هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بدرالدين محمد الأمير بلول (بدر الدين الأمير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2007, 09:38 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟

    هذا المقال سبق وان نشرته بجريدة (الوطن القطرية) إبان دورة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية
    اعيد نشره هنا بطلب من الأعزاء ويسرنى ان يطالعه رواد هذا المنبر

    هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين بثقافاتهم الأفريقية أو الناطقة بالعربية؟!


    من صحو الكلمات المنسية للشاعر الكبير النور عثمان أبكر

    (ظلماء الليلة دكناء
    وعلى كتفي عباء تهم خرقاء
    ولكن الموعد قد حان).


    لا ادري من اى ذنب عصى ابتلينا بحكم ذلك التراب غير الحسن كانوا
    ومازالوا يمارسون قتلنا وقتل ذاكرتنا الجمالية وبدلوا منامنا سهدا ووصلنا هجرا وهجرة. لله دركم ياسودانيين كيف تتعايش ذاكرتكم البصيرة مع تفاصيل ماحدث ويحدث منهم ومن ثمَّ تعود بكم الذاكرة للوراء لابتسامتين اثنتين لا ثالث لهما مفكر جديد ومبدع متجدد كانوا ومازالوا مصدر الهامنا بل واعمروا عقولنا وقلوبنا بحضورهم الآثر في الغياب او غيابهم في الحضور وكلاهما قد توارى عن انظارنا بعد ايام قليلة من ذكرى استقلالنا الالتفافي وبه مازلنا حتي اليوم نمارس الالتفاف حول قضايانا المصيرية او الحياتية وكلاهما قد تنبأ بأن حالنا لن ينصلح قبل ان نحكم بالغارمين الجدد كما يسميهم الكائن الشعري محمد الحسن حميد أما الأول فهو محمود محمد طه فكر جديد ومتجدد قال : إن حال السودان لن ينصلح قبل ان يحكم بجماعة الهوس الديني ويسومون الناس سوء العذاب ثم يختلفون فيما بينهم ويقتلعون كما تقتلع الاشجار من جذورها أما الاخر فهو مصطفى سيد احمد الذي سادنا إبداعاً مازال حضور صوته المثقف طبقات لحنية يشكل اخضرار الأمل لغد تشرق فيه الشمس ومن العسير حصر روائعه الغنائية التي خرجت للمستمعين والتي لم تخرج بعد وهل ننسى رائعة حميد (طالما في بحرك في مي) التي تقول في جزء منها

    صعب المراس
    نوبة وزنوج وبجة وحلب
    رطانة عربان مو أشو
    ومولدين تلقانا او
    نلقاك ضو
    ظلمة ليالينا العجاف
    رشة نهاراتنا النشاف
    آمنا بيك وموحدين
    في ايدنا فاس وقلم رصاص
    شتله وكمنجة ومصطرين
    وطبنجة في خط التماس
    حراسة من كيد البكيد
    ضد الرصاص والانتكاس
    نبنيك جديد واشد باس

    تزعجني كثيرا هذه الآيام جعجعات دقينات الضلال أو الأرزقية وناس مياها بكلامهم عن الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005. وعجبي ان هناك من لم يزل تنطلي عليه أكاذيبهم وضلالهم القديم فهم بعد ان افرغوا الدين من محتواه الإنساني والاخلاقي نضب معينهم وأتى الدور على الثقافة العربية, وهل الثقافة العربية محتاجة لعاصمة أم الخرطوم تنقصها الثقافة العربية ومن قال لهم أن هناك عربي واحد قانع من نفسه أن السودانيين عرب يكفي مسمانا الذي لم نختاره لأنفسنا (سودانيين) وتكفي سحناتنا.
    على مدى اكثر من عشرين عام قضيتها في هذه المدينة الوادعة الدوحة والتقيت خلالها برهط عظيم من المثقفين والمفكرين العرب والخليجيين على وجه التحديد, صِلاتي, تواصلي اختلافي معهم لم ينقطع. بدءً من الباحثة والمثقفة الكويتية الضليعة والنادرة آمنة راشد الحمدان رئيس قسم البحوث والدراسات بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي مروراً بموسى زينل الرجل الذي لايترك اى فعل ثقافي أو فني وسياسي سوداني واحياناً اجتماعي الا وجدته اول الحاضرين واخر المغادرين ولعل في ادارته مؤخراً لندوة الاديب الكبير الطيب صالح مايعفيني من الاجتهاد في ايصال من هو موسى زينل وانما أمازحه بقولي انك ياموسى تزاحمنا في سودانيتنا بحبك لنا وعبدالرحمن المناعي المسرحي والشاعر والمغني مدير عام مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج، والاديبة التي ضلت طريقها الى علم النفس المعالجة النفسانية الكاتبة الدكتورة موزة المالكي وفرج دهام التشكيلي البارع صاحب القضية والازمة معاً مدير إدارة الثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث.
    والصديق الحميم الدكتور أحمد الربعي كل ما التقيه في الدوحة أجده قد إزداد عذوبة فكر وسلوك وهما بالسودان أذكر في احد جلساتنا بفندق شيراتون الدوحة وكنت وقتها بصحبة الحاد الرقيق الاخ محمد سليمان عبد الرحيم ولعل هذا التناقض بين الطبيعتين مله قلب محمد نفسه ووجه له انذار اخير بأن يختار احد الطبعين او سوف يتوقف عن العمل. وكان يحضر تلك الجلسة المسيس المشاكس محمد صالح الكواري وكان احمد الربعي ممسكاً ورقة وقلم فقط ليسجل مفردات الشارع السوداني الجديد حول جماعة الهوس الديني الذي ابتلوا به والربعي من اكثر الكتاب الخليجيين تناولاً للقضايا السودانية هؤلاء جميعاً وغيرهم تجدهم دوماً يتحدثون بغزل مصحوب بالطرب عن الوعي الثقافي والإلمام الواسع بكافة القضايا عند الإنسان السوداني الذي يعرفونه ناطقاً بالعربية ويتحدثون حتى عن جمال خطه للحرف العربي اما ان السودانيين عرب فتلك عصية البلع عليهم مهما ابدع الطيب صالح في شرح المتنبي وتفسير المكنون في شعر رهين المحبسين ابو العلا المعري ومهما تضخمت مؤلفات الراحل الموسوعي الدكتور عبدالله الطيب عن تاريخ دخول العرب إلى السودان ومداخله لفهم اشعار العرب فأنتم سودانيون وبس. فمتى نمتثل لسودانيتنا تلك لماذا هذه الإزدواجيه التي اورثتنا الالتفاف, فنحن مثلاً عندما نلتقي بشخص يحمل جيناتنا السوداء في مجتمع ابيض نحس انه اقرب لنا بل ومننا ونستنكر وجوده هناك ولو نفس الشخص ارتضى لان يأتي للعيش معنا لو كان أكثر سواداً فهو عبد ولو كان أكثر بياضاً فهو حلبي وكلاهما إنتقاد للآدمية. ولعل في حكاوي آمنة الحمدان السودانية مايضحك ويبكي منذ ان التقت على مقاعد الدراسة بجامعة ليدز البريطانية النور عثمان أبكر شاعر الصورة الأفريقية لكن بفصاحة العربية مؤسس مدرسة الغابة والصحراء ما أحوجنا الآن لبيانه الذي صدر منذ سنوات طويلة (لست عربياً ولكن) ليت النور يعيد نشره ويكفي النور شرف أستاذه وتلميذه الشاعر الخلاق الراحل محمد محمد المهدي المجذوب حين ينده للنور تعال شوف الكلام الكتبته ده فيه شعر عربي ويمتثل الأستاذ لتصويبات تلميذه.

    ومحمد عبد الحي الذي طالبنا بالعودة إلى سنار و كتابة العودة إلى سنار ودوافعها لها قصة أخرى (مين الطارق أمِن الداخل أم من الخارج) وتلك القصة لسنا بصددها الآن ثم تسيّست آمنة بأحمد إسماعيل النضيف وفاطمة أحمد إبراهيم وهاشم العطا ثم تثاقفت مع منصور خالد وفاروق عبد الرحمن ومحمد المكي إبراهيم والذي يتهمها مسعود محمد علي بأنها المعنية بقصيدة بعض الرحيق وعلى عبد القيوم وفي الدوحة بابكر عيسى، مصطفى سيد أحمد والدكتور اسماعيل الفحيل والخاتم عدلان. ليت آمنة تكتبنا لا لأجلنا بل لأجيال قادمة لم نورثها سوى الالتفاف ولعل بذلك يمتثل السودانيون لسودانيهم والأمتثال خير من الأدب كما يقول سادتنا الصوفية والصوفية هي شبه وحدتنا في سنار ويمكنها أن تجمع اليوم محمد إبراهيم نقد وجون قرنق وبونا ملوال وأدروب ودريج وإن كان لا بد من خيار عربي فهي مصر المؤمنة وليس سواها حين أبتلينا بهذا التراب السام وقبله الأنظمة الدكتاتورية دخلنا مصر بإنجيلنا وقرآننا وكريم معتقداتنا فكنا آمنين فمتى نقول للمصريين تعالوا لكي نكون أكثر أمناً بكم وما أروع عودة المصب للنبع وبعودة قميص يوسف ليعقوب أرتد البصر وبدأت الحياة.
    ومن قال للغارمين الجدد أن هناك ثقافة عربية واحدة يمكن حشرها في الحجاب أو الإحتجاب أو تلافيف العمامة وإمتداد اللحية الزيف أنها سلطة اللاوعي كما يقول الصادق الرضي أذكر هنا اثنين من تشوهاتهم وتشويههم عندما أعد المناضل الثقافي الدكتور إسماعيل الفحيل كتابه عن الحالم الأكبر الشاعر الراحل على عبد القيوم الذي قضى جزء من أعوامه الآخيرة بالدوحة وسجل هذا الكتاب وطبع في الدوحة وهو عبارة عن جمع لشتات مراثي وتأبين بجانب بعض القصائد وجزء من سيرته الذاتية. فقد رفض السيد رئيس المجلس الاتحادي للمصنفات الفنية توزيعه في السودان بحجة عنوان الكتاب (من ترى أنطق الحجر) وهو عنوان لإحدى قصائد على الروحية والإيمانية ويقيني أن ذلك المسؤول لم يتكبد عناء قراءة شطر من هذه القصيدة المنشورة في نفس الكتاب والمفجع أكثر أن نفس هذا الشخص قد رفض نشر ديوان رائد التجديد الروحي والفلسفي في النص الغنائي الناطق العربية في السودان الراحل الضخم عمر الطيب الدوش بحجة أنه لم يتقيّد بأوزان وعروض الخليل إبن أحمد الفاراهيدي ولا أدري ما هي علاقة وجداننا وموسيقانا الداخلية بالخليل وما علاقة الخليل بالتمتم والنقارة والدليب والجراري والكيتة والكمبلة والدلوكة عجبي لهذا الشخص كان يوذيه الذين يحسنون الخاتمة ويمضون بشرف.


    حفريات: من رثاء الفيتوري لعبد الخالق محجوب
    (قتلوني وأنكرني قاتلي والتف بردان في كفني)
    من قصيدة ما اشبه العشاق بالانهار والاسرى لعلي عبد القيوم والتي تغنى بها مصطفى سيد احمد:
    (في آخر الليل الذي أثرى
    دلف الجنود بجثتين الى الجبانة الكبرى
    الجثة الاولى
    جسد نحيل خلته جسدي فوجدته بلدي
    والجثة الثانية
    جسد نحيل خلته ولدي
    فوجدته جسدي
    لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والمسرى)
    تنهدات: مصرية في السودان بحبي ليك ابوح
    مصر المؤمنة باهل الله.

