رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق محجوب
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2005, 00:16 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم

    محمد إبراهيم نُقُد وإخفاء وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة

    عادل عبد العاطى
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15

    رسالة الي محمد ابراهيم نقد بعد خروجه للعلن
    أما آن لك ان تطلق سراح وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة ؟

    السيد محمد ابراهيم نقد

    تحية طيبة؛

    في البداية اسمح لي ان اهنيك علي صحتك الطيبة ونفيك ان تكون مريضا؛ وارجو ان يتسع صدرك لقراءة هذا الخطاب والرد عليه بصورة عملية!

    في 28 يوليو 1971 اعدم الشهيد عبد الحالق محجوب؛ عن عمر ناهز ال 44 ربيعا؛ هي كل ما عاش؛ وضاع قبره في الفلاة؛ وبقيت تركته الفكرية وسيرته النضالية تحرك الاعجاب والكراهية؛ حسب موقع الناظر اليها في خريطة الصراعات الفكرية والسياسية السابقة والحالية والقادمة؛ ورغم ان الخطوط العامة لاسهام عبد الخالق محجوب في التاريخ السوداني موثق ومسطر؛ الا انه تظل هناك ضرورة قصوي لتجميع اعماله المتفرقة والمتعددة؛ واعادة نشرها؛ وذلك بغرض التوثيق اولا؛ وبغرض دراستها نقديا ضمن تطور الفكر السوداني ثانيا؛ الامر الذي لم تقوموا به؛ بحسبانكم تدعوا الانتساب الي تاريخ وفكر ذلك الرجل العظيم.

    في هذا تهمنا بصورة خاصة ما اطلق عليه وصية عبد الخالق محجوب السياسية؛ وهي الاوراق الاخيرة التي كتبها بعد اندحار انقلاب 19 يوليو؛ وقبل اعتقاله؛ والتي كان يعلق عليها اهمية قصوي؛ حيث تقول عنها الاستاذة سعادة ابراهيم احمد :" استدعى عبدالخالق أحد أقاربه – طه الكد – الى مكان اختفائه وأملى عليه أشياء كثيرة منها مايخص الحزب ومنها ماهو شخصى وأوصاه على أولاده . وبعد ذلك تم القبض عليه واعدامه . وقد اتصل طه الكد بالحزب وسلمه الأوراق التى تتضمن الأشياء التى أملاها عليه عبدالخالق" ( سعاد ابراهيم احمد ؛ لقاءصحفي مع جريدة "ظلال" بتاريخ 23 ديسمبر 1993؛ نقلا عن موقع omdurman.us)

    ويكتب الخاتم عدلان: "هناك أوراق هي بمثابة الوصية السياسية، كتبها عبد الخالق في الأيام الثلاثة التي قضاها بأبي روف، وسلمها لطه الكد، إبن خالته، الذي آواه عندما أغلق البعص الباب في وجهه كما قال هو لطه. طه لم يكن شيوعيا، كان إسلاميا في الحقيقة، ولكنه كان معاديا للإخوان المسلمين، وكان معاديا للشيوعية صديقا للشيوعيين. وكان شاعرا وكاتبا، وكان بطلا من شعر راسه إلى أخمص قدميه. قال لعبد الخالق عندما طرق الباب: هذا بيتك ياعبد الخالق: الله الله!! ولكنا يجب أن نبحث عن سلامتك، ودبر له بيتا آخر وقام على خدمته بنفسه، محترما في نفس الوقت حاجته للخلوة والتسجيل. وقد سلمه عبد الخالق الأوراق وطلب منه ألأ يقرأها. وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها يا طه؟ قال لي: أنا ابوك ياحسين، انا أحنث بالقسم،أنا أخون الأمانة؟
    سلم طه هذه الأوراق، والتي لا بد أنها تتعلق بحركة يوليو، إلى الاستاذ محمد إبراهيم نقد، بعد ترتيبات معقدة وطويلة. ولا أعرف إن كان شخص آخر قد اطلع عليها أم لا. إنني أناشد الاستاذ نقد، وقد مر كل هذا الزمان، وهو المهتم هذا الإهتمام الكبير بالتوثيق، أن يفرج عن هذه الاوراق. وللحقيقة سألت الاستاذ نقد عنها ذات مساء، فقال أنها موجودة ولم يزد." ( الخاتم عدلان؛ مساهمة في النقاش بموقع سودانيزاونلاين. كوم)

    انه من المفجع للحقيقة ولذكرى الشهيد عبد الخالق محجوب؛ انه بعد حوالي 34 عاما من كتابة تلك الوصية؛ فان القائمين علي امر الحزب الشيوعي وحضرتك شخصيا تتستروا عليها ولا تكشفوها للملأ؛ في احتقار لا يضاهي لرغبة عبد الخالق؛ ولسيرته ولارثه؛ وفي صفعة مؤلمة للحقيقة التاريخية؛ وفي تجاهل لا يضاهي لحق الشعب السوداني في المعلومة؛ وفي ممارسة كريهة قميئة في المحصلة؛ لا يبدو فيها اي شئ من الاخلاص لسيرة ذلك الرجل العظيم؛ وانما بها الكثير من استغلال النفوذ والتامر علي الحقيقة والاستهبال علي الناس!

    انني اتسائل هنا؛ أين هو موقف الرجل العظيم الاستاذ المرحوم طه الكد؛ والذي اوصل الامانة رغم الصعوبات؛ ولم يسمح لنفسه بالاطلاع عليها؛ رغم انه لم يكن شيوعيا وانما معاد للشيوعية؛ من موقف رجل مثل حضرتك؛ بني كل مجده السياسي علي ارث عبد الشهيد الخالق؛ ولا يزال يجتر سيرته العطرة ويحاول احتكارها؛ وفي نفس الوقت يعتقل وصيته الاخيرة لعشرات السنين؛ كما اعتقل ستالين لعشرات السنين وصية لينين الاخيرة؛ ولم تنشر الا بعد وفاته في المؤتمر العشرين للحزب السوفيتي في عام ؟1956.

    ان هذه الوصية امر لا يخص الحزب الشيوعي وانما كل الشعب السوداني؛ ومن واجب كل مواطن سوداني الاطلاع عليها؛ من هنا فإننا ندعوك الي نشر وصية الشهيد عبد الخالق الاخيرة؛ اليوم وليس غدا؛ ونحذر من محاولة اعدامها او محاولة تزويرها؛ وهو امر لن نستغربه من المخفيين للحقيقة طوال عقود؛ ولكنها ستكون محاولة فاشلة؛ فالحقيقة هي كالعنقاء ؛ تنهض من الرماد لو احرقت؛ ويبقي قدر الانسان هو الاختيار: تسجيل الحقيقة وتمليكها للناس والتاريخ في احلك الظروف كما فعل الشهيد عبد الخالق محجوب في تلك الايام الماساوية؛ ام التكتم عليها واخفائها عن الناس 34 عاما والحلم بالذهاب بها الي القبر؛ كما يفعل محمد ابراهيم نقد؟

    مع الاحترام


    المقال في اللينك (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=35501)
                  

04-24-2005, 02:33 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)


    أحمل جوزاً بريطانياً •• ما الذين يمنع؟؟ ••لا يوجد تناقض بين هاتين المسألتين
    حوار عادل سيد احمد
    {ويتواصل الحوار الصريح مع القيادي الشيوعي الكبير -سابقا - وزعيم حركة القوي الجديدة (حق) حالياً ••الأستاذ العائد إلي السودان ، بعد سنوان غياب طويلة الخاتم عدلان• لم نتردد في تواتر الاتهامات •• ودمغه بالتناقضات بقناعات الأمس القريب ••وبمنهج الاشتراكية الذي تطرحه ( حق••الآن ) •
    ولم يرفض الخاتم اي سؤال ••ولم يتضايق من >المحاكمة <
    { الخاتم ••تلقي سؤالا مباغتا :>انت استفدت شخصيا < من اموال طائلة •• دعمتك بها دولة خليجية كبيرة •• وان ذلك كان سبب الخلاف - والانشقاق- مع قيادة (حق) في الداخل ؟؟!
    فلم ينكر الرجل•• بل اعترف بذلك ، وذكر مرافعات حول > هذه العملية<••
    { الخاتم •• ذهب الي لندن كلاجئ سياسي •• في دولة رأسمالية كبرى •• ليتلقي المال والعلاج والسكن والتعليم له ولاسرته ، من دافع الضرائب الانجليزي <؟!!
    فكيف تصالح الخاتم عدلان مع خلفيته التاريخية •• وحتي مع قناعاته الجديدة بالنزوع وتبني شكل من اشكال الاشتراكية؟؟!
    { كل هذه المعاني مثارة ، في هذا الجزء من الحلقات الساخنة •• المتواصلة •• مع الخاتم عدلان:



    حركة القوي الجديدة (حق)•• قامت ثم اصابها ما اصاب الاحزاب الاخري ، من انقسامات •• ما أسباب الاختلاف •• وهل من عودة ؟؟


