دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائية
|
كتب أبوبكر القاضي مقالا مهما بصحيفة الوطن القطرية عن الفكر الجمهوري، يعيد النظر فيه، ويتفح تأملات جديدة فالي المقال:
الفكرة الجمهورية والتغيير بلا جمهور أبو بكر القاضي الفكرة الجمهورية ماض اعتز به ولا ابصق عليه ابدا سوف اشرح لاحقا باذن الله الافكار والاسانيد الاساسية للفكرة الجمهورية ويكفيني هنا ان اقول انها فكرة الشهيد محمود محمد طه الذي اعدمه المشير النميري في 18 يناير 1985 بعد ان حكمت عليه محاكم الطوارىء بالردة ومن ثم حكمت عليه بالاعدام- دون حق الاستتابة‚
والجمهوريون هم تلاميذه وقد كنت واحدا منهم خلال الفترة من 1974 حتى تاريخ اعدامه في 18-1-1985 ‚
وقبل ان اشرح علاقة الفكرة الجمهورية بموضوع السودان الجديد يلزمني ان ابين وانا اكتب وانشر في منطقة الخليج ان سبب تناولي للفكرة الجمهورية هو تقديري لها كماض اعتز به ولا ابصق عليه ابدا فقد دأبت جهات عديدة على تجاهل هذه الفكرة- ومنها الحركة الاسلامية السودانية- على اساس ان الرد عليها ومحاورتها هو اعتراف بها يمنحها قدرا من الشرعية والندية والاعتبار‚
الحركة الجمهورية ماتت باستشهاد صاحبها واكبر دليل على ذلك ان الجمهوريين لم يقدموا اي نشاط خلال فترة الديمقراطية الثالثة سوى نشاط اعادة الاعتبار للفكرة امام المحكمة العليا وذلك بالغاء حكم محكمة الردة وكل ما يترتب عليه من منع نشاط للجمهوريين‚ ان «الحركة» الجمهورية شيء والفكرة نفسها شيء اخر‚ فالفكرة باقية الى الابد لان الافكار لا تموت‚
اذن لماذا نناقش فكرة الجمهورية؟
نقاش الفكرة الجمهورية في هذه الايام يأتي في اطار اثبات ان النخبة النيلية كلها فشلت في تقديم مشروع وطني يجمع الشمال والجنوب في اطار بوتقة واحدة تحت اطار دولة «المواطنة» وبالتالي فان الفرضية التي اريد اثباتها هي ان الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من المشروع الاسلاموعروبي الاستعلائي الذي فشل في تقديم حلول عملية لمشاكل السودان «الوطن» وان الفكرة الجمهورية كانت معنية «بالاسلام» الدين وليس بالسودان «الوطن»‚
لمن عقدوا ما نقضوا
هذه قولة يرددها الصوفية عندنا في السودان ويقصدون بها تجميد وعي الحيران والتلاميذ المخلصين لشيوخهم الذين لم يشكوا او يتشككوا يوما في جدوى الطريق الذي سلكوه بل لم يقوموا بمراجعة مسيرتهم‚ الاستاذ محمود يردد هذه المقولة «المن عقدوا ما نقضوا» ويقصد بها تمجيد الجمهوريين الذين لم يعيدوا النظر يوما في الفكرة وبالطبع فان عدم اعادة النظر ليس فضيلة ولكن الاسوأ من هذا الوضع هو قول احد الاتباع «لم اخالف شيخي طوال حياته فكيف اخالفه بعد مماته؟»‚
هذا التابع المسكين الذي جمد عقله وسلم كل اموره لشيخه طوال حياة الشيخ ثم ظل بعد ذلك محكوما بشيخه في قبره مدى حياة التابع المسكين لأن ملكة الاستقلال قد ماتت فيه وفقد ذاته والى الابد‚
بعد اعدام الشهيد محمود في عام 1985 بدأت رحلة اعادة النظر في كل شيء في حياتي وافكاري لذلك فان تقديري للفكرة الجمهورية لا يحول دون نقدها علنا وذلك من باب التفكير بصوت عال لانني حين اناقش الفكرة الجمهورية فانما احاور نفسي في المقام الاول وعلى صلة بهذا الموضوع فاني اعلم ان كل الجمهوريين قد اعادوا النظر في الفكرة ولكل واحد منهم قناعته الشخصية لذلك فان الذي يجمع بين الجمهوريين في الوقت الراهن هو التاريخ العاطفي المشترك اكثر منه فكرة واضحة متفق عليها بينهم‚
ماهية الفكرة الجمهورية؟
المصادر الاساسية للفكرة الجمهورية هي كتاب «الرسالة الثانية من الاسلام» وكتاب «طريق محمد» وكتاب «رسالة الصلاة» فهذه الكتب تشتمل على الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي «هذا الموضوع الذي دفعنا لنقاش الفكرة» من طرف والاصلاح الديني المتمثل في العودة الى طريق محمد وادخال الروح في العبادة عن طريق الصلاة الذكية بفرض الانتقال من التقليد- اي تقليد النبي «ص»- الى الاصالة- الى الشريعة الفردية «كفاحا من الله بلا واسطة»‚
اما فيما يخص الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي فان الفكرة تستند الى «نصوص قرآنية واحاديث» بل تقوم الفكرة على مفهوم المثاني بمعنى ان القرآن تضمن رسالتين‚ رسالة اولى قامت على فروع القرآن- اي القرآن المدني ورسالة ثانية قامت على اصول القرآن- اي القرآن المكي وامة الرسالة الاولى هي امة المؤمنين في حين ان امة الرسالة الثانية هي امة المسلمين وكل هذه المسائل تمت مناقشتها بطريقة منهجية موضوعية مقنعة او غير مقنعة هذا شيء اخر‚
الشيء الجدلي في الفكرة الجمهورية هو شخص الاستاذ محمود نفسه اكثر منه الفكرة على الرغم من ان الاستاذ محمود لم يقل عن نفسه انه المسيح والاصيل الواحد ورسول الرسالة الثانية من الاسلام وقال انه يرجو ان يكون ولكنه على شك الا ان ايمان الجمهوريين وعقيدتهم هي ان الاستاذ محمود هو الانسان الكامل والمسيح والاصيل الواحد ورسول الرسالة الثانية‚
وانا لست بصدد مناقشة الفكرة الجمهورية بتفاصيلها وانما انا معني فقط بالجزء المتعلق بالتغيير ومنهج التغيير لان السودان بتوقيع برتوكولات السلام سيدخل في مرحلة جديدة عمليا هي مرحلة السودان الجديد لذلك نحن بصدد دراسة كل الافكار الموجودة في الساحة السودانية من منظور مشروع السودان الجديد‚
لهذه السبب يقيني في هذا الوقت من الفكرة الجمهورية ما يلي:
1- وسيلتها في التغيير‚
2- هل هي امتداد لمشروع السودان القديم‚ ام انها تصب في قناة السودان الجديد‚
3- موقع الفكرة الجمهورية من حركة التجديد «العصرانية» على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي‚
4- هل هي حركة عقلانية ام «نصوصية» دينية؟
5- لاغراض التحول الديمقراطي هل تصلح التجربة الجمهورية كنموذج للمشروع الديمقراطي؟
الخميني والنميري وشروق شمس الرسالة الأولى بدلا من شمس الرسالة الثانية
بدأ العد التنازلي لهبوط هيبة الفكرة الجمهورية في صدري وفي صدر الجمهوريين عموما في عام 1979 الموافق نهاية القرن الهجري الرابع عشر حيث اعلن الاستاذ ان رابع القرون «بعد العشرة» ناقص التكوين اي ان عيسى المنتظر والمهدي المنتظر سيظهران قبل نهاية القرن الرابع عشر وقد جهر الجمهوريون بهذا «السر» علنا في بريطانيا في حديقة هايدبارك ومعلوم ان قناعة وعقيدة الجمهوريين هي ان الاستاذ محمود هو صاحب الوقت والمسيح المنتظر‚
انقضى القرن الرابع عشر دون ان يحدث «التجلي» وبالطبع يستطيع القارىء تصور حجم الاحباط الذي اصاب «المنتظرين» في نهاية ذلك العام‚
في تلك الفترة ظهرت الثورة الايرانية بقيادة الامام الخميني عليه السلام وبالرغم من ان ثورة الخميني كانت ثورة شعبية لها قيادة واعية ومدركة لاهداف الثورة وقد تمت الثورة في زمن طويل ومعارضة منظمة عرفت بثورة «الكاسيت» وهي ثورة اعظم من ثورة اكتوبر الشعبية السودانية عام 1964 التي مجدتها الفكرة الجمهورية في كتاب «لا إله الا الله» الا ان الفكرة الجمهورية لم تعترف بالثورة الايرانية بل اعتبرتها فتنة واصدرت كتابا باسم «فتنة ايران» كما اصدرت كتابا اخر بعنوان «الخميني يؤخر عقارب الساعة» والساعة المعنية هي ساعة مجيء المسيح المتنظر- الذي هو حسب عقيدة الجمهوريين - هو الاستاذ محمود‚ عمليا كل الدلائل تشير الى ان الامام الخميني هو مجدد القرن اذا اخذنا المسألة من زاوية ميقات انتصار مشروعه بيد ان الخميني جاء بالرسالة الاولى!
معلوم ان الاستاذ محمود كان يقول ان الله هو الذي غيب شمس الشريعة- الرسالة الاولى- حتى يتمكن الاستاذ محمود وتلاميذه من التبشير بالرسالة الثانية وكان الاستاذ يعترف بانه لو ان شمس الشريعة كانت ساطعة لما استطاع ان يبشر بالرسالة الثانية‚ القراءة العلمية تقول ان الفكرة الجمهورية رفضت الاعتراف بالثورة الايرانية رغم بعدها الشعبي العظيم انطلاقا من اسباب ذاتية هي كون الخميني- روحيا- ملأ مقام صاحب الوقت وهو المقام الذي كانت تنتظره الفكرة الجمهورية لنفسها‚
الفرضية التي سنعمل- بإذن الله- على اثباتها في المقام القادم هي ان طريق التغيير في الفكرة الجمهورية ليس عن طريق الجماهير وانما عن طريق «انقلاب كوني» عن طريق حلول من السماء وهو ما اسميه «بالحلول الالهية الجاهزة»‚
فإلى الحلقة القادمة بعنوان «التغيير عن طريق المسيح فكرة يهودية هجرها اصحابها الاصلاحيون»‚ عن الوطن القطرية 23 يونيو 2004
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Bashasha)
|
من الجيد جدا أن يأتي الاستاذ أبوبكر القاضي بمثال الثورة الإيرانية .. و بالذات في هذا الوقت الذي أصبح فيه أصحاب الثورة نفسها يراجعونها بشدة بعد أن اكتووا بنارها طيلة تلك السنين .. فهذا المثال في حد ذاته يقع كرد على أبوبكر القاضي من نفسه قبل أن يرد عليه أحد .. فهو إنما يبرز بعد نظر الأستاذ محمود للقضية منذ بدايتها عندما كان الناس فرحين بتلك الثورة في كافة أقطار الدول الإسلامية و حتى بعض الدول غير الإسلامية
أما موضوع المسيح و الذي إستهلكه الأستاذ أبوبكر القاضي و كأنه من أخص خصائص الفكرة الجمهورية الذي لا تقوم بدونه( و انا شخصيا عندما بدأت الإطلاع على كتب الفكرة الجمهورية لم يشكل ذلك الموضوع أي أهمية في تشجيعي على الإلتزام بها) .. فربما من الأفضل أن ننتظر الحلقة التالية من هذا المقال لنرى أين يريد أن يذهب به
الأمر الذي يحيرني إلى الآن .. ما علاقة كل هذا السرد الغيبي بدور الفكرة الجمهورية في منظومة السودان الجديد .. و ابوبكر القاضي يمجد الثورة الإيرانية و من ثم يتحدث عن السودان الجديدو كأنه يريد أن يقول أن الفكرة الجمهورية متأخرة عن طرح السودان الجديد .. إذا فهل هو طرح الثورة الإيرانية المواكب للسودان الجديد في نظر أبي بكر القاضي أم ماذا؟ .. إذا كان الحديث عن السياسة يتعلق لدى أبي بكر القاضي بتلك الغيبيات فما الذي ينتظر منه ليقدم للسودان الجديد أكثر مما قدمته الفكرة الجمهورية في طرحها السياسي في "أسس دستور السودان" و "الجنوب المشكلة و الحل" و "مشكلة الشرق الأوسط" و " الدين و التنمية الإجتماعية" و "الماركسية في الميزان" و محاضرات الأستاذ عن "الوضع السياسي الراهن" و محاضراته عن " الدين و رجال الدين عبر السنين" .. هل يظن أبو بكر القاضي أنه أمسك بخيط يقوده إلى نقد واقعي لمكانة الفكر الجمهوري بهذا الكلام المبتسر المعمم بالرأي الغير مدعوم بالشواهد الحصيفة؟
و من الغريب حقا أن يتكلم أبوبكر القاضي عن عبارة"المن عقدوا ما نقضوا" بهذا الفهم الخاص به و تلبيسه للأستاذ محمود هذا الفهم .. و الأستاذ هو هو الذي كان يتعامل مع التاركين لفكرته بكل المودة و التقدير و الديموقراطية و الحوار الهادئ .. كما ان الواضح أن وجود أبي بكر القاضي في كنف الفكرة الجمهورية طيلة هذه السنين لم يورثه فهما متواضعا للصوفية في السودان و الفكر الصوفي بشكل عام .. و من ثم يمجد الثورة الإيرانية الشيعية التي يعد الحديث فيها عن سلطة الشيوخ على أتباعهم ضربا من تضييع الزمن و الإشارة إلى ما لا يحتاج إلى إشارة ..
و نحن في إنتظار الحلقة القادمة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
العزيز بشاشة أنا مثلك استوقفتني هذه النقطة عندما قرأت هذا المقال صباح اليوم في منبر الجمهوريين الخاص وقد جرى تعليقي كالآتي:
Quote: لم استغرب أن يعيد الأخ ابوبكر القاضي رأيه في الفكرة الجمهورية وفي مواقفها ولكن من المؤسف حقا أن تكون محطته الفكرية التالية هي الاحتفاء بثورة الخميني (اقرأ فتنة الخميني) للحد الذي يقول فيه عنها "ثورة الخميني كانت ثورة شعبية لها قيادة واعية ومدركة لاهداف الثورة وقد تمت الثورة في زمن طويل ومعارضة منظمة عرفت بثورة «الكاسيت» وهي ثورة اعظم من ثورة اكتوبر الشعبية السودانية عام 1964 التي مجدتها الفكرة الجمهورية" .. ومن عجب أن يجيء هذا الاحتفاء في الوقت الذي ادرك فيه الثوار أنفسهم خطأ ثورتهم تلك والتي لم تجلب لهم غير الموت والدمار والتخلف فظهرت حركات الاصلاح ووجدت تأييدا شعبيا أوصلها لمقاعد البرلمان رغم عنت المتمسكين بها من رجال الدين وشلل التعصب .. |
وقد لاحظت أن الأخ أبوبكر يطلق التعميمات غير العلمية وباسم الجمهوريين بالرغم من أنه فارقهم منذ 18 يناير 1985 كماذكر .. خذ مثلا قوله "فاني اعلم ان كل الجمهوريين قد اعادوا النظر في الفكرة ولكل واحد منهم قناعته الشخصية" وقوله "بدأ العد التنازلي لهبوط هيبة الفكرة الجمهورية في صدري وفي صدر الجمهوريين عموما في عام 1979" .. ويمكن بسهولة ملاحظة التناقض البادي بين عبارته الأولى وما سبقها من حديث عن اولئك الذين لم تتغير عقيدتهم في الفكرة وفي الاستاذ محمود حتى بعد استشهاده عندما قال "ولكن الاسوأ من هذا الوضع هو قول احد الاتباع «لم اخالف شيخي طوال حياته فكيف اخالفه بعد مماته؟» عموما اكتفي الآن بهذا التعليق العابر وسانتظر حتى تتكامل لدي فكرة الأخ ابوبكر القاضي في اثبات فرضياته
الشكر الجزيل للأخ عماد لاهتمامه بأطلاعنا على ما يكتب عن الفكرة الجمهورية في صحافة قطر سليا أو ايجابا عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:التغيير بلا جمهور (Re: emadblake)
|
اظن ان الفكرة الاساس لمقال الاستاذ القاضي هو وسيلة التغيير في الفكر الجمهوري لذلك جاء عنوان المقال : الفكرة الجمهورية والتغيير بلا جمهور ! ويا ريت لو ان الاخ عماد اكتفي بهذا العنوان لانه جوهر الموضوع حسب ما فهمت.
لذلك ان اشارة القاضي الي الثورة الايرانية ليست تمجيدا لهذه الثورة وقائدها ، بقدر ما هي للمقارنة بين الوسائل الشعبية والوسيلة الغبيبية في التغيير .فبالرغم من وجود فكرة المخلص - الامام الغائب عند الشيعة والتي تقابل فكرة المسيح عند الجمهوريين الا ان ذلك لم يمنع الخوميني من الاعتماد علي التغيير الشعبي والتوسل بالشريعة/الواقع بدل انتظار السماء لتاتي بالمهدي - الامام الغائب المختفي منذ الاف السنين. القاضي يريد ان يقول ان الجمهوريين عارضوا الثورة الايرانية لاعتقادهم ان التغيير الجذري يات من السماء وليس بالتوسل بالوسائل التقليدية للثورة من جماهير وخلافه .هذا ما فهمته من كلام القاضي بغض النظر عن صحته او عدم صحته.
وفي اتظار باقي الكلام ولك الشكر الاخ عماد البليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:التغيير بلا جمهور (Re: Agab Alfaya)
|
إذا كان مقصد الأستاذ القاضي هو أن الثورة الإيرانية ، رغم عقيدة الشيعة في المهدي المنتظر، قد قامت بالتغيير الجماهيري في حين لا تدعو الفكرة الجمهورية لذلك .. فنحن هنا أمام قول لا يدعمه نص .. فأساس التغيير في الفكرة الجمهورية هو العمل المباشر و الذي يبدأ بالفرد في خاصة نفسه قبل كل شيء .. و على العموم فإن معارضة الفكرة الجمهورية لثورة الخميني جاءت مدعومة بأسباب موضوعية وردت في الكتاب الذي ذكره القاضي "فتنة ايران" و كتاب "الخميني يؤخر عقار بالساعة".. فهل ورد في هذين الكتابين أن الثورة الإيرانية غير صحيحة لأن التغيير يجب أن يأتي من السماء بالصورة التي يريد أن يفهمنا لها أبوبكر القاضي؟
و حتى موضوع المسيح عند الفكرة الجمهورية مختلف تماما عما يريد القاضي أن يفهمه للقراء .. إذ نقرأ مثلا في كتاب "المسيح" ما يلي
المسيح لا يعـود في فـراغ
إن المسيح إنما يأتي متوجا لعمل يعمل في الأرض .. هذا العمل ليس إلا المعيشة وفق نهج (لا إله إلا الله) في بعث السنة على النحو الذي صورناه هنا ، وفي العديد من كتبنا .. وهذا هو معنى قول السيد المسيح: (اجعلوا طريق الرب ممهدا) ولقد وردت في الإنجيل حكاية طريفة عن ضرورة الاستعداد للمجيء .. ولقد وردت هذه الحكاية في إنجيل متّى ـ الإصحاح الخامس والعشرون ـ ونصها: (حينئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس ، خمس منهن جاهلات وخمس حكيمات . فأخذت الجاهلات مصابيحهن ، ولم يأخذن معهن زيتا ، وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن ، وإذ أبطأ العريس نعسن كلهن ونمن ، فلما انتصف الليل ، فإذا صراخ هو ذا العريس قد أقبل ، أخرجن للقائه ، حينئذ قامت أولئك العذارى جميعا وهيّأن مصابيحهن ، فقالت الجاهلات للحكيمات ، أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ ، فأجابت الحكيمات وقلن: لعله لا يكفي لنا ولكنّ ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وتبتعن لكنّ ، فلما ذهبن ليبتعن وفد العريس ودخل مع المستعدات إلى العرس ، وأغلق الباب ، وأخيرا أتت بقية العذارى قائلات: يا رب افتح لنا فأجاب وقال: الحق أقول لكنّ أني لا أعرفكنّ ، فاسهروا إذن فإنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان ..) انتهى .. ولذلك فإن الانتظار إنما يكون بالعمل في الواجب المباشر ، ولا يكون بمجرد الانتظار .. وقيمة العمل بالواجب المباشر في كونها إنما تجسّد الحاجة لمجيء المسيح ، فتكون دعوتنا له للمجيء بلسان الحال .. والدعوة بلسان الحال إنما هي دعوة المضطر ، وهي ناجزة الإجابة عند الله ، قال تعالى: (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ، ويجعلكم خلفاء الأرض ؟؟ أإله مع الله قليلا ما تذكّرون !!) لذلك فإن الانتظار عمل إيجابي وليس سلبيا كما يظن الكثيرون ..
الانتظار إنما يكون في اللحظة الحاضرة
إن الخوف الذي حفز الحياة ، فمخض ، في الحي ، قوى الإدراك ـ العقل . ولكن حياة الحي قد أصبحت ، بالرغم من القيمة الكبيرة التي أدخلها ظهور العقل عليها ، مؤوفة بالعقل نفسه .. وحركة الفكر إنما هي ذبذبة لا تكاد تستقر .. وحركة الفكر ذبذبة بين الخيال والذاكرة .. ولقد أصبح الإنسان بتلك الذبذبة موزعا بين الماضي والمستقبل ، ولقد كان كل ذلك بفعل الخوف ..
إن الاشتغال بالماضي وهْم لأننا لا نستطيع إرجاعه .. والاشتغال بالمستقبل هو الآخر وهْم أيضا لأننا لا نستطيع التحكم فيه حين يجيء .. والإنسان لا يعيش اللحظة الحاضرة إلا بمقدار ما يمر عليها فكره مرورا عابرا ، وسريعا ، أثناء جولانه بين الماضي والمستقبل .. والذي يوقف هذا الجولان إنما هو التحرر من الخوف الذي به يسلم الإنسان من الأخيلة المريضة ، ومن أحاديث النفس ، ووسوستها ، بالأماني ، وأحلام اليقظة .. أو بالانصراف إلى الذاكرة ، وتضييع الوقت في التجارب الماضية ، لا للعبرة ، وإنما للاستعاضة بها عن القدرة على المعيشة في اللحظة الحاضرة التي هي حياتنا الحقيقية .. قال تعالى: (ما أصاب من مصيبة ، في الأرض ، ولا في أنفسكم ، إلا في كتاب من قبل أن نبرأها .. إن ذلك على الله يسير .. لكي لا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم .. والله لا يحب كل مختال فخور ..)).
إن أكبر من استرق الإنسان لهما الزمان والمكان .. ومحاولة الإنسان دوما إنما هي للخروج من قيدهما .. فبالخروج عنهما تتصل الحياة المحدودة ، بالحياة المطلقة ، فيتم استيقان أن الله خير محض .. وبذلك ، وبذلك وحده ، يتم لنا التحرر من الخوف من كل الشرور ، وعلى رأسها الموت .. والنهج في هذا المضمار إنما يكون بمنهاج الصلاة ، وبمنهاج (لا إله إلا الله) .. قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه) والصلاة يقع في قمتها الشهود الذاتي ، وفي قاعدتها أداء الواجب المباشر جهد الإتقان .. وانتظار المسيح لا يكون انتظارا إلا في هذا الدرب .
إذا كان أبوبكر القاضي يحاول نقد سلوك الجمهوريين الحالي و مدى تباينه أو تناسقه مع منهجية فكرتهم فهذا شيء آخر تماما .. أما أن يحاول أن يجعل في الفكرة الجمهورية نفسها ما ليس فيها فهذا أمر غريب حقا
و من الطريف أيضا قول الأستاذ القاضي أن فكرة المسيح هي فكرة إسرائيلية .. فإن قليلا من الإطلاع يجعلنا نعرف أن فكرة المسيح المنتظر قديمة قدم الأديان .. منذ الهندوسية و البوذية و أبعد من ذلك .. و هذا حسب إطلاعي الخاص و قد يأتي من يعرف باطلاعه أن أصول هذه الفكرة أقدم من كلتا الديانتين المذكورتين أعلاه .. فما قول الأستاذ القاضي في ذلك؟ .. و قد يعجب الأستاذ القاضي إذا علم أن من تفاصيل موضوع عودة المسيح (أيا كان إسمه في شتى الديانات) ما هي موجودة بشكل مذهل في ديانات ظهرت قبل ظهور اليهودية بآلاف السنين
هذا و كتعقيب أخير فإن قضية إيمان الجمهوريين بموضوع المسيح و شخص الأستاذ محمود لا يأخذ نمطا واحدا موحدا بينهم حسب ما شاهدته أنا شخصيا و ما قرأته للكثير منهم في هذه القضية .. و السبب في ذلك يعود لأن كتب الفكرة الجمهورية و أدبياتها الموثقة لم تتناول علاقة الأستاذ محمود المباشرة بهذه القضية .. كما أن الأستاذ محمود نفسه لم يقل أي قول فصل في هذا الموضوع كما أورد الأستاذ القاضي نفسه .. بل إن قولته الشهيرة (أنا أرجو أن أكون الأصيل .. و على شك) هي ما طلب من تلاميذه أن ينقلوها للناس إذا سألوهم عن هذا الموضوع .. و حسب
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
شكرا أخي العزيز قصي .. انه لمن محاسن التوفيق ان قرأت تعليقك الأول بعد الفراغ من كتابة تعليقي ووجدته يصب في نفس المعني ويزيد عليه ..
الأخ العزيز عبد المنعم .. رأي الأخ القاضي واضح فيه العجب بالثورة الايرانية للدرجة التي فضلها على ثورة اكتوبر والأخيرة كما تعلم أيضا ثورة "جماهيرية" وقد احتفل بها الجمهوريون لكونها ثورة لم تلجأ للعنف كوسيلة للتغير مثل الثورات الأخرى (بما فيها الثورة الايرانية) ولذلك لا اوافقك الرأي بأن "القاضي يريد ان يقول ان الجمهوريين عارضوا الثورة الايرانية لاعتقادهم ان التغيير الجذري يات من السماء وليس بالتوسل بالوسائل التقليدية للثورة من جماهير وخلافه." .. فهو يعرف رأينا في ثورة اكتوبر مسبقا وقد ذكره في مقاله ويعرف كذلك تبشيرنا بعودة اكتوبر الثانية .. على أي حال سنرى ما يود الأخ القاضي أن يقوله في مقبل الأيام ارجو قبول تحياتي عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
الاخوة الكرام
سبق لي في البوست الذي اشتهر ب"البدائية" مثل بوست الفيا الذي اشتهر ب"الافروعروبية" ان اشرت الى ان الخطاب المحمودي هو اساسا مرحلة من مراحل ما سميته"المشاريع الرسالية الكونية السودانية" والذي كان واضحا منذ بدايات الخطاب. فبالرغم من بدائية الشعب السوداني الا ان الاستاذ كان مصرا على تربيته حتى يكون مهيئا للرسالة الكونية القادمة وهي واضحة انها الخطاب المحمودي. كما اوضحت ايضا ان الخطاب الممحودي به سمة شرقية عروبية فعلا كما قال القاضي.
ودور الجماهير في الخطاب المحمودي هو دور سلبي يتمثل في اتباع الرسالة الثانية
وكنت اريد الحديث عن عودة المسيح والتي تم بواسطة التاويل جعلها مفصلة للاستاذ محمود باعتباره المسيح القادم
وسنعود
المشاء
وسنعود بعد سماع بقية كلامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: osama elkhawad)
|
الأخوة والأخوات تحيتي ومحبتي لقد كفاني كلام الابن قصي همرور مهمة الرد على الحديث عن وسائل التغير ودور الجماهير فيها في الفكرة الجمهورية عن تكرار ما أورده من نصوص تدل بصورة واضحة عن دور الأفراد والجماعات في احداث التغير فلم يكن الأستاذ محمود حالما ولا كان منتظرا الحلول السماوية بالصورة التي حاول مقال الأخ الأستاذ القاضي أن يصورها. ولقد كانت فكرة المسيح نفسها في الفكرة الجمهورية فكرة عملية علمية تختلف في بنائها ونسيجها وعلميتها عن كل ما ورد من تصورات في الأديان والأفكار عنها كما توضح النصوص التي أوردها الابن قصي من كتاب يتعلق هو نفسه بتوضيح تلك الفكرة أي فكرة المسيح. وقد كان الأستاذ القاضي نفسه جزأ من حركة تنويرية متواصلة بين جماهير الشعب السوداني أسست لأساليب جديدة للعمل السياسيي في السودان بصورة لم تعهدها الساحة السياسية السودانية من قبل. ان أدوات الفكرة الجمهورية في التغير تختلف عن تصورات بعض الجماعات عن دور الأفراد في التغير، اذ أن الفكرة ترفض وكجزء أساسي من بنائها الفكري فكرة التغير بالعنف وبوسائل سياسية تستخدم حركة الجماهير غير الواعية كما تفعل الحركات السياسية ولا يمكن أن يعني أختلاف أدواتها في التغير عن غيرها من الجماعات التي تستخدم الأساليب السياسية التقليدية والعنيفة أنها تنزع للتغير من غير جمهور. الفكرة الجمهورية هي اذن التغير من خلال الجمهور ولكن أي جمهور؟ هذا هو السؤال. انه قولا واحدا ليس الجمهور الساذج المعبأ بالعواطف والذي تقوده نخبة انتهازية تبحث عن السلطة دون أن تملك برنامجا واضحا للتغير. ان عنوان مقال الأخ الأستاذ القاضي يتحدث عن جمهور الثورة اليرانية الخمينية وهو قولا واحدا ليس جمهور الفكرة الجمهورية. ولنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
لقد قرأت مقال الأخ أبو بكر القاضي في منبر الجمهوريين قبل أن أجده هنا.. والشكر للاخ عماد بليك الذي نقله.. أنا أقرأ كثيرا من مقالات الأخ أبو بكر ولكن بعد أن قرأت مقاله الأخير هذا شعرت بالرغبة في التعليق.. والآن بعد أن قرأت تعليقات الأخ عمر والإبن قصي والأخ أحمد الحسين شعرت بأن كثيرا مما كنت أود قوله قد قيل.. وسأنتظر بقية المقال مع المنتظرين..
كما يبدو لي أن مقال الأخ أبو بكر القاضي الحالي جاء متابعة لمقال منشور في سودانايل.. وسأنقل نص هذا المقال كما جاء هناك.. وتحيتي للجميع هنا والقراء والأخ أبو بكر إن كان يقرأ هذا المنبر والبوست.. وأرجو أن يتمكن من الاشتراك هنا للمشاركة في الحوار..
ياسر
Quote: التجديدية اليهودية ومساهمتها في الإصلاح على المدى الطويل ابو بكر القاضي [email protected]
نذكر القارىء بان هذا المقال يأتي استكمالا لمقالنا السابق وعلى صلة به ويشترك معه في وجهين‚ الاول: هو تأكيد فرضية ان المتشددين في كل الاديان يكسبون في المدى القصير وان الاصلاحيين يكسبون في المدى البعيد وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن العلاقات الداخلية بين الهندوس والمسلمين والسيخ في الهند‚ وقدمنا الادلة التي تؤكد انتصار المتشددين من كل هذه الملل والنحل في المدى القصير‚ وان المشروع الاصلاحي التجديدي في هذه الملل قد انتصر في المدى الطويل في دولة المواطنة وارتضى الجميع التعايش والسلام الاجتماعي تحت مظلة مؤسسات المجتمع المدني من احزاب ونقابات وجمعيات خيرية وانسانية‚ والوجه الثاني: هو ان هذه المقالات كلها تأتي في اطار الاصلاح الديني اللازم للاصلاح السياسي في السودان في محاولة متواضعة للمساهمة القصرية في ترسيخ اقدام مشروع السودان الجديد باعتباره الحل الوسط بين المشروع الاسلامو عروبي الذي يعمل على اقصاء الاخرين وتذويبهم «بالاسلمة والتعريب» من طرف وبين مشروع الانفصال الذي هو ايضا في النهاية رفض للاخر واعلان فشل التعايش السلمي وسوف افرد باذن الله حلقة خاصة لتجربة التعايش السلمي في منطقة ايبي كبارقة امل ونموذج للتعايش السلمي الذي خربه المشروع الاسلامو عروبي منذ عهد النميري ومرورا بفترة الديمقراطية الثالثة وحتى عهد الانقاذ‚ التجديدية اليهودية الألمانية يقول الاستاذ بسطامي محمد سعيد في كتابه «مفهوم تجديد الدين» ان اليهودية الآن تتقاسمها فرق رئيسية: فرق تقليدية ومحافظة واخرى متحررة بجانب الحركة الصهيونية‚ اما الفرق المتحررة فاننا سنسلط الضوء على المدرسة الالمانية منها والمدرس الاميركية‚ رائد التجديدية الالمانية هو موسيز مندلسون «1729-1786» الذي عاصر الفيلسوف الالماني كانط‚‚ ومندلسون هو الاصلاحي صاحب العبارة الشهيرة «ان الدنيا كلها تتغير من حولنا فلماذا نتخلف نحن»؟ التجديدي هولد هايم (1806-1860) قدم اضافة هامة هي الشريعة الالهية رغم انها موحى بها من عند الله فهي موقوتة بظروفها التي جاءت فيهاوليست دائمة‚ لهذا فهو يرى ان كثيرا من تشريعات التوراة والتلمود باطلة الان ولا يجب الالتزام بها لانها كانت خاصة بزمن معين ومكان معين وينبغي ايجاد تشريعات بديلة ومن كلماته المشهورة «ان التلمود يتحدث متأثرا بفكر زمانه وهو حق في ذلك الزمان وانا اتحدث منطلقا من فكر متقدم في عصري هذا وبالنسبة لعصري هذا فانا محق» من يعرف افكار الاصلاحي السوداني الشهير محمود محمد طه يجد تشابها كبيرا في جوهر الفكرة وهذا بالطبع لا يعني ان الاستاذ محمود اخذ فكرته من هولدهايم السابق له في الزمن وانما يعني ان الاسباب الداعية للتجديد واحدة وهي حتمية تغيير التشريعات المتعلقة بالمجتمع «الاقتصاد والسياسة والاجتماع» بتغير الزمان والمكان‚ حجج الأصولية اليهودية الرافضة للتجديد رائد الاصولية اليهودية الرافضة لمنهج التجديدية الالمانية هو سامسون رفائيل هرش «1808-1888» الذي يعيب على التجديدية انها اتخذت العصر وما فيه من قيم متغيرة مقياسا لحقائق التوراة الثابتة وانها تجعل العصر هو الحاكم إما تتكيف اليهودية معه او تموت ومن جانبه يرى هرش ان موت اليهودية هو في تطويعها لمبادىء العصر المتغيرة ويخلص هرش الى القول «ان الدين في نظرهم صحيح ما دام لا يتعارض مع التطور وفي نظرنا التطور صحيح ما دام لا يتعارض مع الدين»‚ والخلاصة التي اود الوصول اليها هي انه بذات القدر الذي به يوجد تشابه كبير بين منطق دعاة التجديد الاسلامي واليهودي‚ يوجد ايضا تشابه كبير بين الحجج التي يرفعها رافضو التجديد في كل من الاصولية اليهودية والاسلامية‚ وهذه الحقيقة لا تحتاج الى تعليل وتقديم الحجج عليها بل هي طبيعية وذلك لتشابه الاصوليتين من حيث المنبع والتوحيد وتقديس النصوص والتعامل معها باعتبارها قضايا جامدة لا تتأثر بالزمن والتاريخ والجغرافيا‚ المدرسة التجديدية الأميركية هذه المدرسة هي امتداد للمدرسة الالمانية ويؤرخ لها بعام 1828 حيث تأسست في ولاية كارولينا الجنوبية «جمعية الاسرائيليين التجديدية» والتي تطورت لاحقا الى «اتحاد الطوائف العبرية الاميركي» عام 1873 وقد اجتمع عام 1885 تسعة عشر من مفكريها فاصدروا وثيقة «خطة بتسبرغ» من ثمانية مبادىء لها صلة بالافكار التي اشرنا اليها عند تناولنا للمدرسة الالمانية وتفاديا للتكرار سنذكر منها الآتي: لا تقبل من الشريعة الموسوية الا احكامها الاخلاقية وترفض كل ما لا يتلاءم مع افكار وقيم وسلوك الحضارة العصرية‚ في المبدأ الخامس قسرت عقيدة ظهور «المسيح» الذي بشرت به كتبهم المقدسة الى انها رمز «لاقامة مملكة الحق والعدل والسلام في العالم» وصاحب هذا التفسير الجديد رفض اعتبار اليهود «شعبا وقومية» بل هم «جماعة دينية»‚ اعلن ان اليهودية دين متطور يصارع دائما ليكون متماشيا مع العقل ومن الممكن اقامة صلات تعاون مع المسيحية والاسلام باعتبارهما توالدا من اليهودية‚ رفض فكرة عقيدة الاخرة المتمثلة في العقاب والثواب الجسدي والجنة والنار دون المساس بالايمان بخلود النفس‚ في تأكيد فرضية: الاصوليون التقليديون يكسبون في المدى القصير والاصلاحيون يكسبون في المدى الطويل‚ في الباب الثالث والذي بعنوان «العصرانية في ميزان النقد» يعترف الاستاذ بسطامي في كتابه آنف الذكر ان للعصرانية اليهودية والقصرانية محاسن سنورد بعضها هنا ويهمنا قبل ذلك ان ننوه الى ان بحث الاستاذ بسطامي الذي اشرف عليه د‚ جعفر شيخ ادريس الاسلامي السوداني المشهور‚ هذا البحث قدم لنيل درجة الماجستير بجامعة الرياض في مناخ سلفي والمحاسن التي اقر بها هي: حركة اليهودية المتحررة كانت حربا لحركة الصهيونية حيث انها لم تكن تعترف بعقيدة العودة الى فلسطين واقامة دولة يهودية فيها استنادا الى مفهومهم «نحن لا نعتبر انفسنا امة بعد اليوم بل جماعة دينية ولذا فاننا لا نتوقع عودة الى فلسطين واحياء للعبادة القربانية تحت ظل ابناء هارون ولا استرجاع اي من الشرائع المتعلقة بالدولة اليهودية» ويرى الاستاذ بسطامي ان من الممكن للمسلمين الاستفادة من هذه المواقف في خدمة القضية الفلسطينية‚ هدم العصرانية لبعض العقائد الباطلة مثل عقيدة ألوهية «المسيح» والاقرار بانه بشر كسائر البشر‚ اهم ما يلاحظ ان الاستاذ بسطامي اعترف بمحاسن العصرانية اليهودية والنصرانية التي قدمت اصلاحات جعلت هاتين الديانتين مطابقتين في اصلاحاتهما للتطوير في مفاهيم العقيدة التي وردت لاحقا في القرآن بشكل دقيق من ملاحظة ضبط الوحي القرآني الذي تم تدوينه ومراجعته في حياة النبي «ص»‚ ومن طرف آخر لم يعترف الاستاذ بسطامي للعصرانيين المسلمين بالمساهمة في تجديد الدين وتصحيح مفاهيمه بما يتواءم مع التطورات العلمية وتغيير الواقع والزمن رغم ان العصرانيين في كل الاديان «السماوية وغيرها» انطلقوا من ارضية واحدة هي تغيير الواقع الذي يقتضي اعادة تأويل وتفسير النصوص‚ على الرغم من ان حركة الصهيونية قد انتصرت وحققت مكاسب على الارض في المدى القصير باقامة دولة اسرائيل الا ان مفاهيم العصرانية الاخرى قد اخذت طريقها الى العقول ويكفي ان قطاعا ضخما من يهود العالم لم يهاجر الى دولة الوطن القومي لليهود بل حتى الذين هاجروا الى اسرائيل قد تركوا اليهودية الارثوذكسية الطقوسية واخذوا اليهودية كقيمة اخلاقية وظلوا «علمانيين» عقلانيين متمسكين بروح اليهودية وهو ما نادى به التجديديون وهو ما يؤكد فرضيتنا بان المتشددين قد يكسبون في المدى القصير ولكن حتما سيكسب الاصلاحيون في المدى الطويل‚ الخلاصة: اخلص من كل ما تقدم إلى الآتي: الاصلاح والتجديد في الدين الاسلامي هما صفتان حتميتان وجزء لا يتجزء من الاسلام نفسه بل ان مفاهيم الاصلاح والعقلانية قد انتقلت لليهودية «عبر الاندلس» حيث ساهم اليهود في نقل افكار ابن رشد وغيره الى الحضارة الغربية‚ اننا نتحدث عن ضرورة الاصلاح الديني لضمان تحقيق الوحدة في السودان خلال الفترة الانتقالية‚ السلام لان الدين كان له حضور اثناء فترة الحرب في الجنوب وخلال المفاوضات واخشى ان يكون الدين الارثوذكسي سببا لدفع الجنوبيين للتصويت للانفصال بعد اليأس من التعايش السلمي‚ نذكر بان الاصلاح الديني اللازم للاصلاح السياسي والوحدة هو مسؤولية الشعب السوداني كله المتطلع لتغيير السودان القديم واستبداله بسودان جديد يجد فيه المهمشون حقهم العادل‚‚ هذا وسوف نتناول في الحلقة القادمة اسباب انتكاسة مشروع الاصلاح الجمهوري وآفاق الاصلاح الاسلامي‚ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Agab Alfaya)
|
الأستاذ عجب الفيا .. تحياتي
أنا لا أعتقد أن التساؤلات التي يطرحهاالقاضي مهمة جدا وتصب في جوهر الفكر الجمهوري
السبب عندي يتجلى في منهجية الأستاذ القاضي نفسها .. فإذا كان همه فعلا هو مدى ما يمكن أن تقدمه الفكرة الجمهورية للسودان الجديد .. فهذا حديث يقع على المستوى السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي .. و الأستاذ القاضي كما هو واضح لم ينتقد مواقع إنطلاق الفكر الجمهوري في هذه المستويات و طروحات الفكرة التي قدمتها على مدى البضع و الثلاثين سنة من عمر الحركة الجمهورية التنظيمية التي كان هو عضوا بارزا فيها كما هو معروف .. الأستاذ القاضي يحاول أن ينتقد منهاجية "الجمهوريين" في نظرتهم للأستاذ محمود أكثر من أي شيء آخر .. و هذا لا يصب في جوهر إنتقاد الفكرة الجمهورية سواءا على المستوى الديني المجتمعي أو المسمتوى السياسي المجتمعي
نلاحظ أيضا أن الأستاذ القاضي يتحدث كثيرا هذه الأيام عن أهمية الإصلاح الديني كضرورة أساسية في مرحلة الإنتقال للسودان الجديد .. و من ثم يدعي أن حركة الإصلاح الجمهورية قد أخفقت في ذلك المجال .. و لكنه يعزف عن أن يسهب و يبين أين كان إخفاق الفكرة الجمهورية في ذلك المجال .. و لا تعد حكاويه عن ما يدور بين الجمهوريين من عقائد خاصة نقدا لأسس الفكرة الجمهورية .. فهل في الحديث عن نظرة الجمهوريين للأستاذ محمود نقدا لقضية تطوير التشريع التي قدمتها الفكرة الجمهورية مثلا ؟ على التحقيق لا !! .. و هل في تركيزه الشديد على موضوع إنتظار المسيح نقدا لهيكل الدولة الديموقراطية الإشتراكية الفدرالية الذي طرحه الأستاذ محمود منذ قبل الإستقلال؟ على التحقيق لا !! .. و من هنا يجدر السؤال: ما هو شكل السودان الجديد في مخيلة الأستاذ القاضي و شكل الإصلاح الديني إذا كان هذا رأيه في مستوى طرح الفكرة الجمهورية؟ .. هل وضح القاضي رأيه في القضية؟ لا على التحقيق!! .. بل ذهب شططا إلى إتهامات لا تخلو من "تعبيرات مجازية" وجهها إلى القكرة الجمهورية جزافا .. من إسلاموعروبية إستعلائية و غيرها من كلمات إنشائية لا تنهض أمام الحجج و البراهين .. سواءا على المستوى النظري أو المستوى التطبيقي
أكرر ما قلته قبل الآن .. إذا كان القاضي يرمي إلى نقد إتجاهات الجمهوريين الحالية و مدى إتساقها مع فكرتهم .. فهذا أمر آخر تماما .. و ما هكذا تورد الإبل ..
قبل أن أعود للحديث عن موضوع غياب شمس الشريعة (و أرجو أن أتمكن من العودة) .. أود الإشارة إلى الأستاذ عجب الفيا أن كون وجود فئة من الجمهوريين تقول بضرورة الحركة التنظيمية هو في حد ذاته نقض واضح لكلام الأستاذ القاضي المعمم و الذي يدعي فيه أن الجمهوريين جميعاينتظرون التغيير عن طريق عودة الرجل (و هو ليس صحيحا على كل حال) .. و الأستاذ القاضي يدرك جيدا وجود هذا التيار بين الجمهوريين، فلماذا إذا يعمم مواقف الجمهوريين بهذه الصورة المخلة؟ .. هذا علاوة على أن كلامه عن عقيدة الجمهوريين في عودة الرجل هو كلام منقوض من أساسه على جميع المستويات ..
مع خالص ودي
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
يقول الاستاذ ابوبكر القاضي:
Quote: والجمهوريون هم تلاميذه وقد كنت واحدا منهم خلال الفترة من 1974 حتى تاريخ اعدامه في 18-1-1985 ‚
|
ويقول:
Quote: بعد اعدام الشهيد محمود في عام 1985 بدأت رحلة اعادة النظر في كل شيء في حياتي وافكاري |
يضع القاضي تاريخ تنفيذ الاعدام علي الاستاذ محمود يوما فاصلا في علاقته بالفكر الجمهوري ،فلماذا يا تري ؟ ولكن قبل البحث عن اجابة نقول ليس هذا هو موقف القاضي وحده بل موقف الكثير من الجمهوريين ،والدليل هوان الحركة الجمهورية توقفت من ذلك التاريخ وحتي الان! ان ما وصف به القاضي حال الجمهوريين اليوم صحيح الي حد كبير، بل ويتفق فيه معه الكثير من الجمهوريين :
Quote: فاني اعلم ان كل الجمهوريين قد اعادوا النظر في الفكرة ولكل واحد منهم قناعته الشخصية لذلك فان الذي يجمع بين الجمهوريين في الوقت الراهن هو التاريخ العاطفي المشترك اكثر منه فكرة واضحة متفق عليها بينهم‚
|
وهذا الحال ينطوي علي مفارقة جديرة بالتامل، وهي ، انه بينما كانت القراءة الخارجية للاحداث التي صاحبت اعدام زعيم الفكر الجمهوري ،تقول ان هذه بداية انطلاقة هذا الفكر .وليس ادل علي ذلك من اعتناق عدد من الناس لاول مرة لهذا الفكر ، ونشؤ فكرة التجمع الوطني الديمقراطي -الذي فجر انتفاضة ابريل- ليلة الحكم علي الاستاذ محمود . الا ان القراءة الداخلية ،قراءة الجمهوريين تقول ان هذه كانت نهاية الحركة الجمهورية ان لم تكن نهاية الفكر الجمهوري ! فلماذا يا تري هذه المفارقة ؟؟!!! اعتقد ان القاضي تلمس الاجابة عندما قال :
Quote: الشيء الجدلي في الفكرة الجمهورية هو شخص الاستاذ محمود نفسه اكثر منه الفكرة على الرغم من ان الاستاذ محمود لم يقل عن نفسه انه المسيح والاصيل الواحد ورسول الرسالة الثانية من الاسلام وقال انه يرجو ان يكون ولكنه على شك الا ان ايمان الجمهوريين وعقيدتهم هي ان الاستاذ محمود هو الانسان الكامل والمسيح والاصيل الواحد ورسول الرسالة الثانية‚
|
ولكن ما المشكلة ان يكون هو المسيح وان يموت ؟ المشكلة في نظر البعض هي ان موته يجب الا يكون قبل تطبيق الرسالة الثانية واخضاع العالم كله روحيا الي الاسلام، بينما يعتقد البعض الاخر ان موته ضرورة روحية لبعثه مجددا في مقام المسيح المحمدي !وذلك حتي يكون ذلك مطابقا لموت المسيح الاسرائيلي الذي يعتقد الجمهوريون انه قتل ثم رفع !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Agab Alfaya)
|
عبد المنعم .. مشتاقين .. ولك التحايا كلها في هذه "المساوقة" البديعة لإبراز مقاصد ابي بكر القاضي انطلاقاً من دراية بمخبوءات الفكر الجمهوري، للناطقين بغير اللغة الجمهورية.
أعاني من كسل متعمد يحول بيني وبين قراءة كل الموروث الفكري الجمهوري. وربما كان سبب ذلك كتاب " الرسالة الثانية" الذي اقتنيته في منتصف الثمانينان وأنا وقتها في الثانوية .. ولم أستطع اكمال الكتاب .. ولم استطع فهم عنوانه. وقد شرحت ذلك لصديقي الجمهوري الكبير ياسر الشريف. وما زلت أمني النفس بمن يتكفل بشرح هذه الفكرة .. بطريقة "بلدية".
الدكتور أحمد صفي الدين عوض، عليه رحمة الله، كان ضمن اقرب أساتذتي إلي .. وهو نسيب المرحوم محمود (زوجته بنت مختار؛ وللا أنا غلطان؟). ومن عجبٍ أن استاذي صفي الدين كان على طرف نقيض من نسيبه .. وكلما سألته عنه .. ثار وغضب .. ولم يستجب إلا بالسلب.
نستعيض بهذا البوست عن ذلك الذي تطاحن فيه الاخوة .. فالنَفَس مازال هادئاً هنا.
التحية لكل المشاركين.
شنتير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
الاخوان الاعزاء قصي ،عمر ،د. احمد الحسين د. ياسر وكل الاخوان
هنالك عنوان جانبي في مقال القاضي يقول :
الخميني والنميري وبزوغ شمس الرسالة الاولي !
ما فهمته منه هو ان القاضي يريد ان يقول :انه في الوقت الذي كان يبشر فيه الجمهوريون الناس بغياب شمش الشريعة،شريعة الرسالة الاولي ، وبزوغ شمس الرسالة الثانية بمجي المسيح المحمدي او تجلي صاحب الوقت - رسول الرسالة الثانية ،ببداية القران الخامس الهجري ،في هذا الوقت اندلعت الثورة الايرانية بزعامة الخميني واسقطت نظام الشاه الملكي ،لتحل محله دولة الشريعة السلفية-شريعة الرسالة الاولي وفق المصطلح الجمهوري- وتعد بتصدير الثورة الي خارج ايران . فبدل ان تبزغ شمس الرسالة الثانية بمجي صاحبها ،بزغت شمس الرسالة الاولي .فعارض الجمهوريون الثورة الايرانية، ليس من منطلق كونها رجعية وسلفية فحسب ، وانما لانها : تؤخر ساعة تجلي رسول الرسالة الثانية او ظهور المسيح المحمدي ! وهذا ما دل عليه عنوان الكتاب الذي اصدره الجمهوريون بعنوان : "الخميني يؤخر عقارب الساعة "
ايضا كان قرار نميري تطبيق الشريعة الاسلامية بفهم الرسالة الاولي ، صدمة كبيرة للجمهوريين الذين ظلوا يؤيدون سياسات مايو وتعاملها مع معارضيها ،بحجة ضرب شوكة الطائفية،ووقف التمدد الشيوعي! ولوقوفها حائلا بينها وبين هؤلاء لحين بزوغ شمس دولة الرسالة الثانية ! بل ان المفارقة الكبري هو الحكم علي الاستاذ محمود بحد الردة ،اي بنفس قوانين شريعة الرسالة الاولي التي بشر الجمهوريون بغياب شمسها!!!! اعتقد ان هذه المفارقة ذات معزي ودلالات عميقة وحريا بالجمهورين الوقوف عندها بالتامل طويلا.
عقب تنفيذ الحكم بالاعدام علي الاستاذ محمود توقفت الحركة الجمهورية لاسباب اهمها ان انتصار الفكر الجمهوري او بالاحري الرسالة الثانية من الاسلام، لا يتم بالحركة الجماهيرية وبوسائل الدعوة التقليدية وانما بتجلي المقام المحمود لصاحب المقام وبعودة المسيح المحمدي . هذه مسالة لا اعتقد هنالك من يجادل فيها بين الجمهوريين الا اؤلئك الذين ينادوا بالحركة لسبب بسيط هو انه لا يمكن الانتظار /انتظار مجي المسيح في فراغ ، حسب تصورهم .
ومن هنا يات تسال القاضي عن دور الجمهوريين في ما يصفه بالسودان الجدبد، وفي التغيير عموما ؟
انا اعتقد ان التساؤلات التي يطرحهاالقاضي مهمة جدا وتصب في جوهر الفكر الجمهوري ،
* اعيد انزال هذه المداخلة نسبة لحدوث خلل فني في الاولي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Agab Alfaya)
|
أعيد إرسال الرد على مداخلة الأستاذ عجب الفيا أعلاه هنا حتى تأتي حسب الترتيب لتقديرات شخصية .. و أرجو أن لا يسبب ذلك حرجا مع الإعتذار المسبق
الأستاذ عجب الفيا .. تحياتي
أنا لا أعتقد أن التساؤلات التي يطرحهاالقاضي مهمة جدا وتصب في جوهر الفكر الجمهوري
السبب عندي يتجلى في منهجية الأستاذ القاضي نفسها .. فإذا كان همه فعلا هو مدى ما يمكن أن تقدمه الفكرة الجمهورية للسودان الجديد .. فهذا حديث يقع على المستوى السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي .. و الأستاذ القاضي كما هو واضح لم ينتقد مواقع إنطلاق الفكر الجمهوري في هذه المستويات و طروحات الفكرة التي قدمتها على مدى البضع و الثلاثين سنة من عمر الحركة الجمهورية التنظيمية التي كان هو عضوا بارزا فيها كما هو معروف .. الأستاذ القاضي يحاول أن ينتقد منهاجية "الجمهوريين" في نظرتهم للأستاذ محمود أكثر من أي شيء آخر .. و هذا لا يصب في جوهر إنتقاد الفكرة الجمهورية سواءا على المستوى الديني المجتمعي أو المسمتوى السياسي المجتمعي
نلاحظ أيضا أن الأستاذ القاضي يتحدث كثيرا هذه الأيام عن أهمية الإصلاح الديني كضرورة أساسية في مرحلة الإنتقال للسودان الجديد .. و من ثم يدعي أن حركة الإصلاح الجمهورية قد أخفقت في ذلك المجال .. و لكنه يعزف عن أن يسهب و يبين أين كان إخفاق الفكرة الجمهورية في ذلك المجال .. و لا تعد حكاويه عن ما يدور بين الجمهوريين من عقائد خاصة نقدا لأسس الفكرة الجمهورية .. فهل في الحديث عن نظرة الجمهوريين للأستاذ محمود نقدا لقضية تطوير التشريع التي قدمتها الفكرة الجمهورية مثلا ؟ على التحقيق لا !! .. و هل في تركيزه الشديد على موضوع إنتظار المسيح نقدا لهيكل الدولة الديموقراطية الإشتراكية الفدرالية الذي طرحه الأستاذ محمود منذ قبل الإستقلال؟ على التحقيق لا !! .. و من هنا يجدر السؤال: ما هو شكل السودان الجديد في مخيلة الأستاذ القاضي و شكل الإصلاح الديني إذا كان هذا رأيه في مستوى طرح الفكرة الجمهورية؟ .. هل وضح القاضي رأيه في القضية؟ لا على التحقيق!! .. بل ذهب شططا إلى إتهامات لا تخلو من "تعبيرات مجازية" وجهها إلى القكرة الجمهورية جزافا .. من إسلاموعروبية إستعلائية و غيرها من كلمات إنشائية لا تنهض أمام الحجج و البراهين .. سواءا على المستوى النظري أو المستوى التطبيقي
أكرر ما قلته قبل الآن .. إذا كان القاضي يرمي إلى نقد إتجاهات الجمهوريين الحالية و مدى إتساقها مع فكرتهم .. فهذا أمر آخر تماما .. و ما هكذا تورد الإبل ..
قبل أن أعود للحديث عن موضوع غياب شمس الشريعة (و أرجو أن أتمكن من العودة) .. أود الإشارة إلى الأستاذ عجب الفيا أن كون وجود فئة من الجمهوريين تقول بضرورة الحركة التنظيمية هو في حد ذاته نقض واضح لكلام الأستاذ القاضي المعمم و الذي يدعي فيه أن الجمهوريين جميعاينتظرون التغيير عن طريق عودة الرجل (و هو ليس صحيحا على كل حال) .. و الأستاذ القاضي يدرك جيدا وجود هذا التيار بين الجمهوريين، فلماذا إذا يعمم مواقف الجمهوريين بهذه الصورة المخلة؟ .. هذا علاوة على أن كلامه عن عقيدة الجمهوريين في عودة الرجل هو كلام منقوض من أساسه على جميع المستويات ..
مع خالص ودي
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
الاخوان المتداخلين.
وبما انو الفكر الجمهوري، هو الابن المدلل لعقيدة التوحيد المروية مهد الاديان جميعا، ابتداءا باليهودية نفسها، مرورا بالاسلام، وانتهاءا بالبوذية يا قصي، فمكان ماتصب سحابة "عودة المسيح"، فالخراج مدفوع للفكر الجمهوري، الوريث الشرعي للمفهوم، باعتباره ركن اساسي، من اركان عقيدة التوحيد المروية.
فشئ مؤسف ناس ابوبكر القاضي، يمرقوها، في فلسطين "مرة تانية" من عطش المعرفة، بينما الماء فوق ظهورهم محمول!
ياسادتي، Ausir السوداني او Osiris بالاغريقي، الانسان الكامل، الحيحاسب البشرية يوم القيامة، هو اول من جسد فكرة عودة المسيح. بمساعدة Aust او Isis، مما يؤكد دور مرتقب للمرأة، في البعث القادم علي مستوي السودان.
Osiris او المسيح في ديانة التوحيد السودانية، قبل اكثر من 3,000 سنة من ظهور مسيحية اليوم كدين- وكدليل اخر علي صدق معرفة محمود اللدنية، فعودته ستكون معنوية في شكل عودة للوعي او بعث علي مستوي الفرد اولا، ثم المجتمع ليعم الوجود كلو بالتدريج.
لذلك لا معني لاسلوب التغيير الثوري في المفهوم الغربي، القايم علي العنف، هنا. لانو التغيير اساسا روحي "ثقافي" مش سياسي او سلطوي.
فيا اسامة ده سر ما اسميتو انت "المشروع الكوني" السوداني.
اتمني من اخوانا الجمهوريين، واخواتنا، ان يتوجهو بكلياتهم لدراسة تاريخ السودان القديم، اللي هو نفسو تاريخ عقيدة التوحيد المروية، منبع الفكرة.
انا علي يقين، كيف الجمهريين هم الوحيدين المؤهلين في سودان اليوم، ليخرج من بين صفوفهم اعلام في مستوي الشيخ انتا ديوب، يصيغوا تاريخنا القديم، او يفسروا ديانة التوحيد المروية، اللي شوهوها الغربيين ايما تشويه، وافسدوا مقاصدها الروحية، ايما افساد، باقحام، بل اسقاط قهمهم المادي والعلماني.
الخطوة الاولي هي اعادة كتابة الهيروغلوفية، بالاستعانة بالنوبية وكل اللغات الكوشية، مع مواصلة البحث لفك رموز اللغة المروية.
اخوانا الاثيوبيين سلفا شرعوا في تغيير وجهة المسيحية باتجاه ديانة التوحيد المروية كاساس.
يا الهي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Bashasha)
|
الأستاذ بشاشة .. تحياتي
تذكر و أذكر أننا تناقشنا نقاشا ممتعا و حافلا في بوستك المعنون (أصل التصوف الإسلامي .. منبع الفكرة الجمهورية) .. و قد إتفقنا في نقاط و أختلفنا في أخرى .. و لكن النقاش كان ممتعا و مفيدا بجملته بالنسبة لي على الأقل
الآن أرجو منك رجاءا خارج موضوع البوست هذا .. هو أن تمدني بعناوين المصادر التاريخية التي تدعونا لقرائتها.. و ساحاول أنا جهدي أن أبحث فيها و ألبي دعوتك لهذه القراءة .. إذ لا أخفي عنك أن معلوماتي عن الديانة المروية القديمة غير مرضية بالنسبة لي رغم أني قرأت عنها نذرا يسيرا من هنا و هناك .. و منه ما تكتبه أنت و الأستاذ طناش في هذا المنبر أيضا .. و لا أخفي عليك أيضا فقد شحذتني كلماتك المتفرقة الأخيرة في مواضيع النقاش الجارية في المنبر هذه الأيام للقراءة و الإطلاع على مصادرك
لقد سمعت عن شيخ أنتا ديوب كثيرا من محاضر التاريخ الأمريكي الأفريقي الذي درسني مادة بعنوان (الدياسبورا الأفريقية) في الفصل الدراسي الوحيد الذي قضيته في جامعة ميسوري (سانت لويس) .. و أتمنى أن تكون كتبه مبذولة في المكتبات العامة حتى يكون التحصل عليها سهلا بالنسبة لي .. و قد بدأت في ذلك الفصل الدراسي مشوار علاقتي بالفكرة الجمهورية .. و بالتاريخ الأفريقي بشكل اعمق ، و أذكر أن أولى مشاركاتي عبر الشبكة في سودانت كانت عن الهوية الافريقية للسودانيين .. كما أذكر أني قرأت لك كثيرا هناك أيضا (باعتبار أنك نفس بشاشة الذي كان في سودانت و ارجو تصحيحي إن أخطات) .. و الآن أرجو العون لمواصلة ذلك المشوار الذي كنت قد بدأته ثم توقفت عنه لفترة أصبحت منكبا فيها على دراسة الفكر الجمهوري
مع خالص ودي و تقديري
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Yaho_Zato)
|
الأخ الحبيب عماد، شكراً على اهتمامك العميق بقضايا التنوير في عالمنا الإسلامي العربي. فأنت، بلا شك، من أميز من عرفتهم من الصحفيين من جيلكم المقدام. أسفل هذا تقرأون مقالاً أرسلته اليوم لسودانيل، أرجو أن تنشروه في "الوطن" الغراء عندكم. وربما تجد فرصة لنسج قصة خبرية محترمة عن احتدام النقاش حول الفكرة الجمهورية في هذا المنبر الحر، بالإضافة لنشر المقال. وإني لأرجو أن تتشاور في هذا الأمر مع صديقي الحبيب هاشم كرار، هذا النجم السامق المستخفي في سماء الصحافة السودانية، والعربية، والعالمثالثية، مع أنه تميز بمهنية كوكبية، لو كان اختياره، غير التزهد، والتستر بستار لغتنا العربية السمحاء. صدقني، إن قلت ذلك عن صديقي، فإني لا أبالغ!!! تحياتي الحارة له، وللأخ أحمد، ولكل أسرة "الوطن." ************************************
مزاعم صديقي أبوبكر القاضي وعدم الأمانة في تقويم الفكر الجمهوري!!
طالعتنا صحيفة "الوطن" القطرية بمقالة للأخ الصديق العزيز أبو بكر القاضي عن الفكرة الجمهورية، وزعمه أنها تبتغي التغيير بلا جمهور. وقد افترعها بقوله أن الفكرة الجمهورية ماض يعتز به ولا يبصق عليه أبدا. ولا أخفيه أنني شعرت بانقباض شديد لاستخدامه لكلمة "أبصق" التي لا تليق بتراث ثري قضى بين أكنافه أبوبكر سنوات مقدرة من زهرة شبابه. يقول أبوبكر بأن نقاشه للفكرة الجمهورية في هذه الايام يأتي في اطار إثبات أن النخبة النيلية كلها فشلت في تقديم مشروع وطني يجمع الشمال والجنوب في اطار بوتقة واحدة تحت اطار دولة "المواطنة." ثم ذهب إلى أنه يريد إثبات أن الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من المشروع "الاسلاموعروبي الاستعلائي،" الذي فشل في تقديم حلول عملية لمشاكل السودان "الوطن." وتمادي ليقول بأن الفكرة الجمهورية كانت معنية «بالاسلام» الدين وليس بالسودان "الوطن." ثم يتقول القاضي على الأستاذ محمود حين يقول بأنه ردد مقولة "من عقدوا ما نقضوا" بقصد "تجميد الجمهوريين،" الذين لم يعيدوا النظر يوما في الفكرة. وهو يقول بأن "عدم إعادة النظر ليس فضيلة ولكن الاسوأ من هذا الوضع هو قول أحد الاتباع "لم اخالف شيخي طوال حياته فكيف اخالفه بعد مماته." ثم يتنقل الأخ القاضي فيقفز، في تناقض واضح، وفي "قلق كتابي مزعج" للقارئ الحصيف،إلى تقرير أن "الجمهوريين بدأوا بإعادة النظر في الفكرة،" بعد أن قال بأنهم لا يفكرون، وبأنهم مجمدون!!! ثم يقول بأن ما يجمع بين الجمهوريين لا يتعدي كونه "تاريخاً عاطفياً مشتركا" لا فكرة واضحة متفق عليها بينهم. ثم يستعرض بابتسار مخل، فيه غرض واضح، بعض أساسيات الفكرة، بعد أن وعد بأنه سيناقش الفكرة "الأفكار" المطروحة في ساحة السودان الجيد في صدر مقاله!!! وبدلاً من فعل ما وعدنا به يخوض القاضي في عقيدة الجمهوريين في الأستاذ محمود، وكأنها من أفكار الجمهوريين الأساسية المطروحة للنقاش. ثم يعود ليقول لنا بأنه " ليس معنياً بمناقشة الفكرة بالتفصيل،" وإنما هو معني فقط "بالجزء المتعلق بالتغيير ومنهج التتغيير" لأن السودان، بتوقيع برتكولات السلام، سيدخل في مرحلة جديدة عملياً، هي مرحلة السودان الجديد" لذلك فإن القاضي بصدد دراسة "كل" الأفكار الموجودة الساحة السودانية، من منظور مشروع السودان الجديد. وهو ههنا يوحي لنا بأنه من رواد السودان الجديد، بعد أن باع نفسه لفترة طويلة -هي فترة النفوذ القوي لنظام الجبهة- لقوى الهوس الديني التي عطلت مشروع السودان الجديد لعقود طويلة!!!!!
ثم يعدنا القاضي بأنه سيناقش وسيلة الفكرة الجمهورية في التغيير، فإذا به يقفز قفزاته "القلقة،" المعهودة في كتاباته المضطربة، إلى تقويم مفاده بأن الخميني والنميري ساهما في "شروق شمس الرسالة الأولى" بدلا من "شمس الرسالة الثانية." وهو يقول بأن العد التنازلي لهبوط هيبة الفكرة الجمهورية في صدره - وفي صدر الجمهوريين "عموما،" هكذا يحكم على كل الجمهوريين- بدأ لكون المسيح لم يظهر في أو حوالي الوقت الذي بشر به بعض الصوفية. وهو يوحي بأن الأستاذ محمود هو صاحب القول وأنه "أعلن" بأن رابع رابع القرون، الهجري، بعد العشرة، أي أن عيسى المنتظر والمهدي المنتظر سيظهران قبل نهاية القرن الرابع عشر الهجري. هذا مع أن القاضي يعلم بأن هذا القول منقول عن الصوفية!!! ثم يذهب القاضي في مغازلة، صريحة، مريبة، مكشوفة المآرب، للشيعة، للمرة الثانية في مقاله، فيتحدث عن ظهور الثورة الايرانية بقيادة "لإمام" الخميني "عليه السلام." ويقول:
بالرغم من أن ثورة الخميني كانت ثورة شعبية، لها قيادة واعية ومدركة لاهداف الثورة وقد تمت الثورة في زمن طويل ومعارضة منظمة عرفت بثورة "الكاسيت،" وهي ثورة اعظم من ثورة اكتوبر الشعبية السودانية عام ،196 التي مجدتها الفكرة الجمهورية في كتاب "لا إله الا الله،" الا أن الفكرة الجمهورية لم تعترف بالثورة الايرانية بل اعتبرتها فتنة واصدرت كتابا باسم "فتنة ايران،" كما اصدرت كتابا اخر بعنوان "الخميني يؤخر عقارب الساعة. والساعة المعنية هي ساعة مجيء المسيح المتنظر- الذي هو حسب عقيدة الجمهوريين - هو الاستاذ محمود.
ولا يكتفي القاضي بهذا التبسيط المخل برأي الجمهوريين بل يذهب ليقول بأن "الخميني" هو "مجدد القرن" في مقارنة متعسفة بينه وبين الأستاذ محمود محمد طه. ولنقرأ قوله: عمليا كل الدلائل تشير الى ان الامام الخميني هو مجدد القرن اذا اخذنا المسألة من زاوية ميقات انتصار مشروعه بيد ان الخميني جاء بالرسالة الاولى! معلوم ان الاستاذ محمود كان يقول ان الله هو الذي غيب شمس الشريعة- الرسالة الاولى- حتى يتمكن الاستاذ محمود وتلاميذه من التبشير بالرسالة الثانية وكان الاستاذ يعترف بانه لو ان شمس الشريعة كانت ساطعة لما استطاع ان يبشر بالرسالة الثانية‚ القراءة العلمية تقول ان الفكرة الجمهورية رفضت الاعتراف بالثورة الايرانية رغم بعدها الشعبي العظيم انطلاقا من اسباب ذاتية هي كون الخميني- روحيا- ملأ مقام صاحب الوقت وهو المقام الذي كانت تنتظره الفكرة الجمهورية لنفسها.
ثم يختم صديقي، القلق، المقال بقوله بأن هناك "فرضية" يريد إثباتها في المقال القادم وهي "أن طريق التغيير في الفكرة الجمهورية" ليس عن طريق الجماهير وانما عن طريق "انقلاب كوني." أي عن طريق حلول من السماء وهو ما يسميه القاضي "بالحلول الالهية الجاهزة." ويعدنا القاضي بأنه سيعنون مقاله القادم بعنوان "التغيير عن طريق المسيح فكرة يهودية هجرها اصحابها الاصلاحيون." هذه محاولة أمينة، في تقديري، في تلخيص ما جاء بجريدة "الوطن" القطرية الغراء، من مقالة الأخ أبوبكر القاضي. وإني أعتز بصلتي بكادر "الوطن" المهني الرفيع. ولكني رغم هذا الاعتزاز أعيب على هذا الكادر المتميز، الذي أستطيع أن أضارع به أعتى المؤسسات الصحفية، أنه لا يساهم في: (أ) تحرير لغة كتابها المساهمين، من غير الصحفيين المهنيين، هوناً ما. (ب) مطالبة هؤالاء الكتاب بتسبيك حجيتهم، وتماسك منطقهم الداخلي. وههنا أشير بصفة خاصة إلى نشاط الأخ أبوبكر القاضي الجم في الكتابة، وهو أمر يحمد عليه، في ظل بعد معظم المثقفين السودانيين عن توثيق أفكارهم بالكتابة. ولكن النشاط الكتابي الجم، بدون تجويد لأدوات الكتابة في السياق الصحفي يصبح هباء منثوراً، وهذا ما سنبينه في معرض ردنا على الأخ الكريم أبوبكر القاضي، في مقالات، منجمة، متتالية. و على الله التكلان، ومنه التوفيق!!
وأقرر هنا بأنني أعيب على أبوبكر، صديقي، ورفيق دربي السابق، أنه يكتب كثيراً، ولكنه لا ينتبه لضروة الكتابة المنهجية. فإن الكتابة الصحفية لها منهجية خاصة بها، ومنطق داخلي محدد، له قواعد راسخة. فإن اختلت هذه القواعد اختلت المقاصد، والنتائج. وكثيراً ما أتابع كتابات أخي أبوبكر بشغف، ولكني امتعض أحياناً من عدم اكتراثه لقواعد الكتابة الصحفية. وربما كانت جريدة "الوطن" وكادرها المتميز، الذي تربطني به صلات صداقة حميمة هو الذي يجب أن أعاتب، لعدم تدريب الأخ أبوبكر على فنون الكتابة، قبيل إنكسار جدول أفكاره وعواطفه القلقة ناحية الكتابة الصحفية. إنسرب إلينا أبوبكر بنشاطه الكتابي الجم، بعد أن ترك أهل الهوس الديني الذين عاونهم لفترة، غير يسيرة، على ترسيخ التهوس العنصري والديني. ثم جاءنا يتباكي على "السودان الجديد" الذي ساهم هو على تأخير بنيانه. وسأبين في معرض ردودي على نقاطه بعاليه ما أعنيه ههنا، فإن هذا الصديق الحبيب، قد بصق بالفعل على ماضيه، كما بصق في وجهي، ووجهوه أحبابه الجمهوريين بما كتبه في مقالته "القلقة،" غير المنهجية، التي لخصتها بعاليه. وسأقوم بالرد عليه، في مقالات متتاليه، كما أسلفت، متناولاً في كل واحدة ما تحتمله من نقاط - ذات صلة ببعضها البعض- من المزاعم التي كبها على القراء كباً. نعم، لقد كب أبوبكر شتات من افكاره وعواطفه القلقة، بصورة تنطوي، في تقديري، على قدر من عدم المسؤولية الفكرية، إن لم نقل عدم الأمانة المهنية-الأخلاقية!!! ولا أشك في أن هذه مرحلة من مراحل القلق الوجودي التي تنتاب صديقي العزيز بين الفينة والأخرى، ففي ظني أنه يريد أن يسوق نفسه لجهات مشبوهة. نعم، هذا ظن تسنده بينات ظرفية "ومعلوماتية" مستقاة من الاحتكاك المباشر بهذه الصديق القلق. لقد بصق هذا الصديق في وجه الأستاذ محمود، والجمهوريين، والفكر الجمهوري، ليبيع نفسه لقوى الهوس الديني، قبيل صحوته "المفاجئة" ناحية السودان الجديد، الذي ظللنا نبنيه طوبة طوبة مع بناة مهرة، كان هو يتآمر عليهم مع المتآمرين، بعلمه أو بغير علمه -لا أدري!!! أرجو أ ن يترقب قرائي مقالاتي في الرد على أبوبكر القاضي. فهي لن تتأخر عليهم، وستصدر متتالية ههنا في "سودانايل" وفي "سودانيزأونلاين." وإني لأرجو من طاقم جريدة "الوطن" الغراء نشرها كذلك، إذ لا يصح، حسب قواعد أخلاقيات العمل الصحفي، أن يترك القاضي، وجمهوره من غير منازع، أو خصم من وجهة النظر الأخرى!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
اطلعت على بعض مجريات هذا الخيط. وهو خيط متميز بكل المقاييس. وإني أكاد اتفاق على إجمال ما جاء هنا، وإن كان لي نظر في التفصيل. وأجدني أتقف مع الأخ عبد المنعم عجب الفيا في محاولة التأطير المنهجي لمراد الأخ أبوبكر. ولكن أبوبكر، كما يقول الإبن قصي، تجافى عن المنهجية، فاستحق بذلك أن يوصم بعدم الأمانة من جانبي.
وسأوالي مقالاتي تباعاً في الرد على مزاعمه. وسأستفيد من مجريات هذا الخيط بالقطع في انجازي لهذه المهمة، راجياً أن يتصدى للأخ أبوبكر غيري من الإخوان أو الأخوات في كافة المنابر التاحة، كل من زاويته التي يرى منها الأمور. فإن أبوبكر يستحق منا من التكريم ما بموجبه يجب ألا نصمت عما يقول، وإن نابه منا بعض ألم، يستحقه في الوقت الراهن، لجوره على ماضيه، وعلينا!!!
وفي ناقشة أبوبكر بعزم وهدوء في نفس الوقت، في تقديري، تكريم له أيما تكريم، وإعانة له، ولغيره، على مراجعة المواقف من فكرة بسموق الفكرة الجمهورية، وبسموق صاحبها، الأول والآخر، الأستاذ محمود محمد طه،الذي جسدها حرفاً حرفاً، قبل أن ينطق بها للناس!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ الدكتور حيدر بدوي صادق
أولا شكرا على الإطراء... مهما يكن الأمر، فقد طبعت نسخة من مقالك وسملتها للأستاذ أحمد عمرابي ( سوداني) وهو مسؤول صفحات الرأي بالوطن، وقد قرأ المقال ووعدني بنشره خلال الأيام القادمة، وهو لا يرفض اي مشاركات تثري الرأي، وتدعم الحوار الإيجابي الفاعل.
كذلك، اتصلت بالأخ أبوبكر القاضي، وقد اطلع اليوم على جملة المشاركات في هذا النقاش، وسوف يستعين بها في كتابة مقالاته القادمة، وهو مرتاح لفكرة أن يكون هناك حوار، وشخصيا أؤمن بأن الحوار ظاهرة تحفز المضي نحو إنتاج أفكار أكثر رسوخا وفاعلية في مجتمعنا، بعيدا عن المألوف والمكرر.
عماد البليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:هو جوهر الدين وغاية الاكوان (Re: emadblake)
|
الاخ العزيز قصي
لا شك انك مهتم بطرح الفكر الجمهوري - ولا اقول الفكرة ،تعبير الفكرة الجمهورية لم يروق لي ابدا - ولكن هذا موضوع اخر . اقول لا شك انك مهموم بالطرح التجديدي للفكر الجمهوري المتعلق بتطوير التشريع الاسلامي علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي ،وطبعا دا يعتبر اهم مساهمة للفكر الجمهوري.وهذا هو الجانب الجاذب فيها . كل الذين انتموا الي هذا الفكر، وانا منهم ، كان دافعهم في البداية هذا الطرح التجديدي.
لكن هذا لايمثل جوهر الفكر الجمهوري .جوهر الفكر الجمهوري والغاية منه هو تحقيق الكمال الانساني في ارقي صورة ، مجسدا في اللحم والدم ،في الرجل ،او المسيح المحمدي،ملتقي اللاهوت والناسوت وهو المقام المحمود الموعود ،الذي هو غاية الدين والاكوان جميعها.
وتنبع اهمية عودة المسيح في الفكر الجمهوري من ان هذا الطرح التجديدي العقلاني - ظاهريا - للتشريع الاسلامي من مستوي الرسالة الاولي الي مستوي الرسالة الثانية- حسب المصطلح الجمهوري - رهين تطبيقه بتجسيد المقام المحمود او بنزول المسيح المحمدي ، رجل الرسالة الثانية.فهو الوحيد المؤهل لتطبيق هذا الفهم الجديد للاسلام ! ويكفي دلالة علي ذلك الاهداء الوارد في كتاب : الرسالة الثانية :
Quote:
الإهـــداء إلي الإنسانية !
بشرى .. وتحية .
بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة
الفكر، وحياة الشعور، ما لا عين رأت،
ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وتحية للرجل وهو يمتخض، اليوم، في
أحشائها، وقد اشتد بها الطلق، وتنفس صبح
الميلاد.
|
ويقول في مقدمة الطبعة الرابعة من الكتاب :
Quote: وما أريد في هذه المقدمة إلى شئ من تفصيل يتناول مواضيع الكتاب المختلفة، وإنما أريد إلى تقرير أمر يهمني تقريره، بادئ ذي بدء، وذلك أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن، ورسالة ثانية تقوم على أصوله.. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى.. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل.. وسيتفق لها ذلك حين يجئ رجلها، وحين تجئ أمتها، وذلك مجئ ليس منه بد.. (( كان على ربك حتماً مقضياً ))..
|
الرجل ، في الاستشهادين ،اشارة الي المسيح المحمدي ،رجل الرسالة الثانية من الاسلام ،الذي ياتي ليفصل هذه الرسالة ويطبقها ويحقق بها الكمالات البشرية للانسانية جمعاء .
قد يبدو لك اخي قصي كما يبدو لكل الذين اعجبوا بالطرح الجمهوري ، ان تطوير التشريع بالفهم القائم علي علة حكم الوقت ومراعاة التطور الاجتماعي والتاريخي والتمييز بين الاصول والفروع ،،يمكن تطبيقه بكل بساطة بدون التعوييل علي غيبيات مثل مجي المسيح وخلافه .ولكن الامر بالنسبة للجمهوريين اخطر من ذلك واجل . وهذا هو المأزق الذي يواجه الفكر الجمهوري الان! فكر لديه القدرة علي مواجهة الكثير من التحديات التي تواجه الفكر الاسلامي في عالم اليوم ولكنه عاجز عن طرحه نفسه للناس ،لان ما يملكه من اجابات رهين بتدخل قوي غيبية ،وهذا هو سبب توقف الحركة الجمهورية عقب تنفيذ حكم الاعدام علي زعميها الاستاذ محمود.
اذن موضوع عودة المسيح هو جوهر الفكر الجمهوري،ومن هنا قلنا ان تساؤلات القاضي تصب في جوهر هذا الفكر .
مرحب بالاخ شنتير والشكر للدكتور حيدر بدوي ولي تعليق ارجأه فيما بعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
الاستاذ الفيا
لقد وافق كلامك ما قلته في بوستي عن البدائية بخصوص النزعة الرسالية الكونية عند الاستاذ محمود وما فصله الاستاذ وساعده في ذلك الجمهوريون في كتابهم " عودة المسيح"
والتي ادت الى ان يكون دور الجماهير سلبيا اي انها تنتظر المخلص
لذلك قلنا ان الخطاب المحمودي له مراحل : مرحلة عقلانية مثلا ومرحلة لا عقلانية
وسبق اخي الفيا ان اشرت انت الى مسالة تطبيق الحدود في استشهاد الاستاذ
ولكن المعروف ان الاستاذ من المدافعين عن الحدود وعن القصاص
وساعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
اضاءة
تحدثنا في تعليقنا للفيا عن دفاع الاستاذ عن الحدود والقصاص
فهو يقول في ذلك الاتي: يحسن أن نقرر، وبصورة حاسمة، في هذا الموضع أن هناك شريعتين .. الشريعة السلفية، وهي شريعة الرسالة الأولى .. والشريعة الجديدة، وهي شريعة الرسالة الثانية من الإسلام .. والاختلاف بين الشريعتين إنما هو اختلاف مقدار .. فشريعة الرسالة الأولى قاعدة، وشريعة الرسالة الثانية خطوة نحو قمة الهرم الذي قاعدته شريعة، وقمته أخلاق ..
وهذه الصورة الهرمية تعطي انطباعا، واضحا، بأن شريعة الرسالة الأولى ليست منغلقة، وإنما هي منفتحة على شريعة الرسالة الثانية .. ثم إن هناك تداخلا بينهما يجعل بعض صور شريعة الرسالة الأولى لا تزال صالحة في عهد الرسالة الثانية .. مثال ذلك، شريعة العبادات، وشريعة الحدود، وشريعة القصاص ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
الاخ الاستاذ اسامة الخواض
صحيح ان الحدود والقصاص لا يطالها التطوير ،ستظل هي هي كما هي في الرسالة الاولي !!!!!!!
وهو فعلا امر محير جدا ، ولا تفسير له . حتي بمنطق الفكر الجمهوري نفسه ان الحدود مرتبطة بحكم الوقت . فالعقوبة تغلظ مع غلظة الحس الانساني وتلطف بتلطيف هذا الحس . واذا كان الانسان المعاصر استحق بشهادة الفكر الجمهوري ان يكون هو امة الرسالة الثانية فهذا الانسان يملك من لطافة الحس ما يجعل هذه العقوبات غير مناسبة في حقه .كانها خارج حكم الوقت بالفهم الجمهوري نفسه!
عندما يتحدث الناس الان عن تطبيق الشريعة فان اول ما يتبادر الي اذهانهم ،الحدود !فاذا كانت الحدود مستثناة من التطوير في الطرح الجمهوري ،فان معارضة الجمهوريين لتجربة نميري تطبيق الشريعة الاسلامية ،تغدو معارضة شكلية !
اما بالنسبة لمسالة الكونية ،فانا ليس لدي اعتراض علي الافكار الكونية ! اعلم ان رفض النظرة الكونية من بنات افكار ما بعد الحداثة .لكن ما بعد الحداثة عادت يا اسامة وردت الاعتبار مرة اخري للنزعة الكونية والسيرورات الكبري grand narratives فقد دعي ميشيل فوكو قبيل وفاته في 1984 الي رد الاعتبار الي فلسفة عهد الانوار والي اصحاب النزعات الانسانية الكونية مثل، كانط هيجل كما دعي دريدا الي اعادة الاهتمام بماركس صاحب اهم فكرة كونية اممية
التحية للاخ بشاشة ولكل الاخوان والمتابعين
| |
|
|
|
|
|
|
اخي الفيا :هل تصلح حدود الرسالة الاولى لانسان القرن العشرين؟؟ (Re: emadblake)
|
اخي الفيا
سلام
فعلا اشاركك الحيرة في مسالة نظر الاستاذ لمسالة الحدود وعلاقتها بتطور الحس الانساني وخروج البشر من قانون الغابة الى قانون المدينة
ومن المعروف ان الاستاذ يتحدث عن القرن العشرين بشكل عام باعتباره قرنا فجر طاقات الانسان المعاصر مما جعل- حسب مخططه الفكري- تطبيق الرسالة الثانية ممكنا
وقد قلت في مكان اخر ان المواثيق الدولية لحقوق الانسان تعتبر العقوبات البدنية مثل الرجم والجلد والصلب امرا مهينا لكرامة الانسان
ولذلك نعتقد ان فكر الاستاذ في حاجة الى قراءة جديدة لاضاءة مثل هذه المسائل التي فعلا تثير الحيرة وتجعل الخطاب وكانه غير متناسق مع منطقه الاساس
اما بخصوص حديثك عن المشاريع الكونية واعتقادك انني انطلق من راي ما بعد حداثي يتلخص في رفض المشاريع الكونية مثل الماركسية مثلا ,
فارى انه لا ينطبق على مقالي حول مسالة المشاريع الرسالية الكونية السودانية
فنحن بصدد الاشارة الى ظاهرة مرتبطة بالتاريخ السياسي والثقافي السوداني
نحن ليس في محل ان نتفق معها او نختلف وانما دراستها بشكل اعمق وهذا مشروع يحتاج لبحث وتقص وقد سبق لي ان حددت قواسم مشتركة بين اللحظات الثلاث , والتي هي بالقطع ليست متماثلة
فاللحظة المحمودية هي بالتاكيد اعمق لحظة واستندت على تاسيس نظري عميق
مقارنة برصيفتيها
ولكنها مثلها مثل المهدوية والانقاذوية لم تبرر لم شعب السودان بالتحديد
هو المؤهل لان يكون المعمل التطبيقي للفكرة الكونية ومهدها
Quote: وقد قلنا في مقام اخر الاتي:
رغم الاختلافات بين تلك اللحظات الا ان هنالك قواسم مشتركة: أ-كلها تعبر عن ثقافة بعض المجموعات العربية و الاسلامية.
ب-كلها تتفق في ان السودان -بدون ابداء اسباب مقنعة- سيكون الارض التي ستنطلق منها تلك المشاريع وسيكون مركز العالم والمدنية الجديدة.
ج-ان الازمة العالمية هي اساسا ازمة "اخلاقية".
د-الغرب مادي , بينما ان الشرق روحي. وهذا مفهوم استشراقي معكوس.
ه-مهمة السودانيين كرساليين كونيين هي اتمام مكارم الاخلاق في العالم. |
Quote: وارجو ان نسمع منك اخي الفيا باعتبارك قانونيا في مسالة العقوبات
البدنية وهل تتوافق مع تطور الحس البشري ودخوله قانون المدينة |
مع تحياتي ومحبتي
وارقد عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخي الفيا :هل تصلح حدود الرسالة الاولى لانسان القرن العشرين؟؟ (Re: osama elkhawad)
|
جميع الأخوة المتداخلين تحياتي الحارة لكم أينما كنتم وكيفما كنتم .
وبعد أنا هنا في مقام المستمع المستمتع بهذا النقاش لا أكثر ولا أقل ولكن لفت أنتباهي غياب الأستاذ أبوبكر القاضي صاحب هذا الطرح المخالف لرفاقه القدامى عن المنبر الحر ولا أدري ان كان عضوا بالمنبر أم لا ولكن اذا لم يكن عضوا بالمنبر لماذا لا ندعوه لهذا المنبر ليدافع هو عن أراءه ويصبح للنقاش طعم آخر ، هذا مجرد أقتراح يمكن أن يمرر من أصدقاء أبوبكر القاضي الى بكري أبوبكر ولن يقصر بكري حبيب في ذلك .
مع خالص ودي وتحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخي الفيا :هل تصلح حدود الرسالة الاولى لانسان القرن العشرين؟؟ (Re: انور الطيب)
|
تحياتي للاخ الفاضل عماد البليك
مقالا هاما جدا حول الفكر الجمهوري وخصوصا تجربة الاخوان الافاضل الجمهوريين مع الفكرة والاستاذ محمود محمد طه وهو هاما جدا كونه صادرا من جمهوري سابق وهو الاستاذ ابوبكر القاضي
قراة المقال ولكني صدمت من بعض النقاط التي حواه المقال الجديد المثير وهذا طبعا كون كاتب المقال جمهوري سابق وخصوصا مسالة الفكر الجمهوري وفكرة السودان الجديد او مشروع السودان الجديد لان الكاتب حاول ان يقول ان الفكرة الجمهورية ضد فكرة السودان الجديد ولعمري هذه خطل في الرائ ومفاجاة لم اكن اتوقعها ابدا حتي من رجل بسيط له المام بسيط بالفكرة الجمهورية ومشروع السودان الجديد دع عنك من شخصا كان يوما ما رضع من ثدي هذا الفكر السامق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالاستاذ الشهيد محمود محمد طه اعتقد ان فكرته الجمهورية تصلح دع عنك مشروعا للسودان الجديد بل مشروعا عالميا كونيا ولا اعلم لماذا يعترض المعترضون علي هذا؟ هل لان مفكرها سودانيا ومسلما ؟ ام لماذا يعترض المعترضون علي هذا الشئ ؟
استغرب واستهجن من كاتب المقال مغازلة ومشاغلة الشيعة في شخص السيد الخميني وقول ان ثورته الكاستية اكبر من ثورة اكتوبر التي نفخر بها في السودان جميعا ؟
لي عودة
علي احمد
| |
|
|
|
|
|
|
الحلقة الثانية من مقال القاضي (Re: degna)
|
الحلقة الثانية من مقال القاضي اليوم الأحد 27 يونيو 2004 صحيفة الوطن القطرية
أبو بكر القاضي: التغيير عن طريق المسيح فكرة يهودية هجرها أصحابها الإصلاحيون الدارس للفكرة الجمهورية التي أسسها الشهيد محمود محمد طه الذي أعدمه المشير النميري عن طريق محاكم الطوارئ في السودان عام 1985 التي حكمت عليه بالردة‚ وصادرت واحرقت كتبه‚ الدارس يجد ان الفكرة كانت تهدف الى تقديم نموذج للتطبيق في السودان ثم تعميم هذا النموذج على العالم عن طريق تصدير الثورة سلميا‚ بأن تدرس الشعوب الاخرى النموذج السوداني في حل مشاكل الاقتصاد والسياسة والاجتماع ومشاكل النفس البشرية التي قسمها الخوف‚ وذلك عن طريق تجويد تقليد النبي صلى الله عليه وسلم‚ هذا ما كانت تطرحه الفكرة الجمهورية علينا بينما كانت لها ثقافة سرية هي ان الاستاذ محمود هو المسيح المحمدي (الحقيقة المحمدية) والانسان الكامل وان القيامة او الساعة هي ساعة تجلي المسيح‚ وكنا ننشد قصيدة: (يا ايها المتدلي من حضرة المتجلي) لعوض الكريم موسى عبد اللطيف‚ ويقول في أحد أبياتها:
(أنت ابن مريم فينا لم يبق غير التجلي) فكأنما فكرة المسيح كانت عبارة عن دفع احتياطي عند الاستاذ محمود‚ بحيث إذا وجدت الفكرة قبولا شعبيا من الشارع السوداني فبها ونعمت والا فان الانتصار سيأتي من السماء (وينصرك الله نصرا عزيزا) وهو النصر الذي ليس لأحد فيه فضل‚ (وهزم الأحزاب وحده)‚
خروج مسيح اليهود!
حول كيفية خروج مسيح اليهود يقول صاحب كتاب (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان) تأليف الشيخ علي بن حسام المشهور بالمتقي الهندي‚ ان هذه الصورة يعبر عنها نبيهم (اشعيا) في 11 - 1 - 10 فيقول: (وسيخرج من قضيب مذ جذع يسمى «ابي داود» وينبت غصن من اصوله ويحل عليه روح الرب ‚‚‚ روح الحكمة والفهم‚ روح المشورة والقوة‚ روح المعرفة ومخافة الرب وتكون سعادته في مخافة الرب‚ فلا يقضي بحسب نظر عينيه‚ ولا يحكم بحسب سمع اذنيه‚ بل يقضي بالعدل للمساكين‚ ويحكم بالانصاف لبائسي الارض‚ ويضرب الارض بقضيب فمه‚ ويميت المنافق بنفخة شفتيه‚ ويكون البر منطقة متنية والامانة منطقة حقوية‚ فيسكن الذئب مع الحمل ويربض النمر مع الجدي‚ والعجل والشبل والماشية المسمنة معا‚ وصبي صغير يسوقها‚ والبقرة والدبة ترعيان‚ وتربض اولادهما معا‚ والاسد كالبقر يأكل تبنا‚ ويلعب الرضيع مع جحر الصل‚ ويمد الفطيم يده الى كف الافعوان لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جيل قدسي‚ لأن الارض امتلأت بمعرفة الله‚ كما تغطي المياه البحر)‚
وبالتدقيق في هذا النص التوراتي نجد انه مصدر الاحاديث النبوية التي يثور الجدل حول تواترها والتي تدور حول المسيح والمهدي‚
مصدر فكرة المخلص عند اليهود؟
يؤصل صاحب البرهان في مرجعه المشار اليه فكرة المسيح المخلص عند اليهود الى انها في الاصل فكرة زرادشتية استعارها اليهود من الفرس‚ عندما كانوا تحت حكم قورش ملك الفرس الذي سمح لهم بالعودة الى فلسطين واعادة بناء مملكتهم‚ فعندما ضعفت هذه المملكة وهزمهم اعداؤهم استعاروا من الزرادشتية فكرة المخلص الوطني من سلالة داود يجمع اليهود مرة اخرى في فلسطين‚ ففكرة المخلص حينئذ مرتبطة بالضعف والعجز‚ فهي فكرة تعويضية بتكريس الهزيمة بحلول تشبه أحلام اليقظة!
عقيدة (الرجعة) يهودية المصدر أيضا
وعلى صلة بالعلاقة السيكولوجية لفكرة المسيح والمهدي والمخلص بعقيدة الرجعة نقول ان عقيدة الرجعة هي الاعتقاد بعودة الميت او المختفي الى الظهور والحياة من جديد‚ وعقيدة الرجعه أيضا يهودية المصدر كما يفيد صاحب البرهان نقلا عن الشهرستاني وكيف دخلت عقيدة الرجعة للاسلام؟ يرد على هذا السؤال صاحب البرهان بقوله: وقد دخل هذا المعتقد البيئة الاسلامية على يد عبد الله بن سبأ - اليهودي اليمني المتمسلم المعروف بابن السوداء - على حد قول صاحب البرهان - وفي هذا الخصوص يقول ابن سبأ: «لعجب ممن يزعم ان عيسى يرجع‚ ويكذب بأن محمدا يرجع‚ وقد قال الله عز وجل: «ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد» ثم يقول: (محمد أحق بالرجوع من عيسى)‚
ثم بعد وفاة الامام علي ادعى ابن سبأ ايضا انه سيعود ثم انتقلت الفكرة الى الشيعة‚ تجدر الإشارة الى ان بعض الجمهوريين قد انتقلوا من فكرة الاعتقاد بأن الاستاذ محمود هو المسيح الى فكرة العودة حيث ينتظرون عودته‚
التفسير السيكولوجي اذن لعقيدة الرجعة هو رفض موت الاشخاص العظام ولكنه رفض سلبي بعدم تقبل الواقع ومحاولة خلق انتصار وهمي على الموت وذلك بالاصرار على عودة الميت وبالتالي فإن عقيدة العودة مرتبطة بموت الافراد في حين ان عقيدة المسيح - المهدي - المخلص مرتبطة بموت الدول واندثار الحضارات‚
المنكرون للمهدية
أشهر من انكر فكرة المهدي والمخلص هو ابن خلدون‚ ومن المحدثين الحوت البيروتي‚ والاستاذ احمد امين‚ وفي دولة قطر فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية سابقا‚ والذي ألف رسالة بعنوان (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر) انكر فيها خروج المهدي بالصفة الموجودة في الاحاديث‚ ويروي صاحب البرهان هذه العبارات بالحرف عن فضيلته (ودعوة المهدية في مبدئها ومنتهاها مبنية على الكذب الصريح والاعتقاد السيئ القبيح وهي في الاصل حديث خرافة يتلقفها واحد عن الآخر وقد صيغت لها الاحاديث المكذوبة سياسة للارهاب والتخويف)‚
مساهمة الإمام الخميني في التجديد
عظمة الامام الخميني ليست قاصرة في قيادته لثورة شعبية اطاحت بنظام الشاه فحسب وانما في التجديد الفكري حيث استطاع ان يحل مسألة الإمام الغائب المنتظر بفكرة ولاية الفقيه - الولي المعصوم - ومن ثم استطاع ان يقدم مشروع الجمهورية الاسلامية بدستور ومؤسسات وفصل بين السلطات وانتخابات ‚‚ الخ‚ باختصار اوجد الخميني حلولا ارضية عملية مستمدة من التراث الانساني ممزوجة بالموروث الاستبدادي الكسروي الفارسي‚ وهي حركة تغيير أرضية لها عيوب عديدة لا يدافع عنها أي عقلاني‚ ولكن لها قيمة ايجابية هي الناقص الذي يقبل «الاصلاح»‚ يكفي انها حل بشري ارضي تجاوز به الشعب الايراني الانتظار الذي دام ألف سنة دون جدوى‚
المسيح في الفكرة الجمهورية
جاء في ص 8 من كتاب (عودة المسيح) للاخوان الجمهوريين ما يلي (ولذلك فان المسيح الاخير انما هو المسيح المحمدي في معنى انه يجيء بالرسالة الثانية من الاسلام التي عاشها محمد وظلت مدخرة في القرآن وفي سيرته‚ لتعيشها بشرية القرن العشرين ‚‚ وفي ذلك يقول القرآن عن محمد «ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد» وعن ذلك جاء عن ابن عباس «عجبت لمن ينتظر عودة المسيح ولا ينتظر عودة محمد»)‚ باختصار اخذت الفكرة الجمهورية بحجة ابن سبأ المشار اليها لنفي عودة المسيح الناصري الاسرائيلي‚ ولتؤكد ان القادم هو المسيح المحمدي الذي هو حسب عقيدة الجمهوريين هو الاستاذ محمود مع ملاحظة انه يقول: يرجو ان يكون هو‚ وانه على شك‚ وطلب منا ان لا نشك في انه هو‚ وقال (انا قد اكون مرحلة)‚ وقال(شكي خلوه لي)‚
ما علاقة المسيح والمهدي المنتظر وعقيدة العودة بمشروع السودان الجديد؟
الاجابة هي اننا بصدد الاصلاح الديني اللازم للاصلاح السياسي في اطار مشروع السودان الجديد‚ وبكل اسف فان احزابنا الدينية التقليدية - الطائفية - والحديثة ذات البعد الديني كلها مرتبطة بمفهوم المهدي والمسيح وصاحب الزمن - الوقت - وعلى قمة هذه الاحزاب شخصية دينية في كل حزب لها قدسية‚ بحيث ان من يعترض على زعيم الحزب او يختلف معه ينظر اليه داخل الحزب باعتباره شخصا (محبط الاعمال عند الله) وخارجا على الملة‚
ما نريد ان نؤكده هو ان ميدان السودان القديم بلا فارس‚ فالساسة - على مستوى القيادة كلهم منذ عهد اكتوبر 1964‚ وقد جربهم الشعب وخبرهم‚
اذا سلمنا بأن الافكار لا تموت فان الحزب الجمهوري - كنشاط - قد مات‚ والحزب الشيوعي يحتضر‚ وحزب البعث انتهى بالقبض على صدام وحصار سوريا بقانون محاسبة سوريا‚ وحزب الامة والاتحادي مصابان بداء الانقسام بسبب عدم تداول السلطة داخل هذه الاحزاب‚
علينا ان نسأل انفسنا‚ لماذا خرجت هذه الاحزاب من الساحة؟ اذا كانت الاحزاب هي مقومات التحول الديمقراطي فكيف تحقق هذا التحول؟
القاسم المشترك بين كل هذه الاحزاب هو موروث الطاعة والتبعية وعلاقة الشيخ بالمريد - كالميت بين يد الغاسل - سنحاول في الحلقة القادمة اصدار شهادة وفاة من طبيب شرعي حول أسباب وفاة أحزاب المركز بعد التشريح اللازم لجثث الاحترام الميتة او التي تنتظر دابة الارض لتعلن عن وفاتها‚ لانها ميتة دون إعلان‚
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
الاخ الاستاذ اسامة الخواض
نصت المواثيق والاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان،علي الا تكون العقوبة القانونية،وحشية او محطة لكرامة الانسان،
وبذلك نصت المادة الخامسة من الميثاق العالمي لحقوق الانسان : Universal Declaration of Human Rights علي :
Quote: No one shall be subjected to torture or to cruel, inhuman or degrading treatment or punishment
|
واستنادا الي هذه القاعدة يمكنك قياس عقوبة الجلد والرجم والقصاص
لكن لاحظ يا اسامة النزعة الكونية في هذا الاعلان والتي تبدا من اسمه: Universal وكما سبق ان ذكرت لك في مداخلة سابقة ان خطاب ما بعد الحداثة يرفض النزعة الكونية وذلك بحجة التعددية وكسر المركزية الاوربية.وكنت انت قد حاكمت الاستاذ محمود بخطاب ما بعد الحداثة في قولك:
Quote: الاستاذ الفيا
لقد وافق كلامك ما قلته في بوستي عن البدائية بخصوص النزعة الرسالية الكونية عند الاستاذ محمود
|
ولكنك عدت وقلت انك تقصد المشاريع الكونية السودانية ! النزعة الكونية ،هي نزعة كونية بغض النظر عن منشاها،
وقد استقل الاسلاميون بعض مقولات مابعد الحداثة حول رفض النزعة الانسانية الكونية،كمطية للتملص من الالتزام بالمواثيق العالمية الكونية حول احترام حقوق الانسان والديمقراطية بحجة انها لا تناسب المجتمعات الاسلامية!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
مقال حيدر في الوطن ردا على أبوبكر (Re: osama elkhawad)
|
إلى الأخوة والدكتور حيدر بدوي صادق
لقد نشر مقال الدكتور حيدر ردا على ابوبكر القاضي اليومفي صحيفة الوطن، بناء على رغبة الدكتور، واتوقع أن يستمر الحوار، وأن يرد القاضي على دكتور حيدر من خلال صفحات الوطن القطرية...
المقال موجود في نص مساهمة حيدر اعلاه، وسأكتفي بالاشارة لعنوانه على موقع الوطن.....
وللدكتور حيدر... رسالة: يامل الاخ أحمد عمرابي سكرتير التحرير والمسؤول عن صفحات الرأي ان ترسل له المساهمات مباشرة، فيما يتعل بالموضوع في حالة الرد مرة أخرى، بمعنى ألا تنشر في اي مكان قبل الوطن... http://www.al-watan.com/data/20040629/index.asp?content=writer3#2
عماد البليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال حيدر في الوطن ردا على أبوبكر (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأعزاء المشاركون
لدي بعض الملاحظات على طرح أخينا أبو بكر القاضي. ولا تتعلق الملاحظات بمقاليه الأخيرين وحسب، وإنما بكثير مما ظل يكتبه في الآونة الأخيرة. وكنت كثيرا ما أحتار في قدرة الأخ أبي بكر القاضي على جمع المتناقضات، مما يذكرني بالقولة المعروفة(سمك، لبن، تمر هندي). يروج الأخ ابوبكر القاضي لمشروع السودان الجديد، بهتافية لا تني، ولا تفتر. وقد وصل في مقاله قبل الأخير إلى رمي الفكر الجمهوري، جملة واحدة، في سلة المفاهيم الإقصائية العربسلامية! فما الذي يجعل الفكر الجمهوري فكرا إقصائيا، ولا يجعل فكر الشيعة فكرا إقصائيا، وأخص بالتحديد المرحلة الخمينية القحة التي افتتحت منظومة حكم الشيعة لإيران في الخمس وعشرين سنة الماضية؟
يهتف أبوبكر القاضي للدكتور جون قرنق، ولصورة السودان الجديد، ويهتف بنفس الحنجرة للشيخ أحمد يس، ولحماس، وكأن حماس آتية للفلسطينيين بالحكم الدستوري، وأعظم ما في المواثيف الدولية لحقوق الإنسان. ثم لا يجد أخونا أبو بكر القاضي ما يقلقه في ذلك، أو يقض مضجعه!
كل الذي عاشوا في دولة قطر يعرفون كيف كان الأخ أبوبكر القاضي قريبا من سفارة السودان في قطر. وكيف كان يهرع بوصفه رئيسا للجالية السودانية في قطر، للقاء مسؤولي الجبهة الحاكمة في السودان، حين يزورون دولة قطر. لقد كان الأخ القاضي قريبا من السفارة السودانية في قطر، ومن أهل الجبهة، في الوقت الذي كان فيه حكم الجبهة الإسلامية في أوج هوسه، وأوج إقصائيته، وأوج طحنه وقمعه للسودانيين. وقد كان ابتذال، وامتهان كرامة السودانيين والسودانيات، يجري، وقتها، على قدم وساق في بيوت الأشباح، ويتم بشكل مؤسسي منتظم. ومع ذلك لا يجد الأخ القاضي مشكلة الآن في أن يهتف بأعلى حنجرته لمشروع السودان الجديد، بل ويصف الفكر الجمهوري بالفكر الإقصائي الذي لا يصلح لمرحلة السودان الجديد. ولم يقل الأخ القاضي بكل ما تقدم إلا بعد أن دارت على المشروع الإسلاموي البائس، الدوائر، وبدأ أهله الذين قتلوا الناس بالملايين في التنصل عنه، ونكرانه.
أيضا، من جهة يقف الأخ أبوبكر القاضي ضد المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير، كما يقف مع حماس، أشد وقفة، ويشيد بالشيخ أحمد يس، أقوى الإشادة، ومن الناحية الأخرى يهلل لمشروع السودان الجديد، وكأن الشيخ أحمد يس، والحركة الشعبية لتحرير السودان، يقفان على بساط واحد، من حيث اتساق المفاهيم! يهلل القاضي بهتافية لا تجارى لمشروع السودان الجديد، في الوقت الذي لا تخفى فيه، لكل ذي عينين، اليد الأمريكية الطولى فيه. لست ضد اتفاقية السلام الجارية حاليا، بل أنا جد فرحٍ بها. كما وجد فرحٍ بأن وجد الإخوة الجنوبيون، وكل من طالهم التهميش المؤسسي، الطويل، الطريق الآن إلى إحقاق حقوقهم المشروعة، في مسار سيصبح في الأيام الفليلة القادمة قانونا مُقرا من المنظمة الدولية. كل ما في الأمر أردت ان أشير إلى أن بندول الأخ أبوبكر القاضي الفكري بندول شديد الأرجحة، وأنه كاتب يلبس لكل حالة لبوسها، لدرجة يحار معها المرء، ولا يجد لها تفسيرا، واضحا. أرجو أن يرجع كل من يريد التثبت، إلى مقالات الأخ أبو بكر القاضي في سودانيز أونلاين في السنة الأخيرة، ليرى قدرته الفذة على جمع النقائض.
هذه مجرد إشارات أولية وجب قولهافي ضعف البنية المفاهميمة لما ظل الأخ أبوبكر القاضي يمطر به الصحافة القطرية في الآونة الأخيرة.
أما فيما يتعلق بموضوع المسيح، فهذا موضوع جد كبير، ولن تجدي فيه كثيرا المفالات الصحفية. وكما ذكر القاضي فإن فكرة الإنتظار فكرة كوكبية. وهي موجودة في كثير من الديانات والثقافات، والعقائد. وترجع جذور فكرة المسيح، والمهدي المنتظر إلى العقائد اليهودية. وأرجو أن يكون الأخ ابو بكر القاضي مدركا لحقيقة أن الغرب الذي يبدو لنا علمانيا، في نصوص دساتيره، وإنماط الحياة اليومية فيه، غارق حتى أذنيه في عقيدة الإنتظار. بل يمكن القول، أن المؤسسة الرأسمالية، اليهوديمسيحية التي تحكم عالم اليوم، وأغلب أذرعها من معاهد الدراسات الإستراتيجية، التي تشير إلى مواضع تحريك الآبة العسكرية، تتحرك وفي مؤخرة عقلها عقيدة عودة المسيح، إلى أرض الميعاد. كما أرجو أن يكون مدركا أن الدعم السياسي، والإقتصادي، غير المحدود، وغير المشروط الذي تلقاه اسرائيل من سائر الفضاء الغربي، مؤسس على هذه العقيدة. الشاهد أن من يظنون أن الغرب "علماني" و"متحرر" و"ليبرالي" يحتاجون أن يتوقفوا هنيهة ليعيدوا النظر.
أشكر للأخ عبد المنعم عجب الفيا ملاحظاته الدالة على اتساع قراءاته، خاصة ما يتعلق بإعادة الإعتبار للأفكار الكليةgrand narratives في مناهج ما بعد الحداثة، وإشارات مفكريها الرؤيويين. الشاهد هنا، أن العالم لا يقبر الأفكار، ويتخطاها، كما يظن البعض، وإنما يعيد إنتاجها بإلبسها لبوسا جديدا. في كتابه الشيق The End of Education الذي سبق أن قمت باستعراضه في صحيفة الحياة اللندنية قبل أعوام، يشير المؤلف نيل بوستمان إلى ضرورة وجود منظومات فكرية، أو عقيدية كلية. فالإنسان كائن خالق للمعنى، بطبعه. ولابد للتعليم من أن يستند إلى منظومة مفاهيمية متماسكة تعطي المفاهيم التربوية سندا، وتعطي الأخلاق معنى. ومما ذكره بوستمان في ذلك الكتاب حين تحدث عن الآلهة التي هوت، وذكر منها الماركسية، واقتصاد السوق، أن غاليليو ونيوتن، وكيبلر، وحتى انشتاين، لم يأتوا في حقيقة الأمر، بفصة بديلة لقصة الخلق اليهوديمسيحية، وإنما أتوا بقصة مكملة لتلك القصة. غير أنه استدرك إن الفصة اليهوديمسيحية قد شاخت، وفقدت طاقاتها الدافعة. كما انه لم يعد من الممكن الرجوع عن طلاق الكنيسة والسلطة. ومع ذلك تبقى المنظومة المفاهيمية الكلية ضرورة لا معدى عنها. ولم يقدم بوستمان إجابة شافية في كيفية تلك المنظومة العقيدية الكلية، غير أنه أتى بالأسئلة إلى مقام فيه الكثير من التنوير، وفيه إشعار للقارئ بتعقيد المشكلة. أردت مما تقدم من إشارات أن أؤكد ضرورة الإبتعاد عن التبسيط "العلموي" الذي لا يفكر أهله مرتين في اسقاط دور الأسطورة في تحريك الحياة البشرية، وفي صناعة المعنى للحياة البشرية.(يمكن مراجعة فراس السواح "دين الإنسان" و"الدين والأسطورة" لسيد القمني، و"حوار الحاضر والمستقبل" مع هادي العلوي).
مساهة الأستاذ محمود مساهمة متميزة، فهي قد أسهمت في جر الدين من التجريد إلى التجسيد. والمتتبع لمسيرة مفهوم الإنسان الكامل في أدبيات الصوفية يمكن أن يلحظ القفزة التي ألحقها الأستاذ محمود بهذا المفهوم. (يمكن مراجعة عبد الكريم الجيلي "الإنسان الكامل، و"الفتوحات المكية" لمحي الدين بن عربي).
صورة المسيح في الفكر الجمهوري ليست هي ذات الصورة الموروثة من الأدبيات اليهوديمسيحية. ولفهم ذلك لابد من فهم مفهوم (الجمع بين الشريعة والحقيقة) الذي أشار إليه الأستاذ محمود في أدبياته إشارات كثيرة. فهو يقول أن من يرى الشريعة وحدها، لايرى الصورة كاملة، ومن يرى الحقيقة وحدها، لا يرى الصورة كاملة. وهذا أمر له جذوره في المفاهيم الصوفية. ومن ذلك قولهم أن القول بالتنزيه شرك، والقول بالتجسيد شرك أيضا. وهذا ما اشار إليه الشيخ عبد الغني النابلسي حين قال: بين تنزيهٍ، وتشبيهٍ له، حضرةٌ حيَّرتِ المُطَّلِعَا كلما قربني همت به، أو تدانيت إليه ارتفعا
المطلعون على منهج الهيرمينوطقياHermeneutics يدركون طبقات المفهوم وتجلياته. ولذلك فمفهوم عودة المسيح مفهوم يقع فهمه على طبقات. فهو في قاعدته الإيمان بشخص خارق القدرات يأتي فيقلب اليابس أخضرا، ويحقق العدل والمساواة في ضربة واحدة. ولا بأس في هذا المفهوم، وهو في هذا المستوى، فهو يكفي حاجة كثيرين. أليس في قرارة نفس كل منا شيء غامض يخبر بأن معجزة ما سوف تحدث؟ ومع ذلك، لا يمكن حبس المفهوم في هذه الطبقة الإدراكية وحدها. فالباب مفتوح لإدراكات أعلى. حتى المعجزة يمكن فهمها بأنها شيء يتمدد في الزمن، ويتحقق تحققا تدريجيا. وقد أشار الأستاذ محمود إلى أن ذلك التحقق، وذلك المجيء، وسيلته العقول. كما اشار الأستاذ محمود في سياقات أخرى، إلى أن المعجزة ليست شيئا خارقا تماما كما نتصور، وإنما هي أشبه بحركة المياه عند المسارع المائية. فالنهر هو النهر، وسرعة مياهه هي هي. ولكن سرعة الماء تزداد عند المساقط والمسارع. وقد مثل القرن العشرين مسرعا بارزا في مسيرة الحياة على ظهر هذا الكوكب. بل لقد ورد أن أكثر من ثلثي التراكم المعرفي البشري، قد تم إنجازه في القرن العشرين. فهو بهذا المعنى، قرن معجزة. ويسمى النمو الإقتصادي للنمور الآسيوية في النصف الثاني من القرن العشرين، بمعجزة النمور الآسيوية. الشاهد أن باب التأويل مفتوح، ولا يغلفه إلا صاحب عقل وقلب مغلقين.
من الحكمة ألا تنكر على صاحب العقيدة عقيدته، مهما كانت بسيطة. وهذه واحدة من معاني الجمع بين الشريعة والحقيقة. مشكلة الصفوة هي أنهم يريدون أن يلبسوا أحذيتهم، أو قل خوذاتهم العقلية والوجدانية، للعامة، قسرا. وهذا نوع من ضيق الأفق، والعجلة و"الكلفتة" المفضية إلى الهلكة. ومناهج مابعد الحداثة توفرت على تأكيد هذا المعنى. فالصفوية، والفوقية، سمتان بارزتان من سمات حقبة الحداثة، التي تغرب شمسها الآن. وتعمل مناهج ما بعد الحداثة ضمن ما تعمل، في تفكيك وصاية الصفوة على العامة. ومرة أخرى، لا غرابة أبدا في بعث المفهوم ذي الشعبية، مهما كان قديما، والعمل على إعادة إنتاجه، وتفعيله، وإعطائه بعدا جديدا. المعرفة لا تأتي من الفراغ، وإنما هي مادة خام مشرجة في بنية التاريخ، نعيد زيارتها كل حين وآخر. كما هي مرقومة أيضا في صفحة العقل الباطن، لمن يستطيعون قراءتها.
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال حيدر في الوطن ردا على أبوبكر (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني د. بشارة صقر [email protected] تقويض مفردات الخطاب الرئاسي من خلال تحليل نماذج من تلك المفردات مثل "ديل" بمعني "هم" مقابل "نحن" وهو نفسه خطاب الذي يضع "الجنوبي" مقابل "السوداني" او "الغرباوي" مقابل " ود البلد" او "مرتزقة" و"نهب " و" قطّاع طرق" مقابل "جيش أمة" الخ ........ يكشف ضحالة مفهوم الدولة في بنية هذا الخطاب رغم انه خطاب راسخ وصادر من قمة هرم الدولة. يستخدم هذا الخطاب معيار تمييزي "عنصري" في تصنيف ظواهر متشابهة مثل "حركة التمرد " في الغرب مقابل "جيش امة " سابقا في الشرق , فيصف الاولي بقطّاع طرق وثاني بجيش معارض دون وعي بدلالات هذا التمييز. بنية الخطاب الرئاسي يصنف القطاعات الشعبية الي "ديل" و "نحن" وبالتالي له معاييره في "تصنيف" حتي معارضيه حسب الفئة التي ينتمون اليها بين "ديل" و "نحن". هذا الخطاب يختزل الكل الجغرافي في الجزء الذي يفترضه هذا الخطاب باعتباره مكانا محتكرا لتوليد وتغذية الجهاز الرئاسي وبالتالي فاي محاولة للخروج بهذا الجهاز من دائرة "نحن" بواسطة مجموعات "ديل" يعتبر " امرا جللا" يتطلب استخدام اردع واردئ انواع الاسلحة حتي لو كان الثمن ابادة مجتمع "ديل" كما في حالة استخدام سلاح الجنجويد لحرق البنية التحتية لمجتمع دارفور نموذجا . او البتر مثل الخطابات الشمالية التي تطالب بفصل الجنوب عن السودان حتي لا يكون مصدر ازعاج مزمن. هذا المفهوم الاختزالي التنضيدي يفرغ المؤسسة الرئاسية مِن َ كونها كيانا كليا شاملا لكل الشعب إلي مؤسسة "نحن" في يد الفئة الحاكمة كآلة وسلاح لمواجهة "هم" او "ديل" , وبالتالي فان المؤسسة لا تجد أي حرج في ارتكابها كل الممنوعات التي تدخل في القاموس الدولي ضمن "جرائم الحرب" دون أي وعي او اعتقاد بمسؤوليتها تجاه من تبيدهم السؤال الذي يبادر الي ذهن المراقب هو ماالذي يجعل الجهاز الرئاسي يتخلي عن متطلبات الحد الادني تجاه من يفترض انهم مواطنيها من المدنيين وهل الجهاز يرتكب ذات المجازر ويتعامل بذات الوسائل اذا حدث نزاعا او تمردا مشابها لما حدث في الغرب في الدائرة الجغرافية لمجموعة "نحن"؟ . لمعرفة جذور هذا الخطاب ومرتكزاتها المنهجية , لا بد من تحليل مفهوم الدولة عند الجهاز الرئاسي وهو مفهوم ظل راسخا منذ قيام الكيان السوداني وقد بدات بوادره بالظهور مع الدولة المهدية في ما عرف بصراع الغرابة – اولاد البلد "الاشراف". هذا المفهوم يرتكز علي الخلفية الشرقية لمفهوم الدولة , وسنقوم في السطور التالية شرح هذا المفهوم بناء علي قراءة د. محمد جابر الأنصاري ثم نورد نماذج من مفهوم الدولة التي تقابل هذا المفهوم والذي قام عليه كثير من الامبراطوريات والممالك الافريقية. نستخدم نموذجين من نماذج لغة الخطاب الرئاسي لتفكيك تلك العقلية في فهمها لمفهوم الدولة القائم علي معني "د-و-ل" و "دولة" بمعني غلبة . وهو مفهوم يختزل الدولة في الفرد او الجماعة او النظام الحاكم وهو ذاته المفهوم الذي يجسده بجدارة المفهوم العربي للدولة . النموذج الاول: في لقاء تلفزيوني بث علي الهواء مباشرة قال الرئيس البشيرموجها حديثه الي اهل دارفور وبصورة يستبطن السخرية : "ديل شبعوا وعايزين يحكموا" النموذج الثاني : قال النائب الاول للرئيس في لقاء بثه الفضائية السودانية في امسية الاحد 27/6/2004 بغرض تسويق اتفاقية نيفاشا : "اذا اراد اهل دارفور ان يحكموا انفسهم فان اتفاقية نيفاشا وفر لهم ذلك , اما اذا كان لديهم طموحات اكبر ويريدون المشاركة في السلطة المركزية فهذا ايضا ممكن". (الخط من طرفنا) تفكيفك المعني الكامن وراء نموذجين يكشف عن بنية خطابية فوقية "استعلاعية" يعمل علي تصنيف الآخر"ديل" في اطار ادني منه وبالتالي يفترض ان لا يفكروا في الحكم , واذا ظهرت لديهم طموحا فان ذلك يتم معالجته في اطار ما يمنحه لهم جماعة "نحن" وليس خارج هذا الاطار. ان هذا الخطاب الرئاسي الاستعلائي يشتغل مستندا علي المفهوم الشرقي للدولة والتي تتعارض مع او تتقاطع مع مفهوم الدولة في التراث الافريقي الذي يرتبط عادة بالمكان او الشعب , ومع المفهوم المعاصر للدولة لدي كثير من الامم. فالخطاب الرئاسي يصنف الشعب في تراتيبيات تنضيدية يخلع علي بعضهم "حق الحكم" ويخلع عن البعض الاخر هذا الحق بناءا علي فرضية "الاصالة" الموهومة متجاوزا علي سبيل المثال في حالة اهل دارفور تاريخهم الثري الراسخ في مسائل الحكم المشهودة . وقد استخدم الجهاز الرئاسي ارتكازا علي هذا المفهوم وسائل وآليات غير اخلاقية و تعسفية لسحق الثورة في دارفور , فقام باستخدام "الجنجويد" كسلاح لضرب بنية دارفور المجتمعية في "الصميم" ضربة يقصم ظهرها ويجعلها تتخبط في وحل الصراع الداخلي هادفا من ذلك ابعادها عن مركز الحكم وان كانت تلك الضربة اخطات هدفها الاستراتيجي بسبب يقظة الثورة , الا ان آثارها الانسانية احدثت جراحا يصعب اندماله بسهولة. تعاملت الدولة مع شعب دارفور بمفهوم "نحن" و"ديل" لذلك لم تكن همها كم روحا ازهقت و كم مدنيا شردت بقدر همها ابعاد هذا "الآخر" او "ديل" حتي لا تؤول "الدولة" له انطلاقا من المفهوم الشرقي الذي يربط الدولة بالفرد القائم وليس كمؤسسة منتصبة قائمة تتعالي علي الجهاز الرئاسي لتحتضن الجميع. القراءة العميقة لما وراء تصريح الرئيس ونائبه يكشف مفهوم الدولة عند الجهاز الرئاسي والتي تقوم علي فرضية ان الدولة تعني في الاساس شمال السودان وان الحاكم يجب ان يكون من تلك البقعة الجغرافية وهو المفهوم التي يربط الدولة التي فضاءها مليون ميل مربع بجماعة وساحة جغرافية محددة مسبقا . حسب مفهوم الجهاز فان الجماعة الموصوفة "بديل" يمكن ان يكونوا من غرب السودان او جنوب او شرق ولا يجب عليهم ان يفكروا اكثر من "الشبع" اما موضوع "الحكم" فذلك خط احمر . خطورة هذا المفهوم في كونه صادر من قمة الجهاز الرئاسي ومرتبط باللاشعور وبالتالي يمثل اساس وقاعدة قوية لتوليد واعادة انتاج الصراع الذي وصف في اكثر من ورقة بصراع المركز - الهامش. ولمعرفة جذور هذا المفهوم العربي للدولة والذي يختزل "الكل" الجغرافي او الشعب في "الجزء" الحاكم سوف نقوم بشرح هذا المفهوم معتمدين علي قراءة د.محمد جابرالأنصاري كما ذكرنا, كما نقوم بشرح مفهوم الدولة في التراث الافريقي يقول د. محمد جابر الأنصاري عن مفهوم الدولة في الشرق العربي: " فقد اقتصر المصطلح السياسي العربي التقليدي –والي الوقت قريب في العصر الحديث – علي معني "الحكومة" او "النظام القائم الحاكم" او "الاسرة والجماعة الحاكمة"- معني السلطة السياسية القائمة في زمان ما بمعزل عن عموم الكيان الجغرافي والبشري الذي تحكمه , فقيل "الدولة الاموية" و " الدولة العباسية" و "الدولة الادريسية" و "الدولة الطولونية" الخ ....."(27) ويضيف: "والجدير بالملاحظة – والتحليل و التفسير- ان مفهوم "الدولة" في الاصطلاح العربي التقليدي المقتصر علي معني السلطة الزمنية لجماعة ما , المعرضة دوما للتغيّر والانقلاب لتحل محلها "دولة" اخري – بعكس المفهوم الكياني المؤسسي الدائم و الثابت للدولة في معناها الكلاسيكي الغربي والمعاصر" (29) ويقول: "ان ذلك المفهوم العربي نابع من المعني اللغوي الاصلي للجزر د-و-ل (ومنه:دال) الذي يدل بشكل متواتر علي معني التحول والتبدل والانقلاب والتداول من حال الي حال دون ثبات دائم علي نحو معين او وضعية بعينها" (29) ثم يقوم د. الأنصاري بمقارنة بين المفهوم العربي والغربي للدولة: " والدولة – في ((لسان العرب)- هو اسم الشئ الذي يتداول , والدولة الفعل والانتقال من حال الي حال )) فنلاحظ رغم كونها اسما فهي ((فعل)) متحرك منتقل وليست حالة ثابتة (state , static ) كما في المعني الاوروبي وجزره اللغوي اللاتيني , فمصطلح state في الانجليزي او (etat) في الفرنسية مستمد من الاصل اللاتيني status وفعله stare الذي يقابله الفعل ( to stand ) في اللغة الانجليزية – بمعني ((يقف وينتصب ويصمد. ويكون في موقف او وضع معين , ويظل قائما او نافذا ساري المفعول)) . كما جاء في معانيه المعجمية وعلي عكس من ذلك ((دال ويدول)) في العربية اذ يقال للشئ اذا اصابه البلي او تعرض للذوال (( اندال القوم تحولوا من مكان الي آخر)).(29) "من منظور فلسفة الدولة الحديثة يمكن القول ان العرب قد عرفوا الدولة بمفهومها لدي ميكافيلي وهوبز , لكنهم لم يقتربوا منها بمفهومها لدي هيغل ومون لوك , فبقدر ما يقرب ((الدولة))عند العرب من طبيعة الدولة ((الهوبزية)) تفتقد طبيعة الدولة ((الهيغلية)). ثم يقول " ولعل هذا التماهي والتداخل البنيوي بين الحكومة والدولة في العالم العربي - قديما وحديثا - يفسر لنا الان ذلك الاضطراب المفهومي الذي عرضنا له في بداية هذه الدراسة فيما يتعلق بالدلالة الحقيقية لمصطلح ((دولة)) في القاموس السياسي العربي .وبالايهام واللبس المعنوي الذي مازال يوحي به بين مفهوم ((دولة)) كنظام و ((الدولة)) كمؤسسة شاملة للوطن والحكم , مع تضخيم معني ((الدولة)) في مفهومها الفرعي الاول , وضموره في مفهومها الاساسي الثاني الي حد الاندماج في المفهوم الفرعي .وكما يقول جورج بوردو في مبحثه: ((ليس كل مجتمع منتظم دولة.. وثمة اشكال (من السلطة) لا تمت بصلة الي دولة)) " (47) فالدولة اذا في المفهوم العربي يعني الجزء الحاكم ويتمثل في العائلة او الفرد او الجماعة الحاكمة وهي دولة "بينهم" يمكن "فقدها" ليذهب الي "الآخر" او "ديل" الذي هو في الاساس جزء اصيل من هذا الكيان , وبهذا المعني فلا وجود للشعب ولا معني للجغرافيا الا في الاطار الذي يخدم هذا الجزء المتمثل في " الحاكم" او "الملك" او "الجماعة الحاكمة" . وهكذا يتضح ان المفهوم الشرقي للدولة والذي يرسخها الخطاب الرئاسي في السودان والذي جعل الكل "الدولة" او "الشعب" يختزل في "الجزء" الحاكم , هو المفهوم ذاته الذي بني عليه الكواكبي نظريته في تحديد الفروق بين الشرقيين والغربيين في كتابه طبائع الاستبداد حيث كتب : " وبين الشرقيين والغربيين فروق كثيرة , الغربيون يستحلفون اميرهم علي الصداقة في خدمته لهم والتزام القانون . والسلطان الشرقي يستحلف الرعية علي الانقياد والطاعة! , , الغربي يعتبر نفسه مالكا لجزء مشاع من وطنه, والشرقي يعتبر نفسه واولاده وما في يديه ملكا لاميره! , الغربيون يضعون قانونا لاميرهم يسري عليه , والشرقيون علي قانون مشيئة امرائهم! الغربيون قضاؤهم وقدرهم من الله , والشرقيون قضاؤهم وقدرهم ما يصدر من بين شفتي المستعبدين!" (97) الدولة في مفهوم الشرق هو" النظام القائم" لذلك جاءت تسمية "الدول" في التراث الشرقي مرتبطا بالجزء مثل "الدولة الاموية" و "الدولة الفاطمية " والدولة الادريسية" وفي التراث السوداني جاءت "الدولة المهدية" قائما علي تلك الخلفية الشرقية . كما قامت الدولة السودانية منذ الاستقلال وحتي النظام القائم الآن علي ذات المفهوم في جوهرها وان اختلف الامر هنا في عدم الارتباط المباشر بين اسم النظام الحاكم والدولة , ويمكن توضيح ذلك من خلال الثنائيات التالية: السودان- الشمالية حزب الامة – المهدي حزب الاتحادي – الميرغني الجبهة - الترابي الشيوعي - نقد هذه الثنائيات مرتبطة ارتباطا وثيقا فيما بينها الي درجة التي اصبحت من المستحيل التفريق بينها الا في اطار البتر اوانتاج الازمات الخانقة سواء كانت ذلك متمثلا في صراعات الشمال الشرق او الشمال الجنوب او الشمال الغرب او في الانشطارات المتكررة للاحزاب السودانية بسبب هذا الارتباط القوي بين ثنائية الحزب – الزعيم اذا كانت مفهوم الدولة في الشرق مرتبطة" بالجزء" وتتجسد فقط من خلاله , سواء كان ذلك "الجزء" حاكما فردا مطلقا او نظاما حاكما . كيف كانت مفهوم الدولة في التراث الافريقي؟. مفهوم الدولة في التراث الافريقي ارتبطت بالجغرافيا او الشعب , وهذه ظاهرة مشهودة فالممالك الافريقية حتي الاسلامية ذات الارتباط الوثيق بالتراث الشرقي لم تشذ كثيرا من هذه القاعدة. مثل امبراطورية "غانة" و "مالي" و"سونجي والمملكة التي تكونت من اتحاد كونفدرالي بين مجموعة من قبائل افريقية في غرب افريقيا والتي سميت "مملكة كانم" التي تحولت فيما بعد الي مملكة اسلامية علي يد ماي دوناما ديباليمي Mai Dunama Dibbalemi (1221-1259) وفي التاريخ السوداني قامت ممالك افريقية عريقة ارتبطت اسمها بالشعب او الجغرافيا مثل "الكوش" ومملكة "العلوة" و "سلطنة دارفور. ففي سلطنة دارفور علي سبيل المثال كانت نسق العلاقة التي تربط مركز السلطنة بالممالك التابعة لها علاقة شبه فيدرالية حيث تتمتع تلك الممالك بشكل من اشكال الحكم ذاتي . معظم الممالك الافريقية قامت علي مفهوم الدولة "الارض" او الشعب" وليست الدولة "النظام الحاكم" او "الجزء" الذي يختزل "الكل". كما سجلت التراث الافريقي انماط من الديمقراطية تجلت في المقدرة علي محاسبة الحاكم "الجزء" من قبل الشعب "الكل" مما يؤكد فرضية قيام الدولة بمعناها (state). اذ كتب الزعيم الافريقي نلسون مانديلا في كتابه رحلتي الطويلة نحو الحرية عن النمط الديمقراطي في محاسبة سلطان الكوسا في اجتماعات مجلس اعيان السلطنة وهي الشعب الذي ينتمي اليه مانديلا اذ قال : " يوجه السلطان الدعوة لهذه الاجتماعات وتبدا الحياة تدب في "المكان العظيم" بوصول الوفود القادمين للمشاركة من جميع انحاء بلاد التيمبو. يتجمع الحاضرون في السّاحة الواقعة امام بيت السلطان , فيفتتح السلطان الجلسة بتوجيه الشكر للحاضرين فردا فردا ثم يشرح الاسباب التي دعت الي عقد الاجتماع ثم يلتزم الصمت حتي يشارف الاجتماع الي نهايته. في تلك الاثناء تتاح الفرصة لكل من يرغب في الحديث ان يتكلم ويستمع الحاضرون لما يقوله بدون مقاطعة او تمييز اللهم الا في مراعاة ترتيب المتحدثين حسب مكانتهم في القبيلة.انه ديمقراطية اصيلة تتيح التعبير للرئيس والمرؤوس, وللمحارب والطبيب, وللتاجر والمزارع , وللمالك الارض والعامل سواء بسواء.وكانت الاجتماعات تستمر ساعات طويلة وكان الاساس الذي يقوم عليه ذلك النظام هو حرية الجميع في التعبير عن آرائهم والمساواة بينهم كمواطنين .فيما عدا النساء اللاتي كن ويالاسف يعتبرن مواطنين من الدرجة الثانية.(*) ثم يقول: " كم كان تدهشني في الايام الاولي الشدة والصراحة التي يصل اليه الحاضرون في انتقادهم للسلطان. فلم يكن السلطان قط فوق النقد بل انه غالبا ما يكون الهدف الرئيسي له, ومهما بلغت خطورة التهم الموجهة اليه كان ينصت لما يقال دون ان يهب للدفاع عن نفسه او تظهر علي وجهه ملامح الانفعال , وعندما يقترب الاجتماع من نهايته وتميل الشمس الي الغروب, يقوم السلطان ليتحدث فيلخص ما قيل ويحاول التقريب بين ما طرح من آراء مختلفة تمهيدا لبلورة راي يمكن ان يجمع عليه الحاضرون.غير ان الاجتماع لا يفرض رايا معينا ان وجد من يعارضه ,واذا لم يتحقق الاتفاق يؤجل الامر الي اجتماع آخر ويختتم المجلس بقصيدة تمدح امجاد الملوك القدامي فيها مزيج من الشكر والهجاء للزعماء الاحياء فيهتز المجلس بضحك الحاضرين وفي مقدمتهم السلطان نفسه"(*) ثم يقول منديلا: "لقد التزمت طوال حياتي بتلك المبادي التي كان السلطان يتبعها في مجالس "المكان العظيم", فاحرص دائما علي الاستماع الي ما يقوله كل من يشارك في نقاش او اجتماع قبل ان اجازف بالتعبير عن راي الخاص الذي لا يعدو في الغالب ان يكون تلخيصا لراي مشترك من بين ما سمعته من آراء وافكار ولا زالت اذكرالحكمة التي يرددها السلطان من ان القائد كالراعي يسير وراء القطيع فيدع اكثرها رشاقة يتقدم وبقية القطيع تتبع دون ان تدرك انها توجه من الخلف".(*) اما في قبيلة الاشانتي في الافريقيا الغربية فقد ذكر هرسكوفتش في كتابه اسس انثروبولوجيا الثقافية عن ممارستهم لنوع من الطقوس تسمي طقوس الابو تؤكد قدرة هذه القبائل علي محاسبة الحاكم علي طريقتها : " ففي احتفالات الآبو، لا يسمح فقط، بل يجب، أن يسمع أصحاب السلطة، السخرية واللوم واللعنات من رعاياهم بسبب المظالم التي ارتكبوها. ويعتقد رجال الآشانتي أنّ في هذا ضمانة لكي لا تتعذّب أرواح الحكام بسبب كبت استياء الغاضبين. ولولا ذلك، لأفضى تراكم الاستياء وتعاظم قوّته، إلى إضعاف سلطة الحكام، بل وإلى قتلهم. ولا تتطلّب فعالية هذه الآلية (الفرويدية الجوهر) في التنفيس عن الكبت أي إيضاح. فهي تلقي ضوءاً أكبر على ما تقوم به من أشكال السلوك المنظّمة في نظم اجتماعية، من تصحيح لاختلال التوازن في نمو شخصيات الأفراد الذين تشملهم". ما بين المفهوم الافريقي للدولة والتي تجب ان تكون وعاءا جامعا للكل المجتمعي ومستودعا ومتنفسا للثقافات كلها من خلال خلق نسق وظيفوي فعّال , وبين المفهوم الشرقي الذي يستميت الي اقصي درجة ممكنة من اجل اختزال الدولة داخل "ساحة" او "ثقافة" او "جماعة" ما دون دون الفضاء الكلي او الثقافات او الجماعات الاخري يبقي مآلات الصراع المسمّي المركز – الهامش مفتوحا في كل الاتجاهات ولكل الاحتمالات الهوامش: - 27 ص , 29 , 47 , د. محمد جابر الانصاري التأزم السياسيّ عبد العرب وسوسيولوجيا الاسلام - ص 97 عبدالرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد - * نلسون مانديلا رحلتي الطويلة من اجل الحرية , ترجمة عاشور شامس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزيزي عبد المنعم عجب الفيا (Re: Badreldin)
|
الاخ بدر الدين عثمان ،
اولا كيف الحال ارجو ان تكون بخير انت والاسرة الصغيرة والكبيرة،
تقول :
Quote: لاحظت حيرتك في موضوع عدم تطور الحدود والقصاص وانا الان في حيرة من انك لم تكن على علم بهذا الموضوع للاتي
|
من قال لك يا اخ بدر الدين انني لم اكن اعلم ان الحدود في الفكر الجمهوري لا تتطور في مرحلة الرسالة الثانية وتظل كما هي ،انا لم اقل انني لم اكن اعلم ذلك ابدا ،بل سبق ان اثرت هذه المسالة في بوست لي عن محمد محمد علي والاستاذ محمود محمد طه ،كل ما قيل في هذا البوست هو انني امنت علي سؤال اسامة الخواض وقلت له فعلا ان الحدود لا تتطور .
اما مسالة الحيرة من عدم شمول الحدود بالتطور في الفكر جمهوري فهي قديمة وليست طارئة، ويشاركني فيها الكثير من الجمهوريين الاحرار الذين لا يكتفون بترديد ما يقال لهم، بل غير الجمهوريين ، وهي مسالة فعلا محيرة ولايوجد من تفسير لها ابدا من داخل الفكر الجمهوري .بل انها تهزم قضية التطور كلها في الفكر الجمهوري.حدثني بعض الاخوان ان احد الخواجات جاء الي الاستاذ معجبا بهذا الطرح التجديدي الجري لتطوير التشريع الاسلامي ،وعندما عرف ان الحدود لا تتطور،اعرض عن الامر . والسبب ببساطة ان حس وذوق انسان القرن العشرين الذي يفترض حسب النبؤة الجمهورية انه انسان الرسالة الثانية،لا يستسيغ ذلك ،لذلك ان مثل هذه العقوبات غير مقبولة باية حال في الاعلان العالمي لحقوق الانسان،والذي يمثل روح العصر وحكم الوقت في هذه المسالة ، اما كون اني قانوني ،فربما زاد من الحيرة اكثر ازاء هذه المسالة.
الاسباب التي اوردتها انت عن عدم تطور الحدود وعن ان تطبيقها لا يتم الا بعد تحقيق دولة الرفاهية ، اعرفها جيدا واعرف اكثر منها ولكنها غير مقنعة وتعتبر من اضعف الحجج في الفكر الجمهور ، مثلها مثل حجة استعمال السيف وعدم تحريم الرق لحاجة الارقاء للرق ،التي اشار اليها الدكتور بولا في معرض انتقاداته لطرح الاستاذ ،
اما عن صديقنا طيب الذكر ،اسماعيل مستور ،فلم تعصمه كل معرفته في الفكر الجمهوري ، من ان يتبع شيخ سليمان ،الذي يقول انه هو المسيح الذي يتجلي عند لحظة القبض علي صدام حسين الذي هو المهدي وزير المسيح !اللهم لا شماتة ،ولكن الشي بالشي يذكر ،اخونا اسماعيل كان مسحورا بفكرة المسيح الي الحد الذي جعله يذهل عن كل ما عداها.اللهم ارحمه رحمة واسعة واحسن اليه ،
كلمة اخيرة : اشكرك لوصفك لما اكتب بالصدق . لكني اري ان هنالك بعض الضيق من الاخوان ،لما يكتب لمجرد انه مخالف لما يعتقدون ، و بغض النظر عن الدوافع وراء كتابة الاخ ابو بكر القاضي ،والذي لا اعلم عنها سوي ما قراته في هذا البوست ،الا انه لمس مسائل جوهرية في الطرح الجمهوري ،يجب الا تواجه الا بالفكر الحر ،
وتجدني شاكر ومقدر يا بدر الدين وسلام للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
DEAR MEKKI, THANK YOU (Re: تاج السر حسن)
|
Dear Mekki I am writing while in route, in a tour of several U.S. cities, including New York City, Jersery City, Philadelphia, Washington D.C. and several others in Maryland, where I am establishing a non-for-profit foundation. Since I am in route, and the tour has many layers to it, formal and personal, I am sorry I don't have the time to elaborate, as much as I want, on why I address my freind Abu Bakr, as a dear fried But, I have this to say. First, Abu Bakr Alqadi is really very dear and near to both my heart and mind, even though he may not be on the same ideological boat with me anymore. Secnod, we need, in my judgement to invest our good feelings toward each other in making peace with The Other, no matter who that other was, or still is. I understand what you mean by how good Sudanese sentiments are abused, especially among the Sudanese intellegencia, who have adultrated our good emotional psycehe, after having removed themselves from their "Sudaneseness." I have been following your thinking, and you input about this issue, in this Free Forum. And I tuly appreciate your sticking with our "simple Suneseseness, unlike most intellectuals of your calibre who have decided to be sell-outs for other perspectives, and ways of thinking and behaviour, while "strongly," but falsely, claimng to be Sudanese! I strongly concur with you that fanatic and non-fantatic intellecutals have misused and abused our sentiments, as Sudanese, and as good-hearted people to their advatage, in a vulgar manner. Yet, I don't see why we should cede that ground emotional richness to them. We, the Sudanese, are genuine in our emotions toword each other. And this is a positive thing that can work wonders in the making of peace between diffenernct adversaries, new or old. The investment of this great attirbute, in my judgement, can do wonders in healing the wonds between adversaries. Even those who were former close brothers and freinds, who may have become enemies, who can benifit form their emotional closeness to cultivate a healthier platform for debate and discussion. As Sudanese usually very warm toward each other, we can continue to be freinds. We may have turned cold, or against, each other, like me and Abu Bakr, but be able to make peace, using the wonderful sentimental richness with which Allah, the Almighty, in His absolute elegance has endowed us, as Sudanese. Our hearts can continue to love, and feel for, each other, even though our minds may be at odds, but enriched with healthy debate.
There is a lot to say in this regard. But my time is very tight for now. I am sure you get the jist of what I am trying to say though, being a man endowed with great intellectual and emotional qualities! Please accept this berif account for now, and feel free to comment on it as you wish. I will indeed get back to this topic if you feel we need to go back to it. Also, please accept my apologies for addressing you in English, as I have no access to Arabic capablity in a new laptop that I puchased recetly, and from which I am composing this message to you and to my dear readers
| |
|
|
|
|
|
|
مقال أبوبكر الثالث عن الجمهوريين (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
هذا نص مقال أبوبكر القاضي الثالث، والذي نشر بتاريخ الرابع من يونيو وقد تأخرت في نشره لظروف حالت دون تواصلي بالنت خلال اليومين السابقين، وكان القاضي قد اتصل بي هاتفيا وأوضح لي ان بكري ابوبكر قد أرسل له لقب وكلمة سر ليكون عضوا بالبورد، لكن أمامه مشكلة في الدخول، لا يدري هل هي في اللقب، أم كلمة السر، وأتمنى أن يراسل الأخ بكري القاضي، ليتمكن القاضي من الرد على المداخلات، وهو في أشد الرغبة لإنجاز هذا الشيء، وقد كلفني أن أواصل في نشر مقالاته هنا، إلى حين حل مشكلة دخوله للموقع...أبو بكر القاضي - هل كان الأستاذ محمود عملاقا يتقدم أقزاما من الجمهوريين؟
فإلى المقال (الشعب السوداني هو عملاق يتقدمه اقزام)
هذه المقولة للاستاذ محمود محمد طه صاحب مشروع الرسالة الثانية من الاسلام‚ وهي مقولة رائعة في اطار اثبات ان مشكلة السودان هي مشكلة قيادة‚ وروعة هذه المقولة في مدلولها حول الجهة التي تتحمل نتائج اي فشل‚ وهي القيادة وليس قاعدة الشعب‚ ومن الشعارات الجميلة في عهد مايو (القاعدة لا تخون وان خانت القيادة)‚ ومن جهة اخرى اذا كان الشعب عملاقا‚ والقيادة قزما‚ فلا توجد مشكلة كبيرة‚
بمعنى أن المشكلة محلولة‚ لأن الشعب ليس فيه عيب والواعي لا يحتاج وصية فالعملاق يمكن ان يزيح القزم من امامه ويستبدله بقيادة عملاقة من نوعه‚ فالعلاقة بين الشعب وقيادته هي علاقة مقدمات بنتائج فالشعب العملاق لا بد ان يقدم قيادة عملاقة ولكن اذا كان الشعب قزما هنا تكون المشكلة لأن العيب هنا سيكون عيبا خلقيا لا يتعالج الا بتغيير الجينات بالمزج التدريجي بالتزاوج من خارج الشعب القزم‚
الفرضية التي اريد اثباتها في هذا المقال هي ان الاستاذ محمود كان عملاقا يتقدم اقزاما من الجمهوريين‚ وان الصادق المهدي عملاق يتقدم اقزاما من الانصار‚ والسيد محمد عثمان الميرغني عملاق يتقدم اقزاما من الختمية والاتحاديين وان الترابي عملاق يتقدم اقزاما من الاخوان ‚‚ الخ‚ وان المؤتمر الوطني - قزم - بلا عملاق يقودهم فقد أصابهم الضمور الذهني بعد ان فقدوا رأسهم الترابي!
مواقف الجمهوريين بعد المحاكمة الاخيرة وتنفيذ حكم الاعدام على الشهيد محمود:
ليس خافيا عليّ ان اي قدح في الجمهوريين والقياديين بصورة خاصة هو قدح في الفكرة نفسها بشكل او آخر على اعتبار ان الجمهوريين هم ثمرة الفكرة (بثمارهم تعرفونهم)‚ ولكن بالطبع فإن هذا لا يعني ان الجمهوريين معنيون عن مسؤولية مواقفهم‚ وللامانة وحتى لا اظهر كمن يتحدث عن طرف ثالث سوف استخدم الضمير (نا) للتعبير عن (نحن)‚
كانت الفترة من 19 / 12 / 1984 تاريخ خروج الشهيد محمود من المعتقل المايوي حتى 18 / 1 / 1985 تاريخ تنفيذ حكم الاعدام كانت اصعب فترة علينا في حياتنا فقد مرت علينا مواقف ومشاهد لم تكن في حياتنا‚ ولم نتدرب لمواجهتها:
1 - كانت ثقتنا في الله ثم في نظام نميري قوية فقد كنا نقول ان مجيئ نظام نميري هو كرامة من كر امات الفكرة الجمهورية التي تنبأت بقدومه وقد تأكدت هذه النبوءة بالتحالف الصامت غير المكتوب بين الطرفين ومعلوم ان الشهيد محمود لم يلتق بالنميري قط‚
2 - كنا نعتقد انه لا توجد قوة في الارض يمكن ان تتصرف في (الاستاذ)‚ بل كانت عقيدتنا ان الاستاذ لن يموت بل كان الاعتقاد ان الجمهوري عادي لن يموت الى ان يشهد انتصار الفكرة وبمرور الزمن سقط هذا الاعتقاد بموت الجمهوريين تباعا‚
3 - باختصار ان معظم الجمهوريين قد انضموا للفكرة في عهد مايو وقد تربوا على الراحات في حماية النظام لذلك لم نكن على استعداد لمواجهة هذه الظروف الصعبة التي تعودت عليها التنظيمات التي عاشت في ظروف العمل تحت الارض وفي جنح الظلام‚
4 - على الرغم من ان تجمع النقابات الست التي فجرت انتفاضة ابريل 1985 قد نظم نفسه بالاساس لمواجهة نظام نميري لمنع اعدام الشهيد محمود‚ وبالرغم ان الجامعات بالخرطوم وتحديدا جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة الفرع كانتا تحت تصرف الجمهوريين بسبب العمل الدؤوب من اركان النقاش والمحاضرات والمعارض منذ عام 1977 وحتى 1985‚ الا أننا لم نوظف هذه الامكانات لقيادة الشارع السوداني لاسقاط النظام او لإجباره على التخلي عن تنفيذ حكم الاعدام‚ وبل كان الجمهوريون مصدر احباط لكل الراغبين في الذود عن الاستاذ حيث كنا نؤكد لهم ان لا نظام النميري ولا أي كائن في الارض او السماء يستطيع مس الاستاذ بأذى‚ باختصار قلنا للاستاذ بلسان الحال (اذهب انت وربك وقاتلا)‚
5 - بعد تنفيذ حكم الاعدام اصبحنا مثل الصراصير اختفينا في البيوت فجاءت نصيحة القيادة للاخوان والاخوات المعتقلين بتوقيع التعهد اللازم والخروج من الاعتقال التحفظي بعد ان افتى احد القياديين بنص من الاستاذ بان (الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها هي دعوة «ناقصة» وفي رواية اخرى هي فتنة)‚ وبالطبع فان الاستاذ قد اورد هذا النص في اطار الحديث عن دعوات اخرى غير الفكرة الجمهورية ولم نكن نظن ان هذه القاعدة يمكن ان تطبق علينا في يوم من الايام‚ بهذه الفتوى انتهى النشاط الجمهوري وتفرقت أحزاننا أيدي سبأ‚
وينص السؤال: لماذا انتهى هذا النشاط؟ احاول ان اجيب على هذا السؤال الكبير بالآتي:
1 - التركيبة الطائفية والغاء العقل والتسليم المطلق للاستاذ وللقياديين - كالميت بين يدي الغاسل‚ وتحضرني هذه الفقرة للدكتور محمد عايد الجابري في الفصل السابع عشر بعنوان (الشيخ ‚‚ والمريد) من كتابه نقد العقل العربي (4) - العقل الاخلاقي العربي: حيث يقول: (الشيخ ضروري للمريد ليس فقط كمرشد ومعلم بل ايضا كقائد تجب طاعته بشكل مطلق‚ طاعة ظاهرة بالجوارح وطاعة باطنة بالقلب ‚‚ ينقل القشيري عن ابي علي الدقاق «بدء كل فُرقة: المخالفة يعني ان من خالف شيخه لم يبق على طريقه وانقطعت العلاقة بينهما وان جمعتهما البقعة فمن صحب شيخا من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه نقض عهد الصحبة ووجبت عليه التوبة‚
2 - الحديث عن الطاعة بالفكر والمعصية بالفكر الذي دار في الوسط الجمهوري بعد الاحباط الذي اصاب المجتمع الجمهوري بسبب عدم انتصار الفكرة - بظهور المسيح - قبيل نهاية القرن الرابع عشر الهجري‚ هذا الحديث لم يغير من الامر شيئا‚ اعني انه لم يغير من التركيبة الطائفية لحركة الاخوان الجمهوريين لأن الحركة الجمهورية كانت تفتقر الى ادنى اشكال التنظيم الحزبي اذ لا توجد مؤسسات او مكاتب وامانات ولا توجد انتخابات‚ فالتنظيم يشبه المؤسسة العسكرية‚ الاخوان مرتبون ترتيبا هرميا من عند الاستاذ‚ وكل اخ بالضرورة يعلم اقدميته وموقعه من الآخر‚
3 - الفرد الجمهوري مصاب بحالة غسيل دماغ‚ الحركة تملأ الوقت‚ الفرد الجمهوري لا يقرأ الا كتب الفكرة بسبب ثقافة داخلية مفادها ان الفكرة شاملة لكل شيء ولا يحتاج الفرد ان يضيف عليها شيئا من خارجها‚
4 - في السنين الاخيرة تحولت الحركة الى نشاط دراويش‚ حيث تخرج مسيرات الذكر العصر بالاسم المفرد (الله ‚‚ الله ‚‚ الله) الى ان تصل منزل الاستاذ بالحارة الاولى بالمهدية‚ ثم يستمر الذكر حتى أذان المغرب‚ يهتز الاخوان والاخوات أثناء الذكر في حركة ثلاثية (الله ‚‚ الله ‚‚ الله) في عمل غير مقنع لقطاع كبير من الجمهوريين ولكن لا يستطيع احد الاعتراض لأن الاستاذ كان حريصا جدا على الذكر‚
5 - منذ نهاية القرن الرابع عشر الهجري عام 1980 كانت الحركة الجمهورية بحاجة الى الاصلاح والتجديد خاصة في تلك الفترة التي طرح فيها الاستاذ مسألة الطاعة بفكر والمعصية بفكر حيث ثبت ان الجمهوريين بعيدون في مقاماتهم عن اطروحات الفكرة التي تدعو لأن يكون الفرد اصيلا (وِترا يشق طريقا بكرا) فتراجعت الفكرة الجمهورية عن قضيتها الاساسية وهي (الأصالة) المفتوحة للكافة الى مبدأ الأصيل الواحد‚ فالفكرة الجمهورية ليست الاشتراكية والديمقراطية ومساواة المرأة والغاء الجهاد وتوابعه من رق وجزية‚ الفكرة الجمهورية هي (أمة الاصلاء) جمع أصيل وهو غير المقلد وانما يتأسّ برسول الله صلى الله عليه وسلم‚ ان هذا التراجع تم شفهيا ولم ينعكس على كتب الفكرة الاساسية (الرسالة الثانية ورسالة الصلاة) وإنما حتى على مستوى الشارع تم طرح هذا التعديل على مستوى الجامعات وقد صدرت نشرة تم توزيعها بالجامعات باسم الاصيل الواحد‚ هذا التعديل لم يكن كافيا لردم الهوة بين الفكرة والشارع السوداني‚ الاصلاح الحقيقي المطلوب هو ان يرجع الاستاذ نفسه الى (التقليد) الى ان تأتي (ليلة القدر)‚ لأن الاشكال في الفكرة الجمهورية هو الاستاذ نفسه‚ ولو فعل ذلك لتحول الى (مصلح) عادي‚ ولا نفتح باب الإصلاح واسعا داخل الفكرة‚ مشكلة الفكرة الجمهورية انها جمعت كل سلبيات الدولة الدينية او المجتمع الديني‚ يكفي انك تتعامل مع زعيم (معصوم) وكل ما كتب ونشر لا يقبل المراجعة والتطوير والتجديد‚
آفاق التحول الديمقراطي في ظل أحزابنا الدينية
1 - المؤسسات الحزبية الي تقوم فيها العلاقة بين زعيم الحزب واعضائه على اساس العلاقة بين (المرشد ‚‚ والمريد) لا يمكن ان تنتج رجال ونساء دولة‚ لأن هذه المؤسسات قائمة على تربية (الطاعة) بموروثها الثقافي الشيعي او الصوفي الذي ما هو في النهاية الا تحوير للموروث الاستبدادي الكسروي الذي اختصر الدين في (طاعة رجل) هو الامام (المعصوم) او شيخ الطريقة او مرشد الجماعة‚
2 - اني اطرح التجربة الجمهورية لأخذ العبر‚ فقد مات نشاط الجمهوريين لأن الفكرة قائمة على (العصمة)‚ وبالتالي قفلت الباب امام الاصلاح والتجديد من الداخل‚ اذا كنا نتطلع الى تحول ديمقراطي بعد توقيع اتفاقية السلام فهل ينتظر عاقل ان يأتي هذا التحول على أيدي أحزاب القيادة فيها مدى الحياة؟ هل يجرؤ أحد أن يتصدى او يختلف مع رئيس الحزب الذي هو الامام او المرشد او شيخ الطريقة؟ كل الدلائل تشير الى ان مصير الاحزاب الدينية العاجزة عن الاصلاح والتجديد والمراجعة الشاملة والاعتراف العلني بالاخطاء واستبدال القيادات التي تتسبب في الاخطاء سيكون هو نفس مصير الحزب الجمهوري‚
3 - مشروع السودان الجديد قادم بكل زخمه ونجاح هذا المشروع يعتمد على التحول الشامل في الشمال ليس بتغيير جلد الثعبان الذي لا يغير من جوهر الثعبان‚ وانما بتغيير المفاهيم من الداخل لقبول الآخر والتعايش معه في وطن واحد وهذه مسؤولية المجتمع بكل فئاته ومؤسساته المدنية‚ وسوف نتناول - باذن الله - في الحلقة القادمة مفهوم المواطنة في إطار السودان الجديد‚
| |
|
|
|
|
|
|
مقال آخر ردا على أبوبكر بقلم عماد موسى (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
نشر هذا المقال بتاريخ الخامس من يونيو بالوطن وفيه رد على القاضي من عماد موسى، ويقارب مسوى في المقال بين مواقف القاضي عن الفكر الجمهوري الأولى، وما سطره من مقالات، وكتاباته الأخيرة،
نص المقال:
عماد موسى محمد ـــ كيف يستقيم اعتقاد الحق مع الباطل؟! قد يلاحظ قارئنا الكريم ثمة توقف في فترة طويلة ماضية عن الرد على الكاتب «أبوبكر القاضي» وهذا له ما يبرره ذلك ان الكاتب‚ يمم وجهه شطر مشكلة دارفور‚ وهي مشكلة قد يختلف الناس في تقييمها ولكن لا يمكن بحال تصويرها ـ كما صورها الكاتب ـ بانها صراع بين عرب وغير عرب! فهذا تناول أقل ما يقال عنه انه تناول ساذج قد يجد هوى في نفس بعض مسوقيه واهدافهم من ذلك معروفة ومكشوفة‚
وما ان بدأ الكاتب يعود مرة أخرى للطعن في هذا الدين العظيم فمن الطبيعي ان يجد من يتصدى له‚
وهذه سنة الله في دعوته فلابد من ان يكون لها اعداء ولا بد ان يحملها أهلها بقوة ولابد ان يجدوا في الطريق من أنواع البلاء ما يجدون لكن اقتضت حكمة الله التي لا تتبدل ولا تتخلف أنه سيكون النصر حليفها والفتح قرينها ولو بعد حين‚
«ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين‚ انهم لهم المنصورون‚ وان جندنا لهم الغالبون‚ فتول عنهم حتى حين» (الصافات: 171 ـ 174)‚ «ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا» (الفرقان: 33)‚
«وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا» (الفرقان: 31) «وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا» «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون»‚
وفي هذا الزمان ـ زمان الفتن ـ يعظم دور الدعاة والمصلحين والمربين والكاتبين لبيان عظمة هذا الدين ورد الشبه عن المبطلين رفعا لراية جهاد الكلمة والقلم ورغبة في الأجر والحسنات ورغبة عن الاثم وأنواع المؤاخذات‚
وقد كانت بداية الردود في المقالة الماضية حيث بان لأولي الألباب المعنى الصحيح لمفهوم «التجديد» والفرق العظيم بينه وبين محاولات «التهديم» التي يقوم بها المرتدون من أمثال شيخ الكاتب المقتول ردة «محمود محمد طه» الذي قام دينه الباطل على الدعوة لرسالة ثانية! يدعي صلاحها لانسان القرن العشرين وما بعده!
فعند مفهوم محمود محمد طه ـ شيخ «القاضي» وأمثاله ان الدين نشأ من «الخوف» ذلك ان البيئة الطبيعية للإنسان «الأول»! كانت محاطة بالعداوات‚
فأما الاعداء الذين يطيقهم وتنالهم قدرته مثل الحيوان المفترس والانسان العدو فقد عمد في أمرهم إلى المنازلة والمصاولة! وأما الاعداء الكبار والاصدقاء فقد هدته حيلته إلى التزلف إليهم بتقريب القرابين وباظهار الخضوع وبالتملق! من كتاب محمود الزنديق «رسالة الصلاة» ص31‚
ويزعم هذا المتهوك الضال انه تلقى رسالة عن الله كفاحا دون واسطة! أما القرآن العظيم الذي هو هدى وشفاء للمؤمنين فيراه محمود محمد طه «القرآن موسيقى علوية‚ هو يعلمك كل شيء ولا يعلمك شيئا معينا‚‚! أما التوحيد عنده فيفسره تفسيرا باطنيا بقوله «ولا يكون الفكر مسددا ولا مستقيما الا اذا اصاب نقطة التقاء الضدين العقل الواعي والباطن - هذا هو التوحيد»!
ويعتبر محمود أن شهادة التوحيد يترقى بها الإنسان حتى يكون الله - تعالى الله عما يقول الظالمون علوّا كبيرا‚ يقول في كتابه المسمى «الرسالة الثانية» - والكتاب أحياناً يعرف من عنوانه - يقول (فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله يجاهد ليرقى باتقان هذا التقليد حتى يرقى بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة‚ ولا يرى إلا أن الشاهد هو المشهود! وعندئذ يقف على الأعتاب ويخاطب كفاحا بغير حجاب «قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون»‚ وهذه العبارة وحدها تكفي في خروجه من ملة الإسلام فكيف بأفكاره التي بثها في بقية كتبه الخبيثة التي تنضح كفرا وإلحادا وكذبا وافتراء كما قال تعالى (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين‚ وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ) سبأ 20 - 21‚
ولأن هذا الز نديق وتلاميذه وحوارييه يؤمنون بعقيدة تخالف ما جاء به الوحي السماوي للرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام فإنك تجد «التخبط» و«الانحراف» و«الضلال» هو السمة الغالبة في كلام «الجمهوريين» عن عقائدهم وفي عباداتهم وأحوالهم الاجتماعية كما قال الله عن إخوانهم الكفار (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا» الفرقان 43 - 44 ‚
فمحمود الزنديق يرى أن «الإسلام في أصوله يحوي شريعة الإنسان‚ لكنه في فروعه لا يزال يحوي بعض السمات الملطفة من قانون الغاب»! ألا لعنة الله على الكافرين الذين يطعنون في الإسلام وشرعه الحكيم والصراط المستقيم‚
هذا قليل من كثير وغيض من فيض مما فاه به هذا الزنديق الذي كفرّ علماء المسلمين في السودان وفي الأزهر الشريف وكفره علماء رابطة العالم الإسلامي التي تمثل أقطار المسلمين‚ ولما كان الكاتب «القاضي» من تلاميذه المخلصين لأفكاره ومن المشهورين في توزيع كتبه وأسفاره عندما كان في كلية القانون - جامعة الخرطوم فإنك تجد هذه الروح الخبيثة لحد الآن سارية تغزي فكره وتفسر رؤيته للأمور لذلك فقد اعترف لبعض الفضلاء الذين كانوا راجعوه - اعترف لهم بأمور خطيرة ذكرها أحد هؤلاء الذين ناقشوه وجها لوجه وهو الأخ الأديب عبد الرحمن بن إبراهيم الطقي‚ ذكرها «الطقي» في معرض رده على الكاتب المذكور‚ ومن هذه العقائد والأفكار التي أقر عليه بفمه‚ وتدينه بأبلغ أنواع إلادانات إذ أن «الاعتراف سيد الأدلة» كما يعرفه بتخصصه‚ وقد بين الأخ الاستاذ الطقي أنه قرأ هذه المعتقدات للقاضي بعدما استخلصها من كتاباته وذلك في جلسة بتاريخ 26/8/2003م ومن هذه المعتقدات: 1 - الدعوة للعلمانية وتنحية الدين عن الحكم‚ وأن يكون الحكم للشعوب وزعمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاش العلمانية في أبهى صورها!‚ 2 - الدعوة لوحدة الأديان 3ـ موالاة الكفار واعداء الإسلام 4ـ الطعن في صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان 5ـ عدم الأدب مع الله مثل قوله «الله في الشريعة هو المصلحة العامة»! 6ـ الدعوة إلى الشعوبية وإثارة النعرات العنصرية 7ـ الطعن في القرآن بانه اغفل قضايا أساسية متعلقة بالحكم بينما تناول أمورا هامشية 8ـ التأويلات الباطنية للقرآن الكريم (مثل تأويله لقصة يوسف عليه الصلاة والسلام وتشبيه «جون قرنق» به في العدل! 9ـ الدعوة لاستبدال بعض الأحكام الشرعية كحد الردة‚ وإلغاء عقوبة الاعدام 10ـ مقارنة الإسلام بالكهنوت كالنصارى‚‚‚ إلخ‚ باختصار من مقال للاستاذ الطقي ـ الوطن اكتوبر 2003‚
فان لم تكن هذه الافتراءات الخطيرة مما ينوء به من فكر محمود محمد طه فمن من؟! ثم ان الكاتب «أبوبكر القاضي» لم يكتف بذلك بل حاول مرات ومرات الترويج لبضاعة محمود فمرة يصفه بالشهيد!! ومرة بالمفكر وتارة يقول بانه لا يبصق على ماضيه‚ وكأن هذا الماضي المزعوم طفولة بريئة أو هفوات ولمم يتجاوز عنها ربنا واسع المغفرة‚
وكعادة الكاتب في تخبطه خبط عشواء اعترف في مقاله في عدد | 9 جمادى الأولى 1425هـ الموافق 27/6/2004 بان الفكرة الجمهورية كانت لها ثقافة سرية هي ان الاستاذ محمود هو المسيح المحمدي (الحقيقة المحمدية) والإنسان الكامل وان القيامة أو الساعة هي ساعة تجلي المسيح‚ وكنا ننشد قصيدة: «يا أيها المتدلي من حضرة المتجلي» لعوض الكريم موسى عبداللطيف ويقول في احد أبياتها «أنت ابن مريم فينا لم يبق غير التجلي» فكأنما فكرة المسيح كانت عبارة عن دفع احتياطي عند الاستاذ محمود‚‚»‚
ولرب سائل طيب يسأل ببراءة: ما دام الكاتب يعبر بان هذا الشيء قد مضى وعبر عنه بعبارة «كنا ننشد‚‚‚» فنقول له: صحيح ان من عبر بعبارة (كنا) في باب العقيدة الفاسدة يلزم منها انه تركها وتاب منها وكفر بقائلها وتبرأ منه ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة‚ كما قال تعالى «إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم»‚
لكن الواقع ان الكاتب يفتخر بماضيه الذي اسميه «حاضره» لانه حسب فحوى كلامه انه ماض يعتز به!! ولا يبصق عليه ابدا! فكيف يستقيم اعتقاد الحق مع الباطل‚ والشرك مع التوحيد وهذه اضداد لا تجتمع في قلب مؤمن ابدا‚ فنحن بمقدار ما نحمد فيه نقده للكفر الجمهوري لا نحب ان يقيم على هذه العقائد المردية والمبادئ المهلكة التي تهوي بصاحبها في نار جهنم الا اذا تاب منها؟
وليعلم الكاتب ان الأمر جد وفصل ليس بالهزل فلا بد من ان يخلص نفسه من هذه الهاوية التي سببت له كل هذه التخطبات وانواع الضياع فاذا فعل ذلك فهو اخونا في الدين والعقيدة وان لم يفعل فقد اختار هواه واعرض عن مولاه «فأما من طغى‚ وآثر الحياة الدنيا‚ فان الجحيم هي المأوى‚ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى» النازعات 37 ـ 41 «قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها»‚
والله الهادي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال آخر ردا على أبوبكر بقلم عماد موسى (Re: emadblake)
|
الأخ / عماد البليك - تحية واحترام عزيزى الفاضل ارجو ان اعاتبك واختلف معك فى أنزال مقال على هذا النحو يمتلؤ بالأساءات والشتائم ، ويروج للهوس على نحو ما.
فأن كنا لا نقبل الأساءة لشخوصنا ونرد على الأساءة بعنف ، يفقدنا الكثيرين ، فكيف نقبلها لمفكر وشهيد عظيم ضحى بحياته من أجل فكره ومن اجل الكلمة العفيفه.
أنا لا أمانع من نشر اى نقد طالما كان علميا أمينا.
فأن رضيت صحيفتكم بنشر بذلك ، اعتقد لا مكان لمثل هذا النقد فى هذا المكان ، الذى نريد له ساحة للحوار العلمى الراقى.
أكرر مرة اخرى هذا نوع من الترويج للهوس ، ولثقافة الكراهية والحقد والتشويه ولا فائده يمكن ان يجنيها المراجع لهذا المقال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال آخر ردا على أبوبكر بقلم عماد موسى (Re: Yasir Elsharif)
|
وأنا جد متأسف لهذه الشدة في الكتابة ولكني على يقين أن أمثال هذا الكاتب لا يستحق أن يخاطب بما هو أحسن من هذه المخاطبة.. تبت يداهم ثم تبت يداهم.. "تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد" صدق الله العظيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال آخر ردا على أبوبكر بقلم عماد موسى (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ ياسر الشريف
لقد استفسرت من أحمد عمرابي عن فترة عمله بالدبلوماسية، فقال لي أنه عمل قنصلا بالصين أثناء الفترة التي كان فيها منصور خالد وزيرا للخارجية، وحدثت بينه وبين السفير السوداني خلافات، ترتب عنها إعادته للسودان، والتحقيق معه في لجنة كونت من وكيل الوزارة أحمد هاشم وأمين عبد اللطيف، وحسب رواية عمرابي أن اللجنة رأت أنه على حق، ولم تقول بأنه مخطئ، لكن منصور خالد قام برفع تقرير لرئيس الجمهورية، يفيد العكس، المهم أن عمرابي تم فصله من الوزارة مع آخرين - حسب روايته- بناء على قرار جمهوري، وقال أنه رفع تظلم للنميري، لكن لم يأته رد عليه. وتمت إعادة عمرابي للدبلوماسية في فترة الصادق المهدي في عام 1987، وكانت الإعادة بناء على قرار لجنة شكلت للمفصولين من الخدمة المدنية، في فترة الحكومة الإنتقالية، قامت بالنظر في العديد من التظلمات، وكان يرأسها المرحوم أبوسليم، ويقول عمرابي: ان اللجنة عثرت على تظلمه للنميري، لكنها لم تعثر على تقرير اللجنة التي حققت معه، فقد سحب التقرير من الملف في الوزارة، وبناء عليه والرواية لعمرابي، تم استدعاء أحد أعضاء اللجنة السيد أحمد هاشم وأدلى بأقواله وأن التقرير كان لصالح عمرابي. عاد عمرابي للدبلوماسية وعمل في باكستان أيام فترة الحكومة الحالية إلى أن تمت إحالته، فسافر إلى الإمارات ثم لاحقا لقطر. أما حكاية الخلاف مع السفير السوداني في الصين فيورد عمرابي سببين لها: الأول: احتجاجه على استخدام زوجة السفير للسيارة الرسيمة وجعل العلم مرفوعا، وهو ما يناف الأعراف الدبلوماسية، والسبب الثاني: هو خلاف مع السفير حول خصم مبلغ مالي لهدايا اشتراها منصور خالد في زيارة له للصين، ومن المفترض ان يدفع ثمنها لأنها خاصة، لكن الوزير لم يدفع، وبعد أيام جاء المحل بالفاتورة للسفارة، فأراد السفير أن يخصم المبلغ من ميزانية السفارة، ورفض عمرابي، وقال للسفير، لإنجاز الأمر عليك بالتوقيع وحدك على الشيك، المهم أن السفير دفع المبلغ من حسابه الخاص وأرسل خطابا لمنصور خالد ابلغه فيه أن القنصل لم يتعاون معه، ويقول عمرابي: ربما كان السفير لا يقصد الإساءة لشخصي، بل كان يهدف فقط لأن يدفع الوزير المبلغ، وحسب وصفه كان المبلغ كبيرا، لأناتيك وسجاد صيني غالي قام بشرائه منصور خالد.ومضى للقول: أن منصور خالد تعود أن يفعل مثل هذا الشيء اين حل، وإذا ما واجهه اعتراض، يكون المعترض هو الضحية. بناء عليه اتهم عمرابي بالإساءة للسفير وعدم التعاون، وأرجع للخرطوم للتحقيق...
ملحوظة: هذه الإفادات من عمرابي نفسه، وقد تعاملت معها بالنقل الحرفي.
عماد البليك
| |
|
|
|
|
|
|
إلى الدكتور حيدر بدوي (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الأخ الدكتور حيدر بدوي صادق
وصلني مقالك الثاني في الرد على أبوبكر، وسوف ينشر في الوطن خلال الأيام القادمة، ومتى كان النشر، سأقوم بإصافته في هذا البوست
شكرا على جهودك
عماد البليك
| |
|
|
|
|
|
|
تبت يدا أبي لهب وتب .. ما أغنى عنه ماله وما كسب (Re: emadblake)
|
أهدي قراء البوست مقابلة مع الشيخ الهدية زعيم جماعة الوهابية في السودان، وهي تصلح لكي تكون نموذجا لنوع التفكير الذي يتبناه السيد عماد موسى : ========= عمرالبشير جانــي في يتي وعلاقتنا مع الحگوم عـــســل للحوار مع الشيخ الهدية رئيس جماعة انصارالسنة المحمدية مذاق مختلف. تماما كشخصية الرجل.. يقظ تماما وحاضر البديهة رغم الزمن.. كلما سألته قال ضاحكا يا حليلك يا ولدي دي قصة طويلة. التقيناه بمكتبه.. وهو مكتب بسيط وانيق بحضور عدد من اعضاء الجماعة سألناه نحن الشيخ يوسف وزهرة وامير.. واجاب بعفوية وصراحة..
سألناه في البداية.. لماذا ذهبت الى نيفاشا من اجل علمانية الخرطوم والشريعة.. ام من اجل الضغط على المفاوضين وكيف؟1
- قال.. انا ما عندي اجابة محددة للسؤال ده..لكن حأوريك صلتي بي نيفاشا شنو... اولا انا ما بعرف نيفاشا بعرف انوغازي صلاح الدين كان بفاوض في مشاكوس ودعانا مرة وقال نحن اتفقنا اتفاق جميل في مشاكوس..ومشينا بي خطة جديدة..
* خطة شنو؟ - قال زمان كنا بنمشي نخت الدين والدولة في الاول.. نقعد نتفاوض ونختلف سريع لكن المرّة دي حلينا مسألة الدين والدولة للآخر ولما وصلناها اتفقنا.. السودان بلد واحد الشمال المسلم يحتكم للشريعة الاسلامية والجنوب يحتكم لاعرافه ،وتقليده.. قلنا ده كلام كويس وعمل جميل ومبارك.. اذكر انو قال في واحد من الايقاد قدم قبل جولة المفاوضات ما تنتهي ورقة خطيرة اقترح فيها عاصمة جديدة للسودان غيرا لخرطوم.. قلنا ليهو لا.. اذا رجعتو وعرضوا عليكم الموضوع ده ارفضوه.. الخرطوم هي عاصمة السودان.. ده الحصل في مشاكوس..
* الكلام ده كان وين؟
- نادانا علي عثمان وسمعنا كلام غازي ده في بيتو
* وانطباعكم كان شنو..
- طلعنا مسرورين لانو السودان حا يظل كتلة واحدة وعاصمته الخرطوم.
* بعد داك الحصل شنو؟
- بعد مدة رسل لي علي عثمان.. مشيت صليت معاهو المغرب وقال لي عايزنك تسجل لينا كلام في التلفزيون...
* كلام شنو؟ -أنا زول امي جدا في الشغلانه دي.. التلفزيون عندي كاميرا واستديو لكن جاء زول شايل كاميرا في كتفه.تاريهو كلامي ده كان مباشر والناس في نيفاشا سامعين كلامي وشايفين.. المسألة دي كانت جديدة عليّ.
* قلت ليهو شنو؟
- قلت ليهو انو الخرطوم دي عاصمة السودان منذ خمسمائة عام... من التركية وحتى الآن.. وحتظل عاصمة السودان الى الابد.. وما بنقبل عاصمة للسودان غيره.. والشريعة الاسلامية بتبدأ من العاصمة .. يعني اذا السودان كله مطبقة فيهو قوانين الشريعة والخرطوم مستثناة ما بنقبل واذاحصل خلاف في الموضوع ده وقفوا المفاوضات..
* ده كل الحصل اليوم داك؟
- ايوه.. وانا كنت فاكركلامي ده سجلوهو في شريط.. اتاريهو كان مباشر واهلي في البيت قالوا لي شفناك في التلفزيون.
* علي عثمان قال ليك حاتسافر نيفاشا
- انت لو صبرت لي الكلام ده كلو يجيك.. بعد ايام جاني البروفيسور محمد عثمان صالح في البيت وقال لي انا هسه كنت بتكلم مع علي عثمان في نيفاشا وقال لي جون قرنق عايز شيخ الهديه يجي علي رأس وفد العلماء ا لجاي من الخرطوم..سألني مستعد تمشي. . قلت ليهو الليله كان دايرني اسافر بسافر..
* جون قرنق بيعرفك.. يعني حصل لاقيتو؟
- ابدا.. ما اتلاقينا والسؤال ده قعد في رأسي وسألت نفسي زيك كده الاجابة بتجيك بعدين.. بس اصبر علّي.. وفي سؤالي تاني اجي على رأس وفد العلماء ديل علماء كبار بروفيسورات انا شهادات مدرسة ما عندي..خمستاشر راجل معانا سعاد الفاتح وكان مفروض تمشي معانا احسان الغبشاوي لكن اعتذرت في اللحظات الاخيرة.
* وسافرتو؟!
- ايوه..مشينا نيروبي ومن هناك ركبنا العربات لي نيفاشا.. وهي منطقة سياحية جميلة جدا..وصلنا قبل صلاة الظهر بي شويه.. لقينا كمية من الشباب مع علي عثمان..شباب ناهض بفرح القلب.. عندو دين وخلق.استقبلونا وانزلونا منازل طيبة وعملوا لينا لقاء المساء مع علي عثمان.
* لاقيتوهو؟
-0 ايوه.. لاقيناهو في قاعة كبيرة ملحقة بالفندق النازلين فيهو ..جاء علي عثمان وقعد في الكرسي الجنبي والجلسه اداره الاستاذ ادريس عبدالقادر.. شاب لطيف جدا قالوا لي دكتوراحمد البيلي اقرأ قرآن.. قرأ سورة طه..وانا اول ما سمعتها اتفاءلت بيها وقلت لي علي عثمان انا اتفاءلت مهمتك نجحت والحمد لله لانو سورة طه دي مصعب بن عمير دخل بيها الاوس والخزرج الاسلام. واتلفت لي نافع وقلت ليهو تاني جعلي ودنقلاوي مافي.. مسلم بس..
* نيفاشا عجبتك؟
- جميلة والله.. وعندهم مسجد صغير معمرنو بالقرآن..والسفر يا ولدي محك بيظهر معادن الرجال..وكذلك معادن النساء يعني سعاد الفاتح كانت ثلاثة ارباع راجل (ضحك) هيّ بروفيسور مافي شك وكانت بترجم كلامي لي جون قرنق..
* لاقيتوهو؟
-ايوه
* سألتو بيعرفك من وين؟
- سألت علي عثمان قال لي لما كنت بتتكلم قدام الكاميرا في بيتي هو كان شايفك هنا.. وسألني الراجل ابودقن طويله ده انا عاوزه اسمو منو.. قلت ليهو ده شيخ الهدية رئيس جماعة انصار السنة.. حفظ هديه وانصار سنه
* وجاء سلم عليك لما لاقيتو؟
- لما جاء كنا كتار اتباعو كتار .. ذي اولادنا منصور خالد وياسر عرمان ومالك حقار وعبدالعزيز الحلو..ديل مسلمين مع جون قرنق.. سلم علي بالاسم قال لي هديه.. قلت ليهو - - ايوه انا الهدية عاين لي كويس
* والحصل شنو بعد كده؟
- اتكلم رئيس الوفد بروفيسور محمد عثمان صالح قدم آية قرآنية واحاديث واعلن انو عندو ولد استشهد في الجنوب وهو كوالد شهيد ضد الحرب واتكلم بعده البيلي واتكلمت سعاد واتكلم ود حاج ماجد وقدم لفتة بارعة قال لي جون قرنق نحن ناس الدفاع الشعبي حاربناك ونحن رجال وجينا للصلح ونحن رجال..
* وانت اتكلمت؟
- ايوه وحددت ليهوحاجات بسيطة
* زي شنو؟
- قلت ليهو يا د. جون نحن المسلمين ماعندنا عداء مع النصارى..واسلامنا بيلزمنا نؤمن بعيسى كرسول وموسى كرسول ودعوتنا الاسلامية دعوة اقناع ما دعوة عنف وقوة.. بعدين نحن كدولة اسلامية ملزمين بصيانة كنائسكم وده ماكلام انشاء ساكت.. دينا بيأمرنا بي كده.. انا ساكن في المسالمة وجيراني اغلبهم من النصارى.. وبيني وبينهم ود واحترام متبادل.. حتى نسوانهم بقولن.. اجيّ وسجم خشمي.. لما قلت كده سعاد الفاتح قالت لي ده كلام شنو يا شيخ الهدية.. قلت ليها ده ما الحاصل..
* وبعدين..؟
- قلت ليهو يا د. جون قرنق نحن ماحصل بينا وبين الجنوبيين صراع في تطبيق الشريعة الاسلامية.. لانو العارضونا فيها اولاد المسلمين.. انا شغال في الحركة الاسلامية من سنة 1956 مافي جنوبي عارضنا في الشريعة عندنا صراع بين المسلمين قلت ليهو منصورخالد وياسرعرمان الجابهم ليكم شنو.. جابهم صراع المسلمين مع بعض.. قلت لي منصور خالد وكان حاضر.. مش كده يامنصور..
* قال ليك شنو؟
- يعاين لي ساكت.. لكن جون قرنق قال ليّ في ناس وراك بتقدر عليهم.. قلت ليهو ا يوه بقدرعليهم انت بتقدرعلى ناسك؟.
بعدهم سلم علي وفي المساء زاروني منصور خالد وياسرعرمان
* قالوا ليك شنو؟
- انا قلت ليهم شنو.. قلت لمنصورخالد انت ما بتخجل اهلك في ام درمان بيت دين وعلم.. منصور ده اهله علماء السودان من زمان معقولة بدل ما تقعد ترعى اهلك تحوم بي هنا.. وانت يا ياسرعرمان اهلك وابوك علموك احسن تعليم.. تقعد ترعاهم والا تحوم بي جاي..
* وقالوا ليك شنو؟
- غايتو ياسر اتأثر وقال لي ياعم الهديه والله لو طيارتك فيها مكان لي امشي معاك السودان.. قلت ليهوما تمشي معاي... تعال بعدين
* قلت لي جون قرنق ناسي بقدر عليهم؟
ايوه.. الصادق والميرغني ديل اصعب ناس.. وهم ناسي وانا بقدر عليهم
* صعبين في شنو؟
صعبين في نظر الناس.. لكن انا علاقتي بيهم وطيدة جدا.. السيد محمد عثمان بيحترمني جدا والسيد الصادق انا بحضر لياليهو كلها وبنصحوا وسط الانصار.
* بتقول ليهو شنو؟
- بقول ليهواتحداك انت والانصار تثبتوا انو المهدي احتفل بالمولد هم في الغالب ماخدنها سياسة..لكن الحاجة دي عند الناس دين. عموما انا بشارك في انشطتهم وحتى عمرالبشير يوم عاتبني وقال لي انت بتكبر في كوم المعارضة في الداخل.. قلت ليهو يا سيادة الرئيس انا راجل داعية ووالله محمد ابراهيم نقد لو طلع النهارده ودعاني ألبّي دعوته.
* شيخ الهديه انت جيت انصارالسنه متين؟
- ياحليلك ياولدي.. الدعوة دي ياابني ظهرت في السودان سنة 1917 يعني الوقت داك امك ما ولدوها.. مش كده.. ياحليلك.. انا ختمي من منازلهم نشأت في بيئة ختمية وبايعت السيد علي الميرغني سنة 1930م.
* عمرك كان كم سنه في الوقت داك؟
- حوالي 17 سنه جيت ادخل كلية غردون وماحصل..وظفوني في البوستة واشتغلت افندي في البوسته
* يعني كنت ختمي؟
- انا ختمي بتاع مديح ومولد.. الشغل التاني ده مابعرفو.. انا زول عرب خام زوجتي في ام درمان جابوني عربي ملفلف سلموهو مره في ام درمان لقيت اسياد البيت عزمية.. دخلت معاهم واستمريت فيها لغاية ماظهر عبدالباقي يوسف النعمه، ونقلني من العزمية الى انصار السنه وانصارالسنة قامت سنة 1936م.
لما اعلن حسون الله يرحمه العقيدة السلفية من بيتو..
* جيت التنظيم سنة كم؟
- سنة 1948 رجعت الطريقتين الختمية والعزمية لي اهلن وبقيت انصار سنه.. اتعلمت الحديث والسنة وبقيت اخطب في الناس.
* وبقيت الرئيس؟
- بقيت رئيس الهيئة سنة 1956 لانو آخر رئيس للهيئة شيخ يوسف مات سنة 1956 وانا كنت اقدم زول في الدعوة بقيت رئيس..
* يعني بالاقدمية؟
- ايوه.. يعني انا ماكنت اعلم زول في الهيئة..
* حركة انصار السنة اتطورت فكريا...
اتطورت.. وانا طورتها بي شهاداتي القديمة.. الما معترف بيها دي..النهار ده مدارس انصار السنه فيها كمبيوترات في جميع مدارسه..وكل ادوات التقانة.. الطالب بيدخل مساجدنا.. بيطلع عالم بعد سنتين.. الحكاية ماشهادات.. الحكاية اخلاص وصبر.
* المعروف انو جماعة انصارالسنه صعبه..
- (مقاطعا) ماصعبه.. سهله جدا الصعوبة في شنو؟
* موقفكم من المرأة.. يعني انت هسه قلت سعاد الفاتح ثلاثة ارباع راجل..؟
- المرأة هي شقيقة الرجل الا في اشياء خاصة بالرجال. واشياء خاصة بالنساء انتي طبعا بتعرفي ميري سيرسيو.. دي ابوها كان عضو مجلس سيادة وجامعية وكانت عضو في الاتحاد الاشتراكي وهي موجودة.. اديبه وسياسية.. هيئة الامم المتحدة نحنا بنحاكيها تقليدا..مافي قناعة.. عندها يوم المرأة.. ناس النميري احتفلوا بيهو عدة مرات.. الاتحاد الاشتراكي احتفل بي يوم المرأة.. والنميري كان ضمن الحضور .. قعدوا يتكلموا عن المساواة بين الرجل والمرأة...
وقفت ميري وقالت انا مشيت جوبا بالباخرة ولما نزلت المينا البحار قالو ليها شيلي شوال العيش ده..ماري قالت ليهو مابقدر اشيل شوال العيش.. قال ليها اهه والمساواة كيف اذا ما بتقدري تشيلي شوال العيش.. ميري قالت ليهم مره ذي راجل.. ده كلام فارغ.. ماري اختك وزوجتك وامك تشيلوا شوال العيش كيف؟ ماعيب...
* ماقلت رأى انصارالسنة؟ - الاسلام وضع المرأة وضع يجلها ويحترمها والناس عايزين ينزلوها في منزله ما بتاعته..وهي معترفه انها ما حقته. لكن الرجال العايزين يطلعوها صورلاعلاناتهم عملوا فيها كده..انا زوجتي قاعدة معاي 53 سنه ما اختلفنا يوم واحد.. المتشنجين ديل نحنا ما بنعترف بيهم.. عايزين نحفظ للمرأة منزلتها.
* انتو ضد حركة المجتمع.. ضد الغناء والفكروالكورة؟
- اول حاجة يا ولدي انا هلالابي.. ووطني اتحادي انا رئيس انصار السنه اولادنا الاتشنجوا ديل واحد فيهم سألني مرة..ياعم الهديه صحي هلالابي.. قلت ليهو ايوه.. قال لي الله يعوضنا فيك عوض نافع..
* والغناء!
- في واحد من حلفاية الملوك عمل معاي لقاء اذاعي ودخلوا لينا نكته في النص وبعد ما انتهت المذيع قال لي نكته مصرية.. قلت ليهو انا عندي نكته احسن منها..
* وقلت نكته؟ - ايوه قلت ليهو عندنا واحد اولادو بيمشوا امبابه في مصر يبيعوا الابل هناك..ابوهم قال ليهم السنه دي انا بمشي براي..قالوا ليهو يا ابوي المصريين ديل بيغشوك.. ماتمشي.. قال لازم امشي.. وصوهو لوجاك فلاح قال ليك يا ابن النيل معناهو مدبر ليك مكيده.. الراجل سافر وفعلا جاهو فلاح قال ليهو يا ابن النيل.. رد عليهو فتح عينك انا (مقرم) وواقع من السماء عشرة مرات. المصري رد عليهو بسرعة.. يا اخي حمدا لله على السلامة.. بعدها دخلوا علينا اغنية.. قلت ليهو ده بيعمل في شنو .. قال لي بيغني..
* ما سمعت وردي؟
- اصبر.. قلت ليهو بغني شنو..قال بيقول لولا القدر لحدث كذا وكذا وكذا.. قلت ليهو ده توحيد وانا بضرب ليك مثل بسيط..
عندنا شيخ كان بيدرس في الموردة وساكن في ام درمان..خلص من الدرس بالليل.. وجاء ماشي في الشارع شاف دار الرياضة فيها انوار كثيرة والباب فاتح.. والناس كتيرة افتكروا بيت عزاء.. دخل دارالرياضة مع حيرانو لقي كرومه بغني.. وهو لا بيعرف كرومة ولاحاجة.. المهم لقاهو بغني خلي العيش حرام.. غناء مش زي غناء الزمن ده..الشيخ وقف حيرانوا قايلنوا انفعل مع الغناء.. لكن كان راقدلوا فوق راي.. لما كرومه انتهى من الغناء مشي قال ليهو انا يا ولدي مادام عندك ايمان قدر ده.. الجن والغباء البتسوي فيها ده شنو.. ما تتوب وترجع الى الله..
* رأيك شنو في الفنانين؟
- ما عندنا معاهم علاقة لكن بنعرف احمد المصطفى وهو في نظرنا شاب مهذب انا بعرفوا شخصيا..كان يجي يصلي معانا.. لما قلت الكلام ده، قالوا الهديه فنانو احمد المصطفى.
* شيخ الهديه بسمع الغناء؟
- ياولدي شيخ الهديه طلع من بطن ا مو بي دقنو دي؟ ما كنت شاب برضو
* يعني سمعتو زمان؟
- ايوه..كبرت اعقل ولا ابقى مجنون؟.
* نفهم انو ماعندك رأى سلبي في الغناء؟
- انا ماعندي رأى سلبي في حاجة.. اي شئ بقيسه بي مضمونه.. الغنوة مضمونه لو مهذب..مافي شئ.. الشعر مذمومه مذموم وممدوحه ممدوح.. وهسه غناكم ده غناء.. ده كلام فاضي..
* وغنانا ده بتسمعوا وين؟
- ام درمان دي انا فاتحه من الصباح.. لكن الغناء الفيهو موسيقى حرام طبعا.. انا الغناء ما بعرفوا.. بعرف الشعر..
في شعر كويس وشعر مذموم وفي شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم قال كتحوهم بي التراب..
* عندنا فنانين بستاهلوا يكتحوهم بالتراب؟
- الفنان البشكر فلان عشان رقبتو طويلة وفلان عشان عينو كبيره ده مش يكتحوهو بالتراب ده يضربوهو بالسوط..
* زمان كنت هلالابي؟
- انا هلالابي لغاية هسع. لكن اولادي مريخاب
* بتشوف مباريات الهلال.. يعني هلال - مريخ مثلا؟
- ما بشوفه
* وبتعرفه كيف..
بقراها في الجرايد واسمعه من ناسنا... زمان كان عندنا واحد بجيب لينا اللبن هلالابي والاولاد مريخاب.. لما الهلال يتغلب عليك امان الله بنشرب شاي احمر. وحاليا عندنا دكتور هاشم محمد هاشم الهديه عضو في مجلس المريخ.
* ابرز سلوكيات تتمنى تتلاشى من حياة السودانيين؟
- السلوكيات الخاطئة بنعالجه بالتدريج.. اديك مثال.. عندك الزواج مثلا رحمة وبركه ونعمة.. لكن زواج فيهو كوشه وفنان ومختلط نساء ورجال. ده انا بحاربه شرعا ما بيصح.. وشوف العريس والعروس بيقعدوا وين.. في الكوشه.. ودي معروف انها برميل الاوساخ..ما يشوفو ليهااسم غير ده.. بعدين الغريبة بيدفعوا فيها آلاف الجنيهات وفي العرس السوداني في حاجات غريبة..معقولة اعرض زوجتي على الرجال بالشكل ده.. وينه الرجاله..
الحياة السودانية يا ابني فيها كرم وغيره.. لو المجتمع التزم بالاخلاق الفيها.. انا جيت ام درمان سنة 1936م وما طلعت منها.. وطني رفاعه حاليا ما عندي زول فيها.. ام درمان لقيناها قمة الفضيلة في كل السودان . قمة في العلم والفن والادب.. والتجارة.. حتى السفاهة . سفاهة مهذبة.. البشرب سجاير.. ما بشربوا في الشارع ولا قدام ابوهو اوعمو..
علاقتك بالبشير كيف؟
- ما كانت كويسه لكن حاليا (قبل يده) حاليا عسل.. بعدين انا ما بعرف البشير من هسه.. البشيرجاني في البيت والوقت داك كان رائد.. ضابط في وادي سيدنا ..جاني الصباح في بيتي.. كنت قاعد في الضل قدام البيت.. زول في المعاش شفت العربية قلت اكيد جايين يسوقوني كوبر.. وانا مشيت كوبر كم مره.. المهم سلمت عليهو.. قال لي ياشيخ انتو عملتو لينا مسجد في وادي سيدنا والمسجد ده محتاج لكذا وكذا وعايزين مايكرفونات ومصاحف قلت ليهو كترخيرك.. انا بديك جواب لمهندس في الحتانه يمشي معاك المسجد ونحن بنغطي التكلفة.. ماسألتو من اسمو.. وتاني ماشفتو.. وكان عمر البشير.
عرفتو بعد مااستلم السلطة؟
- كنت في الحج الوقت داك.. سمعت انو ناس الانقاذ استلموا السلطة في السودان..انصار السنة كانوا اول ناس بايعوا الانقاذ.. د. محمد عبدالغفار ود. حسن عبدالرحمن ساقوا الوفد وبايعوا البشير.. نحن قرينا الموضوع ده في جريدة الشرق الاوسط قلنا يمكن خط كويس.. لاننا خلينا سكة الاحزاب دي بدري.. حصلت مشاكل.. لكن حاليا علاقتنا عسل زي ما قلت ليك.
http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147490364
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا اصدق وصف لحال الجمهوريين (Re: emadblake)
|
الجزء الثالث من مقال الاخ الاستاذ ابوبكر القاضي ،هو اصدق وصف لحال الجمهوريين عشية رحيل استاذهم ،
ومهما قيل عن دوافعه ،لا يستطيع اي جمهوري صادق ان ينازع فيما اورده القاضي ادناه ،لذلك اجد نفسي اتفق معه دون تحفظ ،واتمني من الذين يرون غير ذلك ان يبينوا وجهات نظرهم ،بعيدا عن اي مطاعن وظنون، يقول القاضي في الجزء الثالث :
--------------------------
مواقف الجمهوريين بعد المحاكمة الاخيرة وتنفيذ حكم الاعدام على الشهيد محمود:
ليس خافيا عليّ ان اي قدح في الجمهوريين والقياديين بصورة خاصة هو قدح في الفكرة نفسها بشكل او آخر على اعتبار ان الجمهوريين هم ثمرة الفكرة (بثمارهم تعرفونهم)‚ ولكن بالطبع فإن هذا لا يعني ان الجمهوريين معنيون عن مسؤولية مواقفهم‚ وللامانة وحتى لا اظهر كمن يتحدث عن طرف ثالث سوف استخدم الضمير (نا) للتعبير عن (نحن)‚
كانت الفترة من 19 / 12 / 1984 تاريخ خروج الشهيد محمود من المعتقل المايوي حتى 18 / 1 / 1985 تاريخ تنفيذ حكم الاعدام كانت اصعب فترة علينا في حياتنا فقد مرت علينا مواقف ومشاهد لم تكن في حياتنا‚ ولم نتدرب لمواجهتها:
1 - كانت ثقتنا في الله ثم في نظام نميري قوية فقد كنا نقول ان مجيئ نظام نميري هو كرامة من كر امات الفكرة الجمهورية التي تنبأت بقدومه وقد تأكدت هذه النبوءة بالتحالف الصامت غير المكتوب بين الطرفين ومعلوم ان الشهيد محمود لم يلتق بالنميري قط‚
2 - كنا نعتقد انه لا توجد قوة في الارض يمكن ان تتصرف في (الاستاذ)‚ بل كانت عقيدتنا ان الاستاذ لن يموت بل كان الاعتقاد ان الجمهوري عادي لن يموت الى ان يشهد انتصار الفكرة وبمرور الزمن سقط هذا الاعتقاد بموت الجمهوريين تباعا‚
3 - باختصار ان معظم الجمهوريين قد انضموا للفكرة في عهد مايو وقد تربوا على الراحات في حماية النظام لذلك لم نكن على استعداد لمواجهة هذه الظروف الصعبة التي تعودت عليها التنظيمات التي عاشت في ظروف العمل تحت الارض وفي جنح الظلام‚
4 - على الرغم من ان تجمع النقابات الست التي فجرت انتفاضة ابريل 1985 قد نظم نفسه بالاساس لمواجهة نظام نميري لمنع اعدام الشهيد محمود‚ وبالرغم ان الجامعات بالخرطوم وتحديدا جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة الفرع كانتا تحت تصرف الجمهوريين بسبب العمل الدؤوب من اركان النقاش والمحاضرات والمعارض منذ عام 1977 وحتى 1985‚ الا أننا لم نوظف هذه الامكانات لقيادة الشارع السوداني لاسقاط النظام او لإجباره على التخلي عن تنفيذ حكم الاعدام‚ وبل كان الجمهوريون مصدر احباط لكل الراغبين في الذود عن الاستاذ حيث كنا نؤكد لهم ان لا نظام النميري ولا أي كائن في الارض او السماء يستطيع مس الاستاذ بأذى‚ باختصار قلنا للاستاذ بلسان الحال (اذهب انت وربك وقاتلا)‚5 -
بعد تنفيذ حكم الاعدام اصبحنا مثل الصراصير اختفينا في البيوت فجاءت نصيحة القيادة للاخوان والاخوات المعتقلين بتوقيع التعهد اللازم والخروج من الاعتقال التحفظي بعد ان افتى احد القياديين بنص من الاستاذ بان (الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها هي دعوة «ناقصة» وفي رواية اخرى هي فتنة)‚ وبالطبع فان الاستاذ قد اورد هذا النص في اطار الحديث عن دعوات اخرى غير الفكرة الجمهورية ولم نكن نظن ان هذه القاعدة يمكن ان تطبق علينا في يوم من الايام‚ بهذه الفتوى انتهى النشاط الجمهوري وتفرقت أحزاننا أيدي سبأ‚
وينص السؤال: لماذا انتهى هذا النشاط؟ احاول ان اجيب على هذا السؤال الكبير بالآتي:
1 - التركيبة الطائفية والغاء العقل والتسليم المطلق للاستاذ وللقياديين - كالميت بين يدي الغاسل‚ وتحضرني هذه الفقرة للدكتور محمد عايد الجابري في الفصل السابع عشر بعنوان (الشيخ ‚‚ والمريد) من كتابه نقد العقل العربي (4) - العقل الاخلاقي العربي: حيث يقول: (الشيخ ضروري للمريد ليس فقط كمرشد ومعلم بل ايضا كقائد تجب طاعته بشكل مطلق‚ طاعة ظاهرة بالجوارح وطاعة باطنة بالقلب ‚‚ ينقل القشيري عن ابي علي الدقاق «بدء كل فُرقة: المخالفة يعني ان من خالف شيخه لم يبق على طريقه وانقطعت العلاقة بينهما وان جمعتهما البقعة فمن صحب شيخا من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه نقض عهد الصحبة ووجبت عليه التوبة‚
2 - الحديث عن الطاعة بالفكر والمعصية بالفكر الذي دار في الوسط الجمهوري بعد الاحباط الذي اصاب المجتمع الجمهوري بسبب عدم انتصار الفكرة - بظهور المسيح - قبيل نهاية القرن الرابع عشر الهجري‚ هذا الحديث لم يغير من الامر شيئا‚ اعني انه لم يغير من التركيبة الطائفية لحركة الاخوان الجمهوريين لأن الحركة الجمهورية كانت تفتقر الى ادنى اشكال التنظيم الحزبي اذ لا توجد مؤسسات او مكاتب وامانات ولا توجد انتخابات‚ فالتنظيم يشبه المؤسسة العسكرية‚ الاخوان مرتبون ترتيبا هرميا من عند الاستاذ‚ وكل اخ بالضرورة يعلم اقدميته وموقعه من الآخر‚
3 - الفرد الجمهوري مصاب بحالة غسيل دماغ‚ الحركة تملأ الوقت‚ الفرد الجمهوري لا يقرأ الا كتب الفكرة بسبب ثقافة داخلية مفادها ان الفكرة شاملة لكل شيء ولا يحتاج الفرد ان يضيف عليها شيئا من خارجها‚4 -
في السنين الاخيرة تحولت الحركة الى نشاط دراويش‚ حيث تخرج مسيرات الذكر العصر بالاسم المفرد (الله ‚‚ الله ‚‚ الله) الى ان تصل منزل الاستاذ بالحارة الاولى بالمهدية‚ ثم يستمر الذكر حتى أذان المغرب‚ يهتز الاخوان والاخوات أثناء الذكر في حركة ثلاثية (الله ‚‚ الله ‚‚ الله) في عمل غير مقنع لقطاع كبير من الجمهوريين ولكن لا يستطيع احد الاعتراض لأن الاستاذ كان حريصا جدا على الذكر‚
5 - منذ نهاية القرن الرابع عشر الهجري عام 1980 كانت الحركة الجمهورية بحاجة الى الاصلاح والتجديد خاصة في تلك الفترة التي طرح فيها الاستاذ مسألة الطاعة بفكر والمعصية بفكر حيث ثبت ان الجمهوريين بعيدون في مقاماتهم عن اطروحات الفكرة التي تدعو لأن يكون الفرد اصيلا (وِترا يشق طريقا بكرا) فتراجعت الفكرة الجمهورية عن قضيتها الاساسية وهي (الأصالة) المفتوحة للكافة الى مبدأ الأصيل الواحد‚ فالفكرة الجمهورية ليست الاشتراكية والديمقراطية ومساواة المرأة والغاء الجهاد وتوابعه من رق وجزية‚ الفكرة الجمهورية هي (أمة الاصلاء) جمع أصيل وهو غير المقلد وانما يتأسّ برسول الله صلى الله عليه وسلم‚ ان هذا التراجع تم شفهيا ولم ينعكس على كتب الفكرة الاساسية (الرسالة الثانية ورسالة الصلاة) وإنما حتى على مستوى الشارع تم طرح هذا التعديل على مستوى الجامعات وقد صدرت نشرة تم توزيعها بالجامعات باسم الاصيل الواحد‚ هذا التعديل لم يكن كافيا لردم الهوة بين الفكرة والشارع السوداني‚ الاصلاح الحقيقي المطلوب هو ان يرجع الاستاذ نفسه الى (التقليد) الى ان تأتي (ليلة القدر)‚ لأن الاشكال في الفكرة الجمهورية هو الاستاذ نفسه‚ ولو فعل ذلك لتحول الى (مصلح) عادي‚ ولا نفتح باب الإصلاح واسعا داخل الفكرة‚ مشكلة الفكرة الجمهورية انها جمعت كل سلبيات الدولة الدينية او المجتمع الديني‚ يكفي انك تتعامل مع زعيم (معصوم) وكل ما كتب ونشر لا يقبل المراجعة والتطوير والتجديد‚
آفاق التحول الديمقراطي في ظل أحزابنا الدينية
1 - المؤسسات الحزبية الي تقوم فيها العلاقة بين زعيم الحزب واعضائه على اساس العلاقة بين (المرشد ‚‚ والمريد) لا يمكن ان تنتج رجال ونساء دولة‚ لأن هذه المؤسسات قائمة على تربية (الطاعة) بموروثها الثقافي الشيعي او الصوفي الذي ما هو في النهاية الا تحوير للموروث الاستبدادي الكسروي الذي اختصر الدين في (طاعة رجل) هو الامام (المعصوم) او شيخ الطريقة او مرشد الجماعة‚
2 - اني اطرح التجربة الجمهورية لأخذ العبر‚ فقد مات نشاط الجمهوريين لأن الفكرة قائمة على (العصمة)‚ وبالتالي قفلت الباب امام الاصلاح والتجديد من الداخل‚ اذا كنا نتطلع الى تحول ديمقراطي بعد توقيع اتفاقية السلام فهل ينتظر عاقل ان يأتي هذا التحول على أيدي أحزاب القيادة فيها مدى الحياة؟ هل يجرؤ أحد أن يتصدى او يختلف مع رئيس الحزب الذي هو الامام او المرشد او شيخ الطريقة؟ كل الدلائل تشير الى ان مصير الاحزاب الدينية العاجزة عن الاصلاح والتجديد والمراجعة الشاملة والاعتراف العلني بالاخطاء واستبدال القيادات التي تتسبب في الاخطاء سيكون هو نفس مصير الحزب الجمهوري‚
ابوبكر القاضي ---------------------
* المثل بقول :اسمع الكلام الببكيك ما تسمع الكلام البضحكك،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا اصدق وصف لحال الجمهوريين (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ العزيز عبد المنعم عجب الفيا، تحية طيبة لقد قرأت مقالات الأخ أبو بكر في الفترة الأخيرة، وهي مقالات ، برغم اضطرابها، إلا أنها حوت بعض النقاط الجديرة بالنقاش.. والمقال الأخير بالذات أكثرها اضطرابا، وأستطيع أن أحدد النقاط التي لا أعتقد أن الأخ أبو بكر قد أصاب فيها.. وعموما أنا لا أحب التعليق على مسائل الحركة والتنظيم والجمهوريين، هكذا وبالجملة، كما يريد بعض الناس.. ما يهمني هو انتقاد الأخ أبو بكر للفكرة في أًصلها وانتقاده للأستاذ محمود، وهو الذي يستحق النقاش أكثر من غيره.. وعندما أجد الوقت سأعود لتناول هذه النقاط بشكل مفصل..
وبعد أن قرأت كتابة عماد موسى، جاءني شعور بأن هناك ضغط من هؤلاء السلفيين المتخلفين عليه بصورة شخصية، أسأل الله أن يحفظه منهم، ويسلمه من كيدهم وخبثهم.. فهاهو الكاتب يحاول أن يحمله على التوبة، مع أن أبو بكر قد ترك الفكرة الجمهورية بالفعل، بل صار ينتقدها.. وهذا هو ما حملني على التعليق الشديد على ذلك الكاتب السلفي الإرهابي المتخلف، رد الله كيده في نحره وأخزاه، إنه سميع مجيب..
أنت تقول:
Quote: ومهما قيل عن دوافعه ،لا يستطيع اي جمهوري صادق ان ينازع فيما اورده القاضي ادناه ،لذلك اجد نفسي اتفق معه دون تحفظ ،واتمني من الذين يرون غير ذلك ان يبينوا وجهات نظرهم |
كما قلت أعلاه، سأبين تلك النقاط التي أرى أن الأخ أبو بكر قد أخطأ فيها.. يقول الأخ أبو بكر:
Quote: 1 - كانت ثقتنا في الله ثم في نظام نميري قوية |
هذه العبارة خاطئة من أساسها:
في تقديري، أن الأخ أبو بكر أخطأ عندما جمع نفسه، وجمع الجمهوريين بالجملة، عند التعبير بـ "نا" ونحن، في هذه النقطة.. ربما كانت للأخ أبو بكر ثقة في نظام نميري، ولكنه لا يستطيع أن يقول أن الأستاذ كانت له ثقة في نظام نميري.. فالأستاذ كانت ثقته في الله أولا وأخيرا.. وأحب أن أذكر للقراء الكرام عبارة قالها للجمهوريين الأربعة الذين كانوا معه في الحبس قبل التنفيذ بيومين.. قال لهم: هناك منطقة بين الإنسان وبين الله لا يستطيع أن يقطعها إلا بالثقة في الله.. أرجو من الأخ أبو بكر أن يراجع هذه النقطة ويتأمل ما قلته له.. يقول أبو بكر:Quote: فقد كنا نقول ان مجيئ نظام نميري هو كرامة من كر امات الفكرة الجمهورية التي تنبأت بقدومه وقد تأكدت هذه النبوءة بالتحالف الصامت غير المكتوب بين الطرفين ومعلوم ان الشهيد محمود لم يلتق بالنميري قط‚ |
الأخ أبو بكر يخلط هنا بين موقف "الحركة الجمهورية" بقيادة الأستاذ قبل "المصالحة الوطنية" وبعدها عندما بدأ نظام مايو بالانحراف تدريجيا في اتجاه سياسة الأسلمة بتأثير من الإسلاميين.. والأخ أبو بكر يعرف قول الأستاذ بمرحلية نظام نميري منذ زمن طويل.. بل لا بد له أن يعرف أن الأستاذ قد نصح ذلك النظام أن لا يركن إلى الإسلاميين التقليديين من فقهاء وغيرهم حتى قبل المصالحة.. أنظر كتاب "الدين والتنمية الاجتماعية".. وأريد أن أذكر الأخ أبو بكر ببعض الحقائق التي تنفي أن تكون للأستاذ ثقة بنظام نميري.. الأستاذ ممنوع من النشاط العام والمحاضرات منذ عام 1973، كما أنه تعرض مع ثمانية من تلاميذه للاعتقال في سجن كوبر لمدة شهر في ديسمبر من عام 1976 وبقوا في السجن بدون محاكمة وبدون توجيه تهم رسمية، بل وحتى بدون تحقيق.. فكيف يثق الأستاذ في نظام كهذا، وفي شخص كالنميري؟؟!! كيف يثق الأستاذ في إنسان لم يلتقيه قط في حياته؟؟!! ما يهمني تأكيده هو أن عبارة أبو بكر عبارة غير صحيحة.. تصحيح الجزء الآخر من قول أبو بكر هو أن الجمهوريين قد أيدوا نظام مايو لأسباب أعلنوها وكتبوها في كتبهم، ولكنهم لم يكونوا حلفاء له بل لم يدخلوا في مؤسساته، بل بالعكس أدخلهم النظام إلى السجن.. وأبو بكر كقانوني، ربما يعرف عن محاولات البوليس، والشئون الدينية، وغيرهم من المسئولين الحكوميين، في تعويق عمل الجمهوريين، ومقدار النجاح الذي أصابوه في هذا الشأن.. أما موقف الجمهوريين من النظام، ومن السلطة الدينية التي تحاول التأثير عليه بعد المصالحة الوطنية فقد كان معروفا للجميع.. ولا أظنني بحاجة إلى تذكير أبو بكر بقول الأستاذ من نوع العبارات: "العاصفة تتجمع حول الجمهوريين.." "راح تجيكم قارعة".. ثم بعد مجيء المطيعي وخروج كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" تبينت معالم العاصفة بل هناك عبارات من الأستاذ بأنه يعرف نوايا النظام ضد الجمهوريين وقوله "لكننا لن نسكت".. فكان منشور "هذا أو الطوفان" بعد أسبوع واحد من خروج الأستاذ والجمهوريين من اعتقال دام 19 شهرا..