    من اقوال الطيب صالح:
    الحضارة عندي انثى وكل ماهو حضاري فهو انثوي
                  

09-04-2007, 10:31 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟ (Re: بدر الدين الأمير)

    كان قد ردأ على هذا المقال الأخ الصديق المستشار القانونى
    أبوبكر القاضى وقد رددت على رده وسوف اورد المقالين لاحقا
                  

09-04-2007, 03:02 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟ (Re: بدر الدين الأمير)


    رد الاستاذ ابوبكر القاضى
    وسوف اورد لاحقا ردى عليه

    كتب الاستاذ بدرالدين الأمير مقالا نشر بجريدة الوطن بتاريخ 17/1/2005 حمل العناوين التالية "هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين ثقافيا وفكريا؟" "بثقافاتهم الافريقية او الناطقة بالعربية" . مقال الأخ الصديق بدرالدين الأمير هو مقال فكري في مقال أدبي ملئ بالرمز ،وصل الكاتب رسائله وأفكاره عبر استنطاقه للرموز الأدبية السودانية والخليجية التي أثرى بها المقال . الاستاذ بدرالدين فتح لنا فوهة بركانه، فالرجل متمرد ورافض للسودان القديم ،وقد اعلن تمرده هذا على لسان اصدقائه الخليجيين حين جرد السودانيين "أهل الشمال" من ثوب العروبة ووضعهم في حجمهم الطبيعي كأفارقة – زنوج – يتحدثون اللغة العربية ،حيث قال بالحرف "هؤلاء جميعا وغيرهم تجدهم دوما يتحدثون بغزل مصحوب بالطرب على الوعي الثقافي والإلمام الواسع بكافة القضايا عند الإنسان السوداني الذي يعرفونه (ناطقا بالعربية) ويتحدثون حتى عن جمال خطه للحرف العربي.

    اما السودانيين عرب فتلك عصية الباع عليهم مهما ابدع الطيب صالح في شرح المتنبي و تفسير المكنون في شعر رهين المحبسين ابو العلاء المعري. ومهما تضمنت مؤلفات الراحل الموسوعي الدكتور عبدالله الطيب عن تاريخ دخول العرب الى السودان ومداخله لفهم أشعار العرب ،فانتم سودانيتنا تلك ؟لماذا هذه الازدواجية التي اورثتنا الالتفاف؟" انتهى الاقتباس.
    لقد كان بدرالدين الأمير حصيفا في توصيل رسالته حين أوصلها على لسان عرب الخليج ،وهي ان عروبة أهل السودان هي عروبة لسان فقط ، واننا سودانيون و "بس" والسوداني بلغة الخليج هو "الخال والخالة"،وهي تقابل كلمة البيضان الذين يسكنون الصحراء وشمال الصحراء، نعم ،اتفق تماما مع الأخ بدرالدين واصدقائه بان عرب الخليج والشام الكبرى والعراق ينظرون للشعراء السودانيين على احسن الفروض انهم احفاد بلال بن رباح رضي الله عنه ! نعم ، لن يشفع للطيب صالح حديثه الرفيع عن المتنبي والمعري،فمن حقه ان يتحدث في تلفزيون السودان الأعور الذي يرى بعين النخبة النيلية فقط ،عن نسبه الشريف كونه من قبيلة الركابية الاشراف ،رغم اننا نعلم ان حبيب نسي الركابي – يمني – جاء لوحده وعاش وسط النوبة في شمال السودان ،نطفة رجل واحد تستطيع ان تطهر الدماء النوبية وهي ذات دماء جبال النوبة بجنوب كردفان!

    حسب علمي فإن حبيب نسبي الركابي شخصيا لم يدع الشرف بمعنى الانتساب للحسن والحسين أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكنه شريف بالتقوى "أنا جد كل تقي"، وشرف العروبة وبياض اللون –لهذا السبب في السودان نعتبر الشنقيطي حافظ القرآن شريفا.

