|
معلومات عن سجن كوبر الذى اعدم فيه عبد الخالق محجوب
|
«كوبر» .. معبر لكراسي السلطة شيد السجن المركزي في السودان عام 1903 على ارض مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، وفي موقع قريب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري، صمم مبنى السجن هندسيا بشكل مماثل للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنجهام (الخريطة والمباني والاقسام). واطلق عليه سجن «كوبر»، اشارة الى مسؤول بريطاني تولى ادارة مدينة الخرطوم بحري وثابر على زيارة السجن وتفقد نزلائه وعرف بمعاملاته الانسانية. ويضم سجن «كوبر» 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالاعدام، وقسم لمعتادي الاجرام، ولذوي الاحكام الطويلة والقصيرة، واقسام اخرى للمنتظرين وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد تم الغاء هذا القسم في العهد الوطني.
اما القسم السياسي فقد ظل هو الاشهر على الاطلاق لارتباط السجناء او المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان. وقد استقبل هذا القسم قيادات الحركة الوطنية المناهضة لحكم الادارة البريطانية، وعلى رأسهم الزعيم اسماعيل الازهري، الذي اصبح مطلع عام 1954 اول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية. واشهر اعدامات شهدها سجن «كوبر» لضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد عام 1959، في اعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق ابراهيم عبود، ثم اعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في اعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث اعدم امين عام الحزب عبد الخالق محجوب وامين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع احمد الشيخ.
ثم شهد «كوبر» في مارس (آذار) عام 1985 اعتقال اكبر حشد من السياسيين والنقابيين المناهضين للحكم المايوي برئاسة جعفر النميري. وعندما اعلن الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في 5 ابريل (نيسان) عام 1985 انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب في استرداد الديمقراطية، اتجهت المسيرات الشعبية الى سجن «كوبر» لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتحت الابواب بتوجيه من مدير عام السجون، وخرج كافة السجناء السياسيين. وبخروج رموز الانتفاضة من سجن «كوبر»، دخل رموز الحكم المايوي الى عنبر القسم السياسي وعلى رأسهم اللواء عمر الطيب. وفي 30 يونيو عام 1989 وقع انقلاب الانقاذ الوطني بقيادة العميد عمر البشير، فتم اعتقال القيادات السياسية، محمد عثمان الميرغني زعيم الاتحادي الديمقراطي والصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الامة والدكتور حسن الترابي امين عام الجبهة الاسلامية التي ظهر في ما بعد انها كانت وراء تدبير الانقلاب http://www.arabtimes.com/Arab%20con/soudan/doc1.html
|
|
|
|
|
|