الكاتبة الافريقية ايفون فيرا : الآباء نحتوا لغة الصمت التي تتعلمهاالنساء

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الدراسات الجندرية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2003, 08:54 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكاتبة الافريقية ايفون فيرا : الآباء نحتوا لغة الصمت التي تتعلمهاالنساء




    الكاتبة الافريقية ايفون فيرا : الآباء نحتوا لغة الصمت التي تتعلمهاالنساء







    في معظم أنحاء إفريقيا، وفي زيمبابوي على وجه الخصوص، ليس هناك مجال للشك بأن أي امرأة لا يمكنها التحدث صراحة عن أشياء تتعلق بجرائم الإغتصاب أو العنف ضد النساء، أو معاناتهن من الحروب التي تشهدها القارة الإفريقية، دون أن تتعرض للقمع.


    إلا أن الكاتبة الزيمبابوية إيفون فيرا (38 عاماً) تتحدى هذا الحظر من خلال رواياتها، مقدمة هذا الخطاب الصريح الذي يشمل القارة الإفريقية كلها بصوت جديد ـ صوت نسائها. ومما لاشك فيه أن أعمالها الروائية المتميزة بالقوة والشاعرية قد نجحت في تقديمها إلى العالمية معلنة عنها كسفيرة أدبية للمرأة الإفريقية. وعلى الرغم من معارضتها، استناداً إلى أن هناك جيلاً متتالياً من الموروث الإبداعي النسائي الإفريقي المتميز الذي يمتد لعقود طويلة، إلا أن النقاد يصرون على منحها هذا التكريم متأثرين بإبداعاتها المميزة بالشفافية البالغة وإنجازها على الصعيد العملي بوصفها محررة مجموعة «أوبننج سبيسيس» التي تضم مختارات من الإبداع النسائي الإفريقي المعاصر(دار هانيمان، 1999).


    تقول، «أكره الصمت، والروايات التي أكتبها تسعى إلى إنهاء حالة الصمت وعدم القدرة على التعبير التي ظلت ترزح تحت وطأتها النساء الإفريقيات قروناً عدة».


    «لقد نحت آباؤنا لغة يصعب بواسطتها التعامل مع هذه القضايا المثيرة للجدل. في الثقافة الإفريقية، على سبيل المثال، يتوجب على الإنحناء لو أردت أن أعلن نبأ موت أحدهم، كما ينبغي لي أن أستخدم لهجة معينة، ونبرة صوت معينة ايضا.. لكي أتمكن من التعبير عن الموقف، إلا أنه غير مسموح لك بذكر أشياء تتعلق بمشكلة كالإغتصاب أوسفاح القربى، حتى لأمك، التي ينبغي لها أن تعبر عن ذلك بالإيماءات لو أرادت أن تقول ذلك لخالتك.»


    أعمال فيرا الروائية الأولى ـ «لم لا تنحت حيوانات أخرى» 1992، «بلا إسم» 1994، «تحت اللسان 1997»، «إحتراق الفراشة» الصادرة عن دار فارار، ستراوس وجيروكس 2000، تشترك كلها في تسليطها الضوء على موضوع الإرث الإستعماري والتقاليد البالية المصادرين لحرية التعبير المفروضين على الشعوب الافريقية، وعلى المرأة تحديداً في احتراق الفراشة، يمرح الأطفال في قمامة انجلترا المكونة من علبة ثقاب فارغة وزوج حذاء جلدي بأربطته... محبرة مكتوب عليها لندن، وملعقة معدنية فاخرة منقوش عليها صورة حمامة. واسم فندق سيلبورن مكتوب على امتداد مقبض الإبريق السيراميكية المكسورة.


    ديليوي، وهي شخصية رئيسية في الرواية تعتاد على الخروج على القانون «في إحدى المرات أمضت ديليوي الليل بطوله في الزنزانة بتهمة بيع الكحول والأكثر من ذلك أنها كانت في أحد المنازل. مالت برأسها إلى الخلف وضحكت كامرأة مجنونة عندما اخبروها بأن هذا الملجأ المربع الشكل بسقفه الآيلة للسقوط، وجدرانه المتهالكة عديمة اللون، كان مسكنا. كان ذلك قد حدث وهي تتلقى صفعة قوية موجهة من أحد رجال الشرطة... ولم تجرؤ على الإطلاق على القول بأن الصمم الذي أصيبت به أذنها اليمنى كان قد نجم عن الضرب الذي تلقته في أثناء احتجازها»، تضيف «إن قصصي تراجيدية، أكثر من كونها محزنة، وهو ما يعني أنها تحتوي على قوة كارثية.


