبي ، انما يهمنا أن نستعين بمعرفته ، على محبته ، والأدب معه ، إذ لا سبيل للاستفادة من العمل الديني إلا بمحبة النبي ..

                  

01-31-2004, 04:53 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    عزيزي الدكتور كرار
    وجميع قراء البوست
    تحية واحتراما
    وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله أن يعيد هذه الأيام وبلادنا قد نعمت بالسلام وبالحرية والعدالة لجميع أبناء السودان..

    في الوصلة التالية تجدون الحلقة الرابعة من التعليق على رسالة الدكتور كرار القيمة..

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3422#3422

    وعندما أجد الوقت سأنقلها بكاملها إلى هذا البورد أيضا..

    وشكرا

    ياسر
                  

02-02-2004, 10:38 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)


    الأكرم الدكتور كرار التهامي

    تحية طيبة واحتراما

    ما زلت محتفلا بالتعليق على رسالتك القيمة... وأواصل اليوم في هذه الحلقة الرابعة..
    قولك:
    Quote: واصابت الجمهوريين جميعاً ردة فكرية ونفسية وتباينت آثارها على التنظيم فمنهم من لازم بيته ملتحفاً رصيده الفكري والاخلاقي الذي لا ينضب ولو نضب الزمان امثال سعيد الشايب ومنهم من دخل في بيوت اعدائه ( من السلفيين) في توبة حزينة منكسة الرأس مكسورة الخاطر أمثال عوض الكريم موسى . . . . ومنهم من أصبح منحرف السلوك لا يأبه بعد كل ذلك النقاء والاشراق.

    ----
    لقد قلت أنت يا أخي كرار في بداية رسالتك:
    Quote: "لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه"
    ـ وهذا حق لا مراء فيه، فقد كانت الفكرة غريبة جدا، حتى في حضور الأستاذ محمود بين الجمهوريين، وأغرب ما فيها هو مسألة الأصالة وفكرة الأصيل.. وحتى اليوم لا يزال الناس يسألون عن هذه المسألة، آخرهم سائلة تسأل عن موقف الأستاذ محمود من الحج في هذه الوصلة
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=204

    فما بالك بأمر الجمهوريين من هذه الفكرة بعد أن حدث لصاحبها ما حدث؟؟ ومن هنا فأنا أسمي ما حدث للجمهوريين بالصاعقة، وليس بالضرورة ردة فكرية، فالجمهوريون يتباينون في مستوى التأثر بما حدث.. وأنا أحبذ أن نواصل النقاش في أمر الأستاذ محمود ونترك أمر الجمهوريين جانبا، لأنه لو كان أمر الأستاذ حقا فإن مسألة الإجابة على السؤال: "هل ماتت الفكرة الجمهورية؟؟" لن يعتمد على موقف الجمهوريين من الحدث، مهما كان.. فالديانة المسيحية قد انتشرت بعد ثلاثة قرون من زمن المسيح بالرغم من أن أكبر تلاميذه، بطرس، قد أنكره ثلاث مرات، حتى قبل حادث القتل والصلب.. ولذا سوف أتجاوز عن التعليق على أمر الأخ عوض الكريم موسى أو من وصفتهم بما وصفتهم، لأنهم ليسوا حجة على الفكرة..
    قولك:

    Quote: فما الذي حدث أيها الاصدقاء الجمهوريين بعد أن توسدت الفكرة الثرى كيف نمت من جديد وعلى أي اصل فكري أو فرع فقهي ؟ ورحم الله محمود المهندس الفقير الذي وسع قلبه خير الناس كلها وجعل الفقر ثروة وعاش في بيت الجالوص الذي صمد أكثر من كل قصور الدنيا في وجه البغي والتصفية –ومضى يحمل صليب عذابه الاليم كالمسيح . . نعم السياسي الوحيد الذي لم يختبئ من سجانيه وجلاديه ومشى معهم مرفوع الرأس يد بيد وكتفاً بكتف من سجن الى سجن ومن حكم الى حكم ومن مقصلة الى مقصلة دون ان يلتفت وراءه أو ترمش له عين حتى لاقى ربه نقياً فقيرا وتركهم يموتون في شهواتهم ويغرقون في ترف الدنيا .

    -----
    لا بد أنك قد سمعت أن الجمهوريين كان يجري في أركانهم قول مشهور، وهو أن أي دعوة يموت عنها صاحبها قبل إتمامها تحتاج إلى المراجعة وبالتالي تكون دعوة ناقصة.. ومن هنا كانوا يصفون دعوة السيد حسن البنا بأنها دعوة ناقصة، وكذلك دعوة المهدي في السودان في القرن التاسع عشر.. والسؤال المهم الآن هو: هل الفكرة الجمهورية حق؟؟ وهل الأستاذ محمود محق فيما زعمه لنفسه من الأصالة؟؟ وهل هناك أصالة من أساسه؟؟ وهل يعني مقتل الأستاذ أن الفكرة قد ماتت أو أنها ناقصة؟؟ هذه هي الأسئلة التي أرجو لهذا النقاش أن يتجه نحوها..
    وللإجابة على السؤال الأول أبادر فأقول بأن الفكرة الجمهورية هي الحق، وهي الإسلام الذي لا إسلام غيره، فيما أرى.. أكثر من ذلك، فأنا أرى، أنه لو لم تكن هذه الفكرة هي الإسلام، فيجب أن يكون الإسلام هكذا.. لأنه بغير هذا المستوى لن يجد الإسلام أي فرصة في عالم اليوم..
    وفي الإجابة على السؤال الثاني أقول أن الأستاذ محمود قد برهن على أنه أصيل، وحر، بمعنى أنه يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول.. وهذا يكفيني برهانا، ويكفيني تدليلا على صدقه.. وهو صدق يجعله عندي في مستوى الأنبياء، والرسل أولي العزم من أمثال سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم سلام الله.. فأنا لم أر أولئك الأنبياء والرسل، ولكني آمنت بهم.. أما الأستاذ محمود فإني قد آمنت به وصدقته وقد رأيت بنفسي من واقع تجربتي معه الدليل على صدقه.. هذا البرهان هو الذي ظهر لكثير من الناس، وقد أعجبني وصفك له بقولك:

    Quote: ومضى يحمل صليب عذابه الاليم كالمسيح . . نعم السياسي الوحيد الذي لم يختبئ من سجانيه وجلاديه ومشى معهم مرفوع الرأس يد بيد وكتفاً بكتف من سجن الى سجن ومن حكم الى حكم ومن مقصلة الى مقصلة دون ان يلتفت وراءه أو ترمش له عين حتى لاقى ربه نقياً فقيرا وتركهم يموتون في شهواتهم ويغرقون في ترف الدنيا .

    ---
    وهو قول ذكرني بأبيات الشيخ الأكبر ابن عربي:

    نسمات هواك لها أرج * تحيا وتعيش بها المهج
    وبذكر حديثك يُطوى الهمّ * عن الأرواح وينفرج
    وببهجة وجه جمال جلال * كمال صفاتك أبتهج
    ما القوم سوى قوم عرفوك * وغيرهم همج همج
    دخلوا فقراء على الدنيا * وكما دخلوا منها خرجوا
    فيا مدّعيا لطريقهم * قوّم نظرا بك ينعوج

    وفي الإجابة على السؤال الثالث: هل هناك أصالة من أساسه؟ أقول أن فكرة الأصالة هي ضرورة حياتية للإنسان، وهي تنسجم مع مبدأ الحرية الإنسانية.. وقد أوضح الأستاذ محمود في أواخر أيام تواجده مع الجمهوريين أن الأصالة، بمعنى سقوط التقليد لا تتحقق على تمامها في تلك المرحلة من التطور البشري إلا لشخص واحد، وقد فهمت لاحقاً من ذلك أن مَنْ يستطيع أن يصمد على زعم الأصالة حتى في وجه التهديد بالقتل، وهو محق، شخص واحد، وقد اتضح لي الآن أن ذلك الشخص كان هو الأستاذ محمود.. وأتصور أن مستقبل الدين في العالم سيكون في اتجاه حرية اتخاذ منهاج الصلاة وجميع العبادات ليصل العُبّاد إلى أصالتهم وفرديتهم وهو أمر يتسق مع حق الإنسان ومع حريته كما قلت آنفا..

    أما السؤال الرابع: "هل يعني مقتل الأستاذ أن الفكرة قد ماتت أو أنها ناقصة؟؟".. بالعكس لقد كان موقف الأستاذ بتلك الطريقة هو الدليل على صحة فكرة الأصالة، وعلى صدقه في زعم الأصالة، وفي تحقيق أعلى درجات المواجهة من غير التخلي عن الطريق السلمي، ومن غير سعي للموت في سبيل الله، ولكن أيضا من غير وجل من الموت إن كان لا بد منه..
    أنا هنا لا أرمي بالحديث على عواهنه، وسأتجه إلى بسط وثائق من خطابات الأستاذ ومن وثائق حركة الجمهوريين توضح ما أقول.. لقد كتب الأستاذ في نشرة داخلية للجمهوريين مطبوعة بالرونيو ونوقشت في مؤتمر عيد الفطر عام 1388 هـ الموافق 1968 عقب أحداث محكمة الردة الشهيرة، وهي أحداث تشبه الأحداث الأخيرة ما يلي عن أمر المواجهة:

    المواجهة هي معرفة وسلوك بمقتضى المعرفة.. معرفة يهتدي بها الفرد تجعله يميز بين دقائق الأمور.. وقمة المعرفة تجعل الفرد ملزما أن يسير خلف الله ذلك باتباع رضوان الله، وهو الرضا به، فينا وحولنا..
    والمواجهة في الحيز العملي تقع على درجات ثلاث:ــ
    1. مواجهة في القمة.. وهي العمل بالفكرة بلسان الحال، ولسان المقال، ونشرها بين الناس بلسان رطب صادق يتحمل في ذلك الأذى، ولا يرد الأذى.. ولا يحسبن أحد أن هذا السلوك يمكن للفرد أن يستوحيه في لحظة المواجهة، فإنه لا يمكن أن يتيسر لك أن تعمل إلا وفق ما أنت عليه.. فالمواجهة سيرة وتربية طويلة فإن احتمال الأذى من الناس، وكف الأذى عنهم لا يكون إلا بمعرفة الحكمة من ذلك.. فالمواجِه لا يرى أعداءه في الخارج، وإنما يستدل بما في الخارج على أعدائه في داخله..
    2. مواجهة أقل من ذلك.. يعمل جاهداً على نشر الفكرة بسمته وقوله ويحاول أن يتحمل الأذى، وقد يرتد فيرد الأذى، دون تدبير منه مبيّت، ثم هو غير راض عن نفسه بعد ذلك.
    3. مواجهة أقل الدرجات.. يحاول جهده نشر الفكرة وحين يعجز عن المواجهة لاعتبارات عنده هو.. فهو إن كان في مجلس أو اجتماع أثير فيه هذا الموضوع لا يملك إلا أن ينصرف لأنه لا يملك أن يفعل أكثر من ذلك وهو بعد غير راض عن نفسه ولا حاله.

    هناك سلوك الفكرة الجمهورية منه براء، وهو سلوك من يجعل من الفكرة موضوعاً للأنس وتزجية الفراغ، بروح من الهزار والمداعبة.. فهو إن طُعن في الفكرة بروح الهزار والنكتة، تضاحك.. هذا السلوك الفكرة الجمهورية منه براء.
    إن آيتك اليوم هي تمام آيتك بالأمس وهي.. "فانقلبوا بنعمة من الله وفضل، لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم" .. هذه هي آية المواجهة في المرحلة الثانية.. فانظر في داخلك لتستدل بما في الخارج على ما في الداخل.. وليكن خروجك من إرادته إلى رضوانه، اليوم، هو تتويج خروجك من إرادتك إلى إرادته أمس، وما التوفيق إلا من عنده، فإنه نعم المولى ونعم النصير..


    انتهى..
    أما آية المواجهة التي يقصدها الأستاذ محمود فهي آية شهيرة قد صُدِّر بها دستور الحزب الجمهوري منذ أن خرج في ثوبه الفكري الجديد في عام 1951: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"
    ويمكن رؤية تلك الصفحة من الكتاب هنا:
    http://www.alfikra.org/books/bk004/pg74.gif

    وقد بدأت مواجهة الجمهوريين لنظام مايو بصدور كتيب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" الذي يمكن قراءته في هذه الوصلة:
    http://www.alfikra.org/books/bk270.htm\
    وقد تعرض الأستاذ محمود وحوالي خمسين من الجمهوريين وأربعة من الجمهوريات إلى الاعتقال بدون تحقيق أو محاكمة.. وقد اعتبر الأستاذ هذا الاعتقال بمثابة خلوة لتجويد العبودية بين الأخوان والأخوات، داخل المعتقلات وخارج المعتقلات، ليعدّهم ليوم مواجهة قادم.. وسأورد لك، وللقراء، من خطابات الأستاذ لأبنائه وبناته ما يوضح هذا الأمر وأرجو ملاحظة ما سأكتبه بلون مختلف أو أضع تحته خطاً..
    الوثيقة الأولى هي خطاب الأستاذ بتاريخ 14 فبراير 1984


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الثلاثاء 14 فبراير 1984م
    أبنائى وبناتى الجمهوريين
    تحيتى ومحبتى ومعزتى
    أما بعد فانى لأحمد الله الذى لا اله غيره .. وأسأله تعالى لكم تمام النعمة بالهداية ، والتثبيت على السراط المستقيم ، والنصر المؤزر بالعزة والكرامة.. ـ
    ثم أما بعد ..فقد أنفقنا زمنا طويلا فى هذه الخلوة المباركة ، فى تجويد العبادة ، ابتغاء تحقيق القدر المقدور لنا فى العبودية .. وقد عطلنا ، أو كدنا نعطل شريعتنا فى هذه الفترة ـ شريعة معاملة المجتمع ـ وإلا فإن القدر الذى تحقق من العبودية مرضي عندي ، وأرجو أن يكون مرضيا عند ربي .. معلوم ان السير فى مضمار العبودية سير سرمدي، يتجدد ولا ينتهي .. ونحن نريد أن نجدده فى المرحلة المقبلة بأن ندخل شريعة الجماعة فى مضمار العبادة ، فتكون لنا شريعتنا وحقيقتنا ، فنجود التوفيق بينهما ، من غير أن نذهل بالشريعة عن الحقيقة ولا أن نفنى عن الشريعة فى الحقيقة وإنما هو الوزن بالقسط ، حيث نعامل الحق بالحقيقة ، والخلق بالشريعة ، وهذا هو مقام عزكم الذى نسعى لبلوغه .. وهو مقام عزيز المنال .. يقع البدء فيه ولا يتم الفراغ منه.. ـ
    معلوم عندكم إن المبتدئ فى العباده الجادة ، السالكة مسالك العرفان بالعلم والعمل بمقتضى العلم ، إنما يبدأ فى غفلة يكون فيها مشغولا بالخلق مذهولا عن الخالق .. فهو لا يرى الفعل إلا من الفاعل المباشر ـ المخلوق ـ ويذهل عن الفاعل الاصلى من وراء الفاعل المباشر ـ الله ـ وانما من أجل الخلاص من هذه النظرة الجاهلة سنت الخلوة ـ الفرار من الخلق ـ وبهذه الخلوة يتم فراغ البال من الخلق وتتمكن من العابد معايشة الرب حتى إنه لينتقل من رؤية الخلق فى الفعل الى رؤية الخالق وحده .. فلكأنه يصير الى النقيض ، مما كان عليه قبل الخلوة .. فهو يفنى عن الشريعة فى الحقيقة .. وليس فى أى من النقيضين كمال .. ليس فى الفناء عن الحقيقة فى الشريعة كمال .. كما أنه ليس فى الفناء عن الشريعة فى الحقيقة كمال .. وإن كان فناء الفاني فى الحقيقة أكمل من فناء الفاني فى الشريعة، لأن صاحب الشريعة وحدها صاحب دنيا ـ وإنما الكمال فى الجمع بينهما ، وفى نفس الوقت .. وهذا هو البقاء .. ومعلوم اننا لسنا مبتدئين فى العبادة .. فإننا بفضل الله علينا ، قد قطعنا فى العبادة شوطا بعيدا وموفقا .. ولكننا مبتدئون فى العبودية .. وقد ساق الله تبارك وتعالى ، لنا بمحض فضله ، هذه الفرصة لنخلو إليه فى المعتقلات .. والمبتدئ فى العبودية كالمبتدئ فى العبادة من حيث حاجته للخلوة مع إختلاف المقدار بالطبع ، وأعتقد أنكم قد لاحظتم حاجتكم إلى الخلوة منذ البداية. ـ
    الشريعة نهج البداية .. فليس دون الشريعة دخول فى الملة .. والطريقة نهج المجود فى الشريعة ، لأنها شريعة وزيادة ـ لأنها شريعة منضبطة وهى عندنا سنة النبى الكريم .. ونحن عليها بفضل الله منذ البداية .. والحقيقة معرفة أسرار الالوهية .. علم الشريعة يوجب العمل فى العبادة .. وعلم الحقيقة علم سر فعل الله .. يوجب العمل فى العبودية .. والعبودية هى التأدب مع الرب بما يليق من قبل العبد .. العبودية هى ألا نستعجل الرب فى أمر أجله ، ولا نستبطئه فى أمر أعجله ، وإنما نكون معه فى حضرة شئونه ، لا نتقدمه ، ولا نتأخر عنه .. وهو كل يوم فى شأن ، وإنما يومه زمنية تجليه لخلقه ليعرفوه وهذا التجلى "التعليم" هو شأنه .. فأنت تكون فى أدب الوقت لتعقل عن ربك .. أنت كعابد مجود للعبودية لا تعيش فى الماضى ، ولا تعيش فى المستقبل .. وإنما تعيش فى "الهنا والان" .. وهذا معلوم عندكم ، وممارس بفضل الله ، فى مستوى مرضى من التجويد .. والآن !! .. دعونا ننقل أسلوبنا إلى المستوى الجديد ، وهو التوفيق بين الحقيقة والشريعة ، النظرة الواحدة الشاملة ، من علم يتسق فيه العمل بين الحقيقة والشريعة .. لقد عرفنا الحقيقة بأنها معرفة أسرار الالوهية .. هذه هى الحقيقة فى الدين الخاص .. أما الحقيقة فى الدين العام .. فهى ما عليه الخلق من خير ومن شر ، من علم ومن جهل ، من ايمان ومن كفر .. هى الارادة .. والارادة هى ما عليه الخلق ، فإنه لا يدخل فى المملكة إلا ما يريده الله .. ـ
    نحن ندخل اليوم على شريعتنا بعد أن عطلناها، أو كدنا لمصلحة حقيقتنا.. نحن ندخل على شريعتنا ومعنا حكم الوقت ، بدليل أن قومنا اليوم قد تورطوا فى تشويه ديننا ، وفى التنكيل بإسم هذا الدين ، بضعفاء شعبنا .. فوجب علينا من ثم ، النهوض بالدفاع عن ديننا ، وعن شعبنا ، فى هذا البلد الطيب .. ـ
    وأول ما نبدأ به هو ان مايجرى من قومنا المسئولين ، نحو ديننا ، وشعبنا إنما هو بإرادة الله .. وإرادة الله دائما تنطوي على حكمة ـ علم من علم وجهل من جهل ـ والله يريد أمرا ولا يرضاه وهذا معلوم عندكم .. وإنما يكون عملنا نقل قومنا ـ مسئولين عن أمر الناس وغير مسئولين ـ من إرادة الله إلى مرضاته .. وهذا إنما يكون بالنقد الهادى ، والموضوعى ، والبناء ، الذى لا ينطلق عن ضغينة ولا عن حقد ، وإنما ينطلق عن رغبة أكيدة فى هداية الضال .. ينطلق من محبة الضال وكراهة الضلال .. وهذا ايضا معلوم عندكم .. بفضل الله عليكم .. ـ
    وإرادة الله يمر عليها وقت فى جزيئات الزمان والمكان ـ تطابق رضاه ، فيكون ما يريده هو ما يرضاه .. ثم تقع المفارقة بين الإرادة والرضا ليحصل الترقي .. واليوم المفارقة بين الارادة والرضا أكبر مما كانت فى أي وقت مضى .. فعليكم أن تنقلوا الناس عبر هذه الفَرَقَة ، بالحكمة ، والملاطفة ، والعطف ، وبالحب أيضا .. واعلموا أن الله ، تبارك وتعالى حين قال فى الرسالة الأولى عن النبي "عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم " .. قال فى الرسالة الثانية : "إن الله بالناس لرؤوف رحيم " .. وأصحابنا الصوفية قالوا :"الرحمة بخلق الله ، أولى من الغيرة على دين الله ، لأن الغيرة من الغيرية ولا غيرية .." يعنون بالطبع أن ما يجري على الخلق من ضلال ما هو إلا من عند الواحد الذى لا غيره ـ لا قبله ولا بعده ، وعلى العلماء بالله أن يرحموا خلق الله ، ويرأفوا بهم ، وينقلوهم من الضلال إلى الهدى ، وهم ينطوون على حبهم ، وعلى الحرص على خيرهم .. ـ
    لعلكم تذكرون الرسم الذى عرضته عليكم فى كتاب من كتب السايكولوجي . الرسم يضم ، فى شكل واحد إمرأة مسنة ، وامرأة شابة .. عندما ينظر الانسان يرى واحدة من الاثنتين .. غالبا ما يرى المرأة المسنة .. فإذا نبه إلى أن هناك امرأة شابة فى نفس الرسم ، وبدأ يدقق النظر فإنه يراها .. ولكنه فى لحظة رؤيتها تغيب عنه صورة المرأة المسنة ، ثم لا يستطيع أن يجدها مرة ثانية ، أعني المرأة المسنة إلا بعد تدقيق، وإحداد للنظر ، وإلا بعد مضي بعض الوقت .. وبمجرد أن يرى المرأة المسنة للمرة الثانية تغيب عنه المرأة الشابة ، وهكذا .. والمطلوب أن يرى الاثنتين فى وقت واحد.. وهذا يمكن بطول المراس ، وبتدقيق النظر وبترويض العقل، .. والان دعونا ندخل فى أمر التطبيق .. إذا قال لنا إنسان قولا أو عمل عملا فيه مساءة لنا، أو لغيرنا، فإنَّا لا نرى إلا الإنسان الذى جرى لنا منه القول ، أو العمل ونغضب ونضغن ونتصرف من هذا المشهد .. وبعد زمن يطول أو يقصر حسب حال أحدنا من الغفلة أو الحضرة ، فإنَّا نرى القائل ، أو الفاعل الأصلى ، وراء الإنسان المباشر للقول أو الفعل .. هذا عمل مألوف عندنا فى مرحلتنا الحاضرة من تجويد العبودية .. والمطلوب منذ اليوم ، أن تكون المحاولة تقصيرمدة غيبة الله ، تبارك وتعالى ، عنا ، فى قول القائل المباشر ، أو فعل الفاعل المباشر .. يجب أن تكون مجاهدتنا فى أن نتخلص من حُجُبِ الاغيار فى أسرع وقت ممكن حتى نصل إلى المقام الذى نرى فيه الفاعلين فى آن معاً فنكون مع الفاعل الأصلي ، بالحقيقة ومع الفاعل الفرعي بالشريعة . ـ
    هذا يقتضي أن نحرك شريعتنا بغير حقد ، ولا ضغينة ، ويقتضي أيضا ألاَّ نبالغ فى تحريك شريعتنا، بكثرة الالحاح وبشدة الاصرار . ولكن إنما نحركها بإتقان ، وبانضباط، وبتجويد ـ بإحسان .. ـ
    وإذا كان علينا أن نقوم بعمل ، أو أن نقابل أحدا ، له فى تقديرنا مكان أو إذا كان علينا أن نقدم محاضرة أو أن نقوم بمناظرة ، مثلا ، فإنا يجب أن لا نستعجل شريعتنا فنعيش خارج اللحظة الحاضرة ـ نعيش فى زمن المقابلة ، أو زمن المحاضرة ، أو زمن المناظرة ، مشغولين فى التحضير لما نحب أن نقول ، قبل مجئ الوقت .. هذا يحصل من طبائع الاشياء .. ولكننا يجب أن نرد أنفسنا عنه ، لأنه من المبالغة فى تحريك شريعتنا ولأنه من فعل الخوف ـ نريد أن نستعد لئلا ننفضح .. يجب أن نرد أنفسنا عنه لنكون حافظين لحقيقتنا فى اللحظة الحاضرة .. وحين يجئ وقت شريعتنا فانه يجئ التوفيق ، فيما يُقال ، أو يُعمل .. ويكون التوفيق فى الشريعة بقدر حفظنا للحقيقة .. وهذا بالطبع هو السر فى أن الجمهوريين والجمهوريات إنما يرتجلون، ولا يقرأون فى الورق .. ولكننا نريد أن نزيد فى هذا التجويد ليكون لنا عملا تعبديا به نعيش ونحيا الدين ـ العبودية ـ هذا هو الطور الجديد الذى ندخله منذ اليوم ، ثم لا تكون له نهاية لانه إنما هو الدين يحيا .. ـ
    أقبلوا إذن على الدراسة السياسية ، والقانونية ، على حسب النقاط التى وصلتكم ، إبتغاء دفع التشويه عن ديننا وإبتغاء الدفاع عن المستضعفين من شعبكم وإبتغاء هداية من أضله الجهل من قومكم … ـ
    أمضوا راشدين، وعين الله ترعاكم وتسدد خطاكم … ـ
    حفظكم الله .. وحفظ عليكم. ـ