أبو بكر يقول:
Quote: 2 - كنا نعتقد انه لا توجد قوة في الارض يمكن ان تتصرف في (الاستاذ)‚ |
أنا لا أنكر أن عقيدتي كانت كما وصفها أبو بكر، وهي عقيدة تتسق تماما مع إيماني بالحق الذي رأيته في فكر الأستاذ محمود وأقواله وأفعاله.. ولكن هل كان الأستاذ محمود يقول بما أعتقده أنا فيه، عن نفسه؟؟ اللهم لا!! لم يكن يقول ذلك عن نفسه.. هناك وصية مكتوبة بخط الأستاذ شخصيا، ومكتوبة منذ الخمسينات، يوصي فيها بالطريقة التي يحب أن يدفن بها عند موته، فقد أوصى أن يدفن في ثيابه التي يموت فيها وأن لا يصلى عليه ولا يوضع شاهد على قبره ولا يناح عليه ولا يقام مأتم له.. الشاهد أن الوصية قد تحققت له بكل تفاصيلها.. وقد عرف كثير من الجمهوريين عن هذه الوصية بعد التنفيذ.. قد يدهش البعض إذا عرفوا أن الأستاذ كان يتوقع ما حصل له في التنفيذ.. وقد رأى بعض الجمهوريين هذا الأمر في رؤى وتجارب روحية قبل أن يحدث.. حكى أحد الأخوان الجمهوريين أنه كان مع نفر قليل في صالون الأستاذ، وقبل الأحداث الأخيرة من اعتقال وغيرها، عندما أنشد المنشد قصيدة يقول واحد من أبياتها: فعد يا روح إبراء لمقروح ومجروح وإحياء لمصلوب بزيت الذات ممسوح
فعلق الأستاذ محمود قائلا: كل ما حدث للمسيح الإسرائيلي سيحدث للمسيح المحمدي. بما في ذلك القتل والصلب، ولا يبدو أن أحد الحاضرين كان قد فهم سر قول الأستاذ.. ولكن الأستاذ ترك هذا الأمر وقتها معلقا هكذا، وأنا لم أفهم تلك العبارة إلا بعد تمام التنفيذ.. وأنا أزعم أن هناك علما جديدا أظهره الله بعد حدث التنفيذ، وقد عرف منه العارفون من ذوي البصائر قدر الأستاذ محمود ومقامه عند ربه، هذه المعرفة هي من نوع القصيدة التي أرسلتها في بوست سابق، ولم يكن صاحبها جمهوريا..
"أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون".. هذه الآية مقروءة مع قوله تعالى: "ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" وقوله تعالى: "ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا" هي الأرضية التي أقف عليها اليوم في يقيني بالأستاذ محمود وبدعوته من أنها الإسلام عائدا من جديد.. وقصارى ما يمكنني أن أقوله هو: فالشمس في الأفق ذات نور وإن بدا دونها السحاب وقد تعهد ربنا بإظهار الأمور لنا في الآفاق وفي أنفسنا: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟؟".. بلى!! يتابع الأخ أبو بكر عبارته قائلا:
Quote: بل كانت عقيدتنا ان الاستاذ لن يموت بل كان الاعتقاد ان الجمهوري عادي لن يموت الى ان يشهد انتصار الفكرة وبمرور الزمن سقط هذا الاعتقاد بموت الجمهوريين تباعا‚ |
عبارة أن الجمهوريين لا يموتون قبل أن يشهدوا انتصار الفكرة غير صحيحة.. وحتى إذا اعتقدها أحد فإن الواقع يكذبها، فقد رحل من الجمهوريين والجمهوريات نفر عزيز ، ومنهم كبار كالعم عبد الرحمن البوشي والعم محمد فضل الصديق والعم أمين صديق وأمنا رب جود والأخت خديجة عبد الرحمن والأخ إبراهيم الزبير، ومن قبلهم كثيرون أيضا، حتى قبل مجيء أبو بكر إلى الجمهوريين مثل الأخ عبد الباقي إسماعيل والعم علي اللبني والأخ محمد عثمان جكنون..
وفي مرة قادمة أواصل مع بقية النقاط، بإذن الله..
وشكرا
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا اصدق وصف لحال الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)
|
من أكبر الخلط في سرد القاضي ما نقرأه عن علاقة الجمهوريين بنظام مايو في زمانه.. وقد أبان الأستاذ ياسر الشريف جانبا من ذلك اللغط الذي تورط فيه الأستاذ القاضي
سأحاول العودة والتعليق أيضا على النقاط التي أثارها القاضي في مقاله الاخير، ولكن قبل هذا أريد أن اثبت وثيقة مهمة تتعلق بإحدى النقاط الاساسية في هذا الخيط، وهي "علاقة الجمهوريين بنظام مايو".. وسأورد هنا فقرات من خطاب للأستاذ عمر القراي كان قد كتبه للأستاذ النور حمد حول هذه القضية بالذات، وأعتقد أن الأستاذ القراي قد وضح فيه بشكل حصيف موقف الجمهوريين من مايو وسره.. فإلى الفقرات من ذلك الخطاب.. وأنا لم آخذ إذن الأستاذ القراي بنشرها هنا، ولكن لا أظنه يمانع
لعلك تذكر ان الدستور الاسلامي ، قد كان مطروحاً للقراءة الثانية في الجمعية التأسيسية قبل مجئ مايو. وكانت لجنة الدستور في مداولاتها شديدة الجهل ، شديدة التخلف حتى انها ذكرت اقصاء كلمتي ديمقراطية واشتراكية لانهما ( لم يردا في الكتاب والسنة ) !! في ذلك الوقت ذاع تصريح من السيد الهادي المهدي يقول بان الجمعية اذا لم تجز الدستور ، فان الانصار سيجيزونه بحد السيف .. ولقد بدأوا فعلاً بالتسلح في الجزيرة أبا ، والتكتل في ودنوباوي .. نعم ! لقد كان الشيوعيون ضد الدستور الاسلامي ، وكذلك الجنوبيون داخل وخارج الجمعية ، لكنهما لم يعملا عملاً منظماً ، ومحدداً في مواجهة الدستور الاسلامي .. أما الشيوعيين ، فانهم كانوا يعتبرون حساسية موضوع الدين ، ويخشون حقاً ان يعتبرهم الناس كفاراً ، حتى اضطروا لافتتاح محاضراتهم بالقرآن الكريم !! وأما الجنوبيين فقد راوا في الامر مؤامره (شمالية) لاجتثاث وجودهم فحدث مثقفوهم أهلهم وزهدوا في خطاب كتلة الشمال لانهم يرونها كلها في مركب واحد.. كانت الساحة خالية والمثقفون في غفلتهم المعهودة منذ ان جلا الاستعمار عن هذه البلاد.
الجمهوريون وحدهم تصدوا لموضوع الدستور أو كما سمّوه مؤامرة الدستور الاسلامي المزيف.. وافرد الاستاذ محمود محاضرات في اسبوع مناهضة الدستور الاسلامي . وخرج كتاب "الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين" وكتاب " الدستور الاسلامي .. نعم ولا !!" .. ولقد كان رد فعل الطائفية واذيالها من الاخوان المسلمين على هذه المقاومة المؤسسة لمخططهم الغادر ، هو اقامة محكمة الردّة في 18 /11/1968 .. وكان رد الجمهوريين تصعيد المواجهة ضد الطائفية ، وضد دستورها ، وضد الاخوان المسلمين ، وضد القضاة الشرعيين الذين ضلعوا في مؤامرة محكمة الردّة التي مثل فيها الاخوان المسلمين شهادة الزور التي اداها شيخ عطية محمد سعيد .. في هذه الظروف وقع انقلاب مايو 69 ، فأوقف مؤامرة الدستور الاسلامي في الجمعية ، ومحاولة فرضها بالسلاح التي كانت تدبر في الجزيرة أبا ، ثم انه افلح في ايقاف الحرب التي ظلت مشتعلة منذ عام 1955 بين الشمال والجنوب ، وعجزت كافة الحكومات الوطنية عن ايقافها .
أخلص من هذا السرد التاريخي، الذي ادرك انك على علم به ، الى حقيقتين في غاية الأهمية :
1- ان الجمهوريين كانوا قبل مايو ، يطالبون بايقاف الدستور الاسلامي ، وايقاف حرب الجنوب ، وابعاد الطائفية من فرض هذا الجهل بقوة السلاح .. فجاءت مايو وايدت ، عملياً ، هذا الطرح.. ولم تأت مايو ببرامج مختلفة ثم ايدها الجمهوريون لضمان سلامتهم أو لضمان فرصة خاصة لهم للعمل .. فاذا كانت هذه المبادئ هي ثورة مايو ، فان الجمهوريين قد ظلوا مخلصين لهذه المبادئ ، حتى بعد ان تنصل عنها نميري واخذ يهدم فيها ابتداء بالتحالف مع الطائفية وانتهاء باشعال حرب الجنوب ، واعلان الدستور الاسلامي مرة أخرى ..
2-لما كانت سلبيات مايو كانقلاب عسكري ، وكنظام عنيف لا يملك للاصلاح غير البطش ، ولموقفه من خصومه من الاعتقال ، لم يستطع الجمهوريون تاييده ، وانما كان موقفهم في البداية التاييد السلبي أي عدم المعارضة أو مساعدة المعارضة ، حتى لا يسقط النظام الذي كان بديله الجاهز اسوأ بكثير ..
وهذا ما قرره الجمهوريون في اجتماع الابيض الشهير الذي تم يوم 26 مايو 1969 ، حيث ذكر الاستاذ ان هذا النظام الجديد لن نؤيده ولن نعارضه لانه يؤدي عملاً كبيراً للبلاد .. ولكنه لا يمثل الحق الذي ظللنا ندعو له .. وفي ذلك الاجتماع ايضاً ذكر اننا قد نضطر الى تاييده السافر لو تحركت المعارضة لاسقاطه !! واغرب من كل هذا ان الاستاذ ذكر في ذلك الاجتماع بان نظام مايو سوف يسقط تحت ضربات الازمة الاقتصادية حين يتحالف مع قوى التخلف ، وانه في ذلك الوقت سوف يعارضه الجمهوريون !! ( وقائع ذلك الاجتماع مسجلة عند الأخ عبد الرحيم محمد أحمد ويمكن الرجوع اليها ) .
لقد حاول الشيوعيون منذ البداية أحتواء نظام مايو ، لانه قد جاء في الاساس لاحباط مؤامرة (اليمين الرجعي) .. وفي ظل التأثر بالشيوعيين مارس النظام دكتاتورية عقائدية صعبة .. وادخل مبدأ التطهير للخصوم السياسيين من الخدمة المدنية ، وكان فاروق ابو عيسى وزير العمل الذي حل جميع النقابات !! بل ان الاساتذة المخالفين للشيوعيين طردوا من جامعة الخرطوم .. وحل الاتحاد الذي كان يتكون من عدة اتجاهات ، وحلت محله "لجنة الخدمات" .. وفي هذا الوقت الذي تدخلت فيه السلطة في الجامعة لأول مرة في تاريخ السودان ، كان هذا التدخل يجد السند من الشيوعيين .. هذا هو الوقت الذي وقف فيه الخاتم عدلان في النشاط ليقول ( لن تظل الجامعة جزيرة رجعية في محيط ثوري هادر) .. وحين رفض الطلاب واعتصموا بالجامعة كانت الدبابات التي يقودها ابو القاسم محمد ابراهيم تحاصر الجامعة ، والطلاب بالداخل والشيوعيون بالخارج وهم يهتفون (اضرب اضرب يا ابو القاسم ) !! ثم انقلبت مايو على الشيوعيين ، وحالت بين الشعب وبين دكتاتوريتهم العقائدية التي لا تفضبل كثيراً دكتاتورية الاحزاب الطائفية في مشروعها الاسلامي المزيف .. فحسبت هذه ايضاً من حسنات مايو واوجبت الاستمرار في تاييدها غير المعلن أو الامساك عن مشايعة المعارضة في معارضتها لها ..
في اغسطس /شعبان 1973 تحالف الشيوعيون والاخوان المسلمون داخل الجامعة ، وجماهير الاحزاب خارجها ، فكانت احداث شعبان المشهورة ، وبدات النقابات تتحرك نحو الاضراب .. في هذا الوقت بالذات بدات مساعدة الجمهوريين للنظام ، وتاييدهم السافر له . فأخرجوا المنشورات ، واتصلوا بقادة النقابات ، وتحدثوا داخل الجامعة مع الطلاب ، واعلنوا للشعب بان مايو أفضل من الشيوعيين ، وافضل من الاخوان المسلمين .. وسقطت محاولة أغسطس /شعبان 1973 وازداد النظام بسقوطها قوة واكتسب أعداداً من المؤيديين .. هذا هو موقف الجمهوريين في تاييد مايو فماذا كان يمكن ان تفعل حركة وطنية نشأت على نقد الطائفية ومقاومة الاستعمار ، ثم استمرت بعد الاستقلال تنشر فهم متقدم للدين وللحياة ، لا يحول دون الشعب ودونه شئ مثل الطائفية الدينية والدكتاتورية الشيوعية ؟ ولقد استمر التأييد لنميري حين سار في اتجاه التنمية ، فشق الطرق ، واقام المشاريع ، ذلك ان حكومات الاحزاب درجت على تناسي التنمية تماماً ، وانشغلت عنها بالنزاع حول (الرخص التجارية) ولا يعني هذا ان نظام نميري لم يكن ضالعاًُ في الفساد المالي ، ولكن الفساد مع العمل في التنمية ليس مثل فساد الاحزاب الذي ليس فيه شئ غير اللهث وراء المصالح الشخصية ..
تاييد الشيوعين لنظام مايو في أول عهده مبرر عندهم بانه طرح برنامج يتفق مع فكرتهم .. ومع ذلك لا يعذرون الجمهوريين في تاييدهم لنميري !! في نقاشنا معهم كانوا يقولون ان الفكرة الجمهورية فكرة دينية تؤمن بالمطلق ولا تعتمد على "التكتيك" أو الموازنات السياسية ، وليس هي فكرة (براغماتية) تبحث عن الاصلح والانسب .. فلماذا لم تعارض نميري وتظل على معارضتها للطائفية والاخوان المسلمين ؟ ومثل هذا التساؤل ناتج عن الجهل بالفكرة الجمهورية ، وعن الغرض في معارضتها .. فالفكرة وان كانت تؤمن بالمبادئ المطلقة كالخير والسلام والعدل الا انها ترى في تطبيقها ضرورة التقييد بالواقع ، ومن ثم ترى نسبية هذه المبادئ .. فما يكون اليوم حق يمكن ان يكون غداً باطل .. ومن هنا يجئ الفهم الداعي لتطوير التشريع نزولاً عند حكم الوقت ، وهو فهم مؤسس وعتيد .. فالمقارنة ليست بين نظام نميري الدكتاتوري ونظام الاحزاب الديمقراطي ، ولكن المقارنة بين النظام الدكتاتوري العسكري ، والنظام الدكتاتوري المدني ، الذي حل الاحزاب وعقد محاكم التكفير !!
في عام 1976 صالح زعماء الطائفية نظام مايو دون أي شرط ، ودخلوا في داخل الحزب الواحد الاتحاد الاشتراكي رغم ادعاءهم الايمان بالتعددية .. وقام نميري بتنصيب السيد الصادق المهدي والسيد محمد عثمان الميرغني في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ، وبدأ الصراع داخل السلطة بين (القادمين والقدامى ) !! في هذه الظروف طرح الجمهوريون ضرورة قيام المنابر الحرة ، حيث تضطر الاحزاب ان توضح مبادئها ، فتنكشف للحزب الحاكم .. كتب منصور خالد ( ومن بين كل القوى السياسية فان الفئة الوحيدة التي دعت اعلاء مكان متقدم للجانب الفكري في حوار المصالحة كانت هي الاخوان الجمهوريون . ففي بيان وقعه عبد اللطيف عمر حسب الله جاء " لقد آن الاوان للتكتلات الطائفية العقيدية ان تبني نفسها في صورة احزاب ذات مناهج تقوم على مذهبية واضحة مفصلة تلتزمها في اخلاق قادتها وفي اخلاق قاعدتها ، وعلى هداها تورد تفاصيل حل مشكلات المجتمع المعاصر" ) ( النخبة السودانية صفحة 562 ). ولكن نميري لم يستمع لذلك ، ولم يستطع دعم اشياعه الذين كانوا يحاولون وقف التيار القادم حتى لايؤثر على اتجاه الحكومة ، وهو يبطن المعارضة ويظهر المصالحة .. وبعد فترة بدا نميري يتأثر بالاحزاب الطائفية ، بدلاً من ان يؤثر فيها ، فاخذ يحطم انجازاته الواحد تلو الاخر ، فبدأ باتفاقية أديس ابابا ، فتنصل عنها ، وسعى الى تقسيم الجنوب ، فبدأ التمرد بمظاهرات رمبيك الثانوية التي تم اغلاقها.. ثم اخذت التنمية تتساقط تحت ضربات الفساد ، وخضع النظام الى البنك و الصندوق ، فرفع الاسعار ، وبدأ في خصخصة السكة حديد ، فاشتعلت المظاهرات .. ثم حل الرئيس الاتحاد الاشتراكي ، واعفى كبار قادة الجيش ، ثم واجه اضراب القضاة في مايو 1983 باعلان القوانين الاسلامية في سبتمبر 1983 ..
حين رجع النظام الى النقطة التي بدا منها في الواقع السوداني ، نقطة الدستور الاسلامي والقوانين الاسلامية ، أخذ الجمهوريون في المعارضة بالصورة التي تعلمها حتى حدثت المحاكمة ، والاعتقالات ، والتنفيذ للاعدام .. المهم هنا هو حديث الاستاذ في يومية التحري والذي قرأ في المحكمة، حيث أكد ان الجمهوريين لا زالوا مع مايو بمعنى تاييد المبادئ ، وان الحكومة قد انحرفت عن مسارمبادئ ثورة مايو ، وسنظل نحن مع تلك المبادئ ، التي رفعناها حتى قبل قيام ثورة مايو لانها في راينا السبيل في المرحلة لتوعية الشعب ..
انتهى النقل من خطاب الاستاذ القراي.. وقد نقوم يوما ما بنقل الخطاب كاملا إلى صفحات سودانيز أونلاين.. وأحب أن أذكر ايضا نقطة وردت في خطاب الأستاذ القراي من غير المادة المنقولة أعلاه.. وهي ان "النميري حاول تعيين اثنين من الجمهوريين في مجلس الشعب ، ولكن الجمهوريون رفضوا هذا التعيين"..
وسنحاول العودة للتعليق على باقي النقاط
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا اصدق وصف لحال الجمهوريين (Re: Yaho_Zato)
|
نعود لنقد بعض النقاط التي وردت في مقال الأستاذ القاضي الأخير.. وسنورد نقدنا في شكل نقاط
النقطة الاولى/ مواقف الجمهوريين أثناء وبعد الأيام الأخيرة للمحكمة التي أدت إلى إعدام الأستاذ محمود.. هذه أعتبرها لا تخصني انا شخصيا في معرض ردي هذا.. فأنا لم أعاصرها ولا أحمل تجاهها وعيا كافيا يؤهلني لنقدها أو إبداء رأيي حولها.. وعلى هذا الاساس سينصرف تعليقي على نقاط أخرى أجدها أكثر أهمية
النقطة الثانية/ من المهم جدا أن يعي القراء أن إيحاء القاضي بأن للفكرة الجمهورية ثقافة سرية في طرحها فيه خلط كبير لا ندري غرضه، فمن المعروف أن الفكرة الجمهورية لم تستدبر الناس بغيب.. كما ورد في كتاب د.منصور خالد (أهوال الحرب وطموحات السلام) في إهدائه الكتاب.. ورد قوله عن الأستاذ محمود (جابه الناس بهذا الفكر ولم يستدبرهم بغيب).. فمثلا موضوع المسيح الذي تحدث عنه القاضي وذكر فيه قضية الثقافة السرية للجمهوريين.. هذا الموضوع بالذات قد تناوله الجمهوريين في أكثر من كتاب نشروه للشعب.. نذكر منها (المسيح) و(عودة المسيح) و(التقليد والأصيل والأصلاء) و(أدب السالك في طريق محمد)، علاوة على أن الجلسات التي كانت تقام في منزل الأستاذ محمود وأمامه كانت مفتوحة للجميع من عامة الشعب، وكان الجمهوريون يتحدثون فيها بلا قيود أو تكتم ويناقشون فيها أدق أمور التنظيم.. وكان الأستاذ يعلم أن بين الحاضرين لتلك الجلسات أناس مبعوثين للتنصت ونقل الأخبار ولكن ذلك لم يزعجه ولم يزعج الجمهوريين.. وقد ورد أن الأستاذ كان يقول أحيانا في تلك الجلسات بشكل واضح أن" الذين ينقلون كلامنا هذا للسلطة.. لينقلوا عنا هذا.." ويسرد ما يشاء أن يسرد.. لهذا من كبير الخلط في مقالات القاضي حديثه عن السرية في التنظيم الجمهوري
النقطة الثالثة/ أورد القاضي في أول مقال له ما يفيد أن الفكرة الجمهورية جزأ لا يتجزأ من الإسلاموعروبية الإستعلائية، وقد اتضح بعد متابعتنا لمقالاته الثلاث أن تلك المقولة لم تكن سوى بسبيل الإثارة الإنشائية التي لا معنى لها، فالقاضي لم يتحدث عن الأسباب التي دعته لذكر تلك النقطة في مقالاته، وهو لم يتناول من كل طرح الفكرة الجمهورية بالنقد غير قضية المسيح وقضية موقف الجمهوريين من إعدام الأستاذ محمود.. فهل في هاتين النقطتين ما يبرر اتهام القاضي للفكرة الجمهورية بالإستعلائية؟.. هذا إذا افترضنا جدلا أن نقد القاضي في تلك النقطتين كان في محله (وهو بالطبع لم يكن) فما الذي جعل القاضي يستخلص هذا الإتهام المجحف للفكرة الجمهورية؟.. وثم إن حديث القاضي بتلك الطريقة عن الفكرة الجمهورية لا يعد سوى كونه هجوما في غير وقته وغير محله.. فهو يكتب لقراء في الخليج العربي لا يدرون شيئا عن الفكرة الجمهورية، وهو يزعم أن مشروع هذه الفكرة الإصلاحي قد أخفق وستتجاوزه منظومة السودان الجديد، ولكنه لا يكلف نفسه عناء أن يعرف القراء ماهية طرح هذه الفكرة، وإنما يدلف إليها عن طريق قضيتين هما محل رأي واختلاف عند الجمهوريين أنفسهم، ولكن القاضي يطيب له أن يسحب فهمه لتلك النقطتين على جميع الجمهوريين حتى يسهل عليه "النقد" المزعوم لها.. وهو موقف فيه من الخلل المنهجي وعدم المصداقية مافيه
النقطة الرابعة/ حديث القاضي عن أن نقد القياديين الجمهوريين هو ذاته نقد للفكرة الجمهورية لأن هؤلاء القياديين هم ثمار الفكرة، هو حديث حق أريد به باطل.. فانتقاد القياديين في موقف واحد لا يعني انتقادهم في كامل تحليهم بمبادئ الفكرة الجمهورية.. وذلك أن القياديين أنفسهم ليسوا أصحاب موقف واحد مما جرى في تلك الايام الحالكة التي مرت بالجمهوريين.. كما أن أكبر ثمار الفكرة الجمهورية هي الأستاذ محمود نفسه، ومدى تحقيقه لفكرته وتجسيده لها في القول والفعل حتى لحظة الموت.. والقياديين الجمهوريين يوزنون أيضا باتساق قولهم وعملهم مع مواقفهم الفكرية التي صرحوا بها وتبنوها وتحملوا مسؤوليتها.. وعدم اتفاق القاضي معهم لا يعني أنهم أخطأوا فيها، كما لا يعني أن في نقد تلك المواقف نقدا للفكرة الجمهورية بالشكل الذي يحاول أن يوحي به القاضي
ونواصل
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا اصدق وصف لحال الجمهوريين (Re: Yaho_Zato)
|
نعود لمواصلة النقاط
النقطة الخامسة/ االأستاذ القاضي والأستاذ عجب الفيا يتحدثان وكأن الجمهوريين لم ينتقدوا أنفسهم من قبل في مواقفهم المتباينة أثناء تلك الأيام.. فالأستاذ عجب الفيا مثلا يورد المثل (أسمع كلام الببكيك ولا تسمع كلام البضحكك).. من نفس مفردات هذا المثل نستطيع أن نقول أن القاضي والفيا لم يأتيان بجديد.. فالجمهوريون لم ينفكوا يسمعون بعضهم البعض ما "يبكيهم" في نقد مواقفهم من أحداث تلك الأيام، ولم يكونوا بحاجة للقاضي للفت نظرهم لذلك الموقف كما يحاول القاضي أن يفيد ويحاول الفيا أن يدعمه.. فالنقد للجمهوريين من جانب انفسهم جاري منذ عهد التنفيذ وإلى اليوم.. وقد قرأنا في هذا المنبر نقاشات بينهم حول نقدهم لبعضهم البعض من مواقفهم في تلك الأيام.. منها على سبيل المثال لا الحصر مقالات الأستاذ حيدر بدوي في ذلك الشأن.. ومنها أيضا مقالات قديمة نقلت عن الأستاذ عمر القراي في معرض رده على مقالات كتبها الأستاذ عادل عبد العاطي في شأن هذه القضية.. لهذا فإن الحديث عن أن الجمهوريين غير منتبهين لهذه القضية لا يخدم غرض النقد، إن كان غرض النقد إصلاحيا.. وكما ذكرنا أيضا فإن ما يحاول القاضي أن يوحي به من أن الجمهوريين كانوا على موقف واحد من تلك الأحداث هو محض إفتراء.. والإختلاف القائم بين الجمهوريين حول تلك الأيام هو اليوم أوضح من ذي قبل، فلماذا يريد أن يوحي القاضي بأن الجمهوريين قد سكنوا جميعا إلى موقف معين وجعلوا "يضحكون" بعضهم البعض بسماعه؟!!
النقطة السادسة/ حديث القاضي عن تعامل الجمهوريين مع الأستاذ على أنه "معصوم" فيه إيحاء واضح بأن الأستاذ قد مد للجمهوريين في ذلك الإعتقاد وشجعهم عليه.. وهو أيضا ادعاء غير صحيح.. ومواقف الأستاذ نفسها تفيض بما يدحض ذلك الإدعاء.. نذكر على سبيل المثال ما أورده الأستاذ النور حمد على لسان الأستاذ في قوله (أنا مقدس عند الجمهوريين، أنا لا أريد أن أكون مقدسا، وإنما محترم).. كما أن أسلوب حياة الأستاذ محمود نفسه وأسلوب تعامله مع الناس يكفي وحده لدحض ذلك الإدعاء.. ولكننا سنذكر موقفين هنا علهما يوضحا للقراء أن الأستاذ محمود كان أكثر الناس إعراضا عن التسلط على رقاب الناس، فكرا أو قولا أو عملا، نذكر مثلا أن الجمهوريين أرادوا إخراج كتاب في نقد إحدى الشخصيات السياسية البارزة، وقد اقترح الأستاذ عنوانا لذلك الكتاب وطرحه على تلاميذه، وقد عارض معظم تلاميذه ذلك العنوان لأنهم كانوا يرون أن فيه قسوة لفظية ليسوا في حاجة لها.. والأستاذ لم يغير رأيه ولكنه نزل عند رغبة الأغلبية من الجمهوريين وخرج الكتاب باسم غير الذي أراده الأستاذ
كما أن الأستاذ، وفي جلسة مشهورة، قد طلب من الجمهوريين أن ينتقدوه هو شخصيا.. فهل يطلب من يدعي العصمة من الناس أن ينتقدوه؟ وقد كانت هناك الجلسات التي ينتقد فيها القياديين الجمهوريين أيضا، وقد شارك فيها القاضي نفسه، وقد أورد الأستاذ خلف الله عبود أعلاه مثالا على مشاركات القاضي نفسه في جلسات النقد تلك، فلماذا إذا يتحدث القاضي عن التسليم المطلق للقياديين والأستاذ (كالميت بين يدي الغاسل)، وهو يعلم جيدا أن هذا التعميم لم يكن يتضمنه هو شخصيا على أقل تقدير؟.. دع عنك الكثير من الجمهوريين الذين يقرأون ما كتب القاضي ويتعجبون.. وهم الذين عاصروا تلك الفترة بمثل ما عاصرها هو وأكثر!!
هذا علاوة على أن المعروف أن الكثير من الجمهوريين الذين تركوا الفكرة الجمهورية لم يحسبوا غير جمهوريين إلا بعد أن أعلنوا هم بأنفسهم ذلك.. فقد كانوا، وفي أوج معارضتهم السافرة لإحدى أساسيات الفكرة والأستاذ، يعاملون على أساس أنهم ما زالوا جمهوريين.. وخصوصا من جانب الأستاذ الذي كان يناقشهم ويحاورهم دون أي تحفظ أو إنزعاج.. وكانوا موفورين عنده.. ولم يوحي لأحدهم بمفارقته للفكرة حتى يعلنها هو بنفسه.. ومن ثم تحفظ سيرته بين الجمهوريين والأستاذ ويبقى الود بينه وبينهم محفوظا
هنا يمكن أن نضيف أن نظرة الجمهوريين للأستاذ لم تأت من إدعاء أو قول عقيدي.. وإنما جاءت بما رآه هؤلاء في شخصية الأستاذ الفذة.. ولا ادري لماذا يلوم الناس هؤلاء الجمهوريين على أمر لم يتذوقوه هم.. فهم (الجمهوريين) لهم في تلك الناحية تجربة عملية أوردتهم تلك الموارد.. وهم لم يدفعوا بها في وجه أحد ولم يرغموه عليها، إنما كانت مجادلتهم لغيرهم دوما بالفكر خصوصا في عهد الحركة.. فلماذا يصر أمثال القاضي على سحب نظرتهم هم للقياديين وللأستاذ على ما يجب أن يكون عليه جميع الجمهوريين؟.. والمشاهد والمشارب تختلف.. فمسألة الإحساس الذي أحس به هؤلاء الجمهوريون الذين يجلون الأستاذ يصفها الأستاذ عوض الكريم موسى في أبياته:
لم يروه إذا تجافوا عنه واستعصوا خصاما والأباطيل استطالت قبل فانمازت ركاما فأتاها ذات ثلث وهي قد مادت رغاما أبصروا فرأوه حقا ثم أولوه الزماما
هذا ورغم كل ذلك فإن الأستاذ محمود لم يغفل أمر احتمال تورط الجمهوريين في الطائفية بسبب التقديس الزائد من البعض له وللقياديين.. فقال في إحدى محاضراته وهويؤسس لمفهوم (الطاعة بفكر والمعصية بفكر) الذي ذكره القاضي ذكرا هامشيا.. قال: "نحن ما عاوزين نكون مجتمع طائفي، ومسألة أنو الناس يمشوا في قطيع هي بطبيعة الحال الطوعت للطائفية أن تنشأ، ونشوء الطائفية من الصوفية حاجة بسيطة، يعني بفركة كعب الزول من مربيّ صوفي إلي مربيّ طائفي، مجرد ما يجي المرشد يفسد المرشد، يكون مفلس ما عندو حاجة يديها للناس ويكون عاوز الناس يطيعوه، الحاجة المودعة في النفوس الأمر والنهي متعة كبيرة جداً ، بتلقي الناس إتحولو لي طائفة، ونحن الجمهوريين ما في أي شيء يمنعنا من أن نكون طائفة ، والطائفية البنحارب فيها دي ، في أخريات أيامنا مافي شيء يمنعنا منها الاّ أن يكون في عمل زي دا الطاعه بفكر والمعصيه بفكر".. وردت هذه الكلمات في محاضرة للأستاذ في أواخر يناير 1982، وأنا اقتسبت هذا المقطع بالذات من معرض رد للاستاذ عرمان محمد أحمد في صالون الجمهوريين على مقالات القاضي هناك، وأرجو أن يقوم بنشره خارج الصالون عما قريب
خلاصة القول أن القاضي، في مسائل معينة، قد عبر عن حال فئة كبيرة من الجمهوريين حسب ما عايشته أنا شخصيا.. ولكن صيغة الجمع في مقاله غير صحيحة على الإطلاق.. والسياق الذي أورد فيه تلك النقاط هو أسوأ في مافي مقالاته، لانها مغرضة بشكل واضح وفاقدة للمنهاجية النقدية بشكل أوضح.. والتشويه الذي يخرح منها للفكرة الجمهورية ومواقفها هو الشيء الوحيد الذي يخرج منها.. ولهذا فهي تفتقد "الصدق" في وصف حال الجمهوريين الذي قلدها به الأستاذ عجب الفيا.. في رأينا
وأخطر مافي مقالات القاضي هو محاولة إلغاء علاقة الفكرة الجمهورية- كفكرة دينية- بالفكر الحر.. وفي هذه النقطة تكفي مقولة الأستاذ: " و لسنا ندعو ، أول ما ندعو ، إلى شئ ، أكثر ولا أقل ، من إعمال الفكر الحر فيما نأتي وماندع من أمورنا ـ الفكر الحر الذي يضيق بكل قيد ، ويسأل عن قيمة كل شئ ، وفي قيمة كل شئ .. فليس شئ عنده بمفلت عن البحث ، وليس شئ عنده بمفلت عن التشكيك .. فلا يظنن أحد أن النهضة الدينية ممكنة بغير الفكر الحر .. ولا يظنن أحد أن النهضة الإقتصادية ممكنة بغير الفكر الحر .. ولا يظنن أحد أن الحياة نفسها يمكن أن تكون منتجة ممتعة بغير الفكر الحر .. " انتهى كلام الأستاذ
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الجمهورية لا يسعها الحزب.. والحركة الجمهورية لا تشبه غيرها (Re: Yasir Elsharif)
|
أعود لتصحيح خطأ في النقل ورد من جانبي.. وقد نبهني له الأستاذ عمر القراي مشكورا
قلت في معرض حديثي عن موضوع العصمة أن الأستاذ محمود قد قال مرة "أنا ولي محفوظ"، وكنت قد استعنت بذاكرتي في هذا الشأن وقد استمعت للقاء تم بين الأستاذ محمود وطالبين من جامعة الخرطوم من تلاميذ الترابي بمنزل الأستاذ محمود بالمهدية.. والطالبان هما يوسف فضل الله ومحمد عثمان محجوب.. ولكن ذاكرتي لم تكن دقيقة، وقد صحح لي الأستاذ القراي عبارة الأستاذ محمود حيث كان هو حاضرا لذلك اللقاء
الصحيح أن الأستاذ قال في معرض رده على الطالبين الذين ألحا عليه بالسؤال عن شخصه بما معناه (أنا بطبيعة الحال لا ادعي العصمة لانها من حظ الانبياء وأنا لست نبيا، ولكن إذا قلت أني ولي محفوظ، هل ستقبلان هذا القول مني وتلتفتان إلى مضمون الفكرة بدل الحديث عن شخصي؟).. وقد ورد هذا التعبير من الأستاذ دون تقرير ودون تعقيب.. وكان بعد إلحاح طويل من الطالبين اللذين أصرا على جعل محور النقاش هو شخص الأستاذ دون مضمون فكرته.. وكان أيضا بعد أن وضح لهما الأستاذ مفهومي العصمة والحفظ في فكره
الشاهد الموثق أن الأستاذ كان يرفض دوما أن يسمى بمثل تلك المسميات، حتى أنه لم يقبل من أحد محدثيه مخاطبته له بـ(شيخ محمود) ورد عليه فورا (أنا ما شيخ)
لزمنا التوضيح لهذه النقطة.. وآسف وأعتذر للقراء على هذا الخلط من جانبي.. واللقاء على كل حال موجود في موقع الفكرة في صفحة (لقاءات وحورات).. فليراجع في موضعه
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
أنا مع حل التنظيم في الماضي، ولا أرى ضرورة لإقامته في الوقت المنظور (Re: Yasir Elsharif)
|
تساءل أحد الجمهوريين الكرام في صالون الجمهوريين تساؤلات منطقية أرى أن نقاشها يساعدني في توضيح نفسي أكثر حول موضوع الحدود الذي تناولته في مداخلتي أعلاه، وأنا لم أورد إسمه لأنني أتبنى تساؤلاته بنفسي وأرد عليها وهو بإمكانه أن يذكر إسمه إذا أراد.. يقول الأخ الكريم:
Quote: "هل ماكتبه الأستاذ من أفكار يصعب عرضها والدفاع عنها في عالم اليوم كما يشتم من حديث دكتور ياسر أعلاه ومن حديث آخر مماثل لا أذكره الآن .. " "هل ماكتبه الأستاذ عن "الحدود" وضرورة بقائها لأن المشرع راعى فيها حوجة النفس البشرية والتي لم تتطور كثيرا خلال القرون الماضية وحديثه عن الشبهات ووسائل اثباتها التي تطورت بتطور العلم ، هل هو فعلا حديث غير مقنع؟!!" |
لا شك عندي أن حديث الأستاذ عن عدم تطور الحدود في الرسالة الثانية، والتطور في درئها بالشبهات، أمر مقبول عندي نظريا ومقنع لي منطقيا، أما تطبيقه فهو مرتبط عندي بعودة المسيح الذي يطبق الرسالة الثانية.. وأنا لا تواجهني أي صعوبة في تعريف الناس بموقف الفكرة الجمهورية من الحدود، وفي الحقيقة فإن النصوص بها واضحة لا لبس فيها ولا غموض.. ولكني في نفس الوقت لا أبشّر بهذه الحدود في هذا الوقت، بل أنادي بالضغط على الدول التي تطبقها أن تقوم بإلغائها.. وقد كتبت في مداخلة أخرى في بوست الأخ النور عن "محاولة" الأستاذ عبد الله بولا النقدية ما أظن أن الأخ المتسائل قد أشار إليه:
Quote: والآن أعود للسؤال الذي وضعته عنوانا جانبيا للمداخلة: أين يضع الجمهوري، كفرد مثقف، نفسه؟؟ بطبيعة الحال لا يمكن للجمهوري أن يضع نفسه مع الأصوليين من عينة أحمد منصور والدكتور النفيسي، ولا مع المحافظين من الشيعة الخمينيين.. وحتى يكون الأمر سهلا فسأقوم بوضع بعض الأسئلة التي أجيب عنها فيما يخصني كمثقف حر ولكنه جمهوري أيضا.. أين يقف الجمهوري من المناداة بإلغاء عقوبات الحدود مثل الرجم والبتر والصلب والجلد في الدول التي تطبقها مثل السعودية والسودان وإيران؟
أنا أنادي مع المنادين بإلغاء هذه العقوبات، تماما كما حدث ذلك من قبل في منشور "هذا.. أو الطوفان"..
وهنا ينشأ سؤال: وماذا عن رأي الفكرة الجمهورية في أن الحدود لا تتطور، وأنها تظل موجودة في الرسالة الثانية كما كانت في الرسالة الأولى؟
حسنا، لقد جاء في أدبيات الفكرة الجمهورية أن تطبيق الرسالة الثانية رهين بمجيء رجلها وبمجيء أمتها، وقد جاء أن رسول الرسالة الثانية الذي يستطيع أن يطبقها هو المسيح المحمدي، وأظن أن الجميع متفقون في أنه لم يأت بعد، وإلا لما كان هناك جدال حوله.. وعندما يجيء يمكن توجيه سؤال تطبيق الحدود إليه.. أما نحن كمثقين أحرار فإن واجبنا أولا هو المناداة بما تقول به الأعراف الدولية والإنسانية، أما من يريد أن يعارض الإرادة الدولية فعليه أن يتحمل النتائج.. وفي هذا السياق أحب أن أسرد حديثا دار بيني وبين الأخ الدكتور عبد الله أحمد النعيم قبل عدة شهور.. سألته عن رأيه في مسألة العقوبات الحدية ومقولة الفكرة الجمهورية بأن الحدود لا تتطور.. فقال لي أن الأستاذ محمود طرح المسألة يوما في جلسة عامة للجمهوريين ووجه سؤالا معناه هل هناك من يعارض فكرة تطبيق الحدود بالضوابط التي تقول بها الفكرة الجمهورية؟ وكان أن وقف الدكتور عبد الله ، وأنا أحاول هنا أن أنقل عبارته بقدر الإمكان، وقال: لو كانت هناك فرصة للمعارضة فأنا أعارض تطبيق الحدود.. ولم يعلق الأستاذ في الجلسة.. وقد أخبرني الدكتور عبد الله بأن الأستاذ قال له وهو يودعه في غرفته بعد الجلسة: أنا سعيد جدا بأنك قلت ما قلت عن معارضتك لتطبيق الحدود.. وقد فهمت من هذه الحادثة الكثير.. ما هي خطورة قول الفكرة الجمهورية ببقاء الحدود في الرسالة الثانية، بالرغم من الضوابط الشديدة التي تجعل تطبيقها أشبه بالمستحيل، إذا كانت الفكرة نفسها لا تستخدم وسيلة العنف للوصول إلى السلطة، ولا تقر العنف من حيث المبدأ؟؟ وما هي خطورة قول الفكرة الجمهورية أصلا إذا علمنا أن تطبيق ذلك القول رهين بمجيء رجلها وبمجيء أمتها، خاصة إذا كان داعي الفكرة الأول قد اتخذ الوسائل السلمية لمقاومة من بدأوا بتطبيق الحدود بالفعل ودفع في سبيل ذلك حياته ثمنا لما نادى به؟؟
أرجو أن أقرأ رأي إخواني الجمهوريين في ما قلت، كما أرجوهم الكتابة في اتجاه الإجابة على السؤال الذي جعلته عنوانا لهذه المساهمة وهو أمر يختص بالتجديد، وبالحداثة، وما بعد الحداثة، وليس فقط ما بعد 18 يناير 1985 ولا 11 سبتمبر 2001.. ولا بد لي من إبداء إعجابي بمداخلة الأخ النور وأتوقع منه المزيد كما وعد هو بنفسه.. مع مزيد التحايا والشكر للأستاذ عبد الله بولا الذي أتوقع التحاقه بالحوار في اقرب وقت، بدون أن نمسكه من اليد البتوجعو "الوقت"، فأن أعرف أن الوقت له "حكم" نافذ ، فالمثل السوداني يقول "العين بصيرة والإيد قصيرة"..
