في البلد أزمة وطنية أو بالأحرى أزمة حس وشعور وطني يبدو لي أن هناك إنصراف عن الإهتمام بالقضايا الوطنية وأن هناك وبهناك هذه أعني في الداخل خاصة ، داخل الوطن الشقيق! عزوف عن التعاطي مع الشأن العام والقضايا ذات الحساسية الوطنية ولم يكن هذا التقعاس والموات حال شعبنا فيما مضى ولم يكن شعبنا يتفاعل مع قضاياه الوطنية وهموم وتطلعات الشارع فقط، بل وكذلك كان ذي إهتمام بقضايا التحرر الوطني في إفريقيا والتفاعلات السياسية فيها ونذكر إندلاع الرفض الشعبي في الخرطوم للمؤامرة الدولية ضد الكنفو والغدر بالمناضل باتريس لوممبا بالتنسيق مع أذناب الإستعمار وعملائه هناك امثال موريس تشومبي ، ومازلت أذكر إدانة الشارع السوداني لموقف حكومته المخزي ، حكومة 17نوفمبر / عبود التي فتحت الأجواء السودانية وسمحت بضرب حركة لوممبا وتمكين تشومبي ، ومجدت البنات السودانيات لوممبا حينما غنن{ لوممبا من كتلو ... أسألو شومبي المسك بدلو } وساندنا ثورة الماوماو وغنينا لثوار الجزائر ، بل وتجاوز حسنا الوطني الإهتمام بقضايا إفريقيا والقضايا العربية وخاصة قضية فلسطين إلى الإحتفاء بنضال الشعوب في كل العالم وأنشودة { ياشباب كوريا} مازال يتردد صداها في أذني شجبنا إختطاف ومن ثم إغتيال المهدي بن بركة وإحترمنا بن بيلا وبومدين وكوامي نكروما وكينياتاو ناصر ورموز إفريقيا والثورة العربية ومجدنا ماوتسي تونغ والمهاتما غاندي والبانديت نهرو وأحمد سوكارنو وتنكو عبدالرحمن وتفاعلنا مع قضايا الشعوب الأسيوية وإحتل الثائر كاسترو ورفيقه تشي أرنستو جيفارا ، امجاد ثورية لن تتوارى وتضامنا مع ثوار أمريكا اللاتينية
أذكر هذا التاريخ المجيد لإنفعال شعبنا العالي بحركات التحرر الوطني ونضالات الشعوب ومواقف أبطالها ورموزها و أذكر به لكي نعقد المقارنة بين حال شعبنا مابين الأمس واليوم اليوم صرنا لانتفاعل مع قضايانا الوطنية ناهيك عن القضايا القارية والكونية ولكي لانلقي القول على عواهنه ، كما يقول المثقفون ، دعونا نتأمل بعض القضايا الوطنية الآنية ومستوى ودرجة تفاعل الشارع الوطني معها وهذه أمثلة وليس حصرآ: -------------------- 1- قامت سلطة التفريط في سلام الوطن ووحدته بإرتكاب أعمال قمع واسعة وتهجير وإغتصاب في دارفور وتسببت في إشعال حرب ومن ثم تدخل دولي أدى لعودة الخوذات الأجنبية ، وكنا قد تفاخرنا فيما مضى بجلاء المستعمر وكان جنود الأستعمار يومها لايتجاوز عددهم الخمسة الآف جندي ، واليوم بسبب سياسات الحكومة الرعناء وجرائمها قبلنا وجود عسكري في بلادنا يساوى خمسة أضعاف العدد الذي أجليناه في ديسمبر 1955 وبذا تكون حكومة الجبهة الإسلامية قد فرطت في السيادة الوطنية وفتحت الباب واسعآ ومشرعآ ومشروعى لعودة الإستعمار
2- في بورتسودان تجرأت سلطة القهر والعنف الدموي وأطلقت الرصاص الحي مباشرة على صدور عزل أبرياء وأردت مايفوق العشرين مواطن قتلى مضرجين بدماء عزيزة وغالية .
3- قامت السلطة المصرية بقتل مايفوق ال25مواطن سوداني في أحداث كلكم تعرفون تفاصيلها
في الأمثلة الثلاث اعلاه لم يفتح الله على حلاقيم شعبنا بهتاف واحد يدين ويشجب والمؤسف انه في المثال الثالث كان تفاعل الكتاب والحركيين والنقابيين والنواب المصريين ملحوظآ ومشهودآ ومشرفآ ففي الوقت الذي خرجت فيه مظاهرة في القاهرة كانت الخرطوم تغط في نوم عميق وفي الوقت الذي حاصر فيه نواب الشعب المصري في البرلمان مسئولي وزارة الداخلية وقدموا عدد من طلبات الإستجواب ، إلتزم نواب البرلمان السوداني بمافيهم نواب الحركة الشعبية والتجمع الوطني الصمت المهين وسدوا هذه بطينة وتلك بعجينة
ماباله شعبنا ذهبت نخوته ومات حسه وشعوره الوطني ولا مظاهرة إدانة وإستنكار واحدة؟؟!!
أين الأحزاب والتنظيمات السياسية؟! أين منظمات المجتمع المدني؟! أين الكتاب ؟! أين العمال ، الزراع و { الناس البيخبرو شليل شقيش راح } أين ثوار أكتوبر وأبريل صناع المجد ؟؟!!
اتسائل وفي العين دمعة وفي القلب حرقة عن الحس والشعور الوطني ترى لماذا هذا الموات وماهو السبب ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
01-27-2006, 02:30 PM
حسن الجيلى سعيد
حسن الجيلى سعيد
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 1723
اخوى واستاذنا ابوساندرا الحس موجود لكن عظام السودان سائرون خلف الفتات .. معارضتنا اصبحت تنهش فى اعراض نسائنا ونحن نقراء مايقال هنا. مفكرينا وعلمائنا خلف الدولار واليورو والريال..معايش جباره.. القبلية التى اطلت وبالذات بعد دارفور....اولاد جلابة ديل... مستقبل الوطن يناقش فى بكين فى نيويورك فى لاهاى ....كل زول ماسك كوموا.... الاحساس مجمد حتى اشعار اخر وسنترقب ما سيحدث بامتنا امة الامجاد
01-27-2006, 02:47 PM
Ibrahim Adlan
Ibrahim Adlan
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1200
انه السكون الذي يسبق العاصفة فالتأريخ معلمنا و قد عهدنا شعبنا رافضا للضيم و الظلم و حتما سينتفض و يلعن الظلام.
حالة الاحباط التي اصابتنا بعد موت الدكتور قرنق و سرقة الحلم الوطني بتدجين التجمع و انشغال الحركة الشعبية و انصرافها نحو الجنوب بعد خسرانها معركة وزارة الطاقة ثم مماطلة الحكومة في تنفيذ مقررات اتفاق القاهرة من اعادة المفصولين و فتح ملف فساد الجبهة و جرحنا الغائر في دارفور غيض من فيض .
حالات الاستقطاب القبلي الحاده و اشاعة ثقافة القبيلة و الجهوية التي تمارسها حكومة انقلاب يونيو ( تحاول اضفاء الشرعية و شريعة الامر الواقع) بعض المعطبات للحس الوطني و لكنها مؤقتة
و شعبك يا بلادي اقوي و اكبر مما كان العدو يتصور
01-27-2006, 03:03 PM
حسن الجيلى سعيد
حسن الجيلى سعيد
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 1723
اخونا ابراهيم عدلان نحن فى محاولة لانقاذ الانسان السودانى وانت تدخل رؤسنا فى الوحل مره اخرى انت اتهمت الانقاذ وبس ماذا قبل الانقاذ اذا كانت مشكلةالسودان الانقاذ فقط اذا لكنااحسن شعوب العالم قبل الانقاذ . وين الروح الوطنية والقومية نناقش الكلام دا.....
01-27-2006, 03:07 PM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
{ الناس في بلدي } يتكلمون عن الفساد المستشري - يتكلمون عن فساد أهل الحكم والحظوة ، فساد { صحابة} القرن الحادي والعشرين 1- أحد اولئك الصحابة زكمت رائحة فساده الأنوف ، يتقلب من وزارة سيادية إلى أخرى أكثر سيادية تحت حماية صاحبو الرئيس ، الناس بتتكلم عن عماراتو الأربع - وماخفي اعظم - وعن العمارة التي إنهارت ، وإنهارت قبلها قيم وذمم ، وكل العمائر في منطقة الخرطوم القديمة ، يشيرون لها ويتحدثون ، فقط يتحدثون وما من نائب يسال : من أين له كل هذا ؟؟ ومامن أحد يعترض على توزيره مرة أخرى في حكومة أحد أطرافها توعد الفاسدين والفساد وحماته 2- وأخر دنييء كل إمكانيات الدولة تحت يده ولايتورع في السطو على حساب هيئة الطيران
{ الناس في بلدي } فقط يتحدثون!
01-27-2006, 03:25 PM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
إبراهيم عدلان : نعرف حسك العالي وشعورك النبيل وثقتك اللامحدودة في شعبنا
عينة من فسادهم : --------------------
[[ وبدأ الحجز على توزيع الفلل الرئاسية... صور تفضح التكالب الأعمى ]] كتب : عصمت العالم ونضيف نحن : صور تفضح التكالب الأعمى وتشي عن الذمم الخربة وتكشف عن الضمائر الميتة لدى حكام سلطة النهب الأعمى والفاقه .
الاستاذ ابو ساندرا لك التحيه ليس هناك ازمة كل ما فى الامر ان الناس لاتستمع لاصحاب الحس والذين هم كثر لكن نسبة لكثرة حزب المنافقين والمنتفعين تجد ان هؤلاء كانهم يصيحون داخل بئر وعندما يئسوا ووجدوا ان لامكان لهم فى بلدهم فضلوا الهجره والانزواء لكن هناك بعض الذين لازالوا يصيحون من داخل منافيهم ويبكون على هذا الوطن ونسال الله ان تصل رسائلهم وتتواصل اصواتهم رغم الكثير الذى يواجههم وهناك من يئسوا من النضال واستاثروا بالمناصب والامتيازات وعادوا مكمى الافواه وممنوعين من الكتابه فى الصحف او التحدث فى وسائل الاعلام مما حدا بان يزداد عدد حزب المطبلاتيه وحارقى البخور بما تجود به عليهم السلطة من المنافع والامتيازات التى لايستحقونها وهؤلاء هم بائعى ضمائرهم. ليس هناك استاذى ازمة حس فقط هناك ازمة وحالة توهان نعانى منها كلنا كسودانيين نتمنى ان تزول عندما نضع ايدينا على مكمن الجرح.
عبدالغفار عبدالله المهدي شخصت الوضع بانها { أزمة وحالة توهان } واظنك قد وضعت يدك -فعلآ- في { مكمن الجرح } وتحدثت عن { حالة يأس } وعلو صوت المنتفعين
لم تذهب بعيدآ يا عبدالغفار عن ملاحظتي وما أثار إستيائي
و
واضح ان البلد تفتقر إلى وجود رأي عام محترم تهابه السلطة والناشطين والفعلة السياسين والكتاب رأي عام يجرم الأفعال الذميمة فيرعوي الناس رأي عام يثمن المجهودات الصائبة ويعلي من شأن القيم والسنن الحميدة
ولما كان في البلد هذا { الرأي العام المحترم } كان أداء وسلوك الناس العام وبخاصة الحكام، منطلق من إحترام القيم العالية والتمسك بالمناقبية الأخلاقية والسيرة الحسنة ، كانت قيم التضحية والفداء والإيثار ونكران الذات وعفة اليد واللسان هي السائدة والغالبة فوجدنا قادة الأحزاب يعلنون عن ثرواتهم ومايملكون ويلتزمون الصدق . ولما إنحسر { الرأي العام المحترم } سادت قيم السوق والنهب وأصبح الناس ينظرون { للهبروا وإغتنوا} بإعجاب لا بالسؤال : من أين لكم هذا ؟.. سادت قيم الفهلوة والحبرتجية وأصبح الملتزمبن بالقيم والمناقب الأخلاقية عملة نادرة وإن وجودوا فإنهم خارج شبكة الشطار وتبعآ لذلك الإنحسار تدنت المعايير الأخلاقية وتلاشى الحس الوطني
لن إستغرب إذا ماضحك البعض في سرهم على عوارة الشهداء المتخلفين وترفعوا عن النضال وسكتوا عن الشجب وعدوا الفاسدين قدوة لهم
01-28-2006, 05:06 AM
فيصل محمد خليل
فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
الي الكومندنتا ابو ساندرا نعم عايشنا وعايش الشعب السوداني حركات التحرر الوطني في افريقيا واسيا وامريكا الاتنية وهتفنا بحياة لوممبا واحمد بن بيلا ووقفنا جنب ناصر ونكروما وماديو كيتا وفرحنا لنهرو ونيريري في نضالهم واعجبناماوتسي تونغ ولبسنا -الدبورة- وتابعنا اخبار الكومندنتا شى جيفارا وسمعنا عن معركة قلعة ديان فو في فيتنام وهزيمة الفرنسين فيها ووضعناها في الذاكرة البعيدةوعن
الماوماو حركة التحرر الووطني الكينية واختزلنا في الذاكرة بان الثورات تنتج لنتجة تراكمات اخطا ووصفناها بالقدر الذي بداخلة ماء ووضعنا القدر علي النار وتبدا الطبقة الاول من الماء بالغليان وتليها الطبقة التانية في الغليان وهكذا يستمر الغليان الي ان يتحرك غطاء القدر بعد فترة يقع الغطاء و حيجي اليوم البيقع فية الغطاء من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني ان يعيش وينتصر مع عدم نسياننا لوجود الاخرين فيصل محمد خليل
01-28-2006, 04:55 AM
معتصم الطاهر
معتصم الطاهر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 3995
Quote: اتسائل وفي العين دمعة وفي القلب حرقة عن الحس والشعور الوطني ترى لماذا هذا الموات وماهو السبب ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
بالإضافة لما ذكره الاخوة والأخوات الكرام، أود أن أضيف أن التفسير لما نراه أمامنا من موات الحس العام في التعبير عن الوطنية وموات الحس العام المشترك بقضايا الوطن وغياب الاحساس بالهم المشترك والهدف المشترك أو الفرح المشترك وغياب الرأي العام الموحد الفعال
هو نتاج لعقلية (القهر) التي مارستها الأنظمة الشمولية وعلى رأسها اليمين المتطرف أو ما انتهى أخيراً لمسمى المؤتمر الوطني.
ومما ساعد في تشتيت "البال" العام ووقفَ حجر عثر أمام تكون رأي عام موحد في القضايا المصيرية إشتعال نار الإنقسامات الإثنية التي كان غرض النظام من إشعال فتيلها ضرب المعارضة وبث الفتنة وإعاقت تنامي روح التعاطف المشترك بين المواطنين تجاه القضايا العامة حتى يطول بقاء النظام الحاكم، لذلك:-
- ما زال النظام يضرب على وتر مسلسل (العروبة والإسلام) بقصد إطالة البقاء على السلطة بوضع نفسه حامي حمى الإسلام.
- ضرب سياج إعلامي مضلل أمام الوعي القومي المشترك.
- حماية عصابات الفساد وترفيع اللصوص والمفسدين وضرب الرموز الوطنية ومعاني العزة والشرف والكرامة والنضال.
- تكسير هامات رموز المعارضة الوطنية وإظهارهم كلاهثين وراء كراسي السلطة، ليس إلاّ.
- إدخال المصطلحات التجارية والسوقية للعمل السياسي وتمثيل العمل السياسي الناجح بمطلحات "قسمة" السلطة و"توزيع" الثروة، وتمثيل السياسي الناجح بال"فهلوي" وغياب الحس والضمير والوطنية من العمل السياسي العام.
- الدخول في بوابة "التدخل الأجنبي" من أوسع أبوابها دون وعي من السلطة الحاكمة بما تجر نحوه البلاد نتيجة التمسك الأعمى بالسلطة وضرب المعارضين دون هواده وتجريد الناس من حرياتهم العامة وإشاعة الفساد والفوضى والمحسوبية الحزبية.
لكن الحقيقة تقال أن هناك إنفراجاً أساسياً قد حدث بعد (دخول الراحل قرنق للخرطوم) وقد لاحظت هذا الفرق بين زيارتي للخرطوم هذا العام والعام السابق.
المزيد من الحريات وإعادة الحقوق المنتزعة ستؤدي لجو صحي يفرخ رأياًً عاماً موحداً، وفرحاً مشتركا ووعياً أكبر بالمصير المشترك.
هذه سطور سريعة بما يجول في خاطري حول هذه الهم المشترك.
ولي قدام
العوض أحمد الطيب الرياض
01-28-2006, 07:50 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
عثمان عجيب[ نعم هناك ضرورة لإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة لإعتلاء سدة القيادة في أحزابنا وإن لم تتح الزعامات القابضة الفرصة للأجيال الصاعدة فعلى تلك الأجيال إقتلاع حقها في تبوء مواقع القيادة ، وعليهم الضغط والمطالبة المستمرة لعقد المؤتمرات العامة التي طال غيابها حتى كدنا ننسى ملامحها وكيفية عقدها والتمثيل فيها
لكن ياعثمان هل نهض جيل الشباب وإقتلعوا حقهم في الصعود وهل إمتلكوا القدرات المطلوبة والمعرفة اللازمة وقبل ذلك الجرأة الكافية للمطالبة بالإصلاح والتحديث وهل عملت الأجيال الجديدة على طرح نفسها عبر النضال المشهود وسط الجماهير حتى تكسب إحترامها وثقتها
المؤسف الوضع السائد حاليآ هو الإنصراف التام واللجوء للحلول الذاتية بدلآ عن المساهمة في الحل العام الشامل بإحداث تغيير عميق شارعنا يفتقر للقيادات والكوادر المجربة ذات الخبرات الواسعة في التنظيم والتأليب والحشد ومعظم هذه الكوادر لاذت بالمهاجر البعيدة وذهبت مع سيل اللوتري الكاسح وأصبحت تروس في ألة الإمبريالية و حفارات لأبار النفط /B]
استاذى ابو ساندرا الاخوه الاجلاء المتداخلون اود ان اتقدم لكم بطلب بسيط هناك قصيد كتبتها طفلة لم تتجاوز سن النضج اود منكم الاطلاع عليها فى بوست بعنوان رساله لكم جميعا من اطفال لاجئيين هل هؤلاء الاطفال ضمائرهم مستيقظه اكثر منا ام اننا وضعنا ضمائرنا فى ثلاجات الخوف ؟
01-28-2006, 11:59 PM
Mamoun Ahmed
Mamoun Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 922
الزميل / فيصل محمد خليل يا رفيق الأيام الحلوة أيام ماكنا نستطيع تنظيم مظاهرة عارمة في أوج صلف نميري هل يمكن أن تنسى المظاهرة التي أطلقنا عليها إسم { مظاهرة عوض نوبة} عندما تجمعنا في أكشاك سوق الديم وكنا بضع عشرات وبدأنا الصفقة ثم هتاف عوض نوبة الذي قاد المظاهرة ، قبل ان نصل الساحة الشعبية كانت الأعداد قد تضاعفت وظلت تضاعف على طول المسيرة حتى شارع القصر ممكن تنسى حافظ والطيب كنونة في الجديدة وحسن أبوعضل وأولاد القديمة ناس عزالدين عبدالتام ومنتصر الطيب
هسع كدي حاول طلع ليك مظاهرة
عجبني مثال الماء والغليان في القدر أيها الماركسي العتيد لكن متى { تفور } الحلقة الأولى وكل التراكمات قد حدثت سلطة فاسدة فاقدة إحترام الشارع وعاجزة تمامآ وتحاصرها الضغوط من كل صوب وحدب وأزمة حكم متفاقمة وأزمة وطنية لا تخطئها عين اعشى ووحدة السودان وبقائه بحدوده الحالية أمر أصبح مشكوك فيه والفرز الطبقي صار واضحآ ومؤلمآ { بين الناس الفوق والناس التحتانية} فمتى يغلي قدر { الناس التحتانية} و { نجدع بعيد من رأس مئذنة...حيكومة الفقر الدمار الكضبن والصهينة} و متى { نردم قفاهو حجر حجر من ها الرصيف الماقدر قدام سريعة الموج يقيق ..الماأنستر }
متى يافيصل؟
01-29-2006, 03:18 AM
A.Razek Althalib
A.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818
Quote: في الأمثلة الثلاث اعلاه لم يفتح الله على حلاقيم شعبنا بهتاف واحد يدين ويشجب
فلو كانت حلاقيم هذا الشعب.. هتيفة نضال.. لأنسكب على اليسار الميكيافيلي الغضب الوبال..
Quote: ماباله شعبنا ذهبت نخوته ومات حسه وشعوره الوطني ولا مظاهرة إدانة وإستنكار واحدة؟؟!!
لا موات حس.. ولكن أهل الفتنة لجؤوا للخارج.. عشان يكاتلو وراء كل الجُدر المنهارة.. فكانت آخر هذه الجُدر المنهارة.. هي: http://الشيوعية .. هنادي بنت يوسف الفضيل... نزيلة ليمان...د أبنت لها النصح..!! وقبلها كانت مكاتلة عبدالواحد نور.. خلف جدر حركة تحرير السودان.. الذراع العسكري للحزب الشيوعي غرباً.. هذا الشيوعي الذي رمي بأهله في ظلمات بعضها فوق بعض.. من بعد ما ساقت أدبيات أيدولوجيته وكيلة برتوكولات بني صهيون عن تسويق.. أرجيف مرتبة على مهل أندت جبين العالم وجبين كل شريف.. أبي أو يأبا الضيم.. ويذُب عن كرامة أهله مدافعاً.. بل ذهبت أكثر من ذلك ونادت بتدخل الأجنبي.. بكل ما يحمله من خوزات.. مغطية عدائها لقيم هذا الدين.. فكانت قوات الإتحاد الأفريقي البداية.. التي قال كبيرها عنهم.. واصفاً..
كينغيبي ذكر أن متمردين من حركة تحرير السودان قتلوا عددا غير معروف من البدو العرب وخطفوا سبعة آخرين وسرقوا آلاف الجمال (الفرنسية-أرشيف)
Quote: الشيوعية... بما لها.. وعليها.. هي مذهب فكري يقوم على الإلحاد.. ولو تنمقت تداعيات وتفسيرات مقولة الدين أفيون الشعوب.. فإنكار وجود الله سبحانه وتعالى.. ومعاها كل الغيبيات.. وبشدة كمان.. يحتم هذه الفرضية.. بل يؤكدها.. والفكرة قائمة على أساس أن الحياة.. دي كلها عبارة عن مادة.. وده أساس كل شيء.. في هذا الكون.. وأنتم لا تنظرون إلى الإبل كيف خلقت.. فالشيوعية كقاعدة.. تفسر التاريخ على أنو شيتاً بيسمي بصراع الطبقات أو بالعامل الإقتصادي.. والشعار هنا هو..
نؤمن بثلاثة.. ماركس.. لينين.. وستالين..
ونكفر بثلاثة.. الله.. والدين.. والملكية الخاصة..
وعلى هذا المنوال.. هم في تضليلهم سائرون.. بعدين تفتكرو إنو نكران البعث وإنو في يوم آخر للحساب.. مع الإيمان بأزلية المادة.. ومحاربة الأديان السماوية بلا هواده كلها.. ومعاها مسألة الملكية الخاصة.. والدق في شرور الحاسد إذا حسد.. بتلقى ليها رواج.. في مجتمع يعتقد نقيض ما تبغبغون..
الحكاية من زمان.. والناس.. كانت بتقول.. شعارات الشيوعية العسكرية.. كانت تقول بالحديد والنار تنتصر الثورة..
المعروف عن الشيوعية عالمياً.. وسودانياً محلياً.. حبها للعنف.. وإبادة الخصوم بصورة وحشية.. خصوصاً المخالفين ليها...
فغابات سيبيريا بالإتحاد السوفيتي (سابقاً).. ومحلياً.. أنموذج قصر الضيافة.. وأحداث ود نوباوي.. معاها أحداث الجزيرة أبا.. وكرري وأم دبيكرات... في رحلة البحث والإنتقام لغلفة اليهودي سلاطين باشا.. من مطهره الخليفة عبدالله التعايشي.. هذا إن لم تكن عبرة تاريخية فقط.. فآلة الموت قد حصدت مئات من حفظة الدين.. وهي مثال حي... لكل مغيب ثقافياً.. ما سخافات وثقافات الريف والحضر.. ولكل من أراد أن يعتبر .. وأن لا يلدغ من الجحر مرتين.. من وحي أجندة برتكولات بني صهيون.. المعلنة.. وغير المعلنة..
المراجع التي تؤكد يهودية أصحاب الفكرة.. وعملهم وفق برتكول بني صهيون هي: المرجع الأول كتاب التضليل الماركسي صفحة 59.. تحدث عن.. كارل ماركس اليهودي ولد سنة 1818م في ألمانيا، وتوفي سنة 1883م واضع الأسس الفكرية والنظرية للشيوعية، كان أنانياً متقلب المزاج حاقداً.
المرجع الثاني كتاب الموسوعة الميسرة.. ص 309 لينين وهو فلاديمير أليتش، ولد سنة 1870، وتوفي سنة 1924م، يهودي الأصل، قائد الثورة البلشفية في روسيا، عام 1917م.
المرجع الثالث الموسوعة الميسرة، ص 310.. تحدث عن إستالين: وهو جوزيف فاديونفتش، ولد سنة 1879م، وتوفي سنة 1954، سكرتير الحزب الشيوعي.. وفي جريدة الشرق القطرية بتاريخ 05/06/1991م.. ورد مقال طويل عن.. يقول بالرغم من أنهم يعلنون محاربة الأديان وينكرون وجود إله، فإنهم يقولون بشأن اليهود وفلسطين "إننا لا نؤمن بالله حقاً، لكننا مقتنعون بأنه (أي الرب)، خصص أرض فلسطين لشعب إسرائيل".
وللإستزادة أقرأ مدارج السالكين..
توضيح لازم هنا... ما يجمع بين أهل الفكرة الشيوعية.. والفكرة الجمهورية..
ليس خيط توارد الخواطر فحسب.. بل إنسجام خواطرهم وتحالفها في محاربة هذا الدين.. مع إختلاف المواقع والسواتر.. فهذا من الداخل وذاك من الخارج.. ومثال لذلك الدليل الحي.... لمعني ركون أستاذ الفكرة وإستعداء الدين من تحت مظلة المسلمين.. كما حدث لمجموعة محمود محمد طه في عباية النميري الشيوعية.. وتمردهم عليه بعد إعلان صاحب النهج الإسلامي لماذا وكيف.. تطبيقه للشريعة الإسلامية..
حين يبصم اليسار على شاهد قبر الإيدولوجية.. بشهادة بلد المنشأ.. ولا أسف على ذلك.. أما.. هذا القول.. مقدور ومردود عليه..
Quote: و { نجدع بعيد من رأس مئذنة...
من كان بلا عورة فاليرمها.. عندما ينضب رحم عازة عزة السودان.. ويعقم الولد.. ويجف الضرع.. وينعدم من يعمر مساجد الله.. بذكر الله أكبر.. القائل ألا بذكر الله تطمئن القلوب..
فليس كل ما يتمناهو المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..
وأقول في مقاربة.. الفوز الكاسح لحماس.. فالتبشر الإنقاذ بطول عمر مديد..طالما.. الكوامر العمروها.. هم حلف الثأر لغلفة اليهودي الطهرو ود تور شين الخليفة عبدالله التعايشي في أم درمان على كُبر.. والغلف وقتذٍ كُثر..
قلت رأي ومضيت.. ومن كان له خلاف ذلك.. فاليضرب به عرض الحائط..
ينظر معظم مؤيدي الماركسية وخصومها إلى عبارة" الدين أفيون الشعوب " الشهيرة علي إنها خلاصة المفهوم الماركسي عن الظاهرة الدينية. علي أننا يجب أن نتذكر بادئ ذي بدء أن هذا التعبير ليس ماركسيا بشكل خاص، فالعبارة نفسها يمكننا العثور عليها، في سياقات مختلفة، في كتابات كانط وهيردر وفيورباخ وبرونو باور وهاينريش هاينه......
إن من شأن قراءة متأنية لمجمل فقرة ماركس التي يظهر فيها تعبير " الدين أفيون الشعوب " أن تبين أن كاتبها أكثر إدراكا لدرجات الألوان مما هو شائع عنه. فهو يأخذ في اعتباره الطابع المزدوج للدين: "إن الهم الديني هو في الوقت نفسه تعبير عن هم واقعي واحتجاج علي هم واقعي. إن الدين هو آهة الخليقة المضطهدة، هو قلب عالم لا قلب له، مثلما هو روح وضع بلا روح. إنه أفيون الشعب ".
وإذا ما قرأنا مجمل البحث الذي ترد فيه هذه الفقرة - والذي يحمل عنوان " نحو نقد لفلسفة الحق الهيجلية " والمكتوب في عام 1844 - فسوف يتكشف لنا بوضوح أن رأى ماركس يدين للهيجلية الجديدة اليسارية، التي اعتبرت الدين اغترابا للجوهر الإنساني، بأكثر مما يدين لفلسفة التنوير التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والتي أدانت الدين بوصفه مؤامرة إكليركية لا أكثر ولا اقل.
والواقع أن ماركس عندما كتب الفقرة الأنفة كان لا يزال تلميذا لفيورباخ، هيج يليا جديدا. ومن ثم فإن تحليله للدين كان " قبل ماركسي " لا يتميز بأية إحالة طبقية علي انه مع ذلك جدليا لأنه قد استوعب الطابع المتناقض للظاهرة الدينية: فهي في بعض الأحيان تمثل إضفاء للشرعية علي المجتمع القائم وهي في بعض الأحيان تمثل احتجاجا عليه. ولم تبدأ الدراسة الماركسية المحددة للدين بوصفه علاقة اجتماعية وتاريخية إلا فيما بعد - خاصة مع مخطوط " الأيديولوجية الألمانية (1846).
وقد تضمنت تلك الدراسة تحليلا للدين بوصفه أحد الأشكال الكثيرة للإيديولوجية، الإنتاج الروحي لشعب ما،إنتاج الأفكار والتمثيلات والوعي - والتي تعتبر كلها بالضرورة مشروطة بالإنتاج المادي والعلاقات الاجتماعية المتناسبة معه، علي أن ماركس، منذ تلك اللحظة فصاعدا، لم يول اهتماما كبيرا للدين بصفته هذه، أي بصفته كونا ثقافيا /أيديولوجيا نوعيا للمعني.
..... وانجلز أبدي فرديريك اهتماما بالظاهرة الدينية وبدورها التاريخي يفوق اهتمام ماركس بهما بكثير. وتتمثل مساهمة انجلز الرئيسية التي قدمها إلى الدراسة الماركسية للأديان في تحليله لعلاقة التمثيلات الدينية بالصراع الطبقي.
وفيما وراء المناظرة الفلسفية (المادية ضد المثالية) حاول فهم وتفسير التجليات الاجتماعية الملموسة للأديان. فالمسيحية لم تبدو في نظره (مثلما كانت تبدو في نظر فيورباخ) بوصفها "جوهرا " منفصلا عن الزمن، بل هي تبدو بوصفها شكلا ثقافيا يتعرض لتحولات في العصور التاريخية المختلفة: فهي تبدو في البداية بوصفها ديانة للعبيد، ثم بوصفها أيديولوجية ملائمة للهيراركية الإقطاعية واخيرا بوصفها أيديولوجية تتميز بالتكيف مع المجتمع البورجوازي.
وهي تظهر من ثم بوصفها فضاء رمزيا تتنازع عليه قوي اجتماعية متناحرة: اللاهوت الإقطاعي والبروتستانتية البورجوازية والهرطقات الشعبية. وفي بعض الأحيان كان تحليله يزل في اتجاه تفسير نفعي، ذرائعي، بشكل ضيق للحركات الدينية: ".... وان كل طبقة من الطبقات المختلفة تستخدم الدين الملائم لها... ولا أهمية تذكر لما إذا كان هؤلاء السادة يؤمنون بالأديان التي يتبناها كل منهم أم لا " ويبدو أن انجلز لا يري في صور الإيمان المختلفة غير" الستار الديني" للمصالح الطبقية.
لكن انجلز بفضل منهجه الذي يؤكد علي الصراع الطبقي ن قد أدرك - خلافا لفلاسفة التنوير - أن النزاع بين المادية والدين لا يتطابق دائما مع الصراع بين الثورة والرجعية. فنحن نجد، علي سبيل المثال، في إنجلترا في القرن الثامن عشر، أن المادية ممثلة في شخص هوبز قد دافعت عن الملكية المطلقة في حين أن الشيع البروتستانتية قد استخدمت الدين كراية لها في النضال الثوري ضد آل ستيوارت.
وبالشكل نفسه،بدلا من اعتبار الكنيسة كلا متجانسا من الناحية الاجتماعية نقدم تحليلا رائعا يبين كيف أن الكنيسة قد انقسمت في بعض المنعطفات التاريخية بحسب تركيبها الطبقي. وهكذا فخلال زمن الإصلاح،كان علي أحد الجانبين كبار رجال الدين، القمة الإقطاعية للهيراركية، وكان علي الجانب الآخر صغار رجال الدين، الذين جاء من بين صفوفهم إيديولوجيو الإصلاح وإيديولوجيو الحركة الفلاحية الثورية ز ومع كون انجلز ماديا " ملحدا " وعدوا لدودا للدين، فانه قد أدرك، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب، الطابع المزدوج للظاهرة الدينية: دورها في إضفاء الشرعية علي النظام القائم، ولكن أيضا، تبعا للظروف الاجتماعية، دورها الإنتقادي والاحتجاجي، بل والثوري.
وعلاوة علي ذلك فإن معظم الدراسات الملموسة التي كتبها قد ركزت علي هذا الجانب الثاني: حيث تركزت، بالدرجة الأولي، علي المسيحية البدائية، ديانة الفقراء والمنبوذين والمهانين والمضطهدين والمقهورين.
فقد جاء المسيحيون الأوائل من ادني مستويات المجتمع: العبيد، الأحرار الذين حرموا من حقوقهم، وصغار الفلاحين الذين نزحوا تحت نير الديون بل إن إنجلز قد مضي إلى حد رسم تواز مثير بين هذه المسيحية البدائية والاشتراكية الحديثة: (أ) إن الحركتين الكبيرتين ليستا من عمل زعماء وأنبياء- مع أن الأنبياء ليسوا بالمرة قليلين في أي منهما -بل هما حركتان جماهيريتان.(ب )إن كليهما حركات مضطهدين، يعانون من القهر والمنتمون إليهما يتعرضون للتشريد والملاحقة من جانب السلطات الحاكمة.
(ج) أن كليهما يدعوان إلى تحرر وشيك من العبودية والبؤس. وسعيا إلى زخرفة مقارنته، نجد أن إنجلز يتجه، بشكل مثير إلى حد ما، إلي الاستشهاد بقول مأثور للمؤرخ الفرنسي رينان: " إذا أردتم تكوين فكرة عما كانت عليه حال الجماعات المسيحية الأولي، انظروا إلي شعبة محلية لرابطة العمال الأممية " ويري انجلز أن الفارق بين الحركتين يتمثل في أن المسيحيين الأوائل قد نقلوا الخلاص إلي الآخرة بينما تتصوره الاشتراكية في هذا العالم الدنيوي. ولكن هل يعتبر هذا الفارق واضحا بالدرجة التي يبدو بها للوهلة الأولي ؟
يبدو أنه قد اصبح مطموسا في دراسة إنجلز للحركة المسيحية الكبرى الثانية - " حرب الفلاحين في ألمانيا " - فتوماس مونزر، لاهوتي وقائد الفلاحين الثوريين والعوام الهراطقة في القرن السادس عشر كان يريد تجسيدا فوريا علي الأرض لمملكة الرب، مملكة الأنبياء الألفية السعيدة. ويري انجلز أن مملكة الرب كانت بالنسبة لمونزر مجتمعا لا يعرف الفوارق الطبقية ولا الملكية الخاصة ولا سلطة دولة مستقلة عن أفراد ذلك المجتمع وغريبة عنه.