    والدكم
    محـــمود
    ---


    والوثيقة الثانية هي خطاب آخر كُتب بعد يومين من الخطاب السابق:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخميس 16 فبراير 1984
    أبنائى وبناتى الجمهوريين
    تحيتى ومحبتى وإعزازى
    أما بعد فإني أحمد الله لكم الذي لا إله غيره ، وأسأله لكم تمام النعمة بالهداية والتثبيت على الصراط المستقيم ، والنصر المؤزر بالعزة والكرامة. ـ
    ثم أما بعد فأرجو أن تقرأوا من جديد آياتكم التى نزلت عليكم منذ أكثر من تسعة أشهر : {{ إن الله يدافع عن الذين آمنوا .. إن الله لا يحب كل خوان كفور * أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا . وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق ، إلا أن يقولوا ربنا الله .. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ، لهدمت صوامع ، وبيع ، وصلوات ومساجد ، يذكر فيها اسم الله كثيرا .. ولينصرن الله من ينصره .. إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم فى الارض ، أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر . ولله عاقبة الامور ..}} صدق الله العظيم.
    "أُاذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " أُذن لهم بماذا ؟؟ أُذن لهم بأن يقاتلوا ، لأنهم قوتلوا !! ولقد تحرك الإذن بالنزول منذ أكثر من تسعة أشهر .. فنزل نزلتين فى عالم الملكوت .. ونزل قبل أيام ، فى عالم الملك !! "هل تذكرون الحديث فى كتبكم عن خلق آدم ؟؟" .. إنما أمره ، اذا أراد شيئا ، أن يقول له : كن فيكون " "كن ف يكون" .. هى كن يكن يكون " وقد وضعت الفاء لتنوب عن "يكن" فى حساب الارقام "الفاء" "80" و"يكن" "80" وعندكم من عوض :
    هو فوق ما فى كن يكن ** فكماله فى كن يكون
    لأن فى "يكون" دخل عنصر الزمان ، ومن ثم ، عنصر المكان أيضا .. الأمور المبرمة في عالم الملك ، بعد أن أُبرمت فى عالم الملكوت .. وهذا هو السبب فى المكث ـ الزمن ـ الذى أنفقناه فى تجويد العبادة لتنزل منزلة العبودية..
    والآن " منذ أن خرجت لكم نقاط الدراسة" جاء الإذن للذين يقاتلون بأن يقاتلوا .. ولقد جاءكم فى خطاب يوم 14 فبراير أدب القتال الذى يجب أن يصحبه دائماً .. وما أريد ان أضيف شيئاً أساسياً على ما جاء فى ذلك الخطاب ، غير أن هناك أمرين يعينانكم عوناً كبيراً على لزوم نهج العبودية : أولهما بيت العارف :- "فليس بذكر ، او بفكر ، تناله * سوى ، بالصفا ، والمحو عما يغاير " والصفاء تعنى نقاء الضمير من الغل ، والحقد ، والضغينة .. " والمحو عما يغاير " تعنى ألا نرى ، فى الفعل ، الفاعل المباشر ، ونُحجب عن الفاعل الأصلى .. وفعل الفاعل الأصلى .. "الله" دائما لخيرنا ، في الحال أو فى المآل .. وما يمنع من ظهور الخير علينا فى الحال إلا انشغال المحل فينا باصطناع العداوة مع الفاعل المباشر ، مما يذهلنا ، وفى الحقيقة يسخطنا ، على الفاعل الاصلي .. ولقد جاء الحديث عن هذا فى خطاب 14 فبراير .. وما أريد أن أقوله هنا هو أن تتذكروا هذا البيت كلما وجدتم أنفسكم مضغنة ، وحاقدة ، وتبحث عن الأعداء خارجها .. "فليس بذكر ، أو بفكر ، تناله * سوى بالصفاء ، والمحو عما يغاير " ويجب أن نكون موزونين فى الرؤيتين ، وفى وقت واحد !! رؤية الفاعل بالأصالة ، وراء الفاعل بالحوالة .. وما أحب أن نكون فى هذا المشهد ، مع العارف النابلسى حين قال :
    " يا ظلال الأراك * إننى لا أراك "
    لأن العارف النابلسى قد قال ذلك من مشهد فنائه عن شريعته فى حقيقته .. وهذا ما حذرنا منه الخطاب آنف الذكر .. يجب أن نرى "الأراك" وأن نرى "ظلال الأراك" لأن "ظلال الأراك" موجودة بإيجاد "الأراك" "الله" لها .. يجب أن نرى الخالق وأن نرى الخلق ، وأن نتعامل مع الخالق بالحقيقة ، ومع الخلق بالشريعة ، وهذا معلوم عندكم ، بفضل الله عليكم ..
    الأمر الثاني هو أننا عندما نحرك شريعتنا فى معاملة الخلق يجب ألا نبالغ فى تحريكها ، مما يذهلنا عن حقيقتنا، بأن يجعلنا نفرِّط فى اللحظة الحاضره ، ونعيش فى زمن المواجهة ، قبل أن يجئ ، وذلك بفعل الخوف .. وعندما نفرط فى حقيقتنا من أجل الاستعداد ، والتجهيز ، لشريعتنا ، فإن ما حضرناه لشريعتنا ، مع تضييع حقيقتنا ، لا نجده عندما يجئ وقته .. بحفظ الحقيقة ـ المعيشة فى اللحظة الحاضرة ـ تحفظ الشريعة عندما يجئ وقتها ـ وقد ضرب المثل لذلك فى الخطاب بأن قيل إذا كان علينا أن نقابل إنساناً له فى صدرنا وزن ، أو كان علينا أن نلقي محاضرة ، أو أن نقيم مناظرة ، وبيننا وبين بعض أولئك بعض الزمن ، فيجب ألا نخلي اللحظة الحاضرة ، وهى حقيقتنا ، لنشتغل بالزمن المقبل ، بتجهيز أنفسنا له ، منذ الآن ، مخافة أن ننفضح عندما يجئ وقت المحاضرة ، أو المناظرة مثلاً .. إن من يحفظ حقيقته ، يحفظ شريعته ، ومن يضيع حقيقته يضيع شريعته ، ولا ينفعه تحضيره ، لأنه يذهب عنه عند التحصيل الأخير .. هذا أمر معلوم عندكم ، وجرى فى شرحه الخطاب .. ومن طبائع النفوس أن نجدها مشدودة لتخيل الخطر ، ومحاولة الإستعداد له ، قبل وقوعه .. وهذه هى الطبيعة التى شوهها الخوف .. وما يجب أن يجري منا هو مراجعة أنفسنا بالعلم لتكون مع حقيقتها ، وهى مستيقنة أن ذلك يمكنها من تجويد شريعتها ، حين يحين الحين .. الأمر الذى يعينكم هنا هو أن تذكروا أنفسكم بقولكم لها :
    " إنك لن تعبرى الكبرى قبل أن تصليه " هذا هو الأمر الثاني ، وهو تجسيد للنفس خطر الاستعجال ، وبذلك يردها إلى اللحظة الحاضرة.. ـ

    أرجو أن تعودوا لآياتكم التى انشغلنا بها منذ زمن ليس بالقصير لتفهموها فهماً جديداً وتوكدوها لأنفسكم وتعملوا فى تحريك شريعتكم بإتقان ، و بانضباط وبتجويد ـ بإحسان ـ
    الله يحفظكم ويحفظ عليكم
    والدكم
    محمود محمد طه


    وهاتين الوثيقتين تُعتبران أهم الوثائق في توكيد طريقة المواجهة عند الجمهوريين، وهي المقاومة السلمية.. والمعروف أن الأستاذ محمود لم يطلب من أحد أن يموت في سبيل الله، أو في سبيل الدعوة.. جاء في خطاب له للشيخ الطيب البشير عبد الرحمن بتاريخ 31/7/1966 قوله:


    ويبدو انه قام فى بالك أنك مدعو لتموت فى سبيل الله، فاعلم الآن أن الله لا يريد منذ اليوم أحدا ليموت فى سبيله وإنما يريد كل الناس ليعيشوا فى سبيله، وهو أمر أشق على أكثر النفوس من سابقه.. إنما ندعوك يا أخى لتحيا فى سبيل الله وتحيى..


    ولولا ضيق الحيز لأوردت كامل الخطاب.. وفي كتاب "تعلموا كيف تصلون" جاء قوله:


    يجب أن يكون واضحاً فإن الجهاد بالسيف منسوخ ، منذ اليوم ، وأن الجهاد الأكبر معلن ، منذ اليوم.. فإن الله بمحض فضله ، ثم بفضل حكم الوقت ، إنما يريد للناس ، منذ اليوم ، أن يعيشوا في سبيله ، لا أن يموتوا في سبيله.. وهذا ، لعمري !! هذا أصعب، مئات المرات ، من ذاك ، وهو ما من أجله أسماه المعصوم بالجهاد الأكبر.. قال تعالى ، يأمر "نبيه" ويأمر كل واحد من "المسلمين" الذين هم إخوانه ، من ورائه : "قل إنني هداني ربي إلى سراطٍ مستقيم ، ديناً قيماً ، ملة إبراهيم ، حنيفاً ، وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ، و نسكي ، ومحياي ، ومماتي ، لله رب العالمين * لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا أول المسلمين".. حياة كلها لله ، متقلبها ، ومثواها.. منشطها ، ومكرهها.. فإن كنت تريد أن تحيا لله فإن قانونك الذي يجب أن يكون دائماً بين عينيك إنما هو قوله ، تبارك من قائل : "فمن يعمل ، مثقال ذرةٍ ، خيراً، يره * ومن يعمل ، مثقال ذرةٍ ، شراً، يره".. "يره"!! من يعمل خيراً يره ، ومن يعمل شراً يره.. يره "اليوم" بل يره "اللحظة"، لا غداً.. ولا يمنعه من الرؤية "الناجزة" ، "الحاضرة" ، للتو ، وللحظة، إلا الغفلة..


    أما الوثيقة الأخيرة في هذه الحلقة فهي عبارة عن خطاب من الأستاذ إلى بناته الجمهوريات الأربع المعتقلات في سجن أمدرمان، وقد أُفرج عنهن بعد هذا الخطاب بأيام قليلة كما أذكر.. وأرجو ملاحظة قول الأستاذ لهن بأن الكبار يريهم الله الرؤى المفزعة، كما أرجو ملاحظة ما أكتبه بلون مختلف أو أضع تحته خطاً.. وأهمية هذا الخطاب هو أنه يقرر أهمية الخطابين اللذين أوردتهما بعاليه حيث يقول عنهما
    Quote: : على هذين الجوابين سيكون العمل التعبدى المقبل ، ولغير نهاية ، إلا زيادة فى التجويد


    بسم الله الرحمن الرحيم

    بناتى حبيباتى بتول وأسماء وهدى وسمية

    أنتن قرة عيني ، ورضا نفسي ، وعليكن يقوم كثير شكري لربي ، وحمدي له .. فله الحمد كما هو أهله..
    لكنَّ عظيم محبتى ، وإعزازى ، ووافر تحيتى .. هذه أول مرة أكتب إليكنَّ، وسأوالى الكتابة إليكنَّ، إن شاء الله ، من وقت لآخر ، بدلاً من أسلوب الوصية التى درجت عليها فى الأشهر الماضية..
    أجد متعة كبيرة فى متابعة كتاباتكنَّ إلىَّ ، وأتابع التطور الروحي ، والعلمى الذى وفقكن إليه الله ربى ، فيتأكد عندى ، بصورة طيبة ، قولى: أن مؤلفاتى تلميذاتى ، حقق الله فيكن الآمال.
    رؤاك يا بتول فى غاية الطيبة! طويلة ، ومتماسكة ، ومسبوكة ، كأنها مشاهد يقظة ، محكية بقلم بارع. من أواخر الكراس ، قبل الكراسين الماضيين ، بدت تظهر لك الرؤى المزعجة، مثل رؤية عبور النيل بالونش ـ هذه كانت طويلة ، ومسبوكة بلا فراغ ، ولا فجوات ـ لقد سررت كثيراً لهذه الرؤى المزعجة ، فإنها ذات مظهر جلالى ـ هى قد أعقبت الرؤى المفرحة ، وهذه ذات مظهر جمالى ـ المظهر الجمالى عادة للأطفال الروحيين .. أما المظهر الجلالي فهو للكبار .. وقيمة الرؤى المزعجة انها تحرك الباطن فيكون صاحبها سالكاً وهو نائم ، وسالكاً وهو يقظان ، فيكون له حظ من: "لا تأخذه سنة ولا نوم".. وهو عندما يصبح محزونا ومنكسراً لبعض الوقت ريثما يدركه العلم فتكون به طمأنينة نفسه ، وبذلك يزيد علمه وتزداد حاجته إلى الله ، ويأمن الاستغناء عن الله ـ أو قلن تقل فرص الاستغناء أمامه .. وهذا فى حد ذاته خير كبير ، وبه سلوك طريق العبودية لله أسرع .. ولكن فى الكراس الأخير عندما تستيقظين من النوم تجرى لنفسك محاسبة تندمين فيها على بعض التصرف الذى جرى منك فى الرؤيا وتكونين محزونة بعض الوقت فهل يجرى منك تذكر يا ترى لقوله تعالى: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور"؟؟ أرجو أن أسمع منك .. دراستك للكتب فيها ذكاء واضح وتنقل بين الكتب لمقارنة المعانى المشتركة وهى ممتعة جداً "تقريرك الاسبوعى ـ يوم الثلاثاوات ـ يسرنى كثيراً ، ويطمننى كثيراً .. حفظك الله ..
    جوابك يا أسماء بخصوص الجوابين الاخيرين فيه روح تعادى ، ولقد سررت به كثيراً ، وأرسلته لآمنة لتفرح بك .. رؤاك طيبة .. ولقد احترت أنت عندما علمت بأن الرؤى المزعجة تكون للكبار ، وذكرت أنك كنت تخافين قبل الاعتقال ، ولكن بعد الاعتقال زال منك الخوف ووجدت الطمأنينة ، والسكينة والراحة .. وأصبحت تشعرين بالرغبة فى الشكر ، أثناء الجلسة ، اكثر من الرغبة فى الاستغفار ، وكتبت لى بذلك يوم 1/2 .. فهل أبحث عن الخوف لأجد الرؤى المزعجة؟؟ كأن سؤالك كان فى هذا الاتجاه .. ثم كانت الرؤى المزعجة عندك فى عين ، ونفس الوقت .. فقد كتبت لى يوم الجمعة 10/2 عن رؤاك من الجمعة 3 إلى الجمعة 10/2 فكانت مليئة بالازعاج: مثل المرأة والجنية ، ومثل القطة التى طاردتك فى الجامعة فطرحت عليها البطانية ، ومثل حرق النار على فخذك المشوه له وانت خارجة من الحمام .. ومثل انزعاجك على فوات الوقت لادراك جلسة المحكمة التى كنت ستترافعين فيها عن قضية حتى لقد خرجت من الحمام والصابون على جسمك فعلمت من القاضى ان المحكمة تنتظرك .. كل هذه أحلام مزعجة .. فأنت فى المنطقة المطلوبة تماماً ..
    رسالتك الخاصة لخصت الداء ، وطلبت الاعانة ، وقد توجهت إليك الاعانة فى وقتها ، وستكونين على خير حال .. كتاباتك عن الكتب استمتع بها كثيراً. فهى ذكية ، ودراكة لمواطن الجمال ، ولدقائق العلم.
    هدى أنت مُقِلَّة ، ولكن رؤاك طيبة ، وكتاباتك مليئة بالروح ، وتطفح بالبشر ، وأجد فيها متعة كبيره ..أنا مشغول ايضاً بصحتك .. مسألة ضربات القلب لن تزيد على أن توقظ قلبك ، وتزيده حياة على حياته .. وستكونين على خير حال ، إن شاء الله .. يمكنك أن تصلى جالسة ، ويمكنك أن تقسمى صلاتك فى الركعة الواحده بين جلوس وقيام .. وكنت فيما أعتقد قد ذكرت لكنَّ هذه السنة النبويه ايام وجودنا معاً..
    سمية انت ايضاً مقلة .. ورؤاك طيبة .. وكتاباتك ممتعة ، خصوصاً جواباتك .. وقلبك حى ، دائماً ترين التقصير فى عملك .. اما انا فإنى اجد متعة كبيرة فى كتاباتك .. المنحوتات التى هى من صنع نزيلات السجن التى ارسلتها لى زينت بها الاودة
    وصلتكن مادة كثيرة من عندى .. المادة الاولى للدراسة السياسية والقانونية اما دراستك السياسية يابتول فقد حولتها للجنة وهى طيبة ودراستك يا أسماء كانت فى اتجاه القضية الدستورية وكذلك كانت نظرة عبد الله .. لكننى رأيت دراسة قضية جنائية وأعتقد الآن قد وصلتكن نسخة منها أو ستصل. دراستك القانونية كانت طيبه وحولتها للقانونيين .. الهيكل السياسى الذى وصلكن يجرى تدارسه منكن مجتمعات .. هناك الجوابان اللذان أرسلتهما لابنائى وبناتى وقد كتبت عنهما بتول فى تقرير الثلاثاء ، وفى الكراس الاخير .. وكتبت أسماء فى الفجر جواباً عنهما أيضاً .. وكتبت هدى عنهما أيضاً .. ولكن لم تصلنى كتابة سمية ..
    على هذين الجوابين سيكون العمل التعبدى المقبل ، ولغير نهاية ، إلا زيادة فى التجويد .. على أساسها يصير الدين أسلوب حياة .. أريد أن أسمع منكن تفصيلاً عن ممارستكن لهذا الاسلوب ، وماذا أفدتن من الجوابين ..

