خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 10:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2009, 10:45 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام)

    مذكّرات

    الأصفر

    كُلُّ ما جرى معي في الحياة كان محترماً، حتّى نصيبي من النحس فقد قدَّرتني حصّتي منه على نحوٍ فارقٍ من باقي البشر.
    لدرجة أفرح، إذا أدخلتُ مفتاح شقّتي في القفل وفتح لي، تصوَّر!؟ يا للحظ العظيم! أسمع جارتي تتغنَّج في الشقّة الملاصقة، لا يا عصام، آه عصام لا.. الروج، الروج.
    تنشطر وحدتي إلى فلقتين تُشْرَعان مع انفتاح باب الشقَّة أمامي.
    آآخ.. ليتُه روجكم هذا كان مصبوباً، على فم بئر بحالها، يُقَبِّلها فمي، هذا الظامئ، والمشطور جَرَّاء بلاهة الوحدة بما يكفي لذلك التقبيل.
    أُطْرِقُ وحيداً وصامتاً بداخل شقّتي، فصوت الباب الذي ركلته برجلي قد انكتم منذ برهة. يبقى شبحي يُحَدِّق في عمق بئر النحس والعزلة تلك. لا تَقُل لي تزَوَّج، هكذا ستدفعني إلى ظلام قاع تتعفَّن قبل أن تصله. ألعنُ متمتماً ومتصبراً، أجمل الجنس يمارسه القلب.
    لطالما فكَّرتُ في الدخول إلى شقّتي عبر النافذة، فـ"الأبواب" دائماً تطاردني بمثل هذه الأفكار. تجعلني أفَكِّر في العثور على فتاة حَفَّارة قلوب، تستخرج مائي وناري، وتُعَدِّنُ من طينتي ولهيبي الإنسانَ.
    باب مطبخي مُصْفَرُّ البوهية هذا مثلاً، هو أوَّلُ ما أغراني بشارعٍ لم أكن أعرف بأنّه لا يُختتم ببيوت. أو هو من خدعني بشارعٍ يبدأ ببيوتٍ ولا ينتهي ببيوت من جنسها.
    شارعٌ يبدأ بلافتة تأمرك بالانعطاف يميناً، يساراً، أمامك كلينيك، حضانة أطفال، وهكذا.. لتتعب وتمشي وتكد في المشي، ثم يُقفل ذلك الشارع في نهاية الأمر بشاهدة قبر تحسب ما قطعه الإنسان من زمن فقط..
    (متى وُلِدت ومتى تُوفيت).
    دون أدنى اعتبار للمسافة التي تُحدِّد طبيعة الحياة التي عاشها ذلك الكائن. ودون أدنى اعتبار لسرعة ذلك الكائن التي نقرأ من خلالها حيويته، تفاؤله وفرحه بذلك العيش أو سخطه وتشاؤمه منه. بينما المسافة الدنيوية تبقى جاثمة دائماً على ما معه من زمن مخصَّص لقطع طبيعة الحياة تلك، التي ربما هي وعرة أو سالكة من يعرف؟
    فالقانون الكامل لهذه المسألة يقول، إنَّ (المسافة وهي الدنيا) = (السرعة وهي حيوية الكائن) مضروبة في (الزمن وهو عُمُر الكائن).
    بأي حال، لولا باب المطبخ ذلك لما احتجنا لكل هذا الكلام السخيف والمتقعِّر. فقد فرغتُ من طبيخي وأخذتُ عدَّةَ صحونٍ بين يديَّ، لأجد أنَّ الهواء قد أغلق باب المطبخ. ولكم كنتُ غبياً لحظتها! فبدلاً عن وضع صحوني على الأرض وفتح الباب، أخذتُ أعدُّ ما أمتلكه من أيادٍ وكأنَّني طبختهما مع تلك الوجبة. أهاا يدان فقط، ماذا بعد؟ لأتمادى في الغباء أكثر بما يجعل من الهواء شيئاً اخترعوه في ذلك اليوم، لا..لا، ليس الهواء، بل ما يوازيه هنا وهو المرأة. فبالعدِّ الذي كان سببه الهواء، تذكّرت أنَّ المرأة أيضاً لها يدان. وبإضافتهما ليديَّ سأمتلك أربع أيادٍ، لأتمَكَّن عبر هذا التعاون من فعل أشياء كثيرة في لحظة واحدة، ويا للخوارزمي الغبي الذي ولدوه خصّيصاً لفتح ذلك الباب.
    تخيَّل أنَّ هذه العمليَّة الحسابية المعقّدة، يقوم بها أسوأ رجل دخل المطابخ منذ تأسيس المطبخ الفارسي العظيم. لماذا؟ كي لا ينكشح هذا الطبيخ التافه الذي يساوي هنا المرأة، التي توازي الهواء.
    فتهجّستُ منذ حادثة باب المطبخ تلك بالبحث عن امرأة. ليتمكّن منّي في المقابل نَحْسِي ذلك حتّى يلبس كرافتّتي البيج، ويُسَرِّح شعره في مرآتي التي بعرض جدار غرفتي. ليس هذا فحسب، بل ضرب الشيبُ كل سنتمتر مربّع من مرآتي العريضة تلك ونحسي ما يزال في أناقته. إذ كان أفْتَى منّي، ومحظوظاً بحيث أفنى أنا ومرآتي ولا يفنى هو.
    ومنذ ذلك الحين، أصبحتُ أعبر شوارع دنيتي كلّها، بنظرة متفحِّمة، لن تعشوشب مَرَّة أخرى إلا حين يحل خريف تلك الفتاة كما كنتُ أتخيَّل. مصيخاً بسمعي إلى حد أن لا يملأه صوتٌ عدا وقع خطواتها المُقترِب كما كنتُ أتوقّع. لقد خرجتُ بتمامي، إلى الوجود بتمامه، شاهراً نداءً باتراً، وراء تلك الأنثى الضائعة. بحيث لا يغمد ذلك النداءَ النصلَ مَسْمَعٌ سوى جفير حضنها.
    أحياناً أقول، المشكلة في المواعيد. فأنا دائماً أتأخَّر بمسافة خطيب، أو أتعجَّل بمسافة شاكوش/ رفض.
    بالرغم من أنَّني أصحو يوميّاً لأقتلع مواعيدَ إلزاميّة لما فتحتُه مع ذلك الباب كعَرَض، مما هو مواعيد مقيمة وخالدة بالأصل.
    تبدأ هذه المواعيد المقيمة بلقاء فرشاة الأسنان لدى الخامسة صباحاً، ثم مواعيد الصلاة، فالقهوة، فزحمة القيادة من بحري إلى الخرطوم. وتنتهي بلقاء دفتر توقيع نهاية الدوام لدى الخامسة مساءً خارج بيتي.
    كي تبدأ ليلاً مواعيد أخرى وثانية، مواعيد فتح الأبواب تلك، و(لا.. لا يا عصام، آه يا عصام.. الروج)، بداخل شقّتي.
    وبقيتُ ولأعوام، دقيقاً جداً ومنضبطاً تجاه هذه المواعيد العَرَضيّة والمقيمة كلّها. مستفيداً من خبرتي كمترجم لغة ألمانية دقيق وحريص بسفارة محترمة، فكان لا بُدَّ أن أفي بمواعيدي تلك أكثر مما يفعل الموت بمواعيده.
    نعم، كنتُ أوفى من الموت لمواعيدي، مع أكيد علمي بأنَّ مجرَّد الإيفاء بمواعيد غَزْل رباط الحذاء، التي تُكَلِّف عِدَّة ثوانٍ فحسب، هي في الحقيقة تنتيفٌ جِدِّي غاية الجدّيّة لغَزْل العُمُر ككل.
    وفي يوم ما، قائظ ولئيم الغبار، سندتُ يدي لشجرة النيم العاتية في مدخل معمل استاك، متوكئاً عليها من وهن الملاريا. بينما الحُمَّى من شدّتها تكاد أن تُبوِّلني كل المرايس التي شربتُها في العام الماضي. لقد أشفقتُ حتَّى على تلك النيمة، خوف أن تنتقل إليها حرارة بدني عبر لمسي لها، فتجعلها تتبوَّل مطر الخريف الفات.
    هذه البلاد المليئة بالأمراض والإهمال والاحتراب والعنصرية، ومع ذلك نحمل شَجَّة حبها على جبيننا جميعاً. ونستيقظ يومياً لنربط على ظهورنا صليبها الذي هو فوق مقدرة احتمال مليار مسيح.
    علامة كل مواطن منّا شَجَّة حب لهذه البلاد على الجبين، شَجَّة لا يمكن لنا أن نتفاداها حتّى لو هربنا منذ الأيام التي كان فيها العُكَّاز أخضر وبجذع شجرته الأم، ومهما نركض مبتعدين فسيدرك رؤوسنا فلقها. وبذات العُكاز الذي قطعوه بعد مئات السنين المنقضية على موت شجرته الأم، ثم شرّوه كي يجَفَّ ويتيبَّسَ لدرجة الصلابة والاصفرار، إنّا لله.
    غَطَّتني النيمة بصفق أصفر، إذ سَرَّحتها ريحٌ صعيديّة، ليتناثر ذلك الصفق الأصفر في كل ناحية. ولتختّصني أنا على نحو شخصي ذخَّاتٌ كثيفة منه، في تتابع أضجرني، فأخذتُ أنفضه عن شعري وثيابي بلا فائدة.
    خطوتُ إلى داخل المعمل بخُطى أقتلعها من بين أضراس تماسيح لثقلها وصعوبتها. ولكن فجأةً لَمَع ماءُ ذلك المستنقع الأرضي، الذي كنتُ أخوض فيه، إذ أضاءه برقٌ ضارٍ كأنَّه توقيع الله على السماء.
    وبمثل ما يتجاوز ورق الكتشينة في يد اللاعب بسحبة موفّقة، تجاوزتُ أنا مع فتيل البول رقم 13 في معمل استاك الطبّي بالخرطوم. عبر سَحْبَة لم أكن أدري ساعتها كم من الأنياب السامّة انتقت فيها أصابعي.
    لن أنسى تلك اللحظة التي اصطدمت فيها أعيننا ببعضها بعضاً، قادحةً بشرر اصطدام سيفين في مبارزة ذات مستوى رفيع لعظمة المتحاربَيْن على حَلْبَتِها. غزتني، نعم غزتني فوراً، ونَمَت عيناها الصفراوان -حينها- بداخل عينيَّ بسرعة نبات لويس متسلِّق، شَقّت جدراني وأزهرت في لمحة من تلك المواجهة المبتورة.
    "آآآ.. لو سمحتِ..".
    تلعثمتُ، كنتُ أُريد سؤالها عن اسمها، أو معرفة أي شيءٍ عنها. ولكنها عبرتني بقامتها الرمح، المسنونة لدى حوافها، وذات القناة الطويلة لقطف ما هو سامق من رؤوس الفرسان. لا أدري إن لم تكن قد سمعتني، أو ربما تجاهلتني عمداً، فالمكان والمناسبة مشرعان لأنين المرضى فقط، وليس من الصحّي إطلاق همسات أحبّة بوسط معمل استاك الموبوء أصلاً.
    لمحتُ فتيل عينة البول في يدها، الرقم 13، وقرَّرت تعقَّبه لدى موظَّفي المعمل بعد أن تنصرف هي، لأنَّها مريضة مثلي والظرف حرج للغاية.
    الفتيل الشفَّاف، ذو العنق الوسيم، والمليء بالسائل الأصفر، البول، أو بلازما عمري القادم. رأيتُ فيه حياتي المستقبلية بكل وضوح، والأكيدة دون شك. الحياة التي يمكن برهنتها عبر الميكروسكوب مثل أي كائنات مجهريّة لعينة تسبح بالداخل الآن. عوضاً عن حياتي السابقة تلك، التي كانت كأنما تجري بداخل كتاب، ليتأكَّد لديَّ في كل ثانية أنَّني عشتُها صفحةً صفحة، ومللتُها سطراً بعد سطر. ولم يعد من الممكن البقاء بداخلها مطلقاً، فكلّما تحرّك منّي عضوٌ اصطدم بأحد الغلافين.
    قلتُ لنفسي بجنون قفز فوق آلام مرضي ساعتها، أنا لستُ الإنسان الذي في كتاب، ولن تحدَّني الأغلفة بعد اليوم. طاردتُ أية معلومات مفيدة عن منبع ذلك السائل الأصفر، لدى موظفي استقبال المعمل كلّهم، يسألونني واحداً بعد آخر، قلتَ من؟
    "آآ.. أيوة، الأخت، الأستاذة، أقصد صاحبة العينة، كانت تجلس على هذا الكرسي".
    - أية عينة يا أخ؟
    سئمتُ الموقف كلّه، فقلتُ له بمَقَصِّ ضَجَرٍ لا لسان، "أعني يا أخي صاحبة عينة البول رقم 13 التي كانت تجلس على هذا الكرسي الأصفر، هل فهمتني الآن؟".
    ها قد قصصتُ التساؤلات من ناحية ذلك الموظَّف، ليطالعني هو باستغراب. فمن يقصَّني أنا من عيون هؤلاء المرضى ومرافقيهم الذين لفتتهم ربكة أجوبتي الأولى على أسئلة موظَّف الاستقبال؟
    لم يعد الآن من الممكن ولا المفيد سؤاله عن أي شيء يتعلَّق بتلك الفتاة. فالرجل، وكل من كانوا في الصالة، قد أخرجوا عيون البشر الأخرى، المخبأة تحت الكياسة، والتي تُستخدم في التأكّد من كون الناس مجانين أم لا، ليفحصوني.
    لا فائدة الآن مع تطفل بهذا الحجم. غافلتُهم كلّهم، وتسللتُ لباطن المعمل، إذ فرضوا عليَّ مراقبة جماعية بعد ملابساتي تلك. لأعيد ذات التمتمة الخرساء على موظَّفة الفحص، وبلا فائدة.
    - آسفة يا أستاذ، معلومات مرضانا سريّة، لا يمكن أدّيك عنوانها ولا تلفونها.
    ولكن إجراء تلفون متوسِّل إلى أحد أصدقائي ممَّن كانوا يخدمون سابقاً بالمعمل حلَّ هذا الإشكال، مع اشتراط أن لا أُدخل زملاءه في مشكلة. وإن نسي ذلك الصديق أن يوصيني أنا أيضاً بالابتعاد عن المشاكل، فقد أدخلتُ نفسي في كارثة رسمية بإضافة مواعيد عَرَضيّة جديدة إلى مواعيدي المقيمة سَلفَاً. وهي مواعيد انتظار مَريَّا أمام منزلهم يومياً بعد انتهائي من دوّامي، وانتهائها هي أيضاً من دوام عمل في مكانٍ ما لا أعرفه.
    مرتقباً بهذا الانتظار فرصة مناسبة تُمَكّنني من التعرُّف عليها بشكل غير اقتحامي. إذ لا بُدَّ من فرق بين الطريقة التي يُلقي بها البوليسُ القبضَ على محشِّش بنقو، وكسر خصوصيته. وبين الطريقة التي يُلقي بها الرجلُ القبضَ على عروسه، وكسر خصوصيتها. مع الاعتراف بأنَّ الحالتين تكسران الخصوصية، تليقان بالبوليس، وتنتهيان بالسجن.
    وفي مواعيد مجاوزتي معها باعتبارها ورقة بنت شيريا مناسبة، وجدتُ نفسي ببطن مجاوزة مع السُّم رأساً برأس!
    رأيتُ العقارب تتساقط من جسد مَريَّا وتعدو في كلِّ ناحية، بينما جمهرة من الناس تضج وتزعق، ثم تفر.
    وهي تضحك، العقارب تنمنم لونها الخمري بلون مصفرّ، قاتم، وثقيل. هَلْبُ شعر عنقها وساعديها الأصفر، يشقّه هَلْبُ العقارب الأصفر وشوكاتها المُشْرَعَة بطول مناشير حيتان. بينما الأطفال الصغار يفرّون من وجهها، لتلاحقهم، وهي تضحك.
    تركتُ مفتاح عربتي في طبلونه، وركضتُ ناحيتها مدعياً الهلع، إذ لمحتُ ذلك الحاوي الجوَّال الذي كان يعرض ألاعيب سحره بتلك العقارب. هي لم تخف منها، بل حشرت يدها بثبات أكثر منه في كرتونة العقارب تلك وأخذت تفرغها على جسدها، من أعلى رأسها نزولاً نحو صدرها، استحمّت بها.
    أفشلتْ للحاوي أقيامه games، بدُش عقارب أخذتْه في شارع عام. هنا، بالضبط، بدأتُ أنا قيمي.
    - وااو.. مش خايفة يا مجنونة!؟
    تأملتني بصبر مستبد، وأجابتني باستشراف على رؤوس أمشاطها، لتحاذي قامتي، أهلاً بعقلك الجبان.
    دسستُ ورقة في يدها، على الفور، ببيانات استشهادي. تنصُّ الورقة على أنّني هاربٌ من حتفي، مُذ شَمَّموا رائحتي لخناجر أشواقها، فتبعت المَقاتِلُ دربي قَصَصاً.
    أنا الذي.. بدونها.. أينما هَزَّ أحدٌ من مدافن الدنيا قبراً فسأسقطُ منه قتيلاً.
    فهي نيلي الأوَّل وقطاري الأخير.
    واليوم، بتجاوز أوراق كتشينتي لدى مواعيد العقارب تلك.. أدركتني خناجر الأشواق كلّها.
    مشتاق ليك يا مَريَّا، لامن خنجر الشوق المدقوق في القلب للعود.. عودو يخضّر.
    نعم، خنجر أشواقك مغروزٌ في القلب حتّى عود مقبضه، وسأتبع ذلك الشوق إلى أن يخضرَّ عودُ ذلك الخنجر.
    سألتني عن ورقتي الاستشهادية، التي كنتُ قد جهّزتُها قبل زمن.. عبر طقطقة أسنان فَكّيها مع بعضها بعضاً، ما يعني: أتمضغها؟ أم ماذا تفعل بها!؟
    قلتُ لها، أنا أعمى. مددتُ تلفوني إليها، وطلبتُ منها أن تنقل محتوى الورقة لرسالة sms لأجل امرأة صرعتني منذ أوَّل مبارزة لعينيَّ مع عينيها الصفراوين -حينها-، ففعلتْ، وإنْ بتلاعب مستفهِم، مع ابتسامة سُخْر، تجعل من غمَّازتي خدّيها حفيرين يملأهما حامض الكبريتيك.
    استعجلتُها قائلاً، أرسليها.
    - إلى أين؟
    "إلى قلبك".
    ضحكتْ بمرح المفاجأة، حين أمللتُ عليها رقم هاتفها. شكراً لعينة البول رقم 13، المصابة باليرقان، مُسَبِّب اصفرار العيون. ملأني إحساسٌ بأنني أُملل أوصاف قبري على معول حَفْر، بعُمق كذا، بطول وعرض كذا، وإلى آخر تشطيب اللحد.
    - واسمك منو يا شاب؟
    "سامي".
    احتضنتني في شغب، وبما يُبَرعم لغابة وحشية كاملة ستنبت في المستقبل. كي تسقط من على صدرها.. إثر احتكاك ذلك الاحتضان، آخرُ العقارب المتعلِّقة بثيابها. ولتلدغني أُولى العقارب المتعلِّقة بنزوات جنونها المغامر، والعدمي. ومن لحظتها، بدأ زحفُ تلك الحشرة السامَّة في صدري، صفراااء.. عيار 21 من الغَيْرة.


    ------- روح مصاحبة-------
    http://www.sudanvoice.net/v1/HeyMamaPsJsDoTmp3[/B]
                  

04-28-2009, 10:53 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    اماني وكتين تكون رايق ماك قاعد
    تيولك نضم طاعم ومتمسح




    هاداك العزي وحق الله لتوحشناك بالزاااااااااااف
    فين غبورك
                  

04-28-2009, 11:22 PM

filan
<afilan
تاريخ التسجيل: 02-17-2002
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: طارق جبريل)

    Quote: ، إنّا لله.

    أستاذ محسن هنا ؟
    أرشف على كدا يا بكري ...
    أو فأفحصوا لنا .....ثمّ علقوا لنا تميمة من :
    Quote: عيار 21 من الغَيْرة.




    أسعدك الله يا رجل في الدارين ...
                  

04-28-2009, 11:33 PM

نوفل عبد الرحيم حسن
<aنوفل عبد الرحيم حسن
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 2361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: طارق جبريل)

    الاديب الرائع محسن خالد
    خاف الله فينا في غيابك
    لا تحرمنا وآحتك في صحراء هذا الاسفير
                  

04-29-2009, 00:41 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: نوفل عبد الرحيم حسن)

    أنا سعيد

    ان محسن خالد قام تاني على جنّّو..

    أكنب ياخي أكتب..

    كتابتك طاعمة..

    (عدل بواسطة Abomihyar on 04-29-2009, 00:44 AM)

                  

04-29-2009, 04:02 AM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Abomihyar)
                  

04-29-2009, 05:34 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Rawia)

    Quote: كُلُّ ما جرى معي في الحياة كان محترماً، حتّى نصيبي من النحس فقد قدَّرتني حصّتي منه
    على نحوٍ فارقٍ من باقي البشر.
    لدرجة أفرح، إذا أدخلتُ مفتاح شقّتي في القفل وفتح لي، تصوَّر!؟


    قريت المقطع أعلاه يجي تلات أربع مرات يامحسن في كل مرة كنت بقارن وقائع نحسك مع ما كان
    من أمر نحسي أصدقك القول إنك مشيت قدام شديد ! وياني في دربك ماشي وبصلك صدقني بالحالة
    (المادوغرية) دي .
    ياخ أنا شاكر لك هذه الكتابة الصادقة المليئة وين ما قبلت بصورة حية من الصور التي تملأ
    أركان الكون ، ياخ شكراً ليك يا محسن وينوبك الفي مرادك كان بير روج كان عيون ناعسات
    كان راحة بال ساي وربنا يرفع أقدام النحس من خطاوينا يا أيها الرجل الجميل ً.


    شكراً يا محسن
                  

04-29-2009, 05:41 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: خضر حسين خليل)

    اللنك بتاع روح مصاحبة ما شغال يامحسن
                  

04-29-2009, 05:47 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: خضر حسين خليل)

    لك المحبة السماوية
    عودة بلون زاهي
    نشتاق اليك كثيرا
    ولكل محبيك
    دلالة الألوان
                  

04-29-2009, 06:47 AM

Ishraga Haimoura
<aIshraga Haimoura
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 1463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محمد سنى دفع الله)

    صديقي المسكون.... سلامة العودة ياخي

    "الأبواب" دائماً تطاردني بمثل هذه الأفكار. تجعلني أفَكِّر في العثور على فتاة حَفَّارة قلوب، تستخرج مائي وناري، وتُعَدِّنُ من طينتي ولهيبي الإنسانَ.

    دي بالغت فيها عديييييييييييييييييييييييييل ... الجن الما يفوتك يابا .. قول آمين
                  

04-29-2009, 06:57 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Ishraga Haimoura)

    إن إدراكنا للألوان (Colour Perception) في الطبيعة والأشياء يتأثر بمدى ترتيبها وتنسيقها بحيث يؤدي هذا التنظيم إلى متعة جمالية وراحة نفسية وليس مجرد إدراك ميكانيكي لوجود خارجي، فالعلاقات اللونية والمساحة التي يحتلها لون ما مقارنة بلون آخر ودرجة لون ما بالنسبة لغيره من الألوان كل ذلك يؤثر على إدراكنا اللوني. ]2، ص113[
    وتنقسم الألوان ( Colours ) إلى قسمين رئيسيين هما:
    1- الألوان الأساسية Primary Colours وهي: الأحمر والأصفر والأزرق، وسميت أساسية لأنه لا يمكن أن تشتق من ألوان أخرى نتيجة المزج أو الخلط.
    2- الألوان الثانوية Secondary Colours وهي: الأخضر والبرتقالي والبنفسجي، وسميت ثانوية لأنه يمكن اشتقاقها والحصول عليها وذلك بخلط لونين أساسيين فمثلاً البرتقالي هو ناتج عن خلط الأحمر والأصفر، وهكذا.
    كما أن هناك الألوان المكملة Complementary Colours ، وهي الألوان التي تقابل بعضها بعضاً في دائرة الألوان فمثلاً الأزرق مكملاً للبرتقالي والبنفسجي للأصفر والأخضر للأحمر. ]3، [The color whell
    ـــــــــــــــــــــــــ
    بعد كده نشوف الوانك ووحكايتها العجائبية
    واحشنا يا سيدالكتابة
    محبة وسلام
                  

04-29-2009, 07:28 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Ishraga Haimoura)

    طبعا انا ما اقتنعت ابدا بالفكرة بعد دخلت الكتابة معمل استاك , الملاريا الواحدة البنعرفها دي لو لاقيت بيها (اليشا كوثبرت) تشوفها زي (ام شبتو) دا لو شفتها اصلا , فقصة العيون الصفر وما تبعها من وقائع اعتبرتها حمى طلعت في الراس ما اكتر










    ــــــــــــــــ
    اما اللنك لاهل الشمار http://www.yallacinema.com/actors/gallery.asp?Type=1&cid=2643
                  

04-29-2009, 07:02 AM

شادية عبد المنعم

تاريخ التسجيل: 08-24-2005
مجموع المشاركات: 1298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    كتب محسن الخالد:

    تأملتني بصبر مستبد، وأجابتني باستشراف على رؤوس أمشاطها، لتحاذي قامتي، أهلاً بعقلك الجبان.
    دسستُ ورقة في يدها، على الفور، ببيانات استشهادي. تنصُّ الورقة على أنّني هاربٌ من حتفي، مُذ شَمَّموا رائحتي لخناجر أشواقها، فتبعت المَقاتِلُ دربي قَصَصاً.
    أنا الذي.. بدونها.. أينما هَزَّ أحدٌ من مدافن الدنيا قبراً فسأسقطُ منه قتيلاً.
    فهي نيلي الأوَّل وقطاري الأخير.



    ربما هو إستشراف لتتحاذى الشجاعة يا محسن

    وسلام لك حتى مطلع شمس الأدب الراقي

    تحضرني تلك الندوة عن النص الإبداعي والأخلاق كلما قرأت جميل إبداعك

    بالجنبة كدة : مشتاقين .... وين أراضيك الجميلة؟؟
                  

04-29-2009, 07:40 AM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: شادية عبد المنعم)

    Quote: خيانة بالألوان

    خيانة صفراء فاقع لونها
    تلخبط القارئيين
    فعللوها وما كادوا يتبينون
    ...
    محسن الزول المبدع
    كيفنك يا ( مجينين )
    لعلك طيب .
                  

04-29-2009, 07:43 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: شادية عبد المنعم)

    Quote: بأي حال، لولا باب المطبخ ذلك لما احتجنا لكل هذا الكلام السخيف والمتقعِّر. فقد فرغتُ من طبيخي وأخذتُ عدَّةَ صحونٍ بين يديَّ،
    لأجد أنَّ الهواء قد أغلق باب المطبخ. ولكم كنتُ غبياً لحظتها! فبدلاً عن وضع صحوني على الأرض وفتح الباب، أخذتُ أعدُّ ما أمتلكه من أيادٍ
    وكأنَّني طبختهما مع تلك الوجبة. أهاا يدان فقط، ماذا بعد؟ لأتمادى في الغباء أكثر بما يجعل من الهواء شيئاً اخترعوه في ذلك اليوم، لا..لا،
    ليس الهواء، بل ما يوازيه هنا وهو المرأة. فبالعدِّ الذي كان سببه الهواء، تذكّرت أنَّ المرأة أيضاً لها يدان. وبإضافتهما ليديَّ سأمتلك أربع أيادٍ،
    لأتمَكَّن عبر هذا التعاون من فعل أشياء كثيرة في لحظة واحدة، ويا للخوارزمي الغبي الذي ولدوه خصّيصاً لفتح ذلك الباب.



    محسن ، حيرتني تلك الاماني المجنونة ، البسيطة ، لـــ خلق تعاون واتحاد انساني غير ( غبي )

    وما اعجبني كون باب المطبخ هو سبب لذلك الاتحاد المجنون الذي سيجعل من اربع ايادٍ متعاونة ، واحدة للتفكير الجيد واثنين لحمل الصحون

    اما الاخيرة فلفتح الباب .. !

    الله يعرس ليك يا محسن .. وتتنادي عليها تفتح ليك الباب ، او تكفيك شر حمل الصحون ، والطبيخ ... والاصوات الآتية من الجيران !



    قول آمين !
                  

04-29-2009, 10:21 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: سمرية)

    الأصدقاء والصديقات أجمعين
    والله مشتاقين، أشكر لكم جميعاً سعيكم في هذا الكتاب، وإلى أن آتيكم مفردين ومفردات.
    اللنك دا بتاع أغنيّة إفريقية، اكتشفتُ حلاوتها منذ زمن مُبَكّر، إذ جلبتُها معي ضمن ألبوم لأعمال جميلة من ساوس أفريكا. شويتين يمر الزمن ويظهر فيلم The Last King of Scotland أشوف الفيلم وأسمع أغنيتي –حلوة دي- الما بتغباني، ووين؟ في مشهد "خيانة". لما الطبيب الشاب بحنّك في الطبيبة زوجة الطبيب الأكبر منه والأقدم في المكان، وإلى آخر الحكاية. ولا –أظن- الخواجة قد أشار إلى صاحب الأغنية، ربما يعتبرنا الخواجة بأفريقيتنا ذاتها تراثاً إنسانياً، مضى عليه ما يكفي من السنين لأن يستخدم مجاناً، والله غالب.
    إذ أذكر أيضاً حين ظهر فيلم Blood Diamond، والأصدقاء هنا كتبوا عنه، ومن ضمنهم صديقتي نهال كَرّار، ومما قالوا (ما معناه) أنَّه الفيلم الذي تعامل معنا كأفارقة بإنصاف، والقراية والشوف خشم بيوت. المهم، الخواجة في أفلامه عن المسلمين بجيب ليك حتى الوضوء غلط كما في فيلم عمر المختار، والأذان غلط كما في أفلام تانية بالعشرات، وبجيب ليك الشخصية العربية الخليجية تتكلم لهجة مصرية زي الترتيب،.. وإلخ من السفاهة المقصودة "أحياناً".. يعني لماذا لا يقومون ببحث منظم كما فعل بيترسون عن طروادة التاريخية في فيلمه؟ "راجع الفيلم المُصاحب رقم 2". أو كما هي قبيلة الدينكا قبيلة صحراوية في فيلم إنجليزي لا أذكر اسمه، أو كما جرت معركة شيكان في الصحراء وليس في غابة شيكان كما فيلم الخرطوم الإنجليزي. وأحياناً يلخبطون بلاهة منهم وقل معرفة. المهم، أشوف ليك الفيلم دا، والشباب في البوست نزلوا موسيقى تَتَر البداية، فإذا بي أسمع صوت الداوودي المغني المغربي الذي لا يغباني. وأذكر قلتُ لصديقتي رشأ شيخ الدين ذلك، فأصرت أنه يوسو ندور، ولكنها بعد لُجاجة اقتنعت أنه الداوودي وليس يوسو، اشتغلوا على عمل الرجل بالطبع واحتفظوا بصوت الداوودي ذاته بداخل عملهم، ولا –أظنهم- ثبتوا له حقاً مادياً أو معنوياً، ياهو دا الخواجة!
    أها يا شباب الغنية أبت تنزل، هي غلبت أنور كينغ ذاتو أنا مع شنو! قال بكري موقف خاصية إنزال الغناء، دا طبعاً عشان أستحث صديقي وأخي الأصغر أنور يجي يشوف ليكم ليها بصارة، الغنية مودّكة بالجد.
    ولامن أجيكم
                  

04-29-2009, 10:27 AM

مدثر محمد ادم

تاريخ التسجيل: 12-17-2005
مجموع المشاركات: 3016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    الرائع محسن خالد

    رجعة في قمة الروعة والابداع

    وتسلم حروفك
    تيف تيف
                  

04-29-2009, 03:28 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: مدثر محمد ادم)

    سلام يا محسن ومشكور على هذا العمل (الجديد؟)

    ما دام جِبتَ سيرة الأفلام فإنّه يطيب لي أن أرشّح لك (ولضيوفك) أحد فيلمين أو كليهما ففيهما (في تقديري) ملامح من (أو تكامل مع) هذه القصة:

    1. http://rogerebert.suntimes.com/apps/pbcs.dll/article?AI...VIEWS/611090301/1023
    2. http://rogerebert.suntimes.com/apps/pbcs.dll/article?AI...VIEWS/111090301/1023

    أنا الآن أدرس (ليترالي) أعمالك إذ أطمح لأن أتأهّل لاجراء حوارٍ معك حول شخصك وبعض شخوصها وقد فاجأتني هذه الشخصيّة التي تبدو لي جديدة كليّاً كما وفاجأني ما بدا لي (ربّما بفعل التوقّع الناتج عن "دراسة" أعمالك) أنّه كسرٌ (لَعَلّه مقصود) في فضاء القصّة (زمانها ومكانها وشخوصها) قد يضطرّ القارئ إلى تجبيره في منتصف الطريق (تماماً؟) إلى نهايتها...هذا بافتراض أنّ لهذه القصّة نهاية!

    السؤال هو: الجديد (بالاحرى، الجدَّ) شنو؟ رسمٌ سوريالي/جنائزي يطغى عليه اللون الأصفر والرقم 13؟ أم في الأمر متّسع لتقليب النظر؟
    Quote: Everything we see hides another thing, we always want to see what is hidden by what we see. There is an interest in that which is hidden and which the visible does not show us. This interest can take the form of a quite intense feeling, a sort of conflict, one might say, between the visible that is hidden and the visible that is present.X
    René Magritte (Belgian Surrealist Artist).X
                  

05-03-2009, 05:04 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-04-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)



    أخي الحبيب والأديب الأريب محسن...
    تحياتي وأشواقي...
    آسف على إستلام الرسالة متأخر شوية...


    Quote: أها يا شباب الغنية أبت تنزل، هي غلبت أنور كينغ ذاتو أنا مع شنو!
    قال بكري موقف خاصية إنزال الغناء، دا طبعاً عشان
    أستحث صديقي وأخي الأصغر أنور يجي يشوف ليكم ليها بصارة، الغنية مودّكة بالجد.


    أعتقد أن صديقنا بكري "صاحب السبع صنايع والبخت ما شغّال"...!

    أمّا عن أحوالنا...فكلو تمام التمام...
    ------- روح مصاحبة-------
    http://www.anwarking.com/1/heymama.mp3

    ممكن تعدّل الرابط أعلاه...في بداية البوست...

    أبقى طيّب يا الغالي
    أنور

    (عدل بواسطة AnwarKing on 05-03-2009, 05:05 PM)

                  

04-29-2009, 04:21 PM

الق هاشم

تاريخ التسجيل: 09-03-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    شارعٌ يبدأ بلافتة تأمرك بالانعطاف يميناً، يساراً، أمامك كلينيك، حضانة أطفال، وهكذا.. لتتعب وتمشي وتكد في المشي، ثم يُقفل ذلك الشارع في نهاية الأمر بشاهدة قبر تحسب ما قطعه الإنسان من زمن فقط..
    (متى وُلِدت ومتى تُوفيت).
    دون أدنى اعتبار للمسافة التي تُحدِّد طبيعة الحياة التي عاشها ذلك الكائن. ودون أدنى اعتبار لسرعة ذلك الكائن التي نقرأ من خلالها حيويته، تفاؤله وفرحه بذلك العيش أو سخطه وتشاؤمه منه. بينما المسافة الدنيوية تبقى جاثمة دائماً على ما معه من زمن مخصَّص لقطع طبيعة الحياة تلك، التي ربما هي وعرة أو سالكة من يعرف؟
    فالقانون الكامل لهذه المسألة يقول، إنَّ (المسافة وهي الدنيا) = (السرعة وهي حيوية الكائن) مضروبة في (الزمن وهو عُمُر الكائن).


    اخي محسن متابعه بذات المسافه التي تسكن مواطن حس الحروف..
    ما عدمناك .....
                  

04-29-2009, 05:22 PM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: الق هاشم)

    Quote: هذه البلاد المليئة بالأمراض والإهمال والاحتراب والعنصرية، ومع ذلك نحمل شَجَّة حبها على جبيننا جميعاً. ونستيقظ يومياً لنربط على ظهورنا صليبها الذي هو فوق مقدرة احتمال مليار مسيح.

    يا سلام يا سلام يا سلام يا فنان
    ياخي واصل عرض (حالنا/لكـ) ينوبكـ ثواب كبير
    استمتعت جدا بالحكي و تكنيكو
                  

04-29-2009, 05:29 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: خدر)

    كل يوم بتأكد اكتر من جنونك يا محسن...














    خيانة الالوان لونها ابيض وجريمة الانتقام لونها ازرق.. هكذا
    اقول وانا مصابة بلوثة ما قرأته..
                  

04-29-2009, 09:48 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Ishraga Mustafa)

    Quote: فالقانون الكامل لهذه المسألة يقول، إنَّ (المسافة وهي الدنيا) = (السرعة وهي حيوية الكائن) مضروبة في (الزمن وهو عُمُر الكائن).

    محسن ... الفنان ... تسلم,
    هي معادلة بحجم تواريخ البكاء,
    ومحاولة إستشعار الآخر, عبر ميكانيزم
    مضروب فى أشواقنا لإنعدال الحال.

    مجيد حكيك يا هذا, بس لمن تدور تاني
    تكتب يا محسن, نبهنا { كقراء } لنتجهز
    إليك إستلاف أخيلة إضافية, لنواكب جمهرتك
    الأدبية العالية.

    وطالما جبت سيرة معمل إستاك, فأرجو ألا
    تفسد حكوتي أدناه مزاج الظعن إلى جبل
    الإبداع المحسنى المبين ... مع ملاحظة
    أن معمل إستاك حينها كان يطل مباشرة على
    محطة سكة حديد الخرطوم.

    قالوا فى زول { فحيص تعلمجي } إنتهى لتوه
    من إجراءآت تعيينه فحيصا فى معمل إستاك,
    وكان أول إختبار له بإجراء فحص لعينة من
    زول عيان, وكان الفحيص مضطربا, وصاري عينو
    قوى في عنق المجهر, فسأله مرؤوسه, أها إنت
    شايف شنو؟ فأجاب الفحيص الجديد ... شايف قطر.

    ... متعتنا يا محسن

    فلك زاخم الود ... وأفرعه
                  

04-29-2009, 10:26 PM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: HAYDER GASIM)

    مريت بلحظة تساؤل.. ياربي محسن خالد ده منو؟! ياخ بالغته والله...

    حمدالله ألف على السلامة.. ومرحب بيك...

    بنت الحسين
                  

05-01-2009, 00:54 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: مريم بنت الحسين)


    طارق ود جبرين، أمَّا حكاية، اتوحشناك آدراوي، كيفك ومن معك؟
    ناولني التلفون على المسنجر عندي معاك ونسة من تموليلت ولتحت.
    أريتك طيّب

    فلان يا عزيزي، أريتك بخير، والحب يصل لاعندك.
    بكري يأرشف وين ياخي! الراجل لاحق السوق يا دابو، ودي قشّة عينه من النوم. إنت قايلو بعرف الكتابة السمحة من الكعبة؟ هي يا يابا ها! بِسْ. هسع "ربما" والله أعلم، يكون طاريليو فينا جميلة بعد الروايات البتتنشر هنا مجاناً دي، ويستخسر فيها إنو يرفع ليها لنك مع كتابات الطماطم المخنزرة فووووق ديك. والملجة بتاعتو دي كل ما نقول ينظر فيها ملياً ويفرز الزبد عن الذي سيمكث في الأرض وينفع الناس، نلقاهو يغرّق لينا في مفاجأات ناس حافظ للتحويلات ديل. أها يا فلان أخوي نحن معلمين الله ساكت، وليس لدينا ما نحوله، لا بالبلدي ولا بالإفرنجي. ومعايشنا ذاتها منحشرة بين ضرسي تمساح، مرات نجبدها منو لامن نقع علي القيف واليابسة، ومرات يجبدنا لامن نعوم في الطين غصباً عننا، الله كريم يا أخوي. نادراً ما ترى بوستاً مرفوعاً لأسامة الخواض، أو محمّد حسبو، بشرى الفاضل، فضيلي جماع، أمير تاج السر، عماد البليك، عجب الفيا، عادل البدوي، ميسون نجومي، الصادق الرضي، أماني الجندرية "في بوست الجندر اليا قريب دا"، شذى بلّة في كتابتها عن جبال النوبة الياقريب دا، محمّد النور كبّر، ياخي (لاهوت الوردة) بتاع أسامة الخواض داك ما اترفع، (بوست العلمانية) بتاع محمد حسبو داك ما اترفع، الهسّع شغالين الجماعة ينقلوا منو بالقطاعي في موضة نقاشات العلمانية الانطلقت فينا الأيام دي. بوست (إصلاح الكتابة في المنبر) ما اترفع، والقصة هي مسألة التقدير ليس لهؤلاء الكتاب الراكزين، وإنّما للكتابة الراكزة ذاتها، وعدم شكّها في كوتشينة الونسة والملاعب الفارغة. وأيضاً توجيه هذا المكان نحو الجديّة، بأقل تقدير على النحو الرسمي، الذي تمثله هنا وجهة نظر القائم على الموقع ومالكه، بتبنيه لتلك الكتابات الجادة، برضو بأقل تقدير، فهي التي سيفخر بها هذا الموقع، على المدى القصير والطويل. هسّع كونه يكون هذا الموقع أوَّل موقع باتجاه اللغة العربية جمعاء تُكتب عليه رواية مباشرة هي (تموليلت) دا مش Credit؟ هل قابلك مرة واحدة أنَّ هذا الموقع سعى إلى تثبيت هذا السبق والحق له كموقع؟ أراهنك لو بكرة طلعت تموليلت في كتاب بكري يسفهها كما سفهها ونظيراتها سابقاً، وما يقول ياخي دي الرواية ابنة هذا الموقع، وأوَّل رواية عربية تكتب على النت مباشرة، القصة وعي يا فلان أخوي، وناس التحويلات ديل بضيعو السمينة جد من اليد. تاني أرجع أقولك بوست شهاب كرار بتاع نقاش المادية داك ما اترفع، وكمان تتحذف بوستات شهاب، الشاب المجتهد والذكي، لصالح منو؟ لصالح داصَّة وأهل مذاب ممن هَلَكَتُهُم تُبكى في الإنسانية وإن تعافُ قبورهم الديدان من ظلمة جهلها وقلَّة حيلتها. أهو بكري لا يعقل الفرق بين البوست البتكتب وسيدو سايق موتر وبياكل في تسالي، وبين البوست البكتبوهو بكمين ليالي سهر، وخرتماية مرجع ومصدر!؟ أم ما الأمر؟ ممكن تتعب وتكتب بوست لما زيتك يسيح ويجي واحد يكتب عبارة سخيفة بدل تتحذف العبارة يتشال البوست كلو يترمي ببره. هذا المكان كبر بالجد، وصنع له مقاماً، أي أنَّ بكري لم يعد محتاجاً للانتشار مهما كانت التضحيات وبأي شكل جاء. والآن، انظر للمواد بالخارج، وسترى أنَّ هذا المكان بدأت تتلاشى هيبته احتكاماً للمادة ذاتها ونوعية المواضيع. والأخبار السياسية –الساذَجَة- هذه لم تصنع هذا الموقع، ولا يمكنها أن تحتفظ بقيمة استثنائية لهذا الموقع، لأنَّ الموقع دا لو قلب هوبة فوق حبل مشدود بين رأسي بيتين فلن ينافس الجزيرة ولا العربية المتخصصتين، اللتين يديرهما علماء إعلام عدييل، ولا الوكالات الأخرى. وبالأدق.. فالأخبار السياسية الجد جد تنقل من هناك إلى هنا. وأغلب ما ينقل من أدوات إخبار وإعلام خارجية إلى هنا هو شخصاني، غير مفيد، لا يصلح حتى للونسة وإن يصلح للنميمة، ومما يلائم التابلويد وليس الإعلام الراكز والأمثل "ما ينقله زميلنا (معتصم محمد أحمد) مثالاً ممتازاً". قيمة هذا الموقع استقاها من النقاشات الجادة للكتّاب الأوَّلين، ومن بعدهم الكتاب الأولين الراكزين في هذا المكان، وبهم تستمر هذه المكانة، وبوسع بكري أن يرسخ نفسه في تاريخ الإعلام السوداني بالفعل –إن شاء- ولكن ليس بالبوستات المهرجلة، وإنّما عبر الاستعانة بوجهات نظر إعلامية متخصصة، وأيضاً عبر الاحتكام إلى طبيعة المادة التي يقدمها إلى زواره. اللهم هل بلّغت!؟

    وكن بألف خير يا صديقي العزيز


    العزيز نوفل، ومُتّعت بالصَّحة أيضاً، وجزيل التقدير على هذا الترحاب وكن بألف خير يا أخي.

    يا أبا مهيار، ياخي والله أيام يا صديق
    كيفك يا رجل وكيف أحاويلك، وتحاويلك كمان؟
    خليك قريب، ويضحك نهارك


    راوية العبّاسي شديدة أمي؟
    كوني بخير
                  

05-01-2009, 05:35 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    محسن قريبي وصديقي
    مشتاقين كتير والله
    اكتب اكتب
    قراءك نحن في الزمن الجميل
                  

05-01-2009, 06:57 AM

عز الدين عثمان

تاريخ التسجيل: 06-22-2005
مجموع المشاركات: 411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: خالد العبيد)

    شكرا يا فنان
    Quote: تنشطر وحدتي إلى فلقتين تُشْرَعان مع انفتاح باب الشقَّة أمامي
    .

    شكرا للوحشة العمرانة بالشجن


    اقعد عا فية
                  

05-01-2009, 11:15 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: عز الدين عثمان)


    خضر حسين، ويين الحي بيك؟
    أريتك باهي، وأريتو النحس يفارقك. المشكلة يا خضر سويتوني البطل، والراجل دا قصته لقدام ح تخرب شديد، فدحين خارجوني من الزول دا سريع سريع، هسع عقدتوني من نشر الفصل التاني. يضحك نهارك
    وشكراً لكل الصديقات والأصدقاء الذين يقرؤوني، ويمدونّني بأرواحهم التي زَكَت وبتطويرهم لما أكتب عبر ملاحظاتهم.
    كن بألف خير


    السنّي يا فنّان، الشوق بحر
    ياخي كل ما أقول أخرت ضراعي وأتلّب تاني ناحية الدوحة وباديتها، تلويهو لينا واحدة من بلاوي المَكّة أم تاج وصولجان، بينما الدنيا شارفت على القيامة، والإنجليز ما زالت لهم ملكة، تذكرنا باستعمارهم لنا كلما رأيناها متربعة على العرش.
    الألوان دي حكايتها بدأت منذ زمن طويل، وأشكرك جداً في إنزالك لتلك التقدمة اللونية، لأنها ستجعل الفتل فوق رأي، وهدفي هو تجاوز (الدَّلالَة) للألوان، والنبش في بنيتها ذاتها. مما جاء على لسان (الرجل الكلوروفيل) بالإحداثيات:
    Quote:
    بالليل عليك، نار الحُفَر
    تغنّي في حطب الطلح
    وخشم الرواكيب
    يداور في الرذاذ
    يا مرحب حبابك، ومنشرح
    يضهب في الضلام
    نور الفوانيس القُدَام
    ويضوِّي فيك..
    وهج الجرح

    طاردت بهذه الأبيات كمال جعفر –ذات يوم- وهو يتملّص مني ويضحك، كنّا نعدُّ للمسرحية التي سنقدّمها للترفيه عن المساجين. ولم أكن أعرف أنّ سلامة ستشارك فيها، على كل حال فقد انزلق لساني أمامها بهذه السيرة. كان هذا الموضوع يعتبر من الأسرار، ولكن ماذا أفعل مع فمي؟ إنّ فم الإنسان إنْ لم يجد فماً آخر يوظّفه فلا بدّ أنّ عطالته ستكون الثرثرة.
    تضاربنا أنا وكمال في تعابث جميل، كنتُ أقول له،..
    "أنا منجم الفيرمون، أنا جوهانسبيرج الفيرمون، أنا رور الفيرمون، أنا بني شنقول الفيرمون"،... طالبتُه بأن يجعل هذه الصيحة مقطعاً في المسرحية.
    يقول لي وهو يضحك: كركوك الفيرمون نسيتَها.
    إنها ذات الفترة التي ضحكنا فيها أنا وسانتينو من منديل سلامة الأبيض بمكتبها، حين لوّحت به كراية بيضاء! فعالم المسرحية تردُ فيه الوردة، كرمز للجوع، ومَن يحمل وردة في يده يعني أنّه يحتاج لوجبة. وتغالط المسرحية دلالة الراية البيضاء كرمز للاستسلام، ففيها تستخدم المرأة الراية البيضاء لطلب الجنس والمتعة. هذه أمور كمال طبعاً، يريد أن يجرّب عالماً ذا دلالات بكرة ومختلفة.
    قلت له، لو أُلهمت موسكو دلالة الراية البيضاء على هذا النحو، حين رفعها نابليون بقلب روسيا، لفعل الروس المنمَّشون بنابليون وجنوده الأفاعيل، ولَجَرَى إسهال الغزاة الماضيين وهم في قبورهم.
    أمّا فكرتهم التي أزعجتني، عن بنية الألوان وتكوينها ذاته وليس عن دلالتها القشرية والخارجية، التي تتحكم فيها الجغرافية واختلاف الثقافات، فهي تصوّرهم لأنّ الألوان لم تكن مختلطة بالشهوات والغرائز في الماضي، أي أنها كانت ذات دلالة شاعرية حالمة كالموسيقى تماماً، ولها متعة في حدّ ذاتها ومن صميمها، لا تعوِّل فيها على شيء آخر تختلط به كي يُظهرها. ثم تلت ذلك مرحلة جيوسية ما على الحياة، تَمَّ فيها تكوين المخلوقات من المستويين، الحيواني والإنساني، الأرضي والسماوي. فأصبحنا بذلك نشتهي الفاكهة من خلال لونها، ونستثار جنسياً لمجرّد كون شعر المرأة أسود، أشقر، بُنّي.
    أمّا ما أفهمه أنا من الموضوع، أنّ الشهوة هي الأصل، وأنّ الموسيقى أعظم اشتهاء خالد عرفه الإنسان، وأنّ أُمَميتها ووحدة خطابها من أُممية الجنس ووحدة خطابه، الخطاب الشمولي والديكتاتور. ولهذا فنحن إلى الآن لم نصل لفهم تحليلي حولها وحول التلقّي لبنية خطابها، ولا نزال نجهل كيف نشبع بها.
    وكن بألف خير يا صديقي العزيز
                  

05-01-2009, 11:55 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    إشراقة حيموره،
    ياختي بالغتِ إنت دي عديييل، لما لاقيتِ ماما زينب وأنا ما معاكم.
    كيفك وعاملة شنو؟ أمَّا مشتاقين يا زولة.


    أساسي، وينك يا عزيزي، ياخي الشوق بحر
    النكتة المانعة يا أساسي أخوي ما هنا، في ناس المرض بستثيرهم عاطفياً وجنسياً على نحو أكبر، صدقني في هذه المسألة. بل المشكلة في إنو استاك دا ذاتو أنا بسمع بيهو سمع ساكت، والله كان قبلة كان صباح ما بعرفو وين. لما حيدر قاسم أداهو هبشة تحت، قلت أمّك، هسع الجماعة ديل ح يجوا يسعلوني من النيمة القلت في وشي استاك دي. النقاش دا بتمّه تحت مع عادل البدوي خليك متابع، لأنو عارف إنو المُشهاد في الكتابة دي ماهو مشهاد خلاء، من الزول البشتغل في السفارة الألمانية وساكن بحري، وهو ذكر الحتة دي في إطار عام، لكن أخوك عارفو داير يجي من وين لأنها الرواية دي عذبتني في إني أسأل الناس وين شارع البوستة من شارع كذا.. وإلخ من معلومات بدهية لناس حميدة وبالنسبة لي أنا زي ما تكلمني عن باريس. والقصة لسع لجوه بتلقى فيها صبيان أمدرمان يمارسون هوايات حقة ريف، وإلى آخره. بالنسبة لي كروائي ممكن أدخل أي ثقافة سودانية محتاج ليها في الموضع الأنا عايزو ما دام ما بجيب شتره كبيرة تُجَهِّل الكاتب ثقافياً لدرجة لا يبلعها الفهم ولا الذوق، والباقي تتمو معلومات.
    بتعرف (اللَّبُّودية؟).
    وهذه أناقشها في كتابي "الكوشرثيا" وهي أنَّ الريفيين في الزمن القديم وما زالوا في بعض المناطق البعيدة يتلبّدون للعرسان في يوم عرسهم، ويسمون ذلك بـ(اللَّبُّودية). على نحو مسموح به داخل العرف للأسر الممتدة، لكي يشهدوا عبر فرج الباب والنوافذ ما يفعل العريسان الحَدَثَان.
    أها اللبودية دي، من المستحيل أن تنسبها إلى أمدرمان أو الخرطوم مثلاً، في فترة ما بعد الثمانينات وإنت طالع.
    أبقى طيّب ومشتاقين يا وغد


    شادية عبد المنعم، ياختي نبدأ بالجنبة، فالجنبة دي أهم شيء، وين الحي بيك؟
    ونمرة اتنين، عجبني والله التأويل بتاعك دا، عشان تتحاذى الشجاعة، قراية سمحة بالجد.
    متذكرة الندوة يعني، وأبو ساندرا برضو متذكرها!؟ والبامية الحلوة في بيت أبي ساندرا، ومعانا ماهي، برضو متذكرنها! زحلق لي واحد من الأصدقاء البوست بتاع عوارتكم الياقريب دا، وكنت ناوي والله أخش أحلق لكما معاً من خلاف، لو ما ضايرتوها براكم، التلفونات دي يا شباب سووها لشنو!؟
    ياخي في أسمح من الأيامات ديك، إياكما والنسيان، وإيَّاكما وخيانتها.
    كوني بخير يا صديقتي العزيزة
                  

05-01-2009, 01:25 PM

Omar Bob
<aOmar Bob
تاريخ التسجيل: 02-02-2005
مجموع المشاركات: 2543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)


    سلامات يا محسن
    ويبدو ان البلاد التي تذيب حيتانها بجليدها قد ذوبتك

    يقول الزملاء الشيوعيين ومن شايعهم من اهل اليسار
    علمني لون الجرح النازف ان اللون الاحمر هو اسمي الالوان
    واظن ان المريخاب ايضا بعجبهم هذا القول
    اما اخواننا الختميه ومن لف لفهم من المتصوفه والحيران قيقولون:
    علمني لون الرز الدافئ في صحن الفته ان اللون الابيض هو اسمي الالون
    اما الاخوه المكسريين في الجكس المودرن لابس الجينز فيقولون
    علمني لون الجينز في جيبات الجكس ان اللون الازرق هو اسمي الالوان
    واحسب ان الاخوه الهلالاب يسنحسنون هذا الشعار ايضا

    تلك هي يا محسن هي جريمه الالوان اما ما كثبثه انت فهو جنون الالوان
    وان شاء الله تجن وتزيد في الجن
                  

05-01-2009, 04:46 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Omar Bob)


    سميّة الحسن،
    إزيك يا مجينينة، وأريتك بخير وحالك باهي.
    ما يزال ذلك البوست التاريخي عن الدوبيت ماثلاً في ذهني، وما زلتُ أتعجّب فيك كامرأة مفردة رأيتُها في حياتي تهتم بهذا الضرب (الرجالي) البحت،
    كما جرت الأمور على الواقع بمحض اختيار النساء، إذ لم تهتم بهذا الضرب إحداهن من قبل كما أنت، وإن هناك من كتبنه خفاءً.
    أرجو قريب تعزمينا على حَنّاي شعر بادية، ونجي نتكايت وننطرب.
    عجبتني المربّعة التي أوردتيها للشيخ عبد العزيز ويجاري فيها ود ضحوية، مشكورة عليها، فقد ساهرت بي ليالٍ طوال.
    كوني بخير يا عزيزتي


    هبة يا سمرية، إزيك، وفارط الأشواق يا صديقتي العزيزة.
    أعجبني تأويلك، ويا لها من قراءة. فبطل القصة سامي، المترجم الوحيد، لم يكن يطمح إلى ما هو استثنائي،
    ولكن الحياة وضعته في طريق مَريّا، الاستثنائيةُ والشُّجَاعُ في جنون على نحو عدمي كما ذكر البطل، وكما سنتابع في تتمة القصة.
    المشكلة إنو هو كان أقصر منها في تلك المحاذاة التي قرأتها شادية بالشجاعة، فهو يحلم ببيت "ساكن"،
    وهي تحلم بحب لا ينفد وبكل ما مع القلب من مدىً "مترحل"، مائج، متنامٍ، وفوّار.
    إذ كانت تحلم بالانتصار على الفناء والعدم الذي يملأ روحها، فالرجال بذلك آخر ما يمكنها أن تحلم بهم كمنتهى.
    ستطحنهم كل ما قابلوها كالدقيق إن لم يكونوا ذلك الرجل الذي بوسعه، أن يطولها أو يحاذيها، وعياً وفنّاً وجنوناً وإيماناً بالحرية.
    هي شخصية قابلني القليل من ملامحها في فتيات سودانيات متعددات، ولكنني جمعتها منهن، في مَريّا واحدة.
    خلونا نشوف، هل هناك في النضج السوداني امرأة بهذه الطريقة!؟
    كوني بألف خير يا صديقتي في الغار


    مدثر محمّد آدم
    تيف تيف ماك طيّب! وأريتك في هَنَاء وفي لَقَى عند المقسَّم عاجها.
    مشكور ياخي على أترك في هذا المكان
    ولك أجمل المودات والحب على ترحابك الكريم
    كن بخير يا صديقي
                  

05-01-2009, 07:36 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    عادل البدوي، يا صديقي في الغار، القلب شاهد متوحشك بزَّاف، كما أشتاق لتلك الأيام التي لطالما تسامرنا فيها ببوست إصلاح الكتابة، والله أيام.
    في هذا البوست سيطيب لي معك الأنس وين ما ودّتنا الكراع، ماياهو بوست بتتنشر فيه قصة، لما ينزل فصل الناس تقراهو وتقزقز وتقول ما تلهمهم له سيرة هذه القصة، وما تفتّحه من أشجان. يعني ما ماسكين لينا موضوعة نقاش واحدة عشان نكون ملتزمين بخط فكري، وإنَّما فن ينشر وتحت هذا الظل ننطلق مع الرؤى، فاستعدل لي يا صديق للأنس المجيه، يعني بين كل فاصل وفاصل نقوم ننزغم من ناس حفلة القصة عشان نكب لينا كأس.. Cheers حقة الخواجات دي، التي تذكّرني دائماً بــهيييع حقة السودانيين.
    يضحك نهارك
    الرابطان يبدو أنهما لفيلم واحد، كان بصارتي دي مستعدلة وما شتره. سأسعى خلف الفيلم لرؤيته ما عثرت عليه. وأنتظر حوارك معي متى ما اكتملت تدابيرك حول ذلك، على الرحب والسعة، بس نخليهو في بوست براهو، بعد ننتهي من ونسة هنا دي. سؤالك الحاضر بخصوص هذا العمل، فهو عمل بائت في قلبي منذ (13) عاماً ولم أجد المنطقة المناسبة التي أمسكه منها، أصعب شيء في الكتابة بالنسبة لي هو البداية. وبرغم اشتغالي عليه دائماً في بالي، بحيث أحلحل مشاكله كلها المتعلقة بالرَّوَيِّ، وأيضاً لتحديد الحمولات التي أود بثها فيه من رؤى فلسفية وسيكلوجية ومجتمعية، دي سايقها هذا الزمن كله في رأسي مع التفكير في المسار الرئيس للعمل. وبدأتُ كتابته قبل عامين ونصف أو يزيد. وربما هو العمل الوحيد من أعمالي الذي يحتوي على "قصة" بالمفهوم الدرامي. أعمالي السابقة كلها كما تعلم، لا تنطلق من بداية قصة ولا تنتهي إلى خاتمة، وكل أحداثها هي وقائع وجودية يمكنها أن تتم في الذهن ولا تشتمل على أحداث بالمعنى "المجتمعي" إلا فيما ندر. أي هي سياحة فكرية طليقة عن كل (عوارات) مفردة الحبكة حمانا منها الله، وعن كل (بياخات) السرد، هاتان المفردتان اللتان قلت عنهما من قبل، مفردتا "السرد" و"الحبكة" يا هن يا أنا في الحقل دا. المهم، دا كلّه نتمه بعد تكمل دراستك في بوست منفصل ومخصّص للحكاية دي. فبي أيضاً رغبة للحديث عن رؤى وبُنى وصنعة وتقنيات كتابة القصة والرواية، فربما يسهم ذلك في إفادة بعض من يرغبون مزاولة صنعة الفقر هذه.
    هسّع خلينا في تخريمة الأفلام دي، وخليني أواصل في شارعي داك، بدأت كتابة نقدية عن فيلم الخرطوم، ولم أكملها، ولا أظنني سأكملها لأنني لا أمتلك وقتاً، هذه الأيام مريض وراقد في البيت، والدكتور قال لي أخد الدواء دا وما تمش الشغل. عشان كدا لاقي فرقة أكتب، شفت كيف يا الحبشي؟ ياخي شفقتنا عليك، ما تجي يا زول مارق وتطمنّا، عاين في البورد دا، سوقك الأيامات دي فاااتح، جنس صيد هو.
    سأنشر لك يا عادل ما كتبته، لعلّك تجد فيه والقراء بعض الفائدة.
    يا عادل ياخي كيف الزول يتفرغ للكتابة وفي نفس الوكت ما يبيت جعان، لو لقيت حل للحكاية دي، أوعدك كل شهر أسلّمك كتاب نجيض. الفيلم دا ضروري يتقري بالسين أو المشهد الواحد، وكمان تترجم هذه القراءة إلى الإنجليزية والفرنسية، دا قناعتي أنا، أها البقنع الصادق المهدي منو؟
    يضحك نهارك



    http://www.youtube.com/watch?v=RQHMa5NhJF8&feature=related
    طالَبتُ كثيراً، كأحد المهتمين بالذود عن ثقافتنا السودانية، بأن تُخصَّص ميزانية لإنتاج بعض الأعمال السينمائية، خصوصاً تاريخ "المهديّة" لسد الطريق أمام محاولات إعادة كتابة التاريخ بأيدٍ أجنبية. ذلك لأنَّ هذه الأجيال الحاضرة أصبحت تعتمد على المادة البصرية وتعتقد في صحتها دون محاصصة أو مراجعة.
    لقد أفلح الليبيون كثيراً في توفيرهم ميزانية لصنع فيلم "عمر المختار" فجاء العرض التاريخي فيه منصفاً لحد كبير. أمَّا فيلم الخرطوم فهو نموذجٌ لتزييف التاريخ عبر الكتابة البريطانية له، وكذلك ما كتبوه عن تاريخ أمريكا وصراعهم مع الفرنسيين والبرتغاليين، وأيضاً صراعهم مع الأفارقة والدتش في حروب البوير. هذه دعوة للانتباه ولمراجعة هذه الأعمال نقدياً ومعرفياً، ولتشريح دسائسها وسمومها.
    ادعاء محمّد أحمد للمهدوية هو ادعاء لا يجد ما يسنده بالتأكيد، وهو باطل لبطلان المنظومة السياسية الإسلامية في أساسها المعرفي بالأصل، كما أُقَدِّر، فلا عجب حين تفشل على أرض الواقع بين يدي تورشين. ولكن هذا كلّه لا يسمح بالتجاوز في قراءة ما تم تاريخياً بالفعل. إذ نلاحظ مثلاً في فيلم الخرطوم، أنَّ معركة شيكان تتم في الصحراء بينما هي في الحقيقة قد وقعت بقلب غابة شيكان. وهي حيلة لجأ لها معدو الفيلم لنفي قدرات المهدي العسكرية وتصويره على أنه شخص محظوظ وليس كفؤاً لهم.
    كما نلاحظ أنَّ المهدي في حواره "المزعوم والمفبرك" مع غردون، يقول له بأنه سيقتل النساء والشيوخ والأطفال وكل روح، ما يستقصد نظرية الإسلام المعرفية ذاتها، التي تأمر بعدم التعرض لهذه الثلاثية على وجه التعيين. والهدف من ذلك هو الإلقاء في خاطر المتلقي الغربي أن هذه الشعوب هي شعوب متوحشة وسافكة دماء، فلا عجب أن تذهب لها قوات الإمبريالية في ديارها وتبيدها. كما يزعم الفيلم أيضاً محبّة غردون للسودان التي لا نعرف من أين أتت وهو قضى معظم عمره قاتلاً ومفنياً لشعوب آسيا خصوصاً الشعب الصيني الذي لُقّب به (غردون الصيني).
    يمكن أيضاً رؤية اثنين من الأوبجيكت التي تُنْفَى خارج مدى الفعالية من الفيلم بفعل العطش، وهو مشهد عربة المدفع التي تتدحرج وحدها وتسقط بعيداً، وأيضاً مشهد الجمل أو الناقة التي تبرك وحدها من تأثير العطش، لنلاحظ بعد انجلاء المعركة التركيز على هاتين (المفردتين المنفيتين) بفعل العطش، واستعادتهما لأجواء الفيلم من جديد.
    إذ تعود هاتان المفردتان مرة ثانية إلى حيوية الأحداث بعد أن يقوم أحد الأنصار باستعدال عربة المدفع المنقلبة، ويقوم آخر بمساعدة الجمل أو الناقة على النهوض، ما يستبطن أنَّ ما أخذه المهدي وأنصاره قد منحهم له (العطش) وليس كفاءتهم وقدرتهم على انتزاعه أهليةً واستحقاقاً.
    يتساءل الناريتر أو (الراوي) في مقدمة الفيلم، لماذا هي الأشياء في الخارج أكبر منها في الواقع؟ ليكون المدخل إلى هذه البلاد المتابع للراوي بصرياً هو التماثيل الضخمة والكبيرة الرابضة في مياه النيل، ليسأل الراوي من ثَمَّ مستتبعاً: أهذه الضخامة في الخارج دون الواقع، أهي الرؤى (visions) أم الزهو (vanity)؟ ليقرر بعدها أنَّ الرؤى دائماً ممزوجة بالزهو..
    ولكن الإجابة على سؤال الضخامة هذا سنجدها في المشهد (المفبرك) الذي يلتقي فيه المهدي بغردون، ويلوح فيه المهدي كسايكوبات واضح المعالم، سأتعَرَّض إلى ذلك لاحقاً من خلال قراءة شخصية المهدي في الفيلم بأكمله. ما يهمني حالياً أنَّ (قامة) المهدي الجسمانية تُظَهَّر على أنها أقصر من قامة غردون.
    ومعروف طول المهدي طبعاً كجسد، أو كتمثال كوشي ضخم مما عزل الناريتر في مقدمة الفيلم ضخامته عن الواقع، وخَلُص إلى أنَّه نتاجٌ لخلط الرؤى الكذوبة والمريضة حالياً من شخصية المهدي، بالزهو المريض الذي يتوعد بقتل النساء والأطفال والشيوخ، لتتقاصر قامة المهدي المتوحش والمهووس أمام قامة غردون المتحضر. وهذا هو التغليب للصفات البطولية عبر الترميز المعروف في علوم السينماتوغرافي. كما شاهدناه مثلاً مع شخصية الغلادييتر لراسل كراو القصير نوعاً ما مع بقية المجالدين، أو كما شاهدناه مع سوبر مان وبات مان وهيل بوي، الشخصيات التي يُراد لها في الإسكرين بلاي أن تطغى، وهنا أرادوا لشخصية غردون أن تطغى بزعم أنَّ معها الحق في مواجهة شخصية سايكوبات تدعي الرؤية كذباً ويدفعها الزهو والغرور الإنساني غير المستحق.


    ------------------------

    يا ريت زول من الناس البتعرف ينزل الفيلم دا بالطريقة البيظهر فيها اليوتيب، وينزل معاه كتابتي دي، أكون شاكر.
                  

05-01-2009, 07:49 PM

filan
<afilan
تاريخ التسجيل: 02-17-2002
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    Quote: داصَّة وأهل مذاب


    سلام أستاذ محسن ...
    غايتو الكلمتين الفوق ديل سطت في دربهم السافل والصعيد ، وبعد عطش حتا لقيت دربهم ... كتر خيرك على تعليمنا صيد السمكة بدل وهبنا سمكة نجيضة .

    بالنسبة لسؤالك :
    Quote: يا ريت زول من الناس البتعرف ينزل الفيلم دا بالطريقة البيظهر فيها اليوتيب، وينزل معاه كتابتي دي، أكون شاكر


    فأخانا بكري أبو بكر - لسبب مــا - عطل أكواد المنبر , ولذلك لن يظهر أي ملف ميديا مباشرة على المنبر , ولكن يمكن رابط الميديا والمتصفح يضغط عليهو
    وأتمنى أن تزول الأسباب قريباً .

    متابعين معاك ... وحايمين بهنا طول الوقت .
                  

05-01-2009, 09:23 PM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: filan)

    Quote: كري يأرشف وين ياخي! الراجل لاحق السوق يا دابو، ودي قشّة عينه من النوم. إنت قايلو بعرف الكتابة السمحة من الكعبة؟ هي يا يابا ها! بِسْ. هسع "ربما" والله أعلم، يكون طاريليو فينا جميلة بعد الروايات البتتنشر هنا مجاناً دي، ويستخسر فيها إنو يرفع ليها لنك مع كتابات الطماطم المخنزرة فووووق ديك. والملجة بتاعتو دي كل ما نقول ينظر فيها ملياً ويفرز الزبد عن الذي سيمكث في الأرض وينفع الناس، نلقاهو يغرّق لينا في مفاجأات ناس حافظ للتحويلات ديل. أها يا فلان أخوي نحن معلمين الله ساكت، وليس لدينا ما نحوله، لا بالبلدي ولا بالإفرنجي. ومعايشنا ذاتها منحشرة بين ضرسي تمساح، مرات نجبدها منو لامن نقع علي القيف واليابسة، ومرات يجبدنا لامن نعوم في الطين غصباً عننا، الله كريم يا أخوي. نادراً ما ترى بوستاً مرفوعاً لأسامة الخواض، أو محمّد حسبو، بشرى الفاضل، فضيلي جماع، أمير تاج السر، عماد البليك، عجب الفيا، عادل البدوي، ميسون نجومي، الصادق الرضي، أماني الجندرية "في بوست الجندر اليا قريب دا"، شذى بلّة في كتابتها عن جبال النوبة الياقريب دا، محمّد النور كبّر، ياخي (لاهوت الوردة) بتاع أسامة الخواض داك ما اترفع، (بوست العلمانية) بتاع محمد حسبو داك ما اترفع، الهسّع شغالين الجماعة ينقلوا منو بالقطاعي في موضة نقاشات العلمانية الانطلقت فينا الأيام دي. بوست (إصلاح الكتابة في المنبر) ما اترفع، والقصة هي مسألة التقدير ليس لهؤلاء الكتاب الراكزين، وإنّما للكتابة الراكزة ذاتها، وعدم شكّها في كوتشينة الونسة والملاعب الفارغة. وأيضاً توجيه هذا المكان نحو الجديّة، بأقل تقدير على النحو الرسمي، الذي تمثله هنا وجهة نظر القائم على الموقع ومالكه، بتبنيه لتلك الكتابات الجادة، برضو بأقل تقدير، فهي التي سيفخر بها هذا الموقع، على المدى القصير والطويل. هسّع كونه يكون هذا الموقع أوَّل موقع باتجاه اللغة العربية جمعاء تُكتب عليه رواية مباشرة هي (تموليلت) دا مش Credit؟ هل قابلك مرة واحدة أنَّ هذا الموقع سعى إلى تثبيت هذا السبق والحق له كموقع؟ أراهنك لو بكرة طلعت تموليلت في كتاب بكري يسفهها كما سفهها ونظيراتها سابقاً، وما يقول ياخي دي الرواية ابنة هذا الموقع، وأوَّل رواية عربية تكتب على النت مباشرة، القصة وعي يا فلان أخوي، وناس التحويلات ديل بضيعو السمينة جد من اليد. تاني أرجع أقولك بوست شهاب كرار بتاع نقاش المادية داك ما اترفع، وكمان تتحذف بوستات شهاب، الشاب المجتهد والذكي، لصالح منو؟ لصالح داصَّة وأهل مذاب ممن هَلَكَتُهُم تُبكى في الإنسانية وإن تعافُ قبورهم الديدان من ظلمة جهلها وقلَّة حيلتها. أهو بكري لا يعقل الفرق بين البوست البتكتب وسيدو سايق موتر وبياكل في تسالي، وبين البوست البكتبوهو بكمين ليالي سهر، وخرتماية مرجع ومصدر!؟ أم ما الأمر؟ ممكن تتعب وتكتب بوست لما زيتك يسيح ويجي واحد يكتب عبارة سخيفة بدل تتحذف العبارة يتشال البوست كلو يترمي ببره. هذا المكان كبر بالجد، وصنع له مقاماً، أي أنَّ بكري لم يعد محتاجاً للانتشار مهما كانت التضحيات وبأي شكل جاء. والآن، انظر للمواد بالخارج، وسترى أنَّ هذا المكان بدأت تتلاشى هيبته احتكاماً للمادة ذاتها ونوعية المواضيع. والأخبار السياسية –الساذَجَة- هذه لم تصنع هذا الموقع، ولا يمكنها أن تحتفظ بقيمة استثنائية لهذا الموقع، لأنَّ الموقع دا لو قلب هوبة فوق حبل مشدود بين رأسي بيتين فلن ينافس الجزيرة ولا العربية المتخصصتين، اللتين يديرهما علماء إعلام عدييل، ولا الوكالات الأخرى. وبالأدق.. فالأخبار السياسية الجد جد تنقل من هناك إلى هنا. وأغلب ما ينقل من أدوات إخبار وإعلام خارجية إلى هنا هو شخصاني، غير مفيد، لا يصلح حتى للونسة وإن يصلح للنميمة، ومما يلائم التابلويد وليس الإعلام الراكز والأمثل "ما ينقله زميلنا (معتصم محمد أحمد) مثالاً ممتازاً". قيمة هذا الموقع استقاها من النقاشات الجادة للكتّاب الأوَّلين، ومن بعدهم الكتاب الأولين الراكزين في هذا المكان، وبهم تستمر هذه المكانة، وبوسع بكري أن يرسخ نفسه في تاريخ الإعلام السوداني بالفعل –إن شاء- ولكن ليس بالبوستات المهرجلة، وإنّما عبر الاستعانة بوجهات نظر إعلامية متخصصة، وأيضاً عبر الاحتكام إلى طبيعة المادة التي يقدمها إلى زواره. اللهم هل بلّغت!؟


    غايتو نجضتو و نجضتنا نجاض قبورة...رغم اني لا اعرف من هو قبورة و ما هو نجاضه.
                  

05-01-2009, 10:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)


    سيدي في المقام الرفيع : الكاتب الروائي : مُحسن خالد.

    تعرف أنتَ صناعة الدهشة عندما ترصف الكلمات ، وتتوجَّد عندكَ مُفرادت اللغة العامية وتصطرع بأخرى
    اصطُلحَ أنها الفصيحة . تنحتْ أنتَ ويقتربان من بعضهما ، ويقف القارئ من غير السودانيين في انتظار
    أن يعيد ترتيب ما يعْرِف ليُقايس بين هذه وتلك .
    تلك الخطوة التي مشيت من النص ، يتعين أن تكون مُبتدأ الرواية وأن تصبُر عليها ولو طال زمانها ...
    فهي من الأدوات التي تُبرر أن يكون عُمرك أطول من قامتُكَ في النُبوءات ،
    ولن ينقضي العُمر وأنت تكتُب ، لأن الكتابة بريق يمتد متصلاً من الماضي إلى المستقبل وأنت بين الجميع تنشطِر
    و تتفتتْ .
    دمتَ سيدي أبداً في فراشك الناعم الرياش في غرفة لا تشبه غرف الآخرين الذين أعرفهم
    في دُنيتي و التي يتسع فيها كون المحبة في كل يومٍ سنة ضوئية أخرى .

                  

05-01-2009, 11:33 PM

شادية عبد المنعم

تاريخ التسجيل: 08-24-2005
مجموع المشاركات: 1298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    كتب محسن خالد:


    شادية عبد المنعم، ياختي نبدأ بالجنبة، فالجنبة دي أهم شيء، وين الحي بيك؟
    ونمرة اتنين، عجبني والله التأويل بتاعك دا، عشان تتحاذى الشجاعة، قراية سمحة بالجد.
    متذكرة الندوة يعني، وأبو ساندرا برضو متذكرها!؟ والبامية الحلوة في بيت أبي ساندرا، ومعانا ماهي، برضو متذكرنها! زحلق لي واحد من الأصدقاء البوست بتاع عوارتكم الياقريب دا، وكنت ناوي والله أخش أحلق لكما معاً من خلاف، لو ما ضايرتوها براكم، التلفونات دي يا شباب سووها لشنو!؟
    ياخي في أسمح من الأيامات ديك، إياكما والنسيان، وإيَّاكما وخيانتها.
    كوني بخير يا صديقتي العزيزة


    كم أنا فخورة بها تلك الأيام فمنها عرفتك (وهل أسر أليك أنني قرأت كل كتبك التي وجدتها في مكتبة بركات في اليومين القبل الندوة)

    فقط ليطمئن قلبك ما بيني وبين العجوز ليست فقط تلك الأيام
    لكن زاد كثير من الملح والملاح والهموم المشتركة والحكايات المشتركة (والنزعات الإنسانية المشتركة)
    بالعربي كدة يا ما أشاكلنا وختيناهو قرض ودخلنا البنيات في ضفورهم خاصة ساندرا وماهيتاب
    لكن أول مرة نتشاكل على الأثير
    وثاني أول مرة بركات يقوم جني وينزلني في الزار (ده تعبير ديامي بيعرفوا هو كناية عن الغضب الشديد)

    لكن أطمئن لن نخون ولن ننسى لكن كيف نمنع الخرف؟؟
    دي براها بنزل ليك فيها قصة عجوزين كدة (لتتبسم)

    لكن عد للكتابة أرجوك فهي ترمم فينا كسور الظلام
                  

05-02-2009, 11:30 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: شادية عبد المنعم)

    خيانة بالالوان
    والوان بالخيانة
    مااجمل اللون المصقر للباب
    تلك الصقيرة التى ادخلتنا معك فى عالم احبننا ان نظل فيه
    فهو يعكسنا
    نرانا فيه
    بصقيرتنا اللونية والروحية ايضا
    نعم ياصديقى ثمة "كدوب فى الروح"
    لكننا نحاول ان نغسله عبر قراءة من يكتبنا
    اتمنى ان تكتبنا دائما لغسل هذا الصقير
    ثم انى اراك تتحدث عن المكان خاصة حين تحدثت عن جهلك بمعمل استاك
    زلماذا تريد معرفته؟هل تكتب تاريخا ام رواية؟
    ان كانت الرواية تدخل فى السياق التاريخى فدونك دار الوثائق
    لكنك تكتب رواية فدع الامكنة لك حملها لونك وخاصيتك ونكهة كتابتك التى تمتعنا باكثر من معرفة اين تقع
    لانها تقع فى خضم الروح
    حين تذهب فى كتابتك الى التوثيق فليكن اكتب بحرفية محمد سعيد القدال كمؤرخ
    لكن تذكر انك روائى
                  

05-02-2009, 09:36 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ألق هاشم
    مرحباً بك، ولك أزكى المودات والتقدير
    ولا عدمناك أيضاً
    كوني أبداً بخير

    طارق أبو عبيدة
    مشكور على الإطلالة يا فنّان، وأهو بندهبش حتى يفتح لنا
    والحكي ما يزال على النار

    كيفك يا دكتوره إشراقة
    أمَّا مشتاقين، مشكورة على موداتك الرحبة
    ورجائي أن أسْطِيعَ النفاذَ بين لون وتداعياته، بين لون وذكرياته، بين لون وطموحه إلى الرحيل في مزاوجة بِكْرة.

    قلتُ إنِّيَ اللونُ لا قاعَ لي
    طموحُ اليرقةِ
    خميرةُ الدهرِ
    وعِرْقِي في الأصيص
                  

05-02-2009, 10:49 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)


    حيدر قاسم
    يا صديقي العزيز، منتهى الأشواق
    مشكور يا صديقي على المحبة، التي تشكر سيدها بروحها
    ياخي إنت ما وريتني لسع هو استاك دا وين؟
    الجديد الجديد ذاتو وين؟ وين لكبري الحرية!؟
    أخوك زول خلاء، وباقيه عليه نكتة الزول المشى الخرطوم وعجبو صهريج موية مانع. كل ما أهلك العروب يتونسوا بإستبالية الخرطوم، ويقولوا مشوا اتفسحوا، وشافوا المحل الفلاني، طوالي زولك يطفر، ويعمل فيه حافظ الخرطوم، أها ومحلكم دا وين للصهريج؟ كه.كه.كه
    صدقني يا حيدر قاسم كان مشيت الخرطوم لا أعرف فيها شيئاً على الإطلاق، إلا يرجاني زول من أصحابي ديل في المطار ويمشهدني. زمان، لما كنا طلاب في جامعة الجزيرة، تدلينا عربيات اسمها "العظمة" شندي الخرطوم وبالعكس، كلمة (بالعكس) دي أهم حاجة، منتبه معاي؟ التقول ح توديك باريس! لووول
    العظمة تنزلني في موقف شندي ببحري، بركب طراحة، وأحياناً حافلات بتاخدك من هنا لموقف الشعبي الخرطوم، ومنه إلى الشعبي مدني. ومنه إلى النشيشيبة رأساً. أحياناً بتجيني "لونا" قريبتي بتاخدني معها بيتهم في الخرطوم تلاتة، ومن هنا مسكت في صهريجي، اللهو كبري الحرية.
    خذ هدية لأوَّل مرة تنشر من (قسيس الطبيعة)
    "علي حجّاج" و"هشام البدوي" صديقان، ومن أنقى وأصدق المتدينين الذين عرفتُهم في حياتي كلّها.
    --------------
    (ألم تصبح أديباً كبيراً بعد؟).
    سألني ضاحكاً مع سخرية مناكِفَة وحميمة. أهو "علي حجاج" أم "هشام البدوي"؟ لا أذكر. ولكنه أحد الرجلين بلا شك. ولكي ننجو من البهتان فإنِّي أرجِّح صديقي "علي حجاج".
    قلت له بسخط بهيج، "تمنيت لو عثرتُ لك على عذر آخر. أحرجك معي يا "علي" كلما تقابلني. ولكنه النشر كالعادة، ليذهب في داهية. هذه الكتابة لا تعرف ظروفنا".
    ضحك هو بأدبه المعتاد وأردفت أنا، "طبعتم لـ"صادق عطا الله"!؟ ما الذي اكتشفتموه مبكراً في هذا الرجل؟ نحن إلى الآن لم نتوصل إلى شيء".
    ربما "عطا الله" المذكور شارك معهم بماله، ولكنني لم أكن أعرف. اسمه طويل وهذا كل ما أتذكره منه. سوف يسامحني "صادق عطا الله" هذا ولن يغضب. خصوصاً لو قلت له إن الروائي "محمد شكري" حينما سأل "جان جُونيه" عن أصدقائه في سوريا، أجابه "جونيه" بكل اعتزاز "الجنرال الغازي". ومن كتاب آخر عرفت أن "جونيه" كان يقصد الكاتب "غازي أبو عقل". وربما يصبح كتابي هذا مهماً ذات يوم، وتصبح مشكلتك يا "عطا الله" كيفية إثبات أنك الرجل المعني. ولذلك أعدك مقدماً بتصحيح اسمك في الطبعة الثانية. لن أخذلك، ولن أتركك تقع في المشكلة التي وقع فيها زميلك "أبو عقل". رجل "أبو عقل" كان قد مات يا "عطا الله"، وأرجو أن لا أخذلك بهذه الطريقة التي سيتضرر منها كلانا.
    تآنسنا قليلاً ودعاني لزيارة مكتبهم بالخرطوم تلاتة، كنا قريبين من المكان. ولا أستطيع أن أقول إننا ذهبنا لمكتب "ياسر" أو "أبو نارو" لأن المشاجرات بين المعسكرين كانت عند أوجها. والدسائس بينهما والصراع على مقتنيات الحزب كان يلوث بيئة الإخوان بكاملها. وبما أنَّ المكتب لم يكن قد قرَّ بعد لإحدى الجهتين، دعنا نقرر إذن: ذهبنا لمكتب ولرجل والسلام.
    تناقشنا حول الفن والكتابة وعلاقة ذلك بالإسلام أو لا علاقته، المهم أنَّ الرجل كان هادئاً ووقوراً وفي غاية التهذيب واللطف. معظمهم عُرِف بذلك. فهؤلاء تلاميذ الأساتذة "صادق عبد الله عبد الماجد" و "الحبر يوسف نور الدائم"، فبالتأكيد لن يكونوا كتلاميذ "الترابي". و"الترابي" بالطبع انشقَّ على هذين الشيخين من ذي قبل. ثم جاء انشقاق "ياسر ـ أبو نارو" في هذا الاتجاه. ثم انشقاقات كثيرة معروفة ويصعب حصرها. الأميبا، تفقعت في كل مكان حرامية وجلادين، وتجار حرب، وقليلٌ منهم من ثَبَتَ صِدْقُهُ، ومن سيلقى ما يؤمن به على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
    لاحظتُ أن دارهم تجاور داراً أخرى لي فيها "لونا" جميلة، فارعة ووسيمة. سنعرف. دخلنا لوجار المتدينين ذلك وكنت ساهماً. لقد قررت إلقاء نظرة على رؤيتهم للفن وما يتعلَّق به من معارف، وما هي سياسات هذه الجماعات تجاه الفن في المدى البعيد، ولن أتراجع عن هذا التطفل المهم للغاية، بالنسبة لي كفنَّان.
    سأكتب عن هذه النقطة في مكان آخر، المهم أنني حين خرجت من هناك، وكانت هي تقف عند الباب. فلمحتني، وكأنما صرختها الفَرِحة وهرولتها نحوي طبعت لي كتبي كلها. يا "لونا" يا ليل. أعزها جداً وحتى تاريخ اليوم. تطايبنا وسألتني بمرح،..
    - ما الذي يحشرك في بيت السعالي والغيلان ذلك؟
    "جئت إليهم في مسألة"، قلتُ دعني أُشاغبها.
    - أية مسألة مع هؤلاء؟
    "أريد أن أبتزهم"، ثم قطَّبتُ جبيني، وعقدتُ حاجبيَّ في صرامة قرصان.
    - هؤلاء إبليس لن يبتزهم. أجابتني هي وتأكدتُ أنا لاحقاً من خلال تمحيصي في رؤيتهم الأيدلوجيّة للفن، الموضوع الذي سأعدُّ فيه ورقة طويلة وضعت فيها خلاصات غاية في الدقة والأهمية، في إطار مقارنة مع مفاهيم الواقعية الاشتراكية، تضيع الورقة منّي لاحقاً ولا أجمع من بقاياها إلا القليل. أضافت متسائلة، "وبأية حجة؟".
    "بحجة التقوى. سأُلفّق تعبيراً غامضاً على وجهي، كأن يدل على الجنة أو أي شيء آخر، بعيد وغير قابل للتكهن. وبهذا التعبير فقط سأطبع كتبي على حسابهم"، أقول للونا ضاحكاً، وقاصداً الاستهبال بالطبع.
    أخذت تقهقه بأعلى صوتها. جذبتها من يدها وانحرفت بها تحت شجرة "اللبخ" الضخمة التي تسد مدخل بيتهم. حاولت إسكاتها خوف أن يلمحني أحدهم. ليس خجلاً منهم، بل هلعاً على إفشال خطتي المزعومة في ابتزازهم. صحتُ فيها وأكاد أضحك،..
    "يا بت مالك؟ مجنونة؟".
    - كتبك أنت يا محسن؟ سألتني والضحك يرجها مثل شجرة مثمرة.
    "نعم، مالها؟ ألا تستحق؟ أهي لا تعجبك أم ماذا؟".
    تسألني وصوتها يتقطع ضحكاً، شيئاً طريفاً كان ساعتها، "كتبك الملأى بكذا وكذا وماذا وماذا...".
    انتقت لها عبارات فاحشة على حد زعم الناس وسخيفة من كتاباتي. قرأتْها هي عندما كانت تجيئنا في القرية لتدهش قرويتنا ببنطلون الجينز ثم تعود للخرطوم. تعود وتترك قريتنا أضيق من ذي قبل ولا تجاور النيل كما كانت. حد الجينز باتر بالنسبة للقرويين، كانوا يتبعونها زرافات ووحدانا، فتلتفت هي وتلوي منقارها الجميل وتحتج،..
    - متخلفين.
    لذيذة هذه البنت، ذكاؤها تكويني ببساطة نقية، شوكولا بس. قلت لها، "الكاتب الذي لم ينشر شيئاً يصبح كالمهووس".
    قالت لي بعينيها المبتهجتين أولاً، ثم أردفت: "هيَّا ندخل".
    طالعتني عن رائحة ذكرى، وقالت صافعة ليديها معاً في تذكّر: "دعنا منهم. ولعلمك أبوي زعلان منك".
    "لماذا؟".
    - لأن "سيما" أخبرته.
    و"سيما" هذه صيغة تدليع لابنة خالتها هي وخالتي أنا بوصفها ابنة خال أمي. هكذا بـ"المحنَّة" نتحايل على العمومة وعلى الخؤولة بيت وراء بيت لآخر القرية. لا أحد غريب ولا أحد خَوَّان. سألتُها، "أخبرتْه بماذا؟".
    - بأنك رفضت أن توصلها لنا في الخرطوم. مستغني يا سيدي.
    "كنت أكتب وهي تعرف ذلك. "سمر" هذه مستهبلة ولي معها حساب".
    أجابتني متضجرة: "كل شيء عندك حجته: كتابة، كتابي، كتبنا، مكتبة. والله مجنون رسمي".

    (عدل بواسطة محسن خالد on 05-03-2009, 00:28 AM)

                  

05-03-2009, 03:18 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    يامحسن خالد

    السلام ياولد

    الحاجات الغالية والثمينة والمفيدة دائما مسكنها الباطن..
    وعايزة تنقيب وغوص..
    الحاجات المحتاجة رفع هى الحاجات الواقعة..

    غايتو لو بكرى رفع ليك شغل, دا يكون علامة نزولك لمستوى الليق..
    وكدا ياداب عصام وأخوانه يلخبطوا روج بنات أفكارك.
                  

05-03-2009, 07:24 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Balla Musa)

    سلام يا محسن وألف سلامة يا صديقي وأبقى اسمع كلام الطبيب لأنّك لو رجعت ليهو بشكوى تتعلّق بخلاف ذلك لما وجدت عنده غير أن يرفع نظّارتو ويدلّيها يتفحّصك من كرعيك لي راسك ومن فوق اطار نظّارتو ومن بين بياض عيونو وتلك حالة أخير منّها المرض.

    مع إنّي أرجّح أنّ ما أطمح إليه من حوار معك سيكون خير ختام لهذا العام، لكنّني أراكَ هبشت بعضاً من عناصره بقولك "بحيث أحلحل مشاكله كلها المتعلقة بالرَّوَيِّ، وأيضاً لتحديد الحمولات التي أود بثها فيه من رؤى فلسفية وسيكلوجية ومجتمعية" وهو ما جعل شخصيّة هذا العمل تبدو لي جديدة (مقابل "الفليل"، مثلاً، الذي جعلني أطلق على عملٍ كـ"الرجل الكلوروفيل" لقب "نادي الفلاسفة" ولو كره دعاة أن يُطلق عليه لقب "نادي العراة") لكن لا عليك فمن الواضح أنّنا طلعنا سرير هذا العمل بنعلاتنا.

    أمّا قولك "فبي أيضاً رغبة للحديث عن رؤى وبُنى وصنعة وتقنيات كتابة القصة والرواية، فربما يسهم ذلك في إفادة بعض من يرغبون مزاولة صنعة الفقر هذه" ففيه (بالاشارة إلى حديثك لـ"أساسي" حول "البحث عن شارع البوسته" وبالاشارة للتفاصيل الفايتة الدِقّة في "المرور أمام النشنكة") توارد خواطر بشأن أحد عناصر الحوار المتعلّق بفكرة انشاء الأدباء والفنّانين لاداراتٍ للبحث والتطوير بأذهانهم.

    أبقى طيّب يا زول، أمّا "الخرطوم" فكانت أوّل وآخر مرّة شاهدته فيها هي العام 1996 لكن بفلفلتك هذه تلزمني "مشاهدة" أخرى. وعشان ما أرد ليك قدحك فارغ، شوف فلم آخر قد يفيدك في مبادرتك المتعلّقة " بالذود عن ثقافتنا السودانية" ولو حاري ليك زولاً يقنع الصادق المهدي يشوفو كمان تكون ما قصّرت. هذا، فضلاً عن إن الفلم قد يخدم باشعال فتيل فلاش باك يخصّك إذ خُيّل لي أن بعض السودانيين بذلك الفلم يتحدّثون بلسانٍ مغاربي مبين.

    عنوان الفلم هو The Four Feathers وقد ظلّ يؤخذ عن رواية (بنفس العنوان) منذ العام 1915 لكنّ الذي أرشّحه لك هو النسخة السابعة لهذا "الأخذ" المتعدّد.
    http://en.wikipedia.org/wiki/The_Four_Feathers_(2002_film)

    ___________
    Quote: يا عادل ياخي كيف الزول يتفرغ للكتابة وفي نفس الوكت ما يبيت جعان، لو لقيت حل للحكاية دي، أوعدك كل شهر أسلّمك كتاب نجيض
    "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ" سورة البقرة، الآية رقم 197
                  

05-03-2009, 08:47 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Adil Al Badawi)

    أبو خالد محسن

    إسْتوْحش المكان لا جدال
    لك مني قواسيب المودة و التحايا

    أما بعد

    رغم كراهيتي للون الأصفر إلا أنني قرأت أحرف اللون أعلاه ، ثم وقفتُ عند ما هو أدناه :

    Quote: شارعٌ يبدأ بلافتة تأمرك بالانعطاف يميناً، يساراً، أمامك كلينيك، حضانة أطفال، وهكذا.. لتتعب وتمشي وتكد في المشي، ثم يُقفل ذلك الشارع في نهاية الأمر بشاهدة قبر تحسب ما قطعه الإنسان من زمن فقط..
    (متى وُلِدت ومتى تُوفيت).
    دون أدنى اعتبار للمسافة التي تُحدِّد طبيعة الحياة التي عاشها ذلك الكائن. ودون أدنى اعتبار لسرعة ذلك الكائن التي نقرأ من خلالها حيويته، تفاؤله وفرحه بذلك العيش أو سخطه وتشاؤمه منه. بينما المسافة الدنيوية تبقى جاثمة دائماً على ما معه من زمن مخصَّص لقطع طبيعة الحياة تلك، التي ربما هي وعرة أو سالكة من يعرف؟
    فالقانون الكامل لهذه المسألة يقول، إنَّ (المسافة وهي الدنيا) = (السرعة وهي حيوية الكائن) مضروبة في (الزمن وهو عُمُر الكائن).
    بأي حال، لولا باب المطبخ ذلك لما احتجنا لكل هذا الكلام السخيف والمتقعِّر. فقد فرغتُ من طبيخي وأخذتُ عدَّةَ صحونٍ بين يديَّ، لأجد أنَّ الهواء قد أغلق باب المطبخ. ولكم كنتُ غبياً لحظتها! فبدلاً عن وضع صحوني على الأرض وفتح الباب، أخذتُ أعدُّ ما أمتلكه من أيادٍ وكأنَّني طبختهما مع تلك الوجبة. أهاا يدان فقط، ماذا بعد؟ لأتمادى في الغباء أكثر بما يجعل من الهواء شيئاً اخترعوه في ذلك اليوم، لا..لا، ليس الهواء، بل ما يوازيه هنا وهو المرأة. فبالعدِّ الذي كان سببه الهواء، تذكّرت أنَّ المرأة أيضاً لها يدان. وبإضافتهما ليديَّ سأمتلك أربع أيادٍ، لأتمَكَّن عبر هذا التعاون من فعل أشياء كثيرة في لحظة واحدة، ويا للخوارزمي الغبي الذي ولدوه خصّيصاً لفتح ذلك الباب.


    منتظرا لوني

    كن بألف خير
                  

05-03-2009, 11:37 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: ابو جهينة)


    مريم ابنة الحسين، ويين الحي بيك؟ وبنادر الفنّان؟
    ياختي بالغتِ، ودَّرتيني تب! خُوَّة فَرْتِك؟
    يضحك نهارك، كوني بخير وألف مرحب بيك

    خالد العبيد، يا صديقي، أمَّا مشتاقين
    أهو نباصر يا خالد أخوي، حتى يفتح لنا وعلينا
    كن بخير يا صديقي في الغار

    مشكور يا عز الدين عثمان
    على المقدم، وأريتك باهي على الدوام
    يسعدن أيامك

    دكتور عمر وينك ياخي وكيفنّها الدوحة في ردّكم؟
    عندما كنتُ مغادراً للدوحة أذكر في الطائرة أخذتُ مجلّة لا أذكرها الآن، ووجدتُ فيها خبراً من زملائك في مؤسستكم يباركون لك الحصول على الدكتوراه،
    فضحكتُ حتى استغربت المضيفة. حكيتلك القصة دي، وألا أكون نسيت!؟
    الألوان استحالت بالفعل إلى دلالات أحزاب وطوائف ونوازع وأقطار، أو العكس، هذه الجماعات والطوائف والنوازع والشِّيَع تبنّت ألواناً بعينها،
    واختزلت ذاتها في بريقها، كلما طقشك لونٌ ساقك في ذاكرة انتماء أو جماعة.
    كن بألف خير
                  

05-03-2009, 12:31 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    محسن ..!!!!

    Quote: لا تَقُل لي تزَوَّج، هكذا ستدفعني إلى ظلام قاع تتعفَّن قبل أن تصله. ألعنُ متمتماً ومتصبراً، أجمل الجنس يمارسه القلب.


    ووووووووو ! والله وبالله ومتيمنة ما اقرا حرف تانى من الكلام البعدو .
    اصلك ما ح تصدق انى فعلا ما قريت حرف بعدو ...
    ما دايرة معاكـ ,,,
    تانيا .. مشتاقين ..



                  

05-03-2009, 12:39 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)



    وقَّفُوُلوا الطابور، وسَلَّمُوا
    سيف النصر
    يييسلم، أبوي.. اللي الخصيم كوَّاي
    وقمر العشاء الضوّاي
    وينك يا صديقي العزيز. ياخي دي مناصحة سمحة إن وُعيتْ، ومحبَّةٌ تقطر اهتماماً موبِّخاً لإصلاح، وليس ناشفاً في لؤم.
    أو كما قال النبي شعيب في القرآن (إن أُريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله).

    وكن بألف خير

    عبد الله الشقليني، الفنّان، وصديقي في الغار
    لا تدري مدى الأشواق، لك ولمن حولك من أصدقاء، صديقنا الكاتب المعتّق عثمان حامد ود سليمان، وبقيّة الصَّحْبِ.
    تقديري الدائم لك، ومحبتي التي لا تنقطع، وأجزل التحيات لأسرتك، وكن دائماً نبيَّاً ينادي فينا بالصلاة مهما ألحدَت قلوبُنا.

    سلمى الشيخ سلامة
    وينك إنت يا فنّانة ومكّة الفن؟ من ديك وعيك، أريتك بخير والمحبّة قدامك ووراك.
    الموضوع نجر من الرأس وهذا صحيح، لكن النجر لا بُدَّ من تظبيط المسار المعرفي له جيّداً حتى بداخل الفن. الحياة السريّة للأشياء رواية كتبتها عن سان دييغو، فاضطررتُ لدراسة خُرَط المدينة في أواخر الستينات ومطلع السبعينات قبل مؤتمر باريس الذي توقَّفت به حرب فيتنام. وكذلك أفعل في كتبي كلّها، لا بُدَّ من التحريق للموضوع كي لا يتسم العمل بالسذاجة، ما دمتَ تريد أن تعالج الموضوع وهو في محاذاة الواقع. لو.. لا، أحببتَ أن تعمل -فانتازيا تركيبية- مثلاً، المصطلح من عندي، كالأفلام التي أخرجوها برؤية معاصرة من أعمال شكسبير. تلقى روميو وجوليت عندهما عربية مارسيدس، ويعيشان في مدينة شريفها أو قمندان بوليسها رجل أسود. أو ماكبث في فيلم آخر، وهو تاجر مخدرات والصراع يدور حول مركز الرئاسة في العصابة، وهذه أخطر رؤية شاهدتها لهذا العمل. لأنَّ الملك قد خانوه، هذا صحيح، ولكن هو ملك في النهاية أي رئيس عصابة، كأن يخون مثلاً علي عثمان طه العقيدَ ماكبث البشير، الذي هو بالأصل قد خان الديموقراطية، أو ما قدموه حديثاً من تاجر البندقية، وإلخ.. دا شغل بتاع فن برااااهو، وشارعو برااااهو.
    لكن الموضوع الذي أقصده ومعي أخي عادل البدوي، ثانٍ، وهو التحضُّر العملي بمعرفة الواقع جيّداً، ما دام الكاتب سيحاذي هذا الواقع. فيلم "فور فيزر" يا عادل متابعه منذ أيام الإمارات ولكم اقتنيتُ منه من نسخ، وهو أحد اهتماماتي، بننضم تاني هنا.
    المهم، مشتاقين خالص يا سلمى
    وكوني بألف خير

    (عدل بواسطة محسن خالد on 05-03-2009, 12:44 PM)

                  

05-03-2009, 01:27 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)


    يا ود موسى، ياخي مشتاقين
    بكري المسكين فكّيت فيه الحمّى دي ويستاهل، لأنّ الحمّى وأنت الخبير بترفع مؤشرات الوضوح تحت تأثير الزهج، فبتخليك تشوف الدرب القصير. أظنو كوستاوي –والله أعلم- قرأ كلامي دا، خلاني في حكاية حافظ للتحويلات ومشى مسك في الإعلان بتاع المؤتمر. والبروفيسور قور، قال مصالحة.. آآآ؟ مصالحة؟ آآآ والدنيا في التلت الأخير من قيامة الكيزان وقور يشيل ويسيح في الأرض ويتفسح بالطائرات.. ليشنو؟ لأنَّه فنّان بر وإحسان؟ قور دا صاحب أصحابي ديل، ناس السنّي وسلمى، وسلمى ما قصرت تنتقد فيه بفووق بفوق، وهو عامل فيها رايح ما فاهمها بتقول في شنو! لأنَّها ما عندها حمّى زيي كدا عشان تديهو الكلام بكوريق. قور بقى هسّع شغال مندوب تجنيد إعلامي، و Sale سياسي دولي، شوف الهوايل دي! مش فعلاً دي دايره حمّى عشان ترفع الوضوح لدرجاته القصوى ومحنوفة بنبقة!؟ وبالعدم كدا، تكون محتاجة توقيت الساحل الأمريكي البتبهت بيه نجاة محمود الناس داك!؟ عشان أي زول يتقال ليه الكلام من أقصر شارع.
    ياخي مشتاقين، وعلي بالحلال يا ود موسى مصيبتي إنو بلد الإنجليز دي كله كله ما وقعت لي، كان بس الواحد يسوي ليهو حواشة، وبقرتين ودحيشة وراكوبة ومخزن تبن، شوف أخوك طموحه عالي كيف! وتاني بلدهم التي يتهافت مبدعوها وكتابها ومنظروها دي ما أسعل منها مقيمة لسع في الخرطة وألا ختفها جان.

    أبو جهينة،
    يا مرحباً يا مرحبا
    غاية الأشواق يا أخي الفنَّان، ولونك بجي، ما تكلمني بيهو، بس ح يجي.
    أرجو أن لا توقف الكتابة بالكوشي، هذا رجاء، ويا ريت والله تفتح لينا بوست تعلّمنا فيه مبادئ اللغة دي، يا ريتك يا ريتك
    كن بألف خير

    دينا خالد
    أوَّل حاجة، وريني الحاصل عليك شنو؟ ناس قالت اغتربت وناس قالت بتمتحن، وناس قالت عرّست لوووول
    المشتاق بسعل من الناس، أو أقلاها يرد على سعالاتن
    كوني بخير يا صديقتي في الغار
                  

05-03-2009, 05:05 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-04-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)



    أخي الحبيب والأديب الأريب محسن...
    تحياتي وأشواقي...
    آسف على إستلام الرسالة متأخر شوية...


    Quote: أها يا شباب الغنية أبت تنزل، هي غلبت أنور كينغ ذاتو أنا مع شنو!
    قال بكري موقف خاصية إنزال الغناء، دا طبعاً عشان
    أستحث صديقي وأخي الأصغر أنور يجي يشوف ليكم ليها بصارة، الغنية مودّكة بالجد.


    أعتقد أن صديقنا بكري "صاحب السبع صنايع والبخت ما شغّال"...!

    أمّا عن أحوالنا...فكلو تمام التمام...
    ------- روح مصاحبة-------
    http://www.anwarking.com/1/heymama.mp3

    ممكن تعدّل الرابط أعلاه...في بداية البوست...

    أبقى طيّب يا الغالي
    أنور
                  

05-03-2009, 05:49 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    عادل البدوي، لك السلام
    البطولة هي إحدى المُبتكرات الإنسانية القديمة جداً في دفع العدم، وبعيداً عن الفن الذي نظرتُ إليه أبداً من هذه الزاوية الوجودية التي لا أظنها سهلة الشرح، وإن هي بأعماق كل إنسانٍ منَّا، غائرة اللون والنداء. أتمنّى أن يكون في بالك بوست طه الضرير، وحديثي المُخفَّف جداً، وربما "الخفيف" إن شئتَ فيما يخص نقاش هذه النقطة. فيلم فور فيزر أعرفه حق المعرفة، وأتمنى أن تَهُبَّنيَ الحياةُ بنُشُرٍ مواتية أناقش عندها قليلاً مما عَنَّ لي بخصوص ذلك الفيلم. بأي حال البطولة في الفنون هي محاولة منّي بأقل تقدير، إن لم يكن من باقي الفنّانين أيضاً، لأجل خلق توازن لهذه الروح البشرية التي بوسعها أن تكون ضارية باتجاه قوانين تنظيم الحياة، كما هم الهمباتة ضاريين، لعامل الملل الوجودي ومحاولات دفع الوحشة والعدم، وشعور الكائن بأنَّه في قِدْرٍ حامية من ماء المعايش الذي يغلي وزيت القوانين المنظمة لحياة الجماعة، الذي يَصْلِي. الواقع يا صديقي، الذي عاشه أولئك الهمباتة أكثر إدهاشاً وغرائبية من حياة الأبطال في كتاب، وما وَدِدتُ استرجاعه هنا، حديثي عن فنون الراب العنيفة وثقافتها، التي قلتُ للأخ كمال بشاشا بالواضح، قف بعيداً بحديثك عن السودان والبيضان من هذه الموضوعة الحضارية الصميمة، فهذا شعرٌ سيكسر رقبتك إن حاولت أن ترمي به شَبَّالاً، وفولة لست بكيّالها وإن عُدِمت الموازين. المهم، أردتُ أن أدلَّك على ((فيلم؟)) من الواقع المعيش، وأعني قصة بطلين –لا أخلاقيين- والأخلاق هنا ليست بموضوعي فتركيزي على البطولة ذاتها، هذان الشابان الأبيضان هما الضرير وود ضحوية نفساهما، وتماماً، فقط برشاشات متطورة وفي عرض همبتة لبنك بدلاً عن الإبل.
    حقاً يا عادل، لقد مكثتُ الليالي الطِّوال أشاهد أية مادة نُشرت عن هذين الشابَّين، ففيهما وفي فنون الراب يتجلَّى مأزق الحضارة الغربية كلّها، ولا أعتبرهما لصين تافهين، بل همباتة لهم شرف السروجية ورؤية ضد الواقع، ساقاها القويمان هما البطولة العدمية، وإن تَلَفَّعت بالقسوة البهيمية الضارية. ورغماً عن ذلك فهما بحاجة لتفكيك حضاري وسيكولوجي ومجتمعي، والشتائم والإدانة لصنيعهما الوحشي تأتي بعد فحصهما كبشر معطوبين حضارياً قبل العطب الأخلاقي. فمن الواضح جداً، أنهما خرجا إلى معركة وليس إلى سرقة، مدرّعين بالأسلحة الفتّاكة مع دروع ثقيلة. كانا جاهزين تماماً للموت في حالة الفشل، ولم يرمش لهما طرفٌ في هذه الناحية، كي لا يدعا أي شرطي يعبث بكرامتهما كهمباتيين لا يمزحان. أحدهما أطلق الرصاص على نفسه في بطولة نهلستية Nihilism نادرة حينما أُصيب إصابة نافذة بوسعها أن تؤدّي إلى اعتقاله، أمَّا الآخر فقال عنه أحد ضباط تلك المعركة بعد سقوطه صريعاً تحت نيران أسلحتهم، واصفاً له:
    He was swearing, arrears, he was angry, he didn't seem to be in any pain, he is just seem to be reeling with that he had lost
    هذا شخص لا يعنيه شيء، في آخر لحظات الموت هو غاضب ويشتم، ويشعر بأنَّه ما كان عليه أن يفشل بتاتاً، والألم آخر ما يعنيه، فآلام الروح أضخم، ومطب العيش بوسط حضارة تحتضر ألأم وأقبح.
    http://www.youtube.com/watch?v=j7X3pRkRfTg&feature=related
    رجاء يا عادل قلّب المواد كلّها المنشورة عن هذين الهمباتيين، هناك أشرطة صافية تماماً للأحداث كما جرت في الواقع دون تحرير أو تدخل، وبث شحنات غبية مصاحبة من قبل صحفيين وصحفيات، جهلاء وجاهلات.
    فماذا أسمت (إحداثيات الإنسان) هذه المعركة، هي معركة اللامعركة، أو معركة (إنها معركة، والسلام). كما ورد في الرجل الأميبي من إحداثيات الإنسان. وخذ هذا المقطع-الرؤية، إن شئت، إذ تنبأ بمصيرهما الحضاري قبل أن يقع، كما يتنبأ بمصائر ومصارع حضارية كثيرة ستقع مستقبلاً من هذا النوع النهليستي:
    Quote: مَكّنتني تلك الفترة من التوَصُّل إلى أن معارك "إنها معركة" نشبت لأنه كان هنالك رجل حاله كحال جاموس بَرّي، لَمَحَ وحده وحشاً كامناً وسط أدغال مُقْفِرَة، ويتربّص من بعيد. فلن يستطيع أن يدس بصره في عمى القطيع، ولن يكف عن التوجس والالتفات حتى ينعزل عن القطيع وهو في داخله. ولا بُدّ للعواء الضاري أن ينبع من أعماقه إن حاول أن يدسَّ سَمْعَه في لا سمع القطيع. والقطيع يندفع ناحية مياه الوادي يملأه استبسال شجاعة قوامها أنه فَقَد حسه الغريزي برائحة الخطر.
    ذلك الرجل يقعد كل يوم في سوق المزدهر ليتأمّل البنايات التي نشأت في جسد التاريخ بجمال خاوٍ لدرجة التبَلُّد. يسيطر عليه جوع من جنس جوع الغابة.. المُرَكّب من خام الغرائز ومغالاتها. يراقب المداخن التي لا يخرج منها إلا الدخان في كل يوم. يُقَلِّم أظافره بأسنانه بعد أن يُمَشِّط بها شعره. يرسم على الأرض معارك من أجل التسرية، حروباً بلا خصومة، ومؤذنين ينادون بأنّ الحضارة إنْ كانت بنايات مُلَوّنة فإنها تطول كي تصعد روحها إلى السماء.
    يخط على الأرض رغبته كوليد نبنيه لا من الطين، صرخة نطلقها حين تزدحم الشوارع فينتبه الإنسان لا الناس، نقود ليست كتذاكر الشيطان، تسميع لذواتنا في المركبات العامة فنحفظ بدون أخطائنا النحوية، تعَرّياً يُظهر من أجسادنا ما هو ليس للّذة، ومجرى لمشاغيلنا يجعل الكل راضٍ عن مهمّته ومعناه.
    وفي صباح كان يمكنه ألاّ يتميَّز عن تكراره السابق، وقف ذلك الرجل أمام أحد المارّة وسأله،..
    "أتأتي لتأخذ الخضار لبيتك كل يوم؟".
    "هذا صحيح. ولكن لِمَ تسأل؟".
    "هل أنت تسكن معدة كبيرة من الطوب والناس؟".
    "لا.. واسمح لي يا سيدي،..."، يهم الرجل بالانصراف.
    ولكن رجل السوق يعترضه، فقد انبعجت قِرْبة المواعيد: إذن لماذا لا تفكر في شيء آخر؟
    "أولاً أنا لا أفهمك. وثانياً لا أريد أن أفَكّر إلا في هذا. ما دخلك أنت؟".
    "بل يجب أن تُفَكِّر".
    "ومن أنت لتفرض عليّ ذلك؟".
    "أنا الشق الآخر منك الذي لم تتعَلّم كيف تشتري له خضاراً يستسيغه".
    "بالله، ألم يعد ينقصنا سوى أن يصير المتسولون فلاسفة!؟".
    ولم يجبه رجل السوق إلا بإرسال ساطوره الغليظ شواظاً من جهنم على رأسه وهو يصيح،..
    ياهو.. ياهوو. وانتبه الناس إلى ذلك الصباح الذي بدأ على غير العادة، بدأ بهم، بالأنفس.
    رأى أحدهم المشهد فأخذ يدعك عينيه، آه، تعملان، يصيح في غلامه: لقد طَوَّقت الأعضاء آفاقنا كثيراً. فلتكن هذه الصولة تطويقة الآفاق للأعضاء. أين ساطوري؟ إنّ الذي مع الله ليس ملعوناً من الجميع، والذي مع الشيطان ليس ملعوناً من الجميع. أما الذي بينهما فلا بُدّ أن يكون ملعوناً من الجميع. إليّ بساطوري.. ياهوو ياهوو.
    في جانب آخر من السوق كان يقف أحد الرجال مقبوضاً عليه في دين لم يُؤَدّه. كان يقول للدائن الذي هما في متجره: اقتلني إذن يا رجل، فيبدو أنَّ دراهمك أثمن من روحي.
    رِدْفَا التاجر الثقيلان، يدليهما الكسل من تحت مقعده ويخضهما كسِعْنَي الرائب، ينود رأس التاجر، فُرْصَة الخراء، ويجاوب: إن قَتْلَك يُكَلّفني أن أنهض من مكاني.
    ولكن الجلبة تصل إلى باب المتجر. قرقعة الفؤوس وصليل السواطير تلف مسامعهما فيفقد الرجلان موضوعهما وينحشرا تحت جرار البارود المعبأ للبيع. فيجدا أن مساعد التاجر قد سبقهما إلى هناك. يبرّر لجبنه: لست سكيراً بما يكفي لأتمَيّز بلا مبالاة الجنود.
    خارج المتجر كان يرتمي رجل لن تكملَه أشلاؤه المتناثرة كما كان إذا جُمِعَت. فقد كان عملاق الجسد وعُرِف عنه أنه كان يُكَرّر دائماً: "لقد غَذَّوني غباءهم كيف لا أعيش تائهاً وضالّ القلب". وإلى جانب أشلائه كان يحوم رجل كالضفدعة وهو يُنَطِّطُ فرحاً ويفخر: لقد هزمتُه.. هزمتُه. لو كنت هجمت عليه بقوتي لما تمَكَّنت منه أبداً. ولكنني هجمت عليه بضعفي وخوفي. وما أعنف أن يهجم عليك شيء بانهياراته. حَقّاً يا له من عملاق، ولكن القامة ليست امتداد الجسد إلى أعلى.
    أحد القواد المتقاعدين كان يقول لأحد أصدقائه الضبّاط في أثناء مرورهما بالسوق، الشجاع أكثر الناس شعوراً بالخوف في لحظات الخطر، لأنّه يعلم أنه ليس بوسعه أن يُجْبَن. أما أمثالي فلا يمكنك الحكم عليهم. إذ إنّ لامبالتهم موهبة في حد ذاتها. والعواطف بالنسبة إليهم واجب أو مهمة تكتمل بها صورتهم الاجتماعية.
    ينتبه القائد المتقاعد إلى أن المكان تملؤه الجثث فيهتف متلَذّذاً: ياااه، "إنها معركة".
    اقترب القائد من أحد القتلى ورفع وجهه المضرَّج ليجسَّه: بالفعل هو مُتَبّلٌ بالتراب والدم. إنه موت غير مغشوش. يُقلِّب وجه القتيل هنا وهناك، من جانب لآخر: إنّه أصلي تماماً. أنا أعرف ذلك.
    يجدها القائد فرصة ليؤكِّد نبوءاته: ألم أقل لك إنَّ الموت ليس غبياً كالنوم ليستوجب عليه أن يقبضك بعد لحظة نعاس ما. وليس ذكياً كبائع اللبن ليُخَمِّن أنك غير موجود حينما يطرق بابك ولا يجيبه أحد؟
    يتساءل القائد مع جنون اللحظة، الجنون الذي يحصل عليه الشخص كأُعطية إلهام، وليس كحالة تشويش: أين هو؟ تباً،.. آه إني أجده. يا لساطوري العتيق ياهوو.. ياهوو...
    كان أحدهم قد ألقى بشعلة في المداخن التي حَمِيت، ما جعل الخفافيش لأول مرة تمرق من المداخن مذعورة وتنتشر في الجو بدل الدخان. أنت تستطيع أن ترى ذلك بوضوح كافٍ إذا اقتربت من المداخن قليلاً، أو إذا ارتفعت ثلاث شهقات فوق سطح جثة صديق القائد مباشرة. فالصداقة، والاجتماعيات الأخرى من جنسها، لدى ذلك الرجل لا يُبَرِّر لها إلا القانون وشح الفوضى.
    هنا يا عادل البدوي، تحضيرات هي (خام الخام)، أثق في أنَّك ستلتقط منها بعض الشوارد. كنتُ قد أعددتُها وقدَّمتُها في محاضرة وطارت ورقتها، إن شاء الله ما ترك. حتى تلك البراغرافات عن فيلم الخرطوم كانت ضائعة ما اضطرني للتقليب يوماً كاملاً في بريدي الإلكتروني إذ تذكرتُ أنني قد أرسلتها إلى الصديق خالد الحاج، ولولا ذلك الايميل لما عثرتُ عليها مرة ثانية.
    بأي حال خذها كتأملات ولا تضحك كثيراً إن لم تنجح في القبض على شيء منها، سامحني مقدماً، لا أستطيع الجلوس وفتلها في براغرافات مفيدة، فخذها كمنثورة من يوميات رجل خرفان.

    البطولة كانت فكرة دينية، حين بدأت...لأجل صنع نظام أخلاقي ما، من يحققه هو بطل هنا في (المعيش)، ومكافأ هناك في (المحتمل).

    بطولة خاصة بالفرد:
    هي عبارة عن مواصفات من الضوابط الأخلاقية، للوصول لحالة انتصار خاصة، تغليب للخير على الشر... مثلاً:
    أ- من يدخل الجنة، لدى المسلمين (الانتصار في المحتمل)
    ب- أو من يحقق النيرفانا لدى البوذيين (الانتصار في الراهن)


    بطولة متعلقة بالمجتمع:
    هي مجموعة من مواصفات القِوى، لتحقيق انتصار مجتمعي وسياسي، باستغلال كافة الممكن وتطييعه.
    المفارقة أنّ (العيش العادي) أيضاً يتطلب نوعاً من البطولة، إذا توفَّرت احتباسات معيّنة، في وجه الكائن، يصعب تفاديها، دون الاحتكاك معها، كتجريعه التلقين تجريعاً، أو لَوْي رجليه لحشرهما في حِذْية ما قسراً، أو محاولة التسيُّد عليه بطرق لن تنجح إن لم تخترق مكاتبة الإخاء والمشاركة معه.
    وبوسعنا قراءة المفردات أدناه، كما يلي:

    (ديالكتيك هيغل) قراءة التاريخ بهدف الاختتام بالروح، التوصل لبطولة أخلاقية شرطها الأساس اليوتوبيا في وجه المادة. الصلاة الفردية أمام خلاء الضمير.
    (الماركسية) مراجعة هيغل بصدد التصرف الأخلاقي لخلق مجتمع بطل اجتماعياً وتنموياً، الصلاة الجماعية أمام خلاء الاقتصاد.

    إلا أنَّ (المنحى السياسي) قابل للتبدّل في كل راهن ومحتمل، كأن تعود الدنيا وتتبنى فكرة أنّ البطل هو من ينتصر "بدون شروط"، ذاك الهدف ولا تهتم بالوسائل، كما جاء في كتاب "الأمير" لميكافيلي.

    أو أنّ البطل هو من يظل رأسُه مشتعلاً بالتفكير والجدل حتى ينفجر كما في
    "المنحى العقلي" كتاب السوبر مان، لنيتشه.

    البطل لدى هنري باربوس مثلاً، شخص دون اسم، وبطولته تتلخص في كونه مراقباً جيداً، لدرجة أن تقوم حياته كلّها فقط على مراقبة حجرة جاره من خلال ثقب في الجدار.

    البطل الشائه: كأحدب نوتردام، يومه لا يكون ناجزاً إلا حينما تهجم المدينة/المدنية بتمامها عليه، وهو يتكل بقوته المَسْخِيَّة الهائلة، وبظهره المحدودب ذاك الباب من الجهة الأخرى، كي يحمي الفتاة/الجمال.

    البطل المؤسسي السري، الذي يتجلى أكثر فيما هو منجز بفعل الجماعة وباتفاقها، كالجواسيس. وهذا هو الموظف بطلاً، يمكن مراجعة تموليلت في هذا الصدد:
    Quote: يحدجني بشراسة، فسمر بقلب الراهن تُلهم كذّابي شوارع أخرى، فتنالني أنا مكافأة انفشاشته، يصيح في الشارع:
    خلااااص يا بطل، يا ناس هوووي محسن بطل.
    محسن ليس "الباقات ولا الخيش ولا الحبال" ليصبح بطلاً بنداءات تُجّار حمير كهذه، هو لا يعترف بك ولا بهم، ولا بأبطالكم القدماء والمكرّرين أولئكم.
    المنتخبون لعامل جبنهم، ومن تنجزونهم أبطالاً بمجرد تهديد، كونوا أبطالاً في أعيننا وبمواصفات بطولاتنا، وإلا فأنتم أبطالٌ في نظر من؟
    إنه البطل الذي ينتخب ذاته وفي نظر الخلاء، البطل الساقي والحاصد نفسه في حقل شجاع، ونفسي كلها أبطالٌ، تنازلهم نفسي، في بطولة المرايا..
    وعلى صفحة النهر.

    البطل قبل الأديان أو حين التاريخ المبكر جداً للإنسانية كان أحد اثنين:
    العالم/ الكاهن، أي أنَّ كهنة الماضي جمعوا بين الكهانة ومبادئ العلوم في أزمانهم، وكانوا يمثلون البطل المطلق في نظر معاصريهم.
    الشاعر/ المحارب، وهو كاتب الشعر والمقاتل في آن، كما لدى قدماء الإغريق وكما هو عنترة بن شداد.
    أو حتى من يحملون القرآن بيد، وباليد الأخرى راية الشاعر/ المحارب مثل الطيب ود ضحوية والضرير وبقيّة الثُلّة، وهنا تنضاف لهم وصفة الخارجي، المنتسب للدغل.

    هذا قبل تصدُّع المفاهيم وتراكم الواقع الجارح، الذي أخضع وجودياً كل ما يمت بملمح من شفافية (لمفاهيم الغزو العقلي والبدني) وذلك الاغتصاب الذي قامت به الحضارة للإنسان، فهنا ينهض رامبو مثلاً (المصاب بداء أن تكون سلبياً بوسط حضارة أنت خالقها) ينفلت لإنزال وتحطيم مفهوم الشاعر/ المحارب، واستبداله بموضة الشاعر/ المخضع، المخترَق، والمحظية.

    البطولة القيادية، أنتجها التفاوت الحضاري: بدأت أيضاً أخلاقية وانتهت إلى انتصارية فحسب.
    ماو، مانديلا، غاندي، أبراهام لنكولن.
    البطولة الثورية، أنتجتها المظالم أو الرؤى اليوتوبية للحياة، فأكبر مزحة لم تنتبه لها الماركسية، أنّها وبينما هي في طريقها لحرب اليوتوبيا، ممنية الإنسان بكذا وكذا وكذا، كانت هي ذاتها أهم يوتوبيا معاصرة عرفها البشر: جيفارا، باتريس لوممبا، ستيف بيكو وأيضاً بالوسع إضافة لونية ثانية تشمل جرينمو مثلاً كمناهض للإمبريالية الغربية أوان احتلال أمريكا وبالطبع قبل معاهدة كراون ريدج إذ أوقف الحرب معهم بالرغم من أنّه كان منتصراً، فالرجل الأبيض أكله بولتيكا بعد ذلك ونفاه هو وقومه، ليقول جملته الشهيرة: don't ever ever trust the white man.
    وكذلك يمكن إضافة أسامة بن لادن كبطل معاصر، صاحب رؤية تقاتل الإمبريالية بمفاهيم هي في ظاهرها تمثل وجهة نظر المظلومين، بينما هي في جوهرها تسعى فقط لأن تنوب عَمَّن بيدهم منطق القوة، لاستخدام ذات قوتهم بدلاً عنهم، فكلاهما لا يعترفان بالآخر. والإمبريالية أخف ضرراً فهدفها الاقتصاد والسرقة ومسخ العالم في حدود شرعيات تبتكرها بذاتها مع تغبيش من مسحة شرعية عالمية، أمَّا ابن لادن فهدفه الكلي والخاتم هو مسخ العالم إلى رؤيته بالقوة.

    بطولة التضحية الفكرية والإنسانية معاً، أم البطولات وأبوها: المسيح، سقراط، الحلاج، ابن الراوندي، السهروردي، محمود محمد طه. الذين قاتلوا الجهل بتقديم أعمارهم كوقود أوَّلاً، ثم أنفسهم كقرابين ثانياً. والذين استبدلوا الرؤية بما يعادل أعمارهم. فأخلاقهم هي الحرية الفكرية، وحريتهم هي أخلاق الفكر.

    (عدل بواسطة محسن خالد on 05-03-2009, 06:32 PM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 05-03-2009, 07:27 PM)

                  

05-03-2009, 07:34 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    أبو النور، يا ملك
    مشكور يا عزيزي على تثبيتك للروح المصاحبة، شنو العطلة ياخ، نهمناك زمااان وما جبت لينا خبر.
    شكراً يا صديقي
                  

05-03-2009, 08:58 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    ياخ حروفك لها كل الالق ... استمتع بها حدالوله ...شكرا يا محسن ياخي
                  

05-04-2009, 10:58 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: تولوس)


    تولوس يا صديقي في الغار
    ياخي متوحشنك بزّاف، والمودّات لك أجزلها وأمضاها.
    كن بألف خير
                  

05-04-2009, 02:18 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: محسن خالد)

    سلام يا محسن ومشكور على الشذرات المحفّزة، أقلاّها لقيت لي درِب للمعلّق من أمر "حزمة الحلم والبطولة والمأساة" بذلك العمل المعلّق من عرقوبو.

    أنا أكتب إليك من بين فرج التستيف إذ إننّي بصدد غياب قد يتجاوز أربعة أسابيع قرّر "عفاريتي" الثلاثة أنّها للفُسحة وحدها لا شريك لها ثم حدّدوا وحذّروا (فرادى ومجتمعين) أنّه غير مسموح بأي نشاطات غيرها حتى لو كانت غشيان المستشفيات. بل استبعد الفرمان، بالأخص، كلّ ما يتعلّق بالمستشفيات...وما أنا في هذه الحالة سوى (تيبيكال) Yes Man

    إلى اللقاء
                  

05-05-2009, 04:03 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خيانة بالألوان (أكمل جريمة لانتقام) (Re: Adil Al Badawi)


    عديلة تب يا عادل، الوداعة وراكم وقِدَّامكم.
    تمشوا وتجوا بالسلامة، ونتم حوارنا الهسع وألا الناوي عليه، القصة تابع نشرها أنت ومن يشاء على هذا الرابط:
    http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=10849&page=2
    أفتكر عندك باسويرد، ولو ما عندك خليهو علي تب.

    وقَرِّط علي حكاية (تيبيكال) Yes Man دي يا أخوي، ما يقوموا يلحقوك رجال كينيا.
    يضحك نهارك يا صديقي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de