علي أن انجلز كان ما يزال ميالا إلى اختزال الدين إلي مستوي حيلة: فقد تحدث عن "صيغ " مونزر " الكلامية " المسيحية وعن " ستاره " الإنجيلي ويبدو انه قد غاب عن باله البعد الديني المحدد للنزعة الألفية المونزرية، قوتها الروحية والأدبية، وعمقها الصوفي المعيش معايشة صادقة. وأيا كان الأمر، فإن انجلز، بتحليله الظاهرة الدينية من منظور الصراع الطبقي، قد ابرز القوة الاحتجاجية للدين وشق الطريق لنهج جديد - متميز عن كل من الفلسفة التنويرية التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والهيجلية الجديدة الألمانية - لتناول العلاقة بين الدين والمجتمع.
ومعظم الدراسات الماركسية في القرن العشرين عن الدين تقتصر إما علي تفسير أو تطوير للأفكار التي عرضها ماركس وانجلز أو علي تطبيقها علي واقع محدد.
كاوتسكي ولينين ولوكسمبورج تلك هي الحالة مثلا مع دراسات كارل كاو تسكي التاريخية عن المسيحية البدائية، والهرطقات التي عرفتها العصور الوسطي، وعن توماس مور وتوماس مونزر. وبينما يقدم لنا كاوتسكي نظرات ثاقبة وتفصيلات مهمة عن الأسس الاجتماعية والاقتصادية لهذه الحركات وعن طموحاتها المشاعية، فإنه عادة ما يختزل معتقداتها الدينية إلي مستوي مجرد " قشرة " أو"حلة " " تخفي" محتواها الاجتماعي. وفي كتابه عن الإصلاح الألماني، لا يبدد أي وقت في تناول البعد الديني للنزاع بين الكاثوليك واللوثريين والقائلين بتجديد العماد: واحتقارا منه ل " المشاجرات اللاهوتية " بين هذه الحركة الدينية، يري أنالمهمة الوحيدة للمؤرخ هي " إرجاع نزاعات تلك الأزمنة إلى تناقضات المصالح المادية ". وكان كثيرون من الماركسيين في الحركة العمالية الأوربية معادين بشكل جذري للدين لكنهم كانوا يرون أن المعركة الإلحادية ضد الأيديولوجية الدينية يجب أن تخضع للضرورات الملموسة للنظام الطبقي، الذي يتطلب الوحدة بين العمال الذين يؤمنون بالرب وأولئك الذين لا يؤمنون به.
ولينين نفسه - الذي غالبا ما شجب الدين باعتباره " ضبابا صوفيا "- يؤكد في مقالة الذي يحمل عنوان "الاشتراكية والدين" (1905) علي أن الإلحاد لا يجب أن يكون جزء من برنامج الحزب لأن " الوحدة " في النضال الثوري الذي تخوضه الطبقة المقهورة من اجل خلق فردوس علي الأرض أهم بالنسبة لنا بكثير من وحدة الرأي البروليتاري حول الموقف من فكرة الفردوس في السماء.
وقد تقاسمت روزا لوكسمبورج هذا الرأي، لكنها طورت نهجا مختلفا واكثر مرونة فعلي الرغم من أنها كانت هي نفسها ملحدة، فقد هاجمت في كتاباتها السياسة الرجعية للكنيسة - باسم تراثها - بأكثر مما هاجمت الدين. وفي بحث كتب في عام 1905، (الكنيسة والاشتراكية) قالت أن الاشتراكيين الجدد اكثر إخلاصا للمبادئ الأصلية للمسيحية من رجال الدين المحافظين المعاصرين.
وبما أن الاشتراكيين يناضلون من اجل نظام اجتماعي يتميز بالمساواة والحرية والإخاء، فإن القساوسة، إذا كانوا يريدون مخلصين أن يطبقوا في حياة البشرية المبدأ المسيحي الذي يدعو إلي أن يحب المرء جاره حبه لنفسه، يجب أن يرحبوا بالحركة الاشتراكية.
فعندما يؤيد رجال الدين الأغنياء، الذين يستغلون ويضطهدون الفقراء، فانهم يكونون في تناقض سافر مع التعاليم المسيحية: إنهم يخدمون العجل الذهبي لا المسيح. وكان رسل المسيحية الأوائل مشاعيين متحمسين وقد حجب آباء الكنيسة (مثل بازيل الأكبر ويوحنا كريسوستوم) الظلم الاجتماعي وهذه القضية تتولاها اليوم الحركة الاشتراكية التي تحمل إلي الفقراء إنجيل الإخاء والمساواة، وتدعو الشعب إلي إنشاء مملكة الحرية وحب الجار علي الأرض. وبدلا من خوض معركة فلسفية باسم المادية، تحاول روزا لوكسمبورج استنقاذ البعد الاجتماعي للتراث المسيحي لحساب الحركة العمالية. وكان الماركسيون النمساويون، اوتو باور وماكس أدلر، الخ، اقل عداوة للدين بكثير من زملائهم الألمان والروس. ويبدو انهم قد اعتبروا الماركسية متمشية مع شكل ما للدين، لكن ذلك يشير أساسا إلي الدين بوصفه " عقيدة فلسفية " (ذات إلهام قانطي جديد) وليس إلي تقاليد دينية تاريخية ملموسة.
الأممية الشيوعية لم يول اهتمام كبير للدين في الأممية الشيوعية. وقد انضم عدد هام من المسيحيين إلي لحركة، وخلال العشرينات، نجد أن قسا بروتستانتيا سويسرا سابقا، هو جول أمبير - دروز، قد اصبح واحدا من قادة الكومنترن (الأممية الشيوعية) الرئيسيين. وكانت الفكرة السائدة بين الماركسيين آنذاك هي أن المسيحي الذي صار اشتراكيا أو شيوعيا إنما يعتبر بالضرورة متخليا عن معتقداته الدينية "اللاعلمية" و"المثالية " السابقة.
وعمل برتولد بريشت المسرحي الجميل الذي يحمل عنوان " جان الجزارات " (1932 )هو مثال جيد لهذا النوع من التناول التبسيطي لتحول المسيحيين إلي النضال من اجل التحرر البروليتاري. ويصف بريشت بشكل بالغ الذكاء العملية التي تكتشف عبرها جان، هي قائدة لجيش الخلاص، حقيقة الاستغلال والظلم الاجتماعي وتموت متنكرة لمعتقداتها السابقة. إلا أنه لابد من أن توجد بالنسبة له قطيعة مطلقة وكاملة بين إيمانها المسيحي السابق وإيمانها الجديد بالنضال الثوري.
وقبيل موتها مباشرة تقول جان للشعب: " إن جاءكم أحدا يوم ما ليقول أن هناك ربا، وإن كانت لا تدركه الأبصار، يمكنكم انتظار عونه، ارجموه بحجر علي رأسه دون رحمه إلي أن يموت ".
وفي هذا النوع من المنظورات " المادية " الفجة - وغير المتسامحة بالمرة - ضاعت بصيرة روزا لوكسمبورج النافذة، التي رأت أن بوسع المرء النضال من اجل القيم الحقيقية للمسيحية الأصلية.
والواقع أنه قد ظهرت في فرنسا (1936 - 1938 )، بعد سنوات قليلة من كتابة بريشت لهذه المسرحية، حركة للمسحيين الثوريين تجمع عدة آلاف من المناضلين الذين ساندوا الحركة العمالية بنشاط، خاصة جناحها الأكثر جذرية (جناح الاشتراكيين اليساريين الذين تزعمهم مارس بيفير ). وكان شعارهم الرئيسي " نحن اشتراكيون لأننا مسيحيون".
جرامشي
من بين زعماء ومفكري الحركة الشيوعية، من الأرجح أن جرامشي هو الوحيد الذي أبدى الاهتمام الأكبر بالمسائل الدينية.
كما أنه أحد الماركسيين الأوائل الذين حاولوا فهم الدور المعاصر للكنيسة الكاثوليكية وثقل الثقافة الدينية بين الجماهير الشعبية وملاحظاته عن الدين التي سجلها في " دفاتر السجن " ذات طابع متناثر ومبعثر وتلميحي، لكنها في الوقت نفسه جد نافذة.
والواقع أن نقده الحاد الساخر لأشكال الدين المحافظة - خاصة النوع اليسوعي من الكاثوليكية، الذي كان يمقته من صميم فؤاده - لم يحل بينه وبين أن يدرك أيضا البعد الطوباوي للأفكار الدينية ".... أن الدين هو اضخم " ميتافيزيقيا " عرفها التاريخ حتى الآن، لأنه اضخم محاولة للتوفيق، في شكل ميثولوجي، بين التناقضات الفعلية للحياة التاريخية. فالواقع أنه يؤكد أن البشرية لها " طبيعة " واحدة، أن الإنسان... بقدر ما أنه قد خلقه الرب، ابن الرب، هو من ثم أخو للبشر الآخرين ومثلهم...، لكنه يؤكد أيضا أ، ذلك كله لا ينتمي إلي هذا العالم، بل إلي عالم آخر (اليوتوبيا ). وهكذا فإن أفكار المساواة والإخاء، والحرية تنبجس بين البشر... وهكذا فإن هذه المطالب قد طرحت دائما في كل تحرك جذري للجماهير، علي نحو آخر، بأشكال خاصة وبايديوجيات خاصة " كما أكد علي التمايزات الداخلية للكنيسة وفقا للتوجهات الإيديولوجية - تيارات ليبرالية ويسوعية وأصولية داخل الثقافة الكاثوليكية - ووفقا للطبقات الاجتماعية المختلفة:
"إن كل دين... هو في الواقع عديد من الأديان المختلفة والمتناقضة غالبا: فهناك كاثوليكية للفلاحين وكاثوليكية للبرجوازية الصغيرة وعمال المدن وكاثوليكية للمرأة وكاثوليكية للمثقفين.... " وتتصل معظم ملاحظاته بتاريخ ودور الكنيسة الكاثوليكية الحالي في إيطاليا: تعبيرها الاجتماعي والسياسي من خلال جماعة العمل الكاثوليكي وحزب الشعب، وعلاقتها بالدولة وبالطبقات التابعة، الخ. وقد اهتم علي نحو خاص بأسلوب تجنيد المثقفين التقليديين واستخدامهم كأدوات للهيمنة من جانب الكنيسة: " مع أنها قد نظمت آلية مثيرة للاختيار " الديمقراطي " لمثقفيها، فإنهم قد اختيروا كأفراد فرادى وليس كتعبير تمثيلي عن الجماعات الشعبية ".
بلوخ
إن تحليلات جرامشي ثرية ومحركة للتأمل، لكنها، في التحليل الأخير، لا تجدد في منهج تناول الدين. وأرنست بلوخ هو الكاتب الماركسي الأول الذي غير الإطار النظري جذريا دون أن يتخلي عن المنظور الماركسي والثوري.
وبأسلوب مماثل لأسلوب أنجلز، ميز بين تيارين متعارضين من الناحية الاجتماعية: من جهة، دين الكنائس الرسمية الثيوقراطي، أفيون الشعب، جهاز تضليلي يخدم الأقوياء، ومن الجهة الأخرى، الدين السري، الهدام والخارج الذي عرفه الألبيجينسيون (شعبة دينية ظهرت في فرنسا بين عامي 1029- 1250، وترضت للقمع بتهمة الهرطقة - المترجم) والهوسيون (اتباع يان هوس (1369- 1415) المصلح الديني في بوهيميا، والذي احرق بتهمة الهرطقة - المترجم) ويواقيم الفلوري وتوماس مونزر وفرانتس فون بادر، وفيلهيلم فايتلينج وليو تولستوي.
علي أن بلوخ، خلافا لإنجلز، رفض اعتبار الدين مجرد " ستار " لمصالح طبقية - وقد انتقد هذا المفهوم بشكل صريح، وإن كان قد رده إلي كاوتسكي وحده... فالدين في أشكاله الاحتجاجية والمتمردة هو أحد أهم أشكال الوعي الطوباوي، أحد اغني التعبيرات عن مبدأ الأمل.
واللاهوت اليهودي - المسيحي عن الموت والخلود - الكون الديني الأثير لدى بلوخ - أنما يرمز، من خلال قدرته علي التوقع الإبداعي، إلي الفضاء الخيالي لما لم يأتي بعد.
واستنادا إلي هذه التصورات، يطور بلوخ تفسيرا غير أرثوذكسي وخارجا علي الأعراف التقليدية للكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - مقدما إنجيل الفقراء، الذي يدين الفراعنة ويدعو الجميع إلي الاختيار بين قيصر والمسيح. والواقع أن بلوخ وهو ملحد ديني - إنه يري أن الملحد هو وحده الذي يمكنه أن يصبح مسيحيا صالحا وأن المسيحي الصالح وحده هو الذي يمكنه أن يصبح ملحدا - ولاهوتي للثورة، لم يقدم مجرد قراءة ماركسية للنزعة الألفية (مقتفيا اثر أنجلز في ذلك) بل قدم أيضا - وهذا هو الجديد، تفسيرا ألفيا للماركسية، حيث يجرى اعتبار النضال الاشتراكي من أجل مملكة الحرية وريثا مباشرا لهرطقات الماضي الأخروية والجماعية.
وبطبيعة الحال فإن بلوخ، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب الذي كتب فقرة 1844 الشهيرة، وقد ميز الطابع المزدوج للظاهرة الدينية، جانبها القهري وكذلك قدرتها علي التمرد.
ويتطلب الجانب الأول استخدام ما يسميه ب " تيار الماركسية البارد ": التحليل المادي الذي لا يكل للأيديولوجيات والأوثان والوثنيات.
علي أن الجانب الثاني يتطلب " تيار الماركسية الدافق " الذي بسعي إلي استنقاذ الفائض الثقافي الطوباوي في الدين، قوته الانتقادية والتوقعية. وبعيدا عن أي "حوار " كان بلوخ يحلم باتحاد حقيقي بين المسيحية والثورة مثلما حدث في حرب الفلاحين في القرن السادس عشر. وإلي حد ما، كان بعض أعضاء مدرسة فرانكفورت يتقاسمون أراء بلوخ. فقد رأى ماكس هوركهايمر أن " الدين هو سجل رغبات وأشواق واحتجاجات اجيال لا حصر لها " وفي كتابه " عقيدة المسيح (1930 )، استخدم أيريك فروم الماركسية والتحليل النفسي لتوضيح جوهر المسيحية البدائية الخلاصي والشعبي والمساواتي والمعادي للتسلط، وقد حاول فالتر بنيامين أن يؤلف، في تركيب فريد وأصيل، بين اللاهوت والماركسية، بين الخلاصية اليهودية والمادية التاريخية.
جولدمان
ويعتبر عمل لو سيان جولدمان محاولة رائدة أخرى لتجديد التناول الماركسي للدين ومع أن مصادر إلهام جولدمان تختلف اختلافا بينا عن مصادر الهام بلوخ، إلا أنه قد اهتم هو إيضاح برد الاعتبار إلى القيمة الأخلاقية والإنسانية للتراث الديني.
وقد طور في كتابه " الرب المحتجب " (1955) تحليلا سوسيولوجيا جد مرهف ومبتكر للهرطقة اليانسنية (بما في ذلك مسرح راسين وفلسفة باسكال) بوصفها فلسفة مأساوية، تعبر عن الوضع الخاص لشريحة اجتماعية (نبلاء الرداء) في فرنسا في القرن السابع عشر.
علي أن الجزء الأكثر إثارة للدهشة والأكثر أصالة في هذا العمل هو المحاولة الرامية إلي المقارنة بين الإيمان الديني والأيمان الماركسي - دون دمجهما:
فكلاهما يرفضان النزعة الفردية الخالصة (العقلانية أو التجريبية) وكلاهما يؤمنان بقيم فوق فردية - الرب بالنسبة للدين والجماعة الإنسانية بالنسبة للاشتراكية.
ويوجد تناظر مماثل بين الرهان الباسكالي علي وجود الرب والرهان الماركسي علي تحرر الإنسانية: إن كليهما يفترضان المجازفة، وخطر الفشل وأمل النجاح.
وكليهما ينطويان علي إيمان أساسي معين لا يمكن إثباته علي مستوي الأحكام الواقعية وحده. وبطبيعة الحال ف'ن ما يفصل بينهما هو الطابع فوق الطبيعي أو فوق التاريخي للتسامي الديني ودون أن يهدف بآية حال " إضفاء طابع مسيحي علي الماركسية " ادخل جولدمان أسلوبا جديدا للنظر إلي العلاقة الصراعية بين الأيمان الديني والإلحاد الماركسي.
لقد رأي ماركس وانجلز أن الدور الانتقادي الذي لعبة الدين هو شيء ينتمي إلى الماضي، لم تعد له أية أهمية في عصر الصراع الطبقي الحديث.
وقد تأكد هذا التوقع من الناحية التاريخية إلى هذا الحد أو ذاك علي مدار قرن - فيما عدا استثناءات هامة قليلة (خاصة في فرنسا ): حركة الاشتراكيين المسيحيين في الثلاثينيات، حركة القساوسة العمال في الأربعينيات، يسار النقابات المسيحية الاتحاد الفرنسي للعمال المسيحيين في الخمسينيات، الخ. آلا أنه لفهم ما كان يحدث خلال السنوات الثلاثين الماضية في أمريكا اللاتينية - وفي الفلبين أيضا وبدرجة اقل في قارات أخري - فإننا بحاجة إلي أن ندمج في تحليلنا رؤى بلوخ (وجولمان) الثاقبة حول الطاقة الطوباوية للتراث اليهودي – المسيحي.
ينظر معظم مؤيدي الماركسية وخصومها إلى عبارة" الدين أفيون الشعوب " الشهيرة علي إنها خلاصة المفهوم الماركسي عن الظاهرة الدينية. علي أننا يجب أن نتذكر بادئ ذي بدء أن هذا التعبير ليس ماركسيا بشكل خاص، فالعبارة نفسها يمكننا العثور عليها، في سياقات مختلفة، في كتابات كانط وهيردر وفيورباخ وبرونو باور وهاينريش هاينه......
إن من شأن قراءة متأنية لمجمل فقرة ماركس التي يظهر فيها تعبير " الدين أفيون الشعوب " أن تبين أن كاتبها أكثر إدراكا لدرجات الألوان مما هو شائع عنه. فهو يأخذ في اعتباره الطابع المزدوج للدين: "إن الهم الديني هو في الوقت نفسه تعبير عن هم واقعي واحتجاج علي هم واقعي. إن الدين هو آهة الخليقة المضطهدة، هو قلب عالم لا قلب له، مثلما هو روح وضع بلا روح. إنه أفيون الشعب ".
وإذا ما قرأنا مجمل البحث الذي ترد فيه هذه الفقرة - والذي يحمل عنوان " نحو نقد لفلسفة الحق الهيجلية " والمكتوب في عام 1844 - فسوف يتكشف لنا بوضوح أن رأى ماركس يدين للهيجلية الجديدة اليسارية، التي اعتبرت الدين اغترابا للجوهر الإنساني، بأكثر مما يدين لفلسفة التنوير التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والتي أدانت الدين بوصفه مؤامرة إكليركية لا أكثر ولا اقل.
والواقع أن ماركس عندما كتب الفقرة الأنفة كان لا يزال تلميذا لفيورباخ، هيج يليا جديدا. ومن ثم فإن تحليله للدين كان " قبل ماركسي " لا يتميز بأية إحالة طبقية علي انه مع ذلك جدليا لأنه قد استوعب الطابع المتناقض للظاهرة الدينية: فهي في بعض الأحيان تمثل إضفاء للشرعية علي المجتمع القائم وهي في بعض الأحيان تمثل احتجاجا عليه. ولم تبدأ الدراسة الماركسية المحددة للدين بوصفه علاقة اجتماعية وتاريخية إلا فيما بعد - خاصة مع مخطوط " الأيديولوجية الألمانية (1846).
وقد تضمنت تلك الدراسة تحليلا للدين بوصفه أحد الأشكال الكثيرة للإيديولوجية، الإنتاج الروحي لشعب ما،إنتاج الأفكار والتمثيلات والوعي - والتي تعتبر كلها بالضرورة مشروطة بالإنتاج المادي والعلاقات الاجتماعية المتناسبة معه، علي أن ماركس، منذ تلك اللحظة فصاعدا، لم يول اهتماما كبيرا للدين بصفته هذه، أي بصفته كونا ثقافيا /أيديولوجيا نوعيا للمعني.
..... وانجلز أبدي فرديريك اهتماما بالظاهرة الدينية وبدورها التاريخي يفوق اهتمام ماركس بهما بكثير. وتتمثل مساهمة انجلز الرئيسية التي قدمها إلى الدراسة الماركسية للأديان في تحليله لعلاقة التمثيلات الدينية بالصراع الطبقي.
وفيما وراء المناظرة الفلسفية (المادية ضد المثالية) حاول فهم وتفسير التجليات الاجتماعية الملموسة للأديان. فالمسيحية لم تبدو في نظره (مثلما كانت تبدو في نظر فيورباخ) بوصفها "جوهرا " منفصلا عن الزمن، بل هي تبدو بوصفها شكلا ثقافيا يتعرض لتحولات في العصور التاريخية المختلفة: فهي تبدو في البداية بوصفها ديانة للعبيد، ثم بوصفها أيديولوجية ملائمة للهيراركية الإقطاعية واخيرا بوصفها أيديولوجية تتميز بالتكيف مع المجتمع البورجوازي.
وهي تظهر من ثم بوصفها فضاء رمزيا تتنازع عليه قوي اجتماعية متناحرة: اللاهوت الإقطاعي والبروتستانتية البورجوازية والهرطقات الشعبية. وفي بعض الأحيان كان تحليله يزل في اتجاه تفسير نفعي، ذرائعي، بشكل ضيق للحركات الدينية: ".... وان كل طبقة من الطبقات المختلفة تستخدم الدين الملائم لها... ولا أهمية تذكر لما إذا كان هؤلاء السادة يؤمنون بالأديان التي يتبناها كل منهم أم لا " ويبدو أن انجلز لا يري في صور الإيمان المختلفة غير" الستار الديني" للمصالح الطبقية.
لكن انجلز بفضل منهجه الذي يؤكد علي الصراع الطبقي ن قد أدرك - خلافا لفلاسفة التنوير - أن النزاع بين المادية والدين لا يتطابق دائما مع الصراع بين الثورة والرجعية. فنحن نجد، علي سبيل المثال، في إنجلترا في القرن الثامن عشر، أن المادية ممثلة في شخص هوبز قد دافعت عن الملكية المطلقة في حين أن الشيع البروتستانتية قد استخدمت الدين كراية لها في النضال الثوري ضد آل ستيوارت.
وبالشكل نفسه،بدلا من اعتبار الكنيسة كلا متجانسا من الناحية الاجتماعية نقدم تحليلا رائعا يبين كيف أن الكنيسة قد انقسمت في بعض المنعطفات التاريخية بحسب تركيبها الطبقي. وهكذا فخلال زمن الإصلاح،كان علي أحد الجانبين كبار رجال الدين، القمة الإقطاعية للهيراركية، وكان علي الجانب الآخر صغار رجال الدين، الذين جاء من بين صفوفهم إيديولوجيو الإصلاح وإيديولوجيو الحركة الفلاحية الثورية ز ومع كون انجلز ماديا " ملحدا " وعدوا لدودا للدين، فانه قد أدرك، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب، الطابع المزدوج للظاهرة الدينية: دورها في إضفاء الشرعية علي النظام القائم، ولكن أيضا، تبعا للظروف الاجتماعية، دورها الإنتقادي والاحتجاجي، بل والثوري.
وعلاوة علي ذلك فإن معظم الدراسات الملموسة التي كتبها قد ركزت علي هذا الجانب الثاني: حيث تركزت، بالدرجة الأولي، علي المسيحية البدائية، ديانة الفقراء والمنبوذين والمهانين والمضطهدين والمقهورين.
فقد جاء المسيحيون الأوائل من ادني مستويات المجتمع: العبيد، الأحرار الذين حرموا من حقوقهم، وصغار الفلاحين الذين نزحوا تحت نير الديون بل إن إنجلز قد مضي إلى حد رسم تواز مثير بين هذه المسيحية البدائية والاشتراكية الحديثة: (أ) إن الحركتين الكبيرتين ليستا من عمل زعماء وأنبياء- مع أن الأنبياء ليسوا بالمرة قليلين في أي منهما -بل هما حركتان جماهيريتان.(ب )إن كليهما حركات مضطهدين، يعانون من القهر والمنتمون إليهما يتعرضون للتشريد والملاحقة من جانب السلطات الحاكمة.
