دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
دكتور النور مشتاقين، التحية للشهيد محمود، اخر انبياء امون رع لدهرنا هذا، في ذكري استشهاده.
ياريت لو بديتو العمل واعددتو البرنامج السنوي من مدة كافية.
بي شق الانفس كما تقول الوالدة، تمكنت من زيارة السودان لاسبوعين فقط، منذ زيارتي الاخيرة في 95، وقد عدت منذ ايام ولهذا لن اتمكن مرة اخري من السفر للساحل الشرقي، خمسة ساعات طيران، للمشاركة في احياء هذه الذكري وهي دين في عنقي.
اتمني ظروف وقتي الضاغط تسمح لي اقدم اسهام الاستاذ محمود لرموز حركة المركزية الافريقية هنا في الشمال الامريكي، لان الحوجة ماسة وبشدة لاسهام الاستاذ محمود في البعث الروحي الصامت الذي يعتمل في بط في اوساط اهلنا الافارقة الامريكان.
الاخ العزيز بروف حيدر بدوي لو جيت ماري علي البوست ده، او لو عندك الرغبة في تعلم لغة التصوف او الهيروغلفية، فهناك Study Group في منطقة نيويورك لدراسة الهيروغلوفية، للاسف اتحرمت منو بي سبب بعد المسافة، والرجل المضطلع بهذا الدور يعتبر من ابرز الاعلام القلائل جدا جدا في هذا المجال.
تنميت لو كنت عايش في نيويورك رغم كراهيتي المتجذرة للجليد!
علي العموم خدك مرة اخري بريدي:
kdp0 AT hotmail.ocm
دكتور النور، دكتور حيدر، قصي، طناش، ياريت لو نتلاقي تاني في بوست: الاصل السوداني للتصوف، منبع الفكر الجمهوري، حوالي 18 يناير. العام الماضي هذه الذكري السنوية للاسف الشديد مرت مرور الكرام علي مستوي المنبر.
الاخ العزيز بكري مشتاقين.
ياريت لو تعلن من الان عن توظيف الصفحة الاولي للمنبر يوم 18 يناير، للاحتفال بي ذكري استشهاد الاستاذ محمود كما فعلنا في 2004، ويا ريت بقية الطيور المهاجرة من امثال طناش، رجاء، ندي، راوية، د.اشراقة، د.بولا، استاذة نجاة، عادل عبدالعاطي والبقية تعود للمشاركة ولو ليوم واحد.
ياريت 18 يناير من كل عام يكون يوم لم شمل اسرة Sudaneseonine، اي Family Reunion.
اقترح 18 يناير يكون يوم العيد الرسمي والقومي للمنبر كوطن وجمهورية!
فقط ناقصنا النشيد والعلم، والحمد لله الكوادر والمواهب علي قفي من يشيل!
| |
|
|
|
|
|
|
Ustadh Mahmoud (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Salam Ustadha Asma Mahmoud , Salam Ustadh el-nour Mohamed Hamed and , kids and families .
Welcom to Washington the land of art and political misery
Would you be kind and talk about The Centr ? I will be back
Mutwakil Mustafa el-husssein
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Ustadh Mahmoud (Re: Mutwakil Mustafa)
|
الأخ العزيز بشاشة التحايا والأشواق وألف حمد لله على سلامة العودة، وكيف وجدت السودان بعد كل هذه السنين؟ لا يزال يوم 20 يناير بعيدا، وأرجو أن تذهب عنك بين الآن وتاريخ الذكري في الأسبوع الثالث من يناير وعثاء السفر الطويل وتتمكن من الحضور. نعم أوافقك تماما. لماذا لا نجعل من ذكرى هذا العام مناسبة لرؤية إسهام الأستاذ محمود كإسهام إفريقي وإنساني صميم؟ فالأستاذ محمود في طبقات طرحه العميقة مفكر إنساني كوكبي اتجه منذ البداية إلى مخاطبة الفطرة الإنسانية وسائر القواسم المشتركة بين بني البشر. أليس هو القائل إن الإسلام في المستوى الذي يدعو له ليس دينيا بالمعنى المألوف عن الأديان، وإنما مستوى العقيدة منه ليس سوى معبر لمستوى العلم منه، حيث يلتقي الناس من حيث هم ناس.
أرجو أن يتوافد إلى هذا الخيط كل الأعزاء الذين تفضلت بذكرهم لندير شيئا من التفاكر في شؤوننا المعقدة في هذه المناسبة العظيمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Ustadh Mahmoud (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الأخت العزيزة ندى
الأخ عادل أمين
الأخ متوكل مصطفى
شكرا لكم على المرور
الأخ متوكل شكرا لإشارتك لموضوع المركز. يصحب احتفال هذا العام تدشين مركز الأستاذ محمود محمد طه بالولايات المتحدة الأمريكية. والغرض من إنشاء المركز هو تخليد إسم الأستاذ محمود في المقام الأول. كما أن مهام المركز الرئيسة تتلخص في حفظ تراث الأستاذ محمود وإسهامه الفكري المتميز. وحفظ وثائق أرشيف الحركة الجمهورية وترجمة مؤلفات الأستاذ محمود إلى اللغات المختلفة، وتنظيم الإنشطة الفكرية حول قضايا الإصلاح الديني وحقوق الإنسان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
لم أر هذا البوست إلا الآن.. ولعله عمى البصيرة..
على ما يبدو فإن البرنامج حافل هذه المرّة بالمحاضرات والندوات .. بالإضافة إلى معرض الفكرة الذي تم استخدامه في السنة الماضية.. كما أن الحدث الأكبر هو الإعلان عن مركز الأستاذ محمود محمد طه باعتباره قائماً على إعادة نشر والتوثيق لأفكار الأستاذ محمود.. ومن أبرز مهامه الإضطلاع بطبع وإعادة طبع الكتب التي ألفها الأستاذ إبان الحركة وترجمتها إلى اللغات الحيّة وخاصة اللغة الإنجليزية.. ويقوم على المركز عدد من "الأخوان الجمهوريون" في أمريكا والعالم من تلاميذ الأستاذ.. وسينشر المزيد في هذا الخصوص قريباً...
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Adil Osman)
|
الإبنة العزيزة مريم
عاطر التحايا لك وللأخ نادر، وشكرا على المرور ورفع البوست.
الأخ طه والأخت إلهام
شكرا لكما على المرور وهلى الكلمات الطيبات. ظللت أقابل محمد جعفر الخليفة لماما حين يجيء من روشيستر إلى أيوا سيتي لزيارة أبو بكر بشير وحنان الأمين وأبناءهما. وكنت أنعم كثيرا بالحديث معه. سوف تتضح أهمية إسهام الأستاذ محمود كلما مر الزمن وكلما وضح عقم الرؤى السلفية التي كشفت تجربة الحكم الأخيرة في السودان عوراتها المشرجة في أصل بنيتها. كان لابد أن يجد الخطاب السلفي الذي ظل يهرف بـ "تحكيم شرع الله" عبر فترة خروج الإستعمار وقيام الحكومات الوطنية، من أن يجد فرصة التجربة العملية حتى يتضح خطل ذلك الطرح الفاقد لأي محتوى إنساني أو أي محتوى ديني حقيقي.
نعيش اليوم في حالة انتقالية تتسم بضباب فكري كثيف ربما لا تتضح معه أهمية أسهام الأستاذ محمود إلا في دوائر محدودة. غير أ هذا الضباب لن يلبث أن ينجلي، وحينها سيصبح الحجر الذي أباه البناءون هو حجر الزاوية.
الأخ عادل عثمان شكرا على رفع البوست، وعلى نقل غلاف ترجمة كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" الذي قام بترجمته الدكتور عبد الله النعيم، ونشرته دار جامعة سيراكيوز بالولايات المتحدة الأمريكية. هذا الكتاب أصبح textbook في العديد من الجامعات لكثير من الكورسات في أقسام دراسات الشرق الدنى خاصة المتعلقة بقضايا التجديد في الفكر الإسلامي. والقافلة تسير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
دكتور النور
تحياتي من دواعي السرور ان اصبحت ذكري الاستاذ استلهام لحرية
الفكر والتفكير واحلم بان تصبح الذكري لكل البشرية التواقه للمحبة
والسلام والاسلام ما وضعه الاستاذ شهيد الحرية والفكر فتح عيوني للبحث
والمعرفة وافهمني التوجه نحو الحق والحقيقة
فاستعد للمشاركة في هذا اليوم الذي اختير يوما لحقوق الانسان
العربي وسيكون يوما لحقوق الانسان الدولي فالماساة التي قام
بها جماعة الهوس الديني في حق انسان يملك فكرة وياتي قوم
يغتالوا رجل بذل كل عمره في المحبه والسلام والتفكير الحر والانحياز
للخير المطلق
الي ان نلتقي لك الود والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: حسام يوسف)
|
العزيز/ دكتور النور
تحية طيبة
دعونا نقف كل عام علي الاقل امام مقام الشهيد محمود محمد طه ... فقد مضي الي سبيل الشهداء من اجل ان نكون و تكون الانسانية .
لا يحتاج الناس في السودان لزمن اضافي آخر لكي يعرفوا قيمة فكر الشهيد محمود محمد طه ... فقد عرفها معظم الناس عندما سقط صنم النميري ... و عندما جاء من اقصي المدينة رجال و نساء يسعون بين الناس بالجهل و التقتيل و ع>اب الحريق في 30 يونيو من عام 1989م.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الأخ العزيز صبري الشريف التحية وخالص الود لم نرك منذ حضورك الذكرى في أيوا. غير أني أتابع مساهماتك في البورد باستمرار. أرجو أن نلااك في واشنطن هذا العام، خاصة أن واشنطن لا تبعد من نيويورك سوى سويعات.
الأخ الكريم دكتور مهدي التحية وخالص الود لم نلتق منذ زمن طويل. غير أنني أتابع أسهاماتك في البورد. وقد أعجبني بوست الفقر في السودان الشمالي. فقد لفت النظر إلى نوع من الخلل التنميطي في نظرتنا لأقاليم السودان وحظها من التنمية. فالصور قد حكت عن بؤس شديد. تحياتنا لكل من حولك بالمملكة المتحدة.
الأخ حسام يوسف شكرا لك على التحية وعلى الحرص على تسجيل الحضور في ذكرى الأستاذ محمود.
الأخ برير تحية طيبة، وشكرا على عباراتك الحارة. ثم شكرا لك على بث روح التفاؤل. فقديما قيل تفاءلوا بالخير تجدوه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاخ العزيز النور وكل الاخوان الجمهوريين تحية طيبة ما هي امكانية اطلاق فضائية سودانية تهتم بالفكر والثقافة والفن والتراث السوداني علي الاقل...ومن عالمكم الحر...لا اعتقد ابدا ان بوق ام درمان المزمن هذا سينفع الشعب السوداني...واعتقد انه ان الاوان للتفكير في فضائية سودانية حقيقية والامر ليس صعب اذا تضافرت الجهود...تصور اركان الجهورييين عبر االفضائيات والحوارات المفتوحة..اعتقد ان فكر الاستاذ سيطوي المسافات اذا بث عبر الهواء الطلق..وسط فضائيات الهوس الديني التي تعيدانتاج الازمة في المنطقة وتحياتي لكل محبين حياة الفكر والشعور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: adil amin)
|
عزيزي النور، اشكرك على الإعلان عن برنامج الاحتفال بالذكرى السنوية. نسأل الله أن يكون احتفالنا بها هذه المرة نقلة نوعية لأفق جديد.
عزيزي بشاشة، سعدت بطلتك في هذا الخيط أيما سعادة. وثباتك الفكرية هنا تذكرني بوثباتك القلقة في أركان دالي والقراي. وقد كانت طلعتك هناك دائماً بهية رغم العناد النوبي المزمن المتأصل فيك! أوافق على اقتراحك مواصلة الحوار في الخيط الذي جمعنا والنور وبقية العصبة الكريمة التي ذكرتها هنا. أرجو أن تقترح على الأخ بكري أن يلحق الخيط بالخيوط المنقولة للعام الجديد. وشكراً على مدي ببريدك الإلكتروني، وعلى اقتراحك لي بأن أحضر دورة في نيويورك. أرغب في معرفة المزيد من المعلومات عن الموضوع. وسأراسلك بهذا الخصوص.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
I apologize for not writing in Arabic. I am away from home and I have no access to an Arabic keyboard.
Thanks Haydar
Thanks Adil Yes, it is high time to have an independent Sudanese TV space channel. I agree that it is doable if we work hard to bring it to reality. The need for it is really high as you mentioned.
Dear, Salah Shua’aib
Thanks and I will be looking forward to meeting you in person. Yes, Professor West agreed to attend at the beginning and he was very enthusiastic about coming, but the organizers changed the date and that change made him unable to come due to a previously scheduled commitment.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الأخ الكريم صلاخ شعيب، سيسرني، غاية السرور،أن التقيك في في الحس في الذكرى السنوية كما التقتيك في المعنى في هذا المنبر وفي منبر آخر. تأسرني كتاباتك المشحونة بدفق الفكر وحرارة الشعور. أذكر أنك لفت انتباهي وانتباه النور لكتابة كورنيل وست عن الأستاذ محمود. وقد تحصلت على الكتاب الذي وردت فيه تلك الكتابة، كما تحصل عليه النور. للأسف الشديد لن يتمكن كورنيل وست من الحضور. فقد اعتذر عن المشاركة بعد الموافقة بسبب ظروف استجدت عليه. ولا شك عندي بأننا سنتمكن من استضافته في احتفال قادم باذن الله، لأنه يكن حباً خاصاً للأستاذ محمود. فقد نقل عنه أنه قال لواحد من إخواننا الجمهوريين عن الأستاذ محمود: "oh, I love this man."[/B] إلى لقاء قريب بإذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
دكتور النور حمد والعقد الفريد
سلام وشوق كثير وتحية ونحن نستقبل عاما جديدا نتمنى ان نرى فيه انكماشا فى مساحة القهر والبطش واتساعا فى مساحة العدل والمساواة.. تقلصا فى عدد الطغاة والآزلام وازديادا فى عدد الخارجين من عالم البغى والعدوان.. تمنينا ولم تتحقق الآمانى لآن الآمانى كانت اكبر من حجم العمل .. لا نذهب بعيدا فى الامانى ..
حاولت الاتصال بزميلى بكار على الرقم7182179483 ولم اتمكن يبدو ان الرقم قد تغير.. اتفقت معه على الجامعة الامريكية ولا ادرى ان تم حجز قاعة الدراسات الدولية ام لا وبالعدم سأخطر الآخ:Angelos Agok وسيقوم بحجز القاعة يوم السبت ..ويمكننى ارسال عنوان ايميل الآخ انجلوس وتلفوناته لكم فى الايميل الخاص..
نعد العدة الآن لتنظيم مطاهرة امام السفارة المصرية لإدانة مذبحة اللاجئين السودانيين فى القاهرة. والتفاصيل ستكون كالتالى: The Sudanese Marginalized Forces Forum for Peace and Development (SMFFPD) and Sudan Human Rights Organization (SHRO)-Washington, DC chapter Will organize a peaceful demonstration on January 5th, 2006 between 11.00AM – 2.00PM in front of the Embassy of the Arab Republic of Egypt Address: 3521 International Court, NW, Washington DC 20008- Telephone: (202) 895 5400- Fax: (202) 244-4319 E-mail: [email protected] URL: http://www.egyptembassy.us
Coming from Downtown DC take Wisconsin Ave. Make a right on Van Ness Make a left on International Dr. End at 3521 International Ct.
Please be there in time. Check more information on Sudanese online. وبمناسبة يوم الجامعة الامريكية هناك بعض المتحدثين المستعدين للمشاركةوقد حدثت بكار عنهم..
سلام وتجلة للاسرة الكريمة.. للاستاذة بنت استاذنا الشهيد والاطفال..
نورالدين منان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
شكرا الأخ العزيز نور الدين منان التحية لك وللجمعية السودانية لحقوق الإنسان
كما تعلم أن يوم 18 يناير قد أصبحت مناسبة سنوية لحقوق الإنسان العربي. والعالم العربي هو أقل أقاليم العالم ممارسة للديمقراطية. وإعدام مفكر بسبب أفكاره كما في حالة الأستاذ محمود محمد طه، حادثة لم تحدث في كل العصور الحديثة إلا في هذا الفضاء العربسلامي. لقد ظنت البشرية أنتها خلفت محاكم التفتيش والتجريم بيسبب الرأي والمعتقد منذ عهود. ولكن حادثة إعدام الأستاذ محمود نبهت إلى الشر المستطير الذي ينضوي تحت أجنحة الهوس الديني حين ينطلق من عقاله.
أيضا مجزرة اللاجئين السودانيين التي حدثت مؤخرا في القاهرة أوضحت مبلغ الإستهانة بحيوات البشر في هذا الجزء من العالم. وأحب أن أثبت في هذه المساحة هذا المقال الذي كتبته عن هذه الماساة المحزنة والذي أرسلته إلى سودانايل أيضأ.
مجزرة القاهرة: المأساة ودلالاتها
ا ألا تقبل الله شهداءنا من السودانيين الذين لقوا مصرعهم في القاهرة وهم يقومون باعتصام سلمي قصدوا به لفت نظر العالم إلى مشكلتهم كلاجئين، وإلى حقهم كبشر في إعادة التوطين في بلد من بلدان العالم. فووجه تعبيرهم السلمي، ضربا بالهروات حتى الموت، وركلا وتحقيرا وإساءة. ولم يسلم في هذه الماساة، من الموت على أيدي الأمن المركزي المصري، حتى الأطفال الأبرياء!! ظل هؤلاء المستضعفون مخيمون في ذلك الميدان المكشوف لشهور، فلم تتحرك الأمم المتحدة لتفعل شيئا يوازي حجم المأساة المحيطة بهم. كما لم تتحرك الحكومة السودانية، من جانبها لتفعل شيئا بخصوص وضعهم، بطبيعة الحال، فهي لم تر فيهم سوى أنهم قد تسببوا في إحراجها أمام العالم، وأمام حليفتها الحكومة المصرية. تلك الحليفة الجارة، التي أصبح نظام الإنقاذ لا يدخر جهدا في إرضائها، مهما كان الثمن. وذلك لأسباب كثيرة متشابكة، يعلمها الجميع.
ولا غرابة في نظري، في موقف الحكومة السودانية. فالحكومة السودانية الحالية قد جاءت بمفهوم للمواطنة يخصها وحدها. فالمواطن الذي يستحق الإعتبار في شرعها البائس هو "الجبهجي" أولا وأخيرا. وهو الفرد الذي يؤمن بأن حكومة الإنقاذ إنما تكتب الفصل الأخير من تاريخ السودان، وربما من تاريخ الكوكب أيضا. وكل من لا يؤمن بذلك فليس له سوى المواطنة من الدرجة الثانية. والمواطنة من الدرجة الثانية نفسها، أصبحت مرتبة لا يُلَقَّاها إلا ذو حظ عظيم. رفع قادة الإنقاذ حين جاءوا شعار، "الولاء قبل الكفاءة". وبناء عليه شرعوا، وبلا توان، في تشريد الناس من وظائفهم، فأضطر خيرة المتعلمين للخروج من البلاد، وابتلعتهم المهاجر المختلفة. وكان نزيفا للعقول عظيما. كما قاموا بمضايقة أصحاب الأعمال التجارية الخاصة في أعمالهم. وتفننوا في الحيل لإخراج غيرهم من المواطنين من الأسواق، حتى احتكروها لأنفسهم تماما. وهكذا وضعوا منذ البدء فلسفتهم الإقصائية الجديدة هذه موضع التطبيق، وهي فلسفة لا تزال تسير حسب الخطة الموضوعة لها، حتى هذه اللحظة. ولا يبدو من مسار الأمور أن دخول الجنوبيين في الصورة سوف يغير فيها شيئا، كما حلم بذلك البعض.
ورث السودانيون إرثا حضاريا متميزا من عقائدهم الدينية، النوبية، والأرواحية الإفريقية، والمسيحية، والإسلامية. وقد تمكن هذا الإرث من خلق نوع من السلام الإجتماعي وسم الحياة السودانية لزمن طويل. ومن صور ذلك السلام الإجتماعي، على الهنات الكثيرة التي شابته هنا وهناك، أن السودانيين لم يحاربوا بعضهم بعضا في الرزق، بشكل مؤسسي، كالذي يحدث اليوم على يد هذه الحكومة التي أسمت نفسها زورا وبهتانا "حكومة للإنقاذ" والتي تزيت بزي الإسلام فشوهته، ونفَّرت عنه، كما لم يفعل أحد من قبل، باستثناء حكومة طالبان.
أسهم الحكم التركي، (1821-1885)، ومن بعده الحكم الثنائي، الإنجليزي المصري، (1898-1956) رغم كونهما حكمين أجنبيين، محتلين، بنصيب وافر في إرساء شكل الدولة الحديثة في السودان. في هذين العهدين تطور شكل الدولة وتطورت قوانينها، وتطور نظامها القضائي سائرا في وجهة القوانين الحداثية المستلهمة لقيم العصر. فنعمنا بشيء من الفصل بين السلطات الثلاث. وبذلك أمكن تثبيت الكثير من حقوق المواطنة العصرية. وغني عن القول، إن كثيرا من الإنتهاكات لحقوق المواطنة قد تمت في عهود الحكم الوطني، في حقبة ما بعد الإستقلال، خاصة في التعامل مع قضايا أهل الهامش السوداني العريض، غير أن الإنقاذ مثلت ردة غير مسبوقة في مجال تعريف المواطنة وتعريف الحقوق، فقد تم حصر الحقوق في المؤمنين بآيديولوجيتها وحدهم.
قلبت الإنقاذ كل إرث البلاد الحضاري رأسا على عقب وارتدت بالبلاد إلى عهود شبيهة بعهود الغاب. فأصبح تعريف المواطن منحصرا من الناحية العملية في الشخص المؤمن برؤى الحكومة، أو الموالي لها، وما عدا ذلك، فليس له وجود يذكر، ولا حقوق تذكر، من ثم. وما أكثر ما سلبت الحكومة معارضيها ومن تظن بهم معارضتها، حق الحياة نفسه. فقد أعدمت كثيرين في محاكم صورية، كما أعدمت كثيرين آخرين بغير محاكم، صورية كانت أم غير صورية؟ كما عذبت معارضيها بأساليب لا تخطر حتى على عقول أعتى الشياطين، وانتهكت كل الحرمات. ولقد طال التعذيب في عهدها كل المعارضين السياسيين، بلا استثناء.
باختصار شديد، النظام السوداني القائم الآن، لا يأبه بمصير من يعارضونه، وخاصة أؤلئك الذين يعرضونه للحرج أمام أعين الآخرين في المحافل الدولية. ويستغرب كثيرون كيف لا تغار الحكومة السودانية على مواطنيها حين يبطش بهم الأجنبي، فيستحل دماءهم وأعراضهم، ويهينهم ويمرمغ كرامتهن وإنسانيتهم في الوحل؟! وقد تساءل بعضنا: لماذا لا يقفل السودان سفارته في مصر، ولماذا لا يستدعي سفيره؟ إلى أخر ذلك من إجراءات الإحتجاج. ولكنني لا أرى مجالا للعجب هنا. فالحكومة السودانية لا ترى في الذين جرى تقتيلهم في مصر بلا رحمة، مواطنين يخصونها، ولذلك فهي لا تبالي بما لحق بهم! وهل بالت الحكومة السودانية الحالية بالجوعى والعراة والمرضى والمشردين داخل حدودها حتى تهتم بهم وهم خارجها. خاصة وأن هؤلاء قد بدأوا في تسليط الضوء أمام أنظار العالم على حال البلاد المزري الطارد لبنيها إلى كل منافي الأرض؟ ظلت الحكومة المصرية تراقب اعتصام المعتصمين من اللاجئين السودانيين لشهور، وحين لم تفعل الأمم المتحدة شيئا، ولم تفعل الحكومة السودانية شيئا، ولم يفعل ما يسمى بالعالم المتحضر شيئا، رأت الحكومة المصرية أن تنهي هذا الفصل المقلق لأمن النظام المصري، باستخدام هذا النوع من العنف العنيف. فبعد انتظار امتد لأشهر، أحست الحكومة المصرية بأن الضوء الأخضر، يأتيها من كل جهة. ولذلك فقد تحركت وفعلت ما فعلت. فمر الحادث ولم تقم القيامة!. لم تفعل الحكومة السودانية شيئا، ولم تفعل الأمم المتحدة شيئا يذكر، ولم يفعل ما يسمى بالعالم المتحضر شيئا يذكر. كل ما في الأمر أن صيحات استنكار بعضها محسوب بعناية، وبعضها غير محسوب، قد انطلقت هنا وهناك. وجميعها لن تلبث أن تخبوا. وسرعان ما سيسدل الستار على تلك الماساة الإنسانية، كما أسدل من قبلها على كثيرات سبقنها.
الشاهد أن الظلم قائم في كل أركان الأرض، على تفاوت بين مكان وآخر. فما يسمى بـ "العالم المتحضر"، ليس أفضل حالا من حكومات العالم النامي إلا بقدر ضئيل. كل ما في الأمر، أن المظالم في ذلك الفضاء "المتحضر" تدار بطريقة أكثر ذكاء، في غالب الأحوال. والعالم المتحضر لم يقبل اللاجئين في أراضيه إلا مكرها. وهو لا يزال يقاوم قبولهم ما وجد إلى ذلك سبيلا. وهو حين قبلهم، لم يقبلهم إلا في الخانات الدنيا من تراتبية سلم المواطنة، التي حجزها لهم، لكونها تخدم بعضا من أغراضه. فهو قد أدخلهم أراضيه، ولكنه أعمل تشاريعه المعقدة، وخطابه الإقصائي الملتوي، لضمان بقائهم حيث يريد لهم أن يبقوا وذراريهم، يد الدهر. وما أحداث فرنسا الأخيرة إلا آخر الشواهد الماثلة.
أما الأمم المتحدة فهي تتصرف في غالب أحوالها بيروقراطية مكتبية سلحفائية فاقدة للحساسية تجاه معاناة المشردين. والأمم المتحدة لم تكن تملك من أمرها شيئا، في يوم من الأيام. فقد تم تقتيل الفلسطينيين لعقود وهي تنظر، ولا تملك حراكا. كما احتلت العراق أمام سمعها وبصرها، وتم قصف مدنييها بلا هوداة، وهي لم تطلق سوى إدانات خجولة هنا وهناك. كما أبيد مئات الألوف من أهل دارفور، فاستترت الأمم المتحدة وراء الإتحاد الإفريقي الذي تعلم قبل غيرها أنه لا حول له ولا قوة. والذي تعلم أنه لم يأت لنجدة أهل درافور من المحارق، بقدر ما أتي لتغطيتها وصرف الرأي العام العالمي عنها ببضع آلاف من الجنود، وببضع مركبات، ومروحيات، لن يكون لها أي أثر في رقعة شاسعة من الأرض تعادل مساحة فرنسا.
ولا أدل على بيروقراطية الأمم المتحدة ولامبالاتها مثل الذريعة التي تذرعت بها أمام هؤلاء اللاجئين الذين نكبوا في مصر. تذرعت الأمم المتحدة بأن السلام قد تحقق في السودان بعد توقيع اتفاقية السلام، وأن شروط اللجوء لم تعد تنطبق عليهم، وأن عليهم أن يعودوا إلى بلادهم!! هذا الموقف من جانب مفوضية اللاجئين بمصر هو الذي شجع الحكومة المصرية على ارتكاب مجزرتها تلك. فقد نزعت الأمم المتحدة من هؤلاء اللاجئين، برفضها إعادة توطينهم خارج مصر، أي غطاء قانوني دولي كانوا يستظلون به، وهم الغرباء في أرض مصر. فأصبحوا هكذا بين عشية وضحاها، مجرد متطفلين أجانب خارجين على القانون! وما من شك أن كل مبصر يعرف بداهة أن الأمم المتحدة قد تذرعت بباطل صراح. فإمضاء الوريقات التي سميت بإتفاقية السلام في السودان، لا يحول تلك الإتفاقية، بين عشية وضحاها، إلى خير، ورخاء وأمن وعيش كريم. وهكذا تنصلت مفوضية اللاجئين من مسؤوليتها تجاه هؤلاء المساكين الذين هربوا من جحيم الحرب ليلقوا مصرعم على بعد ألفي ميل من ميادين الحرب، ولكن هذه المرة بهراوات الأمن المركزي المصري، ذات فجر مأساوي كئيب!
يتقدم العالم تقنيا بوتائر مخيفة، وتتراكم الثروات فيه في أيدي القلة المسيطرة بشكل غير مسبوق. وتريد هذه القلة الآن، وبكل سبيل، أن تخضع الكوكب كله لإرادتها، لتجعل من الأكثرية الساحقة فيه مجرد أقنان في إمبراطورية الجشع التي أوشكت أن تكتمل. ويصاقب ذلك التطور المادي والتقني نقص مريع في الحساسية تجاه معاناة البشر والمبالاة بمصائرهم. فهل يا ترى ستكتمل إمبراطورية الظلم هذه، وتخرس أصوات المستضعفين في الأرض إلى الأبد، أم أن فجرا من الحق والعدل سوف يشرق بعد هذا الليل البهيم الطويل؟
ا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Mannan)
|
Dear Manan, I think the hall is now reserved as Bashir related to me before leaving to Sudan for a three-week -very important- mission.. He will be back on the 9th. We need your help with advertising. I will connect you with Mukhtar Mukhtar Mohamed Taha, Ustadh Mahmoud's nephew. I will send him a Press Release later today. Please send me your e-mail address and all contact information via the messenger. Or, alternatively, you can use my e-mail address: [email protected]We will be launching USTADH MAHMOUD MOHAMED TAH CENTER FOR ISLAMIC TRANSFORMATION (UMMTC) on January 21, 2006, at Amercian Universtiy. We would immensely appreciate your help in publiciing the ANNIVERSARY sessions and the LAUNCHING OF THE CENTER, both of which will take place on Friday and Saturday, January 20-21, 2006. The first day will be at the United States Institute of Peace. On the second day there will be a panel of thres and then the LAUNCH of the CENTER WE NEED YOUR HELP, Anengatu!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
الأخ العزيز عثمان عبد القادر أسعدتني قراءة ما خطه قلمك بعد أن غبنا من بعضنا طويلا. تحياتي لكل من حولك ونرجو أن نراك مرارا في هذا الخيط.
تميز الأستاذ محمود عما سواه من المفكرين، والسياسيين، بوحدة الفكر والقول والعمل. كان من أبكار المهندسين السودانيين النابهين، وقدكسب من أعماله الهندسية المختلفة أموالا كثيرة ولكنه أنفقها عن بكرة أبيها. أليس هو القائل: "ساووا السودانيين في الفقر إلى أن يتساووا في الغني"؟ وحين يقول الأستاذ محمود قولا، يكون أول الملتزمين به. عقب إعدامه بأيام سلمت إدارة سجن كوبر لأسرته شنطة جلد قديمة من الحجم الصغير، حوت كل متعلقاته الشخصيةالتي لم تتجاوز جلبابين أبيضين، وعمامة، وعراقيين وسروالين ومركوب أبيض و"سفنجة". أما عقاراته فكانت بيتا من الجالوص المجلل بالزبل بالثورة الحارة الأولى عاش فيه وسط سواد السودانيين، ولم يكن يأكل فيه غير الكسرة بالويكة. وقد صادرت حكومة السودان ذلك المنزل شديد التواضع، بناء على قرار المحكمة!!
تقدمت الأستاذة أسماء محمود محمد طه بدعوى قضائية ضد حكم الإعدام في حقبة الديمقراطية الثالثة، وقد برأ القضاء السوداني نفسه من تلك الجريمة النكراء، وقام بنقض ذلك الحكم. أما حكومتنا المنتخبة انتخابا ديمقراطيا والتي تسلمت مقاليد الأمور في حقبة الديمقراطية الثالثة فقد التزمت الصمت، ولم تشر إلى تلك الماساة لا من قريب ولا من بعيد. وكأن الحقوق الديمقراطية لا تشمل مظلتها سوى قيادة وجمهور حزبي الأمة والإتحادي!! ولم يكن مفاجئا لنا عجز حوبي الأمة والإنحادي في إلغاء قوانين سبتمبر التي بموجبها أعدم الأستاذ محمود محمد طه، والواثق صباح الخير، وأخرين كما تم بموجبها تقطيع أوصال فقراء السودانيين وجزرهم على مرأى ومسمع من الناس بشكل متصل في ساحة سجن كوير وغيرها من سجون السودان المختلفة. ولذلك لم يكن غريبا أن يعقب ذلك الفشل الحزبي الذريع، في رعاية الديمقراطية، وقضايا الحقوق الأساسية، تسلم الجبهة القومية الإسلامية بقيادة الدكتور حسن الترابي لمقاليد الأمور كلها في السودان، في انقلاب هزيل مرتجل تحرك فيه الإنقلابيون ببكاسي تويوتا. وهكذا أصبحت الجبهة القوة الأعظم، في السودان، وبلا منازع. وهكذا تغير مسار السياسة في السودان وإلى الأبد وهكذا تضعضعت قوى الحزبين الكبيرين وكادت ريحهما أن تذهب لكونهما لم يكونا أمينين على الديمقراطية وعلى الحقوق، ولكونهما لم يرعيان الديمقراطية وقضايا الحقوق والدستور حق رعايتها.
يمثل إعدام الأستاذ محمود محمد طه نقطة فارقة في تاريخ السودان الحديث. وسوف تتضح ابعاد هذا المنعطف كل ما مر الزمن. وما قام به الأستاذ محمود لم يذهب هباء، وإنما انسرب في مسام حركة الوعي والمناهضة اليومية لصور الظلم والإستفراد بالسلطة، والمنهاضة لأساليب التدجين وهضم الحقوق. ما قام به الأستاذ محمود يتجسد في تنامي حركة الوعي، وفي خجل الجلادين من أنفسهم، وتنصلهم من شنيع فعائلهم. فالضمير الإنساني لا يموت حتى في أعتى السفاحين والظلمة. والعظماء يغيرون التاريخ بالتضحيات الجسيمة. وهكذا غير غاندي الهند، وغير مارتن لوثر كينغ الولايات المتحدة، وسيغير الأستاذ محمود مسار الأمور في السودان على المدى الزمني. والمراقب الفطن لا بد أن يلحظ أن الأمور في السودان في طريقها نحو التغيير. وسوف تتسارع خطى التغيير، وستنداح دوائر الأمن والحرية خاصة بعد احتراق كرت الدولة الدينية. فالقابضون على مقاليد الأمور في السودان الآن، يعرفون قبل غيرهم أنهم قد فقدوا سند الإسلام الروحي الذي جاءوا وبطشوا بالناس بإسمه. كما فقدوا القوة الأخلاقية التي تسند التماسك الداخلي بعد أن اتضح لهم ولكل مراقب من أبناء الشعب أنهم مجرد طلاب دنيا استخدموا الخطاب الديني لنيل السلطة والثروة.
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
حادثة التنفيذ بقلم صحفية أمريكية
لعل الكثيرين يعرفون الصحفية الأمريكية جوديث ميلر. فهي من كبار صحفيي صحيفة النيويورك تايمز. تم سجن جوديث ميلر قبل شهور لرفضها أمام المحكمة كشف إسم مصدر أدلى إليها ببعض المعلومات قائلة أن أخلاق المهنة تمنعها من ذكر إسم المصدر. الأمر الذي حدا بالمحكمة لسجنها. فقبلت السجن ورفضت كشف إسم مصدرها. وقدتم إطلاق سراحها بعد أن أمضت فترة في السجن. وذلك بعد أن كشف المصدر نفسه بنفسه.
في عام 1985، كانت جوديث ميلر مراسلة لصحيفة النيويورك تايمز للشرق الأوسط وكانت تقيم في القاهرة. وقد ذهبت إلى الخرطوم لتغطي حادثة تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود. وقد أرسلت الخبر إلى الصحيفة التي نشرته بدورها في عددها الصادر في صبيحة 19 نياير من عام 1985. ثم كتبت كتابافي منتصف التسعينات أسمته God has Ninety Nine Names "لله تسعة وتسعون اسما" وقد أوردت وصفا لحادثة التنفيذ في الفصل الأول من الكتاب نقتطف منه:
((كان صباحا مثاليا. بعد سويعات، تصبح الخرطوم خانقة. ولكن عند السادسة من صباح 18 يناير من عام 1985 كان الهواء صافيا. وكانت السماء قد لبست بالفعل زرقة حمام السباحة.
في غرفتي بفندق الهيلتون، كان الصوت الوحيد، هو صوت مكيف الهواء، ذي العشرين سنة، وهو يضخ هواء محتمل السخونة. شربت قهوتي، وقرأت جريدة الصباح، محاولة ألا أفكر فيما سيحدث. لقد رأيت وقمت بأشياء كثيرة، بوصفي رئيسة مكتب صحيفة نيويورك "تايمز" بالقاهرة. كما شهدت أحداثا مروعة عديدة منذ رحلتي الأولى إلى الإقليم في عام 1971، وأنا لم أزل طالبة حديثة السن. غير أني، لم أغطي حادثة تنفيذ حكم بالإعدام.
بعد ساعة خرجت في طريقي إلى سجن كوبر. ساحة سجن كوبر مستطيلة الشكل، وبحجم ميدان لكرة القدم. عندما وصلت برفقة جمال محي الدين، مدير مكتب مجلة "تايمز" بمصر، كانت ثلاثة أرباع تلك الساحة ممتلئة بالناس. كنت ألبس جلبابا أبيضا فضفاضا، وغطاء للرأس، لئلا يكتشف حراس السجن أنني شخص أجنبي. لوح لنا الشرطي بيده إيذانا لنا بدخول موقف السيارات. فعل ذلك، من غير أن يلقي حتى بنظرة ثانية نحوي في المقعد الخلفي. علما بأن المقعد الخلفي هو المكان الطبيعي، لوجود امرأة في سيارة، في الشرق الأوسط. خفضت رأسي بينما سرنا أنا وجمال ببطء، وسط الحشد، نحو قلب ساحة السجن، لنجد مكانا للجلوس على الأرض الرملية.
كانت المشنقة في الجانب البعيد من الساحة. مرتفعة نوعا ما، غير أنها أقل في الارتفاع من حوائط السجن المبنية من الحجر الرملي. كان المشهد في كوبر مرحا. لا شئ هناك يشبه الصور المتجهمة التي رأيتها للسجون الأمريكية حيث يحتشد أصدقاء وأقارب المحكوم عليهم بالإعدام، خارج الأسوار، وسط المتظاهرين المعترضين الذين يحملون الشموع في الليل.
يبدو أنني كنت المرأة الوحيدة في الساحة. وبدا أن كثيرا من الحاضرين، الذين يقدرون ببضع مئات، يعرفون بعضهم البعض. ظلوا يحيون بعضهم البعض، بتحية الإسلام التقليدية " السلام عليكم" ويجيء الرد مرات ومرات "وعليكم السلام". الرجال ذوو البشرات الداكنة، في عمائمهم التي يبلغ ارتفاعها القدم، وجلابيبهم البيضاء الفضفاضة، يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث، حول حالة الطقس، بشائر محصول تلك السنة، والحرب التي لا تنتهي في جنوب السودان. ورويدا رويدا، جلس كل واحد على الرمل، تحت وهج الشمس، التي بدأت حرارتها تزداد قسوة مع كل دقيقة تمر. كان الموعد المعلن لتنفيذ الحكم هو الساعة العاشرة.
قبل الزمن المحدد بقليل، قيد محمود محمد طه إلى الساحة. الرجل المحكوم عليه والذي كانت يداه مربوطتان خلف ظهره، بدأ لي أقل حجما مما كنت أتوقع. ومن المكان الذي كنت أجلس فيه، وبينما كان الحراس يسرعون به إلى الساحة، بدا لي أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاما. سار مرفوع الرأس، وألقى نظرة سريعة على الحشد. عندما رآه الحاضرون، انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوحون بقبضات أيديهم نحوه. ولوح قليلون منهم بالمصاحف في الهواء.
تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه، قبل أن يضع الحارس الذي قام بالتنفيذ، كيسا ملونا على رأسه وجسده. ولن أنسي ما حييت، التعبير المرتسم على وجهه. كانت عيونه متحدية، وفمه صارما، ولم تبد عليه مطلقا أية علامة من علامات الخوف. بدأ الحشد في الهتاف، بينما كان مجندان سودانيان يلبسان زيا رملي اللون يضعان عقدة الحبل على المكان المفترض أن تكون فيه رقبة محمود طه. ورغم أن ضجيج الحشد قد ابتلع أصوات الجنديين، إلا أنه بدا وكأنهما كانا يصيحان ضده. فجأة تراجع الحراس للوراء، ثم سُحبت أرضية المنصة. فاشتد الحبل، واهتز الغطاء الموضوع على جسد طه في الهواء. اشتعل الهدير في الساحة "الله أكبر". وتكثف الهتاف عندما بدأ الحشد في تكرار الهتاف بشكل جماعي، "الإسلام هو الحل". الرجال الذين امتلأوا حماسة، عانقوا وقبلوا بعضهم البعض. أحد الرجال الذين كانوا بجانبي صرخ، "أخذت العدالة مجراها"، ثم جثا على ركبتيه، ووضع جبهته على الرمل وتمتم بصلاة إسلامية. الحالة الاحتفالية التي جرت من حولي، صعقتني، وأصابتني بالغثيان. جذبت جمال من كم قميصه، محاولة أن أشعره بأنه يتعين علينا مغادرة المكان، فقد كنت بالفعل، عاجزة عن النطق. في حالة التوتر العصبي التي اعترتني لابد أنني قد قمت لا شعوريا بسحب الغطاء الذي كان يغطي رأسي، فانحرف عن موضعه. استشعر جمال الخطر، وجذب الغطاء على ناصيتي شعري اللتين انكشفتا، ودفعني بحزم صوب المخرج. وبينما كنا نشق طريقنا صوب البوابة الحديدية الثقيلة، بدأت الرمال في الثوران والارتفاع في شكل سحابة برتقالية نتيجة لجرجرة الحشد لأقدامهم على الأرض الترابية. عند وصولي للمدخل، لويت عنقي لألقي نظرة أخيرة على المشنقة. كان الكيس، وجسد طه لا يزالان متدليان على الحبل. فتساءلت في نفسي، متى سينزلونه؟.
لدى كثير من السودانيين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم، فإن طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردة عن الإسلام. وهي تهمة نفاها طه، الذي أصر حتى النهاية، أنه ليس مهرطقا، أو مرتدا عن الإسلام، وإنما مصلح ديني، ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية، "قانون المسلمين المقدس" والطريقة التي فهمها ونفذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف، أحسست، أنا أيضا، أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص في قناعته الدينية، وإنما بسبب من نقصهم هم)). (ص. ص.11 –12)
أوردنا هذا النص بعد ترجمته من الإنجليزية إلى العربية في كتاب "نحو مشروع مستقبلي للإسلام" الذي نشر في بيروت وضم ثلاثة من مؤلفات الأستاذ محمود محمد طه الأساسية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي النور،
شكراً على نشر بعض من شهادة الصحفية الأمريكية جوديث ميلر في هذا الخيط. ولمن لا يعرف السيدة ميلر فقد كانت صحفية مرموقة لصحيفة النيورك تاميز الأمريكية ذائعة الصيت، والتي تعتبر من أفضل الصحف العالمية من حيث المهنية وتجويد العمل الصحفي. ما يصدر في هذه الصحيفة يجد سبيله مباشرة إلى صناع القرار في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم.
في يوم 19 يناير نشرت هذه الصحيفة المرموقة خبر تنفيذ الحكم على الأستاذ محمود. وقد صورت مشهد تنفيذ الحكم تصويراً لغوياً بارعاً، واصفة البسمة المشرقة التي أطل بها الأستاذ محمود على الغوغاء التي كانت تهتف بموته من المتهوسين الذل جمعهم أتباع الترابي وعلي عثمان محمد طه وغيرهم من السلفيين لمشاهدة الأعدام والتهريج حول المشنقة والشناق وحبل المشنقة. طلب الأستاذ كشف رأسه من القناع الأسود الذي وضع فيه قبيل التنفيذ. وبهت المتهوسون المهرجون حين أطل عليهم الأستاذ الشهيد على جهلهم ورعونتهم وهوسهم بابتسامة مضيئة فأسقط في يد الجلاد. (يروي الرجل الذي نفذ الحكم على الأستاذ في المشنقة لأحد الجمهوريين أنه سأل الأستاذ ما ذا يريد أن يقول فقال له الأستاذ "عفيت عنك، لكن تاني نوع العمل دا ما تعمل." ومن يومها ترك الشناق تلك المهنة لما رأى من ثبات الأستاذ وصدق نصحه له!
أعود لجوديث ميلر. ميلر كتبت كتاباً إسمه "لله تسعة وتسعون إسما" (God Has Ninety Names). وقد وصفت فيه كيف دخلت ساحة السجن وحضرت تنفيذ حكم الإعدام. فعلت ذلك بتنكرها في هيئة رجل سوداني واعتمت بعمامة، وجلست في الصفوف الأمامية وشاهدت إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه بشحمة عينيها، وهذا أمر لم يتيسر لنا، نحن أبناؤه، لأننا منعنا من الحضور عنوة!
روت السيدة ميلر كيف أنها تنكرت ومعها زميلها الصحفي المصري الذي يعمل لصحيفة النيويورك تايمز، وكيف تجاوزوا نقطة التفتيش البوليسي، وكيف جلست على الأرض، وتوجسها من أن ينفضح أمرها فتعاقب على فعلها. وجدير بالذكر أن نقول إنها لم تكن الصحفية الغربية الوحيدة فحسب بل كانت المرأة الوحيدة التي حضرت الإستشهاد، فيما أظن. وقد أعانها ذلك الحدث الرهيب في حياتها على انجاز مهامها الصحفية برؤية جديدة كان الأستاذ محمود فيها من ملهميها. وقد اعتقلت مؤخراً لمدة 83 يوماً لرفضها كشف مصادرها في فضيحة موظفي البيت الأبيض المتعلقة بكشف إسم مخبرة في وكالة المخابرات للصحف.
أوصي بقراءة كتاب God Has Ninty Nine Names لمن عساه يرغب في ذلك. وسيجد القارئ في الكتاب رواية جوديث ميلر عن مشاهداتها في في سجن كوبر في يوم استشهاد الأستاذ محمود محمد طه.
لك الشكر مجدداً، يالنور!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مقتطفات من رؤى الأستاذ محمود محمد طه:
((هناك ثلاثة أمور لا بد من استيقانها: • أولها أن حكم الوقت يقضي على هذه البشرية، التي تعمر الكوكب، في هذا العصر، أن تتوحد. • وثانيها أن هذه البشرية، لكي تتوحد، لابد لها من السلام. • وثالثها أنها، من أجل السلام، لا بد لها من المدنية التي تنشر حكم القانون العادل.
فأما الأول فإن التقدم التكنولوجي في وسائل نقل الناس، والأشياء، والأخبار، قد ألغى الزمان والمكان، أو كاد، وقد توحد هذا الكوكب وأصبح أي جزء من أجزائه في مدى ساعات، وتقل هذه الساعات كل يوم جديد. ووحدة الكوكب المكانية تواجه البشرية اليوم ببيئة مكانية جديدة، وهذه المواجهة تمثل تحديا على مدى لم يسبق للبشرية أن عرفته في تاريخها الماضي، وذلك بأنه مطلوب إليها أن توائم، مواءمة تامة، بين حياتها وبين بيئتها هذه الجديدة، بأن تحدث وحدة تامة تنصهر فيها عناصرها المختلفة، وألوانها المختلفة، وعقائدها المختلفة، ولغاتها المختلفة أيضا، أو إن عجزت عن ذلك، فقد مضت سنة الأولين بالأحياء الذين عجزوا من أن يوائموا بين حياتهم وبين بيئتهم)).. انتهى ص 9 كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" ـ الناشر السوداني ـ الخرطوم ـ أكتوبر .1967،
((إن العبرة البالغة، التي انفرجت عنها أذيال الحرب العالمية الثانية تجد تعبيرها في الحقيقة الكبرى وهي أن القافلة البشرية، في كل صقع من أصقاع هذا الكوكب، قد اقتلعت خيامها، وأخذت في السير، وهي في كل خطوة من خطوات هذا السير، تصنع التاريخ وتصنعه على هدى جديد، فبعد أن كان التاريخ يميله في أغلب الأحيان على تلاميذه ومسجليه الملوك، والسلاطين، وقواد الجيوش، ودهاقن السياسة، وأرباب الثروة، وهم يتصرفون في مصير الإنسان، أصبح يمليه عليهم الآن رجل الشارع العادي المغمور، وهو يبحث عن كرامة الإنسان، حيث وجد الإنسان)). ص ص 3-4 كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" الطابع السوداني ـ أكتوبر ، 1967
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
أخي د. النور لك التحية والأماني الطيبة ولأسرتك الكريمة وكل الأخوة في هذا الخيط وخارجه. الساعة الثانية صباحا بتوقيت السعودية مما يعني أنه أول يوم من أيام عيد الأضحى أعاده الله عليكم بالصحة والعافية فهديّتى لكم هذه الأبيات العرفانية :
أدر صرفا خمور الأندريـــنا ---------------على شعث الرجال الأندرينا وروق أيها الساقي شــــرابا --------------- طهورا لذة للشـــــــــــاربينا ولا تمزج فإن المزج شـرك ---------------- حرام في طريق العارفينــــا **********************************************
ليت هذه البشارات التي سقتها من رؤى الأستاذ تدخل كل مسارب الظلمة في تلك النفوس الصلدة والعقول التي قطع أصحابها عهدا بألا يمسوا عذريتها ولا يفضوا بكارها علهم يبكون على دفنهم فلذات أكبادهم أحياء ويضحكون من أكلهم أربابهم عند المسغبة ولكن محسوسات العارفين هي الغيب المطلق عند من أقاموا خيامهم أسفل الوادي والقافلة قد عبرت المضيق إلي السهل المنبسط ظنا منهم أنها نهاية المسير فإذا بالسيل يقتلع الخيام ويجبر الدامرين بالظعن و يتبين لهم ضرورة الرحيل ولكن في ذيل الكادحين إلى ربهم كدحا وقد أنهكت رواحلهم وتفسخت أقدامهم، هذه الصورة تتجسم في واقع اليوم بلطف وتلبيس . إن التاريخ الذي سيصنعه العوام هو الآن في أدنى مراتب القدر، يكاد القضاء ينفذ وقد حرّر كافه ونونه تتأهب ، فهاهي نذر الديمقراطية تطرق على أبواب الطغاة بقوة وحزم وتهز عروشهم وترعب زبانيتهم وبعدها تتحقق كل البشارات من سيادة القانون العادل وإكرام الإنسان فيعم السلام ويهزم الصراع والتناحر فتتوحد عناصر الجنس البشري وتتنزل أخلاق إن أكرمكم عند الله أتقاكم إلى أرض الواقع بعد أن عرجت الى الله من أسفل سافلين ومرت بمختلف مراحل التاريخ التي مورس فيها أغلظ درجات التمييز وهكذا تترتب الأسباب بآليات عملية على مكث وتلبث وأمام أعين الجميع ليتوحد هذا الكون المتعدد المتنافر، كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين . أبوحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
من أقوال الأستاذ محمود حول سلطة النص:
((وقول الدكتور، عند ذكره الديمقراطية الحديثة ((دون الخروج عن قوانين القرآن نصا وروحا)) خطأ ورطه فيه، إما تملقه الرأي العام الإسلامي، وإما جهله بحقيقة الأمر، فيما يتعلق بتطوير قوانين القرآن.. والحق الذي لا مرية فيه: أن قوانين القرآن، فى نصها وروحها ، إنما هي وسيلة .. بيد أن الوسيلة فى روح القرآن، أقرب إفضاء إلى الغاية، من الوسيلة في نصه.. ولذلك لا يرى القرآن بأسا بالخروج على النص، بل أن الخروج على النص عمل يستهدفه التطور، الذي يرعاه، ويهديه القرآن.. ولنضرب لذلك مثلا.. فالقرآن نص على قانون الميراث نصا مفصلا، مع أن روح القرآن تأبى أن تقر من يعرفها، ويأخذ نفسه بها، على أن يمتلك ما يورث، وإنما تعلمه أن يصرف عنه، إلى سواه، كل ما زاد عن حاجيته..
إن قوانين القرآن، في نصها، وسيلة إلى روحه.. وهي بذلك متطورة، وروح القرآن هي ((لا إله إلا الله)).. وهي وسيلة، وشيكة الإفضاء إلى الغاية منه.. وهي بذلك كالخالدة، لأنها طرف من الغاية.. والذي يسر لها الخلود مرونتها.. وسبب مرونتها شمولها.. وأيسر آيات شمولها صياغتها من نفي وإثبات.. ما من شك أن تحقيق النظام الديمقراطي الحديث، الذي ورد في رد الدكتور، أمر يستهدفه الإسلام.. وسيحققه.. وهو، في أثناء تحقيقه، لا يتمسك إلا بروح قوانين القرآن، دون نصها، وهذا أمر يحسن بالمسلمين ان يتفطنوا له)).
من تعليق للأستاذ محمود محمد طه على الدكتور طه حسين أورده إبن البان بصحيفة السودان الجديد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
up
نتوق لإنارة عقولنا وإضاءة اجسادنا....لزمن ننهض من قبور أجسادنا، أحياء، في ميلاد ثاني، تتسق قوانا، وجوراحنا في وحدة شعورية وفكرية صمدية......
(لكل لطيف سلطان على كل كثيف)....
يقول سيدي الجيلاني في غوثيته (ياغوث الأعظم لم أظهر في شئ كظهوري في الإنسان، ياغوث الأعظم خلقت الملائكة من نور الإنسان وخلقت الإنسان من نوري)....
18/1/2006 عيد الفكر والفداء وبدء الحياة الأولى.......
أبديا... سرمديا..... عن حدوث يتعالى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
سلام للجميع وسعدت بالتعرَف إليك أخي حيدر.
لي أولا" ولأخواني في الفكر ثانيا" ثم للناس جميعا :ـ قال الأستاذ محمود بلسان حاله قبل مقاله : تعلموا كيف تصلون ؟ تعلموا كيف تحيون ؟ وتعلموا كيف تموتون ؟ هزم الحياة والموت معا وانتصر عليهما انتصارا" بهر العداء وأعجز المحبين، فعند اشتغالنا بعيوبنا ندرك كم هو صعب هذا الأمر وكم هو عظيم من ينجح فيه!! ، فقد عرف الأستاذ حقيقة الصلاة والحضور الدائم مع الله ومارس الحياة والموت من هذا الباب ، وقد تفكرت مليَا فلم أجد للأستاذ ذهابا" يليق به ومسكا" يختم حياته الثانية أكثر تميزا" وفخرا" من ذلك فما كان له أن يرحل كما يرحل عامَة الناس وهو الذي تميز عنهم إرادة وزهدا" وفكرا" وخلقا" على امتداد ما كان بين ظهرانيهم. فالموت هو الواقع والحق الذي يدركه العارف والغافل ( إنك ميت وإنهم لميتون ) ( والموت مو شمت غاية الكبار والبيقرو ) ولكن عند ممارستنا للحياة يأتي الفعل والسلوك مخالفا لهذه المعرفة ، فهذا الامتحان المكشوف الذي عرفنا طريقة حله هو التحدي والابتلاء، والتقطنا القفاز وقبلنا التحدي ( وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) ولكن حمل هذه الأمانة بحقها هو الذي ميَز هذا الفداء العظيم فقدم النموذج والطريق فهل نحن فاعلون؟ ( وفي الفكر الرياضي المقدمات السليمة تليها نتائج سليمة). و لمن انعقد لسان مقاله ولسان حاله يصرخ بالفجيعة ليست في تغييب الجسد وإنما لوأد الفكر وحزنا على غياب النموذج فلنا ولهم ولمن لم يتفق له قراءتها مقتطفات نظمها الدكتور منصور خالد في رثاء الأستاذ محمود :ـ وقد كان فوت الموت سهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعر فأثبت في مستنقع الموت رجله وقال لها من تحت أخمصك الحشر غدا غدوة والحمد نسج ردائه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجـــــر مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر ثم قال :ـ ( إن اغتيال محمود محمد طه ، شهيد الفكر،لرزء أكبر من أن توفيه الدموع السواجم ، وما اغتال محمودا" دهرُ خئون ، وإنما انتاشته سهام صدئة ، أطلقها قضاة تالفون ،ودعاة عاطبون ،وحاكم فاجر ، معتل العقل آن له أن يلجم . ) وقد لجم هو وعرَابه وسوف يلجم تلاميذ العرَاب فإن مادة التاريخ تطبخ على نار هادئة ( قل تربصوا فإني معكم من المتربَصين ).
أبوحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: عثمان عبدالقادر)
|
(...محمود محمد طه,,رجل لم يأسره الحرص اذ غني عن الدنيا باليأس منها,,ومفكر ذو بصر حديد لم يتق غير الله فى التعبير عن فكره..جابه الناس بهذا الفكر ولم يستدبرهم بغيب..فأرأوه السياسية التى أجلينا منذ مؤتمر الخريجين آراءلا يجسر عليها الا اولو العزم فى وطن فيه للباطل سلطان,,,واجتهاده فى الدين اجتهاد بديع بريع...لايرفضه الا من ضاق وعاؤه,,ولئن عاد من عاد الى الكثير من تلك الاجتهادات فهو متبع لا مبتدع...)
الاخ الدكتور النور والاخوان الجمهوريين لم اجد غير كلمات الدكتور منصور خالد المضيئة لتحيتكم فى (مقام )احياء ذكرى (الاستاذ)الشهيد.. وتعرفون مكانة الرجل عنده... ومكانتهما عندى...
فى القاهرة...محاولات لاحياء ذكراه... مودتى وتقديرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
اليوم 18 يناير 2006 دعونا نحتفل برحيل المفكر السوداني الاستاذ محمود في هذا البوست...والتفكير اعلى نشاط انساني يميز الانسان من ارقى البرايميت وهو القرد الشمبانزيpan paniscus... اذا كانت هناك حالة استلاب فكري تهيمن عل المنطقة العربية بما في ذلك السودان..فقد جاءت الفكرة الجمهورية لتنقل الانسان الى مشارف القرن الواحد والعشرين..هذا القرن او ما يعرف بالنظام العالمي الجديد ايدولجيته الوحيدة هي العلم والمعلومات والتعامل العلمي مع الاشياء والاحياء من وحي افكار الاستاذ محمود كانت هذه الفرضية التي اسميتها(التوظيف والناتج)..والهدف منها تدريب انفسنا عل معرفة تقييم الاشياء وفقا...لوظيفتها..والمدخلات والمخرجات..لا بنيوية ولا تفكيكية....فقط تجريدية
Quote: Modern Thoughts Function and out-put States that “ Any object in the universe has direct function, so we can evaluate it’s efficiency according to it’s out-put”. In other words we can apply mathematically the Equation of the third law of thermodynamics i.e “The law of the efficiency of the engin.” The efficiency of system = work done the system “in-put”/Work resultant of the system “out-put” ****************
Government (any government) is just like the human body. Both of them are composed of ministries/ systems, department/organs that do similar functions, each within it’s own scope. Take human body as an example, we find that it is composed of cells “as a least unite”, tissue, organs and systems. All of them work in smooth harmony, unless the body is infected by certain disease, then all body’s systems pact to this and also affected. Prophet Mohammed, peace and prayer be upon him has said “Muslim’s community resembles human body, if one of it’s organs is complained, all the other organs will then be affected too”. Thus we find that the government cabinet does the same functions that of the nervous system, while the different ministries and departments carry out the remaining functions of other systems of body. The government here is meant the democratic ones not primitive authoritarian regimes of oligrachies which are controlled by one person, in most cases a dictator, as we know that “if a person is mentally insufficient, there is no use of the ideal out-put of other systems”. Finally open your mind’s eye and look with it!!. Try to denude people and objects from their false and glorious functions to see their direct and actual functions. i.e. the car is a transport object, never mind either it is a Mercedece car or Hiluxe. Watch tells time never mind either it is Omega or Casio also friendship based on Loyality and faith, without which it is not ideal, marriage based on love and respectance, without which it is a false trade and so.. on “functions, input, out put is the art that give a correct out look towards general schems of the universe.
|
وتبقى الدعوة مفتوحة لاثراء النقاش حولها...النظام العالمي الجديد مبني على استخدام الوعي الذتي في تقييم الاشياء....واحترام فردية الانسان واعتقد ان هذه النظرية/الفرضية...هي التي اوقفت حيريتى حول ..لماذا اختار مهندس المساحة الذى كان يمكنه ان يكون ملك عقارات في السودان واغنى اغنياء السودان ..اختار ان يقيم في بيت جالوص في الثورة الحارة الرابعة..في جنة المعاني وترك جنة المباني لادعياء الفكر والثقافة في السودان....انها فقط نظرية الوظيفةوالناتج....التي تعطي معني للحياة السودانية الاصيلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
salam ya alNour: This is a million dollars worth of news. Is it going to be a cyber center or a "real" one? k
Quote: يصحب احتفال هذا العام تدشين مركز الأستاذ محمود محمد طه بالولايات المتحدة الأمريكية. والغرض من إنشاء المركز هو تخليد إسم الأستاذ محمود في المقام الأول. كما أن مهام المركز الرئيسة تتلخص في حفظ تراث الأستاذ محمود وإسهامه الفكري المتميز. وحفظ وثائق أرشيف الحركة الجمهورية وترجمة مؤلفات الأستاذ محمود إلى اللغات المختلفة، وتنظيم الإنشطة الفكرية حول قضايا الإصلاح الديني وحقوق الإنسان. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Kostawi)
|
شكرا Kandake غدا يتم تسجيل مركز الأستاذ محمود محمد طه مثلما يتم تسجيل مثله من المؤسسات الفكرية والثقافية، فهو مركز سيكون له كيان مجسد. أما ضربة البداية فيه فسوف تكون في الفضاء السايبري. وسوف تبقى صفتاه المجسدة والسايبرسبيسية متلازمتان أبدا.
بعد ساعات سأقوم بتثبيت نص كلمة الأستاذة أسماء محمود محمد طه حال إلقائها في الثامنة صباحا بتوقيت الشرق الأوسط. وفي الكلمة توضيح لطبيعة المركز. كما سأقوم بتثبيت الـ URL للوصلة التي تقود إلى موقع المركز (تحت التشييد) حيث توجد معلومات إضافية عن مجلس إدارته ومجلس مستشاريه، ومهامه التي سوف يضطلع بها.
شكرا الأخ العزيز نصر الدين هجام، ونتوق إلى لقائكم يوم الجمعة 20 يناير في معهد السلام بواشنطن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
18 يناير عيد الحب والجمال والصفاء والكمال
عيد الفكر، حيث يقول الاستاذ عن الفكر:
من مادة الفكر خلق العالم
فالعالم هو تجسيد علم الله - هو تجسيد الفكر الكلي، المحيط، والمطلق، في ذلك - وأنه لحق أن العالم قد صنع من مادة الفكر، ومن أجل ذلك جاءت كرامة الفكر..ولم يجعل الله هادياً في شعاب ظلمات العالم غير نور العقل القوي.. وإنما من أجل تقوية الفكر أرسل الله الرسل وأنزل القرآن، وشرع الشرائع.
الأستاذ محمود محمد طه القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
من كتيب (طريق محمد)، للأستاذ محمود محمد طه:
شمائل محمد
لقد قال النبي " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وقال " الدين المعاملة". وقد كانت حياة النبي كلها خيراً وحضوراً وفكراً، في كل ما يأتي وما يدع، وكما كانت عبادته فكراً وتجديداً، لا عادة فيها، كذلك كانت عاداته بالفكر عبادة ووزناً بالقسط، فقد كان يقدم الميامن على المياسر، ويحب التيامن، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً، وكان في جميع مضطربه على ذكر وفكر، فهو لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر، وكذلك نومه، وأكله ولبسه، حتى كانت حركاته تجسيداً لمعاني القرآن، وكان من ثمرات صلاته وفكره وذكره في جميع حالاته، حلاوة شمائله التي حببته إلى النفوس، ووضعته مكان القدوة، إذ كان رءوفاً رحيماً بكل المؤمنين، يواسيهم ويترفق بهم، وكان سموحاً لا يغضب قط لنفسه، وكان دائم البشر سهل الحق، ارأف الناس بالناس، وأنفع الناس للناس، وخير الناس، فكان يتلطف بخواطر أصحابه، ويتفقد من انقطع منهم، عن المجلس، وكان كثيراً ما يقول لأحدهم " يا أخي وجدت مني أو من اخواننا شيئاً" وكان يباسط أصحابه، حتى يظن كل منهم أنه أعز عليه من جميع أصحابه، وكان يعطي من جلس إليه نصيبه من البشاشة، حتى يظن أن أكرم الناس عليه، وكان لا يواجه أحداً بما يكره، ولا يجفو على أحد مهما فعل، ويقبل عذر المعتذر مهما كان فعله، وقال أنس خادمه " خدمت رسول الله عشر سنوات، فما قال لي لشئ فعلته، لم فعلته، ولا لشئ تركته، لم تركته، وكان بعض أهله إذا لامني : دعوه فلو قضي شئ لكان". وكان يقول إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد، ولم يكن يتميز على أصحابه أو يستخدمهم، ولا حتى يدعهم ينفردون بالخدمة بحضرته، وقد كان يعمل معهم في بناء المسجد، وفي حفر الخندق، ومشى على قدميه إلى بدر، حين كان يناوب بعض أصحابه راحلته، وشارك أصحابه في إعداد الطعام بجمع الحطب، وحين قالوا له " نكفيكة" قال " علمت أنكم تكفونيه، ولكني كرهت أن أتميز عليكم" وحاول أحد أصحابه أن يحمل عنه متاعاً كان يحمله من السوق لأهله بيته فإبي، وقال " الرجل أولى بخدمه نفسه " وكان يقول " ان الله يكره من عبده ان يتميز على أصحابه" وفي مرة قام بين يديه رجل، في بعض حاجته، فأخذته هيبته، فلجلج، فقال له " هون عليك، فإني لست ملكاً، وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد." فسكنت نفس الرجل، وأفصح عن حاجته، فقال المعصوم " أيها الناس، أني أوحي إلى أن تواضعوا، ألا فتواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد وكونوا عباد الله أخوانه". هكذا كان يسير بين أصحابه، ويشعرهم بقيمتهم، وبكرامتهم، ويربيهم تربية الأحرار، وقد آن للمسلمين أن يكرموا أنفسهم ويحترموا عقولهم ويتحرروا من رق الطائفية ومن الوسائل القواصر بالرجوع إلى الوسيلة الواسلة، الرؤوف الرحيم، فليزموا سيرته وعبادته غلتي هي الصلاة بالقرآن، في المكتوبة، وفي الثلث الأخير من الليل، وهي أمثل طريقة تغني عما يسمى بالبدع الحسنة، وعن المبالغات في مقادير العبادة، وعن استمال السبح، وعن كل ما لم يفعله النبي، فإن المسلمين، أن اتبعوا النبي، على هذا النحو الواضح، تحررت ملايين الرؤوس المعطلة، والأيدي المستغلة، والنفوس المستعبدة، وعادت " لا إله إلا الله" جديدة طرية، فعالة في صدور الرجال والنساء، تبعث العزة والكرامة والحرية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
بيان بمناسبة إعلان مركز الأستاذ محمود محمد طه (18 يناير 2006)
في الثامن عشر من يناير من عام 1985، قدم الأستاذ محمود محمد طه روحه مهرا لحرية الإنسان ولتقدم الشعوب الإسلامية ، دفاعا عن المستضعفين من السودانيين البسطاء، الذين واجهوا القتل، والصلب، وتقطيع الأوصال نتيجة لما سمي زورل وبهتانا، في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري، تطبيقا للشريعة الإسلامية. ولسوف يؤرخ إستشهاد الأستاذ محمود علامة فارقة في تاريخ الفكر الإسلامي. فقد دقت حادثة إعدامه ناقوس الخطر، وجسدت مبلغ العسف الذي يمكن أن يطال المفكرين وحرية الفكر والضمير، والبسطاء من الناس، نتيجة للفهم الخاطئ للدين.