    فيما يتعلق بالتفتت في القوي السياسية كلها ، وبالتحديد في حركة القوي الجديدة >حق< •• ان قلت القاعدة العامة ، وهي ان هذه القوي التي تنسب نفسها للحداثة والجدة، في اساليبها كثير من اساليب القوي القديمة •• فليس يكفي ان تنتمي باللفظ والعنوان الي قوي لتكون منها •• انما بالعمل والمنهج المختلف •• لذلك فان كثيرا مما يُسمي بالقوي الجديدة هي في ممارساتها تماما مثل القوي القديمة •• انا لا اتعرض لهذه المسألة من زاوية الثأرات او الانتقام او تصفية الانقسام ، او هذه المقولات القدمية •• وانما اتعرض ، في الاصل ، لحقائق تاريخية ، من وجهة نظري ، بالطبع •• لكن في كل الاوقات انا انظر الي الامام ، وليس الي الوراء•• نحن تعاملنا بصدق مع قيادة الحركة بالداخل •• بصدق كبير جداً •• وتعاملنا معها بصورة متقدمة ، علي اي تعامل سياسي نعرفه في السودان •• وفوضناها •• نحن الذين كونا الحركة في الخارج •• فوضناها في التصرف الحُر، في كلّ ما يخص تطور الحركة وسياستها ومواقفها داخل السودان •• وقلنا لهم بوضوح ، اننا نحن في الخارج ، حتي ولو كُنا انبياء ، ونحن لسنا انبياء •• لايمكن ان نرصد سياسة الداخل •• انتم الذين ترسمون سياسة الداخل •• في حدود مايتفق عليه من مبادئ •• وكل الذي يجمعنا هنا هو المؤتمرات العامة المشتركة ، لتحدد وجهة عامة ، انتم الذين تطبقونها ، وتشرفون عليها •• هذه علاقة ديمقراطية، لابعد حدود ، اذا ماقيست في اية قوة اخري • ولكن ، مع ذلك ، فان قيادة الداخل لم تكن تشعر بالاطمئنان مطلقاً •• لشئ يخصها في الواقع •• هي تنكرت لاسلوب العمل الصادق والمخلص الذي اتبعناه معها•
    الشئ الثاني: انها كتمت اراءها ومواقفها الحقيقية •• فبدلاً من مواجهة الخط الذي كُنا نطرحه لتوضيح انه خاطئ ، مثلا • ومقاومته ديمقراطياً•• لجأوا الي كتمان موقفهم الحقيقي ، وتظاهروا وانهم يقبلون ذلك •• وهذا من اساليب القوي القديمة •• المداورة والمناورة والخداع •• ونحن ضده •• ونريد ان نناقشه معكم<••هذه هي الاشياء الاساسية للخلاف مع قيادة >حق< في الداخل •• ومع ذلك نحن لم نتعامل معهم باسلوب >الثأرات< •• ونعتقد ان بالساحة متسعا للعمل السياسي ، ولكل من يرغب فيه •بجانب ذلك ، فان هناك اشخاصا كثيرين ، حددوا مواقفهم لنقص المعلومات •• ولدرجة من >التعمية< لمواقفنا ومبادئنا •• واعتقد ان هؤلاء من الممكن ان يستبينوا بالنظر الاستراجعي •• ان سيتبينوا ان موقفنا كان صحيحاً• من هنا ، فانني اقول : ان ابوابنا مفتوحة لكل من غادر الحركة، باتهامات •• بعد ان ردينا الاعتبار لكل من اتهم بانهم >غواصات< - مثلاً< للنظام او للحزب الشيوعي •• ردينا لهم الاعتبار كمظلة عامة•• حتي ننظر في حالاتهم ، اذا كانوا راغبين في العمل داخل >حق< هذا حدث •• وهو >عثرة< ولكننا سنتخطاها •• والشعب السوداني واسع وولود •• والمجال السياسي متسع للجميع •• والبرهان علي صحة المقولات هو التجربة •• ونحن لا نخشي التجربة•

    ولكن •• مآخذ الداخل منطلقة من انكم في الخارج ، وانت شخصيا •• خرجت من السودان الي دولة عربية خليجية كبري •• اعطتك اموالا طائلة •• حولتها لحسابك الخاص•• وناس >حق< بالداخل لم يروا منها مليما واحدا• ما حكاية هذا الدعم الكبير ؟؟!


    نعم •• انا قضيت فترة قصيرة في السعودية •• وتجولت في الخليج •• بعد ان اثبتنا ان التجمع الوطني الديمقراطي تنظيم كان عاجزا تماما عن المواجهة •• وانه يقوم ، في الواقع ، بتفتيت القوي ، في الواقع •• بحثنا عن مصادر اخري لدعم العمل السياسي •• ووحدنا تلك المصادر •• ووحدنا كل القوي السياسية ، دونما استثناء ، قد سبقتنا الي هناك •• اذن من النفاق المحض ان يقال اننا وحدنا الذين ذهبنا وتلقينا دعومات •• واننا فعلنا ذلك من مواقع >العمالة< •• نحن عندنا اراءنا الواضحة في ذلك ، ولم تتدخل الدولة التي دعمتنا في معتقداتنا السياسية او في برامجنا او قدراتنا •• ولم نكن مخلباً لهم في شئ •• ولم يكن الحزب الشيوعي ، في بالنا •• الحزب الشيوعي مُصاب لب >البرانويا< والشخص المصاب بالبرانويا دائما ما يتوهم ان كل من يختلف معه يريد ان يقتله والحزب الشيوعي مصاب ب>البرانويا السياسية< •• وهم الذين اشاعوا >حكاية الاموال< ولكن التجربة نفسها لم تنجح ، لان مقومات النجاح لم تكن متوفرة لها •• وتركناها كما بدأت ، ولم تذهب بعيدا•

    اذن الخاتم عدلان انتقل ، بعد ذلك الي لندن كلاجئ سياسي ولكن ألم تحس بانك متناقض مع فكرك الاشتراكي وحلفيتك الشيوعية • ان كارل ماركس كان ان تنبأ بسقوط الرأسمالية في انجلترا •• وقيام الاشتراكية • فكذبت الايام نبوءته •• حيث سقطت الشيوعية وفتت الاتحاد السوفيتي < العظيم< ؟؟ كيف تصالحت مع نفسك وتاريخك ؟؟


    - دعنى اعيدك لبعض الاشياء ، التي يمكن الاستيثاق منها ،، في الورقة التي كتبتها > آن أوان التغيير< والتي كتبتها في اواخر عام 89 اوائل عام 90 •• وذهبت الي لندن عام 94 •• في تلك الورقة كنت قد قارنت نظريا بين المبدأ الاشتراكي الاساسي وهو ملكية الدولة لوسائل الانتاج ، وتوصلت الي ان هذه الصيغة هي وسيلة للطغيان المطلق •• وتوصلت الي ان علاقة السوق بين المنتجين ارقي واكثر كفاءة من اية عملية ديمقراطية شاملة تنظم لكل المجتمع احتياجاته ، من مواقع >الابوية< وضربت لذلك مثلا واحد : وهو ان الخطة الخمسية في احدي مراحلها ، نسي المخطط ان يدخل (اقراط ) النساء في الخطة •• نساها ، وهو رجل بالطبع ••فنسي ان يدخل >اقراط< النساء ، فكانت النتيجة ، لخمس سنوات لم تكن هناك >اقراط< للنساء ••تنفيذ الخطة نفسه ، يحدد -مثلاً- كمية من اطنان لصناعة المسامير •• ولذلك يلجأ المنتجون الي صناعة مسامير اكبر •• وزنها نفسه ، ولكنها اقل من المسامير التي يحتاجون لها في الاتحاد السوفيتى •• وهكذا ••لذلك توصلت الي ان هذه الصيغة والتي تعطي الدولة كل ثروات المجتمع تحت تصرفها •• وكل سلطات القرار السياسي والاجتماعي والثقافي •• هذا طغيان •• ببساطة •• هذا طغيان ،•• ومصادرة كلية لقوة الافراد•• وبالتالي تحويلهم الي >روبوتات< في خدمة الدولة •• ووقفت ضد هذا باعتبار انه نظام غير انسانى •• هذا الكلام انا قلته قبل ان اذهب الي انجلترا •• وايضاً افردت في ورقتي هذه ، فصلا كاملا عن الديمقراطية •• ذهبت الي انجلترا ، كبلد ديمقراطي ، وهو بلد ديمقراطي •• هذه هي ديمقراطية ، كما اعرفها •• وذهبت اليه ، كبلد فيه عدالة •• انا طبعاً استعضت عن الشيوعية بـ >العدالة والاجتماعية< والعدالة الاجتماعية وسعتها ، حيث قلت ان العدالة الاجتماعية لها ابعاد نوعية للرجال والنساء ، من خلال صيغة للمساواة والتمايز •• ولها ابعاد اقتصادية تتمثل في حصول المنتجين علي كل ثمرات انتاجهم ، وهذا مبدأ اساسي في مسألة العدالة الاقتصادية ، في الماركسية نفسها •• ولكنني قلت •• وهذا قول هام جدا وهو ان رأس المال يمثل عاملا انتاجيا وليس طفيليا كما زعم كارل ماركس •• رأس المال ، قوة منتجة •• وعرفت العملية الانتاجية بانها مجموع العناصر الضرورية لنشؤها •• بمعني ان اي عنصر اذا سحبته ، ولا تقوم عملية انتاجية ، فهو عنصر منتج •• وهذا تطوير ، بل اختراق للماركسية •• اقول ذلك بدون غرور •• هو اختراق للماركسية ••• لذلك ، فان للرأسمالية حقا مشروعا ، ليس كطفيلي •• وانما كمشارك برأسماله في العملية الانتاجية •• ولذلك تصالحت مع الطبقة الرأسمالية •• ولكن ، ليس مع الرأسمالية الطفيلية التي تحاول ان تستحوذ علي ثمرات المنتجين ، دون الدخول في العملية الانتاجية نفسها ، علي مستوي الاتجار •• واضرب علي ذلك مثلا بما يدور الان في السودان : فهناك من يستحوذ علي الثروة بدون ما يكون جزءاً من العملية الانتاجية •• بل يدمرون العمليات الانتاجية •• ولذلك فان موقفي من الرأسمالية الطفيلية هو موقف مبدئى•
    اذن ، انا من الاول ، قبلت العلاقة الرأسمالية ، طالما هي علاقة سليمة ، تعترف للاخرين بحقوقهم وتقتصر علي حقوقها من العملية الانتاجية مع مشروعية هذه الحقوق •• ولكن بالنسبة لماركس ، فان الرأسمالي طفيلي •• هذا خطأ بين •• خطإ فادح •• ولذلك ، فانا متصالح مع كل المنتجين في بلادي •• اذا كانوا عمالاً •• او رأسماليين •• او مصممين فنيين • اذا كانوا خلاقين مكتشفين •• كلّ القوي الخلاقة في المجتمع • انا متصالح معها • وهذا وعي جديد •• هذا وعي جديد •• وتصالح حقيقي ، مش اي كلام •• وهذه صيغة لمجتمع متعافي ومتطور•

    { الخاتم عدلان •• هل انت مواطن سودانى •• ام مواطن انجليزي••ونحن نعلم انك تحصلت علي الجنسيه والجواز الانجليزى ؟؟؟

    - لا يوجد تناقض بين هاتين المسألتين •• انا طبعا من الناحية القانونية، لدي جواز بريطانى •• انا اعمل في لندن وادفع الضرائب •• ادفع ضرائب ، كاملة •• واتمتع بكلّ الخدمات• في اي وقت يتاح المجال او تتسع الفرص لاعود الي بلادي وفق نفس الشروط : اكون منتجاً •• ادفع ضرائبي •• وادفع ضريبتى الوطنية •• اعود الى هُنا بدون اي تناقض مع اي ولاء سابق •• ولائى هناك لايتناقض مع ولائى الوطنى• انا ما شاعر باي تناقض •• وشاعر بان هذا ممكن ان يكون مجالاً للمزايده •• ولكني قادر علي التصدي لها ••