(ج) أن كليهما يدعوان إلى تحرر وشيك من العبودية والبؤس. وسعيا إلى زخرفة مقارنته، نجد أن إنجلز يتجه، بشكل مثير إلى حد ما، إلي الاستشهاد بقول مأثور للمؤرخ الفرنسي رينان: " إذا أردتم تكوين فكرة عما كانت عليه حال الجماعات المسيحية الأولي، انظروا إلي شعبة محلية لرابطة العمال الأممية " ويري انجلز أن الفارق بين الحركتين يتمثل في أن المسيحيين الأوائل قد نقلوا الخلاص إلي الآخرة بينما تتصوره الاشتراكية في هذا العالم الدنيوي. ولكن هل يعتبر هذا الفارق واضحا بالدرجة التي يبدو بها للوهلة الأولي ؟
يبدو أنه قد اصبح مطموسا في دراسة إنجلز للحركة المسيحية الكبرى الثانية - " حرب الفلاحين في ألمانيا " - فتوماس مونزر، لاهوتي وقائد الفلاحين الثوريين والعوام الهراطقة في القرن السادس عشر كان يريد تجسيدا فوريا علي الأرض لمملكة الرب، مملكة الأنبياء الألفية السعيدة. ويري انجلز أن مملكة الرب كانت بالنسبة لمونزر مجتمعا لا يعرف الفوارق الطبقية ولا الملكية الخاصة ولا سلطة دولة مستقلة عن أفراد ذلك المجتمع وغريبة عنه.
علي أن انجلز كان ما يزال ميالا إلى اختزال الدين إلي مستوي حيلة: فقد تحدث عن "صيغ " مونزر " الكلامية " المسيحية وعن " ستاره " الإنجيلي ويبدو انه قد غاب عن باله البعد الديني المحدد للنزعة الألفية المونزرية، قوتها الروحية والأدبية، وعمقها الصوفي المعيش معايشة صادقة. وأيا كان الأمر، فإن انجلز، بتحليله الظاهرة الدينية من منظور الصراع الطبقي، قد ابرز القوة الاحتجاجية للدين وشق الطريق لنهج جديد - متميز عن كل من الفلسفة التنويرية التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والهيجلية الجديدة الألمانية - لتناول العلاقة بين الدين والمجتمع.
ومعظم الدراسات الماركسية في القرن العشرين عن الدين تقتصر إما علي تفسير أو تطوير للأفكار التي عرضها ماركس وانجلز أو علي تطبيقها علي واقع محدد.
كاوتسكي ولينين ولوكسمبورج تلك هي الحالة مثلا مع دراسات كارل كاو تسكي التاريخية عن المسيحية البدائية، والهرطقات التي عرفتها العصور الوسطي، وعن توماس مور وتوماس مونزر. وبينما يقدم لنا كاوتسكي نظرات ثاقبة وتفصيلات مهمة عن الأسس الاجتماعية والاقتصادية لهذه الحركات وعن طموحاتها المشاعية، فإنه عادة ما يختزل معتقداتها الدينية إلي مستوي مجرد " قشرة " أو"حلة " " تخفي" محتواها الاجتماعي. وفي كتابه عن الإصلاح الألماني، لا يبدد أي وقت في تناول البعد الديني للنزاع بين الكاثوليك واللوثريين والقائلين بتجديد العماد: واحتقارا منه ل " المشاجرات اللاهوتية " بين هذه الحركة الدينية، يري أنالمهمة الوحيدة للمؤرخ هي " إرجاع نزاعات تلك الأزمنة إلى تناقضات المصالح المادية ". وكان كثيرون من الماركسيين في الحركة العمالية الأوربية معادين بشكل جذري للدين لكنهم كانوا يرون أن المعركة الإلحادية ضد الأيديولوجية الدينية يجب أن تخضع للضرورات الملموسة للنظام الطبقي، الذي يتطلب الوحدة بين العمال الذين يؤمنون بالرب وأولئك الذين لا يؤمنون به.
ولينين نفسه - الذي غالبا ما شجب الدين باعتباره " ضبابا صوفيا "- يؤكد في مقالة الذي يحمل عنوان "الاشتراكية والدين" (1905) علي أن الإلحاد لا يجب أن يكون جزء من برنامج الحزب لأن " الوحدة " في النضال الثوري الذي تخوضه الطبقة المقهورة من اجل خلق فردوس علي الأرض أهم بالنسبة لنا بكثير من وحدة الرأي البروليتاري حول الموقف من فكرة الفردوس في السماء.
وقد تقاسمت روزا لوكسمبورج هذا الرأي، لكنها طورت نهجا مختلفا واكثر مرونة فعلي الرغم من أنها كانت هي نفسها ملحدة، فقد هاجمت في كتاباتها السياسة الرجعية للكنيسة - باسم تراثها - بأكثر مما هاجمت الدين. وفي بحث كتب في عام 1905، (الكنيسة والاشتراكية) قالت أن الاشتراكيين الجدد اكثر إخلاصا للمبادئ الأصلية للمسيحية من رجال الدين المحافظين المعاصرين.
وبما أن الاشتراكيين يناضلون من اجل نظام اجتماعي يتميز بالمساواة والحرية والإخاء، فإن القساوسة، إذا كانوا يريدون مخلصين أن يطبقوا في حياة البشرية المبدأ المسيحي الذي يدعو إلي أن يحب المرء جاره حبه لنفسه، يجب أن يرحبوا بالحركة الاشتراكية.
فعندما يؤيد رجال الدين الأغنياء، الذين يستغلون ويضطهدون الفقراء، فانهم يكونون في تناقض سافر مع التعاليم المسيحية: إنهم يخدمون العجل الذهبي لا المسيح. وكان رسل المسيحية الأوائل مشاعيين متحمسين وقد حجب آباء الكنيسة (مثل بازيل الأكبر ويوحنا كريسوستوم) الظلم الاجتماعي وهذه القضية تتولاها اليوم الحركة الاشتراكية التي تحمل إلي الفقراء إنجيل الإخاء والمساواة، وتدعو الشعب إلي إنشاء مملكة الحرية وحب الجار علي الأرض. وبدلا من خوض معركة فلسفية باسم المادية، تحاول روزا لوكسمبورج استنقاذ البعد الاجتماعي للتراث المسيحي لحساب الحركة العمالية. وكان الماركسيون النمساويون، اوتو باور وماكس أدلر، الخ، اقل عداوة للدين بكثير من زملائهم الألمان والروس. ويبدو انهم قد اعتبروا الماركسية متمشية مع شكل ما للدين، لكن ذلك يشير أساسا إلي الدين بوصفه " عقيدة فلسفية " (ذات إلهام قانطي جديد) وليس إلي تقاليد دينية تاريخية ملموسة.
الأممية الشيوعية لم يول اهتمام كبير للدين في الأممية الشيوعية. وقد انضم عدد هام من المسيحيين إلي لحركة، وخلال العشرينات، نجد أن قسا بروتستانتيا سويسرا سابقا، هو جول أمبير - دروز، قد اصبح واحدا من قادة الكومنترن (الأممية الشيوعية) الرئيسيين. وكانت الفكرة السائدة بين الماركسيين آنذاك هي أن المسيحي الذي صار اشتراكيا أو شيوعيا إنما يعتبر بالضرورة متخليا عن معتقداته الدينية "اللاعلمية" و"المثالية " السابقة.
وعمل برتولد بريشت المسرحي الجميل الذي يحمل عنوان " جان الجزارات " (1932 )هو مثال جيد لهذا النوع من التناول التبسيطي لتحول المسيحيين إلي النضال من اجل التحرر البروليتاري. ويصف بريشت بشكل بالغ الذكاء العملية التي تكتشف عبرها جان، هي قائدة لجيش الخلاص، حقيقة الاستغلال والظلم الاجتماعي وتموت متنكرة لمعتقداتها السابقة. إلا أنه لابد من أن توجد بالنسبة له قطيعة مطلقة وكاملة بين إيمانها المسيحي السابق وإيمانها الجديد بالنضال الثوري.
وقبيل موتها مباشرة تقول جان للشعب: " إن جاءكم أحدا يوم ما ليقول أن هناك ربا، وإن كانت لا تدركه الأبصار، يمكنكم انتظار عونه، ارجموه بحجر علي رأسه دون رحمه إلي أن يموت ".
وفي هذا النوع من المنظورات " المادية " الفجة - وغير المتسامحة بالمرة - ضاعت بصيرة روزا لوكسمبورج النافذة، التي رأت أن بوسع المرء النضال من اجل القيم الحقيقية للمسيحية الأصلية.
والواقع أنه قد ظهرت في فرنسا (1936 - 1938 )، بعد سنوات قليلة من كتابة بريشت لهذه المسرحية، حركة للمسحيين الثوريين تجمع عدة آلاف من المناضلين الذين ساندوا الحركة العمالية بنشاط، خاصة جناحها الأكثر جذرية (جناح الاشتراكيين اليساريين الذين تزعمهم مارس بيفير ). وكان شعارهم الرئيسي " نحن اشتراكيون لأننا مسيحيون".
جرامشي
من بين زعماء ومفكري الحركة الشيوعية، من الأرجح أن جرامشي هو الوحيد الذي أبدى الاهتمام الأكبر بالمسائل الدينية.
كما أنه أحد الماركسيين الأوائل الذين حاولوا فهم الدور المعاصر للكنيسة الكاثوليكية وثقل الثقافة الدينية بين الجماهير الشعبية وملاحظاته عن الدين التي سجلها في " دفاتر السجن " ذات طابع متناثر ومبعثر وتلميحي، لكنها في الوقت نفسه جد نافذة.
والواقع أن نقده الحاد الساخر لأشكال الدين المحافظة - خاصة النوع اليسوعي من الكاثوليكية، الذي كان يمقته من صميم فؤاده - لم يحل بينه وبين أن يدرك أيضا البعد الطوباوي للأفكار الدينية ".... أن الدين هو اضخم " ميتافيزيقيا " عرفها التاريخ حتى الآن، لأنه اضخم محاولة للتوفيق، في شكل ميثولوجي، بين التناقضات الفعلية للحياة التاريخية. فالواقع أنه يؤكد أن البشرية لها " طبيعة " واحدة، أن الإنسان... بقدر ما أنه قد خلقه الرب، ابن الرب، هو من ثم أخو للبشر الآخرين ومثلهم...، لكنه يؤكد أيضا أ، ذلك كله لا ينتمي إلي هذا العالم، بل إلي عالم آخر (اليوتوبيا ). وهكذا فإن أفكار المساواة والإخاء، والحرية تنبجس بين البشر... وهكذا فإن هذه المطالب قد طرحت دائما في كل تحرك جذري للجماهير، علي نحو آخر، بأشكال خاصة وبايديوجيات خاصة " كما أكد علي التمايزات الداخلية للكنيسة وفقا للتوجهات الإيديولوجية - تيارات ليبرالية ويسوعية وأصولية داخل الثقافة الكاثوليكية - ووفقا للطبقات الاجتماعية المختلفة:
"إن كل دين... هو في الواقع عديد من الأديان المختلفة والمتناقضة غالبا: فهناك كاثوليكية للفلاحين وكاثوليكية للبرجوازية الصغيرة وعمال المدن وكاثوليكية للمرأة وكاثوليكية للمثقفين.... " وتتصل معظم ملاحظاته بتاريخ ودور الكنيسة الكاثوليكية الحالي في إيطاليا: تعبيرها الاجتماعي والسياسي من خلال جماعة العمل الكاثوليكي وحزب الشعب، وعلاقتها بالدولة وبالطبقات التابعة، الخ. وقد اهتم علي نحو خاص بأسلوب تجنيد المثقفين التقليديين واستخدامهم كأدوات للهيمنة من جانب الكنيسة: " مع أنها قد نظمت آلية مثيرة للاختيار " الديمقراطي " لمثقفيها، فإنهم قد اختيروا كأفراد فرادى وليس كتعبير تمثيلي عن الجماعات الشعبية ".
بلوخ
إن تحليلات جرامشي ثرية ومحركة للتأمل، لكنها، في التحليل الأخير، لا تجدد في منهج تناول الدين. وأرنست بلوخ هو الكاتب الماركسي الأول الذي غير الإطار النظري جذريا دون أن يتخلي عن المنظور الماركسي والثوري.
