فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2007, 07:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض


    لـ: ياسر طيفور، رندا حاتم، بكتاش، محمد عبدالرحمن، هنادى يوسف، ود رملية، أبوشيبة وغيرهم وغيرهم وغيرهم
    تحية وإجلال وإكبار
    ---------

    ( حدثنا عبد ربه بن صالح، عن عروة بن زويم، عن جابر بن عبدالله، عن النبى صلى الله عليه وسلم لما نزلت (فيومئذ وقعت الواقعة)، ذكر فيها ثلة من الأولين وقليل من الآخرين، قال عمر: يا رسول الله: ثلة من الأولين وقليل منّا؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل (ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر، تعال فأسمع ما قد أنزل الله: (ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين)، ألا وإن من آدم الىّ ثلة، وأمتى ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له).
    تفسير القرآن الكريم لابن كثير – المجلد الرابع صفحة 336 – دار الحديث للطباعة القاهرة
    * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (اتخذوا السودان ، فان ثلاثة منهم من سادات اهل الجنة: لقمان الحكيم ، والنجاشي ، وبلال المؤذن.)
    "الجامع الصغير" لجلال الدين السيوطي. الإصدار 3.21
    قال صلى الله عليه وسلم" إنما يجدد هذا الدين آخر الزمان السود الجعد اهل الجلاليب من وراء البحر"
    -----------
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت"
    تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته

    ويعلم من حوالي البيت أنا
    أباة الضيم نمنع كل عار
    قال أهل السودان: بوصيكم على السيف السنين أسعوا، وعلى ضيف الهجوع عشّوا وعلى الفات الحدود واسوا!!
                  

02-04-2007, 07:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    ما دعانى لفتح هذا الخيط فرح طاغ، أن رأيت "حلف فضول" تعاهد عليه أفاضل وفضليات،هم أحفاد من حكى لى عنهم "شيخى": قال أنه قرأ فى مذكرات أحد ضباط جيش الحلفاء أن إحتفالا أقيم فى ليبيا بعد إنتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، شاركت فيه قوات رمزية من الدول المتحالفة، قال أنه لاحظ تصفيقا وهتافا حارا قوبلت به القوة السودانية الرمزية ولما سأل عن السبب قيل له: لأنهم الجنود الوحيدين الما كانوا بعتدوا على أعراضنا!! بل كانوا يمنعون من تسوّل له نفسه أن يفعل ذلك من أن يفعل ذلك!!
    أستأذنهم هؤلاء الأماجد لأزين بكلماتهم النيّرة المنورة هذا البوست:
    Randa Hatim

    اقسم لك بالله العظيم الذى لا اله الا هو .... حينما رايت هذه الصوره وانا لم اره من قبل ... انهمرت دموعى لصدق وحرارة هذا العناق الابوى .......وظللت اتامل وجهه وانا اسال نفسى ... يا ترى احقا ما يقال عنه وهو يفيض بهذه الطيبه وابتسامه المحنه ....... هل هو كما تقول انت عنه!!!!!!

    -------------

    محمد عبدالرحمن

    ...بالله شوف الحنية الفى سلام الاستاذ محمود
    دا ..والله المشهد دا ذكرنى ابواتنا واعمامنا وخالاتنا ..ياهو
    دا سلامنا كدا ..واذا عايز تشكك فى الصورة دى .. الشك سيطال
    كل من ينتمى اليك والينا.. والا نكون ماسودانيين .....
    ...لكن الناس ديل (مهذبين ) و(اولاد ناس ) ومحمود
    رغم اختلاقنا معاهو سودانى وودبلد
    -------------
    ودرملية

    هذه الصورة "فرح كوني" .. تلطف المكان والزمان .. ابتسامة كرائحة الامهات .. نبل وطهر وعفاف ..الرجل وجهه "نور" وابتسامته "حنو اطفال العالم" الله يشهد هذه الصورة "تعمل قشعريرة الجسد" من شدة ضياءها وجمالها ..
    الاستاذ يا**** لا يفكر "كمثلي ومثلك" اطلاقا .. "الاستاذ" اب لبنتين هذا من باب الشريعة ولكنه اب لكل "بنت ام" مشت علي ارضنا الحبيبة هو اطهر بكثير من "لوث النوايا" واعف بكثير"من ان ندافع عنه بروث القول" ..
    بالله عليك يا **** ماهذا "يعلم الله قد اذيتني شر الاذية"
                  

02-05-2007, 01:43 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)



    أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم .. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان ، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية ، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن ، وحاجة الفرد إلى الحرية المطلقة ، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب .. ولا يهولن أحداً هذا القول ، لكون السودان جاهلاً ، خاملاً ، صغيراً ، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض ، بأسباب السماء ..


    محمود محمـد طـه
    جريدة الشعب
    27 يناير 1951م

                  

02-04-2007, 07:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    سيكون هذا الخيط عن أخلاق هذا الشعب الطيب وسأجمع فيه مقالات من جهات مختلفة وأحب ألو يضع فيه الأفاضل ما يرون أنه مناسبا مع طبيعة هذا البوست
    وأبدأ بمقال نشرته د. ثريا العريض فى صحيفة الرياض السعودية:
    -------------

    الذين لا يصدأون
    د.ثريا العريض


    صديقة أجنبية.. زوجة لدبلوماسي تنتقل معه في بلاد الله الواسعة.. قالت وقد آن أوان السفر.. "سوف ننتقل إلى السودان.. وقد عشت في تونس وعمان والعراق قبل السعودية.. أما السودان فلا أعرفه.. أنتم في البلاد العربية تتشابهون وتختلفون كثيرا.. لا أجد ما يجمعكم في البلد الواحد ولا في المجموع.. لا أدري إن كانت تجربة الماضي تفيد في التنقل بينكم!"
    فكرت في حلم الوحدة العربية.. والتجمعات الراهنة في ارتباطات إقليمية.. والخلافات على حدود سرابية.. ومناسبات جماهيرية.. ولم أستطع أن ألغي ملاحظتها..
    قلت لها صادقة!
    ستحبين السودان..!
    قد لا يكون في رخاء البلاد التي عشت فيها.. ولكنه غني بروحانية خاصة.. لم تتح لي زيارة السودان ولكني عايشت الكثيرين من أبنائه وبناته متغربين للدراسة أو للعمل في بقاع مختلفة من العالم تمتد من بلادنا العربية إلى أمريكا وأوربا..
    وأستطيع أن أقول عنهم ما لا أستطيع أن أقوله في أي جماعة أخرى منا.. لم أجد في التعامل مع أي منهم ما أفقدني احترامي له شخصيا أو لأبناء بلده..
    وجدت في الزملاء والزميلات من السودان ذلك الشعور بالمسئولية والرغبة في القيام بالواجب على الوجه الأكمل.. ووجدت فيهم الطيبة دون غباء.. والاعتزاز بالنفس دون غرور.. واحترام الآخرين دون تذلل.. ومعرفة حدود حقوقهم وحقوق الآخرين..
    لهم شخصية مميزة.. شعب عرف الاستعمار ولم يتعود الخنوع.. وعاش الفقر ولم يتقمص الذل.. وحفظ انتماءه إلى عروبته وأفريقيته وإسلامه دون أن يشرخ ذلك في شخصيته الخاصة..
    أين في البلاد العربية أو غيرها من يقوم بانقلاب ناجح ضد سلطة مرفوضة ثم يترك كرسي السلطة راضيا؟
    أين في البلاد التي تعاني كوارث العالم تجدين الصبر والاتزان والهدوء الذي واجه به السودانيون مجاعاته وجفافه وفيضاناته حكومة وشعبا؟
    ستحبين السودان.. وأهله.. يحبون بعمق.. ويحسون بعمق.. ويتألمون بعمق.. ولكن أصواتهم تظل هادئة..
    بلد طيب.. يملؤه الناس الطيبون.
    ربما تجدين سودانيا يبتسم فقط عندما يحتاج شيئا منك وينسى ملامح وجهك حين لا يحتاجه..
    وقد تجدين سودانيا يخبئ القليل الذي عنده كي لا يشاركك فيه..
    وقد تجدين سودانيا يحلف ألف يمين ليقنعك أنه صادق وهو يتكلم بلسان مقسوم..
    وقد تجدين سودانيا يرتشي ويختلس ويسرق ويهرب من مسئولياته أو يتلاعب بصلاحياته..
    ولو حدث ذلك يا سيدتي فستكونين قد إلتقيت ظاهرة نادرة بينهم..
    لأنهم جد شرفاء.. ولا ينسون ذلك..
    مثلك درت العالم عدة مرات وزرت بلاد الجهات الأربع.. عربية وغير عربية.. فوجدت أن ابن البلد أطيب في بلاده منه في خارجها.. ربما يتأثر بالهواء الملوث فيصدأ بعض معدنه.. ربما هو دفاع عن النفس في مواجهة الغربة..
    لا أستطيع أن أقول لك أنني عايشت السوداني داخل حدود بلاده..
    ولكن إن كان مثل من عرفت منهم خارجها.. فسوف تحبين السودان والسودانيين..
    أكاد أجزم أنهم من معدن أصيل لا يصدأ..

    (نقلا عن صحيفة الرياض السعودية)..

                  

02-05-2007, 02:01 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: سيكون هذا الخيط عن أخلاق هذا الشعب الطيب وسأجمع فيه مقالات من جهات مختلفة

    الاخ عبدالله
    لك الود
    سؤال بري جدا
    انت تتحدث عن واقع معاش ام امنية؟
                  

03-14-2007, 04:30 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: MAHJOOP ALI)


    أتابع في هذه الأيام عبر منبر سودانيزاونلاين ملحمة إنسانية أعتقد أنها تجسد حقيقة أصايل الطباع السودانية. وتتمثل هذه المبادرة فى نداء أطلقه أحد الشباب للمساهمة فى علاج إحدى بنات دارفور .. يتيمة الأب .. تعانى من مشاكل صحية خطيرة و قرر الأطباء أنها تحتاج لجراحة فى القلب.
    منذ اللحظة التى نشر فيها هذا النداء إستمرت كتابات السودانيين فى محتلف أنحاء العالم تتابع وتسأل عن صحتها ، كما بادروا بالمساهمة فى تحمل نفقات علاجها وبادر آخرون من المقيمين بالخرطوم للتبرع بالدم.. وتجمع الكثيرون منهم بالمستشفى في يوم إجراء العملية وبقوا هناك بالساعات الطويلة يتابعون ويسالون ويتوجهون بالدعاء الصادق إلى أن كلل الله جهود الأطباء بالنجاح حيث تمت العملية الجراحية وبقيت أفراح - وهذا إسمها- تحت المتابعة الطبية لما بعد الجراحة. كل هذا وليس من بين هؤلاء الشباب والمتابعين من يمت لأفراح بصلة القربى أو حتى معرفة أسرتها أو أهلها..
    والأمر المؤلم هنا هو أن هذه العملية الجراحية ما كان لها أن تتم إلا بعد أن تدفع أسرة المريضة نصف قيمة تكاليف العملية والبالغة في جملتها أربعة عشر مليوناً من الجنيهات رغماً عن معرفة الجهات الطبية أن هذه العملية هى السبيل الأوحد لكى تبقى هذه الشابة ذات الأربعة عشر ربيعاً على قيد الحياة.
    هذا العمل –في تقديرى - وإن كان بالأصالة فى إتجاه إنقاذ حياة هذه الشابة، إلا أنه و بالحوالة في سبيل تأكيد أصالة الطباع السودانية وصمودها أمام الجشع والفساد اللذان أصبحا سمة طابعة و غالبة لعهد الإنقاذ.


    _________________
    عصام عثمان الهادى
    ---------
    سلام على سلمى ومن حل بالحمى
                  

02-05-2007, 02:16 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: قال صلى الله عليه وسلم" إنما يجدد هذا الدين آخر الزمان السود الجعد اهل الجلاليب من وراء البحر"


    عزيزي عبد الله،

    تحيتي ومحبتي،
    نحن جعد (سودان، أفارقة أحرار) مستعربين(متجلببين بلباس العربان). اجتمعت فينا أفريقيا وآسيا، كما تدلت فينا أوربا بكلكلها الاستعماري، فأخذنا كثيراً من محاسن التجربة الأوربية، على علاتها. واليوم تنصهر في تركيبتنا هذه العجيبة محاسن جمة من التجربة الأمريكية في عدة مكامن، منها الصعيد الذي تكتب منه. هذا في الآخرين. أما في الأولين، فإنه لا يغيب على مثلك أن ثقافتنا التوحيدية انقذت اليهودية يوم انقذ بعانخي وإبنه تهراقا القدس من الجبروت المدمر لغزاة عتاة، غلاظ الأكباد. وقد كان ذلك "انقاذاً" حقيقياً لدين الله في الأرض. فلولا نصرة ملوك النوبة لليهود لاندثرت اليهودية، ولما كانت المسيحية ولما كان الإسلام. ولولا الإسلام لما كنا، ولا كان السودان هو السودان بخصائصه الفريدة التي نعرفها اليوم. فكأنما بدأت دورة الأديان التوحيدية عندنا وستنتهي عندنا، ولا نهاية بالطبع! وربما كنا نحن الدولة الوحيدة في العالم التي مارست اليهودية والمسيحية والإسلام دون إكراه من أحد. وربما كان هذا هو السبب في أننا شعب "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب،" شعب يكره التسلط والمتسلطين، مهما تطاول سلطانهم!

    هذا الشعب الفردي الذي يجمع خصائص وفضائل الأولين، و وفضائل وهجنة الآخرين، لشعب حقيق بصدارة الشعوب.

    ولا يهولن أحداً هذا القول، لأن عناية الله قد حفظت عليه من أصايل الطبائع ماسيجعله نقطة التقاء أسباب الأرض باسباب السماء، قول أبيك العظيم!
                  

02-05-2007, 02:16 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    شكرا عمر وشكرا محجوب وشكرا دكتور حيدر . انا اعلم ان صورة الشعب السودانى قد لاتبدو بهذه النضارة التى تعكسها هذه المقالات ذلك لسطوة الهوس الدينى ولكن هذه الظلامة ستزول حتما وسيبدع هذا الشعب العملاق الذى يتقدمه اقزام كما لم يبدع شعب من قبل وسيظل هو الشعب الطيب المسكين كما نعتقد
    ------------
    السودان، هذا البلد المسكين!
    حسونة المصباحي
    منذ طفولتي المبكرة، أحببت السودان. فقد كنت في سنّ الخامسة أو السادسة على ما أظن، عندما وَفَدَ إلى قريتنا رجال سود على ظهور أحمرة قميئة وأنشدوا أناشيد دينية، خشع لها أهلي، ما رأيت مثله قبل ذلك قط، حتى أن البعض منهم بكى من شدة التأثر. عند انصرافهم صباح اليوم التالي قالت لي أمي حين سألتها عن أولئك الرجال الغرباء، انهم من أهل السودان. وكان لهذا الاسم ـ أي السودان ـ وقع غريب على أذني، إذ اني ما سمعته قبل ذلك البتة. وفي خيال الطفل الذي كنت، وُلِدَ بلد غامض مسربل بالألغاز أسود كالليل، حينما ألفظ اسمه تعتريني مشاعر وأحاسيس غامضة شبيهة بتلك التي اعترتني وأنا أستمع إلى أولئك الرجال السّود ينشدون على ضوء الشموع والمصابيح أناشيد دينية وقد اكتنفت ملامحهم مشاعر الخشوع والورع.
    وعندما دخل الراديو إلى قريتنا، وكان ذلك مطلع الستينات، سمعنا أغنية جميلة «الممبو السوداني» فأحيت في خيالي من جديد ذلك البلد البعيد. وأذكر أن الأغنية أعجبتني كثيراً، كما أعجبت أغلب أطفال قريتنا. وفي سهراتنا تحت القمر، كنا نرددها بمتعة لا مثيل لها.
    وكنت في السابعة عشرة لما ازداد تعلقي بالسودان وأهله. حدث ذلك خلال ربيع ممطر، والناس سعداء لأن الحاجة باتت مؤكدة. بداية العطلة، وكنت إذذاك في إعدادية حفوز، وسط منطقة القيروان، عدت راجلاً كعادتي إلى القرية قاطعاً مسافة عشرين كيلومتراً تقريباً. كان الطقس باردا، وكانت الأوحال تضاعف من قسوة الطريق. عند وصولي، كان التعب قد نال مني حتى اني لم أتمكن من انهاء العشاء، ومبكراً أويت إلى الفراش لأنام حتى الساعة الحادية عشرة من اليوم التالي. كنت لا أزال مرهقاً وكانت ساقاي منتفختين. كان هناك كتاب على الطاولة الصغيرة جنب الفراش، علمت في ما بعد أن أختي هي التي جاءت به. فتحته وقرأت العنوان: «موسم الهجرة إلى الشمال». تمعّنت طويلاً في اسم صاحبه ـ الطيب صالح ـ فتبيّن لي أني لم اسمع باسمه البتّة قبل ذلك. قرأت الصفحة الأولى وإذا بي أغيب تماما حتى عمن حولي، وألج عالماً غريباً ساحراً استحوذ عليّ استحواذاً كلياً. عند انتهائي من قراءته، بدا لي انني عثرت على الكنز الذي طالما راودني في أحلامي! السودان الآن لم يعد رجالاً غرباء سوداً على ظهور أحمرة قميئة، ولا أغنية جميلة نرقص على انغامها تحت القمر الصيفي. لقد بات شاسعاً وكبيراً وحميماً، وبات أهله كما لو أنهم أهلي، حياتهم شبيهة بحياتنا، وعاداتهم كعاداتنا. وازداد السودان ألفة حين قرأت روايات الطيب صالح وأقاصيصه الأخرى مثل «عرس الزين» و«دومة ود حامد» و« بندر شاه»، التي كشفت عن اعماق ذلك البلد. وعن خفّة روح أهله، وعن بساطتهم، وسذاجتهم، وبراءتهم، وأيضا عن صدقهم وشجاعتهم وكرمهم.
    في عام 1973، جاء الطيب صالح إلى تونس مدعوّاً لحضور مؤتمر الأدباء العرب الذي انعقد هناك. لأيام ظللت أراقبه من بعيد، متهيّباً الاقتراب منه، والتحدث إليه. وكان هو يتابع أعمال المؤتمر صامتا، منزويا في ركن قصيّ، متحاشيا كل تلك الحركات والمواقف الاستعراضية التي كان يلجأ إليها جلّ الأدباء العرب للفت الانتباه. بعد عرض مسرحية «الزنج» لعز الدين المدني في المسرح البلدي على شرف ضيوف المؤتمر الآنف الذكر، وجدت نفسي وجهاً لوجه مع الطيب صالح، فانطلق لساني، وإذا بالرجل نهر من المحبة والصدق واللطف والبساطة والتواضع. ومنذ ذلك الحين تصادقنا وبتنا نحرص على أن نلتقي ولو مرة كل عام، سواء في أصيلة، أو في لندن، أو ميونيخ.
    وخلال العشرين سنة الأخيرة، تعرفت على سودانيين آخرين زادوا في محبتي لهذا البلد ـ أي السودان ـ وأهله الطيبين. من هؤلاء أذكر إبراهيم الشوش الصديق الروحي للطيب صالح، والذي يواجه مصاعب الحياة ومكائدها بالنكتة الظريفة والضحكة الطفولية الخارجة من القلب مثل حزمة من نور، والذي بذكائه الحاد يستطيع أن «يلتقطها وهي طائرة» كما يقول التونسيون. أذكر ايضا صلاح أحمد ابراهيم، الرجل الأنيق، الواسع الثقافة، الديمقراطي السلوك، والذي خطفه الموت منا قبل بضع سنين، فخلف فراغا هائلا خصوصا في أصيلة، حيث كنا نلتقي. وثمة رجل آخر التقيته مرة واحدة، غير أنه ظلّ حاضرا في الذهن، دائما، أعني به الدكتور عبد الله الطيب، الذي قضيت معه وقتاً رائعاً في مدريد ربيع 1983، لما حضر مؤتمر طه حسين الذي عقده المركز الثقافي المصري هناك. وكانت متعتي شديدة لما انشدني آخر الليل وعن ظهر قلب مقاطع من مسرحيات شكسبير الشهيرة.
    غير أن هذا السوداني الطيب، الجميل، العذب، الهادئ، الوقور، المتزن، الصادق، النزيه، الذي أحببت، يواجه منذ عقود عدة مصاعب تزداد استفحالاً يوماً بعد يوم للبقاء على قيد الحياة. فثمة جزء كبير منه نفي أو طرد أو قتل، أو هو ارسل الى ظلمات السجون ليمثل به أشنع تمثيل. وما تبقى منه، وهو الجزء الأكبر، يعاني يومياً الجوع والاضطهاد والإهمال والمرض، وبالكاد هو قادر على أن يوفر لنفسه لقمة العيش.
    وكان الجنرال جعفر النميري هو أول من فتح باب جهنّم الحمراء أمام هذا البلد المسكين، مخضعاً إياه على مدى عقد بكامله، وبتواطؤ مع حسن الترابي، لأبشع أنواع القمع والاضطهاد، زارعاً بين أهله بذور الشقاق والفتنة، مسرّباً سمّ الفساد والرشوة إلى الإدارة ومؤسسات الدولة من القمة إلى القاعدة. وعندما خلع هذا الجنرال الذي كان يتحلّى بأبشع مواصفات الحاكم الشرقي المستبدّ، ظن أهله، وظننا نحن الذين نحبه، أن السودان سوف يتخلص نهائياً من الدكتاتورية، وسوف يعيش ديمقراطية تكون مثالاً للعالم العربي، ولكافة البلدان الأفريقية. غير أن ذلك الأمل انطفأ بسرعة، واللصوص والقتلة الذين خرجوا من الباب، عادوا من النافذة، ليواصلوا تمزيق أوصال هذا البلد أو نهب خيراته، وتبديد ثرواته في شراء المزيد من الأسلحة لاذكاء نار الحرب والاقتتال بين أهله وجنسياته، فيما أناس يموتون بعشرات الآلاف جوعاً ومرضاً.
    وإذا ما كانت مصيبة العراق هي أن حاكمه يدعى صدام حسين، الذي يعشق أن يواصل الحروب حتى وهو نائم، فإن مصيبة السودان هي هذا الرجل المهووس بالزعامة وبالسلطة والذي يدعى حسن الترابي، الذي لم ينقطع على مدى ثلاثين عاما عن إيذاء بلده وشعبه، وتدبير المؤامرات الدنيئة والخبيثة هذه، ونشر الفرقة بين أبنائه وارضاخهم للاذلال والمهانة وللمظالم اليومية.
    وقد دلّت كل التجارب ان هذا الرجل الذي يظهر الوداعة واللطف، غير أنه يخفي في داخله ذئباً شرساً، قادر على التضحية بكل شيء، بما في ذلك بلده وشعبه، فقط ليظل حاضراً في المشهد السياسي، محتفظاً بمهابة الزعامة وسلطتها ونفوذها. وطالما ظلّ حسن الترابي في اللعبة السياسية السودانية، فإن هذا البلد المسكين، أي السودان، سيظل في ذلك النفق المظلم الذي دخله قبل عقود ولن يكون بإمكانه الخروج منه أبداً.. ولن يكون بإمكاننا نحن أن نرى من جديد وجهه المشرق الطيب، الذي احببناه وألفناه في ذلك الزمن الذي يبدو بعيداً الآن.


    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issue=8186&a...20المسكين&state=true

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 02-05-2007, 02:18 AM)

                  

02-05-2007, 05:48 AM

Randa Hatim

تاريخ التسجيل: 05-15-2006
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    الاخ الفاضل ... عبدالله عثمان

    تحياتى ومودتى ...

    اشكر لك يا اخى ادراج اسمى فى هذا البوست وهو شرف لى بلا شك .... كل ما يدور الان من نقاشات وخلافات احسب انها ظاهره صحية جدا .. فبالنقاش واختلاف وجهات النظر تتضح الرؤى ويقرا ما بين السطور ... ما قلته عن الاستاذ محمود فى هذا المقام وفى مقامات اخرى هو كلمة حق يجب ان تقال بغض النظر عن الاتفاق معه او الاختلاف .. فهو سودانى اصيل ورجل ابحر فى الدين فخط لنفسه طريقا الى الله و كان له فيه مريدون ....كما ان هنالك من يختلفون معه ... ولا يسعنى ان اقول هنا الا (ان كان فى هجرته تلك قاصدا الله ورسوله فهو مع من هاجر اليهم لا يضيره من اختلفوا معه) ...... وانتم اتباعه يشهد لكم بحسن الخلق وادب التعامل وعفة اللسان... وان اتفقت معكم او اختلفت ايضا فانا اكن لكم كل الاحترام والتقدير وادعو للاستاذ بالرحمه.....

    الشعب السودانى شعب اصيل يتمتع بشيم وخصال ندر وجودها فى شعوب اخرى ... وان كان فى الاونة الاخيرة قد غطى غبار الزمن عليها .. الا اننى على يقين بان المعدن الاصيل يجلى من الصدأ فيعود اصيلا براقا .....

    تحياتى ومودتى ...
                  

02-05-2007, 07:10 AM

معتز القريش
<aمعتز القريش
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 11343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Randa Hatim)

    اذا تعارض الدين مع العادات يجب أن يقدم الدين

    خصوصا اذا كان الشخص يحمل رسالة مثل محمود محمد طه

    جاء الاسلام في بداية عصره فوجد عادات عربية كثيرة

    أقر بعضها ونقض الأخري

    وقال المسلمون حينها (سمعنا وأطعنا)

    وقد سبق الحديث عن النية في هذا الأمر

    واتضح لنا أن الرسول (ص) لم يمس إمرأة لا تحل له ابدا

    بالرغم من أنه هو المعصوم والذي لا يشك أحد في نيته

    قال تعالى :

    (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
                  

02-05-2007, 10:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلال والحرام بين الشريعة والحقيقة.. الإختلاط.. (Re: معتز القريش)

    الأخ العزيز معتز القريش،

    تحية طيبة

    قولك:

    Quote: اذا تعارض الدين مع العادات يجب أن يقدم الدين

    خصوصا اذا كان الشخص يحمل رسالة مثل محمود محمد طه


    الأستاذ محمود يفعل ما يقول فهو قد نادى بتطوير الشريعة والدخول أكثر في أصل الدين.. وربنا يقول: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".. وقد فسّر الأستاذ المعروف بالعرف.. فإذا كان العرف طيبا يصبح دين ويصبح اتباعه أحسن من التحجر في القديم ما دامت الحياة قد خرجت من القديم.. مثلا من الأعراف الطيبة الآن تعليم النساء وخروجهن للعمل.. هل هذا شريعة؟؟ لا ولكن الدين لا ينكره لأنه عرف صالح..


    قولك:
    Quote: واتضح لنا أن الرسول (ص) لم يمس إمرأة لا تحل له ابدا

    بالرغم من أنه هو المعصوم والذي لا يشك أحد في نيته


    نعم قولك صحيح.. لقد كان المجتمع الذي عايشه النبي عليه الصلاة والسلام هو المتخلف في نظرته إلى المرأة وقد استوجب تلك التشريعات والتحريمات.. لقد كان العرف وقتها غير العرف الآن.. يمكنك طبعا أن تتمسك بقطعيات الشريعة في مسألة المصافحة أو الإختلاط ولكن هل في هذا حكمة أم تحجُّر؟؟ هذا هو السؤال الذي عليك مواجهته؟؟ أرجو أن تقرأ هذا الفصل "الحلال والحرام" في كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"..
    http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=20&chapter_id=23
    وهنا:
    http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=20&chapter_id=24

    لتقف على ما قاله بالضبط وتحكم لنفسك بنفسك..

    وقد ختم الأستاذ هذا الفصل بقوله:


    Quote: سيجيء وقت، قريبا، إن شاء الله، تكون فيه العفة، والصون، أمرا ثابتا في صدور النساء، والرجال .. ويكون جميع النساء، إلا امرأة واحدة، لدى كل رجل، كأنهن أخواته، أو أمه .. فلا تتحرك فيه رغبة جنسية لإحداهن، على الإطلاق .. ومثل هذا يقال عن المرأة بين الرجال، إلا رجلا واحدا، هو زوجها .. فكأن التحريم الشرعي اليوم في الدوائر المحرمة هو مقدمة لتلك الحالة التي يصحب مجيئها مجيء الموعود الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .. وحالة العفة هذه هي من ضمن العدل الذي ستملأ به الأرض يومئذ ..
                  

02-05-2007, 02:01 PM

Yassir Tayfour
<aYassir Tayfour
تاريخ التسجيل: 08-18-2005
مجموع المشاركات: 10899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلال والحرام بين الشريعة والحقيقة.. الإختلاط.. (Re: Yasir Elsharif)


    عزيزي الفاضل الأستاذ عبد الله عثمان
    تحية وإحترام وتجلة
    لك عميق شكري وتقديري لخصي والأفاضل أعلاهم/ن بهذا الخيط..
    حينما نشر القريش هذه الصورة الشروقة وعلق عليها بسوء نية فاضج
    مستقصداً أخلاق الرجل الذي لا يعرف عنه شيئ سواء ما علمه من أعداءه،
    وكتب تحتها (سلام بالأحضان) ، ثم (من دون زعل إنها منشورة في موقعكم)
    وهذا طعن واضح لمن يقرأ ما بين السطور،
    حينها تخليت عن ما تبقى من إحترام لهذا القريش وكتبت له ما كتبت في
    نفس البوست[القول الفصل في ردة محمود محمد طه مستحق القتل]
    وحتى تلك اللحظة لم أنشر للقريش أي من صوره المتبخترة في المنبر..
    لم تمض دقائق معدودة، و يطل علينا القريش ببوسته
    [هل انت جمهوري- إذن وقع هنا- الأصدقاء يمتنعون]
    هنا أيقنت أن هذا العازف التائب لا يرعوي،
    ويستغل أدب وتهذيب الجمهوريين ليفرغ جهله،
    ويظن أن القتل والتكفير الذي يوزع صكوكه قضية لا تهم غير الجمهوريين..
    ويريد أن يسخر بعددهم كما ذكر [هذا بوست إحصائي]
    فكان عليّ لزاما أن أخاطبه باللغة التي يسمعها ويفهمها
    ما أسهل الجهل!
    وكل هذا، أنا لا أدافع عن (المحمود)، لقد رفض الدفاع وهو حيٌ يرزق
    فما أظنه في حوجة لدفاعٍ وهو بين يدي من لا يُظلم عنده..
    ولكن هي المبادئ التي لا نحيد عنها ولا نجامل فيها قريبٌ أو صديقٌ
    لا مكان للتكفيريين بيننا
    لا مكان للقتلة بيننا
    ولا مكان للجهلاء المغترين بيننا
                  

02-05-2007, 06:25 PM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلال والحرام بين الشريعة والحقيقة.. الإختلاط.. (Re: Yassir Tayfour)

    أ. عبدالله عثمان
    التحية والاحترام ولك الشكر،
    كنت اشاهد وقتها مع ابي محاكمة الراحل أ.محمود محمد طه وكل ما أجمعه في زاكرتي انو الناس كانت بتقول ثبت على فكره ورفض التراجع.
    بعد سنوات ادركت لماذا قتل أ. محمود محمد طه.
    وأظل احترمه هو والشهيد عبدالخالق المحجوب ولومببا وجون قرن لانهم كانو لي ملهمين،لانهم غيرين احبو الخير للناس.
    عموما كل ما استطيع قوله ان الشريعة اتخذها الظلامين لتمرير خطط ومصالح طبقية ذاتية ضيقها ودننا المشروع الحضاري .
    وما اعلمه من الذي يود ان يسرق فكره؟ ولكن هيهات.
                  

02-05-2007, 05:30 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Thanks yassir Tayfour, Randa hati, Mutaz and all and I hope that I'll come back in Arabic

    طيلةَ حياتي هنا في أرض الحرمين ، تعاملتُ و تكلّمتُ مع معظم الشعوب العربية ، و قضيت مع بعضهم سنيناً طويلة ، و تأملتُ في دينهم ، و أخلاقهم ، و طريقة تعاملهم ، فوجدت أعجبهم و أغربهم هو الشعب السوداني ، بلا نزاع أو منافَسة!
    --

    سبحان الله ، ما قصة هذا الشعب؟ لماذا هو هكذا؟

    كأن الإبتسامة لم تُخلق إلا من وجه مسلمٍ من أرض السودان ، و كأن حُسن الخُلُق مُحتكرٌ لهم و الله! ، فإذا رأيتُ عربياً حَسَنَ الخُلُق ، فلن أتعجب إذا قفزت إلى ذهني خاطرة تقول: "إنه قد نشأ في بيتٍ سودانيّ!". لا و الله لن أتعجب من ذلك.

    يا أهل السودان ، ما سرُّكم؟ كيف يمكن لأعداد غفيرة من الناس ، من شتّى الطبقات و الأعمار و البيوت ، و أساليب التربية ، أقول: كيف لهؤلاء كلّهم أن يتّفقوا على أن يكونوا أحسن شعوب العرب أخلاقاً؟ كيف اتُفقوا أن لا تَبرحَ الإبتسامة ثغورهم؟ كيف اتّفقت هذه المجموعات المختلفة ، في بلد واسع المساحة (ما شاء الله) أن يكونوا **قدوةً** لجميع شعوب العرب - بل جميع شعوب العالم و الله - في حُسن الخلق و دماثة الطبع؟

    لم أرَ و الله كَشَعب السودان في الطيبة ، و الدماثة ، و حُسن الخُلُق. إنهم يقفون عالياً فوق جميع شعوب العالم (و ليس الشعوب العربية فقط) ، فبعض الشعوب الغربية تُكثر الإبتسام ، لكن ليس لديهم الشهامة الإسلامية التي يملكها أهل السودان ، و البعض قد يملك الشهامة ، لكن لا يعرف بشاشة الوجه ، و البعض قد يتبسّم في وجهك و يذمّك إذا ما ولّيتَ ، لكن هذا الشعب المدهش يجمع كل ما طاب و حُسنَ من الأخلاق ، و الذي يدهش هو نسبة من يمتلكون هذه الطيبة و حُسن الخلق: ليس "البعض" ، و لا "الكثير" ، بل "الأغلبية الساحقة" ، و لكل قاعدةٍ شواذّ طبعاً ، لا يزيدون القاعدة إلا تأكيداً .
    .

    و كأن هذه الفضائل المدهشة لا تكفي ، فقد طبّق إخواننا المسلمين في السودان قول رسول الله: "من تشبَّه بِقومٍ فهو منهم" ، و أنا و المسلمون نشهد أن شعب السودان قد تشبة ليس بأخلاق رسول الله فقط بل حتى بلِباسه! ، فهذه العمائم المَهيبة و الثياب البيضاء الفضفاضة (و التي تريح أنظارنا قبل أجسادهم) لهي مِن أشبه المظاهر بِمَظهر رسول الله و صحبه الكرام ، إن لم تكن أشبهها على الإطلاق.

    عندما أرى إخوةً من السودان ، فهذا والله ينقلني للقرن الأول الهجري ، و هو العصر الذي يثير الشجون ، عصر رسول الله و أصحابه ، أعظم قرون التاريخ ، فكأني أرى لمحةً من قرية مسلمة في زمن رسول الله: عمائم حسَنَة المظهر مَهيبة المطلع ، و ثيابٌ عربيةٌ خالصة ، و أخلاقٌ تؤدِّب أمماً. لله درّكم!

    .

    يا شعب السودان ، أنت عظيمٌ بدماثتك.

    يا شعب السودان ، أنت قدوةٌ بطيبتك.

    يا شعب السودان ، أنت مَثَلٌ ببسمتك.

    يا شعب السودان ، و الله ، و بالله ، و تالله ، إننا نحن مسلمو الجزيرة نحبكم في الله ، حبّاً صافياً لوجه الله ، فسيروا على منهج الأخلاق الإسلامية و العروبة الأصيلة هذه ، لا تحيدون عنه ، و أسأل الله أن يجمع المؤمنين منكم و منّا في دار السلام بعد يوم الحساب ، إنه سميعٌ مجيب.

    أخوكم المحبّ... أبو حمود


    http://alsaha.fares.net/[email protected][email protected]
    _________________
                  

02-05-2007, 06:25 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:
    أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم .. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان ، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية ، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن ، وحاجة الفرد إلى الحرية المطلقة ، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب .. ولا يهولن أحداً هذا القول ، لكون السودان جاهلاً ، خاملاً ، صغيراً ، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض ، بأسباب السماء ..


    محمود محمـد طـه
    جريدة الشعب
    27 يناير 1951م

    فوق يا أهل قمة الأرض , حتى نعود أيها الأحباب .
    مامون
                  

02-05-2007, 06:42 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Abu Eltayeb)

    Quote: الأستاذ محمود يفعل ما يقول فهو قد نادى بتطوير الشريعة والدخول أكثر في أصل الدين.. وربنا يقول: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".. وقد فسّر الأستاذ المعروف بالعرف.. فإذا كان العرف طيبا يصبح دين ويصبح اتباعه أحسن من التحجر في القديم ما دامت الحياة قد خرجت من القديم.. مثلا من الأعراف الطيبة الآن تعليم النساء وخروجهن للعمل.. هل هذا شريعة؟؟ لا ولكن الدين لا ينكره لأنه عرف صالح..

    طبت أخى د.ياسر وطاب مقامك وأيامك .. التحيه ليك وللعزيز عبدالله عثمان وللجميع .
    مامون
                  

02-05-2007, 07:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    شكرا هنادى يوسف وشكرا مامون احمد ابراهيم وكل الاحباب ولنا عودة
    -------------

    http://www.sudaneseonline.com/vb/showthread.php?t=30991


    بسم الله الرحمن الرحيم

    كانت لوحه جميله وبديعه بحق . ذهبت الي الرياض لقضاء بعض الاعمال وكان ذهابي يوم
    الخميس وبعد قضاء يوم حافل كان المساء أيضاً حافل . أحد أصدقائي طلب من أن أذهب معهم لكي
    أشاركهم فرحه بزواج صديق عزيز عليهم وذهبت معهم للحفل الزواج .
    وصلت الحفل وكنت اتوقع زواج سوداني ميه في الميه لكني تفاجأت بان العريس سعودي والعروس
    سعوديه لكنني لم اجد أي سعودي غير والد العريس ووالدة العريس واخوات العريس . كل المدعوين
    سودانيين أُسر سودانيه بأطفالهم . كانو بكميه كبيره وعلى كبر قاعة الاحتفال لم تسع للمدعوين
    كانت لوحه جميله والاجمل كان الحفل كانت سودانيه غنت فنانه سودانيه وغنى فنان سوداني
    وكان العريس يغني مع الغناء السوداني وكان والد العريس يطلب من السودانيات ان يرقصن مع
    العروسه وقد كان وكان اصدقاء العريس يتصلون في الجوال وكانت اتصالاتهم تزاع عبر مكبر الصوت
    وكان يمدحون في السودانيين ويشكرونهم على الحضور والمشاركه .......
    ما أعجبني اكثر بان العريس كان يغني مع الفنان ويردد الاغاني السودانيه وفي ختام الحفل
    تحدث العريس على المايكرفون وقال بالحرف الواحد أنا بحبكم يالسودانيين وأنا بحب السودان
    من بورتسودان الى الفاشر .......
    كانت لوحه رائعه وكنت بتمنى ان تتوثق بالصوره حتى تشاهدو معي المشهد . العريس حمود
    والعروس نوف .
    بتمنى من الله أن يحبب فينا شعوب الدنيا كلها قولو أأأأأأمين


    http://www.sudaneseonline.com/vb/showthread.php?t=30991
                  

02-06-2007, 11:37 AM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    سلامات
    وعوافي
    استاذ عبدالله ..
    الزملاء الطيبين ..
    لا ادري ماذا اقول .. غير ان الحب الذي في اوردتي "يشع" بريقا .. "الآن" ..
    وللاستاذ الشهيد الرحمة والمغفرة ..

    ونظل رهن الامنيات
                  

02-06-2007, 04:51 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    شكرا جزيلا العزيز ود رملية ـ هى امان الآن ولكن ستتحقق وما ذلك على الله بعزيز
    -------------
    -----------------
    http://www.suhuf.net/cgi-bin/dailynews/open_doc.cgi?doc...2d.htm&keyword=سودان

    --------------


    نشر بجريدة الجزيرة السعودية عدد اليوم الاثنين 13 يونيو المقال التالي والذي اعجبني وحببت ان انقله للفائدة العامة و تقديرا لكاتب المقال .

    وللسودانيين في القلب مودة ( 1 )


    وللسودانيين في القلب مودَّةٌ (1)
    عبد الله الصالح العثيمين


    عندما كان كاتب هذه السطور صبياً، لم تكن المسافة بين الجيل الذي ينتمي إليه والجيل الذي سبقه بمثل ما أصبحت عليه الآن؛ تفكيراً واتصالاً.
    كان كثير من الأبناء، الذين لم يتجاوزا العاشرة من العمر، يحضرون مجالس الآباء بكل ما كانت تحفل به من أخبار جارية محليَّة أو قصص ماضية عن أمور حدثت هنا أو هناك. وكان حضور بعض أولئك الأبناء للمساعدة في خدمة الضيوف، أو لتثقيفهم اجتماعياً، أو للأمرين معاً.
    وفي أحد مجالس الآباء التي حظيت بحضورها أورد أحد الحاضرين قصة ما زال محتواها باقياً في ذاكرتي. وفي ثنايا سردها سمعت اسم السودان أول مرَّة في حياتي. وبطل تلك القصة الرئيس هو الشيخ المحدّث علي بن ناصر بن وادي، رحمه الله. كان ذلك الشيخ، المولود في عنيزة سنة 1273هـ، قد قرأ على عدد من علماء القصيم، ثم على عدد من علماء الرياض، قبل أن يرحل إلى الهند لمواصلة الدراسة. وهناك درس الحديث الشريف، وحصل منه على ما وفَّقه الله من تحصيله، ثم عاد إلى مسقط رأسه. فأصبح إماماً لمسجد الجُديَّدة، الذي ظلَّ في إمامته ستين عاماً، ومدرِّساً وواعظاً فيه. وأخذ عنه علم الحديث بالذات عدد من المشاهير؛ بينهم الشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ محمد أمين الشنقيطي، والشيخ صالح الزغيبي، الذي أصبح إماماً في المسجد النبوي.
    وكان الشيخ ابن وادي من أعظم الناس ورعاً وزهداً. ومما يدلُّ على ذلك أصدق دلالة أنه تردَّد في أخذ ما أُعطي إيَّاه من الطعام الذي وزَّعه الملك عبد العزيز، رحمه الله، على أئمة المساجد في إحدى زياراته لعنيزة.
    وذهب إلى الشيخ عبد الرحمن السعدي، تلميذه السابق الذي أصبح علاَّمة يشار إليه بالبنان؛ فهماً وعطاءً فكرياً، ويسأله أيأخذ ذلك المعطى له أم لا؟ فأجابه الشيخ عبد الرحمن بقوله: إذا لم ينفق ما في بيت المال على فقير يؤم الناس في صلاتهم ويدرِّسهم أصول دينهم وفروعه فعلى أي إنسان ينفق؟ وكان كل ما ذكره الشيخ عبد الرحمن مما يتَّصف به الشيخ علي، رحمهما الله رحمة واسعة.
    واتصالات أهل عنيزة بالذات بالمجمعات الأخرى داخل الجزيرة العربية وخارجها من الأمور المعروفة، التي حفلت بها كتابات الرحالة الغربيين، الذين زاروا تلك البلدة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر من الهجرة، ومن أهلها من كوَّنوا لهم بيوتات تجارية كبيرة في الهند؛ مثل الفضل والفوزان والبسام. ولذلك لم يكن غريباً أن يوجد بينهم من يهتم بأمور الأقطار الأخرى.
    ومحتوى القصة المشار إليها سابقاً أنه شاع عند الناس خبر قيام رجل في السودان لُقِّب، أو تلقًَّب، بالمهدي. وإذا قيل المهدي حينذاك فإن المقصود به المهدي الموعود بخروجه آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جوراً. فرأى ذوو الشأن في عنيزة - وقد بلغهم ذلك الخبر - أن يعرفوا حقيقة ما أشيع. ووقع اختيارهم على الشيخ علي بن وادي للقيام بمهمَّة اكتشاف الحقيقة.
    وغادر الشيخ علي عنيزة متجهاً إلى السودان، لكنه عندما وصل إلى جدة - كما بقي في ذاكرتي من محتوى تلك القصة في مجلس الآباء - بلغه خبر وفاة المهدي، فعاد أدراجه إلى عنيزة. على أن الشيخ عبد الله البسام، رحمه الله، - وهو من أدرك الشيخ ابن وادي ودرس عليه - ذكر في ترجمته له أنه وصل إلى السودان فعلاً، وأنه تحقق من أمر المهدي، واتَّضح له أنه لم يكن المهدي
    المنتظر. وعلى أيّ حال فإن أمر المهدي والمهدية قد فُهِم حق الفهم.
    ومرَّت السنوات تلو السنوات على سماعي تلك القصة في مجلس الآباء. وقدَّر الله أن أحظى ببعثة إلى جامعة أدنبرة في اسكتلندا قبل أربعين سنة من الآن كي أدرس دراسة عليا هناك. وكان رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في تلك الجامعة البروفيسور مونتجومري وات، الذي ألَّف أكثر من اثني عشر كتاباً عن الإسلام والحضارة الإسلامية.
    ومن هذه الكتب (محمد في مكة)، و(محمد في المدينة)، و(محمد، نبياً ورجل دولة). وقد عُيِّن المشرف الرئيس على دراستي، إضافة إلى السيد وولش رئيس القسم التركي، الذي كان نعم العون لي.
    وفي تلك المدينة الاسكتلندية الجميلة العريقة وافاني الحظ السعيد بمعرفة الإخوة السودانيين عن كثب في ظلال وارفة من الأخوَّة الصافية الودّية.
    وكان من أوائل الذين عرفتهم في أدنبرا من الإخوة السودانيين - إن لم يكن أولهم - أخي العزيز حسن الفاتح قريب الله، الذي كان كريم السجايا هاشاً باشَّاً أينما قابلته أو أتيحت الفرصة للاجتماع به. وقد آلمني وأحزنني - وأنا أستعد للقيام بزيارتي الأولى إلى السودان الحبيب - خبر وفاته قبل يومين، فرحمه الله رحمة واسعة وألهم ذويه وأسرته الصبر والسلوان.
    ومن أولئك الإخوة، الذين كان وجودهم يضيف بهجةً وجمالاً إلى المناخ الأدنبراوي؛ جغرافياً واجتماعياً وتعلُّماً، الإخوة الأعزاء ناصر السيد، الذي كان رئيساً لاتحاد الطلبة العرب هناك، وكان نشيطاً جداً في تبيان القضايا العربية للآخرين والدفاع عن الحقوق الفلسطينية بالذات. ومنهم حسن صبحي، الذي كان آية في اللغة الإنجليزية، وحفظ ما كتب بها من شعر، ومحمد عثمان أبو ساق، الذي كان متفوقاً في طرحه للقضايا المناقشة، والحبر عبد الدايم يوسف الذي كان مثالاً في الجد، ولم أعلم بأنه - إضافة إلى علمه الغزير - شاعر مجيد إلا قبيل سنوات. وهناك آخرون وآخرون من أبناء السودان الكرام، الذين زاملتهم دراسة، وجالستهم في اجتماعات بهيجة.
    وكان مما لفت نظري، وأسعدني، سيادة روح الألفة والمودَّة بين أولئك الإخوة السودانيين بالرغم من اختلاف انتماءاتهم السياسية. ممن كان عضواً في الحزب الشيوعي، أو متبنياً للفكر الاشتراكي العام، ومن كان قومياً؛ بعثياً أو ناصرياً، ومن كان من جماعة الإخوان المسلمين، ومن كان من غير هؤلاء جميعاً، كانوا إخوة متصافين في اجتماعاتهم ومناسباتهم. وهم في هذا الموقف يعبِّرون عن نبل الأخلاق وكريم السجايا.
    وبعد عودتي من الدراسة في أدنبرا إلى جامعة الملك سعود لأصبح عضواً في هيئة التدريس بقسم التاريخ فيها تزاملت مع عدد من الإخوة السودانيين؛ وفي طليعتهم الصديق العزيز، الذي طالما أفدت من معرفته الجمَّة وثقافته الواسعة، البروفيسور عز الدين عمر موسى، وهُيئ لي أن أعرف الكثيرين من العلماء السودانيين المتخصصين في مجالات مختلفة. ثم حالفني الحظ السعيد أكثر فأكثر بعد أن تشرَّفت بالعمل أميناً عاماً لجائزة الملك فيصل العالمية منذ عام 1407ه - 1987م. وكان لي سعادة تقديم عدد من السودانيين الذين فازوا بهذه الجائزة؛ وهم البروفيسور الصديق الضرير الذي منح إيَّاها في مجال الدراسات الإسلامية عام 1410ه، والبروفيسور عبد الله الطيِّب، الذي نالها في حقل الأدب العربي سنة 1420ه، والبروفيسور عز الدين عمر موسى، الذي منح إيَّاها في الدراسات الإسلامية عام 1423ه، والمشير عبد الرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، الذي منح إيَّاها في مجال خدمة الإسلام عام 1425ه. وقد قدَّمته بهذه الأبيات:


    خطرت عبر الفضاء الأرحب

    تتباهى بالجمال اليعربي

    غادة ما شاهدت في مشرق

    مثلها عينٌ ولا في مغرب

    سحر هاروت وماروت إلى

    حسنها اجتاز دروب الحقب

    أين من مقلتها عين المها؟

    أين من لبَّتها جيد الظبي؟

    وانبرى العشَّاق يستهوونها

    بابتهالات الغرام الأعذب

    يتبارون.. فكم من والهٍ

    باح بالوجد وكم معجب

    واصطفت منهم فتى أحلامها

    فارساً يدعى سوار الذهب

    وجدت في شخصه ما يرتجى

    من كريم ثابت العزم أبي

    برَّ بالوعد ولم يركن إلى

    شهوة الحكم وزهو المنصب

    ومضى خطوته محروسة

    من سنا الوحي ومن هدي النبي

    يخدم الدين دؤوباً ما اشتكى

    مرَّة من سامٍ أو تعب

    قصب السبق له بين الألى

    عشقوا المجد وأعلى الرتب

    واجتبته لجنة عادلة

    فلنعم المُجتَبَى والمُجْتبِي
                  

02-07-2007, 00:22 AM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    اخي عبدالله
    لك جزيل الشكر على ادراج اسمي في هذا البوست....هذا التيار التكفيري لا بد من التصدي له ومحاربته بل ومحاصرته مهما تبدلت رموزه و تعددت لافتاته.... ولا خير فينا ان لم نقلها..ودي واحترامي.
                  

02-07-2007, 07:58 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Thanks Baktash very much
    ----


    وللسودانيين في القلب مودة (2) د. عبدالله الصالح العثيمين


    في القلب مودة - 2 -
    عبدالله الصالح العثيمين


    عندما كان يقرأ مقالتي يوم الاثنين الماضي من قرأها كنت على متن الطائرة المتجهة إلى الخرطوم عاصمة السودان لأسعد بزيارة هذا الوطن الحبيب الذي لم أزره من قبل. وكان مما زاد في إضفاء رداء السعادة على نفسي في تلك الرحلة أنني كنت في صحبة إخوة أعزاء هم الصديق الزميل البروفيسور عز الدين عمر موسى، والصديق الوفيّ معن الجاسر، ابن شيخي، رحمه الله، والأحبَّة الكرام سعود المريبض وابنه وابن أخيه. وشاء الله - سبحانه - أن تكون زيارتي محقِّقة لأمرين مبهجين.. الأول: تلبية دعوة الصديق الزميل البروفيسور عز الدين لحضور حفل وضع حجر الأساس لمركز جمعية المعز بن عبد السلام الثقافي والاجتماعي، وهو المركز الذي سبق أن أعلن عزمه على إنشائه عندما ألقى كلمته في احتفال منح جائزة الملك فيصل العالمية، عام 1423هـ، في مجال الدراسات الإنسانية، واضعاً قيمة نصيبه من تلك الجائزة نواة لذلك الإنشاء. أما الأمر الثاني المبهج فهو كون الخرطوم، هذا العام عاصمة الثقافة العربية. وكان من كرم وزارة الثقافة في جمهورية السودان - وعلى رأسها معالي الأستاذ المثقف عبد الباسط عبد الماجد أن دعتني ضيفاً عليها خلال إقامتي في ذلك الوطن العزيز. وحفاوة أهل السودان بضيوفهم معروفة مشهودة، ولطف معاشرتهم ينطبق على وصفه قول الخلاوي:


    أحلى من اللِّي ينقد الطير راسها

    ينوشها بين الجريد نواشْ

    وما إن حلَّت الطائرة في مطار الخرطوم حتى لمست مع صحبة السفر، المشاعر المتدفقة من الأخوَّة الصادقة، واستمرت تلك المشاعر تزداد تدفُّقاً طيلة الأيام الخمسة التي سعدت بقضائها في ربوع السودان الجميلة التي يرجو كل مخلص لدينه وعروبته أن يكون التقدم والازدهار مرفرفي الأعلام فوقها. وكان من لطف معالي وزير الثقافة أن اصطحبني ورفاقي في رحلة غداء نهرية ممتعة تخلَّلها إلقاء شعر من قبل عدد من الأخوة السودانيين. وفي تلك الربوع السودانية الجميلة الثريَّة بنهر النيل العظيم والتربة الخصبة إمكانات واعدة لتحقيق تنمية حافلة بالرخاء والرفاه. وبالتعاون المأمول من جميع السودانيين سيتحقق - بعون الله - الكثير الكثير مما يرجونه ويرجوه لهم كل مواطن عربي ومسلم من سعادة وتقدُّم. على أني سأختصر حديثي حول ما له علاقة مباشرة بي وبزيارتي هذه، وهو الشأن الثقافي، ولا سيما ما له صلة بالشعر. كان أول وجه من وجوه ذلك الشأن حضوري وضع حجر الأساس لمشروع جمعية العز بن عبد السلام الثقافية الاجتماعية بشمبات، إحدى حارات الخرطوم. ولم يكن مبعث السعادة بذلك الحضور المشاركة في الاحتفال بوضع حجر الأساس لذلك المركز فحسب، بل لأنه أيضاً، أتاح لي فرصة تجديد اللقاء بإخوة بينهم من لم أره منذ أكثر من ثلاثين سنة عندما كنا زملاء دراسة في جامعة أدنبرا الاسكتلندية، مثل البروفيسور عوني الشريف، وبينهم من سعدت بزمالته في التدريس بجامعة الملك سعود، مثل البروفيسور يوسف فضل، وإضافة إلى ذلك فقد أتيح لي أن أعرف أصدقاء جدداً أفاضل، وأن أرى كيف يحتفل السودانيون بمثل تلك المناسبة السعيدة.
    وفي ذلك الاحتفال تحدَّث البروفيسور عز الدين عمر موسى عن المشروع، فكرة وخطوات إجراءات لتنفيذه، شاكراً الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الثقافة وغيرها من الجهات لتعاونها الكبير معه، وحامداً لمن تعاون معه من المملكة العربية السعودية، وكان من بين المتحدِّثين معالي وزير الثقافة الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد الذي أشاد بالمشروع، وتمنَّى للقائمين به كل نجاح، كما نوَّه بالعلاقات الأخوية بين السودان والمملكة العربية السعودية. وأتيحت لي فرصة التحدُّث، فأعربت عن مشاعري تجاه ذلك المشروع وتجاه السودانيين الذين تربطهم بالمملكة روابط صداقة وأخوَّة وثيقة عميقة.
    ولقد امتدت حفاوة وزير الثقافة في السودان بي وبأصحابي في السفر من السعوديين إلى دعوته الكريمة لنا إلى الغداء في جولة نهرية ممتعة تخللها قراءة قصائد من الشعر السوداني الجميل. كان مما تفضَّلت به عليَّ وزارة الثقافة الموقَّرة، بالتنسيق مع جمعية العز بن عبد السلام، إتاحة الفرصة لي لألتقي بالإخوة والأخوات من السودان في ثلاثة لقاءات شعرية، وألقي ما أمكن من الشعر الذي أصدرته. وكان اللقاء الأول في مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم مساء يوم الأربعاء، أما اللقاء الثاني فكان ظهر يوم الخميس في بناية الشارقة بجامعة الخرطوم. وأما اللقاء الثالث فكان في نادي الهلال. ومما زاد من سعادتي في تلك اللقاءات أنها - إضافة إلى إسماعي الإخوة والأخوات ما تيسَّر إسماعه - أتاحت لي فرصة الاستماع إلى شعراء وشاعرات، والاستمتاع بما ألقوا وألقين من شعر جميل. وكان من الشاعرات المبدعات، شعراً وإلقاء، الشاعرة روضة الحاج التي شاركت في اللقاءين الأول والثاني، والتي قدَّمها من قدَّمها فيها بتسميتها خنساء السودان. ومما صدر لتلك الشاعرة المبدعة مجموعتان، الأولى: عنوانها عِشْ للقصيد والثانية عنوانها للحلم جناح واحد. ويكاد يكون كل ما فيها من شعر التفعيلة.
    ويمتاز ما كتبته بالعاطفة الجيِّاشة العارمة، سواء كان ذلك المكتوب وجدانياً ووطنياً قومياً. وإني لأعلم علم اليقين أن من الصعب - وربما من الجناية - اختيار مقطع دون آخر لاطلاع القارئ الكريم والقارئة الفاضلة على نوعية شعرها البديع. لكن ظروف النشر المحدودة، هنا تتطلَّب الإقدام على ذلك الصعب. في قصيدة من قصائد مجموعتها: عِشْ للقصيد عنوانها: (وفي موسم المد جزر جديد) قالت:
    ***
    اليوم أوقن أنني لا أحتمل
    اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوبُ
    ومجروح ومهزوم وأن الصبر كَلّْ
    وتلوح لجة حزني المتهور
    تكشف سوقها كل الجراح وتستهلّْ
    هذا أوان البوح
    يا كلَّ الجراح تبرَّجي
    ودعي البكاء يجيب كيف وما وهلْ

    ثم قالت:
    ***
    خطئي أنا
    أني لك استنفرت ما في القلب
    ما في الروح
    منذ طفولتي
    وجعلتها وقفاً عليك
    خطئي أنا
    أني على لا شيء قد وقَّعت لك
    فكتبت أنت طفولتي
    وأحبَّتي ومعارفي وقصائدي
    وجميع أيامي لديك
    اليوم دعنا نتَّفق
    أنا قد تعبت
    ولم يعد في العمر ما يكفي الجراح
    أنفقت كل الصبر عندك
    والتجلُّد والتجمُّل والسماح
    أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئاً
    إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا
    فسرَّحت المراكب كلها
    وقصصت عن قلبي الجناح
    أنا لم أقوى
    وموعدنا الذي قد كان راح
    ***

    واختتمتها بقولها:
    ***
    وأنا هجرت مدينتي
    وإليك يا بعضي أتيت
    وأنا اعتزلت الناس والطرقات والدنيا
    فما أنفقت لي من أجل أن نبقى؟
    وماذا قد جنيت؟
    وأنا وهبتك مهجتي جهراً
    فهل سرّاً نويت؟
    اليوم دعنا نتَّفق
    دعني أوقِّع عنك ميثاق الرحيل
    مرني بشيء مستحيل
    قل لي شروطك كلها
    إلا التي فيها قضيت
    إن قلت أو إن لم تقل
    أنا قد مضيت
    ***
    وفي المجموعة نفسها قصيدة عنوانها (بلاغ امرأة عربية) رمزت فيها إلى لجوء تلك المرأة إلى المخفر العربي لردِّ ما أخذه الصهاينة منها، فقالت:
    ***
    عبثاً أحاول أن أزوِّر محضر الإقرار
    فالتوقيع يحبط حيلتي
    ويردُّني خجلى وقد سقط النصيف
    أنا لم أرد إسقاطه
    لكن كفي عاندتني
    فهي في الأغلال ترفل
    والرفاق بلا كفوف
    ***

    ***
    هرولت صوب المخفر العربي حافية
    لقد سقط النصيف ولم أرد إسقاطه
    لكنما كفِّي إلى عنقي
    ومخفرنا بعيد
    يا أيها الشرطي
    قد خلعوا الأساور من يدي
    أخذوا الخواتم والخلاخل والحجول وصادروا كل العقود
    بل إنهم يا سيدي
    كفي وقولي باختصار
    العقد ما أوصافه؟
    العقد؟
    فرَّ القلب من صدري
    وسافر كالخواطر في ندواتها
    ومثل نُسمية مرَّت على كل المروج
    قد كان يعرف كل أسراري الصغيرة
    كان يسمع كل همساتي وآهاتي
    ويعرف موعد الأشواق في صدري
    وميقات العروج
    قد كان أغلى ما ملكت
    لأنه ما جاء من بيت الأناقة في حواضرهم
    ولا صنعوه من تركيبهم
    أو علَّّقوه على مزادات العمارات الشواهق
    والبروج
    لكنه
    قد كان ما أهداه لي جدي وقال:
    اللؤلؤ العربي حرٌّ يا ابنتي
    ويجيء من شط الخليج
    الله من هذا النصيف لقد سقط
    أنا لم أرد إسقاطه
    لكنما كفِّي إلى عنقي
    ولا أدري طريقاً للخروج

    وإلى اللقاء في حلقة أخرى إن شاء الله.


                  

02-08-2007, 00:10 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)



    أخي وصهري د. شاكر زين حكى لي منذ عدة سنوات أنه أجرى جراحة ناجحة لأحد الأعراب من أطراف أمدرمان أقالت عنه آلاما وتباريحا رزحت في دواخله سنين عددا وخرج الرجل الى أهله من مشفى سوبا وهو في أطيب حال . بعد عدة ايام عاد الرجل الى شاكر وانتظر كل اليوم ليلتقي نطّاسه وحين التقاه قام بتسليمه (كيسا) صغيرا به 2 رطل سكّر تقريبا وأقسم على شاكر أن يأخذها في وقت كان في السلعة عند أولئك البسطاء ندره.
    شاكر قال لي : والله والله يامحمد ما أُهديت خيرا منها.

    -----------
    ذكرتنى بامرأة ريفية بسيطة وعدمانة ماديا ولكنها ثرية بالروح اعجبت بتفانى دكتورة اسماء محمد الحسن فى العناية بها فى مستشفى كوستى ـ تلك المرأة نادت مرة د. أسماء باستحياء على جنب وفكت لها من صرة فى طرف ثوبها البالى ريال قدر قمر اربعطاشر ـ تبكينى مثل هذه المواقف وادعو ان اكون فى زمرة انقياء القلب ـ هؤلاء الودعاء لأنهم سيرثون الفردوس


    أشياء صغيرة .. تجلب فرحاً
    -------------------
    قابلتها صدفة بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجده. امرأة في العقد السابع من عمرها ،تحس من النظرة الأولى أنك في حضرة امرأة عظيمة: الوقار زينتها والحكمة كساؤها والهدوء طبعها. كانت عينها لا تزال مضمدة، بالقطن والشاش وكانت تضع نظارة طبية على عينيها، مما يدل على أن عملية أجريت لها حديثا. علمت من خلال حديثها، أنها جاءت إلى المملكة في زيارة بغرض العلاج، وكانت في رعاية ولدها.
    أعلن عن موعد إقلاع الطائرة المتوجهة إلى مطار الخرطوم. دخل المسافرون إلى الصالة الداخلية،لإنهاء إجراءات السفر. رفض موظف الخطوط أن يسمح لهذه السيدة المسنة بالدخول لأنها افتقدت بطاقة صعود الطائرة. بحثت معها عن هذه البطاقة ولم نجدها. فقلت للموظف محاولا إقناعه: إن سيدة في مثل هذه السن ، يتوقع منها أن تضيع بطاقة الصعود .
    لم تنجح شفاعتي عند الموظف وأصر على منعها، وقد أعلن النداء الأخير للرحلة. فكرت فيما يمكن عمله للسيدة، وقد أزف موعد الإقلاع ، ولم يهن علي أن أترك هذه السيدة لوحدها . ناشدت بعض الإخوة المسافرين على هذه الرحلة، أن يساعدوا السيدة و أوضحت لهم الأمر.
    هب نفر كريم من المسافرين و ناقشوا موظف الخطوط وأقنعوه. وقد أعجبته هذه الهبة الكريمة والنخوة التي اعتادها منهم والتي تميزهم عن غيرهم.
    وصلنا مطار الخرطوم بالسلامة وقمت بالواجب تجاه هذه السيدة الأم جمعت حقائبها وساعدتها ، في صالة الجمارك. قدمت على السيدة مودعا، خارج صالة المطار، وكان ابنها في انتظارها. أصرت السيدة إصراراً شديداً، على أن أمضي تلك الليلة تحت ضيافتها بمنزلها ، بأم درمان ؛ بعد أن علمت أنني لست من سكان العاصمة. اعتذرت للسيدة بأن الوقت كان ليلاً وكان لزاماً علي السفر لأهلي لحضور مناسبة سعيدة تنتظرني. قبلت اعتذاري ولكن عدم الرضا كان ظاهرا على عينيها. وددت الانصراف ، ففاجأتني بسؤالها:
    " يا ولدي إنت متزوج ولاّ عازب ؟"
    أجبتها بأني لم أتزوج بعد. فقالت بجدية لمستها في نبرات صوتها:
    "قاسمة ومتنضرة يا ولدي كان داير تعرس في باقي الليل ده أدخلك في بيتك" . صمتت المرأة برهة ثم أضافت:
    "أنا بت بتتعرس ما عندي، لكن عندي البسمعو كلامي وما بعصو ليّ أمر" هزني كلامها ؛ إذ فهمت أنها تريد أن تزوجني إحدى حفيداتها.
    أعجبتني جديتها وملأني كلامها فخراً (برجالتها وضكرنتها). ولو كنت رجلاً (ضكراناً) مثلها ؛ لما ترددت لحظةً في قبول طلبها. أن مصاهرة امرأة عظيمة كهذه شرف لا يناله إلاّ رجل مثلها. شكرتها واعتذرت لها بأسف بالغ وقلت لها باكيا:
    " إن المناسبة السعيدة التي تنتظرني هي عقد قراني".

    شهامة امرأة سودانية
                  

02-08-2007, 04:47 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: اخي عبدالله
    لك جزيل الشكر على ادراج اسمي في هذا البوست....هذا التيار التكفيري لا بد من التصدي له ومحاربته بل ومحاصرته مهما تبدلت رموزه و تعددت لافتاته.... ولا خير فينا ان لم نقلها..ودي واحترامي.


    صح لسانك، عزيزي بكتاش،
    لك تحيتي واحترامي الوافرين.
    ومعاً سندك، نحن زمرة المثقفين السودانيين المستنيرين، يداً بيد، حصون الجهل والتخلف دكاً دكاً. وسنحمل سرج الضياء، ننفث الأنوار في براري وذراري هذه الأرض.
                  

02-08-2007, 04:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    Thanks Dr. Haydar

    ولست انسي وقد جئنا حيا صغيرا بين عدوتي واد مونق. لم نجد رجلا واحدا فى الحي، واطلت علينا من بين الاخبية القليلة بعض النساء، وتقدمت احداهن الى ركبنا تلح علينا ان ننزل، وكنا مجهدين حقا، وأنخنا ركائبنا تحت ظلال الاشجار، وأسرعت المرأة الى طرف الوادى حيث كانت اغنام الحي ترعي وجاءت تقود خروفا ضخما أبت الا ان تذبحه اكراما، وحاولنا عبثا أن نثنيها، وحاولت عبثا ايضا – عندما آن لنا ان نغادر الحى بعد ان طعمنا من لحم الخروف سقينا الشاى المعروف – أن تقبل مني هدية من النقود .. لقد أصرت اصرارا عنيفا ألا تقبل شيئا، وأخذت تكثر من الاستغفار استنكارا لما قدمت عليه ... ولهذا فقد كنت اتقبل سخريتهم من بيعنا للطعام فى المدن لضيوفنا فى كثير من الاسي، وأجدني غير قادر على اقناعهم ... ومنذ ذلك العهد كلما رأيت بدويا يغشى مطعما ليأكل، شعرت بمدى ما يعتمل فى نفسه نحو المدن من بغض وكراهية لامتهانها الضيف ...
    ----------------
    وامثلتهم السائرة فى السنتهم فى هذا المعنى " صيدا حضرته امرأة" ويعنون يهذا كل امر لا يمكن البت فيه الا بشئ واحد، كهذا الصيد الذى تحضره امرأة، اذ لا سبيل الي انتفاع الصائد به وليس له غير تصرف واحد، ان تحمله المرأة التى حضرته فهو من نصيبها لا من نصيب الصائد.

    حسن نجيلة – ذكرياتى فى البادية
                  

02-09-2007, 02:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    منذ أن انشأ المولى إدريس الثاني فاس في القرن الثاني الهجري ظلت أسرتي تقيم في هذه المدينة العبقة الأنفاس، كنا نقيم أولا في المدينة القديمة بالقرب من جامع مولاي إدريس الأزهر، ثم انتقلنا إلى حي ظهر المهراس شرقي مدينة فاس، وفي هذا الحي توجد كليات جامعة فاس، وقد كان ظهر المهراس في الأصل ثكنة عسكرية للجيش الفرنسي إبان الحماية الفرنسية للمغرب، وهذا ما يفسر وجوده على هضبة عالية تطل على منطقة فاس ساس حيث مزارع الفول والقمح وغابات الزيتون ومطار المدينة الدولي، وغير بعيد منه تظهر مدينة صفرو شاهدة على تاريخ الصراع ما بين الخوارج الصفروية التي أخذت منها مدينة صفرو هذا الاسم والعرش الإدريسي بمدينة فاس، يتخلل تلك الهضاب الخضراء نهر سبو (ثاني أكبر أنهار المغرب بعد نهر أم الربيع) الذي يداعب فاس في خدها الأيمن بتحيته العطرة وأنسامه الزكية ثم يستأنف مسيرته الطويلة إلى مصبه في مدينة القنيطرة على المحيط الأطلسي0 في هذا الحي العريق وفي العام 1979م كان مقدرا لنا نحن سكان هذا الحي أن نشاهد أول تواجد للفتاة السودانية في فاس، بثيابهن المحتشمة وحضورهن المميز0 قبل هذا التواجد السوداني في التاريخ المذكور أو قبيله بسنوات معدودات كانت جامعتي فاس والقرويين تضمان العديد من الجنسيات الأفريقية والعربية المختلفة، لكن هذا التواجد المتقوقع لبعض الجنسيات والمنفتح لجنسيات أخرى كان يعتبر جزرا غريبة وسط الخضم المغربي، بينما كان التواجد السوداني له نكهة خاصة مميزة، لم يكن منغلقا إلا بقدر ما تقتضيه العادات والتقاليد السودانية الأصيلة، كما لم يكن منفتحا على إطلاقه، كانت الشخصية السودانية بكل ذلك الإرث العربي الأفريقي هي الطاغية في هذا التواجد، وهذا ما كان يفتقد في الجنسيات الأخري0
    في الفوج الأول من الطالبات السودانيات كانت هنالك الهام جبارة0 الهام كانت من ذلك النوع الذي تحس بفرحة عارمة حين تقابله، حتى وان تم اللقاء بعد غيبة ساعات قليلة كانت عبارات المفاجأة باللقاء هي أول أحساس ينتابك وأنت تتلقى تحيتها الصادقة فيسرى ذلك في نفسك سريان النسيم في اليوم المطير، وحين يعجبها أمر ما كانت تضحك حتى تدمع عيناها، فلقد كانت الدمعة سريعة إلى محاجرها، حين تفرح تبكي، وحين تصافحك بعد غيبة تبكي0 تلك كانت شخصيتها المفعمة بالحب والحنان مثل أشعة الشمس الصباحية لا تحل في إي موقع إلا وتشع فيه الضياء الباهر والدفء، قبل أن أقرأ نعيها بأيام معدودات قلت لزوجي: كم اشتاق إلى الهام جباره والى حديثها العذب، قال: لست أدري أين هي الهام الآن؟
    كانت الهام جباره أول من تعرفت عليها من السودانيات بفاس، صورتها ما زالت مرسومة في خيالي بابتسامتها التي لم تكن تفارق محياها، وكلماتها المفعمة بالحيوية والأمل، كانت فتاة جادة لا تعرف اليأس، تجسد السودان بحق في كل تصرفاتها العفوية وتعاملها الراقي مع الناس0
    لقد قدر لي أن ارتبط بهذا السودان، الذي كنت أقرأ عنه في كتب الجغرافيا والتاريخ وأرسم لنفسي صورة خيالية عن النيل والصحراء بكل ما يمثلان من أصالة وطهر ونقاء، وحين تعرفت على السودان عن قرب وجدت أن تلك الصورة لم تكن بعيدة عن الحقيقة فقد كان السودان المتجسد في الهام جبارة وصويحباتها هو ذلك الكرم الفطري الفياض، والصدق في التعامل، الأريحية، والطيبة، وفوق كل ذلك الأنفة والعزة بالنفس0
    كانت معلوماتي عن السودان ضعيفة، فالمناهج الدراسية في معظم الدول العربية لا تركز على التعريف بالدول العربية، فالكثير من الطلبة الجامعيين – غير المتخصصين في التاريخ والجغرافية- لا يعلمون ما إذا كان النيل يصب في مصر أم في الأردن، وما كنا نعرف عن هذا البلد سوى أنه عضو في الجامعة العربية وأن عاصمته الخرطوم وأن النيل يجري على أراضيه، ذلك كل ما في الأمر0 في غرفة الهام بالحي الجامعي بفاس عرفت السودان، ذقت الكمونية لأول مرة (نحن في المغرب نسميها باسمها الحقيقي "الكرشة" أو الدوارة ، أعجبني هذا الاسم السوداني المشتق من الكمون باعتباره أهم بهار يمنح الكمونية وأم فتفت ذلك الطعم المميز وبذا فانه جدير بأن يمنح اسمه لتلك الأكلة الشهية" كما كانت تكثر من جلسات الشاي المقنن، وفي غرفتها العامرة بالحي الجامعي أدركت ذلك التكافل الحقيقي الذي يسود أفراد المجتمع السوداني، كانت كل زائرة لها تدخل بنفسها وتأخذ طلبها من قدر الكمونية العامر دونما شعور بالحرج، بعد ذلك بسنوات علمت أن ذلك هو ديدن السودانيين جميعا، فالصورة ذاتها التي شاهدتها في غرفة الهام كانت تتكرر في منزل الحاجة ثريا محمد اسماعيل في الزورات كل يوم، لكم عظيم هذا المجتمع الذي يجسد المثل القائل بأن المسلمين يتقاسمون التمرة0
    لقد أعجبني في السودان ذلك الاحترام الذي تجده المرأة في المجتمع والذي تشارك فيه بكل ما تستطيع طبيعتها الأنثوية أن تقدمه، فلقد عايشت والدة زوجي الحاجة ثريا ولم يؤثر عنها أنها أكلت مع زوجها في مائدة واحدة حتى وان كانا على سفر، ذلك لأن الزوج والزوجة يعيشان في حالة سمو روحي تعجز الكلمات عن وصفه، وحين يئوب الزوج من سفر لا يستعجل السلام على رفيقة دربه بل يعيشان فرحة اللقاء في كل تحية يستقبلان بها المهنئين، وفي كل دعوة يتلقيانها منهم، وفي كل كاس عصير يقدمانها، وكل ابتسامة رضى بالهدايا، وقد أعجبتني أيضا تلك العناقريب والأسرة التي تشكل أهم مقومات الأثاث المنزلي في السودان، وتجدها في كل مكان، في الغرف والصوالين والبرندات والحيشان، وكنت في البداية اعتقد أنها دليل على الكسل الذي يلصق جزافا بالسودانيين، فكنت أقول هؤلاء يقدسون الأسرة ويعتنون بها لحبهم للنوم، لكنني عندما رأيتهم في الزورات كيف أن جنوبهم تقض عن المضاجع منذ صياح الديكة وحتي أوان هجع الوطاويط أدركت أن تلك الأسرة دليل كرم وحسن ضيافة0
    في أول زيارة لي لغرفة الهام بفاس أهدتني البومين غنائيين الأول لمحمد الأمين والثاني (لأبو عركي البخيت)، كنت وقتها تواقة للتعرف على هذا المجتمع السوداني الذي ساصبح جزءا منه، وجاءت كلمات أغنيات الفنانين فألا حسنا لي (نشيل أملنا00 نقابل أهلنا00 يقولوا أهلا00 خلاص قبلنا 00 يتم منانا 00 يفرح أملنا) ثم (وعدي من ذاتي ومن إرادتي ومن ضميري 00 ما في زول أجبرني ما شاورت غيري 00 دي البريده وهي حتقاسم مصيري) 00 كانت الهام كأنها قد وعت ذلك الصراع العنيف الذي كان يشتعل أواره في دواخلى فأرادت أن تبعث شيئا من الطمأنينة إلى نفسي القلقة0
    آخر مرة شاهدت فيها الهام كان في العام 1983م ( وكانت وقتها قد أكملت دراستها في كلية العلوم السياسية بجامعة فاس، قبل أن تغادر زارتنا مودعة، وهي تمسح دمعتها قالت: (عزائي أنني سأشاهدك في السودان فقد أصبحت واحدة منا)، يا كم أراحتني تلك العبارة فقد كنت الوحيدة من بين من ودعتهن لها صلة بالسودان ،لكن الحقيقة أن بعد المسافة لم يكن أبدا حائلا دون لقاء، كما أن قربها ليس بالضرورة يدنيه، غير أن ما أدركه جيدا أن المسافة بيننا كانت قريبة جدا، وان حضورها في دواخل كل من عرفها أقوي من كل عوامل النسيان، نراها متوهجة كما الشعاع، ندية كما الذكريات، مشرقة كما الأمل، حلوة كأيام فاس، اللهم أنت اخترتها إلى جوارك، فأكرم نزلها، وادخلها فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وألهم ذويها الصبر والسلوان0

    ليلى علمي بدوي



    السودان .. والسودانيون .. والراحلةالهام جبارة .. بعيون ليلى المغربية
    _________________
                  

02-13-2007, 02:32 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    الاخ عبدالله عثمان
    لك التحية
    اولا اؤكد لك صادقا بانى لا ارغب فى جدل عقيم , او اود ان افسد عليك متعة الرضاء الذاتى.
    ثانيا احّى العزيز ياسر طيفور والانسانة قبل اى صفة اخرى الاخت هنادى والرائع ود الرميلة
    وكل من فاتنى ذكره لموقفهم المشرف من حملة الجهلاء على شهيد الفداء.
    يطرح هذا البوست سؤال مهم ومحورى , مضمونه , هل العبرة الماخوذة من الظلم الذى تعرض
    له الشهيد المحمود ( مع التاكيد على انها لم تكن محنة شخصية او ازمة اصابت الحمهوريين كحركة
    فكرية) تجسدت فى فهم عام شمل المجتمع وحركته الفكرية , فى تعاطيه مع الاخر المختلف , وانبسطت
    حرية الراى والاعتقاد والتنظيم ؟
    هذه الصورة الزاهية المليئة بكل عناصر الاعتزاز القومى , الواردة فى مقالات هذا البوست , كيف نوافقها
    مع واقع حالنا؟ فانشوطة الاعدام التى غدرت بالاستاذ محمود لم تقتصر على شخصه او حركة الجمهوريين
    بل اتسعت حلقتها لتشمل 2مليون فى الجنوب 200الف من الغرب ( طبقا لاحصاء الامم المتحدة) وعدد غير
    معلوم من المعارضين فى زنازين الامن وغيرها, من ما يفصح بجلاء ان ان الازمة لا تقتصر على الجمهوريين
    بل هى محنة شعب باسره , وفى ظنى هذا مادفع الاخوة والاخوات للتصدى لحملات الجهل المنظم فى هذا
    المنبر, ونجد ذلك متضمن فى اخر بيان للجمهوريين ( هذا او الطوفان ) , فالاستاذ محمود لم تغدر به فئة مارقة
    او مهوس مختل العقل , بل دولة ونظام حكم .فاعدام شيخ فى السبعين , مشهود له بالوطنية كاول سجين سياسي
    ضد الاحتلال البريطانى , ولم يشد الرحال كغيره , لتقديم فروض الولاء والطاعة لبريطانيا العظمى , ولم يدين او يشكك فى ثورة 24 ويغمزها من قناة الاصول والمنابت ولم يصدر بيان ( كرام المواطنيين ) بل هو اول من دعى
    لنظام جمهورى ودولة مستقلة لا تدور فى فلك بريطانيا او تلحق بالتاج المصرى , شيخ سيرته كسيرة القديسين
    والانبياء يعدم بهذه البساطة المتناهية ؟ الم يمهد ذلك الطريق لحروب التطهير والابادة لمن يعدوا نصارى
    وعجمان فى الجنوب والشرق والغرب , ؟ ماذا كان رد فعل هذا الشعب المثالى الذى لا نظير له فى محيطه
    العربى والافريقى ؟ ماهى انعكاسات الحدث الجلل على المثقفين والشخصيات العامة , هل جعلوا من هذا الماساة
    قضيتهم المركزية لياسسوا عليها لبنة اولى لشعار الحرية لنا ولسوانا؟ لماذا يستسهل كل من فك الحرف , انتقاد
    وذم الاستاذ المحمود ؟ حين يهناء الدكتاتور بمخصصات رئيس جمهورية سابق بل ويرشح نفسه للرئاسة
    ويستضاف فى اجهزة الاعلام كانه مؤسس نهضة السودان.لماذا لم يخضع قضاة السلطان للمسالة ؟
    لعل الصورة الزاهية والواعدة هى اقامة ذكرى الاستاذ فى مقر الحركة الشعبية , فقد كان بالامكان للحركة
    ان تنائ بنفسها لتكسب ود اهل الشمال وتبعد عنها صور التنميط ( كنسية , علمانية . صهيونية ) التى روجت
    لها الحكومة سابقا , لكن المصائب تجمعنا المصابينا
    اخى هذه ليست دعوة لجلد الذات , بل راى لعدم تخدير الحس النقدى و النفخ فى ذات قومية ( مع مراعاة اشكال
    الهوية) مختلف عليها , ومن الصدف العجيبة تزامن البوست مع تصريحات البشير بان السودان مستهدف
    لتاريخه وحضارته ,
    اليس من الضروى ممارسة النقد وعندما الركون للمالوف والسائد حتى وان اثار عليك السخط
    ولك الود
                  

02-13-2007, 04:55 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: MAHJOOP ALI)

    Quote: هذه الصورة الزاهية المليئة بكل عناصر الاعتزاز القومى , الواردة فى مقالات هذا البوست , كيف نوافقها
    مع واقع حالنا؟ فانشوطة الاعدام التى غدرت بالاستاذ محمود لم تقتصر على شخصه او حركة الجمهوريين
    بل اتسعت حلقتها لتشمل 2مليون فى الجنوب 200الف من الغرب ( طبقا لاحصاء الامم المتحدة) وعدد غير
    معلوم من المعارضين فى زنازين الامن وغيرها, من ما يفصح بجلاء ان ان الازمة لا تقتصر على الجمهوريين
    بل هى محنة شعب باسره , وفى ظنى هذا مادفع الاخوة والاخوات للتصدى لحملات الجهل المنظم فى هذا
    المنبر, ونجد ذلك متضمن فى اخر بيان للجمهوريين ( هذا او الطوفان ) , فالاستاذ محمود لم تغدر به فئة مارقة
    او مهوس مختل العقل , بل دولة ونظام حكم


    عزيزي محجوب،
    تحيتي وتقديري،
    صدقت فيما قلت، ولكن...!

    صدقت في قولك أن حادثة محاكمة الأستاذ وتنفيذ الحكم عليه دلالة على أن الشعب السوداني متخلف وأنه حاضن للهوس وشتى صنوف المعايب. ولكن أرجو ألا ننسى أنه هو نفسه الشعب الذي أنجب الأستاذ محمود محمد طه، الذي استمد عظمته من خصائص وعظمة الشعب السوداني. وكثيراً ما أتطلع لوجه الأستاذ محمود في الصور. وأتوقف بتهيب وحب، يملآن علي أقطاري من أقصى شعرة في رأسي لأخمس نقطة في قدمي. أتأمل في "شلوخه" الجميلة، فأقول أنه لا يمكن أن يكون هناك سوداني أكثر سودانية من الأستاذ محمود. فإن قسوة السودانيين في "التشليخ" طالته يوم كان طفلاً، ثم كانت قسوة الهوس التي ساقته للاستشهاد. مع ذلك، فقد برز كعلم في التجربة الإنسانية لا ضريب لها في التاريخ الإنساني برمته. جئني بإنسان واحد، عرفته أو قرأت عنه في التاريخ القديم والحديث والمعاصر، لاقى الموت بمثل ابتسامة الأستاذ محمود! فإن لم تستطع أن تأتيني بمثال، فإنني سأقول لك بأن شعباً لا ينجب مثل الأستاذ محمود لا بد أن يأتيه يوم سيتعلم فيه من الشعب السوداني!

    وقد كان الأستاذ بلا جدال، عند الجمهوريين على أيسر تقدير، أعظم سوداني، جسد كل الفضائل التي عرف بها الشعب السوداني عبر تاريخه الطويل. وكان الأستاذ كثيراً ما ينصحنا بأن نبتعد عن الأحكام القطعية. وقد كان كثيراً ما يستخدم كلمة "كأنه..." أو "كأنما..." موضحاً أن الحقيقة بين بين. فالأمور، كل الأمور، ليست دائماً كما تبدو، بما في ذلك حال الشعب السوداني. وعلى نفس المنوال فإني أرى "كأنك" تريد أن تقول لنا أن حقيقة الشعب السوداني بين بين. "فكأنك" تريد أن تقول أن الشعب السوداني شعب عظيم، ثار على حكومتين عسكريتين وجردهما من سطوة الدكتاتورية. ولكنه أيضاً نفس الشعب الذي وضع الطائفية في سدة الحكم. وهو نفس الشعب الذي انتج الظروف التي أدت لنمو ظاهرة الهوس الديني الماحقة. (أرجو ألا أكون قد تقولت عليك بأكثر مما يجب!)

    الشعب السوداني، دون أدنى شك، شعب مميز. ولكنه شعب في حالة مخاض. والمخاض حالة لا تخلو من عنف الطلق. ولا مخاض بدون دماء ودموع وألم، وصراخ. وتشكل الحرب الأهلية والتعذيب والدماء والدموع الناجمة عنها وعن اصطراع "وصراخ" القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية مجمل حالة المخاض هذه. والشعب السوداني، في تقديري، يتعلم أثناء حالة المخاض هذه. وهي، على الرغم من عسرها، ستنجب حالة فريدة في التاريخ، بعد أن يشتد بأمتناالطلق ويتنفس صبح الميلاد، كما بشرنا بذلك الأستاذ محمود محمد طه.
                  

02-13-2007, 05:53 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    عزيزي الأستاذ محجوب
    تحية طيبة
    ماقلته في الأستاذ محمود حق وهو يدخلك في زمرة المثقفين النادرين الذين أنصفوا الأستاذ ورأوا حقيقة اخلاصه وكفاحه من أجل سيادة وتطور هذا الشعب السوداني الذي أحبه .. لكن أعتقد أن هنالك ما يدعو لتعريف ماهية الشعب السوداني .. الشعب السوداني قطعا ليس هو هذه الثلل الصفوية التي تربت على أفكار مستوردة وممارسات تنظيمية فاسدة ومفسدة غطت على فطرتها فعاثت في الأرض فسادا وفي المواطنين البسطاء تقتيلا من أجل أن تظفر بكراسي الحكم وبقوت الشعب .. هؤلاء نسوا سودانيتهم ، بكل ماتحمل هذه الكلمة من معاني جسدتها هذه المقالات التي كتبها الآخرون عن شعب السودان: الكرم ، النخوة ، المروءة ، الشجاعة ، التعاطف والمحبة .. هؤلاء ياعزيزي دخيلون على هذا أخلاق الشعب السوداني بأفكارهم التي تبيح قتل الإنسان وتعذيبه وتجريده من كرامته من أجل تحقيق أهدافهم المعوجة .. ففكر الأخوان المسلمين المستورد من مصر فكر قائم على العنف من أساسه وقائم على فكر مغلوط للدين يستخدمه في استتغلال أعظم ماعند هذا الشعب - عاطفته الدينية - لتحقيق أهداف دنيوية - يقتل من دونها حتى رفقاء الدرب .. والفكر الوهابي المستورد أيضا لا يقل منه سوء في تشويه فطرة منتسبيه لدرجة تجعلهم يرون في مجتمعهم عدوا ماثلا وفي قيمه وأخلاقه القائمة على التسامح ساحة للحرب .. هؤلاء لم تنج من حروبهم حتى قباب الصالحين وقبور الأولياء .. وها أنت لابد ترى أثرهم هنا بيننا في هذا المنبر تكفيرا وتهريجا وجهلا نشطا لا يعرف الكلل ولا الراحة (لا يريح ولا يستريح) .. الأستاذ محمود فطن لهذا الإشكالية وقد خبر كيد هؤلاء المتهوسين وعنفهم وعرف مدى بعدهم من أخلاق الشعب السوداني فقال عنهم أنهم ليسوا بسودانيين .. هم كالنبت الغريب الذي لا يجلب الا الضرر .. ولكنهم مهما حاولوا أن يمسخوا الصورة الزاهية والحقيقية للشعب السوداني فلن يستطيعوا لأنها صورة متأصلة تمتد جذورها الى حضارات قديمة وصوفية متسامحة صبغت هذا الشعب بالطيبة والمحبة والتصالح المعروف به منذ القدم .. الحق أن الأستاذ محمود فرق أيضا بين الشعب السوداني وبين قادته الذي تولوا أمر حكمه منذ الأستقلال حيث قال (الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه أقزام) .. إن أردت أن تلتمس أصالة هذا الشعب فهي عند البسطاء في الأرياف وفي الأحياء الشعبية لا بين العمارات الشاهقة والفلل الفخمة التي بنيت من مال هذا الشعب الصابر المسكين .. ستجدها في رواكيب وأقداح الفقراء لا في صوالين وموائد المترفين .. الشعب السوداني خبره الأستاذ محمود وخبره تلاميذه حينما طافوا هذا الوطن الكبير ، مدينة مدينة ، وقرية قرية ، فلم يجدوا من بسطائه غير البشاشة والترحاب والأكرام الشديد المبالغ فيه ووجدت فكرتهم التفهم بل والإقبال الكبير عليها .. هذا شعب لم يطمس بصيرته زغل التحصيل ولم يشوش فطرته ادعاء المعرفة فعرف صدق الداعي وصدق الدعاة ..
    أنا أعلم أنه من الصعب أن يرى الشخص كل هذه المظالم التي ارتكبها أبناء هذا الشعب العاقين في حق أهليهم فلا ينسبها له ولكن أعلم أن سبب ذلك هو الأفكار الدخيلة والتربية السيئة التي تطمس البصائر وتبدل النفوس .. ومهما يكن فهذه الأفكار لن تفلح في تغيير معدن هذا الشعب ولابد أنك لاحظت أن "المشروع الحضاري" الذي حاول الاخوان المسلمون ونصراؤهم تغيير وجه الحياة السودانية به الى الأبد لم يصب غير الفشل الذريع بعد أن أبته فطرة الشعب ورفضته فطمنته مما اضطر أصحابه للتخلي عنه والرجوع الى المربع الذي بدأو منه ..
    وحتى من الناحية السياسية وبرغم فشل الأنطمة المتعاقبة على حكم السودان فإن الشعب السوداني هو الشعب الوحيد الذي خلع نظامين عسكريين بثورتين سلميتين لم يستخدم فيهما سلاحا أو عنفا .. وهذا من عبقريته ..
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 02-13-2007, 06:09 AM)

                  

02-14-2007, 07:47 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Omer Abdalla)

    وصلها بما منها ومل نحو حانها*** تجبك رجال نحوها ألفوا الهم
    ولا تسمع الأصوات إلا بسمعها*** فإنك إن تسمع بها تسمع الصم
                  

02-14-2007, 08:29 PM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Haydar Badawi Sadig)

    فى عيد الحب .. فوق ياأهل الحب ,
    والوئام .. والسلام .. والجمال !!
    كل عام وأنتم بألف خير وحب وسلام .

    مامون
                  

02-14-2007, 10:31 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    شكرا يا دكتور حيدر وشكرا يا مامون ـ يا حليلكم يا ناس الدوحة ـ حيدر دى هدية ليك وكلنا نوبة
    ----------
    قال النبى صلى الله عليه وسلم "من لم يكن له أخ فليتخذ أخا نوبيا

    السودان
    فى الكتب المقدسة
    امام محمد امام
    [email protected]

    بدأت في العقدين الماضيين محاولات بعض الباحثين والمؤرخين السودانيين في البحث عن جوانب تاريخية دينية مهمة غير معروفة عن بلادهم، وذلك من خلال الكتب المقدسة، فمن هؤلاء الباحثين البروفسور عبد العال عبد الله عثمان مدير جامعة جوبا الاسبق وأستاذ الجراحة في كليات الطب بالجامعات السودانية، الذي حاول في دراسته القيمة، التي اصدرها اخيراً في كتاب بعنوان «تاريخ السودان في ظلال الكتب المقدسة»، الربط بين الاحداث التاريخية والمواقع الجغرافية.

    فيستخلص الباحث من الحقائق التاريخية التي تشير الى ان بلاد النوبة (شمال السودان) اصبحت جزءا لا يتجزأ من مصر لفترة ستة قرون (1600 الى 1000ق.م)، ولقد بلغت الصلات قمتها في عهد الملك رمسيس الثاني (1301 ـ 1235ق م). وكان لمصر ثلاث عواصم في عهد الملك رمسيس الثاني، طيبة (الاقصر) في الوسط ثم مدينة رمسيس شمالاً في شرق الدلتا وكذلك ابو سمبل جنوبا في بلاد النوبة. ان معبد ابو سمبل الكبير هو المعبد الوحيد في بلاد النوبة الذي بني على ساحل النيل، كما تشير الآية الكريمة في قوله تعالى «ولقد مننا عليك مرة اخرى اذ اوحينا إلى أمك ما يوحى ان اقذفيه في التابوت فأقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتُصنَع على عيني»، الى ان تيار المياه المنحدرة من الجنوب الى الشمال هو الذي حمل التابوت الى منطقة الساحل لان كلمة (فليُلقه) تشير الى القوة المائية التي حملت التابوت. فلقد برهن الاعجاز الالهي ان سيدنا موسى عليه السلام ولد في بلاد النوبة ثم حمله اليم الى ساحل ابو سمبل. وهكذا شاءت العناية الالهية ان يلتقط آل فرعون موسى وجعل الله سبحانه وتعالى له محبة من آل فرعون حيث قالت زوجة رمسيس الثاني لزوجها «لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولداً».

    ويذهب الباحث الى ان هذه الالفة والمحبة التي وجدها في بيت رمسيس الثاني وبين عشيرته تنفي انتماءه او انتسابه لبني اسرائيل، وذلك لانه جاء من بلاد النوبة بينما بني اسرائيل كانوا موجودين في منطقة الدلتا التي جاءوا اليها من ارض كنعان. وفي حقيقة الامر ان اسم موسى اسم مصري وقد اثبته مونتي، وكذلك مسّى اسمان في قائمة الاشخاص في اللغة الهيروغلوفية لرانك، وكلمة موسى هو نقل لهذا الاسم في القرآن الكريم.

    ويخلص البروفسور عثمان الى ان هذه الدراسة هدفت الى تأصيل نسب سيدنا موسى، وأن الادلة تشير الى انه ليس يهوديا، وانما كان نوبياً، ويؤكد ان الحجة البالغة في ذلك تأتي من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح الباري (شرح صحيح البخاري)، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به فقال «موسى آدم طوال كأنه من رجال شنوءة» أيضا كتاب احاديث الانبياء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رأيت موسى وعيسى.. الى: وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال شنوءة». وكذلك في كتاب الايمان باب الاسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم الى السموات وفرض الصلوات عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مررت ليلة أُسري بي على موسى بن عمران عليه السلام، رجل آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة». كلمة آدم تعني سواد وسُمرة الجلد، ومن المعلوم أن بني اسرائيل من أبناء سام، وجلودهم بيضاء وليست سوداء، ولكن اليهود يزعمون ان الفلاشا الذين جلودهم سمراء تناسلوا من منليك الاول، وهو ابن سليمان من ملكة شيبا.

    وتطرق الباحث الى زواج سيدنا موسى، مؤكداً انتماءه الى اهل السودان، بانه قد تزوج امرأة كوشية اي مواطنة من شمال السودان تتحدث بلسان قومه (سمي السودان كوش في حقبة تاريخية معينة). ولو كان سيدنا موسى يهوديا لما استطاع ان يتزوج امرأة غير يهودية بأي حال من الاحوال، ومما يثبت ذلك ما جاء في الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد).

    وفي هذه الدراسة يذهب البروفسور عثمان الى ان لقمان الحكيم من اهل السودان، ويدلل على ذلك بان هنالك احاديث عديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشير الى ان لقمان من اهل السودان، فيقول «عندما قرأت سيرته في تفسير ابن كثير وجدت ذلك مؤكداً، وانا اؤكده زيادة على ذلك من ناحية صنعته، حيث كان نجاراً وهذا يعني انه كان يصنع المراكب التي تسافر بها الوفود على النيل بين الحضارة السودانية والحضارة المصرية..». وأوضح الباحث ان الرسول صلى الله عليه وسلم اشار في احد احاديثه الى الناس بأن يتخذوا السودان لأن فيه بلال والنجاشي ولقمان. وكذلك استشهد الباحث بقول النبي صلى الله عليه وسلم «من لم يكن له أخ فليتخذ أخاً نوبياً».

    ولم يكن الباحث هو الوحيد الذي اشار الى ان هجرة الصحابة الاولى الى الحبشة، كانت في حقيقة الامر هي هجرة الى السودان، اذ اشار الى ذلك كل من البروفسور عبد الله الطيب (شفاه الله) مدير جامعة الخرطوم الاسبق، والبروفسور حسن الفاتح قريب الله مدير جامعة أم درمان الاسلامية الاسبق، والبروفسور احمد علي الامام مدير جامعة القرآن الكريم الاسبق وغيرهم. يؤكد الباحث في دراسته ان الهجرة الاولى كانت الى سوبا، وهي براهين لا تقبل الشك، حيث اصبح هنالك حي بالمدينة يحمل اسم المسلمين عبر التاريخ، وكذلك وجود اللغة العربية كلغة اساسية في الحبشة، وكذلك في الجزء الجنوبي من بلاد النوبة المعروف بمملكة علوة وعاصمتها سوبا، واعتنقت هذه الدولة الديانة المسيحية. وأورد الباحث برهانا آخر، وهو سهولة الطريق بين جزيرة العرب وسوبا. وعليه فقد أنشئت مواني عديدة في اراضي السودان بحدوده الحالية. وان اول ميناء انشأه العرب سمي باضع وهي مشتقة من كلمة بضاعة.

    واورد الباحث ما ذكرته بعض الكتب التاريخية عن الهجرة الاولى للمسلمين، حيث قال الرواة: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب اصحابه من البلاء، قال لهم «لو خرجتم الى ارض الحبشة فان بها ملكا لا يظلم عنده احد، وهي ارض صدق يجعل الله لكم مخرجا مما انتم فيه». فخرجوا اليها متسللين سيرا على اقدامهم، حتى اتوا الشعيبة فاستأجروا لهم سفينة وعبروا بها الى الشاطئ الغربي الذي به بلاد الحبش اي السودان.

    ويجتهد الباحث في هذا الصدد قائلاً: «وأقول انهم عبروا الى ميناء باضع لانه يقع جنوبا بالنسبة للموانئ التي أسسها الاوروبيون للتعامل مع مملكة مروى ولانها اقرب الى مكة، ولقد أنشأها العرب، فهي اولى بالتعامل واني اجتهد وأقول ان الطريق من باضع يتجه غربا حيث يلتقي بنهر عطبرة، ثم يتبع نهر عطبرة حتى يلتقي بنهر النيل في منطقة الابواب ومنها يتجه جنوبا في نهر النيل حتى يصل الى منطقة الكدرو، وهي من اقدم المدن في تلك المنطقة.

    ولقد كانت هذه الدراسة محاولة جادة من البروفسور عثمان لابراز جوانب مهمة غير معروفة عن تاريخ السودان هدفت الى تأصيل هذا التاريخ من خلال الكتب المقدسة، لرسم حقائق غائبة في الخارطة السودانية. فالتاريخ لا يكتب بالأهواء ولكن يسطر بالحقائق والوقائع. فعليه نلاحظ ان البروفسور عثمان بذل جهداً مقدراً واجتهادا معتبرا في الربط بين الاحداث التاريخية والمواقع الجغرافية وصولا الى معرفة حقيقة «تاريخ السودان في ظلال الكتب المقدسة».




    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issue=8750&article=135547
    _________________
                  

02-15-2007, 03:08 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه، فالحب ديني وإيماني

    كل عام وأنت بخير!
                  

02-16-2007, 09:49 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم .. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان ، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية ، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن ، وحاجة الفرد إلى الحرية المطلقة ، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب .. ولا يهولن أحداً هذا القول ، لكون السودان جاهلاً ، خاملاً ، صغيراً ، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض ، بأسباب السماء ..


    محمود محمـد طـه
    جريدة الشعب
    27 يناير 1951م
                  

02-16-2007, 11:18 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    ابوسامر صديق من ارتريا الشقيقة جمعتنى به مهنة التاكسى وانا جديد حملت لى مشوار للمطار وحاولت ان انزل فى المكان المخصص لسيارات التاكى فى المطار حتى اعرف اللوائح المتبعة هنالك فدخلت و وجدت مجموعة كبيرة من التكاسة الوان وجنسيات مختلفة وشابات ايضآ فى مقتبل العمر اثيوبيات وبرازيليات فتوجهت صوب عربة الكترينغ لبيع الساندوتشات والمشروبات الخفيفة وفى تلك اللحظة اذا ابوسامر يتحدث معى بالامهرى لغة اخواننا الاثيوبين معتقدن انى من اثيوبيا لما احمله من شبه لاخواننا الاثيوبين، فتبسمت فى وجهه وقلت له انا من السودان، وكان معه شخص من اليمن يدعى احمد فانعقدت الدهشة على وجه ابوسامر، وفى اثناء تلك الحوار كنت اهم لكى ادفع ثمن الساندوتش اذا بأبوسامر يحلف ويقول لى الحساب مدفوع من دون اى مقدمات، وقاطعه احمد اليمنى وليش ما تدفع لى انا.. فكان رد ابوسامر هؤلا السودانيين انا عشت معهم فى السودان 15 سنة هؤلا شعب عظيم وكريم فمنذ ذلك الحين نشأت علاقة حميمة بينى وابوسامر فله زاكرة جميلة عن السودان والشئ الطريف له ابن اطلق عليه اسم عبدالله ولمدة سنة كنت اعتقد انه مسلم ، وبمرور الزمن اكتشفت انه مسيحى فسألته ماالسر فى تسميت ابنك بعبدالله، فقال لى تعرف يا سيف انا كنت فى بورتسودان اعمل مع واحد سودانى اسمه عبدالله وكان معظم اولاده فى الخليج فأنا كنت اعمل معه كسواق وقدم لى مساعدات كبيرة فى حياتى لذلك سميت عليه ابنى الكبير عبدالله.



    Dear Saif
    The quotation above made me remeber a
    funny story. One day on our way from Khartoum to Merawi for a business tour with some foreingers from England and Gemany
    who work in KFW organization, we stopped
    in Bayoudah desert to have lunch. Isurprised when I discoverd one of the women named
    her son Elfadil and the other one is James. I dared and asked her why this boy's name is Elfadil while the other is James? She laughed and said to me James was born in England but
    Elfadil was made in Sudan

    يوميات سائق تاكسى فى مدينة سان فرانسيسكو كاليفورنيا
                  

02-18-2007, 03:35 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    يرفع، في سبيل الله والحرية والإنسان!
                  

02-20-2007, 08:53 PM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الاخوة الكرام
    لكم التحية
    منعنى من التعقيب عليكم ضيق الوقت , مضافا اليه مزاحمة ابنى لى على الكمبيوتر, وهو لم يكمل اعوامه الاربع, لذلك ساحاول الاختصار
    سبق وان تناولنا موضوع (الثورات) فى حوار سابق مع الاخ د\ حيدر حيث ان هذا المصطلح كمفهوم وممارسة
    لاينطبق على واقع حالنا , فكل( ثوراتنا) لم تبدل نظم الحكم او منظومة القيم السائدة , بل الادهى بقاء الشخوص
    ذاتها
    ثانيا تمجيد الذات فى واقع اجتماعى ممزق وحروب ذات طابع قومى لا يخدم راهن حالنا بل يدعو للكسل الذهنى
    ويركن للمسلمات الجاهزة والتى من ضمنها ان اغتيال الاستاذ محمود كان تفيذا لمشئة الهية
    ثالثا اى نظام سياسى هو انعكاس لواقع اجتماعى او حصيلة واقع اجتماعى , لذلك لا يوجد شعب تحكمه ملائكة
    بغض النظر عن اختلال التمثيل او شموله لذلك الواقع
    رابعا ان يكون الاستاذ محمود – مننا وفينا – فدائما من رحم المعاناة يولد الانبياء والمصلحيين والقادة , وكما يقال
    ان الضغوط المكثفة تحول الفحم الى ماس , ولعل ذلك يلقى علينا حمل ثقيل يتطلب عمل مضنى لوصل تراث
    الاستاذ , الذى يعد حصيلة تراث متاصل قّدر للاستاذ ان يكون المعبر عنه والممثل له , براهننا الحالى .
    كما ان جوهر او لب الاشكال فى ان يكون الاستاذ ابن هذا الشعب وتصبح ذكرى اغتياله مناسبة للتشفى
    دعك من الحكومات ماهو دور المثقفين فى مجتمعنا المثالى الذى يفترض ان ينتج مثقفيين غير اعتياديين؟
    فى مرحلة الدراسة الثانوية اعارنى صديق كتاب به مجموعة مقالات متفرقة , ومازال عالق بذهنى مقال عن
    ماهى العظمة؟ يسرد المقال بعض التعريفات وينفى عنها صفة العظمة كالمال الذى يمكن يجمعه العصامى او
    يتحصل عليه محتال, او الشهرة حيث يشتهر اهل العلم وكذلك عتاة المجرمين والمؤمسات, ويختتم مقاله بتحديد
    مفهوم العظمة بتحمل المسؤلية , ويتدرج بها من العامل البسيط الذى يكدح ليظل الموقد فى بيته مشتعلا, الى من
    يدافعون عن قطاع عريض من البشر . وشبههم بالانبياء
    وفى ظنى ان انبياء هذا العصر هم اناس عاديون من امثال فقيدنا الاستاذ محمود لكن اين رصفائه فى مجتمعنا ؟
    اين نحن من صحفى على شاكلة سيمون هرش الذى فضح انتهاكات وزارة الدفاع الامريكية , من يماثل روبرت
    فسك الذى يسهم بشكل ايجابى فى تصحيح الفهم للواقع المعقد للقضية الفلسطينية من خلال الكتابة والقاء المحاضرات
    فى قارات العالم الخمس , دعنا من هؤلاء انتم فى الولايات المتحدة , واكيد قد سمعتم بالفتنانت / شارلز سوفت الذى
    كلفته وزارة الدفاع كممثل للدفاع امام القضاء العسكرى
    عن اليمنى سليم احمد حمدان , سائق بن لادن, الذى تحدى القضاء العسكرى ووزارة الدفاع بقيادة زائع الصيت
    رامسفيلد , فى المحكمة الدستورية العليا حيث حكمت لمصلحة موكله , اين نحن من الناشطيين لحقوق مزراعى
    البن فى اثيوبيا ومنتجى الكوكا فى غانا الذين هم افراد عاديون لكن حسهم الانسانى لايحده عرق او دين او لسان
    فنتيجة لجهودهم عدلت الشركات من اسعار شراها والتزمت بالصرف على الخدمات الاساسية من تعليم وصحة
    ومرافق خدمية فى مناطق المزراعيين .واخيرا تذكرت الحكومة الاثوبية ان لها منتج عالمى يفترض ان تطالب
    بحقوق الماركة المسجلة!!!!!!
    عذرا لقد فشلت كل محاولات الاغراء والترغيب والهرش , وجاء صاحب الكمبيوتر لازم اغادر
    ولى عودة
                  

02-20-2007, 10:08 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: MAHJOOP ALI)


    الاخ محجوب ـ شكرا على المرور قد اتفق معك فى كثير ولكن مع ذلك فى التفاصيل نظر ولا يزال عندى هم ملح الارض
    --------------

    فى مجلة المجلة العدد 1070 بتاريخ 13-19 أغسطس 2000 كتب د. جعفر عباس مقالا بعنوان "ما أروعنا نحن الأزوال" يمكننى أن أنقل منه بتصرف بعض المقتطفات:
    رغم شسوع أرض السودان الاّ أن لدى إنطباعا، ولدى غيرى، بأن جميع أهل السودان يتعارفون، وبالفعل لا أذكر أنى ألتقيت بسودانى أول مرة دون أن أكتشف وشيجة ما تربطنى به!!
    بالدوحة فى حوالى العام 1993 وفى بهو فندق فخيم تقدمت منى إمرأة سمراء معرفة نفسها بأنها من السفارة الأمريكية وأنها منذ أن قدمت الى منطقة الشرق الأوسط تجد نفسها منجذبة نحو السودانيين لأنها وجدتهم متميزين من نواح كثيرة!! أول مرة إلتقيت فيها سودانى - والحديث للسيدة - كان أوائل السبعينات وأنا بعد طالبة جامعية، ففى فندق بالبحرين إلتقيت مدير الفندق، وهو سودانى، وبعد عدد من الأسئلة علم أننى لم أتصل بأهلى لأطمئنهم علىّ، إنفجر فى وجهى قائلا: الا تدركين أنهم سيكونون فى قلق عليك؟؟ ثم أتصل بأهلى وناولنى السماعة لكيما أطمئنهم بنفسى، وطوال وجودى فى البحرين كان ذلك السودانى والدى بالوكالة وعندما أعلنت عن رغبتى فى التوجه الى الكويت، أجرى اتصالا بسودانى يقيم هناك وكان ذلك الشخص فى المطار ولم يعطنى أى فرصة لأقرر أين سأقيم بل أصطحبنى مباشرة لمنزله وقدمنى لزوجته وأولاده ... ثم استطردت قائلة أنها فقدت الإتصال بذينك الشخصين منذ 15 عاما، فقلت لها هل تذكرين إبنه إبراهيم وبنته مها؟؟ ففوجئت جدا كيف عرفت فطمأنتها وقلت لها هو ببساطة عم زوجتى ... فعلا أمرنا نحن أهل السودان محيّر!! - إنتهى النقل بتصرف لا يخل بالمعنى
                  

02-21-2007, 09:00 AM

Randa Hatim

تاريخ التسجيل: 05-15-2006
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    لى صديقة اردنيه حيث كنت اعمل قبل انتقالى لهذه الوظيفه .. هى لا تعشق السودانيين فحسب بل تنتمى اليهم وتحاول جاهده ان تتحدث لهجتنا ... حينما نتحدث سويا تصر على ان يكون الحوار باللهجه السودانيه وفى المنزل مع زوجها ايضا تحاول اقحامه فى هذه المساله ... كانت تتصل مرات عديده لتسالنى عن كلمه سقطت من ذاكرتها فى معرض حديثها مع زوجها عن السودان " "كلمة قطه بالسودانى شو " " كديسه" ومره "كلمة مقلايه بالسودانى" "طوه" وهكذا ... هى تحب السودان واهله لصدقهم وتوادهم وتواصلهم حينما تاتى مناسبة عيد تقول لى "يا بختك كم اسره ح تزوركم" تحمد لنا ترابطنا ونواصلنا .. كما انها تتابع هذا المنبر باهتمام شديد ... فعلا السودانيين خلقوا من طينة عجنت بالموده والرحمه والترابط الاجتماعى ... فنحن رغم المشادات والمهاترات التى نراها.... فى الحاره اخوان وبنسندبعض ..

    لك التحايا
                  

02-21-2007, 09:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    شكرا اخت رندا حاتم على المرور والاضافة الثرة ـ حكى لى دكتور صلاح موسي ان زميلا لهم مصرى الجنسية مهندس بالرياض اصبح فجأة يلبس جلابية وعمة سودانية فلما سألوه عن السبب قال لأنه رأى النبى الكريم عليه السلام فى المنام يلبس كذلك ـ قال لى ان بعض غير السودانيين الذين يعملون فى المناطق الخلوية بالسعودية يلبسونها لأنهم يضمنون ان سودانيا سيتوقف لهم على الطريق العام ويقلهم لوجهتهم
    ------------

    أجرى تلفزيون قطر مساء أمس الثلاثاء 12 يوليو 2006 لقاءا بالطفل السودانى النابغة مرسى – أربع سنوات – كذلك إهتمت بعض الصحف القطرية والمنتديات الأثيرية بتلك الظاهرة.
    http://www.drmoiz.com/phpBB2/viewtopic.php?p=143399&sid...6c0e56913b3c327586a4

    لفت نظرى أيضا فى صحف المنطقة الخليجية ومنتدياتها وبخاصة المملكة العربية السعودية كثير من التهانى والتعليقات بتبؤ الكثير من الطلاب السودانيين للمراكز الأولى بالمدارس. أرفق هنا ما نشرت صجيفة الوطن القطرية عن فاطمة دالى:
    مدرسة الشرق الأوسط الدولية تخرج الدفعة السابعة من طلابها

    الدوحة - الوطن

    احتلفت مدرسة الشرق الاوسط الدولية بتخريج الدفعة السابعة من طلبتها للشهادة التوجيهية بحضور نخبة من أولياء الأمور والطلبة وبحضور السيد أنطوني جونز ممثل المركز الثقافي البريطاني بالدوحة وذلك بالنادي الدبلوماسي. وقد حضر الحفل السيد سالم راشد ثاني المهندي رئيس مجلس ادارة المدرسة والسيد مارتن تايلور مدير المدرسة والسيدة هيلين ويلر نائبة مدير المدرسة.

    وقد تم منح ثلاث منح مدرسية للطالب المتميز من كل مرحلة نظرا لتحصيلهم العلمي وأخلاقهم الحميدة وتشجيعا من قبل السيد سالم المهندي لهم وقد فاز كل من الطالب فيصل مير رزوان للمرحلة الابتدائية الطالبة دانا عبدالله شوا للمرحلة المتوسطة والطالبة فاطمة المصطفى للمرحلة الثانوية. :

    http://www.al-watan.com/data/20060710/index.asp?content=local6#2


    وهذا خبر آخر عن نكريم الرئيس بوش لطالب سودانى وسبق أن فاز عالم سودانى شاب بجائزة الرئيس الأمريكى للعلماء الشباب
    --------



    كرم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بواشنطن الطفل السوداني إسماعيل محمد وقيع الله لتفوقه الأكاديمي ، وذلك ضمن برنامج الرئيس لمكافأة المتميزين على مستوى المدارس الأمريكية . وتمثل التكريم بتوقيع الرئيس على شهادة تقدير سلمت للطفل إسماعيل ، وقد بدا إسماعيل منذ دخوله المدرسة يشق طريقه متحصلا على علامات مرتفعة في امتحانات واختبارات جميع المواد الدراسية و ،وقد جاء هذا التكريم تشجيعا للطفل النابغة الذي بدا عليه النبوغ منذ بواكير عمره، حيث نال من قبل شهادة تقدير المتفوقين في

    الرياضيات على المستوى الفيدرالي و عدد من شهادات التقدير الأخرى. لفت نظر معلميه بتملك ناصية اللغة الإنجليزية ،التي فاق بحذقها 90% من بني جلدتها من الأطفال ،فاعتبر مؤشرا للتفوق أثبته اختبار الذكاء الذي عرض له فيما بعد . يعيش الفتى إسماعيل مع والديه بالولايات المتحدة ،ويحلم بالعودة إلى بلده السودان في رحاب حياة ريفية مخضرة .
    بوش يكرم طفلاً سودانياً
                  

02-23-2007, 05:17 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    اخبرني يوم سائح فرنسي التقيته في صنعاء في اوائل التسعينات انه زار السودان واخبرني انه عندما يدخل حدود السودان من اي جهة الشمال الشرق الغرب الجنوب...يعرف انه دخل السودان من القيمة السلوكية التي تتجلى في الانسان من كرم واخلاق رفيعة المستوى في التعامل مع ضيوف السودان والغرباء..وادهشتني هذه الملاحظة حتى كررها عراقيون دخلو السودان قادمين من ليبيا وجاءوا لي اليمن فرار من جحيم البعث العراقي ورددو على مسامعنا في قطاع التعليم هنا في اليمن(السودانيين خوش اوادم)) وشرحو لنا كيف اكرمتهم القبائل في دارفور وكردفان )...ومن يومها بدات افكر في (((نظرية المجال الروحي))) الذى يحيط بالسودان في شكله الحالي وعجز كافة الادوات الاستعمارية على تفكيكه طيلة الحقب الماضية وبكل وسائلها المريبة بما في ذلك انفلونزا الطيور/الاخوان المسلمين الان وتوجعهم الحضاري..ولكني اتسال الان...هل ضاقت الفكرة ام ضاق الوطن ؟



    شعر/جعفر اسماعيل*

    السودان



    يا وطن المحجوب والمجذوب والمهدي والقرشي والبطل البجاوي العنيف
    وأخي الفدا عبد اللطيف
    والله يا وطن المصاحف والروايات التلاوات المناقب والغطاريف الشيوخ اولي الطريق
    والله انك بين كل بلاد ارض الله فردي المكان
    لا يحصرن الصدر منك ولا يضيق
    لا يحزننك فج ما تلقي من التجريح والقول القبيح
    والله انك لن تذل ولن تهان
    ولن يهان مجيد شعبك من علي مصحفي ذي إباء
    مليون ميل لن يروح صدى اساءتها هباء
    مليون ميل كل ميل صولة بالعز راسخة الصروح
    مليون ميل كلها تحكي بسالة شعبها الحر المريد
    مليون ميل كل ميل فيه سر لا يباح
    فيه خمر الروح خادرة علي مر الزمان
    ما احيلاها معتقة بصدر رجالها الأفزاز لا صدر الدنان
    مليون ميل كل ميل فيه آلاف الخلاوي
    كلها صوت بذكر الله جنح الليل داوي
    وابتهالات وحيران وقران وتهليل سماوي
    يا حزن مليون من المليون في الأعماق من يأسو أساي؟ ومن يداوي؟
    مليون ميل كل ميل فيه آلاف المأذن لالات كالجمان
    كل مئذنة تواشيح موطأة النشيد
    كل مئذنة لسان صادح في الناس يدعو للفلاح
    كل مئذنة دعاء موغل كالرمح في كبد السماء
    والله يا وطن المضامين العميقة والمعاني
    لأنت في خلجاتنا وشم لما نبكي عليه وما نعاني
    ولأنت حشو الروح ما نصب الفؤاد وما استراح
    مليون ميل كل وادي في صحاريها مآثر ليس تحصيها المتون ولا الشروح
    أي تل أي نهر أي مرعي في بواديها الحسان
    أي شبر فيه دفق من نجيع من شهيد
    مليون ميل كل ميل فيه محراث وفلاح صبور
    فيه خصب فيه زرع فيه رزق من كريم في السماء
    فيه تذكرة وموعظة وتاريخ له نبض وروح
    فيه فتح من مريد
    مليون ميل لن تروح سدي اساءتها وادراج الرياح
    يا عطف قلبي للنفوس المجدبات الخاليات من الحياء
    ما أتعس الإنسان ما في نفسه قاض يدين ولا مخيف
    حتما ستبدو نفسه في مثل مومات يأف بها بجنح الليل ريح
    جرداء تسكنها الخيالات المريعة لا تفارقها وتعمرها الجنان
    حتما ستبدو مثل تلك الأنفس الجدب المليئة بازدراء
    تلك التي نفشت على كل الدروب تسب اعلى الناس منزلة وأصبرهم على مر البلاء
    تلك التي أنقادت لذي غرض مريج
    هو قصد إيغار الصدور بكل نبش لا يريج
    هو ذلك الحسد البغيض على متاع زائل فان قليل
    وأن يذل وأن يهان
    وأن يضام وأن يساء
    وأن يفخ له السبيل
    حتى يضيق له المقام بها فيبتدر الخروج
    هو أن يضار أخو التفاني والوفاء
    الندب صمام الأمان
    المخلص البر الشفيق
    المدهش الباني لكل جمال صرح في الجزيرة والخليج
    العالم الحذق الأصيل
    الأسمر الفنان ازميل الجمال الأستوائي الظليل
    السائس المهر اللطيف
    الحر ابن الحر أستاذ الشعوب محرر الجهلاء من جب الجهالة للهواء
    الأسود الحجر الجرانيت الجميل
    الواثق السبط الجنان
    من جاء من رحم الوجود مبرا الوجدان من كلف ومختوم النقاء
    ولا زورديا شفيف
    ما جاء ذا شوه خديج
    الوادع العف النبيل
    العابد الورع الرقيق
    الماجد الفرد المزان
    بكل مكرمة به طبع وعند الناس مين وادعاء
    ماذا ساكتب يا ترى عن ذلك الظل الكثيف
    عن ذلك الظل الشتائم والفضائح واللعان
    عن ذلك الممتد من عمق المكاتب والمناضد للشوارع والرصيف
    وسخ الصحافة والجرائد والقراطيس التي
    نضحت على عورات أهليها دماء العار والكذب المخيف
    حسبي أقول لها بأن كرامة الإنسان قيمته . وقيمته لسان
    هو كنهه . ما إن يعف سما به نجما على سهب السماء
    فضاء في ابد الزمان
    وإن أسمى السمت بين الناس سيماء الحياء
    أنه معني إلهي سماوي رواء
    أنه الق شفيف
    بل رحيق من مجاج الروح يبزغ في لطيف
    وأن طيب القول غاسول الجنان
    أنه الإكسير يقتحم المخيف
    فيستحيل إلي أمان
    يا أهيل العز مذ خفقت له في الأرض ألوية تهفهف للإغارة
    زجلا تهر طق في الهواء
    صبرا على هذا البلاء
    صبرا طباق السبعة الأرضين تعزية وما تحوي عزائي
    يا أهيل العاديات على امتداد الغاب والصحراء في عتم الدجن
    لعلاك تحجل حين تدلج في مجاهيل البرية يا وطن
    لعلاك يا وطن الحضارة
    لولاء وجهك أي هذا المؤتمن
    من غير وجهك للولاء ؟
    إلاك يا وطن البشارة
    لا تحزن
    أنا إذا ما الحزن جن
    وغردت فينا بلابل زاد صادحها وباغمها نشيج من شجن
    كنا الرواسي من جبال الأرض أوتاد المحن
    أنا أناس طيبون وصالحون ولن تقيمنا إساءات الزمن
    ********
    شاعر من بربر ومن جيل الثمانينات/خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم /قسم اللغة العربية


    السودان.....هنا بدات الحضارة
                  

02-24-2007, 10:21 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)



    الاخ العزيز عبدالله
    تحية طيبة
    كنت في الاعدادي في مدينة بربر..ودعاني صديق له اخ شقيق فقط للغداء واذكر اني عندما ذهبت لبيتهم...طفقت اقرع باب النساء...وصادف ان مر رجل مسن وقال لي
    1- يا ابني دق باب الرجال...البيت ما بدخلو بيجاي

    وهذه القيمة الاخلاقية انحفرت في ذاكرتي حتى اليوم والتزمتها..لان السودانيين كانو يعظمون حرمة العرض والنساء وصممو بيوتهم على هذا النحو
    باب الرجال وباب النسوان
    .................
    عندما عاد الاخ سيد الي اليمن بعد وفاة شقيقه فوجيء بجوزيف المسيحي يشيل معاه الفاتحة..وانظر واعتبر...المسحيين في السودان يؤادون طقوس اسلامية دون حرج
    ...................
    سنة 1988 في الفيضان
    انقطع قطر حلفا في العبيدية
    وقطر كريمة في شندي
    قام سكان المدينتين بالطعام المسافرين والذبح لهم ثلاث ايام حتى تم اصلاح السلكة حديد

    الان نخلص الاتي من قيم المجتمع السوداني
    1- الحياء عن محارم الاخرين
    2-العزاء
    3- الكرم
                  

02-25-2007, 05:08 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    أرفع صوتك هيبة وجبرة،
    وخلي جراح أولادك تبرا
                  

02-26-2007, 05:33 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)



    د. عمر القراي
    --------
    ســــــلام على يونــــس الدســــــوقي قي العالمـــــــين!!
    رجل فقير، نزيه، عف اللسان، مستقيم الخلق، ينضح إباءً وشمما، مثقف يدمن الإطلاع، ويطرب للحوار، في عينيه حزن دفين، تراه فلا تخطئ في ملامحه هموم الوطن ومعاناته، إذا حدثك وددت لو انه لا يصمت، وإذا انصت إليك تمنيت لو انه ينطق بكلمة!! كان جلَّ وقته مقسماً بين الجلوس، في كرسي قديم، داخل كشك ملئ بالكتب والمجلات، في وسط سوق مدينة كوستي في الستينيات، وقد كتب عليه بطلاء باهت «مكتبة الفكر».. وبين المعتقل الذي ما يكاد يخرج منه، حتى يدخله من جديد، باعتباره من أهم قادة الحزب الشيوعي السوداني، في المدينة، بل وعلى نطاق السودان.. ثم الوقت الذي يقضيه في المحاضرات، والندوات، وجلسات الحوار، بمنزل صديقه الاستاذ محمود محمد طه بحي المرابيع.. تلك باختصار كانت الحياة الثرة، التي عاشها العم يونس الدسوقي، والتي لم يمل تكرار الحديث عنها، حتى آخر أيامه..
    لقد كان يونس الدسوقي مثقفاً عتيداً، تخرّج من مدرسة الكادر، يناقش في الديالكتيك، والمادية التاريخية، ويقرأ بنهم لكافة المدارس الفكرية والأدبية، ويحفظ نهج البلاغة، والمتنبي، وابوتمام والبحتري، ومقاطع من الأدب العالمي، عن ظهر قلب!! ويحاور زبائن مكتبته في ما يشترون من كتب ومجلات..
    أول مرة سمعت عن عم يونس الدسوقي، كانت من الاستاذ محمود.. قال: «لما كنا في كوستي كان من ضمن الناس البزورونا، شيخ فلان (ذكر الاستاذ الاسم ولكني لا اذكره الآن).. وكان القاضي الشرعي، وإمام الجامع الكبير، وبرضو اظنو المأذون.. يقعد معاي مرات ساعة أو ساعتين، ما يتكلم الا عن تأخر العلاوة، وكيف انو جماعتو في الشؤون الدينية، منعوا عنو الترقية.. بعدين تلقاه يتكلم عن الغلاء، وزيادة سعر اللحم، والسكر وكدا.. بعد شوية يجي صاحبنا يونس الدسوقي، راجل اغبش، وشيوعي معروف، ودائماً يعتقل، أول ما يقعد أسالو عن حالته، طوالي يبدأ يتكلم عن وضع البلد، واخطاء سياسات حكومة ناس عبود.. وكيف الناس تعبانة والوضع في الجنوب متأزم.. وتشعر انو يتحسر على الفقراء، ويتألم لحالة المعدمين، )ثم ابتسم وقال) رجل الدين مشغول بي علاوته، والشيوعي مشغول بحال الناس!!».
    قبل أن أقابل عم يونس في القاهرة، حيث استقر حين هجر السودان، حدثني الأخ د. صلاح الزين بأن عم يونس، قابل مجموعة من المثقفين السودانيين، فنقد لهم، موقف المثقفين من محاكمة الاستاذ محمود واغتياله.. وحدثهم كيف أن الاستاذ حين واجه المحكمة، كان يعبر عن ضمير الشعب السوداني، ولم يكن يعبر عن فكرته، التي يختلفون معه حولها.. ولهذا لم يكن يستحق منهم هذا الخزلان.. ثم أخذ يحدثهم عن سيرة الاستاذ محمود حتى بكوا جميعاً!!
    عندما زرت عم يونس الدسوقي، في الفندق الصغير، الذي كان يقيم فيه بالقرب من ميدان رمسيس، في وسط القاهرة، في منتصف التسعينيات، وعرفته بنفسي بادرني قائلاً: وين جمعة حسن؟! أخبرته أنه في أمدرمان. فقال: جمعة دا كان طالب في المدرسة الصناعية، في كوستي لما دخل معانا في الحزب الشيوعي.. وكان طاقة عجيبة، يمكن يساوي عشرة من زملاهو.. قام غاب عننا زي سنة كدا، لقيتو شايل كتب الجمهوريين يبيع فيها!! قلت ليهو: يا جمعة الحكاية شنو؟ مالك خليتنا وبقيت مع الجمهوريين؟! قال لي: يا عم يونس انا والله بحترمكم.. لكن اليقين الشفتو في عيون الاستاذ محمود، ما شوفتو في غيرو.. قلت ليهو: صدقت يا ولدي.. صدقت!!
    دعوت العم يونس في شقتنا بحي النصر، وحضر عدد من الاصدقاء، وطلبوا منه ان يحدثهم عن حركة النضال الوطني، حين كان ناشطاً فيها، في الخمسينيات والستينيات.. فتحدث قليلاً عن نشأة مؤتمر الخريجين، وبدايات الاحزاب السياسية، ومواجهة الحزب الشيوعي لنظام عبود.. ثم آثر ان يتحدث عن الموضوع، الذي يعشقه، ولا يمل الحديث فيه، وهو سيرة الاستاذ محمود فقال: «محمود كان شغال في المشاريع، بتاعة النيل الابيض، هو مساح شاطر، لكن أشتهر أكثر، بانو برضو أمين، ودقيق، بصورة ما طبيعية.. الملاك كانوا ما بدو غيرو شغل الا ما يلقوه.. كان يقضي ثلاثة، اربعة شهور، في المشاريع، وبعدين يجي كوستي، كان يجيب معاه حصيلة عمله حوالى خمسة آلاف جنيه!! ودا كان مبلغ خرافي.. اذا كان قاضي المديرية كانت ماهيته ثلاثين جنيها.. في غرفتو بتاعة بيتو الفي المرابيع، كان عندو تربيزة، بتاعة حديد يخت فيها القروش ديك كلها.. ومن الصباح للمسا الناس داخلين وما رقين.. نسوان ورجال ما عندهم شغلة بالندوة ولا النقاش البكون داير.. كل واحد منهم، يوسوس مع محمود، فيقوم يأشر ليهو على التربيزة، يمشي يشيل المبلغ الطلبو ويمرق!! المسألة دي تستمر لغاية ما القروش تكمل.. لا عندو خزنة ولا جزلان!! الناس ديل، فيهم واحدين بكفرو محمود، ويسبوه في غيابو ولما يجي، يجوا يشيلو منو قروش!! مرة واحد كان حاضر الحكاية دي، خلى الراجل شال الفي النصيب ومرق.. قام قال لي الاستاذ محمود، الزول دا بقول عنك كلام ما كويس.. وكان داير يشرح، محمود قام وقفو طوالي، وقال ليهو: أنا ما بهمني رأيو فيني شنو.. لكن بهمني رأيي أنا فيهو شنو.. ورأيي انو بستحق المساعدة!! يقولو ليك في كتب الادب، فلان كان كالريح المرسلة، عليّ الطلاق محمود محمد طه، أجود من الريح المرسلة.. والمشاكل الكان بحلها لي ناس كوستي، والقرى الحولها، يمين وزارة الشؤون الاجتماعية ما تحلها!!»
    لقد كنا نحاول أن يستريح عم يونس من الكلام قليلاً، فنعطيه ماء او شاي، ولكنه كان يرشف رشفة، ثم يواصل حديثه.. قال: مرة محمود جاني في المكتبة، وطلب مني كتاب ما بذّكر اسمو هسع.. لكن قال وهو دايرو، عشان يعرف منو اسم الفرعون، الكان مع سيدنا موسى.. اتصلت بي سودان بوكشوب في الخرطوم، ما وجدنا الكتاب.. قمت رسلت لي مكتبة في بيروت.. بعد أيام ارسلو الكتاب، عن طريق بنك باركليز، والجماعة اتصلو بي في المكتبة، عشان استلم الكتاب واسدد ثمنه، لكن التكلفة ما كانت عندي.. مر عليّ محمود كلمتو، برضو ما كان عندو.. وهي التكلفة كانت عشرة جنيه!! قلت لمحمود طيب نعمل كيف؟! قال: خلي البنك يرجعو!! بعد ما مشى، جاني القاضي المقيم، وكان الوقت داك عبد العزيز شدّو، حكيت ليهو القصة.. طوالي اتصل بمدير البنك، وقال ليهو من المبلغ العندكم باسم القاضي المقيم، اخصم عشرة جنيه، وارسل الكتاب لمكتبة الفكر.. بكرة لما محمود جا قلت ليهو: بالله دي حالة دي.. لا انا ولا انت عندنا عشرة جنيه، والمغفلين ديل عندهم مئات الجنيهات، واشرت الى بعض التجار. فقال: ما كفاية عليهم انهم مغفلين، كمان داير يكونوا فقرا!! مرة كنت مفلس حق قفة الملاح ما عندي، وقاعد في الكشك ما عارف اعمل شنو، قام جا محمود.. قلت ليهو: يا استاذ انا تعبت من الفقر أعمل شنو؟! قال لي: كلم الله. قلت ليهو أكلمو كيف، وأقول ليهو شنو؟ قال لي: اطلع برا الكشك وارفع بصرك للسماء وقول: «رب اني لما انزلت الى من خير فقير» وصمت عم يونس ثم أردف: يا سلام يا محمود!! وعاجل دمعة، طفرت رغماً عنه، من مؤخرة عينه، بمنديل كان يحمله في يده، ثم راح في صمت وقور. صمتنا كلنا لدقائق، حتى خرج عم يونس من حالة الحزن، التي احتلت مشاعره.. فسأله احد الحاضرين: وعملت كدا يا عم يونس؟! قال : والله يا ولدي عملتها ، وكان ما محمود ما بعملها .. وفعلاً في نفس اليوم، جاتني بيعة كتب، وكراسات للضهاري، يمكن حصَّلت قريب الثلاثين جنيها!!
    سأله أحد الحاضرين: انت يا عم يونس اكتر حاجة عجبتك في الاستاذ محمود شنو؟! صمت للحظة، وكأنه يفكر بعمق، ثم قال: الخلاني موله بحب محمود، مقدرته غير العادية على اشعار كل انسان بي قيمتو الانسانية.. بعاملك على اساس إنك حر، ويحترمك، مهما اختلفت معاه!! أنا ما كنت بفوت محاضرة، ولا ندوة، ولا حتى جلسة داخلية للجمهوريين.. وكان محمود يعرّفني، بقولو دا يونس الدسوقي صديقنا، وحتى مرة قالها في محاضرة عامة.. مع دا كلو، ما حصل محمود قال لي انت شيوعي ليه.. ولا حصل قال لي ابقى معانا جمهوري!! مرة واحد مولانا اسمو شيخ عبد الله، كان قاعد معانا، وقال لمحمود: يونس صاحبك دا ما عندو دين.. قام محمود قال لي: انت دينك شنو يا يونس؟! قلت ليهو: انا ديني حب البروليتاريا!! مولانا قال: اعوذ بالله، أعوذ بالله.. فقام محمود قال: الله دينو محبة الأحياء والأشياء.. الله خلق الوجود بالمحبة. مولانا قال: لا يا استاذ.. الله خلق الوجود بقوله كن فيكون!! محمود قال ليهو: يعني بالإرادة يا مولانا؟! شيخ عبد الله قال: ايوة. محمود قال ليهو: الشيخ العبيد ود بدر قال الارادة ريدة.. يعني محبة!! فسكت مولانا.
    وواصل عم يونس: في واحد من اصحاب المشاريع، بعرف الاستاذ محمود حق المعرفة، وتعامل معاه كتير.. وكان يجي يكلمني عن اخلاقو ومعاملتو بإعجاب شديد.. مشى الحج وجا بقى من جماعة الاخوان المسلمين!! يوم جاني في المكتبة قال لي: قالو صاحبك ما بصلي!! قلت ليهو: انت رايك شنو في اخلاق محمود؟ قال لي: ما فيها كلام.. قلت ليهو: ومعاملتو للناس؟ قال لي: اصلو ما شفنا زول زيو.. قلت ليهو: طيب ياخي اذا كان الزول، ممكن يكون زي محمود دا بدون صلاة، وبدون دين، الدين لزومو شنو؟! قال لي: انت بتقول كدا عشان شيوعي. قلت ليهو خليني انا، النبي ذاتو ما قال الدين المعاملة؟ فسكت. لما نقلت النقاش دا لي محمود، قال لي: هم الناس ديل ما عندهم حاجة.. لكن انتو المثقفين، انسحبتو من ميدان الدين، وتركتوه ليهم يتحكمو فيهو..
    وواصل عم يونس: انا مرة اعتقلت بواسطة البوليس السري، وختوني في سجن كوستي.. ونحنا معروف عندنا، لما واحد يعتقل، ما في زول بسأل عنو ولا يزورو، عشان ما ندي فرصة لاخذ معلومات.. يوم الشاويش قال لي عندك زيارة.. قلت يارب المغفل الزارني دا منو، يمكن يكون واحد من اهلنا الشايقية، جا من البلد، وما عارف الحاصل.. لما مشيت مكتب القمندان، لقيتو دا الاستاذ محمود!! قال لي: انا كنت في المشاريع، واول ما جيت كوستي، عرفت انك معتقل، قلت اشوفك . قلت ليهو: يا استاذ نحن ما دايرين زيارات، عشان البوليس السري، ما يقوم يدخلكم في مشكلة. ابتسم وقال: انت الخوف العندك دا، داير تنقلوا لي أنا؟! قلت ليهو: يا استاذ قالو من خاف سلم. ضحك وقال: هي سلم نفسها معناها شنو، غير السلامة من الخوف؟! ولما طلعت من المعتقل، بعد كم شهر، لقيت ناس البيت عاملين كرامة وضابحين، وعازمين الناس.. وانا عارف انهم ما عندهم حاجة.. قلت ليهم محمود محمد طه جاكم هنا؟! قالو: لا.. وانو القروش أداهم ليها واحد اسمو ابراهيم عبيد.. لما قابلتو بعد كم يوم في السوق، وسألتو، قال لي القروش، رسلها معاهو محمود من الرنك، وقال ليهو اديها أسرة يونس الدسوقي، ولما وصل صادف قبل يوم، من خروجي من المعتقل..
    قال لي عم يونس: ان شاء الله نرجع السودان، عشان اعرفك بي ناس، معرفتهم تطرب.. وذكر اسماء منها الاستاذ عبد الكريم ميرغني.. ورجع عم يونس الى السودان قبلي، وحين رجعت كان همي، ان اعرف مكان اقامته لازوره.. ولم يقدر الله لي لقاءه، فتوفي قبل ان اقابله.. لقد كان سر اعجابنا جميعاً، بالعم يونس الدسوقي، هو مقدرته الفائقة، على تحقيق قولة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. لقد كان باذلاً لنفسه من أجل الحزب، ومن اجل البلد، ولم يظفر بكلمة ثناء، او اعانة على مصائب الدهر من كليهما.. عاش حر الرأي، شجاع الكلمة، شديد الانضباط، متعلقاً بالقمم السوامق من مكارم الاخلاق.. لقد كان انموذجاً رائداً للسوداني الاصيل، الذي يملؤه الوفاء شعوراً بأقدار الرجال.. فسلام على يونس الدسوقي في العالمين..

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=3132
                  

02-27-2007, 08:36 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    الله، الله، اللــــه
                  

02-27-2007, 11:21 PM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Quote: قبل أن أقابل عم يونس في القاهرة، حيث استقر حين هجر السودان، حدثني الأخ د. صلاح الزين بأن عم يونس، قابل مجموعة من المثقفين السودانيين، فنقد لهم، موقف المثقفين من محاكمة الاستاذ محمود واغتياله.. وحدثهم كيف أن الاستاذ حين واجه المحكمة، كان يعبر عن ضمير الشعب السوداني، ولم يكن يعبر عن فكرته، التي يختلفون معه حولها.. ولهذا لم يكن يستحق منهم هذا الخزلان..
                  

04-04-2007, 07:36 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Haydar Badawi Sadig)


    كان صيف عام 1998 , إن لم تخن الذاكرة ...

    وصلت إلى الشارقة , خرجت إلى المدينة في الثانية ظهراً , شوارعها خالية , لا أثر

    للحياة ...

    هاتفت صديقي عبدالمنعم سيدأحمد كان بالمستشفى ممارضاً

    أخيه الشاعر / قمر الدولة سيد أحمد ...

    إعتذر لي , ثم أخبرني أنه سوف يكلف أحد أصدقائه , بإستقبالي وإحضاري لمقابلته

    أخبرني أن أسمه /عثمان عبد المتعال المقبول ...

    جاءني الرجل ( أربعيني) أنيق , رشيق كأنه إبن عشرين رحب بي , تعارفنا على عجل ثم أخذني

    إلى صديقي ....

    أصر الرجل على أن أقيم معه بشقته هو لأن (منعم) كثير الإنشغال بشأن مرض أخيه (قمر)

    حاولت أن أعتذر , ولكن هيهات , كان حلفه يحسم كل شئ ..

    ثلاثون يوماً بمعية ( عثمان عبد المتعال المقبول) رجلُ لا تستطيع أن تظهر رجولتك أمامه ...

    فهو مبادر حلاف كريم مضياف , دائماً هو السباق...

    عدت إلى السودان وعاد صديقه وأخا عمره ( قمر الدولة) .....

    أصيب قمر الدولة بشلل تام , يديه ورجليه , وحتى لسانه , لا يحرك سوى رقبته ...

    عدته قبل وفاته بيومين , حين أتيت على ذكر صديقه ( عثمان )...

    أشار إلى إبن أخته الذي يلازمه , إشارة فهمها هذا الأخير ..

    فأسرع بإحضار ورقة بيضاء وقلم وبدأ في ترديد أحرف الهجاء ( أ ب ت ث الخ )

    ويتوقف بأشارة من خاله عند الحرف الذي يريد كتابته, إيماءة بعنقه يتوقف عندها إبن أخته ليعلم أنه يريد هذا الحرف ..

    نصف ساعة من الزمان و المرحوم( قمر الدولة) وأبن أخته يعملان

    على هذا النحو حتى تكونت الجملة التى أراد أن يرد بها على

    حديثي عن (عثمان), أخيراً , أكملوا الجملة , أعطاني الورقة وقرأت

    جملته :

    (سنجك ضكران) .....!!!!


    سنجك ضكران
                  

02-28-2007, 10:23 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    سلامات يا عزيزي عبد الله عثمان.. ومن منا لا تطربه قصص السودانيين وطيبتهم؟؟ ولكنني مع ذلك أرى وجاهة كلام الأخ محجوب علي في مداخلاته بهذا البوست وأعرف أنك أيضا يا عبد الله تتفق معه في الكثير وتختلف معه في التفاصيل ولا يزالون عندك هم ملح الأرض..

    نعم معدن السودانيين من ذهب ولكنه صار متسخا ويحتاج إلى "نار" شديدة كيما يعود إليه اللمعان من جديد.. نحتاج إيقاظ عقولنا ونفوسنا ونعودها على الكفاح ضد القتلة واللصوص الذين اختطفوا بلدنا واختطفوا الإسلام..

    بمناسبة "نار" شديدة دي تذكرت الطرفة التي هي أيضا بسبيل تمجيد السودانيين.. قيل أن السودانيين عندما جاءوا في معرض الحساب يوم القيامة شاهدهم المَلَك وسألهم: إنتو السودانيين؟؟!! وفتح لهم الباب وسمح لهم أن يدخلوا بغير حساب قائلا: كفاية الحصل ليكم في الدنيا!!!

    يا أخي نحن من طيبتنا ما عارفين شدة المصايب الحاصلة علينا... بالله رجل مثل يونس الدسوقي دا، عليه رحمة الله، يضطر لكي يعيش بعيدا عن بلده وأهله وهو كفيف البصر في مصر؟؟ وتكون مصر بالحالة العليها دي أحسن ليهو من السودان؟؟

    صورة عمنا يونس الدسوقي أهديها للجميع في هذا البوست خاصة الأخ محجوب علي..
    في بوست "فأنا السعيد بذكرهم.. في ذكرى الأستاذ سعيد شايب" سأهتم بالتركيز على جانب غير معروف للناس عن الأستاذ سعيد وهو أهمية تعريف الناس بحقوقهم الأساسية والقانونية كما جاء في كتب مثل "قضايا كوستي هدية لشعبنا"، ولم يمنعني من المواصلة سوى نزلة البرد التي بدأت الآن تزول حدتها قليلا..
    [img]http://www.sudaneseonline.com/u/younies.jpg{/img]
                  

03-07-2007, 01:06 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: سأله أحد الحاضرين: انت يا عم يونس اكتر حاجة عجبتك في الاستاذ محمود شنو؟! صمت للحظة، وكأنه يفكر بعمق، ثم قال: الخلاني موله بحب محمود، مقدرته غير العادية على اشعار كل انسان بي قيمتو الانسانية.. بعاملك على اساس إنك حر، ويحترمك، مهما اختلفت معاه!! أنا ما كنت بفوت محاضرة، ولا ندوة، ولا حتى جلسة داخلية للجمهوريين.. وكان محمود يعرّفني، بقولو دا يونس الدسوقي صديقنا، وحتى مرة قالها في محاضرة عامة.. مع دا كلو، ما حصل محمود قال لي انت شيوعي ليه.. ولا حصل قال لي ابقى معانا جمهوري!!
                  

03-11-2007, 02:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)



    الكرم الحاتمي: أسطورة أم واقع:
    قصة من السودان
    بقلم: مصطفى عمر مصطفى الجيلي


    هذه القصة حدثت في السودان قبل أكثر من عشر سنوات.. وقد كانت منشورة في مجلة تصدر في أحدى المدن الاسكندنافية، ولا أذكر اسم المدينة ولا اسم المجلة الآن.. في محاولتي لسرد هذه القصة هنا، فإني لا أترجمها ولا أتتبع تفاصيلها الحرفية وإنما أحكيها كما أذكرها حين اطلعت عليها لسنوات عديدة مضت..

    القصة تحكي أن شخصا كان يدرس الأدب العربي ويكتب بحثا أكاديميا.. فرضية رسالته كانت أن الكرم "الحاتمي" (نسبة إلى حاتم الطائي) المحكي عنه كثيرا في التراث العربي ليس موجودا في الواقع، لا في الواقع العربي ولا في أي واقع آخر، وأنه لم يحدث عمليا كما تروى الكتب، وإنما كان كل ذلك صور من أشكال الأدب الشعبي الفلكلوري المتوارث بغرض الحض علي فضيلة الكرم.. وفي تبيين ذلك، تقول الفرضية، تذهب القصص مذهب الأساطير والمبالغات لإرساء هذه القيم وترسيخها في قلوب وعقول المجتمع، ولكن لا أكثر من ذاك..

    هذا كان فرضه الذي يسعى لإثباته.. ولكن تشاء الظروف أن يلتقي به شخص خبر السودان، فأخبره بأن الكرم الحاتمي الذي يدرسه والذي يفترض أنه خرافي وخيالي؛ ليس فقط أنه واقعي وممكن الحدوث على سطح هذه الكرة الأرضية، وإنما هو وبشكله الأسطوري هذا موجود الآن وفي يومنا الحاضر في السودان.. الكرم الحاتمي هذا يمارس اليوم في ريف السودان بصورة يومية ومعتادة تماما.. وأخبره أنه لفائدة بحثه ولأجل الحقيقة، يمكنه التأكد من هذا عمليا وبنفسه..

    وكما نشرها الكاتب فيما بعد، قال من فوره تقدم إلى جامعته يطلب تمويلا إضافيا لإكمال بحثه الميداني في السودان.. ولم يمض طويل وقت حتى كان يحط رحاله بمدينة الخرطوم في امتداد لعمله الميداني للتحقق من الفرضية.. استأجر سيارة لاندروفر كما يحكي في مقاله، ومع السائق أيضا اتفق مع مساعد بحث ليرافقه في الرحلة وليكون مترجما ووسيطا مع الثقافات المحلية.. تحركت السيارة بثلاثتهم إلى شمال الخرطوم.. وما هي إلا سويعات حتى كانوا خارج الخرطوم على شريط النيل..

    ويسرد المقال أن السيارة تعطلت بهم مباشرة في اليوم الأول للرحلة بعيد غروب الشمس، حينما بدا الظلام ينشر أجنحته.. طفق السائق يعالج العطل بمصباح يدوي ويراجع كيف عساه يصلح السيارة.. قال ظهر شخص وبادلهم التحايا، ثم سمعه يتحدث مع السائق والمترجم حديثا مطولا وفيه أخذ وعطاء.. استفسر عما يريد الرجل، وعرف أنه يطلب إليهم أن ينزل ثلاثتهم عنده الليلة في بيته القريب لأن الظلام قد حل بالمكان ولا فائدة من معالجة العطل في ذلك الظلام.. ومن لهجة الرجل الحازمة تبين جديته إصراره.. وعليه، ولأن ذلك هو الغرض الأساسي من رحلته من أقاصي الأرض، طلب من مرافقيه أن يقبلا الدعوة..

    وفي الحال توجهوا معه.. قال في ذلك الظلام لم يتبين تفاصيل المبنى أو البيت ولكن ما كان واضحا أن الرجل أخرج السرائر السودانية من الداخل وفرشها بالمراتب البيضاء ثم أحضر ملاءات وأغطية نظيفة.. ثم جاءهم بمصباح صغير يعمل بالكيروسين واخبرهم بأن الحمام جاهز في غرفة أخرى لمن يريد أن يغتسل من وعثاء السفر.. قال وكان الرجل يدخل ويخرج وهو في حالة فرح وابتهاج شديد وفي حالة من الانفعال والسعادة الطافحة.. وعبر كاتب المقال أنه حدثته نفسه أنه لا بد أن يكون هذا المكان مثل فندق محلي ليلي يتقاضى أجره في الصباح؛ وفرح هذا الرجل وابتهاجه دعم اعتقاده هذا.. وفي ظنه توغل أكثر ليقول أنه يستحق سعر جيد إذ يقدم كل هذه الخدمات في مثل هذه الظروف الصعبة..

    قال بعدها جاء الرجل يحمل مائدة كبيرة وعليها أكل يغلب عليه اللحم ومن الواضح أنه لحم بهيمة ذبحت لتوها.. وهناك جهد كبير قد تم في طبخ وإعداد ذلك اللحم.. وبعد الطعام والشراب كان الرجل مهتم بأن يحدثهم ويرفه عنهم بالحديث الطيب الممتلئ بالمرح والأنس.. وفي آخر الأمر دعا عليهم الرجل ليلة طيبة إذ أنهم لا بد أن يكونوا مرهقين..

    في الصباح كانت المفاجأة أن المكان صغير جدا وهو مجموعة من بيوت قليلة مشيدة من القش والحصير.. وجاء الرجل يحمل صينية الشاي بالحليب على براد الصيني وأكواب الزجاج.. وتوافد من بقية البيوت رجال كل منهم يحمل صينيته والكل يعزم عليهم أن يتذوقوا ما جاء به من شاي.. والجميع تتملكهم هذه الحالة من الفرحة والانفعال بحضور الضيوف.. وهو مشهد صعب عليه أن يستوعبه..

    حينما ودعوا تلك البيوت الفقيرة المتناثرة في الصباح كان هدف الرحلة ووجهتها قد تغيرتا، إذ يريد مدير الرحلة الآن أن يرجع لبلاده ليغير فرضيته بعد أن قطع فيها شوطا، بعد أن رأى بأم عينية ما يثبت عكسها.. وقد كتب ورقة منشورة عن هذا الحدث الأسطوري، الذي هو حدث طبيعي ويومي عند أهل الريف في السودان..
                  

03-11-2007, 04:57 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    في رثاء الأم

    وحول أنثربولوجيا الموت والحزن والمواساة



    د. حامد البشير
    omc.yahoo@hamidelbashir

    وبينما أنا مستغرق في تأملات يتصبب منها عرق الحزن

    كانت الذكريات في ذهني تتأرجح بين ميلادي في الخمسينيات وبين مواراة أمي ثرى كردفان في صباح الواحد والعشرين من رمضان الموافق 14 أكتوبر 2006. وأنا في الطائره نحو الخرطوم تذكرت أيام الطفولة الباكرة في القرية (ألحا جز) والمسيد والمدرسة الأولية في ام حيطان والدبيبات والدلنج الريفية الوسطى وكم راودت أمي خلالها الفكرة (وربما هي مازحة) بأن تقيم بجوار الداخلية حيث يقيم الإبن الأصغر منعاً لفراقٍ كان عليها كنيران الحيران التي لا تنطفئ في دواخلها وكنيران المجوس في دواخلي الملتهبة بحب لأم أوشك أن يضاهي العبادة. وفي الإجازة تلتقى الناران: والنار تطفؤها النار و"دهن النعام بمسكه جلده" و"الكلمة وغطايتها" لرابطة ميزت علاقة الأم بالإبن منذ ميلاده وحتى وفاتها.



    ومرت بخاطرى أزمة المصاريف المتكررة في تلك السنوات ودعواتي المتتالية لها للتوسط بيني والوالد (رحمه الله) في أمر تلك المصاريف التي كم صرفتها ولم احسن أدارتها. وكانت رحمها الله دائمة النجاح في إخراجي من ذلك المأزق الذي لازمني حتى بدايات المرحلة الجامعية (وربما إلى الآن). وأذكر ذات مرة وأنا في خورطقت الثانوية وأثناء العطلة المدرسية أن وصلت بي أزمة المصاريف التي صرفتها قبل مواعيد فتح المدرسة بأن أصلي صلاة الحاجة وأقرأ سورة يسن واحد وأربعين مرة عل الوالد يستجيب وقد أستجاب. ولما كنت شفافاً فقد ذكرت لـه وأمي بأن الأوراد والأدعية التي أعطيتني لها لقضاء الحوائج الملحة قد عملتها لك البارحة وقد نجحت تماما ولله الحمد…. فضحكا.

    وبكيت لوحدى…



    ويسير شريط الذكريات بطيئاً ورتيبا وفي حلقات متصلة من الحزن حيث أن الفاعل الأساسي في كل تلك السيرة الحياتية كانت هي أمي والتي بالأمس وورى جثمانها الثرى وتركت فراغاً عريضا ملأه اليتم وتربع فيه الحزن وتملكني بعده الشعور بأني في "السهلة" بعد أن إنهارت خطوط الدفاع الأمامية والخلفية بموت الوالدين. وحينها كنت أحس بأن الطائرة قد أعيتها أحزاني التي تسربت بين مسامات قوانين الطيران لتدخل معى وتتربع عليّ وعلى الطائرة طوال الرحلة الطويلة بين شتاء الغربة وصيف الأحزان في الوطن.



    وعادت بي الذكرى إلى العام 1986 حينما حضرت من الولايات المتحدة الأمريكية لأقيم مراسم زواجي في قريتي الصغيرة عرفاناً لأمي ولأبي وإكراماً للزوجة وللمكان. وكانت فرحتها لا توصف وأعلنت في الحال أن تذبح لي ثوراً من أبقارها الخاصة في زواجي أسوة بالوالد الذي ذبح ثوراً عند تخرجي من الجامعة. ودلالات الثور وذبحه في هذه الأجزاء من كردفان لا تضاهيها إلا رمزيته عند قبائل الدينكا… وكلاهما رعاة: تتعدد الإثنيات والثقافة واحدة. وبالفعل قد ذبح ثور زواجي من حر قطيعها وما كان الثور أبيض.



    لقد كانت الحاجة مريم أحمد الكناني أبو صفية من شاكلة النساء اللائي كثيراً ما قفزن فوق حواجز تقسيم الأدوار المبنية على النوع (الجندرية) والتي صاغها المجتمع بدمٍ بارد وفي غفلة من صدقية المشاعر الإنسانية الدفاقة: والنهر الدافق قد يتخطى مجراه أحياناً… و"السيف السنين حتماً يقطع جفيرو---- السيف الأكل بيته ".



    وحلقت بي الطائرة حول مطار الخرطوم ومالت نحو الأرض ولم يعتريني ذات الشعور كما كان في كل المرات السابقات. بل أحسست بالحزن حتى في طريقة ملامسة إطارات الطائرة لأرض الوطن، اذ كانت أشبه بالعناق الفاتر أو بـ (الضم بلا ريدة) كما يقول أهلنا في كردفان. وقد بدا لي المطار كئيبا من الداخل رغم الحراك البائن على جنباته: اذ أننا ننظر بدواخلنا لا بعيوننا. ولقد كان طريقي داخل المطار مختلفاً هذه المرة، حيث منذ أكثر من عشرين عاماً وأنا قادم عبر مطار الخرطوم أمر عبر صالة السوق الحر لأقتني لأمي بعض ما تحب من الحاجيات الصغيرة مثل الشاي ولبن البدرة والبناتى "وحلاوة البقرة" التي لا تحتاج إلى عناء المضغ وجهد "اللُواكه". هذه المرة وجدت نفسي أمر أمام السوق الحر وأنا أتحاشى النظر إليه خوفاً من أن تتكالب عليّ الأدلة الدامغة التي تصرخ في وجهي مؤكدة لي مجدداً بأن أمي قد ماتت وأن قدسية الصلة بهذا المكان قد انقطعت، وتبقى فقط حميمية الرمزية عالقة في الذا كرة ولتأخذ مكانها مع غيرها مما علق فيها من أحزان إرتبطت بشخوص وبأمكنة على مر الأزمان. وحينما كان المشهد يتفتق حزناً عميقاً يأخذ بشغاف القلب كانت أرجلى تمر على عجل لتبرح ذلك المكان الملغوم بذكرى الأم التي ماتت .

    نعم: الموت حق والحياة حق... وتتحاور من جديد في دواخلي جدليات وسيرورات البقاء والفناء وأنا أعانق الاخوان والأصدقاء والأحباب الذين استقبلوني في مطار الخرطوم معزين ومواسين.

    وما هي الا لحظات وأنطلقت بي السيارة صوب كردفان لحضور مراسم العزاء. وكان مسيرها أشبة بسير القوافل الظمأي وهي تجتاز درب الأربعين وصحراء بيوضة ناحية العتمور: وكان حزناً مكعباً بعرض الصحراء وبطول درب الأربعين وبإرتفاع ليل أدلهم في غيبة القمر.



    وحينها تذكرت طفولتي (مع أبناء إخواتي واخواني الدكتور غانم إدريس واللواء إبراهيم أحمد حسين والبشير المهدي والدكتور البشير إدريس ومحمد اللحيمر…) ونحن نجلس أمامها وتحكى لنا عن قصص البطولة والإيثار والتضحية والوفاء والكرم وحب الأهل وإغاثة الملهوف حتى كنت أخالها تعدنا كفريق قومي لمنافسة حاتم الطائي ومنازلة عنترة بن شداد العبسى. وكانت توصينا بسترة الحال "وبالمحنة" وعدم "قطع العشم" وكثيراً ما رددت مع الوالد (رحمه الله):

    "لو الانسان نفعه إقتصر فقط على أهله فإنه لم ينفع "… وكانت دائرة الأهل عندها تمتد مثل الشفق وتتمدد أمامك كلما أقتربت من حيث ظننت انه الحد المقصود. وكانت اللفظة (ألأهل) عندها تشمل كل القبائل وكل السحنات ومن كل الاتجاهات والطبقات. وكان عندها من الضروري بمكان: أنو الزول يشيل اسم أبوه واسم أجداده ويراعيهم في كل سلوكه أيضاً حتى وهم في غيابهم السرمدي (الموجود فينا) من قبل مئات السنين أو يزيد. لقد كانت كثيرة تلك الأوسمة (وأعباء الأسلاف السلوكية) التي توجت بها أكتافنا الصغيرة وحملناها في البر و في البحر وما فتئنا. وحتى الصلوات كم أديناها في الطفولة كإرث أسرى وعشائري تمليه علينا التقاليد الأسرية الصارمة وصلاح الأجداد وتدعمه العقيدة لاحقاً ( و لقد كان فهمنا حينها انو: البكا بحرروا أهله). وحتى عندما وصلت المرحلة الجامعية وعرفت أمي بأنني أدخن السجاير كثيراً ما قالت لي بإشفاق وحسرة بالغين: ضروري وأنت بتدخن السجاير تتذكر أنو جدك العالم حامد ود جبارة كان قاضياً في المهدية و"سايح قبة" في البركة في نواحي شيكان وأنو جدك أحمد الكناني أبو صفيه والقناوى (قدر فوّار) و العالم إبراهيم و كلهم من ذرية صالحة. وأخيراً تركت السجاير بعد ذلك بنحو عشرين عاماً حينما كنت حبيسا بسجن كوبر لشهور تعدت السبعة بقليل. وحينها أعلنت لها إقلاعي عن التدخين وكان فرحها مزدوجاً: بخروجي من سجن كوبر وبدخولي في "سجن" محبة الأسلاف والأجداد وتمثلهم و مراعا تهم في كل مفردات حياتي حتى وأنا استاذ أحاضر في علم إجتماع (خاص بالأحياء فقط ) بجامعة الخرطوم في التسعينيات من القرن المنصرم. وكأني أصبحت بعدها انساناً حبيساً للماضي و مستنسخاً في داخله التاريخ ومتقمصاً شخوصه الفاعلين من عشائر القربى والأجداد الصالحين ويتجول بهم في منطال جينز أو ربطه عنق حمراء في عواصم أوروبا وأمريكا وآسيا مرضاة لأمي ولهم ولتلك القرية القاهرة التي أ رضعتني طعم الحياة و طعم الموت و طعم ما بينهما ..." لكن ينفضح الموت والاتيم يربى".



    وأنا أتابع ذلك السيل من الذكريات التي ارتبطت بالأم فإذا برجلٍ مسن بلغ الثمانين عاماً لكنها بدت عليه كالتسعين وأكثر (لرهق الحياة في الريف) يقف أمامي معزيا وعيناه غارقتان في الدموع:



    "لقد كانت لنا كـ (التقا) التي لا يفارقها القمري زمن الحصاد وبعده (لأن القمري لا يعذر التقا). وكانت لنا كمورد السقيا الذي يرتاده الإنسان والحيوان (بعد الغبْ) مملوءاً بعشم الإرتواء في سافنا كردفان العطشى "من زمن حفروا البحر"، وما زالت. لقد كانت كريمة كالمطر بعد صيف طال فيه الإنتظار وبعد " سنه الكسرة" . وكانت لنا كشجرة اللالوب التي لايفارقها الطير ساعة الإثمار. وكانت وفية للقبها (الملكة) وكانت مسالمة و "ماهلة" و"ممهولة" حتى كُنيت (بأم مهلين). و فوق ذلك لقد كانت نقية كنقاء القرآن وأواخر البقرة والحديد و " أوراد حزب السيف و حزب البحر" التي كنت أتلوها عليها في غرفتها عند كل صباح في إجازاتي حتى تقول لي: "بقيت كويسه … تاني أقريها لي بعدين". وكانت عميقة كدعوات الراتب وصادقة "كصلاة الفاتح" والصلاة على النبي" التي كانت تكثر منها الترديد والإبتهال حتى قبيل وفاتها بقليل في رمضان.

    وعندها أصابتني العبرة…

    وفاضت عيني الشيخ بالدمع السخين

    وتعانقنا جلوساً…

    وبكيناها وقوفاً

    ولاذ في الصمت المكان…

    لقد كان أخوها في الحج (إبن حجتها) في عام 1967م.



    وجلس أمامي شيخ أخر القرفصاء (على الأرض) رغم إصراري عليه بالجلوس على الكرسي ودلالات الثقافة المحلية على وجهه تقول: إن لجلوس الأرض معانٍ ليس فقط على الحي بل على الميت أيضاً: التقدير.. الوفاء.. الحزَنْ.. لزوم الجابرة… وأخرها أنه تراب يعود إلى بعضه.



    سألني ذلك الشيخ بعد عبارات العزاء الدامعة، عن الصحة وعن العافية وعن العيال الذين طال بهم البقاء في (بلاد بره). وعرج ليسألني ان كنت قد التقيت في تسفاري الكثير إبن أخته الذي أكله الغرب وشربه الشرق وذاع صيته في القِبَل الأربعة ولكن بقيت منه فقط الذكريات عند أهله على خط 12 بين الصحراء وخط الاستواء.

    فقلت لـه: نعم إلتقيته قبل سنين عديدة في دهاليز المؤتمرات الكثيرة التي تعج بها قاعات الجامعات الأوروبية والأميركية عن الحالة السودانية وعن "سودانية الحالة" والتي أعيت الأجاويد وأرهقت الخبراء. وحالي به قد أصبح خبيراً في بلاد بره ونال أعلى الدرجات العلميةِ. وعلمت بأنه قد تزوج بأوروبية وقيل أنه قد استبدلها بأخرى أوروبية أيضاً: أحدهما من دول المحور والأخرى من دول الحلفاء.

    فقال لي الخال: "سبحان الله لقد طلع بالضبط مثل عمه… لا يخشى النساء أبداً بل وكثير الطلاق أيضاً… وزى ما قالوا: العرق دساس حتى في طلاق النسوان".. وضحكنا تبسما وصمتنا ردهاً غلب عليه الحزن ثم واصل الحديث بصوت لا يخلو من أسى عميق ومن خوف أعمق:

    ارجو ألا يكون إبن اختى قد ترك الإسلام بعد المزاوجة الكثيرة مع الخواجيات: شيء من دول المحور وشيء من دول الحلفاء وكأني به قد أصبح تشرشل يخوض حرباً عالمية ثالثة مع النسوان.

    فقلت لـه: ولماذا كثرة السؤال عنه والخوف عليه وهو الذي قطع الأخبار عنكم طويلاً وأظهر قدراً من عدم "الإعتنا"؟



    فرد قائلاً:

    والله يا ولدي كل خوفيِ، وأنا مملوء بعاطفة الخال، أن أرى إبن أختي والجماعة مدفرنه يوم القيامة نحو النار… ده صورة مهينة و حاجة ما كويسه في حقنا كأسرة وحق أهلنا وحق أختى (امه) ولا في حق أمة محمد كلها. وزاد قائلاً: أنا لا أعشم في رؤيته في هذه الدنيا و في هذا الزمن "المتقاصر" لكن عشمى (رغم الغياب وعدم الاعتنا) أن أراه في الجنة ... في الزمن الجاى... ونتصافى ونتصالح ونواصل ضحكنا القديم كما كنا في ربوع كردفان.

    فصمتنا طويلاً…!!

    وكلانا قد ذرف الدمعات

    وكأن عينينا كانتا على موعد مع الحزن

    وعقلينا قد إتفقا على دلالة الكلمات



    نعم… إنها أزلية التواصل وجدلية الاستمرار بين حياة نحن فيها وحياة (أخرى) هي فينا وان تباعدت بينهما المسافات والأزمنه… ولكن تقربهما حتمية الوجود الأبدية. أو هكذا جسدها الفهم في الإسلام الشعبي الممعن في الواقعية المحلية عند هذا الفلاح العميق في بساطته و الذي يعيش وسط كل هذا الغنى المعرفي والفكري والروحي والاعتقادي الذي تزخر به القرية السودانية.



    ان موت الكبار— وأمى قد بلغت التسعين وأكثر — لا يعنى فقط إنتهاء لحياة فرد، بل يعني في الاطار الإجتماعي الريفيِ، إنهيار لصروح من المعرفة وحريق لإرشيفات زاخرة بالمعاني والقيم والمعارف الشعبية التي تغوص عميقاً في تاريخ المجتمع المحلي وفي تاريخ الأسرة. وقديماً قال أحد المستشرقين: حينما يموت شخص كبير في أفريقيا هذا يعنى ان مكتبه كبيرة قد إحترقت.

    ان موت الكبير في الريف السوداني يعني أيضاً إندثار ملفات التاريخ الفردي للأفراد المكونين للمجتمع المحلي، ويعنى ضياع أرشيف العلاقات القبلية والأنساب والزيجات والوفيات. ويعني حتى ضياع الإرشيف الفنى للقرية وما حوى من تدافعات حياتيه ملازمة لأي مجتمع… وكانت الحاجة مريم تحب الشعر وتقرضه وقد أوفتني منه حقي وزيادة.



    ان موت الكبير في القرية السودانية يعني أن سجل المواليد في القرية قد أحترق ودفنه النسيان ويعني موت الحافظ لسجلات الأراضي والحيازات والعارف بحدود الأرض وتبادل الملكيات وعطاءات الأرض للغريب ومن كان قد منح الأرض على أساس "اُكل قوم" أو "التقندى" أو "بالزكاة" أو بالشراكة أو "بالثلث" أو "بالنص". ولقد كانت الحاجة مريم-رحمها الله- تعرف كل ذلك بحكم المنشأ والأسرة وكذلك بحكم إهتمامها ونشاطها الإقتصادي رغم أنها الأم الرؤوم لاحدى عشر من البنين والبنات: "شافت جديدهم" جميعاً و"جديد" أولادهم وبناتهم أيضاً… وقد أدخل أكبرهم المدرسة الأولية في عام 1935.



    وأذكر في أيام الزراعة في بداية الخريف حيث في كل عا م يتجدد ذات المنظر: العمال ينتظرون في اليوم الأول للزراعة لتأتي الحاجة مريم لترمى بالبذور في أول حفرة في المزرعة وتدفنها ووالدي بجوارها يقرأ سورة الواقعة ويردد: " أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون". وحينما كبرت وسألت والدي فقال لي إنها أمرأة بخيته . وحينها علمت أيضاً لماذا كانت تدعى - تيمناً وتبركا- لعمل الجرتق ووضع الحناء والعديل الزين لكل الأزواج في القرية والقرى والمجاورة أذ كان يرى فيها المجتمع فألاً حسناً.



    وتحاصرني الذكرى من جديد وتعود بي إلى منتصف التسعينيات حيث أخذت والدتي من القرية (الحاجز) إلى الأبيض وكانت مقعدة من الام العظام ومن الكبر. ثم قفلنا راجعين نحو القرية بعد غياب دام أسبوعاً كاملاً. وفي طريق العودة كنت أسير بها على مهل شديد خوفاً عليها من الاهتزاز والألم وهي راقدة على السيارة. وبعد أن انقضت بضع ساعات من المسير ذكرت لي بصورة أشبه بالتقريرية وبلا مقدمات: الحمد لله خلاص وصلنا الحاجز، وكان الوقت ليلاً. فقلت لها وكيف عرفت ذلك يا أمي وأنت راقدة على مقعد السيارة و الوقت ليلاً ؟

    فردت قائلة: شميت ريحة بلدنا وريحة أهلنا وبقرنا وغنمنا وكذلك ريحة اشجار العرد والهشاب حول القرية.

    فصمتُ طويلاً وقلت لها: نعم وصلنا… ولكن بقي في خاطري شيء من سؤال: وهل لأبقارنا ولأغنامنا رائحة تميزها؟ وهل لاشجار الهشاب رائحة تميزها؟ والأهم من ذلك: هل للعشيرة وللأهل وللبلد (وجمعيها موجودات معنوية) روائح تميزها أيضاً؟



    تذكرت ذلك بعد أكثر من عشرة سنوات وأنا أستقبل مئات وآلاف المعزين من الأهل والأصدقاء والأحباب في القرية في كردفان وفي أم درمان وأجزم بأنني حينها أشتممت رائحتهم جميعاً وفرداً فرداً:

    لقد أشتممت رائحة الأهل والأصدقاء والمعارف من كل قرى الحاجز والدبيبات والحمادى والفرشاية ومناقو وام سعدة وكركراية والكركرة وبلامات والزريبة العجوز وحلة بليلة وحلة عبد الصمد والتونجرو وعريدبو وام شلختى وام كشواية والجميز وطيبة والنقارة وحلة الرهيد وأولاد يونس والصالحين والضليمة (نور الهدى) والسنجكاية والجميز والبقلتي وام جمط (شمال كردفان) والدربان والعجور وكجيرة والنمرية والنبقاية وحلة الفكى هاشم والغلايات وام جقمبيس والحميضاية والدبكر والفينقر ودبيكر والأضية ونبق وغيرها. وكذلك الأهل والأصدقاء من الدلنج: التجار و الأساتذة الأجلاء و كوكبه التعليم من جامعة الدلنج وأدارة التعليم بكاد قلي وبقيه حملة المشاعل المضيئة و الموظفين و منظمة الإيفاد (IFAD) واليونسيف (UNICEF) و UNMIS وعموم الأهل والأصدقاء بالدلنج و بالخرطوم وام درمان والخرطوم بحرى وعموم جماهير الأنصار والمصلين بمسجد ودنوباوى والأصدقاء من كل السودان والأخوة أعضاء شبكه الأمة عبر البريد الالكتروني وأدارة جامعة الأحفاد.



