دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
دكتورصدقي كبلو يقيم لـ (الأضواء) مشروع دستور الحزب الشيوعي الجديد ويرد على الخاتم عدلان:
|
دكتورصدقي كبلو يقيم لـ (الأضواء) مشروع دستور الحزب الشيوعي الجديد ويرد على الخاتم عدلان: التيار اليميني التصفوي سينحسر بالانفراج الديمقراطي مشروع الدستور يعبر عن توازنات بين تيارات متصارعة تيار الاغلبية داخل الحزب يصر سيادة المنهج الماركسي فرع الحزب ببريطانيا رفض المشروع الجديد بشكله الحالي الشيوعيون تجاوزوا مسألة الاسم ولا فرق بين احمد وحاج احمد نحن حزب طليعي وهذا رد علي يوسف حسن حوار علاء الدين محمود خالد في منتصف التسعينيات قام د. صدقي كبلو بوضع مؤلفه (موسم الهجرة الى اليمين) والذي يكشف فيه عن تيار يميني تصفوي داخل الحزب الشيوعي السوداني، هذا التيار الذي يعلن فشل المشروع الماركسي للتغيير الاجتماعي، وينتقد مبدأ المركزية الديمقراطية ويدعو الى نبذ الحمولة الايدولوجية الثقيلة بالحزب الشيوعي، وتبني الديمقراطية الليبرالية والانفتاح على بقية النظريات العالمية الاخرى، هذا التيار الذي يمثله ضمن اخرين الاستاذ الخاتم عدلان خاصة ما جاء في ورقته( آن أوان التغيير) والآن اللجنة المركزية تقر مشروعاً للدستور يقول الخاتم عدلان انه يقترب من ورقته تلك و(الأضواء) تضع د. صدقي كبلو في هذا الحوار امام الافكار الواردة في هذا المشروع الجديد، وايضاً في مواجهة لافكار الختام عدلان التي عبر عنها في (آن الاوان التغيير) وفي حوار سابق له مع (الاضواء) التي اجرت معه تحقيقاً تقارن فيه بين افكار الخاتم عدلان والدستور الجديد :- قمت بكتابة مؤلف(موسم الهجرة الى اليمين) فضحاً للتيار اليميني، والتصفوي داخل الحزب الشيوعي. الى اي مدى هذه الهجرة والنزوع نحو الافكار اليمينية موجودة ومستمرة داخل الحزب الشيوعي ولدى بعض القيادات في مواقع مؤثرة توازن التيارات المتصارعة يقول كبلو : بالطبع التيار اليميني الهادف الى تصفية الحزب الشيوعي موجود داخل وخارج الحزب ولكني لا استطيع ان اقول انه موجود في مواقع قيادية ام لا , لانني حتى الآن لا اعرف كثيراً من افكار القياديين، فالمساهمات تنشر باسماء حركية ، لكن اذا كنت تقصد وتشير الى ان هذا عبر عنه في مشروع الدستور فأنا اعتقد ان مشروع الدستور فيه توازنات بين تيارات مختلفة داخل الحزب، وفي الاجزاء الاساسية حول الدستور فان السمات مازالت هي السمات الاساسية للائحة الحزب القديمة، وبالتالي للتنظيم الذي تعارفنا على تسميته بالتنظيم اللينيني، ولا يكفي ان تحذف اسم التنظيم اللينيني حتى لا يصبح لينينياً، لانه شكل للتنظيم محدد وليس صحيحاً ما ورد في التحقيق الذي اجريتمونه في الاضواء (الحزب الشيوعي والاتجاه يميناً) حول ان المركزية الديمقراطية قد اختفت فهي قد تكون قد اختفت داخل المشروع كتعبير وهذا جزء من الصراع الدائر في لجنة اللائحة لكنها كمفهوم ظلت هي المفهوم الذي يبنى عليه الحزب وهذه مسألة بسيطة جداً وهي ان الحزب لديه