خلص الصحفي هاشم كرار في زاويته "مشاهد" بجريدة "الوطن" القطرية اليوم 26 ديسمبر 2005 إلى رحيل الرئيس التشادي إدريس دبي من السلطة وإن نظامه في مهب الريح وفيمايلي ماكتبه الزميل هاشم : هل السودان يريد أن يصدر أزمته الداخلية في دارفور إلى تشاد‚ أم أن التشاد تريد أن تصدر أزمة الرئيس الذي ضعفت قبضته إلى السودان؟ إدريس ديبي ، رئيس التشاد حمل السودان مسؤولية هجمات على الحدود‚ يشنها منشقون أسسوا حديثا «الحركة من اجل الديمقراطية والحرية»، بدهيا وحدود تشاد الشرقية مع السودان مضطربة بأزمة دارفور - أن يفر المنشقون شرقا‚‚ وفي الشرق‚ يمكن أن يوحدوا صفوفهم‚ ومن ثم يشنون الهجمات‚‚ وفي الشرق «المضطرب» عمق استراتيجي وربما‚ دعم لوجستي لهؤلاء المنشقين وما كان يمكن لهذا الدعم الذي تتحدث عنه التشاد ليكون موجودا‚ لولا حديث آخر في السودان عن دعم تشادي لمتمردي دارفور خاصة أثنية الزغاوة ، التي لها امتدادات في تشاد ، ولها «السلطة» في نظام إدريس ديبي «هو نفسه من أثنية الزغاوة»‚تشاد «اثنيا» ، والزغاوة - تلك التي ينتمي إليها ديبي‚ هي الاثنية «الغالبة» على مستوى «المال»‚ ومستوى السلطة ، وحلم هذه الاثنية في الحكم‚ يتجاوز دارفور ، إلى «دولة الزغاوة الكبرى» تلك التي تضم إلى جانب دارفور‚ التشاد‚ وامتدادات أخرى ، من بينها جنوب ليبيا‚بالطبع‚ الدولة - أي دولة - تهيمن فيها على الاقتصاد والسلطة أثنية معينة - هي دولة مؤهلة لما يعرف بصراع الاثنيات ،مرض «الرئيس‚‚ وهو المرض الذي تسبب أيضا في ارتخاء قبضته الحديدية‚الزغاوة‚ في تشاد‚ احتشدوا لمواجهة خطر الانشقاقات‚‚ وهو بالمناسبة خطر كبير‚ ذلك وانه ضرب تقريبا القوة الضاربة في الجيش، أكثر من ذلك، «استصرخ» رغاوة» تشاد زغاوة دارفور ،أولئك الذين يقاتلون مع اثنيات أخرى أبرزها النور‚ الحكومة السودانية‚ وهو القتال الذي قلنا ألقى بتعقيداته (الإنسانية) على تشاد ، وألقى بمضاعفاته أخيرا‚ على علاقة التشاد بالسودان‚يحمد لإدريس ديبي‚ في بداية اشتعال أزمة دارفور، أنه ظل (على الحياد)، بل يحمد له أنه سعى ما استطاع لإيجاد حل للأزمة ، لكن مع تعقيداتها ومضاعفاتها ، والضغوط التي ضغطت عليه من الداخل ، يبدو أن الرجل (انحاز) إلى القبلية الممتدة،وهو ما (أغضب) السودان ، وهذا الانحياز هو الذي دفع بمنى اركوى زعيم إحدى الجماعتين المتمردتين في دارفور ، لقطع وجوده في (أبوحا) حيث مباحثات سلام دارفور ، والعودة سريعا ، إلى تشاد مع دمدمة مدافع المنشقين عن ديبي على الحدود ، ليدافع عن «الرئيس» الذي رضخ للضغوط (القبلية) وانحاز للدم القبلي (الزغاوي) في دارفور!هكذا ، يمكن فهم الأزمة ، التي نشبت بين السودان وتشاد ، وهي الأزمة التي أدخلتها أنجمينا أروقة مجلس الأمن ، تشاد تدق الآن طبول الحرب ، وتتوعد بمطاردة المنشقين الذين (تدعهم الحكومة السودانية) بحسب زعمها، إلى داخل السودان ، وهو مالا يمكن أن يقبله السودان إطلاقا، هل تندلع الحرب؟ذلك وارد، (خاصة إن التقارير الإخبارية تتحدث عن هجمات كبيرة للمنشقين التشاديين‚ ربما حتى على العاصمة)‚ما يمكن أن يقال اختصارا ، إن نظام إدريس ديبي أصبح في حكم الريح ، ولا ريح يمكن أن تغير الأنظمة في تشاد ، إلا تلك الريح التي تهب عليها من الشرق! أقرءوا تاريخ الأنظمة، مع الاستمرارية أو السقوط. التعليق :هل من مؤيد لهذا الرأي وهل سيطيح المنشقون من زغاوة تشاد بالرئيس ديبي؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة