|
تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق.
|
منذ غرسها هناك في تربة عمال ومزارعي بلادنا، وهي تنمو بثبات، يمتد جذرها عميقاً في أرض السودان، تنهل من ماءه العذب وتمتص من ملحه إكسير الحياة، نمت تسند بجذعها الريان الكادحين وتفرد ظلها الوريف لكل الناس. نمت معجونة بسخام العمال وعرق الفلاحين وانحياز المثقفين الثوريين، وظلت وفية أبداً لإرث وتاريخ شعب السودان، نمت نخلة الحزب الشيوعي السوداني ملتحمة بقضايا الوطن ومعاركه، منذ الإستقلال، مروراً بثورة أكتوبر، الإنتفاضة وحتى معركة إعادة الديمقراطية الحالية. وقد اتسمت مسيرة الحزب بالإيجابية في عمومياتها، إلا أنها في ذات الوقت سجلت كثير من الإخفاقات والخسائر هنا وهناك، ويبقى منعطف يوليو 1971 الدامي أكثرها خطورة، حيث تهدد الحزب في وجوده وضعف نفوذه المتنامي منذ ثورة أكتوبر. في ذكراها يوليو، التحية لشهداءها الأبطال، من صعدوا فجر التاسع عشرإلى المقاصل بثبات أرجف يد الجلاد وأوجف قلبه، ومن استقبلوا الرصاص ببسالة نادرة، التحية لعبد الخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ، جوزيف قرنق، هاشم العطا، بابكر النور، فاروق حمد الله، محجوب أبراهيم، عثمان حسين أبو شيبة وجميع الشهداء من مدنيين وعسكريين، شيوعيين وديمقراطيين. في ذكراها، التحية لحزبنا وهو يخوض معركة التجديد والبناء، حتى يعود قوياً في قلب حركة الجماهير مدافعاً مخلصاً عن قضياها، ومتصدياً بالفكر الثاقب لمهام الثورة الوطنية الديمقراطية. في ذكراها التحية لشعب السودان البطل، وهو يصرع اللأنظمة الشمولية المتعاقبة، ويراكم خبراته النضالية الثرة، كتجارب إنسانية ستسهم بالتأكيد في بناء الوطن، وترسيخ الديمقراطية وإنجاز مهام التنمية والتقدم وتأكيد الوحدة الوطنية. في ذكراها تعالوا يا أصدقاء، غنوا لها وحيوا مآثرها الجليلة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
اغنية حب لعبدالخالق
محجوب شريف
الفارس معلق، ولاّ المُوت مَعَلق حَيَّرنا البَطل يا ناس الحَصل طار بي حَبلوُ حَلَّقْ فَجَّ الموت وفات، خلى الموت معلق في عينينا بَات وسط الناس نَزل بالحزب الشيوعي ومن كل الزوايا وليِ ما لا نهاية وضاح المبادي .. ممدود الايادي بالحب والتحايا ابزيد الهِلالي في عصر الدراية والطفل البتاتي من يوم السماية والحزب الشيوعي ومن كل الزوايا ولي مَالا نهاية ومن كل الشوارع وفي كل المطالع طابع حسنو طالع في سُهد المصانع وفي عبق المزارع وفي رشة غمامة وفي منقار حمامة تحت الأرض بذرة وفوق الشمس هامه بالحزب الشيوعي ومن كل الوَسايد وفي نبض القصايد عَبده حَبيبي عايْد عايد ألف عايد من بين الشدايد في هُوج الليالي جرحه الكان بلالي في الشارع علامه طال في الدنيا قامة وزاد في العين وسامة وعايد لِسه عايد عايد بالسلامة في الحزب الشيوعي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
العريس وطحالب القاعا
جيلي عبد الرحمن
