دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: sumah)
|
شكرا سوما على المرور وعلى مثل عم يونس فليبك الباكون ـ اترجى عودتك وحدثنا عن عم يونس ==============
البقاء للأجمل.. كانت لنا أيام ..السودان القديم.. أو العصر الماسي
عن أي شئ كان يبحث د. نور الدين شلقامي عبر هذه الدعوات واللقاءات التي ينظمها من وقت لآخر بداره العامرة حيث يجتمع ابناء المدينة الرائعة كوستي التي كانت باذخة في زمان ما وهي التي أنجبت مجتمعاً وأفراداً من أولئك الناس الذين يجعلون العالم مكاناً أفضل ويحفزون الإنسانية في بحثها الدؤوب عن التوحد والاستقرار والرفاهية؟ وما زال السؤال قائماً حين يجتمع في دار شلقامي أجيال من امثال العملاق عمنا يونس الدسوقي وود الشاذلي.. وعناق اصدقاء وزملاء يقول أحدهما للآخر هذه ثلاثين عاماً ولم نلتق.. ما هذا؟!
كيف يجمع شلقامي هؤلاء الناس حيث تتلاشى ألقابهم وفيهم العلماء المبدعون والأغنياء والفقراء كل ذلك يختفي وراء فكرة هائلة لصيقة جداً بالانتماء والروح وحالة كوستي ومجتمعها.. أعتقد أن شلقامي يلبي نداءات عديدة كلها تتوق إلى الأيام الخوالي وما حملته من بهاء وعظمة.. وهي أيضاً الحالة السودانية والعالمية في ذلك الزمان الذي اسموه العصر الذهبي وأسميه العصر الماسي.. في الفترات التي امتدت ـ حسب تقديري وقراءة التاريخ ـ بين نهاية الخمسينيات حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي ووقفت سنوات الستينيات وحدها عصراً كاملاً بل ملحمة رائعة حتى الذروة عاشها العالم والسودان وكأن السماء تعطينا انموذجاً حياً لطاقات الإنسانية إذا أرادت ان تخلق الجنة على الأرض.. وبحثاً عن هذا التناسق والتناغم الداخلي في الإنسان والكون سعى علماء الفيزياء منذ اسحق نيوتن.. وحتى سبعينيات القرن الماضي ليكتشفوا أخيراً (جمال التوحد) الذي يشمل ظواهر الكون الأربع الكهربائية والمغناطيسية والنووية والجاذبية ومثلوا على ذلك باستقرار الإقمار الصناعية في مداراتها النائية حول الأرض انما هو محصلة (تناسق بديع) بين قانون الجاذبية الأرضية وقانون القوة الطاردة المركزية.. هذا تفسير علمي آخاذ اوردته هنا ليس بحثاً عن الإجابة عن الحالة الإنسانية التي مرت بهذا الكوكب في منتصف القرن الماضي لان مجرد محاولة تفسير التاريخ تبدو محاولة ساذجة، بل ان كثيراً من اللحظات الهائلة والعظيمة تبدو عصية على منطق التفسير..
لكنني أبحث كما يبحث شلقامي والمغنون والشعراء عن حالة الاستدعاء الدائم للأجمل في حياتنا ونحن جيل محظوظ اننا وجدنا في هذه الحياة في تلك الفترات فعاصرنا افذاذ ذلك العصر.. تمتعنا بطفولة حقيقية في فترات سلام عامة اجتاحت العالم عقب حربين عالميتين.. كل شئ كان بديعاً اساتذتنا في المدارس.. نظامنا الإداري.. الخدمة المدنية.. بيوتنا الرملية الطينية قبل ان يدهمنا (السراميك) وكثير من الزيف وكثير من الحزن.
والغناء اجمله سجلته تلك السنوات البهية وصديق منزول وبرعي وجكسا وكمال عبدالوهاب من تلك السنوات. السينما.. قدمت افضل ماعندها خلال المائة ونيف من السنوات منذ بداياتها في تلك الفترة.. المبدعون الكبار خرجوا من تلك المدن والقرى والبوادي في السودان وفي الغناء والموسيقى والشعر والقصة والرواية والسياسة.. كان هنالك تاريخ سوداني مميز نابع من قيم انسانية جديرة بالتقدير والاحترام بل والتأمل والنبوءة .. كما يزعم الأستاذ الشهيد محمود محمد طه بان السودان سوف يكون قبلة أنظار العالم ونقطة لالتقاء اسباب السماء باسباب الأرض.