في هذا اليوم الأغر ، الثامن عشر من يناير من عام 2006 ، وبمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لأستشهاد الأستاذ محمود محمد طه ، يسرني، ويشرفني، ويملأ جوانحي غبطة أن أعلن، في هذا اليوم الأغر، الثامن عشر من يناير من عام 2006، وبمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لإستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، إفتتاح مركز الأستاذ محمود محمد طه.
سوف يكرس هذا المركز جهوده لحفظ التراث الفكري للأستاذ محمود محمد طه، وحركة الجمهوريين في السودان، كما سيقوم بالتعريف، وعلى أوسع نطاق ممكن، بإسهام الأستاذ محمود المتميز في قضية الإصلاح الديني والسياسي في العالمين العربي والإسلامي، وفي العالم قاطبة. أيضا سوف يهتم المركز برفع القامة السامقة، والمسلك الأخلاقي النموذجي الرفيع للمثقف الحر الذي جسده الأستاذ محمود محمد طه في كل جزئيات حياته الخصبة المنتجة. فقد نأى الأستاذ بنفسه ـ خلافا لما ألفه الناس عن المثقف المعاصر ـ عن مداهنة أهل السلطة، ففرض على نفسه فرضا، وهو المهندس النابه المجود لمهنته، عيش غمار الناس من السودانيين.
سوف يعمل المركز على ترجمة مؤلفات مختارة من أعمال الأستاذ محمود محمد طه إلى كل اللغات العالمية الحية، إضافة إلى لغات المجتمعات الإسلامية في آسيا وإفريقيا، وغيرهما من بقاع الأرض. كما سيعمل على تنظيم الأنشطة الفكرية من مؤتمرات، وندوات، وحوارات في قضايا التجديد في الفكر الإسلامي، والتفاكر في سبل نهضة المجتمعات الإسلامية. وسوف تكون من مهام المركز وفروعه تنظيم الإحتفال بالذكرى السنوية لإستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، وجعلها مناسبة لتجديد العزم، ووضع الخطط، ودفع الجهود، لخدمة قضايا التنوير والنهضة في المجتمعات الإسلامية وفي العالم قاطبة.
عاشت ذكرى الأستاذ محمود محمد طه، وعاشت ذكرى وقفته التاريخية الخالدة في وجه الطغيان والظلم بإسم الدين. وعاش صموده الباهر في وجه عسف رجال الدين، وعسف السلطة الزمنية. وعاشت قيم الحرية، والعدالة، والخير، والسلام.
أسماء محمود محمد طه
رئيس مجلس الإدارة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
ما يلي ورد في صحيفة الشرق الأوسط الصادرة صباح اليوم 18 يناير2006
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=343905&issue=9913
محمود طه.. تعاقبت الأزمنة و«الحملات» واحدة
شهد صباح مثل هذا اليوم، الثامن عشر من يناير (كانون الثاني) 1985، إعدام الشيخ السوداني محمود محمد طه، وهو ابن السادسة والسبعين، بتهمة الردة عن الإسلام، ونقل جثمانه بالطائرة إلى مكان مجهول. لم يتردد مستشار جعفر نميري الشيخ حسن الترابي في الاعتراف لإحدى الفضائيات، وهو في موقع السلطة، بدوره في الاتهام والإعدام. لكن مَنْ يقرأ كتاب الترابي «السياسة والحكم»، ويستمع لأحاديثه وتصريحاته، بعد الانقلاب عليه وسجنه، يلاحظ تغير الشيخ وتراجعه، ولم يبق ذلك الإخواني المتشدد، المتعطش للسلطة وهلاك الخصماء. وهو يعلم، قبل غيره، أن إعدام خصمه كان إجراءً سياسياً أُلبس ثوب الدين، لا يتعدى ما كان بين الإخوان المسلمين برئاسته وما بين الإخوان الجمهوريين برئاسة القتيل. وبطبيعة الحال، لا يؤخذ بتغير الترابي وانفتاحه الجديد من دون دفع دية المسؤولية، مهما كان حجمها، ولا أراها تتعدى نطق مفردة «أعتذر»!
كان رفض الشيخ المقتول قوانين الشريعة، التي أُعلنت في سبتمبر 1983، رحمة بالشريعة والأتباع من التفريط، ومن المغامرة بالدين وتطبيق حدوده، كقانون نافذ على الناس، وسط تراكم من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ظل الشيخ، قبل إعدامه بعشرين عاماً، يعارض محاولات تطبيق قوانين «الإيمان» بالقتل، وقطع اليد، وسلب حرية الناس. وهو يرى أن الرق ليس أصلاً في الإسلام، وتغييب النساء عن الحياة ليس من الإسلام، والإسلام جاء متدرجاً في الأديان الكتابية، كي يتعاصر مع مدارك البشر (رسالة الإسلام الثانية). أفكار وآراء قابلة للجدل والحوار، لا تستدعي تهمة الردة وعقوبة الموت، والحرمان حتى من مراسم الجنازة. وهو بمعارضته القديمة لقيام دولة دينية، حكم الردة فيها مادة من مواد الدستور، ظل هدفاً للإخوان المسلمين، فاستصدروا ضده حكماً غيابياً بالإعدام (196 عن طريق محكمة للأحوال الشخصية، لا شأن لها بمثل هذا الحكم، مع طلاق زوجته.
لم تجد المحكمة طريقاً لتنفيذ حكمها آنذاك، فانتظر المتربصون حتى سبتمبر (أيلول) السنة 1983، عندما أُعلن تطبيق قوانين الشريعة، مع إضافة «قانون الشروع بالزنى». ويعلم الشيخ كم يتجاوز مثل هذا القانون على حكم الشريعة، الذي جاء يحمي النساء والرجال من الأفاكين. شكلت لهذه المهمة محاكم عرفت بمحاكم «العدالة الناجزة»، أو «محاكم الطوارئ». يومها عارض الشيخ علانية، ومن موقعه في الحزب الجمهوري، تلك القوانين، واعتبرها مخالفة لروح الإسلام.
قال أمام هيئة المحكمة، وهي تلوح بحكم الموت ضده: «أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام. أكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الإسلام»، (تقرير منظمة حقوق الإنسان). وبما أن حكم الردة على الشيخ كان حكماً سياسياً لا دينياً، فقد أُلغي الحكم حال سقوط النظام، وقررت المحكمة الدستورية العليا بطلان محاكمته «واعتبار كل ما ترتب عليها لاغياً».
على غرار قوانين سبتمبر 1983 السودانية أعلن نظام شباط 1963 في العراق تطبيق الشريعة بالمعتقلين السياسيين، وحتى يبرروا إعدام الآلاف من البشر سعوا إلى استصدار فتاوى قتل من الفقهاء، الشيعة والسُنَّة. غير أن مطبقي الشريعة في الخصماء السياسيين أعدموا، في جولتهم الثانية 1968، الشيخ عبد العزيز البدري، وآية الله محمد باقر الصدر ونعتوه بالمجرم (المجوسي)، وآية الله قاسم شبر وقد بلغ «من الكبر عتيا»، وغيرهم الكثير. وباسم قوانين الشريعة قطعت رؤوس نساء، وثبت قانون «غسل العار» العشائري، وهو مخالف للشريعة.
هناك تاريخ للحملات الإيمانية، ومطاردة الآمنين باسم الدين، ففي قروننا الوسطى، حكم على الفقيه الحنبلي ابن عقيل (ت513هـ) بالموت لأنه طالع كتب المعتزلة، وترحم على بعض المتصوفة. اضطر، وهو في زعامة مذهبه، إلى إعلان توبته من مطالعة أو كتابة نص أو اعتقاد بفكر مخالف: «أنا تائب إلى الله سبحانه وتعالى من كتابته وقراءته، وإنه لا يحلُ لي كتابته ولا قراءته ولا اعتقاده»، (ابن قدامة، تحريم النظر في كتب الكلام). وقبلها قاد الخليفة عبد الله المأمون، رغم شفافية زمنه، حملة ضد مَنْ اعتقد خلافاً لعقيدة المعتزلة في خلق القرآن ونفي الصفات. كان أبرز المعذَبين الإمام أحمد بن حنبل (ت247هـ). ومن المقتولين كان أحمد بن نصر الخزاعي (231هـ) (تاريخ اليعقوبي).
وشهدت مثل هذه الحملات الإيمانية، وبقسوة مشددة، أوروبا القرون الوسطى، فبحجة الحفاظ على إيمان المجتمع، وتطبيق الشريعة أخذت الإعدامات مأخذها من الناس: بسبب قراءة كتاب، أو بتهمة إهانة الكتاب المقدس، أو بسبب التخلف عن مواعيد الكنيسة. فحسب ول ديورانت في «قصة الحضارة»، كان أبرز رجال الدين عنفاً القس توماس توركيمادا، قتل طبيبه الخاص حرقاً بتهمة تنجيس الصليب، وأصدر أمراً بتعذيب المتهمين، بانتزاع لحم أجسادهم بآلة الكلابة. وتقرر حرق المتهمين بالبروتستانية، ومحاكمة أي راهب لا يعظ ضدها.
قال مؤرخ كاثوليكي: «كان رجال محكمة التفتيش الذين لم يفتر البابا عن حضهم يشمون الهرطقة في حالات كثيرة. ما كان المراقب الهادئ الحذر ليكشف فيها أثراً لهرطقة... وحرض الحاسدون والمفترون على بذل الجهد في تسقيط الكلمات المريبة من شفاه رجال كانوا عمداً راسخة للكنيسة ضد المبتدعين، وعلى تلفيق تهم الهرطقة لهم... وبدأ عصر إرهاب فعلي ملأ روما كلها بالخوف».