وبأسلوب مماثل لأسلوب أنجلز، ميز بين تيارين متعارضين من الناحية الاجتماعية: من جهة، دين الكنائس الرسمية الثيوقراطي، أفيون الشعب، جهاز تضليلي يخدم الأقوياء، ومن الجهة الأخرى، الدين السري، الهدام والخارج الذي عرفه الألبيجينسيون (شعبة دينية ظهرت في فرنسا بين عامي 1029- 1250، وترضت للقمع بتهمة الهرطقة - المترجم) والهوسيون (اتباع يان هوس (1369- 1415) المصلح الديني في بوهيميا، والذي احرق بتهمة الهرطقة - المترجم) ويواقيم الفلوري وتوماس مونزر وفرانتس فون بادر، وفيلهيلم فايتلينج وليو تولستوي.
علي أن بلوخ، خلافا لإنجلز، رفض اعتبار الدين مجرد " ستار " لمصالح طبقية - وقد انتقد هذا المفهوم بشكل صريح، وإن كان قد رده إلي كاوتسكي وحده... فالدين في أشكاله الاحتجاجية والمتمردة هو أحد أهم أشكال الوعي الطوباوي، أحد اغني التعبيرات عن مبدأ الأمل.
واللاهوت اليهودي - المسيحي عن الموت والخلود - الكون الديني الأثير لدى بلوخ - أنما يرمز، من خلال قدرته علي التوقع الإبداعي، إلي الفضاء الخيالي لما لم يأتي بعد.
واستنادا إلي هذه التصورات، يطور بلوخ تفسيرا غير أرثوذكسي وخارجا علي الأعراف التقليدية للكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - مقدما إنجيل الفقراء، الذي يدين الفراعنة ويدعو الجميع إلي الاختيار بين قيصر والمسيح. والواقع أن بلوخ وهو ملحد ديني - إنه يري أن الملحد هو وحده الذي يمكنه أن يصبح مسيحيا صالحا وأن المسيحي الصالح وحده هو الذي يمكنه أن يصبح ملحدا - ولاهوتي للثورة، لم يقدم مجرد قراءة ماركسية للنزعة الألفية (مقتفيا اثر أنجلز في ذلك) بل قدم أيضا - وهذا هو الجديد، تفسيرا ألفيا للماركسية، حيث يجرى اعتبار النضال الاشتراكي من أجل مملكة الحرية وريثا مباشرا لهرطقات الماضي الأخروية والجماعية.
وبطبيعة الحال فإن بلوخ، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب الذي كتب فقرة 1844 الشهيرة، وقد ميز الطابع المزدوج للظاهرة الدينية، جانبها القهري وكذلك قدرتها علي التمرد.
ويتطلب الجانب الأول استخدام ما يسميه ب " تيار الماركسية البارد ": التحليل المادي الذي لا يكل للأيديولوجيات والأوثان والوثنيات.
علي أن الجانب الثاني يتطلب " تيار الماركسية الدافق " الذي بسعي إلي استنقاذ الفائض الثقافي الطوباوي في الدين، قوته الانتقادية والتوقعية. وبعيدا عن أي "حوار " كان بلوخ يحلم باتحاد حقيقي بين المسيحية والثورة مثلما حدث في حرب الفلاحين في القرن السادس عشر. وإلي حد ما، كان بعض أعضاء مدرسة فرانكفورت يتقاسمون أراء بلوخ. فقد رأى ماكس هوركهايمر أن " الدين هو سجل رغبات وأشواق واحتجاجات اجيال لا حصر لها " وفي كتابه " عقيدة المسيح (1930 )، استخدم أيريك فروم الماركسية والتحليل النفسي لتوضيح جوهر المسيحية البدائية الخلاصي والشعبي والمساواتي والمعادي للتسلط، وقد حاول فالتر بنيامين أن يؤلف، في تركيب فريد وأصيل، بين اللاهوت والماركسية، بين الخلاصية اليهودية والمادية التاريخية.
جولدمان
ويعتبر عمل لو سيان جولدمان محاولة رائدة أخرى لتجديد التناول الماركسي للدين ومع أن مصادر إلهام جولدمان تختلف اختلافا بينا عن مصادر الهام بلوخ، إلا أنه قد اهتم هو إيضاح برد الاعتبار إلى القيمة الأخلاقية والإنسانية للتراث الديني.
وقد طور في كتابه " الرب المحتجب " (1955) تحليلا سوسيولوجيا جد مرهف ومبتكر للهرطقة اليانسنية (بما في ذلك مسرح راسين وفلسفة باسكال) بوصفها فلسفة مأساوية، تعبر عن الوضع الخاص لشريحة اجتماعية (نبلاء الرداء) في فرنسا في القرن السابع عشر.
علي أن الجزء الأكثر إثارة للدهشة والأكثر أصالة في هذا العمل هو المحاولة الرامية إلي المقارنة بين الإيمان الديني والأيمان الماركسي - دون دمجهما:
فكلاهما يرفضان النزعة الفردية الخالصة (العقلانية أو التجريبية) وكلاهما يؤمنان بقيم فوق فردية - الرب بالنسبة للدين والجماعة الإنسانية بالنسبة للاشتراكية.
ويوجد تناظر مماثل بين الرهان الباسكالي علي وجود الرب والرهان الماركسي علي تحرر الإنسانية: إن كليهما يفترضان المجازفة، وخطر الفشل وأمل النجاح.
وكليهما ينطويان علي إيمان أساسي معين لا يمكن إثباته علي مستوي الأحكام الواقعية وحده. وبطبيعة الحال ف'ن ما يفصل بينهما هو الطابع فوق الطبيعي أو فوق التاريخي للتسامي الديني ودون أن يهدف بآية حال " إضفاء طابع مسيحي علي الماركسية " ادخل جولدمان أسلوبا جديدا للنظر إلي العلاقة الصراعية بين الأيمان الديني والإلحاد الماركسي.
لقد رأي ماركس وانجلز أن الدور الانتقادي الذي لعبة الدين هو شيء ينتمي إلى الماضي، لم تعد له أية أهمية في عصر الصراع الطبقي الحديث.
وقد تأكد هذا التوقع من الناحية التاريخية إلى هذا الحد أو ذاك علي مدار قرن - فيما عدا استثناءات هامة قليلة (خاصة في فرنسا ): حركة الاشتراكيين المسيحيين في الثلاثينيات، حركة القساوسة العمال في الأربعينيات، يسار النقابات المسيحية الاتحاد الفرنسي للعمال المسيحيين في الخمسينيات، الخ. آلا أنه لفهم ما كان يحدث خلال السنوات الثلاثين الماضية في أمريكا اللاتينية - وفي الفلبين أيضا وبدرجة اقل في قارات أخري - فإننا بحاجة إلي أن ندمج في تحليلنا رؤى بلوخ (وجولمان) الثاقبة حول الطاقة الطوباوية للتراث اليهودي – المسيحي.
فيصل محمد خليل مايكل لوفي
01-29-2006, 04:53 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
بوستك هذا عنوانه تقريرى يثير التعجب أكثر من خمسة مرات إن كانت العلامة بمقدار واحد وقد يثير التعجب اللانهائى وقد لايثير تعجبا. دعنى أولا أبدأ فتح الباب معك بهذا البوست: دولار واحد من أجل اللاجئين بمصر والذى كان دعوة لاستنفار إنسانى لمساعدة بنى جلدتنا الذين نكلت بهم السلطة المصرية فعلا والسلطة السودانية موافقة وأصبحوا فى بحر سويعات بين قتيل وجريح ومسجون ومشرد, عراة حفاة وجوعى وأطفالهم يلهثون لقطرة حليب ولايجدون فى هذا الشتاء القارس (وعيونهم محفورة الأغوار ذابلة البريق). المبلغ المطلوب وهو دولار واحد كنت أعنيه وأريد أن أقول لمن لايدفعه ليس لك عذر غير أنك لاتريد المشاركة ولاأعنى بذلك السودانيين بالداخل ولا المقيمين فى مصر.بل أعنى السودانيين فى الدول الأخرى وتحديدا العاملين بالخارج. أنظر معى وتمعن فى هذه الإحصائية الغير دقيقة لعدد السودانيين العاملين بالخارج والتى وجدتها من بحث فى الإنترنت ويمكن لآخر أن يأتى بعدد أكبر من هذا. فيا أبوساندرا عدد السودانيين العاملين بالخارج قيل مليونين. ضع إعتبار أن هناك الإنقاذى والبخيل ومن يرى أن اللاجئين لايستحقون الدولار (لشيئ فى نفسه), واعتبر أن تعداد الممتنعين للأسباب أعلاه مليون وتسعمائة وخمسين ألفا من المليونين, فالمتبقى هو خمسون ألفا ليدفعوا خمسين ألف دولار تصل للاجئين بمصر. فماذا وصل للاجئين بمصر بعد قرابة الشهر من المذبحة؟ تجده هنا فى هذا الرابط: استلام تبرعات نداء دولار واحد من أجل اللاجئين بمصر والمجموع1880 دولارا فقط تحكى عن حس إنسانى متبلد الى درجة الموت . وأقول حس إنسانى لأن الإنسانية لايحركها دافع وطنى فى المقام الأول وإنما يحركها إحساس راقى بمعاناة الآخرين. ومن لايملكون هذا الإحساس من الصعب أن تحركهم معان أخرى وطنية كانت أو غيرها فكل المعانى منبعها الإحساس الإنسانى النبيل. وإن كنت تسأل عن الداخل فالناس فى الداخل إنعكاس للخارج فإن كان من يأمن على نفسه من بطش وفصل من الخدمة وتشريد لايتحرك فماذا تنتظر من الذى يرى ذلك بأم عينه منذ مجئ الإنقاذ!! أما الفعل السياسى والنقابى المضاد فاسأل قادة المعارضة عن موته إبتداءا من الحركة الشعبية التى لاتبكى موتاها ولاتعزهم وهم يموتون على بساط أخضر وليل بهيم من ليالى القاهرة القارسة ( هذا إن جاز أن يبكى كل حزب وكل جهة موتاها) وعن الآخرين حدث ولاحرج . فكيف تريد من قواعد تهتف ضد الإنقاذ وقادتها يمدون قرعتهم على بابها يتسولون منصب أو نظرة كنظرة أبوهاشم لفقراء الشمالية فى النصف الثانى من القرن العشرين(أما الآن فلم تتبق لإبنه نظرة غير عين مكسورة تنقب فى بقايا الإنقاذ وتقول لسلطان مصر الظالم سمعا وطاعة). يا أبو ساندرا نحن ظل قادتنا إن عجزنا عن دفع دولار واحد من أجل طفل وأم فقوم عود القادة يستقيم ظلنا أو أصنع منا عودا فى مصنع الإنسانية أبو دولار واحد حتى نتجاوز خنوع القادة ونكسر عودهم الذى نخره سوس الذل والهوان والتكالب على رضا مصر وكرسى الإنقاذ وريالات حكام الخليج وليبيا (ومن يعطيك من العرب يأخذ ثمن عطيته) . هذا ماوجدته بداخلى وأعطيتنى الفرصة لقوله ببوستك هذا فلك الشكر وعليك السلام.
01-29-2006, 03:06 PM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
معتصم الطاهر : يا باشمهندس صدقني أي بديل مهما كان متواضع أفضل من ديل نحن الآن تحت وطأة الأسواء ، في الدرك الأسفل من السوء وأي حاجة تجي بنكون صعدنا درجة
ثم البديل يصنعه الشعب في الأول عليه أن ينجز التغيير بعد داك حوة والدة
01-30-2006, 02:44 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
أقدر طرحك الواعي لهذا البوست وهو إحساس كبير منك بالازمة.. السودان يتآكل في كل حاجاته بينماهناك من لايحس بهذا الامر ويدفنون رؤوسهم في الرمال, من قبل كتبت بوستاً شبيها بمضمون هذا البوست واشرت فيه إلي غياب الهمة للسير في فكر الحداثة القومية, قليلون إهتموا بالامر وناقشوني فيه بينماهم الناس هنا صار النبش في كل مايغذي العنصريات وطرح المواد الشخصية والمسلية التي لاترقي لمستوي الازمة. الشئ الغريب هو كيف يكون هناك قطراً بهذا المستوي من الازمات الفادحة ولاتوجد فيه معارضة حقيقية رغم الكم الهائل من قوي الاستنارة. ما ألاحظه هو أن الاحابة علي كثير من التساؤلات المرتبطة بمصير السودان بدت تساؤلات في حد ذاتها, وربما تثير الكثير من الاهراق للمداد دون أن تكون هنالك بوادر للحل. كل ما أخشاه أن يكون الحل في الحل ودمتم
01-30-2006, 04:50 PM
محمد الامين احمد
محمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124
Quote: أين الأحزاب والتنظيمات السياسية؟! أين منظمات المجتمع المدني؟! أين الكتاب ؟! أين العمال ، الزراع و { الناس البيخبرو شليل شقيش راح } أين ثوار أكتوبر وأبريل صناع المجد ؟؟!!