إلى الشهيد عبد الخالق محجوب وانتظرناك على الشوك طويلا ولهثنا فى حقول القيظ، سنطاً ونخيلا كنت تزهو فى ذراع الثائر المهدى، سيفاً يحتسى المحروم منه، قطرات الشهد صيفا كان سيفاً... أحمر الحد... صقيلا وعباباً من جماهير تغنى للنسائم كيف سال الحزن مهراقا على زغب الحمائم؟ وارتعدنا... وانتفضنا حين أزمعت الرحيلا * * * خوذة الجندى قيظ، مثل دبابة نار تنفث الشمس لظاها فوق أشلاء النهار فى بيوت القش والطين، وأسفلت الشوارع تفغر الظلمة فاها والمتاريس، المدافع وافتديناك... إختفينا واحتفينا بالبنادق وادخرناك نشيداً وشهيداً وبيارق! واقتلعت الطحلب القاعى والصمت الجذورا والصمت، الجذورا وامتشقت الرايَّة الشماء غضبان جسورا * * * أيها المصلوبُ، والعرق الخرافى... يرود ملحمات العصر والأيام للدنيا... وقود القرابين تطوف والمزامير، الدفوف يا عريس الغُبش والحزب أمانيك القطوف قبضة السيف تقاس هزها الشعب... فقاما فى شفاف القلب وسّدناك سهماً، وحساماً هل ترى ريح الهبوب؟ أم قناديل الغروب؟ أم مرايا... الماء؟ تسقيهن بالورد الخضيب! ذاك تموز الدفئ مرة أخرى يجئ يا رياح الشهداء أقشعى الحزن القمئ! * * * شامخ الجبهة مزموم الشفة فى جدار الغرفة المرتجفة أتملاك إذا ما الشوق يهطل فى دمائى يختلى اليتم، ويجفل كارتعاش الأرصفة فى العيون الواجفة * * * أعولت ريح تسف ذكريات لا تجف أسطر دوَّت كطلقات، وأطياف تدفُ يا يناير يا هزيج الشعب "يا أم الضفائر" رحت ترنو تبسم الشفتان والدنيا بشائر! * * * لا تقولوا أخطأ الحزبُ وهاشم لم يساوم غير أن الغفلة الكبرى! وأشياء طلاسم لا تقولوا يستحى القول الجميل قطرة الدمع تقاوم قطرة الدمع تقاوم * * * بأبى أنت وأمى أتزيح اليوم... همى يا عمادى كيف يهوى مرة... طود أشم؟ كان ثورياً شيوعى القلم انه صخر أصم والمنايا... حينما العمر ارتضم خضت بحر الموت نسرا، يتهادى للقمم عُم مساءً أوغل الليل فنم * * * وانتظرناك على الشوك المُدمى مثلما يشتاق فى الظلمات أعمى يا عريس الشهداء طفلك المطعون يوليو فى السماء صانك المجد، وحب الفقراء وافتداك الشعب... دوما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
فى رثاء عبدالخالق محجوب
مظفر النواب
وسافرت الى الغابات ظبى ذبح الان وللنبع عصافير نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى ملت.... فضج الكون عصافير ملونه صعدت على سلم زقزقه فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى غطانى السندس أغمضت وصدع من خرزه أمس وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ وتحريت مطارات العالم لم أسمع غير الكذب واقعى طفل فى عفن الشمس تغوط فى دعه وتمسح كالجن بآخر تصريح فى صحف الأمس وللنبع المجرور الى الظل وتسحبه الشمس ببطء كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ يحمل رأس ثلاثه ثوريين ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ أين ستذهب يا قاتل يا قنفذ الناس عراه فى الشارع الناس بنادق فى الشارع الناس جحيم اى الابواب فتحت فهنالك نار ولله جنود من عسل وعلى رأسك يا ,,محجوب رأينا سله خبز تأكل منه الطير فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء مفقأه الأعين وارتفعت أدخنه الكيف الدولى الهى اى مزاح تمزح هذا ليسدل شئ فوق المسرح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
