دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشعبية
|
كثر الحديث والمطالبات بإنسحاب الحزب الشيوعي السوداني من البرلمان الإنتقالي بإعتبار ان الوجود فيه غير ذي فائدة في ظل إعتماد الأغلبية للوصول للقرارات والأغلبية محسومة سلفآ لصالح الجبهة الإسلامية/المؤتمر الوطني
لست متصالح مع وجود الحزب الشيوعي في البرلمان وأتمنى أن ينسحب الحزب والقوى الديمقراطية من كل مؤسسات السلطة الإنتقالية بمافيها حكومة الوحدة الوطنية والبرلمان ، اليوم قبل الغد
بس الموضوع محتاج لي نظر جلي فمؤسسات السلطة كلها { حكومة وبرلمان } مفروض تكون خاضعة لإتفاقيات نيفاشا وما رتبته من أوضاع وصاغته من دستور ومواثيق أعترف أن قسمة السلطة والثروة كانت ظالمة
لكنا قبلنا نيفاشاعلى علاتها وعللها وقلنا أهم حاجة إنها أوقفت الحرب ، في الجنوب على الأقل وخصمت من المؤتمر الوطني نسبة مفترض بموجبها ان يتقاصر ظله صحيح أحتفظ المؤتمر الوطني بالنسبة الغالبة 52% لكن -برضو- فهمنا ان هناك إتفاق بأن تحسم القضايا خاصة في البرلمان بالتراضي وليس الأغلبية ، بإعتبار أن الأغلبية محسومة لطرف واحد على الدوام ولو عايز الطرف المعني اللجوء للأغلبية بنكون زي الجرونا من الإضنين عشان نبصم على قرارات المؤتمر الوطني وبس
لو المسألة كده ، الأغلبية محسومة لصالح المؤتمر الوطني ولن يلتفت للرأي الأخر بيكون البرلمان ديكوري ولا فائدة ترتجى منو ولا من نيفاشا ذاتها وفي الحالة دي مش مطلوب ننسحب من البرلمان فقط بل مطلوب نرفض نيفاشا بإعتبارها كرست لسلطة الجبهة ونرجع تاني للنضال المسلح من طرف أي غابة أو جبل أو عتمور أو بناء تحالف وطني ديمقراطي لخوض الإنتخابات وكسبها
أو نجبر المؤتمر الوطني أن يتعامل مع الوضع بروح نيفاشا وليس بمنطق الأغلبية فالمؤتمر الوطني لن يتنازل عن مكاسبة بأخوي وأخوك إلا إذا أجبر وأرغم
الإجبار ده لازم يتم بإقتناع الحركة الشعبية إذا كانت الحركة مازالت تتمسك بالوحدة وبالسودان الجديد أما إذا كانت عايزة تترك الأمور تسير كما يريد المؤتمر الوطني حتى ياتي يوم الفراق المسمى بتقرير المصير ويمشوا لحال سبيلهم
مطلوب أن ندرس الوضع ونحلل لنعرف موقف الحركة الشعبية ممايجري وتبرر لنا صمتها عن تجاوزات شريكها
أقول نعرف موقف الحركة الشعبية بإعتبار معرفتنا لخطط الجبهة الإسلامية ومقاصدها
قبولنا لنيفاشا ومن ثم المشاركة في البرلمان مرتبط بإحترام الدستور وإزالة القوانين المقيدة بما يشيع الحريات العامة وخاصة حرية التعبير والتنظيم ورفع الرقابة عن الصحف وفتح الطريق امام التحول الديمقراطي الحقيقي والعمل في الحكومة والبرلمان بروح نيفاشا والتراضي
فلو في أمل وأمكن إجبار المؤتمر الوطني على إحترام نيفاشا نظل في البرلمان نعضد الحركة الشعبية ونكشف الاعيب شريكها الكبير محولين البرلمان إلى ساحة نضال لتعرية وفضح المؤتمر الوطني
أما إذا سارت الأمور بمنطق الأغلبية المحسومة للمؤتمر الوطني وفرملته للتحول الديمقراطي وإفراغ الدستور من محتواه الديمقراطي بالقوانين المقيدة والإستخدام الخاطيء لعبارة { وفقآ للدستور }على النحو الذي رأيناه في الأربعاء الأول والثاني وعلى النحو الذي رأيناه قي رئاسة الجمهورية بإتخاذ قرارات مصيرية في الخطب المنبرية وبدون مشاورة الشريك في مسالة الموقف من دخول القوات الأممية لإقليم دارفور وصمت الحركة الشعبية ورفع يدها عن النضال والتنكر لآمالنا في سودان جديد
ننسحب من البرلمان ومن حكومة الوجدة الوطنية ونركز على الشارع لفضح شراكة الصمت والتواطؤ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: أبو ساندرا)
|
أبوساندرا سلامات، ولحظة من فضلك..