قيادة واحدة يتم انتخابها في مؤتمر وخلال الفترة بين المؤتمرين فأن هذه القيادة تمثل السلطة العليا في الحزب لا أكثر ولا أقل وهذا يعني ان فروع الحزب في مختلف مجالاتها تقوده هذه اللجنة المنتخبة بين الفترتين، يعني هذا المركز الموجود هو حكومة الحزب والعلاقة التي تحكم المركزية والديمقراطية هي علاقة موجودة في كل التنظيمات الحديثة، وهذا يعني انها لم تعد حكراً على الشيوعيين، اي حزب قائم به مركز منتخب بشكل ديمقراطي وتخضع فروعه وعضويته لهذا المركز في الفترة بين المؤتمرين حتمية المركزية يواصل د صدقي كبلو ويقول: ان اية محاولة من اية جهة للخروج على المركز في اي حزب تؤدي لحدوث انقسامات وكل الانقسامات التي حدثت في الاحزاب الاخرى كانت نتاج رفض للمراكز الموجودة والفرق طبعاً يتمثل في ما اذا كانت هذه المراكز موجودة بشكل ديمقراطي او غير ديمقراطي، والديمقراطية في اي تنظيم تتطلب ان تخضع الاقلية لرأي الاغلبية، ومهما لحنت هذا المفهوم وأعطيته توزيع موسيقي مختلف في ان تأتي مثلاً بمفردة غير مفردة تخضع في النهاية فان المعنى هو ان رأي الاغلبية يسود حتى يصدر قرار جديد يغييره، هذا هو المفهوم الديمقراطي، وهذا هو المفهوم الموجود في اللائحة القديمة، والموجود كذلك في اللائحة الجديدة، ولكني اعيب على هذه اللائحة الجديدة ان لغتها غير رصينة، وقد عرف الحزب الشيوعي برصانة اللغة سواء كان في خطابه او في المنشورات، والندوات، وفي صحيفته حتى اصبحت(الميدان) مدرسة صحفية ذات لغة معروفة ومتميزة، وانا اعتقد ان اللغة في مشروع الدستور الجديد غير مضبوطة وتحتاج الى ضبط وتطوير, في هذا الدستور الجديد هنالك اشارة لشيء اعتبره صدقي الخاتم عدلان تراجعاً وهي ان الماركسية اصبحت جزءاً من مجموع النظريات التي يهتدي بها الحزب، وهذه في تقديري مسألة لم تحسم بعد وفي تقديري ان المساواة بين المنهج الماركسي وبقية النظريات الاخرى موقف خاطيء، هذا الحزب يتميز بانه ينتهج المنهج الماركسي في تحليل الواقع، وهذا موضوع صراع يحسمه المؤتمر الخامس وعلى اساس حسمه في المؤتمر الخامس يكون للتيارات المتصارعة خيارات مختلفة، وليس من الخيارات بالنسبة للماركسي ان تقول له :نحن اتفقنا في منهج التفكير انك تفكر بنظريات اخرى وهذه مسألة لن تكون لان منهجه في التفكير ماركسي، والماركسيون في الحزب سيظلون ماركسيين، وخياراتهم تصبح في الى اي مدى وجودهم داخل الحزب مفيد ام لا وهذا ايضاً يعتمد ايضاً على قرارات المؤتمر وعلى الصراع الدائر فيه وهي بالتالي مسألة لم تحسم بعد، والمناقشة مازالت في هذه المسألة مستمرة، وما اقرته اللجنة المركزية هو مشروع للائحة مطروح للمناقشة وسط الشيوعيين حتى يستبين الموقف وهنالك فروع انتقدت هذا المشروع ورفضته، ولست ذائعاً سراً بشكل تنظيمي، او غير تنظيمي اذا قلت ان فرع المملكة المتحدة رفض مشروع الدستور بشكله الحالي، وهنالك مناقشات جارية حول هذا المشروع، والجديد في المسألة ان الشيوعيين السودانيين رجعوا لتقاليدهم السابقة في انهم يتناقشون وفي نفس الوقت يؤدون واجباتهم الحزبية في النضال اليومي والجماهيري، وهذا يعني انه قد انتهت الفترة التي كانت المناقشة العامة فيها تشل عضوية الحزب وفروعه ومنظماته من العمل اليومي لبناء العمل السياسي وللاقتراب من الجماهير والتنظيم.... الخ واي شخص يريد ان يراهن بأن الشيوعيين مشغولون بانفسهم فهو سيخسر هذا الرهان لان هذا تقليد قديم داخل الحزب، ولاسباب تتعلق بالصدمة الكبيرة لانهيار المعسكر الاشتراكي ولاسباب الدكتاتورية السائدة في البلاد اوجد هذا الوضع لحظات انشغال الناس بالمناقشة العامة داخل الحزب الشيوعي اكثر من النضال اليومي، لكن هذا الوضع انتهى والحزب الشيوعي الان يخطو خطوات واثقة في اعادة تنظيم الجماهير وتنظيم فروعه وبينما يعد الحزب للمؤتمر الخامس بجدية لتخليص المناقشة العامة واتخاذ قرارات حولها فهو في نفس الوقت يعمل على تنظيم الجماهير وحشدها ويستعد للعمل العلني الجماهيري في القريب العاجل. بغض النظر عن كونه مشروعاً لم يجاز بعد نريد منك تقييماً للافكار الواردة داخل هذا المشروع والمتعلقة تحديداً باستبعاد جعل الماركسية مرشداً للعمل وكون الحزب لم يعد طليعياً وانه اختار طريق الديمقراطية الليبرالية واستبعد مبدأ المركزية الديمقراطية?? واين تضع هذه الافكار يميناً او يساراً، وهل تعتقد ان هذا الدستور هو امتداد للهجرة نحو اليمين، وارادة تصفية الحزب؟ خاصة وان الخاتم عدلان يقول ان هذه الافكار تقترب من موقفه في (آن اوان التغيير) والتي وصفته بالموقف اليميني؟ قراءة خاطئة طبعاً يحق للخاتم عدلان ان يفرح ببعض فقرات مشروع الدستور او ببعض التصريحات هنا وهناك لبعض الشيوعيين، ولكن هذا ليس جديداً فقبل خروج الخاتم عدلان كان هناك اناس لديهم آراء تتفق مع الخاتم، والفرق بينهم وبين الخاتم انهم ملتزمون بالتنظيم واستطاعوا ان يمكثوا داخل الحزب ويعملوا لاجل افكارهم ورؤاهم.... الخ، وليس صحيحاً ان هنالك تغييراً في موقف اناس لان هذا الشخص او ذاك تبني هذه الفكرة او تلك، وبدون الدخول في تفاصيل اين يقف من، اعتقد ان الخاتم يقرأ قراءة خاطئة, الصراع داخل الحزب الشيوعي حول مشروع اللائحة، صحيح ان هنالك تياراً لازال يدعو لبعض افكار الخاتم عدلان خاصة في ما يتعلق بالتغيير الكامل للحزب الشيوعي من حزب ماركسي الى حزب لا يتبنى الماركسية، وكذلك هنالك تيار يصر ان يتطور الحزب الشيوعي كحزب ماركسي باتاحة مزيد من الديمقراطية داخله وبسيادة المنهج الماركسي مكان الايدولوجي، وهذا التيار مازال موجوداً واظنه مازال قوياً وبمقابلاتي مع شيوعيين كثيرين اظنه هو تيار الاغلبية في الحزب الشيوعي السوداني. وبالنسبة للحديث عن الاشتراكية طبعاً كثير من الناس داخل الحزب الشيوعي وخارجه وداخل المعسكر الاشتراكي وخارجه، وداخل وخارج السودان اصبحوا يتساءلون عن ماهية الاشتراكية، والحزب الشيوعي منذ دورة مار 1967م عندما اقرت اللجنة المركزية ان هذه المرحلة هي مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية كانت الاشتراكية بالنسبة له (افق) اي مرحلة قادمة، وكان يعمل من اجل انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، ومازال هذا موقف الحزب خاصة وان مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية تدق الآن بعنف على ابواب الوطن بحيث ان كل فصائل العمل السياسي من يمينها الى يسارها تطرح حلولاً لقضايا الثورة الوطنية الديمقراطية تختلف او تتفق معها هي تناقش (قضايا الآن) وهي قضايا تفرض نفسها على الساحة لذلك فان قضية (الافق الاشتراكي) لا يزال هنالك وقت لمناقشتها وحسمها وليس مكانها الدستور بالطبع، بل البرنامج، ولجنة البرنامج لازالت تناقش في مسودة البرنامج، وعندما تخرج مسودة البرنامج نتمنى ان يجد الخاتم عدلان نفسه فيها ايضاً فيسهل بذلك عملية عودته الى الحزب. خيار الجماهير ويواصل د. صدقي كبلو قائلاً: ان المرحلة التي خرج فيها الخاتم عدلان من الحزب ساد فيها كثير من اليأس من اناس مختلفين، والتاريخ الآن يثبت صحة تحليل الشيوعيين السودانيين للوضع في الداخل والخارج، وان الاحداث الآن تسير نحو الانفراج الديمقراطي بفعل نضال الشعب السوداني، ومدعومة بالدعم العالمي لحركة النضال تلك، وطبعاً هو بفضل نضال الشعب السوداني بمختلف فصائله في الداخل والخارج سوى الذين ناضلوا بشكل سلمي والذين ناضلوا بشكل مسلح. فاين كل هذا من ما طرحه الخاتم عدلان؟ وكان احد اسباب خروجه. والتي تتمثل في ان هذا النظام لا يمكن ازالته الا بالقوة، وحقيقة ان موقف الخاتم كان موقف يأس، اراد الذهاب الى الحدود الاريترية فيحمل السلاح ويأتي الى الخرطوم منتصراً. من ذلك الوقت كان موقف الشيوعيين السودانيين هو ان المسألة تحتاج فعلاً الى تنظيم الجماهير، وخوض المعارك، التي تنتصر وتنهزم فيها و... الخ حتى يأتي مستوى من العمل الجماهيري يفرض حلولاً قد تصل هذه الحلول الى تصفية النظام بشكل كامل او غيره من حلول وهذه هي المسألة، وكنت قد كتبت مقالاً قديماً عن البديل وان البديل على الواقع يختلف عن البديل البرنامجي، وعن البديل النظري فهذه مسألة يحددها النضال اليومي، وكنت دائماً استرشد بما قالته اللجنة المركزية في احدى دوراتها من(بديل الغد يحدده نضال اليوم) نهاية التيار اليميني ويمضي د. صدقي قائلاً: هذه هي اذاً نظرتنا للامور، ولذلك اعتقد انه حتى ما تبقى من تيار يميني، وتصفوي داخل الحزب سينحسر بالانفراج الديمقراطي، وملاقاة جماهير الحزب واعضائه، سينحسر تماماً لانه بالنسبة للجماهير واعضاء الحزب هنالك بعض المناقشات يرونها ليست ذات اهمية، وما يهم هذه الجماهير هو البرنامج الوطني الديمقراطي وكيفية اقامة التحالف من اجله، وكيفية بناء الجبهة الوطنية، وبما ان هذه الجماهير يهمها البرنامج الوطني الديمقراطي، وبرنامج النضال اليومي، والتحالفات السياسية المقبلة، في زعمي انها لا تهتم كثيراً باسم الحزب الشيوعي، فاذا سمي الحزب الشيوعي فهي ستتعامل معه، وكذلك اذا سمي حزب آخر لانه وعبر تاريخ يكاد يصل الى خمسين عاماً تعرف الناس على