|
نحن .. و إدمان الفشل ........... ( التجربة في الرياض / السعودية كمثال )
|
نقلا عن المجلة السودانية :
نحن .. و إدمان الفشل .!! أسعد الريفى مساحات التواصل و التلاقى بين أبناء السودان تزداد ضيقا يوما بعد يوما .. بل ساعة بعد ساعة .. تلك النفوس المتسامحة و المتصافية تكاد تنقرض بين صراعات الجهوية .. و النخبوية و الانا الشيطانية.. و رغم أن العالم من حولنا و بواقع تقنياته و امكاناته اللامحدودة أصبح قرية واحدة مترابطة نجد أن أبناء السودان قد أبتكروا نمطا حياتيا فريدا للحفاظ على تلك الهوية التى يتنازع عليها أحيانا الابن و الاب .. الجماعة و الفرد. مفردات التجانس تكاد تندثر و مفردات التنافر و التناحر تتضخم و تنمو يوما بعد يوما .. خمسون عاما و البلاد حبيسة فى قمقم التهميش و ذكريات المناطق المقفولة !! و نتجاهل عمدا أدبيات الحياة الاجتماعية التى تطفو و تغرق وفقا لحالة مزاجية غير مستقرة .. فأنت سودانى فى نظر الحلفاوى و انت جنوبى فى نظر الشمالى و انت فلاتى فى نظر الجعلى و مسلاتى فى نظر الشايقى و رباطابى و هدندوى و مندكورو و ما خفى لن يكون اعظم.. تطورت هذه المفردات قليلا و أكتسبت بعدا عقائديا لتصبح انت شيوعى و هو كوز .. انت مستقل و أنا اتحادى أنا أنصارى و انت ختمى و انت مؤتمر و أنا شعبى .. و يتسع قاموس المفردات و يتجاوز الحدود ليضيف ناصرى و بعثى و علمانى و الغابة و الصحراء.. ضاعت خمسون عاما .. من عمر ارض مساحتها مليون ميل مربع.. خمسون عاما .. نبنى لنهدم و نوسع لنضيق .. و نعمر لنهدم ..! خمسون عاما .. من التجريب.. و التنظير .. ضاعت بين الحكم بالمقلوب و شقلبة العمود و ارتكاز الجماهير و مرتكزات الثوار و أفاق الانبهار.. و الانشطاح الفكرى!! ضاعت خمسون عاما و نحن لا نزال فى المربع الاول من البناء و التنمية.. مع ملاحظة ان امريكا بكل ما فيها بنيت فى اربعة اضعاف هذه المدة .. و ماليزيا و كوريا و اندونيسيا و دول الخليج و غيرها الكثير بنيت فى أقل من هذه المدة .. لكننا حالة فريدة.. الحالة السودانية !! و حتى فى بلاد المهجر و الاغتراب .. حيث خرج و استقر و توطن مئات الالاف من أبناء هذا البلد بحثا عن كساء أو دواء أو من أجل حفنة من الدولارات.. حالتنا متفردة لا تتجاوز نخبويتنا الجهوية .. ضاعت كياناتنا بين مفردات التناحر المتأصلة و أصبح كل همنا االكلمات المتنافرة و الكيانات المتبعثرة.. التى تكاد تكون ترجيديا لمسرحية واقعية يمكن ان نسميها " نحن و إدمان الفشل". و ختامها .. ما ذلك علينا ببعيد !!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نحن .. و إدمان الفشل ........... ( التجربة في الرياض / السعودية كمثال ) (Re: ghariba)
|
Quote: كلما تضيق مساحات الديمقراطية والحريات تزداد مساحات الجهوية والعنف
والتمييز بين المواطنين علي اساس اللون السياسي في شغل الوظيفة يدفع المواطن لهجرة وطنه ويولد الحقدلمن يبقي بالوطن وحكم الطغاة يفتح الباب أمام الغزاة
|
بالظبط كدا يا عبد القادر فقد لخصت ما كنت أود الإدلاء به فيما يتعلق بمقال أسعد الريفي
شكراً أستاذ صلاح لايرادك المقال وشكراً لاتصالك وأتوقع منك تحرك ايجابي كخطوة للقضاء على الفشل ولم الصف
تحياتي مجدداً
| |
|
|
|
|
|
|
|