و قدمت اجابته ايضا
Quote: المؤسف الوضع السائد حاليآ هو الإنصراف التام واللجوء للحلول الذاتية بدلآ عن المساهمة في الحل العام الشامل بإحداث تغيير عميق
شارعنا يفتقر للقيادات والكوادر المجربة ذات الخبرات الواسعة في التنظيم والتأليب والحشد
ومعظم هذه الكوادر لاذت بالمهاجر البعيدة وذهبت مع سيل اللوتري الكاسح وأصبحت تروس في ألة الإمبريالية و حفارات لأبار النفط
و اضيف فقط ان هذة الكوادر (تندرج) تحت قائمة المغتربين و الذين يدفعون
بالعملة الصعبة للنظام فى حالة رغبوا فى زيارة الوطن ! و سمعونا السلام الوطنى !
01-31-2006, 05:02 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
مامون أحمد: نعم التنظيمات الحزبية ضعيفة _إن لم أضف و عاجزة- ولكن هناك تنظيمات قامت وفعلها مقدر ومعقود عليها آمال مثل حركة تحرير السودان ، وأخرى طورت أدوات نضالاها في الشرق وأدركت الوسيلة الناجعة لقهر صلف الجبهة الإسلامية/المؤتمر الوطني امريكا الجنوبية ملهمة وسبق أن الهمتنا في الماضي ونتوقع ان تلهمنا حاليآ بس وين القادة؟
02-02-2006, 01:18 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
عبدالرزاق الطالب: من حقك ان تعادي الحزب الشيوعي السوداني وأن ترفض منطلقاته النظرية بل وحتى لك أن تبصق على تاريخه المجيد إن شئت أن نختلف وتتعدد ألوان طيفنا السياسي وتتنوع فسيفساءه فليس في الأمر غضاضة لكن يجب أن نتفق في ألأجندة الوطنية وبندها الأول والرئيس هو النضال من أجل وحدة السودان على أسس جديدة تقوم على المساواة وإحترام التنوع والتعدد والعدالة الإجتماعية أزعم أنا وتؤيديني الشواهد والمواقف و الأدلةأن الطرف الوحيد المعادي لوحدة السودان والممارس للإستعلاء الديني والعرقي هو المؤتمر الوطني / الجبهة الإسلامية التي تعمل الآن من خلال تلكؤها وتعويقها لتنفيذ إتفاقيات السلام على جعل الوحدة خيارآ طاردآ وجعل الإنفصال أمرآ مرجحآ وهذا هو ماحاول هذا البوست الدفع اليه وهو إستنهاض الهمة الوطنية لدى الشعب كي يقف ضد مخططات الجبهة الإسلامية فأين تقف أنت ؟ ولايفوتني أن أعلق على أفضل مافي ردك هذا وهو إتقانك لفنون الكمبيوتر في الكتابة بالألوان ووضع الخطوط وزراعة النجوم
02-02-2006, 01:40 AM
عبدالغني كرم الله بشير
عبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082
بل علامة صحة، بل علامة كبرى، وجرس خطير، يؤشر مرض عطال، وليس في السودان، بل كل الكوكب المحزون، فقد أفلست كل الافكار والمنهاج القديمة، حتى الأديان، والجميع في حيرة، حيرة مطبقة، وترى ذلك في الوجوه، وعلى مدى الكوكب، وترى تلك الحيرة في الكتب، وفي الأدب، وفي الشعر، وفي الفلسفة، وفي السياسة، فقد عاد الإنسان يتسآل من جديد (من نحن، ومن أين، وإلى أين)، تلكم الأسئلة الطفولية، وهولاء الشباب لهم من الذكاء والفطرة، ما جعلهم لا يلتفون حول كل الشعارات المطروحة، فلنكن صادقين، فالعلوم الماصرة، من فلسفة وعلم نفس، وتصوف، وعلوم الفيزياء، جعلت العقول البشرية تشرئب لعالم أخرى، لعالم جديد، لم يخطر على قلب بشر، فهناك انفجار معرفي، علمي ومادي، وآن للإنسان أن يحقق ذاته الغائبة عبر ملاييين السنين...(ماهو المطروح حاليا)، إنها منهاج قرن بعيد، لم تنزل للواقع لعرج لحق بها، وآن لنا أن نصرخ، بأننا (عم صم بك)، وتلك حقيقة صعبة، ولكن (كل يمجد دينه، ياليت شعري ما الصحيح)، هكذا صاح بصير المعرة (أبو العلا)، وهكذا نصيح معه، وحقا (القديم يحتضر، والجديد يتعسر في الولادة)، فنحن لم نصل لهولاء الأذكياء، لأنهم كفروا بطروحاتنا العقيمة، الباردة، وللحق كل الكوكب يحن لتغير كبير، حتى الأرض ملت أوضعها وتميل للعدل، فهي تثور وتتزلزل وتمور، وللحق الأرض إلى الآن غير منصفة، فهناك صحاري وهناك جبال، وهناك صقيع، وحين تولد الرغبة في التغير، فستكون على مستوى عظيم، مستوى يجعل الأشجار تخفي أشواكها، والصحر تفتح صدرها للزهور، والقلوب تسمو لفهم عظيم، وشعور لم يقشعر له جلد من قبل...
هناك أزمة، بل كبرى في مخاطبة هذا الجئل المشرئب لعالم جديد، إنها ثورة ضد القديم، وضد كل تغير عادي، تقليدي، أنها امتعاض العقول الصادق من طروحات أكل منها الدهر وشر.. فهل نحن نملك منهاج، سوي، بسيط، يفجر طاقات الإنسان، ويسقي روحه المتعبة، ويغوص به في فردوسه الداخلي، لقد بئس البشر من (حياة الجماعة)، وآن للفرد أن يجد نفسه، فالفرد كان، والمجتمع لم يكن...
أحس بأنها مأساة كبرى، تشمل إنسان هذا الكوكب، ويتظهر أعارض هذا المرض في كل الشعوب، شرق أم غرب، (ولكن لا شك اختلاف كبير بين شعوبنا الثالثة المقهورة)..
أنه الأنين، وحيث يكون الانين، يكون المرض، ولكن طالما هناك انين، فهو جرس لخطر ماثل...
02-02-2006, 02:25 AM
Aymen Tabir
Aymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612
العزيز جدا ابوساندرا التحايا والتقدير زمان! كعادتك دوما تاتي بالمختلف المفيد عندي الكثير لاقوله لن محنة كيبورد معوقاني باختصر اردت ان اقول انه برغم النكسة السياسية الصاحبت حكم الجبهة الا انو ولحد بعيد اصبح واقع الحال الان يشابه عهد الانفتاح الساداتي في مصر وما صاحبه من تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية - لكن الجيد في كل ده انو ده الاختبار التاريخي والحقيقي لاحزابنا السياسية - والحصان الحر في اللفه بفوت - ياريت بعضهم ينتبه ولو لحد بسيط لعمق التغيير الحاصل ويواكبه - والرقم الكير الرابح حتى الان لجماهير الشعب السوداني وعظمة وعيها ولي عودة مع مودتي
02-02-2006, 05:03 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
عبدالرازق الطالب كتبت؛ { واقول في مقاربة: الفوز الكاسح لحماس }
تعرف يا عبدالرازق حماس فازت ليه؟
نتبرع لك بالإجابة تقديرآ لبراعتك في الكمبيوتر
لم تفز حماس لأنها الأفضل بل لأن فتح برغم تاريخها النضالي قد ولغ قادتها في الفساد والفساد هو الذي أطاح بفتح والفساد هو الذي سيطيح بالجبهة الإسلامية / المؤتمر الوطني
وترقب الإنتخابات القادمة وخذ منها الدروس والعبر
وبقرأة أخرى :
خدعت الجبهة الإسلامية الناس بالشعارات وسيرة الصحابة والسلف الصالح ولما إستلمت السلطة لحست شعاراتها وأسفر صحابة أخر الزمن عن وجههم القبيح وأنكب الصحابة في الفساد والنهب وحموا ما إكتنزوا من مال السحت الحرام بالقوانين المقيدة وبالتدابير الأمنية وبالقمع المتواصل والقهر والتعذيب والمقاصل
وهذا ذاته الذي سيحيق بحماس بعد ان تذوق السلطة وحينها يشرب الشعب الفلسطيني من نفس الكأس المرير الذي سقتنا له الجبهة الإسلامية وإحتمال تشرب منو مصر برضو
أما نحن فقد قربنا نتعافى بعد زوال حيكومة الفقر الدمار
02-03-2006, 11:22 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
الكوماندر فيصل محمد خليل شكرآ جزيلآ يا فيصل على الزوادة القيمة التي زودتنا بها أرهقت عيوني الكليلة لكن مقدار الفائدة خير عزاء وكل المنى ان القاك تاني يااخ انت بتجي السودان متين؟
بله موسى : ----------- والله عين والله عيب السواد أذكر في مناسبة مماثلة إستنفرت نخوة ووطنية الأخوة هنا وفي مسارات أخرى من أجل المساهمة في شأن وطني ، ولكي أحمس القوم ذكرتهم بمأثرة فعلها الأرتريين في الخارج عندما تنادوا لجمع مبلغ للوطن ونجحوا في جمع مايقارب الخمسة مليون دولار -على ما أذكر- لم يحفل احد بدعوتي وقارنت بين عدد كل الإرتريين في الداخل وفي الخارج وعددنا المغتربين والمهاجرين { الشتات السوداني } يومها حنقت ولم أعرف السبب في ذلك التقاعس الوطني شعبنا بخيل؟1 وجاوبت : لا والله حاشاه
بعد مطالعة مداخلتك القيمة ، عرفت جزء من السبب سلوك القيادات يجعل الناس غير مهتمة وعازفة عن أي نشاط عام والتبرعات أضعف الأيمان { المهام }
02-03-2006, 02:15 PM
nour tawir
nour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638
صلاح شعيب: لقد هبشت مكان وجعي الكامن الناس هنا في هذا الوطن الإفتراضي ، وهناك في الوطن السليب إنصرفت عن القضايا الحيوية وركزت على الموضوعات الإنصرافية ولست معترضآ على الونسات والحكاوي و البوستات الإجتماعيةلكن عندما تكون هناك أزمة وطنية لابد أن نرتقي لمستوى المسئولية ، قد أقبل بوست معين في الظروف العادية ، لكني أتحفظ على ذات البوست لو طرح في ظروف أزمة وطنية ، مثلآ ،في ظروف مصرع جون قرنق وماتلى ذلك من تداعيات ،
تنوش الوطن أزمات فادحة وورطات كبرى تهدد بقاء السودان نفسه ومن ضمنها أزمتنا الوطنية التي نتحدث عنها هنا
05-06-2006, 00:53 AM
A.Razek Althalib
A.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818
ما ناسيـــك.. جاييكـ يا أبو ساندرا.. حتى ولو قلت.. ديوم التعايشة برضو حقة بلاشفة.. عشان نسمع العجب.. وما بنختلف وبس..
طالما المصلحة العامة تقتضي أن يكون حوشة الخليفة عبدالله التعايشي الحضن الدافئ.. لكل هذا الوطن.. كده.. خلينا في القضايا الكبرى..
زي ما قلته.. هناك جهات داخلية بارعة في صناعة الأزمة.. وعلى رأسها الحزب الشيوعي.. ولن تستطيع أن تنفي.. وهو ذات الحزب العار الذي ألحق بجبين هذا الشعب السوداني.. كونه محضن المخازي.. هل يستطيع أي كادر منكم نكران.. براعتكم في دق أسفين الشقاق.. وزراعة النعرات العنصرية.. وأنت مثال حي في هذا الوطن الإفتراضي.. ومن على هذا الموقع.. والأدلة والأحراز بالكوم..
شيل الصبر جاييكـــ بالمقوقلة..
كيفنكـ يا بركات بالألوان.. أشكر لك الإشادة.. ويا ليتك مثلي..
05-07-2006, 06:00 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة