|
حلفا .. أرون مسكا فالونغا !!!
|
بقلم : صلاح الدين عووضه
صديقى المحسى المقيم بحلفا الجديدة الفاتح شمّت ظل يلّح علىّ فى الآونة الأخيرة حتى بحّ صوته بأن اقوم بزيارة للمدينة التى لها دين علىّ فى عنقى تشهد عليه مساكن المؤسسة الزراعية، وتشهد عليه مدرستاها الاميريتان: الثانوية العامة والعليا، وتشهد عليه دارا السينما فيها: الوطنية وشرق، ويشهد عليه استادها الحجرى، ويشهد عليه رغيف البصاولة، ويشهد عليه أخيراً -وليس إخراً- «عسلها» و«طحينتها»..
الغرض من الزيارة التى كان يلح عليها صديقنا شمت هو الوقوف -كصحافى- على مدى التدهور الذى آل اليه حال المدينة في المجالات كافة: زراعية كانت أو صحية أو بيئية أو خدمية حتى لم تعد هى تلك المدينة الانيقة التي كنا نعرفها أيام الصبا والشباب.. يقول الفاتح شمت..
الزيارة المطلوبة هذه شاءت الاقدار ان ينال شرفها زميلنا المجتهد التاج عثمان رئيس قسم التحقيقات بالصحيفة، والذى هو اقدر منى -بحكم تخصصه- على القيام بهذه المهمة بينما باء بإثم المماطلة فيها ثالث الثلاثة -من حيث الصداقة والانتماء الى المنطقة ذاتها- صدقى فهمى متعللاً المرة تلو الأخرى بـ «مجابداته» المستمرة- كمدير لمصنع بالمنطقة الصناعية بحرى- مع ناس الضرائب، والجبايات، والنفايات، والـ «اتاوات!!».. وأدوات «عصر!!» الاستثمار المحلي الاخرى..
وبصراحة فان الذنب كله ليس ذنب صديقنا صدقى بتكاسله عن القيام بواجب «رفقة الطريق» وانما كان هنالك احساس يخامرني بأن الفاتح شمت يمارس هواية الـ «المبالغة» نفسها التى كان يمارسها خلال مراحل الدراسة هناك بغرض استدراجنا الى المدينة لاجترار ذكريات الايام الخوالي بين طرقات دبروسة والتوفيقية ومربع «6» و«مية على أربعة» وسوق المدينة حيث حلواني «الخيرات» وباسطته الشهيرة بالحليب والزبادى..
لم اكن اعلم ان المسألة «جد» الا بعد عودة زميلنا التاج عثمان من زيارته للمدينة وقيامه بنشر جانب من مآسى المواطنين هناك فى حلقات، اضافة الى ما اخبرنا به شفاهة حول جوانب اخرى تتعلق بالبيئة والخدمات واشكالات الزراعة مما يتطابق مع ما كان يخبرنا به صديقنا شمت هاتفياً من هناك مترجياً شخصى وصديقنا الدكتور كمال حنفى «ابن المنطقة» للمشاركة فى حملة «انقاذ» المدينة من تجاهل «الانقاذ» لها، والاخيرة هذه من عندياتى واتحمّل «تبعاتها» لوحدى وان كنت قد استخلصتها مما مُلّكت من معلومات حول «مواصفات» الذين تدفع بهم الحكومة لتولي مقاليد الامور هناك دون ان يبتسم «الحظ» لـ «موجوعين» بالمنطقة ولو لمرة واحدة!!..
اقرءوا معى هذا الخبر على خلفية ما ذكرت آنفاً لتقفوا على جانب من مآساة اهلنا الحلفاويين هناك:
«اكد مسؤول بمستشفى حلفا الجديدة ان التحقيق المصور الذى نشر أمس فى احدى الصحف «يعنى بذلك تحقيق زميلنا التاج عثمان الذى نشره بهذه الصحيفة عقب عودته من حلفا» فيه الكثير من المعلومات المجافية للواقع.. ورداً على سؤال حول الصور المنشورة للاعداد الهائلة من المرضي قال المسؤول ان هؤلاء «ليسوا مرضى وانما زوار عاديون فى انتظار فتح ابواب المستشفى»!!
ونحن بدورنا فى انتظار ان يفتح الله على الحكومة بكلمة «حق» ازاء مآسى مواطني حلفا الجديدة: صحياً وبيئياً وزراعياً وتعليمياً..
أما صديقى الفاتح شمت فاقول له: حقك علىّ.. أو بالأحرى: علينا نحن الاثنين.. أنا واخوى الكاشف «حنفى»!!
ونعاهد عبرك مواطنى حلفا الجديدة ان لا نضرب صفحاً -من هنا وماشى- عن أية قضية تهم مدينة لها دين فى اعناقنا كبير .
تصويبات
كلمتنا بالأمس تحت عنوان «الصحة والبيئة» حفلت بجملة من الاخطاء نعتذر عنها للقارئ الكريم وهي كالآتي:
* «تناولت» فيه المنظمات الدولية المختصة بدلاً عن «تنادت».
* وفي «الوقت» خصص فيه الاتحاد الاوربي بدلاً عن «وقت».
* عن نية اليونان «في» ارسال بدلاً عن حذف حرب الجر.
* تحمل «سواسيو» بدلاً عن «سواسيواً».
* سقوط الفعل «نقول» عن الجملة الاخيرة تكون كالآتي: وكما بدأنا بالفلسفة نختم بها «ونقول» ان هذا..
|
|
|
|
|
|