ملحوظة: هذه هي وصلة كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة".. http://www.alfikra.org/books/bk270.htm وقد وصل الهوس الديني إلى السلطة الفعلية بانقلاب الانقاذ للمرة الثانية.. وها هي العاصفة تتجمع من قوى الإسلام السياسي وتريد الوصول للسلطة في الدول العربية والإسلامية وتجد من كراهية العرب والمسلمين لأمريكا وإسرائيل كثيرا من الدعم والشعبية.. فهل سوف يصلون إلى السلطة؟؟ وهل نحن على أبواب "صراع الحضارات"؟؟ أسئلة مفتوحة وإجاباتها مفتوحة أيضا.. نسأل الله أن يهدي العقول والقلوب إلى الاستماع إلى صوت العقل والحكمة بعيدا عن سلطة النصوص.. والشكر للجميع مع أجمل التحايا والأماني الطيبة.. وياسر |
وهناك تساؤل آخر يقول:
Quote: ثم هل لم يطرح الجمهوريون هذه الآراء في الماضي وأداروا حولها النقاش عن قناعة بها ويقين بقوة منطقها؟ |
بلى قد طرحوها ودافعوا عنها عن قناعة وإيمان نظري نابع من الإيمان بالأستاذ، ولكن أرجو أن لا ننسى أننا لسنا الآن في ذلك الماضي.. إن بيننا وبينه أحداث الثامن عشر من يناير 1985، ووصول الهوس الديني إلى السلطة في السودان منذ عام 1989، ثم أخيرا أحداث سبتمبر 2001.. إننا في عهد الطوفان.. ونحن يجب أن نكون مع المعسكر الذي ينادي بتحجيم صوت "الأصوليين" حتى ترسو السفينة على بر الأمان.. حديث الجمهوري الآن عن الحدود وإدخالها في التشريع وفي الدستور المقترح للسودان لا يعدو أن يكون سوى إعادة إنتاج للإنقاذ..
وهناك تساؤل آخر:
Quote: وهل فعلا اذا ضمنت الحدود في التشريع في ظل الظروف التي ذكرها الجمهوريون يكون الوضع ضد مواثيق لحقوق الانسان؟ وهل لم تكن هذه المواثيق موجودة حينما أعلن الأستاذ آرائه هذه؟ |
وأين هي الظروف التي ذكرها الجمهوريون؟؟ ليست موجودة الآن.. ولذا أنا بدأت كلامي بالقول أن: فإذا أرادت أي جماعة أن تتخذ الفكرة الجمهورية الآن مرجعية لحزب سياسي فإن هذا الحزب سيكون ضد مواثيق حقوق الإنسان.. وأرجو أن ألفت النظر إلى أنني قد قلت في المداخلة الثانية
Quote: أما من يريد أن يعارض الإرادة الدولية فعليه أن يتحمل النتائج.. |
وكما قال الأخ السائل، فقد كانت مواثيق حقوق الإنسان موجودة بالفعل حينما أعلن الأستاذ الموقف من الحدود، ولكن يجب ألا ننسى أن دعوته كلها كانت تبشيرا، ولم يكن هناك أي اتجاه لفرضها على الناس، بل بالعكس قام بمعارضة من فرضوها على الناس.. أما دعاة التنظيم اليوم، من بين الجمهوريين، فهم يريدون تأسيس حزب بآليات الانتخاب ويريدون أن يجعلوا هذه الحدود ضمن دستورهم، فأنا ضد هذا المشروع وضد هذه الجماعة.. وهناك من خرج على الفكرة نفسها ونعى على التنظيم السابق أنه لم يكن قائما بصورة ديمقراطية، مثل الأخ أبو بكر القاضي.. يقول الأخ المتسائل:
Quote: وهل معنى عدم انفصال الفكرة عن الأستاذ ان الدفاع عن مبادئها غير ممكن في ظل الغياب الحسي للأستاذ؟ |
لا، الأمر مأتاه ليس بهذه الطريقة.. وقد أوضحت بعاليه أنني أعتبر أن حكم الوقت الآن يقضي بالمناداة بإلغاء هذه العقوبات في نفس السياق الذي يتحدث فيه المبشر بالفكرة الجمهورية بعودة المسيح "الروح" الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.. يقول الأخ السائل:
Quote: وهل فعلا هذه حجة قوية ضد الحركة الجماعية أم أنها حجة تواجه حتى المتحرك حركة فردية حيث يظن فيه الاقتناع بكل ماورد في كتب الفكرة الجمهورية ؟ |
أنا لا أتحدث هنا عن الحركة الجماعية، ولا الحركة الفردية، ولكني أتحدث عن اتخاذ الحركة الجماعية شكل التنظيم ذي الدستور الذي يحوي الحدود.. ومناداتي بإلغاء الحدود لا يعني أنني غير مقتنع نظريا بما جاء عن الحدود في كتب الفكرة.. والتوضيح قد سبق تفصيله.. والتساؤل الأخير هو قول الأخ الكريم:
Quote: الأمر الآخر هل فعلا الدكتور ياسر مقتنع بحديث الأخ الدكتور النور حمد الذي أورد طرف منه هنا .. هل مثلا يشارك الأخ النور اعتقاده "بان المسيح قد جاء. وقد بلغ رسالته، وذهب راضيا مرضيا." أم انه ينتظر مجيئه مع المنتظرين ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ويجسد المقام المحمود في اللحم والدم؟ |
والجواب نعم، أنا أشارك الأخ النور ميله إلى الاعتقاد "بأن المسيح قد جاء، وقد بلغ رسالته، وذهب راضيا مرضيا." ولكنه لا يتناقض مع يقين آخر وهو "عودة المسيح" الذي "يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ويجسد المقام المحمود في اللحم والدم".. لقد كانت الأحداث التي تعرض لها الأستاذ محمود في يناير من عام 1985 أقرب شبهاً بما جاء في سيرة المسيح الإسرائيلي عليه السلام في الماضي.. المسيحية هُزمت على المستوى الظاهر للناس بمقتل المسيح، والدعوة إلى الرسالة الثانية هُزمت على المستوى الظاهر بمقتل الأستاذ.. وفي فرصة أخرى سأواصل التعليق على كتابة الأخ أبو بكر.. وأشكر الأخ الكريم على تساؤلاته القيمة فهي قد أعطتني الفرصة لأوضح نفسي.. ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
ما في محبتها ضد أضيق به * هي المدام وكل الخلق ندمان (Re: emadblake)
|
والآن أعود للتعليق على بعض نقاط الأخ أبو بكر، فهو يقول:
Quote: 4 - على الرغم من ان تجمع النقابات الست التي فجرت انتفاضة ابريل 1985 قد نظم نفسه بالاساس لمواجهة نظام نميري لمنع اعدام الشهيد محمود‚ وبالرغم ان الجامعات بالخرطوم وتحديدا جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة الفرع كانتا تحت تصرف الجمهوريين بسبب العمل الدؤوب من اركان النقاش والمحاضرات والمعارض منذ عام 1977 وحتى 1985‚ الا أننا لم نوظف هذه الامكانات لقيادة الشارع السوداني لاسقاط النظام او لإجباره على التخلي عن تنفيذ حكم الاعدام‚ وبل كان الجمهوريون مصدر احباط لكل الراغبين في الذود عن الاستاذ حيث كنا نؤكد لهم ان لا نظام النميري ولا أي كائن في الارض او السماء يستطيع مس الاستاذ بأذى‚ باختصار قلنا للاستاذ بلسان الحال (اذهب انت وربك وقاتلا)‚ |
يورد الأخ أبو بكر القاضي الآية الكريمة في ختام هذه النقطة الآية الكريمة في محاولة لتشبيه الأستاذ بحال سيدنا موسى مع قومه غداة أمرهم بدخول الأرض المقدسة.. وأنا سأورد السياق القرآني كاملا عسى أن يتنبه له الأخ أبو بكر يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ *
وهذا التشبيه لا يقوم بأي حال، فلا الأستاذ يمكن أن نشبهه بموسى عليه السلام ولا الجمهوريين يمكن تشبيههم ببني إسرائيل.. فدعوة سيدنا موسى جاءت مشتملة على القتال الحسي، بينما لم تشتمل دعوة الأستاذ محمود على القتال أبدا.. وبنو إسرائيل قد عصوا سيدنا موسى، بينما قام الجمهوريون بتنفيذ كل توجيهات الأستاذ، بما فيها عدم التعاون مع تجمع النقابات.. المهم في الأمر هو أنه قد ثبت أن المسرح كان يحتاج لخوض تجربة الهوس الديني، وقد كانت بعض نقابات ذلك التجمع، مثل نقابة الأطباء وعلى رأسها الدكتور الجزولي دفع الله والدكتور حسين سليمان أبو صالح، من دعائم الجبهة، حقيقة، فصار أحدهما رئيسا للوزراء وصار الآخر وزيرا للخارجية.. أما وزير دفاع النميري سابقا، وهو الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، فقد أصبح رئيس المجلس التنفيذي العالي الذي أطاح بحكومة نميري، وقد اتضح أنه من أعمدة الإسلاميين وقد مهّد الطريق لهم تمهيدا، وأصبح فيما بعد رئيسا لمنظمة الدعوة الإسلامية، أكبر واجهات الإسلام السلفي المتخلف.. هل تريد الحق يا أبا بكر.. إن تشبيه الأستاذ إنما يكون بين المسيح عيسى عليه السلام وتلاميذه عندما قال الله في أمرهم في سورة آل عمران: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * أو في سورة الصف يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ *
يقول الأخ أبو بكر:
Quote: بعد تنفيذ حكم الاعدام اصبحنا مثل الصراصير اختفينا في البيوت فجاءت نصيحة القيادة للاخوان والاخوات المعتقلين بتوقيع التعهد اللازم والخروج من الاعتقال التحفظي بعد ان افتى احد القياديين بنص من الاستاذ بان (الدعوة التي لا تنتصر في حياة صاحبها هي دعوة «ناقصة» وفي رواية اخرى هي فتنة)‚ وبالطبع فان الاستاذ قد اورد هذا النص في اطار الحديث عن دعوات اخرى غير الفكرة الجمهورية ولم نكن نظن ان هذه القاعدة يمكن ان تطبق علينا في يوم من الايام‚ بهذه الفتوى انتهى النشاط الجمهوري وتفرقت أحزاننا أيدي سبأ‚ |
من حق الأخ أبو بكر أن يكون له رأي في مسألة حل التنظيم وفي توقيع التعهدات بعد تنفيذ حكم القتل على الأستاذ، ولكن ليس من حقه أن يصف الجمهوريين بهذا الوصف، لأنه غير صحيح، وهو يعلم أن غالبيتهم كانوا رهن الاعتقال لمدة قاربت الأسبوعين.. وقد كتبت عن ذلك كثيرا في هذا المنبر وفي منبر الفكرة الحر.. على كل حال، فقد كنت وما زلت على رأيي بأن حل التنظيم وتوقيع التعهدات كان عملا حكيما، ولا زلت عند رأيي بعدم جدوى إعادة التنظيم لغرض العمل السياسي أو المواجهة، فالمواجهة لا تكون جماعية.. أنا مع العمل الفردي للتعريف بالأستاذ والفكرة في هذه المرحلة، وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. الأخ أبو بكر القاضي كان يحمل في جوانحه بعض سمات إنكار أصالة الأستاذ محمود حتى قبل التنفيذ، وهو يظن أن تنفيذ القتل عليه ينفي عنه صفة الأصالة.. وهذا هو أس الخطأ في تفكير القاضي.. وقد استندت في هذا الاستنتاج على قوله التالي: الاصلاح الحقيقي المطلوب هو ان يرجع الاستاذ نفسه الى (التقليد) الى ان تأتي (ليلة القدر)‚ لأن الاشكال في الفكرة الجمهورية هو الاستاذ نفسه‚ ولو فعل ذلك لتحول الى (مصلح) عادي‚ ولا نفتح باب الإصلاح واسعا داخل الفكرة إن مشهد التنفيذ، وما كان عليه الأستاذ يعتبر أكبر دليل على أصالته.. لقد برهن الأستاذ محمود على أنه يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول.. لقد أثبت أنه حر حرية فردية مطلقة من كل قيد، حتى من قيد الجسد.. وهذه مسائل لا ينفع معها الجدال والنقاش والمنطق.. إنها مسألة ذوق.. والإنسان إما أن يراها أو لا يراها.. وهي مسائل قد وردت في أشعار كبار المتصوفة والأخ القاضي ربما سمع بعض تلك الأبيات تنشد في حضرة الأستاذ، وإذا تأمل قليلا ربما يستيع أن يدرك أنها إنما كانت تعني الأستاذ.. وجه من أهواه لاح * فاختفى نور الصباح فاسقني الكأس الطفاح * في غبوق واصطباح لم تقل أهل السماح * موسم الأفراح راح
هذه دعوى الوجود * تمنع القلب الشهود فهو في أسر القيود * وجنازير الحدود ليرى حال الأسود * في ملاقاة الكفاح
للغني عبد فقير * وإلى الله المصير صلّ يارب القدير * لي على البدر المنير سيد الرسل البشير * فائق كل الملاح
فهل أقول لأخي أبو بكر أن يحاول رؤية الأستاذ محمود في وسط أبيات الشيخ النابلسي؟؟ إنها آية الأستاذ محمود يا أخي الكريم، ولكن مظهرها جاء في سقوط النميري ونظامه، مع بقاء قوانين سبتمبر ليتم تعليم الشعب وتعليمنا جميعا، فإن كلام الله فعل، كما يعرف القاضي..
وقفات الذكر وجلسات الإنشاد لم تكن دروشة، وإنما كانت وسائل فكر وشعور راقية لتعليم الجمهوريين التوحيد، وكثيرا ما سمعنا الأستاذ يردد مترنما خاتمة القصيدة العرفانية الراقية في البيت الذي يقول: ما في محبتها ضد أضيق به هي المدام وكل الخلق ندمان
هذا البيت التوحيدي من الدرجة الأولى هو روح قصيدة الشيخ العارف بالله نجم الدين ابن إسرائيل التي خمسها الشيخ النابلسي، وهو يعني أن حبه للذات الإلهية يجعله يرى أن لا ضد ولا عدو لله في هذا الوجود، فانظروا إلى هذا التوحيد وتأملوا.. ودفعا للكدر وخواطر الشر في نفسي أولا أهديكم جميعا مطالع هذه القصيدة التي طالما سمعناها في مجالسه العامرة بحياة الفكر وحياة الشعور:
قلبي إلى وجه سلمى مغرم عاني وحبها معدم آثار أعياني فيا رفيقي حديث الغير أعياني
روح فؤادي بذكر النازح الداني فذكره لم يزل روحي وريحاني
****
من لي بمن هو باد في غلالته كالبدر يشرق من صافي غمامته فغن لي باسمه وافصح بآيته
واصرف همومي بصرف من مدامته فدنها من جناب العز أدناني
****
بالله يا بارق الأسرار قف نفسا فالكون نور ومن يلهو يرى غلسا إني أردت الهدى خذ منه لي قبسا
واحطط رحالي بباب الدير ملتمسا راحا فقيوم ذاك الدير لي داني
| |
|
|
|
|
|
|
مقال جديد لأبي بكر القاضي (Re: Yasir Elsharif)
|
هنا مقال جديد لأبي بكر القاضي نشر في سودانايل
وقد نعود للتعقيب عليه
الفكرة الجمهورية (دينية) وليست (وطنية) أبو بكر القاضي
سلام السودان آت حتما وهذه المسألة لا تقع في باب الغيبيات فقد توافرت ظروف موضوعية محلية مرتبطة بفشل الحكومة السودانية وعجزها عن الاستمرار في الحرب خاصة بعد تفجر الاوضاع في دارفور كما ان «الحركة الشعبية» نفسها قد تعبت من الحرب‚ كما توافرت ظروف اقليمية ودولية اجبرت طرفي التفاوض على المضي قدما في السلام‚ فالبروتوكول الخاص بمنطقة أبيي كان املاء صرفا حققت فيه الحكومة السودانية درجة (أعد) فقامت باعادة نسخه كما هو وتوقيعه‚ هذا المقال هو جزء من سلسلة من المقالات هدفها المساهمة في خلق مناخ وطني سوداني يجعل السلام خطوة للوحدة وليس هدنة للانفصال السلمي او استراحة لاعادة تنظيم الصفوف من اجل حرب صليبية جديدة في السودان حتى لا يكون اندلسا اخرى كما بدأ يلوح في الافق منذ الآن من بعض الخائفين على مقاعدهم في زمن قسمة السلطة‚ ان روح اتفاق مشاكوس وبالتالي اتفاقية السلام كلها هو موضوع (المواطنة) والتي تعني ببساطة ان تكون المشاركة في الحياة العامة وتقلد الوظائف على اساس ان هذا الانسان او الانسانة (سوداني او سودانية) وليس لكونه مسلما او عربيا ذكرا‚‚ الخ بمعنى ان القاسم المشترك الاعظم بين الناس هو (السودان) وطن الجميع وليس الاسلام (دين الغالبية) وليس العروبة كما هو سائد في (السودان القديم)‚ كل المعطيات الحالية تقول ان حكومة الانقاذ قد فشلت تماما في ادارة السودان وحكمه حكما رشيدا عادلا يحقق طموحات شعبه وان مصير السودان هو التفتت بانفصال الجنوب بحد اقصى بعد ست سنوات ونصف وانفصال الغرب‚‚‚ الخ‚ كما ان الدلائل تشير الى ان الاحزاب الشمالية ــ ذات التوجه الاسلامي ــ لا تختلف كثيرا عن الحكومة في فهمها للاسلام وقبول الآخر المسيحي وغير المسلم وان المسلمين غير مستعدين لتقديم تنازلات (مؤقتة لمدة مائة سنة) من اجل وحدة السودان والكسب في المدى البعيد ــ ان فترة مائة سنة هي بسيطة جدا في عمر الشعوب‚ الا يكفي اننا نحارب في الجنوب لمدة 50 سنة تعطلت التنمية الاقتصادية والاجتماعية وزادت ضحايا الحرب على 5‚2 مليون نسمة؟ الجنوب وغرب السودان في المهدية ان السودان (الشمالي) الحالي المتماسك الذي يضم الوسط والشمال والشرق والغرب هو نتاج لجهد الحركة المهدية السودانية وقد كان لنصرة اهل غرب السودان للمهدية دور هام في تعزيز علاقة الوسط بالغرب وللحقيقة فان اعظم انجاز قدمه المهدي لصالح الوحدة الوطنية هو تنصيب الخليفة عبدالله التعايش خليفة له فضلا عن زواجه من الأميرة «مقبولة» فوراوية هم أم السيد عبدالرحمن المهدي‚ فهذه المسائل تعني ان النخبة النيلية لا تمانع في تداول السلطة مع غيرهم وان الوظائف العامة تمنح حسب الجدارة وليس حسب العرق والنسب‚ كما ان زيجات المهدي تعني رغبة النخبة النيلية في استيعاب اهل الهامش‚ فاذا كانت المهدية قد نجحت في غرب السودان فانها قد فشلت في الجنوب ويروي هذا الفشل د‚عبداللطيف البوني في كتابه (البعد الديني لقضية جنوب السودان 1900-1989) ص11 حيث يقول (كما ان بعض القبائل الجنوبية ايدت الثورة ورفعت اعلامها الخضراء ولبست لبس جيوش الانصار وقد بلغ تأييد بعض الجنوبيين للمهدية ان سافر عدد من سلاطينهم الى قدير والابيض فبايعوا المهدي الذي جعل منهم امراء على مناطقهم كسياسته المتبعة حين يقدم عليه مؤيدوه مبايعين ولكن فيما بعد ارسل اليهم المهدي كرم الله الكركساوي اميرا عليهم الامر الذي سبب لديهم خيبة امل كبيرة في المهدية اذ كانوا يظنون ان اميرهم سيكون منهم خاصة وان الكركساوي كانت سمعته مرتبطة بتجارة الرق لذا فان نظرة الاهالي اليه كان ملؤها الكراهية والبغض)‚ باختصار لقد تعاملت المهدية مع الجنوبيين بعقلية (بني أمية) العربية القرشية تجاه (الموالي) وليس بعقلية الداعية التي تستوجب ان يكون اميرهم منهم لان المسألة هي دعوة وهداية وليست (استعمارا) ممثلا في رمزه الجلابي تاجرا لرقيق القح‚ الفكرة الجمهورية وقضية الجنوب على الرغم من ان الفكرة الجمهورية قد تحدثت عن (الفيدرالية) منذ عام 1955 في كتاب (اسس دستور السودان) الا ان الواضح ان مسألة الفيدرالية هذه لم تكن مرتبطة بالجنوب بصورة خاصة وانما هي مطروحة كحل لكل المشاكل الادارية في كل السودان بقراءة أطروحات الفكرة فانك لا تجد اهتماما خاصا بالجنوب الا منذ حوالي عام 1980‚ واذكر حينما كنا نقيم معرض الفكر الجمهوري عام 1977 بعد المصالحة لم تكن لدينا سوى قصاصة صغيرة من صحيفة بعنوان (حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال) وهو عنوان يدل عن ان الفكرة الجمهورية لا تعترف بوجود مشكلة مستقلة لشعب جنوب السودان وانما نرى ان مشكلة الجنوب تابعة لمشكلة الشمال كعلاقة العلة بالمعلول بحيث تنتفي العلة مع المعلول وجودا وعدما‚ صحيح ان الفكرة كتبت في اول الثمانينيات عدة كتب عن هذه المشكلة باللغتين العربية والانجليزية كما كتبت بعض الكتب المعبرة عن فحوى الفكرة موجهة للجنوبيين وهذه من حيث الشكل تعتبر مسائل ايجابية‚ الفكرة الجمهورية (دينية‚‚ وليست وطنية) تقول الفكرة الجمهورية انها معنية (بالاسلام والسودان) ولكن عمليا خيار الاسلام قد استغرق كل وقت الفكرة‚ ومع كامل احترامي وتبجيلي للفكرة الجمهورية الا اني ارى انها قدمت العربة على الحصان ولو انها قالت (السودان والاسلام) لنجحت في رسالتها وذلك حسب البيان التالي: 1- الفكرة الجمهورية كانت رسالة ومشروع (اسلامو عروبي) فهي معنية بالبعث الديني واحياء السنة بعد اندثارها ودستورها القرآن وبرنامج العمل الداخلي لديها هو كتاب (طريق محمد) وقد كانت في موضوع التعليم معنية بالتعريب ومن اهدافها تعريب التعليم والمناهج في جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات التي تدرس باللغة الانجليزية‚ ومشروع الفكرة الجمهورية لتوحيد السودان هو تعميم الاسلام واللغة العربية فهي اذن جزء لا يتجزأ من السودان القديم القائم على (الاسلمة والتعريب) بغض النظر عن فحوى هذا الاسلام وطريقه نشره سلما او حربا‚ 2- ولأن خيار الفكرة الاول هو الاسلام فان الفكرة طوال عهد اكتوبر 1964-1969 الذي ارتبط بشيئين‚ هزيمة العرب عام 1967 وطرح مشكلة الجنوب في اطار المائدة المستديرة لقد اهتمت الفكرة بحرب 67 لانها قضية عربية اسلامية مرتبطة بالقدس والمسجد الاقصى ومهد الاديان الثلاثة وفي النهاية مرتبطة بالحرمين الشريفين والازهر لذلك اعطت الفكرة الجمهورية هذه المسائل مساحة كبيرة من الكتب المتخصصة في حين انها لم تفرد اي مساحة لمشكلة الجنوب والمائدة المستديرة في ذلك الوقت! واثبتت بذلك انها مشروع شرق أوسطي‚ 3- في الكتب التي خصصتها الفكرة الجمهورية لمشكلة الجنوب احترمت الفكرة الجنوبيين حين خاطبتهم باللغة الانجليزية وصحيح اننا كنا نردد مقولة احد الزعماء الافارقة (الوحدة مع التنوع)‚ ولكني اروي للقراء هذه السابقة التي لها مدلول كبير: سأل احد الطلاب الجنوبيين مقدم ركن النقاش الجمهوري بقوة النشاط بجامعة الخرطوم: هل يجوز لي اذا صرت مسلما بالفهم الجمهوري ان اصلي واتلو القرآن في صلاتي بلغة الباريا؟ لف مقدم الركن ودوّر ولكن السائل حاصره فلم يجد مقدم الركن بدا من الاجابة (بلا) فقال له السائل الجنوبي بالحرف هذا ليس دين الله هذا دين العرب !! انا بكل تواضع لا اتفق مع اجابة مقدم ركن الجمهوريين لاني لم اجد في كتب الفكرة ما يمنع ذلك والاصل في الاشياء الحل والاباحة ولكن اجابة مقدم الركن لها مدلول هام هو ان الفكرة الجمهورية ليس لها مشروع صريح ومحدد المعالم للجنوبيين يعترف لهم بحقهم الثقافي في تطوير لغاتهم المحلية وتدريسها في المرحلة الابتدائية وفي الجامعات بل تكون متاحة ليتعلمها ابناء الشمال في الجامعات بل لم تطرح الفكرة مشروعا لترجمة كتبها للغات الجنوبية وترجمة القرآن للغات الجنوبية كما تفعل الكنيسة وتسمح للجنوبيين بالتعبد بلغاتهم المحلية‚ ان هذه المسائل ليست ترفا ذهنيا وانما هي الحد الادنى للدعوة للتعايش ولتحقيق الوحدة الوطنية‚ الخلاصة ان احزابنا الشمالية كلها بما فيها صاحبة الرسالة الثانية هي ذات توجيهات اسلامو عروبية اهتماماتها شرق اوسطية وعينها على مكة والمدينة والقدس والمسجد الاقصى وهي بافكارها واطروحاتها وثقافتها السائدة غير مؤهلة لتحقيق وحدة السودان ولمواكبة مشروع السودان الجديد بل هي السودان القديم نفسه الذي يحتاج الى اصلاح وتجديد واعادة صياغة لمواكبة السودان الجديد وسيكون موضوعنا القادم هو: هل بالامكان انطلاق السودان الجديد من سودان 1974؟ سوف نتابع فيه اثبات فرضية ان الفكرة الجمهورية جزء من مشروع الاسلامو عروبي ولا تختلف في الهدف النهائي عن المفهوم الاخواني وانصار السنة‚
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال جديد لأبي بكر القاضي (Re: Yaho_Zato)
|
السادة القراء
أعتقد أن هذه المقالة الأخيرة للقاضي هي "الحالقة".. فقد بدأت صيغة التشويه المتعمد تفوح منها فواحا يشتمه القارئ دون عناء.. ولا ادري هل ينوي القاضي أن يستمر في سلسلة "الحالقات" هذه أم لا.. ويبدو أنه ما زال في جعبته الكثير ليقول.. خصوصا وهو يعد بمقالة قادمة يتابع فيها "اثبات فرضية ان الفكرة الجمهورية جزء من مشروع الاسلامو عروبي ولا تختلف في الهدف النهائي عن المفهوم الاخواني وانصار السنة".. وسنكون في انتظار هذه المقالة القادمة
وأثناء إنتظارنا للمقالة القادمة تلك، سنتناول مقالته الأخيرة هذه بالتفكيك وبجعلها تعبر عن نفسها بنفسها.. ولنا عودة في سبيل ذلك قريبا
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
نص للأستاذ محمود عن اللغة العربية (Re: Yaho_Zato)
|
فيما يلي نورد للقراء نصا من نصوص الأستاذ محمود عن اللغة العربية كما قد وعدنا أعلاه.. والنص من كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) من مقدمة الباب الخامس
فكل ما وقع فيه الخطاب بلفظ (( يأيها الذين آمنوا)) فهو مدني، ما عدا ما كان من أمر سورة الحج، وكل ما ورد فيه ذكر المنافقين فهو مدني، وكل ما جاء فيه ذكر الجهاد، وبيان الجهاد، فهو مدني، هذا إلى جملة ضوابط أخرى.
وأما المكي فمن ضوابطه أن كل سورة ذكرت فيها سجدة فهي مكية، وكل سورة في أولها حروف التهجي فهي مكية، سوى سورتي البقرة، وآل عمران، فإنهما مدنيتان، وكل ما وقع فيه الخطاب بلفظ (( يأيها الناس)) أو (( يا بني آدم)) فإنه مكي، سوى سورة النساء، وسورة البقرة، فإنهما مدنيتان وقد استهلت أولاهما بقوله تعالى (( يأيها الناس اتقوا ربكم)) وفي أخراهما (( يأيها الناس اعبدوا ربكم)) والشواذ عن الضوابط، بين المكي والمدني، إنما سببها التداخل بين الإيمان والإسلام، فإنه، كما ذكرنا، كل مؤمن مسلم في مرتبة البداية، وليس مسلما في مرتبة النهاية، وكل مسلم مؤمن، ولن ينفك.
والاختلاف بين المكي والمدني ليس اختلاف مكان النزول، ولا اختلاف زمن النزول، وإنما هو اختلاف مستوى المخاطبين. فيأيها الذين آمنوا خاصة بأمة معينة. ويأيها الناس فيها شمول لكل الناس. فإذا اعتبرت قوله تعالى (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم)) - وقوله تعالى (( إن الله بالناس لرؤوف رحيم)) وأدركت فرقا، فاعلم أنه الفرق بين المؤمن والمسلم، وهو مستوى كل من الخطابين. وورد خطاب المنافقين في المدينة، ولم يرد في مكة، مع أن زمن النزول في مكة ثلاث عشرة سنة، وفي المدينة عشر سنوات، أو يقل، وذلك لأنه لم يكن بمكة منافقون. وإنما كان الناس إما مؤمنين، أو مشركين، وما ذلك إلا لأن العنف لم يكن من أساليب الدعوة بل كانت آيات الاسماح هي صاحبة الوقت يومئذ، (( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين)) وأخواتها، وهن كثر.
وحين تمت الهجرة إلى المدينة، ونسخت آيات الاسماح، وانتقل حكم الوقت إلى آية السيف، ونظائرها، (( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم، واحصروهم، واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم، إن الله غفور رحيم.)) ودخل الخوف في ميدان الدعوة، واضطرت نفوس إلى التقية، أسرت أمرا وأعلنت غيره، ودخل بذلك النفاق بين الناس.
وكون ذكر الجهاد، وبيان الجهاد، من ضوابط الآيات المدنية، لا يحتاج إلى تعليل.
وأما كون المكية من ضوابطها ذكر السجدة، فذلك لأن السجدة أقرب إلى الإسلام منها إلى الإيمان. وفي حديث المعصوم: (( أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد)) وفي القرآن الكريم (( واسجد واقترب)) وفيه سر عظيم من أسرار السلوك إلى منازل العبودية.
ومنها أن تفتتح السور بحروف التهجي، وهذا باب عظيم، وفيه سر القرآن كله، والحديث عنه لا يتسع له هذا المقام، وإنما نكتفي منه بما نحن بصدده من بيان الفرق بين رسالتي الإسلام. وعدد الحروف التي جرى بها الافتتاح أربعة عشر حرفا، وهي بذلك نصف الحروف الأبجدية. وقد افتتحت بها تسع وعشرون سورة، على أربع عشرة تشكيلة، هي:-
ألم، المص، الر، المر،كهيعص، طه، طسم، طس، يس، ص، حم،حم - عسق، ق، ن. وكل هذه التشكيلات ورد بعدها ما يفيد أنها القرآن، وأوضح شئ في ذلك قوله تعالى من سورة البقرة: (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين)) ذلك إذا وقفت على (( فيه))، أو شئت وقفت على (( لا ريب)) فجاءت الآيتان هكذا: (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب، فيه هدى للمتقين)) وفي كلتيهما فإن الإشارة بذلك إلى (( ألم)).
ومعنى الحرف أنه من كل شئ طرفه، وشفيره، وحده، ومنه (( حرف الجبل)) وهو أعلاه المحدد الرفيع.
ولقد مرت على حروف التهجي حقب سحيقة وهي تتقلب في صور بدائية جدا، قبل أن تأخذ شكولها الحاضرة، ذلك بأن الحاجة إلى الكتابة إنما نشأت مع الحاجة إلى اللغة في وقت واحد، وتلك حاجة سبقت الحاجة إلى العرف الذي سلفت إشارتنا إليه، حين قلنا أن المجتمع الأول نشأ حول عرف قيد نزوات الفرد، وأوجب رعاية حدود معينة، واجبة الرعاية. فالحاجة إلى وسيلة التفاهم، ونقل الأفكار، حاجة أملتها ضرورة المعيشة في مجتمع. ولقد شعر بضرورة الاجتماع جميع أصناف الحيوان، ولكن الإنسان هو وحده الذي ظفر منه بحاجته، وذلك لمقدرته على التفاهم عن طريق (( تقليد)) أصوات الأشياء، والأحياء، ومحاكاة الحركات، وقد ساعده على ذلك إستواء قامته، ولباقة حركات يديه ورأسه، وارتقاء أوتار صوته. فإلى ملكة (( التقليد)) التي انفرد بتجويدها الإنسان عن سائر الحيوان، يرجع الفضل في نشأة اللغة، ونشأة الكتابة، وفي اطراد ارتقائهما، من بدايات بسيطة، ساذجة، إلى أدوات شارفت الاتقان في عصرنا الحاضر. بل إنه إلى هذه الملكة التي وهبها الله الإنسان، يرجع الفضل في التعليم والإتقان. فإنه، من أجل تجويد التقليد، لا بد من استيعاب الأشياء المراد تقليدها استيعابا عقليا كاملا، ثم لا بد من التناسق بين أدوات التقليد وبين العقل، سواء كانت أدوات التقليد اليدين، أو الرأس، أو الوجه، أو العينين. وإلى هذا المجهود المبذول في تناسق حركات التقليد يرجع الفضل في توحيد العقل والجسد. وهو توحيد لم يكتمل بعد ولا يزال يطرد.
ومع أن الحاجة إلى الكتابة ظهرت في نفس الوقت مع الحاجة إلى اللغة إلا أنها لم تكن في مستوى واحد من الإلحاح، ومن الضرورة. ولقد أغنت الإشارة عنها إلى ردح طويل. ولقد بدأت الكتابة برسم الأشياء، والحيوان المراد التعبير عنها، أو ربما برسم حادثة برمتها يراد نقلها إلى أحد لم يكن شاهدها. ولقد كان رسم صورة الحيوان من مراسيم الصيد، وهي مراسيم تتصل بالعقيدة والعبادة، فكأن الصياد كان يعتقد أنه يحرز الحيوان في الصيد، حين يحرز صورته في كهفه الذي يقيم فيه. وذلك للصلة التي اعتقدها بين الصورة والروح.
ثم تطور الفهم فأصبح الفنان يجتزئ برسم جزء معين للحيوان للتعبير عن سائره، كأنيرسم رأس الثور فقط بدلا من رسمه كله. ثم اطرد التطور في تبسيط صور الأشياء والأحياء حتى جاءت الحروف الأبجدية الحاضرة، في سحيق الآماد، وبعد تطور بطئ، طويل.
وعدد حروف التهجي يختلف في اللغات المختلفة، وهو في لغتنا ثمانية وعشرون حرفا، أولها الألف وآخرها الغين، وهي في ذلك أكمل اللغات.
وإذ دفعت الضرورة إلى اللغة، دفعت أيضا إلى الحساب، وقد نشأ الحساب نشأة ساذجة، وبدائية أيضا، وأعان عليه، وبعثه في الذهن، أصابع اليدين والقدمين، فإنها ظاهرة تبعث على التأمل، والتعجب، ولقد كان العدد، ولا يزال، يمارس على أصابع اليدين، وهذا من الأسباب التي جعلت العشرة تتخذ أساسا للعد. ولم تظهر الأرقام التي نعرفها الآن إلا بعد زمن طويل من التطور من الصور البدائية للأعداد. ولقرينة الرمز، والإشارة ونقل العبارة، التي تربط بين اللغة والحساب استعملت أحرف الهجاء بدلا من الأرقام منذ زمن متقادم، كما هو معروف في الأرقام الرومانية، وهم قد كانوا مسبوقين إلى ذلك باليونانيين. ولقد سرى هذا الاستعمال إلى اللغة العربية، فجعلت الأحرف التسعة الأولى لتنوب عن الآحاد التسعة، والحرف العاشر وما بعده يدل على العقود، إلى الحرف الثامن عشر، ومن الحرف التاسع عشر وإلى الثامن والعشرين تدل على المئات، فأصبح بذلك الرقم المقابل لنهاية الأبجدية الألف، وهذا هو الذي جعلنا نقول أن اللغة العربية أكمل اللغات، وذلك لما للرقم (( ألف)) من قيمة روحية (( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)) أو حين يقول (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر)) وهي تعني ألف عام. وحين يقول (( من الله ذي المعارج * تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)). والقرآن كله ذو شكل هرمي.. له قاعدة، وله قمة، وهو يتفاوت بين القاعدة والقمة في معان تدق كلما ارتقت نحو القمة. فهو تفاوت بين حسن وأحسن. وفي قمة القرآن الحروف الهجائية التي افتتحت بها السور، وهذه الحروف، في ذاتها، ذات شكل هرمي أيضا، يتفاوت بين قاعدة وقمة. فالحروف على ثلاث درجات:
الحروف الرقمية، والحروف الصوتية، والحروف الفكرية. فالحروف الرقمية هي الثمانية والعشرون المعروفة، ومنها يتألف الكلام الظاهر: والحروف الصوتية لا حصر لها، وهي، المسموع منها، وغير المسموع بالحاسة، تؤلف الخواطر التي تجيش في العقل الواعي. وأما الحروف الفكرية فهي ملكوت كل شئ، وهي كلمات الله التي قال عنها، جل من قائل (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا)). ومن هذه الحروف الفكرية تتكون الخواطر المستكنة في العقل الباطن، وفي سويدائه الحقيقة الأزلية، وعلى حواشيه الدين. وإلى الحروف الرقمية، والحروف الصوتية، والحروف الفكرية، الإشارة بقوله تعالى (( وإن تجهر بالقول، فإنه يعلم السر، وأخفى)) فالقول المجهور به يقابل الحروف الرقمية، والسر يقابل الحروف الصوتية، وأما الحروف الفكرية فيقابلها (( سر السر)) وهو المعبر عنه بكلمة (( وأخفى)) ومن هذه الحروف الفكرية ما لا يسمع الا بالحاسة السابعة.
وإلى هذه المراتب الثلاث أيضا الإشارة بقوله تعالى (( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا)) وهي آية في الجهر، وفي السر، أي في القول باللسان وفي الخواطر، وأما سر السر فإن فيه قوله تعالى (( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)). والظلم هنا الشرك الخفي، وهو الكبت الذي به انقسمت الشخصية البشرية إلى عقل واع، وعقل باطن، بينهما تضاد وتعارض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Yaho_Zato)
|
نعود للتعقيب على نقاط لم نعقب عليها من قبل في مقالات الأستاذ القاضي..
النقطة الأولى/ يقول القاضي أن الحركة الجمهورية "كانت تفتقر الى أدنى اشكال التنظيم الحزبي اذ لا توجد مؤسسات او مكاتب وأمانات ولا توجد انتخابات‚ فالتنظيم يشبه المؤسسة العسكرية‚ الاخوان مرتبون ترتيبا هرميا من عند الاستاذ‚ وكل اخ بالضرورة يعلم اقدميته وموقعه من الآخر." بداية نلاحظ حجم التناقض في مقولة القاضي هذه.. فإذا كان التنظيم فعلا أشبه بالمؤسسة العسكرية، فمن المعروف أن المؤسسات العسكرية هي أكثر المؤسسات تنظيما.. هذا بغض النظر عن التناقض الذي بيناه فيما قبل عن سيرة الحوار في الحركة الجمهورية.. فالتنظيم العسكري لا نقاش فيه ولا اعتراض على أوامر القائد.. وهذا لا يشبه ما كان عليه حال التنظيم الجمهوري بقيادة الأستاذ محمود على الإطلاق..
النقطة الأصلية التي نريد أن نتحدث عنها اليوم هو قول القاضي أن الحركة الجمهورية " كانت تفتقر الى ادنى اشكال التنظيم الحزبي اذ لا توجد مؤسسات او مكاتب وأمانات".. وهذا مجاف للحقيقة تماما.. فالحركة الجمهورية، على العكس تماما، كانت من أكثر الحركات تنظيما.. وربما كانت الأكثر فعلا في السودان.. وسنورد الأمثلة التالية لأشكال التنظيم في الحركة الجمهورية آنذاك: • كانت توجد اللجان والمكاتب المتخصصة بشؤون الحركة المالية وطباعة الكتب وتنظيم المؤتمرات وربط جمهوريي الأقاليم بالأحداث في مركز العاصمة، والعكس.. وغير ذلك الكثير. • البيوت التي اشتهرت باسم "بيوت الأخوان" (ألف وباء وجيم ودال) كانت مراكز تنظيم حقيقية.. وكانت تعقد فيها الجلسات التي تناقش مواضيع الساعة.. كما كانت تتم فيها عملية تأليف الكتب ورصد المراجع المطلوبة لتلك العملية.. وغير ذلك الكثير.. هذا علاوة على أن بيت الاستاذ كان هو أكبر المراكز التنظيمية التي يجري فيها العمل الدؤوب على قدم وساق.. ليلا ونهارا. • كانت الوفود التي تقوم من امدرمان إلى كافة أرجاء السودان.. وكانت هذه الوفود منظمة بسشكل دقيق.. وكانت تقوم بحملات الكتاب وأركان التوعية والتعريف بالفكرة الجمهورية لكافة أهل السودان.. جنوبا وشمالا وغربا وشرقا. • كانت تقام المؤتمرات الدورية في العاصمة.. كما كانت تقام معارض التعريف بالفكرة في المدن والجامعات.. وكان يحضر الجمهوريون من كافة أقاليم السودان لحضور تلك المؤتمرات.. يجتمعون فيها جميعا في مكان واحد لعدة أيام. • كانت حركة تسجيل المحاضرات والجلسات تسجيلا صوتيا كبيرة جدا.. واليوم توجد مكتبة هائلة من التسجيلات لتلك المحاضرات و الجلسات والحوارات وأركان النقاش التي أمها الأستاذ والجمهوريون. • كانت عملية كتابة التقارير عن مهمات الوفود والمؤتمرات وأركان النقاش تجري بانتظام.. ويتناولها الناس في جلساتهم بالنقد والتعليق من أجل التطوير والإستفادة العامة,, وكانت تلك التقارير توثق ويحتفظ بها. • كانت هناك حركة رصد دؤوبة في متابعة الأخبار والقضايا المحلية والعالمية.. كما كان يجري تناول المهم من تلك القضايا في الجلسات التنظيمية لتداولها والتواضع على موقف فكري أو سياسي أو فعلي منها.. وكان الجمهوريون في بعض الأحيان يخرجون مناشيرا أو كتيبات تتعلق بموقف الحركة من بعض القضايا التي كانت راهنة في ساعتها، في سبيل توضيح تلك القضايا للشعب. • التكافل الإجتماعي كان جزءا لا يتجزأ من التنظيم.. فقد كان التنظيم يعتني بأعضائه عناية خاصة.. حتى مشاكلهم التي لا علاقة لها بالتنظيم كانت تلقى اهتمام التنظيم.. ويجدر بالذكر هنا أن الأستاذ محمود كان يعرف جميع تلاميذه بالإسم.. وهم كانوا ألفا ونيف في اعتقادي.. معرفة شخصية خاصة حميمة.. حتى أن هذه المعرفة كانت تتجاوزهم إلى أسرهم بشكل عام في أحوال كثيرة.