    إلا أنها في روايتها الأخيرة، «العذارى الحجريات» تسير باتجاه طروحات أكثر إثارة للجدل لم يجرؤ على الإقتراب منه غيرها من الكتاب أو الكاتبات على حد سواء. في هذه الرواية، تبحث في التجارب التي مرت بها النساء بالتزامن مع الحرب التي خاضتها زيمبابوي «حرب التحرير»، والصراع الطائفي العنيف في مطلع الثمانينيات، وموجة العنف السياسي الحالية، معبرة في قصصها عن المعاناة، الألم، وبسالة النساء المكتويات بنيران الصراع الدائر بين الرجال.


    حتى الآن، فإن اعتمادها لغة شاعرية في طرح موضوعات اجتماعية جادة ينجح في إبقائها بعيداً عن المتاعب، في الوقت الذي لا يحالف فيه الحظ مبدعين آخرين يسعون إلى معالجة المشكلات التي تعاني منها النساء الزيمبابويات. ففي سنة 1997، منع فيلم «اللهب» للمخرج إنجريد سينكلير، وهو فيلم يتناول الموضوعات ذاتها التي تطرحها رواية العذارى الحجريات، على الرغم من حصوله على تقديرية عالمية.


    على الرغم من عدم إفصاحها عن أي عمل جديد تقوم بكتابته، إلا أنها في لقائها مع جريس موتانوا الصحفية بجريدة فايننشيال جازيت الأسبوعية المستقلة الصادرة في هراري، تحدثت حول الكيفية التي تمضي من خلالها الوقت عندما لا تكون مشغولة بالكتابة:


    «عندما لا أكون مشغولة بالكتابة، وهو ما يحدث في معظم الأحيان ... يبدو لي ذلك كما لو أنه صيام. أكون في حالة إعداد لنفسي. بتعبير آخر أنا لا أعرف ما يعنيه ألا أكون مستهلكة بالكتابة. هنا استعجل الجلوس إلى رواية بالطريقة ذاتها التي تتلهف فيها النساء إلى عشاقهن ـ أحبس أنفاسي، ترتعد فرائصي، وأنا أجلس في غرفة مرتبة، وأرتدي تنورة نظيفة، دون أن تكون لدي فكرة عن الكيفية التي سينتهي بها المساء ـ في هذه المرة الكتاب. «في هذه الحالة ينبغي أن تتوفر لدي الحميمية الكافية للوصول إلى تصور عام، قصة مثيرة، و الأهم الثقة. لا فرق بين الكتاب والحبيب. ولو لم يكن لديك شعور بأن كيانك كله يتحرك باتجاه كتاب معين، فحين إذ لابد وأن تكون عابثاً في الغالب، أو منفصلا كلية عن فعل الكتابة.إنني امضي شهوراً في ممارسة صيام الكتب .أنا أحب التأمل وأمضي ساعات طويلة لوحدي، مع صيامي المتصاعد.إنني أحب الكتابة، فهي وليمة لحواسي . وأنا اكتب لكي أتقاسم هذه الوليمة مع القارئ».


    شارع سيلبورن


    سيلبورن هو الشارع الاكثر شهرة في بولاوايو، حيث يمكنك ان تمد نظرك مسافة أميال وأميال عبره ليقابلك كل شيء بما في ذلك النباتات المزهرة، التي تنتشر على طول الطريق بدءاً من الشرفة المزينة لدوسيلين هاوس «كان دوسيلين واحدا من اوائل القادمين هو وشركة بريتش ساوث وفندق سيلبورن الذي تم تشييده في سنة 1897» المجاور لها، او حتى من مكتب توماس ميك والطريق التي تأخذك الى مركز اسكوت للتسوق ومضمار اسكوت لسباق الخيول حيث تتوثب الخيول ثم تخب بمحاذاة نهر ماتشيوملوف، خارج حدود المدينة باتجاه الضواحي النظيفة. في طريقك لاي واحدة من تلك الضواحي الجميلة، ريما اخترت الانعطاف نحو كاترين بيري، او فيليبس واي، الذي سيأخذك عبر نادي بولاوايو للجولف الى الشوارع الصغيرة، التي تحمل اسماء شعراء انجليز مثل كيبلنغ وتينسون وبيرون وكيتس وكولردج.


    شارع سيلبورن يفضي بك خارج المدينة مباشرة صوب الحبل السري لجوهانسبرغ، ولذك فإن جزءاً من المدينة يوجد عندنا هنا اشعاعة المبتهج وسمعته الرديئة يمكن قراءتها في ملامح العمال السود، الذين يتنقلون بين بولاوايو وجوهانسبرغ جيئة وذهابا ويتمسكون بتلك المدينة كما لو انها منارتهم المرشدة، وعندما يعودون يكون مزاجهم حادا لقد ادركوا ما هو مثير للدهشة، ما هو غير متوقع وهو انهم يغرقون في مناجم، بخوذاتهم، ومشاعلهم، ينقبون عن شيء ليس لهم، ليس لهم على الاطلاق، فهم ليسوا سودا فقط، وانما غرباء ايضا، المطالبة ليست من حقهم فهم يعملون بالاجر، هذه هي حالهم، ايجولي، يرددون بحسرة، وهم يتحدثون عن جوهانسبرغ، الطريقة التي ينطقون بها اسم المدينة تشي بالكثير، بإمكانك ان تشاهد السقالات في النهار وتشم رائحة نبات الفرانجباني في الليل، في جوهانسبرغ.


    مقتطف من رواية ..العذارى الحجريات


    مريم جمعة فرج

    http://www.albayan.co.ae/albayan/book/2003/issue292/writer/1.htm
    ==================







    العذارى الحجريات








    تأليف: إيفون فيرا


    الناشر: دار فارار، شتراوس وجيروكس، نيويورك 2003


    الصفحات: 192 صفحة من القطع الكبير


    ضمن سلسلة إصداراتها الجديدة صدرت عن دار فارار، ستراوس جيروكس رواية «العذارى الحجريات» للروائية الزيمبابوية إيفون فيرا، وهذه الرواية التي تقع في 192 صفحة الفائزة بجائزة ماكميلان للرواية الإفريقية الممنوحة للروائيين المحترفين حسب تعليقات النقاد عمل إبداعي قوي لإحدى أهم كتاب القارة الإفريقية المعاصرين تحتوي على وصف تفصيلي لتاريخ زمبابوي الحديث.


    من جانب آخر تتميز أعمال إيفون فيرا الروائية بتسليطها الضوء على مشكلات المرأة وآثار الكولونيالية والحروب الأهلية في القارة الإفريقية على حياتها . يقول مايكل كليف وهو أحد المهتمين بنقد أعمالها «إن فيرا تسفه أسطورة الأنوثة والرومانسية ،وتصور بواقعية الثمن الذي قد تضطر إلى دفعه النساء مقابل لهفتهن لأن يكون لهن كيانهن الشخصي، ولكي يحررن أنفسهن» (كما يبدو في روايتي «العذارى الحجريات» و«احتراق الفراشة») حيث تحلم بطلة الرواية الأولى بالحب فيتقاطع الحلم مع الحرب والموت وتحلم بطلة الرواية الثانية بأن تصبح ممرضة فيتقاطع ذلك مع رغبة زوجها. قارئ رواية فيرا لابد وأن يستوقفه تعليق الناقد الصحفي اريك غرنوالد «سيكون من الأفضل لك ألا تعرف شيئاً عن تاريخ زيمبابوي قبل قراءة رواية إيفون فيرا الجديدة «العذارى الحجريات»، إن هذه الرواية القصيرة الشديدة التأثير، الحائزة على جائزة ماكميلان البريطانية للرواية الإفريقية التي ينبغي إعادة قراءتها مرات ومرات،هي بمثابة التقديم الحي لهذه الأمة التي على الرغم من جمالها الواضح تقع فريسة للعنف. ولأنها لاتكتب أقل ولا أكثر مما هو مطلوب، فإن فيرا تعبر عما ينبغي للرواية أن تفعله على نحو أفضل وهو أنها تحملنا على معايشة الواقع الحياتي هناك.


    على نحو تأملي وبشاعرية بالغة تطرح فيرا حقائق تاريخية في إطار روائي استثنائي يوثق لتجربة بلادها ترصد خلاله مرحلتين هامتين في تاريخ زمبابوي ، ما قبل وما بعد الإستقلال ، الموضوع الرئيسي الذي يأتي سرده على لسان شخصياتها النسائية في غالبيتها (التي ترمز إلى الأمة) ضمن حالة الوعي بمعاناتها التي تفوق حجمها العادي. الجزء الأول من الرواية يلقي الضوء على المرحلة الانتقالية الممتدة من سنة 1950 إلى سنة 1980، مرحلة النضال من اجل التحرر من الاستعمار مروراً بالاستقلال ، فيما يتناول الجزء الثاني السنوات الست التي تليها والتي تعاني فيها البلاد من ويلات الحرب الأهلية.


