دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن
|
قدلة يامولاى حافي حالق .... خليل فرح مازلت عزائى ياوطنى ... النور عثمان المجذوب يتلمس الاوزان وموسيقى الشعر عند النور ويتمنى لو انه .... وصلاح احمد ابراهيم حين صححة النور بانه فقد بوصلة الشعر : كان رد صلاح على النور هذا شعر عربى سودانى وانت يالنور لا عربى ولا سودانى . وللنور بيانه لست عربيا ولكن
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: كمال وكلنا في الطريق الى الرب بس كيف نلقاه بلسان (صدق) وصادقين مع انفسنا ومعه ... |
سؤال فخم يا(بدرالدين) وسأجيبك رغم أنه ليس وقته أو مكانه (كما هو بعاليه) نلقاه بلسان صدق حين نكون كما نحن (ليلاً ونهاراً) .. و أن نستطيع أن نقول للأعور أعور في عينو ... وأن لا نلبس ثوباً غير ثوبنا , لا نسعه ولا يسعنا ..
(أها أنا أسي عشان ألاقيهو بلسان صدق بقول ليك: تلقف إشارة د. مسعود دي) .. وتعال بكرة .. الليلة (باس)
قف , سلام ..!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: كمال علي الزين)
|
المنفى والمملكة النور عثمان أبكر مهدى منفاى ومملكتى لم أهجر يوما دار أبى
لأهيم بكهف فى الصحراء
أتدثر ما نسجته أكفُ الريح على منوال الصمت
وأطعم من مائدة الرب
وأصيخ السمعَ وأنشر ساريّة الأبصار لعلَّ الدرب
يتمخض مهرا يطوى بى، فى غمضة عين، كل جواء الدنيا
والآخرة المرجوة والرؤيا
وإذا ما عدتُ بسطت لكم سر اللقيا
وحلفت بخط الشيب برأس أبى، وبحرمة أمى:
أنّ ملاك الرب أتانى ليلا
شق الصدر وغرق فى بحر دماى أنامله
فانتزع الخوف وريح اللعنة، فك لجام لسانى
عمّدنى
وأراح جبينى، حررنى
من قهر الحاجة والزمن
ورويت لكم ما تعيا عنه الفطنة، تعيا عنه الحيل المطلية
من أنى شارفت رفاة الأبدية
فى حضن الشفق الأبدى سُقيتُ الخمر بأكواب الفضة
من أيدى الولدان الغضة
ندمائى رُسل المشرق والمغرب
ما بَحَّ اللحن ولم نتعب
ولأن الخمر بها أنهار
والحورُ العينُ تروح، تجئ بغير إزار
أغوانى الظلُّ، فأقصيتُ
***
قدستم رفقة : دار أبى
فيها عانيت مجاهيل المحظور، وجئت أعمدكم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
مازلت عزائى ياوطنى هذه القصيدة للنور كانت في طور وضع فكرة اللحن لها من قبل مصطفى سيداحمد تجد فيها الكثير من روح اغنية خليل فرح ( ماهو عرف قدمو المفارق)
مازلت عزائى ياوطنى أقف اليوم برأس حاسر وبقية شىء من نفسى ونقاء وجيبى: لك أن تسلخ جلدى وأن تغسل كل جراحات الأيام بدمى أن تلبسنى تطعم من كبدى أن تلقمنى أطفالك مولاى الشعب الأسمر خذنى فأنا المعشوق العاشق وأنا الحادى والناى ونبض الريح الخلاق ما بى من تيه الدنيا حكر لا أطمع فى شىء بيديك لا احمل غلا أو أملا أملى لقياك وسعادة يومين كبيرين بين يديك ياوطنى لاتشك الحال من الأبناء خرجوا للقاء ويعود العشاق الشرفاء مازلت قويا ياوطنى وفتيا مثل شراستنا وصفاء ليالى بهجتنا مازلت عزائى ياوطنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: ربما استند الأخ بدر الدين الأمير في بوسته تحديدا العنوان على المقال الشهير للنور عثمان أبكر الذي نشره 1967 تحت عنوان " لست عربيا ولكن" ورد صلاح احمد إبراهيم العنيف على النور بمقال انفعالي " بل نحن عرب العرب" |
هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون شكرا صديقى العزيز المؤرخ والمؤصل احمد الامين تشغلنى دواعى سفرة عاجلة ارجو ان اعود منها ونواصل حول هذا الجزيل الذى اتيت به والملاحظ برغم تراجع صلاح عن انفعالاته تلك وبرغم ان التارخ اثبت صحة موقف النور هل كان هناك جسورا يضاهى النور وتحديداعام 1967م والخرطوم تزهو وتزدهى بالقمة العربية وكل ما هو عربى من يقول مقالة النور (لست عربيا ولكن) ياه لصدق النور مع الانا.. والنحن...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: الرحيل المؤلم للنور رحمه أثار عاطفة الكثير من الأفراد فكثرت البوستات عنه ويسود بعضها الكثير من العاطفة الجياشة دون الاستناد على وقائع وتراث تركه النور الذي عاش في شبه عزله من الإعلام الداخلي بالتالي قد تضر كثره البوستات العاطفية بتاريخ النور وشكري مجددا للأخ بدر الدين الأمير الذي عايش وأحب النور مثلما عايش وأحب مصطفى سيد احمد مقتربا منهما أثناء حياتهما فقربنا إليهما قبل وبعد رحيلهما |
الأخ / أحمد الأمين .. سلامات تعرف المحير جداً , إنو نفس الكلمتين ديل كتبتهم برضو حين وفاة (الراحل ساتي) , وحاولنا نشرح ليك إنو نحنا شعب عندو قيمو وتقاليدو وأجمل مافي هذه القيم أننا نراعي حرمة الموت , (او كنا),هذا قبل أن يكرمنا الله بمن ينبهنا إلا أن (الخوض) في أحاديث قد تؤذي (الموتى) أو (أقرباءهم) لهو أمر حميد وهو من باب أمانة (التأريخ) و(التوثيق) .. وهذا شطط وتجديف , لأن (مناسبة) هذه الأحاديث لا ولن تكون عقب رحيل أحدهم .. تقييم حياة (إنسان) حافلة بالكثير , لن يضير أحدنا إن صبر حتى تنقشع غمائم (الحزن) عن أقرباءه على الأقل , وهذا من كرم الأخلاق الذي توارثناه .. أما معركة (العنصرية) و(التباغض) فأجلها ممدود , ولن تخمد نارها (فلا تستعجل) لأن هناك من ينفخ هذا (الكير) سنيناً عددا ولن يتوقف , لأننا تحاشينا هذا الحديث .. وقادتنا عاطفة (تنكرها) علينا .. وبالتالي (تنكرها) على (أقرباء من مات ) وهذا أمر موجع ومؤسف .. (صلاح أحمد إبراهيم) والراحل (النور عثمان) جمعهما الكثير .. جمعتهما الكلمة والعبقرية الشعرية وبحر الأدب الذي خاضاه عن معرفة .. وفرقتهما (روح التعنصر) .. ولا أظن أن الراحل (النور) نفسه يضعف أخلاقياً أو ضعف بعيد رحيل (صلاح) ... وخاض بما تخوضون ..
(*)
أما عن هذا (الخيط) الذي به أحاورك .. فهو (كلام الليل) .. وإن لم يمحه (النهار) .. أو إشارات (التوقف) التي بذلها د. مسعود ومن بعده (عماد عبدالله) .. فيجب أن يؤجل هذا الحديث المؤذي .. إن لم يكن بأستطاعتنا إيقافه ..
رحم الله (النور) ومن قبله (صلاح) .. ورحمنا من الغثاء ..
هذا مع أكيد إحترامي وتقديري يا أحمد ..
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-09-2009, 11:01 AM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-09-2009, 11:13 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: ود علي الزين مُحنك تمحِن الما بِتمحن |
المجاني كتر منو , بالمناسبة عجبني تحليلك ده يا (أب شنب) في معرض حمى الشبه:
Quote: شُكراً أخي البارفاسور عبدالحكيم (ود كاسِر قلم الخديوي توفيق بيه) ... إشادتكِم لما أقرأ أثلجت قدمي وجعلتني خَجِلٌ ...
أما عن ما جاء ...
نُفيدكُم بِأن الأمر لا يدعو لِلإستِغراب طالما أن خالتي ستُسافِر بِنفسِها لِجني محصول الفول المِصري مِن النخيل الذي ورِثتهُ مِن أبو حبوبه أمها الحاجه دارا بِت عامِر ...
قلت شنو ... موضوعنا الأساسي وين ؟ بتقصُد بِتاع الشبه بين ده وداك ... ياخي خليك عميق وكده ... هو ده عاوِز كمان جُهد دقيقتين وأطلع مِن قوقل ونسخ ولصق وخلاص ... وأهو عِنوان يِجيب كتاحه والسلام لكِن أوعِدك أكتُب عن الشبه بيناتُم ... وهسِع في عُجاله كده ... أكتِب عِندك ... إستفيد (1) إنو الإتنين مِن الجِنس البشري (2) إنو الإتنين مِن إفريقيا (3) إنو الإتنين بِعتاشو على الكلِمة وفي الكلِمة ولِلكلِمة (أبو الزِفت زاتو في دينك في عُمق أكتر مِن كده مرا عليك في العشرة سنوات الفاتِت مِن عُمرك)
معليش نواصِل مره تانِية ... أصلو الحِكاية مُرهِقة شوية ... |
بت إبراهيم كان قرت كلامك ده , بتطلقك وتشوف ليها واحد تاني (مو مسقف) (السقافة التشقك)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
الرزنامه الاخيره للشاعر كمال الجزولى: ) أخطر الصداقات تلك التي تكون مع من يكبرك بسنتين أو ثلاث، فإنه يجنح، عندئذٍ، لأن يكون بطلاً وليس صديقاً .. تراه كبيراً ويراك نفس ذلك الصغير! ثم تأتي يد الزمان القاسية لتمسح تقاسيم وجهه ووجهك، فلا تعدم من يسألك: أيُّكما الأكبر سناً! كنت ولا أزال محباً للنور عثمان أبَّكر، عليه الرحمة، فيكفي أن يكتب سطراً واحداً من شعر أو نثر ليعود زماني القهقرى، وأعود نفس المعجب القديم. ومثل كل العشاق لا أحتمل منه ما يحمل دلالة الهجران! كان أسطورة منذ ابتداء أمره .. أسطورة رياضية، ثم أسطورة اجتماعية، ثم أسطورة أدبية. كان مبدعاً في كرة السلة حتى سنته النهائية بالجامعة، وبعدها لم أره يقترب منها! وكان ناقداً أبدياً للسلوك الاجتماعي التقليدي، لا يهمه رضاء من يرضى ولا عتب من يعتب. وكان شاعراً وكاتباً طليعياً لا يأبه لمن يتهمه بالغموض! دخل كلية القانون، وبعد عامها الأول استأذن منصرفاً عنها إلى حيث هواه في دراسة الآداب. أكملها في أربعة أعوام، وعرضوا عليه عاماً خامساً لدرجة الشرف، فاختار أن يقضيه في ألمانيا بدلا من المدرج الجامعي! ثمَّ ما لبث أن أعداني أنا أيضاً بالسفر إلى هناك. كان يتعشق مسيحية أو ربما بهائية سودانية. وكما هو الحال في كل قصص الجامعات نهض بينهما حاجز الدين، ولم يبرأ جرح حبه إلا حين وجد مارغريت! كانت طويلة، رشيقة، بعينين زرقاوين، وسمت ملائكي؛ وباختصار كانت حسناء جداً. وبعد تعارفهما الأول لم يُعرِّفها على أحد غيري من بني جلدته! سألتني: ـ "هل أتزوجه؟ هل أذهب معه إلى السودان"؟! قلت: ـ "نعم، سيكون ذلك مغامرة ممتعة"! وفي أيام كفاحهما الأولى كانت تقول لي ضاحكة: ـ "إنها نصيحتك، أنت الذي نصح بكل هذا"! وبعد عشرين عاما صرت أقول لها: ـ "أنا الذي ساق إليك كل هذا الهنا"! كان يغني مع شاعر البلوز: "أكره أن أرى شمس المساء تجنح للمغيب I hate to see that evenin’ sun go down"؛ ويغني من حواري بورسودان: "اليشيه صبي لينا دوما"؛ ويغني لشرحبيل: "ودوِّر ودوِّر ودوِّر .. في رقصة المامبو"! وكان، عليه رحمة الله، يعرف أشياء كثيرة جدا لا يعرفها السوداني، عادة، إلا بعد طول رهق! فمنذ شهرنا الأول في أوربا كان يشرح استخدام الشوكة والسكين، وطريقة أكل الاسباجيتي بالشوكة والملعقة، والفرق بين البفتيك والاستيك، والرقص على طريقة (إتحرك ولا يهمك)! كان مغرماً بالأشياء الغريبة الجديدة مثل عصيدة الدم، والسجق الأبيض، ولحم الغزلان المطبوخ، وأشعار محمد الماغوط وخليل حاوي ويوسف الخال. وفي مفكري السودان كان هواه منصرفاً إلى اثنين:عبد الله زكريا والشهيد محمود محمد طه، وكان حبه لزكريا شبيها بمحبتي له، ففارق العمر بينهما بضع سنوات. في شهورنا الأولى بألمانيا اشتغلنا عند أحد المقاولين، وكان الجو رديئاً، فالربيع في بافاريا لا يأتي إلا بعد سل الروح. وفي أبريل ينزل مطر وجليد، وتخرج شمس ملثمة عمياء. وخلال ذلك تطل علينا الشقيقة الصغرى للمقاول في ثياب صفر وبيض، ملتمعاً وجهها بنظافة بهيجة، ومستمتعة بشبابها الغض وشعرها الهفهاف، فأنبِّه النور إليها ببيت شعر المتنبي: "يا أختَ خير أخ/ يا بنتَ خير أبِ/ كِناية بهما عن أشرفِ النَّسَبِ"! وذات يوم أطلت الحسناء الصغيرة فصاح أحد رفاق العمل بفصاحة ما بعدها فصاحة: - "النور .. أهتا هيرا"! لا شيء يدوم في هذه الدنيا .. لا الصحة، ولا الشباب، ولا الرفقة الجميلة، ولا الذكريات الحسان، فهي أيضا تتغبر في ركام الأشياء المنسية، وفي خيانات الذاكرة وهي تهتريء وتشيخ، وفي انقلابات العمر التي تشبه في عبثيتها انقلابات السودان. ولذلك لا ينبغي أن نشدد قبضتنا على الأشياء لأنها زائلة .. لا أعني الأشياء وإنما أعني القبضة ذاتها! محمد المكي ابراهيم لوس انجلوس ـ كاليفورنيا (2) جاء النور إلى جماعة الكتاب والفنانيين التقدميين (أبادماك) في كبرها. كان ذلك نحو عام 1970م، بعد عودته من بعثة بمدينة (ليدز) بإنجلترا، وكانت بعثة من تلك البعثات المعلومة لمدرسي اللغة الإنجليزية بالمدراس الثانوية ضربة لازب. لم يأتنا النور في وقت شبيبتنا حين كنا في "يوم المهرجان" كما غنى الكاشف، وأعني به برامجنا التي نفذناها في 1969م وأوائل السبعينات، وقد وفرت لنا فيها حكومة نميري "التقدمية" فضاءات للحركة، فعقدنا (مدينة الثقافة) بالمقرن، ومن مواردها موَّلنا قافلتنا الثقافية لقرى الجزيرة، وانشغلنا من تلك القري بقرية (برتبيل)، فأقام بين أهلها نفر منا يدربونهم على فنون المسرح والرسم. جاءنا النور وقد بدأنا نواجه ردة "النظام التقدمي" عن حرية التعبير للثوريين على الأقل. فقد احتججنا على تأميم الصحف بطريقتنا. ثم استنكرنا قيام (المجلس الأعلى للفنون والآداب) علي سُنة مصر التي جعلت الدولة منتجاً للفنون لا راعية لها! ثم احتججنا على اعتقال الأستاذ عبد الخالق محجوب ونفيه إلى مصر. وظللنا نحتج ونحتج حتى كتبنا في دفتر الحكومة متمردين لحوحين! جاءنا النور طويلاً كالرمح، كأبنوسة مياسة من الجوغانة الزرقاء. أدهشني بحضوره بيننا هكذا في تلك الأيام المدلهمة التي جفانا فيها حتى عتاة الصحاب سأماً من قحاحتنا السياسية، أو انقساماً من مترتبات الشقاق العظيم، وقتها، في الحزب الشيوعي. واستغربت لوفوده إلينا بالذات، فقد عاصرته في جامعة الخرطوم. كنا في طابق الصف الشمالي الأول من داخلية النيل الأبيض، أي كلية القانون الحالية. كان في ركن الصف الجنوبي، وكنت على بُعد غرف منه قليلة. كان (وجودياً) سافراً نلقاه في (رابطة أدباء الجامعة) لماماً. ثم هو رياضي تزود لصنوف الرياضة المختلفة بحراب ومحجان