    { ولكنك ، قبل ان تكون دافعاً للضرائب •• كنت لاجئا سياسياً، تتلقي الاعانة المالية والحياتية من دافع الضرائب الانجليزية•قروش وسكن وعلاج وتعليم مجاني ، لك •• ولكل افراد اسرتك ؟؟


    نعم •• كنت لاجئا سياسياً ، وفق قوانين دولية •• وكنت مستحقاً للجوء السياسي ، لانني مطارد •• واسرتي مطاردة •• وكانت هناك جائزة وصلت الي 15 مليون جنيه ، عندما كان الدولار اقل من 200 جنيه •• لكل من يدل عليّ •• والكلام دا كان منذ عام 89، حتي خروجي •• منذ عام 89 كانت الجائزة > تزايدية< •• وكنت علي علم بذلك• لذلك ، فان القوانين الدولية وضعت لمثل هذه الحالات بالضبط •• للاسر المطاردة •• للناس المهددين في ارواحهم •• وفي معتقداتهم السياسية •• لذلك انا استفدت من ذلك بضمير مرتاح• انا اؤمن ، اساسا ، بوحدة الحضارة المعاصرة •• انا داعية لتآخي الشعوب •• داعية لسيادة الديمقراطية ، في كل مكان •• داعية لتطوير العلاقات بين المجتمعات المختلفة• من موقعي هذا اذا استطعت ان اطور العلاقات بين المجتمع السوداني والمجتمع السوداني والمجتمع البريطاني •• لن الو جهداً في تحقيق ذلك• واعتقد ان تلك الطموحات مشروعة ومفيدة للفكر الانساني• والمسألة ليست بضيق الافق ، كما يحاول ان يتهمنا البعض •• ممن كنا بالامس معهم •• المسألة مسألة تطور فكري ، واعتراف وتصالح مع الواقع الجديد •• لعل في ذلك خروج من الفشل التاريخى الذي يصر عليه البعض •• هذا كله مطلوب ويطبق علي الناس اما ان نستغل الدين كمظلة لاستغلال الناس ، ونستخدمه كمبرر لقمعهم وقتلهم والتمثيل بهم وضربهم •• فان هذا لا يكون من الدين في شئ •• هذا ماكنا نقوله
    اقصد •• انا برضو •• انه كانت هناك شبهات حول الخاتم عدلان؟؟


    - كما قلت لك : هذا رجم بالغيب •• وتفتيش للضمير•• انا لدي افكاري حول الكون •• وهي خاصة بي •• هي امر شخصي ، وصلت اليه عن طريق التأمل والاطلاع والقراءة ولكنه يخصني وحدي • ويمكن ان اقول عن نفسي •، انني انطلق من >علوية الانسان< •• واعمل علي خدمته •• ولا اعتقد ان ذلك يختلف مع اي دين •• مطلقا •• بل هو جوهر الرسالات السماوة التي نزلت اساسا لخدمة الانسانية•


    نقد محبوب •• ولكنه ( دوغمائي) •• ومتردد •• ولا مبرر لاختفائه !!
    حوار :عادل سيد أحمد
    { وتيرة النقد ارتفعت •• فالخاتم عدلان يهاجم - برؤي ومواقف - حزبه القديم •• ويتحدث في هذه الحلقة ، حول السكرتير العام للحزب الشيوعي الاستاد محمد ابراهيم نقد •• رد الله • اختفاءه • { ولم ننسَ ان نسأل زعيم ( حق ) حول علاقته بكوادر وقيادات (رفقاء الدرب ) اخوة الامس •• الزملاء في الفكر •العلاقة الشخصية والجامعة هل آلت هي الاخري الي قطيعة؟ •• واخذنا فاطمة أحمد ابراهيم والتجاني الطيب كنموذجين • { ثم كيف ينظر الخاتم لنظام الانقاذ ، الآن •• هل تبدل ، وتطور ام أنه التكتيكات • والحرب والمكيدة ؟• والحركة الشعبية لماذا باعت حلفاءها ؟• { اسئلة كثيرة وحائرة •• واجوبة قوية ومثيرة •• ما المطلوب من الحزب الشيوعي السوداني •• وانت كنت بالامس القريب منه •• واليوم اصبحت غريمه •• ان شئت صديقه •• اللدود •• وانت قد تربيت وتعلمت الفكر والسياسة علي يديه •• لا اظنك تنكر ذلك؟؟ ••


    -المطلوب من الحزب الشيوعي هو مايريده اعضاؤه •• منذ خروجي من الحزب الشيوعي ، لم يعد من حقي أن انظر له •• ولكني من الممكن ان اتحدث بشكل عام عن اهمية تجديد الحياة السياسية في السودان •• وعن اهمية تجديد البناء التنظيمي والفكري والسياسي ، للاحزاب •• هذا يشمل الحزب الشيوعي •• كما يشمل الاحزاب الاخري ولكن كيفية الاستجابة من الحزب الشيوعي ، يحددها اعضاؤه الموجودون حاليا ولكن بعضا من اناس يتحدث حول ان الحزب الشيوعي السوداني لم يسلم من امراض الأحزاب السودانية ، الزعيم الواحد والرئيس او الامين العام من المهد السياسي الي اللحد البرزخي •

    ومحمد ابراهيم نقد سكرتيرا للحزب الشيوعي منذ عام 1971•• وحتي كتابة هذه السطور ؟


    -اعتقد ان الاستاذ نقد رجل محبوب وسط فئات كثيرة من المجتمع •• لانهم رأوا فيه ملامح سودانية ، في موقع ، غالبا لا يتوقع الناس فيه مثل هذه الملامح •• فلذلك اعجبوا بها كثيرا •• ولكن الصورة تختلف عندما يتعلق الامر بالحزب نفسه ، حينما تتحول كل تلك السمات الي شيء اخر •• وهذه مفارقة جديرة بالتأمل •• لأن شخصية نقد الحزبية تختلف اختلافا واضحا جدا وفيه كثير من التناقض مع شخصيته الجماهيرية • بمعني ان نقد جماهيريا محبوب وتندهش لخصائصه • ولكنه فيما يتعلق بالحزب •• فان نقد دوغمائي •• متردد • وتعوزه الجرأة الفكرية • لا يضطلع بالدور القيادي الفكري عندما يتعلق الامر بالحسم •• اي حسم القضايا الفكرية اي بتحديد رأي قاطع حتي ولو كان مغامرا بان يكون الرأي خطأ •• وهذه ادت الي ان تستمر المناقشة العامة اكثر من احد عشر عاما •• وهذه مسألةـ( مضحكة ) مسألة مضحكة في واقع الامر ليست بيزنطة فقط •• وحتي بيزنطة لم تستغرق كل هذا الوقت في مناقشة اولوية البيضة علي الدجاجة واعتقد ان افتقار قيادة الحزب الشيوعي للجرأة الفكرية هو الذي ادي الي هذا الوضع •• واعتقد ان في اذهانهم ، بصورة ما •• ان يخرج عليهم من مكان ما ومنظر يقول ان المشروع هذا كان صحيحا كليا •• ويفسر - أو يبرر - لهم انفضاض العالم من حوله ، بان العالم هو الخطأ ، وليس المشروع وهذه لا عقلانية في حد ذاتها • اعتقد ان الاستاذ نقد لخص المسألتين في نفسه •• فاذا هو موجود • فهو السكرتير العام ، ويساعده علي ذلك غياب تقاليد المنافسة القيادية •• ودمغ كل من يعبر عن انتقادات للقيادة بانه متطلع للقيادة وكانما التطلع للقيادة خطيئة •• التطلع للقيادة هو القوة الدافعة لتطور الاحزاب •• ان يقال من جيل لاحق للجيل السابق ارتاح •• فقد اديت رسالته ولكنك تدمغ بذلك ويقال كتعويذة هذا له تطلعات • الانسان بدون تطلع لا شيء لايساوي شيئا•

    اختفاء نقد •• بعد التطورات الاخيرة في السودان •• هل هو مبرر؟؟ ••



    -ليس مبررا مطلقا لأن نقد خرج في وقت تدخل فيه المجتمع الدولي عن طريق ممثليه الدبلوماسيين ، وفرض علي النظام وجود زعامات معينة ، يتصدرها المجتمع الدولي ، ويتشاور معها في كل القضايا •
    مغامرة ولكن وكان من بين هؤلاء : الاستاذ محمد ابراهيم نقد •• وكان يمكن ان يصبح - هو المنارة الحزبية التي تخرج رأي الحزب الي الداخل •• صحيح يمكن ان تكون هناك مغامرة بذلك ولكن العمل السياسي كله مغامرة •• الاختفاء نفسه مغامرة مشكلة الاختفاء أنه يجعلك عاجزا ويقلل فعاليتك الي اقصي مدي ويزيحك من الحياة السياسية خاصة اذا كانت متحركة وانت تخرج كما يخرج اهل الكهف ولايتعرف عليك احد•

    علاقتك الاجتماعية او الخاصة باخوتك الاعداء رفقاء الامس خصوم اليوم •• كيف تسير •• ام أن هناك قطيعة
    اجتماعية رديفة للقطيعة السياسية ؟

    -علاقتي الشخصية اتصور انها ممتازة لا اخلط مطلقا بين الشيئين السياسي والاجتماعي لذلك تجدني اذهب للشيوعيين في العزاء •• كما اذهب اليهم في الافراح وابادر بالتقاط خيوط الصداقة وخيوط الود ، عندما تتراضي وهذا واضح في تصرفاتي معهم• ولكن العكس ليس صحيحا فعندما خرجت حاول كثير من الشيوعيين ، بتشجيع من القيادة •• اغتيال شخصيتي •• وهذه واحدة من الممارسات التي كان يمارسها الحزب الشيوعي للاسف واصبح عاجزا عنها يعني هو حتي لو تخلي عنها فسيكون تخلي العاجز اسلوب اصبح لايفيد كثيرا ولكنهم علي كل حال حاولوا اغتيالي معنويا • ولاكون دقيقا فان فئات منهم حاولت ذلك وهذا ايضا بدوافع البرنويا ودوافع المقولة اللينينية ان الشيوعي اذا سقط يسقط عموديا وهذا هراء محض كانما الحزب الشيوعي هو الأرضية الوحيدة الطاهرة لاداء فرائض السياسة ولكنهم لم ينتبهوا الي ان ارض السودان - ايضا - واسعة وانتماءات السودان واسعة ، ويمكن ان تكون وطنيا •• وان تكون تقدميا وان تناضل من اجل العدالة من خارج الحزب الشيوعي •

    كيف كانت علاقتك بفاطمة احمد ابراهيم في لندن؟؟•


    -ممتازة ممتازة جدا والاستاذة فاطمة انسانة ودودة•• ولم نفقد احترامنا لبعض مطلقا•

    والتجاني الطيب ؟•


    - لي قصة مع التجاني الطيب •• فحينما توفيت الاستاذة التومة أحمد ابراهيم شقيقة فاطمة احمد ابراهيم فذهبت للعزاء ، لمنزل الاستاذة فاطمة بلندن ورفعت الفاتحة مع من كانوا موجودين حوالي 15 شخصا•
    حكايتي معه : اريد ان احكي لك قصتي مع التجاني الطيب ، وقد كان شهودها 15 شخصا رفعت الفاتحة مع الجميع وصافحتهم - في ايديهم - لم يقف التجاني الطيب بابكر ، بل ظل جالسا في كرسيه وعندما وصلت اليه ، وانا احيي الناس مددت له يدي •• فاحكم قبضة يديه •• وظللت مادا يدي ، (ازيك يا استاذ ) •• وعلي مسمع من الناس جميعا •• وهو لا يصافحني •• سمعت اصواتا من خلفي •• تقول له (الراجل مادي ليك يده •• ودا ما مكان خلافات سياسية ) فرد التجاني قائلا انا ماعايز اسلم عليهو )•• قلت له سامحك الله ثم ذهبت واتممت تحيتي للآخرين • هذا مثال •• ومحضور كي لايكون احد ، او يضيف او ينقص ، شيئاً •• مع انني حريص كل الحرص علي الا اخلط بين انتمائي السياسي وقناعاتي الفكرية •• وبين العلاقات الاجتماعية والعلاقات الخاصة ولعل كافة قيادات واقطاب والعاملين بالعرف العام يحاولون ذلك • هذه السمة تميزنا نحن السودانيين فانت في البيت الواحد وحول المائدة تجد الاتحادي والانصاري والاخ المسلم والشيوعي •• وخلافه متأكد ان هناك تيارا في النظام يحاول ان يفعل ذلك هذا طريق خاطيء وخطير•• ولاشك ان النظام ، طالما توصل الي اهمية السلام فهو مطالب ايضا ان يعم السلام كل انحاء السودان وان يعود السلام كديمقراطية وحريات وحقوق علي كل السودانيين بما فيهم السودانيين الشماليين •• ولذلك انا اعتقد انه لو حدثت قراءة صحيحة سيصبح التحول الديمقراطي ممكن امكانية كبيرة خاصة واصبحت ان هناك قوي دولية مهتمة بان تصل العملية الديمقراطية ، الي اشواطها النهائية•
    ولكن الحركة الشعبية نفسها كأنما (باعت) حلفاءها فانجرفت وراء فكرة الثنائية واستمرأت الصفقات الثنائية بان تقاسمت مع الانقاذ - وحزبها السلطة والثروة (والمناطق الثلاثة) إنه اتجاه واضح نحو (الشراكة الثنائية ) الثنائية لها تاريخ وهي ان العامل الدولي والاقليمي في السلام السوداني كبير•• فقد توصلت القوي الاقيمية والعالمية ، ان من يصنع الحرية هو نفسه الذي يصنع السلام ولذلك ، من يصنع السلام هما النظام والحركة الشعبية •• ولذلك تفاوضت مع هؤلاء•
    اللبن المسكوب : بمعني آخر : فإن ادخال الاخرين يمكن ان يعقد المسألة ، ويجعل الاتفاق نفسه مستحيلا اذا كان ذلك صحيحا ، أو غير ذلك • انا لست مهتما بهذا ولكن ، هذا هو الواقع الموضوعي •• وفي هذا الواقع حقيقة لاتلوم الاحزاب الا نفسها لعدم فعاليتها فبدلا من ان تبكي هذه الاحزاب ، علي اللبن المسكوب •• يجب ان تتجه الي لعب دور قصرت فيه في الماضي في مجال استعادة العلاقات التي تربطها بجماهيرها •• في تجديد حياتها •• في تجديد قياداتها •• في جريان الدم في شرايينها في اقامة الفرصة لجيل جديد •• للظهور •• لشباب جديد للنساء •• في اشاعة العافية في الحياة السياسية ، كلها في الاتجاه لاعطاء الناس بدلا من الاخذ منهم • التفكير في الوزارة او الوزارتين •• هذا تفكير خاطيء ، خاطيء كليا يجب ان تتجه هذه الاحزاب • وتستفيد من الجو الديمقراطي العام ، لتعبئة الناس ، لتعميق الديمقراطية •• ولفتح المجال فعلا ، لديمقراطية راسخة في المستقبل تقوم علي الانتخابات العامة ، والحرة والنزيهة ••

    التجمع الوطني الديمقراطي •• اين هو •• في داخله احزاب جماهيرية •• ولكنه يبدو مثل الكم الميت كيف يمكن ان يتحول التجمع الي آلية فعالة •• تتعامل مع المرحلة بعجلتها وزمنها وسرعتها •• بديناميكية كاملة ؟


    -التجمع الوطني الديمقراطي لن يتحول الي آلية فعالة ، التجمع الوطني الديمقراطي انتهى•• سيأخذ الناس وقتا لاستبانة هذه الحقيقة •• ولكن ، اذا كنا نحن نريد ديمقراطية حقيقية ، فيجب أن تتجه الاحزاب فرادي الي اشاعة الديمقراطية في بنيتها • واعادة صياغة برامجها ، وتجديد حياتها هذه هي المهمة الاساسية • ولكن ليس مواجهة المرحلة الجديدة • بنوع من التحالفات •• والذي هو في حقيقة الامر قد انتهي زمنه واثبت عجزه تماما• عاجز وكسيح

    القوي الاساسية انسحبتت من التجمع •• الحركة الشعبية ، عمليا خرجت منه •• فماذا بقي للتجمع ؟؟••


    علي التجمع ان يواجه نفسه والا يبقي اسيرا لقديم •• التجمع مات وانتهي ، وليس امام فصائله ومكوناته غير ان تقر بالعجز وتعترف به • وتقر بان صيغة التجمع الحالية كسيحة • وغير مواكبة • والطريق الوحيد هو أن يعمل كل فصيل منفردا بكسب جديد وفق المعطيات الماثلة والمؤشرات الجديدة •!

    الحواران منشوران في عددي أخبار اليوم يومي 13 و14 يناير 2005م
                  

04-24-2005, 03:17 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)
                  

04-24-2005, 03:29 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)

    صديقي banadieha

    Is it appropriate to open this type of a dialogue now?

    please

    دعونا نحزن عليكم الله....عليكم الله..
    يا أخى

    Yours
    Kostawi
                  

04-24-2005, 03:39 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: Kostawi)

    You are right, Kostawi. I won't be able to justify my motive for posting these materials i.e.the message from Adil To Nogud and the interviews under one post. Sorry

    (عدل بواسطة banadieha on 04-24-2005, 03:45 AM)

                  

04-24-2005, 04:36 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وصية (Re: banadieha)

    عادل عبد العاطي قدم استقالته من الحزب الشيوعي
    وانضم الي التحالف
    ثم استقال من التحالف
    ولديه حزب الان
    فليبذل جهده في حزبه
    وصيه عبد الخالق
    وتهمة اخفاء نقد لها امر يخص الحزب الشيوعي
                  

04-24-2005, 08:16 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وصية (Re: mohmmed said ahmed)


    أخي
    mohmmed said ahmed

    قد نأخذ على عادل عبدالعاطي حدة العبارة و(عدم التوقير) للشيخ نقد في العبارة الإفتتاحية:

    Quote: في البداية اسمح لي ان اهنيك علي صحتك الطيبة ونفيك ان تكون مريضا؛


    وفي الفقرة الختامية:
    Quote: كما اعتقل ستالين لعشرات السنين وصية لينين الاخيرة؛ ولم تنشر الا بعد وفاته في المؤتمر العشرين للحزب السوفيتي في عام ؟1956.

    ان هذه الوصية امر لا يخص الحزب الشيوعي وانما كل الشعب السوداني؛ ومن واجب كل مواطن سوداني الاطلاع عليها؛ من هنا فإننا ندعوك الي نشر وصية الشهيد عبد الخالق الاخيرة؛ اليوم وليس غدا؛ ونحذر من محاولة اعدامها او محاولة تزويرها؛ وهو امر لن نستغربه من المخفيين للحقيقة طوال عقود؛ ولكنها ستكون محاولة فاشلة؛ فالحقيقة هي كالعنقاء ؛ تنهض من الرماد لو احرقت؛ ويبقي قدر الانسان هو الاختيار: تسجيل الحقيقة وتمليكها للناس والتاريخ في احلك الظروف كما فعل الشهيد عبد الخالق محجوب في تلك الايام الماساوية؛ ام التكتم عليها واخفائها عن الناس 34 عاما والحلم بالذهاب بها الي القبر؛ كما يفعل محمد ابراهيم نقد؟


    ولكن نتفق معه في المطالبة بالمعرفة إن كانت طبيعة الوثائق تسمح بذلك وهو الأمر الذي لا اعتقده وألا لكانت نشرت.
                  

04-24-2005, 10:11 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سؤال (Re: banadieha)

    الاخ بناديها
    تحياتي
    طريقة عادل عبد العاطي في الاتهام لنقد وتهجمه المتواصل والذي يقطر بالمرارة
    لا نرحب بها ويصبح سؤاله ليس من اجل الحقيقة وانما لاغراض خافية
    يحق لاعضاء الحزب ولاصدقائه التساؤل والنقد
    والاستاذ نقد لديه من الاستقامة الاخلاقية ما يحصنه من مثل هذه الاتهامات المجانية
                  

04-24-2005, 10:11 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سؤال (Re: banadieha)

    الاخ بناديها
    تحياتي
    طريقة عادل عبد العاطي في الاتهام لنقد وتهجمه المتواصل والذي يقطر بالمرارة
    لا نرحب بها ويصبح سؤاله ليس من اجل الحقيقة وانما لاغراض خافية
    يحق لاعضاء الحزب ولاصدقائه التساؤل والنقد
    والاستاذ نقد لديه من الاستقامة الاخلاقية ما يحصنه من مثل هذه الاتهامات المجانية
                  

04-25-2005, 01:38 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سؤال (Re: mohmmed said ahmed)


    آسف..للخطأ التقني


    (عدل بواسطة banadieha on 04-25-2005, 01:43 AM)

                  

04-25-2005, 01:41 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المقابلتان مع جريدة أخبار اليوم في يناير 2004 (Re: mohmmed said ahmed)



    إجابات الخاتم في المقابلتين مع اخبار اليوم تسلطان الضوء على أمور كثيرة قد تهم كثيرين ولذلك أرفع البوست

                  

04-25-2005, 09:27 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)

    الاستاذ

    بناديها

    وصية الشهيد عبد الخالق محجوب..


    اجعلوا من الحزب الحزب الشيوعى

    السودانى

    قوه اجتماعيه كبرى


    ولك التحيه
                  

04-25-2005, 09:56 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: عمر ادريس محمد)

    Quote: الاخ بناديها
    تحياتي
    طريقة عادل عبد العاطي في الاتهام لنقد وتهجمه المتواصل والذي يقطر بالمرارة
    لا نرحب بها ويصبح سؤاله ليس من اجل الحقيقة وانما لاغراض خافية
    يحق لاعضاء الحزب ولاصدقائه التساؤل والنقد
    والاستاذ نقد لديه من الاستقامة الاخلاقية ما يحصنه من مثل هذه الاتهامات المجانية
                  

04-26-2005, 00:17 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: محمد صلاح)


    الأخ العزيز محمد صلاح

    تعرف الرابط بين موضوعي البوست، مداخلة عادل عبدالعاطي وافادات الخاتم لجريدة أخبار اليوم، هو تسليط الضوء (كونتراست) على قيمة الإختلاف في المجال السياسي والفكري بين السودانيين وحصرها في مجال الإختلاف تحديدا، مع تطبيق عظيم لمقولة (اختلاف الرأي لا يفسد للود القضية) كأحد مناقب الخاتم.

    وأشكرك على التعليق.
                  

04-26-2005, 00:04 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: عمر ادريس محمد)


    الاستاذ عمر ادريس محمد

    أذا هي نعم الوصية والله، ولكن لولا افادة الخاتم عن الوصية وظروف كتابتها وارسالها وعدم اطلاع طرف آخر عليها حتى تسليمها لنقد فانه يجوز التساؤل هل كانت هناك وصية تحديدا في تلك الأحوال؟


    احترامي وتقديري

                  

04-26-2005, 02:56 AM

عبد الله إبراهيم الطاهر
<aعبد الله إبراهيم الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)

    تشكر أخ بناديها ولك التحية ...
    واحدة من مشكلات هذا البلد هي ضياع الحقائق وتزوير الواقع وغض الطرف عن كثير من الأحداث والمعلومات التي تفيد ... ونحن شعب شفاهي لا يعتد كثيراً بالكتابة رغم أنها من موجبات التحضر منذ أن أكتشف الصينيون الكتابة ... وضياع (أو تضييع) كثير من الحقائق جزء أساسي من مشكلة السودان التي نجني ثمارها الآن ... التاريخ عندنا برج عاجي ممنوع الإقتراب والتصوير ... والذين يكتبون التاريخ بأقلام من حبر لا يعرفون أن ماء الحقيقة ستزيل الأكاذيب وتفضح عوراتهم في ذات حقيقة ...
    في البدء أتفق أن لغة عبد العاطي حادة ... خاصة وأننا لا نعرف مبررات نقد في عدم نشر وصية عبد الخالق محجوب وإن كنت ضد إخفاء الحقائق بالعموم ... و 34 عاماً هي مدة أكثر مما يستوجبها قانون الوثائق المعمول به في كل العالم وأعتقد أن المدة القانونية لفك الوثائق هي 25 عاماً ... ولكن المهم هو أن تاريخ الحزب الشيوعي السوداني (وهو من أكبر الأحزاب الشيوعية في الشرق الأوسط وافريقيا) فيه الكثير من المغالطات وخروج مثل هذه الوثائق يقدم دليلاً على كثير من ألشياء بالرغم من عدم معرفتنا بما تحويه تلك الوصية ولكن ولا شك في أنها تحوي الكثير ... وعبد الخالق رجل ليس بالسهل ...
    نضم صوتنا لـ عادل عبد العاطي مناشدين السيد نقد بفك تلك الوصية ... إحقاقاً للحق وإعتماداً على أن التاريخ ملك للجميع ... وليس أمر الوصية يخص الحزب الشيوعي كما تفضل الأخ محمد سيد أحمد ...
    ولكم التحية ....
                  

04-26-2005, 09:18 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)

    الاستاذ

    بناديها


    من حق الناس جميعا ان يبحثوا وينقبوا عن الحقيقه لأنها المعين على...اكتشاف الواقع وتجميله ودفعه للأمام

    وفى هذا لااستنكر ابدا على من يود معرفة وصية الشهيد الكبير عبد الخالق محجوب, والعمل بها أو استخدامها

    لمأرب تخصه.

    فقط يهمنى التأكيد على ان اهم مافى وصايا وكتابات الشهيد من وجهة نظرى ...ان نتحمل تبعات النضال الشاق فى صفوف الحزب الشيوعى ...ونسعى لتطويره ليصبح قوه اجتماعيه كبرى .والمفارقه ان رسالة الاستاذ عادل عبد العاطى المنشوره هنا تسعى للتشويه والتشكيك فى قيادة الحزب الشيوعى.وليس البحث عن الحقائق.

    ولك التحيه





                  

04-27-2005, 02:46 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: عمر ادريس محمد)
                  

05-19-2005, 05:04 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من عادل عبدالعاطي إلى نقد عن وصية عبدالخالق الأخيرة - فيها سيرة الخاتم (Re: banadieha)



    متابعة للموضوع نشر الأستاذ عادل عبدالعاطي ما يلي في موقع سودانايلhttp://sudaneseonline.com/america.html:
    Quote: وصية عبد الخالق محجوب المخفية ومسؤولية المؤرخ

    (حوار مع الدكتور حسن الجزولي)

    عادل عبد العاطي


    [email protected]

    مقدمة:

    مما لا شك فيه ان قضية الاوراق الاخيرة التي كتبها الشهيد عبد الخالق محجوب في مكان اختباءه في ابي روف في يوليو 1971؛ في الفترة ما بين 22 يوليو ؛ اي بعد انهزام انقلاب هاشم العطا؛ و27 يوليو؛ وهو يوم اعتقال عبد الخالق؛ وهي التي عرفت بوصية عبد الخالق محجوب السياسية الاخيرة؛ تكتسب اهمية تاريخية خطيرة؛ كونها تتعرض اساسا لدور الوثائق التاريخية في الحياة العامة؛ وللنزاهة السياسية والشرف الانساني؛ المتعلق بمن تصل هذه الوثائق في يدهم؛ وكونها تتعلق بفترة واحداث لا تزال تجرجر بذيولها في حياتنا الاجتماعية والسياسية والفكرية.

    وقد سبق لي ان تداخلت في الامر؛ عبر الرسالة المفتوحة الي وجهتها لمحمد ابراهيم نقد عن المسالة؛ عقب خروجه للعلن؛ والموسومة : رسالة الي محمد ابراهيم نقد بعد خروجه للعلن: أما آن لك ان تطلق سراح وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة ؟؛ والتي كتبتها ونشرتها في 12 ابريل السابق؛ والتي لم تجد لها ردا حتي اليوم؛ ولا اعتقد انها يمكن ان تجد ردا غير القدح والذم في مجرد فكرة السؤال؛ من طرف الموجهة اليه؛ ومن طرف بعض اتباعه؛ ممن يجعلوا من البشر اصناما يعبدونها؛ في طوطمية جديدة؛ وفي ذهول عن الواقع الدامغ وعن الوثائق والشهادات المتواترة وعن حقائق التاريخ المرة

    في هذا الاطار فقد اتيح لي ان اقرأ اخيرا اشارة الي هذه القضية؛ في الفصل المعنونفي علايل ابروف) ؛ وهو فصل من كتاب تحت الطبع للاستاذ حسن الجزولي عن الشهيد عبد الخالق محجوب؛ تم فيه تناول القضية؛ وسردت فيه لاول مرة شهادة محمد ابراهيم نقد عن الامر؛ والذي وصف وجود تلك الاوراق والوصية بالاسطورة؛ الامر الذي يوجب علينا – احتراما للحقيقة وتوثيقا للتاريخ وتقديرا لسيرة عبد الخالق – ان نناقش الامر مرة اخري؛ في حوار مع الاستاذ حسن ومنهجه؛ عسي ان نزيل بعض الغبار؛ عن هذه القضية الشائكة والخطيرة.



    توثيق الدكتور حسن الجزولي:

    يقول د. حسن الجزولي في الفصل المشار اليه آنفا:

    "وبهذا الصدد فإن ثمة حديثاً ظل متداولاً فى أروقة الحزب بصورة غير رسمية عما يسمى (بوصية عبد الخالق)، وفحواه أن عبد الخالق كتب بعض الملاحظات فى كراسة قام طه الكد، فى وقت لاحق، بتسليمها لمحمد ابراهيم نقد الذى انتخب سكرتيراً عاماً بعد إعدام عبد الخالق، وذلك حين التقاه طه فى مخبئه لأجل هذا الغرض. غير أنه لم يصدر عن قيادة الحزب ما يشير لهذه الكراسة. بل لقد أبدى كل من استفسرته عنها من القياديين دهشته نافياً نفياً قاطعاً معرفته أو حتى سماعه بها! فقد أشار التجانى الطيب إلى أنه لا علم له "بأية وصية مكتوبة من عبد الخالق سلمت بصورة أو بأخرى لمركز الحزب" 148. كما نفى يوسف حسين، عضو السكرتارية المركزية، علمه بأية وصية من عبد الخالق، سواء كانت كتابة أو شفاهة 149.

