|
إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى
|
كل عام والجميع بالف خير
اعيد مرة اخرى نشر دراسة الحركة النسوية في السودان لمزيد من النقاش
ويا هالة لا زلت عند وعدي بانزال موضوع عن انجازات المراة السودانية بعد اكتوبر **** في ذكرى أكتوبر انفض الغبار عن هذه الدراسة راغبة في مشاركتكم مسودتهاالتي أعدت في عام 2000? ونشرت بالبورد قبل.. لمزيد من النقاش ان وجد هذا العمل مهدى لمناضلات اكتوبر الجليلات .
الحركة النسوية السودانية ومتوالية الحكم العسكري
( الحركة النسوية كإحدى منظمات المجتمع المدني )
1. مقدمة : بالرغم من التداول الواسع لمصطلح " ? لمجتمع المدني " خاصة في عقد التسعينات وما بعدها ? إلا أنه لا يزال يعد أحد المصطلحات المهاجرة إلى الثقافة العربية دون أن يصبح جزءً منها ? وبالنظر إلى الجذر التاريخي لهذا المصطلح ?وانغراسه في تربية اللبرالية ? وتشابكه بمنظومة مفاهيم أخرى " مثل : الفردية ? المواطنة ? حقوق الإنسان ? المشاركة السياسية ? الشرعية الدستورية ... الخ "، يبدو جلياً صعوبة أن يتم تذويب هذا المصطلح في بنية الثقافة العربية . يحاول بعض الكتاب والكاتبات تعريب المصطلح والتأصيل له ? واستبداله بمصطلح المجتمع الأهلي أو القطاع الثالث ? فتعرفه الدكتورة أماني قنديل مثلاً بأنه " مجموعة المنظمات ? غير الهادفة للربح والتي تنشط في مجالات الرعاية الاجتماعية ? الخدمات والتنمية المحلية ? والإغاثة ( في بعض الأقطار العربية) " () وهو تعريف يستثنى الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات المهنية وأيضاً المنظمات النسوية التي لم تعد تتدرج تحت مسمى الجمعيات الاجتماعية ? إذ ان مجال عملها يتقاطع مع المنظمات السياسية النقابية والثقافية والاجتماعية وغيرها . ويعد تجاهل المنظمات النسوية عند الحديث عن المجتمع المدني سمة سائدة في غالبية المراجع التي اطلعت عليها الكاتبة بهذا الخصوص ? عدا مجلة عالم الفكر " العدد السابع والعشرون" الذي افرد للمجتمع المدني فقد نشرت مقالة للدكتورة منيرة احمد فخرو بعنوان ( موقع الحركات النسوية في مؤسسات المجتمع المدني في البحرين والكويت والإمارات " ? أما الدكتور حيدر إبراهيم في كتابع عن المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في السودان() والذي تجاوزت صفحاته المائة وتسعون صفحة ? فيكتفي بالإشارة إلي الحركة النسوية السودانية في ثلاثة أسطر فقط ? بينما لم يشير الدكتور سعد الدين إبراهيم أية إشارة إلي الحركة النسوية في تقديمه لسلسة المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي التي أصدرها مركز ابن خلدون للدارسات الإنمائية .
تعود الخبرات في مجال عمل منظمات المجتمع المدني في العالم العربي إلي القرن التاسع عشر في بعض الأقطار ? وإن كان يؤرخ لنموها وتطورها بفترة السبعينات () . والمنظمات النسوية تالية من حيث النشأة للأحزاب السياسية ? ففي مصر نشأت " جمعية المرأة الجديدة عام 1920? وجمعية الفتاة المصرية في نفس العام" () ? وفي تونس نشأ الاتحاد النسائي الإسلامي في عام 1936 () وفي البحرين تكونت " أول جمعية نسائية عام 1955? وهي جمعية نهضة فتاة البحرين " () ? وفي الكويت تكونت أولى الجمعيات النسائية في 1963? وهما ( جمعية نهضة المرأة العربية ) ?( الجمعية الثقافية ) () ? وفي الإمارات العربية تكونت أول جمعية نسائية في عام 1967? وهي ( جمعية النهضة النسائية برأس الخيمة ) () وكل هذه الجمعيات نشأت عقب نشأة الأحزاب في تلك البلدان .
تميزت التجربة السودانية بتزامن نشأة الأحزاب السياسية والمنظمات النسوية سواء كانت هذه المنظمات نقابية مثل :نقابة معلمات المرحلة الأولية ? او جمعيات خيرية مثل : الجمعية الخيرية لزوجات التجار والموظفين ? او اتحادات نسوية ? كما سنفصل لاحقاً . وقد جاءت نشأة الأحزاب السياسية والمنظمات النسوية بنوعيها الخيري والنقابي في خضم معركة نيل الاستقلال التي كان يخوضها السودانيون في النصف الأول من القرن العشرين() ? وقد أثرت هذه النشأة بشكل كبير على مطالب وأهداف هذه المنظمات وآليات عملها ومناقشة مكانة النساء السودانيات ومعالجة أوضاعهن وهو ما ستناوله لاحقاً . وإذا كان مفهوم المجتمع المدني قد تبلور أصلاً في إطار النظرية اللبرالية بمفرداته الرئيسية وأهمها الديمقراطية ?والتعددية السياسية ? فإنه يصبح من نافلة القول التأكيد على اثر نظام الحكم الديمقراطي وعلاقته الطردية بنمو وفعالية منظمات المجتمع المدني وخصوصاً النسوية ? والتي تعمل أساسا في ظل ثقافة لم يصبح مفهوم المجتمع المدني جزء من ثقافتها كما أسلفنا ? وبالتالي تجد هذه المنظمات العديد من الكوابح الثقافية والاجتماعية والسياسية وأيضاً القانونية التي تحول دون تحقيقها لأهدافها والتحسين من أوضاع النساء . ولتعاسة حظ منظمات المجتمع المدني السودانية ? لم تطول فترة أي نظام ديمقراطي أكثر من أربع سنوات إلا ويقطعها انقلاب عسكري يصادر الحريات العامة ويحظر نشاط هذه المنظمات من أحزاب ونقابات ومنظمات نسوية وغيرها .. منذ استقلال السودان في يناير 1956? وحتى الآن ? كما سنبين لاحقاً . ومن المهم هنا الإشارة آلي اقتصار هذه الورقة على المنظمات النسوية التي نشأت وتكونت في شمال السودان فقط ? إذ لم تتوفر للكاتبة أي معلومات عن المنظمات النسوية في الجنوب ? وبالرغم من انخراط بعض النساء من الجنوب في المنظمات النسوية في الشمال إلا أنهن لم يتقلدن أي مناصب بارزة او يقمن بدور قيادي . وقد اعتمدت الكاتبة عند رصدها لتبلور الحركة النسوية في السودان تقسيماً تاريخياً على أساس نمط الحكم السائد في تلك الفترة ? وأولت اهتماماً بمتواليات ديمقراطية / حكم عسكري ? ولكن توجد بعض الحقب التي لم تتمكن فيها من المتابعة الرصد لنقص المراجع المتاحة ( فترة السودنة والديمقراطية الأولى ) . كما ركزت الكاتبة على نشاط الاتحاد النسائي أحد الفصائل الرئيسية في الحركة النسوية السودانية بسبب توفر المراجع مع الإشارة إلي المنظمات الأخرى كلما توفرت المعلومات الموثقة .
