|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
تقول المؤلفة: يظهر الفرق بين الحاجة والرغبة عندما يفسر سلطان العارفين : أن سمة الإنسان بانسياقه خلف الحب الطبيعى يلبى شهوة الغريزة ومعها يفقد سمة إنسانيته لآن هذا الإنسان يمنع عن نفسه العلم بالشهوة الحقيقية (الرغبة) ويغتال الروح فيه لعجزه عن مشاهدة الروح في غيره ويكون هذا الكائن (...) صورة بلا روح ولكنها غير مشهودة لمن جاء لأمرأته أو لأنثى حيث كانت ـ لمجرد الالتذاذ، ولاكن لايدرى لمن جاء. فجهل من نفسه مايجهل الغير منه ما لم يسمه هو بلسانه حتى يعلم لان الوصل الذى تحركة الحاجة يقف حاجبا أمام معرفة الانسان بذاته وبالاخر(محل الالتذاذ)ومن ثم ، يغيب عن هذا الإنسان معنى و(روح المسألة . فلو علمهالعلم بمن التذومن التذ وكان كاملا ) يقوم حد فاصل بين الحاجة الحيوانية والرغبة الإنسانية ، ويتمثل فى الوعى بأن المعرفة (ولامعرفة بلاحب) بالذات والآخر تنقل الإنسان من الحيوانية إلى الانسانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
تقول المؤلفة: يظهرمن خلال التصورات الفقهية والفلسفية ان المذاهب الأولى تربط بين الأنوثة والذكورة واختلاف الجنس الطبيعى بين الأنثى والذكر في حين تفصل الاتجاهات الفلسفية بين الذكورة والانوثة في بعدهما الصفاتى وبين الحضور الطبيعى للانثى والذكر لكن برغم هذا الاختلاف يلتقى الفقه والفلسفة في تاسيسهما لبنى معرفية مغلقة وذات توجه فكرى أحادى تطبعه سيادة الفاعلية والذكورة ويقوم على اقصاء الاخر إذ لامجال فيه لحضور الانوثة كطرف في الفعل. ستتكسر أسس هذه الرؤية في فكر ابن عربى ، ويبداء ذلك باقراره أن الذكورة والانوثة الطبيعيتين مجرد عرضين بالنسبة إلى الإنسان لأنهما تدلان على علامتين حسيتين تعبران عن امتداد الحيوانى في البشرى وتجسدان الفرق بين الانثى والذكر في عالم الحيوان وبناء على ذلك لايحق النظر اليهما كمعيارين للانتماء إلى الانسانية او للانحراف عنهما فينفى ابن عربى عن الاختلاف الجنسى بين المراة والرجل اى تاثير فى انسانيتهما وينزع عن هذا الاختلاف الحق في التميز بين المراة والرجل لأن جوهر انسانيتهما يكمن فى تجاوزهما للحيوانى وليس الخضوع لأحكامه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
تمضى بنا المؤلفة بقولها : لنفس الرحمن في خطاب الأكبرى، عددمن المرادفات منهاالحق المخلوق به والخيال الطلق وعين البرزخ والعماء .ويستقى الشيخ الحاتمى مصطلح العماء من حديث شريف جوابا عن سؤال (اين كان ربناقبل أن يخلق خلقه؟ كان في عماء ما تحته هواء ومافوقه هواء) تطبع العماء صفة المعقولية والتجريد، ويشكل ظرفا للحق وبرزخا بين الذات الإلهية والعالم. لذا يجمع العماء بين المتناقضات، و(...) يكون في القديم قديما وفي المحدث محدثا وهو مثل قولك (...) في الوجود إذا نسبته إلى الحق قلت قديما وإذا نسبته إلى الخلق قلت محدثا) نسبة إلى موقعه البرزخى بين الله والعالم يحيل العماء على القطبية الميتافيزيقية،فمن حيث كونه أينية الحق وظرف تثبت فيه أعيان الممكنات وعين الرحمة وجوهر العالم يدل على وجه الانفعال ولأنوثة الكليتين ومن حيث هو نفس وحركة يشير إلى وجه الفاعلية والذكورة في شموليتها، فيمثل ( (...) العماء أصل الأشياء والصورة كلها، وهو أول فرع ظهر من أصل (...) وتسرى قطبية العماء الرمزية في المظاهر القابلة لتجلى الاسماء الإلهية، ومعها تتخلل معانى الأسماء كل موجودات الكون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
تمضى بنا نزهة مع الشيخ الاكبر وقوله: يقتضى تحقيق المريدللشهود ابتعاده، المؤقت، عن أنوثة تتجسد في النساء، وذلك إلى أن تفيض أنوثته الباطنة فيرجع هو ذاته كائناأنثويا، يقطع محطات لاتسبر أغوارها إلاالنساء كقبول الحركة الذكورية والحمل والوضع، ممايسمح للمريد بمشاركة العالم السفلى فى انفعاله وهو يتلقى آثار الأسماء العلوية، فيصير محلا قابلا للوارد الإلهى . ويكشف هذا التوجه عن عمق طريق العرفان باعتباره تجربة تأنيث، يلتحق من خلالها المريد أو العارف بأصله وقبوله وانفعاله. لذا كتب الحلاج وهو يحالكم: (أنا عروس الحضرة) وقال البسطامى: (أوليا الحق هم عرائسه المحجوبون به تحت حاجب غيرته) ويقول ابن عربى (وما حال الغيرة من الحق وهى ضنته بأوليائه، حيث سترهم عن سائر عباده، فحبب إليهم الستر، ووفقهم للمعرفة بحكم المواطن، فاتصفوا بصفة سيدهم، فكانوا عنده خلف حجب العوائد، فهم ضنائن الله وعرائسه (...) تصير الأنوثة بوصلة في طريق العرفان، لأنها، وخاصة بالنسبة لشيخ العارفين، مجلى للوراد الإلهى ومظهر للغيب، ومرآة تعكس المعرفة بالذات وبالاخر. وتسقى رتبتها هذه من كونها مصدرا للعشق وموضعه، محلا للتكوين الطبيعى والروحى وعنصرا للخلق والإبداع، ولاتقتصر الانوثة على النساء وإن ظهرت فيهن، فالانسان في جوهره انفعال وإمكان وأنوثة، لذا نجد الشيخ الاكبر، في احد قصائده، يكلم الإنسان بضمير التأنيث:
(نورد تلك القصيدة لاحقا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: 3mk-Tango)
|
Quote: بدر الدين الأمير لك أطيب التحايا وأجزل الشكر الإقتباس أعلاه من مداخلة بأحد بوستاتي تتحدث عن ابن عربي ورفاقه وفي إنتظار أن تتفضل علينا بإيراد القصيدة ونطمع ونرجو المزيد
وتقبل فائق التقدير والإحترام |
بت الحسن وكم هو حسن مرورك من هنا ودنوك ياسيدتى قصيدة الشيخ الاكبر التى يكلم فيها الانسان بضمير التأنيث:
فالصومُ للهِ فلاتجهلي وانتِ مجلاه فايّاكِ الصوم لله وانت التى تموت جوعافاعلمي ذاكِ أنثك الرحمن من أجل من يظهر منك حين سوّاكِ سبحان من سوّاكِ أهلا لهُ ولم ينل ذالك إلاّكِ وصنعة الله ترى عينها بينكما فأين مجلاكِ لّما دعوت الله من ذلةٍ به تعالى بك لبّاكِ والقلمُ الأرفع فى لوحِهِ سطّر عنه وصفك الزاكى فأنت عين الكلّ لاعينهُ أدناكِ من وجهٍ وأقصاكِ إيّاك أن ترضى بما ترتضى من أجل مايُرضيك إياكِ كونى على أصلك في كلّ ما يريد لا تنسى فينساك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: عبدالغني كرم الله)
|
Quote: لقد فتحت موضوعا شيقا ... له بداية دون نهايات..
لدي تأملات سأعود بها
عموما اشكرك لانني بالامس ذهبت إلى "معرض مسقط للكتاب"
تحديدا دار الساقي
ووجدت الكتاب المذكور واشترتيه
وتبقى القراءة
وسأعود لك............
مع مودتي
عماد البليك |
يامرحب بالكاتب عماد البليك سرنى انك اقتنيت الكتاب ويسرنى اكثر ان تعود بتأملاتك وتأملات من هم على شاكلتك دوما محمودة ياربيب المحمودو..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: مشكور، ولنا عودة، لواحة، وسرة العالم..
|
عبدالغنى تأمل هذا ياصديقى... تقول نزهة براضة: تشكل الانوثة، بالنسبة إلى ابن عربى، أحد الأركان المحورية في فكره بل أعتبر أن خطابه، في عمقه وشموليته، يعكس خطاب الأنثوية، وهى قضية يشهد عليها النص الأكبرى في اتساعة وتشعبه، ويؤيدها إصرار الشيخ على ادراج الحديث عن الأنوثة في سياق مركزى، ضمن ديباجة مؤلفة الشامخ الفتوحات المكية، حينما عمد الى نقل مشاهدة قلبية رأى فيها النبي محمدا في مجمع يضم الملائكة والرسل والصحابة ويقول بشأنها: (شاهدته عند إنشائى هذه الخطبة فى عالم الحقائق المثال، في حضرة جلال، مكاشفة قلبية في حضرة غيبية، ولما شاهدته صلى الله عليه وسلم في ذلك العالم سيدا وجميع الرسل بين يديه مصطفون، وامته التى هي خير امة عليه ملتفون والصديق على يمينه الأنفس، والفاروق على يساره الأقدس، والختم بين يديه قد جثا يخبره بحديث الأنثى وعلى صلى الله وسلم يترجم عن الختم بلسانه فالتفت السيد الأعلى المورد العذب الأحلى والنور الأكشف الأجلى، فرآنى وراء الختم لاتراك بينى وبينه في الحكم، فقال له السيد: هذا عديلك وابنك وخليلك، ثم أشار إلىّ أن اقم يامحمد عليه، فاثن على من أرسلنى وعلي، فان فيك شعرة مني لاصبر لها عنى، هى سلطانة في ذاتيتك، فلا ترجع إلى إلا بكليتك، ولابد لها من الرجوع إلى اللقاء) يزخر هذا المشهد القلبى، الذوقى، بالدلالات الرمزية ومن بين ما يعبر عنه هناك الإشارة إلى حضور شخص يخبر (بحديث الأنثى) يلقب بالختم، ويصقد به عيسى بن مريم . ويكنى عيسى بالختم نظرا إلى الإعتقاد السائد بانبعاثه وعودته المنتظرة بغية ختمه للولاية المطقلة أو النبوة العامة. ويلتقى عيسى وابن عربى في الختمة لأن الثانى يختم الولاية المحمدية. الشعرة المحمدية المذكورة، التى يحملها ابن عربى إلى وراثته للحقيقة المحمدية. وتثار في هذا المشهد القلبى مسألة الإخبار (بحديث الانثى) وذلك مايقوم به عيسى ـ ويترجم عنه على ابن ابى طالب، ويحل ابن عربى في المرتبة التى تلى عيسى ـ موقع الوريث ـ وتعنى هذه الاشارة أن عيسى وابن عربى،بالاضافة إلى اشتراكهما في الختمة يشتركان في صفة محمدية، وهى التعبير عن حديث الانثى أوخطاب الانوثة . فقد حث الثلاثة، النبى وعيسى وابن عربى، على تكريم الأنوثة المجسدة في النساء إذ قال النبى محمد ًًص (حُبّب إلىّ من الدنيا: النساء والطيب وجعلت قرة عينى في الصلاة) وقال كذلك ( انما النساء شقائق الرجال) وولد عيسى، المخبر بحديث الأنثى، من إمراة من دون رجل وكان دليلا على براءة أمه وجنسها، ويكش ابن عربى، كما سنرى من خلال كتاباته عن دور الأنوثة الخلاق. فجتمع الثلاثة في مقام الأنوثة والجمال وتحصل المشاهدة القلبية المذكورة في مقام محمدى، وهو مقام (فص حكمة فردية في كلمة محمدية) حيث يصوغ الشيخ محى الدين أقواله وتصوراته واحكامه بخصوص المرأة والأنوثة، ويثبت أن الكلمة (الحقيقة ) النسائية تمتزج بالحقيقة المحمدية، وبأن الأنوثة مرآة للغيب وانعكاس لحقيقة الوجود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
الامير بدر الدين
سلام عليك وانت تلامس اقاصى حدود الروح .. و ( هكذا - يا صديقى - يتكلم ابن عربي ) دينه الحب .. الحب يا الامير
لقد صار قلبي قابلا كل صورة .. فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لاوثان وكعبة طائف .. والواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب انى توجهت .. ركائبه فالحب دينى وايمانى
وانت الآن تسامرنا عن الانوثة فى فكر الشيخ الاكبر .. الانوثة عندى شقيقة الروح .. الروح التى هى من امر ربي , ثم ان بعضها من امرها .. وكذا الصلات تمتد فينا والوشائج بين الانثى .. الروح .. ودين الحب وانى توجهت ركائبه
فاشهد عنى انى من الراكبين .. وسأدفع ( للكمساري ) قيمة تذكرتين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
بفلسفته المختلف عليها أنسرب الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي إلى الفكر السوداني عبر سقي أشعار عبد الحي 1944-1989 في ديوان " حديقة الورد الاخيره " الصادر 1984 تحديدا عبر منحى " وحده الوجود" الذي شكل البعد الثالث لموضوعات خرائد هذا الديوان أضافه إلى قصيده يستعير عنوانها مفرده لأحد كتب ابن عربي " عنقاء مغرب عنوانها " عنقاء قصيد " لم تظهر في احد دواوين عبد الحي حتى الراهن لكنها منشور ه قديما بمجله الدستور اللندنية في النصف الثاني من ثمانين القرن العشرين كذلك خلف الطيب صالح "1929—2009" للتراث الفكري لأمته ستة مقالات رصينة تحت عنوان " بين الأكبرين في اوكسفورد" نشرها بالصفحة الاخيره بمجله المجلة اللندنية فى النصف الأخير من تسعينات القرن المنصرم تحدث خلالها عن الأثر الفكري الهائل رغم غضب ألسنه عليه الذي خلفه عبر 500 كتاب هي مجمل إنتاجه وتسرب ذلك الفكر المضى إلى التراث الاوربى المعاصر عبر دراسته بالجامعات الاوربيه العتيقة كاوكسفورد وكمبردج وبعض جامعات ألمانيا وتأثر الكثير من الأوربيين بفكر هذا الرجل لدرجه جعلتهم يعتنقون الإسلام !! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " لئن يهدى الله بك رجلا خير من حمر النعم أو الدنيا أو كما قال .. اعتنق الإسلام بفضل فكر وتراث ابن عربي الكثير من الاوربين المتعمقين في التأمل الفلسفي والحدسي رغم وفاه ابن عربي الاندلسى بدمشق قبل ثمان قرون تقريبا أقتبس ما يلي بعض ماقاله الطيب صالح عن هذا الرجل يقول الطيب صالح : جلست معه ذات صباح في مقهى على ساحة " بلاس شارل ميشيل" في الحي الخامس عشر غير بعيد من نهر السين اكتشفت انه مسلم ويتحدث العربية بفصاحة غير عاديه ..كان وجهه مضيئا بحبور عجيب وعيناه الفاحمتان السواد يبتسم كثيرا ويضحك ..من أين يستمد كل تلك السعادة؟ أهدى إلى ترجمته إلى الاسبانية لكتابين للشيخ محي الدين ابن عربي هما كتاب " مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الالهيه " وكتاب " كشف المعاني عن سر أسماء الله الحسنى" مضينا نتحدث باللغة العربية فعلمت منه انه أصلا من مدينه " مرسيتا" حيث ولد الشيخ محي الدين عام 1165 في عهد الخليفة المستنجد بالله وكانت المدينة في ذلك العام محاصره من قبل الموحدين الذين فتحوها في ما بعد وأخضعوها لحكمهم . سالت بابليو بنيتو كيف اعتنق الإسلام فاخبرني أن تعمقه في دراسة اللغة العربية والفكر الاسلامى خاصة فكر الشيخ محي الدين بن عربي هو الذي هداه إلى الإسلام قال: " كثيرون في العالم شرقا وغربا في اسبانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا وهولندا وبلاد اسكندنافيا وأمريكا واليابان وغيرها اهتدوا إلى الإسلام بواسطة محي الدين ابن عربي " اخبرني انه ينتمي إلى جمعيه من العلماء تسمى " جمعيه ابن عربي" مقرها جامعه اوكسفورد وأنها تعقد اجتماعها السنوي فى الأسبوع التالي للقائنا في كليه سانت هيوز وقال إذا جئت إلى اوكسفورد فسوف تجد عددا من الاكبريين " قلت له وما الاكبريون؟ فأجاب تلاميذ الشيخ ابن عربي ومريدوه... أتاحت أجواء شعر وفلسفنه ابن عربي وطقوس الاجتماع الذي حضره الطيب صالح للاكبريين أتاحت له إطلاق العنان لمفرداته في الوصف والسرد وجلب المعرى وبعض نساء موسم الهجرة وشخوصها تحديدا مسز روبنسون وزوجها داخل تلك المقالات عبر تحريك قلمه والزمان الداخلي لتلك الكتابة بين أكثر من عصر ومذهب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: وانت الآن تسامرنا عن الانوثة فى فكر الشيخ الاكبر .. الانوثة عندى شقيقة الروح .. الروح التى هى من امر ربي , ثم ان بعضها من امرها .. وكذا الصلات تمتد فينا والوشائج بين الانثى .. الروح .. ودين الحب وانى توجهت ركائبه
|
محمد حيدر صديقى الذى يتدثر بشعر التصوف وشعور المتصوفة ماتبخل وتعال ورينا شوفك في مقام الأنوثة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: بفلسفته المختلف عليها أنسرب الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي إلى الفكر السوداني عبر سقي أشعار عبد الحي 1944-1989 في ديوان " حديقة الورد الاخيره " الصادر 1984 تحديدا عبر منحى " وحده الوجود" الذي شكل البعد الثالث لموضوعات خرائد هذا الديوان أضافه إلى قصيده يستعير عنوانها مفرده لأحد كتب ابن عربي " عنقاء مغرب عنوانها " عنقاء قصيد " لم تظهر في احد دواوين عبد الحي حتى الراهن |
صديقى العزيز احمد الامين لله درك أياها المؤصل المحقق ياريت تورد لنا تلك القصيدة لصاحب (العودة الى سنار) سنار التى كانت السودان ثمة وتسامى وإنصهار ولقيا المثال
Quote: (كذلك خلف الطيب صالح "1929—2009" للتراث الفكري لأمته ستة مقالات رصينة تحت عنوان " بين الأكبرين في اوكسفورد" نشرها بالصفحة الاخيره بمجله المجلة اللندنية فى النصف الأخير من تسعينات القرن المنصرم )
|
تلك المقالات كنت قد افردت لها سبوت قبل اكثر من عام بعنوان( ادين بدين الحب حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى) وقد ضاع ذلك البوست حين تهكر المنبر وفي تلك المقالات اوجز الطيب صالح واجاد بل وحدث الاكبرين وادهشهم بعمق معرفته بتراث ابن عربى وحين وصف الطيب صالح لقاء ابن عربى مع ابوالوليد ابن رشد معمر العقل كان يقص علينا احسن القصص وتلك المقالات في تقديرى قالت بعمق وتطريب ماعجز عن قوله المفكر المصرى نصر حامد ابوزيد في كتابه (هكذا تكلم ابن عربى)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
وهذه مشاركة مليئة علما من عالم علامة يابدرالدين,عسى أن يعم النفع بها
مع الشكر.