    أما عبدالله الطيب رحمه الله ،فعندما كان في بريطانيا فقد صنفه الانجليز من الملونين لذلك نشط في اتحاد الطلاب الافارقة،وعند عودته للسودان بدأ يبشر مع ابن عمه محمد المهدي المجذوب بالمشروع الافريقي، فاكتشف ان هذا المشروع لا يناسب وضعه الطبي كجعلي ، منسوب الى العباس بن عبد المطلب ،لذلك غير موقفه وتمجيده للعرب واصالة عروبة السودان هو في النهاية تمجيد لذاته.

    لقد عبر الصديق بدرالدين الأمير ، ابن اربجي ، سليل الصالحين ورموز الثقافة العربية في السودان ، عن انجازه لثقافة المهمشين عندما مجدالشاعر الكبير – النور عثمان أبكر عندما ابتدر مقاله بأبيات "من صحو الكلمات المنسية" والتي تقول:
    "ظلماء اللليلة دكناء
    وعلى كتفي عباءة هم فرقاء
    ولكن الموعد قد حان".
    فالنور عثمان ابكر هو احد زوايا الأدب والفكر السوداني، ولكن تلفزيون السودان الأعور قد همشه ،لان ادبه وفكره لا يروجان المشروع النخبة النيلية المستعلية ، رغم انه التلميذ الذي غلب شيوخه كما وصفه الأخ بدرالدين الأمير ، اتعشم ان يعيد السودان الجديد الاعتبار للاستاذ النور عثمان ابكر ويعطيه حقه كمثقف سوداني أصيل .
    إعادة النظر في وضع عروبة السودان واللغة العربية ان جميع اهل السودان في الشمال والجنوب والشرق والغرب يعترفون بان اللغة العربية باعتبارها اللغة القومية للتخاطب بين جميع أهل السودان بلا استثناء ، وان اتفاق اللغة العربية مكتسب لكل سوداني ،ولكن في نفس الوقت فإن من حق شعوب السودان اعادة النظر في علاقاتهم بالدول العربية التي ظلت تدعم حكومة الخرطوم في النزاعات الداخلية بين السودانيين انحيازا للنخبة النيلية الشمالية صاحبة المشروع الاسلامو عروبي.

    لذلك فإن من حق الحركة الشعبية رفض مشاركة جنود الدول العربية التي دعمت حكومة الخرطوم العروبية في حربها ضد الجنوب مثل الجزائر او باكستان الاسلامية ضمن قوات حفظ السلام "عشرة الف جندي" في جنوب السودان ،لانها قوات غير محايدة . وكذلك من حق متمردي دارفور رفض قوات الدول التي ساندت حكومة الخرطوم وسكتت عن التطهير العرقي في دارفور ضمن قوات حفظ السلام في دارفور . ومن جهة أخرى يجب تصحيح وضع اللغة العربية كأداة للاستعلاء والقهر الثقافي، وهذا يقودنا مباشرة للبند التالي:
    إعادة الاعتبار للثقافة الافريفية.

    يجب ان نعترف بان مشكلة الجنوب والمناطق الثلاث "جبال النوبة، جنوب النيل الأزرق ، ومنطقة ابيي"، ومشكلة دارفور تنطوي على جانب كبير يتعلق بالهوية ، فأهل دارفور جميعا "زرقة وعرب" يدركون ان أبناء النخبة النيلية يتعاملون معهم باستعلاء بمعنى انهم ينظرون اليهم نظرة دونية . والنخبة النيلية تمارس هذا الاستعلاء عبر المناهج الدراسية ومنهج اللغة العربية ،وعبر التلفزيون واجهزة الإعلام المختلفة ، حيث تعبر هذه الاجهزة الحكومية كلها عن ثقافة المركز فقط وتكرس تبعية الجنوب والغرب والشرق للمركز فقط بمعنى انها تمارس القتل والإبادة المنظمة لثقافة الهامش ، وقد حزنت جدا عندما علمت في ندوة ثقافية عقدناها بالفندق الكبير بالجماهيرية العظمى على هامش ملتقى دارفور حول الثقافة حضرتها قيادات حركة العدل والمساواة ان لغة البرتي في دارفور قد اندثرت بمعنى لم يعد أحد في المنطقة يتحدث بها ، ومن المرجح أن تكون هذه اللغة وتنبأت باندثارها !
    نريد من مشروع السودان الجديد اعادة الاعتبار للثقافة الافريقية في السودان – الافريقية .
    إعادة الاعتبار للاهرامات السودانية والتراث المسيحي من كوش وعلوة وسوبا:

    استطاعت النخبة النيلية الاسلامو عروبية تختزل تاريخ السودان كله في الفترة من دخول العرب الى السودان وحتى اليوم ،وذلك عبر عملية غسيل دماغ باحتكارها للاجهزة الإعلامية من إذاعة وصحف وتلفزيون وحتى استمارة التقديم للحصول على الجنسية السودانية والتي تسأل : متى قدم اسلافك الذكور الى السودان؟ والاجابة موحاة سلفا وهي "منذ دخول العرب الى السودان"،نحن بحاجة الى اعادة الاعتبار لتاريخ السودان القديم .ان فكرة اختزال تاريخ السودان في البعد الاسلامو عروبي المرتبط فقط بمدة"500 سنة" من دولة الفونج "1505 م حتى 1821" هي مسألة مرتبطة بثقافة الغاء الآخر لكون ان الثقافة السائدة قبل دولة الفونج كانت مسيحية افريقية لذلك نحن بحاجة الى اعادة الاعتبار لثقافة وتراث الدويلات المسيحية – علوة، والمقرة، وسوبا – التي سبقت قيام دولة الفونج.

    كما اننا بحاجة للغوص في أعماق التاريخ كوش وحضارة النوبة .ومن الطرائف انه في زمن سيادة العقلية الطالبانية في دولة الانقاذ كان بعضهم يتساءل : متى سنبيد أصنام المتحف القومي؟
    عاصمة جديدة لسودان جديد!
    أتفق مع الاستاذ عصام جمال الدين على ضرورة نقل العاصمة الى موقع جديد يحدده المختصون،والذي يهمني ان تكون هذه العاصمة بثقافة جديدة تعبر عن مشروع السودان الجديد عاصمة قومية يمكن ان يترشح ويفوز فيها اي شخص من الجنوب او الغرب . وجبال النوبة ،عاصمة ملك للجميع ،ولتبقى العاصمة الحالية عاصمة الصناعة والتجارة والإذاعة والتلفزيون .. الخ ولنجعل الحكم الفيدرالي حكما حقيقيا لتكون حركة التنقل طبيعية وليس في شكل نزوج جماعي نحو العاصمة القديمة والجديدة.
                  

09-11-2007, 07:49 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟ (Re: بدر الدين الأمير)

    ردى على الاستاذ ابوبكر القاضى:

    أيها المحامي ألم تمل الدفاع عن القضايا الخاسرة؟
    استاذى أبوبكر القاضى سئل سقراط:
    أتحب استاذك افلاطون فقال حبي للحقيقة أكبر من حبي لافلاطون.
    "فلاش" للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش :
    "أنا لا أخاف الموت فإن كنت لن يكون وان كان لن أكون".
    مدخل : بين أرق المتبني وقلق ابوبكر القاضي تأزم البحث عن الانتماء للمركز اوالسلطة .فعند المتنبي كافور الأخشيدي بديل لسيف الدولة الحمداني ولدى أبوبكر القاضي الترابي بديل لمحمود محمد طه. اتابع منذ فترة كتابات الأخ الصديق أبوبكر القاضي "الجمهوري" حينا والأخ المسلم أحيانا وجيفارا المهمشين حاليا، وبخسارة قول المسكتين منه. انها متاهة رجل افريقي ذي عقلية عربية وليست كما قال راهب منظمات حقوق الانسان الأخ الصديق الدكتور الباقر العفيفي في بحثه النادر والموغل في العمق حول أزمة الهوية في شمال السودان والذي أسماه بعنوان جانبي "متاهة قوم سود ذوي ثقافة بيضاء" وهو في تقديري اسم جانبه التوفيق لأن ثقافة السودانيين هي خليط قديم وأصيل من الافريقية والمسيحية . لذلك نجد ان الاسلام في السودان ظل واقفا على الباب ستمائة سنة ولم يؤذن له بالدخول قبل ان يتسودن بالثقافة المحلية لذا الاسلام في السودان هو اسلام سوداني بثقافة من غير التصالح مع ثقافتة المحلية ، إذن مشكلتنا هي مع العقلية العربية في شمال السودان وليس الثقافة البيضاء . ويمكنك ان تتأمل تجربتين حديثتين قادمتين بثقافة الجزيرة العربية وأموالها ، وحتى الان هما واقفتان على الباب منذ عشرات السنين الأولى تجربة "انصار السنة المحمدية" او الفقه "الوهابي" المدعوم من السعودية بلاد حدود ، والثانية تجربة "حزب البعث العربي الاشتراكي" سيئة الذكر على أهلها والقادمة من العراق وبدعم صدامي لا محدود. والمضحك أكثر هنا ان احد أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم وقتها فى العراق كان سودانيا، عجبي لهذه الثقافة العظيمة كأنها تقول لأهل الثقافة الدخيلة تلك بضاعتكم قدردت اليكم. وحتى الغارمون الجدد أصحاب الخطاب الاسلامي الشائه كانوا أذكياء في استخدام الثقافة المحلية الوجدانية لفرض خطابهم فتجدهم في نهاية كل لقاء جماهيري يشعلون الطبول والدفوف والايقاعات الحماسية ويرقصون معنا رقصة القاتل والمقتول . ونفس هذا الجمهور الذي يرقصون معه باسم الدين ولأجل الدين فالويل له لو أقام افراحه الخاصة ورقص فيها فذلك مخالف للشريعة. والتعبيربلغة الجسد رقصا عند الفرح والكره عند القبول والرفض ثقافة افريقية اصيلة . تأمل شعب جنوب افريقيا ابان الحكم العنصري البغيض فكانت القوة التي يواجهون بها البندقية ووسيلة ايصال مبتغاهم هي الرقص وحتي الرقص بالصياط او "البطان" عند الجعليين ثقافة افريقية .
    وكان قد ترجم تلك الدراسة الحفار السليط الأخ الصديق الخاتم عدلان "جعلي الجزيرة". على فكرة جعلي الجزيرة مما افقدهم شيئا من نقاء الدم العباسي المتوهم ولأنهم ايضا اكثر مدينة وانفتاحا على الآخرين. التعليق على بحث الباقر العفيفي لسنا بصدده الآن وليت الأخ ابوبكر يعيد نشره في قول المسكوت عنه. ومن تجاربي الشخصية مع الأخ ابوبكر القاضي ورغبته في الشيء وضده، حينما كنت مكلفا من قبل اللجنة المنظمة لحفلات ضمير الغناء الحر الحاضر في غيابه مصطفى سيد احمد،كان علينا ان نجلب بعض الشركاتلرعاية حفل عيد الأضحى 1995 في فندق شيراتون الدوحة .