    هذا الجواب يرسل ليحفظ بالمنزل
    حفظكن الله وحقق فيكن الآمال

    والدكن
    محمود
    25/2/1984م


    ---

                  

02-04-2004, 02:09 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ الكريم ياسر

    سعدت كثيرا بالمادة الغنية التى عبأت بها هذى المساحة وكأننى وغيرى نرى بوضوح اكثر مفردات هذا الجينوم الفكرى... حقيقة هنالك كثير من الافكار التى تنطبق على بعضها البعض وهنالك اخريات تلتف على بعضها وتتعارض ،هذه المقابلة الجدلية تطرح اسئلة اخرى اكثر اشتجارا من الاسئلة البسيطة التى افترعت بها هذا الخيط ،ارجو ان يتسع لها صدرك انت وزملائك الأفاضل من الاخوان الجمهوريين!! وذلك بعد ان نهضم كل ماورد فى طرحك المتعمق المتفرع

    (عدل بواسطة د.كرار التهامي on 02-04-2004, 02:12 AM)

                  

02-07-2004, 12:06 PM

ibnomar


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    الأخ الكريم د. كرار التهامى ...

    أولاً أود أن أشكرك كثيراً على هذا الإستهلال الكريم الطيب وباللغة السامقة التى إجترحتها لتوصيل فكرة وتساؤل هام حول إنزواء الفكرة الجمهورية والأخوان الجمهوريين بعد زوال أبيهم الروحى الأستاذ / محمود محمد طه نتيجةً للحكم الذى لا أدرى إن كان مسوغاً أو لا ؟ شرعى أم سياسى؟
    والشكر ثانياً على هذه المداخلة التى إستنطقت الأخوة الجمهوريين وأخرجتهم من سباتهم العميق ليتباروا فى الزود عن حياضهم بعد الغفوة التى راحوا فيها لتسعة عشرة عاماً .

    ولكننى فهمت من مداخلة د. كرار أنه مستوحش لأيام الجامعة فى الزمن الرطيب وجدالاتهم التى لاتنتهى وطول نفسهم على النقاش وأدبهم الجم ومنطقيتهم اللماحة وإحتمالهم فوران الأخوة الكيزان وعصيهم وسيخاتهم فى ذلك الزمن الممتلىء حرية وديمقراطية بالجامعة . وفهمت منه أيضاً أنه يستغرب ويستفسر عن حركة ذلك كان دأبها وذلكم كان نشاط معتنقيها ؛ فكيف إختفوا هكذا وكأنهم فص ملح وداب !؟ ويبدو أن المداخلة قد نجحت فى إخراجهم على الملأ وأصبحنا نسمع ونرى أصواتهم فى البورد وربما كانت فكرة جريئة منك يا دكتور إعادة الحياة للفكرة ومعتنقيها بعد طول سبات . أو أن تكون محاولة منك لفتح نقاش حول موضوع إتنسى !

    ومن هذا المنبر أناشد الأخوة الجمهوريين أن يراجعوا الفكرة ويمحصوها جيداً وينقحوها من كل ماشابها وكالب عليها الخصوم ومن ثم إعادة طرحها للبشر فى ثوب قشيب ؛ وذلك حتى ينتفى منها كل مادفع الخصوم لإستهدافها وطرد المريدين منها سواءأ أكان ذلك خوفاً أم كرهاً للمآخذ التى ساعدتهم للترويج على البعد عنها وعن معتنقيها . وعلى وجه الخصوص موضوع الصلاة وكل الأحكام الشرعية الواضحة التى لا تحتمل لبساً أو غموضاً . أما الأسلوب والمعاصرة والمنطق فيجب أن يعض عليها بالتواجذ ، لا بل وتطويرها لخدمة الفكرة فى ثوبها الجديد . وإذا وافق الأخوة الجمهوريوين على طرحى هذا ، فإننى أؤكد لهم الفوز بالجولة الطويلة والقاضية الفنية معاً .

    ونصيحتى للأخوة ترك والبعد عن إلقاء اللوم والتباكى على ما مضى ومحاولة الخروج من القمقم والتفكر فى الحال ودراسة تاريخ الفكرة بتمحيص والخروج بالعبر والدروس والعمل على إعادة الطرح الواضح إذ أن الفكرة تدور حول أمور الدين والحياة فلابد من أنها تمس كل فرد على أن يتم كل ذلك بقناعات ورؤيا راسخة موثقة يكون الله وراء مقصدها فى كل شىء . كما أرجوهم الخروج من عباءة الأستاذ وشحذ هممهم وذواتهم للفكاك من أسر الشخصية المسيطر علينا فى أفكارنا وأحزابنا ومجتمعاتنا ؛ فيكفى الأستاذ طرحه للفكرة وتحمل أوزارها حتى أودت بحياته ، إذن على تلامذته حمل الراية ومزج الفكرة بأفكارهم هم وتطويرها بعد ماحدث ماحدث . وإن شاء الله سيجدوا القبول والأتباع .

    شكراً مرة أخرى أخى كرار ... ونطمع فى مزيد من ضرباتك الجزائية الهادفة .
                  

02-09-2004, 10:46 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: ibnomar)

    االاخ الكريم ابن عمر

    تحية طيبة
    تأخرت كثيرا قبل ان ارد عليك التحية باحسن منهاواشكرك على الاطراء الذى رسمته بلغة راقية وصادقة ولاشك ان نصيحتك الصادقة للاخوان الجمهوريين صدرت من نفس شغوفة بالمعرفة ومن شخص حريص على ادراك المعانى والدلالات التى استبطنت الفكرة نزولا وصعودا فى دربها الوعر والفكرة مهما كانت الزاوية التى ينظر منهاالناس اليهاظلت تعكس القيم السلوكية والتربويةالنادرة كمااحتشدت بالرؤى والمفاهيم الفقهية المتقدمة المبنية على الأسانيدمن الكتاب والحديث غير ان هنالك مناطق من الفكر الصوفى والغيبى والفلسفى فى حواشى الفكرة ومتونها يصعب على الفرد العادى ان يتوغل فيها الا بارادة معرفية غلابةونفس قادرةعلى تكاليفها الصعبةوماحدث بعدالتنكيل بالجمهوريين ووفكرهم عرىالعصب الحساس فى الكيان الجمهورى فكرا وتنظيماوجعل اللمس على بعض اطرافهم الفكرية موجع وانطوى الجمهوريون على انفسهم محتضنين فكرا صعب ان يبقى الى الابد مطوى القيد منكمشا فى ظلمة الخوف ووحشة الدرب والحيرةالتى يعيشها الجمهوريون لذلك نطرق ابوابهم الفكرية بالاسئلة ولن يبخلوا بجواب.....

    على فكرة ماهى قصة العزوبية فى البروفايل فما اعلمه انك رب اسرة ذو شأن؟؟؟؟
                  

02-04-2004, 07:26 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أخي الكريم كرار،
    تحية المودة والاحترام

    لقد سعدت ببوستك الأصلي، وفي نفسي الكثير مما أود قوله.. وأنت سألت بصورة محددة:

    Quote: فما الذي حدث أيها الاصدقاء الجمهوريين بعد أن توسدت الفكرة الثرى كيف نمت من جديد وعلى أي اصل فكري أو فرع فقهي ؟

    وملخص إجابتي عليك كانت: إن الفكرة لم تتوسد الثرى حتى تنمو من جديد.. فالفكرة الجمهورية ليست هي الجمهوريين.. وإنما هي الأستاذ محمود وكتبه، ومن الجمهوريين من هم كتب الأستاذ ولكن ربما يختلف الناس في هذا.. فدعنا نقول أن الفكرة هي سبيل الأستاذ محمود وكتبه وحياته ومماته.. وأنت تقول:
    Quote: حقيقة هنالك كثير من الافكار التى تنطبق على بعضها البعض وهنالك اخريات تلتف على بعضها وتتعارض ،هذه المقابلة الجدلية تطرح اسئلة اخرى اكثر اشتجارا من الاسئلة البسيطة التى افترعت بها هذا الخيط ،ارجو ان يتسع لها صدرك انت وزملائك الأفاضل من الاخوان الجمهوريين!! وذلك بعد ان نهضم كل ماورد فى طرحك المتعمق المتفرع


    وأنا من جانبي أرجو أن يتجه النقاش إلى الأستاذ محمود وما جاء في كتبه ومقولاته وما أخرجته الحركة التي رعاها.. وقد قصدت إيراد المادة الغنية التي تحدثت أنت عنها لأنني أعرف أن كثيرا من الناس غير ملمين بمثل هذه المادة..

    ولك شكري وسلامي مجددا
    ياسر
                  

02-06-2004, 05:25 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ الكريم ياسر
    تحية ومودة
    اتابع بانسجام واهتمام جهودك المخلصة فى تبيان الحقيقة، وقبل ان اطرح ما خلصت اليه من القراءآت المستمرة لكل مانشر من مساهمات عميقة ومفيدة اريد ان اتوقف عند بعض الأشارات التى مافتئتم توردونها بين الحين والآخر على امل ان اجد لها تفسيرا مرجعيا واضحا لأننى سابنى عليهاالكثير من تصوراتى حول ألأزمة التنظيمية والفكرية التى تنتاب المجتمع الجمهورى والفكرة الجمهوريةمن وجهة نظرى كمتابع لهذه الفكرة من المنبع الى المصب عبر رحلة قاسية وتضاريس فكرية صعبة...واهم هذه الأشارات حديثك عن التمايز بين الفكر الجمهورى والمجتمع الجمهورى وكأنى بك تحاول ان تجد تخريجا معقولا لقعود ألأخوان الجمهوريين عن النهوض بالمشروع الفكرى بعد رحيل مؤسسه فتجعل للجمهوريين طريق وللفكرة طريق بينما يجد الناقد للفكرة صعوبة فى ذلك التمييز لأن اداء الموالين للفكرة يلقى ظلالا من المصداقية اوالشك على جوهر الفكرة وطبيعتها الحركية ومن الصعب تجريد الفكرة -اى فكرة -من بعدها الحركى والتنظيمى لتبقى معلقة فى الهواء فالتقويم العلمى لطبيعة المشروع ومستقبله تعتمد على طبيعة المحازبين ورؤاهم الفكرية ...وسأعود لمزيد من التفاصيل
                  

02-06-2004, 01:37 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    الأكرم الأخ كرار
    تحية طيبة
    يبدو أنني لم أكن مفهوما لديك بصورة كافية.. فها أنت تقول عني:

    Quote: واهم هذه الأشارات حديثك عن التمايز بين الفكر الجمهورى والمجتمع الجمهورى وكأنى بك تحاول ان تجد تخريجا معقولا لقعود ألأخوان الجمهوريين عن النهوض بالمشروع الفكرى بعد رحيل مؤسسه فتجعل للجمهوريين طريق وللفكرة طريق بينما يجد الناقد للفكرة صعوبة فى ذلك التمييز لأن اداء الموالين للفكرة يلقى ظلالا من المصداقية اوالشك على جوهر الفكرة وطبيعتها الحركية