Quote: وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين وهداة المسلمين رضى الله عنهم أجمعين في الكلام الذى تضمنه كتاب فصوص الحكم وما شاكله من الكلام الظاهر في اعتقاد قائله:
* أن الرب والعبد شىء واحد ليس بينهما فرق * وأن ما ثم غير * كمن قال في شعره أنا وهو واحد ما معنا شي * ء ومثل أنا من أهوى ومن أهوى أنا * ومثل إذا كنت ليلى وليلى أنا * وكقول من قال لو عرف الناس الحق ما رأوا عابدا ولا معبودا
وحقيقة هذه الأقوال لم تكن في كتاب الله عز وجل ولا في السنة ولا في كلام الخلفاء الراشدين والسلف الصالحين ويدعى القائل لذلك أنه يحب الله سبحانه وتعالى والله تعالى يقول قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله والله سبحانه وتعالى ذكر خير خلقه بالعبودية في غير موضع فقال تعالى عن خاتم رسله فأوحى إلى عبده ما أوحى وكذلك قال في حق عيسى عليه السلام إن هو الا عبد أنعمنا عليه وقال تعالى لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون الآية فالنصارى كفار بقولهم مثل هذا القول في عيسى بمفرده فكيف بمن يعتقد هذا الاعتقاد تارة في نفسه وتارة في الصور الحسنة من النسوان والمردان ويقولون ان هذا الاعتقاد له سر خفى وباطن حق وانه من الحقائق التى لا يطلع عليها الا خواص خواص الخلق فهل في هذه الأقوال سر خفى يجب على من يؤمن بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله أن يجتهد على التمسك بها والوصول إلى حقائقها كما زعم هؤلاء أم باطنها كظاهرها وهذا الاعتقاد المذكور هو حقيقة الإيمان بالله ورسوله وبما جاء به أم هو الكفر بعينه وهل يجب على المسلم أن يتبع في ذلك قول علماء المسلمين ورثة الأنبياء والمرسلين أم يقف مع قول هؤلاء الضالين المضلين وإن ترك ما أجمع عليه أئمة المسلمين ووافق هؤلاء المذكورين فماذا يكون من أمر الله له يوم الدين أفتونا مأجورين أثابكم الله الكريم فأجاب شيخ الاسلام تقى الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ما تضمنه كتاب فصوص الحكم وما شاكله من الكلام فإنه كفر باطنا وظاهرا وباطنه أقبح من ظاهره وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة وأهل الحلول وأهل الاتحاد وهم يسمون أنفسهم المحققين وهؤلاء نوعان نوع يقول بذلك مطلقا كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربى وأمثاله مثل ابن سبعين وابن الفارض والقونوى والششترى والتلمسانى وأمثالهم ممن يقول إن الوجود واحد ويقولون ان وجود المخلوق هو وجود الخالق لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخر بل يقولون الخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق و يقولون إن وجود الأصنام هو وجود الله وإن عباد الأصنام ما عبدوا شيئا إلا الله ويقولون ان الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم
عبادة العجل
ويقولون ان عباد العجل ما عبدوا إلا الله وان موسى أنكر على هارون لكون هارون أنكر عليهم عبادة العجل وان موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء بل يرونه عين كل شئ وأن فرعون كان صادقا في قوله أنا ربكم الأعلى بل هو عين الحق ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص ويقول أعظم محققيهم ان القرآن كله شرك لأنه فرق بين الرب والعبد وليس التوحيد الا في كلامنا فقيل له فإذا كان الوجود واحدا فلم كانت الزوجة حلالا والأم حراما فقال الكل عندنا واحد ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا حرام فقلنا حرام عليكم وكذلك ما في شعر ابن الفارض في قصيدته التى سماها نظم السلوك كقوله لها صلواتى بالمقام أقيمها وأشهد فيها أنها لى صلت كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة وما كان لى صلى سواى ولم تكن صلاتى لغيرى في أدا كل سجدة
وقوله وما زلت اياها واياى لم تزل
وقوله وما زلت اياها واياى لم تزل ولا فرق بل ذاتى لذاتى أجبت وقوله إلى رسولا كنت منى مرسلا وذاتى بآياتى على استدلت فأقوال هؤلاء ونحوها باطنها أعظم كفرا وإلحادا من ظاهرها فإنه قد يظن أن ظاهرها من جنس كلام الشيوخ العارفين أهل التحقيق والتوحيد وأما باطنها فإنه أعظم كفرا وكذبا وجهلا من كلام اليهود والنصارى وعباد الأصنام ولهذا فان كل من كان منهم أعرف بباطن المذهب وحقيقته كان أعظم كفرا وفسقا كالتلمسانى فإنه كان من أعرف هؤلاء بهذا المذهب وأخبرهم بحقيقته فأخرجه ذلك إلى الفعل فكان يعظم اليهود والنصارى والمشركين ويستحل المحرمات ويصنف للنصيرية كتبا على مذهبهم يقرهم فيها على عقيدتهم الشركية وكذلك ابن سبعين كان من أئمة هؤلاء وكان له من الكفر والسحر الذى يسمى السيميا والموافقة للنصارى والقرامطة والرافضة ما يناسب أصوله فكل من كان أخبر بباطن هذا المذهب ووافقهم عليه كان أظهر كفرا وإلحادا وأما الجهال الذين يحسنون الظن بقول هؤلاء ولا يفهمونه ويعتقدون أنه من جنس كلام المشايخ العارفين الذين يتكلمون بكلام صحيح لا يفهمه كثير من الناس فهؤلاء تجد فيهم إسلاما وإيمانا ومتابعة للكتاب والسنة بحسب إيمانهم التقليدى وتجد فيهم إقرارا لهؤلاء وإحسانا للظن بهم وتسليما لهم بحسب جهلهم وضلالهم ولا يتصور أن يثنى على هؤلاء الا كافر ملحد أو جاهل ضال
الجهمية
وهؤلاء من جنس الجهمية الذين يقولون ان الله بذاته حال في كل مكان ولكن أهل وحدة الوجود حققوا هذا المذهب أعظم من تحقيق غيرهم من الجهمية وأما النوع الثانى فهو قول من يقول بالحلول والاتحاد في معين كالنصارى الذين قالوا بذلك في المسيح عيسى والغالية الذين يقولون بذلك في على بن ابى طالب وطائفة من أهل بيته والحاكمية الذين يقولون بذلك في الحاكم والحلاجية الذين يقولون بذلك في الحلاج واليونسية الذين يقولون بذلك في يونس وأمثال هؤلاء ممن يقول بإلهية بعض البشر وبالحلول والاتحاد فيه ولا يجعل ذلك مطلقا في كل شيء ومن هؤلاء من يقول بذلك في بعض النسوان والمردان أو بعض الملوك أو غيرهم فهؤلاء كفرهم شر من كفر النصاري الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم وأما الأولون فيقولون بالإطلاق ويقولون النصارى انما كفروا بالتخصيص وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى وفيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة وبالإتحاد أخرى وبالوحدة تارة فإنه مذهب متناقض في نفسه ولهذا يلبسون على من لم يفهمه فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى والمشركين
الإشباه بالعارفين
ولكن هؤلاء يشبهون بشئ آخر وهو ما يعرض لبعض العارفين في مقام الفناء والجمع والاصطلام والسكر فإنه قد يعرض لأحدهم لقوة استيلاء الوجد والذكر عليه من الحال ما يغيب فيه عن نفسه وغيره فيغيب بمعبوده عن عبادته وبمعروفه عن معرفته وبمذكوره عن ذكره وبموجوده عن وجوده ومثل هذا قد يعرض لبعض المحبين لبعض المخلوقين كما يذكرون أن رجلا كان يحب آخر فألقى المحبوب نفسه في اليم فألقى المحب نفسه خلفه فقال له أنا وقعت فما الذى أوقعك فقال غبت بك عنى فظننت أنك أنى وينشدون رق الزجاج وراقت الخمر وتشاكلا فتشابه الأمر فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر وهذه الحال تعرض لكثير من السالكين وليست حالا لازمة لكل سالك ولا هى أيضا غاية محمودة بل ثبوت العقل والفهم والعلم مع التوحيد باطنا وظاهرا كحال نبينا صلى الله علي وسلم وأصحابه أكمل من هذا وأتم
أقسام الفناء
والمعنى الذى يسمونه الفناء ينقسم ثلاثة أقسام
* فناء عن عبادة السوى * فناء عن شهود السوى * فناء عن وجود السوى
فالأول أن يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه وبرجائه عن رجاء ما سواه وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه وبمحبته عن محبة ما سواه وهذا هو حقيقة التوحيد والإخلاص الذى أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه وهو تحقيق لا إله إلا الله فإنه يفنى من قلبه كل تأله لغير الله ولا يبقى في قلبه تأله لغير الله وكل من كان أكمل في هذا التوحيد كان أفضل عند الله والثانى أن يفنى عن شهود ما سوى الله وهذا الذى يسميه كثير من الصوفية حال الإصطلام والفناء والجمع ونحو ذلك وهذا فيه فضيلة من جهة إقبال القلب على الله وفيه نقص من جهة عدم شهوده للأمر على ما هو عليه فانه اذا شهد أن الله رب كل شىء ومليكه وخالقه وأنه المعبود لا إله الا هو الذى أرسل الرسل وأنزل الكتب وأمر بطاعته وطاعة رسله ونهى عن معصيته ومعصية رسله فشهد حقائق أسمائه وصفاته وأحكامه خلقا وأمرا كان أتم معرفة وشهودا وإيمانا وتحقيقا من أن يفنى بشهود معنى عن شهود معنى آخر وشهود التفرقة في الجمع والكثرة في الوحدة وهو الشهود الصحيح المطابق لكن اذا كان قد ورد على الانسان ما يعجز معه عن شهود هذا وهذا كان معذورا للعجز لا محمودا على النقص والجهل والثالث الفناء عن وجود السوى وهو قول الملاحدة أهل الوحدة كصاحب الفصوص وأتباعه الذين يقولون وجود الخالق هو وجود المخلوق وماثم غير ولا سوى في نفس الأمر فهؤلاء قولهم أعظم كفرا من قول اليهود والنصارى وعباد الأصنام
حقيقة ولاية الله
فإن ولاية الله هى موافقته بالمحبة لما يحب والبغض لما يبغض والرضا بما يرضى والسخط بما يسخط والامر بما يأمر به والنهى عما ينهى عنه والموالاة لأوليائه والمعاداة لأعدائه كما في صحيح البخارى عن أبى هريرة عن النبى أنه قال يقول الله تعالى من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وما تقرب إلى عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها فبى يسمع وبى يبصر وبى يبطش وبى يسعى ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه فهذا أصح حديث روى في الأولياء فالملاحدة والاتحادية يحتجون به على قولهم لقوله كنت سمعه وبصره ويده ورجله والحديث حجة عليهم من وجوه كثيرة منها قوله من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة فأ ثبت معاديا محاربا ووليا غير المعادى وأثبت لنفسه سبحانه هذا وهذا ومنها قوله وما تقرب إلى عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه فأثبت عبدا متقربا إلى ربه وربا افترض عليه فرائض ومنها قوله ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فأثبت متقربا ومتقربا اليه ومحبا ومحبوبا غيره وهذا كله ينقض قولهم الوجود واحد ومنها قوله فاذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به لى آخره فانه جعل لعبده بعد محبته هذه الأمور وهو عندهم قبل المحبة وبعدها واحد وهو عندهم هذه الاعضاء بطنه وفرجه وشعره
مراتب و مجالي و مظاهر الوجود
وكل شىء لا تعدد عندهم ولا كثرة في الوجود ولكن يثبتون مراتب ومجالى ومظاهر فان جعلوها موجودة نقضوا قولهم وان جعلوها ثابتة في العدم كما يقوله ابن عربى أو جعلوها المعينات والمطلق هو الحق كانوا قد بنوا ذلك على قول من يقول المعدوم شىء وقول من جعل الكليات ثابتة في الخارج زائدة على المعينات
والأول قول طائفة من المعتزلة وهو قول ابن عربى
والثاني قول طائفة من الفلاسفة وهو قول القونوى صاحب ابن عربى وكلا القولين باطلان عند العقلاء
ولهذا كان التلمسانى أحذق منهما فلم يثبت شيئا وراء الوجود كما قيل وما البحر الا الموج لا شىء غيره وإن فرقته كثرة المتعدد لكن هؤلاء الضلال من الفلاسفة والمعتزلة ما قالوا وجود المخلوق هو وجود الخالق وهؤلاء الملاحدة قالوا هذا هو هذا ولهذا صاروا يقولون بالحلول من وجه لكون الوجود في كل الذوات أو بالعكس وبالاتحاد من وجه لاتحادهما
الحديث و وحدة الوجود
وحقيقة قولهم هى وحدة الوجود وفى الحديث وجوه أخرى تدل على فساد قولهم والحديث حق كما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم فان ولى الله لكمال محبته لله وطاعته لله يبقى إدراكه لله وبالله وعمله لله وبالله فما يسمعه مما يحبه الحق أحبه وما يسمعه مما يبغضه الحق أبغضه وما يراه مما يحبه الحق أحبه وما يراه مما يبغضه الحق أبغضه ويبقى في سمعه وبصره من النور ما يميز به بين الحق والباطل كما قال النبى في الحديث المتفق على صحته اللهم اجعل في قلبى نورا وفى بصرى نورا وفى سمعى نورا وعن يمينى نورا وعن يسارى نورا وفوقى نورا وتحتى نورا وأمامى نورا وخلفى نورا واجعل لى نورا فولى الله فيه من الموافقة لله ما يتحد به المحبوب والمكروه والمأمور والمنهى ونحو ذلك فيبقى محبوب الحق محبوبه ومكروه الحق مكروهه ومأمور الحق مأموره وولى الحق وليه وعدو الحق عدوه بل المخلوق إذا أحب المخلوق محبة تامة حصل بينهما نحو من هذا حتى قد يتألم أحدهما بتألم الأخر ويلتذ بلذته
مثل المؤمنين
ولهذا قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ولهذا كان المؤمن يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوؤهم ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم فهذا الاتحاد الذى بين المؤمنين ليس هو أن ذات أحدهما هى بعينها ذات الآخر ولا حلت فيه بل هو توافقهما واتحادهما في الإيمان بالله ورسوله وشعب ذلك مثل محبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ورسوله فإذا كان هذا معقولا بين المؤمنين فالعبد إذا كان موافقا لربه تعالى فيما يحبه ويبغضه ويأمر به وينهى عنه ونحو ذلك مما يحبه الرب من عبده كيف تكون ذات أحدهما هى الأخرى أو حالة فيها فإذا عرفت هذه الأصول من الحلول والاتحاد المطلق والمعين الذى هو باطل ومما هو من أحوال أهل الايمان ومن ولاية الله تعالى وموافقته فيما يحبه ويرضاه وتوابع ذلك تبين لك جواب مسائل السائل
كلمات مشتبهة لبعض المشايخ
وهؤلاء قد يجدون من كلام بعض المشايخ كلمات مشتبهة مجملة فيحملونها على المعانى الفاسدة كما فعلت النصارى فيما نقل لهم عن الانبياء فيدعون المحكم ويتبعون المتشابهة فقول القائل إن الرب والعبد شىء واحد ليس بينهما فرق كفر صريح لاسيما اذا دخل في ذلك كل عبد مخلوق وأما اذا أراد بذلك عباد الله المؤمنين وأولياءه المتقين فهؤلاء يحبهم ويحبونه ويوافقونه فيما يحبه ويرضاه ويأمر به فقد رضى الله عنهم ورضوا عنه ولما رضوا ما يرضى وسخطوا ما يسخط كان الحق يرضى لرضاهم ويغضب لغضبهم اذ ذلك متلازم من الطرفين ولا يقال في أفضل هؤلاء إن الرب والعبد شىء واحد ليس بينهما فرق لكن يقال لأفضل الخلق كما قال الله تعالى إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم وقال من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال والله ورسوله أحق أن يرضوه وقال إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأمثال ذلك وأما سائر العباد فان الله خالقهم ومالكهم وربهم وخالق قدرتهم وأفعالهم ثم ما كان من أفعالهم موافقا لمحبته ورضاه كان محبا لاهله مكرما لهم وما كان منها مما يسخطه ويكرهه كان مبغضا لاهله مهينا لهم وأفعال العباد مفعولة مخلوقة لله ليست صفة له ولا فعلا قائما بذاته
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
وقوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فمعناه وما أوصلت إذ حذفت ولكن الله أوصل المرمى فان النبى كان قد رمى المشركين بقبضة من تراب وقال شاهت الوجوه فأوصلها الله إلى وجوه المشركين وعيونهم وكانت قدرة النبى صلى الله عليه وسلم عاجزة عن إيصالها إليهم والرمى له مبدأ وهو الحذف ومنتهى وهو الوصول فأثبت الله لنبيه المبدأ بقوله إذ رميت ونفى عنه المنتهى وأثبته لنفسه بقوله ولكن الله رمى والا فلا يجوز أن يكون المثبت عين المنفى فان هذا تناقض والله تعالى مع أنه هو خالق أفعال العباد فانه لا يصف نفسه بصفة من قامت به تلك الأفعال فلا يسمى نفسه مصليا ولا صائما ولا آكلا ولا شاربا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا
قول القائل ما ثم غير
وقول القائل ما ثم غير اذا أراد به ما يريده أهل الوحدة أى ما ثم غير موجود سوى الله فهذا كفر صريح ولو لم يكن ثم غير لم يقل افغير الله أتخذ وليا ولم يقل افغير الله تامرونى أعبد ايها الجاهلون فانهم كانوا يأمرونه بعبادة الاوثان فلو لم يكن غير الله لم يصح قوله أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون ولم يقل أفغير الله أبتغى حكما وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا ولم يقل الخليل أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لى الا رب العالمين ولم يقل إننى براء مما تعبدون الا الذى فطرنى فانه سيهدين فإن إبراهيم لم يعاد ربه ولم يتبرأ من ربه فإن لم تكن تلك الآلهة التى كانوا يعبدونها هم وآباؤهم الاقدمون غير الله لكان إبراهيم قد تبرأ من الله وعادى الله وحاشا إبراهيم من ذلك وهؤلاء الملاحدة في أول أمرهم ينفون الصفات ويقولون القرآن هو الله أو غير الله فاذا قيل لهم غير الله قالوا فغير الله مخلوق وفى آخر أمرهم يقولون ما ثم موجود غير الله أو يقولون العالم لا هو الله ولا هو غيره ويقولون وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه فينكرون على أهل السنة اذا أثبتوا الصفات ولم يطلقوا عليها اسم الغير وهم لا يطلقون على المخلوقات اسم الغير وقد سمعت هذا التناقض من مشايخهم فانهم في ضلال مبين وأما قول الشاعر في شعره أنا من أهوى ومن أهوى أنا وقوله إذا كنت ليلى وليلى أنا فهذا انما أراد به هذا الشاعر الاتحاد الوضعى كاتحاد أحد المتحابين بالآخر الذى يحب أحدهما ما يحب الآخر ويبغض ما يبغض ويقول مثل ما يقول ويفعل مثل ما يفعل وهو تشابه وتماثل لا اتحاد العين بالعين اذ كان قد استغرق في محبوبه حتى فنى به عن رؤية نفسه كقول الآخر غبت بك عنى فظننت أنك أنى فأما ان يكون غالطا مستغرقا بالفناء او يكون عنى التماثل والتشابه واتحاد المطلوب والمرهوب لا الاتحاد الذاتى فان أراد الاتحاد الذاتى مع عقله لما يقول فهو كاذب مفتر مستحق لعقوبة المفترين وأما قول القائل لو رأى الناس الحق لما رأوا عابدا ولا معبودا فهذا من جنس قول الملاحدة الاتحادية الذين لا يفرقون بين الرب والعبد وقد تقدم بيان قول هؤلاء وهؤلاء يجمعون بين الضلال والغى بين شهوات الغى في بطونهم وفروجهم وبين مضلات الفتن وفى الحديث عن النبى أنه قال إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغى في بطونكم وفروجكم حتى يبلغ الامر باحدهم إلى أن يهوى المردان ويزعم أن الرب تعالى تجلى في أحدهم ويقولون هو الراهب في الصومعة وهذه مظاهر الجمال ويقبل أحدهم الأمرد ويقول أنت الله ويذكر عن بعضهم انه كان ياتى ابنه ويدعى انه الله رب العالمين أو انه خلق السموات والارض ويقول أحدهم لجليسه أنت خلقت هذا وانت هو وأمثال ذلك فقبح الله طائفة يكون الهها الذى تعبده هو موطؤها الذى تفترشه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا ومن قال ان لقول هؤلاء سرا خفيا وباطن حق وأنه من الحقائق التى لا يطلع عليها الا خواص خواص الخلق فهو أحد رجلين إما ان يكون من كبار الزنادقة أهل الالحاد والمحال واما أن يكون من كبار أهل الجهل والضلال فالزنديق يجب قتله والجاهل يعرف حقيقة الامر فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله ولكن لقولهم سر خفى وحقيقة باطنة لا يعرفها الا خواص الخلق وهذا السر هو أشد كفرا والحادا من ظاهره فان مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس ولهذا تجد كثيرا من عوام أهل الدين والخير والعبادة ينشد قصيدة ابن الفارض ويتواجد عليها ويعظمها ظانا انها من كلام أهل التوحيد والمعرفة وهو لا يفهمها ولا يفهم مراد قائلها وكذلك كلام هؤلاء يسمعه طوائف من المشهورين بالعلم والدين فلا يفهمون حقيقته فإما أن يتوقفوا عنه أو يعبروا عن مذهبهم بعبارة من لم يفهم حقيقته واما ان ينكروه انكارا مجملا من غير معرفة بحقيقته ونحو ذلك وهذا حال أكثر الخلق معهم وأئمتهم اذا رأوا من لم يفهم حقيقة قولهم طمعوا فيه وقالوا هذا من علماء الرسوم وأهل الظاهر وأهل القشر وقالوا علمنا هذا لا يعرف الا بالكشف والمشاهدة وهذا يحتاج إلى شروط وقالوا ليس هذا عشك فادرج عنه ونحو ذلك مما فيه تعظيم له وتشويق اليه وتجهيل لمن لم يصل اليه وان رأوه عارفا بقولهم نسبوه إلى انه منهم وقالوا هو من كبار العارفين واذا اظهر الإنكار عليهم والتكفير قالوا هذا قام بوصف الإنكار لتكميل المراتب والمجالى وهكذا يقولون في الأنبياء ونهيهم عن عبادة الأصنام وهذا كله وأمثاله مما رأيته وسمعته منهم فضلالهم عظيم وافكهم كبير وتلبيسهم شديد والله تعالى يظهر ما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا والله أعلم. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: Nader Abu Kadouk)
|
Quote: الفناء عن وجود السوى وهو قول الملاحدة أهل الوحدة كصاحب الفصوص وأتباعه الذين يقولون وجود الخالق هو وجود المخلوق وماثم غير ولا سوى في نفس الأمر فهؤلاء قولهم أعظم كفرا من قول اليهود والنصارى وعباد الأصنام
|
عماد لك التقدير وشكرا على ايراد ابن تيمية وتأمل ياسيدى من يُكفر.. ومن يُفكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
الأخ/بدر الدين الأمير سلامات
تابعت البوست منذ بدايته ، ومرحباً بكم وأنتم تسربون فى هذه الدروب الوعرة.
لقد اطّلعت على دراسة قيِّمة عن ذات الموضوع وتناولته من زوايا إضافية أخرى أرى أنها أوفت هذا العنوان حقه.
الدراسة بإسم ( المرأة ولية.. و أنثى قراءة في نصّ ابن عربي
د.سعاد الحكيم ـ لبنان.
أرجو أن تسمح لى بإيرادها ، فكما أسلفت أختنا سمية ... أننا نتطلع لدراسة مفكرى وفلاسفة الغرب ولدينا مثل هذا الإرث الثقافى
والفلسفى العميق الذى بزّ من سبقه ... ولكن قد يكون العذر أن قراءاءة كتب ومخطوطات إبن عربى تحتاج إلى حدٍ أدنى من التسلح
بأصول الفقه ومعرفة لغة ( مصطلحات ) المتصوفة.
أرجو أن يكون فيها ما يُثرى النقاش حول هذا الموضوع الهام.
سأعود بإضافتين حول ما جاء فى هذه الدراسة : أولاهما حول ما هو مذكور عن " بلقيس" .... وثانيهما عن خواص المرأة.
ستلاحظ أن إبن عربى فى رؤيته للأنوثة قد أضفى الكثير من القدسية على المرأة.
إنقسمت الدراسة إلى منطلقين:
- المرأة الفرد : وحوّت مفاهيم إبن عربى وتجاربه حول كينونتها وتعاطيع مع إمكانياتها وأهلياتها وحدود قدراتها... فتحدث عن الأهلية
الروحية ( ولاية المرأة) ، الأهلية العلمية ، الأهلية الإنسانية ( المرأة الإنسان والمرأة الأنثى)... لا أود أن اُعطى ملخصاً خاطئاً
فليبُحِر الجميع فى هذه الدراسة العميقة والشاملة ... ويتواصل النقاش الهام.
Quote: المرأة ولية.. و أنثى قراءة في نصّ ابن عربي
د.سعاد الحكيم ـ لبنان.
يقولون في ابن عربي مايقولون، وتظل تربة ضمت رفاته في قاسيون وجهة اتقياء زائرين، وتستمر تجربته الروحيّة مداداً لكتابات عارفين
عالمين، ومتطلعين متعلمين.
ومابين عوام يعتقدون ولايته، ويتبركون بزيارته، وبين خواص أرباب تدوين وتسطير، يغمسون أقلامهم في تصورات فكره ولحظات تجربته، مسافةٌ لا
يردمها إلا تفرّد شخصه، الذي استطاع وصل القمة بالقاعدة.. فارتقى عوالي مراتب الخصوصية، دون أن يفارق جموع عوام المسلمين.
لذا، يكون الرجوع إلى نصه وإلى حياته، وخاصة في موضوع المرأة، هو اطلاع على موقف عالم إسلامي كبير، اتحد فكره بوجوده، بحيث إننا
كثيراً ما نكمل بحثنا لفكرة من أفكاره بالنظر في تفاصيل حياته.
واقترح قراءة للمرأة في نصوصه وحياته من منطلقين، وبموجبهما سوف أقسم بحثي:
المنطلق الأول:
ننظر إلى المرأة ـ الفرد، ونبحث مفاهيم ابن عربي وتجاربه بخصوصها، كذات وشخص له هوية وإمكانات، وله كمال يخصه في مقابل كمال الرجل.
المنطلق الثاني:
ننظر إلى المرأة ـ الآخر، ونقرأ نصوص ابن عربي وحياته حول المرأة في علائقها، وفي وجودها كجزء له دور في شبكة علاقات تمتد رقائقها
منها لتتصل بالوجود بأكمله.
واعتقد أن هاتين المقاربتين للمرأة، سوف تجعلان بحثنا ينفذ إلى القضايا الجوهرية الخاصة بالمرأة على امتداد التاريخ، وصولاً إلى يومنا
الواقع على مشارف القرن الواحد والعشرين، ويفتح أيضاً آفاق قناعات جديدة علها تخدم أجيال مستقبلنا.
I : المرأة ـ الفرد
يزدوج النص الصوفي في نصين، عندما ينظر إلى كينونة المرأة، وعندما يتعاطى مع إمكاناتها وأهلياتها وحدود قدراتها:
النص الأول: يبطن، وإن كان لا ينص صراحة، القول بقصور المرأة، وعدم أهليتها للتصدي للحياة العامة، لذا يحبسها في إطار الحياة الأسرية
الخاصة.. والمرأة الكاملة في هذا النص هي الأم الحاضنة المربية، والزوجة الصالحة المدبرة، الودود الصبور الشكور.. هي الأم والابنة
والأخت والزوجة.. لا كينونة ذاتية لها، بل كينونتها عين أدوارها وعلاقاتها الأسرية، والمسرب الوحيد من هذا السد الأسري يفتح على خارج
الكون، ويظهر في علاقتها بخالقها ومعبودها.. وهنا أيضاً الكثير من الضوابط والعديد من الاستحسانات، التي تحثّها على جعل علاقتها باللّه
علاقة ثنائية بعيداً عن الجمع والجماعات.
أما النص الثاني فهو أكثر التفاتاً لجهة كينونتها الذاتية، وأكثر إضاءة لأهليتها الروحية، وقدراتها في مجال الرياضات والمجاهدات،
وبالتالي يفسح لها مجالاً في مراتب الولاية الذكورية بالأصالة.
ومن خلال إشارات لنساء متصوفات، أفراد في حقل التصوف، نستشف نحن أهلية المرأة كجنس للعرفان والقرب الإلهي، وبالتالي مشروعية أخذ
الرجل عنها، وتربيته في مجالسها، وتأدبه بنهجها وطريقها.
هاهو الحسن البصري يقول لصحبه مدللاً على شخص السيدة رابعة: هيّا بنا إلى المؤدبة.. وفي مجلسها تتداول مع أهل النخبة من الحضور، فنرى
من طرحهم جميعاً لمفاهيمهم الصوفية علو تجربتها على تجربتهم، وبالتالي يصبح نصها هدفاً لمجاهدة رجل وتحققه من أمثال الحسن البصري
ومالك بن دينار.. ويقول عنها محيي الدين بن عربي: رابعة العدوية المشهورة التي أربت على الرجال حالاً ومقاماً.(1)
وهذه أيضاً فاطمة النيسابورية أستاذة ذي النون المصري؛ وهذا أبو يزيد البسطامي يقول لشيخ الملامتية: تعلّم الفتوة من زوجتك.. فالمرأة
هنا، بشهادة البسطامي، وضعت قدمها في مقام يقصّر عنه أبطال الرجال، لأن الفتوة اقتحام وقوة ونصرة.
وبطل شيخ الصوفية الأكبر ـ ابن عربي ـ ليذهب في الموقف الثاني إلى نهاياته الأخيرة.. أما نقطة البداية فكانت ـ في رأينا ـ تجربته
السلوكية التي أفسحت المجال أمام قناعاته الفكرية بالأهلية الروحية للمرأة، لذا ننطلق من هذه الأهليّة الروحيّة لننظر في أهليّة المرأة
العلمية وأهليتها السياسية. 1 ـ الأهلية الروحية.. ولاية المرأة:
يافعاً خدم ابن عربي بنفسه سنين، امرأةً من العارفات بإشبيلية.. لها حال مع اللّه، هي فاطمة بنت ابن المثنى القرطبي، والتي تقول عن
نفسها.(2)
إنَّ اللّه اعتنى بها، وجعلها من أوليائه واصطنعها لنفسه.
ومما يلفت النظر قول ابن عربي أنه خدمها سنين، فهو ـ بحسب معرفتنا بمسار حياته الصوفية ـ لم يخدم رجلاً من العارفين سنين. كما أنه لم
يعترف لرجل من العارفين بالولادة عليه، ولادة روحية معنوية، هي وحدها ناداها بقوله: يا أمي.
وإذا توقفنا عند تعليمها له نرى بدايات وحدته الوجودية، تقول لابن عربي: "عجبت لمن يقول إنه يحب اللّه ولا يفرح به وهو مشهوده، عينه
إليه ناظرة في كل عين، لا يغيب عنه طرفة عين(3)
.. وعندما تسأله: "ياولدي ماتـقول فيما أقول، يجـيبها: يا أمي القـول قولك.(4)
بالإضافة إلى تعاليمها نرى ابن عربي يعرف مقامها ويعلمه.. عرف مقامها عندما أخبرته أن فاتحة الكتاب تخدمها.(5)
وعلم مقامها عندما قرأت فاتحة الكتاب لأمرٍ أرادته وقرأ معها، فإذا بها تنشئها بقراءتها صورة مجسدة هوائية، وتطلب منها أن تفعل كذا
أو كذا.6
وعندما تكلم ابن عربي على علم الحروف، وهو علم الأولياء، ذكر خدمته وانتفاعه بهذه السيدة الولية.(7)
وأكد أنها كانت من أكابر الصالحين، تتصرف في العالم، ويظهر عنها من خرق العوائد بفاتحة الكتاب خاصة كل شيء.. وكانت تظن أن هذا متاح
لكل أحد، بل وتعجب ممن يعتاص عليه شيء، وعنده فاتحة الكتاب. وتقول لابن عربي: لأي شيء لا يقرؤها فيكون له مايريد.
ومع هذه الولية العارفة، التي تتصرف في العالم، ورأى منها ابن عربي عجائب .(8) ، أقر ابن عربي بولادته الثانية وقبل نسبته إليها،
وأفسح مجالاً في نصه لنَسَب الدين ونَسَب الطين، لولد الدين وولد الطين.. كانت تقول له، ويقرّها على ذلك: أنا أمك الإلهية ونور أمك الترابية
(9). تأسيساً على ولادته المعنوية من أم روحية يقرّ بظهورها بوجهي الولاية: العرفان والتصريف في الأكوان.
تدرّج ابن عربي لأن تتكون لديه قناعة بأنه لا مانع تكوينياً أو كونياً من وصول المرأة إلى أعلى مراتب الولاية، وإن لم يقع ضمن خبرته لقاء
بامرأة في موقع القطب، صاحبة الزمان، الغوث الخليفة. فالنساء والرجال، لديه، يشتركون في جميع مراتب الولاية حتّى في "القطبية"؛ فكل
مايصح أن ينال الرجل من المقامات والمراتب والصفات يمكن أن يكون لمن شاءَ اللّه من النساء. (10). هذا النص لابن عربي يجعل طريق الولاية
أمام المرأة مفتوحاً، لا سقف يحدّها إلا مرتبة النبوة وشخص النبي ، فالمرأة وإن لم تظهر بالفعل في دنيا الناس في موقع القطبية إلا أنّه
في قدرتها ذلك، وبالتالي في عالم الروح تتساوى الحظوظ بين المرأة والرجل، وينعكس هذا التساوي في نظرة أعلام الصوفية لها.
ولكن ما أبعاد كون المرأة قطباً وخليفة؛ بحسب تصورات الشيخ الأكبر؟
تصبح المرأة ـ فيما لو أصبحت قطباً خليفة ـ هي صاحبة الوقت، وسيدة الزمان، خليفة اللّه في أرضه، ونائبة سيد المرسلين في أمته، وارثة
للاصطفاء والاجتباء والخصوصية الآدمية.(11)..
عليها مدار العالم.(12)، وتُعطى التحكم في العالم، حوائج العالم أجمعه تتوقف عليها.. وبها ينفرد الحق ويخلو دون خلقه، لا ينظر سبحانه
في زمانها إلا إليها.. هي الحجاب الأعلى(13)، ينصب لها اللّه سبحانه في حضرة المثال سريراً يقعدها عليه، ثم يخلع عليها جميع الأسماء
الإلهية التي يطلبها العالم وتطلبه.. فإذا قعدت على السرير بالصورة الإلهية، أمر اللّه العالم ببيعتها على السمع والطاعة، فيدخل في
بيعتها كل مأمور أعلى وأدنى إلى العالين من الملائكة وهم المهيمون، والأفراد من البشر الذين ليس لها فيهم تصرّف؛ لأنهم مثلها كُمّل
مؤهلون لما نالته من القطبية(14)..
هذه التجربة الشخصية مع فاطمة بنت المثّنى، وهذه القناعة النظرية بإمكانية وصول المرأة للقطبية والخلافة تجعلنا نعتبر ابن عربي،
إنسان القرن السابع الهجري، شريكاً ومشاركاً حيوياً في الحوار القائم اليوم حول القضايا الخاصة بالمرأة.
ونتوقف عند مسألتين: مسألة الأهلية العلمية، ومسألة الأهلية السياسية.
الأهلية العلمية:
أعطى الإسلام الشخص أهمية كبرى بحال العلم والتعلّم، فالعلم الحق لا يؤخذ من الكتب بل من أفواه الرجال.. الإنسان حلقة في سلسلة، يتلقّى
ويُلقي، يأخذ ويُؤخذ عنه.. فهل المرأة مؤهلة بحكم صفاتها وطبيعة حياتها أيضاً لأن تكون حلقة في سلسلة العلم المتوارث عبر الأجيال؟ أو أن
الأمّة ستظل تحمل حرجاً من الاطمئنان إلى تساوي كفاءة منطق عقلها مع الرجل؟
ثمّ من جهة ثانية، قال العارف الصوفي: "حدثني قلبي عن ربي"، أو "أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذت عن الحي الذي لا يموت".. فهل في طاقة
قلب المرأة، الذي هو جهاز استقبال المعرفة الإلهامية، أن يلتقط على صفحته العلوم اللدنية؟.. ثم، إن التقط قلبها الإلهامات، هل نستوثق
من ترجمة عقلها لإلهام قلبها وحفظها لتفاصيل هذا الإلهام، فلا تنسى بحيث يضيع انضباط هذا العلم على حدود أصولنا الثابتة؟
وأيضاً، لمصدر العلم في الإسلام موقع إمامة واتباع، فكل شخص نأخذ عنه فإننا نتبعه ونسير على نهجه، وإذ كان العلم ينمو بالتوارث ويتجدد
بالأجيال، لذا تأخذ كل حلقة موقعها الاجتهادي.. فهل للمرأة أهلية لأن تكون عالمة فقيهة متّبَعة في مجال عرفان اللّه وشريعته؟
ـ أسئلة كثيرة وشكوك تدور كلها حول صفات المرأة التكوينية، وحول عوائق شروطها الحياتية في الأسرة، التي قد تناقض أحياناً طبيعة العلم
الموضوعية، وشروط تحصيله بالاختلاط والترحل.
بداية، يرى ابن عربي أن الإنسانية هي حقيقة الإنسان، وهي واحدة في الناس جميعاً، وهي الأصل، أما الذكورة والأنوثة فهما عارضان، كل واحد
منهما بمثابة جملة صفات تجري على قابل الذات.. فكل من كان في موقع المؤثر والفاعل فهو رجل وإن كان امرأة. وأيضاً كل من وَجَب عليه
وجوباً شرعياً أن يطلب من يأخذ عنه علمه فهو رجل، سواء كان ذكراً أم أنثى15-. هنا يؤكد ابن عربي على كون المرأة بحكم خلقتها وتكوينها
مساوية للرجل في الشروط الإنسانية، قابلة لكل النشاطات العقلية والفعاليات الإنسانية الذكورية.
ويعطي بلقيس مرتبة فقهية.. ويرى أنهاعندما أسلمت لم تنقد لسليمان، بل ظلت متحررة في اعتقادها من أتباع رسول أو إمام، اعتقاد متحرر
من الوسائط، مباشر كاعتقاد الرسل تماماً، وذلك حين قالت: "أسلمت مع سليمان للّه رب العالمين"، فلم تنقد لسليمان جاعلة منه مصدر علمها
ومعرفتها ودينها، بخلاف فرعون حين قال: "رب موسى وهارون"(16).
ونستفيد من طرح ابن عربي لمثال بلقيس، هذه الشخصية القرآنية، لنقول نحن أيضاً: إن نموذج بلقيس مثال على أنه عندما أفسح المجتمع
المجال أمام المرأة برزت.. ملكت وحكمت.. ومما يلفت النظر أننا لم نلحظ في القرآن إشارة استنكار أو كراهة لملك المرأة أو حكمها..
وبلقيس ظلت موضوعية وواعية لشروطها وموقعها كسيدة قومها أمام سليمان، وهو من هو في زمنه: فهي أولاً حين رأت عرشها لم تجزم بأنه هو،
ولم تنفِ بأنه هو، وقالت: "كأنه هو".. جوابٌ ينسجم في نسبيته مع أكثر فلسفاتنا وموضوعياتنا المعاصرة. وهي ثانياً حين أسلمت، حافظت على
موقعها كأولى في قومها، فلم تنقد لسليمان لتكون تابعة، وبالتالي الرجل الثاني وهي ملكة، فقالت: "أسلمت مع سليمان".. فهذا المثال،
ومثال السيدة عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ التي وصّى النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالأخذ عنها، يزحزحان أطراف الستار عن أهلية المرأة
وموضوعيتها ووعيها لشروطها.. ويجعلاننا نؤكد مع ابن عربي، أن الذات الإنسانية واحدة، تستقبل الصفات بحسب طاقاتها الفردية، وتوجهات
تربيتها، وتجاربها الحياتية.
الأهلية السياسية:
عندما قال ابن عربي بإمكانية وصول المرأة للخلافة الكونية، أي تكون رأس الدولة الباطنة..، طرح أهليتها السياسية، ليس بالانتخاب
الشوري بل بالتعيين الإلهي.. فهي، قد تكون، خليفة الله في أرضه ونائبة رسول اللّه في أمته.. إذن، بمقتضى نص ابن عربي، لا مانع عقلانياً أو
نفسانياً في أصل فطرتها، ولا عائق في طبيعة حياتها، يمنعانها من الخروج من دائرة خصوصيتها لمباشرة حوائج العالم وأمور الناس.. ونرى
أنه لا يقدح في قوله هذا كون رأس الدولة الباطنة مستوراً مصوناً من أعين الخلق، والخليفة الظاهر محور وجود المسلمين الدنيوي.. فهذا
أمر يُبحث على مستوى مظهر المرأة وليس أهليتها..
ابن عربي هنا، في نظرته إلى أهلية المرأة، يسترجع ويكمل مسيرة بداياتنا الإسلامية في زمن النبوة والصحابة، حين كانت مشاركة المرأة
العلمية والسياسية واضحة معلنة ومباشرة. وأتت عصور الظلم والإظلام، وتراجع دور المرأة الحرة في الحياة العامة أمام دخول الجواري
المملوكات ـ بالشراء أو السبي ـ ساحات الفنون وبلاطات السلاطين وسياساتهم. وأدخل هذا معه نمطاً جديداً من العلاقة غير المتكافئة مكانة
بين الرجل والمرأة، بين قويّ مالك حاكم، وبين ضعيف وصولي ماكر، يتوسل بأي نهج ليكون ويستمر، وينشئ شبكة علاقات مصلحة داعمة في غياب
عزوة وأهل وعشيرة.
استشهد ابن عربي على مراتب الولاية المفتوحة للمرأة بقول النبي : النساء شقائق الرجال.
وعندما ننظر إلى مسألة المرأة اليوم، إلى أهليتها العلمية والإدارية السياسية ـ ولا نقصد بالضرورة من الأهلية السياسية أعباء خلافة
المسلمين ـ فنحن إنما نستعيد ونحيي من خلال نص إسلامي شامل، هو نص الشيخ الأكبر، أصولنا المنسية الموؤدة تحت وطأة سنين غربّت الإسلام في
حضارات تكاد تناقضه في سلّم قيمها. تجعل قيمة الرجل في كونه واصلاً ناجحاً قوياً منتصراً لا في كونه صادقاً أميناً شهماً أبياً شجاعاً.. لذا،
لابدّ من إعادة فتح ملف المرأة والرجل معاً، والتأكيد على أن أهلية الرجل ليست في ذكورته، وإنما في اكتمال صفات الرجولة الإنسانية فيه.
II: المرأة ـ الآخر
المرأة الإنسان والمرأة الأنثى:
تناولنا في القسم الأول كينونة المرأة كإنسان، ورأيناها تدخل عالم الروح، وتؤكّد أهليتها لتمارس العلم والحكم في الغيب والشهادة..
وتوضحت رؤية ابن عربي للكمال الإنساني ـ المتاح بعد ختم النبوة ـ على أنه واحد مفتوح للرجل والمرأة، وإن كانت الالتماعات الذكورية في
النص تجعلنا نشعر أن المرأة في هذا المجال لم تفعل سوى أنها دخلت حقل الرجل، وشاطرته كماله الذكوري، إن أمكن التعبير.
أما في هذا القسم الثاني فسوف نبحث كينونة المرأة كأنثى، لنتعرف على خصوصية الكمال الأنثوي ورتبة الأنوثة، في مقابل الكمال الذكوري
ورتبة الذكورة. ونرى في المقابل هنا، كيف يدخل الرجل حقل المرأة ليشاطرها أنثويتها ويتحقق برتبتها.. فلكل رتبة وجودية كمالها الذي
هو عين استقامتها على صراط حقيقتها الخاصة، من منظور ابن عربي.
وجرياً على منهجنا في قراءة ابن عربي، على أنه هو هو على مستوى الفكر والوجود، سنداخل بين أفكاره حول المرأة وبين سلوكه تجاهها
وعلاقته بها، حتى تتوضح أبعاد رؤيته لها، في البُنى المتعددة التي هي جزء منها، وتمارس فيها دوراً ووظيفة.
ونحصر كلامنا بالعلاقتين الأهم بين الرجل والمرأة، واللتين تكرسهما عمليتان هامتان في تاريخ الوجود، بل يقوم عليهما الوجود، هما:
عملية الخلق والإيجاد، وعملية التوالد والتكاثر؛ حيث تظهر مع العملية الأولى المرأة ـ المكمل الوجودي للرجل، وتظهر مع العملية
الثانية المرأة ـ المنفعل الوجودي للرجل.
1 ـ المرأة ـ الآخر، المكمل الوجودي:
استوحش في الجنّة آدم، أول هذا الجنس الإنساني، إذ لم يجد من يسكن إليه، لأن الأنس لا يكون إلاّ بالجنس، تبعاً لتصورات الشيخ الأكبر..
وخلق اللّه حواء، أوجدها من آدم.. فارقت بدنه وهي قطعة منه، فظل حنينه إليها ـ طوال أجيال الرجال ـ حنين الكل إلى جزئه المكمل
لوجوده، وظل حنينها إليه ـ طوال أجيال النساء ـ حنين الغريب المفارق لوطنه.
قبل ابن عربي وُظِّف خَلْق المرأة من الرجل، في مجال العلاقة بينهما، بتوجهات دونية وتهميشيّة واستعلائية.. ولكن مع ابن عربي عادت رسالة
القرآن للظهور، ويمكننا متابعة رؤيته والقول بأن الرجل سيظل يشكو نقصاناً، مالم ترجع المفارقة إلى مكانها من بدن ذاته(17)، وستظل
المرأة تشكو غربة إن خرجت أو أخرجت وراء حدود أرض رجلها.
ولننظر في حياة ابن عربي، لنرى هل تعامل مع المرأة على أنها جزءه الوجودي، هذه الواحدة التي بها، وبها فقط، يشعر بامتلاء كينوني، أم
أن كلامه في الحنين والجزء مجرد تنظير في الخلق، على حين أن حياته مفتّتة الكيانات يتشاطر لحظاتها مع كثيرات؟
نعرف أنه تزوج أكثر من واحدة وأنجب، ونعلم أنه أحبّ حباً عميقاً وهو في الثامنة والثلاثين، نظام بنت الشيخ مكين الدين الأصفهاني، ومن
أجلها نظم الشعر ونطق باللغز والرمز.. فأين موقع نظام من نسائه، وكيف يظل منسجماً مع قوله بالجزء المكمّل بوجود هذا التعدد؟. هل عاش
مثلاً امتلاءه الكينوني مع كل واحدة على شكل لحظات متوالية، يتغير فيها شخص المكمّل الوجودي فقط؟ أم أن المرأة ـ الآخر الوجودي هي عنده
مجرد فكرة لتفسير الخلق، وترجمة القلق وحلم يحركان معاً الإنسان في مسار بحث وتفتيش دائمين؟
وعلى ضوء النظر في تجارب أشخاص الإنسان، المتنوعة والمتشابهة معاً؟ نقارب ابن عربي، الذي كثيراً ما نفهمه على ضوء مسار وجودنا، وكثيراً
أيضاً ما نفهم أنفسنا على ضوءِ مسارِ وجوده، لنقول إن حياة كل إنسان تنفتح على إمكانيتين في العلاقة بالآخر: الواحد والكثير.. وقد تتحقق
هاتان الإمكانيتان، وأحياناً كثيرة تتحقق واحدة منهما دون الأخرى. قد يحدث مثلاً أن تحتل كينونة إنسان، في مطلع حياة آخر، موقع الواحد
المكمّل الوجودي، عندئذ تتعطل الإمكانية الثانية في كينونته، لانتفاء الحاجة إليها، والتي هي إمكانية الكثير.. وأيضاً قد يعيش إنسان
حياته يتذوق كأساً إثر كأس، دون أن يرتوي، يتقلب في أعداد الكثير، من عدد إلى عدد دون أن يلتقي بمكمّله الوجودي. أو قد يلتقي بالواحد
الفرد الذي به فقط يشعر بالامتلاء، وتنتفي عندها فقط حاجته إلى غيره، بل لا غير يمكنه حقيقةً الحلول محله.
أما إذا لم يلتقِ الإنسان فعلاً بآخره الوجودي فتظل إمكانية علاقة الواحد ثابتة في القوة، لا تخرج إلى الفعل بل تتلامح أحياناً في لحظات
تَوَّهم سرعان ما تعبر.
فعلى ضوء علاقة الواحد والكثير في حياة إنسان نظن أن نظام الزوجة المفضّلة لابن عربي، قد احتلت موقع المرأة، أي الواحد ـ الفرد،
والباقيات المذكورات في نصوص ابن عربي، والواضحات النسبة إليه، هنّ نساء، أي الكثير ـ المتوالي أو المتجاور.
ولكن هل في استطاعة الإنسان أن يمنح باختياره وإرادته مقام الواحد ـ الفرد في وجدانه، لمطلق إنسان يرى أنه يناسبه مقاماً أو أوضاعاً.
أم أن الموضوع قدر لا إرادي ويشبه إلى حد بعيد علاقة المفتاح بالقفل؟. أقول: من منطلق أخلاقي اجتماعي أميل إلى القول الأول الكافل
لاستمرار مؤسسة الأسرة، ومن منطلق معرفي بحت يرصد تجارب الناس المنفلتة من الروابط، لأسباب شتى مشروعة وغير مشروعة، ويرصد تقلباتها في
صيرورة الزمن، أراني أقول بالقول الثاني، فكثيراً ماكنت أرى أشخاصاً تقارب عدة، وتظن في كل مرة السراب ماءً، ولكن لا فائدة، لا ينفتح
عالم التوحد إلا بإنسان مخصوص، تنطبق صفاته مع صفاته انطباق الكف مع الكف، وانطباق أسنان المفتاح مع القفل.. وإلا سيظل الواحد منا
خارج جنته ودائم الحنين إليها والبحث عنها.. والتفاتةٌ إلى الوصف الذي يعطيه ابن عربي لنظام في مقدمة "ترجمان الأشواق" تؤكد مصداقية
ما أسلفنا، فهي وحدها امرأته، ولم تكن يوماً مجرد عدد في جملة نسائه.
وانسجاماً مع رمز المفتاح نقول أنه ـ استناداً إلى وصف ابن عربي لنظام ـ في استطاعتها، بحكم شمولية كينونتها المطابقة لشمولية كينونة
ابن عربي، أن ترافقه في عوالمه كلها، عالم الروح والعقل والنفس والبدن؛ بالإضافة إلى كونها تمثل صورة الكمال المشتهى لديه في امرأة
كل عالم..
يقول في وصفها 18-:
عذراء، هيفاء، تقيد النظر، من العابدات العالمات السائحات الزاهدات، شيخة الحرمين، إن أسهبت أتعبت، وإن أوجزت أعجزت، وإن أفصحت
أوضحت.. شمس بين العلماء، بستان بين الأدباء.. علمها عملها، عليها مسحة مَلَك وهمّة ملك..
أما كون نمط علاقة ابن عربي بها هو نمط علاقة الكل بجزئه الواحد الفرد، فنستدل عليه من مدلولات ألفاظه نفسها، فهو يقول عنها؛ إنها
يتيمة دهرها، بيتها من العين السواد، ومن الصدر الفؤاد، عهدها قديم، وكل اسم يذكره في ديوانه فهو عنها يكني، وكل دار يندبها فدارها
يعني...
هذا الموقع الذي تحتله المرأة بكونها الآخر المكمّل الوجودي للرجل، والشريك الوجداني أيضاً، يخضع كما رأينا لمواصفات تكوينية خاصة
بالمرأة، راجعة لفطرتها وتربيتها وتوجهاتها؛ والأهم من ذلك لمستوى وعي الرجل، ورتبة عرفانه بمكانة المرأة الوجودية. ونؤكد نص ابن
عربي بأن نلاحظ، أنه من آدم لم تُخلق إلا حواء واحدة.
المرأة ـ الآخر، المنفعل الوجودي:
هنا تفارق علاقة الرجل بالمرأة حقل الحضور والوجود للآخر فقط، كما في المكمل الوجودي، لتدخل حقل الفعل والانفعال بغاية التوالد
والإنتاج، فهي التوالد لابد من ازدواج الأب والأم بحركة بينهما تؤدي لوجود ثالث، هو الابن...
هنا يقارب ابن عربي المرأة لا من جهة كينونتها الإنسانية، ولا من جهة موقعها من ذات الرجل ووجدانه، بل من جهة كونها الأنثى.. إحدى
مراتب الوجود. وهي مرتبة القابلية والانفعال والتأثر.. هي محل الإلقاء والبذر والاستحالات والإيجاد والتكون والظهور، فكل منفعل وقابل
للإلقاء والتكون، ومحل للظهور والإيجاد فهو أنثى وإن كان ذكراً(19)..
لذا كل من في الكون أنثى، لأنه محل زرع وحرث، محل بذر وإنتاج.. يقول الشيخ في الفتوحات(20):
إنّا إنـاثٌ لـما فينا يولـدهُ... فالحمدُ للّهِ مافي الكونِ من رجلِ
إن الرجال الذين العرفُ عينّهم... هُمُ الإناثُ وهم نفسي وهم أملي
وتستمر معرفة ابن عربي الشهودية تتصاعد في نظرتها للمرأة ـ الأنثى.. إلى أن يصرح في فصوص الحكم، استناداً إلى أن الإنسان لا يشهد الحق
إلا متجلياً في صور الممكنات، بأن المرأة هي أكمل مشهد للحق المشهود، لأن الرجل يشهد فيها الحق من حيث هو فاعل منفعل.. فالرجل يشهد
الحق في المرأة ويعبر من جمالها المقيد إلى الجمال الحق المطلق.
هذه الرؤية للأنوثة تضفي قدسية على المرأة هي بأمسّ الحاجة إليها في زمننا، كما أنها تزحزح القهر والظلم والاضطهاد عنها، وتوضح إلى أي
مدى الإسلام مبرّء من ممارسات غير واعية.
فالمرأة ـ الأنثى هي محل التكوّن والظهور لأنها القابل والمنفعل، ففيها يتكون الولد وعنها يظهر.. وهنا يعطيها ابن عربي اسمً الأمً، ويظهر
كمالها بأنها متلقية ملقية، آخذة عاطية، منفعلة عن الأب فاعلة في الابن.. وهكذا بالمرأة يمر الوجود ويستمر توالد الكون من الكون.
(المعجم الصوفي ص (145)..
وكون حواء هي محل التناسل وظهور أعيان الأبناء (21)، ويمر الوجود في عالم الكون عبرها، فهذا يعطيها حسَّاً واقعياً عملانياً من جهة، كما
يمكّنها من التحكم بنماء أي قوم أو شعب من جهة ثانية. وهذا ما خبرته قبلنا الدول الغربية، وتحاول تكييف قوانينها كأن تجعل مثلاً الأولاد
من نصيب المرأة في حال الطلاق إرضاءً لها، لتحريضها على متابعة جهدها في حفظ النوع الإنساني واعية تماماً أنها محل ظهور الجنس.. وأنها
بتجاوز المرأة إلى الأنبوب والاستنساخ إنما تقوم بمغامرة مكلفة إنسانياً.
ونمشي مع ابن عربي على طريق محمديته لنرى معه أهمية التعاليم النبوية في بناء علاقات سليمة ومجتمع سليم.. فآخر كلامه صلى الله عليه
وسلم: استوصوا بالنساء.. وهو حبّب إليه من دنيانا النساء، أحبّهنّ بالمرتبة وأنهنّ محل الانفعال.. على مايرى ابن عربي(22).
فصوص الحكم (ص218).
خاتـمــة.
الآن وبعد أن قاربنا ابن عربي من خلال حياتنا وتجاربنا ومشاكل معاصراتنا، نشعر بالاعتزاز بإسلامنا الذي أعطى في القرن السادس ـ السابع
الهجري علماً إنسانياً علائقياً، قد تساعدنا رؤاه على تفسير واقعنا وتغييره...
ولا تفجأنا تقدميّة ابن عربي في نظرته اللا إزدواجية للمرأة حيث جاءت إيجابية غير مختلطة أو ملتبسة بسلبية.. كما أنها بخلاف كتابات
المؤلفين في عصور الظلام اللاحقة لم تحبس المرأة في الدور والوظيفة، بل أفسحت المجال لكينونتها الذاتية.. فالمرأة الإنسان مساوية
للمرأة الأنثى.. ومتساوية في العقل والدين والحظ مع شطر الكون الآخر، الرجل.
الحواشي: 1 ـ را. الفتوحات المكية، دار صادر، بيروت ج2، ص 359. 2 ـ را. الفتوحات ج2. ص 348. 3 ـ را. الفتوحات ج2. ص347. 4 ـ م.ن. الصفحة نفسها. 5 ـ م.ن. الصفحة نفسها. 6 ـ م.ن. ج2 ص348. 7 ـ م.ن. ج2 ص 135. 8 ـ م.ن. ج2 ص348. 9 ـ را. المعجم الصوفي ، ص ص 124-125. 10 ـ را. الفتوحات ج2. ص89. 11 ـ را. المعجم الصوفي ص 680، الأجوبة اللائقة لابن عربي ورقة 9/أ. 12 ـ را. المعجم الصوفي ص912، ومنزل القطب لابن عربي ص 2. 13 ـ را. المعجم الصوفي ص912، والفتوحات ج2، ص 555. 14 ـ را. المعجم الصوفي ص913، والفتوحات ج3، ص 136-137. 15 ـ را. الفتوحات ج2. ص588. 16 ـ را. المعجم الصوفي ص 213، فصوص الحكم ج1، ص 156-157. 17 ـ انظر بحثنا عن الرهبنة والمرأة والزواج من منظور إسلامي، مؤتمر التراث السرياني الخامس، انطلياس، ص 6. 18 ـ را. ترجمات الأشواق، ص ص 8-9. 19 ـ را. المعجم الصوفي في المواد التالية آدم ـ أم ـ أرض ـ أنثى. 20 ـ را. الفتوحات ج4. ص445. 21 ـ را. المعجم الصوفي ص 145. 22 ـ را. فصوص الحكم، ج1، ص 218
الرابط:
http://www.ibnalarabi.com/forums/forum_posts.asp?TID=3683
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: أبوبكر أبوالقاسم)
|
الأخ العزيز أبوبكر أبوالقاسم كامل التقدير لكونك هنا ولرفدك البوست بتلك الدراسة العميقة والمتعمقة للباحثة الدكتورة سعاد الحكيم صاحبة المعجم الصوفي وهى احد مراجع نزهة براضة في دراساتها عن الانوثة في فكر ابن عربى ....
Quote: سأعود بإضافتين حول ما جاء فى هذه الدراسة : أولاهما حول ما هو مذكور عن " بلقيس" |
اناشخصيا كم وكم معجب ببلقس ملكة سبا أول من دعى للتفاوض والتحاور ولايبهرها مايبهر (هذا عرشك) قالت كأنه هو.. وحين كشفت عن الساقين لم تعجبا سليمان وابن عربى يقول : ان بلقيس ولدت لام من الانس واب من الجن.. وبالساقين نفرق بين الانس والجن كما هو في العرف او المعتقد ... وبالمقابل استوقفى كثيرا ذلك الحديث عن النبى الكريم الذى رواه الترمذى وابن ماجه واحمد ابن حنبل وورد فى الصحيح انه قيل لرسول الله : أين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه ؟ قال كان فى (عماء) مافقوه هواء وماتحته هواء. اعجبتنى كثيرا خاتمة الدكوترة سعاد:
Quote: الآن وبعد أن قاربنا ابن عربي من خلال حياتنا وتجاربنا ومشاكل معاصراتنا، نشعر بالاعتزاز بإسلامنا الذي أعطى في القرن السادس ـ السابع
الهجري علماً إنسانياً علائقياً، قد تساعدنا رؤاه على تفسير واقعنا وتغييره...
ولا تفجأنا تقدميّة ابن عربي في نظرته اللا إزدواجية للمرأة حيث جاءت إيجابية غير مختلطة أو ملتبسة بسلبية.. كما أنها بخلاف كتابات
المؤلفين في عصور الظلام اللاحقة لم تحبس المرأة في الدور والوظيفة، بل أفسحت المجال لكينونتها الذاتية.. فالمرأة الإنسان مساوية
للمرأة الأنثى.. ومتساوية في العقل والدين والحظ مع شطر الكون الآخر، الرجل |
وفى رجاء عودتك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
تمضى بنا نزهة براضة في صفحة231 وتقول: وبحكم مايتفق عن عشق المرأة من أسرار فانها (المراة) تحوز الشرف كما يرى ابن عربى ( ولو لم يكن من شرف النساء إلاهيئة السجود لهن عند النكاح، والسجود أشرف حالات العبد في الصلاة) يلتقى الحب بالعبادة وبالمعرفة لذلك احب النبى النساء وكان فى حبه لهن امتدادا لحبه لنفسه الحاملة للانفعال، طريقا للمعرفة بالذات، وتقربا من الله .ويحقق الانسان هذا العري للذات في علاقتها بالقدسى لحظة النكاح، فان الرجل اذا احب (...) المراة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون فى المحبة، فلم يكن فى صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم النشوة أجزاءه كلها....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
يالله... يا أبن العربي، وياأبن الأمير..
الشيخ الأكبر، يرى التجلي الأعظم، يتعرى من صفات حادثة، لصفات قديمة، مدخرة في الجسم الأكمل، والأحلى والأعظم، كل الرجال، خلقوا في خلوة الرحم (...!!!)، فالمرأة (خالق)... كل الرجال رضعوا قوتها الابيض (المرأة ترزق)، ثم قال فتى قريش الأغر، العظيم، المستحيل (النساء، والطيب، وقرة عينه في الصلاة)..
يغشى السدرة ما يغشى.. سدرة الجسد، من تلاويح الجمال، ويخرج الإنس (من قيد الزمن، وقفص المكان)، فيكون خالقا.. برا، ..
لنا عودة، لإشراقات، وكشوف العارج للحق، بالحق، ابن العربي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: عبدالغني كرم الله)
|
Quote: اناشخصيا كم وكم معجب ببلقس ملكة سبا أول من دعى للتفاوض والتحاور ولايبهرها مايبهر (هذا عرشك) قالت كأنه هو.. وحين كشفت عن الساقين لم تعجبا سليمان وابن عربى يقول : ان بلقيس ولدت لام من الانس واب من الجن.. وبالساقين نفرق بين الانس والجن كما هو في العرف او المعتقد ...
|
أخــى بدرالدين الأمــير سلامات
من كتاب " فصوص الحكم " :
لا يقل كتاب " فصوص الحكم " فى قيمته التصوفية والفلسفية عن " الفتوحات المكية " التى تُعتبر درة مؤلفات الشيخ
إبن عربى إن لم تكن هى أدّل على براعة إبن عربى فى مزج التصوف بالفلسفة ، فقد جمع إبن عربى فى طيات الفصوص خلاصة مذهبه ، وينقسم
الكتاب إلى خطبة وسبعة وعشرين فصاً ، وهو عدد الأنبياء ، مع عزيز وخالد بن سنان الذى كان من حكماء الجاهلية ، وأورد لكل نبى سجعة
خاصة به وقـد ذكرت " فص حكمة فردية فى كلمة محمدية" وفيها شروحات تُضئ قلب المسلم لمعانٍ قصّر علماء هذا الزمان عن إدراكها
مثل النشأة الإنسانيةالتى إبتدرها بالنساء، ثم الطِيب والصلاة.
فى فص " حكمة رحمانية فى كلمة سليمانية " التى خصصها لسيدنا سليمان عليه السلام والتنبيه لمكانته التى
جهلهـا الكثير من العلماء ، حيث نجد أن إبن عربى قد أثنى على الفهم العالى والحكمة والفطنة عند بلقيس فى ثلاث مواضع:
أولهما: فى معرض شرحه لكتاب سليمان الذى ألقاه الهدهـد لبلقيس فقد ورد فى الآية الكريمة " إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". فقد أخذ بعض الناس فى تقديم إسم سليمان على إسم الله تعالى ، ولم يكن كذلك. وتكلموا فى ذلك بما لا ينبغى مما لا يليق
بمعرفة سليمان عليه السلام بربه. وكيف يلـــيق ما قالــوه وبلقـــيس تقول فيه: " أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ " أى يَـكـرُمُ علـيهــا.
وإنما حملهم على ذلك – ربما- تمزيق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وما مزّقـه حتى عَقَلــه وعَــرَف مضمــونه.فكــذلك كــانت
تفعــل بلقــيس لـو لـم تُوفـق لمــا وُفِقَت لــه. فلم يكن يحمــى الكتاب عن الإحراق لحرمـة صاحبه تقديم إسمه عليه السلام على إسم الله
عـزّ وجــلّ ولا تأخيــره ، فأتى سليمان الرحمتين : رحمة الإمتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحيم.
ثانيهما: ذكر أنه من حكمــة بلقيــس وعلــو علمهــا كونهــا لم تذكــر مـن ألقــى إليهــا الكــتاب ، وما عَمِلَت ذلــك إلا
لـتُعـَلـِّم أصحــابها أن لهـا إتصـالاً إلــى أمــورٍ لا يعلــمون طريقــها ، وهذا من التدبير الإلهــى فــى الحكــم ، لأنـه إذا جُـهِلَ طريق
الإخبار الواصــل للملــك خــاف أهــل الدولــة علــى أنفسـهـم فى تصرفاتهــم ، فلا يتصرفــون إلا فــى أمــرٍ إذا وصــل إلــى
سلطانهــم عنهــم يأمـنون غائلــة ذلك التصــرف . فلـو تعـيّن لهـم علـى يـد مـن تصـل الأخــبار إلــى ملكـهـم لصــانعـوه
وأعظــمـوا لـه الـرِشــا حتـى يفعــلـوا مـا يُـريـدون ولا يصــل ذلــك إلــى ملـكـهـم . فكــان قولــها " أُلْقِيَ إِلَيَّ " ولـم تُـسـمِ مـن
ألقــاه سـياســة منـهـا أورثــت الحــذر فـى أهــل مملـكـتـهـا وخـواص مُـدبـرِيـهــا ، وبــهــذا اسـتحـقـت التقــدم علـيهـم
( الولاية) .
ثالثهمــا:مسألة إيمان بلقــيس ومقارنتـه بإيمان فرعــون:
من كمال عِلم سليمان التنبيه الذى ذَكــره فـى الصــرح. فقيل لهــا " ادْخُلِي الصَّرْحَ " – النمل 44- وكان صــرحــاً أملـســاً لا أمــت
فيـه من زجاج. فلـمـمـا رأتــه حسـبتـه لُـجـّة أى مـاء ، " وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا " حـتـى لا يُصـيب المــاء ثـوبـهـا ، فنبهـها بذلـك علـى
أن عِـرشـهـا الذى رأتـه مـن هـذا القـبـيـل . وهـذا غـايـة الإنـصــاف ، فـإنـهـا أعلمــهــا بذلــك إصــابتــهــا فــى قـولـهـا "
كـأنـه هــو " فقـالـت عند ذلــك " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ " أى إسلام سـليمـان " لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ، فمـا إنقادت
لسليمـان وإنمــا إنقــادت للـه رب العـالـمـين ، وسليمان من العـالـمـين ، فمـا تقـيدت فـى انقـيادهـا كـمـا لا تتقـيد الرســل فـى
اعتقــادهــا فـى اللـه ، بخـلاف فـرعــون فــإنــه قــال " رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ " وإن كــان يلــحـق بهــذا الإنقــياد البـلـقـيـسـى من
وجــه ، ولكـن لا يقــوى قُــوتـه فكـانـت أفـقـه مـن فـرعــون فـى الإنقــياد للــه وكـان فـرعــون تحـت حُكــم الوقــت حيق
قــال: " آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " ، فخـصـّص ، وإنمــا خصـّص لمـا رأى الســحـرة قـالــوا
فـى إيـمـانهـم باللــه " رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ " – الأعراف 122- ، فكــان إســلام بلـقـيس إسـلام سـليمـان إذ قـالـت " مَعَ سُلَيْمَانَ "
فتَبعتــه ، فمـا يَمـُر بشئ من العقــائد إلا مـَرّت بــه معـتقـدة ذلــك . كمـا نحــن علـى الصــراط المسـتقـيم الــذى الــرب علـيه
لكــون نواصــينا فـى يــده ، ويستحــيل مفارقتنا إيّــاه ، فنحـن معـه بالتضـمين ، وهــو معـنـا بالتصــريح ، فإنــه قــال " وَهُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " – الحديد 4- فنحـن معــه بكـونـه آخــذاً بنـواصــينـا.وكــذا عـلمت بلقـيـس مــن ســليمــان فقـتالت " للــه
رب العــالمـين " وما خصـصـت عالمـاً من عــالم.
سنرابط معكم هنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: أبوبكر أبوالقاسم)
|
خلصت نزهة براضة فى نهاية بحثها للقول: تحتل قضية التعدد موقعا مركزيا فى الفكر الأكبرى، حيث يعكس الإنسان حقيقة واحدة وثابته، لأنه لايستحق صفة الانسانية إلا لتعدده في ذاته وحمله للحقائق كلها، ومن جملتها الأنوثة والذكورة في بعديهما الرمزى، مما يقتضى تخلص الإنسان من تأثر الانوثة والذكورة الطبيعيتين ويتفرد ابن عربى بطرحه هذه القضية، والتى تبين أن الانسان مادام تحت تأثير الحيوانى فيه فانه يظل بعيدا عن الانتماء إلى الانسانية التى تعنى أن الوجود، بمافيه حضور الجسد، يمر عبر المعرفة أو الوعى مايؤكد عدم بلوغ الإنسان صفات الإنسانية وهو اقصاؤه للآخر وعدم قبوله الإختلاف ليدخل دوامة صراع يجد حله فى اقصاء. وقد دحض الشيخ الاكبر هذا التوجه عندما رأى فى العالم تجليا لأسماء الحق وكلماته وصوره، حينما يتجلى الله فى صور، ويكون هو عين اختلافها وتقابلها، فان كل صورة ترى الحق فى المقابلة لها، والتى تعكس ذاتها . فتحن الصورة إلى أختها وهى تتعشق نفسها، فيصير الاختلاف سبيلا للانجذاب والحب والوئام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: عماد لك التقدير وشكرا على ايراد ابن تيمية وتأمل ياسيدى من يُكفر.. ومن يُفكر |
شكرا يابدر الدين.والذي له حق أن يكفر هو الخالق(لم يكن الذين كفروا),وكذا العالم الرباني.وابن تيمية عالم رباني,كما انه ألف كتابا في العقل والتفكير,ومكانته من الشرع,وأثبت أن الدليل العقلي الصريح لايناقض الشرعي الصحيح.وناقش فكر ابن عربي بالدليل الشرعي والعقلي.
شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: مضى بنا نزهة براضة في صفحة231 وتقول: وبحكم مايتفق عن عشق المرأة من أسرار فانها (المراة) تحوز الشرف كما يرى ابن عربى ( ولو لم يكن من شرف النساء إلاهيئة السجود لهن عند النكاح، والسجود أشرف حالات العبد في الصلاة) يلتقى الحب بالعبادة وبالمعرفة لذلك احب النبى النساء وكان فى حبه لهن امتدادا لحبه لنفسه الحاملة للانفعال، طريقا للمعرفة بالذات، وتقربا من الله .ويحقق الانسان هذا العري للذات في علاقتها بالقدسى لحظة النكاح، فان الرجل اذا احب (...) المراة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون فى المحبة، فلم يكن فى صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم النشوة أجزاءه كلها.... |
....
القدسيه الحقيقيه هي في الزواج بكليته وليس عند لحظة النكاح وهذه القدسيه اختار طريقتها الله قبل تأسيس العالم ... هنالك علاقه قويه جدا بين الخلاص بيسوع وبالزواج ... من افسس اف-5-25: أيُّها الرِّجالُ، أحِبُّوا نِساءَكُم مِثلَما أحَبَّ المَسيحُ الكنيسَةَ وضَحَّى بِنَفسِهِ مِنْ أجلِها،... وطبعا قد اختار الرب هذا الحب قبل تأسيس العالم...
اف-1-4: فاختارَنا فيهِ قَبلَ إنشاءِ العالَمِ لِنكونَ عِندَهُ قِدِّيسينَ بِلا لَومٍ في المَحبَّةِ، اف-1-5: وقَضى بِسابِقِ تَدبيرِهِ أنْ يَتَبنّانا بِيَسوعَ المَسيحِ على ما ارتَضى وشاءَ، اف-1-6: لِحَمدِ نِعمَتِهِ المَجيدَةِ الّتي أنعَمَ بِها علَينا في ابنِه الحَبيبِ. اف-1-7: فكانَ لنا فيهِ الفِداءُ بِدَمِهِ، أي غُفرانُ الخَطايا، على مِقدارِ غِنى نِعمَتِه
يعني الله يطالب بحب عظيم في داخل الزاج لان الزواج مقدس ويعكس لنا كيف أن الله الآب احب العالم واعطي الابن الذي احب الكنيسه حتي الموت..ياااااه وكل هذا قبل الخلق نفسه .. ولهذا اف-5-25: أيُّها الرِّجالُ، أحِبُّوا نِساءَكُم مِثلَما أحَبَّ المَسيحُ الكنيسَةَ وضَحَّى بِنَفسِهِ مِنْ أجلِها،... ..طبعا الخيانه الزوجيه في المسيحيه تعتبر زني ولرسم هذه الصوره يجب علينا العوده الي العهد القديم.. ولكن بكل سهوله يمكن الشرح من نصي اعلاه من رسالة افسس اذا كان...أحَبَّ المَسيحُ الكنيسَةَ وضَحَّى بِنَفسِهِ مِنْ أجلِها،... وقد تم هذا الامر فاذن علي الزوج حب زوجته بنفس القدر.... عكس الحب هو الكراهيه.....والكراهيه لاتعكس مقصد الرب من علاقة الزواج وهو عكس لمجده وقوة خلاصه... هذه الكراهيه قامت بها اسرائيل عندما تركت الاتحاد مع الرب وزنت مع آلهة آخري...كلمة زني في الكتاب المقدس لها المعني الروحي وتعني عبادة الاصنام هو-9-1 لا تَفرَحوا يا بَني إِسرائيلَ ولا تَبتَهِجوا كالشُّعوبِ. زَنَيتُم وراءَ آلهةٍ أُخرَ، فخُنتُم إلهَكُم وأحبَبْتُم أُجرَةَ الزِّنى على جميعِ ما وهَبتُكُم مِنْ بَيادِرِ حِنطةٍ. ايضا راجع سفر هوشع كاملا..كله[/B ... علاقه اسرائيل و الرّبُّ هي علاقة زواج مقدس تعكس لنا اهمية الزواج كعلاقه ولهذا الطلاق في المسيحيه مسموح له فقط عند علة الزنا وكما رائيت لكلمة الزنا تفسير عميق ولانقصد به المعني الجسدي... فالزوج الذي يضرب زوجته فهو يمارس في زني لان المسيح لم يضر الكنيسه وانما احبها حتي الموت..يااااه جميل جدا يسوع ومع السلامه ... وانا متذكر بوستك عن ورقه بن نوفل ودوما مساهماتك مهمة وواصل .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
يحدثناالطيب صالح في مقالاته الستة عن ابن عربى بعوان مع الاكبريين في اكسفورد التى سبق وان نشرها بمجلة المجلة وضمنها فى كتابه خواطر الترحال الجزء التاسع يقول في المقال الثانى عن لقاء ابن عربى مع ابوالوليد ابن رشد: تم اللقاء بطلب من ابن رشد بما سمع عن ابن عربى، وكان صديق لوالده . وكان ذلك فى نحو عام 1180، وكان الشيخ محى الدين حينئذ لم يتجاوز خمسة عشر . دخل الصبى على الشيخ الجليل، قاضى قرطبة ومستشار السلطان أبى يعقوب يوسف وطبيبه الرجل الذى وصف بأن ارض الأندلس لم تعرف أحدا مثله في ذكائه وعلمه وحسن خلقه وانه كان فى الفلسفة والطب، مثله في الفقه وعلوم اللغة والأدب، بحرا عميقاواسعا. وقف الشيخ للصبى وهش له وعانقه.ثم تفرس فيه ملّياوقال (نعم) فقال بن عربى (نعم) ويروى ابن عربى نفسه قصة ذلك اللقاء، فيقول إن وجه ابن رشد تهلل فرحا لأن الصبى قد فهم قصده . حينئذ قال ابن عربى (لا) فاربد وجه ابن رشد، واستوضح من ابن عربى، فقال: بين (لا) و(نعم) تتطاير أرواح عن اجسادها، وتنفصل رؤوس عن رقابها) حينئذ ـ كما روى ابن عربى ـ أخذ ابن رشد يرتجف ويردد( لاحول ولا قوة إلا بالله) فى عام 1198(575هـ) شهد ابن عربى وفاة ابن رشد في مراكش، وكان معه صديقاه أبوالحسين محمد بن جبير، وأبو الحكم عمرو بن السراج . نظر ثلاثتهم إلى جثمان ابن رشد يوضع على بغل (اوحصان) ليحمله إلى قرطبة ليدفن . وضع الجثمان على جانب، ووضعت كتب ابن رشد على الجانب الآخر لتعدل الجثمان. تعجبو كلهم من المشهد، وظلوا صامتين حتى قال ابن عربى : (جثمان الأستاذ على البغل في جانب وكتبه في الجانب الآخر! يا ليت شعرى هل وجد ما كان يبحث عنه؟) كان ابن رشد يعتمد فى بحثه، على العقل والمنطق والبرهان. وكان ابن عربى يعتمد على (الذوق) ولإشراق والتجلى، خارج نطاق العقل والحواس . فهل عنى أنه وابن رشد مثل الحمْليْن المتعادلين على ظهر البغل؟ أم أنه قصد أن كتب ابن رشد وعقله وفلسفته، لم توصله إلى شىء؟ .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
ابن تيمية -شيخ الإسلام-يحلل عقليا ومنطقيا,ويرد الشبه التي تسوي المخلوق بالخالق-سبحان الله عما يصفون-
Quote: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
وقوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فمعناه وما أوصلت إذ حذفت ولكن الله أوصل المرمى فان النبى كان قد رمى المشركين بقبضة من تراب وقال شاهت الوجوه فأوصلها الله إلى وجوه المشركين وعيونهم وكانت قدرة النبى صلى الله عليه وسلم عاجزة عن إيصالها إليهم والرمى له مبدأ وهو الحذف ومنتهى وهو الوصول فأثبت الله لنبيه المبدأ بقوله إذ رميت ونفى عنه المنتهى وأثبته لنفسه بقوله ولكن الله رمى والا فلا يجوز أن يكون المثبت عين المنفى فان هذا تناقض والله تعالى مع أنه هو خالق أفعال العباد فانه لا يصف نفسه بصفة من قامت به تلك الأفعال فلا يسمى نفسه مصليا ولا صائما ولا آكلا ولا شاربا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: Muhib)
|
في بحثه الجمالى ومقاربته بين الصوفية والسوريالية يقول أدونيس في كتابه (الصوفية والسوريالية: والإتجاه إلى الصوفية أملاه عجز العقل (والشريعة الدينية) عن الجواب عن كثير من الأسئلة العميقة عند الإنسان ـ وأملاه كذلك عجز العلم . فالإنسان يشعر أن ثمة مشكلات تؤرقه، حتى عندما تُحل جميع المشكلات العقلية، والشرعية ـ الدينية، والعلمية، أوعندما تُحل جميع المشكلات العقلية بواسطة العقل والشرع والعلم. هذا الذى لم يُحل (لايُحلّ) هذا الذى لم يُعرف (لايعرف)، هذا الذى لم يُقل (لايُقال) هو مايولّد الاتجاه نحو الصوفية وهو نفسه مما سوغ نشأة السوريالية. فدعوى السوريالية الأولى هي انها حركة لقول ما لم يُقل، أو ما لا يُقال . ومدار الصوفية، كما افهمها، هو اللامقول، اللامرئى، اللامعروف. والهدف الأخير الذى يسعى اليه الصوفى هو أن يتماهى مع هذا الغيب، أى مع المطلق . ويهدف السوريالى إلى أن يحقق الأمر نفسه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: وبحكم مايتفق عن عشق المرأة من أسرار فانها (المراة) تحوز الشرف كما يرى ابن عربى ( ولو لم يكن من شرف النساء إلاهيئة السجود لهن عند النكاح، والسجود أشرف حالات العبد في الصلاة) يلتقى الحب بالعبادة وبالمعرفة لذلك احب النبى النساء وكان فى حبه لهن امتدادا لحبه لنفسه الحاملة للانفعال، طريقا للمعرفة بالذات، وتقربا من الله .ويحقق الانسان هذا العري للذات في علاقتها بالقدسى لحظة النكاح، فان الرجل اذا احب (...) المراة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون فى المحبة، فلم يكن فى صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم النشوة أجزاءه كلها.... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: قبل ابن عربي وُظِّف خَلْق المرأة من الرجل، في مجال العلاقة بينهما، بتوجهات دونية وتهميشيّة واستعلائية.. ولكن مع ابن عربي عادت رسالة
القرآن للظهور، ويمكننا متابعة رؤيته والقول بأن الرجل سيظل يشكو نقصاناً، مالم ترجع المفارقة إلى مكانها من بدن ذاته(17)، وستظل
المرأة تشكو غربة إن خرجت أو أخرجت وراء حدود أرض رجلها.
ولننظر في حياة ابن عربي، لنرى هل تعامل مع المرأة على أنها جزءه الوجودي، هذه الواحدة التي بها، وبها فقط، يشعر بامتلاء كينوني، أم
أن كلامه في الحنين والجزء مجرد تنظير في الخلق، على حين أن حياته مفتّتة الكيانات يتشاطر لحظاتها مع كثيرات؟
نعرف أنه تزوج أكثر من واحدة وأنجب، ونعلم أنه أحبّ حباً عميقاً وهو في الثامنة والثلاثين، نظام بنت الشيخ مكين الدين الأصفهاني، ومن
أجلها نظم الشعر ونطق باللغز والرمز.. فأين موقع نظام من نسائه، وكيف يظل منسجماً مع قوله بالجزء المكمّل بوجود هذا التعدد؟. هل عاش
مثلاً امتلاءه الكينوني مع كل واحدة على شكل لحظات متوالية، يتغير فيها شخص المكمّل الوجودي فقط؟ أم أن المرأة ـ الآخر الوجودي هي عنده
مجرد فكرة لتفسير الخلق، وترجمة القلق وحلم يحركان معاً الإنسان في مسار بحث وتفتيش دائمين؟
وعلى ضوء النظر في تجارب أشخاص الإنسان، المتنوعة والمتشابهة معاً؟ نقارب ابن عربي، الذي كثيراً ما نفهمه على ضوء مسار وجودنا، وكثيراً
أيضاً ما نفهم أنفسنا على ضوءِ مسارِ وجوده، لنقول إن حياة كل إنسان تنفتح على إمكانيتين في العلاقة بالآخر: الواحد والكثير.. وقد تتحقق
هاتان الإمكانيتان، وأحياناً كثيرة تتحقق واحدة منهما دون الأخرى. قد يحدث مثلاً أن تحتل كينونة إنسان، في مطلع حياة آخر، موقع الواحد
المكمّل الوجودي، عندئذ تتعطل الإمكانية الثانية في كينونته، لانتفاء الحاجة إليها، والتي هي إمكانية الكثير.. وأيضاً قد يعيش إنسان
حياته يتذوق كأساً إثر كأس، دون أن يرتوي، يتقلب في أعداد الكثير، من عدد إلى عدد دون أن يلتقي بمكمّله الوجودي. أو قد يلتقي بالواحد
الفرد الذي به فقط يشعر بالامتلاء، وتنتفي عندها فقط حاجته إلى غيره، بل لا غير يمكنه حقيقةً الحلول محله.
أما إذا لم يلتقِ الإنسان فعلاً بآخره الوجودي فتظل إمكانية علاقة الواحد ثابتة في القوة، لا تخرج إلى الفعل بل تتلامح أحياناً في لحظات
تَوَّهم سرعان ما تعبر.
فعلى ضوء علاقة الواحد والكثير في حياة إنسان نظن أن نظام الزوجة المفضّلة لابن عربي، قد احتلت موقع المرأة، أي الواحد ـ الفرد،
والباقيات المذكورات في نصوص ابن عربي، والواضحات النسبة إليه، هنّ نساء، أي الكثير ـ المتوالي أو المتجاور.
ولكن هل في استطاعة الإنسان أن يمنح باختياره وإرادته مقام الواحد ـ الفرد في وجدانه، لمطلق إنسان يرى أنه يناسبه مقاماً أو أوضاعاً.
أم أن الموضوع قدر لا إرادي ويشبه إلى حد بعيد علاقة المفتاح بالقفل؟. أقول: من منطلق أخلاقي اجتماعي أميل إلى القول الأول الكافل
لاستمرار مؤسسة الأسرة، ومن منطلق معرفي بحت يرصد تجارب الناس المنفلتة من الروابط، لأسباب شتى مشروعة وغير مشروعة، ويرصد تقلباتها في
صيرورة الزمن، أراني أقول بالقول الثاني، فكثيراً ماكنت أرى أشخاصاً تقارب عدة، وتظن في كل مرة السراب ماءً، ولكن لا فائدة، لا ينفتح
عالم التوحد إلا بإنسان مخصوص، تنطبق صفاته مع صفاته انطباق الكف مع الكف، وانطباق أسنان المفتاح مع القفل.. وإلا سيظل الواحد منا
خارج جنته ودائم الحنين إليها والبحث عنها.. والتفاتةٌ إلى الوصف الذي يعطيه ابن عربي لنظام في مقدمة "ترجمان الأشواق" تؤكد مصداقية
ما أسلفنا، فهي وحدها امرأته، ولم تكن يوماً مجرد عدد في جملة نسائه.