    على أن للخاتم عدلان، أيضاً، إفادة مغايرة يؤكد من خلالها أن عبد الخالق سلم أوراقاً لطه طالباً منه ألا يقرأها "وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها ياطه؟ قال لى: أنا أبوك يا حسين! أنا أحنث بالقسم؟! أنا أخون الأمانة"؟! 150 ويضيف الخاتم أن طه قام بالفعل، بعد فترة من الأحداث، بتسليم تلك الأوراق إلى نقد وهو مختفى، و".. سألته شخصياً عنها فأكد لى أنها موجودة معه"! 151

    لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152

    ومن جانبه يفيد كمال الجزولى الذى ربطت بينه وبين طه علاقة صداقة خلال السنوات التى أعقبت عودة كمال من الاتحاد السوفيتى فى أغسطس عام 1973 وحتى وفاة طه فى ديسمبر عام 1977م، قائلاً: "لا أستطيع بالطبع أن أنفى أو أؤكد فأنا لم أكن حاضراً تلك الأحداث. لكن طه حدثنى كثيراً، وفى مناسبات مختلفة، عن وقائع تلك الأيام. وأذكر أن أطول تلك الأحاديث، وأكثرها استفاضة وتفصيلاً، كانت بعد يومين تقريباً من هزيمة حركة الثانى من يوليو عام 1976م بقيادة محمد نور سعد. وكنا عدنا سوياً، فى الظهيرة، إلى أم درمان بعد أن قضينا بعض الوقت مع بعض الأصدقاء فى زيارة اجتماعية إلى منزل الكاتبة خديجة صفوت بمنطقة العمارات بالخرطوم، فعرج معى إلى منزلنا بحى بانت جنوب أم درمان، حيث تناولنا الغداء، وأمضينا الساعات التالية، حتى أول المساء، وهو يحدثنى عن أدق تفاصيل تلك الفترة التى كان خلالها لصيقاً بعبد الخالق بأب روف. وأخبرنى فى النهاية بأنه قد ضمن كل ذلك فى (كراسة) سلمها للحزب فى وقت لاحق. لكنه، على كثرة التفاصيل والاستطرادات التى أوردها فى حديثه، والزمن الطويل نسبياً الذى استغرقته مؤانستنا، لم يذكر لى أى شئ عن (كراسة) أو وصية أو رسالة أو مذكرة طلب إليه عبد الخالق تسليمها للحزب"153.

    أما سعاد ابراهيم احمد، عضو اللجنة المركزية، فتقول إنها لم تطلع على وصية من عبد الخالق، وإن أحداً لم يثر أمرها معها وسط الضغوط والمهام التى كانت تواجه الكادر القيادى فى تلك الفترة! إلا أنها تشير إلى أن عبد الخالق ".. ربما يكون قد رتب بعض الأمور التنظيمية ومن بينها مسألة القيادة ، فقد كان يكن احتراماً عميقاً وثقةً فى شخصية قاسم أمين، ومن الممكن أن يكون قد أشار إلى ذلك فى تلك الرسالة"! 154

    ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟!

    وفى شأن "الوصية"، تؤكد فائزة أبو بكر عضو فرع الحزب بأبروف ضمن إفادتها للكاتب بأن عبد الخالق وقبل انتقاله لمنزل الثالث والأخير الذي تم اْعتقاله منه قد أودع لديها (قصاصات) صغيرة الحجم تشير فائزة إلى أنها ربما تكون ملاحظات مهمة حرص على تسجيلها في فترة اختفائه بأبروف، ثم تضيف: "للأمانة لم أطلع عليها، وبعد فترة من تلك الأحداث قمت بتسليمها للمرحوم طه الكد"!

    بهذه الإفادة لفائزة فإن قصة (وصية عبد الخالق) تزداد غموضاً ضمن مجمل أحداث تلك الفترة على ماهى عليه من تعقيد وإرباك! فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هو إذن مصير تلك القصاصات التي سلمتها فائزة إلى طه الكد، حسب إفادتها؟! "

    (د. حسن الجزولي: فى علايل "اب روف"! فصل من كتاب توثيقى تحت الطبع بعنوان: "عنف البادية .. وقائع اللحظات الأخيرة فى حياة السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى"؛ نشر بموقع سودان للجميع الالكتروني)

    حسن الجزولي وشهادة الخاتم عدلان:

    اول ما يلفت نظرنا في كتابة د. حسن الجزولي؛ هو ما اتي به عن شهادة الاستاذ الراحل المقيم الخاتم عدلان؛ حول موضوع الوصية؛ وكونه أتى به مبتورا؛ علي اهمية تلك الشهادة؛ ولا اعلم الحكمة في ذلك؛ والدكتور حسن يؤلف كتابا؛ يطمح به الي التوثيق لتلك الايام؛ فاذا كان البتر مقنعا في مقال؛ فهل يكون مقنعا في كتاب؟

    وهنا؛ لمصلحة التوثيق؛ نأتى بما كتبه الراحل المقيم الخاتم عن الامر؛ حيث كتب:

    "هناك أوراق هي بمثابة الوصية السياسية، كتبها عبد الخالق في الأيام الثلاثة التي قضاها بأبي روف، وسلمها لطه الكد، إبن خالته، الذي آواه عندما أغلق البعص الباب في وجهه كما قال هو لطه.

    طه لم يكن شيوعيا، كان إسلاميا في الحقيقة، ولكنه كان معاديا للإخوان المسلمين، وكان معاديا للشيوعية صديقا للشيوعيين. وكان شاعرا وكاتبا، وكان بطلا من شعر راسه إلى أخمص قدميه. قال لعبد الخالق عندما طرق الباب: هذا بيتك ياعبد الخالق: الله الله!! ولكنا يجب أن نبحث عن سلامتك، ودبر له بيتا آخر وقام على خدمته بنفسه، محترما في نفس الوقت حاجته للخلوة والتسجيل. وقد سلمه عبد الخالق الأوراق وطلب منه ألأ يقرأها. وعندما سألته بعد ذلك بسنوات: هل قرأتها يا طه؟ قال لي: أنا ابوك ياحسين، انا أحنث بالقسم،أنا أخون الأمانة؟

    سلم طه هذه الأوراق، والتي لا بد أنها تتعلق بحركة يوليو، إلى الاستاذ محمد إبراهيم نقد، بعد ترتيبات معقدة وطويلة. ولا أعرف إن كان شخص آخر قد اطلع عليها أم لا. إنني أناشد الاستاذ نقد، وقد مر كل هذا الزمان، وهو المهتم هذا الإهتمام الكبير بالتوثيق، أن يفرج عن هذه الاوراق. وللحقيقة سألت الاستاذ نقد عنهاذات مساء، فقال أنها موجودة ولم يزد."

    (الخاتم عدلان؛ مساهمة بمنبر الحوار بموقع سودانيز اونلاين.كوم؛ 28 فبراير 2004)

    وكذلك اتي الخاتم عدلان بالشهادة التالية:

    "وعلى كل حال أعتقد أن عبد الخالق كتب ذلك في وصيته التي سلمها طه الكد، بعد إجراءات تأمينية مرهقة، إلى سكرتير الحزب الحالي، الاستاذ محمد إبراهيم نقد. وقد طالبت في موضع آخر من هذا البورد بكشف هذه الوصية بعد ثلاثة وثلاثين عاما من كتابتها، وهي وصية واجبة النفاذ وواجبة الكشف للحزب، أولا، ثم للشعب كله، ولكن، وحكما بما حدث حتى الآن، فإن هذا لن يحدث لأن الاستاذ نقد لا يواجه بأي ضغط من داخل حزبه، مهما كانت درجته."

    (الخاتم عدلان؛ مساهمة بمنبر الحوار بموقع سودانيز اونلاين.كوم؛ 18 مايو 2004)

    هذه الشهادة مركزية؛ ولا يمكن ان يقوم عمل توثيقي ببترها واختزالها؛ وهي تتناقض تماما مع شهادة محمد ابراهيم نقد؛ وقد طرح الخاتم شهادته الاولي قبل اكثر من عام من وفاته؛ والثانية قبل حوالي العام من اليوم؛ ولم يجد الامر نفيا وقتها؛ فان يحاول البعض الان التشكيك في شهادة الرجل بعد وفاته؛ فهذا مما يدلل عليهم وعلي مصداقيتهم..

    من جانبي اقول ان الخاتم عدلان الان هو في رحم الغيب؛ ولكن لو وضعت لي شهادة محمد ابراهيم نقد في كفة؛ وشهادة الخاتم عدلان في الكفة الاخري؛ لرجحت عندي شهادة الخاتم بلا منازع؛ فالخاتم معروف عنه الصدق والمبدئية؛ وقد دافع - بعد خروجه من الحزب الشيوعي وتخليه عن الماركسية - عن تراث عبد الخالق محجوب ومنهجه دفاعا مجيدا؛ بل ودافع عدة مرات عن القيادة الحالية للحزب الشيوعي بما فيها محمد ابراهيم نقد؛ عندما تعرضت لاتهامات بتامرها علي حياة عبد الخالق محجوب وقيادات اخري؛ دفاعا لم يقدر عليه احد من منتسبي الحزب الشيوعي.



    ويكتب الدكتور حسن الجزولي ضمن اقواله عن هذه الشهادة وغيرها:

    "فبينما يشير الخاتم عدلان إلى أن طه قد أكد له أن عبد الخالق سلمه كراسةً طالباً منه أن لا يطلع عليها، وأنه سلمها نقد فيما بعد حسب رغبة عبد الخالق ، فهاهي فائزة تشير إلى أن (قصاصات ) أخرى كانت بحوزة عبد الخالق قامت هي فيما بعد بتسليمها طه الكد ! السؤال هو أن افترضنا صحة رواية طه للخاتم بأنه سلم كراسة اْستلمها ( يداً بيد) من عبد الخالق وأودعها نقد، فهل تكون تلك (القصاصات) التي سلمتها فائزة لطه فيما بعد ضمن تلك الكراسة؟! ولماذا لم يشر طه الكد إلى ذلك في حديثه للخاتم عدلان؟! "

    ( حسن الجزولي – مرجع سابق)

    من الواضح ان هذه الفقرة تحمل افتئاتا كبيرا علي علي الخاتم عدلان؛ ليس له من تبرير لمن اراد ان يكون مؤرخا؛ كالدكتور حسن الجزولي؛ ففي الفقرات اعلاه التي نقلناها عن الخاتم؛ والتي اعتمد دكتور حسن علي جزء منها؛ لم يستخدم الخاتم كلمة كراسة مطلقا؛ بل تحدث عن اوراق؛ فكيف تحولت الاوراق التي تحدث عنها الخاتم الي كراسة؛ يتم تكرار مفردتها ثلاثة مرات؛ مما ينفي امكانية السهو؛ وخصوصا ان الامر فيه مجادلات؛ اساسها هل الامر اوراق ام كراسة ام قصاصات.

    لم يتحدث الخاتم عدلان مطلقا عن كراسة؛ ولذلك لا حق لأحد لينسب اليه اقوالا لم يأت بها؛ فرواية الكراسة هي رواية محمد ابراهيم نقد؛ وهذه الكراسة ان صدقت فهي لا تنفي وجود واقعة الاوراق او القصاصات التي لا اعتقد ان لها علاقة ب"كراسة" الكد؛ ولا اعتقد ان نسب كلمة الكراسة للخاتم خالية من الغرض؛ أنما اظن انها اتت لتبرير رواية نقد او اكسابها مصداقية؛ لا اعتقد انها تملكها.

    حسن الجزولي وشهادة سعاد ابراهيم احمد:

    اما في موضوع شهادة الدكتورة الجليلة والاستاذة الكبيرة سعاد ابراهيم احمد؛ فان دكتور حسن الجزولي يسقط من جديد شهادة مهمة جدا لها؛ قالتها قبل اكثر من 11 عاما؛ واشارت فيها الي امر هذه الوصية؛ وهذه هي الشهادة:

    "استدعى عبدالخالق أحد أقاربه – طه الكد – الى مكان اختفائه وأملى عليه أشياء كثيرة منها مايخص الحزب ومنها ماهو شخصى وأصواه على أولاده . وبعد ذلك تم القبض عليه واعدامه . وقد اتصل طه الكد بالحزب وسلمه الأوراق التى تتضمن الأشياء التى أملاها عليه عبدالخالق "

    (سعاد ابراهيم أحمد؛ مقابلة صحفية مع جريدة "ظلال" بتاريخ 23 ديسمبر 1993؛ نقلا عن موقع امدرمان.يو اس )

    هذه الشهادة حاسمة تماما؛ ولا اعلم ما الحكمة في اسقاطها؛ فهل لم يطلع عليها الدكتور المؤرخ؛ وهي متوفرة بالموقع الاساسي الذي يعني بالتوثيق لسيرة عبد الخالق محجوب؛ اعني موقع امدرمان برعاية د. عبد الماجد بوب؛ وقد تم الاستشهاد بها في السجالات التي تمت حول موضوع "الوصية"؛ ام هل اسقطت لانها تقول العكس تماما من رواية محمد ابراهيم؛ نقد؛ وتوضح ان الوصية قد سلمت الي الحزب؛ وهي تؤكد رواية الخاتم عدلان؛ وكذلك تتحدث عن "اوراق" وليس عن كراسة ما؛ وقد سجلت قبل 11 عاما ونصف؛ مما يوضح ان المعلومة ليست سرا؛ وانها معروفة لبعض الكادر القيادي للحزب الشيوعي السوداني؟

    من ناحية أخرى فان الدكتورة سعاد تتحدث عن اوراق املاها عبد الخالق لطه الكد؛ والخاتم يقول ان عبد الخالق قد كتب الاوراق بنفسه؛ ولم يطّلِع عليها؛ وهذا تناقض بيّن بين الشهادتين؛ ولكنه لا ينفي الواقعة الاساسية والقاسم المشترك بينهما؛ وهو ان هناك اوراقا قد كتبها عبد الخالق محجوب او املاها؛ وسلمها لطه الكد؛ وان طه الكد قد سلمها قيادة الحزب الشيوعي ؛ و/ او محمد ابراهيم نقد شخصيا.

    هنا ايضا تسترعينا الشهادة الجديدة للدكتورة سعاد ابراهيم احمد؛ والتي نقلها عنها د. الجزولي؛ والتي لا تؤيد فيها ولا تنفي وجود تلك الاوراق؛ ومن الواضح ان هذه الشهادة تتناقض تناقضا واضحا؛ مع شهادتها التي وثقناها اعلاه؛ وهو امر ينبغي ان تُفسره الاستاذة سعاد؛ لانها اكدت الامر قبل 11 عاما ونصف؛ وكان تاكيدها من الوضوح الشديد ومن التطابق مع جوهر ما قاله طه الكد للخاتم عدلان؛ ومما اكده نقد للخاتم في حينها - وينكره الان -؛ بحيث لا يدع مجالا لمتشكك؛ فما الذي جد اليوم؛ عندما انفجر الامر وحاصرت الحقيقة المرة مخفى الأوراق او معدمها؛ لان تلوذ بملاذ الامان؛ في قول بعض الشي وانكار بعضه؛ او قول الشي ونقيضه؛ بعد ان اعلنت الحقيقة الواضحة لاكثر من عقد من الزمان مضى ؟

    ويكتب دكتور حسن الجزولي:

    "ومع أن سعاد لم تؤكد أو تنف وجود تلك الوصية، إلا أن إفادتها تضمنت (إيحاءً) فى غاية الخطورة ، ومن شأنه أن يثير جدلاً واسعاً وأسئلة مقلقة. فهل الحزب قائم، من حيث بنيته الفكرية والتنظيمية، على المؤسسية أم على شئ آخر؟! وهل يعقل أن عبد الخالق الذى وهب عمره لقضية التغيير الاجتماعى التى تعتبر فى مضمونها من أوثق القضايا بمفاهيم الحداثة، يمكن أن يكون قد (أوصى) بأن تؤول القيادة من بعده لشخص محدد؟! "

    ( حسن الجزولي ؛ مرجع سابق)

    اولا لا اعتقد ان من مهمة المؤرخ ان يطرح اسئلة تتعلق باحكام القيمة؛ من نوع ما يثير الجدل وما لا يثيره؛ وما يعقل وما لا يعقل؛ فكما يقول هيجل كل ما هو موجود ؛ هو معقول؛ وكل ما هو معقول يمكن ان يكون موجودا. وانما ينبغي ان يركز قبل كل شي علي تقصي الوثائق والشهادات وايرادها؛ وان يراعي الدقة في تقييمها والاستشهاد بها؛ مما لا نعتقد ان الدكتور حسن الجزولي قد اجاد فيه؛ وان يترك التكهنات واحكام القيمة جانب؛ لانها في غياب العمل الحرفي الجيد للمؤرخ؛ لا تفيد.
    ثانيا لا اعتقد ان الحزب الشيوعي السوداني يقوم علي المؤسسية؛ ولا اعتقد انه قد قام ليها في يوم من الايام؛ وفي الحقيقة ان التنظيم اللينييني المركزي اساسا لا يمكن ان يقوم علي المؤسسية؛ وانما علي المركوية الصارمة؛ واختصار الطبقة العاملة في الحزب؛ والحزب في مكتبه السياسي؛ والمكتب السياسي في شخص السكرتير العام؛ وفي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني عشرات الامثلة علي القيادة الفردية والقرارات الفردية وكل متابع دقيق لمسيرة الحزب الشيوعي السوداني يعرف انه يقوم في عمله علي شي اخر ليس هو المؤسسية؛ والتي تغيب ابسط قواعدها في ذلك الحزب وهي انعقاد المؤتمرات الدورية - اخر واحد كان في 1967-؛ فهل لا يعرف دكتور حسن الجزولي كل هذا؛ وهو قد اصبح من ابجديات علم التاريخ السوداني وعلم السياسة السودانية والعالمية؟.

    ثالثا ليس من المستغرب ان يشير عبد الخالق لمزايا زميل بعينه؛ ويوصي به للقيادة؛ فمن المعلوم انه حتي في المؤتمرات العامة للحزب الشيوعي السوداني؛ فان اللجنة المركزية لذلك الحزب؛ كانت تقدم قائمة ترشيحها للجنة المركزية الجديدة؛وكانت تقبل غالبا بالاجماع؛ فلماذا لا يكون للسكرتير العام حق ان يرشح زميلا معينا بنفس القدر المتورفر لتلك اللجنة؛ لمنصب قيادي بعينه ؟
    عبد الخالق في تلك الايام كان لا يزال السكرتير العام للحزب الشيوعي ؛ وحسب تقاليد ذلك الحزب فمن حقه تقديم اقتراحاته للقيادة في احتمال حالة سجنه او اعدامه؛ بل من واجبه ان يقدم اقتراحاته علي المستويات الفكرية والتنظيمية والسياسية ولو كان سجينا او منفيا؛ وقد قام بهذا الواجب علي المستوي السياسي عندما كتب في معسكر الشجرة وثيقة حول البرنامج؛ وقام عندما حاول حماية الكادر الشيوعي والديمقراطي في الجيش في محاكمته الاخيرة؛ فلماذا لا يقوم بواجبه كسكرتير عام ويقدم ترشيحاته واقتراحاته للقيادة لكيما تناقشها اثناء سجنه المحتمل او اعدامه ؟؟ الم يرسل عبد الخالق من مصر ايام كان منفيا للقيادة المركزية - او لاعضاء منها - رسائلا تتضمن توجيهات سياسية وتنظيمية معينة؛ بصدد احمد سليمان مثلا ؟

    وفي الحقيقة فانه في تقاليد الحركة الشيوعية نجد ممارسات مثل هذه؛ فلينين ايضا كان قد كتب رسائله الاخيرة - او قل وصيته السياسية - وهو علي سريرالمرض مشلولا ويسابق الموت؛ للمؤتمر العام للحزب البلشفي؛ وفيها قدم اقتراحاته حول الاشكال القيادية التي يقترحها لقيادة ذلك الحزب؛ وقدم تقييمه لمختلف اعضاء القيادة؛ وقدم فيها النقد المر لقيادة ستالين؛ فيما يعرف بوصية لينين الاخيرة؛ فما الذي يمنع عبد الخالق من فعل المثل؛ اذا كانت التوصية بقاسم امين او غيره كسكرتير عام او غيره هى مضمون تلك الاوراق؟.



    علي كل يظل هذا رجما بالغيب؛ وطالما ان تلك الاوراق لم تكشف للعلن؛ فان هذه التخمينات انما تعتبر خروجا عن الموضوع؛ ويا ليت لو ركز المؤرخون علي واقعة وجود الاوراق نفسها وضغطوا باتجاه نشرها؛ مهما كانت محتوياتها؛ وحينها وحينها فقط يمكن مهاجمة عبد الخالق او غيره؛ علي انعدام المؤسسية او غيرها.