قد يقول قائل اننا نعيش الآن في عصر النقلات التكنولوجية الهائلة وثورة الاتصالات الرقمية المهدشة والابحاث العلمية الضخمة وانعكاس ذلك على الحالة الحضارية للعالم.. إلا اننا في خضم كل ذلك نفقد ذلك الابهار المعنوي والروحي الذي قدمته تلك السنوات وربما هي تلك الحالة التي تشير إليها الأبحاث العلمية في استقرار ظواهر الكون وجمال التوحد والتي عاشها العالم بالفعل وانعكست على أهم موارده ومركزه وهو الإنسان الذي بدأ الآن تائهاً واقرب كثيراً إلى عصور الظلام الأولى رغم الإنجازات الضخمة الموازية من الفخامة في السيارات والتطاول في البنيان واتساع عدد الحاجيات التي يحملها الإنسان معه من الموبايل والمفاتيح والحقائب والأوراق والخيبات المتواصلة.
صديقي د. نورالدين شلقامي كان الحديث وسيظل هو الاحتفاء ـ احتفاء جيلنا ـ بهذا الموكب التاريخي البهي الذي مر من أمام عيوننا يوماً ما ومضى ويا صديقي البقاء للأجمل.
نجيب نور الدين
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147505898&bk=1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: sumah)
|
بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) (النمل:73) شكر وتقدير وعرفان يتقدم آل المرحوم محمد الحسن الدسوقي وآل محمد صالح عبد الله , آل محمد الحسن محمد سيد أحمد، وآل الحسن سيد احمد ، آل الحسن عبيد ، آل الحاج الصديق وعشائرهم وأقربائهم وأنسابهم وأصهارهم .آل المرحوم حسن محمد على, عثمان السيد بلية ، آل الحويح ، آل إبراهيم حميدة وآل الأقرع وجميع الأهل بكل أنحاء السودان والخارج .بأجزل آيات الشكر والتقدير لكل من واساهم في مصابهم الجلل بوفاة عميد الأسرة : المناضل الوطني الأستاذ / يونس محمد الحسن الدسوقي والذي وافته المنية يوم الخميس 9/نوفمبر2006 م الموافق 18/شوال 1427 بمدينة امدرمان ..الذين تكبدوا مشاق حضور ليلي المأتم والذين أبرقوا أو هاتفوا معزين من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، المملكة المتحدة ، السويد الدنمرك، فرنسا ، ألمانيا، جمهورية مصر العربية ، الأمارات العربية ، الكويت السعودية ، قطر وسلطنة عمان والذين عبروا عن تعازيهم من خلال الإنترنت من داخل وخارج السودان وجميع الأهل بالعاصمة والمعارف والأصدقاء بمدينة تندلتي ، كوستي، القرير ، ونيالا ... ويخصون بالشكر الأهل والأصدقاء والأحباء والجيران بالثورة الحارة العاشرة وأصدقاء ورفاق عمر الأستاذ المرحوم يونس الدسوقي ... الأساتذة/ الطيب صالح ، بابكرمحمد علي، ، صديق فرح، مصطفي عبادي ، محمود صالح عثمان صالح ،التجاني الطيب، حيدر إبراهيم ، فاروق إبراهيم ، مصطفي خوجلي ، عثمان محمد خير ،محجوب إبراهيم ، مأمون محمد عيسي وأبنائه ، السر أحمد قدور، حسن تاج السر ، صديق حاج المبارك, بشير أحمد عبد القيوم, محمد الحسن احمد ، صلاح أحمد محمد صالح ، شوقي بدري.. وتلاميذه: مكي وأسامة أبوقرجة ، نصر الدين ونور الدين شلقامي، خلف الله احمد عبد الكريم ،خضر عبد الكريم ، صلاح العالم ،أبناء المرحوم عبدا لله فرح ، أبناء المرحوم عبد الكريم ميرغني . الشكر موصول لأسرة مستشفي بحري وأسرة فندق هابيتون بالقاهرة ، رابطة أبناء كوستي ، رابطة أبناء تندلتي .. تلاميذ الأستاذ الشهيد / محمود محمد طه . والعتبى لمن لم يرد ذكره حتى يرضي . لقد كانت مشاركة ومواساة الجميع بلسماً خفف الحزن والأسى بهذا المصاب العظيم. نسأل الله للجميع الصحة والعافية وطول العمر. مجددين لهم الإخاء والود صادقين . سائلين المولي عز وجل أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وغفرانه وان يكتب له العتق من النار وأن ينزله منزل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
شكر وتقدير وعرفان....المناضل الوطني الأستاذ / يونس محمد الحسن الدسوقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
Thanks very much Sumah for this reviving photo , we posted it on the breast of the Republican's saloon thanks again
يونس الدسوقي انقطعت صلتي الشخصية بالأستاذ يونس الدسوقي منذ وقت طويل ولكن هذه الحقيقة لم تمنعني من متابعة أخباره من على البعد والسؤال عن حاله وصحته... ليس ذلك فحسب بل اتفقت مع بعض الإخوة أن نقوم بزيارته قبل أشهر ولكن يبدو أنه قد كُتب لهذه الزيارة ألا تتم فغادَرَنا قبل أن تتاح لي فرصة وداع ذلك الشخص القامة... كان يونس الدسوقي مدرسة لأجيالنا والأجيال التي سبقتنا بقليل وتلك التي جاءت من بعدنا بقليل فالرجل كان يعطي ويعطي لعقود دون منٍ أو أذى... كان والدي رحمه الله يقول إن الرجال ثلاثة أنواع: رجل كالجبل يحمل على أكتافه الناس والحيوان والشجر دون أن يئن أو يشكو... ونوع كالجمل يحمل حمله (يتب به) ولا يحتاج الى من يساعده ولكنه لا يحمل أكثر من حمله... ونوع ثالث من الرجال كالقربة تحملها أنت فوق ظهرك وهي (تشرشر) الماء على جسمك وتبلل ملابسك الخارجية منها والداخلية... وإذا استخدمنا هذا التصنيف للرجال فقد كان يونس الدسوقي جبلاً حملنا وحمل غيرنا فوق أكتافه سنين عددا...