    ---
    أنا لم أقصد إيجاد تخريج لنشاط أحد أو عدم نشاطه في النهوض بأمر الفكرة الجمهورية.. وأقدّر تمام التقدير الظروف التي يمر بها الأفراد الجمهوريين، سواء داخل السودان أو خارجه، ولا أطالب غيري بما لا أستطيع القيام به بنفسي.. وبالنسبة لشخصي، لا أرى أن هناك أزمة فكرية.. كما أنني لا أرى ضرورة قيام تنظيم حركي بعد تلك الأحداث التي اقتضت حل التنظيم كما تقدم.. أكثر من ذلك فأنا لا أربط التبشير بالفكرة الجمهورية وتعريف الناس بالأستاذ محمود بقيام تنظيم للجمهوريين، فهذه لا تقتضي قيام تنظيم بالصورة القديمة.. وصحيح قولك أن "أداء الموالين للفكرة يلقي ظلالا من المصداقية أو الشك على جوهر الفكرة" وأنا لم أنف ذلك وإنما قلت أن تلاميذ الفكرة ليسوا حُجّة عليها أو على صاحبها، وقلت أن الأوجب ليس هو نقد الأتباع وإنما الاتجاه نحو صاحب الفكرة وجوهر الفكرة المدونة.. ومن حسن التوفيق أن الفكرة الجمهورية كلها مبوبة ومفصلة ومسجلة في الكتب والمحاضرات.. إن المعطيات الحالية أيضا قد تغيرت عن السابق وصار النشر سهلا في الانترنيت وسيكون نقل الكتب إلى المطابع أسهل وطباعة وتوزيع الكتب أكثر سهولة عند توفر الامكانيات لقليل من الأشخاص، وتوفر حرية التوزيع في داخل السودان وخارجه، خاصة الدول العربية.. ولذا تجدني لا أتفق مع قولك عن:
    Quote: "الأزمة التنظيمية والفكرية التى تنتاب المجتمع الجمهورى والفكرة الجمهورية"

    أما أني أرى أن ليس هناك أزمة تنظيمية ولا أزمة فكرية لا يعني أن ليست هناك عوائق طريق في انتشار الفكرة الجمهورية.. وقد قلت أن أحد أكبر العوائق هو غرابة الفكرة نفسها، وهذه لن تزول بالتنظيم.. بل قلت أن حدث مقتل الأستاذ بتلك الطريقة أحد عوامل حجب الفكرة عن قطاعات كثيرة من الناس، في نفس الوقت الذي يمثل هذا الحدث عامل يلفت قليل من الناس إلى هذه الفكرة.. فرحيل الأستاذ محمود لم يكن رحيلا عاديا..
    النقطة الأهم هي أنني أرى أننا في زمن التلاقح والتداخل وليس زمن التحازب.. التحدي الحقيقي هو أن يشعر السوداني أنه مقصود بالفكرة الجمهورية حتى لو لم يقل أنه جمهوري.. لقد كان ماضي الجمهوريين يسير موازيا لتنظيمات وأحزاب وحركات أخرى، دينية وسياسية.. المطلوب اليوم من المقتنعين بالفكرة الجمهورية، ولا أقول الجمهوريين، هو ملاقاة أصحاب الأفكار والدعوات الأخرى وإقامة المنابر الحرة للحوار حول أصل الفكرة الجمهورية وسيرة ومواقف صاحبها في المقام الأول ومحاولة الدخول بها مع الأفكار العالمية في مثل هذا النوع من الحوار التلاقح.. بمثل هذا النوع من "التآمر السلمي" تكون هناك فرصة لإحداث التغيير في العالم.. والتغيير لم يعد ممكنا عن طريق الثورة، وإنما عن طريق التحوّل transformation، وهذا إنما طريقه هو الاقناع والاقتناع.. لعل هذه فرصة مناسبة لأدعوك لقراءة بوست "التآمر السلمي" في هذا الرابط
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=206

    وأنا أكاد أكون على يقين بأنك سوف تذهل لمعرفة أن تغيير الواقع في الحقيقة يجري على قدم وساق.. مجرد هذا التواصل معك يا سيدي الكريم، جزء من هذا "التآمر السلمي" وهو تواصل المفكرين المهمومين بمستقبل الحياة على هذا الكوكب وبهذا أستطيع التعليق على قولك:

    Quote: ومن الصعب تجريد الفكرة -اى فكرة -من بعدها الحركى والتنظيمى لتبقى معلقة فى الهواء فالتقويم العلمى لطبيعة المشروع ومستقبله تعتمد على طبيعة المحازبين ورؤاهم الفكرية



    من حق الناقد أن يربط الفكرة مع بعدها الحركي والتنظيمي في الماضي، ولكن ذلك لا يعني أن يكون الشأن كذلك في المستقبل، فأنا أزعم أن مستقبل الفكرة الجمهورية لا علاقة له بأي بعد حركي أو تنظيمي.. وهذا لا يعني أن الفكرة سوف تصبح معلقة في الهواء، ولكنها مملوكة لمن يقتنع بها ويبذل من وقته وماله لنشرها بين الناس.. أنا أدعوك لزيارة هذا الرابط في منبر موقع الفكرة لترى أن هناك تواصل حقيقي وإن كان المتواصلون لا يرون بعضهم ولا يعرفونهم على وجه التحديد.. أشرف السر شاب سوداني ، وهو يقيم في السعودية منذ ثلاث سنوات، لم يعرف عن الجمهوريين إلا عن طريق تعرفه على الأستاذ سعيد الطيب شايب.. منى سودانية تقيم في السعودية منذ حوالي العشرين سنة وقد كانت لها معرفة سطحية بالفكرة الجمهورية ولكنها منذ أقل من سنتين عثرت على موقع الفكرة في الشبكة، وقد دخلت المنبر وسألت عن بعض المسائل الجدلية.. آخر مساهمة لهذا الشاب وهذه السيدة تجدها في هذا الرابط وهي بتاريخ اليوم:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=207
    وفي نفس البوست ستستمع إلى 20 دقيقة من حديث للأستاذ محمود يوضح للسامعين كيفية الحضور في الصلاة..

    ولك شكري وتقديري والسلام
    ياسر
                  

02-06-2004, 08:35 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    أخي الكريم الدكتور كرار،
    أرى وجاهة بالغة في النقطة التي أثرتها. فإن أخي الكريم ياسر الشريف يتحدث عن "البعد" الحركي والتنظيمي، كأنه سبة، يريد أن يبرئ منها الجمهوريين الحاضرين، ويعفيهم من تباعتها. هذا، في الوقت الذي فيه نجد أن "التنظيم" قائم. نعم، هو قائم فعلياً. وله قيادة، نتج هذا الحوار من نقدي الشديد لها.
    التنظيم قائم، و "متحرك." ولكنه قائم، ومتحرك، في إطار منفعة الأفراد منه عاطفيا، واقتصاديا وروحانيا، بصورة لا تختلف، إلا في المقدار، عما هو قائم في الكيانات الطائفية الكبرى القائمة. كل هذا مع تقاعس مزرٍ عن القيام بالواجبات الفكرية والأخلاقية التي ساقنا التطلع للقيام بها للمجتمع الجمهوري في المقام الأول. هذا ما يلحظه المراقب العادي، يا عزيزي الفاضل، خل عنك شخص بعمق متابعتك الأمينة لفكرتنا وحركتنا منذ تعرفك عليهما في وقت مبكر.
    وعلى الرغم من أن التنظيم الذي يقال أنه "محلول،" "قائم" فهو"متحرك،" في إطار محدود، يحكمه التقاعس والتخاذل الذي نتج من إسكات الهوس الديني لنا. فهو قائم ومتحرك ولكنه صامت عن القضايا الفكرية والأخلاقية الكبرى التي تأتى منها رياح التحول والتغيير "الثوري." وياسر الشريف يسرح ويمرح ويكتب و"ينقل" بتفصيل، دون التوقف عند دعوة الأستاذ محمود "للثورة الثقافية والفكرية." بل هو ينظر فيقول بأن الثورة والتحول أمرين "مختلفين." وهو يعاني من قراءة قاصر للفكرة الجمهورية، نتجت من عدم توفر الإلمام الكافٍي بتاريخ الأديان والحركات الفكرية وبثقافة العصر، ومتطلباته. وسبب ذلك هو تقوقع الكثير من الجمهوريين، في داخل كيانهم الذي يوفر الأمان الاجتماعي أوالاقتصادي أو الروحاني. عدم الإلمام بثقافة العصر وإدعاء امتلاك نواصي المعرفة، وإدعاء الحرص على الفكرة الجمهورية، وعلى مجتمعها، آفات لا بد من أستئصالها، إن أريد للفكرة الجمهورية أن تعرف وتعاش بين الناس يواسطة الجمهوريين الحاضرين.
    هذه الآفات حاضرة في تناول أخي ياسر الشريف للأمور، مع احترامي الشديد له ولمجهوده المقدر، المكثف، في التعريف بالفكرة الجمهورية وبالأستاذ محمود، وبالجمهوريين. أنظر إليه، وهو يتحرك، بكامل طاقته "كجمهوري" يدافع عن تتخاذل قيادتنا ويبرر له -مع معرفته بأنه ليست هناك قيادة بدون تنظيم تقوده- ثم يقول بأنه ليس هناك تنظيم وليست هناك حركة. هذا وضع من التناقض مؤسف. لا يقع فيه إلا من يعيش في عالم، لا يعيش فيه الناس!
    بهذا المستوى من التناقض الواضح، لن يستطيع ياسر، وغيره، ممن لا يرون رأينا، الخروج من حوصلتهم الذهنية والاجتماعية الخاصة بهم. نعم،هم في حوصلة، مع أنهم يمشون بين الناس، متحركين، لا ساكنين. التعريف بالفكرة له بعد يتعدى التعريف النظري بها. فإن ياسر وآخرين لن يعرفوا بالفكرة كما يجب، إذا لم يقفوا المواقف الاخلاقية التي تشرف الفكرة وتنهض بحجتها، أكثر بكثير من الكلام المدبج على صفحات الانترنت، وغيرها من المنابر. ومن هذه المواقف، التوقف عن التبرير لمواقفنا الخاطئة. هذا إذا لم نتمكن من نقدها بعزم وصمامة وصدق. فإن الصمت الراهن عن المصادمة الفكرية لمشروع الهوس داخل السودان، لا يعبر إلا عن العجز الأخلاقي، الذي يتمثل أكثر ما يتمثل في "الخوف" من المواجهة، وتبعاتها.
    التنظيم، ياعزيزي الفاضل كرار، قائم اجتماعيا، وبهرمية في القمة واضحة ومعروفة، تشكل مرجعية حاسمة لدى الكثيرين. من يريد أن يزيف وعينا بقوله بأن التنظيم قد "حل،" ثم يستمر يخاطب الناس باعتباره "جمهوري،" فهذا لا يناطح إلا نفسه. التنظيم قائم، ولكن قيادتنا أوهمتنا، بوعي منها أو بغير وعي، بأنها حلت "التنظيم،" لتوقف النشاط الفكري والسياسي، مادة الثورة والتحول الحقيقية. وهذه المادة مادة مواجهة تعرض الحياة للخطر!
    لم يرد هؤلاء أن يعرضوا أنفسهم، ولا أن يعرضونا للخطر، وظلوا، وظللنا نستمتع بميزات الترابط الاجتماعي و الاقتصادي، والروحاني، دون أن ندفع الثمن الفكري، الذي يتوجب علينا دفعه.
    لم يقم التنظيم كله على أساس فكري متين؟ بلى، قد قام!
    أوليس من واجبنا أن نزيد في تمتين هذا الأساس، لا أن نهدمه ونجلس على تلة خرابه، زاعمين بأننا على حق وبأن غيرنا على باطل؟ بلى، إنه الواجب!
    الثورة "الفكرية والثقافية" تقوم أساساً على "الفكرة" "الداعية" للتغيير الثوري، لا المختزلة في جلسات الإنشاد العرفاني وصيوانات العزاء والفرح، واستقبال ووداع المسافرين أو القادمين فحسب! هذه الأنشطة هامة، ولكنها قاصرة، إن أصبحت هي مادة "الانتظار" للثورة. هذا الانتظار العاجز لا يتوافق مع الأدب اللائق مع الله، ومع مرحلتنا التاريخية الراهنة. ولكن كلمة "الثورة" ههنا معناها أعمق مما تعارف عليه الناس. إذ أن المفترض فينا أن نكون حاملين لمادة "فكرية" تمشي بها أرجلنا، ويتحسسها الناس في كل زفرة في أنفاسنا، وفي كل إيماءة من إيماءتنا، وفي مواقفنا الأخلاقية من المشروعات السياسية الماضية والقائمة والقادمة!
    يفترض في الفكرة الجمهورية أن تكون فكرة تمشي على رجلين، في مواقف فكرية-أخلاقية-سياسية-ثقافية مشهودة، تتمثل موقف الأستاذ محمود في يوم 18يناير1985 وتهتدي به، في كل تفاصيل العمل "العام والخاص." ياسر الشريف، وقبيله، ممن يرون رأيه، يزيفون الوعي، بوعي أو بغير وعي منهم، حين يبررون للجمهوريين الحاضرين، وأنا منهم، قصورهم "الأخلاقي والفكري" المريع.
    وقف الحركة الفكرية والسياسية للجمهوريين، داخل السودان، لا يبرره أن التنظيم "محلول،" لأنه ليس كذلك، فهو قائم، وبصورة عالية التواصل والتشابك والتعاضد الاجتماعي والروحي. ولا يبرر وقف الحرطة الفكرية كون الأستاذ أستشهد، أو أنه غائب. لأن الأستاذ حاضر في فكرته وفي مواقفه، ونموذجه الفذ، الذي أثبت إن أكبر القيم الإنسانية قابل للتنزيل والتحقيق البشري، في اللحم والدم.
    ماذا تبقى بعد ذلك لتبرير أزمتنا، غير الخوف، والتخاذل، ثم إيجاد الذرائع غير المقنعة لما يجب أن نسميه هكذا "تخاذلاّ" و "تقاعساً،" دون التواءات وتحذلق. تدبيج المقالات المطولة، والإحالة، لمنقولات، وحواشي ومتون، مثلما يفعل الفقهاء، لا أرضاً يقطع ولا ظهراً يبقي في سموات المعرفة وأرضينها!! ولن يبرر للأذكياء من أبناء شعبنا الحر، المدرك بفطرته لطبائع الأشياء، ما لا يمكن تبريره!!!

