دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد (Re: Sabri Elshareef)
|
ريما زهار من بيروت: يحتفل المسحيون كل سنه بعيد الميلاد المجيد بتاريخ 25 كانون اول/ديسمبر حسب التقويم الميلادي.عيد الميلاد هو ذكرى لولادة يسوع المسيح في مدينة بيت لحم وعيد الميلاد هو رمز للسعاده والابتهاج وخصوصًا عند الاولاد. في العالم كما في لبنان يختار الوالدين هدايا جميله لاولادهم ويحفظوها سرا عند بابا نويل. في ليلة عيد الميلاد ينتظر الاولاد بفارغ الصبر قدوم بابا نويل الى بيوتهم فمنهم من يرافقه باناشيد العيد وبقرع اجراس الميلاد ومنهم من ينتظروه في بيوتهم. يحتفل المسيحيون كذلك بهذا العيد بتزين شجرة في بيوتهم، فمنهم من يقطع شجرة طبيعيه من الحرش ليزينها ومنهم من يزين شجرة اصطناعيه. تزين شجرة العيد بالكرات اللامعه وبالاضواء المبرقه. هذا العيد يتميز كذلك بعادات الطبخ الخاصه به. ويرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديدد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر. ومع تحديد عيد الميلاد في 25 كانون الأول/ديسمبر أصبحت جزءًا من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزًا لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزًا لدمه المهراق من أجلنا. حتى أن تقليدًا تطوّر حول هذه الشجرة انطلاقًا من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر. فقد تم تناقل رواية مفادها أن جنود هيرودوس كادوا أن يقبضون على العائلة المقدّسة، غير أن إحدى شجرات الراعي مدّدت أغصانها وأخفت العائلة. فكافأها الربّ بجعلها دائمة الخضار، وبالتالي رمزًا للخلود.
هدايا واكسسورات في لبنان دبت في مختلف محلات الورود والهدايا والاكسسوارات حركة ناشطة للمواطنين من اجل الاستعداد لتقديم الهدايا وتزيين شجرة الميلاد. وبلغة بسيطة واضحة لا تعني غير المحبة والتسامح، في مناسبة الميلاد، تنافست المحلات في عرض ما لديها من ورود وهدايا وقلوب وردية حمراء وأشجار الميلاد الجميلة التي تضيء بمختلف الألوان المبهرة، في تظاهرة تعكس رغبة الجميع في الاحتفال بعام مضى من حياتهم بكل ما فيه من احداث مؤلمة، واستقبال عام جديد شعاراته الأمل والطموح والحب والتسامح. يقول جورج وهو بائع في احدى المكتبات الكبيرة المتخصصة في الاكسسوارات والهدايا ل"إيلاف":ان الفنادق والمطاعم والشركات والمواطنين يقبلون على شراء شجرة الميلاد وهدايا الزينة بأنواعها، ويرون في ذلك تعبيرا حقيقيا عن استقبال عام جديد. عمر بدوره،بائع زهور طبيعية، يؤكد ان اللبنانيين يقبلون على الزهور الطبيعية والورد خصوصًا في أعياد رأس السنة الميلادية ويزدادالشراء بشكل رغم اسعاره المرتفعة جدًا. ويقول جهاد، وهو يملك محلًا لبيع الزينة والاكسسوارات والهدايا ان الاقبال على محله كبير جدًا خصوصًا خلال الاعياد لان الجميع يريدون تزيين الشجرة ووهب الهدايا وقال هناك من يشتري شجرة عيد الميلاد، وهناك من يشتري أضواء وزينة ذات ألوان فاقعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد (Re: Sabri Elshareef)
|
المسيح الذي أعرفه
قد يختلف الناس في انتماءاتهم للمسيح أو مفهومهم للحياة والشركة معه، وقد يختلف الناس في دوافع مجيء المسيح إلى عالمنا الأرضي