بدأت علاقتي بيونس الدسوقي وأنا تلميذ في مدرسة النيل الأبيض الوسطى بالدويم... كان والدي وقتها يمتلك لورياً يقوم برحلات يومية ما بين الشوال وكوستي وكنت في أيام العطلات أذهب الى كوستي مرة على الأقل في الأسبوع بعد أن يكون مخزوني من الكتب الذي اشتريته من مكتبة غانم أفندي في الدويم قد نضب معينه وهدفي الوحيد زيارة مكتبة العم يونس لشراء المجلات المصرية وكتب سلسلة (اقرأ) و(الهلال)... وتوثقت هذه العلاقة عندما انتقلت الى مدرسة حنتوب الثانوية... تحملنا العربات من الشوال الى كوستي ومن هنالك ينقلنا (قطار الغرب) المتجه نحو الخرطوم الى مدينة مدني لنعبر النيل الأزرق الى حنتوب الجميلة...
وقفة:
كان لعمنا عبدو الريس (سواق البنطون) طرفة يحب ترديدها يقول فيها: ان الطلاب المنحدرين من مناطق ريفية - من أمثالنا - عند حضورهم الى حنتوب في السنة الأولى يسمونني (عم عبدو سواق البنطوق) ليتحسن الوضع في السنة الثانية ويصبح (عم عبدو سواق البنطون) وفي السنة الثالثة أتحول الى (عم عبدو سواق الرفاس) أما قبل نهاية فترتهم الدراسية في حنتوب فيصير اسمي عند المتفلسفين منهم (عم عبدو سواق العبّارة)...
ولأننا نصل الى كوستي في الصباح ولا يصل (قطار الغرب الشائخ) إلا قبيل غروب الشمس يكون لنا متسع من الوقت لزيارة بعض أهالينا ولكن أهم من ذلك نقوم بزيارة مكتبة الدسوقي... ولأننا تلاميذ ودخولنا محدودة لا نستطيع تخصيص مبلغ كبير من أجل التثقيف الذاتي ولكن ذلك لا يحرمنا من أن نتحصل على أكبر كمية تستطيع أن تحملها حقائبنا... فعمنا يونس لا يكف عن مدح هذا الكتاب وذاك وعندما نخبره بضيق ذات اليد كان يقول: يا آخ شيل فسوف تردون الي المبلغ وهو يعلم مسبقاً أن ذلك لن يتم... وكنتُ وما زلتُ أستغرب من أين كان يأكل هذا الرجل... أتذكر أن سألني وأنا ذاهب الى بداية الفصل الثالث بحنتوب: ما أهم الكتب التي قرأت في هذه الإجازة؟ فقلت له: رواية (الأم) لمكسيم جوركي... فسأل: وفي أي لغة؟ وعندما قلت له في اللغة العربية قال لي: أنتَ الآن طالب (سينير - senior) وحان الأوان أن تقرأ هذه الكتب في ترجمتها الإنجليزية... سأعطيك هذا الكتاب باللغة الإنجليزية! بحث ولم يجده... أرسل أحدهم الى منزله ليحضر الكتاب... قدم لي الكتاب قائلاً: هذه نسختي الخاصة أهديها إليك فأنا أستطيع الحصول على نسخة أخرى...
ألا رحم الله عمنا يونس الدسوقي وأسكنه مع الصديقين والشهداء الرجل الذي وصفه الأستاذ محمود صالح عثمان صالح في ترجمته لكتاب (السودان) لماكمايكل بقوله: يونس الدسوقي المتبحر في الأدب والمهموم بالمعرفة والشأن السوداني.
د. كامل ابراهيم حسن
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147513989&bk=1
_________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: الطيب بشير)
|
Shukran Eltayeb Bashir - from you and to you - this post
من كتاب ( في الوطن العربي.. رحلات العلامة السعودي حمد الجاسر) موضوع عن العم يونس الدسوقي
أجهدني المشي فخرجت من المتحف (يقصد متحف الخليفة بأم درمان)، ورجعت إلى السوق، ومررت بمكتبة دخلتها فإذا ما فيها من الكتب قليل، و لا أحد حولها ، فأظهرت لرجل كان واقفا ببابها استغرابي من خلو كثير من رفوفها من الكتب، مع ضخامة الاسم المكتوب فوق بابها (مكتبة أفريقيا) فقال: وهل تركت بيروت لنا شيئا من الكتب؟! فاستزدته إيضاحا فقال: نحن نطبع كتبنا في بيروت، ونحضر ما نحتاج إليه من المطبوعات الأخرى من تلك البلاد، فأصابنا من نكبة بيروت نصيبنا!. ثم رأيت من بين الكتب المعروضة كتاب (دوحة الوزراء) في تاريخ بغداد، فأردت أن أفهم شيئا عن ثقافة الرجل فقلت: وما للسودان ولبغداد؟ فقال بسرعة وانفعال : كيف؟! بغداد عاصمة الإسلام مال السودان ومالها؟! نحن عرب مسلمون، ثم استرسل في حديثه، غير أنني قطعته عليه بقولي: اسمح لي أنا لم أقرأ شيئا عن تاريخ السودان، فهل لديك ما يفيدني في هذا الموضوع؟! فقال : اخبرني باسمك وأين تنزل.أبعث لك كتابا يفيدك هدية مني، فطلبت منه أن يكتب لي اسم الكتاب الذي ينصحني بقراءاته فكتب: (السودان عبر القرون) للدكتور مكي شبيكة ، وكتاب (مشيخة العبدلاب) فطلبت أن يضيف إلى هذا اسمه فكتب: يونس محمد الحسن- مكتبة أفريقيا العالمية- أم درمان ، ولما عرف أنني من مدينة الرياض قال: أختي تقيم الآن هناك مع زوجها. ثم أدركه تجهم وغضب شديد ، لما قلت: ليتني أجد سيدة سودانية تذهب إلى الرياض للإشراف على تربية حفيدتي من ابنتي الموظفة في جامعة الرياض.
فقال بصرامة وشدة: نحن عرب لا نجيز لنسائنا العمل عن غير محارمهن، كالحال في .... والحبشة، وأنصحك بعدم إظهار هذا في هذا البلاد، فانسللت خارجا من عنده بغاية الخجل.
========= التجاني الطيب ينعي رفيقه الدؤوب يونس محمد الحسـن دسـوقي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
*****
اليك اخى عمر عبد الله محمد علي مونتري كلفورنيا
كثير سلام وتحايا Quote: وكنت صديقا وزميلا لابنه عمار يونس الدسوقي في مدرسة كوستي الإبتدائية نمرة 2 كما كان يطلق عليها في ذلك الزمن.
|
عمار يونس الدسوقي ...... وقسمات كللتها الاحزان .....
عمار يونس الدسوقي .. الابن الوحيد للمناضل الجسور يونس محمد الحسن الدسوقي .. ولة من الاخوات ثلاث ..
********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
سلام على العم يونس الدسوقي في العالمين وجعله الله في معية من أحب .. ياله من رجل مسكون بالحب والوفاء ومكارم الأخلاق .. كم طفرت من العين دمعة وكادت العبرة تخنقني وأنا أسوح بين فقرات هذا المقال المحشود بالروح .. فالحمد لله والشكر للسودان أن أهدانا رجل في قامة الأستاذ يونس والشكر للأخ العزيز القراي على ألقاء الضوء على هذه الشخصية المتميزة والمجهولة لدي الكثيرين لأنها كانت تعمل في إسعاد الناس ونشر الوعي بعيدا عن الأضواء والضجيج الإعلامي .. وأنه لحق لايعرف الفضل لأهل الفضل الا أولو الفضل .. عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
***
( ما صدقت النبأالفاجع.. فدخلت عليه الراقد دخلت عليه.. صرخت مليا كلتا اذنيه ايلتش .. اعداء الثورة آتون.. وحينما لم يهب واقفا.. ادركت انه قد مات ...)
من قصيدة في رثاء فلاديمير ايلتش لينين.. كتبها الشاعر الالمانى والمسرحى برتولد برخت (برشت ).. وترجمها للعربية الدكتور محمد سليمان. تلقفتها وانااخطو في دهاليز فن المسرح.. اولى خطواتى..القيتها امامة.. وانا اعبر عتبة مكتبة افريقيا.. و استدع كل ما تعلمته حينها من فن الالقاء الدرامى .. وقفت ..ووقفت امامة.. لحظات انظر في عينية.. علنى احظى بلمحة اعجاب .. اوبسمة تشجيع.. حدجنى بنظرة.. وتقطيبة تقطع القلب .. وجفلت وجلا ورهبة.. .... صفق بيديه برافو.. برافو... واشاد في كلمات لم اعيها.. بالمترجم.. والمؤلف ... وطفق يحدثنى عن لينين .. والثورة .. والطبقة العاملة.. والكادحين .. الغلابة ... المادية والجدلية .. حتى اننى خلت ان لو جعلوا البحر مدادا لكلماته لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلماته.. وجعلنى ساهما مندهشا.. امتع نفسى بالدهشة .. عندما رن التلفونى داخل جيب البنطال استعص على اخراجه وانا اقود العربه عائدا مما يعرف باجراء تسجيل الاجانب .. وظل التلفون يرن بالحاح وكان على الطرف الاخر.. شقيقتى الصغرى جذعه باكية.. انت وين .. تعال بسرعه .. خالى مات .. مددت يدي لاخى عمار والذى كان معى ساعتهاان اتصل بالطبيب .. ...... ...... ...... ودخلت عليه الراقد دخلت عليه.. صرخت مليا كلتا اذنيه يونس .. اعداء الثورة آتون.. وحينما لم يهب واقفا.. ادركت انه قد مات .... ...... ...... *********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: sumah)
|
Quote: «محمود كان شغال في المشاريع، بتاعة النيل الابيض، هو مساح شاطر، لكن أشتهر أكثر، بانو برضو أمين، ودقيق، بصورة ما طبيعية.. الملاك كانوا ما بدو غيرو شغل الا ما يلقوه.. كان يقضي ثلاثة، اربعة شهور، في المشاريع، وبعدين يجي كوستي، كان يجيب معاه حصيلة عمله حوالى خمسة آلاف جنيه!! ودا كان مبلغ خرافي.. اذا كان قاضي المديرية كانت ماهيته ثلاثين جنيها.. في غرفتو بتاعة بيتو الفي المرابيع، كان عندو تربيزة، بتاعة حديد يخت فيها القروش ديك كلها.. ومن الصباح للمسا الناس داخلين وما رقين.. نسوان ورجال ما عندهم شغلة بالندوة ولا النقاش البكون داير.. كل واحد منهم، يوسوس مع محمود، فيقوم يأشر ليهو على التربيزة، يمشي يشيل المبلغ الطلبو ويمرق!! المسألة دي تستمر لغاية ما القروش تكمل.. لا عندو خزنة ولا جزلان!! الناس ديل، فيهم واحدين بكفرو محمود، ويسبوه في غيابو ولما يجي، يجوا يشيلو منو قروش!! مرة واحد كان حاضر الحكاية دي، خلى الراجل شال الفي النصيب ومرق.. قام قال لي الاستاذ محمود، الزول دا بقول عنك كلام ما كويس.. وكان داير يشرح، محمود قام وقفو طوالي، وقال ليهو: أنا ما بهمني رأيو فيني شنو.. لكن بهمني رأيي أنا فيهو شنو.. ورأيي انو بستحق المساعدة!! يقولو ليك في كتب الادب، فلان كان كالريح المرسلة، عليّ الطلاق محمود محمد طه، أجود من الريح المرسلة.. والمشاكل الكان بحلها لي ناس كوستي، والقرى الحولها، يمين وزارة الشؤون الاجتماعية ما تحلها!!»
|
أعزائى , عبدالله عثمان وضيوفه الكرام ,
وهذه أيضاً ريح مرسله , بهذه السير العطره , وهذا الكلام ( التمام ) ..
سلام عليكم فى العالمين ................ سلام سلام سلام ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
*****
مات يونس محمدالحسن الدسوقي.. وهو لايملك من حطام الدنيا شئ .. غير سيرته العطره .. دعونا نستنشقها.. ونتكرف .. دعونا نسبر غورها.. ونتعلم.. دعوة منا اليكم .. ان يتكرم اعضاء هذا المنتدى باستكتاب .. اصدقاء.. ومعارف.. وتلاميذ.. يونس الدسوقي.. لكى لاتندثر.. مثل.. واخلاق.. وامم.. وحياة .. فهو بحر .. وعلامة ..انسان وهب نفسة للغلابة.. وهو يحمل لواء الفكر ..ويقول للناس اجمعين .. كلمة واحده.. ولعلهاالكلمة التى خاطب بها المولى عز وجل .. اشرف خلقة محمد بن عبداللة.. في اول محادثة عبر الملاك جبريل .. ان إقراء .... إقراء... إقراء... وكررها ثلاث.. كما جاء في السيرة النبوية... ومنذ ان وعت اعيننا الدنيا كان هناك يونس الدسوقى يحضنا علىالقراءة .. يا سبحانك ... الان فقط افطن لشئ هام.. الابن الاكبر للشيخ محمد الحسن الدسوقى .. افنى عمره يحضنا علي القراءة. وبذل في ذلك كل غال ونفيس .. اقتلع من دمه ونفسة وقوت عيالة .. يحض الناس على القراءة .. وانا اولهم... والشقيق الاصغر.. البروفسير عثمان الدسوقى.. يحضنا على الكتابة..... ويحض حتى زوار مكتبة يونس الدسوقي على الكتابة.. في الوقت الذي كان فيه اهتمام يونس منصب على نوعية الكتب والمجلات.. ناشريها وكتابها.. وان تحتل امهات الكتب واعظم ما اننتجة الفكر الانسانى ... اعظم مادارت به المطابع .. ارفف مكتبتة والمبذولة للقراء ومن غير ثمن.. لامن ولااذى .. كان شقيقة الاصغر يعمر ارففها دائما بالادوات الكتابية( بلادوات المكتبية).. ياسبحان اللة.. كان يونس يجوب البلاد يقابل الناشرين.. ويسامر الكتاب والمؤلفيين .. يغمرنا بكل ماتجود به المطابع من الفكرالانسانى.. كان شقيقة الاصغر يغمرنا بكل المخترعات العلمية في مجال الكتابة .. فارق جامعة الخرطوم.. لتكون منفاه الاختيارى جامعة الكويت .. والتى يحض طلابها لنيل الدرجات العليا .. على التمحيص ..التجربة العلمية.. والكتابة .. كم رسالة اشر فيها بقلمة مصوبا وموجها .. ولا انس وقد كنت وقتها يافعا.. نستقبل هدايا الخال يونس وهى عباره عن مجموعة الكتب الفريدة والنادره .. وهدايا الخال عثمان والتى تضم الى جانب كل مبتكر ومفيد من اللعب ..ادوات الكتابة .. ولازالت مكتبى التى خلفتها بالوطن تضم سلسة جورجى زيدان.. والتى التهمتها ومعها كتابات العقاد ومصطفي لطفي المنفلوطى.. ذلك عند اعتاب المرحلة الوسطى .. فشكرا للخال البلال... وسلام علي للخال يونس الدسوقي في العالمين....
******
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
****
abdalla elshaikh كتب العزيز عبداللة عبدالوهاب ... الشهير بكارلوس .. وهو من ابناء مدينة تندلتى.. مسقط راس الاستاذ يونس الدسوقي .. سمعه.. العم يونس الدسوقي هو واحد من ممسكات هذه الشعوب السودانيه .. لازم قاع الفقر من أجل ان (يتش) عين الضلام بالضو.. ضوء العدالة الإجتماعيه.. ساقني إليه في فندق(هبتون)بالقاهرة الصديق الناقد سامي سالـم..وعرفني به..قائلا دا عبدالله عبدالوهاب الشيخ الـمنصور.. فإبتسم يونس إبتسامته الصافية تلك وقال لسامي .. دا ما بعرفوني به.. وبدأ يتحدث حديث العارف عن علاقة والده محمد الحسن الداسوقي بالشيخ الـمنصور والشيخ خالد الـمنا ومجتمعات تندلتي وابوركبه وكوستي.. فإختتم حديثه بسؤال مباغت لسامي سالـم قائلا:- من قتل محمود محمد طه يا سامي ? إستغربت انا لهذا السؤال الـمباغت ..ولكنه واصل كلامه .. سامي دا من تلامذتي النجباء كان دودة كتب يحضر الي مكتبتي صباحا ومساء .. ثـم واصل حديثا مملوء بالحسرة علي إعدام محمود محمد طه.. وكيف اننا شعب نـمجد الطغاة ونزدري الـمفكرين امثال محمود طه.. فخرجنا من عنده بعد تلك الـمفاكرة القيمه ببعض الـمال أعاننا علي مستلزمات العتبه وحمامات القبه... ...... وهذه دعوة منى لزيارة بوست ..مالو..أعياهو النضال بدني(خليل فرح حاله وطنيه خاصه).. دعوة الاخاء فى سودان التوحد والانصهار.. بوتقة الوطن الواحد.. ويوم بيوم نبيع الكمبه في كفيه قنجة..
مالو..أعياهو النضال بدني(خليل فرح حاله وطنيه خاصه)
عبداللة عبدالوهاب . دكتور عبدالرحمن الشيخ المنصور كان هناك حاضرا في عزاء ..الاستاذ يونس الدسوقي ..
