|
الأديبة الجزائرية آسيا جبار في قائمة المرشحات لنيل جائزة نوبل للآداب
|
ورد اسم الأديبة والشاعرة الجزائرية آسيا جبار في قائمة المرشحات لنيل جائزة نوبل للآداب لهذا العام. وحتي وإن لم ترشح أي معلومات عن الأكاديمية السويدية، فإن المؤكد أن الجائزة ستكون نسوية بكل المقاييس، بالنظر إلي حجم المعاناة التي تكابدها النساء في العالم في مختلف مناحي الحياة. ويرجح الملاحظون أن الأديبة الجزائرية ـ التي تقيم في باريس ـ الأوفر حظا لانتزاع الجائزة الأشهر في العالم. ويوجد في قائمة المرشحات إلي جانب آسيا جبار الأديبة الأمريكية جويس كارول والدانمركية إنغر كريستنسن. ولقد تم اختيار اسم اسيا جبار كونها شخصية ساهمت من خلال أعمالها ألأدبية في ترقية قيم السلام، وجسدت سعي النساء الجزائريات نحو الحرية، ورفعت صوت المرأة العربية إلي آفاق وأجواء الأدب العالمي . وفيما إذا فازت آسيا جبار بالجائزة، فسيكون ذلك حدثا عالميا كون الجائزة ستكرس اسما عربيا أنثويا لطالما تألق في سماء الكلمة، وفي رحاب النضال النبيل من أجل حياة كريمة للمرأة الجزائرية التي عانت ويلات الاستعمار، وعذابات التمييز الذكوري القائمة لحد اليوم في المجتمع الجزائري. وفوق هذا وذاك هو اعتراف مبدئي للكتابة العربية في صيغتها الفرنسية عموما والجزائرية تحديدا. ولدت آسيا جبار، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إيملاين عام 1936 بمدينة تاريخية ساحلية اسمها شرشال علي شاطئ المتوسط غير بعيد عن العاصمة. وهي من أسرة كبيرة بهذه المدينة الرومانية العريقة. صدرت أول رواية لها بعنوان العطش عام 1957 في أوج الحرب التحريرية الجزائرية، كان ذلك باسم مستعار هو آسيا جبار الذي بقي يرافقها لحد اليوم. وتوالت بعد ذلك إصدارات أخري منها عديمو الصبر (195 و أطفال العالم الجديد (1962) و القبرات الساذجة (1967). وما يطبع كتابات آسيا جبار، هو طغيان النظرة التراثية لمختلف مظاهر الحياة الاجتماعية في الريف أو في المدينة، التي تعتبر فضاءات مميزة لأغلب أعمالها السردية، تعلق ذلك بالرواية أو القصة القصيرة، أو حتي أعمالها الدرامية في السينما والمسرح. وتقول آسيا جبار في حديث تلفزيوني خصت به إحدي المحطات الفرنسية: التربية التقليدية التي تلقيتها من عائلتي فتحت مداركي علي العالم، وتعاطي مع المدرسة الفرنسية العصرية في الأربعينات من القرن الماضي لم يمح تربيتي الدينية التي تلقيتها من المدارس القرآنية . وتؤكد الكاتبة أنها لا تعاني من أي انفصام في ثقافتها، وإن كانت تقر بـ غربة اللغة تماما كما وصف الأديب الجزائري الكبير محمد ديب ذات يوم إشكاليته مع اللغة الفرنسية غربتي لغتي ، وهو الذي ألف أغلب روائعه بالمنفي. وبعد انقطاع عن الكتابة دام أربع سنوات، عادت اسيا جبار للإبداع الروائي بنفس جديد وروح متجددة وبرؤية جمالية تنم عن النقلة النوعية التي بدأت تعرفها كتاباتها. يتجلي ذلك بوضوح في رواياتها الحب والفانتازيا (1985) و الظل السلطاني (1987) و بعيدة عن المدينة (1991) و ما أوسع السجن (1995). ولم يتوقف إبداع اسيا جبار عند العمل الروائي أو القصصي، بل تعداه إلي العمل السينمائي، حيث قامت بإخراج فيلم مطول بعنوان نوبة نساء جبل شنوة ، وهو الجبل الذي يقابل مدينة شرشال مسقط رأسها. والفيلم عبارة عن تسجيل يومي لحياة نساء المنطقة في تعاطيهن مع الرجال والدين والتقاليد. ونال الفيلم في سنة 1997 جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية السينمائي. وفي رصيدها فيلم آخر بعنوان الزردة وأغاني النساء (1992) يدور دائما في فلك الهم النسوي الجزائري علي خلفية إشكالية التقليد والحداثة. من زاوية أخري، نالت اسيا جبار سنة 1996 جائزة نوسترادت الدولية للآداب . كما توجت عام 2002 بجائزة السلام التي تمنحها دائرة الناشرين والمكتبيين بألمانيا، تكريما لها علي مجمل أعمالها الإبداعية. وما يميز الكاتبة الجزائرية، باعتراف الجميع، هو أصالتها ونضالها الدائم من أجل القضايا العادلة سواء في الجزائر أو خارجها. وجدير بالذكر، أن الأكاديمية السويدية نادرا ما منحت جائزتها للنساء الأديبات منذ إنشائها عام 1901، حيث نالتها تسع نساء فقط، وكانت أول أديبة نالتها هي سالمة لاغرلوف عام 1909 وآخر أديبة حظيت بنفس التقدير هي البولندية فيسلافا سزيمبورسكا عام 1996. وقبلها نالتها الروائية الجنوب إفريقية نادين غورديمر عام 1991، والأفرو أمريكية توني موريسون عام 1993.
|
|
|
|
|
|