    شهادة محمد ابراهيم نقد:

    ينقل دكتور الجزولي عن محمد ابراهيم نقد نكرانه المبين للواقعة؛ حيث يكتب:

    "لكن محمد ابراهيم نقد، السكرتير العام للحزب، ينفى "قصة الوصية" جملة وتفصيلاً، بل ويؤكد أنها "محض أسطورة .. عبد الخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه بحمل أية رسالة إلى قيادة الحزب، كتابةً أو شفاهة، وربما اختلط الأمر لدى البعض، فطه قد سلمنا بالفعل كراسة .. ولكنها الكراسة التى تحتوى على إفادته هو نفسه، أى طه، عن الأيام التى لازم خلالها عبد الخالق بأب روف"! 152"

    ( حسن الجزولي؛ مرجع سابق)

    هذه الشهادة مجروحة عندنا كثيرا؛ ان لم نقل انها كاذبة تماما؛ وذلك لجملة اسباب؛ نذكر منها التالي في هذه العجالة.

    اولا هذه الشهادة تفترض في عبد الخالق محجوب عدمية مطلقة؛ وعدم امانة وعدم احساس بالمسؤولية لا تضارى؛ وهي تكاد تقارب في تخرصها ادعاءات النميري الذي زعم ان عبد الخالق قد قال : اعدموني خلوني اخلص؛ بينما تثبت الوقائع ان عبد الخالق قد تصدي للقتلة في المحكمة وقبلها؛ وانه قاتل من اجل كرامته حيث رفض الذهاب للمحكمة في حالة رثة؛ وانه قد توسع في اجابااته طويلا في المحكمة؛ مما دعا رئيسها الي مقاطعته مرارا؛ وانه حاور الصحفيين وداعبهم؛ وحاور الجلاد وداعبه؛ وليس هذا حال انسان عايز "يخلص".

    فعبد الخالق الذي قضى كل تلك الايام يبحث عن اتصال بقيادة الحزب الشيوعي؛ وكان يبحث عن طريقة للتحرك لوقف نزيف الدم؛ وكان مهموما بمسألة تامينه – حرصا علي الحزب وليس علي نفسه كما قال–؛ وكما يظهر في كامل هذا الفصل الذي كتبه الدكتور حسن الجزولي – علي علاته – يجد فرصة ثلاثة ايام في منزل تحت رعاية احد اصدقائه واقاربه الخلص؛ ثم لا يكتب شيئا مطلقا؛ ولا يطلب من هذا الصديق والقريب ايصال اى رسالة شفهية او مكتوبة للحزب؛ كما يزعم نقد ؛ وكانه لا يملك ما يريد قوله؛ او كانه انسان جبان متهرب من المسؤولية امام التاريخ؛ او كانه كسول عاطل من المواهب لا يعرف الكتابة. في الحق ان عبد الخالق المتحلل من المسؤولية والكسول والجبان هذا لا نعرفه؛ ولا يمكن ان يوجد الا في خيالات ورغبات نقد.

    ثانيا تناقض هذه الشهادة؛ شهادات اخرى كثيرة؛ تثبت ان عبد الخالق قد ارسل وصيته لاهله؛ سواء بصورة شفهية او مكتوبة؛ فكيف يوصي الرجل اهله؛ ولا يوصي الحزب الذي كان زعيما له لحوالي ربع القرن؛ وممن وهب له زهرة حياته؛ وهو الذي كان علي اتصال بقيادته في كل لحظات سجنه؛ وعندما كان بالمنفي في جنوب السودان او بالقاهرة؛ وعندما كان معتقلا بالسجن الحربي في معسكر الشجرة؛ وعندما كان مختفيا بعد هربه من ذلك المعسكر؛ الخ الخ .

    ثالثا يزعم نقد ان الامر قد يكون اختلط علي هؤلاء الاجلاء من الاساتذة والاستاذات؛ واعني هنا استاذ الخالتم ودكتورة سعاد؛ فهل يختلط الامر علي الخاتم وهو الاصغر عمرا والاقوى ذاكرة؛ وهو الذي لم يركبه الهرم ولم تخالطه المصلحة في اختلاق امر كهذا؛ وخصوصا ان شهادته في فترتان مختلفتان تتطابق تماما؛ ام اختلط علي الدكتورة الجليلة سعاد ابراهيم احمد؛ وهي التي سجلت شهادتها قبل حوالي 12 عاما؛ وهي الانسانة المعروفة بقولة الحق والتوثيق والاستقامة الفكرية والاخلاقية؛ وفي فترة كانت محتفظة بكل قواها العقلية والجسمانية قبل ان يرهقها المرض؛ والذي حتي اليوم لم يوهن ذهنها المضاء وان كان قد ارهق منها الجسد؟

    رابعا بما ان محمد ابراهيم نقد هو صاحب المصلحة الحقيقية في اخفاء تلك الاوراق – الوصية او اعدامها؛ وذلك لما يمكن ان تشكله من تهديد لموقعه او خطه السياسي؛ وانسجاما مع الممارسة المعتادة في قيادة الحزب الشيوعي السوداني بتزوير الوثائق وتحريفها؛ وحذفها من التداول واخفاؤها؛ مما كتبنا شيئا عنه واشار اليه الدكتور عبد الله علي ابراهيم في تعليقه علي تزوير كتيب "الحزب الشيوعي وقضية الجنوب" ؛ ومما اسماه ب"خفة اليد الثورية"؛ ومما كتب عنه آخرون؛ فانه من الارجح ان يكون محمد ابراهيم نقد هو من يمارس التخليط عمدا؛ وانه هو من يفترئ علي الحقيقة وعلي الناس الموتي والاحياء المرضى؛ لانه وهب نعمة الصحة؛ وظن ان الحقيقة ترقد في القبور؛ وهيهات.

    خامسا يتحدث محمد ابراهيم نقد عن كراسة لطه الكد؛ تحتوي علي افادة طه الكد نفسه عن تلك الايام؛ وهنا نتسائل لماذا يسلم طه الكد مذكراته الشخصية لزعيم حزب لا ينتمي اليه؛ بل يختلف معه سياسيا؟ ولماذا لا يسلمها لاحد افراد اسرته؛ او ينشرها بنفسه علي الملأ ؟؟ واذا صحت المعلومة مع ذلك؛ فاننا نطالب ايضا بنشر كراسة طه الكد هذه؛ لمعرفة ما بها؛ ونتسائل لماذا لم تنشر مثلا؛ ابان الاحتفالات بالعيد الاربعين لتاسيس الحزب الشيوعي السوداني في فترة الديمقراطية الثالثة؛ او قبلها او بعدها؛ ام انه منهج التكتم علي الوثائق حتى ولو كانت تتبع للغير؛ وهل من يخفي كراسة خالد الكد؛ لا يمكن ان يخفي اوراق عبد الخالق محجوب؟

    وصية عبد الخالق الاخيرة: اسطورة ام حقيقة؟

    يحكي د. حسن الجزولي كذلك؛ عن شهادات مبتسرة لبعض قادة الحزب الشيوعي؛ ينفوا فيها علمهم بتلك الوصية – الاوراق؛ وفي الحقيقة فانه اذا صفيت نيات اولئك القوم؛ وصدقوا فيما زعموا؛ فلا استغرب جهلهم ذاك البتة؛ وذلك لعلمي – وعلم الكثيرين- بكيف تسير الامور في ذلك الحزب؛ فهل يعلموا هم تفاصيل 19 يوليو؛ وهي عمل عام اثر علي حياة الالاف من البشر؛ مما قأجات بعض قادتهم؛ وذلك بشهاداتهم؟ وهل يعلموا تفاصيل تلك الايام؛ حتي يعرفوا عن اوراق سلمت في ظل ظروف قاسية لرجل شخصيته قائمة علي السرية والكتمان؟ وقد سردت الاستاذة سعاد بعضا من الاسباب التي حكمت تلك الايام - الضغط الخ - والتي جعلت من النشر امرا صعبا؛ وهو الامر الذي استغله البعض لاخفاء الوصية؛ ثم لما مات الناس انكروها وربما أعدموها؛ ولكنهم لن يعدموا الحقيقة؛ فهذا اكبر منهم

    الثابت عندي من الشهادات غير المجروحة للفقيد الخاتم عدلان وللدكتورة سعاد ابراهيم احمد وغيرهم؛ والتماسك المنطقي والتناغم ما بين افاداتهم؛ وضعف قرائن رد محمد ابراهيم نقد؛ ان وصية عبد الخالق محجوب حقيقة واقعة كوجودي الان علي ظهر هذا الكوكب؛ وانها ليست اسطورة باى حال من الاحوال؛ الا لمن يريد ان يلغي عقله ويقنع بالاساطير؛ او من يروج الاساطير عن انسان صغير.

    يبقى التساؤل هنا؛ ما هي المحتويات المحتملة لتلك الوصية التاريخية؛ وما هو مصيرها؛ وهل يمكن لنا ان نراها في يوم من الايام؛ ام هي قد اعدمت وضاعت الي الابد؛ في واحدة من اكبر جرائم الشرف والامانة وانتهاك التاريخ في حياتنا العامة السودانية ؟؟ وهل سيكون لمن اخفوها او اعدموها الشجاعة للرجوع للحق؛ فيخرجوا الشهادة ولا ياثموا قلوبهم؛ ام ستكون لهم الجرأة علي الحق؛ فيواصلوا الانكار والاستكبار والافتئات علي الموتى والاحياء؛ في جريمة جديدة تضاف الي سجلاتهم غير المشرفة؟ وماذا سيكون موقف اهل عبد الخالق وتلاميذه ورفاقه؛ هل سينتصروا لروح الرجل وتراثه؛ ام سينكسروا لبطل مزيف؛ ويخضعوا للزيف وينحنوا للكذب؛ في ماساة جديدة تقتل عبد الخالق محجوب مرة اخرى في قبره المجهول؟

    ويكون هناك سؤال ايضا عن دور ومسؤولية المؤرخ؛ هل مهمته هي الانحياز الحزبي؛ وهي التبرير لممارسات فظة فظيعة في حق الحقيقة والتاريخ وفي حق مادة دراسته؛ ام ان له مهمة احرى؛ ومسؤولية اعظم؛ في سبيلها عليه ان يسمو علي نفسه وعلي انتماءاته الضيقة؛ وينحاز للحقيقة عارية ومرة وحارقة؛ ويسعي في البحث عنها حتي يدمي قدميه؛ ولا يخشي في طريق الحق لؤمة لائم؟

    عادل عبد العاطي

    18-5-2005
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de