    أما الأحداث فتبدأ من مسقط رأسها مدينة بولاوايو إحدى أكبر المدن الزمبابوية ثم تنتقل إلى قرية كيزي الريفية إلى الجنوب منها حيث الإسهاب في الأحداث وحيث يلتقي القارئ بعد 30 صفحة إحدى الأختين الشابتين (ثنجيوي) وهي تقع في غرام أمين متحف من بولاوايو بأحد أماكن التجمعات الشبابية الترفيهية التجارية ثندابانتو ستور فتنشأ بينها وبين الشاب الطيب المفعم بمشاعر الحب علاقة مترددة لاتلبث ظروف الحرب الأهلية أن تتقاطع معها.في أجواء الحرب والقتل والعربدة يرتكب جندي يدعى سيباسو جريمة قتل ثنجيوي الوحشية واغتصاب وتشويه شقيقتها نونسيبا. تجاه هذه المأساة المروعة وفي أعقاب الدمار الذي يجتاح المدينة بما في ذلك قلبها النابض ثندابانتو ستور لاتجد نونسيبا بداً من الانتقال إلى بولاوايو بصحبة الرجل الذي أحبته شقيقتها يحدوها الأمل في حياة أفضل.


    على الرغم من تقديمها لهذه التراجيديا بأسلوب انطباعي ، إلا أن موهبة فيرا الروائية تكمن في قدرتها على الإمساك على الرغم من ذلك بالتفاصيل الدقيقة للمشهد السياسي التاريخي للحرب . فهي على لسان بطلتيها الشقيقتين ومعهما سيباسو الوحش القاتل ومن خلال منظور كل واحدة من هذه الشخصيات الثلاث تجعلنا قادرين على معايشة الفوضى وكل ظروف الحرب المروعة جنباً إلى جنب مع معايشتنا نكهة الحياة في القرى الريفية الإفريقية، المشاهد التي قد نصادفها في السينما أو على شاشة التلفزة، أكواخ القش، العشب، الأشجار المحملة بالفاكهة القوية الرائحة، الشاحنات المكشوفة تملأ الطرقات ليخرج من بطونها الناس، الحياة رغماً عن كل شئ تستمر ، الشباب يتقابلون والغريب وهو يضع قدميه في القرية يلقى ضالته في واحدة من الشقيقتين ، تصطحبه إلى بيتها بلا خوف وكأنما المؤلفة تريد التمهيد لما هو قادم.


    تقول الروائية والكاتبة الغانية أما آتا آدو وهي من الكتاب المهتمين بقضايا المرأة والدور الذي تلعبه النساء الإفريقيات في المجتمعات الحديثة «إن إيفون فيرا تكتب بنورانية استثنائية. ورواية «العذارى الحجريات» هي بمثابة أغنية كتبتها عن شعبها ، عن مآساتهم في هذه الحياة ، وعن عشقهم ،في مقابل الجمال المطلق لأرضهم . وفوق كل ذلك ربما أثبتت أنها واحدة من أهم الأعمال الروائية التي شهدها القرن الحادي والعشرين».


    الأهمية التي تحظى بها إيفون فيرا باعتبارها أحد أبرز الأصوات الروائية المعاصرة في القارة الإفريقية تتجاوز حدود بلادها وهو ما تؤيده ترجمة أعمالها الروائية إلى العديد من اللغات ، الألمانية والإسبانية والإيطالية والهولندية والسويدية والفنلندية وغيرها. وبغض النظر عما يقوله النقاد حول أسلوبها المتميز بالشاعرية والقوة، إلا أن هذا الأسلوب يميل إلى الكثافة والتعقيد وأحياناً إلى الغموض والتداخل والاحتواء على ما يشبه خصائص الرواية الميتافيزيقية على نحو يكسب رواياتها ملامح ما بعد الحداثية. غير أن النقد الذي يتناول أعمالها الروائية كما يعلق الكاتب ليزي آتريس (اللغة ،موسيقا كويلا والحداثة في احتراق الفراشة) يميل إلى التركيز على اختيارها للموضوعات التي تمثل تجاوزاً للمحظور وطرحها من منظور نسائي. «متجاهلاً الكيفية التي توفر من خلالها كل من لغتها وخيالها البعد الآخر الذي يضفي على أعمالها الروائية خاصية الحداثة.


    على نحو شبيه بالإدراك المؤخر يمكن النظر إلى روايتها الأولى «نيهاندا» (1993) على أنها تمثيل لدور الريادة ضمن تيار جديد في الأدب الإفريقي المعاصر لكي تجسد من خلال الشكل والأسلوب ، القيمة الحقيقية للإبداع ، والتجربة الحسية والجمالية.في أعمالها التالية بما في ذلك روايتها الجديدة العذارى الحجريات و«بلا إسم» 1994، «تحت اللسان» 1996، «احتراق الفراشة» 1998 التي تدور موضوعاتها الرئيسية حول الفاجعة التي حلت بزيمبابوي إبان حرب التحرير ومرحلة ما بعد الاستقلال يبدو فهم الوظيفة التي تؤديها خيارات فيرا الجمالية على جانب كبير من الأهمية.


    كما تبدو قراءة ما يمكن أن تتفتق عنه موهبتها الروائية من خصائص ذات علاقة بالحداثية وما بعد الحداثية بنفس المستوى من الأهمية بسبب إتاحته الفرصة أمام القارئ لكي يدرك ما هو أبعد من فهمه لتلك الجمالية متمثلاً في رؤيته أسلوباً جديداً للحياة والسعي إلى إدراك حقيقة الأمور. إن رواية فيرا الأخيرة كما يمكن فهمها على أنها صرخة أنثوية هي في الوقت ذاته تغلغل في أعماق شخصياتها الإنسانية كلها المرأة والرجل لتمسك وهي خارج أجواء العنف المحسوس بدواخلها المعقدة بالتفصيل كما تفعل مع أبطال روايتها الأخيرة وأشرسها سيباسو «إنني رجل أطلق سراحه ، إسمي سيباسو ، إنسان يتذكر الأذى، انهم لا يتذكرون ذلك ابدا، لا يتحدثون عنه الآن، انش واحد من كل اصبح من اصابعي احرقوه، شيء تسلل إلى رأسي بهدوء، هكذا فقدت جسدي هناك.ورغم أنني أردت أن اصل إلى شئ ،أن أستعيد مشاعري ، إلا أن عصباً من أعصابي كان قد تلاشى».


    وعلى الرغم من أنها لاتسعى إلى الدفاع عن هذه الشخصية ، إلا أن فيرا كما تقول في حوارها مع محرر مجلة وورلد برس ريفيو «إنني أكره الصمت ، والروايات التي أقوم بتأليفها تسعى في الواقع إلى إنهاء حالة الصمت التي ظلت جاثمة على صدور النساء الإفريقيات لعقود طويلة»، غير أن إنهاء حالة الصمت هذه يأتي بواسطة لغة استثنائية شاعرية وصادمة ، لغة تتفاوت من موقف إلى آخر ومن شخصية إلى أخرى لتعطي نكهة المكان فيما يشعر القارئ بنكهة الزمان وحضور الأشخاص من خلال الصورة الانطباعية المفعمة بالخيال.


    حقائق عن إيفون فيرا


    ـ روائية زيمبابوية المولد عالمية الشهرة، ولدت عام 1964، ينظر إليها النقاد كواحدة من أهم كتاب إفريقيا المعاصرين.


    ـ تلقت تعليمها الأساسي في بلادها وحصلت على الدكتوراه من جامعة يورك بكندا.


    ـ من كتاب ما بعد الحداثة وموضوعاتها تسلط الضوء على قضايا المرأة الإفريقية على نحو شديد الجرأة والوضوح.


    ـ صدرت لها خمسة أعمال روائية هي «نيهاندا» (1993) إحراق الفراشة (199 و«بلا اسم» و«تحت اللسان» والأخيرتان حائزتان على جائزة زمبابوي ببليشرز لتراري أوارد (1995) و(1997) على التوالي في حين حازت «تحت اللسان» بجائزة كتاب الكومنولث، روايتها الأخيرة «العذارى الحجريات» فبراير 2003 فائزة بجائزة ماكميلان البريطانية للكتاب الأفارقة.


    ـ من أعمالها المهمة مجموعة «لم لاتنحت حيوانات أخرى» (1992).


    The Stone Virgins


    Yvonne Vera


    Farrar, Straus & Giroux - N.Y 2003


    P. 192


    http://www.albayan.co.ae/albayan/book/2003/issue292/writer/2.htm
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de