نقلاً عن موقع أمدرمان
وصــية الشهـــيد عبدالخـالق محجـوب عثمـان سكرتير عام الحزب الشيوعى السودانى 1971
شعر : صديــق ضــرار
وتواعدنا على الشطِّ مِرارا كان يسـبقـنى ، ويحـترق انتظارا وببؤبؤِ عينيه تحدٍّ واخضرارْ وحديث لا يُجارى عن أغانى الإنتصارْ كان مغنِّيها يُغار حينما ينسرب الضوءُ جهارا ليبث الروح فى رحم النهارْ لا تسألونى : ـ خابَ ظنُّه ؟ أم من الحزن توارى ومضُ عينِه ؟ أم سُهاد الليل قد غير لونَه ؟ كان شيئاً غير هذا . . لا يجارى . هدهد حزنى ، وبوجدٍ ليس مثله كان يسأل : عنكمُ ، عن كل شهيد تقمصت روحُه بلوريتارياً جديد كان يسأل عن قضايا الشعبِ ، عن دور اليسارْ وهتافٍ غاضبٍ ، ينمو على كل جدار عن رفاقٍ خلف قضبان الحديدْ ومواقيت انتهاءٍ للتتارْ ثم نادانى إليه ، وقال :ـ " ليس هذا الوقت وقت للسؤال كن بقبضة هذا الشعب خنجر واطعن الباغى بحدَّك ، لا تشفق عليه إن مثلى لَيولِّى تاركاً خلفى البديل إن مثلى يستطيل مثلما يمتد نيل . . ببلادى ليبثَّ الوجد للوادى الأحنِّ ولهذا الشعبِ حقٌّ ، ليس يرجى بالتمنى فانطلق فى الغابةِ . . فى العتمورِ وفى صوت المغنى ولتكن موتاً زؤاما ، على الباغين لعنة ولتكن لابرنث يحيط بكل مارق وأُصيك بأبنائى البلوريتاريا الأوفياء من زمان ساد فيه الفسق والإفساد وقرصان تربع فى حماه فلتجنبهم دجاهْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
خط مباشر: قصة نميري ومصر : بقلم أحمد عمرابي *
الانقلاب الذي جرى في 19 يوليو 1971 يمثل أعلى ذروة تصعيدية لذلك الخلاف الكبير المتشعب بين فريقين في (ثورة مايو) : فريق العناصر الموالية لمصر بصورة كاملة بزعامة جعفر نميري الذين كانوا لا يرون بأسا في التدخل المصري في الشأن السوداني, وفريق العناصر الاستقلالية ذات النزعة اليسارية المعارضة لهذا التدخل . هذا الخلاف ظهرت بوادره منذ الأيام الأولى لاستيلاء نميري وصحبه على السلطة في عام 1969 لأن بدايته كانت من داخل (مجلس قيادة الثورة) نفسه بحيث ان المجلس انشق بمرور الشهور الى فريقين: أغلبية تضم نميري وخالد حسن عباس ومأمون عوض أبوزيد وأبوالقاسم محمد ابراهيم وأبوالقاسم هاشم وزين العابدين محمد أحمد عبدالقادر ومعهم العضو المدني الوحيد بابكر عوض الله في مقابل أقلية ثلاثية من بابكر النور وفاروق عثمان حمد الله وهاشم العطا. كانت الأغلبية ملتزمة بتطبيق الأجندة التي أعدتها القاهرة سلفا لتحديد مسار السلطة الثورية الجديدة. وكان في مقدمة هذه البنود ان تعمد السلطة في مرحلة لاحقة بعد رسوخ قدمها واكتساب قدر من الشعبية بعد تصفية القوى السياسية التقليدية, وعلى رأسها (الأنصار) وحزب الأمة, ان تتخلص من الاعتماد على الشيوعيين. على هذا النحو كانت الخطة تقضي بتكوين تنظيم سياسي شعبي أوحد على غرار (الاتحاد الاشتراكي العربي) في مصر الناصرية ليكون (الاتحاد الاشتراكي السوداني) . كان المطلوب اذن هو تصفية الحزب الشيوعي السوداني ككيان تنظيمي ليذوب في (الاتحاد الاشتراكي السوداني) . وعندما صار الخلاف الايديولوجي في صفوف الثورة ومؤيديها صراعا مكشوفا ظهر للجمع ان قيادة الحزب الشيوعي نفسه منشقة على نفسها الى فريقين: فريق يؤيد الأجندة المصرية ويقوده أحمد سليمان وفاروق أبوعيسى ومعاوية إبراهيم وفريق يعارضها بقيادة عبدالخالق محجوب ومعه الزعيم النقابي الشفيع أحمد ابراهيم وزوجته فاطمة احمد ابراهيم والتجاني الطيب والسياسي الجنوبي جوزيف قرنق (لا علاقة له بجون قرنق). وإلى ان رحل في سبتمبر 1970 كان عبدالناصر يتدخل من حين لآخر كلما بدا ان الصراع الأيديولوجي السوداني يقترب من لحظة انفجار فتهدأ الخواطر مؤقتا. ويبدو ان عبدالناصر كان يحرص على ان يتم الانتقال الى مرحلة (الاتحاد الاشتراكي السوداني) بطريقة ودية... وبالتراضي لا عن طريق القهر. لكن بعد رحيل عبدالناصر وتسلم أنور السادات سدة الرئاسة اختلف الأمر. كان الرئيس الجديد مصمما على القضاء على اليساريين, وخاصة الشيوعيين, لا في مصر وحدها (علي صبري وشعراوي جمعة وصحبهما) وانما ايضا في السودان, وأخذ يتحين الفرص. وقد رأينا كيف تجاوب نميري مع السادات والقذافي (الذي كان حتى ذلك الحين معاديا لليسار والمعسكر السوفييتي) في نوفمبر 1970 في فصل اليساريين العسكريين الثلاثة, المقدم بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمدالله والرائد هاشم العطا من عضوية مجلس قيادة الثورة. كان رؤساء الجمهورية الثلاثة يتصرفون جماعيا في اطار مشروع الوحدة بين السودان ومصر وليبيا الذي أبرم قبل وفاة عبدالناصر تحت اسم (ميثاق طرابلس) . وحانت الفرصة التي كان يترقبها الرؤساء الثلاثة لقصم ظهر الشيوعيين ومؤيديهم من اليساريين عندما اهتزت الخرطوم واهتز العالم بوقوع انقلاب يساري ناجح أطاح بالرئيس نميري في 19 يوليو 1971. ورغم نجاح العملية الانقلابية الا انها كانت مليئة بالثغرات الفنية والسياسية. قاد العملية الرائد هاشم العطا بينما كان زميلاه ــ المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله ــ الأكثر حنكة وخبرة سياسيا وعسكريا خارج البلاد. وبينما كان نميري معتقلا داخل القصر الجمهوري كان اللواء خالد حسن عباس القائد العام للقوات المسلحة غائبا في الخارج يتشاور مع السادات والقذافي حول الخطوة التالية.
• كاتب صحفي وسفير سوداني سابق.
• نُشر في جريدة البيان في 29 ـ 5 ـ 1999.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
*وثيقة بريطانية سرية، أفرج عنها مؤخراً، حول 19/ يوليو.
جاء في نص الوثيقة الاولي من السفير البريطاني في بغداد الأتي :
السفارة البريطانية ــ بغداد
30 يوليو (تموز) 1971
الي السفير البريطاني، الخرطوم
المشاركة العراقية في الانقلاب السوداني المجهض 1 ــ انني لن ازيد علي اعبائك بتلغراف عن تطورات السلوك العراقي تجاه الملحمة الدرامية التي شاهدتها من خلال العشرة ايام الماضية. ولكن كما تتخيل، فقد قوبل الحدث هنا باهتمام فائق. وهناك اتفاق عام بأن العراقيين وضعوا انفسهم في موقف غبي فوق العادة. 2 ــ هل البعث العراقي كان علي علم مسبق بانقلاب العطا؟ انني لا اشك في ذلك، كما يظهر لك ترتيب الوقائع المرفق، فان اذاعة بغداد اعلنت أخبار الانقلاب قبل ان تفعل ذلك اذاعة ام درمان، وزيادة علي ذلك فان مجلس قيادة الثورة العراقي قد عقد اجتماعاً استثنائياً في وقت ضيق بشكل لا يصدق لكي يقرر تأييده التام للنظام الجديد وان يتم اذاعة قراره، كل ذلك تم خلال ساعتين من بيان العطا. هذا امر مستحيل بالتأكيد ان لم يكن لهم علاقة مسبقة بقيادات الانقلاب الذين، ماعدا العطا، لم يتم نشر اسمائهم بعد. 3 ــ أما وقائع العرض الثاني فهي ليست اقل دلالة . الطائرة الحربية التي كانت تحمل وفد التهنئة من البعث العراقي الي الخرطوم قد رفض السماح لها بالهبوط في السودان (انظر تلغراف جدة الي وزارة الخارجية رقم 560) قبل وقت طويل من حدوث الانقلاب المضاد، ما هي تلك الجهة السودانية التي اتخذت ذلك القرار ولماذا؟ هذا أمر محير للغاية. وعلى الرغم من ذلك فان الطائرة (وكما ذكر شقيق احد الضحايا رفض السماح لها بالهبوط في مصر) استمرت في المحاولة الى سقوطها بالقرب من جدة مما تسبب في قتل اثنين من القيادات الواعدة وكذلك احد السودانيين من اعضاء القيادة القومية للبعث هو محمد سليمان، والاخير مثل العراقيين في محافل دولية عدة (ومنها رحلة اخيرة الى كوريا الشمالية الشهر الماضي) وتكررت الشائعات الواسعة في ان قيادة الانقلاب قد عرضت عليه وزارة. شخص آخر أكثر أهمية في القيادة القومية هو سمير النجم قد نجا مع اصابته بجروح. 4 ــ وقائع الانقلاب المضاد، والتي افتراضاً اطلق عليها العرض الثالث، هنا (في بغداد) يمكن ان تكون غالبا فصلاً مضحكاً ومبكياً في الآن نفسه. العراقيون لعبوا دور النعامة ورفضوا الاعتراف في الصحف والاذاعة خلال 48 ساعة بان نميري قد عاد الي السلطة. وحاولوا تحويل الاهتمام العام بعيدا عن هذه الحقيقة المزعجة بتنظيم حملة تأبين كبيرة للشهداء المناضلين الذين ماتوا بالقرب من جدة. 5 ــ منذ ذلك الوقت فان النظام مازال يناضل ليتجاوز المأزق الذي وضع نفسه فيه ومن جهة أخرى، حاولوا بجهود غير مقنعة نكران اي تواطؤ مع انقلاب العطا (مرفق نص بيان وزارة الخارجية العراقية). ومن جهة ثانية حاولوا تشويه سمعة الجنرال نميري، وغطوا صحفهم بوجهات نظر معارضة من اي جهة تأتي (بالطبع شيوعية في الغالب) يستطيعون الحصول عليها. ولكن بالنسبة للذين عاشوا في العراق او درسوا سجل النظام خلال الثلاث سنوات الماضية يتعجبون من انه يعتبر قتل دزينة او أكثر من المتآمرين حمام دم او مذبحة كبيرة . 6 ــ انني غير متأكد لماذا ورط البعث العراقي نفسه في الشؤون السودانية بهذه الطريقة. ولكن علي العموم، من دون شك، انهم كانوا سعداء في دعم اي تدبير من شأنه ان يعطل الاتحاد الرباعي، بشكل خاص فان الملحق العسكري المصري (وهو عقيد مطلع سيغادر بغداد بعد سنوات من العمل فيها قريبا) اخبرني ان الحركة العربية الاشتراكية في السودان هي اسم للبعث العراقي وان هذه الحركة مشاركة في انقلاب العطا. وان كانت هنالك اية حقيقة في هذا، او اذا كان هذا ما قصده نميري عندما علق عن مشاركة عراقية (تلغرافك للخارجية رقم 350) فمن الممكن ان تكون السفارة العراقية في الخرطوم قد ضللت الحكومة هنا عن مدى مشاركة الشيوعيين فيها. فالبعث العراقي يقوم بملاحقة الشيوعيين هنا، منذ تسلمه للسلطة. واذا تمخضت الفضيحة عن سقوط بعض الرؤوس الحزبية وكما حدث في الشتاء الماضي في حالة الفضيحة الاردنية عندما ادت الي ابعاد حردان التكريتي، فان السفير العراقي (في الخرطوم) يبدو هو المرشح الوحيد في هذه الحالة. وعلي كل حال فان الاعتراف بالنظام الجديد في مثل هذه العجالة الشديدة ومهما كان مدي المشاركة العراقية فيه فهو قمة الخطأ. 7 ــ ولكن اذا كانت هنالك فائدة وحيدة (ومهمة بالنسبة لنا وليس بالنسبة لكم) فهي ان العراقيين سيكونون، ربما، اكثر تقييدا في ان يقوموا بحمامات دم هنا عندما يحين موعد المحاكمات العلنية ونشر الاعترافات المثيرة الناتجة عن المحاولة الانقلابية المزعومة، هنا الشهر الماضي، بعض الاعدامات، كما يشاع، قد حدثت بالفعل سريا ولكنهم يواجهون ترددا في قيامهم بحمام دم علني.
توزيع الرسالة على السفارات
وقد قام السفير البريطاني في بغداد بتوزيع نص رسالته للسفارات البريطانية في كل من جدة والقاهرة وطرابلس والكويت والجزائر وواشنطن. ورد السفير البريطاني بالخرطوم على الرسالة بالرسالة التالية والتي تمثل الوثيقة الثانية:
السفارة البريطانية
الخرطوم 14 آب (اغسطس) 1971
شكرا جزيلا علي رسالتك الممتعة المؤرخة في 30 (تموز) يوليو أوافقك الرأي تماما ان الجدول الزمني الذي قدمته يقدم دليلا عن المعرفة المسبقة وربما المشاركة المباشرة للعراقيين في انقلاب هاشم العطا. بالتأكيد، نميري ليس لديه شك في ذلك وقد اتخذ موقفا ضد السفارة حال رجوعه للسلطة هنا.
الوثيقة الثالثة حول الانقلاب جاءت كما يلي: 19 تموز (يوليو) بعد الظهر، الاثنين: المقدم العطا يقوم بتنفيذ الانقلاب ضد الجنرال نميري (الوقت بالضبط غير محدد لنا) الساعة 50،13 بتوقيت لندن: اذاعة ام درمان تعلن عن بيان مهم تعقبه مارشات عسكرية. الساعة 07،19 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تقدم انباء عاجلة من الخرطوم بواسطة مراسل وكالة الانباء العراقية تذكر فيه ان انقلاباً عسكرياً قد تم في السودان بقيادة عضو مجلس الثورة السابق المقدم هاشم العطا وان الانقلاب يسيطر على الموقف. الساعة 15،19 بتوقيت لندن: اذاعة ام درمان والتلفزيون يذيعان بياناً من المقدم هاشم العطا. الساعة 26،21 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تعلن ان مجلس قيادة الثورة العراقي في اجتماع استثنائي قرر الاعتراف الكامل بالنظام الجديد في السودان. الساعة 07،23 بتوقيت لندن: مراسل وكالة الانباء العراقية يؤكد ان الجنرال نميري معتقل في مبنى رئاسة الحكومة (القصر الجمهوري) 22 تموز (يوليو) الاربعاء فجراً: الطائرة العراقية التي تحمل وفد بعث العراق للخرطوم تسقط عند اقترابها من مطار جدة. في الوقت نفسه الطائرة البريطانية تجبر على الهبوط في مطار بنينة الليبي وبابكر النور وحمد الله يتم القبض عليهما. الساعة 30،10 بتوقيت لندن: اذاعة صوت العرب من القاهرة تذيع الخبر. الساعة 58،10 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تذيع الخبر. الساعة 00،13 : بدأت حركة الانقلاب المضاد وعودة الجنرال نميري.
* نُشرت في صحيفة الرأي العام.
| |
|
|
|
|
|
|
|