*********
******
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
Revised
في منزلنا القديم الكائن بحي المرابيع بمدينة كوستي كان منزل العم يونس الدسوقي يقع قصاد منزلنا وكنت صديقا وزميلا لابنه عمار يونس الدسوقي في مدرسة كوستي الإبتدائية نمرة 2 كما كان يطلق عليها في ذلك الزمن. كانت جدتي ترسلني الي منزل العم يونس احيانا لبعض اغراضها وكنت دائما اجد كل الترحيب والبشاشة من ذلك المنزل العامر. لا اتذكر اني رايت العم يونس كثيرا في بيته فقد كان دائما مشغولا. كانت مكتبة العم يونس الدسوقي تقع في قلب موقف التاكسي القديم وسط سوق كوستي وكانت معروفة ليس لسكان كوستي وحدهم بل لسائر المدن والارياف فقد كانت قد سبقت حسن سيرته ودماثة خلقه وتواضعه الافاق. في عصر يوم من الايام وانا ما زلت في المدرسة الإبتدائية اذكر جيدا ولسبب ما وجدت نفسي اقف بالقرب من عماريونس الدسوقي في مكتبتهم بوسط السوق وهناك قد تجمع نفر من البسطاء يريدون حرق المكتبه وكان عمار يصرخ فيهم مهددا ومتوعدا لم اشاهد في حياتي صديقي عمار من قبل في هذه الحالة وكنت مندهشا ومتوترا من هذا الأمر. عرفت فيما بعد ان هذه الحادثة مرتبطة بحادثة معهد المعلمين العالي وتداعيات طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان لا اذكر ان العم يونس الدسوقي قد قال شيئا فقد كان هناك في المكتبة.والدي عليه رحمة الله كان على طرفي نقيض من افكار ومعتقدات العم يونس الدسوقي ، لم نسمع منه اي ملامة في حق هذا الرجل الفاضل او انه منعنا من التردد على منزل العم يونس الدسوقي وقد تكون هناك علاقة ما لا نذكرها بينهما لان عندما سافر اخي في منتصف التسعينات الى القاهرة قابل العم يونس الدسوقي وعرفه بنفسه فحياه وسأله عن اخبار الأسرة ووعده بأن عمار سوف يتصل بكم وايضا كان العم يونس الدسوقي ظلا ممدودا لكل الوان الطيف لايمنعه خلاف في مواصلة المودة والاخاء ويكفي انه كان مهموم بمعاناة الفقراء والمغلوبين الا رحم الله العم يونس الدسوقي هذا الرجل الذي كان يحمل السودان في حله وترحاله
عمر عبد الله محمد علي
مونتري كلفورنيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
***** هؤلاء قالوا عنه..
. .
الاستاذ يونس الدسوقي كان صديقا لي
استمتعت بحسن معرفته في السنوات الاخيرة بالقاهرة
وكان ساكن بفندق ومؤجر له مصري يقرا له الجرائد
والكتب والمجلات
ويتمتع بذاكرة مزعجة حسب وصفه لذاكرته وهو المراسل الحقيقي
لاحداث عنبر جودة
في الستينات من القرن الماضي كان صديقا وفيا للاستاذ محمود محمد طه
ولا زال الدمع يملا عينيه عند سيرة الاستاذ
لكوستي وللسودان وللحركة السياسية والشيوعيين الفقد الكبير في رجل بقامة
الوطن رحمه الله واسكنه الجنان كان كريما ومرحا ومتابع للاحداث السياسية والثقافية
بدرجة عالية ولا نقول الا ان يرحمه الله والعزاء لاسرته واصدقائه في كل الكون.
