|
مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت
|
مدخل: إن قوة الضمير جعلتنا جميعاً جبناء.. (هاملت)
حفر: انا لا اخاف الموت فإن كنت لن يكون وإن كان لن أكون (الشاعر محمود درويش)
اغنية:
سفر السكوت للشاعر الصحفي فيصل محمد صالح والغناء لمصطفى سيد أحمد.
طوبي للرجال العصافير طكلما حط طائرهم فوق غصن ….غنوا بشجى الكلام .. بديع الصور وبؤساً لنا نحن الرجال .. الشجر كلما جرفتنا شجون المنافي تهاوت جذور الكلام ..جفت ينابيعنا وأرهقتنا ليالي السفر تؤرقنا الذكرى… توقد نار المواجد فينا فيوجعنا الشوق في صرة القلب يتأبى حتى السكون الذليل نخرج الآن من جلدنا ونخدش صمت السؤالات نركض عبر الطريق الطويل *** من أي ثقب في الحكايات جئنا ومن اى باب في السماوات كان التماس السكينة ومن أي ذنب عصى .. تعلم القلب سفر الرحيل الطيور قطعت رحلتها .. ثم عادت والأماني إستكانت والليالي ما عاد صمتها مستحيل والنساء اللائي علمننا العشق في زمان النداء الجميل نسجن – كعادتهن – من كذوب الروايات ما يخلع الدفء عن جسد الحب ثم تذوقن للحبيب البديل *** يا صديق المسافات أركض ماعاد في الحزن متسع لصغير الجراحات - قلبي .. وقلبك- ولا صبر في الأُفق لإنتظار الخيول كل المراكب تاهت.. أنكرتنا الشموس والحبيبات خانت لفظتنا البحار.. فهل يستطيع البنفسج أن يكون الكفيل ؟ أيوجعك الوصف ؟.. آه من زمن كنا ننتقي فيه العبارات من فصوص المحار نتمشى في مفاصل الشعر تأخذنا كل ساعة …. في مدار آه من .. آه .. ثم آه من كل ذلك الزمان النبيل أصرخ .. الآن .. أو أخرج .. الآن .. أو أنزف .. الآن .. أو أكتم الشدو.. في الفؤاد العليل
سادتي وأحبابي أسرة هذا المنتدى ألجمالي والمعرفي أمتثل اليوم لدعوتكم لي بالحضور … والكتابة عن مصطفي الذي سادنا إبداعاً والإمتثال خير من التأدب كما يقول سادتنا الصوفية ويقيني أن بأتساع معانيكم ومصطفى تضيق عباراتي والعُتبى على المتآمرين اللذين (ورطاني) بهذه المسئولية معتصم الطاهر الشاعر الذي يخفي شعره ويروي أشعار الآخرين ومحمد عبد الرحمن ( اليساري ) المختبئ في جبة انصارى . وما أشبه حالي بحال صديقي وأستاذي الكبير شاعر الصورة الأفريقية بفصاحة العربية النور عثمان أبكر حين إستهل صحو كلماته المنسية بقوله:
ظلماء الليل دكناء وعلى كتفى عباءة هم خرقاء ولكن الموعد قد حان
أعود بهذا لشئ من الذاكرة الجمالية وصحو الكلمات الغير منسية مع مصطفى سيد احمد أذكر حين كنا نهم بالإعداد لحفل رأس السنة الميلادية وعيد الإستقلال 31/12/1995م ذلك الحفل الذي بدأه على غير العادة بعازة في هواك وختمه ايضاً بعازة. وكان معنا الصديق العزيز نوح عبد الواحد وكان نوح على وشك السفر للسودان ليتم مراسيم زواجه وقد طلب من مصطفى أن يؤلف له العديل والزين ويغنيها ويسجلها له حتى يتم بها مراسيم زواجه وقد لبى مصطفى طلب صديقه نوح وقد قال لي نوح كان شئ أشبه بالحلم أن يسمع لناس في ود حامد مصطفى يغني العديل والزين، يقول ذلك النص الذي أعده مصطفى
هي ليلة العديل والزين
والليلة العديل يا عديلة الله بسم الله إبتديت زولي السمح والزين من قومة الجهل معروف ولد سترة بالفال والسماح لنوم اخو الاخوان مستور العروض نوارة الديوان لي الجار والبعيد قدحو دوام مليان ود جعل العزيز قيدومن الفرسان ياقسم الكريم ابشر بشارة الخير فال نوح العيال والتانية رزقة كتير رقصن في الفرح ديسن طويل وغزير أخوات الرجال لابسات دروع وحرير مصطفى في الخليج نظم كلام موزون ذكر فيك وصوف درراً خفي ومكنون عقبال يا محمد كل صعيبة تهون ويجمعنا الفرح في ديارنا زي مايكون الشايقي الفصيح فرحان لود عمو ركازة الصديق شرق العيال تمو بالزين والعديل يا أختو يا أمو واخوانو العزاز طعم الحلو وتمو
كان مصطفى يقول لنا : ان الملاحظ في العديل والزين دائماً النص يكون متفائل لكن اللحن حزين وذلك مرده إن الأم والأخوات بقدر فرحهن للأخ هن حزينات لأنه سوف يغادرهن و ينشئ أسرته الخاصة به فالحزن في اللحن مرده للفراق وكانت تلك واحدة من اشاراته العديدة لنا بأنه راحل ولوتأملنا في إختياراته لنصوص اعماله الأخيرة نجد هذا البعد بكثافة في النصوص والألحان حتى تلك الاعمال التي وضع لها أفكار الحان ولم تخرج للناس اذكر هنا مقاطع لبعضها ما أشبه العشاق بالأنهار والأسرى للشاعر الراحل علي عبد القيوم في آخر الليل الذي أسرى دلف الجنود بجثتين الى الجبانة الكبرى الجثة الاولى جسد نحيل خلته جسدي فوجدته بلدي لافرق يا مولاي بين النهر والمجرى! والجثة الاخرى جسد نحيل خلته ولدي فوجدته جسدي لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والسرى!
ما زلت عزائي ياوطني للشاعر النور عثمان ابكر ما بي من تيه الدنيا حكراً الاطماع في شئ بيديك لا احمل غلاً او املا أملي لقياك سعادة يومين كبيرين بين يديك لاتشكُ الحال من الابناء خرجوا للقاء ويعود العشاق والشرفاء مازلت قوياً يا وطني وفتيا ًمثل شراستنا وصفاء ليالي بهجتنا مازلت عزائي يا وطني
مفتتح الحريق للشاعر المصري احمد كامل هذا فضاء ميت والشمس تلهث في سباق الإنفلات نسيت أمومتها وباعت فرحُها للريح انكرت البراءة في عيون الفجر يتمت النهار الشمس تعطي فرصة اخرى لطير الليل كي يملى القرار وانا اسجل موقفي لا الليل قديس ولا القمر إنتصار.
وغيرهن العديد من النصوص بالإضافة لمختاراته من اغنيات الآخرين التي من العسير تحمل جماليات التطريب الحزين في أدائه لها وهي مشحونة بوخذات السفر والرحيل منها على سبيل المثال في سكون الليل – قلت ارحل - ماشقيتك وانت الشقيتني – بدر الحسن - مظاليم الهوى- في الأسى ضاعت سنيني- الرسائل عني مالوم صدو وتوارو والقائمة تطول. ومع انه كان في حالة تلحين دائمة كانت هناك العديد من جلسات الإستماع والعشرات من المنتديات الثقافية والفكرية الموثقة بالصوت التي حكى فيها عن نشأته وتكوينه ورؤاهو الفكرية والثقافة وذكرياته الحميمة. اذكر هنا وأنا متجه لتقديم حفله الأخير همس لي قائلاً اسمع نحن حانبدأ بعازة وحانختم بعازة وكانت عازة آخر أغنية غناها في حياته للجماهير في حفل عام . لقد كان يعلم تماماً أنه مغادر ولكنه كان يعي بعمق ان لديه كلمة يود ان يقولها قبل ان يغادر وقد قال كلمته غير منقوصة ومضى مبتسماً وساخراً من الموت . تلك يا سادتي نافذة من المحطة الاخيرة لمصطفى سيد أحمد وللشجون احاديث اخرى تصبحون على وطن .
بدر الدين الامير
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت (Re: بدر الدين الأمير)
|
الزميل الجديد لنج الكتاب(شدد التاء)جدا شجن وحزن وغربه وإجتراح لكتابه صعبه فى زمن قاسى عن من ولمن ؟؟!! صديقنا المصطفى عليه 1000 رحمه ونور معليش شدتنى الكتابه لدرجة إنى نسيت الواجب 1000 مرحب بهذا القلم الناضج وطاعم مرحب بود الامير بدر التمام . رمضان كريم وكل سنه وإنت طيب محمد عبد الرحمن
تخريمه اول مره اخرم)
اشكرك على توريط هذا الجميل اقرأك كثيرا واتابع واهتم بما تكتب شكرا مره ثانيه ورمضان كريم
فارس موسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت (Re: بدر الدين الأمير)
|
أرسلت له رائعة الراحل العزيز علي عبدالقيوم { في أخر الليل الذي أسرى } ومعها تعريف مختصر بالشاعر نصه { و علي يامصطفى صاحب ، أي المشاتق لم نزلزل بالثبات وقارها } وعندما إلتقينا في الدوحة في منزل القائد بهاء بكري والبهاء شغوف بأهل الإبداع وبيته كان محطة مصطفى الأولى في الدوحة ، قال لي : { لقد إستلمت رسالتك بتاعت قصيدة علي عبدالقيوم } وشكرني عليها مبتسمآ} لم ادرك انها كانت إبتسامة ساخرة إلا بعد ماتوطدت علاقتنا - قبل ان يتدخل أولاد الحرام بيننا- حينما قال لي عنما سكنا معآ في بيت عبدالجليل { نادوس}{ إنت ياطز امبوز عايز توريني علي عبدالقيوم ! }
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت (Re: بدر الدين الأمير)
|
الصديق الذي لم إلتق به قط ـ بدرالدين مرحباً مرة ثانية بقدومك الاقحواني.. وها انت تسامرنا بعمق, ورأيتك تزاول النول حول أرخبيل الابداع (مصطفي) بأحرف أعادتني إلي طقس التأمل والتواضع علي ما شكله مصطفي في ذاكرات الاصدقاء والمعجبين.. ..ولعلي دائماً ما أقول أن ميزة مصطفي انه يطور أدواتك بإستمرار إن تأبطت إمكانية الغوص فيه, فهو بحر سهل وصعب المخاض, والسبب إنك إن اردت ان تستمتع بصوته الجميل, فحظك من ذلك قمين بالتراكم, وإن أردت أن تملأ حويصلتك بزاد ثقافي متين, ويعينك في قابل الايام , فأنت لواجده..أدلف لك بهذه المساهمة التي نشرتها في ذكراه للسنة الماضية ..وهاهي السنين تبعدنا عن شخص مصطفي يابدر ولكن إنما تقربنا أكثر نحو أرخبيله ذاك..
مصطفى سيد احمد: هل هو اخر الفنانين ؟ صلاح شعيب
بعد تلك الوفاة التى ربما كان حينها متوقع ان تطال الاستاذ مصطفى سيد احمد بقيت هنالك تساؤلات عدة تنطرح علي مستوي مشروعه الغنائي ,واجابات شديده الحذر ينبغي ان ترافق هذه التساؤلات التي هى من شاكلة مايلي :
هل باللازم , تنبهنا تجربة "الاستاذ " ان هذا الزمن يستوجب المغني / الملحن,او العكس...؟ بالحق, هل أعلن مصطفى موت " الملحن فقط " , ذلك الذي يفصل العمل الفني المتقن علي حجم المنكب الصوتي لذلك الفنان - حالة عبد الرحمن الريح ازاء ابراهيم عوض او عمر الشاعر ازاء زيدان او حسن بابكر ازاء محمد ميرغني , وفي حالة المجموعه , بشير عباس ازاء البلابل , وهلمجرا.؟
هل كان ابو السيد متجاوزا للذئقات الفنيه , التي عاصرها , واعني بالتجاوز هنا تخطي الاخرين في الاستلهام الفنى , او بالحري الفوز عليهم علي ناحية الانتقاء الشعري وتننويع الرزم فضلآ عن التزام جادة طريق اكثر وطنية -هذا علي مستوى الاصرار علي منازلة "سلطات القبح" كما يسميهم يحي فصل الله .؟ ثم ماذا عن مفهوم التجاوز نفسه ؟ هل هو اشكالي , بمعنى أن الابداع القومي هو في خاتم المطاف امر ابداعات متجددة ومتنوعة تاريخيا او جيليا , وعليه يصح تقييم اية تجربه فنية ماوفقا لحيثياتها الداخليه ومدي حساسيتها او خصوصيتها او قدرتها علي التساكن مع ابداعات اخري شبيهه في الشكل والمضمون , في الزمان والمكان .؟
دعك من كل هذا , هل كان "الاستاذ" ارخم في الصوت من الكابلي مثلا ؟ ام اكثر عقلانيه في انتقاء النص من يوسف الموصلي مثلا ؟ ام اشبع لحنا من برعي محمد دفع الله مثلا ؟ ام اكثر تنظيما في نسج البناء اللحني من الهادي الجبل ؟
ثم ماذا عن الومضات الدراميه في اغنية مصطفى الملحمية و التراجيديا التي صاحبت عمنا "عبد الرحيم" وهو بصبره يقضي سحابة يومه مناضلآ لاجل "قفة الملاح" وتلافي القطار؟ اليس هناك سوريالية تشكيلية في "الضو وجهجهة التساب" تفترض رساما مثل عصام عبد الحفيظ او حسان علي احمد او احمد عامر جابر ليخرجها منا تلوينا و تعبيرا .؟
والحال هذه , ماهي اذن حدود الموضوعي واللاموضوعي , السذاجه والعمق , الاثاره والنبل في تساؤلات اخرى مثل :-
هل الخطاب الشعري المعارض للسلطات المركزية السودانيه يعتبر اكثر تماسكا , واشد واقعا , وأمتن صدقا من الخطاب الفكري للمنادين بانجاز قيم الديموقراطيه الليبراليه التي يراد بها تحكيم المسار المجتمعي السوداني ؟.
اذا كان مصطفي - علي حسب مانقل الينا - قد سعى قبل عام ونيف من وفاته الي انتاج البوم مديح صوفي , هل كان يريد بذلك ان يعزز التصوف كقيمة في المجتمع السوداني , فوقا عماهي عليه , ذلك علي غرار انه الاكثر تسامحا علي جهة توظيف دور الدين في المجتمع , والاكثر شفافية في ترجمة جانب من جوانب الوصل الروحي لغالبية المسلمين السودانين ؟
واذا يطيب الاعتراف ان قطرنا هو جزء من التخوم الاكثر تخلفا من حيث انجاز مبادئ التقدم , ماذا -اذن - عن معايير الجوده الفنية للعواصم المؤثره عالميا , والتي ربما منهجت ابداعنا الغنائي ضمن اطار فكللوري- لغاية رده الي اللاحداثه -اكثر منه انساني , وهذا الاطار نفسه , حتما , سيفهم قصائد هاشم صيق او القدال او حميد او قاسم ابوزيد علي اساس انها ممعنة في "المناطقية" ولا ترقي الي العالمية , هذا اذا ترجمت او لم...؟ هل ان القريحه الابداعيه العالية لمصطفي تفضح بصوره لا مباشرة احتمالية القول ان ابداعية العالم الثالث استنساخية ؟
وناهيك عن معايير العالم الصناعي التي تم اختزالها عبر حاجة اصولية السوق الحر, اين موقع مبدعينا-ومصطفى ضمنهم - من الاطار الاقليمي, هذا اذا كانت هنالك محاولات اعلاميه لاهثة لتنصيب محمد عبده فنانا للعرب , الاصلاء والعاربة معا ؟
ان ميزة تباعدنا الفيزيائي عن مصطفى الان ,وبعد جفاف حبر كثير اهرقناه حزنا علي وفاته , يتيح لنا حقا امكانية قراءة كيمياء اعماله نقديا باعمق مما كان ذلك متاحا اثناء حياته بيننا , وقل حتى بعد وفاته بعامين او اقلهما مثلا . والمدعاة لذلك ان السودانيين جبلوا - ضمن ما جلبوا علي معرفة وتقييم ورد فضل المرء المبدع منهم بعد وفاته , وكما نغرف من موروث امثالنا تجدنا نقول " الله لاجاب يوم شكرك" .
هذه العبارة - مفهوميا - تنطوي علي بعض دلالات حول اللحظة الاكيده التي ينبغي ان نقوم فيها بانصاف هذا الشخص او ذلك الذي قدم الجهد , ايا كان نوعه . اضافة الي هذا الجبل , فان فراءتنا لمصطفى تكون الان اعمق واشمل طالما ان تاملا مناسبا لبعض كثير من غنائه قد اغتنى بوافر استماع وبلحظات اطلاع علي بعض من ملامح سيرتة الذاتيه المتفرده , وطالما ان مشروع مصطفى رغم توقفه عن الانتاج لفترة دامت قرابة الثمانية اعوام مايزال يمثل الاقوي حضورا , والانبل بالمعني , والاكثر انسانيه في حال قياس الخلفيه الفكريه والذاتيه للمبدع نفسه , والاوفر كذلك على صعيد تنوعه الشعري والايقاعي والنغمي .
ما اسهل محاولة ترطيب اوزخرقة اللغه حتى تمدح مصطفى , وهو الذي اغدق عليها وقتا وارقا لتنغيمها , وما اسهل الانشاء الذي يحوم ليستجلب معادلا موضوعيا - ان امكن - في مدح نغم مصطفى , ولكن ما اصعب الفكره الجديده التي نستوردها من هذه" الانشاءات " التي ماتزال ابعد عن فهم او نقد او تحليل التجربه الابداعيه لفناننا الراحل معرفيا , ولعل هذه الاستلهامات المعرفيه هي الشئ الذي يبدو مفقودا علي هامش التجربه وللاسف الشديد ان افتقاد ابداعية مصطفى لنقادها هو مثيل " للافتقادات " التي واجهت تجارب رهط من مبدعين قبله , اذ مايزال احمد يوسف هاشم, ابو الصحف, غير معروف لجيل الصحافيين الجدد, حيث لا كتب ولاابحاث حوله ومايزال كرومة بلاسيرة ذاتيه , بينما الاستاذ اسماعيل عبد المعين يتململ في قبره حزنا كون ان لا احد فهرس او بوب كتيب صغير حتى فكرة " الزنجران" الموسيقية التي تبناها فكرا وعملا , وهناك الاب جمال محمد احمد رئيس اتحاد الكتاب السودانيين الاسبق , حيث لا يعرف كثير شئ عنه, رغم ترجماته العديده ومقالاته الفكريه والادبيه والبحثيه , وكذا هنالك البرفسور احمد الطيب زين العابدين مهندس " السودانويه" الذي اراد ان يخط بها منهجا للدراسه في امور التشكيل السوداني وهل ننسي خليل عبد الله الحاج صاحب "انهم بشر" وهي الروايه السودانيه الاولي التي ما احتفت دار نشر واحدة, "رغم الكثره" بنشرها للجيل الجديد للروائيين السودانيين , وهكذا القائمة تطول بطول قامة المبدع السوداني.
حرى عن القول ان السيد مصطفي سيد احمد لم يكن الاخير في عدم وفاء نقدة الادب والموسيقى والمسرح الدراسين , ومااكثرهم , ولكن تظل تجربته الاكثر احتياجا للاضاءات النقديه, وحيثما انهم مشكورين , فان الصحافيين والمعجبيين يحاولون بمقالاتهم وخواطرهم سد الفراغ في هذا الجانب , الا ان ماينقص تجاربنا المتواضعة هذه هوعدم القدره علي التحليل العميق لتجربة مصطفى والمقاربة بينها وتجارب اخرى سودانيه واقليميه وعالمية وذلك لاعانة المهتمين بشؤون الفنون عامة ومبدعينا في مجال الشعر والمسرح والنقد و الغناء والتلحين والتشكيل .
صحيح ان القسم الاكبر من تجربة " الاستاذ" قد تضمنت مايدخل في باب الشعر, عاميه و فصيحه , وكذا الموسيقى , ايقاعاتها والحانها, غير ان لارتباط هذين النسيجين , الشعري والموسيقي,باالايدلوجي والفلسفي والديني والاجتماعي والسياسي وغيرهم, فان مسالة تشريح التجربه تستدعي نوعا معينا من الاقلام النقديه هي اكثر تسلحا بالمعرفى واقوى اعدادا بما يبين مواضع ضعف او قوة االبنيات الفنيه للغنائيه التى نحن بصددها الان.
علي صعيد ما , فان المثير في تجربه مصطفى انها محرضة للحوار القومي حول الشان السياسي السوداني, هذا ان لم تكن قد سعت لمحاكمته او الاصطدام معه. ان ذلك الحوار يفتح شهية المنادين بردم الهوة مابين الثيما الفنيه والحراك السياسي ,وذلك على اعتبار ان شنئان الفعل السياسي غمر حتى " العاطفي" او "الرومانسي" واللذان كانا محطات امتاح لشعراء مثل العبادي والجاغريو وعتيق وخورشيد وعبد الله النجيب ومحمد يوسف موسى واسماعيل حسن والتجاني حاج موسى وحتى جيل عبد العظيم اكول.....اذن , فان علي الوجهة الاخرى للصورة , ربما انتفض حسن الزبير صاحب "ما بنختلف" قائلا )..ان شعريتي لن تستند على السياسي او الايدلوجي الذي حتما يستغل جمال الصوت والنغم خدمة لاهدافه الانتهازيه...الافضل لنا تغزلنا العفيف). ربما يقول الزبير ذلك-وهو لم يقله بعد - وان صح تخيلنا, فان راي هذا الشاعر يضيف لتجربة مصطفى ولاينتقص منها, يعزز الحوار الفني القومي ولا يضيره شيئا, يختبر فسيفساء مدارسه المختلفة والمخالفة ولا يقلل من قيمة عطائها , يؤسس لاتاحة الفرصة للاخر فينا ولا يذدريه, وهكذا اذا تم التوفيق في هذا الحوار الديموقراطي بين شريحة شعراء الغناء بكافة مدارسهم حول المطلوب لشعر الغناء , فان مكسبا كبيرا سيلحق بالغناء السوداني ويرفده بالكلمة البناءة -لا التي توطن لاستدامة الديكتاتوريات الكئيبه التي لاتستحي من الملاحقه الامنية لشاعر يعنون قصيدتة بعنوان " الفراش الحائر" اويصدح بقوله " هرت لهاتي بالغنوات".
خلاصة المقال ان المشروع الابداعي للاستاذ مصطفى مايزال يمسك بعصب تفكير هذا الجيل وماقبله ومابعد, ولعنا على ثقة تامة ان زمن ما سياتي لينصفه في شكل اكاديمية للفنون تحمل اسمه, وتؤرخ فعله. ذلك قليل ازاء ماقدم لوطنه, وله الرحمه والصلاة له .
[email protected]
United States Of America
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت (Re: صلاح شعيب)
|
العزيز صلاح شعيب لقد تشعبت وكفيت ووفيت لست بصدد التعليق على هذا الجزيل فقط أود ان اضيف هامش ان سمحت لى:لم يذكر مصطفى قط انه يريد أن يخرج البومامن المدايح ولكن كان فى عامه الاخير يشرح لناالفتوحات المكية وفصوص الحكم لابن عربى بجانب اخوان الصفاء فعلاقته باصوفية كانت علاقت فكر فلسفى عميق وحكايت المدايح كان استاذنا الكبير النور رحمة مترجم الفلاسفة والفلسفة مدرس اللغة الانجليزية بجامعة قطر كان لديه الرغبة فى سماع بعض المدايح بصوت مصطفى ومصطفى كان يجل النور وهو جدير بالاجلال فقال للنور أنا ماحافظ مدايح فذهب النور واحضر لمصطفى بعض المدايح النبوية على شريط لياخذ منه وفى يومه قبل الاخير كان قد زاناالاستاذ النور رحمة بصبة الروائى محمد الحسن البكرى ومحمد ربيب طفولة مع مصطفى وعند دخلتهم عليناكان بين يدى مصطفى آخر نص وصل من عاطف اخيرى بعنوان منفستو الهمباتة الاخير والنص ملىء بالتداعيات الصوفيةالمهم الجلسة اخذت العديد من التداعيات الجمالية الفكرية والفلسفية وفى نهايتها أمسك مصطفى العودليقدم شرح لالحان شريط الحزن النبيل ثم عرج على مدحة مشهورة للختمية وقد فات عليه جز من النص قال ممازحا محمد الحسن البكر انت ماختمى ذكرنى بالنص
وعش لاخيك بدرالدين الامير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت (Re: abdelfattah mohammed)
|
الأخ بدر الدين الأخوة والأخوات المتداخلين السمحين .. سماحا ..
Quote: ويقيني أن بأتساع معانيكم ومصطفى تضيق عباراتي والعُتبى على المتآمرين اللذين (ورطاني) بهذه المسئولية معتصم الطاهر الشاعر الذي يخفي شعره ويروي أشعار الآخرين ومحمد عبد الرحمن ( اليساري ) المختبئ في جبة انصارى |
يا بدر الدين نحن نفتخر بمثل هذه المؤامرات ..
زمان فى الجامعة كان يخرج صديق حائطية شهيرة اسمها ( آخر دبرسة) لما سئل (الى أى الأحزاب تنتمى قال : أنا أشجع اللعبة الحلوة ../يعنى مؤتمر الطلاب المستقلين ..) أها بمواصفات محمد عبد الرحمن هو منا آل المؤتمر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: !!!!!!!! (Re: Masoud)
|
صديقى واستاذى مسود محمد على بأى الصفات أناديك الرزيقى المتلاف كما أسماك خالد الكد الذى وصف نصفك الاخر أمنا وصديقتنا طاهرة بحاملة الصحايف ولم يدرى الخالد أن صحائف طاهرة ظلت تحملها حتى لعرب الجزيرة ناس بدرالدين الامير وهى ( الاميرة) أم بالرجل الذى يترك أثر معرفي أين ماحل كما اسماك الوجودى الاعظم شاعر ( أتعلم وجهك) ابانا النور عثمان أبكر أم بكلام مصطفاناالسيد والاحمد يامسعود أمش سوى ليك حزب واسالنى أنا عن الجماهير0 لم أفهم قصدك بقولك بدرالدين (كفي ماتم!!!!) وأنت تعلم أننى فى حالة محو أمية التعامل مع هذا الصندوق0
بدرالدين الامير
| |
|
|
|
|
|
|
|