2. لمحة سريعة عن تاريخ وراهن الحركة النسوية في السودان: 2 . 1. فترة ما قبل الاستقلال الوطني ( 1900 ? 1952): في مقدور الراصد / ? لتاريخ تبلور الحركة النسوية في السودان أن يجد بسهولة أنها لا تسير الحافر بالحافر كما يقال مع مراحل تبلور الحركة النسوية في مصر ? باعتبارها النموذج الذي حظى بدراسة كثيفة وواسعة ? مثلما ذكرتها الدكتورة مارجو بدران في كتابها " فتح المداخل ? قرن على الكتابات النسوية العربية " () ? وإن كان متأثراً بها ? فمرحلة التبشير بالوعي النسوي ? وهي المرحلة الأولى في مراحل نشأة المنظمات النسوية ? التي بدأها مفكرون رجال ? من أمثال الشيخ محمد عبده ورفاعة رافع الطهاطاوي وقاسم أمين ( 1899) في مصر ? وجدت صداها في السودان ودفعت أحد رجال المجتمع السوداني المعروف بتاريخه النضالي الناصع في مناصرة الثورة المهدية والقتال في صفوفها ضد الاستعمار العثماني ? وهو الشيخ بابكر بدري ? لأن يفتح أول مدرسة لتعليم البنات في 1906? ? في مدينة رفاعة بوسط السودان . وقد جوبهت هذه الخطوة برفض اجتماعي حاد وحملة إعلامية عنيفة في الصحف السودانية آنذاك ? بدعوى أنها خطة استعمارية تستهدف طمس الهوية العربية الإسلامية ومسخ العادات والتقاليد السودانية ? ودعوة للفساد بإخراج النساء من منازلهن ? ولكن بمرور الوقت تم تقبل هذا الأمر بعد أن قام عدد من المثقفين السودانيين ? وكلهم من الرجال ? بقيادة حملة الدفاع عن حقوق النساء في التعليم والمشاركة السياسية ? منهم عرفات محمد عبد الله والشاعر يوسف مصطفي التني الذي أصبحت قصيدته " يا أم ضفائر قودي الرسن اهتفي فليحيا الوطن " شعاراً للمظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي ? وغيرهم من المثقفين السودانيين () . اما المرحلة الثانية والمسماة بـ " مرحلة الجمعيات النسائية الخيرية " () فقد اختلطت في نشأة الحركة النسوية السودانية بالمرحلة الثالثة والتي تتكون فيها منظمات نسوية تدافع عن حقوق النساء السياسية والنقابية وغيرها ? إذ نشأت معظم هذه المنظمات في فترة الأربعينيات وهي نفس فترة نشأة الأحزاب السياسية كما أسلفنا . ظهرت فكرة " نادي الخريجات " أول منظمة نسوية سودانية في عام 1914? إلا أن الحرب العالمية الأولى وتداعياتها حالت دون افتتاحه ? الذي تم في أعقاب الحرب ? وضم في عضويته عدد من خريجات المدارس () . ثم تكونت ( رابطة المرأة السودانية ) برعاية ( الحركة السودانية للتحرر الوطني ? حستو ) في عام 1946? . وفي أوائل 1947? نشأت ( جمعية المرأة ) التي يُتهم الاستعمار بتشكيلها () ? وفي نفس العام تمكنت الممرضات السودانيات للمرة الاولى من الاشتراك في نقابة الممرضين السودانيين ? وفي العام التالي أي 1948 تقدمت عدد من مدرسات المدارس الأولية بطلب لسلطات الاحتلال آنذاك للسماح لهن بتكوين نقابة ? ورفضت السلطات ذلك الطلب وسمحت لهن بتكوين اتحاد ثقافي حولته قيادته في عام 1949? إلى نقابة ظلت تعمل منفصلة عن نقابة المعلمين . وفي عام 1950? تكونت جمعية خيرية بمدينة الأبيض من بعض زوجات الموظفين والتجار . وفي يناير 1952 نشأ الاتحاد النسائي من عدد من عضوات رابطة المرأة السودانية سابقة الذكر، بالإضافة إلى بعض القيادات الأخرى ومن ضمنهن أول طبيبة سودانية الدكتورة خالدة زاهر ? وفاطمة أحمد إبراهيم أول برلمانية سودانية ? وحاجة كاشف ثريا امبابي ? الدكتورة سعاد الفاتح وغيرهم من السودانيات النشاطات في مجال العمل العام () ? والمعروف أن ثريا امبابي ? ? . سعاد الفاتح من كوادر الجبهة الإسلامية ? بمختلف مسمياتها ? المشهورة في السودان واللائى انقسمن عن الاتحاد النسائي في عام 1964? . 2. 2 فترة السودنة ( 1953 ? 1955) : عرفت مرحلة الانتقال الهادي للحكم إلى أيدي السودانيين من سلطات الاحتلال عقب التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي في فبراير 1953 بفترة السودنة () ? وقد شهدت هذه الفترة حملة قوية لحصول النساء على حقوقهن السياسية قادها الاتحاد النسائي بعد قراره في عام 1953? المطالبة بالحقوق السياسية للنساء ? وكانت نتيجتها حصول خريجات الجامعة والثانوي فقط على حق الانتخاب دون الترشيح (). كما شهدت هذه الفترة بداية العلاقة بين الحركة النسوية العالمية والحركة النسوية السودانية بانضمام الاتحاد النسائي على عضوية الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في عام 1954? ? وإلى الاتحاد النسائي العربي وكذلك الاتحاد النسائي الأفريقي () . وفي عام 1955? صدرت مجلة ( صوت المرأة ) وكانت صاحبة الامتياز فاطمة احمد إبراهيم ? وبالرغم من ملكيتها الخاصة إلا أنها كانت تعبر عن أراء مواقف الاتحاد النسائي .