Sabri Elshareef
********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي في العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
سلام على عمنا الأستاذ يونس الدسوقي في الخالدين... أكثر ما شدني في كلامه عن الأستاذ محمود قوله:
Quote: سأله أحد الحاضرين: انت يا عم يونس اكتر حاجة عجبتك في الاستاذ محمود شنو؟! صمت للحظة، وكأنه يفكر بعمق، ثم قال: الخلاني موله بحب محمود، مقدرته غير العادية على اشعار كل انسان بي قيمتو الانسانية.. بعاملك على اساس إنك حر، ويحترمك، مهما اختلفت معاه!! أنا ما كنت بفوت محاضرة، ولا ندوة، ولا حتى جلسة داخلية للجمهوريين.. وكان محمود يعرّفني، بقولو دا يونس الدسوقي صديقنا، وحتى مرة قالها في محاضرة عامة.. مع دا كلو، ما حصل محمود قال لي انت شيوعي ليه.. ولا حصل قال لي ابقى معانا جمهوري!! مرة واحد مولانا اسمو شيخ عبد الله، كان قاعد معانا، وقال لمحمود: يونس صاحبك دا ما عندو دين.. قام محمود قال لي: انت دينك شنو يا يونس؟! قلت ليهو: انا ديني حب البروليتاريا!! مولانا قال: اعوذ بالله، أعوذ بالله.. فقام محمود قال: الله دينو محبة الأحياء والأشياء.. الله خلق الوجود بالمحبة. مولانا قال: لا يا استاذ.. الله خلق الوجود بقوله كن فيكون!! محمود قال ليهو: يعني بالإرادة يا مولانا؟! شيخ عبد الله قال: ايوة. محمود قال ليهو: الشيخ العبيد ود بدر قال الارادة ريدة.. يعني محبة!! فسكت مولانا. |
صادق التعازي للأخ عمار والأسرة والأخ سمعه Sumah وجميع أحباب العم يونس ولا أشك أن ذكراه ستكون حية في قلوب كثيرين ممن التقوه أو حتى قرأوا عنه مثلنا.. رحمه الله رحمة واسعة وجعل بركته فينا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
السلام على الأستاذين يونس الدسوقي ومحمود محمد طه، في العالمين
العزيز عبدالله..
تحية وتقدير..
في الأسبوع الماضي بعثت الصديقة أمال كنه بهذه الرسالة لي للمشاركة في روعتها.. ومنذ ذلك الحين وسحابة من الشجن تظلل حياتي.. فالراوية "الأستاذ يونس" وثق لنا تاريخ حياة مع الأستاذ محمود، هذا التاريخ ملئ بالصدق والإحترام والشجن..
الرحمة لهما وهما ينيران حياتنا حتى بعد الغياب..
التحية للفاضل عمر القراي على هذه الرسالة..
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى الأستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي قي العالمين!! (Re: عبدالله عثمان)
|
**** *** ** *
هؤلاء قالوا عنه.. ..
كتب مامان .. كنت أقرأ في كتاب رحلات للعلامة السعودي المرحوم الشيخ حمد الجاسر، فوجدت موضوعاعن رحلته للسودان ومقابلته للعم يونس الدسوقي واليكم ما دار بينهم
: من كتاب ( في الوطن العربي.. رحلات العلامة السعودي حمد الجاسر) موضوع عن العم يونس الدسوقي
أجهدني المشي فخرجت من المتحف (يقصد متحف الخليفة بأم درمان)، ورجعت إلى السوق، ومررت بمكتبة دخلتها فإذا ما فيها من الكتب قليل، و لا أحد حولها ، فأظهرت لرجل كان واقفا ببابها استغرابي من خلو كثير من رفوفها من الكتب، مع ضخامة الاسم المكتوب فوق بابها (مكتبة أفريقيا) فقال: وهل تركت بيروت لنا شيئا من الكتب؟! فاستزدته إيضاحا فقال: نحن نطبع كتبنا في بيروت، ونحضر ما نحتاج إليه من المطبوعات الأخرى من تلك البلاد، فأصابنا من نكبة بيروت نصيبنا!. ثم رأيت من بين الكتب المعروضة كتاب (دوحة الوزراء) في تاريخ بغداد، فأردت أن أفهم شيئا عن ثقافة الرجل فقلت: وما للسودان ولبغداد؟ فقال بسرعة وانفعال : كيف؟! بغداد عاصمة الإسلام مال السودان ومالها؟! نحن عرب مسلمون، ثم استرسل في حديثه، غير أنني قطعته عليه بقولي: اسمح لي أنا لم أقرأ شيئا عن تاريخ السودان، فهل لديك ما يفيدني في هذا الموضوع؟! فقال : اخبرني باسمك وأين تنزل.أبعث لك كتابا يفيدك هدية مني، فطلبت منه أن يكتب لي اسم الكتاب الذي ينصحني بقراءاته فكتب: (السودان عبر القرون) للدكتور مكي شبيكة ، وكتاب (مشيخة العبدلاب) فطلبت أن يضيف إلى هذا اسمه فكتب: يونس محمد الحسن- مكتبة أفريقيا العالمية- أم درمان ، ولما عرف أنني من مدينة الرياض قال: أختي تقيم الآن هناك مع زوجها. ثم أدركه تجهم وغضب شديد ، لما قلت: ليتني أجد سيدة سودانية تذهب إلى الرياض للإشراف على تربية حفيدتي من ابنتي الموظفة في جامعة الرياض.
فقال بصرامة وشدة: نحن عرب لا نجيز لنسائنا العمل عن غير محارمهن، كالحال في .... والحبشة، وأنصحك بعدم إظهار هذا في هذا البلاد، فانسللت خارجا من عنده بغاية الخجل ..
* ** *** ****
| |
|
|
|
|
|
|
|