دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرحيل
|
في نوفمبر 1993 كف قلبه النبيل عن الخفقان - ففقدت بذلك الحركة النقابية العالمية وأحدآ من أفضل قادتها الذي ظل في صفوفها الأمامية منذ أن أختير ممثلآ للحركة النقابية الديمقراطية السودانية في إتحاد النقابات العالمي في العام1957 وفي السبعينات تقلد منصب السكرتير العام لإتحاد النقابات العالمي في براغ ثم أنتخب رئيسآ للإتحاد في العام 1990 في موسكو ، وترأس قبل ثلاثة أسابيع من وفاته إجتماعات الدورة 49 للمجلس العام لإتحاد النقابات العالمي التي عقدت في وارسو في أكتوبر 1993 ورغم إعتلال صحته عبأ كل طاقته وحماسته وخبراته الغنية ومهارته الذاتية لكي يحافظ الإتحاد على وحدته وقدرته على العمل الفعال ، ورغم أن تلك الدورة قد شهدت أخطر صراع داخلي إلا أن زكريا بحنكته أفسح المجال لمناقشة واسعة بلاكلل حول مستقبل إتحاد النقابات العالمي وإستطاع أيجاد لغة مشتركة بين التيارات المتصارعة وتقريب وجهات النظر بينها من أجل توسيع الديمقراطية والشفافية والمحاسبة داخل الإتحاد وضمان إستقلاله وخدمته الحقيقية المخلصة للعمال البسطاء ، ولم يعش زكريا للأسف ليرى ثمار غرسه في المؤتمر النقابي العالمي الثالث عشر الذي عقد في دمشق في نوفمبر 1994 أي بعد مرور عام على وفاته ، وشهد ذلك المؤتمر تأكيدآ وتثبيتآ للثقة في إتحاد النقابات العالمي ومشاركة ممثلي ثلاثمائة مليون نقابي من مختلف بلدان العالم. - وفقدت الحركة النقابية السودانية أحد قادتها المؤسسين ، فقدت شهدات السنوات التي قضاها إبراهيم زكريا في المدرسة الصناعية في عطبرة تجذيرآ للوعي الطبقي والوطني لديه وكان من الطبيعي أن ينجذب إلى الحركة من أجل الإستقلال الوطني وإلى تنظيم نضالات الشعب من أجل العدالة الإجتماعية ، وساعد بقاؤه في تلك المدنيةالعمالية على بلورة إحساسه القوي بحاجات زملائه العمال المحرومين وضد الظلم الإجتماعي ، وكانت عطبرة مركزآ ضخمآ للسكك الحديدية وكذلك مركزآ لإنبثاق حركة الطبقة العاملة ، وفي تلك المدينة بدأت صلة وصداقة إبراهيم زكريا الأبدية بالشهداء الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين والجزولي سعيد الذين برزوا فيما بعد كقادة مؤسسين للحركة النقابية السودانية ولعبوا دورآ هامآ في قيادة نضال عمال السودان وفي مقاومة الإستعمار عبر الحركة السودانية للتحرر الوطني والجبهة المعادية للإستعمار التي تحولت للحزب الشيوعي السوداني. - وفقده الحزب الشيوعي السوداني الذي إلتحق به منذ بواكير وعيه وسرعان ما أختير مسئول تنظيمي متفرغ للحزب وكان أول كادر متفرغ ، ثم أنتخب في المؤتمر الأول للحزب المنعقد في أكتوبر 1950 عضوآ في اللجنة المركزية والسكرتارية وأصبح السكرتير التنظيمي للحزب على نطاق البلاد وحينها لم يتعد الحادية والعشرين من سنوات عمره الحافل بالعطاء والإنجازات .
و نواصل مع دعوة كل من يملك معلومات عن الراحل العظيم بالمساهمة بالكتابة عنه في هذا البوست تخليدآ لذكراه العطرة وسيرته الناصعة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
الصديق ابو ساندرا ابراهيم زكريا القروي /العامل الذي ادهش الجميع بقيادته لواحد من اكبر الاتحادات النقابية في العالم جدير بالاحتفاء فقد كتب عنه الاستاذ التيجاني الطيب مقال رائع نشر بدورية قضايا سودانية اتمني ان اتمكن من انزاله هنا فهو كما ذكرت اول كادر متفرغ للعمل السياسي والتنظيمي بالحزب بل في السودان . فبدا من الصفر واستطاع ان يرسي تقاليد تنظيمية ظلت راسخة حتي يوم الناس هذا فقد ذكر استاذ تيجاني في مقاله ان ابراهيم زكريا كان شبه مختف عندما كان يؤسس للعمل التنظيمي للحزب وعند ظهوره للعلن تساءل البعض من هذاالشخص النحيل ؟ فجاءت الإجابة سريعة من زميل كان معه (هذا عبدالرحمن التوم ) فلصق به هذا الاسم لفترة طويلة وظل معروفا به وسط الرفاق . وله موقف إنساني رائع في انه رافق زميل كان مريض بداء السل في ذلك الزمن حتي تعافي في وقت كان الناس يهربون من مرضى السل .
وهو ابن خال اديبنا الكبير الطيب صالح الذي تحدث عنه ايضا في
مذكراته التي نشرها طلحة جبريل .
المجد والخلود لشهيد العمال إبراهيم زكريا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
يقول الأب المؤسس الرائد النقابى العظيم ابراهيم زكريا فى شهادته حول تأسيس الحركه النقابيه السودانيه, ودورها فى العمل السياسى .
منذ البدايه حاولنا تعميق شعار ان الحركه النقابيه هى جبهه تضم فى داخلها عمال ينتمون الى احزاب مختلفه, ولهم اراء ومعتقدات متبايبه يجمعهم العمل الموحد للدفاع عن حقوقهم وحقوق بلدهم وان الحركه النقابيه يجب ان تحافظ على استقلالها التنظيمى عن الاحزاب السياسيه. طبقنا نحن الشيوعيين هذا الشعار تطبيقا أمينا, كنا نطرح القضايامن وجهة نظرنا كشيوعيين ونتناقش مع الاخرين ,وفى اغلب الحالات كان الاخرون يلتفون معنا حول ارائنا ولكننا لم نحاول قط ان نرغم الأخرين او ان نستغل أغلبيتنا المكانيكيه لنفرض وضعا غير متفق عليه. هذه عملية كانت تحتاج الى الكثير من الصبر والمرونه وفى النهايه اتت بثمارها حيث استمرت الحركه النقابيه فى السودان موحده ذات توجه طبقى وذات اثر فىكل مجرى الحياه السياسيه فى السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: عمر ادريس محمد)
|
الاخ ابو ساندرا اشكرك جزيل الشكر لهذا البوست الذى ينصف قامة سودانية نادرة المثال مثل الاستاذ ابراهيم زكريا .. كثير من الاجيال الجديدة لا تعرفه ولاتعرف نضاله والدور المحلى والدولى الذى قام به من اجل البسطاء من الطبقة العاملة وما وجدته من حقوق بفضله وبفضل نضاله الذى استمر الى ان فارقت روحه الطاهرة جسده النحيل .. انا احد افراد اسرته وفى هذا البورد فقط عرفت انه كتب مذكراته وانا مستغرب لان زوجته كانت دائما تقول انها لا ترى ابراهيم الا ومستعدا لسفر وانه يعود الى المنزل فى براغ ليستبدل شنطة ملابسه باخرى والتى كانت تعدها له استعدادا لسفر جديد هكذا كانت حياته وشىء مفرح جدا ان اقرا بانه قد كتب مذكراته واتمنى منك يا اخى ابو ساندرا انزال مذكراته كاملة لو امكن فى هذا البوست الذى اتمنى الا يتوقف يوما .. سوف اساهم بجزء من المعلومات الاسرية التى اعرفها عنه من خلال هذا البوست ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
الأعزاء : 1- صلاح الأمين : يللا يا مقاتل فتش في سحارتك ومكتباتك الموزعة في مدن الشتات وأتحفنا بما سطره التيجاني الطيب في قضايا سودانية عن الراحل الكبير إبراهيم زكريا ، وأظن -إن لم تخني الذاكرة - أن إبراهيم زكريا قد نشر جزء من مذكراته في عدد من قضايا سودانية
2- خضر حسين خليل : مقدرين مرورك ونتعشم في وجودك الدائم هنا حتى ننجز ما بدأناه لتخليد ذكرى الراحل العزيز
3- عمر إدريس محمد : شكرآ يا هميم على إضافاتك الغنية وشكرآ على رعايتك للبوست أبان غيابي القسري
4- مسعود : سعيد جدآ لوجودك هنا تجنبت وداعك تفاديآ للورطات العاطفية ، مازال مكانك شاغرآ في الدوحة وفي الحزب أما مكاني فمازال هنا في الضفة التي غادرها الخاتم مأسوفآ عليه حيث كنا نرتجيه لقيادتنا نحو حلمنا الجميل في التغيير مازلت هنا وتحدوني آمال عراض في تغيير عريض و عميق نستلهم فيه أفكار عبدالخالق وإخلاص ومبادرات إبراهيم زكريا
5-الكيك : أنتظر بشغف مساهمتك عن الجانب الأسري في سيرة فقدنا الكبير ، ومؤكد أجيال من الزملاء ومن المناضلين والنقابيين لم تسمع حتى بإبراهيم زكريا ناهيك عن معرفة دوره العظيم في الحركة النقابية السودانية والعالمية
6- خالد العبيد : منتظرك يازميل وأعرف أن مواهبك وحسك الصحفي ونشاطك كفيلات بأن تقدم مساهمة ثرة عن القائد الأممي إبراهيم زكريا
7- محمد كبار : صدقت ، وفي الحقيقة كنت بعرف إبنتي البرلومة في الإلتزام السياسي في الجامعة عن قادة الحزب الشيوعي ومساهماتهم في تأسيس النقابات والعمل النشط في صفوفها وحرصهم على إستقلالية الحركة النقابية ، وجدتها تعرف جيدآ عن الشفيع وكان السبب في معرفتها شريط كورال العيد الأربعين للحزب و { حلالي وا حلالي أريتو حالك يابا حالي ... والشفيع يا فاطمةفي الحي في المصانع وامزارع حي ... سكتيها القالت أحيي ... ما حصادو الأخدر الني .... } ولكنها لم تسمع عن إبراهيم زكريا ، ولما حدثتها عنه أبدت دهشة كبيرة وصاغت الحسرة سؤالها : يا بابا هو إتحاد النقابات العالمي كان محتاج ليهو أكتر من الحزب ! خففت من عجبها ، بأن الحزب لما جاد به للحركة النقابية العالمية كان يذخر يومها بعدد من القادة النقابيين الأفذاذ الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين وزاد عجبها ثم أعجابها
ثمة تصحيح : هي الذكرى الثانية عشر لرحيل زكريا وليست ال 17 كما كتبت في رأس البوست
و نواصل من سيرتك للجايين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
الأخ أبو ساندرا
التحيات النواضر
أدناه ما ورد على لسان أديبنا الكبير الطيب صالح عن الراحل الخالد ابراهيم زكريا وهي على قصرها تضي جانباً من سيرة هذا المناضل العظيم.
الأخ صلاح الأمين
لقد اختصرت عليك نصف الطريق، أكمل النصف الباقي بما ورد عن العملاق في قضايا سودانية، ولقد فشلت حتى الآن في العثور على العدد المقصود ضمن مجموعة قضايا سودانية التي أملكها.
العلاقة مع الأحزاب
والواقع أنني ومنذ المرحلة الثانوية، ابتعدت عن التحزّب، رغم أن ذلك لم يكن في تلك الفترة أمراً سهلاً، فعندما كنا ندرس في مدرسة وادي سيدنا الثانوية، كان الصراع ينحصر على أشده بين الشيوعيين والاسلاميين (الأخوان المسلمين فيما بعد) كنت آنذاك أقوم بأداء الفرائض، وأحافظ على الدين لكن لست متديناً بالمعنى السياسي والايديولوجي للكلمة. كنت احضر اجتماعات الاسلاميين والشيوعيين. وأميل إلى الحديث في الجمعيات الأدبية، وفي الوقت نفسه انفر من من المناظرات السياسية. والانطباع السائد لدي أقراني من الطلاب انني "طالب شاطر" له اهتمامات أدبية. كان صديقي محمود أحمد محمود وهو من كورتي، ينضم مرة للشيوعيين وتارة للاسلاميين، في اطار حب الاستطلاع فقط. لأنه بطبعه لم يكن يميل إلى الانضباط. وكان كثيراً ما يحدثني عن أفكار المجموعتين. ورغم ذلك لم أنضم إلى اية جهة خلال دراستي الثانوية ... فقد وقفت على الحياد. وبالنسبة لعلاقتي مع الشيوعيين، أتذكر تفاصيل واقعة حدثت لي إبان دراستي في المدرسة الثانوية. فقد كان المرحوم ابراهيم عبدالله زكريا ابن خالي وهو شيوعي بل سيصبح لاحقاً من قادة الحزب الشيوعي السوداني ومن أقطاب الحركة الشيوعية العالمية. كنت أزور ابراهيم زكريا بحكم القرابة، ويبدو أن المخابرات الانجليزية كانت تراقب نشاطه. في تلك الفترة جاءنا مدرّس رياضيات يدعى مستر سميث، وكان شيوعياً، وفي أحد الأيام كان مطلوباً مني تقديمه لالقاء محاضرة في الداخلية، ويبدو أنني أطنبت في مدحه، فاستدعاني مستر لانغ ناظر المدرسة وقد كان معجباً بي، وسألني بأدب شديد حول ما إذا كنت مقتنعاً بالكلام الذي وصفت به مستر سميث. واستغربت في الواقع السؤال. وأبلغني أن مستر سميث شيوعي، وقال لي أن المخابرات طلبت منه استفساري حول ما إذا كنت شيوعياً تعجبت جداً لهذه الحكاية، وبالطبع نفيت أن أكون شيوعياً، والواقع أنني كنت معجباً جداً بعبد الخالق محجوب كسوداني نابغة وبفاطمة أحمد ابراهيم كإنسانة (1) لكنني لم أكن شيوعياً في يوم من الأيام.
الطيب صالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالخالق محجوب هو السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني وقد أعدمه نميري عام 1971 وفاطمة أحمد ابراهيم من قادة الحزب الشيوعي السوداني وكانت أول سودانية تدخل البرلمان عام 1965 بعد الانتخابات التي جرت عقب ثورة أكتوبر التي أطاحت بنظام الفريق ابراهيم عبود. والمفارقة أن نميري أعدم أربعة من أهم الشخصيات السودانية، فقد أعدم عبدالخالق وكان من أذكى السودانيين، وأعدم محمود محمد طه وهو من أكثر السودانيين ورعاً، وأعدم فاروق عثمان حمد الله وهو من أشجع السودانيين، كما أعدم بابكر النور أكثر السودانيين تسامحاً.
من كتاب: على الدرب ... مع الطيب صالح ملامح من سيرة ذاتية طلحة جبريل (ص) 86 ـ 87
ولتبقى ذكرى ابراهيم ذكريا خالدة أبداً في تاريخ الشعب السوداني والحزب الشيوعي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: Abdalla Hussain)
|
الأخ / أبو ساندرا
لك التحية وأنت توثق لهذا المعلم العملاق ، ويحضرني هنا ما حكاه لي أحد الزملاء المخضرمين من أن قيادة الحزب كثيرا ما حاولت إعادة الأستاذ ابراهيم زكريا للعمل في الداخل ولكن دائما كانوا يواجهون باصرار قيادة اتحاد العمال العالمي بأن يظل ابراهيم زكريا معهم وذلك لما يتمتع به من محبة واحترام وسط العديد من النقابات في مختلف دول العالم وخاصة في الدول العربية ، بالاضافة إلى انه كان يتمتع بميزة التحدث بأكثر من ستة لغات كان أهمها العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والألمانية والروسية .
أنا الآن أعمل على طباعة مقابلة اجريت مع الأرباب العربي قبيل وفاته لانزالها في بوست في سودانيزاونلاين أقتطف لك منها هذه الفقرة التي أرى أنها تثري الحديث عن القائد النقابي الأستاذ إبراهيم زكريا ورفاقه الأبرار عليهم رحمة الله .
Quote: يقول الأربابأساس العمل النقابي والسياسي في عطبرة بدأ فردياً، ثم تبلور فيما بعد إلى عمل نقابي وتنظيم سياسي. فقد بدأ فردياً منذ أن كان قاسم والشفيع وإبراهيم زكريا طلاباً بمدرسة الصنائع بعطبرة) ويواصل أرباب قائلاً ولد هؤلاء الثلاثة قادةً تزعموا العمل الطلابي في المظاهرات و الاضرابات ثم انتقلوا للعمل بالسكة الحديد بعطبرة بعد تخرجهم، وكدأبهم تزعموا العمل وسط العمال وبفضل نضالهم ووعيهم، بزغ فجر هيئة شؤون العمال عام 1947م، إلا أنهم لم يتولوا قيادتها بل اختاروا لقيادتها كبار السن نسبة لأنهم كانوا شباباً في ذلك الوقت، فكان أن تولى قيادتها سليمان موسى. في نفس الوقت تأسست بعطبرة أول نواة للحزب الشيوعي حيث تولى قاسم أمين مسؤوليتها السياسية وإبراهيم زكريا المسؤولية التنظيمية وأرباب قيادة العمل الجماهيري، أما الشفيع – والحديث لازال للأرباب- فلا اذكر ماذا كانت مهامه) كانت أول كتب ماركسية نقرؤها البيان الشيوعي، المادية الجدلية والاقتصاد محرك التاريخ والذي كان له القدح المعلى في تبلور فهمنا ووعينا السياسي. كان أول المحترفين الذين أرسلهم مركز الحزب لعطبرة مصطفى السيد وإبراهيم حاج محمد وبعد فترة وجيزة وصلتنا برقية يقول نصها" ابننا عبد الغفار متوجه إليكم" ذهبنا لاستقباله فأتضح انه عبد الخالق محجوب الذي صاغ فيما بعد بمساعدة مصطفى السيد مطالب الحركة العمالية لأول مرة. بفضل العمل اليومي الدؤوب و الصبور الذي قاده الأربعة وسط التجمعات العمالية وقيادات الأندية الرياضية والاجتماعية –الثقافية نمى الحزب وشب عملاقاً بعطبرة بتطبيقٍ خلاقٍ لمبدأ "من الجماهير والى الجماهير وحيث الجماهير" يواصل أرباب قائلا:ً(كنا نهتم بالنوع وليس الكم، لذلك كان التثقيف وقراءة الكتب الماركسية إلزامياً وضرورياً فكانت كل العضوية مؤهلة فكرياً وثقافياً وتنظيمياً |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
الأعزاء: -عبدو حسين - أبوقصي مقدر جدآ تواجدكما هنا ولاعجب ومقدر إضافاتكما التي أغنت البوست و أرجو المواصلة
ولد إبراهيم عبدالله أحمد محمد زكريا ، المعروف فيما بعد بإبراهيم زكريا ثم عدة أسماءحركية يوم 17/3/1929 في قرية العفاض ، والعفاض رحم ولود أنجب المبدعين في شتى المجالات نذكر منهم الطيب صالح والدكتور بشير البكري ، عمل والده ناظر محطة في سكك حديد السودان وكان له ثلاثة أخوات وثلاثة أخوة يتنقلون من محطة لأخرى مع والدهم وفي نهاية المطاف أصبح إبراهيم زكريا نفسه رجل السكك الحديدية بعد تخرجه من القسم الثانوي لمدرسة عطبرة الصناعية والتابعة للسكك الحديدية وكان زملاءه في المدرسة الوسطى ببورتسودان يصفونه بالطالب المجتهد ويعتبرونه من أذكى طلاب المديرية الشرقية وعلاوة على بروزه في التحصيل العلمي كان يشارك بفعالية في جميع النشاطات المدرسية الإجتماعية والرياضية ، وفي العطلات المدرسية كان يعود إلى قريته في الشمال يساعد عائلته الكبيرة في مختلف الأعمال ، وبعد ان تخرج وبدأ العمل كون ر لجنة لآبناء العفاض ؤ كانوا يجمعون التبرعات بإنتظام لصالح قريتهم صارت عطبرة مركزآ ضخمآ للسكك الحديدية وتبعآ لذلك نشأت حولها بعض الصناعات الحديثة ،ولذلك كانت مركزآ نبثاق حركة الطبقة العاملة ، تلك الحركة التي ولدت قوية فقادت مظاهرات ضخمة ونظمت اضرابآ لمدة عشرة أيام ، وبفعل المشاكل التي واجهوها إنخرط العمال المنظمون في النضال السياسي وكان ذلك في العام 1947 إلتقى زكريا في عطبرة بالشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين والجزولي سعيد الذين برزوا كما ذكرت كقادة أساسيين للحركة النقابية السودانية فور تخرجه عمل زكريا عامل ماهر في ورش السكك الحديدية في عطبرة ولكنه سرح من العمل بعد فترة قصيرة نظرآ لنشاطاته النقابية والسياسية في حركة التحرر الوطني ضد الحكم الإستعماري البريطاني ، ثم عمل في مصنع أسمنت عطبرة ولكنه فصل أيضآ من العمل بسبب نشاطه النقابي والسياسي وبذلك يعد إبراهيم زكريا من وائل المفصولين تعسفيآ بعث زكريا لتمثيل زملاءه في قيادة الحركة السودانية للتحرر الوطني ، وأختير في العام 1957ممثلآ للحركة النقابية السودانية في إتحاد النقابات العالمي تزوج رفيقة حياته السيدة فاطمة النعيم التي كانت قائدة طلابية في جامعة الخرطوم وعضوآ نشطى في الإتحاد النسائي السودانس ، مع كل عظيم إمرأة عظيمة ، ولدا خليل في العام1965 في الخرطوم ولميس في العام 1969 في براغ عاد زكريا إلى السودان في فبراير 1965 ولكنه سرعان مارجع إلى براغ إستجابة لطلب وإصرار قيادة إتحاد النقابات العالمي التي ناشدت الحركة النقابية السودانية ملتمسة تمديد بقائه في قيادة الإتحاد العالمي وواصل زكريا إلى أخر يوم تكريس كل دقيقة من حياته لقضايا العاملين ولإتحاد النقابات العالمي.
و نواصل من سيرتك للجايين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
منذ شبابه الباكر وعندما كان في الثامنة عشر وتخرج لتوه من القسم الثانوي في مدرسة عطبرة الصناعية إكتسب زكريا وعيآ طبقيأ ووطنيآ عميقى ، وشارك بحماس في العام 1947 في نضالات عمال السكك الحديدية الذين يشكلون القطاع المتقدم من الطبقة العاملة المنبثقة حديثى ضد الإدارة الإستعمارية البريطانية في السودان من أجل الحصول على حق التنظيم في نقابات يختارونها بانفسهم ، ولقد تكللت تلك النضالات بالنصر في عام 48بإصدار قانون العمل. ظهر في الساحة السودانية جراء إنصهار المثقفين الماركسيين والعمال المهرة خريجوا عطبرة الصناعية حزب سياسي جديد خاطب تطلعات حركة العمال السودانيين حديثة العهد ، وكان برنامج ذلك الحزب الذي سمي { الحركة السودانية للتحرر الوطني } هو العدالة الإجتماعية وحرية الوطن وكان إبراهيم زكريا أحد الأعضاء المؤسسين لذلك الحزب. أن المعارك البطولية التي خاضها عمال السكك الحديدية والتي بلغت ذروتها في المظتهرة الدموية في 12/7/1947 أمام مقر إدارة السكك الحديدية والتي أعلنت الإضراب المفتوح قد حفزت حركة تضامن شعبية واسعة مما أجبر الحكومة الإستعمارية على الإستسلام والإعتراف بحق عمال السكك الحديدية في تنظيم النقابات ، وأدى هذا الإنتصار إلى جعل الحركة السياسية الوطنية أكثر راديكالية فقاطعت فيما بعد إنتخابات ما سمي بالجمعية التشريعية التي إقترحتها الإدارة الإستعمارية في العام48 ووضع هذا حجر الأساس لترابط نضالات الحركة النقابية والحركة الوطنية وإلتحامها ضد الإستعمار ومن أجل التحرر الوطني من جهة والدور الوطني لحركة العمال السودانيين والحركة النقابية كقوى إجتماعية مستقلة من الجهة الأخرى. وهكذا إنخرط زكريا أكثر فأكثر في النشاط السياسي والنضال من أجل حرية الوطن والحريات الديمقراطية ومن أجل الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للعاملين ، وكان ديناميكيآ وذكيآ لذلك إختاره رفاقه الشفيع أحمد الشيخ نائب رئيس إتحاد النقابات العالمي وقاسم أمين سكرتير الإتحاد المهني الدولي لعمال النسيج والدبغ وآخرين لتمثيل منظمة الحزب الإقليمية في اللجنة المركزية للحركة السودانية للتحرر الوطني ، الحزب الشيوعي السوداني فيما بعد ، قبل ان تصبح جهازآ منتخبآ ، وكان ذلك في نهاية الأربعينات. وساعد وجود زكريا ورفاقه في قيادة الحركة السودانية للتحرر الوطني جهودهم التي نجحت في تطوير حركة عمالية متقدمة أسهمت إسهاما هامآ في دفع النضال من أجل الإستقلال وستطاعت هذه الحركة العمالية أن تحشد أوسع تحالف للقوى الإجتماعية الحديثة تحت رايات الحرية والديمقراطية والتنمية الإقتصادية والتوزيع العادل للثروة الوطنية والشيء المدهش أن تلك الحركة العمالية الفتية قد بلغت درجة عالية من النضوج في ظرف بلد متخلف إجتماعيآ وإقتصاديآ كالسودان حيث تمثل مساهمة طبقته العاملة 1% من إجمالي الناتج الوطني ويعود الفضل في ذلك لإبراهيم زكريا ورفاقه. دأب زكريا من موقعه كمسئول تنظيمي متفرغ للحزب الشيوعي السوداني على بناء منظمات حزبية جديدة في الأقاليم ، ولم يتهيب زكريا الإجراءات القمعية التي سنتها السلطات الإستعمارية وواصل نشاطه التنظيمي وبنى شبكة إتصالات ومعلومات فعالة على نطاق البلاد قائمة على سائقي سيارات الأجرة والشاحنات كما كون جهاز طباعة مؤمنآ تمكن من إصدار الكتيبات التثقيفية والمنشورات والنشرة الدورية { اللواء الأحمر } التي صدرت أول مرة في سنة 1950 وفي النصف الأول من الخمسينات ساهم زكريا في توطيد النحالف بين الحركة العمالية والحركة الطلابيىة في النضال ضد الإستعمار مهتديآ بالتقاليد التي أرساها إتحاد نقابات العمال السودانيين الوليد بزعامة الشفيع احمد الشيخ الذي أعلن وهو في المهد تضامنه مع إضراب الطلاب في أكتوبر 1950 وفي نهاية العام 1956 تم إختيار زكريا لتمثيل الحركة النقابية السودانية في إتحاد النقابات العالمي وعند تشييع الراحل زكريا في براغ في نوفمبر 1993 قال الراحل الدكتور عزالدين علي عامر { إبراهيم زكريا أعز هدية قدمتها الطبقة العاملة والحركة العمالية التقدمية والجبهة النقابية السودانية لحركة الطبقة العاملة العالمية ولإتحاد النقابات العالمي
وماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
Quote: منذ شبابه الباكر وعندما كان في الثامنة عشر وتخرج لتوه من القسم الثانوي في مدرسة عطبرة الصناعية إكتسب زكريا وعيآ طبقيأ ووطنيآ عميقى ، وشارك بحماس في العام 1947 في نضالات عمال السكك الحديدية الذين يشكلون القطاع المتقدم من الطبقة العاملة المنبثقة حديثى ضد الإدارة الإستعمارية البريطانية في السودان من أجل الحصول على حق التنظيم في نقابات يختارونها بانفسهم ، ولقد تكللت تلك النضالات بالنصر في عام 48بإصدار قانون العمل. ظهر في الساحة السودانية جراء إنصهار المثقفين الماركسيين والعمال المهرة خريجوا عطبرة الصناعية حزب سياسي جديد خاطب تطلعات حركة العمال السودانيين حديثة العهد ، وكان برنامج ذلك الحزب الذي سمي { الحركة السودانية للتحرر الوطني } هو العدالة الإجتماعية وحرية الوطن وكان إبراهيم زكريا أحد الأعضاء المؤسسين لذلك الحزب. أن المعارك البطولية التي خاضها عمال السكك الحديدية والتي بلغت ذروتها في المظتهرة الدموية في 12/7/1947 أمام مقر إدارة السكك الحديدية والتي أعلنت الإضراب المفتوح قد حفزت حركة تضامن شعبية واسعة مما أجبر الحكومة الإستعمارية على الإستسلام والإعتراف بحق عمال السكك الحديدية في تنظيم النقابات ، وأدى هذا الإنتصار إلى جعل الحركة السياسية الوطنية أكثر راديكالية فقاطعت فيما بعد إنتخابات ما سمي بالجمعية التشريعية التي إقترحتها الإدارة الإستعمارية في العام48 ووضع هذا حجر الأساس لترابط نضالات الحركة النقابية والحركة الوطنية وإلتحامها ضد الإستعمار ومن أجل التحرر الوطني من جهة والدور الوطني لحركة العمال السودانيين والحركة النقابية كقوى إجتماعية مستقلة من الجهة الأخرى. وهكذا إنخرط زكريا أكثر فأكثر في النشاط السياسي والنضال من أجل حرية الوطن والحريات الديمقراطية ومن أجل الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للعاملين ، وكان ديناميكيآ وذكيآ لذلك إختاره رفاقه الشفيع أحمد الشيخ نائب رئيس إتحاد النقابات العالمي وقاسم أمين سكرتير الإتحاد المهني الدولي لعمال النسيج والدبغ وآخرين لتمثيل منظمة الحزب الإقليمية في اللجنة المركزية للحركة السودانية للتحرر الوطني ، الحزب الشيوعي السوداني فيما بعد ، قبل ان تصبح جهازآ منتخبآ ، وكان ذلك في نهاية الأربعينات. وساعد وجود زكريا ورفاقه في قيادة الحركة السودانية للتحرر الوطني جهودهم التي نجحت في تطوير حركة عمالية متقدمة أسهمت إسهاما هامآ في دفع النضال من أجل الإستقلال وستطاعت هذه الحركة العمالية أن تحشد أوسع تحالف للقوى الإجتماعية الحديثة تحت رايات الحرية والديمقراطية والتنمية الإقتصادية والتوزيع العادل للثروة الوطنية والشيء المدهش أن تلك الحركة العمالية الفتية قد بلغت درجة عالية من النضوج في ظرف بلد متخلف إجتماعيآ وإقتصاديآ كالسودان حيث تمثل مساهمة طبقته العاملة 1% من إجمالي الناتج الوطني ويعود الفضل في ذلك لإبراهيم زكريا ورفاقه. دأب زكريا من موقعه كمسئول تنظيمي متفرغ للحزب الشيوعي السوداني على بناء منظمات حزبية جديدة في الأقاليم ، ولم يتهيب زكريا الإجراءات القمعية التي سنتها السلطات الإستعمارية وواصل نشاطه التنظيمي وبنى شبكة إتصالات ومعلومات فعالة على نطاق البلاد قائمة على سائقي سيارات الأجرة والشاحنات كما كون جهاز طباعة مؤمنآ تمكن من إصدار الكتيبات التثقيفية والمنشورات والنشرة الدورية { اللواء الأحمر } التي صدرت أول مرة في سنة 1950 وفي النصف الأول من الخمسينات ساهم زكريا في توطيد النحالف بين الحركة العمالية والحركة الطلابيىة في النضال ضد الإستعمار مهتديآ بالتقاليد التي أرساها إتحاد نقابات العمال السودانيين الوليد بزعامة الشفيع احمد الشيخ الذي أعلن وهو في المهد تضامنه مع إضراب الطلاب في أكتوبر 1950 وفي نهاية العام 1956 تم إختيار زكريا لتمثيل الحركة النقابية السودانية في إتحاد النقابات العالمي وعند تشييع الراحل زكريا في براغ في نوفمبر 1993 قال الراحل الدكتور عزالدين علي عامر { إبراهيم زكريا أعز هدية قدمتها الطبقة العاملة والحركة العمالية التقدمية والجبهة النقابية السودانية لحركة الطبقة العاملة العالمية ولإتحاد النقابات العالمي |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: عاصم محمد شريف)
|
وتحت عنوان العالم يبكي ابراهيم زكريا كتبت قضايا سودانية – العدد الثالث – فبراير 1994
كانت وفاة الصديق المناضل الرفيق ابراهيم زكريا بصورة مفاجأة بعد فجر نوفمبر 1993 خطبا جللا وفاجعة بكل المقاييس ليس على نطاق مواطنيه السودانيين ولكن بين الملايين من النقابيين في كل قارة من القارات الست .
توافد كثيرون من بقاع مختلفة إلى براغ ليكونوا في وداعه ولحضور التأبين ( قبل الدفن ) الذي أقامه اتحاد النقابات العالمي وقد شارك فيه قادة نقابيون من بلدان أوربا وأمريكا وآسيا وإفريقيا وعشرات من السودانيين خفوا من لندن ومن القاهرة وغيرها .
وانهالت برقيات ورسائل العزاء من بعض الدول ، والحكومات ومن الأمين العام للأمم المتحدة ومن المدير العام لمنظمة العمل الدولية واليونسكو ومئات من رسائل الهيئات النقابية باللغات العربية والانجليزية والاسبانية والبرتغالية والألمانية والفرنسية والروسية والايطالية واليونانية واليابانية .
وقف العالم كله يبكي إبراهيم ويعزي أسرته وأصدقاءه والاتحاد العام للنقابات الذي نذر عشرات السنين من عمره من أجله .
وفي يوم التأبين تحدث الرفيق الكسندر زاردوف السكرتير العام للاتحاد ثم تلاه الدكتور عز الدين باسم الأسرة والحزب الشيوعي والأصدقاء ثم أقام المسلمون صلاة الجنازة .
وفي اليوم التالي نقل الجثمان ليرقد في ثرى ا لوطن الذي كان في الموقع المقدم من قلب الفقيد وعقله . وقد رافق الزميل الكسندر زاردوف السكرتير العام للاتحاد الجثمان إلى الخرطوم مع أرملة الفقيد وابنه خليل وابنته لميس وهناك في الخرطوم بحري ألقى الرفيق زاردوف كلمة وداع أخرى وتحدث آخرون من رفاق الفقيد وأصدقائه ثم كانت مراسم الدفن .
وستظل ذكرى ( أبو خليل ) شامخة عطرة تحكي سيرة رجل نادر بين الرجال وتنير الطريق للثوريين في وطننا وخارجه وتلهم النقابيين في كل بقاع الأرض .
نقلا عن قضايا سودانية – العدد الثالث – فبراير 1994 كما وردت في العدد نفسه كلمة الأستاذ التجاني الطيب بابكر عن الراحل إبراهيم زكريا تحت عنوان رفيقي العزيز ، وسأوافيكم بها لاحقا كان الله مد في الأيام وظروف العمل سمحت لأنها تحتاج لإعادة طباعة . والشكر موصول للأخ عبد الجليل حسين الذي أمدني بها .
مع خالص التحايا
أبو قصي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: nada ali)
|
لكل الاخوان الشكر الجزيل على ما افاضوا فيه بحسن الكتابة والحديث عن الراحل ابراهيم زكريا ..وسوف اشرح هنا جانبا صغيرا عن افراد اسرته وتكوينها واماكن تواجدهم بالسودان .. منطقة العفاض منطقة زراعية واسعة بها اراضى خصبة يعمل اهلها بالزراعة والتجارة تقع فى الاقليم الشمالى وهى عاصمة منطقة البديرية تتبع جغرافيا لمنطقة دنقلا القديمة والان الى مجلس مدينة الدبة وتقع شرق النيل وهى المنطقة التى ولد فيها ابراهيم زكريا .. تقابل العفاض من ناحية غرب النيل منطقة ابودوم قشابى حيث يسكن اعمام ابراهيم زكريا ويطلق عليهم اسم الزكرياب..اى ال زكريا .. والدته امنة محمد بلال كانت تحبه ويحبها الى درجة لايمكن ان يمر يوم دون ان تتذكره طيلة فترة غيابه عن الوطن الى ان توفاها الله ..وكان بارا بها رسائله لها لم تنقطع الى ان توفاها الله وكان يرسل لها راتبا شهريا مريحا لها لم ينقطع شهرا واحدا .. فى احدى المرات ايام مايو جئتها ووجدتها تبكى فقلت لها لماذا تبكين قالت لى انا خايفة على ابراهيم من الناس ديل وتقصد ناس مايو ..والسبب ان ابراهيم طرد عمر الحاج موسى من مؤتمر اتحاد العمال العالمى فى بيروت لان السودان لا يحترم الحركة النقابية العمالية فشنت الحكومة هجوما اعلاميا عليه قالت فيه ان ابراهيم زكريا تنكر لوطنه مما اثر فى نفسياتها وخافت ان يصيبوه بمكروه فقلت لها ان ابراهيم بعيد عنهم ولن يستطيعوا لنيل منه الا بمثل هذه الشتائم .. لابراهيم ثلاث شقيقات .. ..الروضة عبد الله زكريا وتزوجت من الشريف محمد طه جدى والد ابى وهى والدة لولدين هما طه ومدثر الشريف وثلاث بنات .. شقيقته الاخرى فاطمة عبد الله زكريا وكانت متزوجة من محمد على نصر وكان يعمل فى السكة حديد فى مدينة كوستى ولها ثلاث اولاد وثلاث بنات . ستنا عبد الله زكريا ..وكانت متزوجة من محمد الامين بشير زكريا واولادها هم كمال محمد الامين والسر وزكريا ويحيى ومحى الدين وعثمان وعمر مع اثنين من البنات .. اما اشقاؤه فهم .. احمد زكريا كان يعمل بالسكة حديد والد كل من الصادق احمد زكريا بنقابة عمال السكة حديد اعتقل اكثر من مرة واحيل للصالح العام وهو ابن خالتى .. مؤيد احمد زكريا مغترب بالسعودية .. شقيقه الثانى هو محمد عبد الله زكريا وكان يعمل فى السكة حديد وتوفى فى عطبرة وهو احد اعيان مدينة الداخلة .. تزوج والده امراة اخرى من منطقة العبيدية وله منها ثلاثةاولاد اشقاء هم على وعثمان ومحمد زبير .. اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: الكيك)
|
رفيقي العزيز
ولم يوفق الزميل التجاني الطيب في أن يشارك في تشييع الراحل العظيم فأرسل يسجل على الورق كلمات وداعه لرفيق الدرب والنضال لما يقارب نصف قرن - قال التجاني للأسرة وللرفاق الذين تدفقوا إلى براغ في ذلك الاسبوع الحزين :-
كانت المرة الأولى التي التقيت فيها بابراهيم زكريا عندما قدم إلى العاصمة قبل 44 عاما متفرغا في الحزب الشيوعي وتساءلت مع غيري : ما الذي يستطيع أن ينجزه هذا العامل النحيل ، ذي الاثنين والعشرين عاما ، القادم من قرية العفاض ، الشديد الهدوء ؟؟
كان إبراهيم بين المجموعات الأولى من العمال المهرة في السكة الحديد من خريجي الصنائع بعطبره خرجوا إلى الحياة في خضم نهضة الحركة الوطنية ، ووجدوا أمامهم مجالا بكرا لم يسبقهم بالعمل فيه أحد . كان العالم يفور مع انتهاء الحرب العالمية الثانية ، والأفكار والحركات الثورية في كل مكان ، وفي السودان أخذت تنشأ الحلقات الأولى للحركة السودانية للتحرر الوطني ( الحزب الشيوعي لاحقا ) وتمتد من الخرطوم إلى عطبرة .
ومن بين خريجي مدرسة الصنائع هؤلاء وجدت حفنة الشيوعيين من " المثقفين " " طبيب وطلاب هندسة يتمرنون في الورش وطالب قانون بمصر " فرصة مواتية للتجنيد ، فأسسوا الحلقات الأولى للحزب بينهم ومنذ ذلك الوقت " 1947 " بنيت العلاقة التي لم تنفض بين الطبقة العاملة والحزب الشيوعي .
ومن بين هذه الحلقات تقدم إلى الأمام الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين والجزولي سعيد وإبراهيم زكريا ليصبحوا أعضاء قياديين في الحزب وحركته السياسية والجماهيرية وليحتلوا مقاعدهم بجدارة واستحقاق في لجنته المركزية ومكتبها السياسي وسكرتاريتها . إن كل عمل الحزب يرتبط ارتباطا وثيقا بهؤلاء القادة الأفذاذ .
وكان أفراد هذه المجموعة في الصفوف الأمامية من الرعيل الأول من قادة العمال الذين انتزعوا حق التنظيم النقابي وأسسوا نقابة عمال السكة الحديد والحركة النقابية ا لسودانية زادوا عن كيانها المستقل وأفردوا لها مكانها المحترم في الحركة الوطنية منذ عام 1948 وحتى اليوم . ولكن لم يجيء عام 1949 حتى كان أفراد المجموعة في عداد المفصولين عن العمل .
فصل إبراهيم من السكة الحديد ، فالتحق بمصنع الأسمنت حيث قاد معركة تأسيس نقابة العمال ليفصل من جديد .
في ذلك الوقت كانت قد اختمرت فكرة التفرق الثوري طرح عبد الخالق الاقتراح واستجابة منظمة عطبرة بترشيح إبراهيم ولم يخب اختيارها فقد كشف هذا المتفرغ الأول عن منظم رفيع الطراز . لم يكن يعرف ولا كنا نعرف ماهية التفرغ ولا ماهية العمل التنظيمي ، سرنا في درب غير معبد لم تطرقه الأحزاب والحركة السياسية قبلنا وكان إبراهيم يصارع المشاكل ويسعى لايجاد الحلول لها ويقدم تجربته وتتحول التجربة إلى درس ايجابي أو سلبي ، إلى استنتاج نظري وعملي يدفع العمل إلى الأمام . ولعب إبراهيم دورا قياديا ورائدا في تأسيس جهاز طباعة الحزب وإصدار اللواء الأحمر وتنظيم الصلة بين ا لمناطق والمركز ورفع مستوى اجتماعات الهيئات المركزية وفي عام 1956اقترح الشفيع انتداب إبراهيم ممثلا لاتحاد نقابات عمال السودان في الاتحاد العالمي للنقابات ورغم الحاجة الملحة له كمسؤول تنظيمي وافقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي على الاقتراح وكانت تلك بداية تضحية كبرى حين آثر الحزب الحركة الديمقراطية العالمية بواحد من أبر أبنائه وأقدرهم .
وسافر إبراهيم إلى مقر عمله في أواخر عام 1956 على أن يعود بعد عامين . ولكن قيام الدكتاتورية العسكرية الأولى أجل عودته ست سنوات أخرى . أثبت خلالها ذلك الشاب القادم من دولة افريقية حديثة الاستقلال قدرة فائقة على أداء مهمته ، بكفاءة في تنظيم عالمي يضم عشرات الملايين من النقابيين في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وفيما بعد أصبح الدنمو المحرك لذلك الاتحاد وسكرتيره العام ورئيسه التنفيذي .
كان إبراهيم بجانب ذكائه المتوهج وقدراته القيادية يستند كليا على الخبرة النظرية والعملية التي اكتسبها من عمله في الحزب الشيوعي إلى التجربة الأصلية والمتفردة للحركة النقابية والديمقراطية السودانية . ومن موقعه في الاتحاد العام للنقابات قدم إبراهيم مساعدات ثمينة للنقابات السودانية واستثمر علاقاته بالقيادات السياسية والنقابية في العديد من البلدان لاستقطاب دعم واسع مع الشعب السوداني في نضاله ضد الدكتاتوريات العسكرية والمدنية وقد أسهم اسهاما كبيرا في تأسيس اتحاد العمال العرب وفي بناء العديد من النقابات والاتحادات النقابية الافريقية وشارك بقسط وافر في توحيد الحركة النقابية العالمية وضد الانقسامات التي تسببت فيها الحرب الباردة .
وقد كان إبراهيم صبورا وشجاعا في مواجهة المحن . ولكن استشهاد أعز أصدقائه ورفاقه عبد الخالق والشفيع وجوزيف وقاسم خلف جرحا غائرا فيه لم يندمل . وصارع طويلا ضد المرض والارهاب ، مواصلا عمله المجيد حتى آخر يوم – حرفيا – في حياته .
وإذا كان قد غادرنا بجسده فإنه سيظل باقيا في عمله وفي حزبه .
نقلا عن قضايا سودانية – العدد الثالث – فبراير 1994 – ص 23
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
يقول الأب المؤسس الرائد النقابى العظيم ابراهيم زكريا فى شهادته حول تأسيس الحركه النقابيه السودانيه, ودورها فى العمل السياسى .
س : الحلقه الاولى التى كونتموها فى عطبره :
ممن كانت تتكون وماهى المهام التنظيميه والسياسيه والثقافيه التى كانت تصطلع بها؟؟
الحلفه الأولى تكونت من الذين ذكرتهم وبالطبع توسعت بعض الشى إلا انها ظلت فى الأساس تعتمد على الثلاثه رفاق .الشفيع , وقاسم ,ابراهيم. فى ذلك الوقت بدأت المعارك الأولى بين عمال ألسكك الحديديه لإنتزاع حق ألتنظيم. وقد كان نادى خريجى ألمدارس الصناعيه فى ذلك الوقت مركزا لمناقشات مطوله حول الطريقه التى يتم بها ذلك . كان هناك رأيان أساسيان الأول يدعو الى تقديم عريضه لمدير السكك الحديديه تشرح تظلمات العمال, وتطالب بنوع من التمثيل بين الإداره والعمال بحجة ان الاسلوب "الهادى" فى العمل سيجنبنا إستفزاز الإداره وربما يحقق غرضنا..الرأى الأخر هو رأى مجموعتنا- دعونا نسميها كذلك لأنها تضم عناصر أخرى من ألشباب لم تنتمى الينا بعد- كان يرى ان نعطى الإداره انزارا ..فأما تستجيب لطالبنا فى حقنا لتأسيس هيئه تدافع عن مصالحنا وتتفاوض باسمنا وإلا سنلجأ للإضراب. أعترف هنا بأننا كنا نرفع شعار الإضراب ولم يكن لنا أدنى حد من التجارب فى مثل هذا العمل,غير اننا كنا نحس بالحماس البالغ وسط العمال- خاصه الشبان منهم للإصتدام بالإداره الإنجليزيه بأى شكل من الاشكال . وفى النهايه تم إتفاق بيننا وبين "الشيوخ" على ان نوفق بين الرأيين تقديم العريضه فى موكب وفى حالة رفضها اللجؤ للإضراب . وهنا تحدد أول واجب عملى أمام حلقتنا, فقد كانت المسئوليه أكبر من حجمنا, كان علينا بجانب تنظيم وإعداد العمال فى عطبره الإتصال بفروع المصلحه الأخرى لتضامن عطبره. تشكل تنظيم جنينى لقيادة كل العمليه كان من بين أعضاءه بل على رأسهم الشفيع و وقاسم وتشكلت هيئه إحتياطيه تكون مستعده فى حالة إعتقال الأولى, وتم إعداد العريضه وشارك فى هذا العمل مشاركه فعاله بل أساسيه مجموعتنا وفى يوليو 1947 تم الصدام الأول مع الإداره البريطانيه وتدخل البوليس ليضرب ويعتقل وكانت النتيجه أن أعلن الإضراب العام...ولفرحتنا الكبرى كان إضرابا عاما بالفعل شارك فيه بشكل مباشر العمال وبشكل غير مباشر سكان عطبره باكملهم وأخذ الإضراب يمتد ليشمل فروع السكك الحديديه الأخرى.وبعد عشره أيام إضطرت إدارة السكك الحديديه الأعتراف بهيئة شئون العمال كممثل لعمال السكك الحديديه وأخذت تتفاوض معها حول مطالب العمال . فتح هذا النصر الكبير شهيتنا للعمل وأعطانا ثقه فى أنفسنا. أخذنا نوسع صفوفناخاصه من اولئك الذيك لعبوا دورا فى الإضراب, وإنتظمت علاقتنا بالخرطوم وصارت منشوراتناأكثر كثافه بعد أن تحصلنا على "جهاز الطباعه" الخاص بنا حيث إستطعنا إعادة طبع المنشورات الخاصه بنا فى مدينة عطبره وعلى نطاق عمال السكك الحديديه وإنتظمت إشتراكاتنا,وبهذه الذخيره أخذنا نخطط لمعاركنا الاحقه. غير أن الأمور لم تكن تسير بالسهوله التى قد تنطبع فى ذهن قارئ هذا الحديث .لقد واجهتنا صعوبات شتى وإرتكبنا أخطاء جسيمه بسبب قلة خبرتنا وتجاربنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
ٍس :إضرابات العمال ومعاركهم,هيئة شئون العمال,إتحاد العمال كيف تطورت الاحداث وكيف
كانت أساليب عملكم ؟؟
إتسم العمل النقابى فى السودان منذ يومه الأول بتوجهه الطبقى, تم ذلك بفضل نشوء الحزب وبفضل أن الذين كانوا يتصدرون ذلك العمل كانوا فى نفس الوقت أعضاء حزبيين. منذ ان ولدت الحركه النقابيه منذ اكثر من نصف قرن (تم هذا اللقاء فى سبتمبر 1986) تجازبها تياران: التيار الإصلاحى الذى نادى وينادى بأن المهام الأساسيه للعمل النقابى هى تخفيض ساعات العمل وتحسين الأجور وشروط الخدمه فى إطار النظام الرأسمالى القائم ..والتيار الطبقى الذى كان ومايزال يربط بين تحقيق هذا المطالب فى إطار عملية تغيير للمجتمع بأكمله, اى أنه يرفض مبدأ الإستغلال وينادى بتغيير علاقات الإنتاج لمصلحة المنتجيين. لم تخلو الحركه النقابيه فى السودان من إنعكاسات الصراع بين هذين التيارين, ولكن بفضل نشؤها جنبا الى جنب مع نشؤ الحزب الشيوعى -حزب الطبقه العامله- فقد كان للتيار الطبقى الغلبه دائما, ولم تكن عمليه سهله بأن يكون للتيار الطبقى الغلبه أن يكون هو صاحب التوجيه لمجمل الحركه النقابيه موحده ..ولكن توجه الشيوعيين وسلوكهم وتعاملهم مع الأخرين بطريقه سليمه جعل هذا ممكنا عندنا فى السودان بينما فشلت حركات نقابيه فى بلدان أخرى فى الحفاظ على وحدتها وإنقسمت المنظمات النقابيه حول التيارين. فى الايام الأولى لنشؤ الحركه النقابيه كان هذين التيارين يعبران أساسا عن شيوخ العمال وشبابهم وكما ذكرت فقد كان الشيوخ يدعون الى التعامل مع "الهادى" الامور والشباب الى الاندفاع..وبحكم أوضاع عمالك السكك الحديديه أنذاك وقد كانت الأغلبيه العظمى منهم ممن لم ينالوا اى حظ من التعليم بما فى ذلك القراءه والكتابه كان لابد للحركه اذا أريد لها النجاح أن يتصدرها عنصر من كبار السن ذوى الكلمه المسموعه. رفع الشيوعيون منذ البدايه شعار وحدة الحركه النقابيه ودافعوا عنه دفاعا مستميتا,حدثت عدة محاولات لقسم الحركه النقابيه وإقامة تنظيمات موازيه ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل كما حدثت محاولات للحد من التوجه الطبقى للحركه خاصه فى ايامنا الاولى..فأثناء معركة قوانيين العمل لتنظيم العمل النقابى أذكر ان الإداره البريطانيه استقدمت للسودان أحد المنتمين لمؤتمر النقابات البريطانيه TUC والحقته بمصلحة العمل ولكننا واجهناه من البدايه مواجهه عنيفه حيث كانت مقالات قاسم أمين بعنوان"كشفناك ..كشفناك يانيومان" وكان هذا اسمه. ولعبت تلك المقالات دورا بارزا فى كشف التيار الإصلاحى والحفاظ على التوجه الطبقى للحركه النقابيه السودانيه. مسألتين إهتمت الحركه النقابيه فى السودان منذ البدايه بهما التدريب النقابى والنشر أحسسنا منذ البدايه أنه لكى تكون هناك حركه نقابيه فاعله وعميقة الجذور لابد لها من القاده المدربين القادرين على التضحيه, صحيح إن اتحاد نقابات عمال السودان كان له معاونوه من الإختصاصين فى المجالات المختلف -إقتصاد- إجتماع- قانون.....الخ إلآ ان القياده اليوميه للعمل النقابى كان لابد ان يقوم بها القاده المنتخبون فى قيادة النقابات ومنظماتها القاعديه..ولما كانت مصادر التدريب شحيحه فى السودان فى ذلك الوقت فقد لجأنا لإتحاد النقابات العالمى حيث تم تدريب أول دفعه من القاده النقابيين فى مدرسته عندما كانت له مدرسه دائمه فى بودابست.. استمرت هذه العمليه حتى امكن تدبير بعض التدريب النقابى فى الداخل مؤخرا..فيما يختص بالنشر وبالرغم من ان الصحافه السودانيه خاصه صحافة الحزب العلنيه كانت تعطى حيزا كبيرا للنشاط النقابى الا ان الحاجه حتمت وجود صحيفه مستقله لاتحاد العمال ..وبعد معركه قاسيه تحصل الاتحاد على التصديق باصدار " الطليعه" ومرت الأيام والشهور ولم يتمكن الاتحاد من تدبير المال اللزم لإصدارها وحسب نصوص القانون فى ذلك الوقت تتعرض الرخصه للمصادره فى وقت معين من تاريخ إصدار الرخصه. وجاء وقت مصادرة رخصة الطليعه وكان الشفيع وقتها فى السجن ولم يكن للاتحاد اى مال ولم يكن هناك اى إعداد فنى لإصدار الصحيفه ولكن إصرار محجوب عثمان- وقد كان و قتها رئيسا للتحرير صدرت الرخصه باسمه- على صدورها فى اليوم الثانى حطم كل العقبات..جلسنا انا وهو فى احد المقاهى وحررنا كل مواد العدد واتفقنا مع صاحب المطبعه بان ندفع له مؤخرا ..وقضينا الليل معه حتى جاء الصباح وجاءت الطليعه من أربعه صفحات.. بذلك تم انقاذ ذلك المنبر الذى لعب دورا هاما فى تعبئة وتنظيم قوى الحركه النقابيه, عمم الخبره بين النقابات المختلفه, وعكس موقف الحركه النقابيه من شتى المسائل السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه. مسأله أخرى ساعدت على التوجه الثورى للحركه النقابيه السودانيه التصاقها باتحاد النقابات العالمى ومعرفتها لتجارب شقيقاتها فى العالم وقد عرف عمال السودان إتحاد العمال العالمى من خلال تضامنه الواسع معهم ووقوفه معهم فى كل معاركهم سواء من أجل الحصول على حق التنظيم أم من أجل مطالبهم وقضاياهم..وتوجت هذه المعرفه عندما حضر الشفيع المؤتمر الثالث للاتحاد الذى عقد فى" فينا" فى أكتوبر1953 ولعب اتحاد نقابات عمال السودان والشفيع شخصيا دورا بارزا فى تأسيس الإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب وبهذا أوجد التصاقا عضويا بين النقابات السودانيه وشقيقاتها فى البلدان العربيه..وكذلك كان الحال بالنسبه للبلدان الافريقيه سخر أتحاد عمال السودان صلاته العالميه والعربيه والافريقيه لتعزيز عملية التضامن النقابى الأممى باعتبارها من ركائز العمل النقابى,, ولم يكن غريبااذن ان تنفجر حركة سخط وإحتجاجات عارمه عندما حل اتحاد نقابات عمال السودان اثناء حكم "عبود" وخاصه بعد يوليو 1971 وقد بلغت حملة الإستنكار ضد اغتيال الشفيع حدا لم تبلغه فى اى وقت مضى فى أوضاع مشابهه.
إنتهى
(عدل بواسطة عمر ادريس محمد on 12-01-2005, 10:03 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
كلام باختصار قاله المرحوم ابراهيم زكريا لجريدة الميدان عن نشر الوعى فى الزمن الصعب، وعن تضحيات جيل، لا يعرف المن ولا الاذى.. ـــــــــــــــ
من إرشيفنا كتب المناضل إبراهيم زكريا:
" كانت مهمتي الأولى هي أن أطور جهاز الطباعة...بدأنا بتوسيع شبكات الرونيو. وحتى ذلك الوقت كنا نعتمد على الكتابة باليد على الشمع، وكانت هذه عملية قاسية ومستهلكة للوقت بشكل فظيع. ولا يمكن أن أنسى مطلقاً الفرحة التي عمت الرفاق يوم أن أصدرنا أول منشور مطبوع بالآلة الطابعة. كان هذا في ذلك الوقت تطوراً تكنيكياً هاماً. وأخذت كل المطبوعات تظهر بالآلة الكاتبة...
...فخرجت (اللواء الأحمر) في ديسمبر 1950...وكان خروجها ثورة في تاريخ عملنا الصحفي الحزبي. وبعد فترة فاجأ جهاز الطباعة مجموع أعضاء الحزب بأن خرجت (اللواء الأحمر) واسمها مطبوع باللون الأحمر...
ظروف العمل كانت صعبة للغاية. المطبعة كانت تعمل في غرف مغلقة تماماً لمنع صوتها من التسرب. العمل كان يتم بمساعدة مصباح الغاز مع انعدام التهوية. يضاف الى ذلك قلة الغذاء.
ومع كل هذا فقد عمل ذلك النفر من الرفاق بثبات وعزيمة وحب عميق لحزبهم وشعبهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقابي العمالي الأممي إبراهيم زكريا : رجل جميل في قامة النخيل: بمناسبة مرور 17عام على الرح (Re: أبو ساندرا)
|
أبو ساندرا ،
سلامٌ عليك و أنتَ تبرزُ - سايبرياً - سيرةَ أحدِ أعلام السودان و سفرائه وراءَ البحار .. له الرحمة و المغفرة ( إبراهيم زكريا ) و هو يرفع اسم وطنه ( السودان ) عالمياً .. و التحية لكلِ سوداني يحمل الوطن في كل خطوةٍ يخطوها ، أو إنجازٍ يحصل عليه بكده و عرقه ، مهدياً إيانا سيرةً عطرةً لوطنٍ جميلٍ بأبنائه .. و ها أنذا - بناءً على ندائك - قد نقبتُ في مكتبتي ( الخاصة) ، فوجدتُ الآتي :
" كُنتُ جالساً في صالةِ المسافرين العابرين بمطار استنبول . يسيطر عليّ سأم كثيف ... جعلتُ أقلب كتاباً بين يدي " كيف صنعنا القرن العشرين " لروجيه جارودي - مترجماً إلى العربية - ... أقبل عليّ رجل و زوجته - عجوزان تجاوزا السبعين و ربما اقتربا من الثمانين - ... تبادلنا النظرات التي تحولت إلى ابتسامات و إيماءات بالتحية . ثم لم يلبث الرجل أن تناول الكتاب الذي وضعته جانباً و سألني بأي لغة يكون . و لما أجبته ، تشعب الحديث بيننا ، و أدرك من أي بلدٍ أنا . فباغتني بالسؤال : " هل تعرف إبراهيم زكريا ؟ لم ألتقِ بسوداني إلا و سألته عنه " . و أخذ يتحدث عن الرجل الذي ظل شاخصاً في ذاكرته لأكثر من أربعين عاماً . قال : إنه لم يلتقِ في حياته بكثيرٍ من الرجال في هيبته المتواضعة ، و بساطته و علمه الغزير ، و إجادته للحديث ، و قدراته المتعددة . كان الرجلُ دبلوماسياً شاباً بوزارة خارجية بلاده حين زارها إبراهيم زكريا في أوائل سنوات الستين من القرن الماضي . فتم تكليفه بمرافقته لمدةِ سبعةِ أيامٍ ، لمسَ خلالها من السجايا و الصفات ما أدهشه . فظلت ذكراه حيةً متقدةً لم تمحها السنون . كان إبراهيم زكريا عهد ذلك شاباً أيضاً ، يعمل في سكرتارية اتحاد العمال العالمي ... " .
( مكي أبو قرجة : أصوات في الثقافة السودانية . مؤسسة الإمارات للإعلام . الطبعة الأولى ، 2005 . صفحة 183 - 184 ) .
| |
|
|
|
|
|
|
|