ذهبت اليه بوصفه سودانيا ومستشارا قانونيا لاحدى كبرى الشركات وشرحت له الأمر فرحب وتحمس وجلب لنا دعما سخيا وتعهدت ايضا شركته بان تقدم المشروبات مجانا لكافة جماهير الحفل ، ووقعت عقد صداقة مع اللجنة المنظمة . وفي نفس الوقت كان ابوبكر القاضي "المهمش" رئيسا معينا للجالية السودانية من قبل "نظام الجبهة" وكان يتغنى بدولة الخلافة والمشروع الحضاري الذي ووري الثرى بمشاكوس، وكان موجودا في الحفل وطرب لغناء مصطفى الذي نعرفه غناء محرضا ضد المشروع الحضاري سيىء السريرة. كيف بالله ان تكون واقعا ومتقوقعا في نفس الوقت. اولم ياتك حديث تجربة المتنبي، وبعد ان ملأ الدنيا وشغل الناس وبعد ادعائه الكبير بان الخيل والليل والبيداء تعرفه والسيف والرمح والقرطاس والقلم . مات مقتولا فى أول معركة حقيقية على ارض الواقع .فياسيدى ارض القرطاس شىء وارض الواقع شىء مختلف تماما وعندنا فى السودان متخلف تماما.أمامللت ايها المحامى الدفاع عن القضايا الخاسرة ولآن تدعو لتحالف المهمشين وتريد اعادة الحياة لدويلات ماكان بمقدورها أن تبقى أكثر ممابقت . نحن نريد أن نبنى دولة ان نبنى دولة عصرية وليست عنصرية متصالحة مع نفشها ومع الآخرين والتكن ناطقة بالعربية وليست متوهمة للعروبة ، نريد أن نصلى بلسان ونغنى بلسان كما قال المجذوب. والاهم من هذا وذاك أن نختار بأنفسنا اسما لها بدلا من هذا الاسم الذى بلا معنى ولم نختره نحن تلك الدولة التى عرفها الاستاذ الكبير القانونى الضليع محجوب ابراهيم حسن فى بحثه الرصين ( الدين والدولة) الذى عرف فيه الدولة بقولة ( الدولة بلا تطويل اكاديمى هى الوحدة السياسية والمستقلة لشعب ما تاسيسا على عقد اجتماعى ينزل بمقتضاه الناس عن بعض حرياتهم وحقوقهم البدائية المطلقة لقاء ماتوافره لهم مؤسسات السلطة من ضمانات ، الدولة الدولة بهذا المفهوم هى فى ايجاز الوحدة السياسية التى يكون معيار الانتماء اليهاهو الجنسية والمعيار الاوحد لاكتساب الحقوق والاهلية اللازمة لتحمل المسؤليات العامة من سفحها لقمتها وهو معيار المواطنة والتى يكون الشعب فيها مصدر ومقعد السلطات ومرجعيتها ينتخب ويحاسب ويعزل ويعطى السلطة لمن يشاء بلا معقب عليه ويكون فيها قطب الرحى الذى يبدأ الامر منه ويرد اليه فينتهى عنده الدولة بهذا المفهوم تقوم على فكر عملى علمى جائز ومتحرك لا فكر دينى جامد)(انتهى الاقتباس) وفى تقدير المتواضع مع كل الصعوبات التى هذا الطريق ولو كل واحد منا مارس التعرى الحقيقى مع نفسه وتجرد من (لانا) الضيقة فى شكلها العرقى والجهوى والسياسى سوف نصل وتشرق شمسنا والتكن بعد ذلك العاصمة شنى أو رومبيك.

    من أقوال فيلسوف الهند العظيم رابندار طاغور:
    دع للموت خلود الشهرة وللحياة خلود الحب
                  

09-17-2007, 06:28 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟ (Re: بدر الدين الأمير)

    الكلام للمارودى في ( أدب الدنيا والدين )
    أورده د. منصور خالد في كتابه (الفجر الكاذب)

    (وأعلم أن للعلوم أوائل يؤدي إلي أواخرها
    ومداخل تفضى إلى حقائقها ولا يطلب الآخر قبل
    الأول ، ولا الحقيقة قبل المدخل ، فلا يدرك
    الآخر ولا يعرف الحقيقة .. لان البناء على
    غير أسس لا يبنى والثمر من غيرغرس لا يجنى)
                  

09-19-2007, 12:40 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل كانت الخرطوم عاصمة للسودانيين .. بثقافاتهم الافريقية أو الناطقة بالعربية ؟ (Re: بدر الدين الأمير)

    شكرا لمنحى الفرصة لقراءة هذه المقالات الرصينة التى تفتح الأفق وتضيف له
    لقد لامست المقالات واحدة من اهم اهتماماتى الا وهى الهوية..

    ساعود برؤيتى لاحقا

    شكرا يابدر الدين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de