فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!*

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 11:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2004, 11:53 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!*

    قتل المرتد : «1» الجريمة التي حرمها الإسلام
    الحاج وراق



    * حرية الضمير، أي حرية الاعتقاد، مقدمة كل حرية أخرى، ولأننا لم نزل في العالم الإسلامي نغمط هذه الحرية، بفتاوى من فقهاء الظلامية وبدعوى (قتل المرتدين)، فليس غريباً ان الاستبداد الشامل مازال يفشو في عالمنا، وعلى رأسه بالطبع الاستبداد السياسي.
    * فهل يتفق الاسلام وماذهب الىه فقهاء الظلامية؟
    لقد توفر أحد الباحثين المخضرمين على دراسة هذه القضية، وهو الاستاذ محمد منير أدلبي - من سوريا، ونشر دراسة تحليلية موثقة تثبت بطلان الزعم بمشروعية قتل المرتد في الاسلام، تحت عنوان (قتل المرتد: الجريمة التي حرمها الاسلام) وصدرت عن (دار الاوائل) 2002م.
    * ويورد الاستاذ محمد منير اهمية المشكلةقائلاً:
    الحق اقول لكم فانتبهوا وتفكروا:
    من خلال الاعتقاد بشرعية «قتل المرتد»،
    حرض المفسدون من حرضوا،
    وقتلوا ظلماً من قتلوا،
    وسفكوا اغتيالاً دم من سفكوا،
    فعلوا كل هذا،
    من غير تردد في العقل،
    ولا وجل في القلب،
    ولا وخذ في الضمير،
    لماذا؟
    لانهم يؤمنون انهم ينفذون حكم الله فيمن يعتبرونه هم كافراً مرتدًا حلال الدم.
    والحقيقة ان الله ، ورسوله والاسلام براء من هذا الافتراء، ولكن اين من يخطئ هؤلاء في اعتقادهم والكل تعلم ويتعلم منهم الدين والأحكام؟
    أين من يعلم اجيالنا، التي تتلمذت على ايدي هؤلاء الناس، حقيقة حكم الاسلام العظيم الذي هو رحمة وامل وسلام على العالمين، ويبين لهم البيان الحق للقرآن المبين، ويفهمهم ان (قتل المرتد) جريمة حرمها الاسلام وشرعها المشايخ في عصورالظلام، وانها افساد في الارض يغضب الله تعالى، وان الذي يُقتل اثناء قيامه بهذه الممارسات لا يموت شهيداً وانما يموت مجرماً قاتلاً لنفسه وللبريئين من عباد الله تعالى).
    * ولاثبات قضيته يلجأ الباحث الى القرآن الكريم و الحديث النبوي، والى السيرة، والى مناقشة مايسمى بالاجماع في فصول متتابعة.
    ويبدأ الكاتب بالقرآن الكريم فهو الاساس، مورداً في ذلك الاية : (تلك آيات الله نتلوها علىه بالحق، فبأي حديث بعد الله يؤمنون)
    ومن ثم يورد العديد من الآيات القرآنية، والتي تنص بصورة واضحة لا لبس فيها على حرية الاعتقاد:
    * (لا اكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي)
    البقرة 257
    * (وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر)
    الكهف 30
    * (وقل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن إهتدى فانما يهتدي لنفسه، ومن ضل فانما يضل علىها، وما أنا علىكم بوكيل)
    يونس 108
    * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
    يونس 100
    * (فذكر إنما انت مذكر، لست علىهم بمسيطر)
    الغاشية 22
    * (وما أنت علىهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)
    سورة ق 46
    * (ولو شاء ربك ما أشركوا، وما جعلناك علىهم حفيظاً، وما أنت علىهم بوكيل)
    الانعام 108
    * (قد جاءتكم بصائر من ربكم، فمن أبصر فلنفسه، ومن عمى فعلىها، وما أنا علىكم بحفيظ)
    الانعام 405
    * (ربكم أعلم بكم ان يشأ يرحمكم، وان يشأ يعذبكم، وما أرسلناك علىهم وكيلا)
    الاسراء 25
    * (وكذب به قومك وهو الحق، قل لست علىكم بوكيل)
    الانعام 67
    * ليصل الكاتب من هذه النصوص القرآنية الى «هذا هو الإسلام وهذا هو القرآن.، فمن العلم بهذه الآيات الكريمة، من الاستنارة بهذا الفيض من النور الالهي تشرق شمس الحق ساطعة علىنا: يقول الله رب العالمين كما جاء في القرآن الكريم انه هو الذي شاء فأعطى حرية الضمير وحرية العقيدة للناس، وهو وحده الذي يجازي الناس على هذه الحرية، وهو وحده السلام المؤمن المهيمن فلاهيمنة لأحد على احد من الناس فيفرض علىهم عقيدة او يمنعه من الايمان بعقيدة..
    وهو العزيز الجبار المتكبر فلا يتجبرن احد على احد فيكرهه على ما يعتقد. ولا يتكبرن احد على عباد الله فالكبرياء والجبروت لله وحده. يا أيها الناس ان الله عز وجل لم يجعل سيدنا محمد صلي الله علىه وسلم على عباده وكيلا، أفتجعلون من أنفسكم وكلاء عن الله على عباده؟!»
    * ثم يورد الكاتب الآيات القرآنية التي تحدثت عن الردة ليخلص منها الى أنها لم تنص ابداً على قتل المرتد وانما تركت عقوبته على الله سبحانه وتعالى:
    - (ولايزالوا يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا، ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)
    البقرة 258
    - (ان الذين آمنوا، ثم كفروا، ثم آمنوا، ثم كفروا، ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) النساء 138
    (لاحظ : تكرار الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا، فلو كانت عقوبة الفعل القتل فهل ترى تتوفر لهم امكانية تكرار ذات الفعل مرة أخري؟!)
    - (ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى، الشيطان سول لهم وأملى علىهم)
    محمد 8
    - (من كفر بالله بعد إيمانه، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعلىهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)
    النحل 105
    - (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع علىم)
    المائدة 55
    نواصل......
                  

01-16-2004, 11:53 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    * نواصل مع الأستاذ/ محمد منير ادلبي في مؤلفه: (قتل المرتد: الجريمة التي حرمها الإسلام).

    وقد أورد -كما سبق- العديد من الآيات القرآنية التي تتناول الردة، دون أن تنص على عقوبة دينوية عليها ونضيف إليها:

    - «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. ومن ينقلب على عقبيه فلن يضير الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين». آل عمران 145

    - «إن الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون». آل عمران 90

    * ولتأكيد الاستنتاج بأنه لا عقوبة دنيوية للمرتد، يورد الكاتب مؤامرة احبار اليهود في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والتي يرويها القرآن الكريم في سورة آل عمران آية 73:

    «وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون».

    ويورد تفسير الحسن البصري لهذه الآية: «انهم طائفة من أهل الكتاب ارادوا ان يشككوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يظهرون الايمان بحضرتهم، ثم يقولون عرضت لنا شبهة اخرى فيكفرون ويستمرون على الكفر حتى الموت..»

    ليخلص الكاتب إلى «فإذا كان قتل المرتد هو الحكم الذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطبقه، فكيف كان يمكن لليهود الذين هم (أحرص الناس على حياة) أن يجرأوا على التفكير في اعلان اسلامهم أول النهار، ثم اعلان كفرهم آخره، اذا كانت حياتهم هي الثمن الذي يدفعونه بسبب ارتدادهم؟!».

    * ثم يناقش الباحث خطأ الذين يستشهدون بالآية: «... فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا ايمان لهم..» ليصلوا منها إلى حكم بقتل المرتد.

    ويدرج الباحث الآية المذكورة في سياقها من سورة التوبة الآيات من 3-14 ليتضح معناها:

    ( واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله، فإن تبتم فهو خير لكم. وان توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم* إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فاتموا اليهم عهدهم إلى مدتهم ان الله يحب المتقين* فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم* وان أحد من المشركين استجارك فآجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه، ذلك بأنهم قوم لايعلمون* كيف يكون للمشركين عهد عند الله ورسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام، فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين* كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون* اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله انه ساء ما كانوا يعملون* لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون* فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون* وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون* ألا تقاتلون قوماً نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم، فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين* قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين». التوبة 3-14

    ليصل من ثم إلى أن هذه الآيات تشير إلى المشركين الذين نكثوا عهودهم واستهزأوا بالدين وليس فيها أي ذكر لأناس ارتدوا عن الإسلام.

    وتخاطب هذه الآيات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بأن الذين صاروا اعداء لدينك هم أول من سيبادر بالاعتداء عليك. وتعطيه الاذن بقتالهم وزعمائهم الذين عهودهم زائفة وغير جديرة بالتصديق.. وان الاذن قد اعطى من اجل صدهم عن القيام بأعمال عدوانية سيبادرون بها للقضاء عليك.

    ونجد في موضع آخر من القرآن الكريم توجيهاً بالتعامل مع الكفار الآخرين الذين لم يتجاوزوا حدوداً معينة:

    «عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم * لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين* انما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون» الممتحنة 8-10

    فنجد ان الله تعالى يأمر المسلمين بأن يكونوا بارين بالكفرة والمشركين الذين لم يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من ديارهم، كما يأمرهم أن يتعاملوا معهم بالقسط، فكيف يمكن للبر والقسط أن يتفقا او ينسجما مع الإكراه والعدوان؟!

    ومن ثم يخلص الكاتب إلى أن الآيات المشار اليها في سورة التوبة، تتحدث عن المشركين المقاتلين والذين تجاوزا حدوداً معينة. ولا علاقة لها من قريب او بعيد بالمرتد عن الإسلام. وإلا فإن القائلين بذلك لا يمكنهم تقديم اى شرح لهذه الآيات. ولا تقديم تبرير لتناقض مفهومهم مع العديد من الآيات القرآنية الأخرى.

    *وبعد أن يؤسس الكاتب لموقفه من القرآن الكريم لا ينسى تأكيد حقيقة حجية القرآن المجيد. وهيمنته على مصادر التشريع الآخرى، فيورد قول التفتازاني: «وقد اتفق اهل الحق على ان كتاب الله مقدم على كل قول... وقد حفظه الله وعصمه وما مسته أيدي الناس. وما اختلط فيه شئ من اقوال المخلوقين»... كما يورد موقف الامام الشافعي وعنده في مقابل آية من القرآن المجيد فإن الحديث المتواتر كلا شئ...

    * ثم يورد الكاتب من بعد ذلك الأحاديث النبوية الدالة على أن المرتد لا يقتل بارتداده....

    نواصل غداً..

    * حاشية مختلفة:

    كتب سعد الدين جلال بصحيفة «الحياة» أمس انه اعطاني تعقيباً على عمودي. وأني لم انشره لانه لا يتفق مع وجهة نظري!

    وأشهد الاستاذ حيدر المكاشفي - مدير تحرير «الصحافة» - بأني سلمته ذلك التعقيب بعد استلامه مباشرة، قبل أكثر من اسبوع - مع التعليق للاستاذ حيدر بأني اختلف مع الآراء الواردة فيه ولكنها طرحت وفق المعايير المقبولة للحوار.

    إذن فعدم النشر ليس مسؤوليتي. وانما مسؤولية إدارة التحرير وترتيب أولوياتها للنشر، خصوصاً انها تردها عشرات التعقيبات في اليوم الواحد.

    وعليه فكل ما ورد في مقال صاحبنا عن حجر الرأي الآخر لا ينهض على ساقين!.. انني اختلف معه ومع الكثيرين غيره، ولكنني لا أملُّ من تكرار أني على استعداد أن أبذل روحي لأجل ان يعبر كل شخص عن آرائه.. هذا من حيث المبدأ.

    ثم من الناحية العملية أقول له، ان بضاعتكم لا تزعجنا، فهي البضاعة المزجاة في السوق. ونحن لم نتخذ ما اتخذنا من آراء إلا وقد سبق وأدرنا الفكر مرات ومرات حولها. والبضاعة القديمة المزجاة ليس فيها جديد يفاجيء أو يزعج من يريد الرد عليها!.

    هذا ما لزم توضيحه.
                  

01-16-2004, 11:54 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    الجريمة التي حرمها الإسلام
    * نواصل استعراض مؤلف الأستاذ/ محمد منير أدلبي، وهو دراسة تحليلية موثقة تثبت بطلان الزعم القائل بمشروعية قتل المرتد في الإسلام.

    وقد تابعنا في السابق دلائله من آيات القرآن الكريم، ونواصل اليوم في استعراض الاحاديث النبوية الدالة على أن المرتد لا يقتل بارتداده:

    * (عن جابر رضي الله عنه أن إعرابياً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الاعرابي وعك بالمدينة، فجاء الإعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى، فخرج الإعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنصع طيبها). البخاري

    ويستنتج الكاتب من هذا الحديث:

    1/ أن القتل لم يكن حداً ينفذ في المرتد، اذ لو كان القتل عقوبة المرتد لما جرؤ ذلك الاعرابي على المجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن ارتداده فيلقى القبض عليه وتقطع عنقه تنفيذاً للحكم المزعوم.

    2/ نجد من الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الإعرابي ينصرف دون أن يأمر الصحابة رضي الله عنهم بإقامة أي حد عليه.

    * وفي حديث آخر ورد في صحيح البخاري أيضا ما يلي:

    (صالح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على ثلاثة أشياء - منها - من أتاه من المشركين رده إليهم .. ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه...). البخاري

    فلو كان قتل المرتد حكماً فرضه الله تعالى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لما قبل أن يساوم أو يعاهد المشركين عليه، بل لكان أصر على إبقاء من إرتد من المسلمين لإقامة الحد عليه.

    * ومن ثم يرى الكاتب أن الذين ارتدوا وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فلأنهم انضموا بعد ارتدادهم إلى صفوف المقاتلين من المشركين، أو لأن بعضهم كان قد ارتكب جرائم قتل وتنكيل بحق المسلمين:

    - ولربما تاه التائهون بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن خطل بالقتل بعد أن ارتد، ولكنهم لو تبينوا لوجدوا أن ذلك الحكم لم يكن بسبب إرتداده بل بسبب ارتكابه جريمة قتل في حق مسلم بريء، جاء في المواهب اللدنية ذكر الحادثة كما يلي:

    (إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - بقتل ابن خطل لأنه كان مسلماً فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاًً، وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلماً، فنزل منزلاً، فأمر المولى أن يذبح له تيساً ويصنع له طعاماً، ونام واستيقظ فلم يصنع له شيئاً فعدا عليه فقتله ثم إرتد مشركاً، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ..).

    - ومن الذين حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم كان مقيس بن صبابة، جاء في الزرقاني خبره كما يلي:

    (كان -اي مقيس- اسلم ثم أتى على انصاري فقتله، وكان الانصاري قتل أخاه هشاماً خطأ في غزوة ذي قرد، ظنه من العدو، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الانصاري، ثم ارتد ورجع الى قريش).

    * ثم يقرر الكاتب أنه من منشأ الخطأ في الأخذ بالحديث النبوي هو أخذ بعضها على إطلاقها، دون الانتباه الى ما ورد في نفس الحكم مقيداً، وسبب الخطأ هنا هو عدم حمل مطلقها على مقيدها:

    ويورد قول العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:

    (جاءت عن ابن عباس اخبار مطلقة وأخرى مقيدة فيجب حمل مطلقها على مقيدها).

    ولو انتبه القاضون بقتل المرتد إلى هذه القاعدة الفقهية لما وقعوا في خطأ الإفتاء بقتل المرتد، ولما أخطأوا في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فأقتلوه).

    وذلك لأن هذا الحديث يجب أن يكون مقيداً بالمحاربة كما هو مذكور في فتح القدير الجزء الثاني:

    (... وكذا قوله عليه السلاممن بدَّل دينه فاقتلوه) لأنه كافر حربي بلغته الدعوة فيقتل في الحال من غير استمهال).

    فسبب قتله هنا هو لأنه حربي لا لمحض ارتداده، كما هو واضح.

    * ثم يناقش الكاتب ما سمي بحروب الردة على عهد الخليفة الراشد سيدنا ابوبكر رضي الله عنه، فيثبت بعديد من الوقائع والشواهد التاريخية أن سبب قتال سيدنا ابي بكر للمرتدين ليس العقيدة وإنما خروجهم المسلح على دولة الخلافة:

    - فسيدنا ابي بكر رضي الله يبين سبب قتالهم قائلا:

    (.... والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه..).

    - ويورد عمدة القاري على شرح صحيح البخاري: (وانما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة لأنهم امتنعوا بالسيف ونصبوا الحرب للأمة).

    - ويورد تاريخ الطبري أن القبائل الباغية حاصرت المدينة:

    (.. وان أول من صادم المسلمين، عبس وذبيان عاجلوه -اي الصديق- فقاتلهم قبل رجوع اسامة).

    - ويورد الطبري أيضا:

    (فوثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين وقتلوهم كل قتلة، وفعل ذلك من ورائهم).

    - وكذلك أورد بشاعة أفعال المرتدين بمن لم يرتد معهم من المسلمين: (... ولم يقبل خالد -بعد هزيمتهم- من احد من اسد وغطفان ولا هوازن ولا سليم ولا طيء)، إلا أن يأتوه بالذين حرّقوا ومثّلوا وعدوا على اهل الاسلام في حال ردتهم..).

    - ويورد ابن خلدون: (جاء الخبر بإرتداد العرب عامة وخاصة إلا قريشاً وثقيفاً واستغلظ امر مسيلمة.. وقدمت رسل النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن واليمامة وبني اسد ومن كل مكان بانتفاض العرب عامة وخاصة، وحاربهم أبوبكر بالكتب والرسل، وانتظر بمصادمتهم قدوم أسامة فعاجلته عبس وذبيان، ونزلوا في الأبرق، ونزل آخرون في ذي (القصة) .. فأغاروا على من كان بأنقاب المدينة.. وظن القوم بالمسلمين الوهن... ثم خرج ابوبكر في البقية وطلع عليهم مع الفجر، واقتتلوا .. فما ذر قرن الشمس إلا وقد هزموهم.. وحلف ابوبكر ليقتلن من المشركين مثل من قتلوهم من المسلمين وزيادة).

    - والدليل على طبيعة حروب (الردة) أن سيدنا ابي بكر الصديق كما يورد تاريخ ابن خلدون والطبري:

    (ان ابا بكر رضي الله عنه عندما انتصر على هؤلاء المرتدين أخذ بعضهم أسرى).

    فإذا كانوا مرتدين، وكانت عقوبة المرتد القتل، فكيف أخذ سيدنا ابي بكر رضي الله عنه أسرى منهم ولم يأمر بقتلهم..؟!

    تصويب:

    ورد في عدد الأمس خطأ طباعي في آية قرآنية والصواب:

    (ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل،أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين).

    آل عمران الآية (144)



    الحاج وراق



    الجريمة التي حرمها الإسلام
    * يورد الأستاذ محمد منير ادلبي في مؤلفه:«قتل المرتد: الجريمة التي حرمها الاسلام» ان «العلماء المجددين واولياء الله» كانوا على الدوام اول من عانى من الاضطهاد والتعذيب باسم الدين. وظل السيف المسلط على رقابهم دعوى ارتدادهم عن الدين! ولذا فان الإفتاء «بقتل المرتد» خلاف تناقضه البين مع نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي، فإنه كذلك وبشهادة التاريخ يجعل طاحونة اراقة الدم تدور بلا نهاية. واليكم بيان ذلك من التاريخ الاسلامي كما يورده الأستاذ محمد منير:
    * في القرن الاول الهجري: كانت هناك فئة كهنوتية في طور النشوء. وكان لها اتباع خضعوا لفكرها وممارساتها، اتهمت هذه الفئة الخليفة الثالث عثمان، والخليفة الرابع علي. والامام الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم اجمعين اتهمتهم بالكفر، ثم عملت على اغتيالهم!
    * في القرن الثاني الهجري وصم الخاطئون من الناطقين باسم الدين الجنيد ومحمد الفقيه والامام مالك بن انس والامام الشافعي بالكفر والارتداد. ومن المعروف ان جميع هؤلاء من اهل التقوى والعلم والورع!
    وكذلك الامام ابو حنيفة مؤسس مدرسة الفقه الحنفي التي يقوم على اساسها والى اليوم المذهب الحنفي احد المذاهب الاسلامية الكبرى رُمى ايضاً في زمانه بالكفر والارتداد، فاعتقلوه وحبسوه وعذبوه وسمموه ومات في سجوده بالسجن..! وبعد ان مات حفروا قبره ونبشوا جثته واحرقوها ودفنوا كلباً في قبره! وجعلوه مرحاضاً في بغداد! واعلن الكهنوت الجاهل ان كل الاحناف كفار وخارجون عن ملة الاسلام!!
    * في القرن الثالث الهجري رُمى الامام البخاري صاحب كتاب صحيح البخاري بالكفر وشهد على كفره «!» ثلاثة آلاف من «العلماء» الجهلة! ونفوه من بخاري الى خارتانج. وحتى هناك لم يدعوه في سلام. ويذكر انه في كربه الشديد هناك دعا الله تعالى فاراحه بالموت العاجل!!
    وعالم آخر هو الامام احمد بن حنبل، يروي التاريخ ان خصومه في الدين سجنوه وقيدوه بالسلاسل الثقيلة. واكرهوه على السير في الاصفاد وهو يجر قيوده من طرسوس الى بغداد. وتحت لفح الشمس المحرقة ضربوه بالسياط وهو صائم في رمضان وفي العشر الأواخر من الشهر!!
    أما علماء الصوفية ذو النون وسهل التستري واحمد بن يحيى وابو سعيد الخزار وابن الحنات وابو العباس بن عطاء وابو المحسن النوري والامام النسائي، فقد اتهموا جميعاً بالكفر والارتداد او الفسوق او التشجيع على الالحاد، او ما شابه ذلك من التهم الدينية، ثم حبسوهم وغللوهم وعذبوهم ونصحوا الملك باعدامهم حتى لا يشيعوا الكفر في الارض!.
    وعندما اوقفوا امام السياف لقطع رؤوسهم بادر النوري قائلاً: «أنا أؤمن بتضحية النفس..لذلك فإنني التمس من الملك ان يضرب عنقي اولاً كي ينال رفاقي لحظات اطول من هذه الدنيا..» عندئذٍ اوقف الملك تنفيذ الاعدام وامر القاضي ان يعيد النظر في قضاياهم.
    * وفي القرن الخامس الهجري لم ينج حجة الاسلام الامام الغزالي من الاضطهاد باسم الدين ايضاً. فقد وصفه «العلماء» بانه ملحد مرتد. وان كتبه مخالفة للسلف وانها غير اسلامية. ولذلك امروا بحرقها ونهوا المسلمين عن قراءتها! وامروا بقطع اعناق مريديه ان ظهر له مريدون! ومن المعلوم ان كتب الامام الغزالي اصبحت بعد قرون اكثر الكتب رواجاً في عالم الاسلام!
    وعانى كذلك الامام ابن حزم- العلامة الكبير الذي تستند كتاباته وادلته على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، عانى من الاضطهاد على ايدي «علماء» زمانه الذين كشف اخطاءهم وبينها فتألبوا عليه حتى نُفي ليموت في احراس «لا بالا» في اسبانيا.
    * وفي القرن السادس الهجري كان حضرة الشيخ عبد القادر الجيلاني من علماء الشريعة الواسعي الشهرة. وصار في زمانه سلطان الصوفية. وامتد اثره الروحي زهاء ثمانمائة عام والى وقتنا هذا.. ومع ذلك اتهموه بالخروج عن الاسلام والردة. وتعرض للاضطهاد والايذاء.
    وكذلك الصوفي الاندلسي الامام الشيخ محيي الدين بن عربي، الذي لقب بسلطان العارفين لما حوته كتبه الشهيرة من المعارف والعلوم، فقد أعلن «علماء» عصره بانه كافر فاسق مرتد! بل واطلقوا عليه اسم «المرتد الأعظم»!!.
    وكذلك اتهم الصوفي الشهير شهاب الدين السهروردي بالكفر والارتداد، ثم سجن ثم خنقوه حتى الموت!.. كما تعرض الصوفيان فريد الدين العطار وشهيب حسن المغربي للاضطهاد الشديد على ايدي «علماء» زمانهما في ذلك القرن!
    * وفي القرن السابع الهجري اتهم الشيخ ابو الحسن الشاذلي والشيخ عزيز بن عبد السلام وهما من اقطاب الصوفية، بالتجديف!
    وكذلك لاقى ابن تيمية الكثير من الاضطهاد، فقد سُجن في مصر زمناً طويلاً وعذب حتى مات في السجن!.
    اما شمس التبريزي- وكان من اولياء عصره معلماً ومربياً- فلأنه قال بان التغني بالتسابيح ليس حراماً، فقد سلخوا جلده حياً!!
    كما تم تكفير جلال الدين الرومي الصوفي والشاعر المشهور وكفر كل اتباعه!
    * وفي القرن الثامن الهجري اتهم «علماء» هذا القرن شخصيتين بارزتين في العالم الاسلامي بالهرطقة الاول: الامام ابن القيِّم الذي سجنوه وحقروه وعذبوه. والثاني الشيخ الصوفي تاج الدين السبكي الذي اضطهدوه واعنتوه.
    * وفي القرن التاسع الهجري اتهم الشيخ عبد الرحمن جامي الولي المعروف بالكفر. وكذلك اتهم محمد الجوبنوري مؤسس الصوفية المهدوية بالكفر والالحاد.
    وفي البنغال اعلن «العلماء» كفر الشيخ علائي شيخ الحركة المهدية. وطالبوا بوجوب عقابه بضرب عنقه!
    * وفي القرن العاشر الهجري قتلوا الشيخ احمد البيهاري بتهمة ان كتاباته تجديفية!
    وكذلك اتهموا الصوفي ابا يزيد البسطامي بالخروج والفسق!!
    * وفي القرن الحادي عشر ... والقرن الرابع عشر.....
    واستمر الكاتب يعدد ويعدد. ولكنني اختم تعداده بالصوفي الأرمني سرمد، فقد افتى «العلماء» بردته وحكموا بضرب عنقه. وحين تقدم الجلاد نحوه شاهراً سيفه وكان ذلك امام المسجد الجامع انشد ابياتاً من الشعر:
    «أيقظتنا ضجةٌ من سبات العدمِ
    ففتحنا العيون
    وإذا بليل المحن لم ينجلِ بعدُ
    فعدنا إلى النومِ »
    وما نزال في العالم الاسلامي نتخبط في ليل المحن!!
                  

01-17-2004, 02:28 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)


    This must be UP
    رجاء
                  

01-17-2004, 02:39 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: Raja)

    الحمدالله رب العالمين اشهد ان لا إله إلا هو ولي المتقين وأشهد أن محمد رسول الله إمام المجاهدين وقائد الحر المحجلين والشفيع المشفع يوم الدين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وإلى من اتبعهم باحسان الى يوم الدين .

    يا عباد الله لقد شرع الله من الحدود ما يكفل حفظ الدين وهو حد الرده الذي يحفظ به الإسلام من الهدم يكبت فيه الباطل والمتقولون بالباطل والرافعون لرايات الكفر الذين يتفوهون به ويتشدقون ولهذا شرع حد الرده لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه " والمقصود بالدين ولا شك هو الاسلام وإلا فمن بدل من النصرانية الى اإاسلام لا يقتل بل أنه يصبح أخاً في الإسلام

    لا يحل دم امرء مسلم يشهد ان لا إله إلا الله إلا باحدى ثلاث:

    - الثيب الزاني

    - والنفس بالنفس

    - والتارك لدينه المفارق لجماعة المسلمين الذين هم على منهاج الصحابة على دين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

    فلو لم يقتل المرتد لكان الداخل في الدين يخرج منه بكل سهوله وهذا الحد العظيم الذي عطله أكثر المسلمين في هذا الزمان بل لم يكد يعد يسمع مطلقا لأي سبب أيها الاخوة مع كثرة المرتدين وكثرة المتشدقين بالكفر الذين لا يشهد على ردتهم واحد او اثنين بل المشاهدون من الالوف والمئين الذين يشهدون على ردتهم وعلى كفرهم وعلى زندقتهم فيعرض الكفر والإلحاد الآن في قصة تطبع وتروج أو فلم ينشر في القاعات ليشاهده الناس أو في مناظرة تلفزيونية بزعمهم يسمح للمرتد بعرض دينه الكفري وعقيدته الباطلة وزندقته وانحلاله وهجومه على شريعة الله ورسوله وطعنه في هذا الاسلام ويشهد على ردته عشرات الآلاف من الناس أو اكثر إذاً حد الرده ضرب عنق المرتد بالسيف هو أمر شرعه الله لحفظ دينه.

    "اذهب يا انت ابا موسى او يا عبد الله بن قيس إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه القى له وسادة قال أبو موسى لمعاذ انزل فاذا رجل عنده موثق قال معاذ ما هذا قال: كان يهوديا فاسلم ثم تهود فقال ابو موسى لمعاذ اجلس قال معاذ: لا اجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله قضاء الله ورسوله رواه البخاري فضربت عنقه لماذا؟؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ارسل معاذ الى اليمن قال له : أيما رجل ارتد عن الاسلام فإن عاد وإلا فاضرب عنقه وأيما امرأة ارتدت عن الاسلام فادعوها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها قال ابن حجر رحمه الله سنده حسن هذا حكم الله ورسوله فيمن يرتد عن الدين ويخرج منه ) وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:217)

    الذين يسبون الرب في المسلمون ، والذين يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم , والذين يسبون الدين ، والذين ينتقدون القرآن , والذين يعيبون الحدود الشرعية , والذين يحلون ما حرم الله من الربا وغيره , والذين يقومون بالسحر والشرك والاتصال بالشياطين والتكهن كل هؤلاء ما هو حدهم ؟؟

    ضربة بالسيف تقطع رقبتهم هذا إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

    تاريخ المرتدين في عهود الصحابة والتابعين :
    - أبو بكر الصديق :

    منذ ان ارتد المرتدون من العرب فقام لهم الصديق رضي الله عنه قومة لله عز وجل وجرد الجيوش لقتال المرتدين الذين خرجوا عن الدين هكذا فعلوا ببني حنيفة وبمسيلمة وبغيرة من الكفار فقتلوا من قتلوا حتى رجع الى الدين صاغرا من كان قد خرج عنه .

    - علي بن ابي طالب :

    قام على ابن طالب رضي الله عنه فيمن اعتقدوا فيه إلاهية لما دخل الكوفة فسجدوا له فدعهم الى التوبة فأبوا فخد لهم الاخاديد وملأها حطبا واضرم فيها النيران فقذفهم فيها

    فاني لما رايت الأمر أمرا منكراً أدجت ناري ودعوتكم ضرا وهو مولى علي بن ابي طالب ولم يعترض ابن عباس على هذا الحكم اطلاقا وإنما كان رأيه ان لا يحرقوا وأنما يقتلوا قتلاً

    - خالد بن عبدالله القسري :

    وهكذا حصل في عهد من بعدهم من المسلمين وفي عهد التابعين قام اميرهم على المنبر في يوم الاضحى خالد بن عبدالله القسري يقول ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم فانه زعم ان الله لم يتخد ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه في اصل المنبر شكر الضحية كل صاحب سنة.

    هكذا يرتدع كل من تسول له نفسه الخروج من الدين او التهجم على الدين وما أكثرهم في هذا الزمان هذه من الوسائل التي جاءت بها الشريعه لحفظ الدين فما احكمها وما اعدلها وما اقواها وما احزمها وما اشدها على من بغى وطغى .

    نسأل الله تعالى ان يعاملنا بلطفه وان ينقلنا الى رحمته اللهم انا نسالك ان تخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين قائمين بشرعك يا رب العالمين اللهم اقم علم الجهاد واقمع اهل الزيغ والفساد والعناد وانشر رحمتك على العباد اللهم انا نسألك أن تحرر بلاد المسلمين من الكفرة المغتصبين اللهم اذرأ عن اخواننا المسلمين كيد المعتدين اللهم انزل بأسك وصفوتك باليهود والنصارى والمرتدين
                  

01-17-2004, 03:08 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    رجاء
    شكرا" للمؤازرة
    جمال
    شكرا" لمرورك من هنا
    قضية الردة من القضايا الشائكة فى الاسلام وهنالك ايات صريحة تنص على حرية العقيدة ولم يردبحد الردة نص قرانى واضح _او هكذا اظن_
    عموما" الامر مفتوح للنقاش
    وانا اعتذر عن عدم تمكنى من متابعة هذا البوست لليومين القادمين اذ انى ساشارك الاخوة والاخوات الجمهوريين احتفالاتهم بذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه وساكون بعيدة عن المنبر
    عند عودتى انشاء الله يتواصل نقاشنا
    ولكم جميعا" الود

    هالة
                  

01-18-2004, 01:47 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    وعليكم السلام
                  

01-18-2004, 10:55 PM

haneena
<ahaneena
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2002

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: خالد الحاج)

    هالة قوتة
    لك التحية

    موضوع جيد
    في انتظارك للتكملة


    حنينة
                  

01-19-2004, 04:34 AM

Mandela

تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: haneena)

    هالة...تواظبين على اشراقك...
    أليس من المؤلم حقا ..أن تكون نهاية السلسلة المؤلمة من حوادث الأغتيال باسم الدين سودانية...!!
                  

01-19-2004, 08:33 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: Mandela)

    الاخت العزيزة هالة
    تحياتى
    اود ان اجيبك على سؤالك برد علماء الدين الذين تخصصوا فى الفقه الاسلامى والعلوم الدينية فهم لا يكتبون آراء شخصية ولا افكار فلسفية ولا رؤى نقدية.وارجوان تجدى فيها بعض السكينة والسلام
    هذا الرد منقول من موقع اسلام اونلاين الذى يشرف عليه مجموعة من العلماء والفقهاء المتخصصين فى العلوم الدينية
    ولك شكرى

    حد الردة فى الاسلام

    المجتمع المسلم ومواجهة الردة:
    أشد ما يواجه المسلم من الأخطار: ما يهدد وجوده المعنوي، أي ما يهدد عقيدته، ولهذا كانت الردة عن الدين -الكفر بعد الإسلام- أشد الأخطار على المجتمع المسلم، وكان أعظم ما يكيد له أعداؤه أن يفتنوا أبناءه عن دينهم بالقوة والسلاح أو بالمكر والحيلة. كما قال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (البقرة: 217).
    وفي عصرنا تعرض المجتمع المسلم لغزوات عنيفة، وهجمات شرسة، تهدف إلى اقتلاعه من جذوره، تمثلت في الغزو التنصيري، الذي بدأ مع الاستعمار الغربي، والذي لا يزال يمارس نشاطه في العالم الإسلامي، وفي الجاليات والأقليات الإسلامية، ومن أهدافه: تنصير المسلمين في العالم، كما وضح ذلك في مؤتمر "كلورادو" الذي عقد هناك سنة 1978، وقدمت له أربعون دراسة حول الإسلام والمسلمين، وكيفية نشر النصرانية بينهم، ورصد لذلك ألف مليون دولار، وأسس لذلك معهد "زويمر" لتخريج المتخصصين في تنصير المسلمين.
    كما تمثلت في الغزو الشيوعي الذي اجتاح بلادًا إسلامية كاملة في آسيا، وفي أوروبا، وعمل بكل جهد لإماتة الإسلام، وإخراجه من الحياة نهائيًا، وتنشئة أجيال لا تعرف من الإسلام كثيرًا ولا قليلاً.
    وثالثة الأثافي: الغزو العلماني اللاديني، الذي لا يبرح يقوم بمهمته إلى اليوم في قلب ديار الإسلام، يستعلن حينًا، ويستخفي أحيانًا، يطارد الإسلام الحق، ويحتفي بالإسلام الخرافي، ولعل هذا الغزو هو أخبث تلك الأنواع وأشدها خطرًا.
    وواجب المجتمع المسلم -لكي يحافظ على بقائه- أن يقاوم الردة من أي مصدر جاءت وبأي صورة ظهرت، ولا يدع لها الفرصة حتى تمتد وتنتشر، كما تنتشر النار في الهشيم.
    وهذا ما صنعه أبو بكر والصحابة -رضي الله عنهم-معه، حين قاتلوا أهل الردة، الذين اتبعوا الأنبياء الكَذَبَة، مسيلمة وسجاح والأسدي والعنسي، وكادوا يقضون على الإسلام في مهده.
    ومن الخطر كل الخطر: أن يُبتلى المجتمع المسلم بالمرتدين المارقين، وتشيع بين جنباته الردة، ولا يجد من يواجهها ويقاومها، وهو ما عبّر عنه أحد العلماء عن الردة التي ذاعت في هذا العصر بقوله: "ردّة ولا أبا بكر لها"! (عنوان رسالة لطيفة للعلامة أبي الحسن الندوي).
    ولا بد من مقاومة الردة الفردية وحصارها حتى لا تتفاقم ويتطاير شررها، وتغدو ردة جماعية، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
    ومن ثم أجمع فقهاء الإسلام على عقوبة المرتد -وإن اختلفوا في تحديدها- وجمهورهم على أنها القتل، وهو رأي المذاهب الأربعة، بل الثمانية.
    وفيها وردت جملة أحاديث صحيحة عن عدد من الصحابة: عن ابن عباس وأبي موسى ومعاذ وعلي وعثمان وابن مسعود وعائشة وأنس وأبي هريرة ومعاوية بن حيدة.
    وقد جاءت بصيغ مختلفة، مثل حديث ابن عباس: "من بدّل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلمًا، ومثله عن أبي هريرة عند الطبراني بإسناد حسن، وعن معاوية بن حيدة بإسناد رجاله ثقات) (أورد ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد: 261/6).
    وحديث ابن مسعود: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه، المفارق للجماعة" (رواه الجماعة).
    وفي بعض صيغه عن عثمان: "....رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسًا بغير نفس" (رواه الترمذي وحسّنه والنسائي وابن ماجة، وقد صح هذا المعنى من رواية ابن عباس أيضًا وأبي هريرة وأنس).
    قال العلامة ابن رجب: والقتل بكل واحدة من هذه الخصال متفق عليه بين المسلمين (انظر: شرح "الحديث الرابع عشر" من "جامع العلوم والحكم" بتحقيق شعيب الأرناؤوط -طبع الرسالة).
    وقد نفذ عليّ -كرم الله وجهه- عقوبة الردة في قوم ادعوا ألوهيته، فحرقهم بالنار، بعد أن استتابهم وزجرهم، فلم يتوبوا ولم يزدجروا، فطرحهم في النار، وهو يقول:
    لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا
    أججت ناري، ودعوت قنبرًا
    وقنبر هو خادمه وغلامه (انظر: نيل الأوطار: 5/8، 6 -طبع دار الجيل).
    وقد اعترض عليه ابن عباس بالحديث الآخر: "لا تعذبوا بعذاب الله" ورأى أن الواجب أن يقتلوا لا أن يحرقوا . فكان خلاف ابن عباس في الوسيلة لا في المبدأ.
    وكذلك نفذ أبو موسى ومعاذ القتل في يهودي في اليمن أسلم ثم ارتد، وقال معاذ: قضاء الله ورسوله (متفق عليه).
    وروى عبد الرزاق: "أن ابن مسعود أخذ قومًا ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق، فكتب فيهم إلى عمر. فكتب إليه: أن اعرض عليهم دين الحق، وشهادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلوها فخلّ عنهم، وإذا لم يقبلوها فاقتلهم..فقبلها بعضهم فتركه، ولم يقبلها بعضهم فقتله" (رواه عبد الرزاق في مصنفه: 168/10، الأثر رقم -18707).
    وروى عن أبي عمرو الشيباني أن المستورد العجلي تنصَّر بعد إسلامه، فبعث به عتبة بن فرقد إلى علي، فاستتابه فلم يتب، فقتله (المصنف -المرجع السابق، الأثر -18710).
    وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَبِلَ توبة جماعة من المرتدين، وأمر بقتل جماعة آخرين، ضموا إلى الردة أمورًا أخرى تتضمن الأذى والضرر للإسلام والمسلمين. مثل أمره بقتل مِقْيَس بن حبابة يوم الفتح، لما ضم إلى ردته قتل المسلم وأخذ المال، ولم يتب قبل القدرة عليه، وأمر بقتل العُرَنيين لما ضموا إلى ردتهم نحوًا من ذلك، وكذلك أمر بقتل ابن خطل لما ضم إلى ردته السب وقتل المسلم، وأمر بقتل ابن أبي سرح، لما ضم إلى ردته الطعن عليه والافتراء، وفرّق ابن تيمية بين النوعين: أن الردة المجردة تقبل معها التوبة، والردة التي فيها محاربة الله ورسوله والسعي في الأرض بالفساد لا تقبل فيها التوبة قبل القدرة (الصارم المسلول لابن تيمية ص 368، مطبعة السعادة -بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد).
    وقد قيل: لم ينقل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتل مرتدًا، وما نقله ابن تيمية ينقض هذه الدعوى، ولو صح ذلك فلأن هذه الجريمة لم تظهر في عهده. كما لم يعاقب أحدًا عمل عمل قوم لوط. إذ لم يستعلن في عهده صلى الله عليه وسلم.
    ومع أن الجمهور قالوا بقتل المرتد فقد ورد عن عمر بن الخطاب ما يخالف ذلك.
    روى عبد الرزاق والبيهقي وابن حزم: أن أنسًا عاد من "تُستَر" فقدم على عمر، فسأله: ما فعل الستة الرهط من بكر بن وائل، الذين ارتدوا عن الإسلام، فلحقوا بالمشركين؟ قال: يا أمير المؤمنين، قوم ارتدوا عن الإسلام، ولحقوا بالمشركين، قُتِلُوا بالمعركة. فاسترجع عمر (أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون) قال أنس: وهل كان سبيلهم إلا القتل؟ قال: نعم، كنت أعرض عليهم الإسلام، فإن أبوا أودعتهم السجن (رواه عبد الرزاق في المصنف: 165/10، 166. الأثر -18696-، والبيهقي في السنن: 207/8، وسعيد بن منصور ص 3 رقم -2573-، وابن حزم في المحلي: 221/11 مطبعة الإمام، ومعنى هذا الأثر: أن "عمر" لم ير عقوبة القتل لازمة للمرتد في كل حال، وأنها يمكن أن تسقط أو تؤجل، إذا قامت ضرورة لإسقاطها أو تأجيلها، والضرورة هنا: حالة الحرب، وقرب هؤلاء المرتدين من المشركين وخوف الفتنة عليهم، ولعل عمر قاس هذا على ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "لا تقطع الأيدي في الغزو"، وذلك خشية أن تدرك السارق الحمية فيلحق بالعدو.
    وهناك احتمال آخر، وهو أن يكون رأي "عمر" أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "من بدل دينه فاقتلوه" قالها بوصفه إمامًا للأمة، ورئيسًا للدولة، أي أن هذا قرار من قرارات السلطة التنفيذية، وعمل من أعمال السياسة الشرعية، وليس فتوى وتبليغًا عن الله، تلزم به الأمة في كل زمان ومكان وحال. فيكون قتل المرتد وكل من بدل دينه، من حق الإمام، ومن اختصاصه وصلاحية سلطته، فإذا أمر بذلك نفذ، وإلا فلا.
    على نحو ما قال الحنفية والمالكية في حديث "من قتل قتيلاً فله سلبه" وما قال الحنفية في حديث "من أحيا أرضًا ميتة فهي له" انظر: كتابنا: الخصائص العامة للإسلام ص 217).
    وهذا هو قول إبراهيم النخعي، وكذلك قال الثوري: هذا الذي نأخذ به (المصنف ج 10، الأثر (18697).
    وفي لفظ له: يؤجل ما رُجِيَت توبته (ذكره ابن تيمية في "الصارم المسلول" ص 321).
    والذي أراه: أن العلماء فرّقوا في أمر البدعة بين المغلظة والمخففة، كما فرّقوا في المبتدعين بين الداعية وغير الداعية، وكذلك يجب أن نفرق في أمر الردة بين الردة الغليظة والخفيفة، وفي أمر المرتدين بين الداعية وغير الداعية.
    فما كان من الردة مغلظًا -كردة سلمان رشدي- وكان المرتد داعية إلى بدعته بلسانه أو بقلمه، فالأولى في مثله التغليظ في العقوبة، والأخذ بقول جمهور الأمة، وظاهر الأحاديث، استئصالاً للشر، وسدًا لباب الفتنة، وإلا فيمكن الأخذ بقول النخعي والثوري وهو ما روي عن الفاروق عمر.
    إن المرتد الداعية إلى الردّة ليس مجرد كافر بالإسلام، بل هو حرب عليه وعلى أمته؛ فهو مندرج ضمن الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا، والمحاربة -كما قال ابن تيمية- نوعان: محاربة باليد، ومحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدين، قد تكون أنكي من المحاربة باليد؛ ولذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقتل من كان يحاربه باللسان، مع استبقائه بعض من حاربه باليد، وكذلك الإفساد قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسدها اليد.. فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد، والسعي في الأرض بالفساد باللسان أوكد" ا هـ (انظر: الصارم المسلول -لابن تيمية ص 385).
    والقلم أحد اللسانين، كما قال الحكماء، بل ربما كان القلم أشد من اللسان وأنكي، ولا سيما في عصرنا، لإمكان نشر ما يكتب على نطاق واسع.
    هذا إلى أن المرتد محكوم عليه بالإعدام الأدبي من الجماعة المسلمة، فهو محروم من ولائها وحبها ومعاونتها، فالله تعالى يقول: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (المائدة: 51) وهذا أشد من القتل الحسي عند ذوي العقول والضمائر من الناس.

    سر التشديد في عقوبة الردة:
    وسر التشديد في مواجهة الردة: أن المجتمع المسلم يقوم - أول ما يقوم - على العقيدة والإيمان، فالعقيدة أساس هويته، ومحور حياته، وروح وجوده. ولهذا لا يسمح لأحد أن ينال من هذا الأساس، أو يمس هذه الهوية. ومن هنا كانت "الردة المعلنة" كبرى الجرائم في نظر الإسلام؛ لأنها خطر على شخصية المجتمع وكيانه المعنوي، وخطر على الضرورية الأولى من الضروريات الخمس (الدين والنفس والنسل والعقل والمال) والدين أولها، لأن المؤمن يضحي بنفسه ووطنه وماله من أجل دينه.
    والإسلام لا يُكره أحدًا على الدخول فيه، ولا على الخروج من دينه إلى دين ما، لأن الإيمان المعتد به هو ما كان عن اختيار واقتناع. وقد قال تعالى في القرآن المكي: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (يونس: 99)، وفي القرآن المدني: (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي) .(البقرة: 256).
    ولكنه لا يقبل أن يكون الدين ألعوبة، يدخل فيه اليوم ويخرج منه غدًا، على طريقة بعض اليهود الذين قالوا: (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) .(آل عمران: 72).
    ولا يعاقب الإسلام بالقتل المرتد الذي لا يجاهر بردته، ولا يدعو إليها غيره، ويدع عقابه إلى الآخرة إذا مات على كفره، كما قال تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار، هم فيها خالدون) (البقرة: 217). وقد يعاقبه عقوبة تعزيرية مناسبة.
    إنما يعاقب المرتد المجاهر وبخاصة الداعية للردة، حماية لهوية المجتمع، وحفاظًا على أسسه ووحدته، ولا يوجد مجتمع في الدنيا إلا وعنده أساسيات لا يسمح بالنيل منها، مثل: الهوية والانتماء والولاء، فلا يقبل أي عمل لتغيير هوية المجتمع، أو تحويل ولائه لأعدائه، وما شابه ذلك.
    ومن أجل هذا: اعتبرت الخيانة للوطن، وموالاة أعدائه - بالإلقاء بالمودة إليهم، وإفشاء الأسرار لهم - جريمة كبرى. ولم يقل أحد بجواز إعطاء المواطن حق تغيير ولائه الوطني لمن شاء، متى شاء.
    والردة ليست مجرد موقف عقلي، بل هي أيضًا تغيير للولاء وتبديل للهوية، وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى، ومن وطن إلى وطن آخر، أي من دار الإسلام إلى دار أخرى. فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام، التي كان عضوًا في جسدها، وينضم بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها. ويعبر عن ذلك الحديث النبوي بقوله: "التارك لدينه، المفارق للجماعة"، كما في حديث ابن مسعود المتفق عليه، وكلمة "المفارق للجماعة" وصف كاشف لا منشئ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.
    ومهما يكن من جرمه، فنحن لا نشق عن قلبه، ولا نتسور عليه بيته، ولا نحاسبه إلا على ما يعلنه جهرة: بلسانه، أو قلمه، أو فعله، مما يكون كفرًا بواحًا صريحًا، لا مجال فيه لتأويل أو احتمال، فأي شك في ذلك يفسر لمصلحة المتهم بالردة.
    إن التهاون في عقوبة المرتد المعالن الداعية، يُعرِّض المجتمع كله للخطر، ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه، فلا يلبث المرتد أن يغرر بغيره، وخصوصًا من الضعفاء والبسطاء من الناس، وتتكون جماعة مناوئة للأمة، تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها، وبذلك تقع في صراع وتمزق فكري واجتماعي وسياسي، قد يتطور إلى صراع دموي، بل حرب أهلية، تأكل الأخضر واليابس.
    وهذا ما حدث بالفعل في أفغانستان: مجموعة محدودة مرقوا من دينهم، واعتنقوا العقيدة الشيوعية بعد أن درسوا في روسيا، وجنَّدوا في صفوف الحزب الشيوعي، وفي غفلة من الزمن وثبوا على الحكم، وطفقوا يغيرون هوية المجتمع كله، بما تحت أيديهم من سلطات وإمكانات، ولم يسلم أبناء الشعب الأفغاني لهم، بل قاوموا ثم قاوموا، واتسعت المقاومة، التي كونت الجهاد الأفغاني الباسل، ضد المرتدين الشيوعيين، الذين لم يبالوا أن يستنصروا على أهليهم وقومهم بالروس، يدكون وطنهم بالدبابات، ويقذفونه بالطائرات، ويدمرونه بالقنابل والصواريخ، وكانت الحرب الأهلية، التي استمرت عشر سنوات، وكان ضحاياها الملايين من القتلى والمعوقين والمصابين واليتامى والأرامل والثكالى، والخراب الذي أصاب البلاد، وأهلك الزرع والضرع.
    كل هذا لم يكن إلا أثر للغفلة عن المرتدين، والتهاون في أمرهم، والسكوت على جريمتهم في أول الأمر، ولو عوقب هؤلاء المارقون الخونة، قبل أن يستفحل أمرهم، لوقى الشعب والوطن شرور هذه الحروب الضروس وآثارها المدمرة على البلاد والعباد.
    أمور مهمة تجب مراعاتها في حكم الردة:
    والذي أريد أن أذكره هنا جملة أمور:
    1-الأول: أن الحكم بردة مسلم عن دينه أمر خطير جدًا، يترتب عليه حرمانه من كل ولاء وارتباط بالأسرة والمجتمع، حتى إنه يفرّق بينه وبين زوجه وأولاده، إذ لا يَحِلُّ لمسلمة أن تكون في عصمة كافر (للقضاء المصري في ذلك سوابق رائعة في التفريق بين الزوجين بسبب اعتناق البهائية، وهناك حكم قديم للمستشار علي علي منصور، نشر في رسالة خاصة، وأيد ذلك مجلس الدولة في حكم صدر في 1952/6/11 يقول: "إن أحكام الردة في شأن البهائيين واجبة التطبيق جملة وتفصيلاً، ولا يغير من هذا النظر كون قانون العقوبات الحالي لا ينص على إعدام المرتد، وليتحمل المرتد (البهائي) على الأقل بطلان زواجه، ما دام بالبلاد جهات قضائية لها ولاية القضاء، بصفة أصلية، أو بصفة تبعية").، كما أن أولاده لم يعد مؤتمنًا عليهم، فضلاً عن العقوبة المادية التي أجمع عليها الفقهاء في جملتها.
    لهذا وجب الاحتياط كل الاحتياط عند الحكم بتكفير مسلم ثبت إسلامه لأنه مسلم بيقين، فلا يزال اليقين بالشك.
    ومن أشد الأمور خطرًا: تكفير من ليس بكافر، وقد حذرت من ذلك السنة النبوية، أبلغ التحذير.
    وقد كتبت في ذلك رسالة "ظاهرة الغلو في التكفير" لمقاومة تلك الموجة العاتية، التي انتشرت في وقت ما: التوسع في التكفير، ولا يزال يوجد من يعتنقها.
    2-الثاني: أن الذي يملك الفتوى بردة امرئ مسلم هم الراسخون في العلم، من أهل الاختصاص، الذين يميّزون بين القطعي والظني، بين المحكم والمتشابه، بين ما يقبل التأويل وما لا يقبل التأويل، فلا يكفرون إلا بما لا يجدون له مخرجًا، مثل: إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، أو وضعه موضع السخرية من عقيدة أو شريعة، ومثل سب الله تعالى ورسوله وكتابه علانية، ونحو ذلك.
    مثال ذلك: ما أفتى به العلماء من ردة سلمان رشدي، ومثله: رشاد خليفة، الذي بدأ بإنكار السنة، ثم أنكر آيتين من القرآن في آخر سورة التوبة، ثم ختم كفره بدعوى أنه رسول الله، قائلاً: إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، وليس خاتم المرسلين!! وقد صدر بذلك قرار من مجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي.
    ولا يجوز ترك مثل هذا الأمر إلى المتسرعين أو الغلاة، أو قليلي البضاعة من العلم، ليقولوا على الله ما لا يعلمون.
    3-الثالث: أن الذي ينفذ هذا هو ولي الأمر الشرعي، بعد حكم القضاء الإسلامي المختص، الذي لا يحتكم إلا إلى شرع الله عز وجل، ولا يرجع إلا إلى المحكمات البينات من كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهما اللذان يرجع إليهما إذا اختلف الناس: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) (النساء: 59).
    والأصل في القاضي في الإسلام أن يكون من أهل الاجتهاد، فإذا لم يتوافر فيه ذلك استعان بأهل الاجتهاد، حتى يتبين له الحق، ولا يقضي على جهل، أو يقضي بالهوى، فيكون من قضاة النار.
    4-الرابع: أن جمهور الفقهاء قالوا بوجوب استتابة المرتد قبل تنفيذ العقوبة فيه. بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب "الصارم المسلول على شاتم الرسول": هو إجماع الصحابة -رضي الله عنه-، وبعض الفقهاء حددها بثلاثة أيام، وبعضهم بأقل، وبعضهم بأكثر، ومنهم مَن قال: يستتاب أبدًا.
    واستثنى بعضهم الزنديق؛ لأنه يظهر غير ما يبطن، فلا توبة له، وكذلك سابُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحرمة رسول الله وكرامته، فلا تقبل منه توبة، وألّف ابن تيمية كتابه في ذلك.
    والمقصود بذلك إعطاؤه الفرصة ليراجع نفسه، عسى أن تزول عنه الشبهة، وتقوم عليه الحجة، إن كان يطلب الحقيقة بإخلاص، وإن كان له هوى، أو يعمل لحساب آخرين، يوليه الله ما تولى.
    ومن المعاصرين من قال: إن قبول التوبة إلى الله وليس إلى الإنسان، ولكن هذا في أحكام الآخرة. أما في أحكام الدنيا فنحن نقبل التوبة الظاهرة، ونقبل الإسلام الظاهر، ولا ننقب عن قلوب الخلق، فقد أُمرنا أن نحكم بالظاهر، و الله يتولى السرائر، وقد صح في الحديث أن من قالوا: "لا إله إلا الله" عصموا دماءهم وأموالهم، وحسابهم على الله تعالى. يعني فيما انعقدت عليه قلوبهم.
    ومن هنا نقول: إن إعطاء عامة الأفراد حق الحكم على شخص ما بالردة، ثم الحكم عليه باستحقاق العقوبة، وتحديدها بأنها القتل لا غير، وتنفيذ ذلك بلا هوادة -يحمل خطورة شديدة على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم؛ لأن مقتضى هذا: أن يجمع الشخص العادي -الذي ليس له علم أهل الفتوى، ولا حكمة أهل القضاء، ولا مسئولية أهل التنفيذ- سلطات ثلاثًا في يده: يفتي -وبعبارة أخرى: يتهم- ويحكم وينفذ، فهو الإفتاء والادعاء والقضاء والشرطة جميعًا!!
    اعتراضات مردودة لبعض المعاصرين:
    ولقد اعترض بعض الكاتبين في عصرنا -من غير أهل العلم الشرعي- على عقوبة الردة بأنها لم ترد في القرآن الكريم، ولم ترد إلا في حديث من أحاديث الآحاد، وحديث الآحاد لا يؤخذ به في الحدود، فهم لذلك ينكرونها.
    وهذا الكلام مردود من عدة أوجه:
    1-أولاً: أن السنة الصحيحة مصدر للأحكام العملية باتفاق جميع المسلمين، وقد قال تعالى: (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (النور: 54)، وقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (النساء: 80).
    وقد صحت الأحاديث بقتل المرتد، ونفذه الصحابة في عهد الراشدين.
    والقول بأن أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في الحدود غير مسلّم، فجميع المذاهب المتبوعة أخذت بأحاديث الآحاد، في عقوبة شارب الخمر، مع أن ما ورد في عقوبة الردة أصح وأوفر وأغزر مما ورد في عقوبة شرب الخمر.
    ولو صح ما زعمه هؤلاء: أن أحاديث الآحاد لا يعمل بها في الأحكام، لكان معناه: إلغاء السنة من مصدرية التشريع الإسلامي. أو على الأقل: إلغاء 95 % -إن لم نقل 99 % -منها، ولم يعد هناك معنى لقولنا: اتباع الكتاب والسنة.
    فمن المعروف لدى أهل العلم: أن أحاديث الآحاد هي الجمهرة العظمى من أحاديث الأحكام، والحديث المتواتر -الذي هو مقابل الآحاد- نادر جدًا، حتى زعم بعض أئمة الحديث أنه لا يكاد يوجد، كما ذكر ذلك الإمام ابن الصلاح في مقدمته الشهيرة في علوم الحديث.
    على أن كثيرًا ممن يتناولون هذا الأمر، لا يدركون معنى حديث الآحاد، ويحسبون أنه الذي رواه واحد فقط، وهذا خطأ. فالمراد بحديث الآحاد: ما لم يبلغ درجة التواتر، وقد يرويه اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر من الصحابة، وأضعافهم من التابعين.
    وحديث قتل المرتد قد رواه جم غفير من الصحابة، ذكرنا عددًا منهم، فهو من الأحاديث المستفيضة المشهورة.
    2-ثانيًا: أن من مصادر التشريع المعتمدة: الإجماع، وقد أجمع فقهاء الأمة، من كل المذاهب (السنية وغير السنية)، ومن خارج المذاهب، على عقوبة المرتد، وأوشكوا أن يتفقوا على أنها القتل، إلا ما رُوي عن عمر والنخعي والثوري، ولكن العقوبة -في الجملة- مجمع عليها.
    3-ثالثًا: أن من علماء السلف من قال: إن آية المحاربة المذكورة في سورة المائدة تختص بالمرتدين، وهي قوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا...) الآية (المائدة: 33).
    وممن قال بأن هذه الآية في المرتدين أبو قلابة وغيره (انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب ص. 32)
    وقد نقلنا من كلام ابن تيمية: أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد من المحاربة باليد، وكذلك الإفساد في الأرض. مما يؤيد ذلك: أن الأحاديث التي قررت استباحة دم المسلم بإحدى ثلاث، ذكر بعضها: "ورجل خرج محاربًا لله ورسوله، فإنه يُقتل أو يصلب أو يُنفى من الأرض" كما في حديث عائشة بدلاً من عبارة "ارتد بعد إسلام" أو "التارك لدينه"...إلخ.
    وهو ما يدل على أن الآية تشمل فيما تشمل المرتدين الداعين إلى ردتهم.
    وفي القرآنيا يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلّة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ) (المائدة: 54).
    وهذا يدل على أن الله هيّأ للمرتدين من يقاومهم، من المؤمنين المجاهدين، الذين وصفهم الله بما وصفهم به، مثل أبي بكر والمؤمنين معه، الذين أنقذوا الإسلام من فتنة الردة.
    وكذلك جاءت مجموعة من الآيات في شأن المنافقين، تبين أنهم حموا أنفسهم من القتل بسبب كفرهم عن طريق الأَيمان الكاذبة، والحلف الباطل لإرضاء المؤمنين، كما في قوله تعالى: (اتخذوا أَيمَانهم جُنَّةً) (المجادلة: 16)، (يحلفون لكم لترضوا عنهم) (التوبة: 96)، (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم...) الآية (التوبة: 74)، فهم ينكرون أنهم كفروا، ويؤكدون ذلك بأيمانهم، ويحلفون أنهم لم يتكلموا بكلمة الكفر، فدل ذلك أن الكفر إذا ثبت عليهم بالبينة، فإن جنتهم تكون قد انخزمت، وأيمانهم الفاجرة لم تغن عنهم شيئًا (انظر: الصارم المسلول لابن تيمية ص 346، 347).

    ردة السلطان:
    وأخطر أنواع الردة: ردة السلطان، ردة الحكم، الذي يفترض فيه أن يحرس عقيدة الأمة، ويقاوم الردة، ويطارد المرتدين، ولا يبقى لهم من باقية في رحاب المجتمع المسلم، فإذا هو نفسه يقود الردة، سرًا وجهرًا، وينشر الفسوق سافرًا ومقنعًا، ويحمي المرتدين، ويفتح لهم النوافذ والأبواب، ويمنحهم الأوسمة والألقاب، ويصبح الأمر كما قال المثل: "حاميها حراميها".. أو كما قال الشاعر العربي:
    وراعي الشاة يحمي الذئب عنها
    فكيف إذا الرعاة لها ذئاب؟!
    نرى هذا الصنف من الحكام، مواليًا لأعداء الله، معاديًا لأولياء الله، مستهينًا بالعقيدة، مستخفًا بالشريعة، غير موقر للأوامر والنواهي الإلهية والنبوية، مهينًا لكل مقدسات الأمة ورموزها، من الصحابة الأبرار، والآل الطهار، والخلفاء الأخيار، والأئمة الأعلام، وأبطال الإسلام، وهؤلاء يعتبرون التمسك بفرائض الإسلام جريمة وتطرفًا، مثل الصلاة في المساجد للرجال، والحجاب للنساء.
    ولا يكتفون بذلك، بل يعملون وفق فلسفة" تجفيف المنابع" التي جاهروا بها، في التعليم والإعلام والثقافة، حتى لا تنشأ عقلية مسلمة، ولا نفسية مسلمة.
    ولا يقفون عند هذا الحد، بل يطاردون الدعاة الحقيقيين، ويغلقون الأبواب في وجه كل دعوة أو حركة صادقة، تريد أن تجدد الدين، وتنهض بالدنيا على أساسه.
    والغريب أن بعض هذه الفئات - مع هذه الردة الظاهرة - تحرص على أن يبقى لها عنوان الإسلام، لتستغله في هدم الإسلام، ولتعاملهم الأمة على أنهم مسلمون، وهم يقوِّضون بنيانها من الداخل، وبعضها تجتهد أن تتمسح بالدين، بتشجيع التدين الزائف، وتقريب الذين يحرقون لها البخور من رجاله، ممن سماهم الناس علماء السلطة، وعملاء الشرطة"!
    وهنا يتعقد الموقف فمن الذي يقيم الحد على هؤلاء؟ بل من الذي يفتي بكفرهم أولاً، وهو كفر بواح كما سماه الحديث؟ (إشارة إلى حديث عبادة بن الصامت في الصحيحين: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على....وألا ننازع الأمر أهله، قال: " إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان")، ومن الذين يحكم بردتهم وأجهزة الإفتاء الرسمي والقضاء الرسمي في أيديهم؟
    ليس هناك إلا: "الرأي العام" المسلم، والضمير الإسلامي العام، الذي يقوده الأحرار من العلماء والدعاة وأهل الفكر، والذي لا يلبث، إذا سُدَّت أمامه الأبواب، وقُطعت دونه الأسباب - أن يتحول إلى بركان ينفجر في وجوه الطغاة المرتدين. فليس من السهل أن يُفرِّط المجتمع المسلم في هويته، أو يتنازل عن عقيدته ورسالته، التي هي مبرر وجوده، وسر بقائه.
    وقد جرب ذلك الاستعمار الغربي الفرنسي في الجزائر، والاستعمار الشرقي الروسي في الجمهوريات الإسلامية في آسيا، ورغم قسوة التجربة وطولها هنا وهناك، لم تستطع اجتثاث جذور الهوية الإسلامية، والشخصية الإسلامية، وذهب الاستعمار والطغيان، وبقي الإسلام، والشعب المسلم.
    غير أن الحرب التي شنت على الإسلام ودعاته من بعض الحكام (الوطنيين)! العلمانيين والمتغربين في بعض الأقطار - بعد استقلالها - كانت أحدَّ عداوة، وأشد ضراوة، من حرب المستعمرين.
    الردّة المُغَلَّفة:
    ولا يفوتنا هنا أن ننّبه على نوع من الردة لا يتبجح تبجح المرتدين المعالنين، فهو أذكى من أن يعلن الكفر بَوَاحًا صراحًا، بل يغلفه بأغلفة شتى، ويتسلل به إلى العقول تسلل الأسقام في الأجسام، لا تراه حين يغزو الجسم، ولكن بعد أن يبدو مرضه، ويظهر عرضه، فهو لا يقتل بالرصاص يدوي، بل بالسم البطيء، يضعه في العسل والحلوى، وهذا يدركه الراسخون في العلم، والبصراء في الدين، ولكنهم لا يملكون أن يصنعوا شيئًا أمام مجرمين محترفين، لا يمكنون من أنفسهم، ولا يدعون للقانون فرصة ليمسك بخناقهم. فهؤلاء هم "المنافقون" الذين هم في الدرك الأسفل من النار.
    إنها "الردةّ الفكرية" التي تطالعنا كل يوم آثارها؛ في صحف تنشر، وكتب توزع، ومجلات تباع، وأحاديث تذاع، وبرامج تشاهد، وتقاليد تُرَوَّج، وقوانين تُحكَّم.
    وهذه الردة المغلفة -في رأيي- أخطر من الردة المكشوفة؛ لأنها تعمل باستمرار، وعلى نطاق واسع، ولا تقاوَم كما تقاوَم الردة الصريحة، التي تحدث الضجيج، وتلفت الأنظار، وتثير الجماهير.
    إن النفاق أشد خطرًا من الكفر الصريح، ونفاق عبد الله بن أبي ومن تبعه من منافقي المدينة، أخطر على الإسلام من كفر أبي جهل ومن تبعه من مشركي مكة.
    ولهذا ذم القرآن في أوائل سورة البقرة: (الذين كفروا) (البقرة: 6) أي المصرحين بالكفر في آيتين اثنتين فقط، وذكر المنافقين في ثلاث عشرة آية.
    إنها الردة التي تصابحنا وتماسينا، وتراوحنا وتغادينا، ولا تجد مَن يقاومها.
    إنها -كما قال شيخ الإسلام الندوي- ردة ولا أبا بكر لها!
    إن الفريضة المؤكدة هنا، هي: محاربتهم بمثل أسلحتهم، الفكر بالفكر، حتى تكشف أوراقهم، وتسقط أقنعتهم، وتزال شبهاتهم بحجج أهل الحق.
    صحيح أنهم مُمكّنون من أوسع المنابر الإعلامية: المقروءة والمسموعة والمرئية، ولكن قوة الحق الذي معنا، ورصيد الإيمان في قلوب شعوبنا، وتأييد الله تعالى لنا، كلها كفيلة أن تهدم باطلهم على رؤوسهم: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) (الأنبياء: 1، (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) (الرعد: 17)، وصدق الله العظيم.

    مجتمع إيمان وعقيدة
    من البدهيات التي لا ريب فيها، ولا خلاف عليها: أن المجتمع المسلم هو(مجتمع مؤمن).
    وأن أول أساس يقوم عليه المجتمع ويقوم به هو العقيدة: عقيدة الإسلام. فمهمة المجتمع الأولى هي غرس هذه العقيدة ورعايتها وتثبيتها وحمايتها، ومد نورها في الآفاق.
    وعقيدة الإسلام تتمثل في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير) (البقرة: 285).
    فهي عقيدة تبني ولا تهدم، تجمع ولا تفرق، لأنها تقوم على تراث الرسالات الإلهية كلها، وعلى الإيمان برسل الله جميعًا: (لا نفرق بين أحد من رسله).

    منقول
    تحياتى
                  

01-19-2004, 08:52 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: مهيرة)

    اسئله بسيطه وما فيها نقل هو الانسان مش حر في ان يختاردينه او لا دينه ؟؟؟؟
    بعدين هو في زول مسلم من بعد النبي ما جاءوالاسلام انتشر بحد السيف اوبالحسني اختاردينه ؟؟؟ما انت بلدوك من ام واب مسلمين تكون مسلم وخلاص وانت لا تعي .يعني في الاساس الدين الاسلامي دين بالاجباري. يبقي يا هاله حتي حق ان تختاردينك في الاسلام غيرمتاح . ولذا الارهاب الفكري شئ ملازم لكل شئ يفرض قسرا .

    (عدل بواسطة doma on 01-19-2004, 08:54 AM)

                  

01-19-2004, 07:27 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    حدة الردة و مبدأ حرية الاعتقاد الديني وتصفية الخصومات

    شهاب الدمشقي
    [email protected]
    2003 / 10 / 1





    من الحقائق المعروفة في علم الاجتماع دور الوسط الاجتماعي في اعتناق الانسان لفكرة ورفضه اخرى ، فمن ينشأ في بيئة لا تعرف عقيدة بعينها يصعب عليه ان يعتنق تلك العقيدة ، وان من ينشأ في بيئة تحكمها بقوة عقيدة معينة يصعب عليه ايضا ان يحيد عن حدود تلك العقيدة .

    اذا سلمنا بهذه الحقيقة جاز لنا ان نسأل :

    لماذا ُيكرَه الانسان على وضعية لم يكن له الخيار فيها اصلا ؟؟؟

    لماذا يُحرم الانسان من حقه في اختيار دينه ؟؟؟

    لطالما تساءلت عن الحكمة من حد الردة في منظوره الفقهي الاسلامي ؟؟

    كيف يجيز الفقهاء قتل المرتد وكل جريمته انه مارس حريته الدينية وحقه الطبيعي في اختيار دينه ؟؟

    كيف يمكن التوفيق بين حد الردة وبين مبدأ حرية الاعتقاد الديني الذي كرسه الاسلام ذاته في قاعدة ( لا اكراه في الدين ) ؟؟؟

    يجيب الدكتور تيسير خميس العمر في كتابه (حرية الاعتقاد في ظل الاسلام) : (ان الهدف من مبدأ ( لا اكراه في الدين ) يتمثل حقيقة في ارقى انواع ممارسة الحرية وافضل اكرام للانسان ، فهو يحذر من اراد الدخول في الاسلام من الدخول فيه الا اذا كان على تمام القناعة والرضا ، لانه اذا دخل عن طواعية وقناعة تامتين ومعرفة راسخة فانه عندها لا يستطيع الخروج منه .... ومن هنا نرى ان عقوبة الردة جاءت لتقطع على اهل الاهواء هدفهم وتبطل مسعاهم بعيدة عن زيغ المبطلين واصحاب النفوس الضعيفة التي تحب ان تلهو وتبتعد عن جادة الصواب فالاسلام لا يسوغ لذوي الاهواء ان يعبثوا بالاديان ? فيدخل في الاسلام لغاية ثم يخرج منه لغاية ، بل اعتبر ذلك لعبا بالدين وتضليلا للمتدينين ) ( حرية الاعتقاد في ظل الاسلام : 496 وما بعدها )

    قد يكون هذا الكلام منطقيا ومعقولا بالنسبة الى من يترك دينه الاصلي الى الاسلام ( أي من كان كافرا كفرا اصليا ثم اعتنق الاسلام ) ولكن ماذا عن المسلم الذي ولد ونشأ في بيئة اسلامية ؟؟

    الواقع ان 90 % على الاقل من المسلمين قد اُكرهوا على الاسلام اكراها اجتماعيا، فلم يكن اسلامهم وليد قناعات فكرية وعقلية بل اكتسابا من البيئة وارثا من الاجداد !! اذن بأي حق يعاقبون على ترك دين لم يختاروه اصلا ؟؟؟

    لماذا يجبرون على البقاء في دين لم يكن لهم ارادة في اختياره منذ البداية ؟؟؟

    اليس هذا تناقضا مع حرية الاعتقاد الديني ؟؟؟

    يتابع الدكتور العمر قائلا : ( تهدف عقوبة الردة الى الحفاظ على المجتمع وصيانة اركانه ..واقامة هيبة للدين وسلطانه على النفوس حتى لا يتطاول اصحاب العقول السقيمة والنفوس المريضة على الدين ، وتنال من قدسيته وهيبته في النفوس ) ( نفس المصدر : 498 )

    هل صحيح ان هيبة الدين يمكن ان تهتز بردة شخص او شخصين او حتى مئة شخص ؟؟؟

    هل صحيح ان المجتمع الاسلامي بهذه الهشاشة بحيث يمكن لبعض المرتدين ان يحطموا اسسه ويزعزعوا اركانه ؟؟؟

    هل صحيح ان تدين ملايين المسلمين بهذا الضعف يحيث يمكن لنفر من المرتدين ان يشوشوا عليهم افكارهم ويبثوا الشكوك في عقولهم ؟؟

    هل صحيح ان المرتديين يشكلون خطرا حقيقا على الاسلام و المسلمين ومستقبل الدعوة ؟؟؟

    يجيب الدكتور العمر بمنتهى الثقة : نعم !!! ( المرتدون اخطر من الاعداء على الاسلام واهله ، ويزداد هذا الامر جلاء ووضوحا لمّا نعلم ان المرتد سيشوه صورة الاسلام ويدس على الدين ، وهذا ما لا يقدر عليه غير المسلمين ، وعندئذ سيخدع الكثير ممن لا معرفة له بالاسلام ) ( نفس لمصدر : 292 )

    ويزيد الدكتور حسن الشاذلي المسألة توضيحا فيقول : ( الفرق كبير بين مسلم يرتد ثم يهاجم الاسلام ، وبين غير مسلم يهاجم الاسلام ، اذ الاول يدس سمومه تحت شعار علمه بالحقيقة الدين ، وينفث احقاده تحت ظلال خبرته المدعاة بتعاليم الدين واحكامه ، مما يجعل مستمعه اقرب الى تصديقه من شخص غير مسلم ? ولما كانت خطورة المرتد بهذه المثابة كانت عقوبة المرتد بقدر جنايته ) ( اثر تطبيق الحدود في المجتمع : 15 )


    من الواضح ان هذا المنطق يفترض منذ البداية ان المرتد هو انسان سيء الطوية ، مشبوه النوايا ، ينطلق من مخطط تآمري مدروس هدفه تشويه
    صورة الدين !!! ولذلك لا بد من الحزم والشدة معه !!!

    فهل هذا التصور واقعي وصحيح ؟؟؟ وهل هذا هو حال اي مرتد فعلا ؟؟ وهل يعقل ان كل من ينتقد عقائد الاسلام ومبادئه هو انسان حاقد موتور او عميل مأجور ؟؟؟

    اليست هذا تصورا احاديا يصادر حق الاخر في التفكير والاختيار والاختلاف ؟؟

    اليس هذا منطقا قمعيا اقصائيا يشبه اسلوب الانظمة القمعية في التعامل مع المعارضة ؟؟ ( فالمعارض السياسي عميل ، حاقد ، عدو للشعب والثورة والقائد المحبوب ) ولذلك لا مكان له بين افراد الشعب ( الملتفين حول الثورة والقائد ) !!!!

    وحتى اذا سلمنا بهذا المنطق ، فان من حقنا ان نسأل :

    لماذا يكون المرتد عن الاسلام عميلا مأجورا ينفذ مخططا لتدمير الاسلام ويهدف من ردته بث سمومه وزعزعة عقائد المسلمين وكلامه عن الاسلام اكاذيب واوهام ، في حين ان المسيحي او اليهودي الذي يرتد عن دينه ويعتنق الاسلام هو رجل صادق جريء باحث عن الحقيقة ذو عقل منفتح وناضج ، ونقده لديانته السابقة حقائق علمية ينبغي دراستها والاستفادة منها ؟؟؟

    اليس هذا اسلوبا مزدوجا في التعامل مع قضية الردة ؟؟؟

    ما مبرر التفريق بين المسلم وغير المسلم رغم ان القضية واحدة ؟؟؟

    ثم ..... هل قمع المرتد منعه من الكلام او قتله ( لا فرق ) يعني تحصين مجتمعاتنا وتقديم صورة مشرقة للاسلام ؟؟؟؟

    هل صيحيح ان منع المرتد من الكلام سيقطع الطرق على من يريد ان يصطاد في الماء العكر لتشويه صورة الاسلام ؟؟؟

    وهل صحيح ان العالم سيصدق كل ما يقوله اي شخص عن الاسلام ؟؟

    ان من يقرأ كلام الاستاذين العمر والشاذلي يخيل له ان العالم يعيش في حالة تخلف اعلامي خطير !! وان المسلمين يعيشون في بقعة منعزلة ، ولا يدري العالم شيئا من امر دينهم الا من احاديث المجالس واخبار الصحف !! وبالتالي ما ايسر ان تلتبس عليهم الامور عندما يسمعوا عن مسلم ارتد عن دينه فيصدقوه في كل ما يقول !!!!

    والواقع ان المعلومة ( مهما كان نوعها ) لم تعد محجوبة عن المتلقي ، فثورة الاتصالات التي نعيشها اليوم فتحت الباب على مصراعيه امام صاحب كل فكرة كي يوصل فكرته الى العالم باسره ، ومن المعلوم ان المسلمين يوظفون ثورة الاتصالات بشكل جيد ، اذ يمتلكون شبكة ضخمة من الصحف والمجلات والمحطات المسموعة والمرئية ، فضلا عن ملايين المواقع على شبكة الانترنت وبكافة اللغات الحية ..

    وبالمقابل من اليسير على خصوم الاسلام ان يوصلوا رسالتهم المضادة الى العالم باسره حتى وان كانوا يعيشون في عقر دار الاسلام !! ( ولعل شبكة الانترنت دليل على هذا ، فهي بوابة على العالم لا تعرف معنى للرقابة او الحدود الجغرافية )

    اذن ......

    ما جدوى قمع المرتد ومنعه من الكلام ؟؟ الن يستطيع ايصال صوته الى العالم باسره اذا شاء ؟؟

    وما مبرر الخوف مما سيقوله المرتد او يتقوله على الاسلام ؟؟؟ الن يكون بوسع المسلمين ان يدحضوا كلامه بما يملكونه من وسائل اعلامية ضخمة ؟؟؟

    اليست هذه العقلية التي عبر عنها الدكتورين العمر والشاذلي هي صورة حرفية مستنسخة عن عقلية التعتيم الاعلامي التي تمارسها الحكومات الاستبدادية ؟؟؟

    الا يفكر القائمون على الاجهزة الاعلامية العربية بذات الاسلوب : منع المعارضين من التعبير عن رأيهم حتى لا يشوهوا صورة ( الثورة ) و ( التجربة الاشتراكية ) و ( الحركة القومية ) في العالم وحتى لا يضربوا اسس المجتمع ويزعزعوا استقراره ؟؟؟

    وتناقضات حد الردة لا تنتهي ...ولعل احدها اسلوب الكيل بمكيالين الذي يستخدمه الاسلاميون في التعامل مع حق الانسان في تغيير دينه ، فعندما يتعلق الامر باعتناق المسيحي للاسلام يكون هذا المبدأ حق من حقوق الانسان جدير بالحماية والرعاية ، ولكن عندما يدخل الامر ضمن الدائرة الاسلامية ويطال المسلم وتغيير دينه تتعالى الاصوات فجأة منددة بهذا المبدأ مشددة على تعارضه مع مبادئ الشريعة !!!!

    في اعتقادي ان هذا الموقف هو من المفارقات التنظيرية الغريبة ، فالخطاب الاسلامي يرفض الاعتراف بحق الانسان في اختيار دينه عندما يكون الانسان مسلما ، ولكنه يرحب بهذا الحق ويدافع عنه ، وينعي على الآخرين مصادرته ، بل ويعلن الجهاد دفاعا عنه !!!! كل ذلك عندما ينصب هذا الحق على غير المسلم !!!!

    اليس هذا تناقضا وازدواجية في المعايير ؟؟؟؟؟

    ترى ....... لو كان الغرب يعتنق عقيدة الاكراه الديني كما يمثلها حد الردة هل كان سيظهر في الغرب مسلم واحد ؟؟؟؟

    لولا احترام الغرب لحق الانسان في اختيار دينه لما اعتنق الاسلام غربي واحد !!!

    ولقد تنبه عدد من المفكرين الاسلاميين المعاصرين الى تناقض حد الردة مع حقوق الانسان ، ومن ثم بتنا نسمع اجتهادات وافكار اسلامية تعلن رفضها لحد الردة صراحة ، ولعل خير من يمثل هذا الاتجاه : جمال البنا ، و حسن الترابي ، وجودت السعيد .

    باختصار .....

    ان حرية الاعتقاد الديني التي كرسها الاسلام ضمن مبادئه تقتضي بداهة حق الانسان في اختيار دينه ، وحق الردة تناقض صارخ مع حق الانسان في اختيار دينه .

                  

01-19-2004, 08:17 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: jini)

    Thanks bro jini for sharing
                  

01-20-2004, 08:18 PM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    خالد الحاج
    حنينة
    مانديلا
    مهيرة
    دوما
    وجنى
    شكرا" لمروركم هنا
    الاخت مهيرة
    اشكر لك اهتمامك بالاجابة على اسئلتى
    ولكن لا زال سؤالى قائما" كيف يمكننا التوفيق بين حرية الاعتقاد التى بشر بها الاسلام فى القران من ان لا اكراه فى الدين وبين حد الردة
    وكيف يستقيم ان ندعو الاخرين للدخول فى ديننا وترك اديانهم ونقول لهم ان هذا طريق اتجاه واحد عاقبته القتل ان فكرتم فى العودة..
    انا لا اناقش الامر من ناحية فقهية فلست مؤهلة لذلك لذا لن اخوض فى ان الحديث حديث احاد او غيره
    لكن ما افهمه ان حرية الاعتقاد حق طبيعى ووارد فى القران فى اكثر من اية

    الاخ جنى
    جزيل الشكر لمقال شهاب الدين الدمشقى فقد عبر عما اود قوله بدقة
                  

01-20-2004, 09:34 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: hala guta)

    hala guta
    ذلك من دواعي سروري
                  

01-21-2004, 09:50 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: jini)

    الاخت الكريمة هالة
    الرد على اسئلتك موجود ضمن ما نقلته لك اذا قرأتيه جيدا مثلا:

    المجتمع المسلم ومواجهة الردة:
    أشد ما يواجه المسلم من الأخطار: ما يهدد وجوده المعنوي، أي ما يهدد عقيدته، ولهذا كانت الردة عن الدين -الكفر بعد الإسلام- أشد الأخطار على المجتمع المسلم، وكان أعظم ما يكيد له أعداؤه أن يفتنوا أبناءه عن دينهم بالقوة والسلاح أو بالمكر والحيلة. كما قال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (البقرة: 217).


    سر التشديد في عقوبة الردة:
    وسر التشديد في مواجهة الردة: أن المجتمع المسلم يقوم - أول ما يقوم - على العقيدة والإيمان، فالعقيدة أساس هويته، ومحور حياته، وروح وجوده. ولهذا لا يسمح لأحد أن ينال من هذا الأساس، أو يمس هذه الهوية. ومن هنا كانت "الردة المعلنة" كبرى الجرائم في نظر الإسلام؛ لأنها خطر على شخصية المجتمع وكيانه المعنوي، وخطر على الضرورية الأولى من الضروريات الخمس (الدين والنفس والنسل والعقل والمال) والدين أولها، لأن المؤمن يضحي بنفسه ووطنه وماله من أجل دينه.
    والإسلام لا يُكره أحدًا على الدخول فيه، ولا على الخروج من دينه إلى دين ما، لأن الإيمان المعتد به هو ما كان عن اختيار واقتناع. وقد قال تعالى في القرآن المكي: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (يونس: 99)، وفي القرآن المدني: (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي) .(البقرة: 256).
    ولكنه لا يقبل أن يكون الدين ألعوبة، يدخل فيه اليوم ويخرج منه غدًا، على طريقة بعض اليهود الذين قالوا: (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) .(آل عمران: 72).
    ولا يعاقب الإسلام بالقتل المرتد الذي لا يجاهر بردته، ولا يدعو إليها غيره، ويدع عقابه إلى الآخرة إذا مات على كفره، كما قال تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار، هم فيها خالدون) (البقرة: 217). وقد يعاقبه عقوبة تعزيرية مناسبة.
    إنما يعاقب المرتد المجاهر وبخاصة الداعية للردة، حماية لهوية المجتمع، وحفاظًا على أسسه ووحدته، ولا يوجد مجتمع في الدنيا إلا وعنده أساسيات لا يسمح بالنيل منها، مثل: الهوية والانتماء والولاء، فلا يقبل أي عمل لتغيير هوية المجتمع، أو تحويل ولائه لأعدائه، وما شابه ذلك.
    ومن أجل هذا: اعتبرت الخيانة للوطن، وموالاة أعدائه - بالإلقاء بالمودة إليهم، وإفشاء الأسرار لهم - جريمة كبرى. ولم يقل أحد بجواز إعطاء المواطن حق تغيير ولائه الوطني لمن شاء، متى شاء
    .
    والردة ليست مجرد موقف عقلي، بل هي أيضًا تغيير للولاء وتبديل للهوية، وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى، ومن وطن إلى وطن آخر، أي من دار الإسلام إلى دار أخرى. فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام، التي كان عضوًا في جسدها، وينضم بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها. ويعبر عن ذلك الحديث النبوي بقوله: "التارك لدينه، المفارق للجماعة"، كما في حديث ابن مسعود المتفق عليه، وكلمة "المفارق للجماعة" وصف كاشف لا منشئ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.
    ومهما يكن من جرمه، فنحن لا نشق عن قلبه، ولا نتسور عليه بيته، ولا نحاسبه إلا على ما يعلنه جهرة: بلسانه، أو قلمه، أو فعله، مما يكون كفرًا بواحًا صريحًا، لا مجال فيه لتأويل أو احتمال، فأي شك في ذلك يفسر لمصلحة المتهم بالردة.
    إن التهاون في عقوبة المرتد المعالن الداعية، يُعرِّض المجتمع كله للخطر، ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه، فلا يلبث المرتد أن يغرر بغيره، وخصوصًا من الضعفاء والبسطاء من الناس، وتتكون جماعة مناوئة للأمة، تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها، وبذلك تقع في صراع وتمزق فكري واجتماعي وسياسي، قد يتطور إلى صراع عسكرى يقضى على الاخضر واليابس

    وملخص ذلك ان:
    1- الدين ليس العوبة ولا يعامل كالطعام نجربه لنعرف طعمه هل يروق لنا او لا.فمن يدخل فى الدين الاسلامى هو حقيقة يوقع ميثاقا- وأى ميثاق-ميثاق مع الله تعالى يشهد فيه بوحدانيته وبقبوله بمحمد -ص-ورسالته وتعاليمه(بما فيها عقوبة الردة المنصوص عليها فى الاحاديث النبوية الشريفة) ومن يوقع على اى عقد دنيوى يلزم بالعقوبات المنصوص عليها فى العقد ان هو اخل به.
    2-نعم الدين يكفل حرية الاعتقاد-(لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) ولكن-يا عزيزتى- ذلك قبل توقيع العهد والميثاق مع الله عز وجل.اما بعد توقيع العقد فالموقع ملزم بكل شروط العقد وهذه قاعدة قانونية معروفة.
    ارجو ان يكون قد وضح لك الامر اختى هالة
    تحياتى
                  

01-21-2004, 10:14 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى ذكرى اغتيال الاستاذ محمود محمد طه*قتل المرتد هل هو حد فى الاسلام!!* (Re: مهيرة)

    Quote: الدين ليس العوبة ولا يعامل كالطعام نجربه لنعرف طعمه هل يروق لنا او لا.فمن يدخل فى الدين الاسلامى هو حقيقة يوقع ميثاقا

    الدكتور مهيره الا تتفقين معي انه لا يوجد في حقيقه الامر اي توقيع لميثاق بين الشخص المسلم والاسلام انما التوقيع يتم بواسطه والديه وهو طفل غرير اذا لا يمكن ان نقول ان هناك رده طالما لم يكن هناك اختيار او توقيع ميثاق شخصي بواسطه انسان عاقل سليم العقل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de