|
جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق
|
الزائلُ يُبْقِيه دوامُ زواله تحت الطبيعة الجارح ليلها وبروح القفر المديد ما لا أُؤمِّلُه في قلب مستسلم أرقبه في قَدَرٍ قاسٍ نزول الأشياء الحبيب لدرَكٍ تلمع فيه نهايتُها فالقلب رهنٌ لنداء خلائه أُقدّرُ في الهاوية احترامها للمُلِمَّات وحدها الحارس في القفر ما أرَّقني طويلاً حتى تعلَّم لفتة النديم وتصويب كأسي إن مال الشراب الليلة زيَّناه بزنابق التل شارتين على الكتف وقوس خيوط زيَّناه بأكثر مما يكلّف موت الجنود وموت الآهلين بغربة السفح فمثله يعرف حنان الهاوية في المُلِمَّات
***
لكل ما يترك أثراً في صيرورته النائمة ولكل ما يستيقظ في هوله الأشياءُ تواربُ ماضيها لتعود هذا التمادي في الفضاء حكمة الطير الحكيم لليلة أو ليلتين تنكشف حوزتُهم من قربى الحضور الذين أطفأوا نيرانَ الهيكلِ ببلل المدامع وسَبَّحوا من طينِ الصلاة لليلة أو ليلتين تزدهي السماء بنحيبها الواله وشهيق غربتها العامرة لليلة أو ليلتين ستدرك غربتهم حدود ألفتها الضائعة ولن يُعيدَ الذي كان زهوَ ريبتِه المدلَّلَة لليلة أو ليلتين ومن وهج الضفة الأخرى للعماء تأَرَقُ دلائلُ المنارات وتستجديهم ظُلَلُ المعالم هداها فكل ما حلموا به يتدلى مضحّياً من غصون
--- رحل أخي وصديقي العزيز الشاعر والناقد جمال ملحم، في حادث مروري فاجع، إلى لقاء. تعازيّ لأسرته ولكل الكتاب الإنسانيين والسوريين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: محمد الجزولي)
|
Quote: جمال ملحم– مواليد بشمس– الدريكيش 1956. ليسانس أدب عربي– شاعر وناقد أدبي. صدر له– ديوان شعر (مناخ آسيوي) عن دار الحصاد– دمشق 1990. رحلة في البحار الأربعة– من الدريكيش إلى منغاليا. دراسة أدبية في شعر نديم محمد (غواية الرومانس). دراسة أدبية في شعر معين بسيسو. له العديد من الدراسات النقدية في الدوريات العربية. شارك كناقد ومحاضر في ندوة (ارتياد الآفاق) الجزائر 2000. أشرف على إصدار عدة كتب في سلسلة ارتياد الآفاق التي تصدر عن مؤسسة السويدي. |
خالص العزاء ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: Elmosley)
|
هذا الصباح او هذا المساء هذه ايضا ستمضي رقة الحس واتعاشات النداء عندما نذهب او نصحو لنعدو خلف حلم او يعود بنا الطريق.. شيء تبقي منه..في انفاسنا عند الشهيق هذا الصديق.. البعض منه يدخل من زجاج نوافذ الغرف الصغيرة قادما نبضا وضوءا وبروق والبعض يضحك حاملا ظلا اليناسكن المسافة بين الومض صوت الرعد رقص الموج دفء الصمت ها نحن ننتظر التألق عودة الشمس ورائحة الشروق.. فغدا سنسال من يعود الي محافلنا ليحكي... طال انتظارك يا صديق حضورنا.. فمتي تفيق..
_______________
اخي محسن .... ............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: munswor almophtah)
|
Quote: وتصويب كأسي إن مال الشراب الليلة زيَّناه بزنابق التل شارتين على الكتف وقوس خيوط زيَّناه بأكثر مما يكلّف موت الجنود وموت الآهلين بغربة السفح فمثله يعرف حنان الهاوية في المُلِمَّات |
يا صاحب لك القلب وسادة تبكى عليها ان شئت خائن هذا الموت .... تخطئ غدارته كثيرا اهدافها تفضي لتناقص الجمال و انحسار الابتهاج و صناعه ابكى يا صاحب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: Tagelsir Elmelik)
|
عندما ترحل الأصداف من الجيد إلى المُحارة في أدنى البحار ، لا يقاس فراقه بفراق الذين وطأت أرجلهم الأرض وما عمّروها بوجدانهم المُبدع مثله . بوجوده تكون الغفار حدائق غناء بكتاباته عالية المكانة ، قوية البناء . على طرف هادئ ذات نهار ، استقبلتني طلعته ، وعرّفني به الكاتب : مُحسن خالد . وكان صديقاً له ، ويصادقك هو أول بسمة تخرج من مُحياه ضاحكاً بخلخلة التقاطيع . نفتقد الممشى ودليل الطريق ، ونسير في بحارٍ بلا أهداف ، ولكن قسوة الدنيا أن نفتقده .
