دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو
|
نيكوس كازنتزاكيس كاتب يأخذك إلى نهايات الأشياء لتكتشف أنها البدايات أو العكس . حين أجلس إلى نيكوس كزانتزاكيس أجد نفسى أعيش حقيقة خير جليس فى هذا الزمان كتاب ، ويعتصرنى سؤال كيف يحتمل هذا الجمال وكيف تحمل الكاتب ما لايحتمل لتوقن أن للحروف كمياء بس كيف نكتشف معادلاتها؟ وكثيرا ما اتوقف مع أعماله - المنشق - زوربا - تقرير الى غريكو..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
عزيزي البيروتي، بدر....
صباحك ومساءك، زورباوي،!!..
حين قرأت زوربا اليوناني..
كنت اتلفت في قريتي، عسى أن اجد زوربا، كي اخدمه، وأتتلمذ على يديه، كي ارى الحياة كما هي، تتدفق كشلال من الجدة، والشهوة، واللذة،
أمارس رؤية العمق، والفحش، والبراءة، كان اقرب للكائنات الحية من الروائية، ياله عجوز وفتى، وحكيم ومكار، وفيلسوف وشهواني، غرق في الحياة، ولمن يكن "فأر كتب"، كما قال لنكيوس،... كتاب عظيم،...
رقصته، وعزفه، يرن في الأذن، وتعليقاته، المختصرة، العميقة...
تبدو الرواية اقرب لبحث المفكر عن كنه الوجود، هل ننغمس في الحياة، ونتذوق عسلها، و حنظلها، عن طريق التجربة، وما تثمره التجربة من رد فعل حي، ومباشر، ام نجاري آليات الملاحظة، والتأمل، والتدبر، والتنظير، وأن نشبع دون ان تمتد اليد للصحن الماثل، والملئ بالفواكهة والخمر والموز..
من القصص التي تترك اثر عظيم في ذهن كل قارئ.... ياريت الواحد يقرأها، الآن، طال الزمن بين القراءة الأولى، والآن....
عميق شكري، لتذكيري بأجمل اللحظات، وهي لحظات القراءة لهذا الملحمة الفكرية والنفسية، والوجودية الجميلة، والشيقة..
اخوك عبدالغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
من تقرير إلى غريكو: وأجاهد يدى وأمسك مزلاج الأرض لأفتح الباب وأمضى غير أنى لحظة صغيرة على العتبة النيرة : عيناى وأذناي وأحشائى تجد أنه من الصعب وأنه لمن أقسى الأشياء أن تسلخ نفسها عن حجارة العالم وعشبه يستطيع المرء أن يقول لنفسه إنه مكتف وإنه ينعم بالهدوء والسلام . ويستطيع القول إنه لم يعد يحتاج لشىء ، وإنه قد أدى واجبه وإنه مستعد للرحيل . لكن القلب يقاوم . يتمسك بالعشب والحجارة ويتوسل (أبق قليلا) وأجاهد لتعزية قلبى وجعله ينسجم مع إعلان الموافقة بحرية يجب أن نغادر الأرض ليس كعبيد ممزقين ومجلودين ، بل كملوك ينهضون عن المائدة وهم ليسوا فى حاجة لشىء ، بعد أن أكلوا وشربوا حتى الإمتلاء. ولكن القلب ما زال يخفق داخل الصدر ويقاوم صارخا (أبق قليلا ) أبقى وألقى نظرة على الضوء (هو الآخر يقاوم ويصارع كقلب الإنسان الغيوم قد غطت السماء ورذاذ دافىء يتساقط على شفتى . رائحة الأرض تعبق . ويصدر عن التراب صوت حلو مغو( تعال .. تعال.. تعال)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
من رواية زوربا: (شقى من لا يحس أن هذه الحياة والحياة الاخرى ان هما إلا حياة وادحدة!) كان الليل قد أرخى سدوله ولم أعد أرى جيدا حتى استطيع متابعة القراءة اغلقت الكتاب ونظرت إلى البحر قلت فى نفسى (يجب يجب ان اتخلص من كل هذه الاشباح ... وهتفت :شقى من لا يستطيع الخلاص من البوذات ،و الآلهة ولاوطان والأفكار!) كان البحر قد أصبح أسود فجأة . وراح القمر الفتى يتدحرج نحو مغربه . ومن بعيد كانت كلاب ، فى البساتين تعوى بحزن والوادى كله ينبح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
من المنشق: حل الربيع على كييف - شمس ريح ساخنة والنساء ارتدن فساتينهن البيضاء المطرزة .. وفى هذه الأونة انفجرت أمطار قوية دافئة معطرة .. مطر الصيف يثير فى حنوا عارما . معنى الموت يتغلغل فى روحى بهدوء كبير.. الحب .. والموت الأباطيل الألم الفظيع المتأتى من اللحظة الزائلة - آه قلبى يختلج بقوة أتذكر مرتين هطلت فيهما أمطار صيفية على الأشجار المزهرة مرة فى (مانى) وأخرى فى (آسيز) آه لا أستطيع الموت فى مثل هذه اللحظات ! لم يسبق أن لاح لي توحدى بالارض أكثر بساطة وإغراء. العودة :أن يستيقظ المرء من تحت التراب لثانية واحدة ويلقى نظرة على النور والبحر والمرأة والرجل ثم يعود إلى الإرتماء فى التراب أنا وحيد هذا المساء والسماء تمطر وثمة شجرة قبالتى مزهرة قبل أوانها والموت يشير إلى بهدوء ساحر ولا أدرى لماذا لا أقوم وأتبعه لينتوشكا لايستبقينى سوى أمى وأنت وشخصين أو ثلاثة آخرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