وبعد كل هذا يقول القاضي أن الحركة الجمهورية كانت تفتقر إلى أدنى أشكال التنظيم الحزبي.. وربما كان هذا ما ورط القاضي في هذا القول، إذ أن الحركة الجمهورية لم يكن تنظيمها يشبه تنظيم الأحزاب القائمة في ذلك الوقت.. فقد كانت تتسم بالبساطة والدقة في نفس الوقت.. وربما كان السبب في قول القاضي ما قال هو مقارنته لتنظيم الجمهوريين مع تنظيمات الأحزاب الأخرى التي يبدو أنه كان معجبا بشكلها.. بالرغم من أن التنظيمات الحزبية في معظمها تهتم بشكليات بيروقراطية تعقيدية جدا للعل التنظيمي ليس لها فائدة عملية تذكر.. وقد تجاوز التنظيم الجمهوري ذلك العيب فاتسم بالبساطة.. وفي حين كانت الأحزاب تفتقد الدقة.. خصوصا في ما يخرج باسم الحزب من تصريحات ومواقف، وتحديد الجهة المسؤولة عن ما يرد باسمه من آراء.. وهذه أيضا تجاوزتها الحركة الجمهورية بدقة وكفاءة كبيرتين جدا.. وكان كل ما صدر باسم الجمهوريين موثقا ومعروفا عند الجمهوريين ويتحملون مسؤوليته جميعا.. والأستاذ أولهم.
النقطة الثانية/ يقول القاضي أن الخميني قد حل مسألة "الإمام الغائب" بفرض مسألة "ولاية الفقيه".. ولكن دعونا نتحدث قليلا عن ولاية الفقيه.. في "ولاية الفقيه"، يكون الفقيه معصوما.. ويجب ان نشير هنا إلى أن كل رجل يتولى هذا المنصب يكون معصوما.. فهي ليست عصمة لشخص واحد، وإنما لعدة أشخاص.. ولهم مطلق الأحقية في اتخاذ القرارات التي لا تراجع في مسائل السياسة والدين وكافة قضايا الدولة.. دون مراجعة أو معصية من الحكومة والشعب.. وعلى الحكومة ان تنفذ وعلى الشعب أن يذعن.. فلينظر القارئ هنا أيهما أخف وأكرم.. مسألة عودة المسيح- حتى بالصورة البدائية التي روج لها القاضي- أم ولاية الفقيه؟
هذا وغني عن القول أن الفكرة الجمهورية ،في طرحها لشخصية المسيح، أوضحت أنه يصبح مرجعية فكرية بسبب إقناعه للعقول، ولاتكون له سلطة بدون ذلك.. فسلطته أو هيمنته "فكرية" قبل كل شيء.. وليست "قدسية نصوصية عقائدية" كما حاول القاضي أن يظهرها.. فتلك تشبه "ولاية الفقيه" أكثر في حقيقة الأمر.
هذا وهناك نقطة أخرى مهمة جدا.. وهي أن الشيعة بشكل عام، والإمامية الإثناعشرية بشكل خاص ينتظرون مجيء الإمام المنتظر أيضا.. وهم ينتظرون رجلا بعينه عربي قرشي قح، يرجع نسبه بشكل موثق لآل بيت النبي بشجرة عائلته.. وكل هذه شروط لا بد من إثباتها حسيا عندهم.. كما أنهم يميزون المنتسبين لآل بيت النبي بعمامات سوداء يلبسونها على رؤوسهم ويلقبونهم بـ"الأسياد".. ولابد أن يكون الإمام المنتظر منهم.. كما أنه أيضا يقتضي بطبيعة عقيدتهم أن يكون شيعيا.. فليتأمل القراء بين هذا الفهم والفهم الذي قدمته الفكرة الجمهورية.. وبين ما يقوله القاضي الذي يمجد في "إصلاح الخميني" وتأسيسه لمسألة "ولاية الفقيه"..
النقطة الثالثة/ يتحدث القاضي عن حلقات الذكر التي كانت أيام الحركة الجمهورية بشكل مخجل.. وذلك لأنه لم يعرف قيمتها في اعتقادي.. وحلقات الذكر تلك تقوم بالذكر المفرد "الله" وبالإنشاد العرفاني.. وفي الإثنين قيمتين سلوكيتين عظيمتين.. فذكر "الله" باسمه المفرد هو أعظم الذكر.. يقول تعالى (قل "الله" ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) ويقول (والذاكرين "الله" كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما) ويقول (اذكروا "الله" ذكرا كثيرا).. ويقول الحديث الشريف (سبق المفردون . قالوا من المفردون يارسول الله ؟ قال : الذاكرون "الله" كثيرا والذاكرات).. فهذا الذكر يعمل عملا توحيديا رفيعا.. في تهذيب النفس وتأدبها بأدب الدين.. والإنشاد العرفاني يعمل عمله أيضا في تهذيب الخواطر بالموسيقى والنغم وتحفيز السلوك وشحذ الفكر بالتأمل في المعاني السامية التي تنتظم قصائد الإنشاد.. وحلقات الذكر هذه التي ينقص القاضي من قدرها أيما إنقاص كانت تجد الإعجاب والإشادة من الكثيرين الذين لم يسلموا لطرح الجمهوريين أساسا.. وقد كانت شعبية الإنشاد العرفاني كبيرة، وهي كل يوم تزداد في الوسط السوداني.. وانتقاد القاضي لهذه القضية يجعله حقيقا بظننا الذي سبق أن قلناه من أنه لا يعرف قيمة الدين كوسيلة للتحصل على القيمة الإنسانية داخل الفرد.. القيمة التوحيدية التي بها تسكن الخواطر ويعمر السلام في البنية البشرية.. وهي هي المطلب الأساسي لكل كائن حي.. أن يكون في سلام مع نفسه قبل كل شيء.. يقول الشاعر الجمهوري في أثر الإنشاد على المستمع المتيقظ..
ترنموا ترنموا.. ونغموا ذواتنا وزينوا اسمائنا.. وطيبوا صفاتنا وجملوا أفعالنا.. وجددوا صلاتنا ترنموا ترنموا.. بالحب في حياتنا
من رام درب العودة.. الحب درب العودة الله رب الرحمة.. خلاصة المحبة وفضله يعيدنا.. لجنة الطفولة ترنموا ترنموا.. بالصدق بالبراءة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
إشكالية التحول الديمقراطي وثقافة المستبد العادل (Re: Yaho_Zato)
|
مقال جديد لأبوبكر القاضي من (سودانايل).. نورده هنا ومن ثم نورد الرد عليه
إشكالية التحول الديمقراطي وثقافة المستبد العادل أبو بكر القاضي [email protected] لقد سئم الشعب السوداني من الوصاية الحكومية الامنية على اخلاقه وقيمه وثقافته‚ وذلك لعهدين عسكريين بينهما نظام ديمقراطي هش 1985 - 1989‚ والسأم مصدره استبداد النظامين العسكريين (مايو ويونيو) باسم الدين تارة واسم الشعب تارة اخرى‚ لذلك فان الشعب السوداني حين يتطلع للسلام القادم حتما‚ فهو انما يتطلع ايضا للوازم السلام من تنمية اقتصادية وبشرية وتحول ديمقراطي‚ وقبل ان استرسل في مسألة اشكالية التحول الديمقراطي يلزمني ان اوضح أنني اتابع عن كثب الحوارات الدائرة على الصحافة الالكترونية حول هذه المقالات‚ وبهذه المناسبة افيد القراء الكرام بأني لم اتجاهل الاخ والصديق د‚ حيدر بدوي الصادق‚ و لكن مقالاتي مصممة وفق خطة دراسية‚ فلذلك لم يكن من المناسب الانصراف الى الردود قبل ان اكمل وجهة نظري فضلا عن ان المقالات المتتالية تتضمن الاجابات على نقاطه التي أثارها بشكل او بآخر‚ من المسؤول عن غياب الديمقراطية؟ الجيش السوداني بريء! اذا كنا نتطلع الى التحول الديمقراطي بعد توقيع اتفاقية السلام‚ فمن المناسب ان نتساءل من المسؤول عن غياب الديمقراطية اصلا؟ وأجيب بالآتي: 1 - كل انقلاباتنا الناجحة بصورة خاصة هي بالاساس من تدبير الاحزاب الصغيرة العاجزة عن مناهضة الاحزاب الكبيرة - الاتحادي والامة‚ فالجيش السوداني بريء من انقلابي (مايو) و(يونيو)‚ 2 - الانقلابات هي نتاج لفشل الحزبين الكبيرين في ادارة البلاد والحفاظ على الديمقراطية بالممارسة الحزبية المقنعة للشعب ليحمي الديمقراطية من الانقلاب بل ان نظام عبود جاء بترتيب من حزب الامة مباشرة‚ الفكرة الجمهورية ومفهوم المستبد العادل اذا كانت مسؤولية حزب الامة عن انقلاب عبود في 1958/11/7 ثابتة‚ ومسؤولية اليسار السوداني والحزب الشيوعي بصورة خاصة ثابتة عن انقلاب مايو 1969‚ وتمر علينا هذه الايام ذكرى 19 يوليو 1971‚ وانتهز هذه السانحة لتحية نضال الشهداء عبد الخالق محجوب‚ والشفيع‚ وبابكر النور‚وحمد الله‚ وجوزيف قرنق وشهداء قصر الضيافة ‚‚ الخ‚ وكذلك مسؤولية الحركة الاسلامية بقيادة الشيخ حسن الترابي - فك الله اسره - ثابتة ايضا عن انقلاب 30 يونيو 1989‚ فان مسؤولية الاخوان الجمهوريين عن تأييد ودعم نظام مايو الاستبدادي هو موضوع جدل وانكار‚ بمعنى ان الاخوان الجمهوريين لم يعترفوا بهذا (الخطأ) ولم يعتذروا عنه‚ وحول هذا الموضوع أفيد بالآتي: 1 - العقلية الجمهورية تسيطر عليها منذ خمسينيات القرن الماضي ثقافة (المستبد العادل)‚ وفي ذلك الوقت نصح الاستاذ محمود اللواء محمد نجيب قائد ثورة 23 يوليو - فيما معناه - بأن يحزم الامور ولا يخشى من ان يكون او يقال عليه المستبد العادل‚ فمع كامل احترامنا للاستاذ الشهيد الرمز الا اني ارى مع وجود (الاستبداد) تصبح كلمة (العدل) زائدة‚ وملغية‚ اذ لا عدل مع الاستبداد‚ 2 - خلال فترة الديمقراطية الثانية 1964 - 1969تعرض الحزب الجمهوري لمحكمة الردة في 1968/11/18‚ وكانت الاحزاب الشمالية ذات التوجه الاسلامي على وشك اجازة الدستور الاسلامي ثم تعرض الاستاذ للاعتداء الجسماني بالضرب في مدينة الابيض قبيل مايو 1969‚ هذه الاوضاع زهدت الحركة الجمهورية في الديمقراطية الحزبية‚ لذلك استقبلت (ثورة مايو) من اول يوم بالتأييد‚ 3 - بعد ضربة الجزيرة في عام 1970‚ وتصفية الحزب الشيوعي في يوليو 1971‚ وبعد اجهاض انتفاضة اغسطس 1973 تحولت العلاقة بين الجمهوريين ومايو الى تحالف (مقدس) غير مكتوب‚ 4 - رغم ان شعار الحزب الجمهوري هو (الحرية لنا ولسوانا) الا انه لدى الممارسة الفعلية اثبت انه لا يختلف عن الاخوان المسلمين وانصار السُّنة من حيث عدم اعترافه بالآخر المسلم او غير المسلم‚ ولا يعترف بالتحول الديمقراطي القائم على الممارسة الحزبية‚ بل يشترك مع هذه الجماعات في فكر التكفير‚ والعنف اذ لا فرق بين عنف اللسان وعنف السيف‚ وأقدم الدليل على كل ما تقدم بالآتي: ( أ ) عدم الإيمان بالتحول الديمقراطي التراكمي أولا : مصلطلح (ثورة الانقاذ الذي يعني ايجاد نظام عسكري يلغي الاحزاب بذنب (الطائفية) ويسمح لحزب واحد بالعمل والنشاط هو من ابتداع الجمهوريين قبل الاخوان المسلمين‚ واحيل القارئ في هذا الخصوص الى كتاب الصلح خير للجمهوريين (ص 11) من طبعة الصالون وتحت عنوان «ثورة مايو» يقول الكاتب: لقد جاءت ثورة مايو في ساعة الصفر‚ (فأنقذت) البلاد من الهاوية التي كانت ستتردى فيها ‚‚ وحلت الاحزاب جميعا ‚‚ فما كان من تلك الاحزاب الا ان هبت لمعارضتها ‚‚ حتى بلغ الامر بالطائفية ان اشهرت السلاح في مواجهة الثورة ‚‚ وكذلك فعل الشيوعيون ‚‚ ولقد استعملت الثورة السلاح لتقمع هذا الجنوح المرذول‚ وكذلك كسرت الثورة شوكة الطائفية وشوكة الشيوعيين» انتهى‚ الهلالان حول كلمة (أنقذت) من وضعنا‚ اذن لدى الجمهوريين انقلاب مايو هو (ثورة) (أنقذت) البلاد‚ فهي اذن (ثورة الانقاذ الاولى)‚ وثورة الترابي - البشير - علي عثمان هي (ثورة الانقاذ الثانية)‚ عفوا ‚‚ كلمة الانقاذ بذات المعنى على (ص 11) من ذات الكتاب‚ ثانيا : لقد برر الجمهوريون لثورة الانقاذ الاولى قمعها للطائفية والشيوعيين واعتبرت ذلك حسنة و انجازا للنظام ثم استخدمت الثورة المستبدة لاحقا ذات الاسباب للتصفية الجسدية للجمهوريين وهي حماية (مكاسب الثورة)!! ثالثا : كتاب (الصلح خير) عمليا موجه لصانعي القرار في ثورة الانقاذ الاولى وهما (الاتحاد الاشتراكي) و(جهاز الأمن) فاالكتاب يقول تحت عنوان المنابر الحرة (سيظل الاتحاد الاشتراكي التنظيم الفرد)‚ كما يقول تحت عنوان (عودة الاحزاب) (الاحزاب بصورتها التقليدية المعروفة لدينا‚ والتي يرجع اليها فساد الحكم جميعه لن تعود)‚ ولجهاز الامن يقول على ص (10) بعد ان أكد ان (سلطة مايو يجب ان تبقى قوية) يقول الكاتب تحت عنوان «الأمن»: ان طبيعة المرحلة تقتضي تعبئة رجال الامن‚ ماديا ومعنويا‚ لمواجهة ما يمكن ان ينجم من شغب‚ ومن فوضى‚ بواسطة العناصر المنحرفة‚ والتي تتخذ من العنف منهجا في العمل السياسي‚ والمنابر الحرة التي دعا اليها الجمهوريون في هذا الكتاب (ص 8 منه) ليست منابر مثل التجربة المصرية التي أدت إلى بروز الاحزاب القديمة وتسللها الى داخل الاتحاد الاشتراكي وانما هي منابر مفصلة على مقاس طبيعة نشاط الجمهوريين منابر فكرية نقاشية فقط لا حزبية‚ رابعا : اخلص مما تقدم الى ان الفكرة الجمهورية لا تؤمن بالتحول الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية ومشروعها اقصائي لا يعترف بالآخر لا تختلف عن مشروع الترابي - البشير - علي عثمان‚ فكلهم فجريون بيد ان البشير وعلي عثمان يديرون انقلابهم بأيديهم في حين انتظر الجمهوريون انقلاب السماء في ليلة القدر حتى مطلع الفجر وشروق الشمس دون تجل (منهج التغيير للجمهوريين)‚ ( ب ) بذور التكفير وعنف اللسان لدى الجمهوريين التكفير نجده في كتاب طريق محمد (للطرق والملل)‚ وكتاب عقيدة المسلمين اليوم‚ اما عنف اللسان فقد بدأ بمحاضرة الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين وادبيات الفكرة بعد محكمة الرد عام 1968 وكتاب القرآن ومصطفى محمود‚ أولا : التكفير والغاء الآخر 1 - على (ص 45) من كتاب طريق محمد تشكل الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واصلة الى الله وموصلة اليه الا طريق محمد فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم‚ فالفكرة الجمهورية تقصر طريق محمد صلى الله عليه وسلم والسُّنة على فهمها هي وحدها‚ وما عداها فهو باطل‚ تماما كما يفعل انصار السُّنة المحمدية‚ فالفكرة الجمهورية في السياسة انقاذية اخوانية وفي العقيدة وهابية‚ اما عن الغاء الملل - اليهودية والنصرانية فيقول كتاب طريق محمد في (ص 50) ما يلي: واما الملل فان اليوم يؤرخ تنفيذ وعيد الله حين قال جل من قائل «ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» وفي هذا الفهم تتطابق الفكرة الجمهورية مع الفهم الوهابي‚ معلوم ان محمد عبده ورشيد رضا والشيخ دراز يرون ان آية «ومن يبتغ غير الاسلام» ليست ناسخة لآية «ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (المائدة 69)‚ 2 - اما كتاب «عقيدة المسلمين اليوم» فهو كتاب تكفير قُح يتهم المسلمين بفساد العقيدة استنادا الى قناعات مسبقة هي ان الفكرة هي الاسلام الذي لا اسلام غيره‚ ثم تسوق اسبابا هي عبارة عن قضايا خلافية لتلصق بموجبها تهمة فساد عقائد الآخرين‚ ففكرة الكتاب قائمة على فساد عقيدة كل المسلمين اليوم - طبعا باستثناء الجمهوريين - ثم يشير الكتاب بصورة خاصة الى فساد عقيدة الترابي والصادق المهدي‚ والوهابية والشيعة‚ فقد استند الكتاب في حيثياته على ادانة كل الوهابية على مقولة على (ص 128) من كتاب التقلاوي احد زعماء انصار السُّنة في السودان مفادها (ان هدم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه هي اعظم ما يقوم به مسلم يرجو القربى من الله ولا يخشى سواه)‚ فهل هذا التقلاوي هو الناطق الرسمي باسم الوهابية في العالم ومن حيث الجوهر فهل (قبة) النبي صلى الله عليه وسلم هي من اركان الاسلام او اركان الايمان؟ اما عن اسباب الكتاب لإثبات فساد عقيدة الشيعة فهي لا تعدو ان تكون مسائل خلافيه سياسية حول خلافة ابو بكر وعمر‚ وبكل اسف لم يورد الجمهوريون اسانيد الشيعة‚ ومنها على سبيل المثال حديث القدير: (اما ترضى ان تكون مني بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟) (من كنت مولاه فعلى مولاه‚ اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه)‚ وخلاصة الكلام هي ان خلاف السُّنة والشيعة لا يعني فساد عقيدة أي منهما‚ عنف اللسان الجمهوري أسباب عنف اللسان في الفكرة الجمهورية ترجع الى رد فعل بشري طبيعي بسبب حكم محكمة الردة عام 1968‚ والاجواء التي ادت الى تلك المحاكمة منذ استخدام الاستاذ العنوان الجدلي لمحاضراته (الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين)‚ فقد واجه الاستاذ محمود كُتاب الصحف والاعمدة الذين اعتبروا هذا العنوان مثيرا بعبارات فيها عنف لسان مثل (سوء الفهم‚ وسوء النية‚ وخيانة لرسالة القلم‚ وخيانة لأمانة الثقة) لطفا (ص 18) من كتاب الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين طبعة الصالون‚ وبعد محكمة الردة وصف الاستاذ محمود القضاة الشرعيين بعبارات ساخنة مثل (أذل واخس) وهي اللوحة التي ادت الى اتهام الجمهوريين في قضية بورتسودان الشهيرة‚ ومسألة ظاهرة عنف اللسان الجمهوري هي موضوع بحث كامل مستقل‚ للمزيد احيل القارئ الى كتاب القرآن ومصطفى محمود حيث يعترف الاستاذ ضمنيا بعنف اللسان حين قال يشْتَم من عباراته رائحة العنف‚ الخلاصة التحول الديمقراطي المرتقب يحتاج الى اصلاح ديني واصلاح سياسي لدى كل الاحزاب الشمالية بحيث يكون القاسم المشترك بين السودانيين هو السودان الوطن وليس الدين‚ويقوم التفكير على قبول الآخر المسلم او غير المسلم على قدم المساواة في الحقوق والواجبات دون ان تفرض اي جهة خصوصيتها الدينية او الثقافية على الآخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إشكالية التحول الديمقراطي وثقافة المستبد العادل (Re: Yaho_Zato)
|
بعد قراءة مقال القاضي الأخير أصبحت أتسائل طويلا.. لماذا يسرف القاضي على نفسه بهذا الشكل؟ لماذا يعقب كل مقال بمقال أسوأ منه مصداقية ومنهاجية؟ لماذا تحدو به الأمور إلى حد الكذب الصراح؟ ألم يقل بأنه يحترم الفكرة الجمهورية ولا "يبصق" عليها؟ ألا يعلم أن "البصق وعدم الإحترام" أخف وقعا على أية حال من الكذب والتشويه المغرض؟
قال القاضي في مقاله "وبكل اسف لم يورد الجمهوريون اسانيد الشيعة‚ ومنها على سبيل المثال حديث القدير: (اما ترضى ان تكون مني بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟) (من كنت مولاه فعلى مولاه‚ اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه)".. هذا كذب صراح من القاضي.. ويصعب علي أن أصدق أن القاضي لم يقرأ كتاب "الشيعة" الذي أخرجه الأخوان الجمهوريون عام 1983.. وفي ذلك الكتاب تناول الجمهوريون هذه الأحاديث التي ذكرها القاضي وغيرها بالنقد الكافي، فلماذا لا يترك لنا القاضي فرصة لنعذره؟
ومن حسن الحظ أن معظم الكتب التي يدعي القاضي أنه استقى منها تلك الإستنتاجات المغرضة موجودة اليوم في موقع الفكرة.. فكتاب (عقيدة المسلمين اليوم) و(طريق محمد) موجودان في موقع الفكرة في (مكتبة الفكرة).. وكتاب (الشيعة) موجود في منبر الحوار في موقع الفكرة.. وكذا رسالة الأستاذ إلى اللواء محمد نجيب موجودة في باب (رسائل ومقالات)، وهذه الرسالة التي أراد أن يجعل القاضي من محتواها "ثقافة سائدة" في المجتمع الجمهوري يستطيع القراء أن يقرأوها في منبر الفكرة ويحكموا بأنفسهم على موقف الأستاذ الواضح والمتعين بظروفه في القضية..
أما حديث مايو الذي قد تحدثنا عنه هنا في هذا الخيط من قبل.. فيكفي ما كتبناه فيه لأن القاضي- كعادته- لم يلتفت لنقد الحجج التي وجدت فيه وذهب إلى مواصلة التشويه.. هذا مع أنه يقر في مقاله الأخير هذا أنه يتابع ما يرد من الحوارات حول مقالاته في الصحافة الإلكترونية، ولكن يبدو أنه لا يستفيد من ما يرد في تلك الحوارات على الإطلاق..
ومن ثم يتابع القاضي ليأتي بما لم يأت به الأولون في تشويه الفكرة ليقول انها "فكرة تكفيرية".. ويبدو ان القاضي لا يعرف معنى "التكفير" أصلا في هذا الصدد.. وكما ذكرنا فالكتاب الذي يحتج به القاضي (عقيدة المسلمين اليوم) موجود في موقع الفكرة لحسن الحظ.. فليراجع في موضعه ونحن على استعداد للقراءة والرد على انطباعات القراء حوله.. ونحن لا نريد أن نرد على نقاط القاضي لأنها "مردود عليها" مسبقا.. والتشويه لا يحاجج وإنما يثبت خطله بالرجوع للمصادر.. وهذا ما كنا نفعله منذ بداية هذا البوست..
ومن ثم يتابع أيضا ويأتي بجديد آخر.. وهو أن الأستاذ والجمهوريين عنيفون مع خصومهم.. وهذه مقولة لا تنهض بداهة أمام النصوص وأمام التاريخ.. وإلا لما كانت شهرة الجمهوريين والأستاذ الأساسية آتية من اعتراف كافة قطاعات الشعب السوداني لهم- حتى السافرين من معارضيهم- بحسن الخلق والتسامح وكف الأذى وتحمل الأذى وإيصال الخير للناس..
ويستمر القاضي ليوحي بأن الأستاذ محمود قد أيد مايو بسبب أنه تعرض للضرب الجسماني والحكم بالردة قبلها مما جعله والجمهوريين يزهدون في الديموقراطية الحزبية ويؤيدون مايو.. نحن لا نعرف أو لا نرى العلاقة بين كل ما ذكر القاضي اعلاه والديموقراطية الحزبية، ولكن يكفي أن فيه إيحاء بأن الأستاذ والجمهوريين أيدوا مايو "خوفا وطمعا".. وفي ذلك تشويه ما بلغه تشويه.. ومواقف الأستاذ والجمهوريين التاريخية تستطيع أن تكفينا الرد على هذه النقطة لنصاعتها واستحالة ربط مثل هذه الإستنتاجات بها.. وكما ذكرنا فإن قضية مايو قد نوقشت في هذا الخيط أعلاه مما يغنينا عن التعليق..
بصفة عامة.. لقد أزهدنا القاضي في متابعة مقالاته ونقدها.. ولهذا لم نرد أن نتابع مقاله هذا بكثير تفصيل.. ويكفينا إرجاع القراء للمصادر.. ولو لم يكن القاضي قد نشر مقاله هذا في صحيفة (سودانايل) واكتفى بنشره في جريدة (الوطن) القطرية لما كلفنا أنفسنا عناء الرد عليه، ولجعلناه يسرح بخيال قراءه الخليجيين دون أن ننازعه.. لأن الحقيقة ستبدو للجميع ولو بعد حين.. وحينها سيرى القاضي وأسلافه من المشوهين أي منقلب سينقلبون..
قد يستمر القاضي في حلقاته التشويهية.. ومن المرجح أن لا نرد عليه بعد اليوم، ولو نشر مقالاته في (سودانايل) إذ أننا نعتقد ان القراء أصبحوا يدركون عدم مصداقية وأمانة كتاباته من خلال الدلائل الموثقة التي أوردناها في هذا البوست.. وهذا يكفي القارئ النزيه..
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: emadblake)
|
Quote: واحيل القارئ في هذا الخصوص الى كتاب الصلح خير للجمهوريين (ص 11) من طبعة الصالون وتحت عنوان «ثورة مايو» يقول الكاتب: لقد جاءت ثورة مايو في ساعة الصفر‚ (فأنقذت) البلاد من الهاوية التي كانت ستتردى فيها ‚‚ وحلت الاحزاب جميعا ‚‚ فما كان من تلك الاحزاب الا ان هبت لمعارضتها ‚‚ حتى بلغ الامر بالطائفية ان اشهرت السلاح في مواجهة الثورة ‚‚ وكذلك فعل الشيوعيون ‚‚ ولقد استعملت الثورة السلاح لتقمع هذا الجنوح المرذول‚ وكذلك كسرت الثورة شوكة الطائفية وشوكة الشيوعيين» انتهى‚ الهلالان حول كلمة (أنقذت) من وضعنا‚ اذن لدى الجمهوريين انقلاب مايو هو (ثورة) (أنقذت) البلاد‚ فهي اذن (ثورة الانقاذ الاولى)‚ وثورة الترابي - البشير - علي عثمان هي (ثورة الانقاذ الثانية)‚ عفوا ‚‚ كلمة الانقاذ بذات المعنى على (ص 11) من ذات الكتاب‚ ثانيا : لقد برر الجمهوريون لثورة الانقاذ الاولى قمعها للطائفية والشيوعيين واعتبرت ذلك حسنة و انجازا للنظام ثم استخدمت الثورة المستبدة لاحقا ذات الاسباب للتصفية الجسدية للجمهوريين وهي حماية (مكاسب الثورة)!! ثالثا : كتاب (الصلح خير) عمليا موجه لصانعي القرار في ثورة الانقاذ الاولى وهما (الاتحاد الاشتراكي) و(جهاز الأمن) فاالكتاب يقول تحت عنوان المنابر الحرة (سيظل الاتحاد الاشتراكي التنظيم الفرد)‚ كما يقول تحت عنوان (عودة الاحزاب) (الاحزاب بصورتها التقليدية المعروفة لدينا‚ والتي يرجع اليها فساد الحكم جميعه لن تعود)‚ ولجهاز الامن يقول على ص (10) بعد ان أكد ان (سلطة مايو يجب ان تبقى قوية) يقول الكاتب تحت عنوان «الأمن»: ان طبيعة المرحلة تقتضي تعبئة رجال الامن‚ ماديا ومعنويا‚ لمواجهة ما يمكن ان ينجم من شغب‚ ومن فوضى‚ بواسطة العناصر المنحرفة‚ والتي تتخذ من العنف منهجا في العمل السياسي‚ والمنابر الحرة التي دعا اليها الجمهوريون في هذا الكتاب (ص 8 منه) ليست منابر مثل التجربة المصرية التي أدت إلى بروز الاحزاب القديمة وتسللها الى داخل الاتحاد الاشتراكي وانما هي منابر مفصلة على مقاس طبيعة نشاط الجمهوريين منابر فكرية نقاشية فقط لا حزبية‚ |
اتفق مع القاضي ان تاييد نظام مايو حتي اعلان قوانين الشريعة في سبتمبر 1983 من اعوص التحديات التي تواجه الجمهوريين مستقبلا لو قرروا استئناف نشاطهم الفكري والسياسي !
ولي عودة
* قبل ايام وقبل اشارة القاضي الي مصطفي محمود كنت افكر في كتابة بوست عن الاستاذ ومصطفي محمود وهذا الموضوع كان يشغلني منذ بداية تعرفي علي الفكر الجمهوري ارجو ن اوفق في ذلك قريبا،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبوبكر القاضي:الفكرة الجمهورية جزء لا يتجزأ من الاسلاموعروبية الاستعلائ (Re: Agab Alfaya)
|
لنبدأ السودان الجديد اعتبارا من سودان عام «1974» أبو بكر القاضي [email protected] قلنا في الحلقات الماضية ان الدكتور جون قرنق رائد مشروع السودان الجديد قد طرح هذا المشروع كخيار وسط بين مشروع السودان القديم - الاسلامو عروبي - من طرف‚ ومشروع الانفصال لدى الطرف الآخر المتطرف الجنوبي‚ ومشروع السودان الجديد ببساطة هو مشروع الوطن والمواطنة الذي يتعايش فيه اهل الشمال والجنوب‚ والقاسم المشترك بينهم هو كونهم سودانيين والسمة الاساسية في ظل هذا الوطن الجديد هي المساواة امام القانون وفي الحقوق والواجبات‚ في هذا الوطن الجديد باب التطور مفتوح لمساعد «الياي» الجنوبي والغرباوي‚ ان يترقى ليصير رئيسا للجمهورية وقائدا عاما للجيش وتولي الوزارات السيادية‚ لأن ادارة الوطن حق لكل سوداني حسب كفاءته الشخصية ولا يشترط ان يكون مسلما قرشيا‚ رجلا‚ ‚‚ الخ‚ ان الخيار الوسط الذي طرحه الدكتور قرنق - خيار السودان الجديد‚ هو خيار محبب لأهل السودان عموما الذين يتعلقون بالوسطية‚ والكل يدعي انه هو (المعتدل) الذي هداه الله للوسطية‚ ولنبدأ الفترة الانتقالية من سودان «1974» ماذا نعني بسودان 1974‚ ولماذا هذا التاريخ بالذات؟ سودان 1974 هو حالة فريدة في تاريخ السودان الحديث‚ في هذه الفترة حقق السودان قدرا من الاستقرار النسبي‚ الذي يتمثل في الآتي: 1 - حققت (ثورة مايو) سلام اديس ابابا في مارس 1972‚ بتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي‚ 2 - وضع السودان الدستور الدائم لسنة 1973‚ الذي تجلى فيه الدكتور جعفر محمد علي بخيت ورفاقه الميامين‚ هذا الدستور الذي مدحه استاذانا طه جربوع ومصطفى عبد القادر المحاميان في ندواتهما الساخنة بكلية القانون بجامعة الخرطوم حين كنا ندعوهما لأسبوع الكلية وقد كان رأيهما بالاجماع ان هذا الدستور لا يعيبه سوى النص بأن الاتحاد الاشتراكي هو تنظيم الفرد الاوحد‚ بمعنى يعيبه عدم النص على التعددية السياسية‚ وبهذه المناسبة ندعو ان يرد الله غربة الاستاذ طه جربوع‚ ونحيي صمود الاستاذ مصطفى عبد القادر الذي دفع ثمنا غاليا لهذا الصمود‚ 3 - بعد وضع الدستور تم اصدار قوانين العقوبات والاجراءات والعقود والوكالة ‚‚ الخ باختصار افلح نظام مايو وبأيدي وعلماء وخبراء سودانيين لا يستطيع عاقل وموضوعي ان يشكك في نزاهتهم وخلقهم ودينهم وكفاءتهم واكبر دليل على ذلك ان لجنة تعديل القوانين للتمشي مع الشريعة الاسلامية قد اعترفت بان هذه القوانين لا تتعارض مع الشريعة‚ 4 - ان الثورة التشريعية التي تمت عام 1974 جاءت في ظروف طبيعية خالية من المزايدات السياسية‚ حيث اخذت هذه القوانين دورتها التشريعية الطبيعية عبر لجان فنية وخبراء أدوا واجبهم المهني كاملا دون اي ضغوط من اي جهة ودون ارهاب فكري‚ وبالمقابل اذا نظرنا الى قوانين سبتمبر 1983 والى قوانين 1991 في عهد الانقاذ نجد ان هذه القوانين صدرت في زمن مد ثوري اسلامي‚ لا يسمح بسماع صوت العقل‚ ولا يسمح بقبول الآراء الفقهية المعتدلة التي تناسب روح العصر‚ وخصوصية اوضاع السودان - هذا البلد المتعدد الثقافات والاديان‚ ولنضرب مثالا بجريمة السكْر عندما شكل جعفر نميري لجنة تعديل القوانين للتماشي مع الشريعة من علماء أجلاء وخبراء من الداخل والخارج توصلت هذه اللجنة الى ان شرب الخمر ليس حدا‚ وانما تعزيز‚ وقد اعلنت اللجنة الموقرة رأيها للملأ وقالت انها بعد الدراسة وجدت ان جمهور العلماء يقول ان الخمرة (حد)‚ ولكن اللجنة اخذت برأي الاقلية الذي يقول ان الخمرة (تعزير)‚ ولكن عندما وضع النميري قوانين سبتمبر 1983 عن طريق لجنة ثلاثية داخل القصر الجمهوري استبعدت قوانين سبتمبر 1983 رأي لجنة تعديل القوانين واخذت بالرأي الذي يعتبر شرب الخمرة حدا‚ اخلص من هذه السابقة الى ان كافة القوانين التي صدرت بعد عام 1974‚ وتحديدا في الثورة التشريعية المزعومة عام 1983‚ وعام 1991‚ هذه القوانين باطلة لانها صدرت في ظروف (مد ثوري) ولم تأخذ حظها من التمحيص المهني والفقهي‚ بل ان هذه القوانين صدرت في زمن غياب تعددية سياسية‚ بل ان قوانين سبتمبر صدرت بموجب أوامر مؤقتة‚ وعرضت لاحقا على مجلس الشعب في جو ارهاب فكري ديني يقول ان شرع الله لا يجوز التصويت عليه من الاساس! هل أحزابنا الدينية على استعداد لبدء مسيرة التحول الديمقراطي‚ والاصلاح القانوني انطلاقا من سودان عام 1974؟ 1 - اول ما ابدأ به هو تأكيد ان الشرخ كبير جدا بين الجنوب والمركز‚ وكذلك بين منطقة جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ومنطقة ابيي مع المركز والنخبة النيلية الشمالية‚ هذا الشرخ سببه الحرب - الجهاد - اعني الحرب الدينية الاسلامية والعربية التي جندت فيها الحكومة القبائل العربية في كل مناطق التماس مع القبائل الزنجية‚ ثم توسع الشرخ ليشمل دارفور الكبرى وامتدت ظلاله الى كردفان الكبرى التي تأثرت سلفا بالحرب الدينية في منطقة جبال النوبة وابيي‚ يلزمني البيان بأن الحروب الاهلية وحدها لا تحول دون اعادة بناء الدولة وتحقيق الوحدة الوطنية اذا زالت اسباب الحروب ورد المظالم والاتفاق على دستور منصف وعادل للجميع‚ لقد اجتمع أبناء جبال النوبة في مؤتمر كاودا الذي انعقد بعد ابرام بروتوكول مشاكوس وقرروا بالاجماع رفض ما يسمى بقوانين العقابية الاسلامية التي لم تطبق على مستوى البلاد الا على جلد النوباوية والجنوبية‚ رغم ان الذين يشربون العرق هم المسلمون الاقحاح من ابناء الشمال لكن لا تطالهم الشريعة لأن السلطة بيدهم ولأنهم واقعون تحت لعنة الهلكة بتطبيق الشريعة على الضعيف وترك الوجهاء الاغنياء‚ ان اكبر جريمة ترتكب في حق الامة الاسلامية هي سرقة المال العام واختلاسه لان المال العام هو الذي تشتري به الادوية المنقذة للحياة وتعليم الاطفال ودفع رواتب المعلمين‚ فالذين يختلسون المال العام لا تطالهم الشريعة‚ فالشريعة المزعومة ما هي الا أداة للنخبة النيلية لقهر نساء وأبناء الهامش‚ 2 - أحزاب التجمع: لقد وقّع حزبا الامة والاتحادي على مواثيق التجمع الداعية لالغاء القوانين الدينية التي تفتقد الى الشرعية التشريعية لكونها جاءت بأوامر مؤقتة وفي غيبة الشعب السوداني المسجون في قفص كبير تعد عليه الاجهزة الامنية انفاسه‚ ولكن تجربتنا مع هذه الاحزاب لا تشجع على التفاؤل‚ فقد وصف السيد الصادق قوانين سبتمبر 1983 بانها لا تساوي المداد الذي كتبت به‚ ومع ذلك تردد في الغائها في الديمقراطية الثالثة وحين صوت البرلمان على تجميدها صوت اعضاء حزبه على تجميدها‚ ولكنه - أي السيد الصادق - لم يصوت على تجميدها حتى لا يحسب عليه شخصيا انه مشارك في الغاء الشريعة رغم قناعته انها ليست شريعة‚ اما السيد محمدعثمان الميرغني فيكفيه ترددا انه حين قرر عام 1988 الذهاب لأديس ابابا لمقابلة الدكتور قرنق لتوقيع الاتفاقية الشهيرة احتاج الى تعزيز موقفه لاستجلاب فتوى من الازهر‚ حتى يحمي ظهره من الارهاب الديني داخل حزبه وخارجه‚ وينطبق على الحزب الاتحادي ما قلناه عن حزب الامة في عدم اقدامه على الغاء قوانين سبتمبر عندما كان شريكا مع حزب الامة في السلطة في الديمقراطية الثالثة‚ من حقنا ان نطالب الاحزاب الدينية ان تقدم رؤيتها الفكرية وبرنامجها العملي حول القوانين الدينية التي تحول دون تحقيق الوحدة‚ 3 - أهل الانقاذ - الوطني والشعبي: ( أ ) ان حزبي الوطني والشعبي مسؤولان بالتضامن عن تحويل الحرب الاهلية الى حرب دينية مقدسة‚ ومسؤولان عموما عن التردي الشامل في السودان‚ ويتحمل حزب المؤتمر الوطني وحده مسؤولية الابادة والتطهير العرقي في دارفور وبالتالي عن حالة التهديد بتمزق السودان‚ (ب) يستطيع الحزبان تدارك مواقفهما وذلك بتغيير القيادات الديناصورية الصدئة القابعة في المكاتب التنفيذية ومجالس الشورى وتقديم قيادات ووجوه جديدة تستطيع ان تتجاوز سلبيات (الانقاذ)‚ واخطرها ان يحسب على الحركة الاسلامية التسبب في فصل الجنوب ودارفور وتفتيت السودان‚ ان مساحة افق الانقاذ لا تبشر بمثل هذا التحول! 4 - الفكرة الجمهورية : رغم ان الفكرة الجمهورية وصاحبها الاستاذ محمود طه‚ قد أتت برسالة ثانية مفصلة على القرن العشرين‚ وقادمة من المستقبل‚ الا انها لا تختلف في فحوى مشروعها عن المشروع الاخواني او الوهابي او الانصاري والختمي‚ ونحن نتحدث هنا عن صلاحية هذه الافكار لمعالجة مشاكل السودان الجديد‚ وذلك لان هذه الافكار بما فيها الفكرة الجمهورية لا تؤمن بتطوير (الحدود) العقوبات الشرعية الاسلامية المستمدة من العهد القديم التوراتي والمستمد هو الآخر من قوانين حمورابي‚ باختصار لو أن الاستاذ محمود طه هو الذي فاوض الحركة الشعبية في نيفاشا لوقفت منه الحركة الشعبية ذات الموقف‚ لانه ببساطة سيطبق في دولته ذات التشريعات (الاخوانية) و(الوهابية)‚ لذلك على الجمهوريين القابعين خلف مواقعهم على الانترنيت تبني مشروع للاصلاح والتجديد واعادة النظر في اطروحات الفكرة - خاصة فيما يتعلق بالرجم‚ وتوفيق اوضاعهم مع الميثاق العالمي لحقوق الانسان فيما يتعلق بالعقوبات غير القابلة للتطوير في رسالة القرن العشرين‚
| |
|
|
|
|
|
|
|