رواية الطواحين ..نص للهجرة والخلاص (عن الايام الثقافي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2005, 01:39 PM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رواية الطواحين ..نص للهجرة والخلاص (عن الايام الثقافي)


    قراءة في رواية الطواحين لعبد العزيز بركة

    نص للهجرة والخلاص
    مصطفي الصاوي

    * استراتيجية العنوان:
    العنوان هو الاسم الذي يميز الكتاب بين الكتب كما يتميز الانسان بالسمة بين الناس، والعنوان يكون للكتاب، وقد يكون للفصول داخل الكتاب، ولكن عنونة الفصول ليست مطردة في الروايات.
    دلالة العنوان: يتسم العنوان بالايجاز ويختصر سلفا مغامرة الرواية ولكنه لا يكتسب دلالته الا بعد قراءة الرواية فهو يحيل الى:
    - ضرب من المعاناة (نقول في العامية السودانية شغال زي الطاحونة).
    - الرسم المصاحب يعمق المعنى (الدوامة).
    - في الصفحة رقم (5) عنوان اساسي (ثلاثية البلاد الكبيرة) والطاحونة (عنوان فرعي) اذن الكاتب يشير الى ان هذه الرواية نهرية وهي (رواية نثرية طويلة موضوعها حياة اسرة عبر اجيالها المختلفة)، وعادة تنقسم هذه الرواية الى مجلدات منفصلة بعضها عن بعض).
    - استخدام العناوين الفرعية.
    * الاستهلال الروائي:
    يبدأ النص بداية غرائيبية (غير مألوفة) (اخذ الريش ينمو على ساعدي اللذين اصبحا فيما بعد جناحاي كان في البدء زغبا ناعما ثم نمت الارياش العصفورية البيضاء، والرمادية بكثافة مذهلة) بهذا المنحى الغرائبي نتعرف على المكان (المحراب) والشخصية الاسطورية التي تحلق عاليا بحثا عن الحرية ويقطع السارد حروف الكلمة.. فيما يشبه صوتيا الارتكاز ليجئ الفصل ممهدا للاحداث ومشيرا لاحدى (ثيمات) النص.
    * الشخصيات:
    الشخصية (احد افراد النص، الخياليين او الواقعيين الذين تدور حولهم احداث الرواية القصة او المسرحية) ومن النقاد من يعتبرها مجرد خلق فني، اي شخصية على ورق. يتسم هذا النص بالتعدد الكمي للشخصيات، والتي تندرج في شبكة علاقات متباينة، القديسة تقابلها نوار، الاولى تنشد النقاء الروحي، والثانية مهمومة بنزعات الجسد، يمكن الاشارة في هذا السياق الى العزيز (مايا) الذي يشكل نقطة استقطاب لجميع شخصيات الرواية وهو فنان ملهم يقيم صرحا للحرية، يسكن الغابة تهوى اليه افئدة طلاب الفنون يشيد عالما يسمو عن العالم الواقعي. الملاحظة الثالثة في هذا الخليط المتباين من الشخصيات التي اتت الى منعزل (مايا) العزيز: اوروبيون، اسيويون، افارقة، انبياء، شحاذون.
    تسعى هذه الرواية الى ان تكون رواية شخصيات بدليل التعدد الكمي لشخصياتها، وكثرة تواترها في بؤرة السرد.
    قدم الكاتب في هذا النص شخصيات يعيش اغلبها صراع عنيف بين الروح والجسد مثلا القدسية تهجر زوجها وتعيش مع المختار، راغبة في ان يسمو بها الى افاق روحية، وفي ذات الوقت تشتهيه، بعد اخر في بناء هذه الشخصيات تمثل في الاعلاء من مكانة الجنيس (ممارسة الحب حق مشروع لكن من هو حري به) حتى (مايا) تلك الشخصية الجاذبة اغتصب مايا؟! حاول الروائي تقديم البؤر المظلمة في دواخل شخصياته اكثر من واقعها اليومي والمعيش، اضافة الى كونها ترنو الى الخلاص (راجع صلاة الخلاصة).
    * الاحداث الاساسية في الرواية:
    الاحداث الرئيسية في هذه الرواية، والتي حققت لها مفهوم السردية اذ وفرت للرواية العنصر السردي الاصيل وهو التحول تمثلت في:
    - طيران القدسية في الهواء ملكة متوجة للحرية.
    - حياة طلاب مدرسة الفنون، واساتذتهم، وعزلتهم وحياتهم (غير المألوفة) بالغابة.
    - الشخصية (الكاريزمية) مايا.
    - سرد حياة مداح المداح (قصة داخل قصة).
    - عرض حياة كل من: القديسة، مايا، وامين ونور سعد.
    - موت المختار، وسفر مايا.
    اذا سلمنا بأن ما سبق شكل الاحداث الاساسية في الرواية، فان هذه الاحداث قد بدأت باختلال توازن واضطراب (طيران القديسة)، ثم حققت توازنا في الفصول التي اعقبت الفصل الاول لتصل في الفصل الاخير بما يمكن ان يسمى التوازن الفريد (موت المختار) و (سفر مايا).
    * المكان ودلالاته:
    المكان في الطواحين يحيل الى عدة دلالات، منها النزعة الرومانسية وتجلت في الهروب الى الغابة والاستعصام بها والتوحد مع الطبيعة وارتبط بها المحراب (هل هو دين جديد) والعيش في الطبيعة البكر.
    ثمة فضاء جغرافي آخر وفيه المدينة الكبيرة، البيوت، ومعهد الفنون وهو الفضاء الذي هجرته الجماعة.
    والمكان في الرواية يشئ بطبيعة الشخصيات، وانماط سلوكها، وعكس طبائعها لاحظ (نورا ونوار) بيتهما امتاز بهندسته واشياءه التي تخالف اشياء اهل البلد.
    اماكن مشبوهة (الانداية) وكذلك اجزاء كثيرة من الغابة حيث مارست بعض الشخصيات نزواتها.
    المحراب مكان روحي، نشدت فيه بعض الشخصيات الخلاص.
    * زمن الرواية:
    يختلف عنصر الزمن في الواقع عن الزمن في السرد، ويختلف في الحكاية عن الزمن الطبيعي فالاخير هو زمن متواصل يسير مثل عقارب الساعة، اما زمن الحكاية فهو وقوع الحدث قياسا الى الزمن الطبيعي الماضي البعيد او القريب المحدد او غير المحدد والملاحظات الجوهرية في زمن هذا النص تجئ كما يلي:
    - الزمن في الرواية نهض على كسر النسق الخطي المتصاعد.
    - استخدام تقنية الفلاش باك.
    - افرد الكاتب فصولا مختلفة لكل شخصية، ليعود لتاريخها السابق ثم يقوم بدمجه بالاحداث الاتية.
    - يغيب الكاتب الزمن الواقعي ولكن ثمة اشارات داخلية في النص الى زمن التصحر، والجفاف، والمجاعة، وقمع الطلاب (كان المختار يختلف معه اختلافا كبيرا، الا انه كان يحترمه.. فهو يحرض على التظاهرات بالجامعة والسوق واينما وجد الناس ويشارك في اصدار الاعداد السرية من الجرائد الحزبية المحرمة بالقانون.. اطلقوا عليه الرصاص اما انه مات تحت التعذيب) المقتطف يحيل الى زمن اضمره الكاتب .
    * لغة الرواية:
    اللغة هي نسيج النص، ولحمته وسداه، والنص قد يشف، وقد يكشف كل مقاصده، ولكنه في الغالب ان يكون كثيفا لا شفافا، واي نص يجئ محملا بذاكرة اللغة في وعي الكاتب ولا وعيه، والقراءة تحوله الى عملية لا تنتهي من البناء، والتفكيك واعادة البناء يلاحظ في لغة النص ما يلي:
    - حاولت لغة النص جاهدة – بما توفر لها – ان تكون لغة اخبارية تنقل الحدث، او موقف درامي، او بناء شخصية.
    - في القليل النادر لجأت الى الشعرية.
    - قدرة الكاتب على تطويع اللغة، والسيطرة عليها نحويا وتركيبيا تقاصرت في مواضع عديدة (فهتف فيها صوت لا ادريه، صوت يدربني) يدري، دري، فعل جامد ليس له مفعول به / ونقول لا ادري عنه، او لا ادري به.
    - حاول الصوت الهاتف ان يدربني.. الالف واللام لا تدخلان على الفعل الا شذوذا.
    - (ولم ايضا افهم سببا) لا يدخل اي اعتراض بين الجازم والمجزوم.
    - تجئ بعض الصورة الروائية على مستوى بلاغة النص الروائي تحديدا الصورة الروائية مفتعلة وسقيمة في ظنى (لا ليست كلذة النصر، والتي هي شعور الطفل عندما ينظر لعضوه وهو منتصب رافعا سرواله متحديا اباه).
    - يرتبط بما سبق شيوع الالفاظ التي يمحها الذوق العام، بدرجة عالية من التواتر، ومن غير مبرر في (ولكنهم كأفراد رائعون لفتياتهم مقدرة غير محددة في الاشباع الجنسي)، وفي مقام اخر (الا انه كان دائما يفضل الاستمناء) بل يتفنن في نحت التعبيرات والالفاظ الدالة على فعل الجنس: مجاسدة، مفارشة، يفارش.. الخ.
    يبدو ان لغة الرواية في الطواحين تحاول ربما صدمة القارئ بهذه الالفاظ (الفاظ العيب) التي تتجاوز كما يوضح لنا علم اللغة الاجتماعي باساليب حسن التعبير، من ناحية اخرى النص في لغته يحاول خلق قطيعة مع اللغة المعيارية، اللغة النموذج وصولا الى ابداعية لغوية خاصة به لكن هذا التجديد اذا سلمنا به جدلا يصعب في حالة عدم التمكن من اللغة، مما افسد اللغة الحكائية وجعلها مشوشة للقارئ.
    * في دلالة النص:
    هذه الرواية تمنح من اكثر من بحر، مصادرها متعددة، فهو يجدل روايته من عناصر غرائيبية، وعناصر واقعية على المزج ربما يتناص فيه مع اعمال ماركيز فيما يعرف بالواقعية السحرية على سبيل المثال ريميديوس الجميلة في (مائة عام من العزلة) والتي ترتفع الى السماء (وهي تشير بالوداع في خضم خفقات اجنحة الاغطية المدهش وهي تعلو معها وتقاطع طبقات الجو حيث يتوقف الزمن)، ونرى في الانفصال عن العالم (عالم المدينة) عند ساكن والذهاب الى الغابة حيث الانطلاق اصداء من عزلة (ماكدندو) وحتى على مستوى التناص الاسلوبي نجده يصطنع تعبيرات ماركيزية (خبراء، مؤخرات .. الخ) ونشير ايضا لملمح يرتكز على التحليل النفسي يلجأ فيه الى وصف الانفعالات، التي تجتاح النفس الانسانية، واظهار طبائع المكر، والتمويه، (مايا حينما اغتصب القديسة) اعلاء للغريزة الجنسية، وتبقى الاشارة الى الخلاص، والحرية، ومفهوم الرحلة وعلى تلك الثنائيات نهضت دلالات النص، الاباحية، واتباع نواميس الطبيعة، قهر الجسد واباحة الجسد، عوالم واقعية واخرى اسطورية، وتبقى الطواحين، وتبقى الاسئلة الحائرة هل يمكن اعتبارها نصا للخروج، ام نصا يرنو للخلاص؟ وما دلالة تركيم الشخصيات، هل المختار صاحب كرامات ومخلص بالمعنى الديني؟ ومايا بشخصيته الكاريزمية هل هو عنصر خلاص ام ان الخلاص ياتي بتجريد نزعات الجسد، الى اقصى طاقات الجسد، هل شخصية حافظ اعادة انتاج لشخصية المثقف العضوي؟ هل يدعو النص للقدسية ام للاباحية؟ ترى هل هذا التمزق يمثل حالة ذهنية لمثقف غير قادر على الحسم؟
    مصطفي الصاوي
    http://www.alayaam.net/
                  

12-24-2005, 02:29 PM

ابوعسل السيد احمد
<aابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية الطواحين ..نص للهجرة والخلاص (عن الايام الثقافي) (Re: عصام ابو القاسم)

    عصام ابو القاسم
    أيها الرجل الودود
    سلام كتير "زي صوف الراس" و أشواق
    زدنا.. زدنا..!
    قبلا شكرا على المادة
    " الطواحين" عمل جميل جدا للجميل بركة ساكن


    بوعسل أبوعسل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de