    ورويداً رويداً كان يتسع عندي معنى الأهل كما كانت تعلمنا الوالدة حينما تقول لنا:

    "أهلك المعاك وتربك الحداك"..." والجار القريب ولا ود الأم البعيد". والدفء ورائحة الأهل كنت أشتمها في السيل الغزير من مشاعر الأخوان والأخوات فشكرى اللا محدود لأهلنا بالعاصمة القومية. وشكرى لسكان الحارة (1 بالمهدية حيث يقيم أشقائي التجاني والتوم ولطالباتي النابغات الفاضلات الشاكرات في منظمة بادية وأدارتها وصديقاتهن و وبنات الأحفاد واللائي أعتز بهن كقائدات للنهضة في ريف كردفان الذي كم عاني طويلاً من حرمان ليل أطول.

    والشكر للأصدقاء الأوفياء في باكستان وبنغلاديش ورومانيا والولايات المتحدة الأميركية والهند وجنوب أفريقيا وليبريا والسعودية وتيمور الشرقية وبريطانيا وكندا وكوكبة روشستر.



    وفجأة أتتنى من بين جمع المعزيات تلك الخالة العجوز الطاعنة في السن، ومسكت بي فأنحنيت نحوها لأمكنها من نفسي, فضمتني إليها طويلاً وكأنها تشتم رائحتي وبكت طويلاً وتنهدت ثم ختمت نحيبها قائلة:



    " لقد ولدتك أمك وعمرها قارب الخمسين… وكان الوقت درت زمن الحصاد والسنة سنة شبع وكان في الخريف باقي مطر. وسبحان الله لقد ماتت أمك في الدرت ولسع في الخريف باقي والسنة سنة شبع كمان. ماتت أمك وانت أصغر العيال قد أصبحت رجلاً وإنشاء الله في العمر مدد. ان "صُرَّتَك" قد دفنت هنا في هذه القرية والآن قد دفنت أمك في ذات المكان. إذن هذه القرية هي "صرة الدنيا" بالنسبة لك. أرجو ألا تنقطع من هذه القرية وضروري تتواصل مع روح أمك وروح أبيك وأجدادك ومع "صُرّتك".

    " ما تنقطع.. ما تنقطع.. والعيال خليهم يجو من بلاد بره مرَّة مرَّة يواصلوا الناس... ويشموا الناس ويشموهم... ويشموا التراب هنا محل الصُرَّة إندفنت ومحل أمك كانت بتتوضأ وتتنفل وبرضو محل وضوء أبوك.. ومحل ختمة القرآن.. ومحل قراية الراتب.. ومحل تلاوة أوراد التجانية.

    وزادت قائلة:

    " شم التراب.. وشم الأهل كويسات للروح وللجسم برضو...".



    وإنهارت منى ومنها أنهار من الدمع بللت الرمل حتى فاحت منه رائحة الأجداد والتي تبينتها لكثرة ما سمعت عنهم.



    إنها لحظة عناق سوسيولوجيا الحياة مع أنثربولوجيا الموت و الحزن والمواساة حيث الكشف عن معانٍ ورموز ودلالات من وحي ثقافة التواصل السرمدي بين الإنسان والمكان والزمان و بين أشخاص آخرين عاشوا بعيداً في الزمن الغابر… وفينا. وحيث أن حاسة الشم قد اكتسبت بعداً أحالها من عملية بيولوجية إحيائية قاصرة إلى عملية ثقافية تواصلية بعيدة المدى وعميقة الدلالة في الارث الشعبي السوداني حول الموت والفناء والتواصل في اطار المجتمع والجماعة والجماعيّة التي تميزه .

    .............

    وبموتها لقد ماتت اخر شجرة ابنوس في السافنا... وذبلت اشجار التبلدى...... وجف الضرع الذي كان يطعمنا ويسقينا من "بقرة المنيحة".. وغير النهر مجراه وانحسر... وهجر الوزين ماء "التردة".... واستقر الظاعنون الذين افنوا نصف حياتهم خلف ابقارهم والنصف الاخر علي ظهورها … وماتا كلاهما...." و الهبوب قلبت"... ومات الامل .. واكل الثور الابيض والاحمر والازرق... وذاب الشرق في الغرب و انفصل الشمال عن الجنوب والتحمت الارض بالسماء وحل الطوفان...والحزن الكبير … ولا عاصم من امر الله.

    ..............................

    وفي الأثناء كانت طفله صغيرة رثة الثياب ملطخة الوجه

    و اليدين قد وجدت طريقها إليّ من بين جموع المعزين في سرادق العزاء تجذب بجلبابي بالحاح وتسألني: "ما جبت معاك الحلاوة... ديك.... "؟

    .............................

    وذرفنا الدمع غزيراً

    وتنهد الشيخ طويلاً...

    ثم قال:

    إن العين التي لا تعتني بالناس يجف دمعها

    ........

    وختمت الخالة العجوز وصيتها قائلة:

    أن النهر الذي يجهل منابعه لا بد أن يجف

    ---------------

    وبكت الطفلة متسائلة باحتجاج ممزوج بالأ مل:

    إنت ما عندك…..... ثانية؟؟؟

    ---------------

    "ليس للشخص أكثر من أم واحدة"....(حكمة إفريقية

    إن العين التي لا تعتني بالناس يجف دمعها.... د. حامد البشير يرثي أمه
                  

03-12-2007, 06:21 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    بعد تخرجي في 1980 عملت كمساعد تدريس ومساعد بحث في قسم الجغرافيا.. وكنا نتجول كثيرا في الريف السوداني في عمل الإستبيانات والبحوث.. ولدي رصيد كبير من نوع هذه القصص، ربما أجد الفرصة لأحكي بعضا منها..

    في مرة حوالي 1980 ونحن نعبئ إستبيانا في قرية قندتو شمال شندي.. والوقت مساء بعد المغرب بقليل.. كنت أملأ إستمارة مع إمرأة تدير كنتين في الحلة وتربي أبناءها وبناتها وهم مجموعة لا أذكر عددهم الآن.. زوجها مقعد داخل البيت يرقد على السرير وبناته يخدمنه كل الوقت.. المرأة مليئة بالحركة والنشاط والهمة والكرم والشهامة.. وقد كانت تبايع الزبائن من سكر وزيت وصابون وجاز.. بعضه توزنه وبعضه تعبئه وبعضه تغرفه بالصبابة.. وخلال ذلك تجيب على أسئلتي بروح نكته وكرم وذكاء.. كما أن محلها هو بوستة الحلة، فهي ملتزمة بأن تحضر البريد من وإلى قندتو من شندي ويتم توزيع البريد خلال كنتينها، أي ان كنتينها أيضا هو مكتب البوستة وفيه مبيع طوابع وصندوق رسمي.. ومما كان مدهشا أنها رغم أنها من الجيل من كبارالسن من النساء الذي لم يتلق تعليما، إلا أنها تجيد القراءة والكتابة وخطها جميل.. وفي الحقيقة جميل بصورة مدهشة..

    وفي أثناء حركتها في المبايعة وإجابتها لأسئلتي كانت تنادي على بناتها فاحضرت لي إحداهن شربات الليمون.. ثم بعد قليل جاءني الشاي باللبن التقيل.. ووقد كنت أستعجل الإستبيان لأنني أريد ان أكمل أكبر عدد ممكن قبل أن نرجع في نفس الأمسية لشندي حيث نقيم..

    بعد إنتهائي من الإستبيان اصرت على ان ابقى للعشاء إذ ان العشاء قريب وأنه جاهز وأن البنات فعلا قد جهزنه وأنه لا يجوز أن اذهب دون عشاء..... ولكن إستخدمت كل الأعذار وبذلت طاقة كبيرة لأقنعها بانني لا بد ان اذهب وأن علي أن أنجز خلال نفس المساء عدد من الإستبيانات وأن لدينا وقت محدد.... وأخيرا إقتنعت ولكن بتحسر وعدم إرتياح.. ثم رجعت إلى داخل الدكان ومن الدرج أحضرت جنيها سودانيا (وهذا الكلام في 1980 حيث الجنيه قد كان جنيها) ووضعته في جيبي بالقوة وقالت (خلاص دا حق السجائر).. والله بنفس هذه الكلمات.. حيث كنت ادخن في ذلك الوقت.. وفي تلك الحال العجيبة أخذت منها ذلك الجنيه.. وهذا الجنيه فعل في مفعولا عجيبا.. لم استخدمه أبدا كجنيه.. وحينما رجعت كسلا وضعته خلف إطار قي بيتنا.. وظلت قصته عالقة بذهني احكيها دائما للناس..

    ومرت الأيام والأعوام.. وبعد حوالي عشرة سنين من تلك الحادثة حيث بعد مجيئي امريكا والتزامي الفكرة ورجوعي للسودان وحيث كنت أدرس في كلية التربية.. في يوم قصصت على أحد الفصول في كلية التربية قصة تلك المرأة العظيمة..

    جاءتني طالبة بعد أيام من هذا وهي تدرس لغة إنجليزية وليس جغرافيا وقالت انها سمعت من واحدة من طالباتي في الجغرافيا عن المرأة وقالت: (يا أستاذ أنا من قندتو وقد عرفت هذه المرأة..).. وأعطتني إسمها.. وسالتها عن أخبارها فأخبرتني أن زوجها قد توفي وأن أبناءها قد أكملوا تعليمهم وبناتها تزوجن أحسن الزيجات وقد تركت العمل في ذلك الكنتين الان.. وأخبرتني أن واحد من ابناءها الان في السعودية وواحد يعمل في الخرطوم.....

    طلبت من الطالبة أن تحضر إلى حينما تريد ان تسافر في أي عطلة لقندتو لأعطيها خطاب لها.. وفعلا كتبت خطابا أعزيها في زوجها وأذكرها بالحادثة في الثمانينات وحكيت لها كيف أنها بالنسبة لي نموذج لعظمة المرأة السودانية.. ولم يمض كثير إلا ويجيئني ردها حينما عادت الطالبة من عطلتها وهي تحمل لي كرتونة خبيز وزجاجة سمن بلدي قوي الرائحة مع خطاب بخط يدها مؤثر جدا.. ومرة اخرى صرعتني المرأة بكرمها وفضلها فهي لا تتخاطب إلا بالعطاء..

    واستمرت عملية المراسلات بيننا فأرسلت لها أدعوها لزيارتنا في الخرطوم حينما تأتي في اقرب زيارة.. وفعلا جاءت الخرطوم وفطرنا سويا مع قريبتها في مكتبي.. ثم تلقيناهم بالبيت وتعرفت على نجاة وقضت معنا يوما حافلا وكان معها إبنها وسمعت إنشادنا وقد كانت تبكي في الإنشاد وكانت في حالة روحية عالية.. وقد حكيت لأستاذ عبداللطيف قصتها وكان مأخوذا بها..!!!!..

    د. مصطفى عمر الجيلى - كالفورنيا
                  

03-12-2007, 10:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    الواقعة أدناه تذكرنى بما حكت لى سمية محمود عن جارة لهم معدمة فى رفاعة كانوا بذهبون لها بالطعام وكانت دائما تأتيهم بالماعون مملؤ ماء "النبى كان جاكن زول أسلقولو فوقو شاى"!!! - أى شدو ليهو
    ===
    د. عبد الله علي ابراهيم
    الديمقراطية الأمريكية: حلاق كولمبيا وهمباتي الدامر
    =====
    . وقد ذكرني هذا بتبرع عجيب للمعتقلين من قادة هيئة شئون عمال السكة الحديد عام .1947 وحكى هذه الواقعة السيد الطيب حسن في كتابه عن تاريخ العمال في عطبرة (1989). فقد قال إنهم كانوا بسجن الدامر بعد اعتقالهم لقيادتهم الإضراب. وتوالت عليهم تبرعات المساجين من أكل وشرب ومكيفات. وأضاف ''وبعد ذلك تقدم لنا رجل من البطاحين سُجن لسرقته جمالاً من الشكرية وقال: '' يا أولاد عمي أنا معلم الله ما عندي شيء أقدمه ليكم ولكني مستعد أغني ليكم لا من تصبح ا
    ''. وفعلاً بدأ الإعرابي يغني وحتى الثانية صباحاً.


    http://www.rayaam.net/articles/article5.htm




    زقاق الصابرين
    شوقي بدري

    في العام 1985م اردت ان اعمل توكيلاً شرعياً فاصطحبت معي الاخ بله والطيب سعد للمحكمة فلاحظت ان الطيب بدأ يتراجع، وبسؤاله عرفت ان كاتب المحكمة الشرعية قد اخذ من الطيب ستة جلاليب ومثلهم من العراريق والسراويل ووعد بالحضور للدفع ولم يرجع، والكاتب الشرعي كان يرتدي احدى الجلاليب والطيب خشى احراجه فاضطررنا للذهاب لمحكمة الخرطوم. تلك كانت اخلاق أهل زقاق الصابرين.




    http://www.rayaam.net/hikayat/etma2.htm

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 03-12-2007, 10:36 PM)

                  

03-13-2007, 11:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50063

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    سلامات يا عبد الله..

    أشكرك على إيراد بوست: "العين التي لا تعتني بالناس يجف دمعها" من مقال الدكتور حامد البشير في تأبين والدته عليه رحمة الله.. وشكرا على البوست التالي له مما حكاه الأستاذ شوقي بدري والدكتور عبد الله، وخاصة ما حكته الأخت سمية:


    Quote: الواقعة أدناه تذكرنى بما حكت لى سمية محمود عن جارة لهم معدمة فى رفاعة كانوا بذهبون لها بالطعام وكانت دائما تأتيهم بالماعون مملؤ ماء "النبى كان جاكن زول أسلقولو فوقو شاى"!!! - أى شدو ليهو


    فهذا توثيق لأشياء تبدو صغيرة ولكن معناها كبير..

    كنا ونحن صبية صغار نذهب إلى سوق أبو جهل في الأبيض أيام مجيء البقارة وعندها يكثر اللبن والروب وكنت تجد "ستات الروب" يجلسن في صف طويل كلهن يبعن الروب.. وكنا نأتي لكي نشتري روب في كورية طبعا نحن "عيال جلابة" وكنا مطاميس جدا وكنا نتظاهر بأننا نريد أن نضوق الروب لأننا نريده حامضا جدا وكانت النسوة لا يبخلن علينا فيملأن كاس القرع إلى منتصفه "ضواقة" وبعد أن نضوق نذهب إلى التي بعدها وهكذا يشرب الواحد منا روب حتى يرتوي ثم في النهاية يشتري بقرش أو تعريفة.. التحية لأولئك النسوة الكريمات فهن كن يعرفن شيطنتنا وكان الروب كتير وهن مستعدات لكي يعطين منه حتى بدون مقابل من القروش.. شوفتا كيف بالله؟؟
    أذكر أنه كانت هناك امرأة مشهورة بأنها "مجنونة" في الأبيض يطلقون عليها إسم"أبوكي" وكانت تسك الأطفال الذين يشاغلونها وتقذفهم بالحجارة.. تلك المرأة كانت تحب شقيقي الأكبر مني عندما كان طفلا وتأتي له ببعض الهدايا الصغيرة مثل الجوافة والبرتقال والحلوى مما كانت تتلقاه حسنة من بعض الناس، ربما لأنها تجد معاملة طيبة في منزلنا، فهي أيضا ترد الجميل بما تستطيع.. شوفتا كيف؟؟
                  

03-13-2007, 04:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Yasir Elsharif)


    سلمت دكتور ياسر لهذه "التميمة" – هم هم "الشعب السودانى" – حكى الأستاذ خالد الحاج أنه عنما كان طالبا بجامعة الخرطوم فى ستينات القرن المنصرم، كان مغرما بإرتياد مباريات كرة القدم – كان ذات يوم وهم يسيرون على الأرجل لحضور مباراة فى أستاد الخرطوم، وكانوا على عجل لأن زمن المباراة قد أزف – قال أنه لاحظ رجلا عجوزا من هيئته يبدو أنه من طائفة الأنصار – كان ذلك العجوز يحاول قطع "الظلط" ولكنه متردد وواضح أنه حديث عهد بالعاصمة – قال الأستاذ خالد أنه ترك أمر إستعجاله وهب لمعاونة ذلك الرجل الهرم – قال قطعتو شارع الظلط وسألتو فعرفت أنه جاء الخرطوم تلبية "لإشارة" من إمام الأنصار وقتها – فقد حشدهم لأمر ما!! قال الأستاذ خالد أنه توقف بذلك الرجل عند بوفيه وأشترى له سندوتشا وحاجة باردة وأنصرف – يعتقد الأستاذ خالد أن ذلك ما ساقه – بعد فترة – للخير العظيم – رحاب الأستاذ محمود محمد طه والفكرة الجمهورية
    الأخ عماد بشرى – شاب عجيب وغريب وله قصص لا تحصى – يحكى أنه كان فى الصغر متعلقا بصديق له وشاء الله أن ينتقل ذاك الصديق فى سن صغيرة – رآءه عماد بعد فترة طويلة – بعد إلتزام عماد للفكرة الجمهورية – رآءه وهو فى الدار الآخرة فسأله عن الحال هناك: قال له هنا كل صغيرة – مهما صغرت – أو كبيرة بنحاسب عليها – أشار لعماد للسقف وبه "لمبتان" شديدتا الإضاءة .. سأله عماد: ما هاتان: قال له هذه "حلاوة دربيس زمان أديتك ليها"!! – أو ربما قال "أديتنى ليهم"!!
    ذكرنى هذا بوالدتى – متعها الله بالصحة والعافية – كانت قد أزمعت "تمردا" بع نيف وعشرين عاما من العواسة لوالدى وضيوفه فى السوق- قالت أنها فى ليلتها تلك أخذتها سنة من النوم قبل أن تبلغ والدى بتمردها – فى غفوتها تلك، رأت بحر "الدميرة" هائجا وقد أوشك أن يبتلعها!! فى لا زمن إنبنى سد ضخم بينها وبين البحر، تنهدت بإرتياح وسألت والدى الذى وجدته الى جوارها: ما هذا؟؟ قال لها هذه كسرتك البتعوسيها، قالت فنظرت لها ثانية فعرفتها "طرقة طرقة" على حد قولها "كما تعرف أبنائها"!!
                  

04-02-2007, 10:32 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    عطبرة الداخلة: يوميات حرامي نحاس
    د. عبد الله على إبراهيم
    =====

    لما دخلت على عبد الكريم بصالونه في زيارتي لعطبرة قبل أسبوعين وجدته طريح الفراش لكسر برجله. قال لي إنه أخذ بنته للتسجيل بجامعة شندي. وأنزلقت رجله بالحافلة في الدامر في رحلة الذهاب إلى شندي. فتألم وأخذها إلى طبيب هَوَّن الأمر عليه. وواصل الرحلة إلى شندي وتفاقم الألم عليه طوال الرحلة وتجمل. وحين نزل من الحافلة في شندي رأى سائق التاكسي الذي استدعاه ما به من ألم. فأخذه إلى مستشف ما وتكفل بكل الرسوم ثم أخذه إلى جامعة المدينة حتى استكملت بنت عبد الكريم إجراءاتها ثم عاد بهما إلى حافلة عطبرة.

    وسأفترض أن السائق جعلي طالما كان مسرح الأحداث شندي. ولكن حكاية عبد الكريم مع السائق هي بعض خلق أهلنا التي تأخذك فتكلب شعرة الجلد من روعتها. وقد نسبت هذه الخصلة إلى كلاسيكية في التكوين السوداني تجعل الأصول هي العليا والمقتضيات العملية هي السفلى ويتكفل فيها المرء تجاه الآخر بلزوم ما لا يلزم. وما أذكر أن هزني شيء خلال محنة إغتيال الأستاذ محمد طه محمد أحمد مثل دعوة أم درماني لرجلين اصطدمت سيارتيهما أمام بيته. ثم تدخل الأجاويد، وهو منهم، بفض النزاع. وسرعان ما حلف الأمدرماني على الرجلين أن يتفضلا لتناول الفطور معه. ثم جاء اصحاب المحلات القريبة كل بما يعرض لتغزير هذا الفطور المرتجل وتعزيزه. وبينما تباكى نعاة محمد طه على "اخلاقنا السودانية" كان ذلك الشارع الأمدرماني واجهة لواحدة من ممارساتنا الكلاسيكية: الصلح والقرى.

    وجاء السائق على مقاس المثال المتوقع من الجعلي. وما زالت مفتوناً بحكاية الجعلى الذي انتهى به فيض الكرم والضيافة إلى نوع من "الشِبكة" والحمق. وهي أيضاً من المعلوم عن الجعليين بالضرورة. وحكى نمر ومحمد سعيد معروف (أظن) هذه النادرة في كتابهما الصغير عن الجعليين. قيل إن جعلياً تعرف على أحدهم في غير دار الجعليين وأعجب به إيما إعجاب. فعزمه أن يزوره في دار جعل. ولما حل الرجل ضيفاً على الجعلي لم تسعه الفرحة ولا عرف كيف يبلغ الغاية من إكرامه. قيل إنه ذبح له كل يوم وأولم للقرية على شرفه على مدار الوجبات الثلاث. ولم يزايل الجعلي مع ذلك الشعور بأنه قد قصر في حق صديقه. أَفو. واستبد به نقص الإكرام يوم طوى الضيف برشه ليسافر إلى أهله. فأخذه الجعلي إلى القطر وهو أسيف كسيف لأنه تبقى الكثير مما لم يقم به تجاه ضيفه. ولم يكد الجعلي وضيفه يدخلان محطة السكة الحديد حتى رأى الجعلي رجلاً سميناً أميناً مفتول العضل سليم العين أي أعوراً. فانقدحت في ذهنه فكرة جهنمية لإكرام ضيفه بصورة نهائية سديدة. فقال له: "يا فلان أخوي عليك الله إن ما دورتلك شكلة مع الأعور دا وزحيت منو خليت الباقي علي!"

    ========
    وقد سمعت عن منافستهما هذه الحكاية الطريفة. فقيل إنه ما جاء عيد الاستقلال حتى تنافسا حول من منهما أطول علماً على دكانه تحية للمناسبة. وكان يراقبان بعضهما البعض فمن زاد بوصة زاد منافسه بوصتين. وكانت هذه المزايدة على محبة السودان تجري على مرأى وسمع أهل الحلة. سودانا فوق.



    www.sudaneseonline.com
                  

03-17-2007, 12:38 PM

محجوب البيلي
<aمحجوب البيلي
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    أخي عبدالله

    لم يكن أظن أن هناك من يشاركني "يقين" أن السودانيين هم ملح الأرض، ويشاركني ـ في الوقت نفسه ـ جنون البحث عن عشرات الشهادات المنتشرة في أركان الدنيا الأربعة، عن تفرّدنا الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
    رغم أنني عندما كتبت ما كتبت، من أن
    Quote: ... ما يدهشني (ويثلج صدري) في نظرة الآخرين إلى شعبنا أنهم يرونه الأحسن. الأحسن على الإطلاق. يأتي قبل شعوبهم هم أنفسهم في كثير من الأحيان!
    Re: تخيّل كيـــف يكون الحال لو ما كنت ســــوداني
    كنت أستحضر الحالات الكثيرة التي تؤكد لي هذا الاقتناع:
    ...............
    كنت مريضا ذلك الصباح في منتصف الثمانينيات بالرباط. ذهبت رفقة قريبي محمد حسين عبد الماجد جيب الله إلى عيادة خاصة في حي حسّان. كانت قاعة الانتظار خاوية إلا من شاب مندمج تماما في قراءةمجلة أو صحيفة مما يوجد عادة في مثل هذه القاعات. ألقينا التحية ... وجلسنا، نواصل حديثا انقطع.
    ـ الأخوان من فين؟
    ـ من السودان.
    ـ أحسن ناس.
    ـ ..............
    قالها بحماس وبدون تردد. كأنما هي التتمة الطبيعية لقولي "من السودان"!
    قالها كأنما يخشى أن يتأخر في النطق بها، فيسيء إلى السودان والسودانيين.
    وطفق يحكي بعاطفة زائدة وظاهرة عن معاشرته للسودانيين في دولة شرق أوربية، بلغاريا أو رومانيا .... ربما.
    كان فرحا بلقائنا، رغم أن علاقتنا لم تتعد تلك القاعة. لا قبلها ولا بعدها.
    ذهب كل منا في حال سبيله ... وظلت كلماته في الذاكرة.
    أو في القلب.
                  

03-17-2007, 02:15 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    ما بخاف من شئ برضي خابر......المقدر لا بد يكون
    ********
    إن اتانى الهم جيشه دافر....يلقى يا خلاي صبري وافر
    يلقى عزمي التام ليه خافر....يلقى قلبي شجاع ما جبون
    *********
    بالعدا معروف ما ببادر .......ما بخون الجار مانى غادر
    ما بقول للناس مثلى نادر......بل بقول للخالق..... شئون
    ********
    ما عصيت مولاي مانى فاجر.......لا... ولا بالعالم بتاجر
    نفسي يا أحباب ليها زاجر........لم أكون كل يوم لي لون
    ********
    الثبات معروف لي معاصر ......لو بقيت في داخل معاصر
    و الإله غير شك لي ناصر........رغم انف الواشي الخؤن
    *********
    قول لشاهد الزور فيما ثائر.......هدى روعك قبل الخسائر
    يا ما قبلك عميت بصائر........من لساني ...وقولي الهتون
    *******
    قول لأهل الجور والمساخر .....مافى أول ما ليه آخر
    مابدوم العز والمفاخر.......وما بدوم الظل والحصون
    *******
    عن لسان الحق مانى نافر....وما جحدت الخير مانى كافر
    ما ضمرت السوء مانى حافر......للصديق هاويات السجون

    هذه الأغنية من الحان الحاج محمد سرور لكنه لم يسجلها بل سجلها للإذاعة المبدع بادي محمد الطيب بلحن رائع جميل مع احتفاظه بهيكل لحن سرور .

    هذه بطاقة مواطن سوداني


    اهداء لكل السودانيين

    Re: السودان.....هنا بدات الحضارة
                  

04-04-2007, 07:30 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    Last Update 02 ابريل, 2007 07:47:52 AM

    عطبرة الداخلة: يوميات حرامي نحاس
    د. عبد الله على إبراهيم
    =====

    لما دخلت على عبد الكريم بصالونه في زيارتي لعطبرة قبل أسبوعين وجدته طريح الفراش لكسر برجله. قال لي إنه أخذ بنته للتسجيل بجامعة شندي. وأنزلقت رجله بالحافلة في الدامر في رحلة الذهاب إلى شندي. فتألم وأخذها إلى طبيب هَوَّن الأمر عليه. وواصل الرحلة إلى شندي وتفاقم الألم عليه طوال الرحلة وتجمل. وحين نزل من الحافلة في شندي رأى سائق التاكسي الذي استدعاه ما به من ألم. فأخذه إلى مستشف ما وتكفل بكل الرسوم ثم أخذه إلى جامعة المدينة حتى استكملت بنت عبد الكريم إجراءاتها ثم عاد بهما إلى حافلة عطبرة.

    وسأفترض أن السائق جعلي طالما كان مسرح الأحداث شندي. ولكن حكاية عبد الكريم مع السائق هي بعض خلق أهلنا التي تأخذك فتكلب شعرة الجلد من روعتها. وقد نسبت هذه الخصلة إلى كلاسيكية في التكوين السوداني تجعل الأصول هي العليا والمقتضيات العملية هي السفلى ويتكفل فيها المرء تجاه الآخر بلزوم ما لا يلزم. وما أذكر أن هزني شيء خلال محنة إغتيال الأستاذ محمد طه محمد أحمد مثل دعوة أم درماني لرجلين اصطدمت سيارتيهما أمام بيته. ثم تدخل الأجاويد، وهو منهم، بفض النزاع. وسرعان ما حلف الأمدرماني على الرجلين أن يتفضلا لتناول الفطور معه. ثم جاء اصحاب المحلات القريبة كل بما يعرض لتغزير هذا الفطور المرتجل وتعزيزه. وبينما تباكى نعاة محمد طه على "اخلاقنا السودانية" كان ذلك الشارع الأمدرماني واجهة لواحدة من ممارساتنا الكلاسيكية: الصلح والقرى.

    وجاء السائق على مقاس المثال المتوقع من الجعلي. وما زالت مفتوناً بحكاية الجعلى الذي انتهى به فيض الكرم والضيافة إلى نوع من "الشِبكة" والحمق. وهي أيضاً من المعلوم عن الجعليين بالضرورة. وحكى نمر ومحمد سعيد معروف (أظن) هذه النادرة في كتابهما الصغير عن الجعليين. قيل إن جعلياً تعرف على أحدهم في غير دار الجعليين وأعجب به إيما إعجاب. فعزمه أن يزوره في دار جعل. ولما حل الرجل ضيفاً على الجعلي لم تسعه الفرحة ولا عرف كيف يبلغ الغاية من إكرامه. قيل إنه ذبح له كل يوم وأولم للقرية على شرفه على مدار الوجبات الثلاث. ولم يزايل الجعلي مع ذلك الشعور بأنه قد قصر في حق صديقه. أَفو. واستبد به نقص الإكرام يوم طوى الضيف برشه ليسافر إلى أهله. فأخذه الجعلي إلى القطر وهو أسيف كسيف لأنه تبقى الكثير مما لم يقم به تجاه ضيفه. ولم يكد الجعلي وضيفه يدخلان محطة السكة الحديد حتى رأى الجعلي رجلاً سميناً أميناً مفتول العضل سليم العين أي أعوراً. فانقدحت في ذهنه فكرة جهنمية لإكرام ضيفه بصورة نهائية سديدة. فقال له: "يا فلان أخوي عليك الله إن ما دورتلك شكلة مع الأعور دا وزحيت منو خليت الباقي علي!"

    ========
    وقد سمعت عن منافستهما هذه الحكاية الطريفة. فقيل إنه ما جاء عيد الاستقلال حتى تنافسا حول من منهما أطول علماً على دكانه تحية للمناسبة. وكان يراقبان بعضهما البعض فمن زاد بوصة زاد منافسه بوصتين. وكانت هذه المزايدة على محبة السودان تجري على مرأى وسمع أهل الحلة. سودانا فوق.




    www.sudaneseonline.com
                  

04-04-2007, 11:45 PM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    تحياتي:
    الكثير من الملح ضار و قليله مفيد.
    في السودانيين يوجد من يقتل الأنبياء.
    و فينا من يسرق مال الفقراء.
    و فينا المتخمون و جيرانهم جوعى.
    و فينا من هلل لوأد النظام الديقراطي في 1989.
    و فينا من يطفئ سيجاره في ججمة قتيله في الجنوب.
    و مع هذا فالحمد لله الذي و هبنا السودان الواسع الجميل المليح!!
                  

04-09-2007, 08:43 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: Masoud)



    بين ما جاء فى كتاب "مانديلا" Long Walk to Freedom , حين زار "الجزائر" و شاهد فى مدينة "وجدة" استعراض جيش "حركة التحرير الجزائرية" بدعوة من "الحركة" آنذاك:
    At the rear was a rather rag-tag military band that was led by a man called Sudani. Tall, well built and confident, he was as black as the night. He was swinging a ceremonial mace, and when we saw him, our whole party stood up and started clapping and cheering. I looked around and noticed others staring at us, and I realized that we were only cheering because this fellow was a black man and black faces were quite rare in Morocco. Once again I was struck by the great power of nationalism and ethnicity. We reacted instantly, for we felt as though we were seeing a brother African. Later, our hosts informed us that Sudani had been a legendary soldier, and had even reputedly captured an entire French unit single-handedly. But we were cheering him because of his colour not his exploits.

    أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
                  

04-09-2007, 08:46 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    اليهود في السودان

    قراءة في كتاب الياهو سولومون ملكا

    «أطفال يعقوب في بقعة المهدية .. «1»

    مدخل

    هذا كتاب نادر بلا نظير في موضوعه وفي حشد معلوماته وقد توافر لاعداده وتشذيبه ونشره في طبعة جيدة الاستاذ مكي حسن أبو قرجة الصحفي بمؤسسة الامارات للاعلام (صحيفة الاتحاد) وأرادت «الرأي العام» هنا استعراض بعض أهم فصوله تلك التي تقدم للقاريء معرفة جديدة ليهود السودان.

    الاستاذ مكي حسن أبو قرجة بدأ مدخله على كتاب الياهو سولومون ملكا اليهودي المعروف في السودان بمقدمة جامعة ربطت بين أمس قديم وتاريخ أحدث حيث يحكي عن وضعية اليهود وسط المجتمع السوداني المسلم .. ونعرف أن مؤلف الكتاب للاصل اليهودي الياهو سولومون ملكا - هو ابن كبير الحاخامات للجالية اليهودية في السودان - سولومون ملكا (1878-1949) الذي جاء السودان من طبرية منذ عام 1906م وهو لما يكن شاباً في الثامنة والعشرين من العمر ولكن مسارات حياته هنا وهناك اكتنفتها كثير من الانشطة اليهودية والمصادفات والأحداث وكثير منها قد رصده هذا الكتاب، وننتقل الآن إلى مقدمته ونحسب ان مادته ستكون جاذبة للقارئ.

    (م. ص)

    وقفة الشاعر الثائر في وجه السلطان الجائر

    في موقف جاش فيه بعواطفه الثورية الرومانسية وبشممه وإبائه المعروفين كتب السفير السوداني بالجزائر الشاعر صلاح أحمد إبراهيم في عام 1974م رسالة غاضبة الى الرئيس جعفر نميري قادحاً وشاجباً تصريحات عاجزة كان قد أدلى بها الرئيس للصحافي المصري أنيس منصور نشرها في العدد الأول من مجلة (أكتوبر) . لم ينتظر صلاح رداً على رسالته،، لملم أوراقه وأشياءه وغادر السفارة غير آسف، ومن ثم توجه الى باريس التي اتخذها منفى اختيارياً له حتى أدركته المنية في عام 1993م. كانت تلك التصريحات ضرباً من لغو الحديث، ما استطاع أعوان نميري الذين حضروا اللقاء احتواءها بحذف المثير منها فقد أصر أنيس منصور على نشرها كاملة . خلفت تلك التصريحات آثاراً مؤلمة حيث أصاب رشاشها بعضاً من الدول الشقيقة، إلا أن ما أغضب صلاحاً حقاً فقد كان ذلك الحديث الخاص بإعدام الشفيع أحمد الشيخ - رئيس اتحاد نقابات العمال . فقد كان نميري يحاول تبرير فعلته المنكرة بمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية .. حيث راح ثلاثة مدنيين من خيرة أبناء شعبنا، وهم الشفيع وعبد الخالق محجوب وجوزيف قرنق، ضحايا لذلك الرعب الذي أعمى الزعيم عن رؤية الحق الصريح، وعن قواعد القانون والعدل والإنصاف . قال نميري ان اليهود هم الذين جاءوا بالشيوعية الى السودان وأصهار الشفيع هم من اليهود وأشار الى عائلات سودانية أخرى بوصفها يهودية ما كان يدري ما يقول .. فالرجل ما كان يكترث بتاريخ بلاده السياسي والاجتماعي ولا ثقافتها.

    وما كان يدرك أن أصهار الشفيع هم من العائلات السودانية العريقة المعروفة، من دنقلا حتى القطينة فأم درمان . (وهم نفر كريم من أهلنا) . وما كان صلاح غافلاً عن ان الديانة اليهودية ليست سبة ولا معرة - فهم أهل كتاب - لولا ارتباطها بالمشروع الصهيوني الذي اغتصب الحقوق الفلسطينية .. ولكنه أدرك الخبث المنطوي في ثنايا حديث نميري ومحاولته النيل من الشفيع وزوجته السيدة الفضلى فاطمة أحمد ابراهيم الناشطة السياسية المعروفة .

    قدم الكاتب السوداني شوقي ابراهيم بدري مساهمة بارزة بكتابه (حكاوي أم درمان) حول التاريخ الاجتماعي لمدينته - التي أحبها - خلال السنوات التي تفتح وعيه فيها . وتعرض بصورة حانية ومحبة لبعض العائلات اليهودية التي أقامت بالمدينة منذ المهدية، ونوه بفضلها واندماجها في الحياة السودانية . فنساؤها أنجبن من السودانيين أفضل الأبناء والبنات . فالسيد محمد الفضل أول مدير عام سوداني لمصلحة السكة الحديد - خال الشاعر صلاح أحمد ابراهيم واخوته - أنجب من السيدة وردة اسرائيل الدكتور فاروق - المقيم حالياً في بريطانيا، والدكتور فيصل عليه رحمة الله، والدكتور فتحي - المقيم حالياً في براغ - وشقيقاتهم فاطمة وفتحية وفائزة، وجميعهم كرسوا حياتهم وقدموا تضحيات جسام في سبيل ما اقتنعوا بأن فيه خيراً للسودان، والمرحوم الدكتور فيصل اختصاصي الباطنية أذكره بالخير والمحبة فقد التقينا وتصادقنا وتقاسمنا الخبز وحب الوطن في أيام لاتزال ذكراها عابقة وراسخة.

    وآل اسرائيل بأم درمان - الذي تمسك أيضاً بدينه الإسلامي - وصفهم شوقي بأنهم في عزم الأسود يفيضون وطنية ورجولة . وقد أنجب إسحاق إسرائيل من كريمة السيد محمد عبد الرحيم - المؤرخ الشهير - منصوراً وسميرة واخوتهم الذين عرفوا بأنبل الخصال وأشرف المواقف.

    شهد المجتمع السوداني في القرن التاسع عشر - خلال الحكم التركي - وجود عدد كبير من الجاليات الأجنبية، أتراك ويونانيين وإيطاليين وروس وبريطانيين وفرنسيين وألمان ويهود - غير المغاربة الذين وفدوا منذ مئات السنين . لم نجد فيما هو متاح من الكتابة عن تاريخ السودان ذكراً لليهود قبل ذلك، عدا الإشارة الى الرحالة اليهودي اليمني صالح روبين الذي زار السودان في أوائل القرن السادس عشر إبان نشوء دولة الفونج الإسلامية . وقد كتب انطباعات يشير إليها المؤرخون من وقت لآخر.

    إلا أن عدداً من المؤرخين المحدثين أشاروا إلى وصول أعداد من اليهود في مراحل مبكرة. وذكروا أن مجموعة فيلة التي استقرت في مصر لفترة من الزمن أجبرت على الرحيل فتوجهت جنوباً وربما تكون قد أقامت في مناطق مختلفة بالسودان . كما ذكروا أن منليك الذي كان ثمرة الزواج بين نبي الله سليمان وبلقيس ملكة اليمن عاد إلى اثيوبيا تصحبه جماعة من رفاقه باحثاً عن ملك أجداده، وقالوا إنهم ربما حملوا معهم ألواح موسى.

    وعندما اندلعت الثورة المهدية في أنحاء السودان المختلفة وباتت الخرطوم هدفاً لها أخذ الأجانب يتسللون هاربين . وبعد تحريرها في يناير 1885م اتخذ الإمام المهدي من أم درمان عاصمة للدولة الوطنية . وانتقل من تبقى من سكان الخرطوم إلى العاصمة الجديدة. وكان من بينهم أقباط ويونانيون ومجموعات أخرى من الكاثوليك والبروتستانت - بعضهم قساوسة وراهبات - وقد أسلموا جميعهم وأطلق عليهم اسم المسالمة . أما اليهود فقد كانوا ثماني عائلات من السفارديم (هؤلاء الذين عاشوا في الأندلس أيام مجدها الزاهي وعصرها الذهبي الذي انطوت صفحته بسقوط غرناطة في عام 1492).

    لم تتوافر للمؤرخين والمهتمين معلومات كافية عن هذه الجالية اليهودية التي أشهر أفرادها الإسلام وعاشوا بين الناس طوال سنوات المهدية . وبعد سقوطها في يد الاستعمار البريطاني ارتد معظمهم عن الإسلام وعادوا لليهودية سافرين. وظلت أقلية منهم على دينها - هؤلاء الذين لا تزال الأجيال الثالثة والرابعة وربما الخامسة تعيش بيننا حيث اندمجوا في محيطهم على النحو الذي ذكرناه في ما سقناه من نماذج.

    وفي تقرير لمخابرات الإدارة البريطانية بالسودان أعده سردار الجيش المصري لوكيل وزارة الحربية تمَّ حصر رعايا دولة الحكم التركي المصري الذين بقوا في السودان بعد تحرير الخرطوم . يشتمل التقرير على عدد غير قليل من الأرمن والسوريين والإيطاليين والقبارصة والهنود واليونانيين، إلا أن قسما خاصا في هذا الجزء من التقرير أفرد لليهود، إذ تم الافصاح عن الاسم الأصلي لكل منهم وتفاصيل عن عدد أفراد الأسرة واسمائهم والاسم الذي فرضه عليهم دخولهم في الإسلام، بالاضافة إلى بعض التفاصيل الأخرى. وجاء تقسيم اليهود في التقرير المذكور إلى أربع مجموعات أكبرها في الخرطوم (خمس أسر) ثم كردفان (أسرتان) وبربر (أسرة واحدة) ثم كسلا (أسرة واحدة).



    الخرطوم : موسي بسيوني، واسحاق بسيوني، وابراهيم اسرائيل، وخضير، ونسيم حيفاس، وكردفان : داؤود منديل، وجوزيف سليمان، وبربر : مراد بيسي، وكسلا المليح زابت.

    وفي بداية القرن العشرين أخذت أفواج اليهود تتدفق نحو السودان - تجاراً ومغامرين وموظفين في السلطة الاستعمارية ومؤسساتها . ولم يلبث التجار منهم أن استأنفوا نشاطاً تجارياً محموماً في أسواق جديدة واعدة . فكونوا الشركات وراكموا الثروات وشيدوا المنازل الواسعة الفخمة وانتقل بعضهم الى المدن الإقليمية، وأدخلوا أبناءهم المدارس، كلية غردون وكمبوني .. وأقاموا علاقات واسعة مع السودانيين وتشربوا الحياة الثقافية السودانية وتأثروا بالقيم الاجتماعية والأخلاقية . إلا أنهم ظلوا يهوداً ملتزمين بديانتهم، فأقاموا معبداً ونادياً اجتماعياً، وأخذوا يتصاهرون في إطار جاليتهم.. تكاثروا حتى بات لديهم مقبرتان في الخرطوم وأم درمان . واستمر حالهم ذاك حتى تفجر الصراع العربي - الاسرائيلي وأعلن الكيان الصهيوني قيام دولته عام 1948م فحدث تحول واضح في شعور العرب والمسلمين تجاه اليهود المقيمين ببلدانهم وإن لم يرق إلى مستوى المضايقات السافرة حتى وقع العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956م. أخذت الجاليات اليهودية في الدول العربية - بما في ذلك السودان - ترتب أوضاعها وفق رؤى جديدة، فأخذوا يتسللون الى اسرائيل والى الدول الأوروبية والولايات المتحدة.. وفي السودان ربما يكونوا قد تباطأوا قليلاً إلا أنهم أخذوا يغادرون عائلات وفرادى عبر مصر واريتريا حتى منتصف سنوات الستين.

    عندما زار شوقي بدري فلسطين المحتلة استقبله اليهود السودانيون المقيمون في تل أبيب وغيرها من المدن بكثير من الترحاب وبالغوا في إكرامه والاحتفاء بمقدمه، ورفض أصحاب المطاعم منهم أن يتقاضوا قيمة ما تناوله من وجبات، وأمر أحدهم عماله بأن يعتبروه ضيفاً في كل الأوقات، وكان يردد له (أنتم السودانيون خيرة الرجال).

    وفي كتابه المليء بالعجائب والمفارقات يروي شوقي أن (الياهو بن اليسار اليهودي السوداني الذي ترأس الكنيست كان أثناء دراسته في جامعة الخرطوم عضواً في الحزب الشيوعي السوداني، وكان كادراً نشطاً يجيد تحريك ماكينات الطباعة السرية الخاصة بالحزب وتوزيع المنشورات وقد عرفه كثير من الناس مناضلاً جسوراً ضد ديكتاتورية عبود) وكثيراً ما يروي صحافيون سودانيون قصصاً عن لقاءات مع الياهو في مطارات وعواصم أوروبية فيندفع نحوهم معانقاً بانفعال ومحبة.

    وفي كتابة لاحقة عبر الانترنت ذكر شوقي بدري ان كثيرا من الشوام الذين عاشوا بالسودان كانوا يهوداً أمثال عائلة قرنفلي وآل ساسون الذين ارتبطوا بمنطقة كردفان، ومن ابنائهم موسي مؤلف كتاب «سبع سنين في بلاد المصريين» . وتحدث شوقي أيضاً عن آل بسيوني وقال إنهم كانوا من كبار التجار في العهد التركي ثم أقاموا دكاكين خلال فترة المهدية بأم درمان.

    وقال إن موسي ويعقوب بسيوني كانا مسؤولين عن مالية وتجارة الأمير يعقوب (جراب الراي)، وكان بالقرب من متاجرهم متاجر آل عبودي اليهودي .. حيث كان ابراهيم عبودي يحفظ القرآن الكريم . وأشار إلى انتقال عائلته إلى مدينة نيويورك خلال سنوات الخمسين والستين من القرن العشرين ولايزالون يتحدثون مع ابنائهم بلهجة ام درمان . أما موريس عبودي فلديه متجر متخصص في بيع لعب الأطفال والأحذية النسائية ولا يزال يردد باستمرار أغنية «البنسلين يا تمرجي» . وجوزيف لديه شركة للتحف والصيني، بينما يترأس ابنه ابراهيم الجمعية اليهودية في نيويورك وأما الدكتور شلومو - الذي تخرج في جامعة الخرطوم - فلديه مستشفى خاص في نيوجيرسي، أما الاصغر داؤد فهو محامٍ - يوسف عبودي شقيق ابراهيم كان يسكن بالقرب من سينما الحلفاية بالخرطوم بحري . ولم ينس شوقي أن يذكر نسيم قاوون الذي أقام عرساً سودانياً لابنه في هوتيل داؤود بتل أبيب.

    وحتى الأجيال الجديدة من اليهود السودانيين التي لم تر ذلك البلد البعيد وعاش معظمها في أوروبا تحمل ذكريات غامضة وحباً مبهماً للسودان .. ولعله من أغرب الأحداث أن يسافر الشاب الإيطالي جوزيف مارينجون - حفيد راشيل ليفي التي عاشت بالسودان - الى نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1994م ليشارك مجموعة من يهود السودان الذين قدموا من أوروبا وأماكن أخرى لتقديم العزاء في وفاة زوجة ابن حاخام الجالية اليهودية التي كانت تقيم بالسودان .. ذلك الوطن الذي بات مستحيلاً.

    هؤلاء اليهود هجروا السودان وحملوا ثرواتهم التي كونوها فيه ونقلوا شركاتهم الى أوروبا والولايات المتحدة وامتدت فروعها في كافة أنحاء العالم، وانقطعت صلاتهم بالسودان بعد أن صودرت جوازاتهم، واندفعوا يدعمون الكيان الصهيوني ويقدمون فلذات أكبادهم مجندين في جيش الدفاع الاسرائيلي الذي ما فتيء يلغ في دماء الفلسطينيين الأبرياء . هؤلاء اليهود لم يستطيعوا نسيان السودان ولم تعوضهم اسرائيل عن ذلك الحنين الجارف الذي يلف أرواحهم.

    فاجأني الصديق الدكتور كمال إدريس،، الطبيب المهتم بالثقافة الوطنية بأن أهداني نسخة مصورة من مؤلف نادر كتبه اليهودي الياهو سولومون ملكا قامت بنشره وتوزيعه مطبعة جامعة سيراكوز الأمريكية عام 1997م. والمؤلف هو ابن كبير الحاخامات للجالية اليهودية في السودان، سولومون ملكا (1878-1949) - الذي قدم إلى السودان من منطقة طبرية بفلسطين إلى أم درمان في أغسطس عام 1906، وكان عهد ذاك في الثامنة والعشرين من عمره .

    حين أعيد مؤلفه هذا كان الكاتب قد بلغ الثامنة والثمانين، وكان يمكن أن يموت منذ وقت طويل دون أن يؤرخ للجالية اليهودية في السودان،، ويكون بذلك قد ضاع جزء مهم من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للسودان، حمل المؤلف عنوان (أطفال يعقوب في بقعة المهدي .. اليهود في السودان).

    لم يمض وقت طويل حتى اتحفني الصديق الدكتور محمد صادق جعفر بالنسخة الأصلية للكتاب فأتاح لي فرصة الترجمة والاندفاع في قراءته بالرؤية التي اعتقد أنها تمكن القاريء السوداني من الوقوف على تلك التجربة التي لم يخضها أحد سوى الياهو ملكاً .. فمن هو ؟ ..

    في العام الماضي 2003م عثرت على اسمه من بين مجموعة من الناس شاركت - من داخل وخارج السودان - بكلمات في حفل تأبين المرحوم محمود حاج الشيخ عمر المحامي، وكان الياهو قد بعث برقية جسدت مثابرته على مشاركة السودانيين في أفراحهم وأتراحهم . فالرجل لا يزال يحتفظ بذكرى الوطن الذي ولد ونشأ فيه وعاش حتى كهولته حاملاً جنسيته وشديد الاعتزاز والفخر به . إلا أنه شأن سائر اليهود كان يحمل في داخله انتماءً آخر ويسعى إلى تحقيق حلم كرس حياته كلها من أجله كما يبدو ذلك جلياً في كتابه . والواضح ان الجالية اليهودية التي عاشت بالسودان جاءت من أجل قيام وطن لليهود في فلسطين .. وساهمت بكل ما تستطيع لتحقيق ذلك الهدف . كان زعماء الحركة الصهيونية والعالمية يزورون الخرطوم بشكل منتظم يشرفون ويوجهون. كما كانت الجالية اليهودية بمصر تقدم العون والمساعدة في الحركة والتنظيم لنظيرتها - أو فرعها بالأحرى - في السودان .

    كان الياهو منذ أن اشتد عوده في ثلاثينات القرن العشرين يغادر الخرطوم في عطلاته فيزور فلسطين - وهي تحت حكم الانتداب البريطاني. ويلتقي بأناس معينين وينضم لتنظيمات شبابية تؤدي مهامها في اطار الأهداف الصهيونية. لم يخف ذلك في كتابه ولم يلجأ للف والدوران بل ظل يعلن باستمرار أنه عاش حياته من أجل شعبه اليهودي . لم يكن الياهو يبدي أي اهتمام بالحركة الوطنية في السودان فقد عاصر ثورة 1924م وهو في الخامسة عشرة من عمره فلم يشر إلى انطباعاته عنها من قريب ولا بعيد، كما لم يهتم بحركة الخريجين وزخمها منذ أواخر الثلاثينات. كان اهتمامه بالقضايا الصهيونية وإعلان دولة اسرائيل وبناء تنظيمات «بناي - بريث يملأ عليه اقطار نفسه.

    عاش الياهو حياة ناعمة مترفة في الخرطوم حيث كان موظفا كبيراً في شركة جلاتلي واستمتع بأيام وليالي الخرطوم وهو في عنفوان عزها الاجتماعي . واتاحت له وظيفته السفر في العطلات إلى أجمل بلاد الدنيا وتعليم طفليه في أرقى الجامعات العالمية.. إن تجربته الشخصية لجديرة بالقراءة بالاضافة إلى ما اتاحه لنا من معلومات عن الجالية اليهودية التي تنامت وازدهرت في السودان لأكثر من ستين عاماً . إلا انه يجنح قليلاً نحو المبالغة ويميل للزهو وخاصة في ما يتعلق بالنجاح الذي أصاب اليهود في السودان والخدمات التي قدموها للبلد، كما يفخر كثيراً عندما يتابع أفراد تلك الجالية في مهاجرها الجديدة.

    أقدم هذه القراءة لهذا الكتاب بعد ان استبعدت عنها كل ما ساقه المؤلف من تاريخ وجغرافية السودان التي بدا لي ان معلوماته عن ذلك ضعيفة وعادية في معظم الأحيان لا تقدم جديدا للقاريء السوداني.

    هذه القراءة تم نشر معظمها في حلقات بصحيفة «الاتحاد» الظبيانية وكثير من الصحف السودانية تعرض الكتاب الى محاور كثيرة لم يجمعها مؤلف آخر من قبل .. تعرض في توسع إلى يهود المهدية الذين ارتدوا عن الاسلام بعد دخول الانجليز .. ويحدثنا عن دخول الحاخام ملكا الى ام درمان وتشييد الكنيس اليهودي، وعن اليهود الهاربين من النازية الذين وجدوا ملاذهم في الخرطوم .. ثم يستعرض رؤساء الجالية اليهودية في الخرطوم خلال سبعة عقود .. ومن هم زعماء الصهيونية العالمية الذين زاروا السودان .. وهكذا حتى يبلغ بنا تتبعه ليهود السودان في المهاجر الجديدة وفي اسرائيل وكل هذا مع سرد لذكريات ملكا عبر اسفاره واستقراره.

    http://www.rayaam.net/22004/05/18/tahgigat/hiwar3.htm
                  

04-09-2007, 10:21 PM

taha

تاريخ التسجيل: 07-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    متابع وبي مزاااج عشان كدة فوق
                  

04-09-2007, 10:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: taha)


    حكى صديق عن فترته التي قضاها في ليبيا قبل مجيئه لأمريكا.. قال فوجيء مجموعة "العزابة" من السودانيين في صباح يوم من الأيام ببنت تشادية تدق على باب بيتهم تريد أن تكلمهم..

    قال رحبوا بها بوجوه متسائلة مستفهمة عما عساها تريد أن تقول هذه الشادية.. قال أخبرتهم أنها تعيش مع زوجها الشادي في بيت قريب منهم وأنها الآن على خلاف مع زوجها وقد اهانها ولا تريد أن ترجع إليه.. حكت إليهم أن أبوها وصاها أنه في ليبيا إذا اختلفت مع زوجها وضاقت بها السبل ولم تعرف ماذا تفعل.. أن تتوجه لأي بيت سودانيين وتخبرهم بحالها..

    قال كان موقفا مبكيا لهم.. قالوا لها "أنت أختنا.. قولي لنا ما تريدين...".. إن شئت نتحدث مع زوجك، وإن شئت نوجد لك مكان تقيمين فيه، وإن شئت نرجعك بالطائرة لتشاد معززة مكرمة..!!

    وقد فعلوا، بطبيعة الحال..!!....
                  

04-09-2007, 10:31 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)


    صحيفة آخر لحظة - مستر «هوران » وحديث عن السودان

    الطيب صالح
    السبت 7 إبريل 2007م، 20 ربيع الأول 1428هـ العدد 250
    مستر «هوران » وحديث عن السودان
    في حفل العشاء الذي أقامه مؤتمر جمعية الدراسات السودانية، كان الخطيب هو (مستر هيوم هوران-Hume- Horan) أحد السفراء السابقين للولايات المتحدة في السودان.
    مستر هيوم هوران معروف بحبه للسودان وشعبه، وقد عبَّر عن ذلك بقوله:

    ( من واجب الدبلوماسي أن يكون محايداً مثل الطبيب، إذا ترك عواطفه تتغلب عليه، فلن يكون مفيداً.. ولكنني أعترف أنه كان من الصعب عليّ أيام عملي سفيراً للولايات المتحدة في الخرطوم، ألاَّ أكون متحيزاً للسودان.. وذلك لأن السودانيين يمتازون بجاذبية غير عادية)..هذا الحب للسودان، هو الذي جعل مستر هوران يبدأ حديثه معبِّراً عن حزنه العظيم لما صارت إليه الأحوال في السودان، كما يراها، من عزلة سياسية وأحوال اقتصادية بالغة البؤس، وسمعة سيئة في المحيط الدولي،
    أسهب مستر هيوم هوران (إنني أرجو، بل أدعو الله، أن يغلب جانب الحكمة والعقل على أعمال المسؤولين في السودان. ماهو البديل؟ خمسون عاماً أخرى من الحرب الأهلية؟ اقتصاد بلغ من الدمار حداً عاد به إلى العصور البدائية؟ عزلة انتحارية- لا سفارات، لا أصدقاء باستثناء أصدقاء يشك المرء في صحة عقولهم؟.
                  

04-10-2007, 00:34 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى الأستاذ: السودانيون ملح الأرض (Re: عبدالله عثمان)

    سلام للجميع ..

    في هذا النقاش - ان كان ثمة نقاش في هذا البوست -
    اجد نفسي متفقا مع راى الاستاذ محجوب علي ..

    نعم للسودانيون - والسودانيون خشوم بيوت وذوي ثقافات مختلفة وطباع متباينة؛ شعوبا وافرادا-
    صفات ايجابية كثيرة ومواقف مشرفة في السلوك والمفاهيم .

    ولكن ايضا هناك التعصب وهناك الجهوية وهناك اضطهاد المراة وهناك العنصرية
    وهناك كل الجوانب السلبية؛
    لثقافة تقوم على تخوم التخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي ..

    لا اريد ان اقول ارحموا الشعب السوداني من هذا الحب القاتل؛
    لكن اقول ان هذا الطريق العاطفي في النظر - وحده لا يفيد - .

    تحياتي لذكرى الاستاذ ولكل السودانيين ..

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de