أما المسيح الذي أعرفه وأحبه إلى درجة العشق ، فهو غير ذلك تماماً ، إنه ليس مجرد قربان يؤكل بانتظام على موائد العشاء الرباني أيام الآحاد ، وليس مجموعة من الطقوس أو الأوامر والنواهي التي ألتزم بها وأطبقها عن ظهر قلب دون زيادة أو نقصان ، أؤديها بانتظام ودون تأخير ، وهو ليس مجرد قطعة من الذهب أو الفضة على شكل صليب تحتضنها الأعناق إما للتبرك أو للزينة، وهو ليس مجرد نقوش تنقش على الأكف والسواعد، وهو ليس حركة تلقائية من السجود أمام صورته التي نجدها في الهياكل أو على جدران الكنائس
إن المسيح الذي أعرفه يختلف عن كل تلك الصور، فهو مسيح من نوع خاص، فريد في نوعه، فريد في شخصه، فريد في جوهره، فريد في قدرته، وفريد في خلاصه . ليس له مثيل، هو مسيح من نوع خاص حقا . لا يمكن لكلماتي أن تصفه بالدقة التي يستحقها
فأنا أعيشه، وهو لي الحياة ، هو الهواء الذي أتنفسه، هو البسمة التي ترتسم على شفتاي كلما تحاملت عليّ الأيام بالهموم والأحزان ، إنه فرحي ومصدر سعادتي ، هو ملجأي عندما يطردني الناس وهو حمايتي كلما هبت عليّ الأعاصير، وهو سندي الذي ألقي عليه كل أحمالي وأثقالي التي ينوء عن حملها كل مخلوقات العالم سواه ، هو لي الطريق والحق والحياة ، هو سراج لرجلي ونور لسبيلي، هو نوري وخلاصي، الذي معه لا أخاف شيئا
هو الماء الذي لا يعطش من يشربه، وهو الخبز النازل من السماء، الذي لا يجوع من يأكل منه، هو من أدعو باسمه فيأتيني بقوة ، هو من أطلب منه فأجد، ومن اسأله فيعطيني، وهو من أتعلق به فينجيني، هو من باسمه ارتفع، وهو من لا يفارقني في الضيق، ومن ينقذني في الشدة، ومن يصاحبني إن رفضني الناس، ومن يعزيني إن أهانني الناس، وهو من يقود سفينتي إذا عصفت بها رياح الشر من كل جانب
وأخيراً هو بهاء المجد الذي طلب موسى وتمنى أن يراه ، وهو المصالح الذي يمكنه أن يضع يداه على الإنسان والله كما تمنى وطلب أيوب ، وهو بلسان جلعاد كما طلب أرميا هو…..، هو….. ، هو…….. من لا تستطيع الكلمات أن تصفه، لأنه غير محدود، ذاك هو مسيحيّ أنا فقط من دون الناس، لكن ليس كل الناس، بل هو أيضاً مسيح كل من يطلبه ويعرفه ويعيش كما يحق لإنجيله
إن شخص المسيح فريد في نوعه ، جاء لأرضنا مبيناً جوهر الله الذي تجهله كل الخليقة .. وهو الركيزة الأساسية في خطة الله لخلاص البشرية ومصالحتها مع الله بعد السقوط المشين للإنسان الأول ممثلا في آدم الذي بخطيئته انفصلت إرادة الإنسان عن إرادة الله، وهيمن عليها عدو الخير، وتسلط الشيطان على الإنسان كل أيام حياته
ولأن الله قد احب العالم متمثلا في الإنسان عموم الإنسان، فلم يكن يرضى بأن يظل هذا الانفصال قائما إلى ما لا نهاية، ولأن الله قد أوضح لآدم إن عقوبة أن يخالف أمره وان يأكل من الشجرة هي الموت فقال:"لأنك يوم تأكل منها موتا تموت" تك17:2 .. لذا كان على الله أن يبطل هذا الحكم بعدله ورحمته ليعبر عن حبه للعالم، وكان المسيح محور هذا الحل ومحور تحقيق العدل والرحمة، وحجر الزاوية في خطة المصالحة بين الله والإنسان وإعادته ثانية لسلطان الله وإرادته
وأخذت خطة الله أشكالا متعددة ، وصورا مختلفة؛ لكن تلك الخطة كانت واضحة المعالم منذ الوهلة الأولى
فالمعروف أن آدم كان يعيش في الجنة بفطرته عاريا، لا يلتفت لأعضاء جسده ولا يعرف ما يجب ستره وما لا يجب إخفاءه . لكن عندما أكل من الشجرة وانفصل عن إرادة الله الحية بدا له ما كان خافيا عنه ، فشعر أن هناك جزء من جسده يجب تغطيته لأنه غير مباح كشفه أو(عورة) وحاول آدم جاهدا ستر تلك العورة فأخذ من أوراق الجنة وحاول أن يصنع له رداء يغطيه لكنه لم يصلح؛ لأن تلك الأوراق كانت تجف وتيبس وسرعان ما تتساقط ، ولأن الله أحبه وما يزال يحبه ، فصنع له جلداً يستر به عورته ، وكان هذا من جلد البهائم المذبوح ، ومنذ هذا التاريخ اتضحت معالم خطة الله، وهى أن الدم وحده هو الذي يستر عارنا الذي هو الخطية
البر يرفع الأمة وعار الشعوب الخطية - أم 34:14
وأخذ الله يجهز ويعد الإنسان لتلك الخطة ويؤهله لذلك ، لكن كان الإنسان يحتال بشتى الطرق على اقتراب الله منه مفضلاً البقاء في العزلة والانفصال عن الله عن طريق التحايل والكبرياء
فبعث الله الرسل والأنبياء لإعداد طريق الرب ليأتي ويخلص ؛ لكن لم تكلل جهودهم بالنجاح لأنهم لم يكونوا حسب المواصفات اللازمة للفداء ، فقد اقتصرت مهمتهم على الإعداد فقط ، الإعداد لمجيء المخلص الذي لا يتم الخلاص إلا به ، فقد كانوا هم أنفسهم خطاة وبحاجة إلى الخلاص ، لكن كان دورهم قاصرا على إعداد طريق الرب ، ونزع الأحجار منه وتجهيز مسكنه مقدسا
وكان آخر صوت نادى بذلك هو يوحنا المعمدان الذي ذكّر الشعب بما قد سبق أذيع على مسامعهم "صوت صارخ فى البرية اعدوا طريق الرب اجعلوا سبله مستقيمة……" أش22:60
ولعظمة يسوع ودوره في الخلاص تناولت سيرته جميع المسكونة، وتسابق الأدباء والعلماء والمفكرون في الكتابة عنه وعن أعماله وإبراز الآيات والعجائب التي أتى بها وتناقل العدو قبل الصديق سيرة المسيح منذ ولادته وحتى رفعه، وألفت في سيرته العديد والعديد من الكتب والمجلدات
ومن أكثر الذين أولوا المسيح اهتماماً وتقديراً يتلاءم مع شخصه ودوره هم العلماء والفقهاء المسلمون، فقد كتب الكثير منهم في مراجعهم ومؤلفاتهم ما يدل على احترامهم وتقديرهم للمسيح
وقد كتب المؤرخون المسلمون عجائب نسبت إلى المسيح لم يتناولها غيرهم حتى المسيحيون أنفسهم، وتكلم عنه القرآن الكريم بصورة مستفيضة وبدرجة لم ينل مثلها نبي أو رسول غير المسيح ، وكذلك النبي محمد قال في المسيح أحاديث لم يقل مثلها في أحد غيره حتى عن نفسه هو
وكان لهذا الاهتمام مغزاه ، إذ أن الجميع أدركوا محورية شخصية المسيح الذي لم ولن يماثله أحد في أعماله وفي خصوصية دعوته ، وبنظرة سريعة عما كتب عن المسيح وقع اختيارنا على بعض ما كتبه المؤرخون المسلمون ، وما ذكره المفسرون من أهل الثقة والاحترام في المجتمع المسلم ككل وخاصة ابن كثير، العلامة الجليل الذي ذكر في تفسيره، أثناء تناوله للآيات القرآنية التي تتكلم عن المسيح ، ذكر صفات وأعمال عظيمة لم يتصف بها أحد من قبل، وكتب أيضاً في كتابه المعروف "البداية والنهاية" الكثير عن أعمال المسيح
لكن نبدأ بالترتيب العجيب الذي يسرده لنا القرآن عن المسيح بدءاً من الإعداد المقدس لمجيئه بداية مما ذكر في سورة آل عمران فيقول : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين -آل عمران 33
وقال ابن كثير في تفسيره إن اصطفاء الله لآل عمران على العالمين، ذلك لأن منهم عيسى ابن مريم وذكر نسب المسيح حتى وصل إلى داود النبي في توافق رائع مع نسبه في إنجيل متى وذكر نفس الشيء الزمخشري في كتابة الكشاف بأن آل عمران هم عيسى ومريم الذي يرجع نسبهم إلى داود فى تسلسل مقدس كإعداد مقدس لحجر الزاوية فى خطة الله الخلاصية
ويسترسل القرآن الكريم فى إكمال الاختيار الإلهي والاصطفاء المميز فيذكر ولادة مريم بنت عمران إذ قالت امرأة عمران : رب إني نذرت لك ما فى بطني محررا فتقبل منى انك أنت السميع العليم
ذاك لأنها (امرأة عمران) أرادت من نذرها هذا أن تكون مريم أم المسيح بارة وبلا لوم تحيا فى محضر الله وتحت رعايته، لا تسجد لوثن ولا تدع مع الله إله آخر تحيا حياه مقدسة لأن منها سيكون قدوس الله؛ لذلك نذرته لله كما نذرت حنة من قبل ابنها صموئيل لخدمة الهيكل، لقد كان والد مريم باراً قوى العلاقة بالله، وهذا إعداد الهي فريد وعجيب
و يكتمل السرد القرآني بذكر ولادة مريم وقول والدتها "وليس الذكر كالأنثى" إلا أنها تقبل عطية الله بفرح وسرور، وربما كانت تعنى بذلك ان الذكر أفضل من الأنثى فى العبادة كما قال ابن كثير وابن الأثير، لكن في النهاية قبلت عطية الله بفرح ووهبتها لله وطلبت أم مريم من الله قائلة (أعيذها بك من الشيطان الرجيم) فاستجاب الله لها فأبعد الشيطان عن مريم منذ الطفولة لأنها ستحبل بالحمل الذي يرفع خطية العالم
وهنا يروى البخاري ومسلم فى صحيحيهما عن أبى هريرة، قال:قال رسول الله: ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها
وهذا الحديث الشريف فيه دلالة عظيمة على ترتيب الله وأعداده لخطته الخلاصية ، فالحديث يخبر أن كل مولود عموم المواليد يمسه الشيطان ، لكن الاستثناء الوحيد هو مريم وابنها وقد تكررت هذه الرواية مرتين فى تفسير بن كثير لأهميتها
وكبرت مريم وترعرعت فى رحاب الكنيسة (المعبد) تخدم الرب وتقوم على عبادته كما نذرت والدتها ، حتى عرفها القاصي والداني بالبتول الطاهرة المباركة بين النساء
ثم يأتي الوعد الإلهي، وتقترب خطة الله من نهايتها، وتنفيذ مراحلها الأخيرة، وفجأة تحمل مريم بلا ذكر وبلا زرع بشر، فلا نطفة، ولامضغة، ولاعلقة، لأن كل ذلك هو من المنى الذي يمنى(ماء الرجل) حملت مريم لكن من دون ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
حملت مريم بروح الله القدوس، وجاء ببشارة الحمل ملاك الرب في تطور لم تر مثله البشرية من قبل ، فقد ولد من قبل أنبياء كثيرون ، لكن ليس بهذه الطريقة ولا في هذا الوسط البار المقدس ، وما منهم إلا عليه ذنب يحاسبه الله عليه إلا المسيح
ويقول القرآن الكريم مصورا هذا الحمل العجيب، فيحكي لنا دراما الحدث الإلهي منذ بدايته، وحديث الملائكة مع مريم باصطفاء واختيار الله لها كوعاء يسكن فيه مخلص البشرية، جوهر الله القدوس " وإذا قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين . يا مريم أقنتي لربك وأسجدي وأركعي مع الراكعين" - آل عمران 42
هكذا نشأت مريم كما نذرتها أمها راكعة لله وساجدة له. لقد ظهرت بركة الله على مريم فى سن مبكرة كما جاء فى النص " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ، قال يا مريم آني لك هذا. قالت هو من عند الله….." - آل عمران37
قال الزمخشري في الكشاف " كان الله يرزق مريم فينزل رزقها عليها من الجنة ، ولم ترضع ثديا قط ، وكان زكريا يجد عندها فاكهة الشتاء فى الصيف، وفاكهة الصيف فى الشتاء" حيث كان زكريا يغلق عليها سبعة أبواب ، ولا يدخل عليها أحد إلا هو فيعجب من أين يأتي لها هذا الرزق
ويقول ابن كثير فى حق مريم تفسيراً لهذه الآية : روى عن هاشم بن عروة عن أبيه…عن على بن أبى طالب قال: سمعت رسول الله يقول : "خير نسائها مريم بنت عمران"، وعن أنس أن رسول الله قال "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران"، وعن أنس أيضا أن رسول الله قال: "خير نساء العالمين مريم بنت عمران"، وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران
وتبدأ ملامح الحمل العجيب فى الظهور على مسرح الأحداث بعد أن أكمل الله الإعداد المقدس لولادة قدوسه البار ويذكر ذلك القرآن الكريم فيقول : " إذ قالت الملائكة: يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" - آل عمران 45
لقد حملت البشارة إلى مريم ملائكة الله فى صورة فريدة لم تحدث ولن تحدث مثلها مع أي مولود آخر؛ تلك البشارة بكلمة الله، لقد كانت الكلمة هي البشارة، تماما كما قال يوحنا البشير في مطلع إنجيله "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله " يو1:1
لقد كان ذلك بالنسبة لمريم عار وسط قومها من اليهود، حتى يوسف خطيبها الذي لم يصدق ذلك، وذهب أليها يسألها عما حدث، فأجابته بأن ذلك ترتيب وإرادة الله، فصدقها يوسف، وروى ذلك ابن الأثير في كتابه الكامل
وهو نفس ما جاء به لوقا في إنجيله في الإصحاح الأول، وقد حفظ الله المسيح قدوسه من شئ كان ولابد أن يصيب كل أطفال المسكونة، وهو مس الشيطان؛ بل جعل له حجاب يحجبه عن الشيطان، وهو الحجاب الذي كان الله يكلم الناس من وراءه
فقد روى ابن كثير في تفسيره رواية عن أبى هريرة أن رسول الله قال "كل بنى آدم "يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمة إلا عيسي بن مريم ذهب يطعن فطعن فى الحجاب
وفي رواية أخرى " ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً إلا عيسى بن مريم" و لم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل كانت ملامح شخصية المسيح الفادي واضحة التحديد والمعالم بدءاً بسجود يحيى (يوحنا) وهو فى بطن أمه للمسيح (في بطن أمه) عندما تقابلت مريم مع أم يوحنا
فيقول ابن الأثير:" إن أم يوحنا (يحيى) قابلت مريم وهى حامل بعيسي فقالت لها : يا مريم أحامل أنت ؟ فقالت: لماذا تسأليني ؟. فقالت: " أنى أرى ما في بطني يسجد لما فى بطنك"
وهذا في غاية الأهمية فالسجود لغير الله يعد في كل المفاهيم شركاً وكفراً لكن هاهو الله يسمح للمسيح بأن يأخذ نفس الفضل فيسجد له يوحنا ، ويقول ابن الأثير : فذلك تصديقه
وهذا هو نفس ما جاء في إنجيل لوقا1:1 "ودخلت بيت ذكريا وسلمت على اليصابات فلما سمعت اليصابات السلام ارتكض (سجد) الجنين في بطنها وامتلأت اليصابات من الروح القدس . وصرخت بصوت عال وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك" لوقا40:1 -47
.إن ما ذكره ابن الأثير وما قاله ابن كثير يؤكد أن المسيح قد امتلك كل الصفات التي لم يمتلكها نبي من قبل ولن يمتلكها بشراً بعد المسيح، وعمل كل الأعمال التي لا يقدر أن يأتي بها إنسان على وجه الإطلاق، وتمت هذه الأعمال في تناغم وتوافق كامل مع الآ،ب أو ما يمكن أن نطلق عليه بإذن الله التي تعنى في اللغة (بمعرفة) الله
وقد سرد القرآن الكريم هذه الأعمال في سورة آل عمران وتناولها المفسرون بإسهاب ملفت للنظر فقال: "ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" ثم استطرد يبين أعمال المسيح الإعجازية فيقول : أنى اخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فانفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله، أبرئ ألاكمه والأبرص وأحيى الموتى بأذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. ومصدقا لما بين يدي من التوراة. ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم - آل عمران48-51
لقد أجمع المفسرون فى تعليقهم على هذه النصوص إن المسيح قد أحيا الموتى، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن المسيح امتلك سلطان الحياة والموت فبالإضافة إلى أنه قد أحيا الموتى فقد أمات الحي أيضاً وشفى المرضى وتنبأ بالمدخرات فى البيوت، و أضاف ابن الأثير في تاريخه إن المسيح كان يمشى على الماء ويسيطر على الرياح
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" أن المسيح قد أحيا وأمات وغفر الذنوب. وهو وحده الذي يملك سلطان أن يحل ما يراه طيباً ويحرم ما يراه خبيثاً - يحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث
ذاك هو المسيح الذي أعرفه ويعرفه الجميع مسلمون ومسيحيون، فهل فتحت قلبك له ليسكن فيه؟ هل طرق يوما ما على بابك فأصغيت إليه وأسرعت تفتح الأبواب المغلقة أمامه؟ هل سمعته يدعوك لتلقي عليه أحمالك وأثقالك فأجبت الداعي وألقيت عليه كل أحمالك وأتعابك ليريحك منها إلى الأبد؟ هل تريد أن تتلامس معه ليقودك إلى النور، وليكون سراجاً لسبيلك؟
إن لم تكن قد فعلت فسارع لأنك لا تدرى متى تحين الساعة، فكن مستعدا لذلك لئلا تقع في دينونة مخيفة . فقط سلم قلبك وحياتك إليه، فها هو ينادى بأعلى صوته ويقول: "تعالوا إلي" فسارع بالذهاب إلية لتشرب من ماءه، فلا تعطش، وتأكل من خبزه فلا تجوع ، وتتحد معه حياتك فتسير في نوره فلا تعود تمشى في الظلمة أبدا
حقا إنه المسيح الذي أعرفه، الذي يهدى التائهين للمسير، ويفك كل أسير، ويشفى القلب الكسير، معزى الحزانى، مشبع الجياع خيرات، مطهر البرص، مجبر الكسور، تعال إليه لا تبتعد عنه . أنه يسوع المسيح الذي باسمه سكن الريح . اله القوات، الذي يقيم الأموات، الذي لا يضل من سلك في نوره، الذي لا يقدر الشيطان أن يأخذ أحدا من رعيته فهو الراعي الصالح . إنه الصادق الوعد الأمين في وعوده، القوي في محبته، الذي يعطي بسخاء ولا يعير
فاقبله ولا تتردد ..الآن وليس غدا إنه المسيح الذي أعرفه وعليك أيضا أن تعرفه
إمضاء : بولس صادق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد (Re: Sabri Elshareef)
|
سفر التكوين (الإصحاح الأول)
في البدء كنت رجلا . . وامرأة . . وشجرة.
كنت أبا وابنا . . وروحا قدسا .
كنت الصباح . . والمسا . .
والحدقة الثابتة المدورة .
. . . . . . . . .
وكان عرشي حجرا على ضفاف النهر
وكانت الشياه . .
ترعى ، وكان النحل حول الزهر . .
والحياة . .
تنبض – كالطاحونة البعيدة !
حين رأيت أن كل ما أراه
لا ينقذ القلب من الملل !
(مبارزات الديكة
كانت هي التسلية الوحيدة
في جلستي الوحيدة
بين غصون الشجر المشتبكة!)
(الإصحاح الثاني)
قلت لنفسي لو نزلت الماء . . واغتسلت . . لانقسمت !
(لو انقسمت . . لازدوجت . . وابتسمت)
وبعدما استحممت . .
تناسج الزهر وشاحا من مرارة الشفاه
لففت في جسدي المصطك.
(وكان عرشي طافيا . . كالفلك)
ورف عصفور على رأسي،
وحط ينفض البلل.
حدقت في قرارة المياه . .
حدقت ، كان ما أراه . .
وجهي . . مكللا بتاج الشوك !
(الإصحاح الثالث)
قلت : فليكن الحب في الأرض ، لكنه لم يكن !
قلت : فليذب النهر في البحر ، والبحر في السحب ،
والسحب في الجذب ، والجذب في الخصب ، ينبت
خبزا ليسند قلب الجياع ، وعشبا لماشية
الأرض ، ظلا لمن يتغرب في صحراء الشجن .
ورأيت ابن آدم – ينصب أسواره حول مزرعة
الله ، يبتاع من حوله حرسا ، ويبيع لإخوته
الخبز والماء ، يحتلب البقرات العجاف لتعطي اللبن.
قلت فليكن الحب في الأرض ، لكنه لم يكن .
أصبح الحب ملكا لمن يملكون الثمن !
. . . . . . . . . . . . . .
ورأى الرب ذلك غير حسن !
قلت : فليكن العدل في الأرض ، عين بعين وسن بسن .
قلت : هل يأكل الذئب ذئبا ، أو الشاة شاة ؟
ولا تضع السيف في عنق اثنين : طفل . . وشيخ مسن .
ورأيت ابن آدم يردي ابن آدم ، يشعل في
المدن النار ، يغرس خنجره في بطون الحوامل ،
يلقي أصابع أطفاله علفا للخيول ، يقص الشفاه
ورودا تزين مائدة النصر . . وهي تئن .
أصبح العدل موتا ، وميزانه البندقية ، أبناؤه
صلبوا في الميادين ، أو شنقوا في زوايا المدن.
قلت : فيكن العدل في الأرض . . لكنه لم يكن.
أصبح العدل ملكا لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان –
الكفن !
. . . . . . . . .
ورأى الرب ذلك غير حسن !
قلت : فيكن العقل في الأرض . .
تصغي إلى صوته المتزن .
قلت : هل يبتني الطير أعشاشه في فم الأفعوان ،
هل الدود يسكن في لهب النار ، والبوم هل
يضع الكحل في هدب عينيه ، هل يبذرا لملح
من يرتجي القمح حين يدور الزمن ؟
ورأيت ابن آدم وهو يجن ، فيقتلع الشجر المتطاول ،
يبصق في البئر يلقي علي صفحة النهر بالزيت ،
يسكن في البيت ، ثم يخبئ في اسفل الباب
قنبلة الموت ، يؤوي العقارب في دفء أضلاعه ،
ويورث أبناؤه دينه . . واسمه . . وقميص الفتن.
أصبح العقل مغتربا يتسول ، يقذفه صبية
بالحجارة ، يوقفه الجند عند الحدود ، وتسحب
منه الحكومات جنسية وطني . . وتدرجه في
قوائم من يكرهون الوطن .
قلت : فليكن العقل في الأرض ، لكنه لم يكن.
. . . . . . . . . . . .
ورأى الرب ذلك غير حسن !
(الإصحاح الرابع)
قلت : فلتكن الريح في الأرض ، تكنس هذا العفن قلت : فلتكن الريح والدم . . . تقتلع الريح هسهسة ؟
الورق الذابل المتشبث ، يندلع الدم حتى
الجذور فيزهرها ويطهرها ، ثم يصعد في
السوق . . والورق المتشابك . والثمر المتدلي ،
فيعصره العاصرون نبيذا يزغرد في كل دن .
قلت : فليكن الدم نهرا من الشهد ينساب تحت فراديس عدن .
هذه الأرض حسناء ، زينتها الفقراء لهم تتطيب ،
يعطونها الحب ، تعطيهم النسل والكبرياء .
قلت : لا يسكن الأغنياء بها . الأغنياء الذين
يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا . . ولآلئ
تاج . وأقراط عاج . . ومسبحة للرياء .
إنني أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين ،
يموتون محتبسين لدى العزاء .
قلت : فلتكن الأرض لي . . ولهم !
(وأنا بينهم)
حين أخلع عني ثياب السماء .
فأنا أتقدس – في صرخة الجوع – فوق الفراش الخشن !
(الإصحاح الخامس)
حدقت في الصخر ، وفي الينبوع رأيت وجهي في سمات الجوع !
حدقت في جبيني المقلوب
رأيتني : الصليب والمصلوب
صرخت – كنت خارجا من رحم الهناءة
صرخت ، أطلب البراءة
كينونتي : مشنقتي
وحبلي السري :
حبلها
المقطوع !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد (Re: Tragie Mustafa)
|
الأستاذ صبرى الشريف ..
كل عام وأنتم بخير .. وشكرا جزيلا على هذا البوست الخاص ..
تأثرت بكلمات الأستاذ صادق بولس .. كم هى جميلة أن يعرف المرء طريق المسيح ..
فقط أرجو منكم أن تسمحوا لى باقتباس ما جاء به صادق بولس فى كتابه ( هكذا عرقت الله ) - أود أن أقتبس جزءا بسيطا عما كان يفعله ويشعر به قبل تعرفه على السيد المسيح : " شعرت بعد ذلك بضرورة ترتيب علاقتي بكل الناس كلُ حسب موقفه وفهمه للإسلام ؛ فكل من لا يقبل ما نقول فهو كافر ويعامل معاملة الكفار " لا يتخذ المؤمنون الكافرون أولياء من دون الله " ، لم جد في ذلك صعوبة لأننا كنا مدفوعين برغبة وحماس شديدين لأن نعيش كما كان رسول الله يعيش وكانت تتراءَى لنا صورة أبوعبيدة بن الجراح الذي قال عنه محمد أنه أمين هذه الأمة عندما قتل والده الذي رفض الإسلام ، كذلك صورة مصعب ابن عمير الذي لم يرضخ لتوسلات والدته وتركها تموت لرفضها الإسلام ، وكذلك أبو بكر الذي قال لوالده لو أنني أدركتك لقتلتك ، كل هذه الصور كانت تنمي داخلنا القسوة على الأهل والأصدقاء إن هم رفضوا إسلامنا ، ولم يكن ذلك لمجرد الكراهية بل على العكس كنت أتألم وأنا أرفع صوتي تجاه والدتي ووالدتي وأسب أخي وأخوتي وأهددهم بالقتل ، لكن الدافع كان الرغبة الصادقة لديّ لأن أطيع الله ورسوله وأصل إلى ما وصل إليه هؤلاء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وكنت أضع نصب عيني حديث الرسول الذي يقول : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه " .
انتهى الاقتباس ..
وشكرا أخى وشكرا للمتداخلين وكل عام وأنتم وهم بخير ..
أخوكم وعمكم العجوز .. أرنست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد (Re: Sabri Elshareef)
|
تراجي تسلمي وعيد يعود علينا وعلي العالمين بالخير والمحبة والسلام
سوداني عجوز او اخي الاكبر عمنا ارنست لك الاشواق ومزيدا من
الاعياد
محمدين شكرا لي توشيحك البوست بالعيدية تسلم
هالة الهالة الفائقة من العلم والمعرفة والتزام طريق
الحق والحقيقة العيد الجاي يحقق امنياتك وامنياتنا
| |
|
|
|
|
|
|
|