تحية له في سبحات الأرواح حين نستظل برياحينها ذات زمان ، ونعرف أن الوعي قد انتقل إلينا وروحه تُرفرف .
تهنئة للأرض التي اكتنزت مثله ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: كمال عباس)
|
Quote: ما أرَّقني طويلاً حتى تعلَّم لفتة النديم وتصويب كأسي إن مال الشراب الليلة زيَّناه بزنابق التل شارتين على الكتف وقوس خيوط زيَّناه بأكثر مما يكلّف موت الجنود وموت الآهلين بغربة السفح فمثله يعرف حنان الهاوية في المُلِمَّات
|
Quote: ماذا رسمتَ على أديمِ الماءِ من شغَفِ الحبيبةْ؟ أيَّ النجومِ قطفتَها كُرمَى لها.. لتكونَ شالاً أو وسادَةْ؟ كيف ارتحلتَ كنسمةٍ وتركتَها في غربةِ الروحِ الرهيبةْ؟ ما للفجيعةِ أنشبتْ أنيابَها بأميرِ بابلْ نشرتْ غمائمَها على أصحابِهِ واستأثرتْ بعروسِ طروادة؟ يا للرَّزايا آنَ تَنفطرُ القلوب وترى بروجَ العاجِ زاهيةً بأمجادِ القبائلْ |
، محسن تعازي يا صاحب لك ولكل هؤلاء:
Quote: المُتناثرينَ هنا كأصدافِ اللآلي والريحُ تَجرفُهم كحبَّاتِ الرمالِ لا سِلْكَ .. لا مقهى يُلملمُ شملَهمْ لا كأسَ.. لا ينبوعَ يَرويهم ولا ميعادَ يَنظِمُهمْ وقد غابَ الحبيبْ
|
أذكر أن ملحم كان من أول من كتبوا عن روايات محسن خالد. وقراءته عن "الحياة السرية" كانت أول تقديم لمحسن في سودانيز اونلاين حينما نشرتها هنا في العام 2005م. ، قلبي معك يا رجل "إن كان ينفع"...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: saif basheer)
|
دمعي ساكب، أنا بهوى الكواكب، سهراااان أنا بهوى الكواكب وبرتاح لضياها وحولي يضوِّي نورها، وعنِّي بعيد سماها وطَرْفي إذا رآها، قلبي يزيد عناه، وروحي يتم مُناها
كان صوت الفنّان خلف الله حَمَد نديمنا، يتوتي عالياً فوق شقق أبو ظبي العالية، وكلماته تطير وتحط على اللافتات المضيئة في ليل المدينة مثل فراشات هائمة. هاهنا وقفت السفينة عن شق الماء وأصبحت شهوتها جوهر المحيط. يصيح القبطان جمال مُلحم.. "الله، الله... قلت لي شو اسمو؟". "اسمه خلف الله حَمَد.. يا جمال". "والله بديع، بديع، بديع، هو اللي -جمال- مو أنا". هذه الذكرى بعيدة جداً، في معرفتي بجمال، وكانت المرَّة الأولى التي يزورني فيها ببيتي. أوَّل مرة التقيتُه فيها حينما جاءنا زائراً بمكاتب مشروع ارتياد الآفاق، في بدايات الألفية الثانية، وكان صديقاً حميماً للشاعر علي كنعان، كما جمعت بينهم الهموم المشتركة على صعيدي البحث وطلب الحقيقة الوجودية والسياسية. لم نستلطف بعضنا في البداية، بل في ذلك الزمن لم تكن علاقتي وطيدة بعلي كنعان نفسه، ولم يكن التعامل بيننا يتعدَّى زمالة العمل ولا أكثر. لم أنسَ أن أٌغالطه في بعض قضايا اللغة والقرآن، ما أوقر ظنّه بي ساعتها كما بيَّن لي لاحقاً بعد تمتُّن صداقتنا. ولكن لن يفوت أي أحدٍ يلتقي جمال لأوَّل مرة، أن يلحظ سخريته وقدرته الفذَّة على رواية المفارقات، وامتلاكه لدماغ كالشفرة، كما وصَّف الطيب صالح مصطفى سعيد. فجمال يستولد أفكاره الجادة للغاية من أفكار مضحكة منتهى الإضحاك. نعم مثلما تمزق قطعة من القماش عن أختها، وبذلك الصوت العجيب ميييط يمزق جمال سخرياته عن نواة أفكار وعن محاصيل تفكير. بعد تعارفنا أكثر واستمرار زياراته، كنتُ أعرف وجوده بداخل المكتب من ضحكات زميلنا التشكيلي ناصر بخيت، الذي افترعتُ هذا البوست بمرثيته التشكيلية لجمال، بهذا البورتريه الذي حاول ناصر أن يغوص به أعمق في محجري جمال، بخطوط حادَّة والتفافية تمتد إلى باطن العين كالشبكة، بحثاً عن عينين نَسْرَتين في قبضهما على دوال الوجود وأيضاً متاهاته. لم ينسَ أن يدعوني للقائهما هو وصديقه مازن حرفوش في زيارته لنا تلك، بأبو ظبي مول، وسألتُه عمّن هو مازن، أهو كاتب؟ شاعر؟ أجابني إجابات ساخرة، ليعقبها ضاحكاً، مازن مهندس جيولوجي، محب للفنون عموماً، وسيعطيك فكرة عن بشرٍ لم تعد الحياة تصنع مثلهم. ومعه حق، فمازن طراز فريد من أٌناسٍ لا قِبَل لهذه المدن الصدئة بصحاحهم. من لقاءٍ واحدٍ ومُبكِّرٍ، صار الرجلان من أعزّ أصدقائي، ولا يكاد ينقضي يومان أو ثلاثة إلا ونلتقي ونسهر معاً. مضت الأيام واجتمعنا على كثير، وعلى محبَّة خلف الله حَمَد، كان يقول لي، في ليلة ألححتُ عليه أشد الإلحاح أن يبيتها في بيتي، ولكنه رفض، قال لي تعرف أنَّ مكان عملي بعيد، بألله شغّل لي غُنيّة لخلف الله حَمد، شو "خلف الله" هاي؟ ما حدا غيركم بيخترع ها الأسماء العجيبة! وينادي بصوته المتحمِّس، أديييييبة، فأقول له مراوغاً، ياخي المرَّة دي "حنان النيل"، كان يحب أغانيها أيضاً. فيلح عليَّ: لأأ.. أديييبة، وألا أحد الزجَّالين الدامور أو زغيب، كان من مُحبّي "ما يعرف بالفنون الشعبية" من "المحيط إلى الخليج" كما يقال. يلح جمال مُجَدَّداً، عبر ندائه: أديييبة، وأكون قد أدرت له شريط خلف الله حَمَد، وينطلق صوته في الليل: ترى العشاق كتير، مكنة وسلاحاً شابك شَعَرك ريش نعام رُشرش حواجبك شابك أدييييبة، أديبة، مصلية والعروض لَبَسَانها صندوق الدسائس المحال فتشانها ست فكراً تباسطك كان بقت زعلانه ست عَرْضاً كتير بتسترو بعَرَفَانَها في الَّلَقَى والعدم ما كتَّرت لَحَحَانها العدو والصليح ما طولتلو لسانها هادي أوصافها بس مافيش لزوم لفلانه
نطرب، ويأخذنا الليل خلف بلكونته العالية، وتتدلَّى أقمار للقُطاف، من غصون سماء بعيدة وحزينة، وما الليلُ إن لم يزدهِ بسمر حزينٍ أو ذكرى غاربة؟ يسألني، وعيناه تنضحان بالحزن، لم تعجبك دمشق، ها! وأحبطك بردى!؟ أضحك أنا، وأُرَتِّب له ردَّاً مناكفاً، ما زلتَ تصرّها لي يا جيمي؟ حين تذهب إلى الخرطوم خذ بحقك، واهجها شعراً. لم نفترق طَوَال رحلتنا إلى الجزائر، التي اخترعنا خلالها رحلات كثيرة، وكانت المرَّة الأولى لي التي أغشى فيها سوريا والأردن. كان من المُفترض أن يلتقينا فيها فيصل ملحم شقيقه ليأخذنا في رحلة قصيرة، ولكنَّا أسرعنا من المطار، لضيق الوقت، أنا وناصر مع علي كنعان وزوجته فاطمة عطفة، وانطلقنا من بيتهم هائمين في المدينة، التي بدت لنا يتيمة، وبدا لنا فيها بردى يتيماً وعَجِيَّاً، ولم يسرّنا ما حاق بها بأي حال. وحين التقيتُه في المطار قلتُ له مناكفاً، أهذه بالله دمشق ابن عساكر والبديري الحلاق!؟ ضحك حينها، واكتفى بالإشارة إلى حسان عبرن بنا لحظتها، شو بَدَّك أكتر من هيك؟ أوَ ما زلتَ تصرّها لي يا جيمي؟ لا والله، بعرف عن شو بتحكي، سوريا ذُبحت، ومو من هلاّ، وبَردَى سُلخ جلده في شارع عام، أصبح حالها لا يسرُّ عدوَّاً ولا صديقاً. قلتُ له أعرف، حال معظم البلاد التي تنمو فيها الكلبشات بأيدي أبنائها أسرع مما تنمو أظافرهم. والحزن العالي ما يزال هو الحزن يا صديقي، نرحل من هنا وهو مقيم، من الخليج إلى المحيط كما يقولون. هو عينه الحزن الذي تبعنا حتى الجزائر، الحزن العالي بقامة "جبال الشريعة" التي زرناها معاً، وصَعِدناها معاً، في صحبة وزيرة الثقافة!؟ يا لها من ثقافة من الخليج إلى المحيط، فقد صَعِدت معنا أكثر من أربعة كتائب عسكرية مدرّعة، فهذا الثلج الأبيض لهذا الموسم قد نما على جبال تحتية، حمراء، من دماء الجزائريين المتخثّرة على الصخر وعلى جذوع الأشجار. يقول لي جمال وليلنا طار حمامةً في غَبش الظلمة، أنا تعبت وبدّي أتسطّح شوي، يلا تصبح على خير. ياخي بَيِّت معاي، أهو طاشر غرفة فاضية، أتسطّح في محلك دا. لا مكان عملي بعييييد، بعيد بقولك، اتركني على راحتي بالله عليك. طيِّب خليني أوصَّلك! لا، ولا خطوة، اقعد واسمع هاي، يضغط الكاسيت وهو في طريقه إلى الباب، وينطلق صوت خلف الله حَمَد، في الليل من جديد: السلام يا روح البدَنْ يا غُصين النَّقَاء يا لَدَنْ *** غنَّى قمري الليل مُشْهِدَنْ أسكر العُشّاق غَيْر دَنْ *** أشكو ليك أياماً عَدَن الأمان يا جنّة عَدَن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: Rihab Khalifa)
|
Quote: قلتُ له أعرف، حال معظم البلاد التي تنمو فيها الكلبشات بأيدي أبنائها أسرع مما تنمو أظافرهم.
والحزن العالي ما يزال هو الحزن يا صديقي، نرحل من هنا وهو مقيم، من الخليج إلى المحيط كما يقولون |
و لهذا يستعيضون بالموت او الجنون بدلا عن هذا العبث المسمى اوطان احزن يا صاحبي ما استطعت مؤلم موت موتا الاصدقاء او موتهم احياء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جمال ملحم ، الأرضُ بعيدةٌ بعدكَ، وجَنَاحَاك من بروق (Re: محسن خالد)
|
عندما ترحل الأصداف من الجيد إلى المُحارة في أدنى البحار ، لا يقاس فراقه بفراق الذين وطأت أرجلهم الأرض وما عمّروها بوجدانهم المُبدع مثله . بوجوده تكون الغفار حدائق غناء بكتاباته عالية المكانة ، قوية البناء . على طرف هادئ ذات نهار ، استقبلتني طلعته ، وعرّفني به الكاتب : مُحسن خالد . وكان صديقاً له ، ويصادقك هو أول بسمة تخرج من مُحياه ضاحكاً بخلخلة التقاطيع . نفتقد الممشى ودليل الطريق ، ونسير في بحارٍ بلا أهداف ، ولكن قسوة الدنيا أن نفتقده .
تحية له في سبحات الأرواح حين نستظل برياحينها ذات زمان ، ونعرف أن الوعي قد انتقل إلينا وروحه تُرفرف .
تهنئة للأرض التي اكتنزت مثله ...
______________________________________________________________________________
دام لكم الق الذكرى ياصحاب وتقبلوا منى التعازى
| |
|
|
|
|
|
|
|