الشيوعيين واختبروهم، ولا يغيير ذلك اذا سميت(احمد، حاج احمد) فلا معنى لذلك وسط جماهير الحزب الشيوعي، وازعم ان الشيوعيين تجاوزوا مسألة اسم حزبهم منذ ان تحالفوا مع حزب الامة وجماهير الانصار في الجبهة الاستقلالية، ومنذ ان وقف الامام عبد الرحمن المهدي خطيباً في مسجد ود نوباوي ويقول:اعرفهم في الجبهة الاستقلالية كمناضلين وطنيين, وينفي عنهم تهمة الالحاد التي حاول المرحوم يحيى الفضلي الصاقها بهم، كذلك تجاوزوا مسألة الاسم منذ ان تحالفوا مع حزب الشعب الاشتراكي في التجمع الاشتراكي، وكذلك تجاوزوا هذه المسألة منذ ان اصبح لديهم مرشح في جبل مرة في الانتخابات الاخيرة، ولكن رغم ذلك فان المسألة كلها تخضع لمؤتمر الحزب فان رأي مؤتمر الحزب لكي يغيير اسم الحزب عليه ان يفعل ذلك دون ان يقع في غشاوة ان تغيير الاسم سيفتح على الحزب ابواب الجماهير، لان ابواب الجماهير تفتح بالنضال اليومي لعضوية وكادر الحزب، والتفافهم بالجماهير وقدرتهم على تنظيم،وتوصيل هذا البرنامج. وحقيقة انا اندهشت لشيء اوردته في تحقيقك (الحزب الشيوعي والاتجاه يمينا) المنشور في (الاضواء) وهذا الشيء هو ما ذكره صديقي الاستاذ يوسف حسين حول (اننا لم نعد حزباً طليعياً، بل حزباً عادياً كبقية الاحزاب) وارد عليه بالقول اننا حقاً حزب عادي كالاحزاب الاخرى، ولكننا ايضاً حزب طليعي، فالمسألة كلها حول فهم ماهو الحزب الطليعي، ففهم الحزب الطليعي ليس ازدراء بالآخرين، انما هو اخذ النفس بالشدة في القيام بواجبات معينة وسط الجماهير، والوصول الى جماهير بعيدة كادحة في مناطقها، وتنظيم هذه الجماهير، وهو كذلك الالتصاق بجماهير الكادحين سواء أكانوا طبقة عاملة، او مزارعين، او جماهير المناطق المهمشة ومحاولة تنظيمها، وهو كذلك الاستشعار بالواجب وليس ازدراء بالآخرين، وليس مفخرة نفتخر بها انما مفهوم الحزب الطليعي يطرح علينا واجبات طليعية، وان نقتحم مجالات غيرنا لا يقتحمها، او غير قادر على اقتحامها، وكذلك نطرح افكار غيرنا، غير قادر على طرحها، وان نقتحم مجالات غيرنا لا يقتحمها، والآن وبعد قرابة الخمسين عاماً من ما طرحنا افكارنا لاول مرة حول قضية القومية السودانية هذا الطرح تتبناه الآن الاحزاب الاخرى ليس هذا فقط وانما توقع الجبهة الاسلامية على اتفاق للسلام في نيفاشا على اساس قومي، والحقيقة نحن نحمد لعلي عثمان محمد طه انه قال(ان اتفاق السلام يرث كل المحاولات السابقة لاجل السلام) لكنه لم يقل انه يرث كل الفكر حول حل المسائل القومية، باعتبار ان هذه الافكار المطروحة منذ وقت طويل، والمضحك انه حتى عام 1985م كنت اتناقش مع بعض المثقفين في السودان قبل خروجي حول التنمية غير المتوازنة وكانوا يتهمونني حينها بأني اريد ان اثير الفتنة، وعندما كنا نتحدث عن التخلف في دارفور كانوا كذلك يتهموننا بأننا نثير الفتنة، فقضية التيار اليميني تحسم من خلال النضال اليومي للجماهير، وتحسم في مؤتمر الحزب الخامس: ولكن القضية الآن ليست قضية تغيير اسم الحزب يعني ليس هذا ما