وشباك وكور مختلف ألوانها أكاد أراها بعين الخيال متكئة على الحائط الغربي للغرفة حيث سريره. وانطبع عندي، أنا (كلبُ حرِّ) الشيوعيين والجبهة الديمقراطية وما شئت، بأنه نبت (براجوازي) في الظل، حتى علمت أنه ابن سوَّاق ما من جملة الناس! جاءنا ثم صار واحداً منا في سكرتارية (أبادماك). وهي سكرتارية في حالة انعقاد يومي وليلي أيضاً! كنا في قول خليل فرح "الزملا النجاب"! كان أنيساً جداً، وبه (لجَنَة) يلثغ بها في براءته الجذرية. لم يكن ليتحسب للأشياء مثلنا نحن الذين دبغتنا الشيوعية بفراكشناتها واجتماعات سلخ ناموسها! كان لا يري صعباً في الذي نستصعبه، وكان يري مطلبنا بالحق بداهة تستقيم نحوها خطوطه بينما تتعرج خطوطنا! ولا أدري حتى اليوم كيف أمن النور للشيوعيين ورفاق طريقهم هكذا! لربما أعدته ثورة الستينات الأوربية فأخرجته من مجرد الإبداع إلي تأمين شروطه من مثل كفالة حرية التعبير وكرامة المبدع وبلوغ الناس بالإبداع. يقيم كثير من النقاد حاجزاً بين (الغابة والصحراء)، والنور فارس مغوار مؤسس من فرسانها، وبين (أبادماك). ويقرأ بعضهم من موقفي من الهوية السودانية، الموصوف بـ (العروبي) على أيامنا هذه، تناقضاً بين الغابيين الصحراويين الأفروعروبيين و(أبادماك). ولعل في رحلة النور من (الغابة والصحراء) إلى (أبادماك) ما يفكك اللغز. فكلنا في ذلك الجيل كنا (غابة وصحراء) نظراً لمعطيات ثقافية لا يتسع لها المقام هنا. بل كان يمكن لتجمعنا أن يسمى بـ (سنار)، كما اقترح أحدهم في اجتماعنا الأول، لولا استظرافنا لاسم (أبادماك) بحيثيات أضحت معروفة. فلم يكن شغل (أبادماك) عقيدة إبداعية، ولو كان كذلك لربما أهمله النور، ولكننا اشتغلنا بحرية الإبداع. نشأنا باكراً، في شتاء 1968م، في سياق التعبئة لنصرة هذه الحرية ضد تعدِّي الاتجاه الإسلامي على (حفل العجكو) المعروف. وكان من بين المحتجين ود المكي الغابي الصحراوي. وكان عبد الحي وقتها في غيبة أكاديمية بلندن. فالعازل الذي يقيمه الناقدون بين (الغابة والصحراء) وبين (أبادماك) وهمي ولا سند له في أصل الأشياء. فقد جاءنا النور الغابي الصحراوي وأبلى بلاء حسناً في قضية حرية التعبير. واذكر أننا عقدنا اجتماعات مناقشة مذكرتنا ضد قيام (المجلس الأعلى للآداب والفنون) بمنزله أكثر من مرة. وكنت، بعد تجهم نميري في مارس 1971م على الشيوعيين، أغشى تلك الاجتماعات بشيء من التحفظ والستر! كان النور إضافة مميزة لـ (أبادماك). كان موطأ الأكناف، عذباً، بـ (لجَنَته) تلك التي تحلى عفويته الجذرية. رحمه الله. عبد الله علي ابراهيم ضاحية الحاج يوسف ـ الخرطوم بحري (3) كنّا كأفراخ النسور نتحلق حوله في بواكير السبعينات العامرة، وكان نسراً كامل البهاء يطعمنا المعرفة. كانت داره بالصافية تتلقى أرتالاً منا نحن ناشئة الأدباء، زغب الحواصل، أقلامنا طرية، ومحاولاتنا تنهض وتكبو. كان يرى في البذور براعم مبشِّرة، وفي الزند المتساقط ناراً مقدسة على وشك الاشتعال. حفاوته وإيمانه بالشباب لا يماثله فيهما إلا العرَّاب الأكبر محمد المهدي المجذوب! لم نكن شباناً صرفاً، وإن كان أغلبنا، يومئذٍ، بين الثامنة عشر والخامسة والعشرين. وحين كان الكبار يملأون الساحة، كان النور يفرد لنا حيِّزاً معتبراً في الصفحة التي كان يشرف عليها في جريدة الأيام، حيث كانت محاولاتنا تجد مجالاً للنشر والتقويم، يستل منها ما يرى انه لا يستقيم، وينشر منها المفيد، ويعلق عليه، ويحاججك فتقتنع. كنا عجينة من صلصال ثقافاتنا السودانية المتنوعة، رمت بأكثرنا الأقدار في بوتقة العاصمة، ريثما نتشكل في مصهرها العظيم. جمعَنا حوله حبُّ الفن والأدب. ربما ذهبنا برفقة من كان سبقنا إليه، أو أرسلنا لبريده بعض أعمالنا فاحتفى بها ونشرها، فسعينا، بالفرحة، نتعرف عليه. في سمته مهابة، طرمَّاحاً مديد القوام في غير نحافة. لونه يغرق في سمرة داكنة لطيفة. يقبل عليك بكليَّاته، مصغياً بجميع حواسه، تشرق عيناه، ويضيء وجهه، فإذا تكلم أبان وأوضح. تخرج كلماته واثقة النبرة بلثغة محببة. حين ينطق (الرَّاء) فكأنما يقضم منها قضمة يملأ بها فمه فتخرج (راءً) ضلت طريقها نحو (اللام)! نسمعه بالعربية فنظنه لا يجيد سواها، والألمانية فلا يخالطها بغيرها. وهو أستاذ اللغة الإنجليزية، يدخل الصفَّ فينسي أية لغة إلاها. روَّض نفسه على انضباط لغوي صارم. وأتعجب أننا نلقم حديثنا عبارات إنجليزية كانت، أول أمرها، تنطعاً وادعاء معرفة، حتى استحكمت فصارت عادة ذميمة لازمتنا إلى اليوم! علمنا كيف نصغي، ونتحاور، ونتلمس مواضع الجودة في كتاباتنا، ونحتفي بها، ونصبر على النقد دون تنافس أو حسد أو تباغض! كان في الرفقة شمو والزبال وأبو كدوك وابراهيم اسحاق ومهدي بشرى وعثمان الفكي وعيسى الحلو وكمال الجزولي ومبارك بشير وصلاح حسن والسر مكي وسامي سالم وكثيرون يذهبون ويجيئون في داره الدافئة، وكرمه الندي، بين أسرته، وما أدراك ما أسرته، ومكتبته ويا لمكتبة النور! هنالك قرأنا لإليوت وباوند وشوينكا وأشيبي وواثيونق وسنجور ويوسف الخال وأنسي الحاج وأدونيس وسعدي يوسف وريلكه ونيرودا وبودلير وأوزبورن وناظم حكمت. ومن كنوز اسطواناته وتسجيلاته الأثيرة تعلمنا طقوس الاستماع إلى الموسيقى: من بيتهوفن وموزارت وباخ وهولدرلين وأرمسترونق وكولترين وجيمي هندركس وآيزاك هيز وبوب مارلي واستيفي وندر وديانا روس، وإلى المغنيين الشعبيين الذين لا يعرفهم أحد! وفي الأثناء كلبه باسط ذراعيه بالوصيد، يستمع إلى الشعر والموسيقى .. ويشاركنا الشواء النضيد! كان يرى في الشباب أعمق مما يرى الآخرون، ولديه الصبر والطاقة للغوص عميقاً في عوالمهم ووجدانهم. كان يشجعهم على الإفصاح والبوح والكتابة في الشعر والرواية والمسرح والموسيقى والرياضة، وفي كلٍّ أسهم بنصيب. إنتقل النور إلى نور أكبر في رحاب الرحمن الرحيم، وسنفتقده كثيراً، وسنحزن، لكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون. عالم عباس ضاحية الجريف غرب ـ الخرطوم (4) كل من عرف النور، عليه الرحمة، يدرك أن كراسة الأدب السوداني وساحة الترجمة والنقد فقدت أحد أهمِّ أعلامها. وإذا كان الإبداع يعني، في جوهره، التمرد على النمطية، وكسر المألوف وابتكار غير العادي، فإن شخصية الراحل ذاتها انعكاس لهذا المعنى. ففي حين كانت الوظيفة إغراءً يسيل له اللعاب، كان أول ما فعل، عقب تخرجه في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الخرطوم في بواكير ستينات القرن الماضي، أن حمل حقيبته ودفتر أشعاره، وضرب، بصحبة صديقه الشاعر محمد المكي ابراهيم، طالب السنة قبل النهائية، آنذاك، بكلية القانون، في عمق المجهول، ليستقر بهما المقام في ألمانيا. فأيُّ أنموذج مبكر للرفض، وأيُّ خروج غير عادي على المألوف؟! هناك أخذ الفتيان المتمردان حظهما من السياحة، والتسكع، واكتناز المعرفة، وفضيلة الاندغام في عالم عمال الحوانيت والمصانع. عاد مكي بعد عام ليكمل دراسته في القانون وبمعيته ديوانه (أمتي) الذي صار أهزوجة الشباب من محبي الشعر. عاد مكي ومعه (الشرف الجديدة)، بينما بقي النور ليعود للوطن عشية 21 أكتوبر 1964م، والسودان يشهد تلك الانتفاضة التي بشر لفجرها النور ومكي وجيلهما. عاد النور ورفيقة دربه مارغريت التي أخلصت لوطن أنجب النور وشهد مولد بناتهما الثلاث. خصلتان ما فارقتا النور إلا برحيله الحزين: ضحكته المجلجلة، وقراءاته الموسوعية في ثلاثة ألسن يجيدها: العربية والإنجليزية والألمانية. كان يتحدث عن غيتة وشيلر ووردزورث، ثم يقارن بينهم وبين رصفائهم في الشعر العربي قديمه وحديثه، فلكأنه عاش زمان كل واحد منهم. كانت ذائقته النقدية رفيعة، وكان يجالس الكتب في لغاتها الأصلية بلا كلل. كان وفياً لأصدقائه، ودوداً، عطوفاً، متفقداًً لأدق أحوالهم، لا يتحدث عنهم سلباً قط. كان يثور متى تحدث أحدٌ عن صديق بما لا يسر. وليس نادراً ما كان هذا الرفض يبلغ مرحلة التضامن السالب مع الصديق متى أحسَّ النور، ولو خطأ، أن الحديث قد تجاوز محض التقييم النقدي. أذكر أننا اجتمعنا، ذات أمسية من أبريل عام 1995م، حول مأدبة أقامها على شرفي الشاعر الراحل علي عبد القيوم بمناسبة زيارتي للدوحة، وكان النور واسطة عقدنا. ودار الحديث عن دور الشعر في ثورة أكتوبر، وديوان (أمتي) وود المكي. فجأة ثارت ثائرة النور لِما ظنه حديثاً سالباً عن صديق عمره! لاحظ الجميع أن النور كان يخلط في دفاعه عن مكي بينه كصديق وبينه كشاعر يمكن تناوله بالنقد. حاولت تهدئة الموقف، إذ خشيت أن يؤثر غضبه المفاجئ على جمال جلستنا تلك، فقلت له ممازحاً: ـ "مكي البعرفو ذاتو لو كان موجود ما بزعل قدر دا يا أستاذنا .. أرجوك .. دي وجهة نظر عادية جداً"! وعقب مضيفنا على كلامي قائلاً: ـ "اليشوفك يا النور يقول الناس بتكره مكي .. شنو الحكاية ياخي"؟! لم تهدأ ثائرته إلا بعد أن أكدنا قيمة مكي في دفتر الإبداع السوداني. ورغم أنها كانت لحظات حرجة، إلا أنها أكبرته في نظري. وطننا اليوم أضعف من أن يتحمل رحيل قافية وكراسة نقد بحجم صاحب (صحو الكلمات المنسية)، فالتعازي لزوجه وبناته وأحفاده وذويه، ولشعبنا كله، ولأصدقائه في الدوحة وفي السودان وفي كل بقاع العالم، وتعازيَّ الخاصة لمكي. فضيلي جمَّاع مسقط ـ سلطنة عُمان (5) ما، تراه، حمل هذا الشاعر الضخم، فارع الطول والقصيد، إلى الحفاوة، فى عقد السبعين من القرن المنصرم، بأيفاع الشعر وأشبال الكتابة بقلمِ البوصْ، ضمن زمرة تلاميذ أشقياء ما سعدوا بتذوق الإنجليزية على يديه في (وادي سيدنا) أو (المؤتمر) سنوات ما قبل الزلزال المدرسي؟! وأي حظ جميل جمعنا، زمنَ التقاطعات المفصلية، بجيل (الشَّهابَيْن): النور عثمان ابَّكر وعبد الله علي ابراهيم، يُذكران، عليهما صلاة الحبيب المصطفى، فى مقام النديهة، هكذا ثلاثياً؟! بل كيف النور الذى مضى، نهار الأربعاء الفائت، بمشفى حمد بالدوحة، ما يزال بيننا على (كيفه) الخاص، بقامته السامقة كجبل التاكا وفنار سنجانيب، وبلباسه المبسَّط الأنيق الذي هو بعض علاماته الرياضية، وسماحته الأفريقية، وفي النفس شئ، ما يزال، من "لست عربياً.. ولكن"! كان قريباً من أهازيجنا الطفلة وأحلامنا الصبية. يتقصَّانا كان، ويتسقط أخبارنا، في حله وسط أسرته الطيِّبة، كما وفي ترحاله زمان اغترابه المديد. (يتعلمُ وجْهَنا) فى بيته الأليف ذاك بالصافية، يرعى حديقته بأنامله (عُشباً وزَهْراً)، وحلقة سمره عامرة دوماً يزيِّنها حضور المجذوب البهي، حيث (للكَلِماتِ صَحْوٌ) من سباتها العميق، وللقوافي قدرة على (الغناء) الجميل الجديد! كيف ترى المِحْنَة يا .. كمال؟! كيف، ترانا، قادرين على تجرُّع هذا الفقد المتواتر، عزيزاً وراء عزيز .. من العيار الثقيل؟! كيف والوداع يفضح ضيق أمد (التأشيرات)، والوقت ينذرنا بالرحيل؟! كيف والأحباب يلملمون أحزانهم في الغسق .. ويمضون؟! كيف قبل ختم ألواحهم المجدلية .. يمضون! بين صَهد المهاجر وعسف المنافى .. خلسة يمضون! وها هو النور في ركابهم يمضي! (يتعلم وجه الوطن) .. ويمضي! فى الإشارات والإيماءات .. يمضي، وفي الترميزات التي اختزلها شيخنا المجذوب فى كلمات ثلاث: "النور شاعر كوني"! الآن جاء يوم شكرك يا حبيب الأطفال والشعراء الشباب والحناجر الصوادح. يا عاشق الموسيقى الكلاسيكية والمحدثة فى صعودها الباذخ إلى حيث تنغلق دائرة المستحيل، ويكتمل القصيد الكوني عميق الأغوار، وتشتبك هجرة الغريب الباكرة إلى مدائن الأنجم الزرق بتذكارات الطفولة الندية في مراتع الشرق .. جاء يوم شكرك! ويا أيها السابح باللغة الشاعرة، العابر (نهراً ليسَ كالسُّحب)، المفجِّر الوسيم لابتدارات الدهشة والألق .. جاء يوم شكرك! فلكم أنت عزيز علينا يا من كنت قطب دائرتنا الرحبة، محباً لغمارنا، ورأساً على أخيارنا، وصديقاً حميماً لصغارنا، وأباً حانياً لناشئة مبدعينا، وصدوقاً مع الذات فى أحوالها المتغيرة، متى وكيفما صفا المزاج الشاعري أو احتدم! وإنا لفقدك لمحزونون، الآن وإلى الأبد، إنساناً جميلاً، وشاعراً حداثياً مبدعاً، ورمزاً ثقافياً عظيم الفاعلية والعطاء. مبارك بشير شمبات الجنوبية ـ الخرطوم بحري (6) ذكرته بامتنان شديد في ثلاثة كتب صدرت لي. المرة الأولى عام 1977م في معرض العرفان بالعون الذي قدمه لي هو وعبد الله حامد الأمين ومحمد عبد الحي وقيلي أحمد عمر، يرحمهم الله جميعاً، وذلك في خروج مؤلفي (الحكاية الشعبية في أفريقيا). وفى 2001م كتبت إهداء (أخبار البنت مياكايا) للنور. وفى 2004م نوّهت في التوطئة لرواية (فضيحة آل نورين) بأن أصولها ضاعت بعد اغترابى عام 1983م حتى وجد النور النسخة الخطية المبيضّة في منزله عام 2002م فبعث بها اليَّ بريدياً من الدوحة إلى الرياض، حيث نشرت. فماذا يستطيع شخصٌ مثلي غير أن يعترف بأنه إنما وصل إلى ما وصل إليه، بعد منن الله عزَّ وجل، من خلال العناية والرعاية التى قدمها إليه رجال مثل هؤلاء الأربعة. كان النور في 1973 ـ 1978م رئيساً لشعبة اللغة الإنجليزية في ثانوية محمد حسين بأم درمان، يتدردق بتلك الفولكسواجن الحمراء العتيقة التي فى قزامتها لا تخفي تناقضها مع عملاقية النور! وكان من الفوادح أن يخرج من الفلوكس الرقم عشرة كما يسموننا، النور وشخصي الضعيف! ولأن المسؤلية التعليمية كلها على رئيس الشعبة فقد تدلعت كما ينبغي لي فى مكاتبنا بالدور الأول من المبنى، أؤدى حصصي الست عشرة، وتفترش طاولتي الضخمة المسودات التي خرجت منها على الأقل تسع قصص قصيرة وروايتا (ميكايا) و(الفضيحة). وهناك الضيافة الأسبوعية لأبناء جيلي من الشعراء والقصاص فى بهو وحديقة منزل النور بالصافية فى ظل الترحيب من أسرته الكريمة. هناك تعلمنا أصول النقاش الثقافي، ولقيت الفراغات المفاهيمية لدينا شواغل معرفية تمددت على الساحة العالمية وحفرت فى السودانيات. ثم أبقى النور عنايته بى وهو فى الدوحة، فالأعمال التى نشرت لى فى مجلتي (الدوحة) و(المأثورات الشعبية) كلها أزال قلمه منها قشور النقص العلمي. سأفتقد بشدة ذلك الصوت الأجش الذى ظل لعقدين من الزمان يأتيني عبر الهاتف وأنا فى الرياض أو في أم درمان، وشاء الله تعالى ألا نلتقى منذ 1982م. وستكون مثلي في الامتان للنور جمهرة من مبدعى السودان. وعطاء النور الابداعي والنقدي والفكري يمكنه من مقام رفيع في الإرث السوداني. ويبارك الله تعالى فى عقبه، وفى مارجريت الألمانية السودانية التى شرفتنا بمرافقتها في عطاء العمر لأكبرنا قامة وجدانية. إنه إن يذهب عنا هذه الأيام، فإننا نراه يترك بيننا نتاج ذهنه الوقاد، وما زرعه فينا من فهم وتحسس، ثم يأتمننا على إيزيس ولالا وماجدولين .. ومُوّرث مثل هذا يُفتقد كيانه، وتخلد مآثره. إبراهيم إسحق الثورة ـ أم درمان (7) إلى أينْ، يا حُداةَ القافِلةْ؟! إلى أينْ؟! يَنسَلُّ واحدُكم من خلفِ واحدِكم، لكأنَّ الموتَ عُرسٌ في .. فضاءاتِ النَّشيج القاحِلةْ وكأنَّ الأغنياتِ، وهيَ تستديرُ .. في رَمادِها، لا تستديرُ إلا جَذوة .. للإنكِسار، الإعتذار، والأسى، أنظروا .. تَسَنَّهَ الطعامُ، يا أحبَّتي، والخبزُ في السِّلال صار يابسا، وفي الجِّرار غاضَ الماءْ! ........................ ........................ إلى أينْ، يا حُداةَ القافِلةْ؟! ناءَتْ ظهورُ الخَيْل بالوُجُوهِ الخضر، والأسماءْ، وبالذكرياتِ الآفِلةْ! كمال الجزولي الهجرة ـ الخرطوم بحري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: كمال علي الزين)
|
تحيه الاخ كمال على الزين واشكرك على التفضل بالرد لكن اذا تأملت بدقه مداخلتى الاولى بهذا البوست تجدنى اقول ن الخلاف بين النور وصلاح رحمها الله خلاف تاريخى حسمه الزمن وقلت كذلك فى ذات المداخله ان صلاح احمد ابراهيم نفسه فى مقال لاحق لذلك الخلاف بحوالى 22 عاما وحوار تلفزيونى كذلك ذكر انه كان منفعلا فى مقاله "بل نحن عرب العرب" فى رده على النور يعنى لاخلاف ونزاع دائم بين الشاعرين رحمهما الله حتى يحدث حرج لاسرتيهما فقط جدال فكرى حول الهويه حسمه الزمن وتجارب الشاعرين ... * بخصوص الكيزان وفعائلهم التى لا تشبه خصال الشعب السودانى التى تربينا عليها يصعب بل يستحيل اقصاء اى جهه سياسيه او عقائديه او ايدليوجيه عن بيئه شعبها ووطنها عليه مايقوم به الكيزان من "قرف" جزء من المكونات الشعب السودانى شئنا ام ابينا ومن يعتقد بنقاء وصفاء والجمال المطلق لقيم شعبه يدخل فى باب النازيه او الفاشيه والحديث ليس موجها لك بل معمما عليه الشعب السودانى كسائر شعوب العالم عبر التاريخ به الطالح والصالح وليس له ما يميزه ايجابا عن غيره من ناحيه القيم والتحيه مجددا لك والاعتذار...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: تحيه الاخ كمال على الزين واشكرك على التفضل بالرد لكن اذا تأملت بدقه مداخلتى الاولى بهذا البوست تجدنى اقول ن الخلاف بين النور وصلاح رحمها الله خلاف تاريخى حسمه الزمن وقلت كذلك فى ذات المداخله ان صلاح احمد ابراهيم نفسه فى مقال لاحق لذلك الخلاف بحوالى 22 عاما وحوار تلفزيونى كذلك ذكر انه كان منفعلا فى مقاله "بل نحن عرب العرب" فى رده على النور يعنى لاخلاف ونزاع دائم بين الشاعرين رحمهما الله حتى يحدث حرج لاسرتيهما فقط جدال فكرى حول الهويه حسمه الزمن وتجارب الشاعرين ...
|
وهذا أخي أحمد ماتلمسه في حديث الراحل النور رحمه الله عن الراحل صلاح رغم أنني أعترف بأن النور كان أكرم خلقاً وأكثر إتزاناً في حواره مع الراحل صلاح وإعتراف صلاح بذلك كان إحقاقاً للحق , .. وحتى بعد رحيل(صلاح) كان النور يتحدث عنه كأخ وصديق أكثر منه ند وكان يذكره بخير ومحبة وتسامي وتشعر بحزن بين كلماته على رحيل (عبدالحي وصلاح) وحزن على تلك الأيام الزاهيات ..
رحمهما الله وأحسن مثواهما ..
شكراً أخي أحمد ..
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
أما بغاث مداخلات الأخ كمال على الزين وجهد مواعظ (فاقد الشىء) نقول لك من باب الذكرى القد تنفع من هو مؤمن بأن الكتابة مسؤلية وأن الكتابة عن النور عثمان أبكر ماها شعبطة ولحقان سوق (الكلكات) فهي صعبة وعصية كما (النور) حتى على من تعرفوا عليه لعشرات السنوات ناهيك عن من التقاهم لعشرات الدقائق ... أولا اشارتى لقول صلاح احمد ابراهيم للنور انت لاك عربى ولا سودانى ليس له علاقه ببيان النور( لست عربيا ولكن) ورد صلاح على ذلك البيان بل هذا كان من خلال حوار مطول مع النور اجريته معه في منتصف التسعينات ولعله الحوار الوحيد مع النور منذ خروجه من السودان وكنت وقتها بمعية اخى واستاذى مسعود محمد على وقد تحول الحوار لمواجهة فكرية وتفاكرية بين النور ومسعود وقد اسميت ذلك الحوار ( وجها لوجه النور عثمان ابكر ومسعود محمد على ) وفي نهاية الحوار قال لى النور هذا الحوار ينشر كما هو..... ومن وقتها لم اجد وسيلة نشر سودانية يمكنها نشر ذلك الحوار وهو حوار لو تعلم تنوء عن حمله الاحبار والاوراق لنكه يقود لوطن (حدادى مدادى) وقد اتيت بمقاطع من ذلك الحوار في هذا المنبر فى بوست للاخ الصديق عبدالله كارلوس) قبل اربعة سنوات والنور كان متابعا لذلك اورد لك تلك المداخلة قبل ان احيلك لذلك البوست:
Quote: ودالشيخ
في ذلك الحوار تكلم النور عن الشاعر الراحل صلاح أحمد أبراهيم
قال : (ذهبنا أنا ومحمد المهدى المجذوب لمنتدى شعرى عربى فى الجزائر
وكان وقتها سفيرنا فى الجزائر صلاح احمد ابراهيم وتكريما لنا قد دعانا
لحفل عشاء بمنزله نحن وبعض الشعراء العرب الكلام النور سمعت صلاح يلقى
فى قصيدة على الحضور فقلت لصلاح هذا ليست شعر فغضب صلاح ورد بقوله
هذا شعر سوادنى عربى وانت يالنور لا سودانى ولا عربى فرد عليه النور اشتم
فى بيت السفير السودانى ويشكك فى سودانيتى غادرت منزل صلاح فى حين
وفى الصباح افتكر صلاح أن انفعالى كان انفعال سكر ومن بعدها لم اتكلم
معه حتى رحيله )0 فعلقت أنا وقلت للنور لماذا لم تقل له أنت ايضا ياصلاح ليست سودانى
ولك اصول يهودية صمت النور ولم يعلق 0
ياودالشيخ هذا الحوار توجد منه نسخة مع صديقنا مسعود محمد على وهو معك فى أمريكا
ولك من جانبى واستاذى النور الحق فى نشره فقط ان لايحذف منه شى
|
تنهدات :الكلام للحطيئة بغاث الطير أكثرها فراخاً وأمّ الصقر مقلاة نزور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: نقول لك من باب الذكرى (القد) تنفع من هو مؤمن بأن الكتابة مسؤلية
|
تعرف يابدر الدين (القد) يكون مهم تعرفوا.. وده أهم حاجة مفروض يعرفا (الزيك)لأنو الكتابة بمسئؤلية دي هي مشكلتك (عند الليل وآخرو) , وأنا متأكد تماماً إنك تعلم جيداً إنك أخطأت (وليس عليك حرج) حينها , وهنا تبرز عدم المسئؤلية التي تتحدث عنها (ربما سمعت عنها ) ولم تعرف معناها .. (قف, سلام) كانت كافية من أصدقاءك حتى تعي أنك حينها (غير ملام) .. (ومفروض تقفل وتنوم وتجي بكرة .. عادي , الممنوع حين (رمتلة) ليست قيادة السيارة فحسب) !!
Quote: وأن الكتابة عن النور عثمان أبكر ماها شعبطة ولحقان سوق (الكلكات) فهي صعبة وعصية كما (النور) حتى على من تعرفوا عليه لعشرات السنوات ناهيك عن من التقاهم لعشرات الدقائق ...
|
وهنا يجب أن نوضح لك شيئاً ربما غاب عنك (عمداً) .. مجالسة (النور) أو أي (مثقف) لعشرات السنوات لا تجعل من (أحدهم) (مثقفاً) أو (مفكراً) .. هذا مالزم توضيحه .. أما الذي بيني وبينه فغير الذي بينك وبينه .. ويستعصي على من هو مثلك (فدعه فهو عليك شاق) ..
Quote: أولا اشارتى لقول صلاح احمد ابراهيم للنور انت لاك عربى ولا سودانى ليس له علاقه ببيان النور( لست عربيا ولكن) ورد صلاح على ذلك البيان بل هذا كان من خلال حوار مطول مع النور اجريته معه في منتصف التسعينات ولعله الحوار الوحيد مع النور منذ خروجه من السودان وكنت وقتها بمعية اخى واستاذى مسعود محمد على وقد تحول الحوار لمواجهة فكرية وتفاكرية بين النور ومسعود وقد اسميت ذلك الحوار ( وجها لوجه النور عثمان ابكر ومسعود محمد على ) وفي نهاية الحوار قال لى النور هذا الحوار ينشر كما هو..... |
وهذا هو لب (المشكل) ماذا تعني بحوار , (ونسة يعني) ؟ بعدين أكتب لينا أفكار بالله(مش حكاية كان معانا فلان وكان علان بسوي في الحلة) بعدين (مسعود) ده , أستاذك كيف؟ يعني أي زول قعدت إتونستا معاهو (سنوات) يقوم عندك بمقام (الأستاذية) ؟ بعدين (حوار) شنو ؟ الينشر ده , أليس للنشر معايير ؟
Quote: ومن وقتها لم اجد وسيلة نشر سودانية يمكنها نشر ذلك الحوار وهو حوار لو تعلم تنوء عن حمله الاحبار والاوراق لنكه يقود لوطن (حدادى مدادى)
|
ولن تجد ياخوي .. لن تجد ..
أما مجمل ما (ترمي) به هنا من نبال (تسئ بها من حيث أردت الإحسان ).. فهذا يعيدني إلى نصيحة (حارقة) بعض الشئ أظنها (لمحسن خالد) عن وجوب مجاملة (الجهلاء) بالكسرة , وليس بالفكرة .. لقد جاملوك بالكسرة .. وحولتها لفكرة .. وشتان .. (إنتا زول ظريف ووناس وكريم وأجواد ونزال ضيفان وبيتك مفتوح ) .. ركز علي كده وأقنع , .. وإن كنت تريد أكثر من ذلك فعليك بالتركيز على (الفكرة) و(الفكرة) لا تتأتي بمجالسة (القوم) ومحاننتهم لك (بالكسرة) .. (بل تأتي بتجة في واطة الله دي , وقعدة حارة للإطلاع وليس الإستماع) والبتسوي فيهو ده بخلي (الكسرة) زاتا تطير .. لأنو بعديها حا ينطبق عليك مثل(سري) لن يستعصي عليك شرحه علنا (حين يقبل ليلك):
البتاع لا تقرب منو .. لا تخليهو يقرب منك ..
بعد الليل مايجن (بتجي تشرحوا وتشرط عينا) ..
سلام ..
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-14-2009, 08:20 AM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-14-2009, 08:28 AM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-14-2009, 10:55 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: سيف اليزل جعفر عبد الرحمن)
|
Quote: النور الذي عاش في شبه عزله من الإعلام الداخلي |
الاخ احمد الامين لك التقدير هى لم تكن عزلة بقدر ماهى خلوة منتجة والنور كان فى حالة انتاج دائم فهو بجانب عمله كمترجم بالديوان الاميرى كان يعمل بتلفزيون قطر مترجم ومراقب للأفلام الاجنبية بالاضافة لعمله بمجلة الدوحة بعد عودتها للصدور رغم ذلك قام بالعديد من الترجمات من الالمانية والانجليزية منها كتاب الرحالة الالمانى (نختقال) عن دارفور واقاليمها واهلها وقد اورته هنا من قبل كاملا وهناك جزء اخر من الكتاب انهى النور ترجمته كما اعاد النور طباعة دواوينه الشعرية( صحو الكلمات المنسية وغناء للعشب والزهرة والنهر ليست كالسحب بالاضافة لطباعة ديوان أتعلم وجهك) ... أما مسألة رفضه الظهور في وسائل الاعلام بستثناء ذلك الحوار المطول لمدة ساعتين مسجلات كان موقف مبدئى فكان يقول انه اخذ فرصته كاملة في حينها ولايمكنه ان يظهر على حساب الاجيال الجديدة وعليه في هذه المرحلة ان يقدم اعمال وليست كلام...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: Quote: نقول لك من باب الذكرى (القد) تنفع من هو مؤمن بأن الكتابة مسؤلية
تعرف يابدر الدين (القد) يكون مهم تعرفوا.. وده أهم حاجة مفروض يعرفا (الزيك)لأنو الكتابة بمسئؤلية دي هي مشكلتك (عند الليل وآخرو) , وأنا متأكد تماماً إنك تعلم جيداً إنك أخطأت (وليس عليك حرج) حينها , وهنا تبرز عدم المسئؤلية التي تتحدث عنها (ربما سمعت عنها ) ولم تعرف معناها .. (قف, سلام) كانت كافية من أصدقاءك حتى تعي أنك حينها (غير ملام) .. (ومفروض تقفل وتنوم وتجي بكرة .. عادي , الممنوع حين (رمتلة) ليست قيادة السيارة فحسب) !!
Quote: وأن الكتابة عن النور عثمان أبكر ماها شعبطة ولحقان سوق (الكلكات) فهي صعبة وعصية كما (النور) حتى على من تعرفوا عليه لعشرات السنوات ناهيك عن من التقاهم لعشرات الدقائق ...
وهنا يجب أن نوضح لك شيئاً ربما غاب عنك (عمداً) .. مجالسة (النور) أو أي (مثقف) لعشرات السنوات لا تجعل من (أحدهم) (مثقفاً) أو (مفكراً) .. هذا مالزم توضيحه .. أما الذي بيني وبينه فغير الذي بينك وبينه .. ويستعصي على من هو مثلك (فدعه فهو عليك شاق) ..
Quote: أولا اشارتى لقول صلاح احمد ابراهيم للنور انت لاك عربى ولا سودانى ليس له علاقه ببيان النور( لست عربيا ولكن) ورد صلاح على ذلك البيان بل هذا كان من خلال حوار مطول مع النور اجريته معه في منتصف التسعينات ولعله الحوار الوحيد مع النور منذ خروجه من السودان وكنت وقتها بمعية اخى واستاذى مسعود محمد على وقد تحول الحوار لمواجهة فكرية وتفاكرية بين النور ومسعود وقد اسميت ذلك الحوار ( وجها لوجه النور عثمان ابكر ومسعود محمد على ) وفي نهاية الحوار قال لى النور هذا الحوار ينشر كما هو.....