2. 3 فترة الديمقراطية الأولى ( 1956 ? 195 : انحصر نشاط المنظمات النسوية القائمة في هذه الفترة في النضال من أجل حصول النساء على حقوقهن السياسية ? والنص عليها في الدستور، الذي انشغلت الساحة السياسية في السودان بالنقاش حوله في تلك الفترة ? وتكونت اللجنة القومية للدستور التي لم تحوي في عضويتها على أية نساء .
2. 4 فترة العسكري الأول ( 1958 ? 1964) : قام نظام عبود الذي انقض على الديمقراطية الأولى في نوفمبر 1958 ? بحل جميع منظمات المجتمع المدني في السودان ? بما فيها الاتحاد النسائي ? ولكنه لم يستطيع مصادرة مجلة ( صوت المرأة ) المعبرة عن مواقف الاتحاد باعتبارها ملكية خاصة ? وقد لعبت المجلة دوراً هاماً في استمرار عمل الاتحاد أثناء تعطله عن العمل رسمياً وأوصلت صوته إلى ومواقفه إلي الجميع ? وقد تركز نشاط الاتحاد في هذه المرحلة على العمل السياسي أيضاً والمشاركة في مناهضة الحكم العسكري . يختلف حول تاريخ نشأة الجبهة النسائية التي أسستها الأخوات المسلمات اللائى انشققن عن الاتحاد النسائي كما سبق القول ? فينما يؤرخ كتاب " الحركة النسائية العربية " لنشأتها بقبل ثورة أكتوبر 1964? ويتهمها بالتعاون مع النظام العسكـري الأول () ? يذكر كـتاب " المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في السودان " للدكتور حيدر إبراهيم ? ان الأخوان المسلمين قاموا بتشكيلها بعد ثورة 1964 () .
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى (Re: الجندرية)
|
2. 5 فترة الديمقراطية الثانية ( 1964 ـ 1969) : استطاع السودانيين / ات الديمقراطية وإسقاط النظام العسكري في 21 أكتوبر 1964م عبر العصيان المدني والمظاهرات الشعبية التي شاركت فيها النساء بشكل فعال ، كما يروي شهود العيان أنهن اشتبكن بضراوة وشراسة عندما اعتلين الدبابات التي انتهكت الحرم الجامعي لجامعة الخرطوم . ونتيجة للمشاركة الواسعة للنساء في ثورة أكتوبر استطعن الحصول على حق الترشيح وحق التصويت أيضا لجميع السودانيات بلا استثناء ، بعد ان كان حق التصويت فقط قصراً على خريجات الثانوي والجامعة ، كما فتحت الأحزاب السودانية عضويتها لهن لأول مرة في تاريخها ، عدا الحزب الشيوعي الذي ضم في عضويته نساء منذ تكوينه في 1946م ( ) . وفي عام 1965م قامت سودانيان بالترشح لانتخابات الجمعية التأسيسية هما ثريا أمبابي وفاطمة أحمد إبراهيم التي تمكنت من الدخول إلي الجمعية . ثم تكونت لجنة الدفاع عن حقوق المرأة العاملة ، من الاتحاد النسائي ، ومجلس العاملين الذي يضم اتحاد نقابات العمال ، والمعلمين ، والموظفين ، واتحاد الطلاب ، منظمات الشباب ، والتي تقدمت بمذكرة في أكتوبر 1967م تطالب بتحقيق مبدأ المساواة في الأجور ، ووافقت الحكومة على منحه للمدرسات وخريجات الجامعة فقط . واستمرت هذه اللجنة في مطالبها حتى تم إدخال الموظفات في الخدمة المعاشية في سبتمبر 1968م ، كما تم تعديل قانون المخدم والمستخدم لمنح النساء العاملات إجازة وضع بأجر كامل لمدة شهر قبل الولادة وشهر بعد الولادة بعد مضي سنة من الخدمة ( ) . ونشطت في هذه الفترة بعض الجمعيات النسوية الأخرى مثل رابطة المرأة الجامعية.