وانسجاماً مع رمز المفتاح نقول أنه ـ استناداً إلى وصف ابن عربي لنظام ـ في استطاعتها، بحكم شمولية كينونتها المطابقة لشمولية كينونة
ابن عربي، أن ترافقه في عوالمه كلها، عالم الروح والعقل والنفس والبدن؛ بالإضافة إلى كونها تمثل صورة الكمال المشتهى لديه في امرأة
كل عالم.. |
شكرًا أخي أبوبكر أبو القاسم على هذا وعلى كثير مما أوردت هنا وهناك إشارة هامة وردت في كون أن العلم يؤخذ من أفواه الرجال وتلك الدلالة القوية التي أشار لها الحديث الشريف ( العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) والتي ثبت بإجماع علماء النفس والبرمجة اللغوية والطاقة البشرية على أن : سلوك متلقي العلم من العلماء غير سلوك متلقيه من بطون الكتب والمصادر الأخرى فالأول أقوم لكونه يستجمع ويستخدم الحواس التي هي بمثابة قنوات للسلوك ...
شكرًا بدر الدين الأمير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: لقد صار قلبي قابلا كل صورة .. فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لاوثان وكعبة طائف .. والواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب انى توجهت .. ركائبه فالحب دينى وايمانى |
نعم يا زميلي بدر الدين,مانقله الزميل حيدر المشرف هو دين ابن عربي الذي
وُصف هنا بسيد العارفين!فيا لمعرفته التي جعلت قلبه-وأتباعه-كالإسفنجة
تقبل كل باطل حرّمه الله,ومنع منه أولياءه.يقول :الحب ديني وإيماني!
فأحب هذا ما قدّره الله,وأعرض عما شرعه الله,ولوتأمل يابدرالدين في هذه
الحقيقة العظيمةفي الآية التي سآتي بها لوقف عند ما لايرضاه الله,
ولفعل ما أحبه الله ,وهي قوله-تعالى-:
(((إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفرَ,وإن تشكروا يرضه لكم)))الزمر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: الاعزاء سمية وابوبكر ليه المرأة المغربية هي الاكثر اهتمام.. وإنتاج فكرى وبحثى في مسألة المرأة فى التراث الاسلامى : فاطمة المرنيسى واعمالها العديدة ومن أهمها كتاب (النبى والنساء) وهناك فريدة بنانى وهاهى نزهة براضة... |
الأخ/ بدر الدين الأمير سلامات
أنا أعتقد - وأرجو أن أكون صائباً- أن إحتكار الأحزاب العقائدية - يميناً ويساراً - لبواكير ، ثم أغلبية مثقفينا من النساء قد أدى
لإنغلاقها بسبب طبيعة تلك التنظيمات وأولوياتها وأهدافها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: نعم يا زميلي بدر الدين,مانقله الزميل حيدر المشرف هو دين ابن عربي الذي
وُصف هنا بسيد العارفين!فيا لمعرفته التي جعلت قلبه-وأتباعه-كالإسفنجة
تقبل كل باطل حرّمه الله,ومنع منه أولياءه.يقول :الحب ديني وإيماني!
فأحب هذا ما قدّره الله,وأعرض عما شرعه الله,ولوتأمل يابدرالدين في هذه
الحقيقة العظيمةفي الآية التي سآتي بها لوقف عند ما لايرضاه الله,
ولفعل ما أحبه الله ,وهي قوله-تعالى-:
(((إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفرَ,وإن تشكروا يرضه لكم)))الزمر |
العزيز عماد موسى كامل التقدير لحضورك واختلافك وتامل ماقاله اديبنا الراحل الطيب صالح عن تلك الابيات لابن عربى كنت قد واردته فى بوست لاخت العزيزة سمية الحسن طلحة
Quote: بت الحسن شكرا لحسن ضيافتك والتمنى ان نكون على قدر اهل العزم تلك المقالات الستة التى كتبها من هو خالد فينا باحسن قصصه.. وهى من ضمن سلسلة كتبه خواطر الترحال الجزء التاسع وقد سبق ان نشرها بمجلة المجلة بعنوان مع الأكبريين في أكسفورد وهم مريدى وباحثى ومتاملى ابن عربى من اهل الفرنجة وفي الحلقة السادسة من تلك المقالات اورد لك هذا الجزء من كلام الطيب صالح. قول ابن عربى: ادين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه فالحب دينى وإيمانى هذه الابيات لاتبعد في ظنى عن قول ابن المعتز وكانها مأخوذة منه: قلبى ميّال لذا وذا ليس يرى شيئا فيأباه ويهيم بالحسن كما ينبغى ويرحم القبح فيهواه وعند ابن عربى (دين الحب ) هو الاسلام، وليس الحب بمعناه الجسدى المادى وفي مذهبه أن الاسم القدسىّ الذى يغلب على أسماء الله سبحانه جميعها، هو (الرحمن) لذلك قال قولته الشهيرة (الكون ماله إلى الرحمة) وهو في هذا يستند إلى الآيات الكريمة العديدة عن (الرحمة) مثل قوله جل جلاله (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة)هذه السماحة، هى ايضا من بعض اسباب جاذبية (الشيخ) لأمثال هؤلاء العلماء (الباحثين) المجتمعين فى اكسفورد. لقد هون عليهم الأمر ووسع عليهم الدين، إذ يُضيقه بعض الفقهاء، ولم يترك باباإلافتحه لهم للدخول فى حمى الملة الحنيفية. الإسلام عنده يتسع للبسطامى والجنيد، كما اتسع للإمام مالك واللإمام ابن حنبل .
|
مراقي هَبَّات الصَبَا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: قريت وذهنى مفتوح على آخره
فكرة الانوثة والرجولة وفحواهم فى مجتمعاتنا
كالعادة يابدر تمتع ارواحنا بمساهماتك هنا
شكرا ياصاحب..
|
الصديقة العزيزة ام واصل شكرا لوصلك يامن تصلين .. عذرا لانقطاعى وتقصيرى .. سرنى مرورك من هنا وفى رجاء ان تدلى بدلوك
كيف اخبرك .. ياليت شعرى .. برحيل النور .. فقدت النور..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: تقول المؤلفة: يظهر الفرق بين الحاجة والرغبة عندما يفسر سلطان العارفين : أن سمة الإنسان بانسياقه خلف الحب الطبيعى يلبى شهوة الغريزة ومعها يفقد سمة إنسانيته لآن هذا الإنسان يمنع عن نفسه العلم بالشهوة الحقيقية (الرغبة) ويغتال الروح فيه لعجزه عن مشاهدة الروح في غيره ويكون هذا الكائن (...) صورة بلا روح ولكنها غير مشهودة لمن جاء لأمرأته أو لأنثى حيث كانت ـ لمجرد الالتذاذ، ولكن لايدرى لمن جاء. فجهل من نفسه مايجهل الغير منه ما لم يسمه هو بلسانه حتى يعلم لان الوصل الذى تحركة الحاجة يقف حاجبا أمام معرفة الانسان بذاته وبالاخر(محل الالتذاذ)ومن ثم ، يغيب عن هذا الإنسان معنى و(روح المسألة . فلو علمهالعلم بمن التذومن التذ وكان كاملا ) يقوم حد فاصل بين الحاجة الحيوانية والرغبة الإنسانية ، ويتمثل فى الوعى بأن المعرفة (ولامعرفة بلاحب) بالذات والآخر تنقل الإنسان من الحيوانية إلى الانسانية. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: emad altaib)
|
ــــ يقول سيدي محي الدين إذا شا هد الرجل الحق في المرآة فهو شهوداً في منفعل , وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرآه عنه فهو شاهده في فاعل وإذا شاهده في نفسه من غير إحتضار صورةٍ ما تكوّن عنه كان شهودة منفعل عن الحق بلا وساطه فشهوده للحق أكمل وأتم لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل ومنفعل ومن نفسه فهو خاصة .
فحبب إلي النبي النساء لكمال شهود الحق فيهن إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد ابداً ولم تكن الشهادة في مادة فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله وأعظم الوصلة النكاح .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: emad altaib)
|
Quote: يقول سيدي محي الدين إذا شا هد الرجل الحق في المرآة فهو شهوداً في منفعل , وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرآه عنه فهو شاهده في فاعل وإذا شاهده في نفسه من غير إحتضار صورةٍ ما تكوّن عنه كان شهودة منفعل عن الحق بلا وساطه فشهوده للحق أكمل وأتم لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل ومنفعل ومن نفسه فهو خاصة .
فحبب إلي النبي النساء لكمال شهود الحق فيهن إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد ابداً ولم تكن الشهادة في مادة فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله وأعظم الوصلة النكاح .
|
عماد ياطيب متعك الله بالصحة والعافية والمعرفة اقدر لك هذا الثراء وارجو ان تواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: لنفس الرحمن في خطاب الأكبرى، عددمن المرادفات منهاالحق المخلوق به والخيال الطلق وعين البرزخ والعماء .ويستقى الشيخ الحاتمى مصطلح العماء من حديث شريف جوابا عن سؤال (اين كان ربناقبل أن يخلق خلقه؟ كان في عماء ما تحته هواء ومافوقه هواء) تطبع العماء صفة المعقولية والتجريد، ويشكل ظرفا للحق وبرزخا بين الذات الإلهية والعالم. لذا يجمع العماء بين المتناقضات، و(...) يكون في القديم قديما وفي المحدث محدثا وهو مثل قولك (...) في الوجود إذا نسبته إلى الحق قلت قديما وإذا نسبته إلى الخلق قلت محدثا) نسبة إلى موقعه البرزخى بين الله والعالم يحيل العماء على القطبية الميتافيزيقية،فمن حيث كونه أينية الحق وظرف تثبت فيه أعيان الممكنات وعين الرحمة وجوهر العالم يدل على وجه الانفعال ولأنوثة الكليتين ومن حيث هو نفس وحركة يشير إلى وجه الفاعلية والذكورة في شموليتها، فيمثل ( (...) العماء أصل الأشياء والصورة كلها، وهو أول فرع ظهر من أصل (...) وتسرى قطبية العماء الرمزية في المظاهر القابلة لتجلى الاسماء الإلهية، ومعها تتخلل معانى الأسماء كل موجودات الكون. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: الاعزاء سمية وابوبكر ليه المرأة المغربية هي الاكثر اهتمام.. وإنتاج فكرى وبحثى في مسألة المرأة فى التراث الاسلامى : فاطمة المرنيسى واعمالها العديدة ومن أهمها كتاب (النبى والنساء) وهناك فريدة بنانى وهاهى نزهة براضة... |
بدر الدين سألت نفسي ذات السؤال حينما لم أجد بين يدي مواردًا حينها سوى القليل مثل " سيدات بيت النبوة " للدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطي)، وغيره فقلت : لعل التنعم الجسدي للمرأة الشرقية قد انسحب أيضًا على الفكر وكاد الركون المحيط بنا يفي بحاجة العقلية السائدة ويحصرها في ذلك المحيط وبالكاد يسد رمق من رمى أفكاره خارجه ، حيث لايوجد مُحفِّز علمي أو ثقافي مختزن من تجارب يؤدي لتنبيه تلك الأوعية للعمل على سد الثغرة أما النساء في بلاد المغرب ، بحكم المجاورة لبلاد الفرنجة قد لمسن تجارب عند من فقدوا الشيء وجاءوا ليعطونا فثارت الحفيظة طارحة نتاجًا ضخم يدعمه الكثير المهم غبر ماذهب له تحليلي حينها ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: سمية الحسن طلحة)
|
Quote: وكاد الركون المحيط بنا يفي بحاجة العقلية السائدة ويحصرها في ذلك المحيط وبالكاد يسد رمق من رمى أفكاره خارجه ، حيث لايوجد مُحفِّز علمي أو ثقافي مختزن من تجارب يؤدي لتنبيه تلك الأوعية للعمل على سد الثغرة أما النساء في بلاد المغرب ، بحكم المجاورة لبلاد الفرنجة قد لمسن تجارب عند من فقدوا الشيء وجاءوا ليعطونا
|
سمية لك التقدير لو قاربنا رأيك هذا عن حظ النساء في المغرب مع حالة المراة وبالتحديد (السعودية) التى اراها رغم المجتمع الدينى الذكورى القبلى القامع هى الاكثر انفتاح على المعارف والاكثر انتاج فكرى وابداعى بل ومتحدية.. كيف حدث هذا؟ انا شخصيا معجب جدا بالمبدعات السعوديات وأرى في ابداعهن الكثير من الخصوصية والعمق ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
بدر الدين لك التحية والتقدير لا أختلف معك في هذا المنحى لو عممنا الإبداع .... ولكنني عنيت بعض الإبداع الذي يخص المرأة من وجهة نظري عند المغرب أكثر عمق وخصوصية وعنيت بالركون إستسلام المرأة وتسليمها كليًا وعدم إلمامها بما لها وما عليها بالطبع القمع يقود للتحدي والشيء إذا فاق الحد ينقلب للضد وهذا في صلب ماعنيته بالتجارب التي تقود للتنبيه والتحفيز وطبعًا لاأعني أن أهل المغرب لمسن قمع أهل الفرنجة بل لمسن تكرّيس جهودهم في تسليط الضوء على مساوئنا وكأنهم بلا سوءآت ... ولك الشكر على ماتتحفنا به "مثنى وثلاث ورباع" ... وليتك تعرج بنا على شرح هذه الآية في مفهوم تعدد الزوجات وقد سمعت تفسرًا عجبا يقول : "" لو أراد الله عز وجل لقال : مثنى أو ثلاث أورباع ولكنه أراد بقوله ذلك ،العدد 9 ""
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: سمية الحسن طلحة)
|
Quote: وعنيت بالركون إستسلام المرأة وتسليمها كليًا |
تاملى هذا الاستسلام مقابل نساء في فجر الاسلام كان لهن مواقف فكرية وبطولية رغم ذكورية المجتع والدين منهن على سبيل المثال السيدة عائشة قادة حرب ضد سيدنا على بل واقسمت ان لاتدخل المدينة طال ما به سيدنا على السيدة فاطمة بنت الرسول لم تبايع سيدنا ابوبكر حتى رحيلها السيدة زينب بنت جحش وفي حياة الرسول وقفت امام سيدنا عمر ومنعته ان يتدخل بين الرسل وزوجاته وكان سيدنا عمر يهابها السيدة سكينة كانت تخطب في المساجد وكان لها صالون ادبى في بغدا
تنهدات: الكلام للمفكر المصرى الراحل جمال حمدان الحرية لاتستجدى ولكن تنتزع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأُنوثـــة فـي فـكـر ابن عربى .. (نزهة براضة) (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: تاملى هذا الاستسلام مقابل نساء في فجر الاسلام كان لهن مواقف فكرية وبطولية رغم ذكورية المجتع |
هناك من نام في النور وتيقظ غيره في الظلام مهتديًا بنجم البيروني ومشاعل رفاقه حينما كانت الأندلس مهوى أفئدة العلماء ... : الناس رجلان رجل نام في النور وآخر إستيقظ في الظلام الكلام للدكتور عربي .
| |
|
|
|
|
|
|
| |