|
حوار مع الاستاذ عمر القراى حول الاستاذ محمود والجمهوريين 1
|
خطوات فى طريق الحقيقة حوار مع الاستاذ عمر القراى
اهتم الاستاذ عمر القراى ؛ بالحوار مع شخصى الضعيف ؛ وافرد من وقته وجهده ؛ ما سمح له بتسطير مقاله:" قراءة نقدية لتأملات أفق المعرفة والشهادة" ؛ فى محاورة لما كتبته عن سيرة وحياة واستشهاد الاستاذ محمود محمد طه ؛ زعيم الاخوان الجمهوريين ومؤسس الفكرة الجمهورية ؛ فى مقالى الراجع للعام 1999 ؛ والمعنون : " تاملات فى افق المعرفة والشهادة – حول حياة واستشهاد محمود محمد طه ".
والاستاذ عمر القراى فوق التزامه بالفكر الجمهورى ؛ ومعرفته الثرة به وبكتابات الاستاذ محمود محمد طه ؛ فهو كاتب وباحث فى التراث وقضايا الحاضر ؛ وهو من اعلام التيار الاسلامى التجديدى ؛ وتغدو مساهماته حول المراة والاسلام ؛ والجهاد وحرية الاجتهاد ؛ وغيرها مساهمات قيمة فى اضابير المكتبة السودانية والفكر السياسى السودانى .
واذ كانت الكتابة الحالية لا تطمح الى حوار تفصيلى عميق ؛ مع اطروحات الاستاذ القراى ؛ فانها تحاول تصحيح بعض المعلومات ؛ وتوضيح منهجى فى البحث ؛ السير بعض خطوات فى درب الحقيقة ؛ والتى اعتقد انها ضالتنا المشتركة ؛ اعنى الاستاذ عمر القراى وشخصى الضعيف.
يكتب الاستاذ عمر :
كنت قد إطلعت قبل سنوات ، على مقال كتبه الاستاذ عادل عبد العاطي بعنوان ( تاملات في أفق المعرفة والشهادة حول حياة واستشهاد محمود محمد طه ) ، ولما كان المقال يعتمد في اثبات فكرته الاساسية ، على تصورات مسبقة ، ومعلومات سماعية ، واشاعات لا حظ لها من الصحة ، فقد تحدثت في ذلك الوقت عام - 1999 مع كاتب المقال ، وأوضحت له ذلك فوعد بالمراجعة ، وكنت اتوقع ان أرى المقال بصورة جديدة ، خاصة وان كاتب المقال جم النشاط في الحركة الفكرية والسياسية ، وكان يمكنه التحري من المعلومات وتصحيحها ..
والحقيقة ان بعض ما كتبه الاستاذ عمر صحيح ؛ فقد ارسلت له فى ذلك العام نسخة من مقالى ؛ حال فراغى من كتابته ؛ كما ارسلت نسخة الى العديد من المهتمين ؛ وقد كان الاستاذ عمر مبادرا فى الرد وتقديم بعض المعلومات ؛ وابداء الراى فى منهجية المقال . وقد سعدت برده واستاذنته فى نشر رده على الملا ؛ فاذن لى وقمت فى حينها بنشر الرد على قائمة السودان الجديد للحوار والتراسل NSMDL ؛ فليرجع اليه من يود الاطلاع علية فى ارشيف هذه القائمة .
الا ان رد الاستاذ عمر ؛ قد كان فى نقطة واحدة يتعلق بمعلومة ؛ كان قد تحصل لى من قبل نقيضها ؛ وفى نقطة اخرى يتعلق بالمنهجية ؛ وقد اوضحت له اختلافى معه فيها . وفى هذا وذاك ؛ لم اجد فى رد الاستاذ عمر حينها من المسوغات ؛ ما يجعله يفترض ان مقالى قائم على تصورات مسبقة ، ومعلومات سماعية ، واشاعات لا حظ لها من الصحة ؛ وغيرها من الاحكام التى تفضل بذكرها فى المقدمة ؛ فوصل الى حسم الحوار قبل ان يبدأه .
ويواصل الاستاذ عمر فيقول :
وحين تجنب المقال مؤلفات الاستاذ محمود ، وحاد عن أفق المعرفة التي أدعى انه سيناقشها ، ركن الى سماع الشائعات ، والأقاويل التي أشاعها خصوم الفكرة ، واصدقاؤها ، ومن ذلك مثلاً قوله( مما لا ريب فيه ان محمود قد أوصى تلاميذه بتجنب الموت ومسايرة السلطة ، حتى ولو وفق مبدأ التقية)!! ولقد سبق أن أوضحت له بان ذلك لم يحدث ، ووعدني ان يبحث عن صحة هذه المعلومة ، ويغير مقاله وفقها .. فلماذا ظهر البيان بنفس المعلومة المغلوطة ، والتحليل الذي أعتمد عليها ؟ الجواب قريب : وهو ان الكاتب قد بنى مقاله ، على ان الاستاذ محمود صوفي ، وأنه كان يرغب في الموت ، ولذلك لم يرد لاصحابه ان يموتوا فأوصاهم بالتنازل ، والتراجع عن الحركة ..
واعود واؤكد مرة اخرى صحة ما ذكر عن حوارى مع الاستاذ عمر ؛ الا انى اصححه فاقول بانى ؛ حين لم يتح لى الوقت لتصحيح المقال ؛ فقد اوردت المعلومة التى ذكرها لى فى هوامش المقال ؛ ونشرت المقال بهامشه ذاك على موقعى بالانترنت ؛ واعاد نشره آخرون مع نفس الهامش ؛ وفى هذا الهامش الذى كتبته مباشرة بعد حوارى مع الاستاذ عمر ؛ اوردت التالى:
فى حوار لاحق لى بعد كتابة هذا المقال ؛ مع الاستاذ عمر القراى ؛ اوضح لى وجهة نظره بان معلوماتى بهذا الصدد خاطئه ؛ حيث لم يطلب الاستاذ محمود من اتباعه حينها التراجع عن افكارهم بل طلب منهم على العكس التمسك بها وتقديم التضحية ؛ وقال القراى انهم ببساطة عجزوا عن ذلك ..واذا كان الامر كما ذكر الاستاذ القراى ؛ فان معظم الجزء الاخير من المقال الحالى يحتاج الى اعادة صياغه ؛ الامر الذى سنقوم به –فى اطار مناقشة فرضية استاذ القراى - فى مكان آخر . ما يهمنا ههنا انه حتى ولو صدقت معلومة الاستاذ القراى ؛ فمواجهة محمود للموت وحده وانشراحه فى مواجهته تثبت قسطا كبيرا من تحليلاتنا .
والشاهد هنا انى ذكرت معلومة الاستاذ القراى بحذافيرها ؛ وزعمت بانها لو صحت ؛ فهى ستغير الجزء الاخير من المقال ؛ ووعدت بالرجوع اليها فى مكان آخر . لكنى اكدت ايضا ؛ بان صحة المعلومة لن تغير الكثير من فرضيات المقال ؛ كونها فرضيات عامة ؛ تعتمد على قراءتى لمواقف الاستاذ محمود ؛ وعلى العبرة من سيرة حياته . وافيد الان بان هذه المعلومة كما ذكرها استاذ القراى لم تغير من رؤيتى العامة ؛ وانما من تفاصيلها ؛ ولا ازال اتمسك بالكثير من وجهة نظرى التى وردت فى ذلك المقال.
يقرر الاستاذ عمر القراى :
لم يتعرض المقال في صورته التي ظهرت عام 1999 أو صورته الحالية ، لجوهر الفكرة الجمهورية ، وانما أكتفى باصرار الكاتب على أن الأستاذ محمود صوفي ، وان الصوفيه لا يتدخلون في السياسة، ولا ينشئون التنظيمات ، وان موقف الاستاذ محمود يتناقض مع خلفيته الفكرية ، وهذا في نظر الكاتب ما أدى الى مأساة الاستاذ محمود ، وايقاف حركته بعد ذهابه.. وكل ذلك تقرير خاطئ ، كما سنوضح ، ومع ذلك بنى عليه الكاتب مقاله . .
ان فى تلخيص الاستاذ القراى لجوهر المقال فيما اعتقد ؛ تبسيط مخل ؛ فقد تناولت فيه العديد من المحاور ؛ عدلا صوفية محمود . كما ان المقال قد كتب عن الاستاذ محمود كشخص ؛ وليس عن الفكرة الجمهورية فى عمومها؛ وقد كان فى مجمله مجرد تاملات فى افاق المعرفة والشهادة التى اجترحها ؛ وكان عنوانه الثانى ؛ حول حياة واستشهاد الاستاذ محمود محمد طه . وهذا ان دل على شى ؛ فانما يدل على ان غرضنا لم يكن هو دراسة الفكرة الجمهورية بتفاصيلها ؛ او سرد سيرة الاستاذ من ناحية تاريخية . وانما كتب المقال استقبالا للذكرى ال15 لاستشهاد الاستاذ محمود ؛ وكان بمثابة وردة وددت لو اضعها على ضريحه ؛ ومحاولة للوصول الى الحكمة من التجربة ؛ والتى قال عنها الاستاذ محمود ؛ بان التجربة التى لا تورث حكمة ؛ تكررنفسها .
|
|
|
|
|
|