2. 6 الحكم العسكري الثاني ( 1969 ـ 1985) : قوض الانقلاب العسكري الثاني الذي قام به النميري في 25 مايو 1969م التجربة الديمقراطية الثانية في السودان ، وقام الاتحاد النسائي بتأييده في ذلك الوقت ، ولكن عندما بدأ النظام في معادة الشيوعيين عام 1970م ، هجم أيضا على الاتحاد النسائي باعتباره واجهة للحزب الشيوعي السوداني وتم حله ، وفي عام 1971م تم فصل عضواته من العمل واعتقال بعضهن وزجهن في السجون وأصبح الاتحاد يعمل بصورة سرية شأنه شأن التنظيمات السياسية والنقابية الأخرى ، وتركز نشاطه في مقاومة نظام الحاكم ( ). وتحت مظلة نظام النميري أُعلن عن قيام اتحاد نساء السودان الذي تزعمنه كل من حاجة كاشف ، فاطمة عبد المحمود ، أمال عباس ، خدوم عوض وأخريات ، كما شكل النظام أمانة المرأة ضمن الهيكل التنظيمي للاتحاد الاشتراكي التنظيم السياسي الأوحد في تلك الفترة. وفي عام 1975م نشأت أول جمعية علمية تهتم بالدراسات النسوية ولم تكن جمعية مطلبية او اجتماعية ،وهي جمعية بابكر بدري لدراسات المرأة ( ) .
2. 7 فترة الديمقراطية الثالثة ( 1985 ـ 1989) : عقب سقوط نظام النميري إثر الانتفاضة الشعبية في عام 1985 ،عاد الاتحاد النسائي للعمل العلني بعد إتاحة الحريات العامة . وفي نفس العام تكون اتحاد النساء الديمقراطي من عدد من عضوات حزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من المستقلات . وقامت بعض الأحزاب بإنشاء أمانات خاصة بالنساء . كما نشطت الجمعيات النسوية العلمية ، فعقدت جمعية بابكر بدري لدراسات المرأة مؤتمراً دولياً عن الخفاض ( المرأة الأفريقية تتكلم عن الخفاض في العام 1985م ) ( ) . وبرزت كثير من الوجوه النسائية في مختلف الساحات السياسية والنقابية والثقافية والأكاديمية .
2. 8 الحكم العسكري الثالث (1989ـ ) : في عام 1989م أطاحت جبهة الإنقاذ الوطني بالنظام الديمقراطي في السودان ، وقامت بحل جميع التنظيمات السياسية والنقابية والاتحادات النسوية والمنظمات الأخرى ، وعاد الاتحاد النسائي مرة أخرى للعمل السري وتشردت كوادره بين القاهرة ولندن ؛ ولم يسمع لاتحاد النساء الديمقراطي أي صوت . وقام النظام الحاكم في السودان بالمساعدة في تكوين الاتحاد العام للمرأة للسودانية الذي ضم في عضويته رموز وقيادات الجبهة النسائية التي أشرنا اليها سابقاً . كما تشكلت عدد من الجمعيات الموالية له مثل نهضة عزة وغيرها .. والتي تعتبر مهمتها الاولى هي التعبئة السياسية للحرب الدائرة في الجنوب والمساهمة في حشد قواها والإسهام في تمويلها عبر أنشطة زاد المجاهد وأخوات نسيبه وغيرها .. وفي العام 1992م نشأ التجمع النسائي السوداني الذي يضم في عضويته بعض الناشطات السياسيات المعروفات مثل السيدة سارة نقد الله ، ونعمات مالك وغيرهن ، وفي عام 1993م سير التجمع مسيرة لتسليم مذكرة آلي مكتب الأمم المتحدة بالخرطوم ورئاسة الوزراء احتجاجاً على الزج بطلاب المدارس في ساحات القتال الدائر في الجنوب ، دون علم ذويهم في بعض الأحيان ، فتصدى النظام بعنف لتلك المسيرة السلمية ، وقدم بعض المشاركات فيها لمحاكمة فورية ، حكمت بجلدهن في ساحة عامة ، كما لم يتم تنفيذ الجلد بواسطة السلطة المختصة بتنفيذ الأحكام بل قاموا بأمر السجينات في قضايا بيع الخمور والقضايا الأخلاقية بتنفيذ الجلد بحق المشاركات في المسيرة ، بل انه تم جلد سيدات يفوق عمرهن الستون عاماً ولهن مكانتهن المرموقة في المجتمع مثل الأستاذة سعاد إبراهيم احمد الأستاذة الجامعية المعروفة والتي تعد من أوائل السودانيات اللائى عملن في سلك التدريس الجامعي . تكون في الخرطوم في العام 1994م الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي بجهود واضحة للاتحاد العام للمرأة السودانية وقد جمع لهذا الحشد كل المنظمات النسوية التي افرزها تيار الإسلام السياسي . ونتيجة للظروف السياسية والاقتصادية في السودان بعد انقلاب 1989م وازدياد عدد السودانيين في الخارج ، والذين يقدرون بثمانية مليون سوداني / ية خارج السودان ، برزت بعض المنظمات النسوية للسودانيات في المهجر مثل جمعية مهيرة بمصر . وفي صنعاء تكونت في العام 1997م جمعية نسوية باسم ( مهيرة ـ جمعية نسوية سودانية ) فشلت مؤسساتها في الحصول لها على ترخيص رسمي وتسجيلها ، بسبب الإجراءات المعقدة لتسجيل مثل هذه الجمعيات ، والتي تشترط الجهات اليمنية موافقة السفارة السودانية على إنشاءها التي بدورها تشترط تسجيل جميع الجمعيات الأهلية وحصولها على ترخيص من هيئة السودانيين العاملين بالخارج ( الجالية السودانية ) ، والتي قامت في العام 1998م بإنشاء أمانة للمرأة وسمحت للنساء بالمشاركة في أنشطتها ، بعد ان كان من المحرم تقريباً دخول النساء إلى مبنى الجالية ، وبعد أن تعرضت عضوات جمعية مهيرة أنفة الذكر للطرد من مبنى الجالية بصنعاء عند محاولتهن ترويج وبيع تذاكر الحفل الخيري الذي أقمنه لصالح علاج إحدى السيدات السودانيات . وفي منتصف التسعينات أنشأت بعض أقسام الدراسات النسوية في جامعة الخرطوم وجامعة الأحفاد تهدف آلي إجراء البحوث والدراسات عن أوضاع النساء في السودان بغرض الحصول على الدرجات العلمية .
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى (Re: الجندرية)
|
3. من كوابح نمو وفعالية الحركة النسوية السودانية : 3. 1 كوابح ومعوقات اجتماعية ثقافية: يلاحظ أن المنظمات النسوية التي تمت استعراض نشأتها بعالية ،تعمل جميعها في شمال السودان أي منطقة سيادة الثقافة العربية الإسلامية باعتبارها ثقافة المركز ،وفي ظل التهميش للثقافات المحلية لم تستطع هذه المنظمات إحياء الإرث الثقافي الخاص بأوضاع ومكانة النساء في تلك الثقافات والاستفادة منه ( كما في الحضارة المروية القديمة مثلاً ، حيث كانت النساء يحكمن ويؤلهن ويشاركن في الحياة العامة وفي الإنتاج كالملكة أماني شخت وغيرها ) . وبالرغم من حضور ومشاركة السودانيات في الحياة العامة ، إلا أن موقعهن الدوني في بنية الثقافة العربية الإسلامية ، لم يحدث فيه أي تحول جذري منذ دخول العرب السودان في القرن الثالث عشر وحتى ، فهن لا يستطعن كسر الرأس حتى وإن اصبحن فأساً ؛ ولازلن يعاملن باعتبارهن ناقصات عقل ودين وميراث ، فلا يملكن حق الوصاية على أنفسهن أو على أطفالهن ( ) ، ولا يمكنهن السفر إلا بإذن وليهن ، هذا بالإضافة ألي ممارسة العنف الجسدي في شتى صوره وأبرزها الخفاض الذي لا زال ممارساً في شمال السودان حتى اليوم . افرز واقع الرق ـ الذي كان ممارساً بالرغم من تحريمه في أوائل القرن الماضي ـ ، واقعاً اجتماعي وثقافي معقد ، انعكس سلباً على نمو وفعالية الحركة النسوية في السودان ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار عدم معالجة هذا الموضوع في أدبيات أو برامج المنظمات النسوية ، فموضوع ازدواج منظومة القيم السائدة في شمال السودان وما يصح للرقيق اللواتي نلن حريتهن لا يصح للحرائر ( فمثلاً مهن التمريض والقبالة أي التوليد ، واحتراف الرقص والغناء او التمثيل كانت ولا تزال ينظر اليها باعتبارها من المهن التي لا يجب على العربيات ـ الحرائر المصانات ـ ارتيادها ، وتجد النساء من الأصول العربية صعوبة كبيرة للعمل فيها ) ، هذه الموضوع وغيره من المواضيع الشائكة ، كحرية اختيار الزوج من أصول عرقية مختلفة ( لا تزال النساء العربيات اللواتي اخترن أزواجهن من أصول عرقية مختلفة ينظر اليها العرب باعتبارها دون ، يعانين صعوبات وتعقيدات اجتماعية تصل حد قطع العلاقة بالأسرة إلي الأبد ) ، وغيره من المواضيع لم تجرؤ المنظمات النسوية على مناقشتها بحكم سيادة الثقافة العربية الإسلامية ، أيضا لأسباب أخرى كما سنبين لاحقاً .
3. 2 كوابح ومعوقات تاريخية: اتهمت كل محاولة لتغير وضع النساء في المناطق العربية التي وقعت تحت نير الاستعمار ،من قبل بعض القوى السياسية بالتعاون مع الاستعمار ، وتنفيذ مخططه لتدمير الهوية ، كما هو الحال بالنسبة لقضية تعليم النساء في السودان ، وما واجهه رواد التنوير في مصر من أمثال قاسم أمين وغيرهم. ولازالت هذه القوى تلوح بالتهمة ذاتها في وجه الحركات النسوية وأنصارها أي بالولاء للغرب وتنفيذ مخططاته الشريرة في هدم العقيدة والمجتمع العربي الإسلامي عبر موضوع المرأة . ونتيجة لنشأة المنظمات السودانية في خضم معركة الحركة الوطنية من أجل الحصول على الاستقلال السياسي فقد أثر ذلك تأثيراً كبيراً على ترتيب أولويات أجنده معظمها ، وظل الوضع السياسي والمشاركة السياسية للنساء فيه يأتي على الدوام في مقدمة هذه الأجندة ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة عند رصد نشاط هذه المنظمات . ، بل تعرضت المنظمات النسوية السودانية التي تهتم بالقضايا الاجتماعية او بالبحوث العلمية في مجال المرأة مثل جمعية بابكر بدري لدراسات المرأة للشكيك في أهدافها ومحاولة اتهامها بمولاة الغرب والارتماء في أحضان القوى الاستعمارية والإمبريالية وأن المنظمات الدولية ترعها وتدعمها مالياً بشكل يثير الريبة ( ) .
3. 3 كوابح ومعوقات سياسية: أشرنا في ما سبق إلي اشتراط المناخ الديمقراطي لنمو وفعالية منظمات المجتمع المدني جميعها ، والمنظمات النسوية تعد أكثر منظمات المدني حاجة للمناخ الديمقراطي كشرط نمو ، ولكن وكما أسلفنا أن أي نظام ديمقراطي لم يستمر في السودان لأكثر من أربع سنوات ، مما جعل هذه المنظمات تعمل في الغالب في سرية تامة إن لم تكن موالية للنظام الحاكم ، وحرمها من فرصة معالجة أخطائها التنظيمية وتطوير برامجها . ويتحكم النظام السياسي الحاكم في القوانين السارية والتي تحدد بدورها المنظمات التي يسمح لها بالعمل ومدى فعاليتها.وقد أضاف تيار الإسلام السياسي الحاكم ألان مزيد من التعقيدات في أوضاع النساء المتمثل في تراجع تعيين النساء في السلك القضائي ، وفرض (الحجاب ) وإلغاء حرية واختيار اللباس وتعرض الممتنعات عن ارتداه لمضايقات رجال شرطة النظام العام ، بل ومحاكمتهن بتهمة خرق النظام العام والآداب ؛ إلى جانب ما ترتب علي الكثير منهن من مسئوليات إضافية نتيجة لفقدان عائلهن في الحرب التي لا تزال رحاها تدور طاحنة سنوات شباب الكثيرين وموارد السودان التي هو أحوج اليها في عملية التنمية المنشودة.
3. 4 كوابح ومعوقات تنظيمية: تعد الاستقلالية من أهم الأركان التي يعتمد عليها تعريف منظمات المجتمع المدني ، ولكن المنظمات النسوية السودانية اتسمت في معظمها بعدم الاستقلالية ، فهي تارة أذرع لأحزاب سياسية ، ومجرد أبواق للنظام الحاكم تارة أخرى ، لذا نجد أن مطالب هذه المنظمات انحصرت في الحقوق السياسية والنقابية للنساء ، وعجزت أو لم تجرؤ على ملامسة تعقيدات البنية الاجتماعية والاقتصادية التي أنتجت الوضع الدوني للنساء ، لارتهانها لشروط وآليات العمل السياسي وعلاقته بمحاولة كسب الجماهير . كما أن عدم استقلالية الحركة النسوية السودانية عن الأحزاب أو النظام الحاكم تحكم في علاقاتها الخارجية بالحركة النسوية العالمية ، فبينما ارتبط الاتحاد النسائي بعلاقة وثيقة بالحركة النسوية في المعسكر الشرقي ( سابقاً ) ، والتي لم تكن تولى خصوصية وضع النساء العناية الكافة في إطار مرجعيتها الفكرية ، ويعلو فيها صوت القائل بان الصراع الطبقي هو جوهر الصراع ، و لا تلقي بالاً لصراع نساء الطبقات غير العمالية مع مفاهيم وقيم طبقتهن الذكورية ، وظلت علاقتها بالحركة النسوية في الغرب (اللبرالي) ضعيفة وتكاد تكون معدومة ، مما قلل من فرص الاستفادة من خبراتها وأساليب عملها والتأثر بها . وارتبطت الجبهة النسائية ومن ورثها من منظمات نسوية ( الاتحاد العام للمرأة السودانية وغيره ) بما عرف بالحركة النسوية الإسلامية ، والتي ظلت أيضاً منعزلة عن الغرب والشرق معاً باعتبارهما متآمرين على الإسلام ومخططين لتدميره ، فقد تم رفض المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالنساء ( مؤتمر القاهرة للسكان مثلاً ) وبل تم تأييد موقف الحكومة الرافض للتوقيع على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة تحت هذه الذرائع . لم يتمكن الاتحاد النسائي أو الجبهة النسائية ومن ورثها ـ باعتبارهما الفصيلان الرئيسيان في الحركة النسوية السودانية ـ من جمع قاعدة عريضة من السودانيات تحت رايتهما ، وبالتالي كان تأثيرهما على واقع النساء السودانيات محدوداً ، ويعود ذلك بالدرجة الرئيسية إلى عدم استقلاليتهما وارتباطهما في أذهان الشارع السوداني بأحزاب سياسية معروفة فالاتحاد النسائي ,إن أكد باستمرار على أن عضويته تتألف من شيوعيات ومستقلات ، إلا أنه ظل محسوباً على الحزب الشيوعي السوداني والأمر ذاته ينطبق على الجبهة النسائية ومن ورثها من منظمات نسوية فتعتبر ذراع لحركة الإسلاميين السودانيين .
وقد تأثر البناء التنظيمي لهذين الفصيلين وبشكل كبير ببناء الأحزاب العقائدية وصرامة المحاسبة التنظيمية فيها ، مما نفر العديد من العضوات المنتسبات لها من الاستمرار . أحجمت كثير من السودانيات الشابات عن الانخراط في هاتين المنظمتين بسبب اعتقادهما بتكلسهما وثباتها وعجزهما عن التجديد في فهم وطرح القضايا التي تهمهن ، إذ أن قيادة هاتين المنظمتين محتكرة من قبل جيل الخمسينات وحتى اليوم ، فظلت فاطمة أحمد إبراهيم هي القائدة والرمز للاتحاد النسائي ، بينما ظلت سعاد الفتاح هي القائدة والرمز للفصيل الثاني ، ولم تتاح الفرصة للأجيال الجديدة في البروز والتدرب على القيادة ومن ثم انعدام روح التجديد .
4 المناخ الإقليمي وأثره على الحركة النسوية في السودان : تزامنت نشأة المنظمات النسوية في السودان مع بداية صعود المد الاشتراكي في المنطقة العربية في فترة الأربعينات ، واستطاعت تحقيق معظم مكاسبها الرئيسية (المشاركة السياسية الكاملة أي حق التصويت والانتخاب ، المساواة في الأجور ، وغيرها ) في منتصف الستينات أي في أوج فترة ذلك المد ، كما تمكنت من الحفاظ على هذه المكاسب بسبب تبني المجتمع الدولي لقضايا النساء في منتصف السبعينات ، عندما أعلنت الأمم المتحدة ( عقد المرأة من 1975 ـ إلى 1985م ) . وبالرغم من هبوب رياح ما يسمى بالموجة الثالثة للديمقراطية وإحداثها تأثيراً طفيفاً في المنطقة العربية في التسعينات ، إلا أن أثر سيطرة التيار الأصولي الإسلامي تبدو واضحة على واقع النساء في المنطقة ، فما رفض مجلس الأمة الكويتي المصادقة على القرار الأميري القاضي بمنح النساء حق التشريح ، و الضجة التي أثارتها المطالبة بتعديل قانون العقوبات الأردني وإلغاء الشروط المخففة لما يسمى بجريمة غسل العار ، وزوبعة تعديل قانون الأحوال الشخصية المصري ( الخلع ) ، كذلك نفس الضجة حول خطة إدماج النساء في التنمية في المغرب ، وما تتعرض له النساء المطالبات بالتغيير من اتهام بالكفر والزندقة ناهيك عن إشاعة الرذيلة في المجتمع ( ) ، إلا دليل على واضح على التراجعات في وضع النساء والتي نتجت عن صعود ذلك التيار . وفي السودان وعقب وصول تيار الإسلام السياسي آلي سدة الحكم إثر انقلاب البشير في يونيو 1989م ، تم فرض الحجاب ( تغطية شعر الرأس ) على جميع موظفات الدولة وطالبات المدارس والجامعات ، دون مراعاة للتنوع العرقي والديني في السودان ، بل صدر قرار يقضي بإلزام جميع النساء الداخلات من المواني السودانية البحرية أو الجوية بوضع الحجاب بما ذلك السائحات . وحدثت تراجعت كبيرة في تعيين النساء في الهيئة القضائية ( ) ، حتى أن مسودة دستور السودان اشتملت على باب سمي ( المرأة والأسرة والضعفاء ) ، وإن كان قد تم تعديله في الصياغة النهائية للدستور وحذفت كلمة الضعفاء بعد أن أثير حوله نقاش كبير إلا مجرد وجوده في المسودة يشي بوضيعة النساء في فكر وذهنية واضعيه .
التراجعات التي حدثت في المكاسب التي حققتها النساء السودانيات عقب صعود تيار الإسلام السياسي بحاجة آلي أفراد مقال او دراسة أخرى .
سبتمبر 2000م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى (Re: Halema2)
|
العزيزة الجندرية ألف تحية وسلام وكل سنة وأنتي وكل المناضلات بألف سلام أوقع لكي في هذا البوست بما كتبته الأستاذة آمال عباس اليوم بجريدة الصحافة الصادرة في الخرطوم تاريخ 21/10/2003م، لكي ولها عظيم الامتنان ودوام التقدم والازدهار .عسى أن يكون امتداداً لما بدأتي فيه عن مناضلات أكتوبر والأستاذة أعتبرها من ضمن ذلك الجيل المخضرم .
باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي باسمك الشعب انتصر حائط السجن انكسر والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل كان خلف الصبر والأحزان يحيا صامداً منتظراً حتى إذا الصبح أطل اشعل التاريخ ناراً واشتعل * هكذا تغنى محمد المكي ابراهيم قبل ثمانية وثلاثين عاماً، الاربعاء الحادي والعشرين من اكتوبر عام 1964م.. كانت اربعاء علَّمت شعوب العالم معنى جديداً في دنيا النضال السياسي.. معنى ان تثور الجماهير من أجل الحرية.. ولا شيء غير الحرية. بعد ان سلمت قيادة حزب الأمة السلطة إلى قيادة الجيش خوفاً من تنامي حركة القوى الحديثة.. حركة العمال والمزارعين والمثقفين والتجار الوطنيين وهدفت إلى ان يقف المد المتزايد والمتجاوب مع حركات التحرر في العالم. واستمرت «حركة السابع عشر من نوفمبر 1958م المباركة» كما كان يسميها قائدها الفريق ابراهيم عبود يرحمه الله حكماً عسكرياً صرفاً يفتقر إلى العمق الشعبي ولكن مع ذلك تمكن من انجاز بعض مشاريع التنمية وكانت الحياة سهلة.. العلاج مجاناً التعليم مجاناً كل ضروريات الحياة مدعومة.. بل بدأت مشروعات الاسكان الشعبي. كان الغائب الاساسي هو الحرية.. حرية التعبير وحرية التنظيم.. ضاقت الجماهير قبل قياداتها الحزبية وكانت كلمات شاكر مرسال هي التميمة التي ترددها الجماهير ولدت سفاحا فما انت حر واجه مصيرك او فانتحر * على مدى ست سنوات كانت جماهير العمال والمزارعين والشباب والنساء تبحث عن الحرية.. الحرية والتجاوب مع ما ينتظم العالم من مفاهيم جديدة للديمقراطية ولمعنى ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان. * جاءت ثورة اكتوبر بهذا الفهم وانتصرت إرادة الشعب التي لا تقهر فقد كان الجرح غائراً وكبيراً.. جرح التسليم ساعدت مجموعة الضباط الاحرار التي انحازت للجماهير على تضميده وعلاجه وانطلقت اصوات المبدعين شعراً وغناء.. * ولكن لم تكتمل فرحة الشعب المتقدم على قياداته.. لقد زحفت قوى التخلف واغتالت معاني ثورة اكتوبر وهي ملبدة ولم تغب على طلائع المبدعين في الذكرى الاولى قال هاشم صديق صاحب ملحمة اكتوبر الشهيرة يعلن ذاك الاغتيال الذي تم بليل: اطفو الشمس وشيلو السواد وخلو الضمير يلبس ثياب يوم الحداد الليله يا ناسنا الغبش مات الجمر تحت الرماد والسيف نفس جوه الجفير والقيد حرز رجل الجواد * ومع ذلك وبعد مرور ثمانية وثلاثين عاما.. جاءت فيها مايو وبشرت بأنها امتداد لاكتوبر.. وظلت ستة عشر عاما.. ومع ايجابياتها ذهبت وجاءت ابريل 1985 وذهبت وجاءت الديمقراطية الثالثة وأعقبتها الانقاذ.. جاءت كل هذه الانظمة وما زالت الساحة السياسية تعاني.. والتنمية تتعثر والوحدة الوطنية تتعرض للاهتزاز والحرب تتمدد.. والامر كله يتدول حتى وصل كينيا.. واميركا.. والمانيا.. * والخوف ان يأتي السلام سواء أكان بالشراكة الثنائية او غيرها وبعدها نرجع الى المربع الاول.. * ولكن ومع ذلك كله نقول ما زالت بذرة اكتوبر ترقد داخل الارض بذرة معافاة ومحمية من التسوس.. بذرة تنتظر الماء ومتروك لهذا الجيل جيل المعاناة وجيل التضحية مهمة رعايتها حتى يأتي واقع الحرية والخبز والكساء والدواء والعلم. وكل عام وأنتم بخير هذا مع تحياتي وشكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى (Re: الجندرية)
|
الجندرية
سلامات وكل أكتوبر و الجميع بخير.
شكرا على اتاحة الفرصة لنا لقراءة هذا البحث. أعجبنى نقدك لعدم أو قلة الاهتمام بالدور النسوى فى المراجع التى تتناول القضايا العامة للصراع السياسى و الاجتماعى فى السودان.
بالنسبة للمجموعات النسائية التى تهتم بقضايا المرأة من جنوب السودان أتفق معك أن ما كتب عنهن للأسف قليل, و كذلك المجموعات التى تعمل فى مناطق أخرى تم تهميشها تاريخيا في السودان.
فى عام 1999 كنت فى نيروبى أقوم بعمل مقابلات مع النشطات فى المجموعات النسوية السودانية التى تعمل فى نيروبى و فى بعض مناطق السودان الجديد (المناطق المحررة بجنوب السودان و جبال النوبة)، حيث نستطيع التحدث عن بدايات حركة نشطة و فاعلة، و الجيد أن هناك بعض التوثيق و القليل من الأعمال التحليلية الان حول هذه المجموعات الان، و حول دور المجموعات التى تعمل وسط النازحات بالخرطوم. و بعضها كتبته أخوات من الجنوب.
ندي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى (Re: nada ali)
|
جندرية عاشت ذكري أكتوبر المجيده ولو كره المشككين، وأستغرب بعض من يقول أن أكتوبر أطاحت بأحسن حكومة مرت علي تأريخ السودان, أي حكومة هذه ومن جاء بها وكيف حكمت وما هي منجزاتها ، هل هي بيع أراضي حلفا , أم قبول المعونة الأمريكية ، أم رمي المناضلين في السجون ..أم ..أم ، ياسبحان الله ؟؟؟ التحية لكل المناضلات والمناضلين وأخص بالذكري العطرة أرواح الشهداء وعبرك أحي روح الشهيدة بخيتة الحفيان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى مناضلات أكتوبر الماجدات ... الحركة النسوية مرة اخرى (Re: Raja)
|
الجندرية سلام الله المبحث جيد جدا وفيه اختصار مفيد للغاية لجهود للباحث/ة عن تاريخ الحركات المرأوية فى السودان تحديدا وليته تمطى قليلا ليشمل بشكل اوسع تاريخ المنظمات المرأوية العربية. اجد انها مناسبة طيبة لاعادة نشر اغنية قديمة نسبيا
*****
شيلناها القفة بلاد صفيحة الموية وطبق الكسرة وقدح الزاد ملت الزير كتفناها بالجنزير قشت رشت زرعت حشت جازيناها بالاهمال ردى الاعمال وسوء القول وقصر البال وسوط السيد الجلاد وحمرة عين ابوى بالكاد تقول شكرا
*****
غسلت وفرشت ربت وهرشت صفقنالها بالبرطوش وسديناها جوة الحوش وحجبناها بالعكاز وبالخرطوش جمر العفة ولع قاد
*****
حلفت دفرت زهجت زفرت عرفت سفرت قرت الاية ولغة الضاد كسرت مرقت غربت شرقت طفت حرقت قابلناها بالنكران وبالكفران وثبتناها بالاوتاد وبالاجداد جدى وجدك حدى وحدك سدى وسدك واتحاوينا فى الاسياد سيدى وسيدك ترفع ايدك تشكم حرمة انت الفارس المقداد
*****
بتك خشت فى التعليم ياراجل ? جامعة ومدرسة؟! قرت الهندسة!!؟؟ ما سجم امك واختك عاد
*****
فتشنالها دروب القفلة لبسناها حجاب الغفلة سويناها حرمة وخادم بلعناها الغصة درادم برضك نطت مرقت برقت شالت وختت قلنا ولية وساكت شطت قرت اتمطت قلعت حقها بى ايدينها مشت الجامعة والكلية مشت الغابة والجمعية التاسيسية شالت حقنة وريشة ومدفع انت بتدفع اشتراكاتك برضو بتدفع رفعت علت طلت هلت ربطت حلت ويوم القدلة عديل اتجلت
*****
ذى ما انت قريت الجامعة هى قرت الجامعة وذى مانت حضرت الندوة هى حاضرة وسامعة وذى ما انت قصدت المعنى هى برضك قصدت وذى ما انت زرعت حصدت هى زرعت وحصدت انت رعيتها سعيتك وبهمك رعتم زيك شغل فهمك شلت المونة شالت زيك قلت تربى لى اخوانك ربت اخيّك انت حفيت فى دروب الدنيا ترب وتسعى حفيت زيك واكتر منك شالت ليك اولادك تسعة وقفت تناضل ضد الظلم وترفع راية الاصلاح وقفت زيك وغزت كوعها للسفاح اعتقلوك فى بيت اشباح اعتقلوها ف بيت اشباح وزى مالراجل مشى واستشهد وسجل موقفو ضد المشهد مشت استشهدت انت بتشهد
*****
يالخمسين تاجك فوق راسنا وعيدك يامّ العول اعراسنا ناذن ليك من فوق مسجدنا وجوة كنيستنا تدندن اجراسنا الظلموك ظلمونا كمان والباعوك باعو الايمان والحرموكى نسيم العافية شالوا العافية من السودان
1992
| |
|
|
|
|
|
|
|