إنسحاب الحزب الشيوعي من البرلمان، لا يعني رفض نيفاشا.. هناك قوى قبلت ب نيفاشا وغير ممثلة في البرلمان.. الربط بين الإثنين خاطيء ومضلل.
وبعدين ياخ.. الحزب الشيوعي دخل البرلمان (برلمان نيفاشا) بموجب إتفاق القاهرة، بمعنى إعتباره طرف في إتفاق القاهرة، وليس بإعتباره طرف في إتفاق نيفاشا.
الأمر الثالث المضلل الكبير.. هو التحدث عن أن الحزب الشيوعي يشارك في السلطة "التشريعية" لا "التنفيذية".. وخليني أقول ليك الكلام ده مضلل كيف.. الحزب الشيوعي مشارك بصفته طرف في إتفاق القاهرة وإتفاق القاهرة هو عقد بين الحكومة وأطراف في التجمع، والعقد يتحدث عن مشاركة في السلطة على كل المستويات، وجاءت مشاركة الحزب بناء على ذلك العقد.. بعداك الحزب إختار جزء من "مغانم" الإتفاق دون الآخر، ذلك لا يعنى أنه خارج الإتفاق، أو العقد المبرم، وإنما هو تنازل عن حق كفله له توقيعه في الإتفاق.. والإتفاق نفسه فيه إيجابيات كثيرة، مثل إعادة المفصولين، ومراجعة القوانين، وقومية الأجهزة الحكومية إلخ.. الموقف السليم في تقديري، وعلى الأقل ألا يشارك الحزب الشيوعي، إلا بعد أن تظهر الحكومة جديتها بتنفيذ بنود الإتفاق، ولن يضير الإتفاق بقاءنا خارج إطار المناصب حتى من وجهة نظر المؤتمر الوطني الحاكم، بمعنى أن دعنا نقايض المقاعد بالمواقف، أو قل التنازل عن المقاعد مقابل تنفيذ بنود الإتفاق الأخرى.. للأسف، الواقع الماثل يقول أن البند الوحيد الذي لقي حظه من التنفيذ الكامل، هو شغل المناصب والمقاعد!!
الحركة الشعبية، تقدير آمرها مختلف، نعمل معها والقوى الأخري في سبيل دفع التحول الديمقراطي وصولاً لشراكة سياسية تتوج بخوض الإنتخابات معاً، وتأمل في نشاط الأحزاب السياسية السودانية في واشنطون مؤخراً، تقريباً للصورة، فهناك سقوف كثيرة جمعت بين أحزاب الأمة، الإتحادي، التحالف الديمقراطي، إلخ.. فتأمل.
ولك تقدير، ومحبة..
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: lana mahdi)
|
Quote: وفي الحالة دي مش مطلوب ننسحب من البرلمان فقط بل مطلوب نرفض نيفاشا بإعتبارها كرست لسلطة الجبهة ونرجع تاني للنضال المسلح من طرف أي غابة أو جبل أو عتمور أو بناء تحالف وطني ديمقراطي لخوض الإنتخابات وكسبها ] |
الأستاذ أبو ساندرا،
أعتقد أن الحركة الشعبية قد أصرت على الإحتفاظ بجيشها المسلح تحت إمرتها أثناء الفترة الإنتقالية، لأنها تعرف أن البشير وعصابته لا يعرفون سوى منطق القوة. لكن العودة للغابة أمر، حسب فهمي المتواضع، غير وارد بسسب التعهدات الدولية والإقليمية. وهنا مأزق..... هل يصير السلوك السياسي للمؤتمر الوطني هو المحك في جعل الوحدة خيارا جازبا من عدمه؟؟
هنا تستبين حصافة القائد الراحل جون قرنق. أمر الوحدة غير منطاط بسلوك المؤتمر الوطني لسبب بسيط وهو أن الإتفاقية تنص على أنتخابات تعددية عامة، في جميع أنحاء السودان لأول مرة، لتفرز واقعا سياسيا جديدا يمثل رأي أهل السودان جميعا وعلى ضؤ سلوك القوى الحزبية الشمالية بعد هذه ال،تخابات يجري تقييم (جازباوية) الوحدة من عدمها بالنسبة للمواطن الجنوبي الذي سوف يستفتى (وحده)، وليس للحركة الشعبية التي تتحدث وثائقها الأساسية ودستورها عن موقفها المبدئي من الوحدة والإنفصال.
ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: أبو ساندرا)
|
كتب عدلان احمد عبدالعزيز :
Quote: إنسحاب الحزب الشيوعي من البرلمان، لا يعني رفض نيفاشا.. هناك قوى قبلت ب نيفاشا وغير ممثلة في البرلمان.. الربط بين الإثنين خاطيء ومضلل |
أظنك تعني ب { هناك قوى قبلت ب نيفاشا وغير ممثلة في البرلمان } حزب الأمة وحزب الأمة قبوله كان مشوب ب { لكن } واللكنة هذه تبرر له أن يقف متفرج
ولكن هل يليق التفرج بالقوى التي ترغب في تكبيق نيفاشا تطبيق خلاق يؤدي إلى التحول الديمقراطي ومن ثم إنفتاح الباب أمام الدخول في إنتخابات حرة ومزيهة تؤدي بدورها لصعود تلك القوى لدست الحكم وتؤسس برنامجها بما يجعل الوحدة جذابة ؟ الإجابة ، بالطبع ، لا لايليق لابد ان تعمل تلك القوى وتسعى لتطبيق وتنفيذ إتفاقيات نيفاشا لأنها صاحبة المصلحة الحقيقية في التحول الديمقراطي
الشاهد ، أن الجبهة الإسلامية لامصلحة لها في تطبيق نيفاشا بالكيفية التي تفضي للتحول الديمقراطي وبالتالي ذهاب سلطتها ، او السلطة التي سرقتها بليل فالجبهة تتمحرك وتتلكأ وتضع العراقيل امام تنفيذ نيفاشا ويسرها جدآ ان تقف القوى التي تنشد التغيير في موقف المتفرج
وإن فعلت تلك القوى ، الساعية للتغيير ، فكيف يأتي التغيير ؟
واضح ان التغيير لن يتم بإنتفاضة ولا بالإضراب السياسي والعصيان المدني ولا عبر فوهة البندقية بل التغيير الممكن عبر صناديق الإنتخابات والإنتخابات إحدى مكتسبات إتفاقيات نيفاشا إذا ماعملنا على تطبيقها وحاصرنا المؤتمر الوطني وأرغمناه على الإستجابة والشروع في التنفيذ
يا عدلان أراك متحفز للسؤال : وهل سيؤدي وجود الحزب الشيوعي في البرلمان بصورته الراهنة إلى تفعيل وتطبيق نيفاشا؟
روق وأحلى لغاية ما أكمل ردي على مداخلتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: أبو ساندرا)
|
و نواصل مع عدلان أحمد عبدالعزيز
Quote: وبعدين ياخ.. الحزب الشيوعي دخل البرلمان (برلمان نيفاشا) بموجب إتفاق القاهرة، بمعنى إعتباره طرف في إتفاق القاهرة، وليس بإعتباره طرف في إتفاق نيفاشا.
|
نعم ، الحزب الشيوعي دخل البرلمان بموجب إتفاق القاهرة لكن إتفاق القاهرة وماسبقه { إتفاق جدة } وماتلاه { إتفاق أبوجا } وتابعي التابعين { إتفاقات الشرق و امري وجنوب كردفان و كيان الشمال }
كلها ، ولا أستثني أحد
تقاسيم / تنويعات في لحن واحد هو إتفاق نيفاشا
ولا إتفاق يعلو عليه وليس في مكنة أي إتفاق لاحق لينفاشا ، مخالفتها أو التقاطع معها
وسبق ان داعبنا أمل كاذب حينما أملنا أن يسفر الدواس في دارفور على خصم نسبة أخرى من النسبة الممنوحة- بكرم لايدانى - إلى المؤتمر الوطني وصحينا على الحقيقة المرة التي مفادها : أي إتفاق لاحق لن يؤثر في نسبة ال52% التي حظيت بها الجبهة الإسلامية فالناس{ في الشمال} تتعافر وتقتتل على نسبة متواضعة جدآ هي ماتبقى من ال14% المقدرة للقوى السياسية الشمالية والناس { في الجنوب } قد تقتتل على نسبة ال 6% المقدرة للقوى السياسية الجنوبية
وصدقت يا عدلان لمن قلت : { الحزب الشيوعي دخل البرلمان { برلمان نيفاشا } فالبرلمان برلمان نيفاشا والحكومة حكومة نيفاشا والدستور دستور نيفاشا والمفوضيات وفقآ لنيفاشا ونسب قسمة السلطة وفقآ لنيفاشا ونسب قسمة الثروة وفقآ لنيفاشا
فما في طريقة يا عدلان غير نناضل لكسب أعلى نسبة في إطار ال 48% ويا حبذا لو كسبناها كلها وجيرناها للضغط حتى ينصاع المؤتمر الوطني ويتم تطبيق إتفاقيات نيفاشا فنسبة 48% نسبة يمكن إذا ركزت كل القوى على برنامج واحد معتمد على تفعيل إتفاق نيفاشا
في القصر { سلفاكير ومني ميناوي والقادم من الشرق} في حكومة الوحدة الوطنية { الحركة الشعبية والإتحادي وحركة ميناوي والتجمع وغيرهم} في البرلمان { الحركة الشعبية ، الشيوعي ، الإتحادي ، التجمع }
ديل لو كلهم شافوا شغلهم وتصدوا لمهامهم ولاوو الجبهة الإسلامية قد يمكن تنفيذ نيفاشا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: أبو ساندرا)
|
Quote: الموقف السليم في تقديري، وعلى الأقل ألا يشارك الحزب الشيوعي، إلا بعد أن تظهر الحكومة جديتها بتنفيذ بنود الإتفاق، |
شكرا الاخ ابوساندر علي هذا الملف, والذي سأعود إليه, فقط لفت إنتباهي ما خطه يراع الاخ عدلان أحمد عبدالعزيز, وربما يكون سؤالي هل ما يزال الامل كبيرا في أن تظهر الحكومة جديتها بعد كل هذه السنين..؟ أعتقد أن أيديلوجيا الحركة الاسلامية تعتمد علي فقه الضرورة وما إتفاقياتها إلا ضربا من هذا الفقه, ولذلك ستحاول المراوغة إلي أن يقضي الله امرا كان مفعولا..لا أتوقع أن يفوت هذا الامر علي فطنة الكاتب عدلان والذي قرأت له العديد من الكتابات الجيدة..في تقديري أن قرائن الاحوال في السودان تشير وبوضوح مترف أن الحركة الاسلامية تلتف بين كل يوم وآخر علي معارضيها ولا تترك لهم إلا الانتظار للوعد بصدقها..متي يكون ذلك..؟ هذا أمر يترك لآمال السياسيين الخائبة, وفي تقديري أيضا أن الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة هي عبارة عن "وعود" تملك هي فقط امر البربها, ما عدا ذلك أن الانقاذ خبرت بتغير الجلد وليس خلعه أو قلعه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: أبو ساندرا)
|
رمضـــان كريم -------------
Quote: ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشعبية |
Quote: مطلوب أن ندرس الوضع ونحلل لنعرف موقف الحركة الشعبية ممايجري وتبرر لنا صمتها عن تجاوزات شريكها |
Quote: وفتح الطريق امام التحول الديمقراطي الحقيقي والعمل في الحكومة والبرلمان بروح نيفاشا والتراضي |
Quote: وصمت الحركة الشعبية ورفع يدها عن النضال والتنكر لآمالنا في سودان جديد |
Quote: الإجبار ده لازم يتم بإقتناع الحركة الشعبية إذا كانت الحركة مازالت تتمسك بالوحدة وبالسودان الجديد |
Quote: ننسحب من البرلمان ومن حكومة الوجدة الوطنية ونركز على الشارع لفضح شراكة الصمت والتواطؤ |
Quote: بل مطلوب نرفض نيفاشا بإعتبارها كرست لسلطة الجبهة ونرجع تاني للنضال المسلح من طرف أي غابة أو جبل أو عتمور |
------------------------- مخرج:Quote: أعترف أن قسمة السلطة والثروة كانت ظالمة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التطبيق الخلاق وإحترام الدستور أو العودة للدواس .. ولا أستثني أحد خاصة الشيوعي والحركة الشع (Re: أبو ساندرا)
|
خالد فضل: هل لنا ان نفهم: تحت أي حكومة نحكم الآن؟ الكاتب: مكي النور التاريخ: 23-09-2006, 03:53 ص
الإنقاذ والفترة الانتقالية * أعتقد أنه من الضروري جداً أن يعرف الناس، عامتهم قبل خاصتهم في السودان وخارجه، وضعية ومصطلح السلطة التي تحكم الآن من الخرطوم وتهيمن على أجهزة الدولة في الولايات الشمالية تحديداً، فمن المعلوم أن الحركة الشعبية هي المهيمنة في الجنوب تحت مصطلح محايد اسمه «حكومة الجنوب». اما في الشمال فيبدو ان الامر يحتاج الى توضيحات صادقة، ذلك ان كثيرا من خطب قادة حزب المؤتمر الوطني المذاعة على الهواء مباشرة عبر وسائط اعلام «حكومة السودان» التي تخصص لها الميزانيات من ريع الضرائب والصادرات والجمارك والاتاوات والجبايات المفروضة على كل الشعب السوداني، يستوي في ذلك أنصار حزب الأمة ومؤيدو حزب البعث وحركة (حق) الجديدة والحديثة والمؤتمر السوداني والشعبي والناصري.. الخ الخ.. المهم، ان هذه الخطب الجماهيرية، تتحدث عن «ثورة الانقاذ الوطني» وعن «حكومة الانقاذ» وعن واهم من يظن انه سيسقط الانقاذ بمسيرة سلمية تنادي بالغاء زيادة اعباء الحياة التي يكابدها الفقراء الـ (95%) من مجموع الشعب.. الخ.. الخ. * إذاً، نحن أمام حالة مزدوجة فعلاً، فبينما يقول دستور 2005م الانتقالي، ان الحكومة التي يتم تشكيلها بموجبه، وبنسب مشاركة محددة بـ 52% مؤتمر وطني و28% حركة شعبية، و14% قوى سياسية شمالية و6% قوى سياسية جنوبية، تسمى بـ «حكومة الفترة الانتقالية» وبمصطلح سائد «حكومة الوحدة الوطنية» وان رئيس الجمهورية السيد المشير عمر حسن احمد البشير هو رئيس هذه الحكومة، والسيد الفريق «سلفا كير ميارديت» رئيس الحركة الشعبية وحكومة الجنوب الذي خلف الراحل الفذ د.جون قرنق ـ كما هو معلوم، هو النائب الأول لرئيس حكومة الفترة الانتقالية، كما يعرف الناس تماما، ان السيد الفريق «م» عبد الرحمن سعيد، نائب رئيس هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي يشغل موقع وزير التقانة، والدكتور ابراهيم حامد موقع وزير التربية والتعليم العام، والسيد مني اركو مناوي موقع كبير مساعدي رئيس الجمهورية ورئيس السلطة الانتقالية لولايات دارفور بموجب اتفاقات ـ القاهرة ـ ابوجا ـ على التوالي، وبالمثل هناك وجود وتمثيل مهما ضئل حجمه بيد انه تمثيل رمزي في حكومة الفترة الانتقالية، في حكومات الولايات السودانية كلها، وفي البرلمان والمجالس التشريعية المركزية، والولائية كلها وفي البنك المركزي، وجهاز الامن والمخابرات، والمفوضيات المختلفة المنشأة بموجب اتفاقية نيفاشا (2005). وبموجب اتفاق ابوجا الذي ينص على استيعاب عدد من العسكريين في الاجهزة النظامية الاتحادية المختلفة.. واتفاق القاهرة الذي يقول بتكوين لجان مشتركة مع المؤتمر الوطني للنظر في قضايا المفصولين، ومسائل حقوق الانسان، وغيرها، كل هذه الادبيات، والوظائف والعهود والمواثيق والدستور والاتفاقات والاشخاص الذين يشغلون الوظائف داخل القصر كنواب ومساعدين أول ومستشارين رفيعي القامة مثل د.منصور خالد، ورؤساء لجان حيوية وفاعلة، كالاستاذ ياسر عرمان والاستاذ علي السيد المحامي، وموقع نائب رئيس جهاز الامن والمخابرات، ونائب محافظ البنك المركزي. ووزراء في مواقع نواب ولاة، وولاة بالتناوب، كما في جنوب كردفان، كل هذا لم يغير من طبيعة خطاب قادة المؤتمر الوطني فتراهم في لحظات الهياج والحشود المليونية في الشمالية او كردفان او كسلا، يتحدثون عن «اسقاط الانقاذ» وعن «عزيمة الانقاذ» وعن هل هنالك حزب اسمه الانقاذ تم توقيع الاتفاقات معه، فنصوص الاتفاقات تشير الى «المؤتمر الوطني».. ورئيس الجمهورية يواصل رئاسته للبلاد الآن ليس تحت مظلة الانقاذ وانما تحت مظلة الاتفاقية والدستور باعتباره رئيسا انتقاليا والدليل على ذالك ان انتخابات ستجرى ـ كما ورد في الاتفاقية ـ من قمة رأس الدولة الى أخمص مجلس المحلية وستكون قد اكتملت بنهاية السنة الرابعة من الفترة الانتقالية المحددة بست سنوات. الشرط الوحيد للمشاركة فيها هو الاعتراف بالدستور والاتفاقية.. والملاحظ ان القوى السياسية جميعها بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان ملتزمة بالاتفاقية وبنصوص الدستور ما عدا المؤتمر الوطني ـ ان جاز اعتباره حزبا سياسيا ـ فهو مازال على طبيعة تكوينه الاساسية «تنظيم عسكري» منذ ايام حسن البنا!!، والشواهد التي جرت في خرق الدستور عديدة ليس آخرها منع التعبير السلمي للمواطنين السودانيين في الخرطوم وسنار وبورتسودان وأمري ومدني والابيض والفاشر وغيرها من مناطق السودان.. فهل لنا ان نفهم: تحت أي حكومة نحكم الآن؟ هل هي الانقاذ؟! ام حكومة الفترة الانتقالية؟ ماذا يقول السادة المشاركون في السلطة؟ هل هم امتدادات جديدة واحياء استثمارية انقاذية جديدة أم انهم يشاركون بموجب عهود ومواثيق واتفاقات ودستور!! لا أرجو الاجابة من أحد الانقاذيين.. بل ارجوها ممن وصموا بالانقاذية وصمتوا، ولان الاعتراف وبالتالي احترام شرعية حكومة هذه المرحلة مرتبط بشكل مباشر بوضعيتها الانتقالية، اما اذا كانت هذه هي حكومة (الإنقاذ) فانها لا تعدو كونها سلطة انقلابية لم تنل ثقة الناس او للدقة «غالبية الناس» وساعتها من حق المناوئين ان يواصلوا مسيرة مقاومتهم بالطرق كافة، حتى يستردوا حقوقهم التي ظنوا ان الاتفاقيات والدستور قد كفلها، فاذا بها «كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء».* ختاماً، أزجي تحية خاصة للدكتورة مريم الصادق «أم الصادق وشريف» التوأم اللذين استقبلا شهرهما الثالث وأمهما حبيسة جدران سجون «الإنقاذ».. قبل أن يفرج عنها بعفو «انقاذي»!! ونجدد القول، ان هذه بلادنا جميعنا وحقوقنا فيها متساوية، رغم متاريس الظلم وأقبية الظلمات.. فالفجر قادم وشعبنا العظيم لن يثنيه شيء عن بلوغ غاياته المشروعة!! www.alsahafa.info
-------------------------------------------------------------------------------- شكرآ يا خالد فضل وشكرآ يا مكي النور
| |
|
|
|
|
|
|
|