لهذه الأسباب يجب ان ترسل الحكومة الجنجويد و ليس الجيش لحرب ثوار دارفور

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة دارفور
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2004, 02:50 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لهذه الأسباب يجب ان ترسل الحكومة الجنجويد و ليس الجيش لحرب ثوار دارفور

    سلام جميعا
    نشر هذا التحليل في كلمة العدد الرابع لمجلة حق في يناير 2002، ولان الظروف اكدت صحة التوقعات الواردة فيه ارسله لكم مرة اخرى
    ايضا لان النتائج التي وصل اليها التحليل ما تزال واقعة و حية على الساحة و تؤثر ايما تأثير في قرارات الحكومة الحالية فيما يخص الحرب و السلام.
    تحياتي


    تحولات الإنقاذ:
    صقور أم حمائم؟ حرب أم سلام؟ دماء أم مياه؟

    إذا كانت الإنقاذ قد حرمت الشعب السوداني من الخبز والحرية، فيجب ألا تكون قد جردته من نعمة التأمل، لأن ذلك سيكون نصرها الحقيقي. والمتأمل في مسيرة الإنقاذ يصاب بحيرة عميقة، ولكنه يمكن أن يصل كذلك إلى بعض الدروس والعبر التي تجعل تكرار تجربة الإنقاذ أمرا عسيرا إن لم يكن مستحيلا. ونود هنا أن نتأمل في تحول الإنقاذ من فلسفة الحرب إلى فلسفة السلام.
    ولا يمكن لأحد أن يشك في أن الإنقاذ جاءت بفلسفة متكاملة للحرب. كان برنامجها حربيا منذ لحظتها الأولى، بل إن توقيت استلامها للسلطة، اقتضاه عامل جوهري هو قطع الطريق على عملية السلام التي كانت قد وصلت الى مراحل متقدمة منتصف عام 1989. وأعلنت الإنقاذ حربا شاملة على المجتمع بكل فئاته، ولكنها اختصت جنوب البلاد بحرابها الأكثر مضاء، فقتلت وشردت الملايين. بل طرحت الإنقاذ فلسفة متكاملة لتمجيد الحرب، عمادها أن الموت، الذي سمته الإستشهاد، أفضل من الحياة، وأن أفضل أسلوب للحياة هو السعي الدائم إلى الموت. وتكفي الملاحظة العابرة لاستبانة أن تفضيل الحرب على السلام، والموت على الحياة ينسف القيم المؤسسة للمجتمعات البشرية وللحضارة الإنسانية، القائمة على تمجيد الحياة والإحتفاء بها وإغنائها بكل ثمرات الإبداع الإنساني، ومدها في الزمان لأطول فترة ممكنة إنسانيا.
    استغلت الإنقاذ العاطفة والقناعات الدينية لبسطاء الناس، من المتعلمين وغير المتعلمين ومن أتباعها وغير أتباعها، فصورت لهم حربها على المجتمع باعتبارها جهادا وحربا مقدسة، وصورت لهم الموت في غمارها كأقصر طريق الى الجنة، حيث الحياة الأبدية والنعيم السرمدي والحور العين والولدان المخلدون. وفات على كثير من هؤلاء البسطاء أن هذه مصادرة باطلة دينيا للحق الإلهي الحصري في محاسبة الناس، ثوابا أو عقابا، وإيرادهم موارد النعيم أو الجحيم.وفات عليهم أن الجنة ليست ولاية أخرى من ولايات الإنقاذ، يرسل إليها المقاتل منقولا ومترقيا. وفات عليهم أنه ليس من حق زعماء الجبهة الإسلامية وأئمة مساجدها الإطلاع على الكشوف الإلهية المحددة لمصائر الناس. وفات عليهم أن هؤلاء كاذبون عندما يقولون أن فلانا حل بقصر ما في الجنة وتزوج بعشرات من الحور، أو تناول هذا العدد من التفاح السماوي، لأن مثل هذه المعرفة فوق متناولهم. وفات عليهم أنهم لا يستطيعون أن يبشروا الآلاف بالجنة، فالنبي الكريم نفسه لم يحصل على البشرى إلا لعشرة من أصحابه الميامين. وقد اقتضاه الأدب النبوي أن يسميها بشرى، وليس رؤية عيانية بيانية.
    ولكن إذا انتقلنا من ميدان الدين إلى ميدان السياسة، وهي ارض الملعب الحقيقية بالنسبة للإنقاذيين، كما أفتانا الشيخ على الحاج مؤخرا عندما قال ان خلافهم مع الإنقاذيين دنيوي وليس دينيا، لوجدنا أن الحرب كانت خير وسيلة لخدمة أهدافهم الدنيوية البحتة. فقد تمت تحت راياتها الملطخة بالدماء، مصادرة الحريات، ومصادرة الممتلكات والأموال، واكتناز الثروات والتطاول في البنيان. وكانت صكوك الموت الصادرة لآلاف البسطاء، تصرف بالنسبة إليهم في البنوك الاسلامية في الداخل، وتحول الى البنوك الربوية في الخارج. وصارت الحرب باختصار تبريرا دائما لوجودهم وتطبيقا فظا لايديولوجيتهم، وتجسيدا شريرا لتصوراتهم التي عفا عليها الزمن. ولذلك كانت كل المحادثات التي عقدوها مدعين انهم يبحثون عن السلام، مجرد غطاء لاكمال استعداداتهم للاستمرار في شن الحرب، كما حدث أول عهدهم، ثم اتخذوا المحادثات بعد ذلك مناسبات لإقامة الحجة على الحركة الشعبية بأنها ليست راغبة في السلام، مع أن ما تطرحه الإنقاذ على الحركة الشعبية كان هو الإستسلام والذوبان، كما أرادت في أتفاقياتها مع فصائل المنشقين، والتي انهارت الواحدة بعد الاخرى.
    فكيف انقلبت الإنقاذ فجأة داعية شديدة الإخلاص للسلام، ونابذة للحرب في خطابها الرسمي، وكيف وافقت على إقتسام السلطة مع الحركة الشعبية، وهي التي كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها لمجرد ذكر اسمها؟
    أجاب على هذا السؤال كثيرون، وذكروا أسبابا عديدة كانت كلها صحيحة. ونذكر من بين هذه الأسباب أهمها وهو التالي:
    • الرعب الذي ركب الإنقاذيين من الهراوة الأميركية، بعد 11 سبتمبر، وبعد إعلان الحرب على الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، وبعد حرب افغانستان التي شاهد الإنقاذيون فيها، صورة حية لمصائرهم إذا استمروا في سياساتهم القديمة الداعمة للإرهاب والمؤمنة بعقيدة الحرب والمترنمة بها في الصحو والمنام. وعندما طلب منهم الأميركيون أن يستديروا تسعين درجة استداروا مائة وثمانين درجة، كاشفين عوراتهم المنكرة ومقدمين لدولة الإستكبار، رأس الكفر، الشيطان الأكبر، أميركا التي دنا عذابها، كل ما طلبته منهم وأكثر منه أضعافا مضاعفة. وإذا كانت عقائد الإنقاذ صحيحة، وإذا كانوا يؤمنون بما يقولون، ويفعلون ما يقولون، لأتخذوا تلك فرصة لمنازلة الدولة الصليبية، فأما ان تهزم أمام جيوشهم المتسلحة بالإيمان، فيسودوا العالم، أو استشهدوا وذهبوا الى جنان الخلد مباشرة ولحقوا بشهدائهم الآخرين وحسن اولئك رفيقا. ولكن الإنقاذيين كذبة ومنافقون، وعندما حانت ساعة الجد، وحمي الكوع، اختاروا الموقف العلماني، المتمثل في الحفاظ على السلطة والثروة والتشبث بالحياة، على الموقف الديني، كما يفهمونه هم ويدعون إليه، بمنازلة دول الإستكبار وإجبار أهلها على دخول الإسلام او دفع الجزية.
    • الضعف الذي أصاب دولة الإنقاذ بعد خلافها مع مؤسس الحركة والدولة الشيخ حسن عبد الله الترابي، الذي ذهب إلى الأسر وترك الآخرين يذهبون الى القصر، فاكتشف هؤلاء أن وجوده في الأسر شرط لوجودهم في القصر! وأن الدولة التي أسست على الغدر والأكاذيب لا يمكن أن تبقى الا بالغدر والأكاذيب. واختلط حابل الإنقاذ بنابلها، وصعب عليها التفريق بين المنتمين حقا إليها والمنتمين حقا الى الترابي، وبين الواقفين على الرصيف، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يبتغون مصلحة شخصية أنا وجدوها، ويقدمون خدماتهم للفريقين، أيهما يدفع أكثر! وفقدت الإنقاذ بالتالي الثقة في أقرب المقربين إليها. وقد أصيب قادتها في هذه الأجواء ببرانويا مركبة، فصاروا يرون خائنا تحت كل لحية، وجاسوسا وراء كل تابع، وعقربا تحت كل حجر. وضربوا خماسيهم في سداسيهم، فقالوا أن من المهم تقليل الأعداء الخارجيين وتحييد المتمردين، والتفرغ لنفر كانت تجمعهم بهم الأخوة في الله، فصارت تفرق بينهم نوازع الصراع على السلطة، بعد أن اكتشف الفريقان أن هذه أقوى من تلك.
    • تراكم الثروات وتطاول القصور واتساعها وتكاثر الزوجات مثنى وثلاث ورباع، جعل الإنقاذيين يتمسكون بالحياة بعد أن انطفأت حرمانات العمر وفترت الغرائز المكبوتة وسدت منافذ الشراهة باللقم الكبيرة المقتطعة من جسد البلاد، وصارت غاية المقصود هي الحفاظ على الموجود.
    وهذه كلها وغيرها مما لم نورده، اسباب صحيحة وتحليل سليم. ولكننا نعتقد ان هناك من الأسباب ما لم يحظ بالذكر أو التحليل، وهو ما نود أن نتناوله هنا. نحن نعتقد أن الإنقاذيين قد انتبهوا إلى أن الحرب التي كانت عماد وجودهم، أصبحت وسيلة لهلاكهم. فإمكانيات الإنقاذيين على شن الحرب كادت تشرف على النفاد، ولذلك فإن قبولهم للسلام كان قبول المرغمين لا الأبطال، حتى إذا لم تلح الهراوة الأميركية الإستكبارية في الأفق. وهذا قول ربما يختلف معنا فيه كثيرون خاصة بعد اكتشاف البترول وتوفر امكانيات مالية اكبر تيسر الحصول على السلاح وتصنيعه ودفع تكلفة الحرب. ولكننا نصر مع ذلك على أن الإنقاذ أصابها من الوهن ما جعلها غير قادرة على أي نزال جدي، مع جيش آخر قوي كالجيش الشعبي لتحرير السودان، وأنها فضلت أن تختزن ما بقي لديها من القوة القمعية لمواجهة مظاهرات الطلاب وضرب تحركات الشعب العزلاء.
    نقول ذلك مستندين الى تحليل تجربة الإنقاذ الحربية، وإلى طريقة تعاملها مع الأداة الأساسية لخوض الحروب، وهي القوات المسلحة.
    فقد اتبعت الإنقاذ منذ لحظاتها الاولى سياسة متناقضة كليا إزاء القوات المسلحة: فسعت، من جانب، الى تدميرها وإهانتها والتنكيل بها وإخضاعها، باعتبارها مؤسسة علمانية ومصدرا للإنقلابات التي يمكن أن تطيح بسلطتها، كما سعت من جانب آخر الى استخدامها في كسب حرب شاملة ومتعددة الجبهات، فكانت كمن يخوض الحرب بسيف مكسور.
    قصة تنكيل الإنقاذ بالقوات المسلحة قصة طويلة ودامية. يعرف الناس منها مجزرة رمضان التي اغتيل فيها 28 من الضباط دون محاكمة وبصورة تشهد على همجية الإنقاذيين وفاشيتهم، ومنها فصل آلاف الضباط من الخدمة بالتدخل المباشر من اجهزة الأمن الخاصة بالجبهة الإسلامية، ومنها تدميرالبنية الداخلية للقوات المسلحة بتصعيد جبهويين لا علاقة لهم بالعلم العسكري، ومنها الإزراء بحالة الجنود حتى صار بعضهم في الجنوب وغيره من مسارح العمليات يهيم على وجهه وهو يرتدي الخرق البالية ويمكث هناك اربعا وثمان سنوات دون أن يرى اسرته أو يعرف شيئا عن مصيرها. وغير ذلك.
    هذا ما يعرفه الناس، ولكن هناك جوانب أخرى لا يعرفونها. وقد تصدى للكشف عنها كتابان صدرا مؤخرا عن القوات المسلحة، لكاتبين متخصصين في العلوم العسكرية، هما العميد الركن عصام ميرغني طه، والعميد الركن السر احمد سعيد. كتاب العميد الركن عصام ميرغني طه، بعنوان الجيش السوداني والسياسة، وهو تأريخ متكامل للقوات المسلحة خلال قرن من الزمان، ولكنه يركز بطبيعة الحال على فترة الإنقاذ وجرائمها، ويوفر من المعلومات ما يكفي لتقديم الإنقاذيين، أو بعضهم، الى محكمة الجنايات الدولية، لارتكاب جرائم الحرب والجرائم المعادية للإنسانية. أما كتاب العميد الركن السر أحمد سعيد، فقد جاء بعنوان " السيف والطغاة: القوات المسلحة السودانية والسياسة " وهو رؤية من الداخل لسيف الإنقاذ الدامي وهو يبقر بطن القوات المسلحة ويقطع منها القلب والكبد. والكتابان يمثلان قراءة إجبارية لكل متابع للشأن السوداني. وما يهمنا منهما هنا، أنهما يبرهنان أن القوات المسلحة أصبحت على يدي الإنقاذ أداة كسيحة وسيفا مثلوم الحد، وحفنة من " المساكين والمتعبين " على حد تعبير العميد السر أحمد سعيد. وقد ساءت الأمور داخلها بحيث لم تعد قادرة على تحقيق نصر، وما عادت تنتظر غير الهزائم. ويشهد على ذلك تراجعها على كل مسارح العمليات منذ عام 1996 وحتى هزائمها الأخيرة.
    وحاولت الإنقاذ تلافي النتائج المدمرة لسياستها المتناقضة إزاء القوات المسلحة بإنشاء كتائب الدفاع الشعبي من عناصرها وأتباعها، فعاد عليها ذلك بنتائج اكثر تدميرا، إذا أن هؤلاء لم يكن لهم وزن في القتال لجهلهم بقوانين الحرب التي لم تصبح علما فحسب، بل صارت أكثر العلوم تقدما، ولسذاجة مفاهيمهم حول المواجهة التي استقوها من الحروب القبلية بالاسلحة البيضاء. يضاف إلى ذلك أنهم كانوا جواسيس على الضباط والجنود المحترفين، مما اشاع جوا مكفهرا وخانقا نزل بالروح المعنوية الى الحضيض. يضاف إلى ذلك ان هؤلاء " المجاهدين " كانوا يقضون شهرا أو شهرين، لا أكثر، لأن أغلبهم من الإنتهازيين الذين يتعاملون مع وجودهم في الجنوب كجواز مرور لنيل الإمتيازات غير المحدودة التي يوفرها الولاء للسلطة. وما داموا قد اثبتوا ولاءهم بالذهاب الى مسارح العمليات، فلم يبق إلا أن يعودوا ليتقاضوا أجورهم كاملة غير منقوصة وباسرع وقت ممكن! وهذا يوضح أن هذا مصدر غير فعال وغير متجدد للمقاتلين. وقد اصبحت هذه الحقيقة أكثر وضوحا بمرور الوقت، إذ آثر الإنقاذيون بطبيعة الحال كراسي الحكم الوثيرة على المرابطة في جبهات القتال.
    لجأت الإنقاذ بعد ذلك إلى مصدرين للمقاتلين، هما مليشيات القبائل بمناطق التماس، وطلاب الشهادة السودانية وغيرهم من الشباب. ولكن المصدرين كليهما أتضح أنهما لا يجديان فتيلا. فالمليشيات القبلية محدودة الأثر جغرافيا وعسكريا، ولا يمكن الاستفادة منها في أبعد من ذلك. فضلا عن أنها أثارت حملة عالمية واتهامات بممارسة الرق لم تقو الإنقاذ على الصمود في وجهها. أما الطلاب الذين يقضون 60 يوما في التدريب ثم يرسلون إلى مسارح العمليات، فقد اتضح بعد مأساة العيلفون، وبعد ما حدث للكثيرين منهم في الجنوب، وبعد حركة الاحتجاج المحلية والعالمية التي أثارتها هذه الممارسات الإجرامية، أنهم لا يمكن أن يكونوا ذلك المصدر الذي تقصده الإنقاذ.
    وكان آخر ما لجأت إليه الإنقاذ لتلافي انهيارها العسكري الوشيك هو تحويل الحرب الى حرب جنوبية- جنوبية، بإشاعة الفرقة بين المجموعات القبلية وشراء بعضها والإستقواء به ضد أعدائها. ولكن هذه السياسة انهارت هي الأخرى عندما اتضح أن زعماء الفصائل المسلحة بالجنوب يعملون لحساباتهم الخاصة، وليس لمصلحة السلطة التي تدفع لهم. ولكن الطامة الكبرى حلت هنا بعودة رياك مشار الى الحركة الشعبية وتوحيد الفصائل مع الحركة الشعبية لمحاربة السلطة في الخرطوم.
    هذه الصورة التي رسمنا معالمها البارزة بهذه العبارات المختصرة، توضح أن طاقة الإنقاذ على مواصلة الحرب قد شارفت على النفاد، وأن الآفاق اصبحت ملبدة أمامها بأشباح الهزائم الكبرى والسحق الأكيد. فقد اكتشفوا أن ملائكة السماء، وأشجار الغابة وقرودها، لم يعودوا يحاربون إلى جانبهم كما زعم الكذابون في بداية حربهم الإجرامية. فصاروا يتحدثون عن السلام، بل صاروا يتغنون بفضائله وكأنهم هم الوحيدون الذين يؤمنون به. وأخفوا آيات السيف ورفعوا آيات السلام والإسماح. واستخدم بعضهم لأول مرة لغة تكاد أن تكون إنسانية عندما ذكروا مآسي الحرب ومصائر الأرامل والأيتام، الذين كانوا يطلبون منهم في السابق الإحتفال بموت الأعزاء والمحبوبين، فارضين عليهم انفصاما وجدانيا، لا شفاء منه.
    ولكننا لا نريد أن نشيع أية أوهام حول أن الإنقاذ اعتنقت عقيدة السلام عن صدق وإيمان، بل قلنا على وجه التحديد إنها تختزن ما تبقى لديها من مقدرات القمع لتحركات الشعب العزلاء، وهذا ما ظهر مؤخرا في جامعة الخرطوم. وعليه فإن عيون الشعب يجب أن تظل مفتوحة، وهذا ما نعالجه في مقالات لاحقة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de