أخذ البابوات يتدخلون في أدق تفاصيل حياة الناس الشخصية، فإضافة إلى التدخل في شؤون العبادة، من الذهاب إلى الكنيسة والامتناع عن محرماتها، حُرمت قراءة أي كتاب لم يحصل على إذن بالنشر من الكنيسة. ولثقل تشدد أحد الباباوات على الأتباع هرعوا بعد وفاته إلى تحطيم تمثاله، ورميه في نهر تيير، «وأحرقوا مباني محكمة التفتيش، وأطلقوا سجناءها، وأتلفوا وثائقها»(قصة الحضارة).
أكلت قوانين الحملات الإيمانية، لغايات سياسية مصحوبة بتعصب ديني أو مذهبي، الكثير من البشر، ومن علماء الدين وشيوخه أكثر من العوام، وما الشيخ محمود محمد طه، إلا واحدا من الألوف عبر التاريخ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكرى الأستاذ محمود السنوية بمعهد السلام والجامعة الأمريكية بواشنطن هذا العام (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
افتتحت احتفالات هذا العام بالذكري السنوية لاستشهاد الأستاذ بتدشين "مركز الأستاذ محمود محمد طه للتجديد الإسلامي." وذلك في الساعة الثانية عشرة ليلاً، مع إطلالة اليوم الجديد، 18 يناير بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية. وتم ذلك بإذاعة بيان التدشين بصوت الأستاذة أسماء محمود، رئيسة مجلس إدارة المركز، ومديرته. وقد حضر جلسة الافتتاح الكوكبية، بواسطة الشبكة الدولية، جمهوريون وغير جمهوريين من أرجاء مختلفة من العالم. وتم بث البيان في الصالون الصوتي الشبكي للجمهوريين وفي الموقع المخصص للمركز : alustadhcenter.org
وفي يوم الجمعة 20يناير عقدت ندوة نظمها الدكتور الباقر العفيف في معهد الولايات المتحدة للسلام. وهذا المعهد مرموق للغاية، وممول من الكونقرس الأمريكي. ويعمل المعهد كبيت خبرة يعين الحكومة الأمريكية وصناع القرار على رسم استراتجات وخطط على ضوئها تسهم الولايات المتحدة في صنع وترسيخ السلام في العالم. شارك في الندوة د. إيرنست جونسون، متحدثاً عن الطرح الديني للأستاذ، وعن ضرورة أن يبدا السلام من داخل الفرد كما تحدث عن كيف أن الفكرة الجمهورية أجابت على أسئلته هو شخصياً كشخص أمريكي نشأ في الغرب، وعاش كل تناقضاته. وتحدث عن منهج الجمهوريين في العبادة والتفكر وإعانة ذلك المنهمج للفرد في توحيد بنيته الذاتية وترسيخ السلام والأمن داخلها، وإنعكاس ذلك على المجتمع. ثم تحدث د.استيف هواراد عن المجتمع الجمهوري، كمجتمع واعد. وتناول في حديثه دور الجمهوريين في كسر القيود التي أقعدت المجتمعات العربية والإسلامية عن النهوض وعن مواكبة العصر. وفي ذلك تناول عدة جوانب تميز بها المجتمع الجمهوري. من هذه الجوانب تحرير المرأة، والتآزر والتعناون اللامحدود داخل المجتمع، واختراق الريف، وعيش الجمهوريين ببساطة تماثل حالة الفقراء. كما تناول جهد الجمهوريين في الإصلاح الاجتماعي. وتحدث عن وفود الجمهوريين للأرياف ودورها في ترييف جمهوريي المدن ودور المدينة في تمدين الريفيين منهم، حيث وزعوا فيها الكتب وعقدوا فيها الحوار أثناء حملات الكتاب والأركان، وغيرها من الأنشطة. ثم تحدث د.النور محمد حمد عن طرح الأستاذ محمود المتفرد عن مشكلة الشرق الأوسط. وقد أبان النور بعرض بصري خلاب باستخدام الحاسوب، بنصوص ملونة، ومكبرة، مقتبسة بدقة عن تميز طرح الأستاذ محمود. وقد أوفى النور كتابي "مشكلة الشرق الأوسط" و"التحدي الذي يواجه العرب" شرحاً معمقاً مما كان له الأثر البالغ على الحضور. وقد استحوذت مساهمة النور على جل الاهتمام في اليوم الأول، وعلى جل التعليقات، لأن معظم من كانوا في الحضور من أميز الباحثين والإداريين في معهد السلام لم يكونوا قد عرفوا الأستاذ من قبل، خل عنك أن يعرفوا عن أفكاره. وقد كان لمساهمة النور أبعاد كثيرة جعلت الحضور من الباحثين والإداريين المتميزين يقولون للأخ الباقر أنهم يجب أن يهتموا أكثر بفكر الأستاذ محمود وأن يعقدوا المزيد من المناشط بشأن هذا المفكر المتفرد. وذلك بسبب أن أفكاره تجيب على الكثير من حاجة العالم الإسلامي والعالم بأسره لهذا النوع من الفكر. وقد تميز الطرح في هذه الندوة بأنه بدأ بتناول الفرد في الفكر الجمهورية والطرح اللاهوتي لها في حديث د.إيرنست جونسون، ثم دلف إلى المجتمع الجمهوري المحلي كوحدة أكبر في حديث د.استيف هوارد، ثم دلف للمجتمع الدولي عند تناول مشكلة الشرق الأوسط بكل أبعادها الإقليمية والدولية. فكأنما كان السلسل هكذا: الفرد، المجتمع المحلي، والمجتمع الدولي! من التعليقات التي أمدني بها الباقر بعد انتهاء الندوة قوله بأن المعهد لم يشهد حضوراً بهذه الكثافة لاي ندوة عقدها منذ إنشائه. ومنها أيضاً بأن القاعة لم تشهد مثل عدد الكاميرات التي كانت تجول في القاعة لتوثق الحدث. وكان حملة الكاميرات هم د.إسماعيل علم، هادف حيدر بدوي، سعيد هارون، عبده الحاج، وآخرين من غير الجمهوريين. ومن التعليقات الأخرى أن نوعية المشاركين في الندوة والحضور أتاحت للاستفادة من الوقت بصورة ليس لها ضريب في سابق تجارب المعهد. فقد كانت كل ثانية من الجلسة محشودة بالمعاني والأمثلة والنصوص، مما جعل من الصعوبة أن يتجول فكر الحاضرين بمشاغل خارج القاعة.
يبقى أن أقول عن اليوم الأول في معهد السلام بأن فاعلية الباقر، وحضوره المتميز، وسعة وعمق تفكيره، وحلاوة سيرته بين زملائه في المعهد، هي التي هيأت لهذا النجاح الباهر. وكذلك يجب أن أقول بأن كلمة الباقر الافتتاحية عن حياة وفكر الأستاذ محمود كانت متفردة للغاية. وقد كان لها الأثر البالغ في التوطئة لنجاح الطرح من بقية الإخوان وترقية روحه. وقد علقت للأخ الباقر فور انتهاء الندوة بأن كلمته لم تزد فيها كلمة أو تنقص، كما لم تزد فيها نقطة أو فاصلة أو تنقص.
التحية من هنا للأخ الباقر، وعلى تهيئته الخلاقة لنجاح اليوم الأول من مؤتمر الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين. وقراءتي لهذا النجاح تقول لي بأن الباقر قد جاء للمعهد على قدر من ربه ليفتح لنا أفقاً جديداً في أهم عواصم العالم. والباقر، لمن لا يعرفونه -كما أزعم أني أعرفه- من أكثر المثابرين على العمل الدؤوب في أي عمل يوكل له. وهو يعمل في بحوثه كزميل مرموق في المعهد وفق زمالته لساعات طويلة، تشمل ساعات في عطلة نهاية الأسبوع. وربما لاحظ زملاؤه هذا الجد، وهذه المثابرة، فعرفوا أنه يختلف عن البقية اختلافاً يكاد يكون نوعياً. فنال ما نال من الاحترام، ونال موافتهم الفورية على عقد الندوة في دار المعهد. وهذا أمر لا يتيسر بسهولة في أي مؤسسة مماثلة لجماعة مثلنا لم يعرف لها شأن في مراكز القرار في العالم.
أما أنشطة اليوم التالي 21يناير، في جامعة جورجتاون، فقد افتتحت بالإنشاد العرفاني، حيث أنشدت قصيدة "أحمدك اللهم كثيراً،" التي أثارت إعجاب الحضور واستحسانهم لدرجة أنهم شاركوا في تريددها مع المنشد ومع الجمهوريين. وقد لاحظت بأن محامياً يهودياً ، من أصدقاء الجمهوريين، من ضمن الحضور، كان يردد معنا الانشاد مثلما يردده الجمهوريون. وقد سألني لاحقاً عن معاني القصيدة و حدثني عن شبهها بالترانيم في اليهودية. وقد طربت لذلك كثيراً، إذ أنه ليس من المألوف أن يطرب يهودي لأي نشاط إسلامي.
بعد ذلك انعقدت الندوة بجامعة جورجتاون. وق حضرها عدد كبير من السودانيين، وعدد من الأمريكيين. قدم للندوة وأدارها الأستاذ بشير بكار. وتحدث فيها د.عبد الله النعيم ود.استيف هوارد وشخصي، حيدر يدوي. وقد افترعت الحديث بتناول "الفكرة والحركة الجمهورية في عالم ما بعد 11سبتمبر." وتناول حديثي الأفكار الأساسية وتجسيد الأستاذ محمود لها. ثم دلف لتناول البعد الاستراتيجي الدولي لأفكار الجمهوريين في حل أزمة العالم الإسلامي بتطوير التشريع ونسخ الجهاد، وانعكاس ذلك على الوضع الدولي الراهن. واستخدمت الحاسوب لتدعيم أرائي بصورة بصرية خلابة أثارت إعجاب الحاضرين، وتعليقاتهم أثناء، وبعد، الندوة. ثم تحدث د.استيف عن الفكرة والحركة الجمهورية باعتبارهما منتجاً أفريقياً من الطراز الأول. وذهب يحكي عن تجارب ذاتية له مع الأستاذ ومع الجمهوريي لتدعيم طرحه. وتحدث في ختام الندوة د.عبد الله النعيم متناولاً "العلمانية من منظور إسلامي." وقد ركز حديثه على أنه ليس هناك أي إمكانية لطرح ديني تتبناه الدولة، أي دولة. وتناول في ذلك أمر الحدود، قائلاً بأنه ليس هناك إمكانية أن تصبح الحدود نصاً قانونياً لأن تطبيقها يعني خضوع غير المسلمين لقانون إسلامي، وهذا يتناقض مع روح الدستور. وقد ركز حديثه على أنه لم تكن هناك دولة حكمت بالشريعة الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي، ولن تقم دولة إسلامية في المستقبل. وظل يؤكد بأن الدولة لابد أن تكون علمانية حتى يتهيأ للملسمين ولغير المسلمين من كافة الأديان التمتع بالحريات التي توفرها علمانية الدولة. بمعنى آخر، يقول د.عبد الله، أن تمتع المسلم أو المسيحي، أو اليهودي بالحرية في ظل الحريات التي توفرها الدولة العلمانية هو السبيل الوحيد للازدها ر الديني لهؤلاء ولأفكارهم ومعتقداتهم. أثارت الندوة الكثير من التعليقات والأسئلة. أرجو أن يفيد يثري الآخرون، الذين حضروا الاحتفالات، هذا الخيط بالمزيد من الانطباعات.
| |
|
|
|
|
|
|
|