من رواية زوربا كانت الدموع قد ملأت عينيه .وسألنى وهو يأخذ يدي بين يديه ويحدق في وكأن جوابى سيكشف له عما اذا كانت حياته قد أجدت أم لم تجد: - مارأيك فى نظرياتى ؟ اننى اعرف ان فوق الحقيقة يوجد واجب آخر اهم وأكثر انسانية لهذا أجبت: ان هذه النظريات يمكن ان تنقذ كثيرا من النفوس وتألق وجه الأسقف . لقد كان هذا تبريرا لحياته كلها وهمس وهو يشد على يدى بحنان : شكرا يا ابنى. وقفز زوربا من زاويته وصاح: - أنا عندى نظرية رابعة ! ونظر اليه بقلق . والتفت الاسقف نحوه: - تكلم يا بنى لتتبارك فكرتك ! أية نظرية؟ فقال زوربا بجدية: ان اثنين واثنين يساويان أربعة! ونظر اليه الاسقف فاغرا الفم. وتابع زوربا: - ونظرية خامسة أيضا أيها الشيخ الطيب : ان اثنين واثنين لا يساويان اربعة اختر التى توافقك ! فتمتم الاسقف وهو يسألنى بعينيه: - اننى لا افهم. فقال زوربا وهو يتفجر ضاحكا: - ولا انا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
من تقرير إلى غريكو حين أثمرت في داخلي بذرة الأوديسة
بدأت أسطورة زوربا تتبلور في داخلى . كانت فى البداية إثارة موسيقية إيقاعا جديدا وكمأنما الدم قد صار يدور بسرعة أكبر في وتينى . أحسست بالحمى والدوار ، بمزيج من الغبطة والغيظ يصعب فصلهما . وكأن جسما غريبا غير مرغوب فيه قد دخل دورتى الدموية . واستثيرت عضويتى كلها من أجل أن تهجم عليه وتطرده لكن الجسم الغريب كان يقاوم ويستعطف ويمد الجذور . وهو يتمسك بعضو ثم بآخر غير راغب فى الرحيل لقد صار بذرة حبة قاسية من القمح . بدت وكأنها تحس بأن السانبل والأرغفة المسجونة فيها في خطر . ولذا فهي تكافح كفاحا يائسا لكي تحافظ على نفسها- وعليها من الفناء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
بدر يا أمير ،
يقول الأستاذ / محمود الدقم :
Quote: كل حال يظل نيكوس عملاقا في سماء الشعر والكتابة والفلسفة والمقال والرحلة قل ان تجود اليونان بمثله مرة اخرى. |
فنحن قلّما نعرف كازانتزاكيس / الشاعر ، فترجمات شعره - على حد علمي - الى العربية جدّ قليلة ولا ترقى الى رقيّ شعره وغزارته .. بحثت هنا وهناك ، واستعنت بقوقل وغيره فلم أجد سوى هذه الأبيات :
Quote: أنظر الى العالم بوضوحٍ وأقول : كلّ ما أراه ، وأسمعه ، وأتذوقه ، وأشمّه ، ألمسه ، هو من خلقِ ذهني . الشمس تشرق وتغرب في جمجمتي . من معابدي تشرق الشمس وفي الأخرى تغيب . النجوم تشعّ في دماغي . الأفكار ، الرجال ، الحيوانات ترعى في رأسي المؤقت . تملأ الأغاني والبكاء المحارات اللولبيّة لأذني وتعصف في الجوّ للحظة . دماغي يمحو ، وعندها يختفي كلّ شيء معَ السماء والأرض |
ترجمة : أسامة أسبر
وهذا ما سيكتشفه العلم بعد سنين ضوئية ، ربما : أن جمجمة الشاعر ما هي إلا الكون محمولا على كتفين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: عادل عبدالرحمن)
|
عادل عبد الرحمن أهلا بكريم مرورك وتكرمك بالبحث والبحث عن المعرفة هى طريقنا الى العارفين والله ذلك المطلق ممكن نجده عند زوربا قى قمة مجونه وعند الحلاج حين راه فى الجبة وفى سؤال الشك لدى ابو الانبياء ابراهيم وفى هاجر وهى تختن من أجل جعلها ضعيفة ومنكسرة والضف الانسكار هما قمة تجليات الحب فكيف حين يكون المحبوب وهو الله كما عبرت عنه رابعة العدوية وعبورها له عبر تلك المحطات ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
عزيزي / مسعود ،
Quote: إنْ شئتَ ارتكَ المعاني اللطيفةَ التي هي من خبايا العقل ، كأنّها جسمت حتّى رأتها العيون ، وإن شئت لطّفت الأوصاف الجسمانيّة حتّى تعود روحانيّة لا تنالها إلا الظنون |
الجرجاني
Quote: الصورةُ تقفز من المعنى كالأسد من الغابة . إنّه المبدعُ الذي لا يتبع أستاذاً ، وسند الجمع الذي لا يستند على شيىء . لاتقل انّ كلّ هذا خيال وضلال ، فليس في العالم خيالٌ بدون حقيقة . |
جلال الدين الرومي
نعم يا عزيزي ، أن تراثنا الأدبي ، الفلسفي والصوفي - لهو ثرّ ، وعميق أثرى وألهم الكثير من شعوب العالم ، ومن ثمّ صار - مثل الكثير من إنجازات الشعوب الأخرى - ملكا ً للبشريّة جمعاء ، ما عدانا ..! وصرنا اليوم لو أعملنا معاولنا الفكريّة لنبشه ، وإستحضاره من تاريخنا المغطّى بعصور من الظلام ، لنصبوا لنا المشانق بدعوى الكفر والإلحاد /
( فما في الجبة إلا الله ) وما في جبّتهم غير الجهل وغياب العقل .
ولذا ذهب ود الأمير الى اليونان ، أمّا أنا فذاهب الى الصين ، التي أوصانا بها المصطفى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: بدر الدين الأمير)
|
يا بدر مؤخرا شاهدت (زوربا) وزوربا تمثل لى الكثير الرواية والفيلم معا ولعل قبر كازنتزاكس فى(راكليو )تلك الجزيرة التى احبها مكتوب على قبره(اتحدى ان اموت ) وهو بالفعل لم يمت كنت كل ما الم بى حزن اعود الى (المسيح يصلب من جديد او القديس ، او زوربا ، او مذكرات كازنتزاكس ورسائله ، او الحرية اوالموت )ملاحم انسانية تشى بان هذا الكاتب لم يمت قط كانه يسعى بين الناس فتوة ومقدرة على البقاء الابدى ولفترة كنت (جارة) لثيوزوراكس مؤلف موسيقى زوربا التى فاز بموجبها بالاوسكار فى العام سبعة وستين وهو الان ان لم يمت بعد فلقد بات نسيا لدى اليونانيين لا لسبب سوى انه دخل الى السياسة وهو الفنان وليته ظل فنانا ونسى امر السياسة لكان سيعيش حتى بعد موته وفيلم زوربا كل ما شاهدته ارانى احن الى ميلينا ميوركورى الممثلة التى باتت وزيرة للثقافة فى اليونان ولانطونى كوين زوربا الحقيقى وبالمناسبة صدر كتاب مؤخرا يتحدث فيه مؤلفه عن ان زوربا وهو شخصية كما قال المؤلف حقيقية وكانت بينه وبين كزانتزاكس مراسلات لكن اختلف المكان لدى كاتب الكتاب الذى صدر مؤخرا ونيقوس كزانتزاكس حيث ان كزانتزاكس فى تصورنا اعتمد الخيال فى بعض ما كتب كروائى وهذا الاخير اعتمد الواقع لذلك ظل زوربا اثيرا لدينا لانه لم يكتب الواقع كما اراده المؤلف الذى حاول الى دحض فكرة زوربا كمنتج خيالى او واقعى مضافا اليه خيال الكاتب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كـازانتزاكيس .. كاتب يثقف الروح .. زوربا .. المنشق .. تقرير الى غريكو (Re: Marouf Sanad)
|
شكرا أخي سند على هذه السندات العميقة.
من كتاب المنشق: مساء البارحة فرحت فرحا لم أكن أتوقعه . يوجد هنا في تشيتا مئة وخمسون يونانيا ، وعندما علموا بقدومى اجتمعوا في بيت واحد ودعونى إليه . فتحدثت بحماسة واهتمام لمدة ساعات عديدة . رجال بسطاء ، خبازون ، واسكافيون ، ماسحو أحذية وهم يجتمعون كل مساء لكسر العزلة . ولديهم كما قالوا لي أسئلة كثيرة لا يستطيعون الإجابة عنها. ما الشيوعية ؟ لماذا إنهزمت اليونان؟ لماذا خلق الإنسان ما معنى الشرف؟ هل ستنشب حرب أخرى إلي أين نحن ذاهبون ؟
لو كنت المسيح لكان أمثال هؤلاء أتباعى . حب حماس ، ثقة . المثقفون عقيمون لئيمون وملعونون . كنت مرهقا حزينا ومع هؤلاء البسطا ، استعدت ثقتى بالإنسان ! تشيتا! مدينة صغيرة في منشوريا! لم تكن موجودة حتى البارحة . أواه ريزن ريزن ريزن ! كما قال ريلكة!
| |
|
|
|
|
|
|
|