يخيف الجماهير وانما ما يطرح من افكار مثل استبعاد الماركسية كمرشد للعمل و... الخ، الجماهير تشعر ان هنالك محاولة لتصفية الحزب واحلال حزب بديل، كيف ترد. ا لتمسك بالمنهج الماركسي تغيير الاسم ليست له علاقة بتصفية الحزب الشيوعي، فهنالك احزاب كثيرة في العالم لا تسمي بالشيوعي رغم انها احزاب ماركسية، في شمال افريقيا مثلاً الحزب التونسي لا يسمى بالحزب الشيوعي وكذلك الحزب المغربي، وكذلك في المانيا الديمقراطية لم يكن اسمه الحزب الشيوعي، بل الحزب الاشتراكي الالماني الموحد والآن صار اسمه الديمقراطي الاشتراكي يعني عكس الاشتراكي الديمقراطي. فالاسم اذاً رغم اهمية الدلالة التي يثيرها الاسم لكنها ليست اهمية قاصمة للظهر، فالقضية الاساسية هي ان المنهج الذي يتخذه الحزب في دراسة الواقع اذا لم يعد هو المنهج الماركسي، يصبح في هذه الحالة هنالك صعوبة كبيرة جداً في الحديث عن التزام الحزب بقضايا الكادحين، وببساطة فان الدراسة التي وضعها الحزب الشيوعي للطبقات في المجتمع السوداني هي الاساس، وفي هذا انا مطمئن جداً لما يدور في الحزب الشيوعي لان دورة اللجنة المركزية في اغسطس ????م اهم ما جاء في وثيقتها التحليل الطبقي للواقع السوداني الحديث مما يدل على ان القيادة الحزبية مازالت متمسكة بالمنهج الماركسي، وليس لدي شك في هذه المسألة، وانا قلت لصديقي الخاتم عدلان انه لا يستطيع التخلص من المنهج الماركسي الذي تعلمه في الحزب الشيوعي، وان الخاتم كثيراً ما يطرح بعض القضايا بشكل صحيح لانه يستخدم المنهج الماركسي، وطبعاً هنالك علماء كثيرون في العالم يستخدمون المنهج الماركسي دون ان يشيروا الى ذلك، فاذا اراد الخاتم ان يفعل ذلك فاليفعل فنحن لا نطالب بما يطالب به هو في حوارك الذي اجريته معه في (الاضواء) ببراعة اختراع او حق ملكية فكرية، ولا نريد ان نجعل من الماركسية ماركة مسجلة للاحزاب الشيوعية، ولا المنهج العلمي هو مادة مسجلة للماركسية، المنهج العلمي اصبح يسود في علوم اجتماعية وتطبيقية كثيرة، وبعض هؤلاء العلماء لا يعترف حتى بعلاقته بالماركسية، فالناس احرار في ان يتبنوا ما يريدون ولا يخيفني عدم اعتراف هؤلاء بتبني المنهج الماركسي او ان هذا المنهج الذي نستخدمه في دراسة الواقع هو المنهج الماركسي، ولكن الاعترف فيه امانة علمية، واعتراف بفضل مفكر وعالم صاغ هذا المنهج، وحقيقة ان هذا لا يعني ان ماركس، وانجلس، ولينين، قد توصلوا الى الحقيقة المطلقة في كل شيء، فهنالك اشياء هم فيها على خطأ، واخرى هم فيها على صواب? وهذا شيء طبيعي، وكذلك نحن في تطبيقنا للمنهج الماركسي نخطي ونصيب، ويصححنا الواقع، وانتباهنا للمصالح الجماهيرية، والعلاقة بين التنظير والنشاط اننا ننظر والنشاط يصحح ما اخطأنا من تنظير ما دام نحن ?ما بنكابر? ولذلك يسود في أوساطنا منهج مثل النقد الذاتي والنقد امام الجماهير، وشعارات مثل التعلم من الجماهير وذلك كله يساعدنا في تصحيح منهجنا من فترة لاخرى ودراستنا للواقع من فترة لاخرى
|
|
|
|
|
|
|
|
|