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 02-06-2004, 11:34 PM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 02-07-2004, 06:04 PM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 02-09-2004, 03:53 AM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 02-20-2004, 05:58 PM)

                  

02-07-2004, 09:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    عزيزي كرار
    تحية طيبة
    كلما أعود لقراءة رسالتك الأصلية أجد في نفسي الرغبة في الكتابة حول بعض نقاطها، ولكن الآن لدي أسئلك لك.. فأنت تقول:

    Quote: لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه واصدقائهم ومعقداًَ مستشكلاً على غير اعدائهم أو المتعاطفين معهم وسهل الاستهداف على خصومهم الذين سوقوا ذريعة ( ترك الصلاة )فشوهوا الفكر الجمهوري ونصبوا حوله شراك الهلاك

    وفي فقرة أخرى تقول:
    Quote: كان الفكر الجمهوري شفافاً لدى الجمهوريين الموعودين بالفردوس القادم وغليظاً لدى خصومهم المحرضين على كسره وتصفيته وهيولياً معقدأ لدينا نحن الذين أحببنا في الجمهوريين مظهرهم المثالي وخلقهم العالي ووقفنا نتفرج من النافذة على تلاميذ تلك الحوزة الرفيعة المقام

    فالأسئلة التي أود توجيهها إليك هي: أولا كيف ترى الفكر الجمهوري بالنسبة لك أنت شخصيا اليوم، بوصفك قد كنت من أصدقاء الجمهوريين الذين كانوا يقفون على الرصيف أو يتفرجون من النافذة؟؟ هل ما يزال هذا الفكر هيوليا ومعقداً؟؟ كيف ترى مسألة الأصالة مثلا والحديث عن الإنسان الكامل اليوم، وهذا كله من صلب الفكرة ولا يتعلق بـ "أتباع التنظيم الجمهوري"..؟؟

    وبعد أن أقرأ إجابتك سوف تكون لي عودة بإذن الله.. ولك شكري والسلام..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-07-2004, 09:53 AM)

                  

02-08-2004, 01:11 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ كرار
    تحية طيبة
    ليس هناك أحسن من هذا البوست للفت نظرك ونظر المشاركين والقراء إلى لقاء صحفي نادر مع البروفيسور استيف، وهو جمهوري أمريكي زار السودان مؤخرا.. اللقاء أجري في صحيفة الصحافة..

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=208

    ولك السلام

    ياسر
                  

02-10-2004, 02:56 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسرالشريف

    تحية طيبة
    قصة غريبة لرجل اكاديمى وحرفى من مجتمع لايأبه بهذه الأيمانيات حام الكون كله بحثا عن الحقيقة واستقر به الامر فى نهاية المطاف فى مدرسة الفكر الجمهورى!!!! ياترى ماذا كان يدور فى خلده عندما اقترب من جماعة الجمهوريين فأسروه بلسان حالهم كما قال قبل لسان مقالهم!!! وهل التبشير بلسان الحال يلمز من قناة الانتماء الفكرى لأنه نقصان فى المعرفة والقناعة ؟وهل ادرك ذلك الامريكى العمق الغيبى و الصوفى للفكرة ؟ام انه اخذ اطرافها واستهام بها؟؟ وهل قرأ ادبياتهاالمكتوبة بلغلة استدلالية ورمزية تصعب -فى بعض الاحيان- حتى على الدارسين من ابناء لغة الضاد؟؟ وهل كان يملك القدرة على المقاربة والمقارنة بين مكونات الرسالة الاولى و الرسالة الثانية؟؟ام انه تسامى من العدم الفكرى الى فضاء الاخيرة التى حلت فيه كالروح؟؟ ولم يجد بديلا يطفئ ظمأه المعرفى غيرها؟؟؟وكيف يمارسها الان على صعيد حياته الخاصة؟؟؟ وهل هو ملم بالحوار الذى يتوقد احيانافى الاعواد الجمهورية الخضراء واليابسة- بين (العودة بالتنظيم) او الاكتفاء بالتبشير الفردانى الكسول بين (المعصية بفكر)ونظرية (القيادة المؤقتة)ام القداسة ورفع الحرج عن الاخوان الاوائل او الاخوان الذبن لم يأتوا بعد ،بين اليقين بالموت الحسى مقابل الشك الذى احدث تلك الزلزلة التى ثلمت كل البنيان بعد كشف الغطاء الروحى- بين الثورة الثقافية والدعوة لانتزاع التنظيم كمنهجية مستحدثةفى مقابل المسكنة الجمهورية الراقية التى تقطع الحديدوالسكون الحركى المثالى الذى اسلمهم لخصمومهم فوضعوا روؤسم فى النطع طواعية وانتظروا حكم الزمان هل يدرك البروفسور استيف كل ذلك ام التزم طريقه الخاص وغاب فى الصمت؟؟؟ ...لك التقدير ايا كانت الاجابة........

    (عدل بواسطة د.كرار التهامي on 02-11-2004, 00:55 AM)

                  

02-09-2004, 01:42 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ الكريم ياسرالشريف
    تحية طيبة
    كأنك سألتنى قبل الاوان اوكأنك شعرت بشئ من الملل على طريقةالشارى والبائع الذى لم يعد بينه و زبونه الا ان يشترى منه بعد طول الشرح والعناء وارجوا الا تجد فى تشبيهى غمزا او لمزا فالفكر سلعة غالية تباع بالتبشير وتشترى بألآلتزام....وعطفا على سؤالك المباشر فان موالاة اى فكرة تتطلب المعرفة التى تجعل الانسان حرا فى اختياره ويمتلك المقدرة والارادة على قراءة الفكرة و نقدهاوادراك جوهرها قبل ان يتوغل فى سياجها الاجتماعى والتنظيمى فيعمل تحت وطأة العقل الجمعى ورهاب الملة...ورؤيتى للفكر الجمهورى اليوم اكثر تعتيمامما سبق بسبب كثافة التأويل الذى يحيط بالفكرة ومجتمعها الذى تحاول اخى ياسر ان تضعه دائماوبرفق على جنب عندما تسعى للعبور بالفكرة الى عقول الناس وضمائرهم مفرقا على اساس منطق ما بين الفكرة وانصارهابينماقد يسأل اى سائل عن جدوى الفكرة اى فكرة اذا لم تكن هادية وحادية لانصارها فى الضراء والسراء وفى الأيام الصعبةوزمان المعسرة اسئلة كثيرة فى بالى ابحث لها عن اجابة قبل ان اتصدى لأسئلة بهذا الحجم والبعد المعرفى الذى لم نطاله بعد فارجو ان تعطينا المزيد من الوقت والجهد
                  

02-09-2004, 12:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أخي الكريم،
    تحية طيبة
    يبدو أنني لم أكن موفقا في توضيح سؤالي لك في البوست الأخير.. ولم يجر بخلدي أبدا ما ذهبت أنت إلى نعيه عليّ.. وسأحاول أن أكون مفهوما هذه المرة.. وسأتكئ على عبارتك في البوست الأصلي وهي:


    Quote: لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه واصدقائهم ومعقداًَ مستشكلاً على غير اعدائهم أو المتعاطفين معهم وسهل الاستهداف على خصومهم الذين سوقوا ذريعة ( ترك الصلاة )فشوهوا الفكر الجمهوري ونصبوا حوله شراك الهلاك

    وعبارتك الثانية:
    Quote: كان الفكر الجمهوري شفافاً لدى الجمهوريين الموعودين بالفردوس القادم وغليظاً لدى خصومهم المحرضين على كسره وتصفيته وهيولياً معقدأ لدينا نحن الذين أحببنا في الجمهوريين مظهرهم المثالي وخلقهم العالي ووقفنا نتفرج من النافذة على تلاميذ تلك الحوزة الرفيعة المقام


    وأنا أتفق معك في هذا الاستنتاج اللماح.. بل أذهب إلى أكثر من ذلك لأقول أن الأستاذ لم يقصد أصلا أن تكون حركته ذات عددية كبيرة لأنه يخشى عليها من الإفساد من أناس عاطفيين لا يفهمونها الفهم الصحيح.. لقد كانت مسألة الأصالة أحد هذه الكوابح التي حجزت كثيرا من الناس وأبقتهم إما في النافذة وإما في الرصيف.. أما الكابح الثاني فكانت طريقة الجمهوريين في الدعوة وهي حمل الكتب والتعرض للناس.. لم يستطع أكثر المثقفين الانضواء تحت حركة الجمهوريين لأنهم سوف يكونون قد ألزموا أنفسهم بحمل الكتب بتلك الطريقة.. هذا الكابح كان أكبر ما يكون في مواجهة المثقفات السودانيات حيث يفترض ليس فقط لبس الثوب الأبيض وحمل الكتاب والدعوة وإنما مواجهة مجتمع ذكوري شديد الاتهام للمرأة التي تصادم التقاليد.. وهناك كابح آخر هو مركزية الحركة حول الأستاذ محمود وتسليم الأمر للقيادات التي يختارها هو.. ولم يكن المؤهل الأكاديمي أو الوضع المالي للفرد الجمهوري يمثل أي أثر في تولي مواقع قيادية في الحركة الجمهورية.. ولا بد أن يكون هذا من أكبر أسباب إحجام كبار المثقفين عن الانضواء إلى الحركة الجمهورية.. دعني أذكر لك هذه الحادثة.. لقد وجّه الأستاذ محمود بإرسال تيم من الجمهوريين لمناقشة واحد من المسئولين في حكومة مايو في موضوع لم أعد أذكر تفاصيله وربما يجد الآخرون فرصة للتفصيل أكثر.. كان هذا الوفد بقيادة الأخ عبد اللطيف عمر وعضوية الأخ الأستاذ عصام البوشي وشخص أو اثنين آخرين.. وقد سأل ذلك المسئول وهو مزمل غندور، عن مؤهلات أو وظائف الجمهوريين الذين جاءوا إليه في تلك المهمة.. وعندما علم أن رئيس الوفد يقول عن نفسه أنه عامل في صحيفة الصحافة وعضو التيم يقول عن نفسه أنه أستاذ في جامعة الخرطوم، سخر منهم وأخبرهم أنه لا يمكن له أن يحترم تنظيما يكون المقدمون فيه أقل في التعليم والمؤهل الوظيفي كما رأى في ذلك التيم..
    وقد تفطن الجمهوريون القياديون إلى هذه الظاهرة التي لم يكن لها أن تقوم إلا تحت مظلة الأستاذ، ومن هنا فقد زهد هؤلاء القياديون بعد الانتفاضة في قيادة حركة بمثل عضوية الجمهوريين وهي مكونة من غالبية من المثقفين والمتعلمين، فضلا عن الزهد في حركة يطالب بعض المنتسبين لها أولئك القادة بالمواجهة، كما يفعل الأخ الدكتور حيدر مثلا، ذاهلين عن طبيعة المرحلة التي تتميز بالمسئولية الفردية، وذاهلين عن صعوبة الدفاع عن مسائل هي في صلب الفكرة مثل الأصالة، وذاهلين عن الظروف السياسية المحيطة كلها.. لاحظ أن هذا البعض يفعل ذلك من خارج السودان!!! وأنا هنا لا أريد أن أنتقد الأخ حيدر في الأسلوب والكلمات التي استخدمها، فقد فعلت ذلك بما يكفي، وقد رأيتك أنت أيضا تستغرب هذا الأسلوب من الأخ حيدر عندما قلت:

    Quote: لقد فوجئت حين قرات مقال د. حيدر بدوي عن الجمهوريين الذين استتيبوا وايديهم مكبلة بالاصفاد بأنهم ضعفوا وتخاذلوا !؟

    وهو أمر قد استنكره كثيرون آخرهم الأخ تاج السر حسين في هذا البوست في منبر الفكرة الحر:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=209[/B][B]لقد قلت كل هذا لكي أدلل لك أنني لم أرد من أسئلتي المحددة لك أن أبيعك الفكر الجمهوري، فأنا أعلم أنه فكرة لا تباع إلا بالتبشير، وهي أكبر من التنظيمات التي يحاول الأخ حيدر أن يقيمها ويجلس على لجنتها المركزية كالأحزاب التقدمية!! وأنا أؤكد لك أنني إنما أركز على التعريف ولفت النظر، والأمر متروك للناس، وليس لي تنظيم لاستيعاب الناس أو تجنيدهم، أو تسليكهم.. نحن جميعا يا صديقي مخاطبون من فكرة لم يتم فهمها على حقيقتها، من غالبية المثقفين، حتى الآن.. ولذلك فإن قولك أدناه لا يتوجه نحوي، وأنا لا أرى غمزا ولا لمزا، فأنا لم أكن مفهوما بما يكفي..

    Quote: كأنك سألتنى قبل الاوان اوكأنك شعرت بشئ من الملل على طريقةالشارى والبائع الذى لم يعد بينه و زبونه الا ان يشترى منه بعد طول الشرح والعناء وارجوا الا تجد فى تشبيهى غمزا او لمزا فالفكر سلعة غالية تباع بالتبشير وتشترى بألآلتزام


    قولك:
    Quote: وعطفا على سؤالك المباشر فان موالاة اى فكرة تتطلب المعرفة التى تجعل الانسان حرا فى اختياره ويمتلك المقدرة والارادة على قراءة الفكرة و نقدهاوادراك جوهرها قبل ان يتوغل فى سياجها الاجتماعى والتنظيمى فيعمل تحت وطأة العقل الجمعى ورهاب الملة

    --
    أنا أتفق معك تماما في قولك هذا.. وأنتظر منك ومن القراء قراءة الفكرة ونقدها، ولا أريد لك ولا لغيرك الدخول إلى سياجها الاجتماعي والتنظيمي، وقد قلت عن نفسي أنني لا أنتمي إلى أي فضاء تنظيمي، كما يريد بعض الجمهوريين للجماعة.. وأنا أريد لنفسي ولغيري البعد عن وطأة العقل الجمعي ورهاب الملة مثلك تماما..

    قولك:

    Quote: ورؤيتى للفكر الجمهورى اليوم اكثر تعتيمامما سبق بسبب كثافة التأويل الذى يحيط بالفكرة ومجتمعها الذى تحاول اخى ياسر ان تضعه دائماوبرفق على جنب عندما تسعى للعبور بالفكرة الى عقول الناس وضمائرهم مفرقا على اساس منطق ما بين الفكرة وانصارهابينماقد يسأل اى سائل عن جدوى الفكرة اى فكرة اذا لم تكن هادية وحادية لانصارها فى الضراء والسراء وفى الأيام الصعبةوزمان المعسرة اسئلة كثيرة فى بالى ابحث لها عن اجابة قبل ان اتصدى لأسئلة بهذا الحجم والبعد المعرفى الذى لم نطاله بعد فارجو ان تعطينا المزيد من الوقت والجهد


    دعنا في فكرة الأصالة فقد كانت واحدة من المواضيع التي تعرض الأستاذ بسببها إلى مهزلة محكمة الردة، وقد اتكأ عليها النميري في تبرير قتل الأستاذ.. وهي كما ترى من مداخلة إبن عمر أهم ما يجب أن نشغل أنفسنا به.. وأرجو من الأخ حيدر أن يكون لديه رد على إبن عمر وعلى الأخ عبد العاطي وغيره الذين يرون أنه لا بد للجمهوريين من نقض فكرة الأصالة.. هذا هو مربط الفرس يا صديقي.. فإذا كانت خطأ لماذا نريد أن نؤكد على خطأ الجماعة التي اتبعت هذه الفكرة؟؟ لماذا يريد البعض أن يطعنوا ظل الفيل؟؟

    وفي الختام لك مني وافر الشكر والتقدير..


    ياسر
                  

02-09-2004, 01:12 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر
    تحية طيبة

    لم اجد الفرصة للتأمل ذهبت مع الرابط الى بستان المعانى فى موقع الفكرةالذى نثر فيه تاج السر احزانا نبيلة تجولت فى الاعماق الغائرة لتلك الكتابة التى تشبه الجرح،..الجرح الذى يشبه الاخدود.... لم يجذبنى مشهد درامى فى الواقع او الخيال مثل ماتنقلت مع الكلمات الصادقةالتى خرجت من
    جوف الكاتب كأنهار من الدم والدموع.الصدق والحزن جناحا الكلمةالتى تحلق بعيدا حتى لاترى بالعين المجردة ترى فقط بالبصيرة ...سأعود سريعا
                  

04-24-2004, 10:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    لقد كتبت في المداخلة أعلاه هذه الحادثة أدناه
    :
    Quote: دعني أذكر لك هذه الحادثة.. لقد وجّه الأستاذ محمود بإرسال تيم من الجمهوريين لمناقشة واحد من المسئولين في حكومة مايو في موضوع لم أعد أذكر تفاصيله وربما يجد الآخرون فرصة للتفصيل أكثر.. كان هذا الوفد بقيادة الأخ عبد اللطيف عمر وعضوية الأخ الأستاذ عصام البوشي وشخص أو اثنين آخرين.. وقد سأل ذلك المسئول وهو مزمل غندور، عن مؤهلات أو وظائف الجمهوريين الذين جاءوا إليه في تلك المهمة.. وعندما علم أن رئيس الوفد يقول عن نفسه أنه عامل في صحيفة الصحافة وعضو التيم يقول عن نفسه أنه أستاذ في جامعة الخرطوم، سخر منهم وأخبرهم أنه لا يمكن له أن يحترم تنظيما يكون المقدمون فيه أقل في التعليم والمؤهل الوظيفي كما رأى في ذلك التيم..

    وقد تكرم الأخ الأستاذ عصام البوشي فنبهني إلى أنه لم يكن عضوا في ذلك التيم، وقد تحريت عن تفاصيل الحادثة من عدة مصادر وقد أرسل لي الأخ الأستاذ طلب بله زهران هذا التوضيح أدناه:

    نعم أذكر مقابلة أخرى بقيادة الأخ عبداللطيف وعضوية الأخ الريح أبو إدريس وشخصي للسيد الدكتور يوسف الخليفة عبدالرحمن وهو قد كان ؤقتها وكيلا لوزارة الشئون الدينية أو ما يقارب ذلك، وفعلاً هو أعترض على تكوين الوفد على ذلك النحو وقد يكون في نفسه أن ذلك استخفافٌ به!
                  

02-14-2004, 01:12 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر الشريف

    مااسكت الله لك حسا!! اما آن لهذه الاسئلة ان تترجل ...لاحظت غيابك من البورد وانقطاع الاثر وبقاء بعض اطراف هذا الحوار كما هى عليه رغم الحاجة الماسة الى للوصول لنهاياته التى ستمضى بنا الى بدايات جديدة فى هذا المعراج اللولبى....؟
                  

02-16-2004, 12:14 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Dr. Howard (Re: د.كرار التهامي)

    Dear Karrar
    Salam wa Ihtiram
    Sorry to write in English but this PC has no Arabic support. I think you mean the questions in the post that I have quoted below, because I have answered all your previous questions and I was waiting for you to touch on the cores that I have suggested.
    Anyhow, I might not be the best person to write about Dr. Stephen Howard but I can say that he commands a good Arabic language that enabled him to understand the thoughts of Alustaz Mahmoud beside the material written in english. I will wait for others to answer your questions, especially that I have no Arabic support. But I shall convey to you and the readers a concise report that Dr. Stephen had shared with the Republicans a year ago after his visit to Sudan. I hope it will help a bit.

    0000000000000
    “hukm al-wakt”

    “al-ihklas, a-sadiq, wa al muhubba”
    An Islamic journey is defined by its intention. The traveler, the visitor, the pilgrim are sent off from one place and welcomed in another in a manner that indicates how they connect the people at the two points. And in the act of traveling the traveler is transformed and promotes the transformation of those at each stop of his journey. This transformation is not necessarily through the agency of the traveler himself, but indicates that those encountered along the traveler’s path are themselves ready to be transformed.

    It had been 12 years since I had visited Sudan. I had, of course, kept in constant contact; a dozen or so brothers and sisters had worked with me at my university; many more had stopped by for visits and I visited them across the US, the UK, Europe, and Egypt. I had even tried to get to Sudan twice before during the previous 12 years but failed to do so due to the political conditions. Finally, I was determined to see my dear friends in Sudan again and brother IzalDin Sadiq worked hard with me to make it happen.

    This trip, from 1-25 January, was an intensely moving adventure. I was impressed with the level of accomplishment of the brothers and sisters inside Sudan, their great knowledge of and interest in what was happening to the brothers outside, and with the intensity and growth of their continued spiritual development. And of course, I was amazed at Sudan’s changes as well, particularly the catastrophic growth of Khartoum and the phenomenon of mobile phones! But the essential memories of this trip were 1) its emotional warmth, 2) its thought-provoking rigor, and 3) its non-stop action. I was frequently close to tears as I met brothers I hadn’t seen in more than a decade, a hard thing to admit in the midst of the ‘Ja’li’ attitude of many of you…

    The air trip from Columbus, Ohio to Khartoum on Ethiopian Airlines is 27 hours and grueling. I landed at Khartoum on 3 January at 3 in the morning and was met by brothers inside the customs area. I was taken by the hand for the rest of the journey and not let go. Ustaz AbdelLatif met me at the airport at that early hour with about 8 brothers and sisters including IzalDin, Mohammed AbdelBaggi, Mohammed Madzoub, and Talab and Nowal. We went to Mohammed’s house in Taif, chatting for another hour or so, and then for an hour or so of sleep before the first event, visiting Sheikh Idris at WadElafung. There were close to 75 brothers, sisters and children on that visit, which was followed by a jelsa-fatur in WadElafung. Later that night there was another jelsa with inshad and Qur’an at the home of Ustaz AbdleLatif and I stayed at Mohammed Madzoub’s house.

    Credit for the beautiful design of this journey goes to akh IzalDin Sadiq. His generosity and knowledge of where people were, parts of the country that I would like to see, and his cellular phone all contributed to making the trip happen. That first weekend was deep immersion into the Republican life of old, visits to brothers’ houses, beyut al farash, and visits to others who were ill. Gibril Yusuf was my haras that first weekend as well, pleasing so many brothers and sisters with Qur’an wherever we went. That first Saturday, my second day in Sudan, we went early in the morning to the shrine of Sheikh Ali Mirghani in Bahri with a group of brothers and sisters numbering 40 or so. And that evening there was a jelsa at the Thowra home of Ustaz AbdelLatif. The next morning IzalDin and I visited Bashir wad um Bashir at his very ‘darwish” home and then I visited Awad Sadiq at his school in Khartoum. The evening’s jelsa was in Wad Bakheit where I was deeply impressed by the new and strong community of brothers there- in new homes- and by Abdalla Fadlala’s exhibit marking the 18th anniversary of the tamfith… And finally we visited the cemetery where Ikhlas and Salah are buried.

    Thinking about this trip from the United States I was uncertain as to how difficult it would be to get outside of Khartoum; I was unsure if I would be able to obtain permission to travel under the current circumstances. But interestingly, once I had my passport registered, there were no further questions or taftish and we set off for Medani the next day. I was amazed to see the developments along the Medani road; the new improved “Cafeteria Hafiz,” the automobile plant, the expanded Um Magid… And cell phones came into play again. As we reached the outskirts of Medani, IzalDin called ahead to Ustaz Daffallah Mousa’s house and we were met at the cemetery by a large group of brothers ready to greet us in the presence of Ustaz Sayed and Ustaz Jelal. We had fatur with Daffallah- and again I was impressed as to how large the gathering was- and we visited the homes of Sayed and Jelal to pay respects. There was a jelsa latifa at Daffallah’s house that evening and the next morning breakfast with Salah Mokhtar.

    I visited my old house at the University of Gezira- Neshasheeba and at asur a car-ful of us went to Abu Haraz for a visit to Sheikh Yusuf and Hamad-a-Nil al-Araki that could only be described as roh shaded. That night we buried two relatives of Talab Zharan who had been killed on the Medani road and it was turned into a Republican burial with appropriate inshad at the gravesite.

    The next day, Wednesday the 8th of January, we made our way to Rufa’a via the eastern route. Waiting this long to get to Rufa’a was a good test of my patience and indeed, when we finally arrived, I was overcome. I could hardly talk while trying to greet Ustaz Khalid elHaj, and Mowtasim and AbdelGadir Mohammed el Hassan, Hajja Rhoda and everyone there whom I love so much. There was a jelsa everynight in Rufa’a and during the day we visited awlia and akhwan in the area including Hijaleej, Tamboul, and the farash at Hudayba.

    The theme of the jelsat with Khalid in Rufa’a had been preparation for the memorial of the 18th of January. And I was delighted that in the process of thinking about this Khalid el Haj decided to join our wafd, thus making it official. It had been a little miskeen to that point, consisting of just Amin Abdalla Lotfi (my harras) and myself. So Khalid added a new dimension to the visit and we set off for Medani and El Gaderef the next week. At every stop I was immensely impressed at how thirsty brothers and sisters were to listen to Khalid’s articulate and expansive message, and how his stamina permitted him to deliver such strong statements of an hour or more each night. Again with mobile phones, we signaled ahead in El Gederef that we were close and we were met at the door of Ihklas Himit’s family home with an intense zikkir.

    From El Gedaref we set off the next morning for Medani and I was thrilled that Sheikh Ali met us there and joined our wafd. It turned out that Damizin was prohibited to foreigners so I would not be able to see Sheikh Ali otherwise. More brothers and sisters had joined us at Gederef and Medani and we set off for Sennar from there. The atmosphere within the wafd was warm and beautiful and the “mini-wafud” that set off from this wafd- for fatha or to see the ill or a particular wali made the trip even more intense. Khalid el Haj spoke of the wafd as generating a-sadiq, muhabba, wa ihklas, and these were shared with everyone en route.

    At Sennar the sisters stayed with Yusuf Ali Yusuf and the brothers with Naji in Wad Hashim. We set off early the next morning for our most intense Sufi day with visits to Sheikh El Tom and Musa Abgusa- deep into the Gezira. It took hours to get across the dry fields and irrigation canals but the visits were spectacular. Khalid spoke of how he had wanted to see these saints for 20 years. At each tomb we prayed and had inshad- the wafd was now complete with both sheyukh and munshidiin.

    Later that day we drove to Kenana, fulfilling a wish that Mohammed Adam had made back in Medani. Kenana was intense, I counted 70 brothers and sisters at the evening jelsa, and another 50 the next morning. Later that day we toured the sugar plantation a bit and then on to Kosti. But en route we dropped Sheikh Ali at the Rubek station; he had to get back to work. There I witnessed something so simple and yet so magnificent in terms of the Republican concept of al-mua’mala. In the cab of the car in front of us, driven by Ahmed Abusin, one of the sisters was struggling with her baby son who needed to relieve himself. A young brother in the back of the boxsi jumped down and grabbed the kid through the window, placed him on the ground where he did his business, pulled his pants back up and promptly handed the child back to his mother- all taking a minute or less. I thought about how hard it would be to get an American teenager to perform such an act of service, without complaint, and realized this was the Republican idea in action.

    At Kosti, at the home of ElTayib Mohammed el Hassan, we learned of the arrest of Abdalla and the confiscation of his exhibit. This changed the tone of the wafd to some extent and certainly did remind one of the baddest of old days. We carried on, trying to find out what had happened as we made our way back to Medani, but folks were still on the high from the experience of the wafd. At Medani I was thrilled to see Isam elBushi, Sulaiman Wasila, Abdullahi Tom and family, farewells at Daffallah’s house and then on to Rufa’a late at night.

    We left the Gezira for Khartoum two days later amidst talk that I was denying ‘nas khartoum’ the pleasure of my company. Every night there were visits and I was so excited to see Ahmed Mohammed el Hassan, Asim Shaheen, Asim Hamid, Isam Khidr- brothers I realized that I had really missed all these years. Talab organized visits to Omdurman Alia University and Ahfad University which were very useful and insightful, and I went to the Khartoum International Fair with Mahmoud Mohammed AbdelBaggi.
    On Thursday, the 23rd at asur we took three cars of people out to Um Duwamban for a spectacular visit with the Sufis and awlia there. Everyone was deeply moved. As we got ready to leave, a number of brothers took out their “mobiles” to catch up with al-duniya. I asked Amin Abdalla Lotfi why he didn’t have one. “Andi,” he replied, reaching into his pocket and handing me his hajer teeimom….


    Quote: الاخ ياسرالشريف

    تحية طيبة
    قصة غريبة لرجل اكاديمى وحرفى من مجتمع لايأبه بهذه الأيمانيات حام الكون كله بحثا عن الحقيقة واستقر به الامر فى نهاية المطاف فى مدرسة الفكر الجمهورى!!!! ياترى ماذا كان يدور فى خلده عندما اقترب من جماعة الجمهوريين فأسروه بلسان حالهم كما قال قبل لسان مقالهم!!! وهل التبشير بلسان الحال يلمز من قناة الانتماء الفكرى لأنه نقصان فى المعرفة والقناعة ؟وهل ادرك ذلك الامريكى العمق الغيبى و الصوفى للفكرة ؟ام انه اخذ اطرافها واستهام بها؟؟ وهل قرأ ادبياتهاالمكتوبة بلغلة استدلالية ورمزية تصعب -فى بعض الاحيان- حتى على الدارسين من ابناء لغة الضاد؟؟ وهل كان يملك القدرة على المقاربة والمقارنة بين مكونات الرسالة الاولى و الرسالة الثانية؟؟ام انه تسامى من العدم الفكرى الى فضاء الاخيرة التى حلت فيه كالروح؟؟ ولم يجد بديلا يطفئ ظمأه المعرفى غيرها؟؟؟وكيف يمارسها الان على صعيد حياته الخاصة؟؟؟ وهل هو ملم بالحوار الذى يتوقد احيانافى الاعواد الجمهورية الخضراء واليابسة- بين (العودة بالتنظيم) او الاكتفاء بالتبشير الفردانى الكسول بين (المعصية بفكر)ونظرية (القيادة المؤقتة)ام القداسة ورفع الحرج عن الاخوان الاوائل او الاخوان الذبن لم يأتوا بعد ،بين اليقين بالموت الحسى مقابل الشك الذى احدث تلك الزلزلة التى ثلمت كل البنيان بعد كشف الغطاء الروحى- بين الثورة الثقافية والدعوة لانتزاع التنظيم كمنهجية مستحدثةفى مقابل المسكنة الجمهورية الراقية التى تقطع الحديدوالسكون الحركى المثالى الذى اسلمهم لخصمومهم فوضعوا روؤسم فى النطع طواعية وانتظروا حكم الزمان هل يدرك البروفسور استيف كل ذلك ام التزم طريقه الخاص وغاب فى الصمت؟؟؟ ...لك التقدير ايا كانت الاجابة........
                  

02-20-2004, 03:47 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Dr. Howard (Re: Yasir Elsharif)

    االاخ ياسر..صباح الخير ايا كان الوقت
    عدت الى هذا الدفتر مع تباشير فجر الجمعة بعد ابتعاد اضطرارى لقليل من الوقت ..اشكرك فقد اتحفتنا بهذه المداخلة الثرة ،ساعكف عليها بعد ظهر اليوم اذ سأجدمتسعا من الوقت لاجمع مابين السطور من معان باطنة...لك التفدير
                  

02-20-2004, 10:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Akhu Albanat (Re: د.كرار التهامي)
                  

02-23-2004, 05:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)
                  

02-26-2004, 02:18 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر

    من شغل شاغل الى شغل شاغل ومن يوم الى يوم لم اجد الفرصة للاطلاع على النص وسماعه الا فى فجر هذا اليوم ...اشكرك على الجهد الكبير الذى تبذله لتوصيل هذه الحقائق للمجتمع ،هنالك سؤال حول معنى بعض العبارات التى وردت فى نهاية حديث الاستاذاتمنى ان اجد الوقت لطرحه عليك غدا وكالعهد بك لن تبخل باعداد الاجابة عليه لك التقدير...
                  

02-26-2004, 06:45 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    هذا البوست الرائع. فاتت أيام الذكري عداً.. وعددا.. ولم يفوت هو من صفحة الموقع الأولي..كأنه خلية نحل تعطي من رحيقها كل غاش وماش..النقاش الثر.. الموضوعية..السؤال عن الجديد.. كيف يمكن راب الصدق..بالرغم من أن الفكرة لا يشق لها غبار في جميع المناحي التي طرقتها وتطرقت اليها.. والدهاليز المظلمة البعيدة المخيفة التي سلطت ضوء الفكر عليها فكشفت وبانت واستبانت وحللت ونقدت وقدمت البديل للنفس البشرية التي طال اغترابها..
    ولكن كما قد علقت بالأمس وكتبت في أضابير هذا البوست ما جادت به علينا ليالي السعد.. جئت اليوم لألاحظ ملاحظة هامة ..في اللغة لا أدري كيف فاتت على الدكتور.. والملاحظة هي عنوان البوست وخطأه النحوي.. ما كان ينبغي أن يفوت هذا الخطأ على الدكتور.. خاصة وأن كلمات العنوان معدودة والعادد..كلنا نخطأ في متن الموضوع بالداخل في كتاباتنا.ليس لذات تقصير في لغة ولكنها كثرة المشغوليات وعدم المراجعة الدقيقة وقلة الوقت الصافي وعدم العوافي أحياناً..وبالطبع يصعب التصحيح في عنوان البوست بعد كتابته.. ولكن تحري اللغة في كلمات معدودة مثل تلك، وموضوع راقي مثل هذا يجعل على اقل تقدير الدقة مطلوبة في العنوان على اقل تقدير..فكسر اللغة ككسر العظم يؤلم ذواقة اللغة ومن خلفها ذواقة العرفان يؤذيهم أيضاً وهذه وتلك تصانيف الذين يعيشون فوق القانون بسمتهم بعدم خطاياهم الظاهرة.. أما من كان دون ذلك فلا شي عنده في قانونه وأخلاقه.. وقد لايري سبباً أصلاً للتصحيح ...عنوان البوست( في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين...) وكان يجب أن يكون مرفوعاً ويكون...تحرر الجمهوريون... وموقعها من الإعراب هنا..صيغة الجمع في محل رفع فاعل... ويمكن أن تكون العبارة أكثر وضوحاً حينما تقول مثلا...تحرر الجمهوريون في ذلك اليوم من سجن الفكرة أم من سجن السلطة؟..
    .............
    ونحن السودانيون دائماً في صيغة الجماعة نميل نحو نصب صيغة الجمع في لهجتنا وتكون عندنا قريبة الي اللسان والنطق والحديث.. نقول الجمهوريين.. والمدنيين.. والشيوعيين. والمسلميين وهكذا..
    هذا ما عنا لي يا دكتور وهو بسيط ولكنه مهم كأهمية بوستك ومقالك هذا.. مع فائق شكري وتقديري..
                  

03-01-2004, 12:40 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: منصوري)

    الاخ الكريم منصورى
    سلام عليك من الله
    الايام كالطلقات فى بندقية الحياة تنهال علينا من كل جانب وهى اسرع من ان نتداركهاولقد مضت عدة ايام قبل ان ارد لك تحيتك الاخيرة لقد كانت مشاركتك الاولى رائعة وعميقة يجللها الصدق وتحيط بها هالةمن الايمان والاشواق على الرغم من انها ابقت اسئلة كثيرة معلقة خاصةحين تصف الفكرة- بذلك الاسلوب التصويرى الرائع- فى انها فى حالة تهيؤ للعودة ولم تحدد شروط اكتمال عرس العودة فى الزمان والمكان وفى النهاية تركت لكل انسان قدره كأنك تطوى ملف البعث الجديد وتدعو كل جمهورى ان ينطوى على احلامه الخاصة لكن الى متى و الى اين انت لاتدرى...اما موضوع العنوان فهو خطا اكتشفته فى الوهلة الاولى حيث ان الاخ الذى صاغ لى النص اخذ العنوان الخطاوارسله فى لجة النهر وصعب على ان استعيده، لكن عموما لنا فى لغة القران ملاذ من حرفية النحو وغلاظته ولعلك قرأت موضوع خروج لغة القران على قواعد النحو لعقاب الفياالذى اورد امثلة كثيرة عن نصب الفاعل ورفع المفعول فى القران الكريم يشرعن هذا الخروج حتى لوكان مقصودا ولك التقدير والشكر على القراءة الثانية التى لمحت فيها هذا الخطأ الشرعى الواضح للعيان
                  

02-26-2004, 12:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    أشكرك يا أخي كرار
    ما زلت أكتب بالماوس
    لقد قرأت اليوم بوستا أرجو أن تكون أنت من متابعيه..
    النص الكامل لمحاكمة الاستاذ عبد الخالق محجوب ظهر الثلاثاء 27 يوليو 1971م
    المهم أني قد شاركت في ذلك البوست، وقد ختمت سردي التاريخي بعبارة أرجو أن تجد حظها من النقاش هنا و قد أعطيت مداخلتي العنوان التالي
    دستور بالحقوق الأساسية.. لا للشريعة الاسلامية..
    وكان مما قلته الآتي


    رحم الله قادة الحزب الشيوعي وجميع ضحايا السودانيين من كل الأحزاب في كل جهات السودان، شماله وجنوبه، شرقه وغربه، وأسأل الله أن يفتح أعينهم على فكر الأستاذ محمود، وأن يعينهم على اقرار دستور يكفل الحرية والحقوق الأساسية لجميع أبناء السودان.. كلمة أخيرة لابد أن أقولها، وهي أن الشريعة الاسلامية تتناقض تناقضا أساسيا مع فكرة الحقوق الأساسية، واذا لم يتوصل السودانيون والعرب وبقية المسلمين الى ادراك هذه الحقيقة فسوف يظلون يدورون في حلقة مفرغة..
                  

02-26-2004, 12:31 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    correction

    Quote: رحم الله قادة الحزب الشيوعي وجميع ضحايا السودانيين من كل الأحزاب في كل جهات السودان، شماله وجنوبه، شرقه وغربه، وأسأل الله أن يفتح أعين السودانيين على فكر الأستاذ محمود، وأن يعينهم على اقرار دستور يكفل الحرية والحقوق الأساسية لجميع أبناء السودان.. كلمة أخيرة لابد أن أقولها، وهي أن الشريعة الاسلامية تتناقض تناقضا أساسيا مع فكرة الحقوق الأساسية، واذا لم يتوصل السودانيون والعرب وبقية المسلمين الى ادراك هذه الحقيقة فسوف يظلون يدورون في حلقة مفرغة..
                  

02-26-2004, 02:45 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزي الدكتور كرار

    لقد صار حضوري الى هنا لماما ولا أريد لأسبوع محبة النبي عليه الصلاة والسلام في البورد أن تمر بدون ألفت النظر الى هذا البوست وفيه قصة أ حد الجمهوريين في حضرة النبي.
    وهو الدكتور أحمد مصطفى الحسين شاعر البريدة صاحبة القصة..

    http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3575&sid=a3e9b...0a324f301eedaef#3575
                  

02-27-2004, 09:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ سعيد الطيب شايب (Re: د.كرار التهامي)

    الأستاذ سعيد الطيب شايب
    أكبر تلاميذ الأستاذ محمود
    وهذه هي الذكرى الثانية لرحيله
    أرجو الضغط على الوصلة لقراءة بعض المواد التي أعمل على تجميعها في هذا البوست
    أرجو بها أن تكون اضافة لبوستك هذا ي أخي كرار


    http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=236&sid=dbde1a...80b31619b9ba7fd3ac12

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-27-2004, 10:01 AM)

                  

02-27-2004, 02:38 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ سعيد الطيب شايب (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ الدكتور ياسر

    سيرة بهذا الثراء الروحى والاخلاقى قمينة بان تنشر فى الصحف الخالدة ..ساعود فى وقت ما لاسئلتى المؤجلة......مدد..مدد...مدد
                  

02-27-2004, 09:27 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ سعيد الطيب شايب (Re: د.كرار التهامي)

    This is page two of the post
    http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=236&postdays=0...70eb308453b9f972ca8a

    Maysoon, a young sudanese, wrote the following comment about the funeral of Ustaz Saeed:


    Quote: i heard about his funeral from a friend
    they said it was a true spiritual experience
    the zikir and the act of the burial
    he told all Medani was there
    he was amazed to find his father there at the funeral
    and without planning, all the people
    were singing inshad together
    and it was beautiful
    they say he was a beautiful man too
    i guess if i was pure enough at that time, i would have met him

    what a beautiful photo
                  

03-01-2004, 12:48 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)
                  

04-24-2004, 11:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة ؟ (Re: د.كرار التهامي)

    الأخ الدكتور التهامي..
    أرجو مراجعة هذا البوست فقد أوردت فيه تصحيحا لمعلومة كنت قد ذكرتها أنا عن الأستاذ عصام البوشي.. يمكنك أن تبحث تفعل البحث بكتابة "عصام"..

    كما أرجو من الاخ بكري أبو بكر إضافة هذا البوست بصفحتيه إلى مكتبة الأستاذ محمود في سودانيز أونلاين..

    ياسر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de