وهذا هو لب (المشكل) ماذا تعني بحوار , (ونسة يعني) ؟ بعدين أكتب لينا أفكار بالله(مش حكاية كان معانا فلان وكان علان بسوي في الحلة) بعدين (مسعود) ده , أستاذك كيف؟ يعني أي زول قعدت إتونستا معاهو (سنوات) يقوم عندك بمقام (الأستاذية) ؟ بعدين (حوار) شنو ؟ الينشر ده , أليس للنشر معايير ؟
Quote: ومن وقتها لم اجد وسيلة نشر سودانية يمكنها نشر ذلك الحوار وهو حوار لو تعلم تنوء عن حمله الاحبار والاوراق لنكه يقود لوطن (حدادى مدادى)
ولن تجد ياخوي .. لن تجد ..
أما مجمل ما (ترمي) به هنا من نبال (تسئ بها من حيث أردت الإحسان ).. فهذا يعيدني إلى نصيحة (حارقة) بعض الشئ أظنها (لمحسن خالد) عن وجوب مجاملة (الجهلاء) بالكسرة , وليس بالفكرة .. لقد جاملوك بالكسرة .. وحولتها لفكرة .. وشتان .. (إنتا زول ظريف ووناس وكريم وأجواد ونزال ضيفان وبيتك مفتوح ) .. ركز علي كده وأقنع , .. وإن كنت تريد أكثر من ذلك فعليك بالتركيز على (الفكرة) و(الفكرة) لا تتأتي بمجالسة (القوم) ومحاننتهم لك (بالكسرة) .. (بل تأتي بتجة في واطة الله دي , وقعدة حارة للإطلاع وليس الإستماع) والبتسوي فيهو ده بخلي (الكسرة) زاتا تطير .. لأنو بعديها حا ينطبق عليك مثل(سري) لن يستعصي عليك شرحه علنا (حين يقبل ليلك):
البتاع لا تقرب منو .. لا تخليهو يقرب منك ..
بعد الليل مايجن (بتجي تشرحوا وتشرط عينا) ..
سلام .. |
الغريب والعجيب ياكمال هو تقديرى لك بانك شخص يمكن الاختلاف معه باحترام برغم علمى بانك صاحب سوابق فى الاختلاف وحين تعجز عن الرد تشتم ويحلوك (الأجاويد)والمباركين..في مراكز الشرطة وكم التعديل فى مداخلاتك فى هذا البوست توحى بانك راجف منك ليلا ونهارك هروب العاجز من نفسه او العاطل عن عمل غير (الشعبطة)
تنهدات: قميص النور ليس فستان مغنية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: الغريب والعجيب ياكمال هو تقديرى لك بانك شخص يمكن الاختلاف معه باحترام برغم علمى بانك صاحب سوابق فى الاختلاف وحين تعجز عن الرد تشتم ويحلوك (الأجاويد)والمباركين |
تعرف كنت تركتك لحالك ماتركتني .. ولو كنت أتيت بشئ غير (الأكاذيب) أعلاه لتركتك (ترفقاً) عن أي سوابق تتحدث ؟ وعن أي أجاويد ومباركين ؟ يبدو أن مخافتك على (الكراكتر) الذي ترسمه ولا تعلم بأن (الكل عارف الحلة وغتايتا) جعلك تتوهم أنك سنتصر بكتابة هذا (الإيحاء) الرخيص .. أنا لم أختلف هنا سوى مع( الأخ هجو الأقرع) وإن كان قد (قال لك أن مابيننا تم حله بواسطة أجاويد) فقد كذبك وبقولا ليهو في (وشو) .. ده عشان أجيب ليك من الآخر .. بعدين أنا ماشتمتك ومن قبل لم أشتمه . أنا بينت لك حالك وفق ما أراه ويراه آخرون (من الأجاويد والمباركين) وماكتبته كتبته (مضطراً) ولم (أترصدك) وليس بيننا (تلك الندية) فأنت في وادي (العمايا) ياخوي , .. وأنا لست من من يضيعون وقتهم مع من هو مثلك .. فأذهب أنت وأجاويدك وأكاذيبك .. أنا مازول مطايبات وإجتماعيات كذابة وماعندي (وهمة) راسما وخايف عليها ..
(ده بخصوص ماكتبته من أكاذيب أعلاه ربما على سبيل المخارجة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: /30/1/40 80/1/800/10 60/1/10
أكان غلبتك قول ما فيها شي ... بِنشرحا
|
لو غلبو يفهمك أو غلبو يرد ليك حايجي يتهمك بي مصيبة غايتو أنا بقترح عليهو بإنو يختك معاي في نفس الزنزانة عشان يصورنا على أننا (عصابة) .. وبعديها يعمل بوست إسمو : وجه الشبه بين (كمال) و(عزام) وكلاهما .. متردد سجون .. وكده ..
_________________________________
عزام أطلع منها بي كرامتك يابا إنتا عندك وليدات ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: وحين تعجز عن الرد تشتم ويحلوك (الأجاويد)والمباركين..في مراكز الشرطة |
طبعا الكلام ده طبعاً لو قروهو أهلي بجوا جاريني بي عمودهم وكده ياخي خلي كذبك معقول شوية .. أها عاوزين نعرف رقم البلاغ والتهمة والمحكومية كانت كم سنة ..؟ إنتا أظنك قايل (الشغلانة) رمي كلمتين كده وجري .. (أنا ماراجعتا زمن المداخلة دي) عشان أعرف دي كذبة عديل وكلام ليل ساي .. كان كلام ليل عافي ليك (أهو برضو في زمتنا) .. لكن كان كذبة تبقى زول مامحترم وده كارثة كبيرة .. لأنو الحوار مع الزول الما محترم ممكن يمشي أبعد من كده ..
__________________________________________
صدق (عزام) في بوست الآخر حين قال في معناه : على المثقف الذي عرف (أخونا)ده (في زمن الغفلة)أن لا يموت حتى لا يفضحه ..!! والله حكيم ..
________________________________
أها أسي أنا خفتا عديل منك , أنا مادخلتا بيتك ومابعرفوا وين (والحمدلله) أسي بقيت (متردد سجون) ..
_______________________________________
أها الله يستر بكرة ما تجي تنبذ (أمي ولا أبوي) لما يغلبك
________________________________ عجبتني كذبتك دي لأنها فيها ذكاء شوية رغم (حقارة ) الفكرة لكن ملعوبة ..
إتلهي ياخ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
ياعزام وبدر الدين وكمال الزين مرة تاني ياخي انتم في حضرة ذكري استاذنا الكبير الراحل النور وادري جيدا ان الامور احتقنت والقصة بقت خارج السيطرة ولكن اناشدكم بذكري روح هذا الرجل الذي يجلس اسمه في اعلي العنوان توقفو عن كل هذا وذلك.. وده بصراحة امر لا احب ولايحب الكثيرين ممن يعرفونكم ان يرو ويشاهدو هذه اللوحة تحت تلك المظلة فياعزام توقف ويا بدرالدين توقف ويا كمال توقف ارجوكم رجاء اخوي صادق..... افتحو بوستات تاني واتشاكلو فيها والداير يعضي التاني الليعضهيو حتي تصيح الديوك بس تحت هذه اللافتة ارجوكم لا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: خالد أحمد بابكر)
|
بل نحن عـرب العـرب
بقلم/ صلاح أحمد إبراهيم
الاستاذ النور عثمان أبكر شاعر ومثقف وصديقي، كتب في عدد سابق من هذه الصحيفة مقالاً طويلاً بعنوان «لست عربياً.. ولكن» وفي رأيي أن المقال غير موفق من حيث توقيته على الأقل. فجنودنا الذين في خط النار قد اختاروا مصيرهم هناك في مواجهة المعتدين الصهاينة.. المصريون على شمالهم والجزائريون على يمينهم وقلوب العرب ـ كل العرب ـ ترف عليهم لا تفكر اصابعهم القابضة على الرشاش ما اذا كانت اصابع عربية أو زنجية او بين بين، فالسؤال مطروح على صعيد عنصري لا معنى له، ولا يمكن ان تكون له اجابة نهائية او قيمة حقيقية، ولكنه قد يكون تساؤلا سياسيا ومراجعة لمواقفنا الرائعة او تشكيكا فيها.
والمقال قد كتب بلغة شعرية تنفلت من بين الاصابع كالزئبق، بلغة تقف المناقشة المنطقية والدقة والتجديد حيالها في حيرة وارتباك وعجز، مثل قوله «الالوان الرئيسية في عمرنا هي الالوان الاولية بصراخها الشمسي». ومثل قوله «نزاع الغاب والصحراء في عمرنا هو لونية هذه السماحة في علاقتنا مع اخواننا العرب واخواننا الزنوج».
والمقال لا يخلو من اخطاء. خذ اول القصيدة.. اعني مقاله الشعري ـ يقول الكاتب الشاعر «كل ما هو غيبي وعميق في السودان انما هو عطاء الغاب» أليس هذا اسراف ومعاملة ابتسار للحقيقة؟ نزاع الغاب والصحراء ـ اي نزاع بين الغاب والصحراء.. الزنجي بأكثر من النور عثمان والمفكر الافريقي بأكثر من النور عثمان، والمناضل بأكثر من النور عثمان، كوامي نكروما اوقف حياته لأن يجلي ويؤكد بأن الصحراء لم تكن في يوم من الايام حاجزا بين عرب الشمال وزنج الجنوب، بل ظلت حتى قدوم الرجل الابيض طريق القوافل حاملة الملح الى الاشانتي قافلة بالذهب من كوماسي.
خذ قوله ايضا «الفن الفرعوني بمصر العليا هو استلهام لأعالي النيل على الدوام. اليس هذا اسرافا ومعاملة ابتسار للحقيقة؟ الم تهب مروي كل افريقيا الحديد وفكرة الملكة الام، وماذا يقول فريزر عن اصل «الزعيم ـ الاله» المعتقد الذي ران على داخلية افريقيا».
خذ قوله ايضا، في قاعة الجامعة العربية يلهج الابن بعروبته، وفي كوناكري يصر على افريقيته ان وضع العروبة مقابل للافريقية هو مفهوم خبيث، فالعروبة قد تكون افريقية في الواقع، أكثر من سبعين بالمائة من العرب افريقيون، اما اذا صح التعبير ووضعت كلمة الزنجية فإن المذهب الزنجي في الثقافة مذهب سقطت اهميته وبانت عورته حتى للزنوج الخلص.. مرة ثانية اقرأ نقد كوامي وآخرين له.. اما اصرار كوناكري على الافريقية فهو مثل اصرارالقاهرة والجزائر، ولكن هل رجع النور الى سلاسل النسبة التي تحتفظ بها كثير من القبائل او البطون الاسلامية في تلك الجهات.
ان مكتبة معهد الدراسات الافريقية بغانا مثلا لديها مجموعة وافرة منها، وعلى النور ان يقوم بدراستها قبل ان يطلق القول اطلاقا.
واللغة؟ هل صدر كلام النور عن دراسة للغة، ام انها مجرد تأملات وتوهم؟
في مقال النور شعوبية، وإن قال ان الكاتب لا يضمر اي تلميح لاستعمار عربي لارض الزنج، وهو في ذلك كمن قال.
ومهما كانت دوافع النور في قول مثل هذا القول، فهو لا يقول جديدا.. اعداء العرب الذين يدرسون عورة العرب في المعاهد الخاصة، ويحاولون طعن العرب في كعب اخيلهم يثيرونها بطريقة النور هذه من المحيط الى الخليج.. اي بلد عربي لم يحاول فيه اعداء العرب بث الفرقة والقطيعة والشقاق بين ابناء البلد الواحد، وعلى رأس ذلك انكار عروبة البلد، ووضعها موضع الاتهام وتجريمها، ومحاولة سلخ البلد عن موكب العروبة.
في السنة الماضية أثاروها فتنة شعواء في موريتانيا، لأن موريتانيا العربية قررت ادخال العربية في تعليمها الرسمي. وقالت السنة الاستعمار المحلية ان شنقيط ليست عربية. في المغرب يسعون بالوشاية بين عرب المغرب وبربرها.. في الجزائر يقولون ان التعريب نكسة للوراء، فالجزائر ينبغي ان تظل «فرنسية» وان تظل «قبلية».
في تونس خائن العروبة بورقيبة يأخذ زمام المبادرة مع سنغور في الدعوة لمجموعة البلدان المتكلمة بالفرنسية، تلك الدعوة التي ركلتها الجزائر التي هي اكثر اعتمادا على الفرنسية.
في مصر اصوات ما فتئت تسمع من حين لحين تقول بالفرعونية وبطريق «مصري» منفصل.
وفي لبنان لا يزال في لبنان صراع ضار من اجل اثبات عروبة لبنان.. هناك من يبكون على اجدادهم الصليبيين، ويحنون الى فرنسا الام الحنون، وهناك من يبكون على فينيقيتهم وعلى صور وصيدا.
وفي سوريا ما فتئ القوميون السوريون يعملون على اطفاء نور العروبة في اعز قلاع العروبة، وهناك من يبكي للسان السرياني، ولا يرى في العروبة الا طاعونا وبيلا وصليبا تحمله سوريا.. وهكذا.. وهكذا.
ثم اين هم العرب الخلص.. ما من شعب عربي في قطر عربي الا وامتزج بدماء الاعاجم «كل لغة لدى الهوسا لغة ـ لارابنشي او يورمابانشي مثلا الا لغة الهوسا فهي الهوسا وكفى، ولكن كان نصيبنا أن يظهر من اختلط بهم اجدادنا في اللون والقسمات.. نسبة الاختلاط واحدة او تكثر او تقل، ولكنها لا تقلل من عروبة السودان.. في الجزائر ولبنان بل حتى في المنصورة قد يعبر الامتزاج العنصري عن نفسه بازرقاق العيون ونصاعة البشرة.. والمهم انه قليلا ما تقابل عربيا قحا او خالصا في معظم البلدان العربية.. وهذا من تسامح العرب وتسامح الاسلام، ولعل اروع ما يقدمه العرب وقدمه دينهم ان رمز شجاعتهم هو عنترة بن شداد، وان نصيبا هو أشعر بني جلدته وجلدة من قال ذلك، وفي نظر شاعرهم الجاهلي «ان من يريد عرارا بالهوان فقد ظلم» وان غفاريهم وهو من الاقحاح، قد وضع خده على التراب ليطأ عليها بلال برجله، لانه قال له «ايا ابن السوداء» مما اثار حفيظة محمد «صلى الله عليه وسلم».
وقبل ان يتسرع النور بمثل مقاله كان عليه أن يقرأ «العربية في السودان» للشيخ عبد الله عبد الرحمن و«العروبة في السودان» للشيخ محمد عبد الرحيم على سبيل المثال، وغير ذلك من المراجع الامينة ـ بل وحتى غير الأمينة، فإن الذين يريدون ان يشككوننا في عروبتنا كثر، وعلى رأسهم علماء السلالات البشرية، ويجدر بنا ان نذكر ان اول قطر أسعف ادوارد عطية بمثال وهو يريد تعريف العرب، هو السودان.
«نحن قبيل عرب، وكبش الكتيبة ورأسها، وما فيش غريب على اي حال، عرب الجنوب زاروا الشمال» وشعر الشعب بكل بساطته يؤكد ما تريده ان تنكره يا نور «يا صاح خبر ماكدونالد سودان عرب ما هم هنود، ما بنخشى طياره وجنود. وسط العراك بالروح نجود» بل قبل ذلك بكثير ربما من ايام سنار ما كان يردد الصغار:
«فزارة حاربونا ـ شدوا جمالهم جونا» وبعد ذلك أقبلت جهينة بوادرة وأم بادرية الخ.. بل ان كل ما هو عزيز لدينا شعورنا بالكرامة ونهضتنا القومية وحركتنا الوطنية سببها العروبة.. «امة اصلها للعرب» كنا نتحدى بها طغيان الانكليز ونغني بها في المقاومة في نشيد المؤتمر. لا يا نور.. بل نحن عرب العرب.. نحن الذين لا زلنا اقرب الى الصحراء، والبداوة والفطرة هي ما تمثل العربي الحق.. فنحن عرب العرب بأخلاقنا وقيمنا ومثلنا وروحنا، نحن عرب العرب بعاداتنا وتقاليدنا.. نحن عرب العرب لأننا اقرب الى النموذج الكامل للعربي. ونحن فخورون بهذا الانتماء ولا نرفع هذا اشعارا ضد من ليس له في العروبة شيء، بل العروبة تفتح ابوابها لاستقبال المزيد من الابناء، فكما يقول النبي «ليست العروبة لكم بأب ولا أم، انما هي اللسان»..
لقد قرأت خبر تكوين حزب يسمى بالحزب القومي الافريقي، ووقفت طويلاً لدى التسمية، لماذا «الافريقي» وليس السوداني ان كان لا بد اسم يطلقه من لم يكن له من قبل قط احساس بافريقيا، ومن لم نسمع له قط صوته بجانب صوت انصار الحرية في افريقيا، ومن لم ترتفع له قط عقيرة بالغناء لآلام افريقيا ولآمال افريقيا، انما هو التمحك واضمار ما ستنجلي عنه الايام. في ايام حكومة اكتوبر وقف وزير من الجنوب يطالب بألا تمر المساعدات للكونغو الجار الشقيق «ببلاده» يعني جنوب السودان، لأن ذلك يعرض بلاده لانتقام تشومبي.. وهكذا الشعوبيون الذين يستخدمون اسم افريقيا لمعاداة العرب - تنفيذاً بوعي منهم أو بغير وعي - لمخطط وضع منذ ان وطأ الرجل الابيض والمبشرون وعلماء الاجناس هذه القارة، وطور اليوم ليلائم استراتيجية الاستعمار المحدث، هم آخر من يعرفون ما يدور في أفريقيا وما تريده افريقيا، ولا ينظرون على افضل تقدير أبعد من مواطئ اقدامهم، من مصالحهم الضيقة. ذلك المخطط الذي يقول بعزل عرب افريقيا عن بقية افريقيا، وبث الشعوبية في البلد الواحد، فتارة هو الاسلام وتارة هي العروبة.
من نحن؟ وهل نحن عرب أم افريقيون؟ وهل نحن عرب؟ اسئلة تطلق احياناً في براءة واحياناً في خبث.. اسئلة تنبع من جهل صادق احياناً واحياناً من خطة ماكرة.. ولكننا لن نتحملها اطلاقاً.. الجاهل ينبغي ان يبذل جهداً لكي يتعلم، ينبغي ألا يدلي بكلمة في الموضوع قبل ان يقرأ كثيراً وان يفكر كثيراً، وان يتواضع أمام الحقيقة، وان يتوخى الدقة والحذر.. أما من يسير في الطرقات ينكر عروبتنا أو يشكك فيها أو يتشكك فيها، فهو يفعل فعلاً سياسياً بعمد وسبق اصرار، وينبغي ألا نسمح له بذلك، فنحن في حالة حرب ضروس لا تحتمل بث الوهن في المؤخرة وبين الصفوف، واضعاف الروح المعنوية.
لا يا نور.. بل نحن عرب العرب.. جمعنا خير ما في العرب من نبل وكرم، وخير ما في الزنج من شدة وحمية، فكنا كما قال صالح عبد القادر بلسان عربي مبين:
وأنا ابن وادي النيل لو فتشتني
لوجدت في بردي بطش أسود
وأنا ابن وادي النيل لو فتشتني
تجدين مجموع الكرامة والنهى
تجدين حلم البيض جهل السود
(الصحافة، الثلاثاء- 25/10/1967م)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: خالد أحمد بابكر)
|
من وجهة نظر سودانية
بقلم: النور عثمان أبكر
إنَّ التجمع الهائل الذي أحدثته الثورة المهدية لأفكار وقيم سودانية مشتتة أن تجد نقطة التجمع للتدفق والفعالية. وباسم النظام وانتشال الشعوب من البربرية والتأخر والجهالة تمت العمليات الحربية لقهر ثورة السودان في نهاية القرن الماضي. وباسم الحضارة والمدنية فرض نظام فكري وسلوكي وتربوي على السودان. وقد تم الاستقلال (السياسي) بجلاء قوات الاحتلال عن أرضنا. لكن: إلى أي مدى تحررنا من الأشكال الفكرية والخلقية والقيم التي تمخضت عنها؟ إلى أي مدى حققنا لأنفسنا التحرر من (رواسب العقلية الغربية الإنجليزية) التي فطمتنا عليها المدرسة والنظام الجديد طيلة سني الاستعمار؟.
إلى أي مدى خلصنا إلى وجهة نظر سودانية في بحث شؤوننا والحكم على قيمنا وتاريخنا، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وتقييم ما عندنا، ما نعانيه وما نريد أن نحققه؟. إن اختصاص الكاتب هو أن يختبر المواقف، وأن يفضي بنفسه وذهنه ووجدانه إلى ما وراء السطح والقائم، أن يفرق في المنبع. من هنا كانت مشكلة إبراز وجهة النظر السودانية شاقة: إن ما كتب عن تاريخ السودان ومسائل السودان ليس فقط من وجهة نظر غير سودانية، بل أسوأ ما يكون هذا ... (غير واضحة).
ومن ناحية أخرى: تعد الكتب التي صدرت عن السودان ومسائله من أغلى الكتب التي تعرضها المكتبات في السودان وتكاد تكون وقفاً حلالاً على قلة من القراء المهتمين أو هواة جمع الكتب المترفين.
لنأخذ أمثلة من ترحيل أهالي حلفا: إن عملية الترحيل الفعلية قد صاحبتها عمليات تنقيب وبحث وكشف من قبل اليونسكو والجامعات العالمية ومن جانب لجان دراسات علمية من معاهدنا وخاصتنا. وأن الاهتمام في البحث أثمر حصيلة وافرة من المعلومات التي تدحض كل الحجج التي تحاول أن تؤكد أن السودان – بل إفريقيا كلها – أرض بلا تاريخ. أو أن تاريخنا صنعته الصدفة أو القوى الغازية من قديم الأعصر. أي أن الإفريقي لا موهبة ولا قدرة له على الخلق والإبداع التاريخيين.
على أي نطاق نشرت هذه الحصيلة؟ كم أثَّرت في كُتّابنا؟ وما هي وجهة النظر الجديدة؟ وإلى أي مدى أصبحنا نعرف فن وادب واجتماع وعلوم حلفا القديمة والجديدة؟ إلى أي مدى يعرف السوداني وجهة النظر السودانية في المهدية والخليفة والإدارة التركية والحكم الثنائي بشكل تقييمي أكاديمي ومعاصر؟
ومع ذلك يبقى على الكاتب السوداني المعاصر عناء أن يبحث عن هذه الحصيلة الممنوعة واكتسابها وامتلاكها ومعاناة فهمها وإبرازها في شكل يؤثر على حاضرنا ومستقبلنا وإلا بقيت هياكل لا مكان في أي مشروع تاريخي إيجابي.
إننا نكتب ابتداء من شيء واحد فقط – تجاربنا. كل شيء يعتمد على مقدار ما نعصره حتى القطرة الأخيرة من تجاربنا حلواً أو مراً سيان. وهذا هو هم الكاتب الأوحد: أن يعيد صياغة فوضى معطيات الحياة نظاماً هو الفن ومشكلة الكاتب السوداني هي أنه قد حرم بالفعل من اختبار تجربته الشخصية التاريخية عن كثب، ومن زاوية نظر سودانية أنه الابن غير الشرعي لمجموعة ضخمة من وجهات النظر الأجنبية والتي اهتمت أن تعلمه من هو، وما رصيده الحضاري التاريخي كما يحلو لها.
لست من أنصار الوقوف أمام الرصيد الحضاري العالمي ومحاربته باسم القومية أو العقدية، لكني بكل ثقل قوي إدراكي ضد المحاولة التي تحرمني من معرفة أهلي وأرضي وقيمي وحضارتي كما هي، كما كانوا في وضوح تام ومن المركز.
لماذا نترك للعين الغربية أن تحكم علينا وأن.. تحدد شخصيتنا.. وأن تفرض علينا ما يجب أن نكونه؟ أستطيع أن أفهم موقف مريض زار طبيباً فأوصاه الطبيب بتناول دواء معين لكن هل وظيفة العالم الخارجي أن يكون طبيباً لأمة بأسرها؟ هل نحن مرضى للحد الذي نلجأ فيه إلى كل من يصف لنا النظم والأفكار والقيم الخاصة بنا؟.
أظننا نحترم أرضنا وأهلنا ونطمئن إلى أن أمنا قد ولدت رجالاً أبراراً أنجبوا فحولاً في كل الميادين. أريد هذه الأرض.. هؤلاء الأهل.. هذه الأم أن تقول لي: ما نحن، كيف كنا ومن ثمة أستطيع أن أحدد ما أريده لهم ولي، المشكلة غذن: كيف نجعل أهل الدار يثقون في ما نحمله إليهم من أطايب الدار. كيف نخلق في السودان الثقة بالسودان والسودانيين؟
إن تم لنا هذا أدركنا الطلب وفزنا بغنيمة طيبة هي أنه واجب علينا تاريخياً أن نراجع النظم التي ورثناها بعد الاستقلال واحداً واحداً وأن نقيمها على ضوء الواقع التاريخي الذي أزاحته وهو التاريخ السوداني، لنرى كم توافق خطوطه الرئيسية وكيف تسهم في تحقيق مستقبله.
عملية التطهير هذه لا تحتاج إلى لجان تطهير! إنها عملية يجب أن يقوم بها كل المجتمع خاصة الكتاب. أم يجب أن نلبس حتى القيامة الأساور المستعارة من جيرتنا وحكامنا الأولين لأنها تحمل وجهة نظر قطاع كبير من مثقفي هذا البلد. ماذا يريد هؤلاء المثقفون وما هي أهدافهم؟ وخططهم لبناء المجتمع السوداني؟ ما هي نظريتهم أسلوبهم للعمل؟ هل هذا سبب كافٍ يدعوك لتتعرف عليهم – من خلال الميثاق. نعتقد ذلك، فؤلاء المثقفون يسهرون أيضاً في تقرير مصير هذا البلد. وهذا أمر يهمك.
- الصحافة 27/9/ 1967م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: خالد أحمد بابكر)
|
قلت بأن النور وصلاح كانا عاطفيين، فعند النور رحمه الله يتبدَّى النزوع المغالى فيه، والتركيز على أوجه الغابة في بيئتنا السودانية دونما أي ملمح آخر، في كلمته (لست عربياً.. ولكن)، حيث جعل كل شيء في هذه البيئة مختصاً بالغابة (الإفريقية). من هنا أتت مغالاته وعاطفيته. وكذا صلاح أحمد إبراهيم حصر مقالته في أوجه العروبة السودانية وكل مثال لها، ساعياً لموازنة ذلك مع ما أورده النور. وهو ما يمكن وصفه بالعاطفية عند صلاح رحمه الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
الأعزاء الأفاضل كمال علي الزين عبد الكريم الأمين أحمد أحمد الأمين أحمد
تحية واحتراماً.. ويا أيها الأنيق كمال بالله عليك لا ترحل واجعل صدرك وهيطاً كما عُهد عنك.. سأورد هنا مقالة للعزيز صلاح شعيب حول ذات الشأن: --------------------------------------
أبكر: "رزم" الغابة و "صولفيج" الصحراء ...
صلاح شعيب
برغم أن الراحل النور عثمان أبكر أصدر عدة دواوين شعرية إلا أن أكثر ما ميَّز النقاش حوله كان دوره في انشاء مدرسة الغابة والصحراء مع الاستاذ محمد المكي إبراهيم والراحل محمد عبد الحي. فضلاً عن ذلك فإن معاني مقالته الشهيرة "لست عربياً.. ولكن" ظلت محفور في ذاكرة النقاد والقراء بأوضح مما فعلت أية قصيدة من قصائده، والتي مهَّدت له أن يكون في قلب الجيل الثاني من المجددين لـ (القصيدة العربية السودانية)، هذ إذا اعتبرنا أن محيي الدين فارس وجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن، ومحمد الفيتوري يمثلون الجيل الرائد في الدعوة لتجديد بنية القصيدة العمودية. المضاف لهذا الإدعاء هو أن الجدل النقدي حول مدرسة الغابة والصحراء إنصب في مجمله حول درس مضامين وأفكار تتعلق برؤى الشعراء حول مفهوم الهوية السودانية، أكثر من مدارسة الصياغات الفنية التي بذلها شعراء المدرسة المعنية، وفي هذا تتشابه ظروف المدرسة مع الظروف التي واجهت فكرة مدرستي الخرطوم والواحد التشكيليتين، واللتين خلقتا جدلاً ذي صبغة فكرية في دوائر التشكيليين والمعنيين بدراسات تتعلق بالهوية أكثر من إستجواب الأساليب الفنية التي بدت في أعمال المؤسسين إبراهيم الصلحي وعثمان وقيع الله وأحمد محمد شبرين.
وفي الزعم أن شغل المدارس الفنية ما بعد الستينات قارب شغل المدارس الفكرية/ السياسية المعنية بتشريح الأزمات المجتمعية، وبالتالي نجحت أفكار مدارس الغابة والصحراء والكريستالية وأبادماك والخرطوم في إنتاج الحوار وسط مكونات المثقفين ولكنها فشلت في إنتاج الإبداع المتناسق للمبدعين المؤسسين لهذه المدارس. ودلت التجربة أن انفراط عقد المدارس الفنية بعد تأسيسها واختلاف رؤى مؤسسيها هو القاسم الأبرز بينها، فالشاهد أن مدرستي الخرطوم والواحد التشكيليتين فشلتا في أن تراكم رسومات مختلفة لمؤسسيها تعبر عن المرحلة الجديدة للمبدعين الذين أسسوا بنيانها، وفي ذات الوقت لم يستطع الفنانون (كمالا إسحق ومحمد حامد شداد وإبراهيم شداد) أن يستمروا في مراكمة تجارب تشكيلية لـ"الكريستالية" التي جاءت لحقل التشكيل في مطلع السبعينات، وكان ميدان أبوجنزير، رد الله الروح إليه، يشهد تجليات لمحاولة جريئة لإبراز أفكار ذلك الرهط من المبدعين، ومع ذلك لم تكن هذه المحاولة سوى فشل جديد لصب كل أحاسيس المبدعين في قالب متحد يجمع أحاسيس وأنفاس وزفرات وشهقات جيل.
فتأطير الإبداع الشعري أو التشكيلي خصوصاً يصب ضمن مدرسية محددة مهما كتبت موجهات أو ارشادات أو تطلعات لما ينبغي أن يسير عليها، وإليها، الموقعون على بيان التأسيس. وأذكر أنني كنت على قرب من الموقعين على بيان مدرسة الواحد التشكيلية والتي أسسها الأستاذ أحمد عبد العال بجانب الأساتذة إبراهيم العوام ومحمد عبد الله عتيبي وعبد الباسط الخاتم ومحمد حسين الفكي، ولاحظت كيف أن خلافاً حاداً بدأ منهجياً ومضمونياً وسط موقعي بيان الواحد حول ما ينبغي أن يتبع بيان التأسيس، ثم تحول الخلاف إلى معارك شخصية لم تراع حقوق الزمالة الفنية، وعليه لم يستطع هؤلاء المؤسسون انجاز أي معرض مشترك، يعبرون فيه عن كيفية رؤيتهم للعلاقة بين (الواحد القهار) والفنون.
صحيح أنه لم تكن للنور عثمان أبكر وزميليه من مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء بياناً تنظيرياً موحداً يدبجون به إنتاجهم الشعري (الجماعي) آنذاك وأن يوضحوا الفكرة الأساسية التي يرمون لتحقيقها في حقل الأدب على النحو الذي صاغت به مدرسة الواحد التشكيلية بيانها الذي لم تتبعه بآخر، سوى أن الإنتاج الشعري للنور عثمان أبكر ومحمد عبد الحي ومحمد المكي إبراهيم مثل محاولة لبرهنة الفكرة الأساسية لتأكيد هجنة الثقافة السودانية، ولم نتوفر بعد على دراسة نقدية توضح لنا التزام مؤسسي الغابة والصحراء بفكرتها الطموحة، وتوضح أيضاً التطور الفكري الذي انتهى إليه عبد الحي قبل وفاته في عام 1989م، وكذلك مدى إلتزام ود المكي وأبكر بتلك النظرة الستينية الباكرة لإشكال الهوية، أي بعد ما يقارب نصف القرن من الآن.
نقول هذا وفي الظن أن الأديب أو الفنان كائن حي يتطور في رؤيته لقضايا العالم والوجود وتتجدد باستمرار أساليب معالجاته الفنية، وربما يناقض تصوراته القديمة للأشياء كما هو حال المبدع، حيث يتسامى طردياً إلى أمثلة جديدة من المعارف التي قد تصحح تصوراته السابقة، أو تعضدها، أو تشكك فيها، أو ربما يعيد النظر في منهجية رؤيته لجماعية الأشياء وبالتالي قد يأتي بما يخالف المعطيات الفكرية لماضيه.
وكما أن انفراط العقد دون إكمال أفكار وتطبيقات البدايات كان مصير ما سميت مجازاً بالمدارس الفنية تعثرت مدرسة الغابة والصحراء، كما أسماها النور عثمان أبكر، ولم تحافظ على وضعيتها الأولى التي جاءت بها إلى الوسط الثقافي، وإلى ذلك أنكر عبد الحي زعم النقاد بوجود هذه المدرسة أصلاً، وسكت النور عن الكلام المباح بعد أحداث يوليو 1971م، وعمد إلى الإنزواء إلى ذاته في غربته دون الظهور في المنتديات الشعرية، كما أنه خلافاً لزملائه الأثنين توقف عن التصريح للصحف والكتابة فيها، وبرغم أنه أسهم بشكل كبير في إصدار مجلة الدوحة التي كان سكرتيراً لتحريرها إلا أنه تمنع في الكتابة للدوريات السودانية التي تيسر لها الإستمرار في الصدور، وخاب رجائي منه لحوار ثقافي لجريدة (ظلال) عند منتصف التسعينات حين عاد إلى الخرطوم بلا ضجة إعلامية. أما محمد المكي إبراهيم فقد توقف عن إصدار الدواوين الشعرية لما يقارب العقدين، فيما قادته همومه الأدبية إلى الدخول في تجارب روائية بالعربية والإنجليزية معاً، هي تحت الصدور كما علمت منه، فضلاً عن ذلك فقد ظل ود المكي يجاوب بمفرده على استفسارات الصحفيين والنقاد عن المدرسة ويؤرخ لها بمفرده.
إن ما كتب بعد وفاة النور، والذي ارتبط اسمه بالغابة والصحراء أيما ارتباط، يطرح إستفسارات عدة حول ما بذلته هذه المدرسة في حقلي الثقافة والفكر السودانيين، والظن هو أن مؤسسيها حقنوا أفكار المثقفين بجدل العروبة والأفريقانية، وأثروا حتى على مستوى فهم الأجيال التالية لقضايانا التي تتعلق بالهوية، في ارتباطها بالحياة الإجتماعية والثقافية من جهة وارتباطها بأنظمة الحكم وأفكار السياسة.
وبرغم أن أمر الهوية، كما يفهمه الكاتب، يثقل كثيراً بهمومات ذاتية أكثر منها موضوعية، إلا أن نظرة مؤسسي الغابة والصحراء إمتازت بمبادرة شجاعة لإثارة الجدل حولها، ولكنهم لم يعطوا تفسيراً لما ينبغي أن تكون عليه وقائع الأنشطة الإجتماعية والثقافية والسياسية للسودانيين، والسبب في ذلك يرجع إلى أن نظرة الأديب لأمر الهوية إنما هي الإعتماد على التعبير الأدبي المقتصد للحروف لا الإستطراد فيها، والمعتمد على الرمزي أكثر من المباشر، وليست أدوات القصيدة هي أدوات عالم الإجتماع أو المفكر السياسي الذي يمكن له تناول موضوع الهوية بناء على تصورات عملية لما يجب أن تصبح عليه شؤون الناس العامة والغنم والكباري والمشاريع الصحية والمدارس وتسويق المحاصيل.
وفي الحقيقة أنه لم يكن مطلوباً من الشعراء الذين أسسوا المدرسة أن يجيبوا على سؤال الكيفية التي بها تنبثق خارطة طريق لشعب السودان بناء على توصلهم إلى مفهوم الهجنة الثقافية، حيث يتكامل "رزم" الغابة مع "صولفيج" الصحراء، ونخلص إلى "موال"، متحد البناء، فيحرك من ثم وجدان من هو أفريقي ووجدان من هو عربي، على حد سواء.
وإذا كان هذا المثال من ضمن رؤى "الغابوصحراويين" فإن تصوراتهم ليست ببعيدة عن تصورات مدارس فنية وفكرية أثارت من قبل موضوع الهوية، وتوصلت إلى نتائج مماثلة أو متوازية، مع اختلاف قدرة تعبير الريشة والقلم في جوهرة واقع السودان. فاجتهاد الغابة والصحراء يتمثل في ريادته على إثارة أمر الهوية على مستوى الحقل الشعري، كما لو أن مدرسة الخرطوم لعبت ذات الدور الريادي في الحقل التشكيلي، وجاء البروفيسور أحمد الطيب زين العابدين ليدمج فكرتي القلم والريشة للقول إن هناك مستوى ثالثاً للنظرة على موضوع الهوية وإنه أعمق من نظرة مؤسسي الغابة والصحراء والخرطوم والواحد وابادماك، وسمى هذا المستوى بـ"السودانوية".
وبرغم أن زين العابدين تمكن من التنظير للمدرسة عبر مقالاته الفكرية في مجلات "الثقافة السودانية" و "حروف" و"الملتقى" و"الخرطوم" والملف الثقافي لصحيفة "السودان الحديث" إلا أنه اتبع ذلك بحوارات بذلها في المنتديات الثقافية بالبرنامج الثاني بالإذاعة ومكتبة البشير الريح بأمدرمان، بل وسعى الراحل زين العابدين إلى عمل تطبيقات أدبية لفكرة السودانوية من خلال كتابة نصوص إبداعية. وفي حوار مع الكاتب رأى زين العابدين أن مدرسة الخرطوم التشكيلية والخرطوم بالإضافة إلى منتجات المبدعين في كل ضروب الفن تجري على نسق واحد لتكشف عن سودانيتها برغم المرجعيتين الفكرية والمنهجية التي يرى بهما الفنانون طيوف ومجسدات الهوية، وأذكر أن زين العابدين كان "يشاغل" الإستاذ محمد المكي إبراهيم بالقول إن مدرستهم خارجة من معطف السودانوية ويرى أنها المنظور الأوسع الذي يستوعب قدرات السودانيين مبدعين وناشطين في كل حقول الحياة السودانية.
والسؤال هو هل تم تجاوز فكر مدرسة الغابة والصحراء بواسطة التشكيلي زين العابدين فيما يتعلق بأمر الهوية، الهوية الثقافية..؟ من الصعب الجزم بأن أحمد الطيب زين العابدين قدم فكراً متكاملاً حول أمر الهوية، فبخلاف أن الموت عاجله دون إكمال مشروعه النظري والتطبيقي، إلا أنه أرسى، كما قال لي عبر حوار، منهجاً تاريخياً/ نقدياً للنظر إلى المكون الثقافي النازل منذ القدم على السودان، ولكن أعتقد أنه في حال تطوير هذا المنهج عبر دارسين جدد وتعميم تطبيقاته على مستوى الإنتاج الفكري والفنون جميعها، على الاقل، واستصحاب رؤية مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء والخرطوم وبقية المدراس، كما فعل صاحب "دروب قرماش"، يمكن القول بعدها إن "السودانوية" هي آخر المطاف كما عنون مقاله في العدد المزدوج من مجلة حروف الصادرة عن دار نشر جامعة الخرطوم عام 1990م.
على أن الحقيقة التي لا تفوت على فطنة المختصين في أمر النقد الفني أن المدارس الإبداعية، مثل الغابة والصحراء والتجارب الإبداعية الفردية في كل مجالات الفكر والفنون لا تعدم الأنساق الإبداعية السابقة لها، فهي تخرج من بينها لتردم الفجوات التي تركتها في بحثها عن المثال الكامل، ولهذا فإن ما أتت به الغابة والصحراء لم يلغ جدالات المثقفين السودانيين حول الهوية منذ العشرينات، فكلنا نعرف أن تيار (العروبة والأفريقانية) في السودان تبلور من خلال كفاح اللواء الابيض" ثم مدرسة الفجر وجماعة الهاشماب وأبناء الموردة وفي قصائد عدد من الأدباء والنقاد، كما أنه تمظهر في مناهج التأليف التي بذلها الموسيقيين، ولا ننسى هنا الطريقة التي سعى بها الموسيقار إسماعيل عبد المعين لتأسيس منهج "الزنجران" لمقتضى الذوق السوداني، ومؤلفات الاستاذ جمعة جابر في مقابل أصوات غنائية وموسيقية حداثية نادت بالتخلي عن السلم الخماسي والتوجه لتكييف موسيقانا على مقامات الموسيقى العربية، مثلما كان العاقب محمد حسن وآخرون ينظرون في صالح هذا الإتجاه. أما في الجانب المسرحي فإنه يمكن النظر لمحاولات باكرة لسودنة المسرح عبر أعمال خالد أبو الروس في مقابل التراث المسرحي لفرق الجاليات الأجنبية في الخرطوم.
ولعل الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن تأثير الغابة والصحراء على مجمل تفكير كل المبدعين، وليس الادباء فقط، لم يتوقف حتى يومنا هذا، فبكل المعايير ساهمت الجرأة التي استهل بها شعراؤها بعض دواوين في فتح سجالات الهوية والإجابة عليها بسند من كل المعارف الإنسانية، وليس السودانوية فحسب، بل وأن هناك تيارات فنية رأت بإنسانية المعاني التي يوظفها الفنان وليس له ـ بالضرورة ـ الإنكفاء على الموروث المحلي وتزيين ملامحه بإيقاع الغابة أو نغم الصحراء.
وبرغم أن الفنان تحديداً لا تحد تصوراته الإبداعية حداً ينمطه محلياً ويفصله عن التثاقف الإقليمي والإنساني في عملية التبادل الثقافي، إلا أن مدرسة الغابة والصحراء تبقى جهداً تأصيلياً غير منكفئ على الواقع المحلي، بل أن عوامل الوعي التي توفرت لشعرائها وتواصلهم مع العالم عبر زياراتهم لأوربا هي التي لعبت دوراً عظيماً في التفاتهم للتأصيل الثقافي في مشوار الإبداع، وهو تأصيل يقترح إجراءاً نظرياً/ وظيفياً يتصل بواقع الممارسة السودانوية، وإذا فهم جيداً فإن هذا التأصيل الثقافي يهدف إلى خلق إطار للتعايش وتطوير قواسمه المشتركة وتجنيبه الإنزلاق في مهاوي التردي المجتمعي، ولعل هذا الهدف الذي قصده أبكر وعبد الحي وود المكي جزء من مسؤولية الأدب وواجب المثقف ودور الإنسان عموماً في الأرض.
نقلاً عن صحيفة (الأحداث) اليومية، الأربعاء 11/2/ 2009م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: خالد أحمد بابكر)
|
العزيز الناقد المحقق والترجمان المدقق أحمد الأمين أحمد
أولاً: جذبني والله الحوار الجميل الذي ابتدره الأخ بدر الدين الأمير الذي أكن له تقديراً كبيراً ينبع من اهتمامه بالنور وإيصال أخباره أثناء فترة مرضه، فقد وقف وقفات كبيرة أشاد بها كل من كتب في النور وحوله بعد رحيله، ولا تكاد صحيفة سودانية أولت رحيل شيخ (الغابة والصحراء) اهتماماً، إلا وورد اسم بدر الدين الأمير في سياق الحديث.
ثانياً يا صديقي أحمد الأمين إشارتي للنور في تركيزه على الإفريقية، ورد في استقرائي لمقالته (لست عربياً.. ولكن)، وكذا صلاح نزوعه العروبي جاء مركوزاً من خلال أسطره في كلمته (بل نحن عرب العرب).. وقولي بذلك لا يتعدى هاتين الكلمتين للنور ولصلاح.
أما غير ذلك، فإن صلاحاً والنور رحمهما الله، كلاهما من أعمدة (الغابة والصحراء) كما يذهب إلى ذلك نفر كبير من نَقَدة الآداب في بلادنا، وأنت لست بعيداً عن ذلك. لذا فمن الخطأ عندي محاكمة صلاح بما خالف فيه النور وبما رآه في العقد الثاني من الستينيات كما تُظهر تواريخ نشر مقالتيهما. فلصلاح عشق عظيم لإفريقيا وإنسانها، ولا يخفى على أحد من الأدباء والمتأدبين السودانيين، من أن ما وهبه صلاح – خلال عمله في جامعة أكرا - لإفريقيا ربما لم يتح لأحد غيره أن يهبه في مجال التعليم والتنوير، إلا القليل ممن ساهموا مساهمات كبيرة مثله.
تتملكني رغبة صادقة أن أشيد بمشاركة المشاركين في هذا البوست وأن أدعو الأستاذين الكريمين كمال علي الزين وبدر الدين الأمير لمواصلة طرح آرائهم في مودة وعلى نحو يُعطي مزيداً من المعلومات خاصة من جانب بدر الدين الذي مكنته ظروفه أن يكون قريباً من النور في أخريات أيامه... مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
نُشرت هذه المقالة بصحيفة (الأحداث) قبل الرحيل الفاجع للشاعر النور عثمان أبكر وهي ملاحظة على كتاب (في ذكرى الغابة والصحراء)، وقد بدا لي أن الصديق الأستاذ صلاح شعيب أشار لمحور ما تناولته بصورة مباشرة حول (مفهوم المدرسة) وإصدار البيان وما بمجراه.
------------------------------- ملاحظة على كتاب (في ذكرى الغابة والصحراء)
مدخل: سأعود اليوم يا سنَّار، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً تعرّى في خريفي وشتائي ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكي تنضج في ليل دمائي ثمراً أحمر في صيفي، مرايا جسدٍ أحلامه تصعد في الصّمتِ نجوماً في سمائي سأعودُ اليوم، ياسنّارُ، حيث الرمزُ خيط، من بريقٍ أسودٍ، بين الذرى والسّفح، والغابةِ والصحراء، والثمر النّاضج والجذر القديمْ (العودة إلى سنار)
صدر كتاب (في ذكرى الغابة والصحراء) لشاعر (الأمة) محمد المكي إبراهيم عن دار (مدارك) 2008م، وهو مجموعة من المقالات كان المؤلف قد نشرها بصحيفة (السوداني) في نحو 2006م. جاء الكتاب في (105) صفحة من القطع الصغير، حوى تاريخ وملابسات ولادة التيار الشعري المعروف بـ (الغابة والصحراء) أو الآفروعربية كما اصطلح، بعد صمت دام طويلاً من الرواد المؤسسين. وحسناً فعل شاعرنا الكبير محمد المكي إبراهيم حين خرج من صمته وأدلى بدلوه. لكننا – ومهما يكن من أمر – ما نفتأ نرقب أن يخرج الأستاذ النور عثمان أبكر والدكتور يوسف عيدابي ليسجلا إفاداتهم للتاريخ.
من الملاحظات الأولية التي يمكن أن نسوقها هنا، هي قول محمد المكي إبراهيم: «لقد تلقينا تأنيباً عنيفاً، فالشاعر محمد عبد الحي ذو السحنة العربية قيل له مراراً وتكراراً أنت من البيضان، فما شأنك بهذه الزمرة من المتأفرقين. وبعد أعوام قليلة كان ينكر على رؤوس الأشهاد وجود (مدرسة) فنية إسمها (الغابة والصحراء)، ولكن مطولة (العودة إلى سنار) إحتفظت له بمقعده دافئاً في نفس الزمرة التي أريد له أن يتخلى عنها.. وهوجم النور عثمان بأصوله الإفريقية، وفي الدفاع عن نفسه كتب مقاله الشهير (لست عربياً ولكن). ولم أسلم شخصياً من الأذى، فقد هوجمت عند نشري الجزء الأول من مسرحيتي الشعرية عن الشاعر النوبي المخضرم سحيم عبد بني الحسحاس وذلك بصورة أفقدتني الرغبة في إكمالها حتى اليوم».
معلوم أن تيار الغابة والصحراء الشعري قد وجد عنتاً ومشقة إبان ظهوره، وجابه معارضات من قبل العروبيين في السودان. أضف لذلك طبيعة المجتمع السوداني الشمالي التي كانت لا تتقبل أية دعاوى إفريقية بسبب وطأة إرثها الثقافي السائد.
لاشك أن الأستاذ محمد المكي إبراهيم أكثر إدراكاً منا نحن المتأخرون بملابسات ما دار. لكننا نرى أن محمد عبد الحي في حديثه النافي لوجود مدرسة باسم الغابة والصحراء، كان يرمي لـ (مفهوم المدرسة) من الناحية الفنية والنقدية، وليس الكتلة المتأسسة أصلاً وهو أحد أفرادها. فالمدرسة الأدبية تعني فيما تعني إصدار بيان ومانفستو بولادتها. و(الغابة والصحراء) لم تصدر شيئاً من هذا القبيل، وهو ما يعضد رأينا في القول النافي بوجود مدرسة على هذا النحو.
لقد استند بعضهم على مقولة عبد الحي التي أشرنا إليها، وسعى عبرها للاستدلال على براءته من الغابة والصحراء. وهو قول مجازف لا يقف على دليل ثابت كون عبد الحي تخلَّى عنها أو تبرأ منها. ولم أقع على شيء صريح كهذا الذي استند عليه هؤلاء.
الأمر الآخر، هو أن الأستاذ النور عثمان أبكر لم يكتب مقالته (لست عربياً، ولكن) لأنه هوجم من البعض، وإنما جاءت مقالته في سياق ما عُرف بـ (نكسة حزيران)، التي ملأت الساحة الثقافية والفكرية والسياسية بكاء وعويلاً على (نكسة العرب)، حيث جرى تدبيج عظيم للكتابات الباكية والمتباكية وأهريق حولها حبر كثير. وجاء في متن رسالة الدكتوراة للناقدة د. نجاة محمود أحمد الأمين إلى أنه – أي النور عثمان - كتب مقالته المعنية على أجزاء، أي أنها لم تك وليدة حدث معين، بل كُتبت على مراحل، وقد تكون مرحلة الهجوم عليه مرحلة من هذه المراحل. وقد وقفنا على تاريخ نشرها بالدقة المنشودة من رسالة د. نجاة. فصلاح أحمد إبراهيم عندما ردَّ على النور عثمان بكلمته (بل نحن عرب العرب – الصحافة، الأربعاء 25/10/ 1967م) لم يُشر لتاريخ نشر مقالة النور عثمان، وكذا عبد الله علي إبراهيم لم يُشر لتاريخها بالكامل في ورقته (الآفروعربية: أو تحالف الهاربين). لكنه أشار لتاريخ مقالة صلاح أحمد إبراهيم. على أن صلاحاً نفسه ردَّ على بعض المحاور التي جاء بها النور عثمان، ولم يذكر كثيراً من الشواهد.
بيد أن الأستاذ محمد المكي إبراهيم يقول في رسالته لنا: « هذا ما قلته نصاً (وبعد أعوام قليلة كان ينكر على رؤوس الأشهاد وجود (مدرسة) فنية إسمها الغابة والصحراء. لم أحدد معنى المدرسة، وهي على إطلاقها ما قاله الشاعر الكبير – يقصد عبد الحي – في مجلة (الخرطوم) في العدد الذي تحدثت فيه الدكتور سلمى الخضراء الجيوشي عن شعري وشعره والنور. إنَّ ما أردته هو تصوير العنت الفكري الذي قوبلنا به، وهو نفس العنت الذي يقابلك اليوم لو طالبت بسلفا كير رئيساً للسودان، ولأنه موضوع حساس، فإن معظمه كان شفوياً. وليس مهماً أن يظل المرء على مذهب واحد إلى نهاية عمره ليحتفظ بحقه كمؤسس. وأنا أرى أنَّ محمداً له أوفى نصيب كمؤسس لتلك الحركة، وله مطلق الحرية في التخلي عنها دون أن يفقد حقه كمؤسس. وسوف تبيد أشياء كثيرة ويبقى ديوان (العودة إلى سنار) شاهداً – على الأقل – على رؤانا في ذلك الموضوع. واضح جداً إدراكك أنني لا أرمي إلى ما رمى إليه عبد الله علي إبراهيم، ولكنني تحدثت عن ظاهرة مختلفة هي العنت الذي – في زماننا – كان يلقاه من يخوض في تلك الشؤون. الآن تحسنت الأمور كثيراً، وصار بإمكانكم التحدث عن السودان الإفريقي وليس فقط السودان الخلاسي. وصار لكم بين الجنوبيين والأعراق الإفريقية الأخرى سند وظهير فانتهزوا الفرصة وقولوا كل ما عندكم. لا أعتقد أنه من الضروري إصدار بيان لتصبح الحركة مدرسة. لقد أصدرت (الكرستالية) بيانها التأسيسي، فهل هي مدرسة بأكثر مما كانت الغابة والصحراء؟ وظني أننا أصدرنا أكثر من بيان وذلك بقصيدة محمد (سنار) وأجزاء كبيرة من كتابي (الفكر السوداني). وهنالك مقالات نُشرت في (الرأي العام)، وقد كان المجتمع الثقافي منتبهاً إلى وجود تيار من ذلك النوع منذ 1962م ولم يمنع عدم إصدار البيان من التعامل معها كمدرسة في الفكر السوداني. والآن وبعد مضي أربعين/ خمسين عاماً هاهي تعيش في رؤاك النقدية». انتهى
نحن لم نقل أن المرء عليه أن يظل على مذهب واحد مدى الحياة حتى يُعد في زمرة الرواد المؤسسين. لكننا ذهبنا إلى أن عبد الحي رمى إلى أن الغابة والصحراء ليست مدرسة بمعنى المدرسة الأدبية التي من شروطها إصدار البيان، وهذا لا ينتقص من قدرها البتة. لكننا نؤكد على أنها تيار فكري وشعري، وتوصيف واقعي للحالة السودانية بتركيبتها الهجين والإفريقية القحة، فهي تتعدى بمراحل مفهوم المدرسة الأدبية، لأن المدرسة تنحصر بتوجهاتها وأطرها. لكن الغابة والصحراء تنفتح واسعة على مصاريعها السودانية قاطبة. لذا فإننا ندرك تماماً أن إصدار البيان من عدمه ليس دليلاً على نجاح أو فشل المدرسة/ أية مدرسة كانت. فالعطاء لا يُحدد بصدور البيان، بل بما قُدِّم أصلاً من مجهودات، وهذا عين ما جرى للغابة والصحراء. فالرؤى الفكرية والاجتراحات الشعرية التي بذلها روادها كانت كفيلة بالتعريف بها وبوضعيتها الفكرية في الثقافة السودانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: خالد أحمد بابكر)
|
حوار استعادي مع الشاعر النور عثمان أبكر
الاحتجاج بالغـابة والصحـراء مــا زال قـائماً.. إعداد : يوسف العطا النور عثمان أبكر شاعر صحو الكلمات المنسية أسهم ولا يزال في إثراء الساحة الثقافية ويمتاز شعره بغنائية رائعة تميّزه عن الأصوات الأخرى. وها نحن نقدّمه طارحاً عدداً من القضايا الأدبية والفنية.
كنت تكتب القصة القصيرة ثم تركتها الى الشعر، هل معنى هذا أنك واجد نفسك في الشعر أكثر من القصة؟ ـ إن أي فنان يحاول أن يعبِّر عن تجربته بأيٍّ من أشكال التعبير.. وقد كتبت مقالات في الثانوي العالي تطوّرت إلى مناقشات فكرية في الجامعة.. فتفتّحت عن نوع من الملكة الادبية فجرّبت شكل القصة.. وهناك من الاشياء ما لا نجده في شكل المقالة الفكرية فكتبت نوعاً من القصة مما يمكن أن يسمى بالقصة الاستكشافية متعلقة أساساً بكيفية اتخاذ موقف وبلوغ قرار واختيار في جملة أوضاع معينة أو وضع معين ويغلب عليها طابع الفكر والشعر وأذكر في ذلك الوقت أنني كنت أجد في كتابة حليم بركات ومطاوع صفدي واحتجاجه بما أسموه القصة الاشكالية شكلاً للكتابة أرقى من القصة المكتوبة في مصر والسودان والتي تفتقر إلى الفنية، وتهتم بنوع من الشكل التقريري في الكتابة والموضوع الملتزم انطلاقاً من موقف فكري ثابت. وعندما شعرت بأن الرصيد العاطفي يصعب ضغطه وإفراغه في قالب قصصي انتقلت إلى كتابة القصيدة المتأثِّرة بشكل القصة.. لقد كتبت القصة في أزمنة ولم أحفل بنشرها كثيراً.
رأيك في القصة السودانية بوجه عام؟
ـ القصة في السودان كتابة مجوّدة على يد عدد من المقتدرين.. وفي رأيي أن استقبال الناس واحتفاءهم بالقصة كعمل فني هو السبب في انتشارها.. من ناحية الحيّز نستطيع تقديم قصة في أي صفحة أدبية أو برنامج إذاعي وقد جرّب بعض الكتّاب ليالي القراءات القصصية وكانت ناجحة.. إلى أي مدى يمكن للقاص السوداني ألا يتأثر شكلاً بكتابات قصصية رائعة في العراق وسوريا والقصص المترجم وينفذ إلى نوع من التكنيك المعتمد على الحكاية الشعبية السودانية؟ سؤال مطروح على جمهرة كتاب القصة..
أبتهج كثيراً بكتابة القصة عند محجوب الشعراني، عيسى الحلو، علي المك، صلاح حسن أحمد، ومحمود محمد مدني ابن خلدون وبشرى الفاضل.
.. وانصح ابراهيم اسحق ألا يبدد طاقته الروائية في المشاوير القصيرة المتخذة شكل القصة القصيرة. أين يقف النقد الآن من القصة والشعر؟
ـ المشكلة الأولى هي مشكلة نشر الشعر والقصة وكتابة تاريخهما وتقديم نوع من التبويب للمراحل، وإن كان في ذلك تعسف.. ثم توقّع النقد الذي ينظر في اعمال القصة والشعر مقارناً ومحللاً على ضوء المقارنة ومقدماً احكامه مفتوحة الأطراف.. ثم هناك مشكلة تحديد المصادر.. فإذا كان الشعر ينطق عن وجدان افريقي عربي فإن الرجوع به الى المصادر العربية المحضة نوع من التعسف.. واذا كان ذا اصول عربية صرفة كشعر البادية العربية في السودان فان دراسته بمعزل عن بادية الجاهلية وصدر الاسلام ضرب من التعسف، أيضاً نقد الشعر والقصة في السودان هو بالضرورة ناقص لعدم توفر ما ذكرت وليس لإثم يقترفه النقاد.. ما زالت ثقافة السودان غير منشورة وغير مجموعة.. ولقد برزت منذ اوائل السبعينيات اجتهادات نقدية مثقفة ومتجردة ويزداد رصيدها باطراد الانتاج وكشف الشعراء والقصاصين عن أنفسهم وهوياتهم.. بين هؤلاء من يكتب على صفحات الصحف أو المجلات المحلية أو يقدم دراسات لنيل درجة علمية.. ومن ثم فإن جيلنا محظوظ أكثر من غيره من ناحية انتباه القارئ الناقد المعلن عن رأيه فنياً.. هذا لا يلغي كون بعض النقد وخاصة الذي يدبّجه الشعراء وكتاب القصة عن هويّاتهم الشعرية والقصصية، يميل الى تفخيم الذات وستر العورة أكثر منه الى المساهمة في بناء النقد. في حياتنا الفكرية كانت مدرسة الغابة والصحراء.. ترى إلى أي مدى تركت هذه المدرسة بصماتها في الأدب؟
ـ إن أول قصيدة كررت لفظ الغابة والصحراء وحاولت تبيان مسألة الغابة والصحراء هي قصيدة «صحو الكلمات المنسية» كتبت عام 1963 وهي منطلقة من مقالة سجّلت في شكل مذكرات نهاية 1962 ونشرت بالصحافة اليومية عام 1967، عنوانها «لست عربياً ولكن» وكان أيامها محمد المكي إبراهيم معي بألمانيا الاتحادية، وكان محمد عبد الحي وعلي عبد القيوم في بداية دراستهما الجامعية.. ويمكن أن تسجل هنا أنني تخرّجت في الجامعة عام 1962 -جامعة الخرطوم- أريد أن أسجل شيئاً يخصني ويهمني هذا حتى لا يتهمني أحدهم مستقبلاً بأنني زميل لمحمد عبد الحي أو علي عبد القيوم أو النصيري، أو أنني شاركت في مسألة الغابة والصحراء.. وأود أن أسجل مقطعاً واحداً له دلالته بالنسبة لشعر كثير.. واهتمام ببعض المدن السودانية المداخل والمخارج.
من كاهن هذا المعبد أوصده في وجه العابر والساعي؟ «غرت على «سنار» رفعت ندائي، غضبي أشهر من مصباح اللؤلؤ «ستعانيب» خزيت أرحام المدى شبعاً، عافية، راحة بال ووساد حتى يرفع إنسان رأسه يرعب، يجرف اطمئنان الموت على «مروي» الغرس الطيب يعطي الغصن الأخضر والمرعى من يصعد جبل الرب، يبيع حشاه الأوحد كي نعطي غرساً يرجى من يضرب بعصاه الصخر فتنبجس الأعين يعلم كلٌّ مشربه نسقي، نرعى مولود الغابة والصحراء» لا أدري كيف بلور الأصدقاء أعضاء رابطة أدباء الجامعة على أيام عبد القيوم وعبد الحي مفهوم الغابة والصحراء. وكيف اكتشف آخرون أن ثمة مقارنة يمكن أن تتم بين هذا المفهوم ومدرسة الخرطوم في المسألة التشكيلية، ما أدركه يقيناً أن الإفصاح الفكري والسلوك الإبداعي في مسألة الغابة والصحراء هو مسؤولية النور عثمان أبكر، وقد ذاق في ذلك الأمرين متهماً في إسلامه وفي عروبة لا يدعيها، وفي مواقفه السياسية عن قضية النضال العربي.. يهمني أيضاً أن أسجل لمن يفكرون أحياناً في عقد مقارنة بين ديواني «أمتي» و«صحو الكلمات المنسية» أن قصائد «الصحو» كما هي منشورة بالديوان قد اكتملت في خريف 1963، بعام كامل قبل استشهاد القرشي، وإن كان الديوان قد صدر مطبوعاً عام 1971م. الاحتجاج بالغابة والصحراء ما زال قائماً.. بالمنبع والمصب ما زال قائماً.. بالأصول والتوجه ما زال قائماً، ذلك أن تاريخ السودان لم يبدأ بعروبة السودان، وأفريقية السودان لا تطفئ الجذوة المتقدة فكراً ودفعاً حضارياً مقالاً ويقيناً ربانياً عارفاً ومبراً نزل السودان وخصب ما وجده بالسودان.. ومنح هذا الجزء من الإنسانية والعالم هذا الكون، نحتج بقبابه وأوليائه نهره وغابه، دفين صحرائه وعتموره جباله وسهوله، سماحته وأضرحته وتوسطه خيراً في عالمنا المضطرب.. ويمكن الاشارة الى الحجة المناوئة لما قلته فيما سجله علي وعلى اتجاهي في الغابة والصحراء الشاعر المبدع صلاح احمد ابراهيم صاحب «نحن عرب العرب» يمكن للسودان أن يحتج بعروبته، أن يحتج بأفريقيته، ويبقى هو كوننا جماع الغابة والصحراء وسماحة السودان.
وجدت من يحاول إرجاع مدرسة الغابة والصحراء إلى أيام المحجوب وشعر طمبل ويحتج بالإنتاج الوفير من إبداع للمجذوب بأنه الافصاح الافضل عن مسألة الغابة والصحراء، ولا يسعني إلا أن استزيد من مثل هذا التأصيل في هذه المسألة الحيوية في تكويننا الفكري ومزاجنا الوجودي.. والرجوع هنا إلى المثقّف الأصيل والمفكّر العارف عبد الله علي إبراهيم أفادنا الله بجهوده واجتهاداته. أود أن أضيف شيئاً مهماً وهو انتباهي إلى مسألة الغابة والصحراء تم لي وأنا في محيط حضاري غربي رفض هويتي الأفريقية، حين أفكر ورفض هويتي العربية حين أكون.. وإنني تنبّهت إلى تفهم أفضل لأشعار محيى الدين فارس خاصة في ديوان «الطين والأظافر» وأشعار الفيتوري وجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن، وقد كتبوا في غربة شقيقة، وربما استطاع النقاد الانتباه إلى هذه الملاحظات والاستفادة منها سلباً أو إيجاباً في موضوع الغابة والصحراء والبحث عن الذات السودانية. هل يمكن القول إن عمود الشعر العربي وعاء فارغ يعبأ باستمرار مما يجعله عقبة أمام استحداث أشكال جديدة؟
ـ كان الشعر العربي في كل مراحله قادراً على استحداث ما يخرج تجربة الشاعر في المكان والزمان، وأمام الزمن والأبد بالشكل الذي منح القصيدة العربية قدرة على الاستمرار الجدلي.. المشكلة هي إبداع شكل معين يؤدي بالضرورة إلى تكراره لزمن عمود الشعر العربي ليس وفقاً على شكل القصية وحده، وإنما على القدرة الخلاّقة لدى الفنان العربي على الاستفادة القصوى من عمق التراث العربي الإنساني الرفيع.. قصيدة امرؤ القيس ليست ميمية المتنبي أو غزلية النواسي أو تشوقات ابن العربي او بطوليات الشريف الرضي، هذا فيما سلف وفي زمن الخروج على القافية الواحدة والروي الواحد والشطر والعجز تم نوع من التحول الكيفي في عمود الشعر العربي وما زال هذا التحول يتنامى وفق الزمن والتجربة والموقف من التراث والإتصال بالمستقبل.
اعود لقضية قديمة هي التي ابتدرت الحوار حول الغابة والصحراء وهي قضية الملامح الثقافية في السودان وجذور التجربة الإنسانية واللغوية فيه.. اللغة العربية لغة ثانية لقبائل أفريقية عديدة قبلت الإسلام وجهدت للإتصال بمنابعه وتاريخه بالقدرة على المشاركة بإيمانها البصير فيما يخص العالم الاسلامي وطليعته العربية.. ومن ثم فإن الثقافة العربية التي تبلورت قبل الإسلام وتلك المتأثرة بالإسلام، استفادت من الحيّز الجغرافي والإنساني الذي صار ممكِّناً للعرب بالفتوحات الإسلامية، تلك الثقافة هي رصيد فكري أكثر منه رصيد وجودي لكثير من أبناء القبائل الأفريقية التي قبلت الإسلام أو اتخذت العربية لغة ثانية، ولذا فإن بعض الفنانين والمبدعين الأفارقة الذين يتحدَّثون العربية ويدينون بالإسلام يصدرون عن ينبوع لا نتوقَّع صفاء العروبة فيه، وإنما تخالطه تلك العجمة الوجودية وبين هؤلاء كثير من شعراء السودان الذين ليسوا من أصل عربي صريح.. وربما كان للغاتهم الام ضغط أدى إلى تحوير عمود الشعر بمفهوم عمود الشعر العربي. ما رأيك في أشعار محمد عبد الحي، محمد المكي إبراهيم ومصطفى سند؟
ـ لا أسمح لنفسي على الإطلاق بنقد علني أو مستتر لزملاء من نفس المعاناة والجيل.. نحن نكمل لوحة الشعر السوداني في زمننا كوني أكتب شعراً وهم يكتبون، وإنني أكتب بطريقة مغايرة، وانتبه إلى أشياء ربما أحسست أنهم لم ينتبهوا لها، وكون كلٌّ منا ينفرد بشيء يخصه فذاك هو التقويم والتقييم العملي الإبداعي لأحدنا على الآخر.. من العار بمكان ومن باب الاغتياب أن أقول شيئاً عن أيٍّ منهم لم أقله له مباشرة.. ما زالوا يصنعون ما نذروا أيامهم له وما زلت. الاخ سند يكبرني وقد تعلّمت منه الاصرار على شق سبيلي، واستفدت كثيراً من عالم جمعني وكجراي وشانتير وعلاء الدين والعم حسب الله الحاج يوسف، كنت أصغرهم وأحرصهم على الخروج.. لكن الأيام علمتني أنهم أكثر خروجاً مني وأكثر جرأة على خلق يفنون فيه ولا يبالون.. ربما أكون مثلي في ذلك مثل المرحوم بشير الطيب قد افسدت على نفسي نعمة الخروج والتبجح الفكري وآثروا هم الصمت والخلق، لمحمد المكي وعبد الحي حب خالص وخاص وآمل أن استطيع يوماً ان انبّه الى ما ابتدعوه في مجال الثقافة والشعر والعمل العام.
ما يهمني أن من ذكرت قد قدموا حداً فاصلاً بين الثقافة التقليدية الفاترة، وولوج عالم الخلق والإبداع، وأسهموا في تفتيق أوعية سودانية وطنية راشدة.. وبشكل عام يحق لهذا النفر الكريم أن ينظر ناقداً في خلق من سبقوه أكثر مما ينظر في محاولات من جاء بعده. هل محتوى القصيدة عندك يحدد شكلها أم أنت تخضع المحتوى للشكل؟
ـ لا أرى القصيدة إلا بعد خروجها ومن ثم لا أستطيع أن أدعي أنني أحدد الكيفية التي سألبس لها محتوىً معيناً زي الخروج أو أحدد شكلاً معيّناً التزم به. الشعر حالة والخروج به في شكل القصيدة افتضاح وفضح لهذه الحالة أمام الذات ثم أمام الآخرين، ولذا فإن البعد النقدي الذي يتطلّب تقديم الشيء للآخرين لا يجد عندي ما يطمئنني على سلامته.. ومع تنوّع الحالات والتجارب يتنوّع شكل الخروج بالقصيدة إلى الذات والآخرين.
ماذا عن الشعراء الشباب إلياس فتح الرحمن، عالم عباس، أبو كدوك، فضيلي جماع وابو بكر يس؟
ـ الشعراء المذكورون يمكن تقسيمهم إلى جيلين: جيل عالم عباس وابي كدوك وإلياس.. كلّهم يلتزم الشعر كقضية ووجود ورسالة ويهتم بتجويد منابع ومخارج الشعر عنده. الشعر عند فضيلي وعالم احتجاج للأهل والتاريخ والثقافة -وإن جاز- للذات ومشاركة في صنع الحضارة. عند حسن ابي كدوك هو تسجيل مستمر وحاد للإحباط الذي يحدث لإنسان المدينة.. لا أستطيع أن أحدد بحكم عدم خروج التجربة في سجل مكتمل، عند إلياس وابي بكر، هوية ومدى المعاناة التي يصدر شعرهما عنها.. لكنهما يمثلان طليعة جيل ذاق نعمة الرفض وتأذى وسجل في ابداع.. ربما كان صوت ابي بكر ينم عن استقلال شخصيته واصالته اكثر وربما كنت متأثراً في هذا الحكم بتقديري الخاص لوالده الشاعر العامل يس الشنقيطي.. واتحاد الأدباء السودانيين؟
بجهود كريمة من الاخ الدكتور اسماعيل الحاج موسى تكررت مرتين، وباهتمام خاص من قبله أبداه الأستاذ أحمد عبد الحليم، وهم من جانب الأدباء بخلق كيان فعّال يباشر عملية نظم الأدباء العاملين في اتحاد فعّال يسهم في حلّ مشاكل الثقافة والأدب والعاملين في مجال الخلق والإبداع. تم تكوين اتحاد للأدباء السودانيين وأده الأدباء السودانيون حين أحجم معظمهم عن ولوج ساحات عمله والإتصال اليومي والتعامل المخلص في سبيله. وجمد هذا التكوين وصار جمعية أدبية أخرى همها قاصراً عن المساهمة الفعّالة في حلّ قضايا الأدب والأدباء، ومنتدى خاصاً بالدفاع عن شكل معين من أشكال كتابة الشعر.. ربما آن الأوان لتحديد موعد للتحضير لمؤتمر للأدباء في وقت عاجل خاصة وأن قضايا الأدباء الأساسية تنتظر من يعمل بجرأة ووعي لتحديدها وحلها.. ولقد أصبح منعطف العمل الثقافي حاداً ومطالباً بانجاز كبير في مسائل الوحدة الوطنية المرتكزة على ثقافة وطنية ثورية والتعاون السوداني العربي الأفريقي المرتكز على إيجاد أسباب التواصل الثقافي، كما أن المؤسسات الثقافية المستهدية بتوصيات مؤتمر التخطيط الثقافي الشامل تفتقر إلى الجهد الواعي المدبر من قبل الكتاب والفنانين. - جاء هذا الحوار في ملف «الآداب والفنون» بجريدة (الأيام) الذي كان يشرف عليه الأستاذ عيسى الحلو في 1979م.. - وأعادت نشره صحيفة (الصحافة)، الثلاثاء 10/2/ 2009م إبان رحيل الشاعر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: كمال علي الزين)
|
الأعزاء الاجلاء احمد الأمين وخالد احمد بابكر شغلتنى شواغل العمل عن نبعكم هذا دونكم مدخلى لهذا المقام والقومة ليكم... وانتم الواصل والمتصل والمكتوى بنار واسرار الغابة والصحراء
Quote: قدلة يامولاى حافي حالق .... خليل فرح مازلت عزائى ياوطنى ... النور عثمان المجذوب يتلمس الاوزان وموسيقى الشعر عند النور ويتمنى لو انه .... وصلاح احمد ابراهيم حين صححة النور بانه فقد بوصلة الشعر : كان رد صلاح على النور هذا شعر عربى سودانى وانت يالنور لا عربى ولا سودانى . وللنور بيانه لست عربيا ولكن |
Quote: حياة النور غابة وصحراء نشأة النور غابة وصحراء مواقف النور غابة وصحراء سلوك النور غابة وصحراء جاسرة النور غابة وصحراء وجوديدية النور غابة وصحراء رحيل النور غابة وصحراء |
لو دايرين نمش اكتر فى التحليل ونحن نعيش زمن فيه المعلومة العلمية مجدوعة على الطرقات (خريطة جينية وبصمة وراثية ..) ناهيك عن الفكرية والثقافية والعقائدية ومن غير( طارق من الداخل أو الخارج) هل بالامكان أن نضع النور عثمان أبكر بكل شجاعته النقدية التفاكرية الفكرية في الثقافة الافريقية الاسلامية مقابل (ابن المقفع) فى الثقافة الفارسية الاسلامية وشجاعة النقد والإنتقاد والتحريض الخلاق ؟؟؟
تنهدات: الكلام لابن المقفع الرأى تسليم بالاختلاف والدين تسليم بالايمان فمن جعل الدين رأى عرضه للإختلاف ومن جعل الرأى دينا قدسه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: فى السودان تحديدا تبرز العروبيه حتى داخل الاحزاب السياسيه التى تدعى تمثيلها كل اطياف الوطن متعدد السحنات |
تعرف يا احمد يا امين المعرفة والتعريف كل ماطالعت لك رأى اوتعقيب او تصويب ... اجدك تمثل منتهى حلم (الخاتم عدلان ) بل وعصارة تجربته الفكرية والسياسية ودعوته لمن هم على شاكلتك للسير بها للامام ولو كان الخاتم قد توصل لذلك مؤخرا راك قد توصلت إليه مبكرا. على فكرة النور كان معج%C
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: فى السودان تحديدا تبرز العروبيه حتى داخل الاحزاب السياسيه التى تدعى تمثيلها كل اطياف الوطن متعدد السحنات |
تعرف يا احمد يا امين المعرفة والتعريف كل ماطالعت لك رأى اوتعقيب او تصويب ... اجدك تمثل منتهى حلم (الخاتم عدلان ) بل وعصارة تجربته الفكرية والسياسية ودعوته لمن هم على شاكلتك للسير بها للامام ولو كان الخاتم قد توصل لذلك مؤخرا راك قد توصلت إليه مبكرا. على فكرة النور كان معجب جدا بالخاتم وقد يكون السياسى السودانى الوحديد الذى يذكره النو باطراء وتبجيل... وسوف اعود لاحقا لجلسة مطولة ومسجلة عندى كانت على شرف مشاركة الخاتم ضمن فريق الترجمة الفورية (لموتمر الدوحة العالمى اللاسرة)في عام 2004 أدر تلك الجلسة صديقنا الجنوبى سانتوس وضمت بجانب الخاتم والنور الاخوان مادينق ومحمد سليمان والشفيع الجزولى وعوض الجزولى ومحمد السنى دفع الله وعبدالرحمن نجدى وخالد سليمان وبهاء بكرى واخرون وفى تلك الجلسة كنت لاول مرة ارى النور السياسى المحنك والثائر على قيادات استقلال السودان ... فى مقاربة بقيادات استقلال الهند ...
الكلام للخاتم عدلان من كتاب: ما المنفى وماهو لوطن:
وصلت فعلا إلى قناعة أن نقد السياسة السودانية بصورة لا رحمة فيها للأحزاب والقوى السياسية وفيها الرحمة كلها للشعب ومستقبله هو المهمة الاساسية للمثقفين فى الوقت الحالى وهذه مهمة يصعب تماما ممارستها من مواقع سياسية لان ذلك سيكون بمثابة الدخول فى الجب بدلا من مساعدة الآخرين على الخروج منه. انما يمكن ممارستها من مواقع فكرية لامكان فيها لا اعتبارات الصداقة والعداء ولا سعى فيها لا ارضاء فلان ولا هيبة فيها من اعضاب علان . هذه مهمة فكرية كما قلت وهى بالغة الصعوبة ولكنها كثيرة الخير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
روايه مريود بالفعل كتبت بالدوحه ولقد تم نشرها فى حلقات قبل ظهورها فى كتاب على مجله الدوحه القطريه فى صدورها الاول حيث كان يراسها محمد ابراهيم الشوش قبل رجاء النقاش وفى تلك الفتره كان النور عثمان ابكر يعمل بها ويلاحظ انه كان يهم كثيرا بنشر الابداع الافريقى عبرها حيث له فضل تعريفنا وقتها بالروائى الصومالى العالمى نور الدين فرح الذى يكتب بالانجليزيه ويعيش بالمنفى منذ العام 1974
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: روايه مريود بالفعل كتبت بالدوحه ولقد تم نشرها فى حلقات قبل ظهورها فى كتاب على مجله الدوحه القطريه فى صدورها الاول حيث كان يراسها محمد ابراهيم الشوش قبل رجاء النقاش وفى تلك الفتره كان النور عثمان ابكر يعمل بها ويلاحظ انه كان يهم كثيرا بنشر الابداع الافريقى عبرها حيث له فضل تعريفنا وقتها بالروائى الصومالى العالمى نور الدين فرح الذى يكتب بالانجليزيه ويعيش بالمنفى منذ العام 1974 |
وحين عاد الشوش للدوحة بوقا لنظام الجبهة رفض النور مقابلته رغم ان الشوش هو من اتى بالنور لمجلة الدوحة تأمل ياصديقى الفرق بين ان تكون صادقا وان تكون منافقا قارع طبول وحارق بخور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: ضحيه ابراهيم)
|
Quote: مازلت عزائى ياوطنى هذه القصيدة للنور كانت في طور وضع فكرة اللحن لها من قبل مصطفى سيداحمد تجد فيها الكثير من روح اغنية خليل فرح ( ماهو عرف قدمو المفارق)
مازلت عزائى ياوطنى أقف اليوم برأس حاسر وبقية شىء من نفسى ونقاء وجيبى: لك أن تسلخ جلدى وأن تغسل كل جراحات الأيام بدمى أن تلبسنى تطعم من كبدى أن تلقمنى أطفالك مولاى الشعب الأسمر خذنى فأنا المعشوق العاشق وأنا الحادى والناى ونبض الريح الخلاق ما بى من تيه الدنيا حكر لا أطمع فى شىء بيديك لا احمل غلا أو أملا أملى لقياك وسعادة يومين كبيرين بين يديك ياوطنى لاتشك الحال من الأبناء خرجوا للقاء ويعود العشاق الشرفاء مازلت قويا ياوطنى وفتيا مثل شراستنا وصفاء ليالى بهجتنا مازلت عزائى ياوطنى |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجه الشبه بين خليل فرح والنور عثمان أبكر وكلاهما غير عربى .. ولكن (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: الاخ بدر الدين تحيه: عزله النور عن الاعلام الداخلى او ابتعاد الاعلام الداخلى عنه ربما مرده عدم اقتراب النور سياسيا من سلطه حاكمه ومسيطره على الاعلام الداخلى الذى يحتفل بالمهرجين وحارقى البخور حتى ان كانو ذوى قيمه مثلا لاحظ الاعلام عهد الانقاذ بعد موقف صلاح احمدابراهيم الشاعر الكبير حقا من حرب الجنوب ومناصرته الحكومه خصص الصفحه الاولى من صحيفه "الانقاذ الوطنى" قديما للاحتفال بموقف صلاح لدرجه كتابه رمزهم البائس موسى يعقوب عمودا كاملا عنه بالصفحه الاولى والتنويه بشعره ومحاوله بناء ذاكره جديده للشعب السودانى عن الشاعر الكبير صلاح وكأن الشعب السودانى المثقف لم يعرف صلاحا ن قبل عبر حنجره الراقى وردى وديوانه المناهض لطاغوت مايو " محاكمه الشاعر للسلطان الجائر"و كذلك استضافه بوق الانقاذ حسين خوجلى فى اكثر من حلقه توثيقيه ببرنامجه "ايام لها ايقاع " ومحاوله جرجرته لشتم ماضيه اليسارى ورموز الحزب الشيوعى تحديدا عبد الخالق ..لولا قوه صلاح وصموده القوى امام حسين خوجلى وقتها ...اما النور فرغم انه وصلاح احمد ابراهيم كركبتى البعير الادرم يقعان على الارض سويا كما قال علقمه قديما وبالمناسبه هذا مدح وليس ذما فلم يحتفى بالنور حيا وميتا تلفازا حكوميا يعمل على محاورته وهو المؤسس الاول لاهم مدرسه شعريه سودانيه ذلك لانه يحتقر السلطه الحاكمه التى تضطهد شعبه ... عزله النور وربما غربته الداخليه امر لايخفى على احد وهو موقف نبيل جدا يلجا اليه الشاعر/ المفكر عندما يختلط الحابل بالنابل ويصبح الحق باطلا والمهرج سلطانا ولقد تنبه الى تلك العزله للنور الشاعر عبد الرحيم ابوذكرى منذ صدور الديوان الثانى للنور "غناء للعشب والزهره" الذى يختلف موضوعا وشكلا عن سابقه "صحو الكلمات المنسيه" الذى كان يتحاور الشاعر عبره مع هويته ووطنه واصدقائه وثقافه اخرى " راجع مجله الثقافه السودانيه وتقديم وعرض ابوذكرى لغناء للعشب والزهره" ... * كتابه التاريخ تختلف عن الونسه كثيرا وحضور صلاح احمد ابراهيم فى هذا المقام كمناهض للنور لايعنى الاستهزاء به بل يتحول صلاح والنور قناعان فنيان عبرهما نستقصى جانبا من التاريخ الوجدانى والادبى للشعب السودانى عبر رمزين حضاريين كالفرقدين هما صلاح والنور وعلى الصعيد الشخصى قراءتى فى تراث وشعر صلاح تفوق اطلاعى على اعمال النور واحتفظ للاول الذى احتفل به الاعلام كثيرا لظروف معينه باكثر من 142 حوار ومقال فى ملف خاص عليه الحديث هنا ليس ذما لاحد ولصلاح تحديدا بل محاوله للغوص فى التاريخ الادبى السودانى كما اسلفت وحضور الخندريس او الخمر ى مجالس الشعراء قد لايضر احدهما او يسى له لان عالم الشعر عالم ساحر وسحرى تفقد فيه الاشياء والمفردات دلالتها ومعانيها الحقيقيه وتتحول الى مجاز لا ندرك كنهه مثل ثمار الدنيا المذكوره فى المصحف الشريف بالجنه او كما قال ابن عباس رضى الله عنه فى تفسيره لسوره الرحمن ..ويتواصل يا بدر الدين الحديث عن النور وعصره فى معيه اخدانه صلاح ومكى وعبد الحى وسند وغيرهم >> * تنبيه: صلاح أحمد ابراهيم نفسه عانى من غربه واغتراب داخليين منذ فتره عمله باكرا اواخر الخمسينات وبدايه الستينات مما انعكس سلبا على حده ومرونه وتقلبات مواقفه الايدليوجيه وموضعات شعره واغنيته الجميله " الطير المهاجر" التى صدح بها الصوت الراقى وردى-شفاه الله - هى بيانه الاول لذلك الاغتراب الداخلى الذى انتابه ولازمه حتى تحديقه فى الموت لكن غربته تختلف كثيرا عن غربه النور عثمان أبكر الذى عاش ومات بين الناس رغم بعده وعزلته واضطهاده من قبل الاعلام الرسمى للدوله! |
| |
|
|
|
|
|
|
|